عنترة العبسي للمغتربين : أنتو ناس وَهَم ساكت

إلى صديقي ( الوليد زين العابدين .. القابض على جمر الغربة بيد من حديد ) و نزولاً عند رغبته في فلفلة معلقة عنترة التي ترقد في قاع النافوخ منذ إمتحان الشهادة ...
***
نواصل توارد خواطرنا مع فحول الشعراء الجاهليين ..
عنترة العبسي .. هذا الفارس الأسود .. يقال أن أمه جارية حبشية من جواري بني عبس .. قاسَى كثيراً لينتزع إعتراف أبيه به .. و مما زاد الطين بِِِلة .. هيامه بإبنة عمه عبلة .. ثم إستغلال عمه لهذا الحب و الهيام ليدعم به المجهود الحربي للقبيلة و يحميها بشجاعة عنترة المندلقة تحت أقدام عبلة.
خواطره تتعلق بأهداب وطننا.. و شعره يتنفس خلجاتنا شهيقاً و زفيراً.. و بصفة خاصة المغتربين في الأرض.
قال عنترة في معلقته الشهيرة :

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

الشعراء بلا شك هنا يعادلون المغتربين في الأرض .. فمن كثرة توهانهم و فقدانهم لتوازنهم صاروا يهيمون في كل بلد كصعاليك الشعراء ...و (المُتَرَدَم) هنا هي شوارعنا التي كلما رَدَم أحد الوُلاة الحُفر و الشقوق التي بها .. جاء الخريف الذي بعد الردْم مباشرة فيفضح مكنونات الردْم فيُعَرِّيها من الطبقة التي في سماكة ( الكِسْرة) .. فتفتح الحفرة ( خشمها ) و تقول : هل من مزيد.؟ فالشاعر يتساءل هل غادر المغتربون أصلاً هذه الشوارع المردومة ؟ لأن أهلهم يعانون و يعانون حتى موعد إجازاتهم لمشاركة أهلهم المعاناة نفسها.( هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ ).
و هنا الشاعر بحسه السوداني المتقدم بعدة سنوات ضوئية و الذي سبق عصره و زمانه ، يذكرنا بغربتنا التي نعود منها فنجد أن منزلنا الذي كان يقع ناصية .. أصبح (تالت) ناصية بقدرة قادر بعد أن تم بيع الميدان ، حتى لاصقتْ البيوت شارع الظلط. حتى أنني و الله في إحدى الإجازات لم أتعرف على منزلي الذي بنيته طوبة طوبة و بجهد السنين. فقد إنحشر إلى الداخل بعد أن كان ناصية. فإذن الغربة عند شاعرنا عبارة عن (تَوَهُّمِ) ليس إلا و نحن عبارة عن ناس ( وَهَم ساكت..( أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ )

وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوِيلاً نَاقَتِي أَشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدِ جثَّـمِ

الناقة هنا تعادل (العربية الأمجاد) التي تلف و تدور حول منزلكم بسبب ( رواكد ) الماء التي جثمتْ على صدر الشارع .. فلا أنت تستطيع النزول .. و لا صاحب ( الأمجاد) يسكت بل يزيد (نِقَّتِه) لأن المبلغ المتفق عليه أقل من هذه اللفلفة و الدوران بسبب برك الماء ، إذن أنت ( حبستها و حبسته طويلاً ).

فَوَقَفْتُ فِيهَا نَاقَتِي وَكَأنَّـهَا فَدَنٌ لأَقْضِي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ

طبعاً طالت المدة و أنت كمغترب مكنكش في ( الأمجاد ) و ما شاء الله ( الكِلْيَتين ) شغالات تمام بفعل السوائل ( حرامها و حلالها و التي بيْن بيْن .. كالشربوت ) .. و تضخَّمتْ المثانة و تريد أن تقضي حاجتك فلا تجد إلا أقرب حيطة فتُولي ظهرك للشارع المعطون موية و تزيد جراثيمه جراثيماً مستوردة و رغم أنك (مُتَلَـوِّم) في هذا التصرف غير الحضاري .. إلا إنك معذور قطِع شك ..

وَتَحُلُّ عَبْلَـةُ بِالجَـوَاءِ وَأَهْلُنَـا بِالْحَـزْنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

(الجَواء) منطقة سكن عشوائي ما مخططة ، يسْرَح و يمْرح فيها السماسرة دون حسيب أو رقيب.. سكنتْ حبيبة القلب في ( الجواء ) قبل أن تنتقل إلى مكان آخر هرباً من واحد شَرَّامي عاوز يعرِّسا بالعافية.. أما الأهل فسكنوا أول ما سكنوا (بالحّزَن) التي هي (الشجرة) .. ثم لظروف مالية قاهرة تتعلق بسوء معاملة الكفيل الخليجي لإبنهم الوحيد و هضم حقوقه و بالتالي لم يرسل المصروف لعدة شهور.. فتقهقروا إلى (الصمان) التي هي العزوزاب .. و ما أن إستقروا هناك حتى تقهقروا مرة أخرى إلى (المُتَثَلَّـمِ) التي هي ( حى الأندلس ) شبه العشوائية القريبة من جبل أولياء ... و ذلك بسبب جارتن ليهم عندها ظار و الزحمة قاجة في الشارع.

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ أَقْوَى وَأَقْفَـرَ بَعْدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

(طلل) هي بقايا بيتهم في قريتهم الذي ورثوه عن جدهم .. و لا يضاهيه قوة و متانة إلا (حَبُّوبْتَن) ليهم بيقولولها ( أم الهيثم) .. وِلْدوها بي (سنونا) و ماتت بي (سنونا) و يقال أنها كانت تَكُد الدوم الناشف و تنهشه كما لو كانت تستعمل منشارا كهربائياً. و لما ماتت يقال أنهم خموها في قفة عشان يدفنوها ( لأنها كانت مكوَّمة بعد أن أصابتها هشاشة عظام في أواخر عهدها بالدنيا أم قدود).

حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ عَسِرَاً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَـةَ مَخْرَمِ

حبيبة القلب كان أبوها دائماً خرمان و متقريف و رغم هذا ( يَشْحَد ) السفة من اللي يسوى و اللي ما يسواش حتى إشتهرتْ إبنته بـ ( إبنة مَخْرَم ) .. و الله أعلم .لأن هناك رواية أخرى تقول أن كلمة ( مخرم ) جاية من كلمة ( خُرُم) .. و عليكم بالقياس على ذلك .. و هلم خرما ..

كَيْفَ المَزَارُ وَقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُهَـا بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وَأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

بدَّلتْ الحبية مكان سكنها فسكن أهلها بعنيزتين ( و هو مكان قريب من عِدْ بابكر بدأها أول مَن سكن بها بغنمايتين و الآن يملك قطيعا يسد عين الشمس ) و الغيلم هو مكان الدهماء و الغوغاء حيث تتوقف مواصلاتهم بعد كل مطرة. و الكلمة مكونة من كلمتين ( غَىْ) و هو الضلال و (لَمْ) و هو الخَم .. حيث كان سكان المنطقة يبرعون في عمل كل ما ينعتهم بالضلالة .. ثم أُدغمتْ (الغَىْ ) في (الَلم) فصارت كلمة واحدة حسب رغبة المسئولين بمحلية المنطقة.

مَا رَاعَني إلاَّ حَمُولَـةُ أَهْلِهَـا وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

والد المحبوبة رجل عصامي في مجال التحميل.. بدأ حياته بعربة كارو ( قبينة واحدة ) يجرها حمار .. و عند رحيلهم خاف صاحبنا من منظر الحمار المربوط في طرف الكارو و هو يسفسف في ( عليقة ) عبارة عن خليط من الرماد المخموم من تحت الدوكة و من حفرة الدخان ( حمار ما عندو قشة مرة )...

وَخَلاَ الذُّبَابَ بِـهَا فَلَيْسَ بِبَارِحٍ غَرِدَاً كَفِعْلِ الشَّـارِبِ المُتَرَنِّـمِ

الحى الذي يسكن به زولنا و ككل أحياءنا .. فقد إنفرد الذباب بالجو و أقسم بأن لا يبارح هذه البيئة المثالية .. فصار (ينوني) كالسكران الشارب كاسين و يقعد يدندن و يترنم بأغنية حقيبة. و هو الذباب المعدَّل الأزرق اللون الذي كان يمارس هواياته هذه نهاراً جهاراً و لكن يبدو أنه إنطلاقاً من الحفاظ على حقوقه كاملة فقد صارت له وردية ليلية تباشر عملها حتى بواكير الصباح لتواصل وردية أخرى عملها طيلة النهار دون كلل أو ملل.

هَزِجَاً يَحُكُّ ذِرَاعَـهُ بِذِرَاعِـهِ قَدْحَ المُكِبِّ عَلَى الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ

الذباب لا يحك ذراعه بذراعه إلا أن شبع تماماً و وقف (لَطْ) .. تماماً كالذي يدنقر منشغلا لإشعال سيجارته من ولاعة (معصلجة) في عز الكتاحة. و الزناد الأجذم هو الولاعة التي لا تولع إلا بعد يلتهب أصبعك الإبهام من كثرة المحاولات ..

تُمْسِي وَتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشِيَّةٍ وَأََبِيتُ فَوْقَ سَرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ

الشاعر هنا عاوز يخلي العين تعلو فوق الحاجب .. فيحسد عبلة بنت الأكابر على نومتها فوق الحشية ( المرتبة المحشوة بريش النعام ) .. و يتعجب من نومته على سرج حصانه الأسود.

أَثْنِي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فَإِنَّنِـي سَمْحٌ مُخَالَقَتِي إِذَا لَمْ أُظْلَـمِ

الزول دة يبدو أنه كان ديمقراطياً و بيحب الراى الآخر و مَثَله الذي يحتذي به هو: ( العديل راى و الأعوج راى ) فها هو يقول للمحبوبة : أشكريني بالشيء الذي عرفتيه عني فأنا سمح الأخلاق حتى مع من يخالفني الراى .. و لكن إذا ظلمني أحد .. فليطالعني الخلا ..

فَإِذَا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعْمِ العَلْقَـمِ

أها .. جاب الفيهو الفايدة ..

وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ المُدَامَةِ بَعْدَمَـا رَكَدَ الهَوَاجِرُ بِالمَشُوفِ المُعْلَـمِ

عنترة كان من النوع ال مزاجو عالي جداً .. فلا يشرب المنكر إلا بعد هجعة الليل و سكون الجو.
(المشوف المعلم) هو الحى الذي كان ينسرب إليه ( ناس الكيف ) ليلاً بعد أن تسكن الحركة .. دون أن ( يشوفهم أحد ) و دون أن يتركوا خلفهم أي ( علامة ) لخروجهم .. لذا أسموها ( المشوف المعلم ) ..

بِزُجَاجَةٍ صَفْرَاءَ ذَاتِ أَسِـرَّةٍ قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشِّمَالِ مُفَـدَّمِ

لا يوجد هذا اللون من المنكر إلا عندنا ..خصوصاً أيام ( الشري ) و البارات و الإندايات.. فكانت هناك أنواع ملونة .. شري أبو رحط .. أبو ديك .. أبو حمار ..
أسرة جمع سرير .. و هنا إستعملها الشاعر كجمع لكلمة سر .. فالزجاجة تهمس للشارب بأسرار لا يفقها إلا شارب الصنف .. أما (الأزهر في الشمال مفدم ) هو كيس الترمس .. و لم يقل الأزهر في اليمين لأن الكأس مجراها اليمين .. و في رواية أخرى الأزهر المفدم فول الحجات ( مدمس) بالقشرة ذات اللون الكبدي أو الأحمر .. و أيام عنترة كانت ألوانها زهرية و تبدلتْ ألوانها بفعل التصحر و الجفاف و تهجين التقاوي...

فَوَدِدْتُ تَقْبِيلَ السُّيُـوفِ لأَنَّهَا لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ الْمُتَبَسِّـمِ

ما أجمل هذا البيت. ما نقدر نقول فيهو أي شي. الشاعر كأنه يريد أن يقول بمفردة سودانية بحتة : عشان خاتر عيونك .. ممكن أمشي الدفاع الشعبي ذاتو ..

لَمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلْتُ أُرِيـدُهُ أَبْدَى نَواجِـذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّـمِ

نوع يخاف و لكنو ما يختشي.

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لَهَا اذْهَبِي فَتَجَسَّسِي أَخْبَارَهَا لِيَ واعْلَمِي
قَالَتْ : رَأَيْتُ مِنَ الأَعَادِي غِرَّةً وَالشَّاةُ مُمْكِنَـةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمِ

عندنا في السودان نقول : فلان دة وكت يتفلهم بيسوي جيب في السروال ..
و عنترة من غنائم الحرب سوالو جارية ..
يذكرني هذا بشيء غريب جداً .. فكل الذين فاجأتهم النعمة بعد الإغتراب .. يتناسون شظف العيش القديم و كل ما يذكرهم به .. بل يتمادى البعض في البوبار و الصرف البذخي و كأن هذه الغربة شيء مستدام .. و كأنه يضمن دوام الحال الذي هو من المحال ..
ما علينا ..

نُبِّئْتُ عَمْرَاً غَيْرَ شَاكِرِ نِعْمَتِي وَالكُفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ

هنا عاوز يقول : إن أنت أكرمت الكريم ملكته و إن أكرمت اللئيم تمردا ..
أو بلفظ سوداني ( الحسنة في المنعول .. زى إنفلونزا الطيور ) ..

وَلَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

أبو عبلة .. اللي هو عم عنترة .. بيحب نومة القايلة .. أو نومة الضحا .. لذا فإن حديثه لعنترة بيكون ما مضمون و ما موثوق لأنو بيكون كلام زول شايلو النوم و ما بيعرف هو بيقول في شنو .. فتجد شفايفو بيتحركن بالكلام .. لكن الحروف ما بتطلع كويس .. خاصة فيما يخص موضوع زواجو لعبلة .. يقوم يكلمو مخصوص زى الزول ( المسنسن ) بي شربوت غتيت يوم العيد و ضارب أم فتفت و مرارة و كمونية و راسو أتقل من حجر الطاحونة .. و عنترة ما هو هين .. بيحفظ الكلام دة و بيواجه بيهو عمو بين رجالات العشيرة ..

وَلَقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ وَلَمْ تَدُرْ لِلْحَرْبِ دَائِرَةٌ عَلَى ابْنَي ضَمْضَمِ

ناس ضمضم ديل كانوا بيقولوا لأبو عبلة ( العبد دة كان إتزوج عبلة دي .. ياها ال بينَّا و بينك .. و بنشيل حالك و حال قبيلتك ) .. أها عنترة هني بيتمنى ما يموت قبال يداوس الضماضمة ديل ..

الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتِمْهُمَا وَالنَّاذِرِيْنَ إِذْا لَقَيْتُهُمَـا دَمـِي
إِنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَاهُمَـا جَزَرَ السِّباعِ وَكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَـمِ

و من يومها .. صقر الرمة بيتحاوم عند مشارف كل مضارب فيها ظلم ..

السلام عليكم ورحمة الله
, استاذنا جلال.
ثم صمت في حرم الجمال.

الحبشي

عزيزي الحبشي

سلام كبير و مودة
شكرا على المداخلة

غايتو أنا إتفشيت في الأستاذ محمد عمر ( طيب الله ثراه ) ...
صرامته جعلتنا نحفظ المعلقة عن ظهر قلب.
و شرحه الذي كان أصعب من كلمات المعلقة و بلغة عربية موغلة في الفصحى ..
كل هذا و ذاك .. جعلتني أتمرد على النص البديع هذا ..
نسيت أن أستميح عنترة عذرا ..

أرقد عافية

ابا جهينه لعمري هذا هو الابداع
حييت يا اخا العبسي

Doma

سلام كبير و تحية عطرة

مشتااااااااااااااقون لك و لقلمك ..
سعدت لمرورك على مضارب العبسي. و أشكرك على المداخلة ..

دمت لنا

أرقدي عافية

الحبيب ابوجهينة

لك التحية والاحترام

حقا سيدى كما قال ولد اي سليمان أى قول يفسد جمال المقطوعة اعلاه

الله يديك العافية يا سيدى

وكان نسيبي يجيد اللف ( السفر )و( العمة) وأظنه لف البنقو . ما هذه الدرما التصويرية والتفسيرية لتلك الذات المتمردة على غول الغربة والهواجس المستأسد .
واصل نقرأ ونطبق عملياً ما ينطبق علينا ( نقيس ونلبس )
متابعين ....

الحسيب النسيب عبدالرحمن الحلاوي

تحية و مودة

Quote: الذات المتمردة على غول الغربة

كمان فوق غول الغربة .. هذه الذاكرة المترعة بعشرات المحطات المتقاطعة مع مناهج المدارس زمان ..

تعرف يا عبدالرحمن .. كنا نتحمس جداً لحصة شرح المعلقة .. لأننا كنا نرى في عنترة الزول المهضومة حقوقو .. و خاصة حقو في ( الجكس ) بتاعتو ..
أستاذنا النحرير كان بيقول ( سيبكم من عنترة و الفردة حقتو و إتعمقوا لينا في المعاني اللفظية و المحسنات البديعية ) ..

أرقد عافية

عزيزي عمدتنا قرشو

تحية و محبة

شكراً على المرور في مضارب بني عبس ..

أرقد عافية

أبا جهينة أخوى

بعد التحيات طبعا

الله يديك العافية والصحة ليك وأهلك

والله عفيت منك تب

أهو دا البوست اللى بيريح الواحد

ثقافة واستمتاع وحك طايوقق

عشان الواحد يلحق المعانى

وأها ما يجونا بتاعون الشكل

ويحرفوه لينا

لا دا هظار ساكت

حقو البوست دا يثبت يابكرى

وبرضه أناعه تثبت وللأبد



صديق ضرار

عزيزي جدا صديق

محبتي و مودتي
و لك التحايا العطرة

سعدت لولوجك خيمة هذا العنترة ..
أحياناً أتساءل : إن كان هذا الشاعر مثلاً يعيش الآن في إحدى بوادي السودان .. ماذا كان سيكتب و هو الذي كتب منذ عشرات السنين شيئاًيمازج بعضا من خلجاتنا .؟؟؟

لك كل التقدير

أرقد عافية

ابوجهينة ابن عمي
مسكاقمي
أبداع في أبداع
واصل ابداعك
لزيادة المتعة

الاستاذ أبوجهينة ..

ما فعلته مع عنتر .. يعتبر إجتهاد لا يضيره أنه في النصوص ما دامت الفكرة عدم الارتهان
لنصوص تجاوزها الواقع .. ولم يعد هنالك من يعف عن المغنم .. فالنعد قراءة جماعتو كلهم .. ولا نستثنى حتى زهيراً.

أستاذنا النحرير و صديقي الحميم محمد عبدالجليل
سلام كبير و سعيد بولوجك مضاربنا

Quote: فالنعد قراءة جماعتو كلهم .. ولا نستثنى حتى زهيراً.

في بوست سابق كتبتب عن معلقة الشاعر أبي الأسود عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي .. و الشهير بعمرو بن كلثوم ..
إليك الرابط

ود كلتوم .. خواطرك وصلتْ

و كذلك بوست آخر عن الأعشى لم أجد الرابط الخاص به.

أرقد عافية

إبن عمي حمزاوي الهميم

تحياتي لك و محبتي الدائمة

مسكاقمي

ربنا يمتعك بالعافية و الصحة و الرجعة الهنية لكرمة البلد و تمد من تاني كرعيك على موية النيل و تقرقش الرطب عز الدميرة ..

آمين

أنت يا جلال
يا ابا جهينة

إنسان خلاّق
ومبدع حقيقى

ولو كان ذلك العبسى الجميل معنا الآن
لخصص لك معلقة كاملة

ولكن يكفى أن محبتنا لك وتقديرنا
معلقة على جدران الأرواح وفوق استار القلب

إنشاء الله تسلم وتسعد

قول آمين

أبا ذر الحبيب و الصديق الحميم

تحية تحفها المحبة

Quote: ولكن يكفى أن محبتنا لك وتقديرنا معلقة على جدران الأرواح وفوق استار القلب

و ستبقى فينا يا أبا ذر سحاباً مثقلاً بالمزن الدائم .. حفظك المولى و رعاك

أرقد عافية

فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ

وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

جهينة

سلامات

مرة كنت أطالع في صحيفة سودانية محسوبة على الحكومة ، أيام الكشات الخاصة بتجنيد الشباب في الدفاع

الشعبي ، وجدت فيها كراكاتير يصور عنترة وهو حالق شعرو على طريقة الاولاد الحناكيش ولابس بنطلون جينز

وكان مستانس بونسة مع حنينته عبلة ولمَا شاف (دفار) الكشة قال لعبلة.. شتات يا فردة اشوفك

بعدين لو ما لحسونا

طبعا ده كان تصوير بليغ لنرجسية النظام في ممارسة القهر ، والكراكاتير مقصود بيهو تخويف الشباب

ولو كانو في شجاعة عنترة

عزيزي حيدر

تحية و مودة و تقدير

Quote: وكان مستانس بونسة مع حنينته عبلة ولمَا شاف (دفار) الكشة قال لعبلة.. شتات يا فردة اشوفك بعدين لو ما لحسونا

أها شوف ديل و شوف عنترة العبسي زول الدواس .. يفتش للبع محل ماهو في ..
طبعا زولنا العبسي شجاعتو و قوتة نفعنو في رفع رصيدو عند عمو عشان زواج عبلة ..
أها عنتر في زمن الدفاع الشعبي ما عندو قضية مع لا مع حرب الجنوب و لا عندو سبب يكاتل من أجل ( حنينتو ) لأنها راضية بي حنكشتو و حامدة ربها ..

سعدت بمرورك
أرقد عافية

بجيكم راجع بحول الله

الأخت العزيزة آمنة مختار

سلام مربع و تحية و تقدير و مودة

Quote: فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

العلاقة بين المطية ( عربية كانت أو حصانا ) .. هي علاقة تُقَارِب العلاقة بين بني البشر ..
و يقودني هذا يا أمنة إلى أن الجمل يجول في صحرائه بذكاء عظيم. و لكنه يقال أنه غتيت جدا ..
فذات مرة ضرب إعرابي في بوادينا ناقته ضربا مبرحا .. و لأن الإعرابي يعرف غتاتة الجمل .. فقد غطة عدة حجارة على فراشه ثم أنزوى بعيدا يراقب الناقةالتي كانت باركة و هي معقولة الأرجل ( مربوطة )..
فزحفت حتى أتت فراش الرجل و وطأته و صارت تهرسه هرساً .
فخرج الإعرابي من مكمنه ضاحكاً
فإنفجرتْ بطن الناقة من شدة الغيظ و ماتت ..

***

العربية ... أي صوت نشاز أو غريب فيها بيتعرف مباشرة .. فننطلق بها إلى طبيبها الميكانيكي ..
أليس هذه لغة ؟
ود سيدأحمد .. في قريتنا يقال أنه كان يأتي باكراً عند مربط أبقار الساقية .. فينتقي الأبقار التي ستجر الساقية .. و كان يقول : أعرف البقرة و الثور الذي لا مزاج له في العمل من نظرة عينيه.
أليس هذا حوار أعين و كلام صامت ؟

معليش يا آمنة .. سرحنا بعيد

أرقدي عافية

طبعا عنترة سودانى أصيل

بدليل إنه قد قابل صديق لى

فقد كان صديقى يقود سيارته فى شارع العمارات بالنصف

هذا منتصف الستينات

فسمع خلفة حوافر حصان يجرى

فالتفت إليه

فلامه عنترة لأنه كان قد كتب مقالة عنه

فى صحيفة سودانية يذكر فيها أن عنترة أصله سودانى

رجع صاحبنا إلى مصادره فوجد :

يدعون عنتر والرماح كأنها

أشطان بئر فى لبان الأدهم

فازور من وقع القنا بلبانه
وشكا إلى بعبرة وتحمحم

ما زلت أرميهم بثغرة نحره

ولبانه حتى تسربل بالدم

وقال لعنترة :

لأنك غير ناطق بالعربية فلم تجد

للصدر غير كلمة واحدة فى معناه

وحسبت أنها كلمة جديدة جميلة

فاستعملتها ثلاث مرات فى ثلاث أبيات متتاليات

بينما العربى الأصيل يعرف أن هنالك

كلمات بمعنى الصدر وتستعمل فى كل موقع محدد

بمعنى حين الإصدار فله كلمة

وحين الإزورار فله كلمة

وحين الإتساخ والتسربل غله كلمة

ولأنك يا أخ عنترة كنت وأهلك

تسكنون فى أطراف مضارب القبيلة

تتحثون لغتكم التى أتيت بها من هنا

من السودان ، وأنكم لا تتحثون العربية

إلا مع عرب القبيلو لذا لم تكن إجادتكم

للعربية قوية

أما كون أن شعرك جميل وأن من قصائدك

تلكم المعلقة فهذا لم يأت لتمكنك من اللغة

العربية بل لشاعريتك وأنك موهوب بها

ولبعض من الموروث الأصيل السودلتى الذى اكتسبته

من والدتك وأخوالك ومن الصور والإيحات

الجميلة التى تذخر بهاإفريقيا

ومما أكسبتها الطبيعة الولود

ومن الحواديت والأحاجى والأساطير

التى فقيرة منها الصحراء العربية

حيث ترعرعت .

هذا ما جاء بمناسبة بيتى إبنتنا

آمنة حفظها الله

وتسلم أخوى أبو جهينة والأفاضل المتداخلين


صديق ضرار


ملحوظة : حافظوا على البوست وأن يرفع

للنصف الثانى حيث هنالك دراسة عن :

عنترة بين عبسيته وسودانيته

حتعجبكم

صديق

Quote: طبعا عنترة سودانى أصيل بدليل إنه قد قابل صديق لى فقد كان صديقى يقود سيارته فى شارع العمارات بالنصف هذا منتصف الستينات

يعني ممكن يكون عنتر شارك في أكتوبر .. والعساكر شافوهو فقرروا أن ينحازوا للشعب الجبار .. قيل العساكر ويك عنترة أقدم .. فأقدم .. وكان ما كان .. وكان طه حسين يقول أن هذا شعر منحول .. وربما أن منحول هذه نفسها من تراثنا السوداني الأصيل : جسمي المنحول براهو جفاك يا أجمل زوووول .. وليبقى البوست حتى تصلنا الدراسة بين عبسيته وسودانيته .. رغم أن عبس قبيلة سودانية من أسمها ده .. ومال العبوس المستمر ده جايينا من وين؟! و (طفلهم يولد خفاش عجوز!!).

عزيزي صديق

Quote: أما كون أن شعرك جميل وأن من قصائدك تلكم المعلقة فهذا لم يأت لتمكنك من اللغة العربية بل لشاعريتك وأنك موهوب بها ولبعض من الموروث الأصيل السودلتى الذى اكتسبته من والدتك وأخوالك ومن الصور والإيحات الجميلة التى تذخر بهاإفريقيا ومما أكسبتها الطبيعة الولود ومن الحواديت والأحاجى والأساطير التى فقيرة منها الصحراء العربية حيث ترعرعت . هذا ما جاء بمناسبة بيتى إبنتنا آمنة حفظها الله

الكلام دة براهو عاوز بوست منفصل
بنجيهو قريب
أرقد عافية

يا أستاذ انت عنترة دا مش كان ساكن جبرة ؟


شكراً أبوجهينة ..
نسجل حضور وصوت اعجاب ..


دم بألف خير ..

الجميل أبو جهيتة مساك ألله بالخير.
شكرا لهذه التحفة الفنية الراقية رقيك أيها الأصيل.
ولو أنى ألمح بين السطور نقدا جميلا لحالنا
بس قول لى لفيتا بكم دفتر

فتك بعافية.

أشرينكيل

سلام و محبة

Quote: بس قول لى لفيتا بكم دفتر

أنا ما بستعمل دفاتر ..
سفوفة سااااااااكت ..

زعيم عصابة عزابة الرياض معتصم

سلام كبير

Quote: يا أستاذ انت عنترة دا مش كان ساكن جبرة ؟

ياهو ذاتو
بس ليهو مدة ما دفع الإيجار قام صاحب البيت رفع عليهو قضية ..
حسه ساكن الدخينات .. بيت واحد مغترب ساكن في نفس مكان مضارب عبلة .. تالت ناصية من خيمة عنترة .. يعني بَدَل و كدة ..

أرقد عافية

تخريمة : الموضوع حينزل بعد الأرشفة

أبوجهينة ..
ياخ إنت مبالغة
ما تنفع أستاذ عربي نهائي ,,







جاية تاني أكيد ..

عزيزتي تيسير

سلام كبير أوي أوي

Quote: ما تنفع أستاذ عربي نهائي ,,

عشان كدة إتخصصت إنجليزي و تاريخ ..
و مرة مرة بنلغوس في العربي دة .. ربنا يقدرنا علي جضِّيمو ..

أرقدي عافية

This is really beautiful, Wallahi. By the way I can read Arabic but I don't have Arabic software in this computer.

فى حضره الجمال نستمتع بصمت

عزيزي صلاح

سلام و تحية

يا زول إنت وينك ؟ إظهر و بان ..

شكرا على المرور البهي

أرقد عافية

عزيزي نصر

تحية و محبة و تقدير

شكرا كثيرا على المرور و مشاركتنا خيمة عنترة ..
أرقد عافية

العزيز ابوجهينة
مشتاقين

Quote: و هنا الشاعر بحسه السوداني المتقدم بعدة سنوات ضوئية و الذي سبق عصره و زمانه ، يذكرنا بغربتنا التي نعود منها فنجد أن منزلنا الذي كان يقع ناصية .. أصبح (تالت) ناصية بقدرة قادر بعد أن تم بيع الميدان ، حتى لاصقتْ البيوت شارع الظلط. حتى أنني و الله في إحدى الإجازات لم أتعرف على منزلي الذي بنيته طوبة طوبة و بجهد السنين. فقد إنحشر إلى الداخل بعد أن كان ناصية. فإذن الغربة عند شاعرنا عبارة عن (تَوَهُّمِ) ليس إلا و نحن عبارة عن ناس ( وَهَم ساكت..( أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ )

الاغتراب ضريبة يدفع قيمتها الانسان نفسيا وانسانيا وحينما يعود لمجتمعة تجدة خارج بوصلة المعرفة الاجتماعية يجهل معرفة اطفال اسرتة ( ابناء اخية واختة والاقربين الية ) تجدة في جلسة اسرية شارد الذهن غريب بين اهلة بعد ان خلع جلباب التقاليد ولبس ثوب القيم المكتسبة من المجتمع الذي هاجر الية .

عزيزي الأخ يوسف

سلام كبير و مودة

Quote: الاغتراب ضريبة يدفع قيمتها الانسان نفسيا وانسانيا وحينما يعود لمجتمعة تجدة خارج بوصلة المعرفة الاجتماعية

لقد أصبت عين و كبد الحقيقة ..
معظم المغتربين فقدوا بوصلة الروابط الإجتماعية و الأسرية ..
قام فاصل بينهم و بين الوطن و الأهل .. رغم أنه كان البقرة الحلوب للوطن و الأهل ..

لله درك يا مغترب ..

أرقد عافية

عزيزي محمد عبدالجليل

Quote: يعني ممكن يكون عنتر شارك في أكتوبر .. والعساكر شافوهو فقرروا أن ينحازوا للشعب الجبار .. قيل العساكر ويك عنترة أقدم .. فأقدم .. وكان ما كان .. وكان طه حسين يقول أن هذا شعر منحول .. وربما أن منحول هذه نفسها من تراثنا السوداني الأصيل : جسمي المنحول براهو جفاك يا أجمل زوووول .. وليبقى البوست حتى تصلنا الدراسة بين عبسيته وسودانيته .. رغم أن عبس قبيلة سودانية من أسمها ده .. ومال العبوس المستمر ده جايينا من وين؟! و (طفلهم يولد خفاش عجوز!!).

العبوس
و النحول

بعد الأرشفة بحول الله سنقتلهما بحثاً سوياً
كن هناك

أرقد عافية