من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب

من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب


04-17-2006, 05:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1145291833&rn=0


Post: #1
Title: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
Author: Kamel mohamad
Date: 04-17-2006, 05:37 PM

من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب


المصدر:: دورية معهد عبدالله الطيب بجامعة الخرطوم وترجمة لمقال نشرته جريدة التايمز البريطانية عن الراحل البروفيسور عبد الله الطيب.


كانت البلاغة والأصالة سمتين مميزتين لمنهج البروفيسور عبد الله الطيب، حيث ظل الرجل يقدم آراءه باسلوب بهيج يأخذ بمجامع الالباب. وكانت له القدرة على مخاطبة الناس بمختلف شرائحهم الاجتماعية، وليس ادل على ذلك من الهامه السودانيين بتفسيراته للقرآن باللغة العربية العامية من خلال الاذاعة السودانية وعلى مدى 35 عاماً. كما كرَّس قدراً كبيراً من طاقته لاثراء الحياة الفكرية في العالم العربي وافريقيا.

كان الفقيد عالماً من طراز نادر في الادب العربي، ففي عام 2000م مُنح جائزة الملك فيصل للآدب تقديراً لسفْره القيم «المرشد لفهم أشعار العرب وصناعتها» الذي اخرج في اربعة مجلدات قبل 35 عاماً، متميزاً ببصارة التحليل للشعر العربي في العصر الجاهلي، كما وضح اثر هذا الشعر على شعراء الفرنجة من امثال دانتي، مارفيل، وليم بليك، والرومانتيكيين.
عبد الله الطيب متضلع تضلعاً كبيراً في الشعر الانجليزي. وحتى عندما يحاضرك بالعربية تجده كثيراً ما يستشهد لتوضيح نقطة ما مقتبساً من الانجليزية مع ابتسامة مرتسمة على محياه.. كان يستهدف قطاعاً عريضاً من القراء مستمتعاً بالكتابة لهم.. ففي الخمسينات عندما كان يكتب اول مجلد من كتاب «المرشد» كان ايضاً يقوم باعداد منهج اللغة العربية لمدارس السودان.
نشر أيضاً مجموعة كبيرة من قصائده باللغة العربية، كما نشر مسرحيات عديدة وعدة قصص تصور الحياة الريفية في السودان النهري.. وفي الانجليزية لم يُخرج القطع الادبية التعليمية..ـ كالفصل الذي اعده حول الشعر الجاهلي ضمن مؤلف تاريخ الشعر العربي التابع لجامعة كامبردج.. فحسب،ـ بل الف ايضاً كتب المطالعة المبسطة مثل كتاب «ابطال من بلاد العرب» و«قصص من صحارى العرب».
ولد عبد الله الطيب عام 1921م في قرية التميراب الواقعة على الضفة الغربية للنيل بشمال السودان. وكان دائماً فخوراً بانتسابه لمجاذيب الدامر، تلك المدينة التي تمثل مركزاً لتعليم الخلاوى التي كتب عنها الرحالة بيركهارت في مؤلفه «رحلات في بلاد النوبة» الذي تم نشره عام 1822م.
زار عبد الله الطيب بريطانيا لاول مرة عام 1945م مبتعثاً ضمن برنامج وضعته الحكومة الاستعمارية للمعلمين. وفي اقل من عام من ذلك التاريخ التقى بشريكة حياته جريزلدا تريدول التي كانت طالبة زميلة له في معهد التربية بلندن.. وظلا رفيقين في دروب الادب والفكر لاكثر من نصف قرن حيث عبَّ كلاهما من المعين الثر للثقافة والفولكلور السوداني.
لدى وصوله بريطانيا أقر مارقريت ريد بقدراته العلمية الكامنة.. وقد نال شهادته العلمية في جامعة لندن عام 1948م. ومن ثم تقدم لنيل شهادة الدكتوراة في الادب العربي من كلية الدراسات الشرقية والافريقية عام 1950م. وهو ذات العام الذي تم فيه تعيينه محاضراً بتلك الكلية.
في عام 1951م عاد الى السودان ليصبح رئيساً لشعبة اللغة العربية بمعهد تدريب المعلمين ببخت الرضا.
وبعد ان نال السودان استقلاله عام 1956م اصبح عبد الله الطيب استاذاً «بروفيسور» للغة العربية بجامعة الخرطوم. وبعد خمس سنوات تم تعيينه عميداً لكلية الآداب، وفي عام 1974م اصبح مديراً للجامعة، وترأس في اعوامه الأخيرة مجلس الجامعة.
في عام 1977م أصبح أستاذاً فخرياً مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدرجة الفخرية عام 1981م، لكونه عضواً مخلصاً في مجلس التعليم العالي، استطاع أن يلعب دوراً فعالاً في تطوير المعاهد السودانية الاخرى أيضاً.
وكان مؤسساً لجامعة جوبا ومديراً لها في آن معاً.. وعمل في الاعوام الاخيرة رئيساً مؤسساً لمجمع اللغة العربية في السودان.
أبدى البروفيسور ايضاً اهتماماً كبيراً بالحياة الفكرية في دول الشرق الاوسط وافريقيا. وفي عام 1961م انتخب عضواً اصيلاً في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
في الفترة ما بين عامي 1977- 1986م تولى رئاسة كرسي الدراسات العليا لكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمغرب. وبعد عام 1986م اعتاد ان يعود الى المغرب كل عام لحضور محاضرات في دروس الحسنية التي تُلقى خلال شهر رمضان في قاعة الملك الحسن الثاني.
وفي مدينة كانو النيجيرية أسس كلية عبد الله بايرو التابعة لجامعة أحمدو بيلو. وكان اول رئيس لتلك الكلية التي اصبحت فيما بعد جامعة بايرو، حيث منحته الدرجة الفخرية عام 1987م. وكان أيضاً عضواً في هيئة تحرير الموسوعة الأفريقية في غانا.
اصيب بسكتة دماغية عام 2000م لم يستعد بعدها القدرة على الكلام أبداً..
ü حاشية:
ولد العالم العربي البروفيسور عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م. وتوفى يوم 19 يونيو 2003م معمراً 82 عاماً.


Post: #2
Title: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية :
Author: Kamel mohamad
Date: 04-17-2006, 05:57 PM
Parent: #1

قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية :


المصدر: وثائق محاضرات سنوية عبد الله الطيب بجامعة الخرطوم- معهدعبد الله الطيب.



ظهرت لعبد الله الطيب الدواوين التالية «اصداء النيل 1957»، و«اللواء الظافر 1968»، و«قراءة في دواوين بانات رامة»، و«اغاني الأصيل 1976م»، و«سقط الزند الجديد 1976»، و«برق المدد 1996م»، وترتيب هذه الدواويين لا يعكس التسلسل الزمني الذي نظمت فيه القصائد، ولا يعكس التسلسل الزمني للدواوين نفسها وهذا الأمر نجمت عنه كثير من البلبلة التي حاقت بنقد شعره لاحقاً، كذلك فان عبدالله الطيب تأخر كثيراً في نشر شعره ما عدا بعض القصائد التي نشرت في الصحف في بداية الاربعينات بطريقة متفرقة.
و«اصداء النيل» هو أول ديوان يطبع لعبد الله وهو ليس أول شعره، وذكر في مقدمة هذا الديوان انه نظم شعر «سقط الزند» بين سن الخامسة عشرة والخامسة والعشرين، وقد ولد عبدالله الطيب في 2 يونيو 1921م فتكونت أولى مراحله الشعرية ما بين عامي 36-1946م. وشعر عبدالله الطيب كما يعكسه «سقط الزند» كان يحمل سمات فترة الثلاثينات الى قيام الحرب العالمية الثانية وكانت هذه الفترة تعشو للحداثة في شتى مناحيها من مسرح وموسيقى ورسم وتوغل في قراءة الأدب الغربي والانجليزي بصفة خاصة وقد ساير الحداثة في هذا الديوان. تغيرت التراكيب الداخلية للشعر وتنوعت القوافي ومالت أوزانه الى الاوزان المجزوءة والقصيدة وساد بحر المديد ومخلع البسيط وجاءت القصيدة في شكل مقطوعة:


رب شعر صابني غدقه
. . . .
كم سهرت الليل مرتقباً
فجره حتى بدى فلقه


وشعر عبد الله الطيب هنا تماوج بالحداثة والعصرية التي نفر منها في ديوان «بانات رامة»، و«اغاني الأصيل» ونهجه في «سقط الزند» جعله الصق بشعر خليل مطران، وعبدالرحمن شكري، والعقاد، ومحمد احمد المحجوب، ويبعد به عن أمثال الرصافي والزهاوي والبنا وعبد الله عبد الرحمن من السودان.
ولما تأخر هذا الديوان الى العام 1976م وفاته صراع ونقد زمانه تعرض لنقد بيئة جديدة لم ينتج فيها ولم ينسحب عليه النقد الذي وجه الى «اصداء النيل» و«بانات رامة».
وديوان «اصداء النيل» هو أحب شعر عبدالله الطيب اليه ويقول في ذلك «هو من أحب ما نظم الىَّ وبعض مرد ذلك انه كتب في أوج نضج وشباب وصدر عن حدس صدق وشعور واحد عميق وعشق لفصاحة العربية وجزالة الشعر» وقد لقى هذا الديوان رواجاً مما أضر صاحبه لإعادة طباعته خمس مرات في اعوام 1957م،1960م، 1969م، 1989 و1992م، وتتجدد المقدمات عندما تقاد طباعته عدا الطبعة الرابعة، وقد حدد عبدالله الطيب انه مختارات من الشعر الذي نظمته فيما بين الاربعينات واواخر الخمسينات.
ويمور اصداء النيل بصور لندن التي رسمها عبدالله الطيب رسماً دقيقاً سواء تمثل ذلك في ضباب شتائها أو المناظر التي تترى في ومضات قطار مسرع أو الهواجس التي تنتاب الشاعر اذا ألم الى مخدعه وطافت به صور أهله في التميراب. وبعض قصائد هذا الديوان بالغة الأهمية في مسار شعره وحياته ولا سيما قصيدتاه «مزدوجة في نعت لندن» و«الكأس التي تحطمت» في المزدوجة يظهر ارتباكه عندما قذفت به الاحداث من قرية التميراب الى قلب لندن في «وترلو» حيث الكتل الخارجة من مترو الانفاق «يخاف ان تعدمه السيارة فالمشي يحتاج الى مهارة» يرتاب الاطفال عند دخوله المطاعم، الاطفال يبكون عند رؤيته:


أختلس المدخل في المطاعم
خشية طرف عاذر أو لائم
وحادج بطرف من طرفه
وباسم يشعرني بعطفه
وفطن الى سواد سحنته في لندن:
وذات طفل اسكتت صغيرها
لما رأت مني سحنتي ديجورها



أن عبدالله الطيب كان أول الشعراء المعاصرين الذين انتبهوا الى التمييز العنصري المرتبط باللون تلاه في ذلك الشاعر صلاح أحمد ابراهيم كان عربياً صرفاً في قصائده السابقة، ثم انتبه الى سواد لونه في لندن، ولا يخامرني شك أن مقولاته التي تتالت في لاحق حياته تبحث عن السواد والشعراء السود في جزيرة العرب تسلسلت من هذا الانقلاب الذي حدث له في لندن، ولا ارتاب كذلك في أن فكرته الكبيرة أن السواد هو الغالب في الجزيرة العربية لنزوح الافريقيين المتتالي لها «جيش ابرهة» وان الحبشة التي هاجر لها المسلمون الاوائل هى السودان، كانت بسبب وجوده بلندن واكتشافه لسواده هناك.


ومعظم شعر «أصداء النيل» لايعدو يكون امتداداً لشعر «سقط الزند الجديد» من حيث أنه يحاول ايجاد الشكل الخارجي الجديد والموضوع العصري للقصيدة «كيوبيد» «متسولة»، «شجى الليل»، «عاصم»، وقصيدة «الكأس التي تحطمت» في «اصداء النيل» هى اجرأ شكل في شعر عبدالله الطيب قاطبة:


ترى تذكرنا لما أن
دخلنا الفندق الشامخ
ذاك الفندق الشامخ
في ليدز
ذاك الهائل المرعب
كنا معاً أنت واليانوس
والآخرى التي تصحب اليانوس


أن هذه القصيدة اقدم من شعر التفعيلة الذي ظهر لنازك الملائكة وبدر شاكر السياب الأمر هنا لا يتعلق بتاريخ الشعر المعاصر، وعن السؤال متى بدأ شعر التفعيلة وكيف تأسس «الكأس التي تحطمت» اقدم شعر من هذا النمط فيما قرأت وغيب الأمر ان ديواني «اصداء النيل» 1956م وسقط الزند الجديد 1967م صدرا متأخرين جداً.
وانطبع عبد الله الطيب في المرحلة الاولى بشعر الحداثة ثم نفر منه ويقول في ذلك «حاولت الشعر التارك للقوافي والمألوف الأوزان تحت تأثير ما كنا نقرأ في الشعر الانجليزي وانا في اوائل العقد الثالث، ثم نفرت النفس عن ذلك نفوراً.

ويضيف عبد الله الطيب بشعر الحداثة ويقول «إن هذا ضوضاء وضجيج.. ذلك أنه مرتب على خلط بين اللغة والموسيقى».


الدراما لدى عبدالله الطيب:

كان الأثر الاغريقي واضحاً في مبنى النص الدرامي عند عبدالله الطيب ثم تعددت الاشارات الى شكسبير عند ارشاده الى كيفية اخراج النص، اتبع عبدالله الطيب نهج الدراما الثلاثية الاجزاء كما عند الاغريق، ولم يتقيد عبدالله الطيب برباعية النص كما عند الاغريق، يساير المنهج الاغريقي كذلك دون كلل في النشيد الافتتاحي الذي يسبق كل منظر وذلك في مسرحية «ثلاثية البرامكة».
كما صدر لعبد الله الطيب «زواج السمر» العام 1958م الغرام المكنون 1958م «قيام الساعة 1959م» و«زمهر» مخطوطة وتختلف «نوار القطن 1968م» و«مشروع السدرة» عن سائر تأليفه الدرامي كانتا قصتين حورتا الى دراما وقد أطلق عليها مصطلح قصة وقد مثلنا رديفتين ليالي السمر وقيام الساعة.
سمى عبدالله الطيب نصوص نكبة البرامكة الدرامية «قصص حوارية شعرية» مما يعكس ارتباك المصطلح الدرامي في تلك الفترة فقد تواترت مصطلحات: تياترو، وملعب، ومرسح الى أن استقرت عند مصطلح مسرح للمبنى، ثم مصطلح رواية وتمثيلية وقصة تمثيلية وعند عبدالله الطيب قصة حوارية الى أن استقر المصطلح عند مسرحية بآخره.

Post: #3
Title: Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية :
Author: Kamel mohamad
Date: 04-17-2006, 10:48 PM
Parent: #2

عبد الله الطيب فولكلوري رائد:


المصدر :وثائق سنوية عبدالله الطيب- جامعة الخرطوم.





قدم د. محمد المهدي بشرى ورقة بعنوان «عبد الله الطيب فولكلوري رائد».. وقد قال بشرى في مقدمة الورقة (عندما عاد الطالب الشاب عبد الله الطيب للسودان في اوائل الخمسينات من القرن الماضي كان يحمل شيئين: شهادة الدكتوراة التي حصل عليها من جامعة لندن 1950م كثاني سوداني يحصل عليها بعد مكي شبيكة).. ورصيداً ثراً من المعرفة خاصة بثقافات المجتمع الذي نشأ وترعرع فيه: ثقافة الجعليين، التي كان يراها نموذجا أو بؤرة لثقافة الجماعات النيلية.


وعكس ما هو متوقع لم يبدأ الأكاديمي المؤهل بالاهتمام بالأدب المكتوب بل توجه صوب الثقافة التقليدية او الفولكلور.. لهذا لم يتردد في البحث بدأب ومثابرة في الكثير من مظاهر الحياة.. ولا شك انه قام بعمل ميداني جمع فيه الكثير من الروايات والإفادات من افواه الرواة مدفوعاً الى كل هذا بحماس صادق لتوثيق انماط الحياة السودانية. وبذات الثقة والجرأة حرص عبد الله الطيب على نشر بعض من دراساته وأبحاثه في المجلة العلمية التي كانت المنبر الوحيد المتاح ألا وهي مجلة السودان في رسائل ومدونات Sudan Notes and Record ولم يكن النشر في هذه المجلة الرصينة بالامر السهل.
يقول بشرى إن عبد الله الطيب أوضح هدفه من الدراسة وهو حرصه على توثيق الثقافة التقليدية التي تمر بفترة تحول قد تقضي على بعضها تماماً.
يدرس الجزء الاول من الدراسة عادات وتقاليد دورة الحياة بالتركيز على الولادة ومرحلة البلوغ ويتبع عبد الله كل الطقوس التي تتم خلال هذه المراحل للأم ووليدها.


وفي الجزء الثاني يواصل عبد الله الطيب توثيق العادات والطقوس في المجتمع النيلي.. ويتحدث عن الشلوخ ويميز بين نوعين الاول طبي يتعلق بحماية البصر والثاني جمالي.. وواصل حديثه عن ألعاب الاطفال الشعبية حيث يورد اسماء الألعاب والادوات التي تستعمل فيها وكل ما يقال أثناء اللعب.. اما الجزء الثالث فقد خصصه للحديث عن التعليم التقليدي (الطيب 1964) حيث قال البروفيسور (إن موضوع التعليم يحتاج الى دراسة خاصة اذ يغطي العديد من مجالات التعليم، خذ مثلاً التعليم التقليدي لوسائل الزراعة، والصيد، والرعي، والقتال والصناعة التقليدية.


ويؤكد بشرى ان عبد الله الطيب تحدث عن الدور التعليمي للفولكلور وضرب مثالاً بالكراسات التي اسماها قصص الانبياء وقال إنها تحتوي على الكثير من تعاليم الاسلام الاساسية مثل رؤية المتصوفة للسيرة النبوية والكثير من الاشارات للحديث النبوي.. ويستطرد البروفيسور في وصف عالم الخلوة واساليب تعليم الحيران ووسائل التعليم كاللوح والعمار والقلم.
وينتهي هذا الفصل بالحديث عن الطعام، وقد درج الباحثون في مختلف تخصصاتهم على اهمال دراسة ثقافة الطعام، ولكن باحثاً في دقة ومثابرة عبد الله الطيب قد توقف امام هذه الثقافة، ولم يتوقف عند حد وصف الادام والكسرة بل ذهب الى حد وصف الاطعمة التي تستعمل للتحلية وتحدث عن انماط من الفاكهة تستخرج من بعض الاشجار كالنبق والحمبق والدوم.
وأشار الى أنواع أخرى من التحلية مثل العسل والبلح، وذكر ان ثمة حلويات حديثة قد دخلت في مجتمع الاغنياء مثل الشعيرية والارز باللبن اللذين دخلا مع الحكم الثنائي.
وينتهي هذا الجزء بالحديث عن اسلوب تقديم الطعام والاواني التي يوضع فيها، وذكر الدبكر والطبق وأشار الى أسلوب تناول الطعام حيث ان الرجال يأكلون أولاً ثم النساء واخيراً الاطفال.
اما الجزء الرابع وهو اكثر الاجزاء حداثة اذ نشر في العام 1998م، ويذهب عبد الله الطيب الى أن بعض الممارسات ظلت موجودة منذ عهد حضارة مروي والى زمان قريب. ويضرب المثل بالشلوخ على الوجه وزيارة العروسين الى النيل في اليوم السابع او الرابع عشر للزواج.
ويبدأ حديثه بالخطوبة والشروط التي يجب توافرها في عريس او عروس المستقبل، واعتمد في كل هذا على أغاني البنات.

وينتهي هذا الفصل بالحديث عن الأحاجي التي كان يتسامر بها الاولاد أثناء اللعب في الليل ويورد نموذجين لهذه الاحاجي.
المتنبي في ميزان عبد الله الطيب
قدم هذه الورقة د. الصديق عمر الصديق «لم يكن عبد الله الطيب بدعاً من النقاد والعلماء المعاصرين الذين شغلوا بأبي الطيب، غير ان عبد الله الطيب جعل نصيب المتنبي من نقده كتابين، ولا يكاد يخلو بحث له في مسائل الادب من ذكر خفي او جهير للمتنبي.
والكتابان هما الطبيعة في شعر المتنبي والثاني «مع ابي الطيب».
واستقر عند د. الصديق ان ما فرقه عبد الله الطيب في الكتابين، وفي القصيدة المادحة، وكلمات من فاس والحماسة الصغرى والمرشد وصحائف أخر له جمع في سفر واحد لأصبح كتاباً عظيماً لا يشبهه كتاباً سوى ما كتب محمود محمد شاكر في كتابه «المتنبي رسالة في الطريق الى ثقافتنا».
أصل كتاب الطبيعة عند المتنبي محاضرة القاها عبد الله الطيب في مهرجان المتنبي «بغداد 1977م». ومن الفكر الناقد الذي يلتفت اليه في هذا الكتاب اشياء منها: انه من «جيد ما يجيء به ابو الطيب لملاحظاته، وانطباعات تجارب الطبيعة في نفسه ما يقع في باب النسيب، وبعض اغراضه الأخريات من صفات الحياء وذكر النسائم مثل قوله:

رعى الله عيساً فارقتنا وفوقها
مهاً كلها يولى بجفنيه خده
لواد به ما بالقلوب كأنه
وقد رحلوا جيدٌ تناثر عقده
اذا سارت الاحداج فوق نباته
تفاوح مسك الغانيات ورنده

ويخلص د. الصديق عمر الصديق الى القول «والحق ان عبد الله الطيب في مثل هذا انما كان ينتظر الى اعتداد ابي الطيب بخبرته حتى تبدو هذه الخبرة كأنها التحام وامتزاج مع الطبيعة آونة وتغيير النواميس والطبائع آونة اخرى.
ومن الفكر الناقد ايضاً في كتاب الطبيعة وقوفه عند حرص ابي الطيب على ذكر المواضيع، وانه قل مكان مر به ولم يسجل انطباعاً عن جوه وطبيعة ارضه كوصفة شتاء لبنان، وبادية الشام في الصيف وذكر النعام والمها في ارض العرب، وخلوص عبد الله الطيب الى فكرة مفادها أن ابا الطيب بنى على منهج السابقين، وطريقتهم في ذكر المواضع الى انه أطال هذا الاسلوب.. ويلح عبد الله الطيب على فكرة عمق التجربة والاحساس الفردي الصادق عند المتنبي في ذكره المواضع موصولة باوصاف الليل والنجوم والقمر.

ويقول د. الصديق عمر عن كتاب مع ابي الطيب انه خواطر تتخذ من التعليق على اخبار ابى الطيب سبباً لإيراد افكار نقدية، غير ان عبد الله الطيب يعتمد في هذه الاخبار على ابي منصور الثعالبي في اليتيمة وجده لدواعي المعاصرة، وهذا النهج قريب من نهج شاكر الذي يحقق اخبار التاريخ، ويقيم للمعاصرة وشبهها وزناً كما يعول عبد الله الطيب ايضاً على اخبار المتنبي من ابن خلكان.
هذا وعلى الرغم من ان كتاب ابي الطيب تبدأ اكثر فصوله بأخبار المتنبي كما اوردها الثعالبي، الا ان امعان النظر يدلك على ان الفكر النقدي فيه قسمان:
قسم موصول بالاخبار ونقدها، وآخر موصول بالفن الشعري عند المتنبي، وقد تفرد عبد الله الطيب بآراء في التاريخ لا يشاركه فيها احد. ومن ذلك شكه في ان سيف الدولة ربما كان وراء قتل ابي الطيب، وشكه في ان ابا الطيب ربما كانت له صلة بإمرأة قريبة من ابي العشائر وذهابه الى ان كافوراً لم يكن يبالي الا يظفر بالمتنبي «وان ابا الطيب كان معجباً بكافور وقد كان عبد الله الطيب في هذا كله انما يتكئ على منهج التذوق الخالص الذي يرتقي فيه ذروة عالية حين يشرح شعر ابي الطيب تعليقاً بكلمة او كلمتين يوجهان معنى البيت، كما في تعليقه على قول ابي الطيب:
عجبت لمن له قد وحد üü وينبو نبوة القضم الكهام
يعني سيف الدولة.
ومن يجد الطريق الى المعالي فلا يذر المطي بلا سئام
وقد اهتم عبد الله الطيب ببيان تفوق ابي الطيب على ابي فراس وطفق يطبق منهج الموازنات لاثبات ما كان يسميه القدماء «سرفة».

Post: #4
Title: Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية :
Author: Kamel mohamad
Date: 04-17-2006, 10:49 PM
Parent: #2

عبد الله الطيب.. مرشد السودان لأشعار العرب

المصدر: مقال للكاتب العراقي مروان الجبور في موقع إسلام أون لاين.

كثيرا ما يحتج السودانيون على ما يرونه إهمالا متعمدا من قبل أشقائهم العرب لرموزهم الثقافية والعلمية، ويضربون المثل بالدكتور عبد الله الطيب الذي توفي بعد عمر طويل حافل بالإنجاز والعطاء في مجال اللغة والأدب ولم يلق حتى وفاته التكريم اللائق به؛ باعتباره رمزا من رموز اللغة العربية الذين يشار إليهم بالبنان في هذا العصر "باستثناء جائزة الملك فيصل التي منحت له"، ولم تقم مؤسسة أخرى بتكريمه أو إلقاء الضوء على أعماله الجليلة التي خدم بها اللغة العربية.

عبد الله الطيب هو ذلك الرجل الذي كانت الأصالة والبلاغة سمتين مميزتين لمنهجه وللغته التي كان يفهمها ويتفاعل معها جميع شرائح المجتمع السوداني، وقد كان له حضوره الواضح وسحره المتميز؛ وهو ما جعل السودانيين يجمعون على حبه والاعتزاز به واعتباره شخصية قومية.

ولعل اختيار الخرطوم عاصمة الثقافة العربية لعام 2005 يكون فرصة لمحبي العلامة عبد الله الطيب وتلامذته للاحتفاء به وبآثاره ولتسليط الضوء على إنجازاته في مجال اللغة والأدب؛ ذلك لأننا أمة لا تكرم رموزها ومبدعيها إلا بعد رحيلهم...

محطات من مسيرته

ولد عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م في قرية التميراب الواقعة بالقرب من مدينة الدامر في شمال السودان، وهو ينتسب إلى أسرة "المجاذيب" العربية التي اشتهرت بالعلم والأدب حتى سميت مدينة الدامر بـ"دامر المجذوب"، وقد اشتهرت هذه المدينة بأنها كانت مركزا لخلاوي القرآن التي اشتهر بها السودان منذ دخل الإسلام أراضيه.

وقد نشأ الطيب نشأة علمية كعادة أهالي تلك المنطقة فدخل الخلوة وتعلم القرآن وقرأ الشعر العربي القديم. وقد توفي والده وهو صغير ثم فجع بأخيه ثم بوالدته وأختيه وعدد من أقاربه، ولكنه أبى أن تصرفه هذه الظروف القاسية عن التحصيل العلمي، فواصل تعليمه حتى تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم "كان اسمها حينذاك كلية غوردون" عام 1942م، ثم زار بريطانيا لأول مرة عام 1945م مبتعثا من قبل الحكومة الاستعمارية لإعداد المعلمين.

وفي تلك الرحلة التقى بشريكة حياته "جريزيلدا تريدول" التي كانت زميلة له في معهد التربية بلندن، ثم نال شهادته العلمية من جامعة لندن عام 1948م، وتقدم لنيل الدكتوراة في الأدب العربي من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1950م، ثم عين محاضرا في تلك الكلية.

واستمرت مسيرته العلمية بعد ذلك؛ إذ أصبح بروفيسورا للغة العربية في جامعة الخرطوم ثم عميدا لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم. وقد أصبح أستاذا فخريا مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدكتوراة الفخرية عام 1981م.

هذا بالإضافة إلى جهوده في تطوير المعاهد السودانية ومساهماته الفاعلة في تأسيس العديد من الجامعات في السودان ونيجيريا، وتدريسه في عدد من جامعات بريطانيا والسودان والمغرب ونيجيريا والكويت، وعضويته في العديد من المجامع اللغوية العربية، إضافة إلى رئاسته لمجمع اللغة العربية في السودان ومساهماته الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم العربي وإفريقيا.

منهجه في الأدب

كان عبد الله الطيب شاعرا وأديبا وباحثا لغويا ومؤرخا أدبيا وناقدا من الطراز الأول. ويصنف أدبيا بأنه من أتباع المدرسة القديمة؛ إذ كان شديد الإعجاب بالشعر العربي القديم ويقدمه على الشعر الإنجليزي وسواه من الآداب الأوربية، ويرى أن الكثير من شعراء الفرنجة من أمثال دانتي ومارفيل ووليام بليك والرومانسيين قد تأثروا بالشعر العربي.

وقد كان يأخذ على الشعر الإنجليزي "الذي كان ضليعا به" وغيره من الشعر الأوربي التطويل وضعف النغم وكثرة التفصيل والتفريع مما لا حاجة إلى البيان الوجداني الشعري إليه، ومن هنا كان يفضل الشعر العربي عليه.

وقد كان للراحل موقف متحفظ ورافض للشعر الحر؛ إذ كان يرى أن قوانين الشعر الأوربي لا تلزم، ولا يمكن أن تصلح للشعر العربي.

كما أنه كان قلقا من بعض الشعراء العرب الجدد الذين يقلدون الشعراء الغربيين تقليدا أعمى دون بصيرة بالتراث ولا علم باللغة، كما كان ينتقد بعض الإصدارات التي كانت تروج لقصائد من يسمون أنفسهم بالشعراء الحداثيين وما يكتبونه من إنشاء يسمونه شعرا "قصيدة النثر".

وقد نظم الشعر منذ مرحلة مبكرة من حياته، وفي ذلك يقول: "وقد حاولت من صروف النظم أصنافا منها المرسل الذي لا قوافي فيه، والدراما والملحمة، وقد جاوزت الأوزان المألوفة إلى أشياء اصطنعتها اصطناعا، ثم بدا لي أن هذا كله عبث لا يفصح بعواصف النفس وزوابعها، وإنما النفس بنت البيئة، وبيئتي العربية الفصيحة تسير على النحو الذي نرى من أوزان الخليل، وتخير المطالع والمقاطع".

والناظر لشعره يجده مسكونا ومأخوذا بشعر الأقدمين؛ وهو ما جعل شعره صورة من شعرهم حتى ليكاد المرء يظن أن شعره كتب في قرون سابقة، للغته القديمة وأفكاره التقليدية المعروفة في التراث الشعري العربي.

يقول في بعض قصائده:

ما للغرام يذيب الصدر لاعجه
والدمع منك على الخدين هتان

أمن معتقة صرف لها ألــق
تمازجت فيه أضواء وألحان

تحثها مفردا في جوف منصلت
يستن بالريف فيه الأثل والبان

وربما اقتربت شماء مشرفة
تكاد تنقض أو صماء مبدان




ويقول في قصيدة أخرى:

طال اغتراب الوحيد عن وطنه
وحن هدء الدجى إلى سكنه

وادكر الأقربين فانهمل الدمع
كسحاح وابــــل هتنه

لا خير في البعد لا ينال به ال
مرء سوى ما يزيد في حزنه

والدهر كرارة نوائبه
لا تؤمن الغائلات من محنه


هذه اللغة التقليدية التراثية الصعبة جعلت أنصار الحداثة في الأدب ينتقدونه ويرمونه بالجمود والتعلق بالقديم لمجرد أنه قديم، وعدم الاطلاع على ما أنتجته المدرسة الحديثة، رغم أنه كان مطلعا على الشعر الحديث عربيه وإنجليزيه وله فيه آراء تخالف ما ذهبوا إليه.

وقد كان للعلامة الطيب آراء تاريخية فيما يتعلق بإسلام وعروبة السودان أثارت جدلا كبيرا في الأوساط المختصة، إذ كان يرى أن الوجود العربي في السودان سابق لدخول الإسلام، وأن العلاقة بين شبه الجزيرة العربية والسودان لم تنقطع منذ ما قبل الإسلام، وأن أرض هجرة المسلمين الأوائل لم تكن إلى الحبشة المعروفة اليوم بإثيوبيا، وإنما إلى أجزاء من السودان حيث كان العرب يطلقون اسم الحبشة على أراضي السود الواقعة غرب الجزيرة العربية، ولعل هذه الآراء التي انفرد بها قد فتحت بابا للنقد عليه من جهات متعددة.

آثاره الباقية

كتب الدكتور عبد الله الطيب العديد من الكتب والبحوث والدراسات في اللغة العربية كان أشهرها على الإطلاق كتابه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها" الذي نال عنه جائزة الملك فيصل للأدب عام 2000 م، والذي كتبه في أربعة مجلدات وهو بحث في موسيقى الشعر العربي والأغراض التي يقال فيها.

كما نشر العديد من الأعمال الشعرية في كتب عدة منها: "أغاني الأصيل"، "أضواء النيل"، "بانات رامة" و"زواج السمر"، بالإضافة إلى كتبه "الحماسة الصغرى" وهي مختارات من الشعر العربي، و"الاتجاهات الحديثة في النثر العربي بالسودان"، و"الأحاجي السودانية"، و"مع أبي الطيب"، مع العديد من الكتب الأدبية والمسرحيات الشعرية، والعشرات من البحوث المجمعية.

وقد كانت له دروس في تفسير القرآن الكريم بإذاعة أم درمان ما بين عامي 1958 و1969م، طبع بعضها كتبا.

خاتمة المطاف

أصيب الدكتور عبد الله الطيب بسكتة دماغية عام 2000م، لم يستطع بعدها الكلام أبدا، حتى آن أوان رحيله في 19 يونيو (نفس شهر مولده) عام 2003م عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاما.

وبرحيله فقد العالم العربي قامة سامقة من قامات اللغة العربية قلما تتكرر، فلم يكن العلامة الطيب مجرد شاعر أو أديب، وإنما كان موسوعة ناطقة في اللغة العربية استفاد من مؤلفاته وبحوثه جمع غفير من الأدباء والباحثين اللغويين في شتى أنحاء العالم العربي وخارجه.

وقد بكى عليه السودانيون جميعا ورثاه الرئيس السوداني وزعماء الأحزاب السياسية والطوائف الدينية، وكان موكب تشييع جنازته مهيبا حافلا بالجموع الغفيرة التي توافدت من أنحاء السودان المختلفة تخنقها الدموع والعبرات.

لم يكن عبد الله الطيب مجرد شخصية عابرة مرت وانقضى أثرها، وإنما كان أثرا خالدا وسفرا جليلا من أسفار لغتنا الجميلة التي تعاني عقوق أبنائها.

إن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها عند الأجيال الجديدة يستدعي منا صحوة لغوية تبحث في فصاحة وبلاغة القدماء وتواكب روح العصر ولا تعيش في غربة عنه، وتستفيد مما في الآداب الأخرى من روعة وجمال دون الذوبان والانبهار الذي يفقدنا ذاتيتنا ويسلخنا من هويتنا العربية الأصيلة، ولعل هذه كانت رسالة العلامة عبد الله الطيب.

Post: #5
Title: Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية :
Author: Kamel mohamad
Date: 04-18-2006, 01:01 AM
Parent: #2

''''''''''

Post: #6
Title: Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية :
Author: Kamel mohamad
Date: 04-21-2006, 11:04 PM
Parent: #5

..

Post: #7
Title: Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
Author: Mohammed Haroun
Date: 04-22-2006, 01:02 AM
Parent: #1

الأخ كامل محمد
تشكر على هذا البوست وأتمنى أن يساهم تلاميذ العالم البروفيسور الأديب عبد الله الطيب رحمة الله عليه بما لديهم من مخزون ومعلومات عن حياة ذلك العبقري الذي غاب عن دنيانا وترك لنا ثروة أدبية هائلة نفاخر بها الأمم.

تحياتي لك وأرجو أن تواصل

Post: #8
Title: Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
Author: Kamel mohamad
Date: 04-22-2006, 12:02 PM
Parent: #7

الأخ محمد هارون :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لك الشكر الجزيل علي المرور الكريم

وسأواصل نشر أعمال العالم البروفيسور الأديب عبد الله الطيب رحمة الله الأدبية والشعرية وأناشد عضوية البورد بالمشاركةـبما لديهم من معلومات عن حياة ذلك العبقري
البروفيسور الأديب عبد الله الطيب رحمة الله .

Post: #9
Title: Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
Author: Kamel mohamad
Date: 04-22-2006, 12:18 PM
Parent: #8











أعمال العالم البروفيسور الأديب عبد الله الطيب الشعرية:



الكاس التى تحطمت

(ابريل 1946)

أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ

ذاك الفندق الشامخ فى ليدز

ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت

ذاك الهائل المرعب اذ كنا معا

أنت واليانوس والاخرى التى تصحب اليانوس

والأبصار ترمينا بمثل الرشقات

وسهاماً خانقات

فجلسنا فى قصى ثم قمنا وجلسنا فى قريب

زاخر بالنور ضاح

نتساقى روح إيناس وراح

وجدال جده كان مجناً للمزاح

والمراح

فوددنا لو مكثنا هكذا حتى الصباح

لا نرى ألحاظ لاح

قد خلعنا حذر الغربة إلأ هجسات

واضطراباً لابساً ثوب ثبات

كحياء الخفرات الحذرات الفطنات

لمح الشرَّ وأغضى النظرات

ومضى مضطربا مرتقبا متخذا زى ثبات

يتوقى الوثبات

ثم لا أنسى اذ الكأس رذوم

وإذ التبغ على النور دجون

وإذ الناس جليس وأنيس ونديم

كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للأرض وسالا

وهوى منكسراً منفطرا

واكتسى وجهك بالدهشة لوناً واستحالا

واذا الدنيا سكون

واذا الصمت اللعين

يتمطى ويرين

واذا الابواب والأنوار والسقف عيون

وحسيس هامس تسمعه الجدران والشارع والشرطى

همس واستياء

تفضح الخسة منه ويواريه الرياء

فتجلّدت على الكرسى حيناً ونسيت الشعر موزونا رصينا

وتلفتَّ إلى الأعذار منها ما يؤاتى

تنسب الشرَّ إلى الأقدار فى هذى الحياة

نبعت فلسفة منك عن الدهر الخئون

وقضاء الله اذ يسبق أوهام الظنون

تتلافى الكوب بالألفاظ والكوب تحطم

وتهشّم

وهوى يسمعه سقف وباب

أتزف العلم للسامع فالسامع أعلم

أتسب الساخط الزارى لا يغنى السباب

ذهبت كأسك كالوهم وسالت

وهوت فى الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ

ذاك المرعب الهائل ذاك الصامت الصاخب

دوّت فيه صالت

جلجلت

لا تشتم الاقدار لا يغنى السباب

ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب

لحظة غيبها ماضى الزمان

أنا لا أذكرها إلأ اعترانى

ضحك يملأ حسى وكيانى

أفلا تذكرها؟؟؟






طريق سمرقند

حبذا أنت والجبين الأغر والوريد الذى عليه يدر

قد ذكرناك يا هناة على البعد الذى دونه الزعازع قر

ووجدنا العطر الذى عند كفيك وكنا لك الغرام نُسرُّ

ما رأينا سيحان إلا من الجو وجيحان والحشى مقشعر

والجناحان يرجفان من الفولاذ كالريش والشباب يغر

وذكرناك يا هناة بتشقند وذكراك يا هناة تسر

والسباريت دون بحر خوارزم الى الصين سرها مستسر

ورأينا مدى مدينة تشقند وفيها الدخان والآجر

وأرونا ما كان قد صنع الزلزال فيها وغيرنا يغتر

والقيان اللاتى رقصن طويلا ت وفى رفرف البرانس غر

وعليهن كالجوارى من الصغد العمامات والقلانس در

والضفيرات قد بلغن الى الأكفال والسوق والصدور تكر

والخطا الساحرات والأذرع الجزلة والخز وشيه مسبكر

والثغور الحسان منهن فى بحبوحة الرقص حسنما تفتر

وامرؤ القيس ما رأى مثلما شاهدت منهن حين شاقته هر

وعظام الخدود منهن برزات من الحاجبين واللون حر

والتى أشبهتك جيداء فرعاء رداح هركولة هيدكر

ولها خنجران فى مقلتيها تشرعان القتال والحسن شر

طالما قد صبرت يأيها الشاعر والصبر لو شفاك مقر

ورأينا الرمان فاكهة الجنة والضيف قانع معتر

وحضرنا المناقشات التى طالت ومنها المكرر المضطر

وسئمنا من الغباوة من قبل ومن بعد والنفاق يُضِرُ

وحثونا التراب فى اوجه الأوغاد لسنا عن القتال نفر

وادكرناك يا هناة ادكارات وللهم عسكر مكفهر

وأغد القطار بين الطرابيل وقرى والضيم لست أٌر

والظلام الذى أطل على القفر الى النيل ليله مستمر

والغبار الذى له وحشة الخاطر تزداد هبوة مستحر

وشخوص الطغام فى عربات النوم حتى بهن ضاق الممر

والقلوص التى تحن مع الشاعر قد بان روضها المخضر

حبذا أت يا هناةُ وعيناك رءومان والمحبة بر

ووددناك والودادة من أعطية الله والرماد يُــذرُّ

وحفظنا هواك فى شعب القلب التى عن سواه ليست تفر

وذكرناك فى سباسب تكرور وللتوروا ظلال ودر

والفتاة الشقراء ذات حمامات وتدعو وصوتها ساق حر

وذكرناك فى خرائب سامرا وبغداد بردها مزمهر

وذكرناك بعدها بسمرقند ورمناك والمزار زور

وذكرناك فى القطار الذى اسرع بالقاع والزمان يمر

واليباب البعيد منزلة الساحل فى بيده الى الغاب ذر

ورأينا القطن الذى فى السرايات وفى الروض ماؤه مستقر

ورأينا النهر الذى صنع الماضون تياره مكر مفر

والليالى يخبأن بعد الأعاجيب ويا ربما القوى يتر

والتلال البعاد اذكرنك النيل وبين القلوب عهد ممر

واخضرار كريف مصر و فلاحون والارض لونها مغبر

وعلى الكون من طمانينة الفجر خشوع والشمس كادت تدر

والبيوت التى من الطين أشبهن بلادى فدمع عينى ثر

وشجتك المناظر الأزبكيات التى مس أهلهن الضر

ووجوه الشيوخ تحت العمامات وهيهات أين المفر

وتلقيننا النساء يغنين بأمر الولاة والفن حر

والمغولى حينما نفخ البوق لأعماق أمسه يجتر

والمنارات فى سمرقند أحزنك والدهر بالحوادث مر

وعفت أ{بع البروج من المسجد والرسم منه كاد يخر

وقديما كانت تنص له العيس وكانت بناؤها مشمخر

وعلى الرمل من بخاتى أهل النهر ركب الى الحجاز اسبطروا

يا خليلى عللانى بكاس تطرد الهم فالطواغيث سروا

إن ذات الجبين والحاجب الصلت لها بالجمال طرف طمر

ولها فى فؤادك الخلد والكوثر والسلسبيل والعبقر

حبذا أنت واسلمى وتباركت وبوركت والهوى لك غرُّ

والقناديل فى مُحياك والفتنة عيناك والرماح تجر





Post: #10
Title: Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
Author: Kamel mohamad
Date: 05-07-2006, 11:46 AM
Parent: #1

من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب

Post: #11
Title: Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
Author: Kamel mohamad
Date: 05-08-2006, 02:36 PM
Parent: #1

up