فضلا لا تقرأ هذا الموضوع

07:57 AM March, 14 2018

سودانيز اون لاين
د.محمد حسن-
مكتبتى
رابط مختصر

وطن اضعناه
احس بحالة من الاحباط والحزن الشديدين ، سالني احد الاصدقاء عن لماذا توقفت عن الكتابة فاجبته اشعر بغثيان شديد
عندما كنا اطفالا وكانت الخرطوم واحدة من اجمل العواصم في افريقيا والشرق الاوسط كنا نتطلع لمستقبل اكثر اشراقا ، بشهية مفتوحة للعلم والاطلاع ، مارسنا هوايات المراسلة وجمع الطوابع وتبادل القصص
والروايات ، تابعنا اخبار العالم من حولنا من خلال المذياع الذي كان يجوب بنا العالم ونفرح حين نسمع اغنية سودانية تبث من اذاعة عربية او افريقية او حتى اوروبية
وحين كبرنا ووعينا وجدانا ان الدول التي كانت عواصمها من الصفيح والقش قفزت لاعلا مواصفات السكن الصحي الانساني وان المدن اصبحت عوالم للحركة وراس المال في حين ان عاصمتنا التي كانت نظيفة تحولت الى اكبر مكب للقمامة
وان الوطن كله اصبح مكب لنفايات الدول بل حتى اصبح مستودع لمن هم غير المرغوب فيهم من شعوب الارض قاطبة
سياسيون تنفيذيون من غير رؤية ولا احساس بالمواطن
انانية شرهة ، وتكالب غير مسبوق لنهب موارد الوطن وجشع يدمي القلوب
الان كل دول افريقيا الفاسدة والتي لاتعرف شرع الله تحارب الفساد وبقوة وكثير منها تجاوزت حدود الفقر وبدأت تتجه للمستقبل
الا تاخذ الغيرة متنفذين هذا الوطن المستباح المغلوب على امره
بالامس التقيت احد غلاة المؤتمر الوطني فمازحني بالمعارضة فقلت له ( عايز اسجل ليكم ) فضحك وقال لي صادقا ( انا المؤتمر الطني ده طرفي منه)
حينما يتحول مؤيد النظام الفاسد من تنظيمه الحاكم ويبتعد فهذا يعني ان الفساد اصبح لا يطيقه حتى المنتمي للتنظيم
ترى كم من الناس الان والذين كان ولاؤهم للتنظيم الحاكم قد زهدوا
والذين على الرصيف الاخر من المعارضة لا تكاد تحس بوجودهم الفعلي نتيجة للاحباطات التي اصابت المواطن البسيط فاصبح لا يأبه لمن يؤيد ومن يعارض
الاحزاب التي كان يعول عليها قيادة البلد اصابتها لعنة الانفجار العنقودي فتناثرت شطايا ، نفس هذه الاحزاب التي وضعت مناهج بخت الرضا سابقا وعلمتنا ( تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسر واذا تفرقت تكسرا احادا)
ان اي فكر او راي لا ينزل الى ارض الواقع عملا وتنفيذا يعتبر سفسطة وترف فارغ
وطن استوطن فيه الفقر المدقع والامراض الفتاكة مع انعدام كامل للرعاية الصحية وكافة معينات الحياة
بئر معطلة وقصر مشيد
الدول تنهض بالعمل والرؤية الوطنية الصادقة وليس بالكلام
لقد شيعنا من سوف
انظر حولنا في هذا العالم وعدد الكفاءات السودانية التي تم تشريدها من الوطن ، تدير اعمالا تدر على اصحابها ملايين من العملات المتنوعة وكيف اسهموا في رفع اقتصاديات الدول
كفاءات في شتى المجالات وعقول تنفيذية هائلة تحظى بالتقدير والاحترام
نحن شعب عظيم تسلط علينا اقزام

سلام يا أخي محمد
لا تيأس وتفاءل
أتوقع أن ننهض كشعب بعد كل الذي حصل، تماما مثل الرتينة (الزمان) بعد أن يظن الواحد أنها احترقت وصارت رماد (هبوت) فجأة وبق تنور.
دعنا نحلم بهذا اليوم حتى ندفع بالأمل إلى أبنائنا وبناتنا الشباب.
ولن يستطع ظلام العالم أن يطفئ ضوء شمعة.

ياسر

الاخ الكريم ياسر الشريف
رغم ان الامل لا ينقطع
ولكن لكي تعرف المستقبل اقرا الواقع واقرب واقع لديك هو هذا المنبر
مجرد كتابات ومشاخصنات
وتتبع اخطأء
وليس من حلول او مبادرات
منبر ينفترض ان يكون نواة لعقل جمعي
اشكر لك مرورك واسهامك
احترامي الذي تعرف