البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية والبيزنطية لل"فتوحات"

البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية والبيزنطية لل"فتوحات"


01-16-2018, 08:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1516132097&rn=0


Post: #1
Title: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية والبيزنطية لل"فتوحات"
Author: osama elkhawad
Date: 01-16-2018, 08:48 PM

07:48 PM January, 16 2018

سودانيز اون لاين
osama elkhawad-Monterey,california,USA
مكتبتى
رابط مختصر

كنا من قبل قد بسطنا بوستاً حول فرضية الباحث الكندي جيبسون عن "البتراء" كمركز لنشأة الإسلام.

وأدناه فيديو فرضية جيبسون:



وتجدّد الحديث مرة أخرى بعد المقارنة بين السرديتين الاسلامية والبيزنطية المدعومة بالوثائق ، حول "الفتوحات الإسلامية"......

Post: #2
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-16-2018, 11:27 PM
Parent: #1

في حلقتين من "صندوق الاسلام" يطرح المختص في شؤون المخطوطات المغربي محمد المسيح، فرضية جديدة حول الفتوحات الاسلامية،

استنادا الى السردية البيزنطية، وهي كما يرى المسيّح، سردية عاصرت الفتوحات، كما انها توافق القران:






Post: #3
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-17-2018, 03:27 AM
Parent: #2

سلام يا خواض،
لن تصمد الرواية الإسلامية القديمة أكثر من سنين قليلة مستقبلا

الباحث المسيّح محتاج يكون أكثر مهنية ودقّة
وعدم الزج باسم محمد في الروايات البيزنطية

من الجائز جدا أن لا يكون لمحمد وجود في تكوين الدولة العربية الأولي
بمعنى انو الدين جاء بعد سقوط القدس في يد القبائل العربية

Post: #4
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-17-2018, 07:38 AM
Parent: #3

أنت والباحث المسيّح يا خواض بتنكروا جزء من التاريخ الأسلامي المكتوب وتؤمنوا بيعض الكتاب!
لا يوجد في الكتابات البيزنطية ما يشير انو القبائل العربية دي لديها دين سماوي.
لو حاولنا نبني قصّة حسب أدوات التاريخ، يجب إستبعاد القصة الأسلامية بالكامل.
أول ظهور لمحمد والإسلام تاريخياً كان في عهد ملك اسمو عبد الملك بن مروان في صراعو مع قائد آخر اسمو عبد الله بن الزبير

Post: #5
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 01-17-2018, 08:15 AM
Parent: #4

يا أبابكرنا، ما تلخبطنا وتلخبط تواريخنا الحافظنها بدون ما تفهِّمنا بالله..كدي براحة فهمني ديل؛
*بمعنى انو الدين جاء بعد سقوط القدس في يد القبائل العربية
يعني وثيقة عمر بن الخطاب ـ قول رئيس العرب ـ لأهل إيليا (القدس)، مزورة ولّ أصلية؟

*ملك اسمو عبد الملك بن مروان في صراعو مع قائد آخر اسمو عبد الله بن الزبير*
طالما التوثيق بدا في زمان اللتين ديل، فطيب هما مولودين في يثرب، الودا أبهاتم هناك شنو وهم من مواطني بلد تانية؟؟
والصراع بينهم دا متعلق باي تاريخ؟...مش كلو موثق بيزنطيا؟؟
وعبد الملك دا لما ملك وحكم من دمشق بلد البيزنطيين وسيطر على أيليا القدس وبنى فيها مسجدا للمسلمين شهير..
كان بيصدر عن أي سياق تاريخي للقبائل العربية دي؟

غايتو كان أقنعتني كتر خيرك وكان ما اقنعتني عافي ليك...

Post: #6
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Haytham Ghaly
Date: 01-17-2018, 08:24 AM
Parent: #5

Quote: يعني وثيقة عمر بن الخطاب ـ قول رئيس العرب ـ لأهل إيليا (القدس)، مزورة ولّ أصلية؟


هاشم سلامات

الوثيقة دي موجودة وين؟؟ وما هي درجة التأكيد بانها ترجع لعمر بن الخطاب؟؟



تحياتي للخواض وابا بكر

Post: #7
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 01-17-2018, 09:22 AM
Parent: #6

تحياتي هيثم، مدقق أنت ياخي، ولكنها في كتب التاريخ الإسلامي يا هيثم، وطبعا أقصد ما تسمى بالعهدة العمرية.
لم أكن دقيقا في قولي وثيقة، ونعم لعدم توفر أصل، وأيضا لإختلافات في صيغة نصوصها المتواترة،
فبذلك هي قطعا لا ترقى للاعتبار كوثيقة تاريخية أصيلة مثلها كمثل عهد البقط مثلا،
ولكنها مع ذلك، فأيضا متواترة القبول، وجرت بها الأحكام دهورا،
ولهذا سألت عن أصالتها من تزويرها، مع اهتمامي بمعرفة منطق ذلك وملابساته،
خاصة انو أبوبكر ذهب بالحسم إلى أبعد من هذا وقال بأن الدين نفسه أتى بعد استيلاء العرب على القدس،
بينما نعرف أن بنود العهدة قائمة على وجود سابق الدين.

بالمناسبة، سؤال خطر لي؛ في علم التاريخ، وبالذات لأحداث مفصلية هامة، ألا يقوم التواتر مقامه في علوم الحديث مثلا، ولماذا؟؟

Post: #8
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-17-2018, 09:42 AM
Parent: #6

نعمل شنو لي شهادة مثل الواردة في عقيدة يعقوب وهو يكتب حوالي 634 م اي قبل حوالي اربعين سنة من عبد الملك بن مروان، ان
Quote:
لقد ظهر نبي كاذب بين السَرَسنيين... إنهم يقولون إن النبي الذي ظهر مقبل مع السرسنيين، وهو يعلن عن قدوم الممسوح الذي سيأتي
، فذهبت أنا ابراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وأحلت إليه المسألة، وسألته: "ما رأيك، أيها السيّد والمعلم، بالنبي
الذي ظهر بين السرسنيين؟". أجاب، وهو يتأوه للغاية: "إنه دجال. وهل يأتي الأنبياء بسيف ومركبة حربية؟ إن هذه الأحداث اليوم هي حقاً
أعمال فوضى... لكن اذهب، يا سيد ابراهيم، واستعلم عن النبي الذي ظهر". وهكذا قمت أنا ابراهيم بتحرياتي، وأخبرني أولئك الذين التقَوْه:
"ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عند النبي المزعوم سوى إراقة الدماء. أما ما تقوله حول امتلاكه لمفاتيح الجنة، فهو أمر غير قابل للتصديق".

روبرت هويلاند جمع في نهاية التسعينات عشرات الوثائق الخارجية بالنسبة للاسلام المبكر بتبدأ من 630s ميلادية، البحث في النقوش ايضاً اسفر
عن مكتشات مثل نقش الزهير البيؤرخ لوفاة الخليفة عمر، مخطوطات القرآن البكون تاريخها في القرن السابع (بما في ذلك الطبقة السفلي من مخطوط صنعاء،
وفيها مصحف ابن مسعود.
البحث الاستشراقي الحالي بحاول يستخرج العناصر التاريخية من المصادر الاسلامية، قصة انها مضروبة بالكلية دي اصبح ما عندها شعبية، منذ سنوات طويلة.

اخيراً، كتبت باتريشيا كرون، اشهر المنكرين قاطبة وهي حولت موقفها المنشور في كتاب الهاجريون

Quote:
من الصعب جدًا معرفة أيِّ شيء مؤكد عن أيِّ مؤسِّس من مؤسسي الأديان الرئيسية في العالم. فكما يطمس قُدسٌ بعد الآخر محيط المناطق التي كان ينشط فيها،
كذلك نرى مذهبًا بعد آخر وهو يعيد تشكيله وصياغته وقولبته كشخصية وقورة ومبجلة وقدوة يحتذى بها لأعداد كبيرة من البشر في أوقات وأماكن لم يسمعوا به من قبل.
في حالة النبي محمد، لم تظهر المصادر الإسلامية التي تتحدث عن حياته إلا في الفترة 750 - 800 م، أي بعد مرور أربع أو خمس أجيال على موته، ويفترض بعض
الإسلاميين (المتخصصين في مجال دراسة الإسلام وتاريخه) أن تلك المصادر هي روايات تاريخية مباشرة. لذلك كلِّه، على الأرجح أننا نعرف عن محمد أكثر بكثير
مما نعرفه عن يسوع (ناهيك عن موسى وبوذا)، وبالتأكيد نحن نمتلك الإمكانية لمعرفة المزيد أيضًا.
لاشك أن محمدًا كان موجودًا، وظهرت محاولات من حين لآخر لإنكار وجوده، لكنها ضعيفة إلى حد ما. فجيرانه في "سوريا البيزنطية" قد سمعوا به بعد سنتين من وفاته،
وهناك نصٌّ يوناني مكتوب خلال فترة الغزو العربي لسوريا بين عامي 632 و634 للميلاد جاء فيه أن "نبيًا كاذبًا ظهر بين السرسنيين"، ورُفِض على أنه مزيف على أساس
أن الأنبياء "لا يأتون بالسيف والعربة". وهذا ما يعطينا انطباعًا بأنه كان يقود عملية الغزو.
يتم إرجاع تاريخ وفاة محمد بشكل طبيعي إلى عام 632 م، لكن احتمال أن يكون تاريخ وفاته الأصلي بعد ذلك بعامين أو ثلاثة وارد أيضًا. فالتقويم الإسلامي قد وضع
بعد وفاة النبي، ونقطة البداية كانت وقت هجرته إلى المدينة (يثرب لاحقًا) قبل ذلك بعشر سنوات. بعض المسلمين يربطون نقطة البداية هذه مع عام 624 - 5 في التقويم
الجورجي بدلاً من سنة 622 المفترضة.
إذا كان هذا التاريخ المعدَّل صحيحًا، فالدليل المستمدُّ من النص اليوناني سيعني أن محمدًا مجرد "مؤسِّس" لدين عالمي مثبت وجوده في المصادر المعاصرة له. لكن بأي
حال، هذا النص يمنحنا دليلاً قاطعًا تقريبًا بأنه كان رجلاً حقيقيًا علاوة على ذلك، هناك وثيقة أرمينية تمَّت كتابتها بعد عام 661 بفترة قصيرة تذكره بالاسم وتعطينا لمحة
واضحة تقريبًا عن تعاليمه التوحيدية.

Post: #9
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-17-2018, 03:47 PM
Parent: #8

يا هاشم، كتب التاريخ الاسلامي قبل التدوين ونسة ساكت جزء منها صناعة للدين نفسو.
البروفيسورة بتاعت جامعة كالفورنيا قالت لينا في فيديو تتبع اثر بداية الاسلام:
أنا آسفة لجرح مشاعركم، لكن التاريخ تاريخ وعندو ادواتو، تاريخكم الاسلامي دا ونسة بتاعت ابو زيد الهلالي ساكت
فشنو؟
الوثيقة العمرية وركوبو للحمار مع خادمه لحدي ما دخل القدس، وسقيفة بني ساعدة، ويا سارية الجبل وبدر وأحد ونسة ساكت نجرها نجار في العهد العباسي

Post: #10
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-17-2018, 04:47 PM
Parent: #9

Quote:
أنت والباحث المسيّح يا خواض بتنكروا جزء من التاريخ الأسلامي المكتوب وتؤمنوا بيعض الكتاب!

اهلا يا دكتور وبقية الاعزاء المتداخلين

وآسف للتاخير.

ياخي انا شنو مع حامد عبدالصمد والمسيَّح؟

لا آخذ جانبًا ببساطة لانني لست باحثا ًفي هذا المجال الشائك الصعب الذي يقتضي الالمام بمباحث معرفية شتى..

هذا وجه اصيل من حياتي المتواضعة:

طول حياتي العاقلة أبحث عن الاسئلة ولا أركن الى الاجابات الجاهزة مهما كان مصدرها..

ولحسن الحظ تكويني الاكاديمي لاحقاً وقراءاتي أصّلت فيّ هذا النزوع إلى الأسئلة..

وأرجو ان اعود لاحقاً..

Post: #11
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-17-2018, 08:20 PM
Parent: #10

مرحب بالمستنير الكبير محمد عبد القيوم
يا أخي، طالبني تعقيب عن مداخلتك عن "نقش زهير" في البوست المقفول
وزي ما بقولوا البقارة:
"كراع البقر جيّابة"
أهو الدرب جابنا

Post: #12
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-17-2018, 09:22 PM
Parent: #11

اهلا بمحمد عبدالقيوم

سؤال :

هل الشاعر حدربي محمد سعد عمّك؟

هل في الشهادة التي اوردتها عن نبي إراقة الدماء،

يجري الحديث عن " مدينة القدس"؟؟؟

يا ابوبكر : العُملات بتقول حتى الآن أن معاوية بن سفيان كان تابعا للبيزنطيين لوجود الصليب في العملة ..



Post: #13
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-17-2018, 10:38 PM
Parent: #12

عباطه غريبة
الخواجة مستغرب بأن المساجد التي بناها الأمويين في الشام
لا تشير محاريبها للقدس إنما تشير للجنوب
ما تيب!
هههههه
طبيعي إنها ما بتشير للقدس بل تشير لمكة
الخواجة ما ناقش الموضوع من أصلو.
ومفتكر إنو ناس الشام طالما قريبين للقدس مفروض
يتجهو للقدس ومسجد بيت المقدس هو الذي يجب أن يتجه لمكة!
غايتو يا اسامه الخواض
ما عارف العاجبك شنو في الموضوع الملغوس دا ؟!
أما بالنسبة لعدم وجود آثار بمكة لمكة القديمة أيام البعثة
النبوية معروف أن الوهابيون يعتبرون أن هذه الآثار
يمكن أن تؤدي في معتقدهم للشرك الأكبر لأنهم يخشون
التبرك بها لانهم يعتقدون أي الوهابية في السعودية أن التبرك
بالآثار يؤدي للشرك الأكبر لذلك قاموا بتدمير ومحو الآثار بكل السبل
ولم يتركوا أي أثر والذي بقي تم التمويه عنه وإخفائه.

Post: #14
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-17-2018, 10:56 PM
Parent: #13

لماذا هو قبل بعض النصوص ورفض الآخر!
هو قبل بعض النصوص لينفي بعض النصوص
بالنصوص التي إعتمدها كدليل لنفي النصوص
الأخرى وهذا أسلوب غير منطقي .
أن يقبل ما عجبه ويرفض ما لا يعجبه
هناك نصوص لا حصر لها ترتبط بموقع
مكة الجغرافي الحالي فلو صارت مكة
ليست مكة وليس الذي بها هو البيت
الحرام
يصبح كل ما في كتب الحديث
والتاريخ مختلق وغير حقيقي
يعني نحن امام كلام خواجة واحد
وغير مسلم وليس من العرب ولا
ولد او عاش في البلاد التي الأن يخالف كلام
اهلها وكلام الملايين بل الميلياريات من المسلمين!
ونحن مطالبون نصدق الخواجة.
بس عشان هو خواجة !!!!
ونكذب انفسنا والمليارات من المسلمين وتاريخنا
المتتاقل عبر الأجيال بللتواتر!!!

Post: #15
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-18-2018, 07:15 AM
Parent: #14

اهلا استاذ منتصر

يبدو انك ما تزال تناقش نظرية جيبسون "موضوع بوست سابق" .....

لقد اوردت للمرة الثانية فيديو جيبسون لكي يفهم القارئ لاحقا ما يقول به المسيّح عن السردية البيزنطية للفتوحات الاسلامية.

ارجو ان تكون قد اطلعت على الفيديوهين وهما الموضوع الاساس لهذا البوست.

هناك من يخالف فكرة ان البتراء هي اساس نشاة الاسلام ويتفق معها في واحدة من حججها كما في الفيديو التالي:


Post: #16
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Yassir Ahmed
Date: 01-18-2018, 12:27 PM
Parent: #1

سلمت يا شيخ منتصر

Post: #17
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-18-2018, 01:04 PM
Parent: #16

الله يسلمك يا أخ ياسر أحمد
Quote: يبدو انك ما تزال تناقش نظرية جيبسون "موضوع بوست سابق" ..
يا اخونا الأستاذ أسامة الخواض
أنت مطالب إن كنت جادا أن تلخص لنا الفيديو وتنقل لنا النقاط الأساسية وتلخص لنا الحجج في نقاط محددة
الفيديو معظمه اسفاف ومدته طويلة جدا حاولت الاطلاع
عليه كله ولكني لم أتمكن لطول مدة الفيديو وكثرة اسفافه
فنرجو أن تجتهد أنت شوية وتنقل لنا أفكار صاحب الفكرة
ليسهل علينا الحوار.

Post: #18
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-18-2018, 02:07 PM
Parent: #17

أخ أسامة لك التحية
اٍستمعت لحديث السيد/(دان جيبسون) - حول (مكة والبتراء) حتي الدقيقة (50) - ولا أكذب عليك فقد شعرت بأن الرجل (( ضارب سيجارة خضراء اللون من صنف شاشامني)).
دخل الرجل في مغالطات لاحصر لها ...
1- تحدث عن (مكة بأنها جرداء وليس بها آثار) وهذا أصلا ماذكره القرآن في قصة بناء الكعبة وذكرت الآية قول اٍبراهيم الخليل (( ربي اٍني تركت من ذريتي - بواد غير ذي زرع)) - ويقول بقية الدعاء ((فأجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم ))
يعني صحراء قاحلة وليست مدينة ذات آثار ...وافترض من عنده أنها ليست بها (معابد ومباني) - وهو افتراض غريب لم يحدث عنه القرآن - (( لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم))--- أي لم يبعث فيهم رسول بعد اٍسماعيل عليه السلام .
2- يذكر أن اٍسم مكة لم يظهر الاسنة (740م) - ولاغرابة في ذلك - فتلك البقاع كانت تعرف باٍسم القبائل والمضارب - وهو تقليد سائد - فالرجل لم يطلع علي الثقافات السائدة .
3- ثم عرّف كلمة (مسجد) بمكان (التجمع) - والأمر لايحتاج الي شرح فقد أخطأ (لغة ومعني) .
4- أما تفسيره للقرآن عن موقع (( القبلة)) فيدل علي عدم اٍلمام المؤرخ (بالقرآن) الذي يحاول الاٍستدلال به ... فموقع القبلة ومكة ورد في القرآن علي لسان (اٍبراهيم الخليل) في دعواه (( وأبعث فيهم رسولا))- وقد قال صلي الله عليه وسلم
أنا دعوة (أبي اٍبراهيم).
5- ورواية ابن اٍسحاق وذكره للجدران (( لا تعني جدران أي أسوار المدينة الخارجية) فقد وردت كلمة جدار وجدران لأي جدار لمبني أو غرفة .
6- حديثه عن أن الجبلين يمر بينهما (مجري مائي) هو اٍفتراض بدون مبرر - وبرغم ذلك فاٍن هناك ((مجري السيل)) يمر بمنتصف الحرم المكي - ولايزال حتي اليوم قائما ..
***
***نأتي لمسألتين مهمتين تنسف اٍدعاءات (جيبسون) نسفا
أولا :- شعار الهلال - لم يكن الهلال يوما (شعارا) للرسول ولا لصحبه ولم يكن راية أو علم - ولا أدري من أين أتي بهذ الفكرة أصلا .
ثانبا :- اٍتجاهات (7) مساجد قديمة صوب (البتراء) - برغم أن الاٍدعاء (ساذج ومضحك) اٍلا أن الرد عليه أسهل .
** اٍلتجاء المؤرخ (عمدا) الي الصين - لمعرفته أن الصينيون هم أول من اٍستخدم البوصلة في تحديد الاٍتجاهات - و((تعمد)) ألا يذكر أن ذلك تم في القرن ((الحادي عشر)) الميلادي - في حين أن اتجاه القبله في
مسجد (قوانجو - أو كانتون) كان سنة (627م) !!!!!- وما يقال عن مسجد (كانتون ) ينسحب علي بقية المساجد . - فلماذا اٍفترض (فرضا) أن الاٍتجاهات كانت ((دقيقة جدا )) في ذلك الوقت !!!!
** ولماذا اٍختار (( بضع مساجد) من آلاف غيرها - ولم يبرر لماذا بني المسجد في هذا الاتجاه ((بل اٍفترض هو من عنده - ان القصد كان البتراء)) .
** أخ أسامه يمكنك الآن اٍستخدام (محدد القبلة) والمرور فقط علي ((مسجد الضرير - ومسجد الحارة الثالثة امدرمان) وستجدها في غير الاتجاه الصحيح - فهل ينبغي أن نبني عليها ((نظريات)) بعينها !!!!
***
*** هل تجد في مايقوله الرجل (أي سياق أو تبرير علمي) يمكن الاٍرتكاز عليه - الرجل لديه ((أفكار مسبقة)) قصد ((عمدا)) أن يدعمها بمايراه مناسبا - ولم يترك البحث والدليل يقودانه ؟؟؟؟
** ولماذا لم يربطنا بالقبائل المحيطة بمكة عند ظهور الاٍسلام ( وسوق عكاظ - وقريش - وجرهم - وحملة أبرهة )...

Post: #19
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-18-2018, 02:07 PM
Parent: #17

أخ أسامة لك التحية
اٍستمعت لحديث السيد/(دان جيبسون) - حول (مكة والبتراء) حتي الدقيقة (50) - ولا أكذب عليك فقد شعرت بأن الرجل (( ضارب سيجارة خضراء اللون من صنف شاشامني)).
دخل الرجل في مغالطات لاحصر لها ...
1- تحدث عن (مكة بأنها جرداء وليس بها آثار) وهذا أصلا ماذكره القرآن في قصة بناء الكعبة وذكرت الآية قول اٍبراهيم الخليل (( ربي اٍني تركت من ذريتي - بواد غير ذي زرع)) - ويقول بقية الدعاء ((فأجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم ))
يعني صحراء قاحلة وليست مدينة ذات آثار ...وافترض من عنده أنها ليست بها (معابد ومباني) - وهو افتراض غريب لم يحدث عنه القرآن - (( لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم))--- أي لم يبعث فيهم رسول بعد اٍسماعيل عليه السلام .
2- يذكر أن اٍسم مكة لم يظهر الاسنة (740م) - ولاغرابة في ذلك - فتلك البقاع كانت تعرف باٍسم القبائل والمضارب - وهو تقليد سائد - فالرجل لم يطلع علي الثقافات السائدة .
3- ثم عرّف كلمة (مسجد) بمكان (التجمع) - والأمر لايحتاج الي شرح فقد أخطأ (لغة ومعني) .
4- أما تفسيره للقرآن عن موقع (( القبلة)) فيدل علي عدم اٍلمام المؤرخ (بالقرآن) الذي يحاول الاٍستدلال به ... فموقع القبلة ومكة ورد في القرآن علي لسان (اٍبراهيم الخليل) في دعواه (( وأبعث فيهم رسولا))- وقد قال صلي الله عليه وسلم
أنا دعوة (أبي اٍبراهيم).
5- ورواية ابن اٍسحاق وذكره للجدران (( لا تعني جدران أي أسوار المدينة الخارجية) فقد وردت كلمة جدار وجدران لأي جدار لمبني أو غرفة .
6- حديثه عن أن الجبلين يمر بينهما (مجري مائي) هو اٍفتراض بدون مبرر - وبرغم ذلك فاٍن هناك ((مجري السيل)) يمر بمنتصف الحرم المكي - ولايزال حتي اليوم قائما ..
***
***نأتي لمسألتين مهمتين تنسف اٍدعاءات (جيبسون) نسفا
أولا :- شعار الهلال - لم يكن الهلال يوما (شعارا) للرسول ولا لصحبه ولم يكن راية أو علم - ولا أدري من أين أتي بهذ الفكرة أصلا .
ثانبا :- اٍتجاهات (7) مساجد قديمة صوب (البتراء) - برغم أن الاٍدعاء (ساذج ومضحك) اٍلا أن الرد عليه أسهل .
** اٍلتجاء المؤرخ (عمدا) الي الصين - لمعرفته أن الصينيون هم أول من اٍستخدم البوصلة في تحديد الاٍتجاهات - و((تعمد)) ألا يذكر أن ذلك تم في القرن ((الحادي عشر)) الميلادي - في حين أن اتجاه القبله في
مسجد (قوانجو - أو كانتون) كان سنة (627م) !!!!!- وما يقال عن مسجد (كانتون ) ينسحب علي بقية المساجد . - فلماذا اٍفترض (فرضا) أن الاٍتجاهات كانت ((دقيقة جدا )) في ذلك الوقت !!!!
** ولماذا اٍختار (( بضع مساجد) من آلاف غيرها - ولم يبرر لماذا بني المسجد في هذا الاتجاه ((بل اٍفترض هو من عنده - ان القصد كان البتراء)) .
** أخ أسامه يمكنك الآن اٍستخدام (محدد القبلة) والمرور فقط علي ((مسجد الضرير - ومسجد الحارة الثالثة امدرمان) وستجدها في غير الاتجاه الصحيح - فهل ينبغي أن نبني عليها ((نظريات)) بعينها !!!!
***
*** هل تجد في مايقوله الرجل (أي سياق أو تبرير علمي) يمكن الاٍرتكاز عليه - الرجل لديه ((أفكار مسبقة)) قصد ((عمدا)) أن يدعمها بمايراه مناسبا - ولم يترك البحث والدليل يقودانه ؟؟؟؟
** ولماذا لم يربطنا بالقبائل المحيطة بمكة عند ظهور الاٍسلام ( وسوق عكاظ - وقريش - وجرهم - وحملة أبرهة )...

Post: #20
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-18-2018, 06:20 PM
Parent: #19

وكما قيل إذا عرف السبب بطل العجب
وأعتقد أن السبب الذي قاد هذا الرجل ان يدعي هذه الدعاوي
التي لا أساس لها
أن الرجل ليحاول إثبات أن ما فعله المسلمون من فتوحات في الشام والعراق ومصر وبلاد فارس وغيرها كان مجرد تغلب حضارة
مجاورة وموجودة في منطقة الشام لأن البتراء منطقة حضرية
أما مكة منطقة تتوسط مكان لا حضارة فيه ولا زرع .
فنشوء حضارة ونفوذ وقوة تفتح وتسيطر على نصف العالم منطلقه من مكة بهذه الصفة يجعل ذلك يجبر المتأمل على أن هذه القوة مصدرها التأييد الإلهي ومبعثها الوحي الرباني، وهذا ما لا يريده ولا يعجب صاحب الزعم
فلذلك حاول اختلاق زعم يشكك فيه بان الإنطلاق كان من مكة
ليشكك في أن الإسلام دين سماوي من الله ويحاول أن يوهم بأنه مجرد حضارة سادت ثم بادت مثلها مثل أي حضارة وحينما إنهزم اصحاب هذه
الحضارة وتراجع المسلمون إختاروا
مكان خالي من البشر والثروة لينقل المسلمين فيه كعبتهم ولم يجدوا
غير مكة وفروا من البتراء بسبب الهزائم والضعف والإنهيار وتركوا موطنهم
الأصلي واختاروا مكان بعيد لا اطماع تتجه إليه ولا هو موقع مميز يعرض
للخطر لتكون فيه الكعبة!!!
أليس هذا هو ما يهدف إليه صاحب الزعم؟

Post: #21
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-18-2018, 06:20 PM
Parent: #19

مرحب بأستاذ عمار

وشكرا لتلبية الدعوة والحضور الى البوست.

سأعود اليك.

قال الاستاذ منتصر:
Quote: يا اخونا الأستاذ أسامة الخواض
أنت مطالب إن كنت جادا أن تلخص لنا الفيديو وتنقل لنا النقاط الأساسية وتلخص لنا الحجج في نقاط محددة
الفيديو معظمه اسفاف ومدته طويلة جدا حاولت الاطلاع
عليه كله ولكني لم أتمكن لطول مدة الفيديو وكثرة اسفافه
فنرجو أن تجتهد أنت شوية وتنقل لنا أفكار صاحب الفكرة
ليسهل علينا الحوار.

النقاش الاساسي هنا هو حول فيديوهين من "صندوق الاسلام"....

وفيه يوافق المسيّح جيبسون حول البتراء، لأسباب استراتيجية كما يرى.

كلامي أعيده للمرة الثانية:

النقاش هنا ليس عن نظرية جيبسون ،

وإنما عن سردية جديدة للفتوحات الاسلامية،.

فأرجو ان تشاهد الفيديوهين من "صندوق الاسلام،" لو كانت لديك رغبة في النقاش.

هذا -طبعاً-لا يعني عدم دحض نظرية جيبسون في إطار معارضة كلام المسيّح عن الفتوحات الاسلامية....

مع خالص التقدير...

Post: #22
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-18-2018, 07:15 PM
Parent: #21

أنا اريد أن أعرف ما هو السر في احتفاء الجمهوريين
بهذا السخف ؟!
قبل كدا كان ياسر الشريف بعتل لينا من حلقات المدعو حمامي
المغربي المتنصر ، وهسع إنت جايب لينا كلام من مزبلة تانية!

Post: #23
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-18-2018, 09:02 PM
Parent: #22

شيء طبيعي الخصوم الصليبيين يتنكرون لتاريخ المسلمين
ولا يذكروه في كتبهم
ونحن المسلمون لا نأبه بذلك
لكن العجيب جدا أن يأتي من هم منحدرون من آباء مسلمين
ليشكك في تاريخ المسلمين وفي شيء من ثوابتهم
فقط لأنها لم يذكرها قدماء المؤرخون الغربيين من خصوم المسلمون
شيء عجيب فعلا!!!

Post: #24
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-18-2018, 09:59 PM
Parent: #23


أيام البيزنطيون الذين يحتج علينا بهم
كان هؤلاء الصليبيون يمارسون فجور في الخصومة
لا يوصف تجاه المسلمين ولا يطيقون مجرد ذكر المسلمين
فيبدو أن الذين يروجون لهذه المزاعم يستغلون
جهل البعض الذين قد لا يعلمون الفرق الهائل بين الغربيين
أيام البيزنطيون في العصور الوسطى وبين الغربيين
في العصر الحديث أو الزمان المعاصر!!
مما شجع هؤلاء الأفاكون لممارسة هذه الترهات.
.

Post: #25
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-18-2018, 10:35 PM
Parent: #24

Quote:
أنا اريد أن أعرف ما هو السر في احتفاء الجمهوريين
بهذا السخف ؟!
قبل كدا كان ياسر الشريف بعتل لينا من حلقات المدعو حمامي
المغربي المتنصر ، وهسع إنت جايب لينا كلام من مزبلة تانية!

أهلا استاذ منتصر

لقد جعلتني اندم على دعوتي لاستاذ عمار الى حوار "هادئ" ومن راسي اضيف "عقلاني"..

فها انت بعد ان طاش صوابك، وخسرت "الحسنين":
رجاحة العقل والهدوء، تتكشّف عن متداخل "كذّاب"، ويمارس العنف اللفظي.

كذّاب، لانك شملتني مع "الجمهوريين" لسوء متابعتك وقراءتك.

وعنفك اللفظي لا يحتاج الى دليل....

Post: #26
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-18-2018, 11:03 PM
Parent: #25

أنا الذي يستفزني غاية الاستفزاز هو نقل فيديوهات
بهذه الجروءة في تسفيه عقول المسلمين وتراثهم وجهودهم
في توثيق تاريخهم وآثارهم
ثم تنقل لنا هذه الفيديوهات دون حتى
استخراج نقاط محددة لنتحاور حولها
هذه التسجيلات تمارس ازدراء بعقول الملايين
لماذا لا يتكلمون على معتقدات النصارى المبنية معظمها
على أخبار ومعلومات خاطئة كصلب المسيح وقيامته
بعد الموت وأنه ابن لله ونحو ذلك
ويأتون ليلفقوا معلومات لا أصل
لها وهي محض خيال
التاريخ لا يتعامل معه
بهذه الصورة مطلقا
تاريخ المسلمين مدون
بكل دقة وهذا الاستخفاف
بتاريخ المسلمين بهذه الصورة
لا يقبله أحد
الله يخليك لا تعتل
لينا فيديوهات دون
أن تكون متبني موقف
معين تجاهها لتكون جاهز
للنقاش والحوار وجاهز للسؤال
وعايزنا نطلع على التسجيل كلو
ونرد عليهو ولو سألناك
ربما لا نجد إجابة!

Post: #27
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-18-2018, 11:08 PM
Parent: #26

عليك أن تعتذر أولا عن كذبك...

احتفظ بمشاعرك السيئة لنفسك...

Post: #28
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-18-2018, 11:12 PM
Parent: #27

أنا آسف على وصفك بالجمهوري دون تثبت
طالما أنك تقول بأنك غير جمهوري
غير ذلك أنا لم اوجه لك ما يسئ إليك بشكل شخصي

Post: #29
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-18-2018, 11:53 PM
Parent: #28

Quote:
أنا آسف على وصفك بالجمهوري دون تثبت
طالما أنك تقول بأنك غير جمهوري
غير ذلك أنا لم اوجه لك ما يسئ إليك بشكل شخصي

أشكرك "نصف شكر" على اعتذارك،

لانك تقول "طالما"؟؟؟

طيب من اين لك انني جمهوري؟؟؟

هي ليست شتيمة ، لكنها توحي بعدم دقة و تكوين انطباعات غير مؤسسة...


Post: #30
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 05:07 AM
Parent: #29

Quote: طيب من اين لك انني جمهوري؟؟؟
.أنا اعتبرت نفيك لكونك جمهوري كافي لدي لأعتبر أنك غير جمهوري
لذلك قلت (طالما أنك قلت انك غير جمهوري فكذا كذا) ماذا في ذلك!
أنت أعلم بنفسك وأنت من تحدد ماذا تكون
والباقي نتركه في سياق الحوار فطالما أنت متجاوب بهذه الصورة
فهذا جيد فربما يحدث بيننا حوار مفيد .

Post: #31
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 01-19-2018, 05:44 AM
Parent: #29

يا أبكر ما أقنعتني بل ما شرحتا لي زاتو، بس ختيت لي استيتمنت جديدة، قلت: "كتب التاريخ الاسلامي قبل التدوين ونسة..."
طيب ما قلنا شيء، كلامك وكلام البروفسيرة برضو ونسة.. إلا لو ترفق معه حيثيات مقنعة غير قابلة للدحض المنهجي والمنطقي والتاريخي.
حسع ياهو دا محمد عبدالقيوم سعد رضي الله والمنطق عنه، عن روبرت هوبلاند التاريخاني التلميذ عن باتريشيا كرون المرجعانية الأستاذة عن يعقوب القرطاجي عن إبراهيم الحاخامي، طرشق ليكم حكاية عبدالملك دي من قولة تيت.
بعدين يا جماعة الخير، في زمن الرادي والجرايد والأمن والأمان، عمكم من صقع الجمل في سنة ١٩٨٤ قالوا ليهو الرئيس شالوه قال ليهم والله عبود دا زول كويس ليه شايلينو..
إذن شنو البخليني أقبل بوثائق بيزنطية وليست من شهود بل عن أقاويل عن أقاويل عن أرض وناس أغراب وبعيدين...
وأرفض تاريخ الناس ديل زاتم عن أنفسهم للمتواتر عندهم وعلى أساسه قامت أسس حياتهم السياسية والدينية!!
وليه ولماذا؟ فقط لأن تدوينه متأخر شوية !! دي براها قضية منهجية محتاجة لحيثيات أطول بكتير من المتاح هنا.
الحكاية المنهجية دي حتى هويلاند التلميذ زاتو لم يقبلها من أستاذته كرون...
ياخي ما ممكن تقول لي مؤرح أرمني ول في قوستانتينبول والخبر يصلو ناقص ول تامينو موية ومترنِّج ومتريِّح بأي ريحة مر بيها حيكون أفضل مرجعا عن علم الأسانيد.
X"To be sure, the picture given in the Doctrina Iacobi seems garbled, and many of its details disagree with the
(traditional account (for example, in seeming to describe the prophet as leading the armies of the Saracens himself),
Yet one could hardly expect a Byzantine source from this early and turbulent period to get all the details right. Even later,
most Byzantine sources displayed gross misunderstanding of matters Islamic, just as Muslim sources generally did of matters Byzantine." – Colin Wells.[10]X
ويكيبيديا
غايتو استفدت إنو السيدين جبيسون والمسيّح الفي الفيديوهات ديل بيتكلموا عن البتراء ومكة والتاريخ دا من نفس مرجعية الأستاذة كرون التي
أساس منهجها رفض السردية التاريخية الإسلامية وتبني الوثائق المعاصرة المكتوبة حتى لو كانت رؤى وتدوينات شطحية زي ما شفتا في بعض النقد.
و لأنكم خليتونا يا أسامة وأبوبكر نمشي نفتش في القوقل والويكبيديا...أهو دي تحت هنا بعض الروابط لبعض التفتيش في أطروحة باتريشيا...
يمكن يقراها زول عندو الرغبة أو على علاقة زي محمد عبد القيوم دا أو لو أصلا قرأها وقرأ أصولها، يفسر لينا.. لأنو واضح راقدلو فوق راي...
https://smahmed.wordpress.com/tag/آمال-محمد-الروبي/https://smahmed.wordpress.com/tag/آمال-محمد-الروبي/
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx؟article_no=15007
http://www.alhayat.com/Opinion/Houssam-Itani/10059185/باتريشيا-كرون--رحيل-منقّب-فضوليhttp://www.alhayat.com/Opinion/Houssam-Itani/10059185/باتريشيا-كرون--رحيل-منقّب-فضولي
https://archive.islamonline.net/؟p=6239
https://vb.tafsir.net/tafsir48978/#.WmFbQ63MxPNhttps://vb.tafsir.net/tafsir48978/#.WmFbQ63MxPN

لو الروابط أبت تفتح، فتشوا براكم :)


Post: #32
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-19-2018, 06:21 AM
Parent: #31

يا هاشم، لا أنا لا البروفسورة عندنا أدنى في وجود هارون الرشيد
ليش؟
لأنو حياتو إنتقلت عبر التدوين والتدوين لتدوين عندو منهجو
لكن لمان البخاري يكتب تاريخ تفاصيل حياة الرسول بعد 300 سنة من وفاتو من أفواه رجال سمعوها من رجال قبلهم
دا اسمو الونسة الساكت والخيال

توجد وثائق مكتوبة تقول ان الأعراب الذين دخلوا القدس لم يكن لهم دين هذه المعلومة وجدت مكتوبة في مذكرات قس

هل عندك أي اعتراض انو ناس المسلمية في قلب الجزيرة لمان أول مرّة جابوا القصريات من مصر، كانون بياكلوا فيهن؟
لا تستطيع أن تنفي ذلك
لأنو في إيطالي سنة 1830 زار السودان وكتب نوتس، لقاها أستاذ التاريخ رتشارد هيل بعد مائة سنة في ايطاليا، نقحها وكتبها وتعيد طباعتها دار جامعة الخرطوم
يلقاها المستنير يكتبها ويناقشها في منبر سودانيز أونلاين وتصبح معرفة

لو إتا شايف انو الأدوات دي زيها وزي ونسة الضللة بتاعت الصحابة
قول لينا

لمان تتلقي عملة لمعاوية وما فيها إشارة لمحمد وواحدة تانية لعبد الله بن الزبير فيها اشارة لمحمد
هذه المعلومة تثير أسئلة وتفتح احتمالات
لا أسمح لك أن تقهرني فيها بروايات إتكتبت بعد 300 سنة من حدوثها حسب زعمك بالتواتر

نحن إختبرنا إنتقال روايات الأحداث من غير توثيق كتابي
تتغير عشرات المرات وتروح الحقائق فيها


د

Post: #33
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عبدالعظيم مكى
Date: 01-19-2018, 07:47 AM
Parent: #32


من يشكك فى آلاف الوثاڈق المتماكسة ومليارات الشهود على مر الازمنة لفترة زمنية قريبة جدا لا تتعدى ١٥٠٠ سنة ويقتنع بروايات ضعيفة مهترڈة فالبتاكيد اقل ما يوصف به بانه لا يدرى شيڈا عن منهجية البحث.

Post: #34
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عبدالعظيم مكى
Date: 01-19-2018, 07:47 AM
Parent: #32

مكرر

Post: #35
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 01-19-2018, 08:50 AM
Parent: #32

لا أسمح لك أن تقهرني
بالله شوف دا؟ هو إت بتتقهر...وبعدين أنحنا البنفتش عن الاقتناع لكن عن منطق قاهر...انحنا ما انتو!
ما قريت كلام الخواجة عن "عقيدة يعقوب" إنو كتابات واحد يهودي في قرطاجة ول مسيحي في أرمينيا في زمان مضطرب زي داك برضو يجب أن تؤخذ بحذر لأنها سماعية الأصل!
كونها مكتوبة لا يلزم منه الصحة، فالمعاصرة في الزمن داك برضها حجاب بل حجب.
وأزيدك كمان؛ لأنها بدون أسانيد ولا معنعنة ولا جرى عليها درس الجرح والتعديل. شفت كيف، لأنو دي أدوات منهجية صالحة في مجالها.
وزي ما ممكن تلقي ليك الواح تلاميذ في خلوة من صنعاء وتعتبر أغلاطها نصا أصليا، فممكن تلقى واحدة من االنصوص البيزنطية دي تلخبط بين عمرو وعمر مثلا!!
أها نقوم نصح خطأ الوثق ول نصحح وجودهها أو اسميهما حسب المكتوب ونسقط التواتر المهم جدا في اي ثقافة شفاهية لدرجة اعتمدته لأهم نصوصها.
الكثير ممكن يتقال ويراجع على البخاري وابن اسحق والطبري وأي زول، عبر منهج للدرس راسخ ومقبول...لكن أغلب علماء التاريخ والمستشرقين لم بسقطوا أثارهم بالكلية.
بعدين ياخي واحد قس حضري هجموهو اعراب لا يؤمنون بدينه، حيقول عنهم شنو يعني غير كفار ساراسينس! لي يوم الليلة ساراسينس تعني كفار في أدبيات الكنيسة.
حسع شوف كلامك دا {لمان تتلقي عملة لمعاوية وما فيها إشارة لمحمد وواحدة تانية لعبد الله بن الزبير فيها اشارة لمحمد
هذه المعلومة تثير أسئلة وتفتح احتمالات} الاحتمالات حباب، لكن هو لو أصلا لقيت عملة معاوية دي طيب ما خلاص لقيت أول الخيط لقريش كلها ومكة كمان. لأنو معاوية دا لو كان من
أهل المنطقة ولاة المنطقة من العرب مثلا كنا لقيناه في الكرونيكلز البيزنطية دي مثلا زي ما الغساسنة موجودين فيها.
في الروابط الختيتن ديل توجد إشارة لكاتب أرمني بيزنطي قالوا كتب عن صفين عن قريب من تاريخها. ولكن عندي وبالمنطق كدا،
ما كان له أن يفهم ويشرح تاريخها لأنو خارج السياق...دا تقبلو بيهو مرجع ولما يجيك واحد تاني جدو مات في صفين ويروي عن أبيه ليروي عنه ابنه تقوم تقول ليهو: كان ليك!!!
ولو حبينا نمنطقها بشكل تاني فقول معاوية في أول أمرو استخدم عملات رومانية لانو ما عندو عملة خاصة بعد، وقام مستعجل ختم عليها اسمو بس ليؤكد حكمه خاصة وشرعيتو كانت ناقصة وقتها
ثم ضرب عملات خلافته لاحقا مسترجعا أصلها الديني. وبنفس المنطق ممكن بن الزبير لقى إضافة الشهادة أو اسم الجلالة والنبي كفكرة مناسبة لإدعائه الخلافة منافسا ليزيد وضرب عملته الخاصة بما يخالف معاوية وابنه.
فعلا، احتمالات كتيرة، لكن أنا رايي إنو الاحتمالات لا تحتمل إلا بمنطق قوي، أقوى بما يكفي لدحض المتواتر على الأقل، قبل إثبات الرواية البديلة.
أنا شايف إنو الوثائق المادية أقوى من التواتر ومن الاستنتاج المنطقي عبر منهج آخر... لكن ما نوع الوثائق البيزنطية دي، مصحف بيرمنجهام أصلح كوثيقة للنقاش منها، أرجعوا ليهو!!
ثم انو في وثائق من ذاك الزمان، وإن بنفس الخصائص والسلبيات ولكنها تخالف أو أقل عيوبا مما استخدمته كرون، أو أقرب انسجاما من السردية المعروفة.
كلو في الروابط ديلاك.
بالمناسبة، عملة معاوية دي ما لقو فيها تاريخ؟ لو فيها، مكتوب بالأرقام ولّ الحروف؟ لو بالأرقام، رومانية ولّ شنو؟ رسونا على بر؟؟
يا محمد عبد القيوم، أبوبكر دا بناديك، بالله وريهم المنهج المقارن زاتو ... على القليلة تمسك مننا الناس ديل.،،،

Post: #36
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 12:24 PM
Parent: #35

Quote: كن لمان البخاري يكتب تاريخ تفاصيل حياة الرسول بعد 300 سنة من وفاتو من أفواه رجال سمعوها من رجال قبلهم
دا اسمو الونسة الساكت والخيال
أولا الإمام البخاري توفى سنة 256 هجري
يعني توفى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ب245 عام
وبدأ يكتب تاريخه وصحيحه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
ب 210 عاما لأن مولده كان عام 194 هجري
ولماذا البخاري هناك الإمام مالك بدأ في تدوين كتابة الموطأ وهو كتاب
حديث بعد قرن واحد 100 عام من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وهو المولود عام 90 هجرية .
ودع هذا كله
هل أنت تؤمن بالقرآن الذي كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ودونت فيه كثير من الأحداث ؟!
وعليه إجماع وتواتر وليس مختلف على صحة بعض أخباره
كما هو الحال في غيره من كتب الحديث؟؟؟؟؟؟؟.

Post: #37
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-19-2018, 01:10 PM
Parent: #36

يا هاشم،
عبد القيوم في النهاية منّا آل البيت

Post: #38
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 05:34 PM
Parent: #37

طرق التوثيق للمعلومات وطرق التحقق من صحتها
التي اتبعها المسلمون مصاحبة للمعلومات التاريخية
وقبلها التشريعية كانت طرق غاية في الدقة والإحكام
لا يوجد لها نظير
ثم إن كتاب كصحيح البخاري وغيره وقبله القرآن العظيم
لم يكتفي المسلمون بمجرد تناقل ما فيهما عبر الصحف والمصاحف
والأوراق والمدونات إنما كانت هذه الكتب يتم تناقلها بسند متصل
شيخ حافظ للمحتوى ومستوثق منه عن شيخ حافظ مستوثق حتى وصلتنا
حتى لا تتعرض الكتب للتحريف والدس فيها لذلك لا نجد نسخة
تختلف عن اخرى رغم انها كانت تنسخ باليد
ورغم انتشار هذه الكتب في كل بقاع العالم عبر القرون
لا نجد نسخة تختلف عن أخرى
وهذا ما يعنون به التواتر .
ولم يوجد كتب تاريخ في العالم مورس في تدوينها
وتنقيحها والاستوثاق من صدقيتها ونقد ما فيها
وضبطها كما فعل في كتب التراث الإسلامي.
و بعد ذلك يكون التشكيك في صدقها والاستخفاف بها
يعتبر غاية في الجهل والغباء المحكم.

Post: #39
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-19-2018, 06:02 PM
Parent: #38

اهلا استاذ منتصر

لست مقتنعا بما قلته، لكن دعنا نركز على ما ينفع النقاش.

التواتر ليس حجة كافية لضمان صحة ما تم تواتره، فالاساطير والخرافات والحكايات الشعبية ايضا تمّت عن طريق التواتر.

في العلاقة بين القران وتدوين السيرة النبوية هنالك اشكال واضح.

القران الكريم لم يتكلم عن معجزات للرسول الكريم، لكن السيرة النبوية المدونة تمتلئ بالمعجزات؟؟؟؟

القران الكريم به معجزات كثيرة لرسل وأنبياء كثر، لكنه لم يتضمن معجزة واحدة للنبي الكريم..

كيف تفسر ذلك؟؟

Post: #40
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 07:21 PM
Parent: #39

يعني أنت عندك معلومة تأتيك من خواجه واحد
محل ثقة عندك أكثر من المعلومة التي تنقل عبر اناس
جاءوا من أماكن شتى واتجاهات شتى يؤكدون ذات المعلونة
التي يقول الخواجة بخلافها؟!
ثم اريد منك أن تعطيني مثال للأسطورة أو الخرافة التي نقلت لنا بالتواتر
حتى يكون نقاشنا جاد وشفاف وواضح .

Post: #41
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 07:48 PM
Parent: #40

Quote: لقران الكريم به معجزات كثيرة لرسل وأنبياء كثر، لكنه لم يتضمن معجزة واحدة للنبي الكريم..

كيف تفسر ذلك؟؟
كلام غير صحيح هناك معجزتان كبيرتان
لنبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء بها القرآن الكريم
1- معجزة إنشقاق القمر
قال الله تعالى :اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2)  سورة القمر
2- معجزة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس بفلسطين
قال الله تعالى:(( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))

سورة الإسرا]
وابضا التأييد بجنود من الملائكة جاء في عدد من الآيات
وكل من المعجزات التي لم يحدث مثلها لغيره.




Post: #42
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 07:48 PM
Parent: #40

Quote: لقران الكريم به معجزات كثيرة لرسل وأنبياء كثر، لكنه لم يتضمن معجزة واحدة للنبي الكريم..

كيف تفسر ذلك؟؟
كلام غير صحيح هناك معجزتان كبيرتان
لنبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء بها القرآن الكريم
1- معجزة إنشقاق القمر
قال الله تعالى :اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2)  سورة القمر
2- معجزة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس بفلسطين
قال الله تعالى:(( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))

سورة الإسرا]
وابضا التأييد بجنود من الملائكة جاء في عدد من الآيات
وكل من المعجزات التي لم يحدث مثلها لغيره.




Post: #43
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-19-2018, 09:04 PM
Parent: #42



منطوق الآية يفيد ان انشقاق القمر مرتبط باقتراب يوم القيامة.....

Post: #44
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 09:52 PM
Parent: #43

Quote: منطوق الآية يفيد ان انشقاق القمر مرتبط باقتراب يوم القيامة.....
أحاديث كثيرة اشارت لأن البعثة المحمدية كانت اول علامات الساعة ومنها ( بعثت والساعة كهاتيت وأشار بالوسطى والسبابة) رواه البخاري ومسلم وهو الاقتراب النسبي
و( اقتربت ) فعل ماضي (اقتربت الساعة ) يعني الاقتراب للساعة حدث وانتهى وليس شيء سيحدث في المستقبل وأيضا (انشق) فعل ماضي (انشق القمر) يعني القمر انشق وانشقاقه حدث في ذلك الوقت والآية كانت تخبر عنه باعتباره خبر كفعل ماضي حدث في ذلك الوقت وليس شيء سيحدث في المستقبل .
ثم جاء بعد هذه العبارة مباشرة (وإن يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر) وهذه الآية تبين أن انشقاق القمر حدث كآية لتثبت وتؤيد نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم وتخبر أن مشركوا قريش لما شاهدوا انشقاق
القمر قالوا أن هذا سحر مستمر .
وهذا يثبت أن الانشقاق حدث.
وحينما عاد القمر لحالته الأولى بعد الانشقاق طبيعي أن يعود القمر كما كان
دون تشوهات ويعود كما كان دون ترك أثر للإشقاق طالما القمر رجع ككتلة واحدة متماسكة سيكون أثر الاشقاق لا مبرر لوجوده فلا تستطيع ناسا اثبات
شيء ينفي حدوث الانشقاق ببساطة لأن القمر عاد كما كان فالذي خلقه وشقه قادر على إعادته كما كان .
فإذا آمنا بأن الله هو من خلق القمر وكل المجموعة الشمسية وكل المجرات سنؤمن ببساطة بأن الله قادرا على التحكم في ما خلقه وعمل كل شيء
من انشقاق للقمر وغير ذلك تصرفات

Post: #45
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-19-2018, 10:13 PM
Parent: #44

فسّرت اقتراب الساعة وارتباطها بانشقاق القمر،

لان هنالك آيات تنفي "المعجزة" :
Quote: وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً 

والآية ٧ من سورة الرعد:
Quote: { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }

Post: #46
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 10:18 PM
Parent: #44

بل أكثر من ذلك أن هذه الآيات لا تثبت فقط حدوث
معجزة انشقاق القمر بل تثبت وتصادق على كل ما صح
سنده من معجزات وردت في السنة كما ورد في عبارة
(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) فهذه الآية تشير
لأن هذا حال مشركوا قريش كلما رأوا آية فلو كانت هذه
فقط الآية والمعجزة التي حدثت لما جاءت الآية بهذه
الصيغة التي تؤكد أن هكذا كان حال قريش حينما يروا
الآيات يعني المعجزات مما بشير لكثرة المعجزات التي
شاهدوها وقالوا أنها ( سحر مستمر)

Post: #47
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-19-2018, 10:40 PM
Parent: #46


فسّرت اقتراب الساعة وارتباطها بانشقاق القمر،

لان هنالك آيات تنفي "المعجزة" :
Quote: وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً

والآية ٧ من سورة الرعد:
Quote: { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }

Post: #48
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-19-2018, 10:49 PM
Parent: #46

الآيات التي هي المعجزات نوعان
نوع فتنة وامتحان يأتي بعده العذاب والدمار في حالة العصيان
او إذا كذبوا او كفروا بها كناقة ظصالح عليه السلام
فلما ذبحوها أهلكهم الله
وهذا النوع من الآيات والمعجزات هو الذي
لم يشأ الله ولا نبيه صلى الله عليه وسلم أن
أن يأتي بها الله عز وجل رحمة بأمته صلى الله
عليه وسلم.
أما النوع الآخر هو إما أن يكون تخويفا كإنشقاق القمر
أو تأييد كالإسراء والمعراج وانزال جنود من الملائكة تقاتل
مع جيش المسلمين وغير ذلك مما ثبت من معجزات.
وهذا ليس من النوع المقصود بالمنع
وهناك استثناء في الآية بعبارة (إلا تخويفا) يعني المعجزات
التي تكون تخويف فقط وما دونها لا يشملها المنع وهي مستثناة
و(إلا) حرف استثناء معروف ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)
أما معجزة كناقة صالح عليه السلام لم تكن مجرد تخويف بل كانت فتنة
وامتحان
أنما بعض معجزات نبينا كانت مجرد تخويف والباقي تأييد واكرام

Post: #49
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-20-2018, 00:00 AM
Parent: #48

شكرا استاذ منتصر.


Post: #50
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-20-2018, 07:33 AM
Parent: #1


أسامة الخواض سلامات وكيف الحال

* هناك محاججات تأريخية في الضد من السردية الاسلامية, وأهمها في اعتقادي خمول ذكر مكه (غيابها بالاحري) في التأريخ المحيط بالبعثة المحمدية وحتى مائة عام منها (من البعثة المحمدية) وعدم ورودها في الخرائط القديمة ..

* هذه مسألة محيرة بالفعل لاسيما وأن مكة في المخيلة الاسلامية, وقبل البعثة حتى, كانت مركزا تجاريا و دينيا ذو أهمية استثنائية لكل القبائل العربية .. مدينة يأتي اليها الحجيج من كل صوب وحدب. وتأتي اليها القوافل من كل انحاء الجزيرة العربية وتتمتع بالثراء الاقتصادي والتعدد الديني يتواجد فيها الصابئة والنصارى وعبدة الاوثان .. هذه اوصاف مدينة ناشطة جدا في العالم القديم ومن الصعب اهمال ذكرها في كتب التأريخ والجغرافيا.

* مدينة بهذه المواصفات تتحرك نحوها الجيوش وتتضارب حولها مصالح الأمم .. وذلك ما حدا بأبرهة الحبشي أن يغزوها (بالأفيال) .. وتلك حادثة كبرى وحدثا عالميا فريدا في ذلك الزمان .. أن تتحرك قوات عسكرية مع الافيال لمسافات شاسعة من الارض لتغزو مكة .. مكة التي لم يرد يعرفها العالم آنذاك ولم تجد من يشير لموقعها ولو في خريطة واحدة!!

* من ناحية أخرى فإن السردية المقابلة حول البتراء تعتورها تحديات كبيرة .. فاذا ما سلمنا بأن البتراء كانت مكان انطلاق الاسلام وموطن سيدنا محمد وقبيلة قريش والقبلة الدينية لنظام سياسي امبراطوري قوي كالأمويين .. فان مدينة كهذه لا يتم محوها من الذاكرة الاسلامية بواسطة قوة سياسية مناوئة ومنتصرة جزئيا مع استمرار الامويين في حكم اسبانيا ووجودهم في شمال افريقيا..

هذا هو الاطار الحقيقي والاختلاف الجذري بين السرديتين .. وأما محاولة دعم الفرضية بادلة تأريخية استنباطية, فذلك مثل الذي يواجه عقبة كبيرة لا يستطيع عبورها فيكتفي بافتراضات العبور الممكنة.

تحياتي و ودي


Post: #51
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-20-2018, 09:31 AM
Parent: #50

العفو يا يا استاذ الخواض مشكور أنت على فتح باب للحوار
الذي نرجو أن يكون هادف ومفيد
Quote: وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً
ثم هناك أمر هام وهو هل كل المعجزات تندرج تحت مسمى آيات؟
فهنا وجب أن نعرف ما هو المقصود بالآيات؟
الآية معناها الحجة والدليل أو العلامة
فالآية هي جزء من المعجزات
والآية من المعجزات هي التي يتحدى بها الرسول الكافرين من أمته
المنكرون لدعوته ليثبت بها أنه رسول من الله الخالق القادر
وهي بهذا الوصف أي الآية جزء من المعجزات وليس كل المعجزات عبارة
عن آيات ليواجه بها المنكرين او المشككين والمتشككين
أما المؤمنين حق الإيمان كصاحبة نبينا صلى الله عليه وسلم
ما يقع أمام أعينهم وما يعايشوه من معجزات لنبينا صلى الله عليه
وسلم لا يجوز تسميته آيات لأن الصحابة عليهم من الله الرضوان
ليس بحاجة لآيات تقنعهم أو دليل وبرهان .
لذلك صنوف المعجزات التي وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم
كإنهمار الماء من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم
ومضاعفة الطعام اضعاف مضاعفة ونحو ذلك مما يقع من معجزات
وخوارق للعادات لا تدخل تحت مسمى آيات لأنها لم تقع في مواجهة
الكفار والمنكرين ليجوز تسميتها آيات بل وقعت إعانة للنبي وأصحابه
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته مسلمون مؤمنون لا حاجة
لهم بالآيات فكانت المعجزات تقع لتكون إعانة وتأييد وليست آيات برهانية.

Post: #52
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-20-2018, 01:18 PM
Parent: #51

اهلا ًاستاذ منتصر من جديد

العقل النقدي مهم في كل لحظة تاريخية وخاصة في لحظات الأزمات التاريخية الحضارية كالتي يمر بها ديننا الاسلام في عصر الحداثة وما بعدها والعولمة.

فكما تعلم كان عصر غياب الحوار والاختلاف، اي ما سمّي بعصر الانحطاط المعتمد على الاجترار ، هو الذي أخرج العالم الاسلامي من التاريخ حتى صحى على "الحداثة" من خلال "الاستعمار"..

فإعادة النظر في "السردية الاسلامية" من أي طرف كان، سيساهم إمّا في تعديلها أو إثباتها أو بروز سردية جديدة ، وهذا أي بروز سردية جديدة متماسكة لم يحدث حتى الآن...

خلينا نتابع وجهة نظر القائلين بعدم وجود الكعبة تاريخياً الا في عام ٧٣٠ ميلادية بحسب الأدلة التاريخية من حيث ورودها في الخرائط والمخطوطات،

ويستبدلونها اي الكعبة ب"البتراء"...

أدناه رأي محمد المسيّح المشكّك في وجود الكعبة تاريخياً بحسب السردية الاسلامية ويستبدلها ب"البتراء"،

في حوار حامد عبدالصمد معه:



Post: #53
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-20-2018, 02:08 PM
Parent: #51

الأخ اسامة - والاخوة الأفاضل
** لعل ماذكره الأخ (محمد المشرف) - أمر مهم جد - فمحاولة الاستدلال باٍستنباط حقائق من التارخ تبدوا غير مجدية ومجرد مغالطات - ذلك أن الدفوعات ستظل (ظنية) لايسندها دليل ملموس ...
** لذا أري أن تكون المقاربة من جنس (الأدلة) الأكثر تقبلا للطرف الآخر - وهي - الكتب المقدسة التي يستند عليها الكثير من المؤرخين لما لها من (موثوقية) من حيث المصدر ...
وأجمال ما اٍطلعت عليه - هي كتابات (د.محمد الأمير) حول تاريخ (مكة) - وهي دراسة مطوّلة - ورد في خاتمتها الآتي
-----
ماذا فعل هذا الرجل ويسْتحِق كل هذه المقدمة أعلاه؟!!
إن هذا الرابي الفقيه الرئيس , الذي أجمع عليه محبوه ومخالفوه بأنه وضّح الغامِضَ في التوراة, وكان أفهم وأعلم الناس بالعبرية ولولاه لضاعت التوراة وضاع فهمها للأبد .. هذا الرجل قام بكتابة اسماء المُدُن والبلاد في التوراة كما فهمها من عبريتها وكما ظهر له من علمه بعلوم اللغة العبرية, وهو واضِع معاجمها وقواميسها ..
هذا الرجل حين تعرّض لنص (التكوين 10/30) ..والتي تتحدّث عن العرب من بني يقْطان .. فقد ذكرت التوراة أن : مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق..
وفي هذا النص كما بينا سابِقاً .. فإنه قد ذُكِرت فيه كلمة : " بكة" بالعبرية " באכה", وترجمها أكثرُ المترجمين : " عندما يجيء" ..إلا أن الرابي والفقيه والمفسر سعيد الفيومي الأعلم بالعبرية .. قد ترْجمها هكذا " مكة" ..و " المدينة"
التفْصيل:
نص (التكوين 10/30)
نسخة الفاندايِك:
وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق..
التوراة السامرية :
وكان مسْكنهم من مَشَا إلى سفره جبال الشرق ...
وترجمه ثالثة من مخطوطة التوراة السامرية ليننجراد :
وكان مسْكنهم من مَشَا وزويلة المهدية مدخل نابلس جبل القديم" ..
أما سعاديا الفيومي فقد كتبها ليهود العالم هكذا وبحروف عبرية:
وكان مسكنهم من مكة إلى أن تجيء إلى المدينة إلى الجبل الشرقي)[43] (http://www.hurras.org/vb/newreply.php؟do=postreplyandt=21296#_ftn42http://www.hurras.org/vb/newreply.php؟do=postreplyandt=21296#_ftn42)
http://img25.imageshack.us/img25/6541/saadiamecca.jpghttp://img25.imageshack.us/img25/6541/saadiamecca.jpg
**
** فلو وردت (مكة) في الكتاب المقدس (التوراة) - لكان ذلك كافيا - لأن الكتاب المقدس - يهتم بالأخبار ذات الدلالات المؤثرة علي حياة البشرية
=======
** ومرورا علي ردكم علي الأخ المنتصر بخصوص (معجزة الرسول محمد) - أقول أولها (( القرآن )) وماحواه من معجزات - وهو أمر طال نقاشه في (البوست الخاص بنظيرية استيفن هوكنج)..
ولااتزال المعجزات تتري وفقا لقوله تعالي (( سنرسهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبن لهم أنه الحق ))
===

Post: #54
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-20-2018, 06:24 PM
Parent: #53

هذا المدعو حامد عبد الصمد ما يمارسه مجرد وقاحة
لا أكثر
و هو طالما أنه ملحد ما هو الذي يجعله يقبل بفرضيات النصارى
واليهود في تعيين مكان جبال فاران ، التي هي في مكة وليست
في سيناء كما زعم.
فهذا خنوع وتملق لأسياده وأولياء
نعمته من يهود ونصارى لا أكثر .
ثم هذه مياه زمزم بمكة ما زالت يشرب منها الملايين عبر
آلاف السنين ولم تنضب ماؤها وهذه مقدساتها تقف شاهدة
أما المكان الوهمي الذي يزعمون أن به جبال فاران لا أثر فيه
ولا أي شيء يدل على قدسيته وتميزه.

Post: #55
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-20-2018, 06:25 PM
Parent: #53

المدعو حامد عبد الصمد ما يمارسه
مجرد دياثة لا أكثر لم أجد في كلامه أي
منطق ولا موضوعية إلا التسبيح بحمد أولياء
نعمته اليهود والنصارى.
.

Post: #56
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-21-2018, 07:57 AM
Parent: #55

أولا شكرا علي لفت نظرنا لهذا الأمر - الفيديو يتحدث عن الحلقة (101) - وبالطبع لانستطيع متابعة كل الحلقات - ولكن هذه الحلقة كانت تكرار (نقلي) عما قاله (دان جيبسون)
السادة (محمد المسيح وحامد عبد الصمد) - يرتكزون في حديثهم بشكل كبير علي (التوراة) كمصدر للمعلومة - ولم يبينوا لنا لماذا صارت (التوراة) مرجعا لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه !!!
وعموما فقد ((أقرت الحلقة بوجود (شخص) اسمه (محمد))) وأقرت أنه جاء (بالقرآن) - كتبه أو نقله لايهم - المهم (( هو صاحب القرآن)) ..
*** ولكن كان المهم أن نتعرف علي ((خلفية صاحب القرآن)) وكيف أنه ((نسب نفسه لاٍبراهيم - ونقل عن التوراة ماشاء له)) - هل كان محمد باحث - مؤرخ - صاحب لغات - لديه مكتب ترجمة !!!!
لابد من تحديد الطرق والوسائل التي تمكن بها من ((تأليف هذا الكتاب !!!)) .
*** الحلقة أيضا أمنت علي أن (محمد) وصل الي يثرب !!!- وهذا أمر هام - لأن قبره هناك - فلماذا جعل قبلته (جنوبا) وليس لجهة الشمال !!!! - وهل غيرها أصحابه !!! لماذا !!!!
*** ذكر المتحدثون (مدينة الخليل) - وهي منسوبة الي (اٍبراهيم الخليل) - وهذه الصفة -بذات اللفظ-) أعطاها له القرآن (مؤلف محمد) - فكيف التصقت هذه الصفة بالمدينة للآن وكانت فيما سبق (حيرون أو أربع) !!!!!
*** سرده لموقع فاران وتعليله (بالمسافات) والأحداث المصاحبة - تدل علي (ضحالة) فالأمر هنا مختص بأمر (تعبدي) وليست قصة (أي شخص عادي) - هذا اٍن كان يؤمن أصلا (بسيدنا اٍبراهيم) - اما اٍن كان
له رأي آخر فيه - فلا مساس - لأن النقاش لابد أن يأخذ منحي آخر .
*** وهنا أيضا تساؤل مشروع - مامدي (موثوقية) (كتب المؤرخين - وخرائطهم) والترجمات القديمة !!!

Post: #57
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-21-2018, 05:01 PM
Parent: #56

أما لماذا لا يوجد ذكر لمكة المكرمة وللأحداث
التاريخية المرتبطة بنشأة الإسلام وكذلك عدم ذكر
للمكان الحقيقي لنشأة اسماعيل عليه السلام
ونفي ان جبال فاران بمكة وقدسية مكة في
التوراة والإنجيل وفي التاريخ الغربي ؟؟؟
الإجابة في غاية البساطة ، وهي انه
لو أقر النصارى واليهود بهذه الحقائق لصاروا مسلمين
لأنها تؤكد نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
لذلك تم حذف وتعديل وتغيير ما ذكر غي شأن الدعوة
المحمدية والرسالة المحمدية وما هو متعلق بمكة
من كل كتبهم المقدسة كالتوراة والانجيل
وكذلك التاريخ الغربي كان مرتبطا بالنصرانية ومقيد بها
لذلك التزم تاريخ الغربيين بهذا الموقف المتنكر
والرافض والمتجاهل والمكذب لكل ما هو مرتبط
بالدعوة المحمدية.
بعد كدا لا يجي من يدعي الالحاد واللادينية
ليقول لا يوجد ما يثبت تاريخيا حدوث تلك الأحداث
المنسوبة للتاريخ الاسلامي وارهاصات البعثة المحمدية
وما صاحب البعثة المحمدية من أحداث في كتب التايخ
الغربي النصراني

Post: #58
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-21-2018, 10:18 PM
Parent: #57

اهلا بعمار ومنتصر والمشرف الذي قال:
Quote: هناك محاججات تأريخية في الضد من السردية الاسلامية, وأهمها في اعتقادي خمول ذكر مكه (غيابها بالاحري) في التأريخ المحيط بالبعثة المحمدية وحتى مائة عام منها (من البعثة المحمدية) وعدم ورودها في الخرائط القديمة ..

وهنالك مشاكل اكثر مثل:
لم يرد اسم مكة حتى في الشعر العربي ؟؟؟

لم يجد السعوديون الآثاريون اي ادلة حفرية، يعنى لم يكن هنالك من يسكنها ؟؟

العمارات الضخمة التي اقيمت في مكة لم ي تخلِّف وراءها اية آثار اركييولوجية ؟؟؟

السلطات السعودية تمنع علماء الآثار والمهتمين بالتاريخ من الحفر نهائياً؟؟؟

أوافقك ان السردية البترائية لو جاز القول، ليست متماسكة تماما، لكن فيها بعض الوجاهة مثل وجود تماثيل لهبل ومناتة واللات والعزى...

افهمها كمحاولة لسد فجوة عطالة ذكر مكة في التاريخ الموثّق...

Post: #59
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Haytham Ghaly
Date: 01-22-2018, 04:47 AM
Parent: #58

Quote: أما لماذا لا يوجد ذكر لمكة المكرمة وللأحداث
التاريخية المرتبطة بنشأة الإسلام وكذلك عدم ذكر
للمكان الحقيقي لنشأة اسماعيل عليه السلام
ونفي ان جبال فاران بمكة وقدسية مكة في
التوراة والإنجيل وفي التاريخ الغربي ؟؟؟
الإجابة في غاية البساطة ، وهي انه
لو أقر النصارى واليهود بهذه الحقائق لصاروا مسلمين
لأنها تؤكد نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
لذلك تم حذف وتعديل وتغيير ما ذكر غي شأن الدعوة
المحمدية والرسالة المحمدية وما هو متعلق بمكة
من كل كتبهم المقدسة كالتوراة والانجيل
وكذلك التاريخ الغربي كان مرتبطا بالنصرانية ومقيد بها
لذلك التزم تاريخ الغربيين بهذا الموقف المتنكر
والرافض والمتجاهل والمكذب لكل ما هو مرتبط
بالدعوة المحمدية.


تحياتي للجميع

الاخ منتصر سلام وعوافي

تحدثت في المقتبس اعلاه عن وجود وصف لمكة واخبار عن النبي محمد

في كتب النصارى كالتوراة والانجيل قبل ان يحرفوها ويحزفوا كل ما قد يؤكد مجيء محمد ص

الحديث هكذا لن يحسم النقاش الدائر هنا الا اذا ارفدت مداخلتك والبوست بالنصوص الاصلية من الانجيل والتوراة التي تعضد ما ذهبت اليه

وهناك سؤال مهم جداً : هل ذكرت مكة باسمها ورسمها كما كتبتها في القرآن نفسه؟؟


تحياتي

Post: #60
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-22-2018, 05:27 AM
Parent: #59

سلام فوراول

واهلا مرة اخرى بهيثم

بخصوص تاريخ مكة سأورد فيديوهين:

الفيديو الاول يتحدث فيه دكتور عدنان ابراهيم عن نظرية جيبسون وأبحاث المسشرقين الجدد بشكل منفعل ومرتبك على غير عادته...

المهم سنتجاوز هذا الانطباع الى دفاعه عن الوجود التاريخي لمكة..

وأريد أن يلتفت المشاهد الى الدقيقة خمسين حين تحدث عن كلمة عبرية هي "بكة" باعتبارها مكة:



وفي الفيديو الثاني يتحدث الباحث المغربي محمد المسيّح عن كلمة "بكّة" العبرية الواردة في القران وفي التوراة أيضاً من الدقيقة السابعة عشرة واربعة واربعة ثانية:


Post: #61
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-22-2018, 09:47 PM
Parent: #60

سلام فوراول بدون فرز

حاولت أن أبحث في الانترنت عن تاريخ مكة كما كتبه العرب أو الباحثون العرب.

فعثرت على كتاب بعنوان "مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول، لمؤلفه أحمد ابراهيم الشريف أستاذ التاريخ الاسلامي بالجامعات العربية، كما يعرِّفه الكتاب.

ومقدمة الكتاب باسم كاتبه مذيلة بتاريخ الفاتح من نوفمبر ١٩٦٥.

ورغم الأهمية المركزية لمكة في "السردية الإسلامية"، وجدت أنه لا يوجد نص جاهلي واحد ورد فيه اسم مكة!!!
ولا يوجد نص أصلي يذكر اسم مكة صراحة؟؟؟؟

أدناه مقتبس من الكتاب، وهو موجود على الانترنت :

Quote:  ومكة مدينة قديمة ورد اسمها في المصادر اليونانية والرومانية القديمة، فذكرها بطليموس الإسكندري باسم "ماكورابا Macoraba 3" ولكنها لا بد أن تكون أقدم عهدًا من هذا الجغرافيّ الذي عاش في القرن الثاني بعد الميلاد.

فقد أشار المؤرّخون الكلاسيكيون إلى وجود مواضع عدة في القسم الغربيّ من الجزيرة العربية التي كانت ذات حرمة وقدسية في ِأنظار العرب. وكانوا يقصدونها من أماكنَ بعيدةٍ للتبرك بها؛ ومع أن هؤلاء الكتاب لم يذكروا أسماء هذه الأماكن؛ فإنه لا يستبعد أن تكون مكة في جملة هذه الأماكن التي قصدوها.

وقد ذهب "أوغست ميلر Auguat Muller " إلى أن المعبد الذي قال عنه ديودور الصقلي إنه معبد مشهور بين العرب، وهو مكة.

ولما لم يعثر حتى الآن على كتابات جاهلية تفصح عن اسم هذه المدينة القديمة ولا عن تاريخها البعيد فإنه من العسير معرفةُ تاريخ قيامها وتحديد الزمن الذي أصبح فيه هذا المكان بلداً .

ص ١٠٩

Post: #62
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-23-2018, 00:32 AM
Parent: #61

مقال باتريشيا كرون عن حقيقة النبي محمد؟؟؟

What do we actually know about Mohammed؟
PATRICIA CRONE 10 June 2008


It is notoriously difficult to know anything for sure about the founder of a world religion. Just as one shrine after the other obliterates the contours of the localities in which he was active, so one doctrine after another reshapes him as a figure for veneration and imitation for a vast number of people in times and places that he never knew. 
In the case of Mohammed, Muslim literary sources for his life only begin around 750-800 CE (common era), some four to five generations after his death, and few Islamicists (specialists in the history and study of Islam) these days assume them to be straightforward historical accounts. For all that, we probably know more about Mohammed than we do about Jesus (let alone Moses or the Buddha), and we certainly have the potential to know a great deal more. 
There is no doubt that Mohammed existed, occasional attempts to deny it notwithstanding. His neighbours in Byzantine Syria got to hear of him within two years of his death at the latest; a Greek text written during the Arab invasion of Syria between 632 and 634 mentions that "a false prophet has appeared among the Saracens" and dismisses him as an impostor on the ground that prophets do not come "with sword and chariot". It thus conveys the impression that he was actually leading the invasions. 
Mohammed's death is normally placed in 632, but the possibility that it should be placed two or three years later cannot be completely excluded. The Muslim calendar was instituted after Mohammed's death, with a starting-point of his emigration (hijra) to Medina (then Yathrib) ten years earlier. Some Muslims, however, seem to have correlated this point of origin with the year which came to span 624-5 in the Gregorian calendar rather than the canonical year of 622. 
If such a revised date is accurate, the evidence of the Greek text would mean that Mohammed is the only founder of a world religion who is attested in a contemporary source. But in any case, this source gives us pretty irrefutable evidence that he was an historical figure. Moreover, an Armenian document probably written shortly after 661 identifies him by name and gives a recognisable account of his monotheist preaching. 
Patricia Crone is professor of Islamic history at the Institute for Advanced Study, Princeton. Her publications most relevant to this article include Meccan Trade and the Rise of Islam (Princeton University Press, 1987 [reprinted 2004]; "How did the quranic pagans make a living؟" (Bulletin of the School of Oriental and African Studies (68 / 2005); and "Quraysh and the Roman Army: Making Sense of the Qurashi Leathertrade" (Bulletin of the School of Oriental and African Studies, forthcoming [spring 2007]).
Patricia Crone's main recent work is Medieval Islamic Political Thought (Edinburgh University Press, 2004); published in the United States as God's Rule: Government and Islam [Columbia University Press, 2004])
On the Islamic side, sources dating from the mid-8th century onwards preserve a document drawn up between Mohammed and the inhabitants of Yathrib, which there are good reasons to accept as broadly authentic; Mohammed is also mentioned by name, and identified as a messenger of God, four times in the Qur'an (on which more below). 
True, on Arabic coins and inscriptions, and in papyri and other documentary evidence in the language, Mohammed only appears in the 680s, some fifty years after his death (whatever its exact date). This is the ground on which some, notably Yehuda D Nevo and Judith Koren, have questioned his existence. But few would accept the implied premise that history has to be reconstructed on the sole basis of documentary evidence (i.e. information which has not been handed down from one generation to the next, but rather been inscribed on stone or ####l or dug up from the ground and thus preserved in its original form). The evidence that a prophet was active among the Arabs in the early decades of the 7th century, on the eve of the Arab conquest of the middle east, must be said to be exceptionally good.
Everything else about Mohammed is more uncertain, but we can still say a fair amount with reasonable assurance. Most importantly, we can be reasonably sure that the Qur'an is a collection of utterances that he made in the belief that they had been revealed to him by God. The book may not preserve all the messages he claimed to have received, and he is not responsible for the arrangement in which we have them. They were collected after his death – how long after is controversial. But that he uttered all or most of them is difficult to doubt. Those who deny the existence of an Arabian prophet dispute it, of course, but it causes too many problems with later evidence, and indeed with the Qur'an itself, for the attempt to be persuasive.
The text and the message
For all that, the book is difficult to use as a historical source. The roots of this difficulty include unresolved questions about how it reached its classical form, and the fact that it still is not available in a scholarly edition. But they are also internal to the text. The earliest versions of the Qur'an offer only the consonantal skeleton of the text. No vowels are marked, and worse, there are no diacritical marks, so that many consonants can also be read in a number of ways. 
Modern scholars usually assure themselves that since the Qur'an was recited from the start, we can rely on the oral tradition to supply us with the correct reading. But there is often considerable disagreement in the tradition – usually to do with vowelling, but sometimes involving consonants as well – over the correct way in which a word should be read. This rarely affects the overall meaning of the text, but it does affect the details which are so important for historical reconstruction. 
In any case, with or without uncertainty over the reading, the Qur'an is often highly obscure. Sometimes it uses expressions that were unknown even to the earliest exegetes, or words that do not seem to fit entirely, though they can be made to fit more or less; sometimes it seems to give us fragments detached from a long-lost context; and the style is highly allusive. 
One explanation for these features would be that the prophet formulated his message in the liturgical language current in the religious community in which he grew up, adapting and/or imitating ancient texts such as hymns, recitations, and prayers, which had been translated or adapted from another Semitic language in their turn. This idea has been explored in two German works, by Günter Lüling and Christoph Luxenberg, and there is much to be said for it. At the same time, however, both books are open to so many scholarly objections (notably amateurism in Luxenberg's case) that they cannot be said to have done the field much good. 
The attempt to relate the linguistic and stylistic features of the Qur'an to those of earlier religious texts calls for a mastery of Semitic languages and literature that few today possess, and those who do so tend to work on other things. This is sensible, perhaps, given that the field has become highly charged politically. 
Luxenberg's work is a case in point: it was picked up by the press and paraded in a sensationalist vein on the strength of what to a specialist was its worst idea – to instruct Muslims living in the west that they ought to become enlightened. Neither Muslims nor Islamicists were amused. 
The inside story
The Qur'an does not give us an account of the prophet's life. On the contrary: it does not show us the prophet from the outside at all, but rather takes us inside his head, where God is speaking to him, telling him what to preach, how to react to people who poke fun at him, what to say to his supporters, and so on. We see the world through his eyes, and the allusive style makes it difficult to follow what is going on. 
Events are referred to, but not narrated; disagreements are debated without being explained; people and places are mentioned, but rarely named. Supporters are simply referred to as believers; opponents are condemned as unbelievers, polytheists, wrongdoers, hypocrites and the like, with only the barest information on who they were or what they said or did in concrete terms (rather as modern political ideologues will reduce their enemies to abstractions: revisionists, reactionaries, capitalist-roaders, terrorists). It could be, and sometimes seems to be, that the same people now appear under one label and then another. 
One thing seems clear, however: all the parties in the Qur'an are monotheists worshipping the God of the Biblical tradition, and all are familiar – if rarely directly from the Bible itself – with Biblical concepts and stories. This is true even of the so-called polytheists, traditionally identified with Mohammed's tribe in Mecca. The Islamic tradition says that the members of this tribe, known as Quraysh, were believers in the God of Abraham whose monotheism had been corrupted by pagan elements; modern historians would be inclined to reverse the relationship and cast the pagan elements as older than the monotheism; but some kind of combination of Biblical-type monotheism and Arabian paganism is indeed what one encounters in the Qur'an. 
The so-called polytheists believed in one creator God who ruled the world and whom one approached through prayer and ritual; in fact, like the anathematised ideological enemies of modern times, they seem to have originated in the same community as the people who denounced them. For a variety of doctrinal reasons, however, the tradition likes to stress the pagan side of the prophet's opponents, and one highly influential source in particular (Ibn al-Kalbi) casts them as naive worshippers of stones and idols of a type that may very well have existed in other parts of Arabia. For this reason, the secondary literature has tended to depict them as straightforward pagans too. 
Some exegetes are considerably more sophisticated than Ibn al-Kalbi, and among modern historians GR Hawting stands out as the first to have shown that the people denounced as polytheists in the Qur'an are anything but straightforward pagans. The fact that the Qur'an seems to record a split in a monotheist community in Arabia can be expected to transform our understanding of how the new religion arose. 
The prophet and the polytheists
What then are the big issues dividing the prophet and his opponents؟ Two stand out. First, time and again he accuses the polytheists of the same crime as the Christians – deification of lesser beings. The Christians elevated Jesus to divine status (though some of them were believers); the polytheists elevated the angels to the same status and compounded their error by casting them (or some of them) as females; and just as the Christians identified Jesus as the son of God, so the polytheists called the angels sons and daughters of God, apparently implying some sort of identity of essence. 
The polytheists further claimed that the angels (or deities, as they are also called) were intercessors who enabled them to approach God, a well-known argument by late antique monotheists who retained their ancestral gods by identifying them as angels. For Christians also saw the angels as intercessors, and the prophet was of the same view: his polemics arise entirely from the fact that the pagan angels are seen as manifestations of God himself rather than his servants. The prophet responds by endlessly affirming that God is one and alone, without children or anyone else sharing in his divinity. 
The second bone of contention between the prophet and his opponents was the resurrection. Some doubted its reality, others denied it outright, still others rejected the idea of afterlife altogether. The hardliners appear to have come from the ranks of the Jews and/or Christians rather than - or in addition to - the polytheists; or perhaps the so-called polytheists were actually Jews or Christians of some local kind. In any case, the hardliners convey the impression of having made their appearance quite recently, and again people of the same type are attested on the Greek (and Syriac) side of the fence. 
The prophet responds by repeatedly rehearsing arguments in favour of the resurrection of the type familiar from the Christian tradition, insisting that people will be raised up for judgment. He adds that the judgment is coming soon, in the form of some local disaster such as those which overtook earlier communities (e.g. Lot's) and/or a universal conflagration. His opponents tease him, asking him why it does not seem to be happening; he persists. At some point the confrontation turns violent and the book is filled with calls to arms, with much fighting over a sanctuary. 
By then it is clear that there has been an emigration (hijra), though the event itself is not described, and there is some legislation for the new community. Throughout the book there is also much acrimonious debate about the credentials of the prophet himself. But God's unity, the reality of the resurrection and judgment, and the imminence of violent punishment are by far the most important themes, reiterated in most of the sura (chapters of the Qur'an).
In sum, not only do we know that a prophet was active among the Arabs in the early decades of the 7th century, we also have a fair idea of what he preached. Non-Islamicists may therefore conclude that the historians' complaint that they know so little about him is mere professional grumpiness. But on one issue it is unquestionably more. This is a big problem to do with Arabia. 
A question of geography
The inhabitants of the Byzantine and Persian empires wrote about the northern and the southern ends of the peninsula, from where we also have numerous inscriptions; but the middle was terra incognita. This is precisely where the Islamic tradition places Mohammed's career. We do not know what was going on there, except insofar as the Islamic tradition tells us. 
It yields no literature to which we can relate the Qur'an – excepting poetry, for which we are again dependent on the Islamic tradition and which is in any case so different in character that it does not throw much light on the book. Not a single source outside Arabia mentions Mecca before the conquests, and not one displays any sign of recognition or tells us what was known about it when it appears in the sources thereafter. That there was a place called Mecca where Mecca is today may well be true; that it had a pagan sanctuary is perfectly plausible (Arabia was full of sanctuaries), and it could well have belonged to a tribe called the Quraysh. But we know nothing about the place with anything approaching reasonable certainty. In sum, we have no context for the prophet and his message. 
It is difficult not to suspect that the tradition places the prophet's career in Mecca for the same reason that it insists that he was illiterate: the only way he could have acquired his knowledge of all the things that God had previously told the Jews and the Christians was by revelation from God himself. Mecca was virgin territory; it had neither Jewish nor Christian communities. 
The suspicion that the location is doctrinally inspired is reinforced by the fact that the Qur'an describes the polytheist opponents as agriculturalists who cultivated wheat, grapes, olives, and date palms. Wheat, grapes and olives are the three staples of the Mediterranean; date palms take us southwards, but Mecca was not suitable for any kind of agriculture, and one could not possibly have produced olives there. 
In addition, the Qur'an twice describes its opponents as living in the site of a vanished nation, that is to say a town destroyed by God for its sins. There were many such ruined sites in northwest Arabia. The prophet frequently tells his opponents to consider their significance and on one occasion remarks, with reference to the remains of Lot's people, that "you pass by them in the morning and in the evening". This takes us to somewhere in the Dead Sea region. Respect for the traditional account has prevailed to such an extent among modern historians that the first two points have passed unnoticed until quite recently, while the third has been ignored. The exegetes said that the Quraysh passed by Lot's remains on their annual journeys to Syria, but the only way in which one can pass by a place in the morning and the evening is evidently by living somewhere in the vicinity. 
The annual journeys invoked by the exegetes were trading journeys. All the sources say that the Quraysh traded in southern Syria, many say that they traded in Yemen too, and some add Iraq and Ethiopia to their destinations. They are described as trading primarily in leather goods, woollen clothing, and other items of mostly pastoralist origin, as well as perfume (not south Arabian frankincense or Indian luxury goods, as used to be thought). Their caravan trade has been invoked to explain the familiarity with Biblical and para-Biblical material which is so marked a feature of the Qur'an, but this goes well beyond what traders would be likely to pick up on annual journeys. There is no doubt, however, that one way or the other a trading community is involved in the rise of Islam, though it is not clear how it relates to that of the agriculturalists of the Qur'an. On all this there is much to be said, if not yet with any certainty. 
Three sources of evidence
The biggest problem facing scholars of the rise of Islam is identifying the context in which the prophet worked. What was he reacting to, and why was the rest of Arabia so responsive to his message؟ We stand a good chance of making headway, for we are nowhere near having exploited to the full our three main types of evidence – the traditions associated with the prophet (primarily the hadith), the Qur'an itself, and (a new source of enormous promise) archaeology. 
The first is the most difficult to handle; this overwhelmingly takes the form of hadith – short reports (sometimes just a line or two) recording what an early figure, such as a companion of the prophet or Mohammed himself, said or did on a particular occasion, prefixed by a chain of transmitters. (Nowadays, hadith almost always means hadith from Mohammed himself.) Most of the early sources for the prophet's life, as also for the period of his immediate successors, consist of hadith in some arrangement or other. 
The purpose of such reports was to validate Islamic law and doctrine, not to record history in the modern sense, and since they were transmitted orally, as very short statements, they easily drifted away from their original meaning as conditions changed. (They were also easily fabricated, but this is actually less of a problem.) They testify to intense conflicts over what was or was not true Islam in the period up to the 9th century, when the material was collected and stabilised; these debates obscured the historical nature of the figures invoked as authorities, while telling us much about later perceptions. 
The material is amorphous and difficult to handle. Simply to collect the huge mass of variant versions and conflicting reports on a particular subject used to be a laborious task; now it has been rendered practically effortless by searchable databases. However, we still do not have generally accepted methods for ordering the material, whether as evidence for the prophet or for the later doctrinal disputes (for which it will probably prove more fruitful). But much interesting work is going on in the field.
As regards the second source, the Qur'an, its study has so far been dominated by the method of the early Muslim exegetes, who were in the habit of considering its verses in isolation, explaining them with reference to events in the prophet's life without regard for the context in which it appeared in the Qur'an itself. In effect, they were replacing the Qur'anic context with a new one. 
Some fifty years ago an Egyptian scholar by the name of Mohammed Shaltut, later rector of al-Azhar, rejected this method in favour of understanding the Qur'an in the light of the Qur'an itself. He was a religious scholar interested in the religious and moral message of the Qur'an, not a western-style historian, but his method should be adopted by historians too. The procedure of the early exegetes served to locate the meaning of the book in Arabia alone, insulating it from religious and cultural developments in the world outside it, so that the Biblical stories and other ideas originating outside Arabia came across to modern scholars as "foreign borrowings", picked up in an accidental fashion by a trader who did not really understand what they meant. 
The realisation is slowly dawning that this is fundamentally wrong. The prophet was not an outsider haphazardly collecting fallout from debates in the monotheist world around him, but rather a full participant in these debates. Differently put, the rise of Islam has to be related to developments in the world of late antiquity, and it is with that context in mind that we need to reread the Qur'an. It is a big task, and there will be, indeed already have been, false turns on the way. But it will revolutionise the field.
The third, and immeasurably exciting, type of source is looming increasingly large on the horizon: archaeology. Arabia, the big unknown, has begun to be excavated, and though it is unlikely that there will be archaeological explorations of Mecca and Medina anytime soon, the results from this discipline are already mind-opening. 
Arabia seems to have been a much more developed place than most Islamicists (myself included) had ever suspected – not just in the north and south, but also in the middle. We are beginning to get a much more nuanced sense of the place, and again it is clear that we should think of it as more closely tied in with the rest of the near east than we used to do. The inscriptional record is expanding, too. With every bit of certainty we gain on one problem, the range of possible interpretations in connection with others contracts, making for a better sense of where to look for solutions and better conjectures where no evidence exists. 
We shall never be able to do without the literary sources, of course, and the chances are that most of what the tradition tells us about the prophet's life is more or less correct in some sense or other. But no historical interpretation succeeds unless the details, the context and the perspectives are right. We shall never know as much as we would like to (when do we؟), but Islamicists have every reason to feel optimistic that many of the gaps in our current knowledge will be filled in the years ahead. 
 

Post: #63
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-23-2018, 09:38 AM
Parent: #62

الآن يتضح بوضوح أن المعين الذي تنهل منه (باتريشا كرون - دان جيبسون - محمد المسيّح وحامد) هو نفسه ....
It is difficult not to suspect that the tradition places the prophet's career in Mecca for the same reason that it insists that he was illiterate: the only way he could have acquired his knowledge of all the things that God had previously told the Jews and the Christians was by revelation from God himself. Mecca was virgin territory; it had neither Jewish nor Christian communities.
The suspicion that the location is doctrinally inspired is reinforced by the fact that the Qur'an describes the polytheist opponents as agriculturalists who cultivated wheat, grapes, olives, and date palms. Wheat, grapes and olives are the three staples of the Mediterranean; date palms take us southwards, but Mecca was not suitable for any kind of agriculture, and one could not possibly have produced olives there.
== يرتكز الي :-
1- التشكيك في موقع مكة (مع الاٍقرار بموقع بديل - لمحمد-))
2- أن الموقع مرتبط بمنطقة ما يسمس الشرق الأوسط .
3- أن القرآن منقول (وصفا وشعائر) من الكتب المقدسة الأخري (التوراة والاٍنجيل)
=== أن (كمسلم) أقبل بموافقة ومخالفة القرآن للاٍنجيل والتوراة المتوفرة حاليا) - ذلك أن المصدر واحد (هو الله) .وهذا ليس نقلا ولا اقتباسا
بل هو (تكملة للبناء الذي اٍرتضاه الله للبشرية .
*** أما موضوع (مكة) وموقعها - فيجب قبل (بلع الطعم) والسير في الطريق الذي خطه (المتشككون)--- يجب الوقوف وسؤالهم عن
مصادرهم هم الموثوقة - (( ومن الواضح أنها بجانب بعض الكتابات المتفرقة - هي في الأساس - التوراة)) - قبلوها مرجعا لا يرقي اليه الشك .
***
السؤال الأكثر أهمية (( كيف نبعت مكة الحالية (فجأة) وصارت قبلة للمسلمين -
متي كان ذلك !!!!
ولماذا!!!!!

Post: #64
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-23-2018, 09:43 AM
Parent: #63

مراجع المسيّح وحامد التي لايرقي لها الشك !!!!!!!!

Post: #65
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-23-2018, 11:17 AM
Parent: #64

آسف أخ أسامة
لا أريد أن أنحرف بموضوع البوست
ولكن فقط أريد أن أبين (المغالطات السطحية للمسيّح وحامد)
1- كتاب في علم الأجنة متاح علي النت (( بحث متخصص وعلمي) :
((( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بخصوص السؤال عن الحقائق العلمية المتعلقة بخلق الجنين، والتي كشفها القرآن الكريم هل كان يعرفها أحد زمن التنزيل؟؛
بديهي أن تسمع من المشككين مغالطات آملين التشويش على غير العارفين بالحقائق, ويكفي أن نخبة من كبار المختصين في العالم في علم الأجنة قد بهرتها الأوصاف العلمية الدقيقة في القرآن، فشاركت معنا في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية، مقررة سبق القرآن للمعارف البشرية، ومعترفة أنه ليس بقول بشر, ومن هؤلاء (كيث مور) Keith Moore رئيس قسم التشريح وعلم الأجنة بجامعة (تورنتو) في كندا, ولك أن تطالع كتابه بالإنجليزية حول تخلق الجنين البشري The Developing Human لتجد أمامك مقابل حقائق علم الأجنة المكتشفة حديثاً على يد أشخاص معروفين نفس الدلالات في القرآن، لتشهد للكتاب الكريم بالتنزيل. ))).

2- فيديو مغالطات الثنائي (المسيّح + حامد ). (( مقدمة الفيدو - تبين الغرض منه ))



*** آسف للتعريجة ونعود لموضوع البوست

Post: #66
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-23-2018, 11:53 AM
Parent: #64

Quote: م يرد اسم مكة حتى في الشعر العربي ؟؟؟
ومن هو المحيط بكل الشعر الجاهلي؟
ما وصل إلينا منه جزء ولا يمكن أن يكون هو كل الشعر الجاهلي
والشعر مرتبط بأوزان موسيقية معينة ولكل كلمة وزن
وتركيبة من الحركات الإيقاعية والجرس الموسيقي المعين
والشاعر محكوم بوزن محدد لا يقبل في الأبيات الشعرية
إلا كلمات معينةفي القصيدة ذات الوزن المعين.
فقد تكون كلمة (مكة) لا تناسب الوزن المعين في القصيدة
المعينة فيستبدلها بكلمة أخرى مرادفة ككلمة (الحرم)
أو (الحجاز ) ونحو ذلك.
والشعر فن ولم يكن المراد منه تدوين التاريخ وخصوصا وأن
معظم شراء العصر الجاهلي كانوا أميين
والأمية كانت تحيط بكل أمة العرب إلا ما ندر
فلذلك لم يحدث تدوين للتاريخ إلا بعد ظهو الاسلام
وأما الغربيين كانوا محكومين بأوامر وسلطة الكنيسة
المعادية للإسلام والرافضة له فطبيعي أن لا يذكر
أثر للإسلام وتاريخه وأن يحدث
التشكيك في تاريخه وجغرافيته
لعلها وقد وجدت بعض الحمقى يرتع في مراتعهم
المزخرفة بالأكاذيب .

Post: #67
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-23-2018, 05:00 PM
Parent: #66

الذي يجهله الملاحرانية بتاعننا (الملاحدة النصرانية)
أن الغرب الأوربي الذي يحتجون علينا برأي أهله
أن هذا الغرب الأوربي في العصر الحديث ليس كالغرب الأوربي
في العصور الوسطى أيام البعثة المحمدية وما تلاها
فالمسلمون هزموا النصارى الأوربيين وقهروهم وانتزعوا
منهم بيت المقدس وكثير من الأراضي
كالشام وتركيا وارمينيا وكثير من اراضي شرق أوربا
كالبوسنة والهرسك ومن غرب أوربا اسبانيا
وجنوب فرنسا وجنوب البرتغال فترة منالزمن
واستمر المسلمين حكام لاسبانيا ثمانية قرون
و كذلك معظم أراضي اسيا كان يسيطر عليها المسلمون
وحينها كان هناك سيطرة للكنيسة على الدولة والمجتمع الأوربي
وكان هناك بغض وكره للمسلمين ولذلك حصل تزييف وتبديل وحذف
لكل ما هو متعلق بالتبشير بالدعوة المحمدية وحذف كل ذكر للنبينا
محمد صلى الله عليه وسلم والأماكن المقدسة كمكة أو بكة
أما اعتبار أن الرسل والأنبياء لا يمارسون الحرب والقتال
فهذا كذب وكلام باطل فهناك من الأنبياء والرسل كداود
وابنه سليمان عليهما السلام كانا من الملوك والحكام ومارسوا
الحروب والقتال وقبلهم موسى عليه السلام مارس الحرب والقتال .

Post: #68
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-23-2018, 06:15 PM
Parent: #67

وأهم ما يمكن أن يقال وقد ذكرته في البوست
السابق الذي هو في نفس المسألة
وهو ينسف فكرة أن الإسلام نشأ في البتراء نسفا .
ذلك لأنه لو كانت البتراء وهي بالشام والأردن حاليا
وهي موضع ومكان مولد نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
وهي موضع نشأة الإسلام كما هو بزعمهم لكانت كل المواجهات
والحروب التي كانتعند نشأة الإسلام كانت ستكون في
مواجهة الروم والدولة البيزنطية لأن منطقة ومدينة البتراء
كانت آنئذ تحت سيطرة الروم
ولم يتم سيطرة المسلمين على هذه الاماكن إلا
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ثم أيضا من أهم الحجج الداحضة لفرية البتراء هذه
أن منطقة البتراء لم تكن منطقة عربية
بل كان يسكنها الانباط والآراميين
وهم ليسوا عرب ولا لغتهم عربية.

Post: #69
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-23-2018, 06:27 PM
Parent: #67

اهلا منتصر وعمار

يا منتصر كلامك عن الشعر الجاهلي وغياب مكة منه، ليس مقنعاً.

مدينة بهذه القدسية والعتاقة في التاريخ بحسب السردية الاسلامية تغيب من الشعر الجاهلي أو أي نص جاهلي آخر؟؟

وهذا الكلام ورد في كتاب لأكاديمي مصري في التاريخ الاسلامي قبل اكثر من ستين سنة من مدرسة الاستشراق الانجلو ساكسوني....

لقد كان سوق عكاظ الشعري بينه وبين مكة مسيرة ثلاث ليال، كما انه كان في طريق الحجاج في مسيرتهم الى الحج؟؟؟

Quote: سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهلية بالإضافة إلى سوق مجنة وسوق ذي المجاز وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يوما من أول ذي القعدة إلى يوم 20 منه ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضي فيه الأيام العشر الاواخر من شهر ذي القعدة ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها، وسكان سوق عكاظ الأوائل هم قبيلة عدوان وقبيلة هوازن.[1][2]

من أسباب تسمية المعلقات السبع انها كانت تكتب بماء الذهب وتعلق باستار الكعبة!!!!
لقد اندهشت جدا عندما علمت ان العرب الجاهليين لم يذكروا شيئا عن "مكة"؟؟؟؟

Post: #70
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-23-2018, 07:57 PM
Parent: #69

Quote: يا منتصر كلامك عن الشعر الجاهلي وغياب مكة منه، ليس مقنعاً.
مشكلة الغشيم منتصر انو صدقكم وصدق كذبتكم بأنه لا يوجد في الشعر الجاهلي ذكر لمكة
قال الشاعر الجاهلي عمرو بن الحارث بن مضاض
وهو يودع مكة وهو من جرهم التي كانت تحكم مكة ثم طردتها خزاعة
قال :
وقائلة والدمع سكب مبادر * وقد شرقت بالدمع منها المحاجر

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمربمكةسامر

فقلت لها والقلب مني كأنما * يلجلجه بين الجناحين طائر

بلى نحن كنا أهلها فأزالنا * صروف الليالي والجدود العواثر

وكنا ولاة البيت من بعد نابت * نطوف بذاك البيت والخير ظاهر

ونحن ولينا البيت من بعد نابت * بعز فما يحظى لدينا المكاثر
ملكنا فعززنا فأعظم بملكنا * فليس لحي غيرنا ثم فاخر

ألم تنكحوا من خير شخص علمته * فأبناؤه منا ونحن الأصاهر

فإن تنثني الدنيا علينا بحالها * فإن لها حالا وفيها التشاجر

فأخرجنا منها المليك بقدرة * كذلك يا للناس تجري المقادر

أقول إذا نام الخلي ولم أنم * أذا العرش لا يبعد سهيل وعامر

وبدلت منها أو جهالا أحبها * قبائل منها حمير ويحابر

وصرنا أحاديثا وكنا بغبطة * بذلك عضتنا السنون الغوابر

فسحت دموع العين تبكي لبلدة * بها حرم أمن وفيها المشاعر


Post: #71
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 08:40 PM
Parent: #70

سلام ..

النابغة الذبياني قال :

والمؤمنِ العائِذاتِ الطّيرَ، تمسَحُها *** ركبانُ مكة َ بينَ الغيلِ والسعدِ

أعتقد الراجل ده (شاعر جاهلي) وأعتقد أن (مكة) واضحة في البيت أعلاه ..

Post: #72
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 08:41 PM
Parent: #71


Post: #73
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 08:51 PM
Parent: #72

How blessed are those who live in your temple 84:3
and praise you continually! (Selah) 84:4
84:5 How blessed are those who find their strength in you,
and long to travel the roads that lead to your temple!
84:6 As they pass through the Baca Valley,13
he provides a spring for them.

المزمور 84 الإصحاح 11

Baca دي شنو ؟ ما ياها (بكة) ؟؟ ولا الB الكابيتال دي ما عندها معنى؟

الذ حاجة ترجموها (البكاء) هههههههههه

صدق الله العظيم حين قال :

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ

Post: #75
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 09:03 PM
Parent: #73

Quote: مدينة بهذه القدسية والعتاقة في التاريخ بحسب السردية الاسلامية تغيب من الشعر الجاهلي أو أي نص جاهلي آخر؟؟
اها يا خواض لسه مصر على كلامك ده ولا اتراجعت منو ؟؟؟

Post: #74
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-23-2018, 09:03 PM
Parent: #72

نعم النابغة الذبياتي شاعر جاهلي وهذه الأبيات التي ختم بها
معلقته المشهورة
فــلا لــعــمـر الـذي مـســحـت كـعــبـتـه
ومـــا هـــريـــق عـلـى الأنـــصـاب من جسد
والــمـؤمـن الـعـائـذات الـطـيـر تـمسحها
ركــــبــان مكة بــــيــن الـغـيـل والسعـد
مـا إن أتــيــت بــشــيء أنــت تــكــرهه
إذا فــــلا رفــــعــت ســوطــي إلــــي يــــدي
إلا مــقــالـــة أقــوام شــقــــيــت بــهـــا
كــــانــــت مــــقــالــتــهــم قـرعا على الكبـــد
إذا فــعــاقــبــنــي ربـــي مــعـــاقــبــــة
قــــرت بــــهــا عــيــن مــن يأتـيـك بالــفــنــد
هـــذا لأبــرأ مــن قــول قـــذفـــت بـــه
طــــارت نــوافــــذه حــــرا عـــلــى كـــبـــدي
أنــبــئــت أن أبــا قــابـــوس أوعـدنـي
ولا قَـــــرار عــــلـــــى زأر مـــــــن الأســـــد
مــهــلا فـــداء لــك الأقـــوام كـــلــهـــم
ومــــا أثــــمــــر مــن مـــــال ومـــــن ولــــــد
لا تــقــذفــنــي بــركــن لا كــفــاء لـــه
وإن تـــــأثــــفـــــك الأعـــــداء بـــــالـــــرفـــد
فــمــا الــفــرات إذا هــب الــريــاح لـه
تــــرمــي أواذيــــه الــعــــبــريــن بـــالـزبــــد
يـــمـــده كـــل واد مـــتــــرع لـــجـــب
فـــيـــه رِكـــام مـــن الـــيـــنــبـوت والـخــضـد
يــظــل مــن خــوفــه المــلاح معتصـما
بـــالـخـيـزرانــــة بـــعــد الأيــــنِ والـنـــجــــد
يــومــا بــأجــود مــنـه سـيــب نـافــلــة
ولا يـــحـــول عـــطــــاء الـــيـــوم دون غـــــد
هـذا الـثـنـاء فـإن تـسـمــع بـه حــســـنا
فـــلـــم أعـــرض أبـــيـــت الـلـــعـن بـالـصــفد
هــا إن ذي عـــذرة إلا تــكــن نـفـعــت
فــــإن صـــــاحــبـــهـا مـــــشـارك الـــــنــكـــد


Post: #76
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-23-2018, 09:27 PM
Parent: #74

جزيت خيرا الأخ محمد عبد الله المختار
فالظاهر (بكة) هي اللفظ السرياني لمكة
وهو اسمها في الكتب المقدسة السابقة للقرآن
الكريم وهي (بكة ) في القرآن أيضا وهذه ترجمة
النص كما أتى به الأخ محمد عبد الله مختار
(( كيف هم مباركون أولائك الذين يعيشون في معبدك 84: 3
والثناء لكم باستمرار 84: 484: 5
كيف هم المباركون أولئك الذين يجدون قوتهم فيكم،
وطويلة للسفر تلك الطرق التي تؤدي إلى معبدك!84: 6
وهم يمرون عبر وادي ، بكة 13
وقال انه يوفر ربيع لهم.
المزمور 84 الاصحاح 11

Post: #79
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-23-2018, 10:02 PM
Parent: #76

والشاهد للموقع الجغرافي لمكة
أن هذا النص في المزمور 84 الاصحاح11
أنه ذكر فيه الطريق الموصل لبكة أو مكة
أنه طويل بشكل يدعو للعجب فقال ( كيف هو طويل)
هم يقولون أن جبال فاران المقدسة التي
ينكرون أنها بمكة ويقولون أنها بمنطقة سينا
وسينا ليست بعيدة ولا الطريق الموصل لها طويل
عن فلسطين مقر الأنبياء كداود أو سليمان عليهم السلام
أو عيسى عليه السلام
وبكة أو مكة هي التي طريقها طويل عن بيت المقدس وفلسطين
وليس سينا كما زعموا.

Post: #77
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 09:30 PM
Parent: #74

Quote: الوثيقة العمرية وركوبو للحمار مع خادمه لحدي ما دخل القدس، وسقيفة بني ساعدة، ويا سارية الجبل وبدر وأحد ونسة ساكت نجرها نجار في العهد العباسي
سلام يا ابكرونا ..
هل تاريخياً بتوجد حاجة اسمها الامبراطورية الساسانية الفارسية؟ هل تاريخياً المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص في عصر الخليفة عمر بن الخطاب سحقوا الفرس في (القادسية) وحاصروا (المدائن) وأسقطوها ومن ثم فر (كسرى) يزدجرد بن شهريار بن أبرويز بن أنوشروان ؟؟ أم أن هذه (ونسة ساكت نجرها نجار في العهد العباسي)؟؟

Post: #78
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 09:35 PM
Parent: #77

Quote: جزيت خيرا الأخ محمد عبد الله المختار
عزيزي منتصر عبدالباسط .. حياك الله
وجزيت بمثله .. ربنا يقويك ويديك الصحة والعافية

Post: #80
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 10:12 PM
Parent: #78

مشيت اشوف قصة المسجد بتاع الصين (غوانزو) القالو مقبل على (البتراء) لقيت التالي في الويكيبيديا :

Old Chinese Muslim manuscripts state that the mosque was built in AD 627 by Sa`d ibn Abi Waqqas

اها قالوا الجامع ده اتبنا سنة 627 والبناهو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .. اني آمنت بالله .. سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مشى الصين متين يا خواض ؟؟
بعدين العارفو سنة 627 دي المسلمين كانوا محاصرين في المدينة (غزوة الخندق) متين لحقوا يمشوا الصين ؟؟
كمان قالوا الكلام ده منحوت في لوح رخامي في المسجد (وثيقة تاريخية) اها هسي دي يعتمدوها كيف ؟؟

Post: #81
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-23-2018, 10:34 PM
Parent: #80

في انتظار أستاذ الخواض (ليثبت) لنا أن الهلال كان شعاراً عند الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة أو في إنتظار (النفي الصريح الواضح) ولنا عودة بعد ذلك بإذن الله ..

Post: #82
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-24-2018, 03:03 AM
Parent: #81

مرحباً بالأستاذ محمد مختار عبدالله

ونشكر لك أنك اتيت بالمزمور الخامس والثمانين حيث ورد "وادي بكة" أو كما نرى "وادي البكاء"...

سأعود إلى هذه النقطة المهمة الجوهرية بمهلة.

بخصوص الهلال ، هذا ليس موضوعنا الآن، فأرجو ألا نشعِّب النقاش حتى لا تضيع أو بتعبر أكثر دقة تقل ثمرته باعتباره محفِّزا للتفكير وإعمال العقل النقدي بقدر طاقاتنا المتواضعة...

أحب أن أؤكد حسب قراءاتي المتواضعة أنه لم تتأسس حتى الآن سردية بإمكانها إبطال السردية الإسلامية تماماً..ل

كن كما قلت سالفاً فالشك في السردية الإسلامية إما أن يثبتها ويؤكدها أو يعدلها أو ينفيها...

أرقدوا عافية

Post: #83
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-24-2018, 10:09 AM
Parent: #82

مزيدا من الأشعار الجاهلية
تذكر مكة والمشاعر المقدسة حولها - وماء زمزم
1-- و يقسم الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى ، وهو من قبيلة مُزينة التي تنزل بنجد شرقي المدينة ، بالبيت ، في معلقته ، ويذكر الطواف حوله مُشيراً إلى قريش وجرهم الذين بنوه ، فيقول :
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله...رجال بَنَوهُ من قريش وجرهم \
2--و يُشير الشاعر عمرو بن كلثوم ، في معلقته إلى الأبطح بمكّة ، ويفخر بقومه إذا ضرب العرب خيامهم بالأبطح بمكّة فيقول :
وقد علِمَ القبائل من قصَدَ ...إذا قُببٌ بأبطحها بُنينا
3--أمّا الشاعر الجاهلي لبييد بن ربيعة العامري من قبيلة عامر بشرق الجزيرة ، فيذكر في معلقته منى ، والأشهر الحرم ، فيقول :
عفت الديار محلها فمقامها...بمنى تأبد غولها فرجامها
دمنّ تجرم بعد عهد أنيسها...حجّج خَلون حلالها وحرامها
4--أمّا الشاعر الجاهلي امرؤ القيس بن حجر وهو من قبيلة كندة اليمنية ، فهو يحزن لفراق مكّة والُمحصب ، فيقول :
فلله عينا من رأى من تفرق أشتّ... وأنأى من فراق الُمحصبِ
5--ويذكر الشاعر الجاهلي قيس بن الخطيم ، وهو من الأوس بيثرب ، في شعره منى ، فيقول :
ديار التي كانت ونحن على منى...تحل بنا نجاء الركائب
تراءت لنا كالشمس تحت غمامة...بدا حاجب منها وضنت بحاجب
ولم أرها إلاّ ثلاثاً على منى... وعهدي بها عذراء ذات ذوائب .
6--توثيق شعري - لغزوة الفيل (أصحاب الفيل)
ومما يثير الإهتمام هو أن هناك العديد من الشعراء الجاهليين وثقوا هذا الحدث في عدة بيوت شعرية من أبرزها أبيات الشاعر عبدالله الزبعري ، والتي يقول فيها :
تَنَكَلّوا عن بَطنِ مَكَّةَ إِنَّها
كانَت قَديماً لا يُرامُ حَريمُها
لَم تُخلَقِ الشِعرى لَيالي حُرِّمَت
إِذ لا عَزيزَ مِنَ الأَنامِ يَرومُها
سائِل أَميرَ الجَيشِ عَنها ما رَأى
وَلَسَوفَ يُنبى الجاهِلينَ عَليمُها
سُتونَ أَلفاً لَم يَئُوبوا أَرضَهُم
وَلَم يَعِش بَعدَ الإِيابِ سَقيمُها
كانَت بِها عادٌ وَجُرهُمُ قَبلَهُم
وَاللَهُ مِن فَوقِ العِبادِ يُقيمُها
وكذلك أبو الصلت بن ربيعة :
إن آيات ربنا باقيات * ما يماري فيهن إلا الكفور
خلق الليل والنهار فكل * مستبين حسابه مقدور
ثم يجلو النهار رب رحيم * بمهاة شعاعها منشور
حبس الفيل بالمغمس حتى * صار يحبو كأنه معقور
خلفوه ثم ابذعروا جميعا * كلهم عظم ساقه مكسور
كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة بور

Post: #84
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-24-2018, 10:29 AM
Parent: #82

Quote: أو كما نرى "وادي البكاء"...
صدق القال الرؤية بالقلب والشوف بالقلب
الله يهدي قلبك يا أخ أسامة عشان تشوف الأمور كما هي
وليس كما يصوروها لك اليهود والنصارى
الشاهد في النص ليس فقط كلمة(بكة)
بل ذكرت كلمة معبد وذكر في النص أن هذا
المعبد بعيد جدا والطريق الموصل إليه طويل
بصورة تدعو للعجب عبر عن ذلك بعبارة (كيف هو طويل
الطريق الموصل لمعبدك) وهم لا شك كانوا في نواحي بيت المقدس
فنريدك يا أخ أسامة أن تخبرنا ما هو هذا المعبد
البعيد عن بيت المقدس بغض النظر عن اسمه
الذي ورد في هذا النص المزمور 84 الاصحاح 11؟؟؟؟؟؟

Post: #85
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-24-2018, 11:32 AM
Parent: #84

ماقيل عن الشعر الجاهلي :
والشعر الجاهلي، مورد آخر من الموارد التي تساعدنا في الوقوف على تأريخ الجاهلية والاطلاع على أحوالها، وقديماً قيل فيه إنه "ديوان العرب". " عن عكرمة. قال: ما سمعت ابن عباس فسْر آية من كتاب الله، عز وجل.إلاّ نزع فيها بيتاً من الشعر، وكان يقول: إذا أعياكم تفسر آية من كتاب الله، فاطلبوه في الشعر، فإنه ديوان العرب، وبه حفظت الأنساب، وعرفت المآثر ومنهُّ تعلمت اللغة، وهو حجة فيما أشكل من غريب كتاب الله وغريب حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحديث صحابته والتابعين". "وعن ابن سيرين. قال: قال عمر بن الخطاب: كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه". وقال الجمحي فيه، أي في الشعر الجاهلي: "وكان لسعر في الجاهلية ديوان علمهم، ومنتهى حكمهم، به يأخذون، وإليه يصيرون."
** ماقاله القرآن عن ((قوم مكة))
(((( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)
يقول تعالى ذكره: (وَما كُنْتَ) يا محمد ( تَتْلُو ) يعني: تقرأ (مِنْ قَبْلِهِ) يعني: من قبل هذا الكتاب الذي أنـزلته إليك (مِنْ كِتَابٍ وَلا تخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) يقول: ولم تكن تكتب بيمينك، ولكنك كنت أمِّيًّا(إذًا لارْتابَ المُبْطِلَونَ) يقول: ولو كنت من قبل أن يُوحَى إليك تقرأ الكتاب، أو تخطه بيمينك، (إذًا لارْتَابَ) يقول: إذن لشكّ -بسبب ذلك في أمرك، وما جئتهم به من عند ربك من هذا الكتاب الذي تتلوه عليهم- المبطلون القائلون إنه سجع وكهانة، وإنه أساطير الأوّلين. )))).
**
وأعلاه يفيد :
1- أن العرب كانوا أهل بادية (رحّل) - ولليوم لا توجد لقبائل الرحل (آثار - ولا مباني) - وكان الشعر يعني بالنسب والفخر وغيره ) - ولم يعني بالتدوين والتأريخ - ورغم (ذكر البيت - ومني - والصفا والمروة) في الشعر الجاهلي - .
أن تكون هناك قصور وحدائق - وقد وصفها الله (( وادي غير ذي زرع )) - ودعي اٍبراهيم (( فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم)) - ((وادي ليس فيه الا - بيت الله -)) الذي يقف شاهدا للآن . وزمزم والصفا والمروة .
تري هل ينطبق ذلك علي (البتراء) !!!!!
2- قدر الله أن يعلي (شأن مكة) بالقرآن - والاٍسلام - وقد كان
***
***
*** أخ أسامة نطلب أن تورد لنا (( الحلول)) التي وضعها المتشككون لبقية الرواية
1- هل البتراء وادي غير ذي زرع !!!!
2- هل تهوي اليها أفئدة من الناس !!!
3- هل فيها (كعبة وحرم يطاف حوله) !!!!
4- هل حولها (غار حراء وثور)!!!!
5- هل بها زمزم !!!!
6- هل يستقبلها المسلمون عند كل صلاة ..!!!
7- هل بقربها (مني ومزدلفة والجمرات وعرفات)!!!!!
***
من الذي نقل كل هذه المناسك - ولماذا - ومتي !!!!!!
نريد دليلا

Post: #86
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-24-2018, 01:26 PM
Parent: #85

Quote: وأهمها في اعتقادي خمول ذكر مكه (غيابها بالاحري) في التأريخ المحيط بالبعثة المحمدية وحتى مائة عام منها (من البعثة المحمدية) وعدم ورودها في الخرائط القديمة
سلام أستاذ المشرف ..
من أين أتيت بقصة (غياب ذكر مكة)؟؟ بعدين هل عدم ورود مكة في خرائط قديمة معناتو انها غير موجودة؟
أفرض الزول العمل الخريطة دي ما زار الا شمال جزيرة العرب حا يعمل شنو في الحالة دي؟
بعدين الراي شنو في خرط تاريخية ما موجودة فيها مدن بحجم (اورشليم) ؟؟
اها اورشليم دي نعتبرها غير موجودة تاريخياً؟؟

Post: #87
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-24-2018, 01:38 PM
Parent: #86

Quote: لم يجد السعوديون الآثاريون اي ادلة حفرية، يعنى لم يكن هنالك من يسكنها ؟؟
سلام أستاذ الخواض ..
من أين لك الجزم بعدم وجود أدلة في الحفريات التي نفذها السعوديون؟؟
اذا كان الأمر لديك مجرد (احتمالات وما كنت متأكد من كلامك فمافي مشكلة ، اذا انت (قاطع الشك) فأنا بجيب ليك عدد كبير من الصور والفيديوهات
وبالطبع يلزمك التراجع (صراحة) عن كلامك المتعجل مثل قولك (في اكثر من موضع) ان مكة لم ترد في الشعر الجاهلي وبفضل الله الأدلة وصلتك
وقولك انو مافي معجزة خاصة بالرسول وردت في القرءان مع العلم انو في سورة كاملة في القرءان اسمها (الإسراء) وأول آية فيها قوله تبارك وتعالى :
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).

Post: #88
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 01-24-2018, 02:05 PM
Parent: #87

Quote: من الذي نقل كل هذه المناسك - ولماذا - ومتي !!!!!!نريد دليلا
والله يا أستاذ عمار مافي زول بيجيب ليك دليل حتى يلج الجمل في سم الخياط.
شاهدت جزء من فيديوهات المعتوه (جيبسون) وهو متهم (((العباسيين))) بإنهم هم العملو الكعبة في مكة وحولو المدينة المقدسة من البتراء الى مكة وجابو المناسك كلها هناك
ياخ اقسم بالله دي في فيلم كرتون ما بتلفق خليك من زول حايم في السعودية سنين طويلة وبعد ده طلع منها بي قد القفة تقول كان بيبحث في تاريخ (الكبسة) ..
قال باحث تاريخي قال .. نسأل الله السلامة
فرضية بهذه الركاكة ما شفتها من الله ما خلقني .. معقولة العباسيين يعملو كده وملايين المسلمين يقعدوا يتفرجوا فيهم بل يتابعوهم زي البهايم وواحد فيهم يفتح خشمو مافي!
معقولة أعداءهم (الأمويين) في الأندلس يشوفو التحول التاريخي ده كلو وربنا ما يفتح عليهم بي كلمة .. خليك من الاحتجاج ، ونسة ساي في المجلدات الضخمة الاتكتبت في الاندلس مافي؟؟

تحياتي

Post: #89
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-24-2018, 06:39 PM
Parent: #88

Quote: شاهدت جزء من فيديوهات المعتوه (جيبسون) وهو متهم (((العباسيين))) بإنهم هم العملو الكعبة في مكة وحولو المدينة المقدسة من البتراء الى مكة وجابو المناسك كلها هناك
معتوه شوية عليهو
معقول العباسيين تكون الكعبة في البتراء الأقرب للعراق من الحجاز
ويقوموا ينقلوها لمكان بعيد جدا في غرب ووسط الجزيرة العربية عشان تكون بعيدة وما يستطيعون الحج!!!
آخر من حج من الخلفاء العباسيون هو هارون الرشيد الخليفة العباسي
رقم خمسة يعني خامس الخلفاء العباسيون
وبعده 32 خليفة عباسيكانوا في بغداد أو سامراء
لم يحجوا بسبب بعد المسافة بين مكة و عاصمتهم بغداد
ثم سامراء ثم بغداد لعدم الاطمئنان على سلامتهم
في هذا السفر الطويل ولحساسية منصبهم وهم خلفاء
وهناك 17 خليفة عباسيين آخرين من بعدهم تتمة ال54 خليفة عباسي
كانوا بالقاهرة معينيين من قبل المماليك بعد سقوط بغداد على يد التتار
ولم يكن لهم السلطة الفعلية كسلفهم في العراق.

Post: #90
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-24-2018, 07:00 PM
Parent: #89

سلام فوراول بدون فرز

عندي سؤال للاستاذين محمد مختار ومنتصر:

لقد كتبتما :
Quote: المزمور 84 الاصحاح 11 

بالمزمور " ٨٤" هل تقصدان "سفر المزامير" ؟

وماذا تقصدان بالإصحاح ١١؟؟

فالإصحاح هو حزء من سِفْر....

مع خالص التقدير

Post: #91
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-24-2018, 10:01 PM
Parent: #90

نعم المزمور هو مفرد والمزامير جمع
والمزمور جزء من مزامير دواد عليه السلام
التي كتب بعضها واجزاء منها اضيفت بعده
أما الإصحاح هو كما ذكرت أنت جزء من المزمور.

Post: #92
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-24-2018, 10:10 PM
Parent: #91

Quote: نعم المزمور هو مفرد والمزامير جمع
والمزمور جزء من مزامير دواد عليه السلام
التي كتب بعضها واجزاء منها اضيفت بعده
أما الإصحاح هو كما ذكرت أنت جزء من المزمور.

لا علاقة بين المزمور ٨٤ والإصحاح الحادي عشر.

المزمور ٨٤ يعني الإصحاح الرابع والثمانين من سفر المزامير...

Post: #93
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-24-2018, 10:31 PM
Parent: #92

Quote: لا علاقة بين المزمور ٨٤ والإصحاح الحادي عشر.المزمور ٨٤ يعني الإصحاح الرابع والثمانين من سفر المزامير...
المهم إنو النص صحيح
وهو يشير لمعبد بعيد عن فلسطين وبيت المقدس
ولم تخبرنا ما هو هذا المعبد المقدس
الذي يقع في وادي بكة او وادي البكاء بزعمكم؟؟؟

Post: #94
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-24-2018, 10:43 PM
Parent: #92

تعليق على مداخلة صديقي العزيز محمد الحسن المشرف،
عجبني تلخيصك للفرضيتين
هناك فرضية تالتة أقوى يجب إضافتها للفرضيتين وهي أنه لم تكن هناك بتراء ولا مكة ولا اسلام قبل عبد الملك بن مروان.
اذا اعتمدت الفرضية دي، تلقى الأمور مستقيمة وسلسة

Post: #95
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-25-2018, 05:20 AM
Parent: #94

Quote: لمهم إنو النص صحيح
وهو يشير لمعبد بعيد عن فلسطين وبيت المقدس
ولم تخبرنا ما هو هذا المعبد المقدس
الذي يقع في وادي بكة او وادي البكاء بزعمكم؟؟؟
(عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 24-01-2018, 09:33 PM

هل تقصد المزمور ٨٤؟

هذا مايقوله المزمور ٨٤:
Quote:
1 مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ!
2 تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلهِ الْحَيِّ.
3 الْعُصْفُورُ أَيْضًا وَجَدَ بَيْتًا، وَالسُّنُونَةُ عُشًّا لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا، مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ، مَلِكِي وَإِلهِي.
4 طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ، أَبَدًا يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.
5 طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.
6 عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.
7 يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.
8 يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، اسْمَعْ صَلاَتِي، وَاصْغَ يَا إِلهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ.
9 يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اَللهُ، وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ.
10 لأَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ.
11 لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ.
12 يَا رَبَّ الْجُنُودِ، طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ.

فما هو الإصحاح الحادي عشر ؟؟؟

Post: #96
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-25-2018, 06:51 AM
Parent: #1



الاخ العزيز محمد عبدالله مختار

دعني اولا اضع علامة استفهام حول سؤالك لي (من اين اتيت انا بحديث حول خمول او غياب ذكر مكة) .. موضوع البوست اصلا يحكي عن فرضية اخرى .. اساس هذه الفرضية عدد من الحجج ... احد اهم الحجج التي تم سردها هي غياب ذكر مكه تأريخيا وجغرافيا في خرائط العالم القديمة .. اذن عندما اعلق على هذه الحجة باعتبارها حجة فمن المفهوم جدا من اتيت بها ؟!!!

ثانيا .. هل هذا الادعاء صحيح ؟!!

من السهل جدا ان تبرز خريطة قديمة للعالم يرد بين تفاصيلها موقع مكة ... تماما كما تم ابراز ابيات من الشعر الجاهلي لرد ادعاء الخواض ان مكة لم ترد في الشعر الجاهلي (هذا اذا كان هناك شيء اسمو الشعر الجاهلي) ..

امكانية اغفال ذكر مدينة مقدسة يحج اليها الناس وملتقى لاديان كثيرة ومركز تجاري عالمي بمقاييس القرن السادس والسابع .. هذه امكانية ضعيفة جدا ولا يمكنها دحض حجية الغياب وخمول الذكر ....

مودتي

Post: #97
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-25-2018, 07:08 AM
Parent: #1



د. أبوبكر سلامات وكيف الحال
(وما عرفتك بالمناسبة :) ... )

الى حد كبير يمكنني التفكير في تاريخية شخصية كسيدنا موسى في اطار اسطوري بحت .. اما شخصية سيدنا محمد (ص) ونشأة الاسلام فمن العسير افتراض اسطوريتها ... نعم هناك غبار كثيف حول صحة الصورة التاريخية التي ترسخت في المخيلة الاسلامية .. وهناك الكثير من الثغرات التأريخية الواضحة ولكن كل ذلك يدور حول السعي لمعرفة ما قد حدث في الحقيقة ولا يصل درجة التشكيك بأن شيئا لم يحدث على الاطلاق ..

صناعة الوهم غير ممكنة باستحضار الزخم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري والديني المصاحب لنشأة الدين الاسلامي .. قرأت (لا اعلم) عن انكار اليهود لاي وجود لهم في المدينة (يثرب) في القرن السادس .. كما مررت على اشارات مختلفة تتحدث عن عدم احتواء الوثائق التأريخية للامبراطورية الرومانية والفارسية لاي اشارة لمراسلات سيدنا محمد (ص) .. هذه مجرد وقائع تأريخية قد تكون صحيحة وقد لا تكون بيد انها لا تنفي حقيقة وجود شخصية النبي محمد وحقيقة القرآن وحقيقة نشأة دين اسلامي مرتبط بالعرب ومتمحور حول جزيرتهم وتخومها.

احترامي

Post: #98
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-25-2018, 07:22 AM
Parent: #97

Quote: تماما كما تم ابراز ابيات من الشعر الجاهلي لرد ادعاء الخواض ان مكة لم ترد في الشعر الجاهلي (هذا اذا كان هناك شيء اسمو الشعر الجاهلي) ..

جيد يا مشرف انك اختصرت علي الطريق للرد على ورود مكة في الشعر الجاهلي...

طبعا انا استندت على باحث اسلامي في كتاب له حول عدم وجود نص جاهلي.

لقد فهمت "نص" كما تفهمها البنيوية والمدارس الحديثة، لكن يبدو أن حديثه عن "نص جاهلي" يتضمن نصوصا غير النصوص الشعرية "ألجاهلية"...

طبعا طه حسين كان أول من شكك في صدقية الشعر الجاهلي من خلال شكه في حماد الراوية،،وبقية القصة معروفة..

وهذه أزمة الثقافة الشفاهية،،،فهي دوما ستكون عرضة للانتحال والتزوير والخرافات والاساطير...

شكرا د. المشرف...

Post: #99
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-25-2018, 07:35 AM
Parent: #98

السؤال الأهم الذي وجهّه محمد المسيّح حول مكة هو:

لماذا لم يتخذ أحد من مكة بزخمها الديني كأول بيت وضع للناس بحسب السردية الاسلامية "عاصمة"؟؟؟

فلنقارنْ ذلك التجاهل لمكة،

مع حرص اليهود مثلاً على جعل "القدس" عاصمة لهم !!!!؟؟؟؟؟؟؟

Post: #100
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-25-2018, 01:04 PM
Parent: #99

الجميل في الموضوع انو مجزرة بني قريظة غير حقيقية وهي من صنع خيال النجارين العباسيين كما الشعر الجاهلي

Post: #101
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-25-2018, 01:08 PM
Parent: #100

بعد فتح القدس أمير المؤمنين ركب حمار مع خادمه وقطع بيهو 1200 كلم لحدي ما وصل القدس بس هو والخادم ووضع الوثيقة العمرية!!
دا دجل ظاهر
ما عندكم عقل؟!

Post: #102
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-25-2018, 05:59 PM
Parent: #101

هل كان معاوية بن سفيان "مسيحياً"؟؟؟


Post: #103
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-25-2018, 06:04 PM
Parent: #101

Quote: بعد فتح القدس أمير المؤمنين ركب حمار مع خادمه وقطع بيهو 1200 كلم لحدي ما وصل القدس بس هو والخادم ووضع الوثيقة العمرية!!دا دجل ظاهرما عندكم عقل؟!

وإنت يعني العندك العقل!!!
يا أبو بكر أخبرنا هل أنت مقتنع بأن فلسطين
وبيت المقدس كان يحكمها المسلمون إلى أن جاء اسيادك الانجليز في الانتداب البريطاني عام 1920 وفعلوا أفعالهم الخبيثة
بعد أن تآمر أسيادك وقضوا بمكرهم على الخلافة العثمانية
فكيف كان المسلمون يحكمون بلاد فيها مقدسات المسيحيين الذين
كانت لهم قوة في أوربا لا يستهان بها.
هل كل هذا شيء جاء من فراغ ؟؟!!
عرب لا حضارة لهم ولا حول ولا قوة يحكمون نصف العالم
وينشرون دعوة الإسلام في اكثر من نصف الكرة الأرضية
هل هذا حدث بالصدفة برضو؟!
جعلتم من الصدفة خالق للعالم والأن تجعلون
من الصدفة صانع للأديان وللتاريخ
أمركم حقا عجيب!!

Post: #104
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-25-2018, 06:22 PM
Parent: #100

Quote: وهي أنه لم تكن هناك بتراء ولا مكة ولا اسلام قبل عبد الملك بن مروان.
إنت قايل الموضوع خصي ابل ول شنو!
يعنى الشعوب الاسلمت وأمنت من اليمن وحتى الصين
ومن الهند وحتى فاس بالمغرب كل هؤلاء المليارات من البشر
اسلموا عشان خاطر عبد الملك بن مروان ؟!
وهو من فرض واختلق هذا الدين واقنع به العالم!!
يا أخوي لو وفرت جهد الكم سطر ديل لخصي الابل
أنا قايل أحسن ليك.

Post: #105
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-25-2018, 10:21 PM
Parent: #104

تعرفون لماذا أبكرونا وأسياده يعتبرون بداية تاريخ المسلمين
كان مع عبدالملك بن مروان؟؟؟
فقط لأنه شيد مباني ضخمة وخالدة في بيت المقدس والشام
كقبة الصخرة
لكنهم لا يعلمون لماذا اهتم عبد الملك ببناء
هذه القبة وتلك المباني في تلك الأماكن المقدسة بالقدس
فللأمر صلة بموضوع البوست وهي مكة
وهو أن السبب أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
كان قد سيطر على مكة والحجاز والعراق واعلن نفسه
خليفة للمسلمين واعاد بناء الكعبة على قواعد ابراهيم عليه السلام
ظلت الكعبة تسعة سنوات على قواعد ابراهبم عليه السلام
وحجر اسماعيل عليهةالسلام بداخلها
وصارت باربعة اركان كاملة
وصار لها بابين حتى جاء المبير الحجاج
وقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ونفذ
أمر عبد الملك باعادة البناء القرشي وتعديل بناء الكعبة
لتكون كما كانت قبل تطبيق البناء الابراهيمي الأول
وتم بامر عبد الملك اخراج حجر اسماعيل عليه السلام
وغلق الباب الثاني للكعبة الذي لا زال أثره موجودا
وكان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قبل مقتله
تسعة سنوات خليفة للمسلمين وعاصمته مكة المشرفة
وفي هذه الفترة أراد عبد الملك بن مروان
أن يخفف من فقد مكة ومقدساتها ومشاعر الحج
فبنى قبة الصخرة واصبح يذهب لها هو وأنصاره ويطوف
أيام الحج بقبة الصخرة لتعوضه عن الكعبة ومشاعر الحج
فمكة خارج سلطته وفي قبضة بن الزبير رضي الله عنه
وعبد الله بن الزبير يعرض بافعاله ويشنع به على طوافه
بقبة الصخرة ونحوه في خطبه .
وعبد الملك بن مروان أموي حفيد طريد
النبي صلى الله علبه وسلم جده الحكم بن العاص
طرده النبي صلى الله عليه وسلم من مكة والمدينة
حتى اعاده عثمان رضي الله عنه من منفاه.
وابكرونا عايز بجعل من النواصب وخصوم آل
البيت ومن اختطف الحكم من أهله عايز يجعل
منهم مؤسسين للدولة الاسلامية !!!
بئس الرأي رأيكم يا ابكرونا

Post: #106
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-25-2018, 10:24 PM
Parent: #104

يا استاذ منتصر

لماذا لم يفكر أحد حتى الوهابيين، في أن يتخذ من "مكة" عاصمة؟؟؟

وحين تقارن بين اورشليم عند اليهود ومكة ، تجد فارقا شاسعا بين اشواق اليهود إلى "القدس" كعاصمة لهم وبين وضع مكة الملتبس في علاقة الخكام المسلمين بها كعاصمة؟؟؟

Post: #124
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-27-2018, 10:34 AM
Parent: #100

مكرر ادناه

Post: #176
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Biraima M Adam
Date: 02-01-2018, 12:41 PM
Parent: #100

شكراً أستاذ الخواض

شيئ مبالغة .. شخص واحد .. فرد .. يريد يدحض كل تأريخ الإسلام؟ .. سمعنا بالحروب، لكن حرب ثقافية تأريخية لم أسمع بها إلا عند هذا الزاعم ..

بريمة

Post: #107
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-25-2018, 11:17 PM
Parent: #1



لاول مرة اسمع بطواف عبدالملك بن مروان (رضى الله عنه للضمان كده) .. اسمع بطوافه ببيت المقدس يا منتصر!!

هل الامر كذلك ام هي قراءة خاطئة مني؟!

Post: #111
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-26-2018, 05:50 PM
Parent: #107

Quote: لاول مرة اسمع بطواف عبدالملك بن مروان (رضى الله عنه للضمان كده) .. اسمع بطوافه ببيت المقدس يا منتصر!!
يا أخ محمد المشرف أنت أول واحد يترضى على عبد الملك
ويقول رضي الله عنه وهو ليس بصحابي ولا معدود من الصالحين
بل من النواصب.
يكفى عبد الملك مسبة أنه هدم بناء الكعبة المشرفة الذي
تم بتوصية من النبي صلى الله عليه وسلم وأعاد عبد الملك
البناء القرشي الغير شامل لمساحة حجر اسماعيل عليه السلام
وفيه سد لأحد أبواب الكعبة الشرفة ورفع للباب ليصعب
الدخول للكعبة إلا بسلم متحرك
وصارت الكعبة بركنين فقط .

Post: #108
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-25-2018, 11:41 PM
Parent: #1



اقتباس

فى تاريخه ( البداية والنهاية ) ينقل المؤرخ الشامى ابن كثير فى أحداث عام 66: ( وفيها‏:‏ ابتدأ عبد الملك بن مروانببناء القبة على صخرة بيت المقدس وعمارة الجامع الأقصى، وكملت عمارته في سنة ثلاثوسبعين‏.‏)

ويقول عن سبب بنائه : ( وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة، وكان يخطب في أيام منى وعرفة، ومقام الناس بمكة، وينال من عبد الملك ويذكر مساوي بني مروان، ويقول‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الحكم وما نسل، وأنه طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه، وكان يدعو إلى نفسه، وكان فصيحاً، فمال معظم أهل الشام إليه‏.‏ وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا، فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم، وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة‏.‏وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤوسهم، ففتح بذلك على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه، وكان يشنع عليه بمكة ويقول‏:‏ ضاهى بها فعل الأكاسرة في إيوان كسرى،والخضراء، كما فعل معاوية‏. )

وعن إفتتان الناس به يقول : ( وكان إذا رجع الرجل منبيت المقدس إلى بلاده توجد منه رائحة المسك والطيب والبخور أياماً، ويعرف أنه قدأقبل من بيت المقدس، وأنه دخل الصخرة، وكان فيه من السدنة والقوم القائمين بأمرهخلق كثير، ولم يكن يومئذٍ على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيتالمقدس، بحيث إن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج، وبحيث كانوا لا يلتفتون في موسمالحج وغيره إلى غير المسير إلى بيت المقدس‏.‏


انتهى الاقتباس

اذن نحن نتحدث عن العام 60 من الهجرة .. وهو عهد من عهود الصحابة والتابعين .. بل ويسبق تدوين السنة النبوية والاحاديث اذ كانت لم تزل في صدور الناس الاقرب الى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم .. في ذلك العصر الذهبي للاسلام كحالة ايمانية وتماما كما مدلول الحديث (روى البخاري (2652) ، ومسلم (2533) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) ... افي هذا العهد كان قسم كبير من المسلمين يحجون الي بيت المقدس لا للكعبة المشرفة؟!.

Post: #109
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-26-2018, 04:39 AM
Parent: #108

اليك يا مشرف فيديو عن الحج ، وقد قيل فيه ان الحج كلمة آرامية تعني الطواف والدوران حول مكان مقدس؟؟:


Post: #110
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-26-2018, 05:07 PM
Parent: #109

Quote: .. افي هذا العهد كان قسم كبير من المسلمين يحجون الي بيت المقدس لا للكعبة المشرفة؟!.
لا لم يكن هذا فعلا مشروعا واسبابه أصبحت معلومة لديك
وهم طائفة قليلة من سكان دمشق و ما حولها
وأما مسلمون العالم جميعهم فطوافهم بالكعبة
فقط وهذا السلوك وهو ممارسة طقوس الحج في بيت
المقدس حدث فترة محدود من السنوات وبعد استشهاد
عبد الله بن الزبير واحتلال الأمويين لمكة اصبح لا حاجة
للحج في بيت المقدس وهذا كان سلوك لأسباب سياسية
وليس لأسباب دينية.
بيت المقدس مكان مقدس عند المسلمين
والصلاة الواحدة فيه بمائة صلاة
وفي المدينة المنورة بألف وبسوح الكعبة المشرفة بمائة الف صلاة
أما مسجد قبة الصخرة هو مبني على الصخرة التي عرج
من عليها النبي صلى الله عليه وسلم للسماء
وبجوارها الحائط الذي ربط تحته البراق ليلة أسري
به لبيت المقدس
وصلى ببيت المقدس اماما بكل الانبياء والرسل عليهم جميعا
وعلى نبينا الصلاة و السلام ثم خرج وصعد على
لصخرة وركب البراق
وصعد للسماوات ومن هناك نزل بمكة في ذات الليلة .


Post: #112
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-26-2018, 06:13 PM
Parent: #110

وللمسيحيين أيضاً "شبهاتهم"

في الرد المسيحي اللاهوتي على أن "بكّة" هي "مكةّ"":

http://drghaly.com/articles/display/10157

Post: #113
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-26-2018, 06:17 PM
Parent: #110

لو كان نقل الكعبة المشرفة ممكنا من مكان لآخر
لنقل عبد الملك والأمويين الكعبة المشرفة من مكة البعيدةعنهم
وجابوها جنبهم في الشام في البتراء أو نواحيها
وليس العكس ولما أضطر للطواف بقبة الصخرة التي بناها
شفتو الخواجة بتاع فكرة البتراء دا غبي كيف!!!
وأبكرونا جابها مدردقة .

Post: #114
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-26-2018, 06:52 PM
Parent: #113

Quote: لماذا لم يفكر أحد حتى الوهابيين، في أن يتخذ من "مكة" عاصمة؟؟؟
مكة المشرفة كانت عاصمة للخليفة عبد الله بن الزبير رضي الله عنها تسعة سنوات
وهو الذي كان يحكم مكة والمدينة وكافة اراضي
الحجاز والعراق ومصر
أما الوهابية اختاروا نجد عاصمة لمكانتها في نفوسهم
فهي مقرهم ومكان نفوذهم وهكذا تختار العواصم لوجود
المؤيدين والمناصرين بها
ثم مكة مكان عبادة ومكان للحج ومؤكد لو السعوديين جعلوها
عاصمة سيتعرضون لخطر الحجاج خاصة الشيعة وغيرهم
وفي بداية الثمانينات تعرض الحرم للاحتلال من قبل جماعة
جهمان من قبيلة العتيبية ادخلوا السلاح على نعوش كهيئة الجثامين
واحتلوا الحرم ثلاثة يوم .
فمكة آخر مكان يمكن أن بختار ليكون عاصمة
بالنسبة لآل سعود خاصة



Post: #115
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-26-2018, 08:14 PM
Parent: #114

طيب يا كيشة، ما دام مكة عاصمة لابن الزبير، كيف عبد الملك ينقلها وهو خصم لابن الزبير ولم ينتصر عليه بعد؟!
كيشة
تنقل ساكت!!

Post: #116
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-26-2018, 09:48 PM
Parent: #115

ممكن يسوي واحدة تانية جنبو في دمشق أو البتراء
وانتظر الحجر الأسود بعد يستولى على مكة يركبوا
في الركن الشرقي
وممكن يقول دي أصلية أكتر خصوصا هو هدم
الكعبة في مكة واعاد بناها واعتبر السواهو عبد الله بن
الزبير خرمجة .
فكان ممكن يبني البناء القرشي الموجود الأن عندو في الشام
ويقول دا البنيان الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم
للكعبة سويناهو هنا جنبنا والكعبه العولاقها ابن الزبير
خليناها ليهو .(استغفر الله العظيم)
اها دي ما فكرة مقبولة لنقل الكعبة رغم علاتها
اخير من حقت الخواجة بتاع البتراء ؟؟؟

Post: #117
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-26-2018, 10:41 PM
Parent: #116

الفيديو التالي يؤيد فكرة أبو بكر عباس عن ان عبدالملك بن مروان هو مؤسس الاسلام؟؟؟:



Post: #118
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-26-2018, 11:01 PM
Parent: #116

طالما جاء ذكر بعض عواصم الخلافة الإسلامية
فلنذكر كل عواصم الخلافة الإسلامية بالترتيب
1ـ المدينة المنورة
2ـ الكوفة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه
3ـ دمشق في عهد معاوية بن أبي سفيان
4ـ مكة في عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
5ـ عادت لدمشق في عهد مروان بن الحكم
6ـ عادت للكوفة في بداية عهد العباسيين في عهد عبد الله أبو العباس السفاح
بعد مقتل مروان الحمار آخر خليفة أموي وسقوط الخلافة الأموية
7ـ بغداد بناها الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور وجعلها عاصمة له
8ـ سامراء بناها الخليفة العباسي المعتصم بالله بن هارون الرشيد وجعلها عاصمة للخلافة
9ـ عادت العاصمة لبغداد في عهد الخليفة العباسي المعتمد بالله
10ـ القاهرة صارت عاصمة للخلافة الاسلامية العباسية في عهد المماليك بعد سقوط بغداد
على يد التتار الذين هزمهم المماليك في عين جالوت فعينوا خليفة عباسي في القاهرة
والسلاطين منهم .
11ـ استانبول آخر عاصمة للخلافة الإسلامية التي سقطت بمؤامرة إنجليزية
بعد غش وخديعة الشريف حسين بما يسمى بالثورة العربية العظمى. .

Post: #119
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-27-2018, 00:42 AM
Parent: #118

Quote: مكة في عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما

موقع مكة في السردية الاسلامية الرسمية،

يختلف تماماً عن مكانتها "الهامشية" بين عواصم الخلافة.

فهي لم تصبح إلا عاصمة لمتمرد على الحكم الأموي؟؟؟؟

Post: #120
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-27-2018, 05:44 AM
Parent: #1


الخواض سلامات ..

شاهدت الفيديز الأخير ..
الفكرة الاساسية انو الدولة الاموية آنذاك وحتى عهد عبدالملك كانت أقرب لدولة مسيجية تتبنى نسخة مختلفة من المسيحية (نسخة مهرطقة كما كان يشير البيزنطيين) .. بمعنى آخر ان معاوية بحسب الرواية التأريخية هنا كان يبدو كحاكم عربي مسيحي يظهر في العملات المسكوكة باسمه وهو يحمل الصليب ولم يكن هناك ذكر للاسلام ونبي الاسلام (ص) ولم يخلف اية آثار تشير للاسلام وانما كل آثاره تشير للمسيحية ..

لو افترضنا صحة ذلك من اجل النقاش .. فليس لذلك ادنى علاقة بتأسيس الاسلام .. اليس كذلك ؟!

بمعنى آخر أن ينفصل عبدالملك عن مسيحية الذين سبقوه ذلك لا يعني قيامه بتأسيس الاسلام ولا يتنافى مع التأريخ الاسلامي الا في جزئية اخفاء مسيحية دولة بني امية في عهد معاوية ويزيد ومعاوية ومروان ...ز

Post: #121
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-27-2018, 06:52 AM
Parent: #120

أهلا يا مشرف

سأعود إليك في وقت لاحق.

أريد فقط التعليق على كلام استاذ منتصر التالي:
Quote: وفي بداية الثمانينات تعرض الحرم للاحتلال من قبل جماعة
جهمان من قبيلة العتيبية ادخلوا السلاح على نعوش كهيئة الجثامين
واحتلوا الحرم ثلاثة يوم .

الفيلم التالي يرد على منتصر ويوضح حصار مكة الذي استمر ١٥ يوما من ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩، بقيادة جهيمان العتيبي من الجماعة السلفية المحتسبة الذي احتج على "التحديث" في السعودية.

وكان له أثر واضح حتى بعد مقتله،

في نشوء القاعدة وداعش وإحكام قبضة التيار الديني المحافظ المعادي تماماً ل"التحديث".

فإلى الفيلم:


Post: #122
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-27-2018, 08:23 AM
Parent: #121

صديقنا المشرف يا خواض أصبح مؤلفة قلوبهم
أتعهد بعدم مضايقته لمدة سنة نظام زكاة وكدا

Post: #123
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-27-2018, 09:31 AM
Parent: #1



لا يا ابوبكر ..
لست من المؤلفة قلوبهم وانا "عصي" جدا عن التنميط في هذا الموضوع بالتحديد ..

مدخلي غريب عليك شوية .. ودي حتات لم تدركها لمبات استنارتك بعد لانو الصراع الديني لسه مدور جواك (مع وفي الضد) .. لمن تتخلص من مثل هذه الاعباء تعال لينا بنوقع ليك المسألة

...
there may be a god afterall

Post: #125
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-27-2018, 10:42 AM
Parent: #123


أخ محمد عبدالله مختار لك التحية
والتحية للاٍخوة المهتمين بالموضوع
*** أسامة - قلت لك في البداية - أنني لا أري جدوي في (قبول) هجمات (المتشككين) - والعمل علي الرد عليها
لأن ذلك بمثابة (شرك) يحصرنا في الدفاع عن (فرضيات) لاترقي لمستوي أن تصبح نظرية - ناهيك عن أن تكون حقيقة .
** لذا أري لزاما علينا أن (نرد) الهجوم - ونطلب منهم الدليل علي صدق مايدعونه ....
** يقول بعض علما المسلمين أن مكة (وردت في التوراة - سفر التكوين - الاٍصحاح 17 - عدد 7)
** ولكن بالرجوع للنص نجد الآتي :
َأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ،
2 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ.
3 فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا، مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ.
4 فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا.
5 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «ظُلْمِي عَلَيْكَ! أَنَا دَفَعْتُ جَارِيَتِي إِلَى حِضْنِكَ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي عَيْنَيْهَا. يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ».
6 فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: «هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. افْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ، فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا.
7 فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ، عَلَى الْعَيْنِ الَّتِي فِي طَرِيقِ شُورَ.
8 وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، مِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟». فَقَالَتْ: «أَنَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاَتِي سَارَايَ».
9 فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا».
10 وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ».
11 وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ.
12 وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».
13 فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَههُنَا أَيْضًا رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟»
14 لِذلِكَ دُعِيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي». هَا هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ.
15 فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْنًا. وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ «إِسْمَاعِيلَ».
** حيث وردت جملة (( طريق شور - بدلا - عن طريق الحجاز )) الذي يذكره علماء المسلمين
** هنا نسأل عن مدي صدقية (( التوراة )) - ونشير لبعض الكتابات حول ((تحريفها))
(((((( وقد غيَّر هؤلاء السامريون في توراتهم لتتفق مع ميولهم السياسية ومعتقداتهم الدينية، فجعلوا المكان الذي اختاره الله لتقديم العبادة فيه هو جبل جرزيم
وليسأورشليم، كما ترفض التوراة السامرية ظهورات الله في العهد القديم، مثل ظهوره لإبراهيم مع ملاكين، أو ظهوره في العليقة لموسى، وتنسبها لملاك الرب،
ويقول القس صموئيل يوسف " وقد أجرى السامريون تعديلات كثيرة في أسفار التوراة (الخمسة) لتناسب اهتماماتهم التاريخية والعقائدية،
ولا يُعرف بالضبط من المسئول عن إجراء هذه التعديلات.. ويرى " كاهل " Kahle بأن ما يقرب من ستة آلاف كلمة أو عبارة عُدلت في أسفار السامريين،
وتختلف عن ما جاء في النص المازوري. كما أضافوا تفسيرًا مطولًا بعد (خر 20: 17، وتث 5: 21) تضم في الأساس
مادة من (تث 11: 19 - 30) وفي (تث 27: 2- 7) صار فيها جبل جرزيم بديلًا لجبل عيبال. كماغيَّر السامريون
أيضًا التعبير "مقابل الجلجال" في (تث 11: 30) إلى "مقابل شكيم" متجاهلين الاعتبارات الجغرافية بسبب عقائدي أيضًا )))))))...
**
**
** كما ورد حول (الاٍنجيل)
((( " بين كل المخطوطات اليدوية للإنجيل لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر
عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)،
ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير .
;قد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ .
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلماتوالجمل ،
وأن آخرين قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً .
مما حدا بـ " إرنست فالتر شميث " في كتابه "فري كريستيانيزم" لعام 1977 أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل
المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات ( صفحة 39 ( .
وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية
" tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل و دوبشوش في كتابهما " إختلافات مُربكة في النصوص " صفحة 42). )
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً : " إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" ( صفحة 38 ( .

)))
**
**بل اٍن هناك جدل بين علما ((التاريخ)) - وعلماء اللاهوت - حول حقيقة ((وجود سيدنا اٍبراهيم عليه السلام ))
إبراهيم من ناحية تاريخية[عدل]
في أوائل ومنتصف القرن العشرين، توصل علماء الآثار الرائدين مثل وليام أولبرايت، وعلماء الكتاب المقدس مثل ألبرشت ألت إلى استنتاج
أن بطاركة وأمهات الكتاب المقدس إما كانوا أشخاصًا حقيقيين أو تركيب من عدة شخضيات حقيقية عاشت في "العصر الأبوي"،
وهو الألفية الثانية قبل الميلاد. ولكن في السبعينيات، ظهرت حجج جديدة بشأن تاريخ إسرائيل والنصوص التوراتية تحدت هذه الآراء.
يمكن العثور على هذه الحجج في كتاب توماس طومسون المعنون تاريخية السرد البطريركي، وكتاب جون فان سيتيرز المعنون إبراهيم في التاريخ والتقاليد.
استند طومسون على علم الآثار والنصوص القديمة، وتركزت أطروحته على عدم وجود أدلة دامغة على عيش هؤلاء البطاركة في الألفية الثانية قبل الميلاد،
كما أن النصوص التوراتية تعكس ظروف الألفية الأولى بشكل واضح. فحص سيتيرز قصص البطاركة وجادل بأن أسمائهم، وحالتهم الاجتماعية،
ورسائلهم تشير بقوة إلى أنهم كانوا جزءًا من اختلاقات العصر الحديدي.[62] وقد صرح وليام جي ديفير أنه وبحلول القرن الواحد والعشرين،
فإن علماء الآثار تخلوا عن الأمل باسترداد أي سياق من شأنه أن يدعم اعتبار إبراهيم وإسحاق أو يعقوب شخصيات تاريخية حقيقية.
[63] و بالمقابل نجد ما يدعم وجود شخصية إبراهيم ، وهذا ما كشف عنهعلماء الآثار عام 1975 م حيث تم اكتشاف اسم إبراهيم مكتوبا في أحد اقراص اثار مدينة إبلا شمال سوريا.[64]
***
***
** وعلي هذا التحو يبرز سؤال مهم جدا
1- هل آدم أبو البشر حقيقة !!!!
2- هل الأديان حقيقة أم مجرد اٍختلاقات وأساطير ..
***
*** ويبدوا تحديد موقع (مكة) أو حتي اٍثبات وجودها من عدميته أمرا هامشيا - أمام الأسئلة أعلاه

Post: #126
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-27-2018, 11:17 AM
Parent: #125

في دراسة نقدية - لنبوؤة اٍبراهيم عليه السلام كتب الأستاذ م.م.فكري جواد عبد (مركز دراسات الكوفة - جامعة الكوفة) - دراسة نقتبس منها .لا خلاف إذا على ما جاء في التوراة من ان الذبيح هو وحيد إبراهيم لكن هـذا الوحيـد لم يكـنإسحاق بل كان إسماعيل لأنه وحيد إبراهيم خلال أربعة عشر سنة قبل ميلاد أخيه إسحاق كما انـه. (٨١ (مات بعد إسحاق أيضا فلم يكن إسحاق وحيد أبيه في يوم من الأيام وحتى يكون للقربان هدف ومغزى وليس قرباناً عبثياً يكون المضحى به إسماعيل ولـيس إسـحاقوذلك من خلال الدور الذي أنيط بإسماعيل مع أبيه إبراهيم في إقامة القواعد من البيت وبناء بيت االلهالحرام ، بل ان بناء البيت كان امتداداً وتكملة لما هيئ له إسماعيل من التضحية بر وحه عـن طيـب، أما التوراة فهي لا تبرر تقديم (٨٢ (خاطر ورضى مادام هذا أمر االله إلى أبيه إبراهيم وفقا للقران الكريمهذا القربان وتجعله قربان اختبار فقط دون الإشارة إلى دلالة الموضع الذي يقدم فيه كما تصر على إنالذبيح هو إسحاق ، و تزيد على ذلك إن تقدم اسم إسحاق على إسماعيل كلما ورد اسميهما معـا ،وفي هذا دلالة تعصب مبكرة على الأفضلية المدعاة عنصرياً لإسحاق باعتباره أباً للاسـرائيلين بعـدإنجابه يعقوب ، فتقدم الصغير على الكبير في مجتمع كان عامل السن مناط ما يمكن ان يقوم به الرجلوتفضيلها على هاجر حتى وهو ميت حيـث أوصـى بدفنـه بجوارهـا في حقـل عفـرون بـن أو ما ي وكل إليه، وواضحة أيضا نغمة التعصب في ارتباط إبراهيم بزوجته الأولى ساراي أم إسـحاقصوحر (٨٣) .وذكر الذبيح في القران الكريم في موضع واحد ولم يعين فيه على النقيض من التوراة اسـم الـذبيحصراحة وهذا ما دفع بعض العلماء والمفسرين إلى الأخذ بتصريح التوراة مأخذ التسليم ، إلا ان القرانوان لم يصرح باسم الذبيح فانه يدل عليه دلالة من خلال نسق الآيات فبعد ان ذكرت قصة القربـانوالذبيح ثنى القران بذكر البشارة بإسحاق كقوله تعالى :(٨٤) فكيف يعقل أن يؤمر بذبح إسحاق ولما تتحقق البشارة بعد بيعقوب وهذا إخلال بالوعـد وإبطـال . (٨٥ (للبشارة وظل كل من الطرفين يعطي الحجج والأدلة على ان الذبيح هو جـده الأعلى ويفتخر به ، ور غـم كل هذا الخلاف في مادة هذا القربان يوجد اختلاف في طبيعة الأمر الإلهي بتقديم القربان فـإبراهيماستجاب لأمر مباشر من االله لتقديم القربان حسب النص ألتوراتي ، بينما كانت استجابة إبراهيم لأمرعن طريق الرؤيا وفقا للنص ألقراني . كما هناك اختلاف كبير في الصورة الـ تي يرسمهـا القـران أومن أمره شيء : التوراة للذبيح والمشهد ألقرباني ساعة حدوثه ، فالذبيح وفق النص التوراتي كان مغلوب ولا يعـر ف " ויקח אברהם את-עצים העולה וישׁם על יצחק בנו ויקח בידו אתהאשׁ ואת-המאכלת וילכו שׁניהם יחדו: ויאמר יצחק אל-אברהם אביוויאמר אביו יאמר הנה בניו יאמר הנה האשׁ והעצים ואיה השׁה לעולה:ויאמר אברהם אלוהים יראה לו השׁה לעולה :ויבואו אל-המקום אשׁראמר לו-אלוהים ויבן שׁם אברהם את-המזבח ויערוך את-העצים ויעקודאת-יצחק בנו וישׂם אותו על המזבח ממעל לעצים ... واخذ إبراهيم حطـبالمحرقة وجعله على إسحاق ابنه واخذ بيده النار والسكين وذهبا كلاهما معا: فكلم اسحق إبراهيم أباهوقال يا أبت قال لبيك يابني. قال هذه النار والحطب فأين الحمل للمحرقة : فقال إبراهيم االله يرى له . (٨٦ (ونضد الحطب وأوثق إسحاق ابنه وألقاه على المذبح فوق الحطب " الحمل للمحرقة يابني ومضيا معاً : فلما أفضيا إلى الموضع الذي أشار له االله بنى إبراهيم هناك المـذبح فمن خلال النص أعلاه نلاحظ إن إسحاق كان لا يعر ف نية أبيه ولا يعرف انه سوف يقدم قربانـاًالله فهو يسال أباه ببراءة أو ذهول " يا أبت هذه ال نار والحطب فأين الحمل للمحرقة " ولا يعلم بأنه هومن سيقدم لهذه المحرقة ، بل حتى إن إبراهيم لم يصارحه الأمر ولم يكشف عن عزمه على تقديمه قرباناًالله فيجيبه جواباً فيه رمزية وتورية فيقول " االله يرى له الحمل للمحرقة " وهذا التصوير يضعف كثيرامن المراد الإلهي  ذا القربان ، فالنجاح في الاختبار لم يكن المقصود فيه المضحي فقط بل المضحى بهايضاً . بينما اختلفت الصورة للمضحي والمضحى به في القران فكان إبراهيم ينفذ ما أمـره بـه االلهبإيمان مطلق لا تشوبه شائبة ، أما الذبيح وفقاً للتصوير ألقراني فكان مقداماً شجاعاً ممتثلاً لأمـر االلهعلى الأمر ولم يخف عنه شيئا ****** نشير الي أن موضح الحدث لايزال في الحدود بين (مكة المكرمة - وصعيد مني) - ومايعرف ب (مجر الكبش) - في حين لانجد مايماثله عند اليهود أو (البتراء) .

Post: #127
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-27-2018, 02:16 PM
Parent: #126

الذين قالوا أن الأمويين هم من أختلق الإسلام
أولا :قولهم إنما الإسلام أنهم استنسخوه من المسيحية
نقول في الرد عليهم
التركيز على الآيات التي ذكر فيها المسيح
وأمه مريم وزكريا ويحيى عليهم جميعا السلام
وما يتعلق بشأن ولادة المسيح وأنه عبد لله عليه السلام
هذا ذكره وكتابته والتركيز عليه في قبة الصخرة وهذه الأماكن
التي فيها ذلك الوقت نسبة كبيرة من النصارى
إنما أراد الأمويين ومن نصحهم من العلماء لتكون هذه الأيان مؤلفة
ومقربة لنفوس النصارى للإسلام وليعلموا بحقيقة عيسى عليه السلام
وبأنه عبد لله وليس ابن لله .
لكن الأرعن الغبي البليد والخبيث صاحب برنامج صدوق الإسلام دلوكة ساكت
المقدسيين كان أغلبهم نصارى طبيعي جدا يكتبوا ليهم الأيات التي بمثابة النصح والتصحيح لعقائد النصارى الباطلة التي تؤله المسيح وأمه عليهما السلام وتذكر محاسنهم ومقامهم دون تجاوز .

Post: #128
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 01-27-2018, 03:33 PM
Parent: #127

طيب يا كيشة، ما دام مكة عاصمة لابن الزبير، كيف عبد الملك ينقلها وهو خصم لابن الزبير ولم ينتصر عليه بعد؟!
ــــــــــــــــــ
هههههه، تكيّش في منتصر وتقد في السياسة والتاريح (ما بعد التوثيق البيزنطي العاجبك) يا بكر!!
عبدالملك ما كان محتاج ينقل العاصمة،، بس يكتل ابن الزبير وكفى المؤمنين خروج الحكم من بيته،
لم يرد اسقاط النظام الأموي بالطبع وألا لرحل إلى مكة..
فدمشق هي عاصمتهم منذ معاوية وحتى قبل صفين as convenient as it was ليس بدون سبب ولا منطق سياسي ما.
دايرو يخلي هواء بردى والغوطة البارد داك ويجي لواد غير ذي زرع كل سكانه يدّعون حقا وراثيا في الخلافة!!
ليه أصلو هو ناوي يجاور؟؟ مالو ومال كتاحة قريش وكنانة وقريب منهم الأنصار ودعاويهم في الحق بالدولة وفي الخلافة
بينما دولته كلها قامت على استعانتها بقبائل اليمن وربيعة التي قطنت الشام بعد الفتوحات، على دعاوى أهله وأقربائهم من قبائل مضر.
ياخي علي الجَزِم؛ خليك من الوثائق، لكن منطق ناس ابن اسحق وجماعتو، مهما كان فيه من خلل، أقوى بكثير من منطّق البروفسيرات الخواجات
ومن منطق عرب الفيدبوهات التابعين بغير احسان ديل!
دمشق دي سياسيا واستراتيجبا أفضل لبني أمية من مكة التي لقريش فيها نفوذ ونزوع قوي
لمنازعات مستعرة لن تكسب فيه بنو أميّة شروى نقير من خلافة ولا غيرو.
بالمنطق السياسي، ابن الزبير زاتو لو استقرت له الخلافة كان نقلها من مكة إلى مصر ولّ البحرين ولّ واق الواق بعيدا عن مكّة.
ثم هو عبد الملك بعد ما انتصر يعني هل قام نقل عاصمتو لي مكة؟
ياخي الراجل بحكم السياسة ضرب الكعبة ذاتا بالمنجنيق وقبله يزيد حرق واستباح المدينة
وكلو عشان خاطر عيون بردى ودمشق وللنأي عن دعاوى الأقربين في ولاية الأمر!!!
ـــــــــــــــ
ثم، تحية لصبر المتحاورين هنا على المواضيع الشائكة...


Post: #129
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-27-2018, 04:12 PM
Parent: #127

ثانيا:لو كان الأمويين أختلقوا واصتنعوا الإسلام كذبا
فلماذا يختار الأمويين كمعاوية ابن أبي سفيان أن يكون
من الطوالق وأن لا يكون من المهاجرين أو أول من اسلم
وأن يكون من الخلفاء الأربعة ؟؟!!
بل يألف لنفسه !!
أحاديث فيها ذم كحديث لا اشبع الله بطنك
ويألف أحاديث تمدح خصومه كعلي ابن أبي طالب
والحسن والحسين رضي الله عنهم
ويألف آل مروان بن الحكم آحاديث تجعل من أبوهم أو جدهم
الحكم طريد للنبي صلى الله عليه وسلم
بدلا من صناعة أحاديث تجعل النبي جدهم وأنهم آل البيت
لماذا لو كان الموضوع تأليف أن يجعلوا من أنفسهم آل بيت النبي
وأنهم من أهم مناصري الدعوة الإسلامية في نشأتها بدلا من أن
يكونون هم من خاصمها وحاربها كأبي سفيان والحكم
وعتبة ابن ربيعة جد معاوية لأمه وكذلك أم جميل
فبدلا من ذلك يؤلفون !!! آيات بزعمهم تجعل ام جميل حمالة الحطب في
جهنم وهي عمة معاوية ابن ابي سفيان وشقية أبو سفيان
عجبا عجبا عجبا للغباء والرعانة حينما تبلغ مداها


Post: #130
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-27-2018, 04:32 PM
Parent: #129

المقصود نقل الكعبة (الحجر الأسود) يا هاشم في مداخلة منتصر الكيشة

Post: #131
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-27-2018, 04:37 PM
Parent: #130

يا منتصر يا كيشة، نحن رافضين القصة كلها ولا نعترف بأنصار ومهاجرين وطلع البدر علينا، ولا قرشية معاوية، ولا كونو شاف مكة ذاتها، ولا أمو مضغت كبد حمزة، ولا حربة من داك العبد.

يعجبني في تاريخكم المصطنع شخصية عمر بن هشام (أبو جهل) وسهيل بن عمرو وعمرو بن العاص وعبد الله بن أبي السرح

Post: #132
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-27-2018, 04:47 PM
Parent: #131

يحزنني في كل هذه القصة انو نحن الجعليين ما ح نطلع أحفاد الرسول،
لكن يكفينا انو المك نمر وود سعد شخصيات حقيقية
حسب التواتر

Post: #133
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-27-2018, 04:52 PM
Parent: #132

بعدين طريد النبي مروان بن الحكم وليس الحكم يا ساقط تاريخ متواتر

Post: #134
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-27-2018, 04:54 PM
Parent: #132

بعدين طريد النبي مروان بن الحكم وليس الحكم يا ساقط تاريخ متواتر

Post: #135
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-27-2018, 09:24 PM
Parent: #134

سلامات استاذ الخواض

Quote:

اهلا بمحمد عبدالقيوم

سؤال :

هل الشاعر حدربي محمد سعد عمّك؟



نعم صحيح هو عمي


Quote:
هل في الشهادة التي اوردتها عن نبي إراقة الدماء،

يجري الحديث عن " مدينة القدس"؟؟؟



نعم والوثيقة مكتوبة في فلسطين اصلاً وتناقش الاوضاع الناجمة عن الغزو، وجدت صفحة وكيبديا قصيرة
لها ادناه.

https://en.wikipedia.org/wiki/Teaching_of_Jacob


Post: #136
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-27-2018, 09:54 PM
Parent: #135


Quote:
مرحب بالمستنير الكبير محمد عبد القيوم
يا أخي، طالبني تعقيب عن مداخلتك عن "نقش زهير" في البوست المقفول
وزي ما بقولوا البقارة:
"كراع البقر جيّابة"
أهو الدرب جابنا


أبوبكر عباس يا زميل الاستناره انته ياخي طوالي شاخت كدا لكن :)

الاشكال انو لازم تخت الغربيين برضو ضمن تاريخية معينة لما بعضهم
يطلع ويقول مافي اسلام لانو مافي حاجة مكتوبة. تبجيل المكتوب مقابل الشفاهي دا تقليد
مسيحي، تمت علمنته (ودا باب برضو) بينما مناهج قال لي فلان عن علان تتربع بوصفها اقدم واكبر محاولة
لتوثيق تاريخ شبه شفوي، بتاعين الانتربولوجيا صحوا في القرن العشرين للقصة دي وفي ادبيات
متناثرة حالياً.

Post: #137
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-27-2018, 10:11 PM
Parent: #136

موضوع الدلالة بتاعت العملات من وجود صورة الصليب فيها وانها بتشير الي انّ معاوية يتبع للبزينطيين، مع كون المسألة دي
متداولة وحتي من بعض الاسماء المحترمة بحثياً وكدا لكن الحقيقة انها اسقاط تاريخي، نحنا حالياً بننظر للعملة كجانب مهم
للسيادة الوطنية بحيث ما ممكن نعتمد عملة فيها صورة رئيس دولة اخري لكن ما ننسي انو اهل المنطقة ديك ما كانوا شايفين
مشكلة في تداول العملات حتي مع وجود عداء سياسي. يعني الدينار البيزنطي دا مذكور في القرآن وكانت تؤخذ به الزكاة
وكذلك الدرهم الفارسي. معاوية حاول فعلياً وفي اطار تحديث الادارة واحكام السيطرة انو يعمل عملة اسلامية لكن الحصل
انو السكان رفضوا التعامل بها بتاتاً، فقام اتبع استراتيجية بديلة وهي اعطاء بعض الملمح الاسلامي للعملة، للسبب دا بتظهر
تعابير اسلامية في الدرهم الفارسي والدينار البيزنطي، يعني بتلقي صورة خسرو الثاني وتحتو مكتوب بسم الله ومكتوب محمد
وكدا، ففرضية مسيحية معاوية بن ابي سفيان وانو تحت البيزنطيين ما بتفسر لينا الكلام دا اطلاقاً.

Post: #138
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-27-2018, 10:15 PM
Parent: #136

Quote: يا منتصر يا كيشة، نحن رافضين القصة كلها ولا نعترف بأنصار ومهاجرين وطلع البدر علينا،
ولا قرشية معاوية، ولا كونو شاف مكة ذاتها، ولا أمو مضغت كبد حمزة، ولا حربة من داك العبد.Š
أنا كلامي القلتو موجه لدحض فكرة صاحب برنامج صندوق الإسلام
الذي إدعى أن الإسلام من اختراع الأمويين بداء من عبد الملك بن مروان
.وإذا كان عبد الملك هو من صنع الإسلام اصتناعا فمعنى هذا أن كل هذا الذي تكفر به ويكفرون به
من نصوص قرآنية وحديثية من صنع الأمويين بزعمه!!

فما هو الذي يجعل الأمويين يصنعون نصوص تذمهم ولا تضعهم في المقدمة ؟!
يا أبكرونا معقول مخك بهذا المستوى من الطخانة؟!


Post: #139
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-27-2018, 10:51 PM
Parent: #138

أبكرونا قال:
Quote: بعدين طريد النبي مروان بن الحكم وليس الحكم يا ساقط تاريخ متواتر
يا سلام!!!
مروان ابن الحكم مولود في السنة الثانية من الهجرة يعني أيام فتح مكة وحصول موضوع الطرد بعدها بشهور
كان عمره ستة 6 سنوات ولما توفى النبي صلى الله عليه وسلم كان مروان بن الحكم عمره 8 ثمانية سنوات
فهل يعقل أن يطرد النبي صلى الله عليه وسلم صبي (طفل صغير) عمره سته أو سبعة سنوات وينفيه !!!
إنت الساقط تاريخ ودين يا أبكرونا
الذي طرد وتم نفيه هو أبوه الحكم بن العاص
جاء في البداية والنهاية لابن كثير الجزء11
Quote: وقد كان أبوه الحكم من أكبر أعداء النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما أسلم يوم الفتح ، [ ص: 712 ]
وقدم الحكم المدينة ثم طرده النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، ومات بها ، ومروان كان أكبر الأسباب في حصار عثمان ،
لأنه زور على لسانه كتابا إلى مصر بقتل أولئك الوفد ، ولما كان متوليا على المدينة لمعاوية كان يسب عليا كل جمعة على المنبر ،
وقال له الحسن بن علي : لقد لعن الله أباك الحكم وأنت في صلبه على لسان نبيه ، فقال : " لعن الله الحكم وما ولد " والله أعلم .
عليك الله منو الكيشة ؟؟؟!!!



Post: #140
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-27-2018, 11:40 PM
Parent: #139


.المناقشة المهمة بتتعلق بالمطروح من اقدم الوثائق المتوفرة واهمها القرآن، في مقابل الصورة المتشكلة في التاريخ الاسلاميبعد قرن الي قرنين. علي سبيل المثال المسألة بتاعت وثنية اهل مكة، بينما هم في الواقع بيعبدوا اله اقوام الموحدين من المسيحيين واليهود، هلهم طائفة يهودية ؟ ما هو ما كان في سؤال في جدال القرآن والمشركين عن من هو الله، ومن ناحية ثانية يبدو انو عندهم خلفية القصص المحكيةفي القرآن عن الانبياء وكدا، ودا تراث يهودي مسيحي، ثم بستخدموا حجج مالوفة عند الجماعات اليهودية المنكرة للبعث مثل هل بامكان الله انيجمع الجسد اذا تبعثر وتلاشي (بستخدم القرآن هنا المثل في قصة ابراهيم والطير وقصة الذي مر علي قرية وهي خاوية علي عروشها (ودا تهديد)وتعجب كيف سيبعث الله اهلها فاماته وبعثه هو نفسه بعد مائة عام !)، ا فما حقيقة الجماعة المشركين هؤلاء ؟

Post: #141
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-27-2018, 11:55 PM
Parent: #140

الظاهر الحقيقة الما عارفها أبو بكر عباس
أن مروان بن الحكم كان الخليفة الأموي بعد وفاة يزيد بن معاوية
وكان سيقدم لمبايعة عبد الله بن الزبير و إنهاء الأمر بعد موت يزيد المفاجىء
لكن هناك من أثناه عن ذلك وشجعه على تولي خلافة يزيد
فلو كان بسن الصحابة وعمرهم لما تأخر عن توليه للحكم ليكون بعد يزيد
بن معاوية بل بعد معاوية بن زيد بن معاوية والأخير مات بعد اربعين يوم
من توليته الخلافة وهو كاره لها وكاره لما فعل أبوه وجده
ولكن مروان حكم مدة شهور أقل منه سنة وتوفى.

Post: #142
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-28-2018, 00:02 AM
Parent: #141

قال اخونا هاشم الحسن كلام مهم في الصفحة الاولي وبرجع لاحقاً مع تفاصيل

Quote:

إذن شنو البخليني أقبل بوثائق بيزنطية وليست من شهود بل عن أقاويل عن أقاويل عن أرض وناس أغراب وبعيدين...
وأرفض تاريخ الناس ديل زاتم عن أنفسهم للمتواتر عندهم وعلى أساسه قامت أسس حياتهم السياسية والدينية!!
وليه ولماذا؟ فقط لأن تدوينه متأخر شوية !! دي براها قضية منهجية محتاجة لحيثيات أطول بكتير من المتاح هنا.
الحكاية المنهجية دي حتى هويلاند التلميذ زاتو لم يقبلها من أستاذته كرون...
ياخي ما ممكن تقول لي مؤرح أرمني ول في قوستانتينبول والخبر يصلو ناقص ول تامينو موية ومترنِّج ومتريِّح بأي ريحة مر بيها حيكون أفضل مرجعا عن علم الأسانيد.
X"To be sure, the picture given in the Doctrina Iacobi seems garbled, and many of its details disagree with the
(traditional account (for example, in seeming to describe the prophet as leading the armies of the Saracens himself),
Yet one could hardly expect a Byzantine source from this early and turbulent period to get all the details right. Even later,
most Byzantine sources displayed gross misunderstanding of matters Islamic, just as Muslim sources generally did of matters Byzantine." – Colin Wells.[10]X
ويكيبيديا
غايتو استفدت إنو السيدين جبيسون والمسيّح الفي الفيديوهات ديل بيتكلموا عن البتراء ومكة والتاريخ دا من نفس مرجعية الأستاذة كرون التي
أساس منهجها رفض السردية التاريخية الإسلامية وتبني الوثائق المعاصرة المكتوبة حتى لو كانت رؤى وتدوينات شطحية زي ما شفتا في بعض النقد.



Post: #143
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-28-2018, 06:02 AM
Parent: #142



الشاعر حدربي صديق قديم وقد قابلت اباك مرات عديدة في مكتبه. هل انت مشلخ مثله؟؟

طرح الأستاذ عمار مسالة المنهج من خلال التساؤل عن الوجود التاريخي لأب الأنبياء إبراهيم وهل "ادم" كما تطرحه الأديان الابراهيمية هو أول كائن إنساني؟

كما أشار محمد عبدالقيوم الى تشكك هاشم الحسن حول مصداقية الاقاويل البيزنطية في مقابل التواتر السردي الإسلامي.
في كتابهما المشترك تطرح باتريشيا كوك و منهجهما "الكافر" المرتكز على مصادر غير إسلامية قريبة من حدث بزوغ "الإسلام المبكر"..وتصف امنة الجبلاوي في كتابها "الإسلام المبكر والاست شراق الانجلوساكسوني-باتريسيا كرون ومايكل كوك انموذجا ان منهجهما كما الاستشراق الانجلوساكسوني "مادي اركيولوجي"...

في المقابل ينحو "لوكسنبرج" منهجا يخالف من سبقوه من مفسري القران:
Quote: وضع جانبا كل النظريات السابقة الصادرة عن مستشرقين أو عرب في محاولاتهم العديدة لتفسير القرآن انطلاقا من عربية سيبويه وما بعده التي ليست  بعربية القرآن، مستندا فقط إلى علم اللسان الذي يقضي بقراءة النص وفهمه في إطاره الزمني مجردا من المؤثرات اللاحقة. ولأن المفسرين اعتمدوا على النقل الشفهي اللاحق دون المبالاة باللغة طبقا لإطارها التاريخي، وقعوا في الخطأ ونتج عن ذلك ما يعرف بـ "المقاطع الغامضة" في القرآن. ويؤكد لوكسنبرغ بأنه علاوة على "المقاطع الغامضة"، هناك نصوص أخرى في القرآن غير مشكوك قي صحة فهمها العربي حتى الآن، بيّن البحث أنه ينبغي إعادة قراءتها على ضوء علم اللغة الموضوعي


واتفق محمد مع الاستاذ محمد عبدالقيوم سعد ان الموضوع الاكثر غموضا هو النص المؤسس اي "القران"....

المؤلم ان العقل الإسلامي بات عقلا مجترا ، وتعامل بوحشية مع المحاولات التي حاولت قراءة الإسلام بشكل مختلف كما في حالة طه حسين والشعر الجاهلي ونصر ابوزيد ومحمود محمد طه.

وحتى المستشرق الذي حاول قراءة القران قراءة سريانية بحديثه عن "العربية القرانية"، اضطر الى انتحال اسم والتخفي خوفاً على حياته..

لقد بات الاسلام الدين الوحيد الذي له حساسية مبالغ فيها تجاه النقد.

فلنلاحظ المظاهرات التخريبية والعنف والهياج والصراخ الذي يسود العالم الاسلامي لاي نقد يوجه الى الاسلام او رموزه.

وتلك حساسية لا تشبه الحداثة، ويبدو أن ذلك من اسباب تخلف معظم الدول الاسلامية....

Post: #144
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-28-2018, 07:45 AM
Parent: #143

أخ أسامة ...قلت ::
((( لقد بات الاسلام الدين الوحيد الذي له حساسية مبالغ فيها تجاه النقد.
فلنلاحظ المظاهرات التخريبية والعنف والهياج والصراخ الذي يسود العالم الاسلامي لاي نقد يوجه الى الاسلام او رموزه.
وتلك حساسية لا تشبه الحداثة، ويبدو أن ذلك من اسباب تخلف معظم الدول الاسلامية.. ))).
***
هذه الممارسات لا صلة لها (بالاٍسلام) كمعتقد - ومنهج عمل ..فالكثير جدا من آيات القرآن تتحدث عن الخلق - والموعظة والحكمة ..
ويكفي توجيه الله (لموسي وهارون) عليهما السلام حين بعثهما لفرعون (( فقولا له قولا لينا )) - ولرسوله الخاتم الكريم (( ولو كنت فظا غليظ القلب))
ولعامة المسلمين وخاصتهم وكل البشرية (( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي - وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا - ان أكرمكم عند الله أتقاكم ))
وقول الرسول (( لا فضل لعربي علي عجمي ولا لاحمر علي أسود ....الحديث)) - وقولة الفاروق الشهيرة (( متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا))
**
ذلكم هو التراث الاٍسلامي
**
ولكن قاتل الله (من اتخذوا الاسلام مطية) لتحقيق مقاصدهم الدنيئة
**
المصيبة بدأت منذ العهد الأموي - حين ظهر (علماء السلطان) --- وتدرج الأمر - حين حلت كتب (فقهاء المسلمين) عليهم رضوان الله - محل (القرآن) -
فصار صحيح (البخاري ومسلم) - أقوي سندا من (آيات القرآن) الواضحة ..... هنا فقط حدثت الجرأة بالتأويل والتغّول علي القرآن
ومن هنا نبعت العصبية والتطرف
والله المستعان

Post: #145
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-28-2018, 08:55 AM
Parent: #144

الأستاذ عمار

شكرا على ردك.

سأعود إلى تعليقك حول كلامنا عن "علاقة الإسلام بالحداثة"، ومظاهر الصراخ والهياج والعنف العولمي إزاء كل نقد يوجه للإسلام أو رموزه...

فقط عندي سؤال حول ملاحظة عن "خطابك" منذ بوست الاستاذ الشيخ سيداحمد،

فقد ورد في مداخلتك التالي نصّه:
Quote: المصيبة بدأت منذ العهد الأموي - حين ظهر (علماء السلطان) --- وتدرج الأمر - حين حلت كتب (فقهاء المسلمين) عليهم رضوان الله - محل (القرآن) -
فصار صحيح (البخاري ومسلم) - أقوي سندا من (آيات القرآن) الواضحة ..... هنا فقط حدثت الجرأة بالتأويل والتغّول علي القرآن
ومن هنا نبعت العصبية والتطرف

هل أنت "قراني"؟؟

Post: #146
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-28-2018, 09:26 AM
Parent: #145

استاذنا الخواض

Quote:
الشاعر حدربي صديق قديم وقد قابلت اباك مرات عديدة في مكتبه. هل انت مشلخ مثله؟؟


دا اكتشاف سعيد انا حا ابلغ العم حدربي تحاياك بهذه المناسبة.
حكاية الشليخ دي انا ما حصلتها مواليد بداية الثمانينات :)

Post: #147
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-28-2018, 09:52 AM
Parent: #146


عاوز الفت النظر للمشروع الشغال عليهو منذ فترة صديقنا عثمان فيصل فيما يختص بالترتيب الزمني للقرآن، وهو عرضوتحليل لعمل المستشرق الالماني نولدكه بالاضافة لعدد لا بأس به من الدارسين الغربيين. دا بمعية ادوات التحليل الحديثةبساعد في كشف نواحي غطت عليها الادبيات الاسلامية المتاخرة. من اهم مافي ذلك هو انّ بداية الاسلام كانت حركةتركز علي نقد الاوضاع السائدة في المجتمع والناتجة عن الانتقال من اقتصاد الرعي الي اقتصاد تجاري ونشوء طبقةمسيطرة مالياً وسياسياً وانسحاق اليتامي والمساكين وبالتالي بنجد هنا بكثافة الدعوة للانفاق والتزكي، وفي مرحلةلاحقة بظهر نقد الشرك باعتباره الاديولوجيا البقوم عليها النظام الموجود، اذن بينما بظهر التراث اللاحق مسألةالتوحيد في مركز الاسلام فالترتيب الزمني بكشف وجود تمرحل واختلاف في التركيز علي المسائل في مراحل مختلفة

.

Post: #148
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 01-28-2018, 10:33 AM
Parent: #147

أخ أسامة
قلت :
فقد ورد في مداخلتك التالي نصّه:
Quote: المصيبة بدأت منذ العهد الأموي - حين ظهر (علماء السلطان) --- وتدرج الأمر - حين حلت كتب (فقهاء المسلمين) عليهم رضوان الله - محل (القرآن) -
فصار صحيح (البخاري ومسلم) - أقوي سندا من (آيات القرآن) الواضحة ..... هنا فقط حدثت الجرأة بالتأويل والتغّول علي القرآن
ومن هنا نبعت العصبية والتطرف

هل أنت "قراني"؟؟
**
أنا أتمسك (بالسنة النبوية كاملة) (( مالم تتعارض)) مع نص قرآني واضح
وحتي لا تحمل اجابتي أي تورية --
مثلا (مثال بسيط يتعلق بموضوع البوست) ورد حديث عن الرسول الكريم - يقول فيه (( أنا اٍبن الذبيحين)) - في حين يقول تفسير الطبري وبعض كتب الفقهاء - أن الذبيح هو ((اٍسحق)) لأنه
ورد في التوراة (صراحة) - وبغض النظر عن الحجج التي ساقوها ... تجدني مع الحديث - لأن القرآن تحدث عن (الصبي) فقال ((فلما بلغ معه السعي)) - ويقصد اٍبنه الأول
أما بشارة ((اسحق)) فوردت في موضع آخر ..
**
أما بصورة عامة (فكتب الفقه) تحمل الكثير من (اللتفاسير الشاذة وغير المقبولة) ... ولكنها تحتل مكانة مقدسة عند عامة (( علماء المسلمين)) - وهذه مصيبة
اٍذ كيف ((أخضع عقلي وكل المتغيرات والعلوم من حولي)) وأضعها في قوقعة لتتناسب وتفاسير الأولين .... تلك مصيبة
ولكنها ستبعدنا عن موضوعك الأساسي - وأعتقد أننا تحدثنا عنها ((في ظاهرة الخسوف والكسوف)) وقلت لك أن مصدري هو ((القرآن))
وما يؤيده من التفاسير ... ولكنها تبقي محل نقد - وتحتاج الي تنقيح واٍعادة صياغة .

Post: #149
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-28-2018, 07:26 PM
Parent: #148

شكرا أستاذ عمار على ردك، وشكرا على تنبيهنا للعودة إلى موضوع النقاش حول السرديات الخاصة بديننا الاسلام.

وأضم كلامك السابق الى ما قال به أستاذ محمد عبدالقيوم عن أهمية النص القراني ، أي النص المؤسِّس للإسلام حين قال:.

"المناقشة المهمة بتتعلق بالمطروح من اقدم الوثائق المتوفرة واهمها القرآن، في مقابل الصورة المتشكلة في التاريخ الاسلامي بعد قرن الي قرنين".

وهو "غموض آخر"، ينضم الى قائمة "الغامض" من التاريخ والخطاب ايضاً الإسلاميين..

أعود لمداخلة صديقنا المشرف حول "مسيحية " معاوية بن ابي سفيان..

وسأورد ترجمة لحولية مارونية ، نقلا عن هولاند،

تتحدث عن معاوية بن ابي سفيان:

Quote: قصة نشاة الاسلام من وثائق و شهادات معاصرة للاحداث تختلف عن التاريخ الإسلامي الذي تم تدوينه في العصر العباسي (200 سنة بعد الاحداث)
ساضع ترجمة لبعض الوثائق باللغة العربية

اغلب هذه الوثائق كتبت مباشرة بعد الاحداث او بعد بضع سنوات.....

الحوليات المارونيه:

658 هزم معاويه،حذيفه ابن اخته ،واعطى معاويه الاوامر لقتله .وعلي ايضا الذي كان يهدد للثوره على معاويه تم قتله حينما كان يصلي في الحيره ذهب معاويه الى الحيره لاخذ التاييد من زعماء القبائل هناك ،بعدها عاد الى دمشق .

659 حصل في هذا العام زلزال في فلسطين في نفس الشهر حضر اساقفه اليعاقبه - ثيودور وسابيكوت - الى دمشق للنقاش مع المارونيين في حضره معاويه في امور تهم الدين وعندما هزم المارونيين اليعاقبه امر معاويه بأن يدفع اليعاقبه غرامه قدرها 20 الف دينار وامرهم بعدم الكلام مستقبلا وعدم مهاجمه ايمان المارونيين .

660- اجتمع العديد من العرب في القدس وجعلوا من معاويه ملكا لهم والذي ذهب بدوره الى الجلجله ليصلي هناك شكرا على هذا النصر كما ذهب الى قبر مريم المباركه وصلى هناك وفي هذه الفتره بالذات حصل زلزال دمر الكثير من الابنيه والكنائس .قام معاويه بسك عمله من الذهب والفضه ولكنها رفضت لانه لم يضع عليها الصليب المقدس كما ان معاويه لم يكن يلبس تاجا كمادرجت عاده الملوك في ذلك الوقت . وضع معاويه عرشه في دمشق ورفض ان يذهب الى عرش (مقام حكم) محمد .

661 - عندما استطاع معاويه ان يفرض سلطته وانتهى من اخضاع قومه رفض ان يستمر بعهده مع البيزنطينين وطلب منهم تسليم اسلحتهم .

لاحظ بعض علماء الحفريات والاثار تطابق ماذكرته هذه الوثيقه مثلا حول الزلزال والذي استطاع علماء الاثار اثبات تاريخ حصوله بحدود عام 660 على ان هؤلاء العلماء مثل نيفو وبالمر يعتقدون ان كتبه الوثيقه هذه قد دفعوا بالاحداث التي ذكرتها عن معاويه عاما الى الخلف وذلك لكي تبدو كنوع من نبؤه ستتحقق .

واثبتت الحفريات ان معاويه قد قام فعلا بسك عمله خاصه به وكانت من النحاس وظهرت في حمص وبعلبك ودمشق وكان بعضها لايحوي اشارات مسيحيه ولكن هذه العمله لم تكن في حال من الاحوال اسلاميه .


المرجع مع تصويبين من جانب كاتب المداخلة:

http://lailahassan1.blogspot.com/2016/07/blog-post_19.htmlhttp://lailahassan1.blogspot.com/2016/07/blog-post_19.html

Post: #150
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-29-2018, 10:16 PM
Parent: #149

أوردنا في المداخلة السابقة ترجمة لما ورد في كتاب للبريطاني توم هولاند.

الآن نبسط فيلما له عن سردية جديدة للاسلام كما يحاول تركيبها "المستشرقون والمؤرخون الانجلوساكسون"، وفيه لقاء مع أحد رموز الاستشراق الجديد المعتمد على الأدلة والبراهين الموثقة، وإهمال المصادر الاسلامية.

أثار هذا البرنامج مؤخراً (سبتمبر ٢٠١٢) الكثير من الجدل بين المسلمين في بريطانيا حين قررت القناة الرابعة من البي بي سي إذاعته، وتسبب في إرسال أكثر من ١٢٠٠ رسالة عتاب وتوبيخ للمؤرخ (توم هولاند) وللقناة الرابعة.

وذلك السلوك من مسلمين هو نموذج لما ذكرناه عن ان الإسلام هو الدين الوحيد الذي له مشاكل حقيقية مع قضايا الحداثة مثل "حرية التعبير"، وحرية البحث العلمي"...

الفيلم يتبنى فرضية ان الاسلام لم يكن معروفا عندما دخل المسلمون القدس.

وأنه تأسّس كدين في عهد عبدالملك بن مروان، كما يرى ان الرسالة الاسلامية جاءت من شمال الجزيرة العربية:


Post: #151
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-30-2018, 06:35 AM
Parent: #150

هل فتح العرب مصر صلحاً أم عنوة؟

حامد عبد الصمد يناقش نصوص جديدة عن دخول المسلمين مصر

وكيف تعامل الأقباط مع ذلك


Post: #152
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-30-2018, 08:53 AM
Parent: #1


سعيد بانضمام محمد عبدالقيوم ..
له التحية ..

قد لا تحسم العملات المسكوكة في عهد معاوية والتي يظهر فيها خليفة "المسلمين" حاملا الصليب.. قد لا تحسم أمر المرجعية الدينية لمعاوية ولكنها تشير لمسألتين هامتين

الأولى هي أن الصورة التاريخية الراسخة في المخيلة الاسلامية الآن غير صحيحة على الاطلاق فيما يتعلق بأحداث تلك الفترة التأسيسية المهمة في التاريخ الاسلامي .. تلك الصورة التي تحكي عن انتصارات اسلامية ساحقة وفتوحات دحرت امبراطورية البيزنطيين الاقوى في العالم آناك .. ومن ثم فرضت الاسلام على اهل الشام عبر خيارات الحرب/الجزية/الاسلام, أو تلك الخيارات التي تنم على القوة المطلقة والقدرة على اكراه الناس ونشر الاسلام بقوة السيف بين اصحاب (العقائد المحرفة كالمسيحية) بين قوسين .. من يملك مثل هذه القوة وهذا العنف الايدلوجي الديني, تنعدم عنده امكانية قبول الترميز بهذه الاشارة الدينية المسيحية ..

الثانية هي اشارة لتراجع مكانة الدين في ذلك المشهد البيزنطي/العربي في تلك الجغرافيا (الشام) أمام عوامل اخرى كالسياسة والاقتصاد .. ولذلك تتم الاشارة لمعاوية كحاكم عربي لا اسلامي .. فاذا كان الامر كلك, فان كامل رؤيتنا لدوافع الفتوحات الاسلامية يجب ان تراجع .. يبدو لي ان شعار (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه) قد تمت صياغته في فترة في فترة لاحقة عند انشاء السرديات الدينية المطولة لشحذ المخيلة الاسلامية بالامجاد التأريخية وحكايات الجهاد في سبيل الله الخ الخ ..

Post: #153
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-30-2018, 09:03 PM
Parent: #152

أما بالنسبة للعملات والدينار خاصة
فالدينار أصلا بيزنطي والعرب قبل الإسلام كانت العملة المتداولة
عندهم هي الدينار البيزنطي عليه صور القيصر والصلبان ونحو ذلك
فلما جاء الإسلام لم يمنع تداول هذه العملات بصفتها هذه
سواء كانت دينار أو درهم .
وفي عهد سيدنا عمر رضي الله عنه بدأ تعديل للعملة فصاروا ذات الدينار
البيزنطي يتم تغيير أحد الوجهين ليكون وجه إسلامي ووجه بيزنطي
وفي العهد الأموي تمت صياغة عملات يغلب عليها الطابع الإسلامي
وموضوع العملات هذا لم يتعامل المسلمون فيه بحساسية زائدة
وكان التعامل فيه بالمرونة التي كانت هي طابع الثقافة الإسلامية في مهدها
وبداياتها والتطرف والتشدد والعدوانية هي كانت الطابع للثقافة الصليبية
التي لا زالت حتى الآن تتنكر للإسلام وتمارس محاولات لخداع البسطاءوقليلي
المعرفة بحقيقة الإسلام وحقيقة تاريخه ومباديه المتسمة بالمرونة في التعامل مع الغير
وفي السودان في عهد الأتراك وما قبله كالعهد السناري كان الريال التركي
هو المتعامل به في السودان وخارج السودان وكان له قيمة معتبرة
وفي عهد الخليفة عبد الله التعايشي سك الخليفة عبد الله ريال بشعار المهدية بديلا للعملة التركية
وكان هذا الريال لا قيمة شرائية له ذات إعتبار .
ومن القصص السماعية أن هناك قاضي للخليفة عبدالله التعايشي إسمه الحسين الزهراء وهو مؤسس قرية فطيس
ريفي مدينتنا طابت وفي الجنوب منها هذا القاضي حكم في قضية أحوال خاصة بين زوجين تحاكما إليه
فكان مما حكم به أن ريال الخليفة عبد الله االتعايشي الذي سكه لا يصلح مهرا للحرة كما سمعت
أي أن لا برىء الذمة.
فقام الخليفة عبد الله بقتل هذا القاضي وهو أحد القاضيين الذين قتلهما الخليفة .

وخلفاء المسلمون كانوا أكثر وعيا من الخليفة عبد الله التعايشي
فحتى لا تفقد العملة قيمتها فقبلوا بالتعامل مع العملة البيزنطية ثم عدلوها بطريقة طفيفة
حتى يقبلها الطرفين المسلم والمسيحي على السواء

وهذا يدلل على تسامح المسلمين وليس دليلا على مسيحيتهم كما يتوهم الحمقى أو المستحمقين.
.

Post: #154
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-31-2018, 06:06 AM
Parent: #153

تأويلات ثلاثة لمسألة ظهور معاوية في العملات حاملا "الصليب"...

يرى المشرف في تأويله لمسالة العملة ذات الروح المسيحية مسألتين :
الأولى هي أن الصورة التاريخية الراسخة في المخيلة الاسلامية الآن غير صحيحة على الاطلاق فيما يتعلق بأحداث تلك الفترة التأسيسية المهمة في التاريخ الاسلامي .. تلك الصورة التي تحكي عن انتصارات اسلامية ساحقة وفتوحات دحرت امبراطورية البيزنطيين الاقوى في العالم آناك ..

الثانية هي اشارة لتراجع مكانة الدين في ذلك المشهد البيزنطي/العربي في تلك الجغرافيا (الشام) أمام عوامل اخرى كالسياسة والاقتصاد .. ولذلك تتم الاشارة لمعاوية كحاكم عربي لا اسلامي ..وأن هنالك سردية أخرى تمت صياغتها لاحقاً..

أما استاذ منتصر فيرى في ذلك روحا متسامحة ميزّت الإسلام في بداياته...

لكنه لم يوضح لماذا انهزمت تلك الروح المتسامحة، ولماذا أصبح الاقتصاد الاسلامي يعتمد على "الغزو"؟؟؟؟؟

Post: #155
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-31-2018, 06:36 AM
Parent: #154



يا اسامة
اشارات منتصر للحمقى الخ تقرأ في سياق عدم القدرة على فهم ادبيات الحوار هنا .. ومن ناحية موضوعية جدا لا توجد "حماقة ما" في التفكير حول الدلالات المختلفة لظهور خليفة المسلمين معاوية "رضى الله عنو" حاملا بيده الصليب في العملة الرسمية لدولة خلافته الاسلامية .. ليس من الحماقة أن يوخذ ذلك كدلالة على التسامح الديني .. وليس من الحماقة أن يؤخذ ذلك دلالة على تقديم ضرورات السياسة والاقتصاد على الدين .. في الواقع .. ليس هناك ادنى قدر من الحماقة في كل هذا النقاش ..

Post: #156
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-31-2018, 10:39 AM
Parent: #155

Quote: موضوعية جدا لا توجد "حماقة ما" في التفكير حول الدلالات المختلفة لظهور خليفة المسلمين معاوية "رضى الله عنو" حاملا بيده الصليب في العملة الرسمية لدولة
أولا فرضية أن الحامل للصليب هو معاويةبن أبي سفيان ليست أكيدة فممكن أن يكون هذا الوجه من العملة تابع
للبيزنطيين وتكون هذه صورة لجسيس مشرقي أو أي مقصد قصده البيزنطيون من هذا الوجه لوجود مسيحيين في منطقة الشام
واحتمال آخر أن تكون العملة أصلا غير حقيقية .
فلا يمكن أن نكذب تاريح متواتر وآثاره موجودة في الواقع
لمجرد ظهور صور لعملة لم نعرف حقيقتها .!!!!
مر علي كتاب عن تاريخ العملات في تلك الحقب في مكتبة كلية الفنون
بجامعة السودان قبل عقدين من الزمن لا أدري هل هو موجود الأن
المهم نقد التاريخ ودحض الحقائق والتشكيك فبها لا يتم بهذه
السهولة

Post: #157
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-31-2018, 12:03 PM
Parent: #152


ولك التحية يا مشرف مع انّي ما معول علي استنتاجات ناتجة من العملة، ببساطة لانّ المصادر التراثية تقر باستخدام العملات البيزنطية والفارسية منذ بداية الاسلام ودون ان يثير ذلك اي اشكالات، مضافالي ذلك وجود وثيقة تتحدث عن رفض سكان بعض. المناطق لعملة اسلامية قام بصكها معاوي.الا انو من الممكن الاتفاق علي وجود غموض كبير فيما يخص الفتوحات، تحديداً كيف استطاعت قوة خارجة من الصحراء قليلة العدد والكفاءة ان تهدم الامبراطوريات الفارسية والبيزنطية،في عقود قليلة ؟،باتريشيا كرون بتري مثلاً انو الجيش الاسلامي تزايد الي اعداد ضخمة جداً في فترة وجيزة بسبب السياسة الاسلامية في الدمج اللاعرقي : بخلاف الفرس والبزنطيين حيث كان العرق يلعب دوراساسي في الانتماء، انبنت الهوية هنا علي الدين، فكل مسلم هو احتمالاً من ضمن النخبة يشارك في القتال والادارة وقد يحظي بالمكانة الدينية ايضاً. الطرح دا مدعوم بالبيانات المتعلقة باعدادالرقيق المستجلبة من المناطق المختلفة والواردة في مراجع التاريخ الاسلامي.النظرية التانية تعود لفرد دونر ودا في كتابو Muhammad and the believers بعتقد انو الاسلام في بدايتو كان حركة. متعددة الديانات، بستشهد مثلاً بالآية "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " وبصحيفة المدينة من جملة اشياء اخري، وانو الحركة دي كانتتبشر باقتراب نهاية العالم وضرورة سلوك الافراد في الجماعة لاقامة مجتمع النجاة، ما يتقاطع مع الاعتقادات المسيحية واليهودية وكدا، وتالياً ما كانت تحتاج الي شن حرب علي مجتمعاتالمسيحيين او غيرهم، وان ظهور الاسلام ك ديانة مستقلة اخذ وقت اطول مما نعرف حالياً. مع انو شخصياً بشك في صحة كلام زي دا الا انو العنصر بتاع التبشير بنهاية العالم دا وانهاوشيكة للغاية فموجود بشواهد عديدة جداً. نحنا الآن غالباً بنعيش في جهنم :)

Post: #158
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-31-2018, 12:11 PM
Parent: #157


مولانا فرد دونر





Post: #159
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-31-2018, 03:15 PM
Parent: #158

يبدو أن الذين يعلفون هذه الترهات
والمشككين في التاريخ الإسلامي
يجهلون معنى (تواتر) وكلمة (الإجماع السكوتي)
التواتر معناه أن يصل الخبر المعين
من مصادر مختلفة دون اختلاف وتناقض
أما الإجماع اللفظي هو أن يجمع جميع علماء
ومؤرخو المسلمين على معلومة معينة دون إختلاف
والإجماع السكوتي هو عدم إنكار وإعتراض أحد من علماء
المسلمين على معلومة معينة
فلو كان معاوية ابن أبي سفيان نصراني
أو بوذي أو على أي دين غير الإسلام
ولو بإدلة هايفة فهناك من الطوائف
مستعد يدفع الذهب عشان يتحصل
على هذه المعلومات مثال الشيعة مثلا
فلو كانت هذه الترهات لها أدلة مقبولة
أو حتى ترقى لدرجة الشبهة فكانت هذه
المعلومات سجلت في كتب الحديث والتاريخ
فالمحدثون والمؤرخون كانوا يسجلون كل الاخبار
والأحاديث ولو كانت ضعيفة أو موضوعة وهم يعلمون
بضعفها وكذبها من باب الأمانة العلمية وترك حرية الحكم
للأجيال اللاحقة دون وصاية.
فلم يأتي أي خبر يقول أن معاوية بن أبي سفيان مسيحي
صحيح أو ضعيف او حتى موضوع!!!
و لمعاوية خصوم تاريخيين لم يدعوا هذه الدعوى كالشيعة
والعباسيين الذين وصل بهم الأمر عند دخول دمشق واسقاط
الدولة الأمومية بعد حصار طويل لدمشق على يد عبد الله بن
علي بن عبد الله بن العباس رضي الله عنهم وهو عم أبو العباس
السفاح وقائد جيشه جيش الفتح فلما دخلو دمشق نبشوا جميع قبور
الأمويين حتى قبر معاوية لم يسلم فقيل أنهم يجدوا في قبره
إلا خيط أسود والحمد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي
الله عنه لم يكن مدفونا في دمشق .
فلو كان معاوية رضي الله عنه مسيحيا لأعلن العباسيون
ذلك منذ ذلك الوقت وهم ألد الخصوم.
لكن للأسف صار هناك من يقدس الغربيين ولو أحدهم
ظرط ظرطه تسجل ويحتفل بها ويحتج بها
وكلام المسلمين المحقق والمنقول
فلان سمع من فلان والفلانيين سمعوا
ذات الكلام من العلانيين وزيد سمع
من عبيد ذات الكلام
وإذا بس واحد سقط من السند
وصار فلان لم يدرك زمن علان يرد الحديث ويصبح ضعيف
ولازم فلان وعلان وزيد وعبيد
يكونو صادقين ودقيقين ويكونوا
تعرضوا لإختبارات صارمة لتحقق
من صدقهم ودقة حفظهم ونقلهم
ومن هذه الأدوات للكشف عن ذلك
المقارنة والمتابعة فينظر لحديث فلان
ويقارن مع حديث علان ويكون فلان
في بلد وعلان في بلد آخر فإذا وجدوا
آحاديث فلان تتطابق مع آحاديث علان المحققة
الناقلة لذات الخبر وإختبارات أخرى يعرفها أهل الإختصاص
بعد ذلك يعتبر الشيخ ثقة يقبل منه الحديث المتصل السند
وهكذا...
وعلم الحديث المعتمد في ضبط الأخبار والتحقق منها على أدوات غاية في الدقة والصرامة
علم يستحق أن يكتب بماء الذهب لما بذل فيه من جهد خارق
وأهل الحديث كانوا في حالة سفر دائم لجمع الأخبار والنصوص
والإستخبار عن الشيوخ الذين ينقلون عنهم الأخبار وكانوا لا يكتفون
بالصلاح فقط فلو كان الشيخ صالح لكن فيهو دروشه بجلوهو طوالي
فالموضوع إتبعوا فيهو جهد عظيم لا يجحده إلا جاهل وإمعة



Post: #160
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-31-2018, 07:38 PM
Parent: #159


تحياتي منتصر،

ما اوردته انت لا خلاف عليه بالاصل من حيث المبدأ، يعني جميع اصحاب الاطروحات هؤلاء يعتقدون ان الخبر المعين الوارد بطرق
مختلفة هو مصدر ثقة وانما الاختلاف في تقييم مصادر الخبر. انا اتفق مثلاً ان من يطرح ادعاءات ضخمة عن تاريخ تم توثيقه
ونقله جماعياً في فترة قريبة من الاحداث فيلزمه ادلة بحجم ادعاءاته، يصدق هذا مثلاً علي من يطرح ان معاوية كان حاكم مسيحي،
او انّ النبي محمد شخصية خيالية، هنا يسقط بعضهم في اطروحات ضعيفة التحقيق.
لكن ننظر سريعاً في مسألة التواتر (بالمناسبة لا اعرف من اين اتيت بتعريفاتك، لا يوجد اجماع لفظي، يوجد تواتر لفظي، بينما
الاجماع السكوتي يتعلق بالفقه ولا علاقة له بموثوقية الاخبار). تعريف الخبر المتواتر هو المنقول بجماعة عن جماعة الي منتهاه بحيث
يمتنع اجتماعهم علي الكذب ويكون مستنده الحس (مع خلاف في العدد الناقل، وبعضهم لم يحده بعدد)، ومتواتر لفظي تم الاتفاق في
نقل لفظه بينما المعنوي متفق علي نقل المعني مع اختلاف اللفظ. السؤال الذي يطرح نفسه هنا : اذا ادعي شخص ان خبراً ما تم نقل بالتواتر،
فما الاجراءات الواجب اتباعها للتحقق من الادعاء ؟ بالضرورة علينا تتبع المصادر، وما دامت موجودة في كتب ووثائق وخلافه فعلينا مباشرة القفز
الي اقدمها. عملياً شروط التواتر يمكن ان تترجم كالتالي بالنسبة لتقييم المصادر :

- مدي قرب المصدر من الحدث الذي ينقله
- مدي اتساق المصادر في نقل الخبر
- مدي حيادية المصادر

طيب الكلام دا ما بعمل لينا حلول لكثير من الاسئلة المتصلة بالاسلام المبكر، ما هو
لازم نعترف بان الناس في عهد التدوين وعندما نشأت ادبيات التفسير وخلافو كانوا
بحاولوا يكونوا صورة لما حدث باكراً، والصورة دي بكل تاكيد تاثرت بوضعهم الراهن :
وضع الاسلام كدين امبراطورية ظافر وله شكل وتفاصيل محددة. ممكن اضرب ليك
مثال سريع من التفسير : لما قاموا مثلاً بتفسير آيه مثل " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ
كَانَ مَنصُورًا " افترضوا ان الولي هنا تعني ولي الامر، لماذا ؟ لان الوضعية الموجودة
في الدولة هي ان ولي الامر يتولي تنفيذ الاحكام، بينما الآية اساساً تحيلنا لمجتمع
القبائل عشية الاسلام حيث يقتضي القانون تسليم القاتل لولي الدم ليقتص منه
بنفسه او يعفو عنه (والعجيب وجود احاديث نبوية تطبق هذه الممارسة بحذافيرها !)،

يتبع لاحقاً....


Post: #161
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 01-31-2018, 07:46 PM
Parent: #160

يا محمد عبد القيوم،
مع انو أنا اعتزلت، لكن مداخلتك دي أفردت سؤال يستحق أعمل ليهو تايم آوت:
قلت "قريبة من الحدث" (أيام محمد)
كأنك متأكد من وقوع الحدث
مشكلتنا في إفتراضنا
أنه لم يحدث حدث

لو أقنعتنا بوقوع الحدث؛ نخر إليك والرسول ساجدين

Post: #162
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-31-2018, 08:28 PM
Parent: #161

Quote: لو أقنعتنا بوقوع الحدث؛ نخر إليك والرسول ساجدين
ياتو رسول دا البخر معاك ساجد ؟!
بعدين خد راحتك وأكفر بمزااااااج
أصلو ما في زول سالك وخليك ساجد للخواجات البيض ديل
واسلام الناس الغبش ديل سيبو لي ناسو
ثم لا تظن أننا مقصدنا من الرد عليك وعلى أمثالك
أن نقنعك ومجتهدين لهدايتك لا أبدا
بل لتعرف ويعرف غيرك أن ما تعتقده لا يعتمد على أساس علمي
وأنه اتباع للأهواء التي مكانها القلب والقلب من الصعب أن يتم اقناعه
بمعتيات العقل وبالمنطق فالقلب وما يهوى...
فأنت وما تهوى يا صديقي.

Post: #163
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-31-2018, 08:40 PM
Parent: #162

ولك التحية الأخ محمد عبد القيوم
Quote: السؤال الذي يطرح نفسه هنا : اذا ادعي شخص ان خبراً ما تم نقل بالتواتر،
انا هنا أتحدث عن التواتر المعنوي للأخبار التي جاءت في أن معاوية ابن أبي سفيان كان مسلما
وانعدام خبر يشير لكونه كان مسيحيا والإجماع السكوتي في أنه لم يتحدث حتى خصومه منكرين
لكونه كان مسلما .

Post: #166
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 01-31-2018, 10:07 PM
Parent: #163

توجد صورة في الأسفل فيها تفصيل لما سأذكره
بقي شي مهم فات علي أن أذكره وكان المفروض يكون أول ما أقوله
وهو أن الكعبة المشرفة أهم ما هو مقدس فيها هو مكانها ومساحتها ذات البعدين
بأركانها التي كانت أربعة قبل البناء القرشي .
إذا تحولت الكعبة المشرفة من مكانها متر واحد فقدت قدسيتها
لأن القدسية في المكان وليس البناء والدليل على ذلك
موجود الأن لا حظ الصورة تجد حجر اسماعيل حددته بخط لونه أخضر
رغم أنه خارج الكعبة الأن
إلا أنه الطواف يكون خارجه لأنه يعتبر داخل الكعبة رغم أنه خارج البناء
لأن الكعبة قدسيتها في المكان المحدد بدقة وكذلك لا يستلم إلا الركن اليماني
والركن الأسود أو الشرقي أما الشامي والعراقي غير مبنيان فالركنين الموجودان
هما ليسا ركنين معتبرين لأنهما في غير موضعهما الأصلي فلا يجوز استلامهما
ذلك لأنه في زمان سلطة قريش وجاهليتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم عمره
خمس وعشرون عاما تعرضت الكعبة لسيول همدمت معظم البناء
فأرادت قريش إعادة بنائها ولكن إشترطوا أن لا يوضع للبناء إلا المال الحلال
يعني لا يدفع مال ربا أو ميسر أو مال مكتسب من خمور ونحو ذلك
فلما جمعوا المال نقص المال عن المبلغ المطلوب وقريش لا تريد
أن تدخل في موضوع الكعبة إناس من خارج مكة ومن خارج قريش
فقرروا أن لا تبنى كل مساحة الكعبة وأن يبنوا من الجانب الأهم
وهما الركنين الشرقي أو الركن الأسود مكان الحجر الأسود
والركن اليماني أما الشامي والعراقي يكونان خارج البناء
ويكون بذلك حجر اسماعيل عليه السلام الذي كان داخل الكعبة
يكون خارجها ...والمسلمون وضوا سور نصف دائري
تقريبا حتى لا يحدد الركن ويكون حجر اسماعيل عليه السلام داخل السور
وحتى يكون الطواف من خارج الحِجر باعتبار أن موضع الحِجر
المفترض أنه داخل الكعبة
فإذا كل هذه الأمور الدقيقة لمراعاة المكان ودقة التعامل مع المساحات
لقدسيتها ومحاولة ضبتها بالسنتيميتر فكيف بعد ذلك يدعي
عاقل أن هذا البناء في مكان غير المكان الأصيل للكعبة؟!!!
وأنه يبعد عن مكانها مئات الكلومترات!!

Post: #164
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-31-2018, 09:00 PM
Parent: #161


يا مستنيرنا أبابكر،
الحدث المتعلق بظهور الاسلام في حدود الفترة المدعاة في التواريخ الاسلامية ووجود النبي محمّد
دا انا قاطع الشك فيهو، ومن ناحية الموقع الجغرافي فما عندي ما يمنع بداية الاسلام من منطقة مكة وبالتالي بعتمد
النقل الاسلامي الي ان يثبت العكس. انته ما ممكن تشتغل تاريخ دون قواعد تتعلق بنقل الجماعة، الخلاف بجي في
التفاصيل، انابعتقد بوجود انقطاع في النقل، بمعني انو صورة الاسلام التي تم توثيقها هي انعكاس لفكرة مجتمع
المسلمين وعلمائهم في ظل دولة امبراطورية عن الماضي القريب بتاعهم (الناس ديل ما بقدروا يخترعوا شخصيات او
مواقع جغرافية، لكن ممكن يقدموا تفسير مختلف للاحداث، ممكن يخلطوا تواريخ الاحداث في بعضها الخ).
ناخد الوثائق الخارجية، وكذا الداخلية بعين الاعتبار، الوثائق الخارجية بتبدأ في اقل من عامين علي وفاة محمّد النبي
(وفي ادعاء مسنود بحجج مطولة ان تاريخ وفاته غير دقيق وانه شهد الاحداث في فلسطين)، الوثائق بتبدأ تتراكم بسرعة
بحيث خلال اربعة او خمسة عقود عندنا عدد كبير جداً من الوثائق (جمعها كلها روبرت هويلاند)، مافي مستوي زي دا من
التوثيق لاي شخصية دينية من العصور القديمة. المكتشفات الحديثة بتواصل في تأييد الكلام دا (نقش الزهير مثلاً،
يؤرخ لوفاة عمر، نفس سنة وفاته المذكورة في المصادر الاسلامية !)، اوراق البردي المحققة حديثاً، وعدد كبير منها عبارة
عن توثيقات استلام جزية. بالنسبة للمصادر الداخلية، كان في ادعاء قديم عن نشوء القرآن في وقت متاخر، انتهي الكلام
دا بي تأريخ المخطوطات المتوفرة، الخطأ في التاريخ لو فرضنا الشك المعقول ما بتجاوز عدة عقود من اعلي تاريخ لفحص
الكربون، والمفاجأة المهمة انّ النّص السفلي من مخطوط صنعاء هو مصحف ابن مسعود بحذافيره المذكورة في كتب التفسير
(دا تطابق عندو دلالتو)، وبالنسبة للاحاديث ففحص الاسانيد والتوثيق اتعمل ليهو تحديث بعدما توقف تحديث المنهج في الناحية
الاسلامية. الاحاديث بعد غربلتها بشكل دقيق مفيدة جداً في القاء ضوء علي الفترة المبكرة.
دا عموماً. اها ياتو نقطة الاشكال ؟


Post: #167
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 01-31-2018, 10:13 PM
Parent: #164

Quote:
يا اسامة
اشارات منتصر للحمقى الخ تقرأ في سياق عدم القدرة على فهم ادبيات الحوار هنا .. ومن ناحية موضوعية جدا لا توجد "حماقة ما" في التفكير حول الدلالات المختلفة لظهور خليفة المسلمين معاوية "رضى الله عنو" حاملا بيده الصليب في العملة الرسمية لدولة خلافته الاسلامية .. ليس من الحماقة أن يوخذ ذلك كدلالة على التسامح الديني .. وليس من الحماقة أن يؤخذ ذلك دلالة على تقديم ضرورات السياسة والاقتصاد على الدين .. في الواقع .. ليس هناك ادنى قدر من الحماقة في كل هذا النقاش ..

كويس انو استاذ منتصر بيستعمل فقط عنف لفظي احيانا، وليس جسديا.

سبق ان اشرت الى أزمة العقل المسلم في موقفه تجاه الحداثة من حيث "حرية التعبير"، و"حرية البحث العلمي"....

استثني من العقل المسلم "المتصوفة"...

Post: #165
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-31-2018, 09:47 PM
Parent: #1

هذه فرضية تستحق الانتباه يا محمد عبدالقيوم ..
وأعني امكانية ان يكون الاسلام قد اكتمل كــديانة نعرفها الآن عبر مراحل اطول مما هو (متواتر) ..

الفرضية قد تجيب على اشكالات تأريخية تحيط بالرواية الحالية .. بيد انها تفجر اشكالات كبيرة على مستوى العقيدة لانو هذا المستوى مرتبط تماما بحياة الرسول خلال ربع قرن من الوحي (القرآن) .. وهذا هو محور العقيدة, اليس كذلك؟!

Post: #168
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-31-2018, 10:34 PM
Parent: #165

اكيد يا مشرّف،
كل النقاط المثارة هنا تفجر اشكالات
ودا ما يقال عليه : وضع الايمان علي محك الزمن
فرد دونر بالمناسبة عندو مقالة رائعة في القصة دي
وكان في معرض التعليق علي جماعة بعلقوا آمال علي "اكتشاف اصول القرآن"
في كتابات مسيحية سريانية وغيرها
الشاهد انّ الايمان يتميز بمرونة عالية
او بكيف نفسو وفق الحقائق بعد ان تصبح غير قابلة للدحض
فقال لو فرض ان القرآن له اصول سابقة له لقيل ان ربما كانت دي طريقة
الوحي، ان يسوق الله هذه النصوص المتفرقة للنبي محمد وهو ينسجها
في بناء جديد، وكدا


Post: #169
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 01-31-2018, 10:42 PM
Parent: #168

https://nelc.uchicago.edu/sites/nelc.uchicago.edu/files/Donner%20HBQ.pdf

Post: #170
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد البشرى الخضر
Date: 02-01-2018, 05:30 AM
Parent: #169

Quote: مع انو أنا اعتزلت،

Post: #171
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-01-2018, 05:30 AM
Parent: #169

عندي سؤال للاستاذ منتصر حول دفاعه عن "التواتر"...

هل التواتر عند السنة هو نفسه التواتر عند الشيعة؟

وفي بالي ان الشيعة ينظرون بريبة إلى صحيحي البخاري ومسلم..

فلو لم يتطابق التواتران، فستكون عندنا على الاقل سرديتان اسلاميتان...

ويبقى السؤال الغامض: لماذا تأخر تدوين السيرة والاحاديث النبوية ؟؟

وسؤال آخر حول وجاهة "التواتر":

الا يؤثر الزمن في الرواية؟؟

وما هو تأثير السياسة في رواية وتأليف الاحاديث؟؟؟

وهل نصوص مثل "الخرافات"، و"القصص الشعبي" لم تنتقل في الزمان بوسيلة غير "التواتر"؟؟؟؟

أدناه شكوك وريبة الشيعة حول صحيح البخاري:


Post: #172
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-01-2018, 07:52 AM
Parent: #171

قراءات ممتعة يا أساتذة،
وفي مرور سريع؛
كتب محمد عبدالقيوم سعد الكثير مما أوافقه عليه ومنها الاقتباسين:{ان من يطرح ادعاءات ضخمة عن تاريخ تم توثيقه ونقله جماعياً في فترة قريبة من الاحداث فيلزمه ادلة بحجم ادعاءاته، يصدق هذا مثلاً علي من يطرح ان معاوية كان حاكم مسيحي، او انّ النبي محمد شخصية خيالية، هنا يسقط بعضهم في اطروحات ضعيفة التحقيق}م.ع. سعد. ......و{خلال اربعة او خمسة عقود عندنا عدد كبير جداً من الوثائق (جمعها كلها روبرت هويلاند)، مافي مستوي زي دا من التوثيق لاي شخصية دينية من العصور القديمة.}م.ع سعد......وهنا يا محمد الرابط إلى وثائق روبرت هويلاند أو بعضها... من الضروري إثباتها في هذا البوست.. ستفيد.
http://www.christianorigins.com/islamrefs.html#popemartin
https://www.academia.edu/24689593/Agapius_on_the_reigns_of_Muawiya_and_Abd_al-Malik
بمراجعة سريعة في الوثائق التي بالرابطين، سنجد أن الفكرة الأساسية من الفيديوهات، أي احتمال الاختلاق والاصطناع المفترض عند البعض، ولكل السياق الأسلامي المؤسس في القرن أو القرنين قبل عصر التدوين، سيكون، أي الاختلاق، من الاستحالة المنطقية كما هو يستحيل أن تتبنى بعض تفاصيل ذات التاريخ الأسلامي، موثقات بيزنطية، على محدودية اهتمامها بما يدور قريبا منها، كانت أقرب معاصرة لأصول نشأته وقد سبقت التدوين.
في رابط وثائق هويلاند، ستجد الوثيقة المارونية التي وضعها أسامة مترجمة. هل تؤكد مسيحية معاوية؟ لا أظن! بل أعتقد إنها تشير إلى معرفة معاوية بصراعات اللاهوت المسيحي وانغماسه في تفاصيل دولته ورعاياها ولا غرابة! فقد ظل الرجل وعلى مدي ٤٠ سنة يحكم في رعية معظمها مسيحي وفي مهد للصراع اللاهوتي وعلى مقربة من عدو يترصد....الغريبة في الوثائق البيزنطية ستجد ما يذكرك مباشرة بسيرة ابن هشام وأبطالها بذات الأسماء والصفات. راجع أغابيوس المنبجي وتيوفيلوس الأديسي مثلا.
Theophilus' dependents give very different accounts of Muhammad and the rise of Islam, so it is difficult to be sure of Theophilus' own opinions on the matter. Dionysius and Agapius do, however, follow the same basic outline, which is almost certainly that of Theophilus:X
1 In the year 933/935 of the Greeks, 11/12 of Heraclius, 30/31/33 of Khusrau, Muhammad appeared in the land of Yathrib.X
2 On journeys to Palestine, he had gained some religious knowledge.X
3 He now called the Arabs to the worship of the one God.X
4 Muhammad gradually won over all the Arabs.X
5 Muhammad's followers waged campaigns beyond Arabia, while he remained in Yathrib.X
6 Muhammad's teachings.X

وفي تاريخ أغابيوس هذا بالذات، فقد تجد يا مشرف حكايات عن تلك الفتوحات التي تساءلت عنها في قولك هنا أدناه:
{تلك الصورة التي تحكي عن انتصارات اسلامية ساحقة وفتوحات دحرت امبراطورية البيزنطيين الاقوى في العالم آناك .. ومن ثم فرضت الاسلام على اهل الشام عبر خيارات الحرب/الجزية/الاسلام, أو تلك الخيارات التي تنم على القوة المطلقة والقدرة على اكراه الناس ونشر الاسلام بقوة السيف بين اصحاب (العقائد المحرفة كالمسيحية) بين قوسين .. من يملك مثل هذه القوة وهذا العنف الايدلوجي الديني, تنعدم عنده امكانية قبول الترميز بهذه الاشارة الدينية المسيحية ..}المشرف

وكأنني أيضا قرأت في غيرما مكان، أن المسيحيين في الشام ومصر لم يهرعوا للاسلام إلا لاحقا بأواخر الدولة العباسية وحول عهد الإمارات وأزمان المماليك حين تزايدت على السكان أعباء الجزية والضرائب لمن بقى على دينه حتى أعجزتهم، فاختاروا التخلص منها بدخول الإسلام. في حالة مصر مثلا، قيل أنه ما إن تزايد تحول المصريين للإسلام حتى بدأت علاقة الحكام والعرب البدو تسوء مما أدى لحروب وهجرات الأخيرين نحو الصحراء الغربية والسودان..
ــــــــــــــــ
وكتب منتصر:{أولا فرضية أن الحامل للصليب هو معاوية بن أبي سفيان ليست أكيدة فممكن أن يكون هذا الوجه من العملة تابع للبيزنطيين وتكون هذه صورة لجسيس مشرقي أو أي مقصد قصده البيزنطيون من هذا الوجه لوجود مسيحيين في منطقة الشام} منتصر
{انّي ما معول علي استنتاجات ناتجة من العملة، ببساطة لانّ المصادر التراثية تقر باستخدام العملات البيزنطية والفارسية منذ بداية الاسلام ودون ان يثير ذلك اي اشكالات، مضافا إلي ذلك وجود وثيقة تتحدث عن رفض سكان بعض المناطق لعملة اسلامية قام بصكها معاوي}م.ع. سعد.....الوجة الذي يظهر في العملة هنا هو وجه ملك ساساني فارسي يا منتصر بل أشار مؤرخون إلى أن العملة نفسها كانت تسك في بعض مدن فارس. وأظن أن باقي المظاهر البيزنطية أو المسيحية في العملة، مفهومة في سياق اقتصادي وسياسي يمالئ الواقع ومما اقتضاه ظرف الملك الأموي حتى تمكن في عهد عبدالملك فسك عملته بما يناسب الوضع والحاجة…
ــــــــــــــ
المستنير: لو أقنعتنا بوقوع الحدث؛ نخر إليك والرسولِ ساجدين
منتصر: ياتو رسول دا البخر معاك ساجد ؟!
يا منتصر طول بالك ياخي وجرّب أكسر لام الرسول ولتضف قبلها وبعدها شولة إذا بتريد،
بتظبط معاك وبتدي المستنير مخرج نحوي معقول!!! ههههه
ــــــــــــ
ود البشرى، ضحكت من حركات بكري وحركاتك هناك حتى قربت أرفع البوست ثم ارعويت. ههههههه

Post: #173
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-01-2018, 08:21 AM
Parent: #171

مداخلة عبد القيوم للمشرف تقول:
أصلاً ما ح ننقبض ليكم
عندنا دوهات كتيرة

يا محمد عبد القيوم، اليقينية دي ما تجدع لخالك ونسيبك شويّة منها،
معقول تدخل الجنّة وتخلينا مع أبو جهل؟

يا أخوانا، واحد يمسك مني منتصر دا،
أنا لو زعلت أكتر من كدا؛ بقرمشو زي الصير في الموردة

Post: #174
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-01-2018, 09:05 AM
Parent: #173


Quote:
معقول تدخل الجنّة وتخلينا مع أبو جهل؟


داير بيها شنو الله يسالك

Quote:

ولما وصف الجنة قال فيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وهو الحليب ،
ولا يكاد يشتهيه إلا الجائع ، وذكر العسل ولا يطلب إلا صرفا ،
والزنجبيل وهو ليس من لذيذ الأشربة ، والسندس يفرش ولا يلبس ،
كذلك الاستبرق وهو الغليظ من الديباج ، ومن تخايل أنه في الجنة
يلبس هذا الغليظ ، ويشرب الحليب والزنجبيل صار كعروس الأكراد
أو النبط .
ابن الراوندي.

Post: #175
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-01-2018, 10:54 AM
Parent: #174

هاشم الحسن بعمل اضافات مميزة
ونرجع الكلام القبيل لماذا تصديق مصادر خارجية من وثائق ملتقة ومتفرقة ورفض المصادر
الاسلامية فقط لانها متاخرة قليلاً !
وكما ذكر فهويلاند رفض هذه الطريقة
وقد عرضت باتريشيا نفسها للسخرية باعتمادها ما تقوله الوثائق المسيحية واليهودية وغيرها
فالاشكال في كونها مصادر متحيزة ليس هو افتراض سوء النية (فقط)، وانما لان هذه المصادر
كانت تفسّر الحركة الدينية الجديدة داخل فضائها الثقافي هي، بمصطلحاتها ومنظوراتها هي،
ونجد ذلك في اوضح ما يكون في الاتجاهات التي نصّت علي الاسلام كهرطقة يهودية او مسيحية،
كيوحنا الدمشقي في كتاب الهرطقات ، او كتحقيق لنبؤات نهاية الزمان وغير ذلك.
في نفس الوقت لا يمكن استبعاد هذه المصادر، فكونها متقدمة زماناً هو افضلية من الناحية
التاريخية، لكن تبقي معايير اخري مثل فحص الاتساق ومدي التحيز وغيرها.
والمصادر الاسلامية لها ميزات ايضاً لكن تبقي مشكلة التحيز ايضاً، فهي تفسر الاسلام
وفق الصورة الموجودة في القرن الثاني وما بعده، كما تتطلب مجهود كبير في تحقيق نسبة
الاقوال وذلك لغياب المخطوطات المبكرة.

Post: #177
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-01-2018, 02:31 PM
Parent: #175

نقش زهير:
يا قيوم. لو الناس في زمن عمر (المُدّعَى) كانت بتكتب كتابة منقطة واضحة زي دي؛ جبال مكة دي كلها المفروض تكون منحوتة

Post: #178
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-01-2018, 02:51 PM
Parent: #177

يا أبو بكر عباس
صير الموردة بنعرفو وقرمشناهو
وكان لنا في الموردة اقامة ومساكنة لمدة سنوات في تسعينيات القرن الماضي
لكن قرمشتك البتسويها دي بالدليل والمنطق ول بتكون سب وشائم؟!
لكن شكلك قاصد السب والشتائم لأن المنطق والأدلة لا تحتاج لغضب
بل الغضب الذي هو عاطفة يجعل الكلام والمواقف غير
منطقية وغير علمية ...وهذا المنبر لطرح الأدلة بالمنطق والعقل
ولا مكان للعواطف والاهواء

Post: #180
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-01-2018, 03:01 PM
Parent: #178

Quote: يا منتصر طول بالك ياخي وجرّب أكسر لام الرسول ولتضف قبلها وبعدها شولة إذا بتريد،
بتظبط معاك وبتدي المستنير مخرج نحوي معقول!!! ههههه
لكن معقول يا هاشم (يقسم) ويحلف بمن يعتبره في عداد العدم وأنه خرافة لا أصل لها!!!
أم قسم من باب التريقة والسخرية ...فهو إذاً في كل الأحوال سلوك غير مقبول.

Post: #179
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-01-2018, 02:59 PM
Parent: #177



الخط بشبه خطوط تلك الفترة يا مستنير
الاسكربت العربي كان موجود لقرون قبل ذلك، نقش النمارة اشهر مثال.

دا رابط التحقيق لنقش زهير

https://www.academia.edu/3576977/The_Inscription_of_Zuhayr_the_oldest_Islamic_Inscription_AH_24_AD_644_

[B/]


Post: #181
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-01-2018, 04:34 PM
Parent: #179

التحقيق حول النقش منحاز
يصعد تصديق أن عمر المقصود في النقش هو عمر بن الخطاب
صعب ذكر عمر كدا حاف على البدو
زايد انو سنة ٢٤ ممكن اختصار لسنة ١٢٤
او ٢٢٤
أو ٣٣٤
أو ٩٢٤
زي ما ناقشت الورقة، لكن بانحياز
والأهم لا يوجد فحص ممكن يحقق تاريخ النقش


Post: #182
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-01-2018, 09:01 PM
Parent: #181

مسيحية معاوية كمان وكمان:

Quote:
مذكرات الأسقف De Locis Sanctis :

ينقل هذا الاسقف قصه كان سكان القدس من المسيحين يتداولونها وسمعها منهم اثناء زيارته وملخصها ان احد اليهود المؤمنين بيسوع سرق الكفن الذي كان جسد يسوع ملفوفا به وبقي مع هذا اللص المؤمن لسنوات عديده انتقل بعدها الى احد اولاده وبعد مرور خمسه اجيال على هذه السرقه وقع الكفن في ايدي اليهود غير المؤمنين بيسوع الاان هذا الخبر سرعان ماوصل الى اسماع اليهود المومنين بيسوع ونشأ نزاع وتوتر شديدين في القدس

عندها وصل الخبر الى معاويه امير السراسنه في القدس والذي دعا الطرفين للحضور وعندما مثل الطرفان امامه طلب الرداء من اليهود غير المؤمنين بيسوع واستلمه بكل احترام وتبجيل يليق بهذا الرداء المقدس ثم امر معاويه باشعال نار عظيمه وخطب في الناس قائلا : فلندع يسوع مخلص هذا العالم والذي دفع ثمن خطايانا ليكون هو الحكم فيمن له الحق بتملك هذا الرداء المقدس . والقى الرداء في النار الاان الرداء حلق في الهواء لبضعه ثوان ثم توجه وحط في ايدي المسيحين المؤمنين .

نلاحظ فيما تقدم أن معاوية يقدم للحجاج القادمين من أماكن بعيده ليس على أنه حامي الكنيسة والدين المسيحي بل وانه مؤمن بالمسيحية والدليل انه يصلي معهم ويعترف بيسوع مخلصا .

Post: #183
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-01-2018, 10:17 PM
Parent: #182

ما أوردناه من قصتين عن مسيحية معاوية ، لقي ترحيبا واسعا في المواقع الشيعية بحسب أنه يؤكد ما تناقلته الاحاديث النبوية عن "موته على غير الملة":

Quote: سانيد حديث موت معاوية على غير الملة! \حسن بن فرحان المالكي

وهنا سأستعرض مضطرا أسانيد هذا الحديث وإبين صحتها ومصادرها لنرى: هل سيجدون في فضائل معاوية أقوى؟
وأنا أعدهم آن أتوا بإسانيد في فضائل معاوية أقوى من أسانيد هذا الحديث الذي يخبر فيه النبي بموت معاوية على غير الملة، أن أتبعهم!

الإسناد الأول في موت معاوية على غير الملة: رواه البلاذري (وهو أوثق المؤرخين عند أهل السنّة هو والمدائني) عن شيخيه بكر بن الهيثم وإسحاق بن إبي إسرائيل (من رجال مسلم) عن عبد الرزاق الصنعاني (من رجال الشيخين) عن معمر بن راشد (من رجال الشيخين) عن عبد الله بن طاوس (من رجال الشيخين) عن أبيه طاوس بن كيسان ( من رجال الشيخين) عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهذا وحده سند صحيح أصح من كل فضائل معاوية!

ومتنه: كنت عند النبي فقال: ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي .. فطلع معاوية؛ فقال النبي: هو هذا)!! والسند صحيح على شرطهم بل هو على شرط الشيخين إلا في شيخ البلاذري المتابع إسحاق بن أبي إسرائيل، وإذا ضعفوا هذا الحديث فعليهم أن يضعفوا نصف البخاري ومسلم.
والأهم من ذلك أن هذا السند ليس وحده، وهذا الحديث بأسانيده ليس وحد،ه والأحاديث في ذم معاوية ليست وحدها، فلها حواضن قرآنية في ذم الظالمين. وسأواصل في طرق الحديث وإنما أريد التطويل فيه لأنهم قد أفسدوا علينا الأحاديث التي في الصحيحين في ذم معاوية كحديث عمار ونحوه مما سبق. كما أننا لا نستطيع أن نستدل بالآيات الكريمة في ذم النفاق وذم قاتل النفس والمرابي الخ، فقد أفسدوها فلم يبق معنا إلا الأحاديث الغضة!

وهذا الحديث الذي يظنونه مكذوبا موضوعا هو أصح من كل فضائل معاوية التي ليس فيها حديث على شرط مسلم، بينما هذا الحديث على شرط مسلم! وهو فاصل. وكل راو من رواة هذا السند قد بحثه بحثا مفردا لأتلمس هل فيه جرح أم لا؟ وهل الجرح إن وجد جرح علمي أم مذهبي، كما يجرحوننا اليوم! فكانوا ثقات. وتستطيعون الحصول على هذا الخديث وبحثه وتحقيق رواته في كتابي (هل مات معاوية على غير الإسلام) والكتاب كله مخصص في الحديث .
............................
وروت مصادر الشيعة عن علي عليه السلام أن معاوية يموت نصرانياً ! ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني رحمه الله :2/184: ( ابن شهرآشوب: عن المحاضرات للراغب أنه قال صلى الله عليه وآله : لا يموت ابن هند حتى يعلق الصليب في عنقه ! وقد رواه الأحنف بن قيس ، وابن شهاب الزهري ، والأعثم الكوفي ، وأبو حيان التوحيدي وابن الثلاج ، في جماعة ، فكان كما قال عليه السلام ) !

وروى القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار:2/153، المتوفى سنة363: (عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له: ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضاً ! فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئاً أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به ، غير واحد فإني أبرأت به جماعة ، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت . قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق ! فقال له معاوية: عليَّ به . فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه).

ورواه في المناقب والمثالب/225،وفي الصراط المستقيم لابن يونس العاملي:3/50: (سلمة بن كهيل: قال الأحنف: سمعت علياً يقول: ما يموت فرعون حتى يعلق الصليب في عنقه ، فدخلت عليه وعنده عمرو والأسقف ، فإذا في عنقه صليب من ذهب ! فقال: أمراني وقالا: إذا أعيا الداء الدواء تروحنا إلى الصليب فنجد له راحة ! الزهري: دخل عليه راهب وقال: مرضك من العين ، وعندنا صليب يذهب العين فعلقه في عنقه فأصبح ميتاً ، فنزع منه على مغتسله. وفي المحاضرات: لما علقه قال الطبيب: إنه ميت لا محالة ، فمات من ليلته !) .

وفي التعجب لأبي الفتح الكراجكي/107: (واشتهر عنه لم يمت إلا وفي عنقه صليب ذهب ، وضعه له في مرضه أهون المتطبب ، وأشار إليه بتعليقه ، فأخذه من كنيسة يوحنا وعلقه في عنق معاوية) !

Post: #184
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-01-2018, 10:30 PM
Parent: #183


سلامات أبوبكر،

Quote:
صعب ذكر عمر كدا حاف على البدو


دا اعتراض ضعيف، التبجيل والتقديس عملية تتطلب
الزمن الناس ديل كانوا شايلين السيوف علي بعض
قبل ان تتواطأ الجماعة السنّية علي انّ الكل مستحق
للتبجيل. بمعني آخر ما ممكن نطلع باستنتاج من هنا.

الشاهد في الموضوع انو التأريخ علي مجري العادة
بتم وقتها بالاحداث المهمة، نحنا بنعرف عمر واحد توفي
في العام 24, لا علم لنا بعمر آخر توفي في 124 او
224 او 324، وبسبب الخط يوجد سقف زمني لاحتمالات
الاختلاف في السنّة. طريقة كتابة بعض الاحرف هنا اختفت
لاحقاً وحلّت محلها اشكال جديدة.
بعدين في مسألة تانية أهم بتطرحها جملة النقوش والوثائق المؤرخة
دي، السنوات دي معدودة من اي حدث ؟ ما هو الطرح البقول الاسلام
بدأ متأخر في الدولة الاموية، طيب الناس دي واصلت في العد بتاعها
للتواريخ باي مرجعية ؟ الدولة الاموية اعتمدت مرجعية التأريخ الموجودة
كيف ؟ النقوش والوثائق بظهر فيها تواريخ كتيرة : 23, 24, 31, 40 الخ.

بالعموم، مافي نقش واحد سيشكل الاثبات الذي لا يدحض، لكن الحجة
في التعاضد، والنظرية يفترض ان تفسر المعطيات المطروحة، ويفترض
بالاعتراض ان يطرح تفسيرات بديلة للادلة المتوفرة. رايك شنو اذن
في بقية النقوش والبرديات العرضتها نفس الورقة، بما في ذلك نقش سد
معاوية ؟

Post: #185
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-01-2018, 10:34 PM
Parent: #184

"موته على غير الملة"دا بوضح الكلام القلناهو، هسي لو أبوبكر كبشر لينا
معاوية يحمل الصليب ويشرب دم المسيح فيوجد مخرج للحكاية :)

والشغلة عندها شيوخها برضو بالمناسبة



Post: #186
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-02-2018, 03:47 AM
Parent: #185

لا أتكلم عن التقديس يا محمد،
إحتكيت بالبدو ديل لزمن طويل؛
رأسهم السياسي يستحيل يذكروهو حاف من غير إلحاق لقب مثل شيخ، صاحب سمو، أمير، ولي العهد ....

معظم الكتابات حول هذا النقش هي كتابات عربية
عندك أي ورقة أخرى حول هذا النقش؟
من جامعة غربية مثلاً

Post: #187
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-02-2018, 04:44 AM
Parent: #185

كتب أسامة: مسيحية معاوية كمان وكمان:
Quote: مذكرات الأسقف De Locis Sanctis :
ينقل هذا الاسقف قصه كان سكان القدس من المسيحين يتداولونها وسمعها منهم اثناء زيارته وملخصها ان احد اليهود المؤمنين بيسوع سرق الكفن الذي كان جسد يسوع ملفوفا به وبقي مع هذا اللص المؤمن لسنوات عديده انتقل بعدها الى احد اولاده وبعد مرور خمسه اجيال على هذه السرقه وقع الكفن في ايدي اليهود غير المؤمنين بيسوع الاان هذا الخبر سرعان ماوصل الى اسماع اليهود المومنين بيسوع ونشأ نزاع وتوتر شديدين في القدس
عندها وصل الخبر الى معاويه امير السراسنه في القدس والذي دعا الطرفين للحضور وعندما مثل الطرفان امامه طلب الرداء من اليهود غير المؤمنين بيسوع واستلمه بكل احترام وتبجيل يليق بهذا الرداء المقدس ثم امر معاويه باشعال نار عظيمه وخطب في الناس قائلا : فلندع يسوع مخلص هذا العالم والذي دفع ثمن خطايانا ليكون هو الحكم فيمن له الحق بتملك هذا الرداء المقدس . والقى الرداء في النار الاان الرداء حلق في الهواء لبضعه ثوان ثم توجه وحط في ايدي المسيحين المؤمنين .
نلاحظ فيما تقدم أن معاوية يقدم للحجاج القادمين من أماكن بعيده ليس على أنه حامي الكنيسة والدين المسيحي بل وانه مؤمن بالمسيحية والدليل انه يصلي معهم ويعترف بيسوع مخلصا .
ثم استشهد على مسيحية معاوية بما كتب حسن المالكي السني المتهم وهابيا بأنه شيعي.. والشيعة بالتأكيد سيسعدون بما قال. ويقول. المهم الأن هو المقتبس أعلاه.

وبعد التحيات لأسامة؛
ربما سيتنازع السنة والشيعة والمسلمين والمسيحيين على معاوية كثيرا.. وربما كان الرجل سياسيا براغماتيا، كما يمكن الاستنتاج من سيرته في السردية الإسلامية ذاتها، يشتهر فيها بأنه داهية مصلت وحليف لداهية آخر هو عمرو بن العاص واليه على مصر. ويمكن أن نستفيد إنه لم يكن مبشرا ورعا وتقيا فيتراجع الملك في أولوياته عن مقتضيات الأيمان الإسلامي .. ولكن أين هذا من موضوع البتراء ومكة؟ حتى ابن سيد مكة يمكنه بل قد يفضل أن يكون ملكا على أن يكون داعية. وحتى لو ثبت أن معاوية كان مسيحيا أو تحول إليها، ففي السيرة الاسلامية أمثلة لمن تحول قبله من الإسلام إلى المسيحية في ظل علاقات للقوة قريبة مما في المسرح الشامي وقتها بل أخف وطأة من الضغط الهرقلي والديني، سواء اسلاميا أو مسيحبا، والعشائري المضري كما كان يقع على معاوية.
ذلك أمر للنظر فيه، ثم، لا أعرف مصدر هذا المقتبس أعلاه وفيه الحكاية نقلا عن الأسقف.. فقط يبدو أن الذي نقل هذه القصة، سواء صدقت أم لم تصدق، ليس بمؤرخ كروبرت هويلاند مثلا، ولا هو مهتم بالتوثيق أصلا.. والغالب إنه شخص مستعجل جدا وعنده غرض ملح! كيف ذلك؟ أفقول ذلك لأن؛ De Locis Sanctis ليست اسما لأسقف كما يقول المقتبس، بل هي لاتينية تعني "عن الأماكن المقدسة" أو "الأماكن المقدسة"، وهو عبارة عن عنوان لواحدة من ثلاث رسائل نقلها أسقف من أيرلندا اسمه “أدومنان” عن أسقف ألماني أو فرنجي اسمه "أركلَف" هو الذي زار وكتب عن الأماكن المسيحية المقدسة في حدود الثلث الأخير من القرن السابع..
https://en.wikipedia.org/wiki/Adomnán
https://www.wdl.org/en/item/20007/https://www.wdl.org/en/item/20007/
ثم لأن الناقل عن رسالة (الأماكن المقدسة) يستعجل الاستنتاج بأن ما فعله معاوية صلاة مسيحية وليست تلاوة من سورة مريم مثلا ثم أحالتها رغبوية ما عند الحاكي، المحكوم بالسياق الثقافي والديني، إلى اعتراف بالمسيح محتملا للخطايا ومخلصا! استعجب لأنه لو فعل معاوية ذلك، فما الداعي إذن لنعته في الحكاية بأمير (الكفار) السراسنة وليس كأمير للمسيحيين المؤمنين بحسب الآسقف؟
أما الأهم فهو أن ما أثبتته وثائق هويلاند عن كتابة أدومنان عن رسالة أركلف، بترجمتي غير المتخصصة، فهو التالي: “هناك في ذلك المكان الشهير حيث انتصب يوما، بقرب الحائط الشرقي، المعبد (هيكل سليمان) ذو البناء الفخم المهيب، فإن السراسنة (الكفار) الآن يروحون ويغدون إلى بيت صلاة (مسجد) مستطيل وفظ العمارة ، ابتنوه على بقايا من أطلال المعبد من أعمدة وعوارض خشبية ضخمة. وكما سمعت، فإن بيت الصلاة هذا يمكنه أن يسع ثلاثة آلاف شخص على الأقل.”
وأصل الكلام هنا أدناه
Arculf, a Pilgrim (fl. 670s)
In that famous place where once stood the magnificently constructed Temple, near the eastern wall, the Saracens now frequent a rectangular house of prayer which they have built in a crude manner, constructing it from raised planks and large beams over some remains of ruins. This house can, as it is said, accomodate at least 3000 people. (Adomnan, De locis sanctis 1.1.14.186 [p. 221])
http://www.christianorigins.com/islamrefs.html#maximushttp://www.christianorigins.com/islamrefs.html#maximus
إذن فهذا المسجد الضخم سيدل على الأقل أن الإسلام ـ الدين والأتباع ـ كانوا هناك قبل عهد عبد الملك وقبل بنائه لقبة الصخرة. وأن أعداد المسلمين كانت كبيرة وتحتاج لمسجد ضخم ربما هو الذي يطلق عليه الآن المسجد الأقصى على حسب التنازع الجاري حاليا والتنقيب اليهودي تحته عن معبد وهيكل سليمان.
ــــــــــ
سلام منتصر وأبكر، الكسرة ما للقسم يا سيدي منتصر، مافي قسم.. بل لنقرأها بالجر كالتالي (سنخر إليك، وإلى الرسول، ساجدين) و يمكن (سنخر لك وللرسول ساجدين).. أما المستنير دا فمستعجل يقنعنا برأيو وكأنو كان بقرقش صير مع عبدالملك شخصيا والراجل كلمو بالحاصل.. حتى شوف كمان داير زهير مولى السيدة ابنة شيبة، الفي رابط جابو مشكورا م ع سعد، والممكن، يعني زهير، يكون مسيحي من الأنباط مثلا أو حتى قول مسلم، أبكر دايرو لازم كان يقول عن عمر إنه أمير المؤمنين بن فلان، بينما معاوية نفسه صاحب الوقت بعد ذلك بحوالي عشرين سنة كان ينقش اسمه على العملة الكسروية بدون لقب ولا نسب.. كيف يكون مطلوبا منطقيا يا أبكر هذا التبجيل المفترض لعمر بين الخطاب في تلك الأيام البدوية بينما بدو اليوم أصحابك لا يزال يصعب عليهم تبجيل ملوكهم وشيوخهم بالألقاب.. المهم غايتو لغاية حسع عرفنا إنو البدو ديل أخدوا زمن طويل لغاية ما تمدن بعضهم واقتنعوا بفكرة الدولة ناهيك عن ألقابها، والبركة في كسروبة بني أمية المذمومة دينيا رغم إنها رسخت التاريخ الإمبراطوري للإسلام.. فبعد كل شيء، ربما كان معاوية وعبدالملك هما خيار الأقدار الأنسب لصنع وتكريس الإمبراطورية الإسلامية، ليس عن فرط تدينهما، بقدر ما السر في الميكافلية الأموية والمرونة السياسية !!

Post: #188
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-02-2018, 05:08 AM
Parent: #187

سؤال لهاشم وقيوم:
رسالة الرسول محمد لهرقل ملك الروم
أين كان يقيم هرقل؟
إلى أي مدينة أرسلت الرسالة؟

Post: #189
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-02-2018, 05:16 AM
Parent: #188

كمان قالوا الوصّل الرسالة لهرقل اسمو
دحية بن خليفة الكلبي
نجارين جنس نجر!

Post: #190
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-02-2018, 07:29 AM
Parent: #189

Quote: دحية بن خليفة الكلبي

بعض الاقاويل ترى ان الملاك جبريل كان يتجسّد في هيئة "دحية"؟؟؟

يا هاشم:

شكرا على التصويب..

العقل المسلم كان ينبغي له ان يقوم بمثل هذه البحوث المستريبة ، ذلك ان هنالك غموضا في السردية الموثقة لغياب الادلة المادية والوثائق، وطول المدة الفاصلة بين الحدث وتدوينه، و"الصراع" العقدي السياسي بين العقائد المسلمة..

تكلس العقل المسلم جعله يقابل بعنف مبالغ فيه اية محاولة للنظر بشكل مختلف الى التاريخ الاسلامي،

وهذا اخّر كثيرا والى الآن توطين الحداثة في كثير من انحاء العالم الاسلامي ، المتخلف بشكل عام..

Post: #191
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-02-2018, 10:06 AM
Parent: #190

المستنير


Quote:
سؤال لهاشم وقيوم:
رسالة الرسول محمد لهرقل ملك الروم
أين كان يقيم هرقل؟
إلى أي مدينة أرسلت الرسالة؟
——
كمان قالوا الوصّل الرسالة لهرقل اسمو
دحية بن خليفة الكلبي
نجارين جنس نجر!


مافي سبب بخليني افترض انو الرسائل دي صحيحة
بالاصل، ناهيك عن اجاوب الي اين ارسلت. يبدو انك
بتفترض انّ تاكيد وجود الاسلام ومحمد قبل الامويين
بستتبع التصديق بكل الحكايات المنقولة دي. الشغلة ما
عاملة كدا. التاريخ الاسلامي المدوّن في ظل العباسيين
قام بعمليات تضخيم وتعديل وحذف واسقاط علي بداية
الاسلام وما ممكن تاخد اي معلومة دون تمحيصها.

Post: #192
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-02-2018, 10:10 AM
Parent: #191

شكراً يا محمد

Post: #193
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-02-2018, 10:54 AM
Parent: #191


Quote:
معظم الكتابات حول هذا النقش هي كتابات عربيةعندك أي ورقة أخرى حول هذا النقش؟من جامعة غربية مثلاً

انته لكن ما تشوف تعليقات هويلاند علي الورقة،قال التالي (ص 234) :

Quote:
It seems all but certain that the ‘Umar mentioned in the Zuhayr inscription refers to the caliph ‘Umar,
second ruler of the Muslim polity, since 24 AH ⁄ 644 AD was indeed the year of his death and it is hard
to imagine any other ‘Umar being famous enough to be alluded to in this way without the need for any
further clarification. And yet the absence of any epithet or title is striking. One is reminded of the picture
presented of ‘Umar in the Muslim sources as being of ascetic tenden- cies, spurning the luxuries and
vanities of this world..

الاشكال انو من ناحية مرجعية اكاديمية لا يوجد ما هو اعلي من هويلاند فيقصة النقوش دي بالذات.
لكن علي كل ممكن تستقصي الاحالات للورقة بعد داك والتعليقات عليها (مافي زول حيعمل تحقيق شامل من جديد للنقش)مثلاً
، Jouni Harjumäki and Ilkka Lindstedt
Quote: The two earliest Islamic Arabic graffiti, dated 23 and 24 according to the Islamic era,
corre- sponding to 643 and 644 CE, respectively, are interesting in their beginnings and endings.
The first, written by someone named Salama, near Yanbuʿ in the Arabian Peninsula, reads:kataba
salama ṯalāṯ wa ʿishrīnSalama wrote (this) in twenty-three.64It is very laconic and consists basically
only of what later would be considered an ending formula, indicated by kataba, “he wrote,” and a year.
There is nothing Islamic in it. What is even more interesting is that it does not even mention the word
sanat, “in the year,” before giving the figure twenty-three; sanat is only implied.The other one, found near
al-Ḥijr and written by one Zuhayr, client (mawlā) of Bint Shayba as another graffito by him tells us, is as
follows:bi-sm allāh65 anā zuhayr katabtu zaman tuwuffiya ʿumar sanat arbaʿ wa ʿishrīn In the name of Allāh.
I am Zuhayr. I wrote (this) at the time when ʿUmar died, in the year twenty-four.66This graffito is of immense
historical interest, since it seems to mention the death of the second caliph ʿUmar


https://www.academia.edu/28761420/The_Ancient_North_Arabian_and_Early_Islamic_Arabic_Graffiti_A_Comparison_of_Formal_and_Thematic_Features

Post: #194
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-02-2018, 11:23 AM
Parent: #193

هويلاند لم يستند على شيء قوي في يقينو بأنو عمر هو عمر الخليفة!!

Post: #195
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-02-2018, 11:51 AM
Parent: #194

الاستناد هو عدم وجود بديل
زي ما قلت ليك سابقاً نحنا ما بنعرف
شخصية يؤرخ بها توفت في العام 24
بخلاف عمر بن الخطاب. احتمال كونه
في 124 او 224 او خلافو ما بجاوب
علينا علي مين عمر المذكور، بالاضافة
الي انو الاحتمالات دي ضعيفة بسبب
شكل الخط. بالعموم المسألة تتعلق بتضافر
الادلة، وجود الاسلام قبل الامويين هو افضل
ما يفسر لنا المعطيات المادية الحالية.
السؤال الاهم انته ما جاوبت عليهو، الناس دي
كانت بترجع لي اي نقطة تاريخية تحديداً ؟
عندنا نقوش بتحمل. تواريخ سنة 23 ، 24, 31
40, الخ والتواريخ بتمشي بشكل متسق من خلال
الامويين والعباسيين. في حدث كبير دفع بوجود
تقويم جديد للسنين في انحاء الجزيرة العربية،
المصادر الداخلية والخارجية مهما قيل في تاخرها
لم يرد اليها حدوث شئ في ذلك الوقت بخلاف
بروز نبي وديانة عند عرب الصحراء. ما هي حدود
نظرية المؤامرة لانو دفن رأس في الرمل صعب هنا.

Post: #196
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-02-2018, 11:59 AM
Parent: #195

من وين الإفتراض جاء بأنو عمر المذكور شخصية معروفة جدا؟
النقش زي وزي التذكارات البتنكتب في الجبال والطرقات

Post: #197
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-02-2018, 12:38 PM
Parent: #196

عمر المذكور مؤرخ بيهو النقش، التأريخ بالاحداث
المهمة وبالملوك هي مسألة شائعة في النقوش، اذا كان
شخصية غير معروفة فالعبارة "زمن توفي عمر"
بتصبح اضافة فاقدة لاي معني. الاستنتاجات
الطلع بيها كاتب الورقة دي بتعتمد علي "المعتاد"
في النقوش، لكن اذا الاعتراض بتمحور حول انو
الكلام دا به قدر من الشك فمافي خلاف اصلاً.

لازم تناقش سؤالي عن التواريخ، الناس دي كانت
بتحيل لي ياتو حدث لما بتكتب سنة. 23, 24, الخ،
في شنو حصل سنة واحد خلاها تبقي سنة واحد ؟


Post: #198
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-02-2018, 01:11 PM
Parent: #197

الموقع الاسلامي دا قام بجمع النقوش دي مرتبة تاريخياً
واحال للمصادر

http://www.islamic-awareness.org/History/Islam/Inscriptions/earlyislam.htmlhttp://www.islamic-awareness.org/History/Islam/Inscriptions/earlyislam.html

Post: #199
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-02-2018, 01:21 PM
Parent: #198

التواريخ دي ليس فيها ما يشيرأنها هجرية غير انها من خانتين
التاريخ دا ممكن يكون عندو عشرات الاحتمالات
ممكن يكون مثلا
٦٢٤ م
٧٢٤ م
٨٢٤ م
وهكذا لحدي ١٩٢٤
سمعت ليك زول قال ثورة ١٩٢٤؟
كل الناس تقول ثورة اربعة وعشرين
كذلك هذا التاريخ ممكن يكون بالهجري
١٢٤، ٢٢٤، وهكذا لحدي ١٣٢٤

زهير دا ممكن يكون جاء شال ليهو فاتحة في زول اسمو عمر
ارتاح هناك ونحت التذكار دا في الصخور ديك

Post: #200
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-02-2018, 01:48 PM
Parent: #199

السلام عليكم،
الاستاذ أسامة الخواض وضيوفه الكرام،
أحيي روح الحوار الموضوعي الدائر في هذا البوست،
وأتمنى أن أتمكن من الالتحاق به!






محمد عبد القيوم سعد (يد مرفوعة بالتحية)،
شايف توجهت ليك أسئلة شخصية كتيرة،
وفي هذا السياق أضيف واحداً منها:
هل كنت مشاركاً معاً في البوست بتاع قصي همرور،
عن الإمام البخاري؟

Post: #201
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-02-2018, 02:32 PM
Parent: #200

Quote: أما استاذ منتصر فيرى في ذلك روحا متسامحة
ميزّت الإسلام في بداياته
ليس هذا هو السبب الأهم
وليس فقط التسامح بل السبب الأساسي هو الأضطرار
لعمل عملة توافقية تحتوى على الشعارات والملامح الإسلامية
والنصرانيةليقبلها الطرفين الإسلامي والمسيحي في التعاملات
النقدية والتبادلات التجارية.

Post: #202
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-02-2018, 03:05 PM
Parent: #200

Quote: وذلك السلوك من مسلمين هو نموذج لما ذكرناه عن ان الإسلام هو الدين الوحيد الذي له مشاكل حقيقية مع قضايا الحداثة مثل "حرية التعبير"، وحرية البحث العلمي"...
يا الخواض بتبالغ
ياخي خليك عندك ولو حد أدنى من الموضوعية
معقول عشان النقاش ما يتسع وينشر زيادة من اللازم
الإسلام هو الدين الوحيد الذي عنده مشاكل مع قضايا الحداثة والحرية!!!!
يبد أنك تجهل يا أستاذ الخواض حتى التاريخ الأوربي الحديث.
الدين المسيحي المحرف بتاع القرون الوسطى
كان مكبل للحريات ومحارب للعلوم بشكل بالغ الشهرة
وكان محاربا للنهضة و لم تنهض أوربا حتى تخلصت
من سلطت الكنيسةوأعلنت العلمانية ولم تنتهي الحروب
الصليبية التي تحارب وتقتل أو تعذب
أو تطرد كل من هو غير نصراني إلا
بعد فرض العلمانية على المجتمع ونظام
الحكم في اوربا .
وفي أوربا وخاصة
اسبانيا كانت الكنيسة
تقتل وتعذب المسلمين
واليهود فقط لأنهم غير
مسيحيين وتفرض الديانة
المسيحية على كل مواطني
اسبانيا وأوربا .
أم لم تسمع عن المروكسيين؟
وعلى العكس من ذلك الإسلام
يعطي حرية الإعتقاد وعاش في بلاد
المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وعهد الخلفاء الراشدين وإلى اليوم كل أصحاب الديانات
في بلاد المسلمين وقد سمح الإسلام بالتزوج من النصرانية
واليهودية وضمن لهم وللمجوس وغيرهم من الديانات العيش
بسلام وممارسة عقائدهم دون دون منع او تضييق على خلاف
النصارى في العصور الوسطى حينما كانت للكنيسة ورجال
الدين المسيحي سلطة.

Post: #203
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-02-2018, 03:50 PM
Parent: #191

Quote: مافي سبب بخليني افترض انو الرسائل دي صحيحة
بالاصل، ناهيك عن اجاوب الي اين ارسلت. يبدو انك
بتفترض انّ تاكيد وجود الاسلام ومحمد قبل الامويين
بستتبع التصديق بكل الحكايات المنقولة دي
يبدو أنك يا أخ محمد عبد القيوم تجهل حتى أبجديات المنطق!
ويبدو أنك لا تعرف ماذا تعنىإفترض في علم المنطق
في علم المنطق المحاور حينما يقول أفترض حدوث كذا
لا يعني بأنه يؤمن بحدوث كذا بل يدل يقينا أنه لا يؤمن بالشيء
الذي إفترض حدوثه .
فهو حينذيفترض حدوثه في حالتين
إما يفترض حدوث ما ينكرحدوثه ليثبت العكس بأن يفترض الحدوث
ثم يبني على هذا الإفتراض استنتاجات من هذا
الإفتراض يتعين حدوثها بناء على هذه الفرضية
تكون غير معقولة بشكل واضح مفحم للخصم
ليثبت استحالة حدوث هذا الإفتراض
أو يفترض حدوث ما لا يؤمن بحدوثه تجاوزا لما بعده
وأنت يا اخ محمد عبد القيوم تقول أنك (لا )تفترض
مجرد إفتراض وهذا سلوك تعسفي منك ويدل على أنك لا تؤمن بالمنطق وبالحوار المنطقي!!! .



Post: #204
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-02-2018, 04:51 PM
Parent: #203

سلامات صلاح وعلك بخير
نعم اتقاطعنا في بوست البخاري
واظنه لثروت قاسم
حالياً قادر اشوف شوية انو ما كان
حقيقة حوار حول صحة البخاري من عدمها
بقدر ما كان انعكاس لصراع حول السيادة
الرمزية وتناقضات مجتمعية تحت ضغط التحديث.
وما بختلف صعود البخاري منذ القرن الرابع الي
احتلاله مكانة ثاني اصح كتاب من الصراع السياسي
وقتها، مفروض نقدر نفصل النقاشات دي من بعضها

Post: #205
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-02-2018, 11:59 PM
Parent: #204

Quote: يا الخواض بتبالغ
ياخي خليك عندك ولو حد أدنى من الموضوعية
معقول عشان النقاش ما يتسع وينشر زيادة من اللازم
الإسلام هو الدين الوحيد الذي عنده مشاكل مع قضايا الحداثة والحرية!!!!

أستاذ منتصر

سلامات

أنت محق في شيئ واحد، وهو ان عبارتنا لم تكن دقيقة، وتنقصها كلمة واحدة وهي "الآن"..

يعني الدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي له "الآن" مشاكل تتعلق بالحداثة مثل حرية التعبير وحرية البحث الاسلامي...

والأدلة كثيرة:

إعدام محمود محمد طه،

مشاكل الأزهر مع طه حسين، و"علي عبدالرازق"، ونصر حامد أبوزيد وغيرهم، ناهيك عن الذين لا يخوضون أصلا في مثل هذه المواضيع التي يمكن أن تكلفتها "الحياة"...

أما "حرية التعبير"، فحتى "اردوغان" رئيس الدولة الاسلامية النادرة في "ديمقراطيتها" لا يفهم "حرية التعبير"، وليست له القدرة على احتمال "السخرية " منه.......

كلامي ليس تحاملا ًعلى الاسلام، فالإسلام هو جزء أصيل من هويتي المركّبة...

ولذلك أنا حريص على استجلاء حقيقة هذا المكوّن الجوهري من هويتي...

Post: #206
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-03-2018, 09:57 AM
Parent: #205

باتريشا كرون (1945 - 2015):
كانت بروفسور بجامعة بريستون نيوجيرسي معهد الدراسات المتقدمة:
قامت بأبحاث في جذور الأسلام
تقول في الفيلم التوثيقي الإسلام حكاية لم ترو:
أنت لا تستطيع أن ترفض قصة المسلمين، لكن بالمثل لا تستطيع أن تقبلها!!
الحل الوحيد بأخذ خطوة خارج التقاليد الإسلامية
وأن نبدأ مجددا
هناك ستار يحمي محمد لا يمكنك تجاوزه
نحن نعلم أنه كان موجوداً
نعلم أنه كان نشطاً في مكان ما في الجزيرة العربية
نعلم أنه مرتبط بالقرأن
هو من تلفظ بكلماته
لكن هذه المعلومات لا توصلنا لما جرى
هو الأمر الذي يحاول المؤرخون إعادة تركيبه
لدينا إنعدام في الأدلة
لدينا القرأن
لا تستطيع أن تروي القصة إعتماداً عليه
لدينا العديد من المصادر القديمة غير الاسلامية
لكن عند جمعها مغ بعض
لا تشكل قصّة
ليس لدينا شيء
ظلام كامل!!!!

لا أعتقد أن هنك شخص يمتلك قصة متقدمة على موقفها هذا بشكل بشكل علمي

Post: #207
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-03-2018, 06:50 PM
Parent: #206

سؤال لقيوم
كيف في نظرك أوجد الرسول محمد القرآن؟
إذا كنت تؤمن بأنه أنزله الله
هل فعلا تؤمن بجبريل كوسيط؟

خطر لي هذا السؤال وأنا أقرأ كلام لباتريشا كرون عن الملائكة في الأديان

Post: #208
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-03-2018, 07:11 PM
Parent: #207

الطلب التاني يا م قيوم:
من المتاح لديك هل تستطيع تركيب قصة لكيفية ظهور الاسلام لحدي اليرموك والقادسية؟

Post: #209
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-03-2018, 07:28 PM
Parent: #208

معقول بس القصص دي كلها تطلع نجر؟!
حروب الردة
خالد بن الوليد يقتل مالك بن نويرة
والنَّاس تنسنس انو كتلو عشان زوجته الجميلة ليلى بنت سنان
صاحبة أجمل سوق عرفتها العرب
ومتمم بن نويرة يرثيه في أعظم قصيدة رثاء قيلت حتى الآن
وعلي المك تفتنه هذه القصيدة ويرددها باستمرار في إذاعة ام درمان
أسافر السعودية ونجلس في بر ليس به غير رفقة الونسة مع دكتور حجار وأجده يحفظها
من كثرة ترديده لها أحفظها أنا أيضا
اووووه ماي قود
لله درك أيها التواتر
لقد كفن المنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا
لبيب أعان اللب منه سماحة * خصيب إذا ما راكب الجدب أوجعا

Post: #210
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-03-2018, 07:57 PM
Parent: #209

يا أبو بكر عباس أسألني ما شئت سأوجيبك إن شاء الله
فهل ستجيبني أنت إذا سألتك؟؟؟

Post: #211
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-03-2018, 08:07 PM
Parent: #210

أكيد بجاوبك يا منتصر، هو نحن نطول إتّا تسألنا

Post: #212
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-03-2018, 08:11 PM
Parent: #210

سؤالي للأخ في الإنسانية الاخ أبو بكر عباس
قد علمنا أنك لا تؤمن بوجود سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم أصلا وأنك تعتبره شخصية غير حقيقية
فالسؤال موجه لك أنت يا أبو بكر عباس
هل أيضا تعتبر أسيادنا
عيسى وموسى وابراهيم عليهم السلام أيضا شخصيات مزيفة
و غير حقيقة ؟؟؟؟؟

Post: #213
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-04-2018, 03:06 AM
Parent: #1



بالعودة لمعضلة مكة أم البتراء ..

كنا نتابع مسألة خمول اوغياب ذكر مكة في ادبيات التراث الانساني .. وهو غياب غير مفسر باستحضار تلك الصورة المرسومة لمكة في التراث الاسلامي كمدينة شديدة الاهمية ولعلها الاهم في جزيرة العرب.

Post: #214
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-04-2018, 04:08 AM
Parent: #213

أخي في الانسانية منتصر،
قولك عدم إقراري بوجود محمد غير دقيق
لو حصل أنا قلت كدا، أكون برضو غير دقيق وأعتذر.
بخصوص الرسول عيسى،
عيسى الاسلامي المولود من القديسة مريم من غير أب، بالطبع غير موجود عندي،
أما المصلح يسوع الناصري الذي أعدمه الرومان فهو شخصية توثقها كتب التاريخ.
الرسول موسى وإبراهيم لا وجود تاريخي لهم

Post: #215
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 12:08 PM
Parent: #214

Quote: أما المصلح يسوع الناصري الذي أعدمه الرومان فهو شخصية توثقها كتب التاريخ.
وكذلك الشخصيات والأحداث التاريخية
التي أنكرتها أنت وجودها كذلك وثقها التاريخ.
بقي أن تذكر لي ما هي معايير وأدوات التوثيق المعتمدة عندك عشان
نتفق على المعايير وبعد داك الحشاش يملا شبكتو.

Post: #216
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 12:32 PM
Parent: #215

Quote: بالعودة لمعضلة مكة أم البتراء ..

كنا نتابع مسألة خمول اوغياب ذكر مكة في ادبيات التراث الانساني .. وهو غياب غير مفسر باستحضار تلك الصورة المرسومة لمكة في التراث الاسلامي كمدينة شديدة الاهمية ولعلها الاهم في جزيرة العرب.
طيب يا محمد المشرف
قبل أن أتعرف أنا على ما ذا تقصد بالتراث الإنساني
وهل ذكرت في مكة أم لا
سؤال موجه لك يا محمد المشرف
هل ذكرت القدس وبيت المقدس أو مهد المسيح عليه السلام
في التراث الإنساني بتاعك أم لا مع ذكر أمثلة لو تكرمت.

Post: #217
Title: كشف حقيقة جيبسون
Author: عبد الله مختار بدري
Date: 02-04-2018, 01:15 PM
Parent: #1

حلقة للأستاذ تامر اللبان من برنامج طير انت يكشف فيها حقيقة دان جيبسون


Post: #218
Title: Re: كشف حقيقة جيبسون
Author: osama elkhawad
Date: 02-04-2018, 02:15 PM
Parent: #217

Quote: وكذلك الشخصيات والأحداث التاريخية
التي أنكرتها أنت وجودها كذلك وثقها التاريخ.

أهلا استاذ منتصر

دعنا نفرِّقْ ونميّزْ بين التاريخ بوصفه علماً له ادوات معروفة في التوثيق، وبين التاريخ كما ترويه الأديان أحياناً والسرديات بأشكالها..

"التواتر" كما تستند عليه ، يمكن أن يحدث في سرد الاساطير والخرافات والحكايات الشعبية والطرف والنكات، وهذا لا يُثبت بشكل قاطع حدوثها في الواقع..

والاعتقاد البشري لا يسير بحسب كتب التاريخ...

فانعدام الاثباتات التاريخية لابراهيم وموسى، لم يمنع الاعتقاد فيهما..

وقد تتوفر مستقبلا أدلة بحسب علم التاريخ على وجودهما...

Post: #219
Title: Re: كشف حقيقة جيبسون
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 06:01 PM
Parent: #218

يا استاذ الخواض مرحبا وأهلا وسهلا
يا ريت تقول لي منتصر حاف كدا بدون
أستاذ يكون أحسن نوفر وكت لما هو أهم.
Quote: دعنا نفرِّقْ ونميّزْ بين التاريخ بوصفه علماً له ادوات معروفة
في التوثيق، وبين التاريخ كما ترويه الأديان أحياناً والسرديات بأشكالها
طيب ممكن تخبرنا لو سمحت بهذه الأدوات وتعطينا مثال لحدث معين وشخوص معينين
وثقوا بهذه الأدوات المعتمدة لديك التي وثق بها تلك الأحداث التي ستعينها لنا؟؟؟

Post: #221
Title: Re: كشف حقيقة جيبسون
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 06:14 PM
Parent: #219

آسف الأخ عبد الله مختار كلامي الممسوح ومعدل
كتبته بناء على عنوان الفيديو
وقبل الاطلاع على المادة
وآسف ومشكور في ذات الوقت
والشكر كذلك للأخ هاشم للتنبيه

Post: #224
Title: Re: كشف حقيقة جيبسون
Author: هاشم الحسن
Date: 02-04-2018, 06:48 PM
Parent: #221

يا عزيزي أستاذ منتصر، حنانيك وصبرك ياخي..
هل شاهدت الفيديو بتاع الأخ عبد الله مختار قبل أن تكتب عن كونه تهريجا؟

Post: #238
Title: Re: كشف حقيقة جيبسون
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-05-2018, 06:17 PM
Parent: #218

المشاركات الأخيرة مشت وين ؟
الحاصل شنو يا جماعة !!

Post: #262
Title: Re: كشف حقيقة جيبسون
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 01:47 PM
Parent: #218

Quote: جبل قدش او قدس الذي باليمن لا الشام .. عشان كده جبت نقش هذا الملك الاشوري عن حصارة لاورشليم ذاتها .. والجدير بالكر انو نقش سنحاريب مناقض للنص التوراتي اذ تقول التوراة انو الحصار فشل بينما يؤكد النقش انتصار سنحاريب ..
يا محمد المشرف
أبو بكر عباس فهم الحاصل من بدري وكب الزوغة .
لكن انت بالذات بخلي ليك أعصابي في التلاجة خصوصا
الصيف بدأ يتنفس وإنت راجل طيب ولازم نطول بالنا معاك
يا أخي محمد المشرف لا تحوجني لتكرار الأسئلة
إما تجيب عن السؤال مباشرة أو تبين لي الخطأ في سؤالي
أو قول أي كلام مباشر تشعرني بأنك اطلعت وقرأت سؤالي
وسأكرر السؤال مرة أخرى
كيف يا محمد المشرف يتم التأكد
من صحة ما حواه النقش وأن ما نقش هو شي حدث
فعلا فهل الملوك والحكام معصومين عندك عن الكذب؟؟!
الأن وقديما ممكن الملك أو الحاكم يكذب في كلامه
أمام الناس أمام الآلاف وبل أمام الملايين في بث متلفز
ومباشر
فكيف في نقش نقشه له عامل حرفي بياخد أجرته ويفلسع
وما عليهو بمحتوى النص
وبعدين النقش في مكان بعيد عن موقع الأحداث
لا يوجد ما يعصم عن الكذب
قليل من المنطق مطلوب ليكون
الحوار علمي وموضوعي

Post: #220
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-04-2018, 06:03 PM
Parent: #1



لا يوجد عندي تراث انساني بتاعي يا منتصر ..
لو عاوز من التراث الانساني (الما بتاعي) ممكن اجيب ليك لو سألت ذلك

Post: #222
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 06:18 PM
Parent: #220

Quote: لو عاوز من التراث الانساني (الما بتاعي) ممكن اجيب ليك لو سألت ذلك
جيب
من التراث الما بتاعك ما في مشكلة
جيب من التراث الإنساني خلينا نشوف ونتنور.

Post: #223
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-04-2018, 06:28 PM
Parent: #222

كدي يا منتصر،
شوف الكتاب دا
تأسيس الاسلام بين الكتابة والتاريخ

الرابط:
https://ia800404.us.archive.org/0/items/abeer_20160618/تأسيس%20الإسلام%20بين%20الكتابة%20والتاريخ%20..pdfhttps://ia800404.us.archive.org/0/items/abeer_20160618/تأسيس%20الإسلام%20بين%20الكتابة%20والتاريخ%20..pdf

لو ما اشتغل أكتب العنوان دا في قوقل ونزل الكتاب pdf

Post: #225
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-04-2018, 07:23 PM
Parent: #223

أنا برضو يا منتصر، داير أديك بخرة
ما ترشني قبل تقرأ الكتاب

Post: #227
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 07:33 PM
Parent: #223

Quote: شوف الكتاب دا
تأسيس الاسلام بين الكتابة والتاريخ
لا تحيلني لكتاب
أنا لست طالب أو تلميذ عندك طالب مساعدتك في عمل بحوث
أنا محاور
يا تبقى قدر الحوار وتجاوب مباشرة
المعايير والأدوات التي جلعلت أبو بكر عباس
يقتنع بوجود يسوع الناصري ملك اليهود الذي قتله
الرومان بزعم المصادر كذا وكذا ؟
يعني
الجواب:
أبو بكر عباس أقتنع بهذه الشخصية والحدث
عشان: 1-.......
2- ....
3-.....
إلى آخره
غير كدا أعتبرك هربت عن الإجابة
أو لست مؤهلا للحوار العلمي الجاد

Post: #226
Title: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية والبيزنطية لل"فتوحات"
Author: هاشم الحسن
Date: 02-04-2018, 07:27 PM
Parent: #1

Quote: كنا نتابع مسألة خمول اوغياب ذكر مكة في ادبيات التراث الانساني .. وهو غياب غير مفسر باستحضار تلك الصورة المرسومة لمكة في التراث الاسلامي كمدينة شديدة الاهمية ولعلها الاهم في جزيرة العرب.
مشرف يا حبيب، لو قارنت حال بدو العرب قبل الإسلام والفتوحات، كوجود مهمل بالمقارنة مع محيطهم الفارسي الروماني، الذي احتل كل محيط الجزيرة ثم بسبب ما أهمل التوغل فيها أو احتلالها، لو قارنت حالهم بحال شعوب "البرابرة" الجيرمان والفاندال والسلاف والقوط والهون مع الإمبراطورية الرومانية الغربية مثلا، فسيظهر لنا أن الظهور اللاحق لمكة وقريشها في قلب التراث الإسلامي، لن يختلف كثيرا عن ظهور اللاحق للانجليز والأنجلوساكسون من الفياب التاريخي التام على مدى قرنين بعد سقوط الجزر البريطانية من يد روما في يد الغزاة الجيرمان.. لا شيء في تاريخ الحجاز كان سيؤهل مكة للظهور في أدبيات التراث الإسلامي قبل ذلك ولكنه غياب لا يكفي لانكار حضورها بعد ذلك، أو لافتراض عدم أهليتها للحضور لاحقا.. أما للمؤمنين، بالمصادر الدينية ونبوءات التوراة، فلا يزال الصراع حول "بكة/مكة/وادي البكاء/" قائما وترجح نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس أن يكون أصل المكتوب بالخصوص وليس فقط معناه، هو الكلمة "مكة"..
السؤال الذي يخطر لي، كيف كانت ستغيب عن الذكر والتوثيق أي حركة دينية تستجد في منطقة البتراء فتضفي عليها أهمية استثنائية وهي من أملاك الإمبراطورية حيث تحضر الدولة، وفي طرف القدس حيث يحتدم الجدل اللاهوتي الموثق بين المسيحيين واليهود!!
ـــــــ
وزي ما قال مشرف: كنا نتابع التاريخ..
فما لأقوام مستنيرهم يراوغنا كذا وكيت ويريد نقل الموضوع إلى جبرائيل وما أدريك ما الإيمان وليلي بنت سنان؟
أبابكر، بعد الإقرار بالوجود التاريخي للنبي محمد، هل لديك ما يثيت أن دين الإسلام بدأ من البتراء؟؟

Post: #228
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-04-2018, 08:21 PM
Parent: #226

Quote: باتريشا كرون (1945 - 2015): كانت بروفسور بجامعة بريستون نيوجيرسي معهد الدراسات المتقدمة: قامت بأبحاث في جذور الأسلام. تقول في الفيلم التوثيقي الإسلام حكاية لم ترو: أنت لا تستطيع أن ترفض قصة المسلمين، لكن بالمثل لا تستطيع أن تقبلها!! الحل الوحيد بأخذ خطوة خارج التقاليد الإسلامية وأن نبدأ مجددا.. هناك ستار يحمي محمد لا يمكنك تجاوزه، نحن نعلم أنه كان موجوداً، نعلم أنه كان نشطاً في مكان ما في الجزيرة العربية، نعلم أنه مرتبط بالقرأن، هو من تلفظ بكلماته، لكن هذه المعلومات لا توصلنا لما جرى.. هو الأمر الذي يحاول المؤرخون إعادة تركيبه، لدينا إنعدام في الأدلة. لدينا القرأن ، لا تستطيع أن تروي القصة إعتماداً عليه.. لدينا العديد من المصادر القديمة غير الاسلامية، لكن عند جمعها مغ بعض لا تشكل قصّة.. ليس لدينا شيء، ظلام كامل!!!!
حسن،، عن أبي بكر فهذه البروفسيرة كرون تقول ما قالت.. ولكنها لم تلتزم به عندما حاولت أن تشكل القصة التي تتوفر على مصادر توثقها.. لا يكفي التشكيك بمكة لتحل بدلا عنها البتراء أو القدس أو كسلا، لا بد من مصادر ثم منطق معقول..لا هي ولا تابعيها توم هولاند ودان جيبسون ولا غيرهم، قدم اي شيئ غير الافتراضات ثم يلوكون في عدم أو قلة المصادر الأسلامية الأصلية.. روبرت هويلاند من جهة أخرى حشد ما أمكنه من المصادر غير الإسلامية الباكرة التي على اضطرابها المفهوم الصادر عن سياق الاختلاف والعداء وأحوال الصراع، فهي لا تزال تتفق مع كثير مما ورد في السيرة الإسلامية وتشير إلى مصداقية كبيرة في المنقول بالتواتر الإسلامي .. ثم تأتيك في الوثائق هذه صحائف صنعاء/بيرمنقهام أو تقول ليهم نقش المولى زهير ونقوش أخرى، يقول ليك نشك في السنة رغم أن الرجل كان عنده من المساحة في السطر الثالث من صفحة الحجر لأضافة أي رقم وعدد وحروف، قبل وبعد ما كتب من تاريخ. بل ويمكن من الوثيقة الواردة في ورقة علمية محكمة، ملاحظة أنه تعمد أن يتناسق سطره الثالث مع الأول فنيا، يعني واثق!!
بعد النقد القوي لكتابها الأول "الهاجريين" الصادر عن علماء تاريخ عير مسلمين، تقول الوكيبيديا أن البروفسيرة تراجعت عن نظريتها الجامحة لإعادة بناء التاريخ الإسلامي وإن ظلت تتمسك بافتراضاتها التي في فيدوهات التابعين المعروضة هنا...لكن، فيما بعد الإفتراض.. أين الدلائل عليه؟؟
قالوا عن علمية باتريشيا، وعن توازن منطقها بل وحتى عن منطلقاتها:


https://en.wikipedia.org/wiki/Meccan_Trade_and_the_Rise_of_Islam
Reception[edit]
Robert Bertram Serjeant, reviewing the book in the Journal of the American Oriental Society, described it as a "confused, irrational and illogical polemic, further complicated by her misunderstanding of Arabic texts, her lack of comprehension of the social structure of Arabia, and twisting of the clear sense of other writings, ancient and modern, to suit her contentions."[2] However, critics such as Abdullah al-Andalusi of the Muslim Debate Initiative state that "If there was a proto-Islamic sect pre-dating Meccan Islam existing at Abdad or elsewhere in Nabatean borderland between Arabia and the Roman Empire, an advanced and literate society with extensive trade links with the rest of the Roman world, it is surely utterly implausible that no sect, nor text of a sect, nor witness to the sect would have survived."[3] Fred M. Donner, on the other hand, states that "[the] assumption that Mecca was the linchpin of international luxury trade [has] been decisively challenged in recent years – notably in Patricia Crone, Meccan Trade and the Rise of Islam."[4]


https://en.wikipedia.org/wiki/Hagarism
Reviews[edit]
Their work was acknowledged as raising some interesting questions and being a fresh approach in its reconstruction of early Islamic history, but it was described by Josef van Ess as an experiment.[12] He argued that: "... a refutation is perhaps unnecessary since the authors make no effort to prove it (the hypothesis of the book) in detail ... Where they are only giving a new interpretation of well-known facts, this is not decisive. But where the accepted facts are consciously put upside down, their approach is disastrous."[12]
Steven Humphreys criticised the authors for their "... use (or abuse) of its Greek and Syriac sources ..."[13] The controversial thesis of Hagarism is not widely accepted.[14]
R. B. Serjeant claimed that: "Hagarism ... is not only bitterly anti-Islamic in tone, but anti-Arabian. Its superficial fancies are so ridiculous that at first one wonders if it is just a 'leg pull', pure 'spoof'."[15]
Eric Manheimer, reviewing the work in the American Historical Review, commented that, "The research on Hagarism is thorough, but this reviewer feels that the conclusions drawn lack balance. The weights on the scales tip too easily toward the hypercritical side, tending to distract from what might have been an excellent study in comparative religion."[16]
David Waines, Professor of Islamic Studies Lancaster University states: "The Crone-Cook theory has been almost universally rejected. The evidence offered by the authors is far too tentative and conjectural (and possibly contradictory) to conclude that Arab-Jewish relations were as intimate as they would wish them to have been."[17]
John Wansbrough, who had mentored the authors, reviewed the book, specifically the first part, in the Bulletin of the School of Oriental and African Studies. He begins by praising the book claiming, "the authors' erudition is extraordinary their industry everywhere evident, their prose ebullient." But, he says that, "... most, if not all, [of the sources] have been or can be challenged on suspicion of inauthenticity" and that "the material is upon occasion misleadingly represented ... My reservations here, and elsewhere in this first part of the book, turn upon what I take to be the authors' methodological assumptions, of which the principal must be that a vocabulary of motives can be freely extrapolated from a discrete collection of literary stereotypes composed by alien and mostly hostile observers, and thereupon employed to describe, even interpret, not merely the overt behaviour but also intellectual and spiritual development of the helpless and mostly innocent actors. Where even the sociologist fears to tread, the historian ought not with impunity be permitted to go."[18]
Oleg Grabar described Hagarism as a "brilliant, fascinating, original, arrogant, highly debatable book" and writes that "... the authors' fascination with lapidary formulas led them to cheap statements or to statements which require unusual intellectual gymnastics to comprehend and which become useless, at best cute" and that "... the whole construction proposed by the authors lacks entirely in truly historical foundations" but also praised the authors for trying to "relate the Muslim phenomenon to broad theories of acculturation and historical change."[19] Norman O. Brown wrote that Hagarism, "illustrates in an ominous way the politics of Orientalism", and citing Grabar's review, added that, "The Western tradition of urbane condescension has degenerated into aggressive, unscrupulous even, calumny".[20]
Michael G. Morony remarked that "Despite a useful bibliography, this is a thin piece of Kulturgeschichte full of glib generalizations, facile assumptions, and tiresome jargon. More argument than evidence, it suffers all the problems of intellectual history, including reification and logical traps."[21]
Fred M. Donner, writing in the Middle East Studies Association Bulletin in 2006, commented on the negative press the book initially received.[22]


Post: #229
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-04-2018, 08:47 PM
Parent: #228

((التي لم تتوفر على مصادر توثقها)) الجملة فوق تحتاج إلى (م) بالأحمر.
ــــــــ
بالقراءة في آراء المؤرخين الفوق عن كتابات باتريشيا كرون سنرى أن الاستشراق كان ولا يزال جهدا في الهيمنة.
وان النظر التاريخي عبر عدسة المركزية الغربية "اليهومسيحية" ليس ولن يصبح خالصا لوجه التاريخ وفقط. لا كان ولا قط.
واحد من نقدتها لم يتورع وقال عن كتابات كرون ونظريتها: "فيها مقولات رخيصة وأخرى تحتاج لألاعيب فكرية اكروباتية قردية بتاعت مثقفين ساي"!!!

Post: #232
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 10:09 PM
Parent: #229

بالنسبة لكلام الشيعي الرافضي فرقد القزويني
واحتجاجه بآيات من القرآن يعتقد أنها تنفي كون مكة هي مكان البيت الحرام
ومكان قريش ويعتقد أن الكعبة المشرفة وبيت الله الحرام كانت في مكان آخر .
أولاً احتجاجه بالآية من قول الله تعالى :
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)سورة الصافات
الآية ذكرت أن قريش تمر بمدينة سدوم (مدينة قوم لوط ) وهي مدينة أثرية
في الصباح وفي الليل ...ولكن الله سبحانه وتعالى لم يذكر هل هذا المرور يتم مرة في السنة
أم في كل يوم ...والرافضي فرقد القزويني إعتبر أن هذا المرور يتم يومياً
وهو لا دليل لديه يعضد زعمه هذا ويثبته ...
أما نحن فعندنا الدليل من القرآن نفسه
قال الله تعالى: لإِيلَافِ قُرَيْشٍ(1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ(2) سورة قريش
إذاً هذا المرور يتم مرة في السنة فتجار قريش وهم ذاهبون للشام يمرون بمدينة سدوم على البحر الميت
بالصباح عند القدوم وبالليل في طريق رجوعهم من الشام إلى مكة .
بقي أن نوضح لماذا يصلون في وقت محدد في الصباح وفي الليل ؟
السبب أن رحلة قريش للشام تكون في الصيف
والصيف حار فلذلك يسيرون في الليل بدءا من بعد العصر وكذلك في الصباح الباكر
إلى قبل الظهر بزمن .
وهذا يجعل قريش وغيرها من أصحاب الرحل في تلك الأزمان
يحددون وقت معين للخروج من المكان المعين ليصلون في وقت معين من ساعات اليوم والليلة
للمكان المعين ..فهناك أماكن سير يمرون بها دون توقف وهناك آماكن راحة .
لذلك يوقتون أزمان معينة للوصول للمكان المعين للراحة أو للبيع والشراء
فهم أي قريش في كل رحلهم للشام في الصيف يمرون بمدينة سدوم مدينة قوم لوط
في الصباح وهم ذاهبون للشام وفي الليل وهم راجعون في خط سيرهم إلى مكة
وعابرين لفلسطين.
.

Post: #230
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-04-2018, 09:18 PM
Parent: #1



التاريخ القديم .. انسايكلوبيديا
اوشليم في 700 BCE

THE SIEGE OF JERUSALEM
With order now restored and rebellious populations decimated and deported, Sennacherib turned his attention again to Jerusalem. Although Hezekiah had paid him a handsome tribute, Sennacherib was not one to forgive and forget. He marched on the city and, according to his inscriptions, took it by siege:

As to Hezekiah, the Jew, he did not submit to my yoke, I laid siege to his strong cities, walled forts, and countless small villages, and conquered them by means of well-stamped earth-ramps and battering-rams brought near the walls with an attack by foot soldiers, using mines, breeches as well as trenches. I drove out 200,150 people, young and old, male and female, horses, mules, donkeys, camels, big and small cattle beyond counting, and considered them slaves. Himself I made a prisoner in Jerusalem, his royal residence, like a bird in a cage. I surrounded him with earthwork in order to molest those who were his city's gate. Thus I reduced his country, but I still increased the tribute and the presents to me as overlord which I imposed upon him beyond the former tribute, to be delivered annually. Hezekiah himself, did send me, later, to Nineveh, my lordly city, together with 30 talents of gold, 800 talents of silver, precious stones, antimony, large cuts of red stone, couches inlaid with ivory, nimedu-chairs inlaid with ivory, elephant-hides, ebony-wood, boxwood and all kinds of valuable treasures, his own daughters and concubines.

Post: #231
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-04-2018, 09:46 PM
Parent: #230

المستنير
باتريشيا عندها كتاب اسمو God's caliph
بتقول فيهو بوجود الخلفاء واهم حاجة عمر بن
الخطاب. الراجل دا مهم عندها جداً
عموماً انا والرسول طالبنك سجدة ما دام توصلت
الي ان الجماعة ديل كانوا موجودين، غض النظر
كانوا بعملوا في شنو.
بالنسبة للقرآن مافيش اجابة حالياً مجملة عن كيف
ولماذا وباي حيثيات بدأ هذا النّص، بخلاف الاجابة
الايمانية طبعاً، واللي مفترض ان يتم تعليقها او وضعها
علي عتبة الباب الي حين انجاز تقدم في النقاش والبحث
بالطرق العلمية. جزء من الاجابة ممكن يتوضح عن طريق
النقد التاريخي (فيديوهات عثمان فيصل من الصفحة السابقة
هي الوحيد المتاح البقدم لينا تجميع وتحليل وتطبيق لي اهم وآخر
التطورات في الجانب دا)، وجزء آخر ممكن يأتي من استثمار
التحليل النفسي لظاهرة النبوة دي (وان كان الارضية اكثر
هشاشة هنا)، العفيف الاخضر في آخر كتاب قبل انتحاره
عمل عرض للكلام دا وتطبيق علي الحالة الاسلامية.

بالنسبة لي امكانية انتاج سيناريو لما حدث، نحنا ممكن
نعمل تقسيم عام الي ثلاثة مراحل، المرحلة القرآنية (البعثة)
، عندنا نصّ القرآن وكل المعطيات السابقة له بالاضافة لما
يمكن اعادة تحقيقه وغربلته من مرويات التاريخ الاسلامي،
فترة الخلافة يوجد قدر عال من الضبابية وتبدأ الصورة
بالاتضاح قليلاً في عهد الامويين.
يتبع ونوضح انّ اهمية الترتيب الزمني للقرآن في توضيح
سيناريو ما حدث.

Post: #233
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-04-2018, 11:24 PM
Parent: #231

Quote: التاريخ القديم .. انسايكلوبيديا
اوشليم في 700 BCE
حصار القدس
يعني دا التاريخ الإنساني وبتاع الطبري ما انساني!!!
طيب يا محمد المشرف
نريد منك أن تخبرنا ما هو الذي يجعل هذا النص التاريخي الذي جلبته لنا
تاريخ معتبر وموثوق والتاريخ الإسلامي تخاريف وغير موثوق به ؟؟؟؟؟
بأدلة مفصلة واحد اتنين تلاته وهكذا
ما حا أذكر طرق تفنيد وضبط وتمحيص المعلومات الأخبارية الصارمة التي كانت متبعة عند المسلمين
قبل أن تذكر لي ما هي الطرق التي جعلتك تعتبر هذا النص التاريخي الذي أتيت به صحيح
ودقيق ومؤكد مئة بالمئة ؟؟؟؟

Post: #234
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-04-2018, 11:50 PM
Parent: #233

اوائل السور المكية ذات مضمون اجتماعي مصوب للحث علي الانفاق،
اطعام المساكين واليتامي، وتوبيخ وتقريع البخلاء وكانزي الاموال. يمكن
فهم التوجه دا اولاً في اطار التحولات المادية السابقة للاسلام، عندما
انتقل الانتاج من نظام رعوي بسيط تتكفل فيه القبيلة بالمساكين واليتامي
حيث لهم نصيب معلوم من الغنائم، يضمنه سيد القبيلة، الي نظام تجاري
يعتمد تبادل البضائع والاسواق (الموسمية والدائمة)، نتج عن هذا النظام
اخلاق البخل والشجع وعاني اليتامي والمساكين الامرّين في وضعهم
الاقتصادي ومنظور المجتمع لهم. النبي محمد مساره الشخصي منذ الولادة
ارتبط بهذا فنشأ مهموماً بهذه القضية، اليتامي والمساكين.
تطور الخطاب الي نقد الشرك لاحقاً، المشركون هم البخلاء، هم من لا يرحم
المسكين وهم من يتعالي علي السائلين، الخ، الي التخويف بالعذاب المهول
في عالم ما بعد الموت. أصبح الاسلام جاذباً في مكة مما دفع سادة قريش
الي تصعيد القمع، ترافقاً مع الحط من قيمة الخطاب الجديد، ومطالبته باثبات
منطقيته، فمثقفي ما قبل الاسلام علي دراية جيدة بهذا النوع من الخطاب،
فقد وعدوا به هم وآبائهم من قبل، وردهم انه ليس الا اساطير الاولين،
ولا يوجد جزاء علي ما يحدث هنا، لان الموت هو الموتة الاولي فقط،
والموتة الثانية، اي جهنم، فلا توجد.
من المدينة فرض المسلمون حصار اقتصادي قاس علي مكة، بقطع القوافل
في الصحراء، واستخدام الغنائم لتمويل المجتمع الجديد، نلاحظ مباشرة
ادخال اليتامي والمساكين وابناء السبيل في توزيع الحصص، ثم توزيع
مساهمات اهل القري ايضاً، كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم، فرض
نظام الزكاة والحث علي الصدقات، كلها مؤشرات علي استمرار رد الفعل
علي النظام المكي.
القصة دي كلها الاساس بتاعها انشاء ترتيب تاريخي له دقة معقولة،
باعتبار انو المصحف حالياً مرتب فقط بحسب حجم السورة.

Post: #236
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-05-2018, 03:52 AM
Parent: #233


الانسايكلوبيديا هنا تتحدث عن نقوش سنكاريب الملك الاشوري ..
وهذه النقوش مكتوب فيها النص اعلاه ..
اي ان النص اعلاه ليس مادة انشأتها الانسايكلوبيديا ..

Post: #235
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-05-2018, 00:50 AM
Parent: #231

Quote: باتريشيا عندها كتاب اسمو God's caliph بتقول فيهو بوجود الخلفاء واهم حاجة عمر بن الخطاب. الراجل دا مهم عندها جداً..عموماً انا والرسول طالبنك سجدة ما دام توصلت الي ان الجماعة ديل كانوا موجودين، غض النظر كانوا بعملوا في شنو.
هههههه سجدة بس، بي خرررتّا كمان...قال نخر لك ساجدين قال!! وياكل بعقولنا حلاوة المنبر!!!
وباتريشيا دي يا محمد قالت الخلفاء ديل حكموا من البتراء ولّ عاصمتهم كانت في أريحا أم هي بصرى أم في حفر الباطن؟؟ معقولة نبي وخلفاء في البتراء وما يتسجلوا في التلمود والمشناة ولا في كتب التاريح ولّ في دوائر السلطة الإمبراطورية؟؟
المهم يا ابن سعد، منذ بوست المستنير المهدر عن صحائف بيرمنجهام وأنا عرفتك راقدلك فوق راي.. والواضح من طبقات مداخلاتك الكبرى هنا، انو تعاطيك مع علم التاريخ ليس محض اهتمام عابر أو شغل رغبوي أو فقط مجرد حسن قراءة .. أنا سعيد أن صدق ظني فيك من مداخلة وحيدة قبل غلق البوست داك..

ياخي أنا شايف باتريشيا كرون، ومن والاها وتبعها بغير احسان وثائقي أو منطقي، لو لن نتهم نواياهم العدوانية بمنصات انطلاقهم راسخة في التعالي الغربي، فهم في أحسن أحوالهم، لا يتركون سوى الانطباع بكأنهم يتسابقون نحو مكانة أكاديمية ما في عالم الاستشراق، أو لتسجيل مواقف في سياق من صراع الحضارات لا يتوانون معها في افتراض النظريات، ثم إن لم يجدوا لها السند، لا يتورعون عن التلاعب بالموجود من وثائق لقسرها على مقاربة نظرياتهم.. وأنا أقرأ في المراجعات على نظرياتها قبل نقلها هنا وبعده، هالني حجم وقسوة التهم الموجهة لموقفها العلمي من متخصصين أقرب لروح العلم والإنصاف منها ومن المواليها.

نقد السردية الإسلامية، التشكيك فيها، أو تفكيكها وحتى هدمها، لا يجب أن يقوم على علم كاذب Pseudoscience فقط لأن منظريه الغربيين باسم التجديد في أدوات البحث أو بحكم الخلاصات المناسبة لملابسات الراهن، قد حازوا الشهرة في ظروف ناسبتهم... أظن أن معروف الرصافي الشاعر عبر قراءة وتحليل في التراث الإسلامي نفسه، كان أكثر مبدأئية ممن يتبنى خلاصات لا تقوم على أي توثيق صلب أو منطق لا يدحض!! وإلا، فلماذا مثلا لا نجد كمثله قبولا واسعا لنظرية فاضل الربيعي أو كمال الصليبي في كون اليمن هي أرض التوراة كما قال الأول، أو أن الحجاز، تهامة، عسير، نجران (غرب الجزيرة العربية كله) هو موطن بني اسرائيل التوراتي كما قال الثاني، رغم أن شواهدهما اللغوية على ما أذكر كانت أقوى من القسريات السريانية كما التي في المحاولات المنتقدة تاليا هنا أدناه في مثال آخر لنقد غربي لطروحات غريبة من غربيين أنكروا وجود النبي محمد نفسه وجابوا المسلمين من خراسان ولّ سمرقند إلى دمشق... وعند أول نقد، فالحيثيات كالعادة ضعيفة وتخر مصفى،،، هاكم:
Quote: تهافت التحريفية الجديدة:
لا وجود لنبي إسمه محمد؟
"إنارة ما يحيط ببدايات الإسلام من غموض"، ذلك هو ما ينادي به كارل هاينز أوليش في المقدمة التي دبّج بها كتابا جديدا صادرا تحت إشرافه، يقول المشاركون في تحريره أنهم اعتمدوا في بحوثهم على "مصادر معاصرة" مثل نقوش قبة الصخرة ومسكوكات العملة أو مدونات كتاب مسيحيين. مقال بقلم دانيل بيرنشتيل

"الإسلام المبكر" هو الكتاب الثالث الآن من ضمن سلسلة متلاحقة الصدور في ظرف زمني وجيز، تسعى إلى نقض الأفكار المتداولة حول نشأة الإسلام، وذلك بعد كتاب "القراءة السريانية الآرامية" للوكسنبرغ، ثم المؤلف المشترك الذي يحمل عنوان "البدايات المعتمة"، وقد أشرف على إصدارهما أيضا كارل هاينس أوليش.
الكتّاب الذين أسهموا في صياغة هذا المؤلف الأخير يدافعون عن الرأي القائل بأن الإسلام قد جاء في بداياته كظاهرة هرطقة مسيحية تطورت في صفوف مسيحيين من شرق إيران ينتمون في الأصل إلى مبعدين من بلاد ما بين النهرين (من هاترا على وجه الخصوص).
وربما يكون هؤلاء قد استولوا على الحكم بعد انهيار مملكة الساسانيين في سنة 622 م، وبذلك استطاعوا أن ينقلوا تعاليم مسيحيتهم إلى دمشق والقدس (أورشليم)، حيث تم في أواخر القرن السابع (على عهد حكم عبد الملك) نقل هذه التعاليم المستجلبة من إيران من السريانية إلى خليط لغوي متكون من السريانية والآرامية والعربية.
الخلفاء الراشدون محض خيال!
هذا "القرآن" البدئي قد تم تطويره حسب هذه الرواية خلال القرن الثامن، وقد يكون خلال القرن التاسع أيضا، ولم يكن محمد في رأي أصحاب هذه الرواية إسم علَم في الأصل، بل "نعت صفة ليسوع المسيح". ولم يحدث تطور هذه التعاليم لتتحول إلى ديانة قائمة بذاتها إلا خلال القرنين الثامن والتاسع، ومعها تم تحويل نعت الصفة إلى إسم للنبي العربي.
واستنادا إلى هذه الرؤية يكون تاريخ الإسلام المبكر كما يعرف من خلال الكتابات التاريخية للقرن التاسع الميلادي مجرد إعادة تأويل للأحداث، والعديد من الخلفاء الأوائل محض ابتكار من الخيال لا يجد ما يثبت واقعيته في المخطوطات القديمة.
"إعادة الكتابة التاريخية النقدية" هذه تثير في العديد من الجوانب الانطباع بأنها استعادة لعمل التأريخ الجديد للحدث القرآني الذي ينزّله جون فانسبورو في أوائل القرن التاسع الميلادي، كما تذكّرنا بأطروحات باتريسيا كرون وميشائيل كوك، التي تفيد بأن الإسلام لم يظهر في الجزيرة العربية بل في فلسطين.
غير أن المتفق عليه في مجال العلوم الإسلامية يثبت عكس ذلك: هنا يعتبر ما جاء في مدونات التاريخ الإسلامي مطابقا للوقائع التاريخية، ويؤكد على تاريخية وجود الشخصية المحمدية كشخص ولد سنة 570 م في الجزيرة العربية، وهناك أعلن نبوءته على إثر وحي أوحي إليه به في سنة 610، ثم اضطر على إثر الرفض الذي قوبل به من طرف أهل قبيلته قريش والملاحقات التي تعرض إليها، إلى الهجرة إلى المدينة حيث أسس النواة الأولى للدولة الإسلامية.
أما عن كونه قد تمكن من هناك وفي ظرف لا يتجاوز العشر سنوات من غزو، لا مكة فقط، بل مجمل مناطق شبه الجزيرة العربية، فذلك ما لا جدال فيه في نظر العلوم الإسلامية، مثله مثل وجود الخلفاء الأوائل (الراشدين) الذين تم في ظل حكمهم فتح بلاد الهلال الخصيب وشمال إفريقيا وإيران، وكذلك التدوين النهائي للقرآن في نسخة تحتوي على ما جمعه الخليفة الثالث عثمان من نصوص الوحي التي أنزلت على محمد.
مغالطات تحريفية
وإليكم الآن جردا لبعض هذه الأطروحات التحريفية الأساسية.
يسوق كل من فولكر بوب في المداخلة الأولى تحت عنوان "من أوغاريت إلى سامراء" وأوليش في المداخلة الثانية بعنوان "معاينات في نشأة ديانة جديدة" الأطروحة القائلة بأن "بلاد العرب" تقع في الأصل في بلاد ما بين النهرين، وأن مصطلحي "العرب" و"عربي" كانا يطلقان في أصلهما الأولي على الآراميين. وفي زمن متأخر فقط تبنت القبائل القادمة من شبه الجزيرة هذين المصطلحين وراحت تطلقهما بمفعول رجعي على ما يعرف اليوم بالعرب وببلاد العرب (الجزيرة العربية).
لكن هذه الأطروحات تتغافل عن عدد من الوقائع التاريخية المهمة. فلم تكن الأسماء العربية -بحسب معايير زمننا الحاضر- (ومن بينها أسماء عدد من الآلهة) تدل فقط على وجود شعب يتكلم لسانا عربيا في هاترا خلال القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد، بل على وجود قبائل عربية (بمفهومنا الحالي) من بين قبائل البدو الرحل في الصحراء السورية، قبائل كان الأشوريون يطلقون عليها أسماء عريبي، وعرابايا وما شابهها من الأسماء، وذلك منذ القرن التاسع قبل الميلاد.
هذا المصطلح التسموي كان يطلق أيضا على قبائل رحل من تلك التي كانت تقيم وتتنقل فوق الأراضي الإيرانية، مع أنها لم تكن تنتمي إلى العرق السامي، مما يجعل المرء يستنتج بأن هذا المصطلح يطلق على كل الرحل دون أية إحالة على أصولهم الأثنية واللغوية.
إلا أن الجذر السامي للعبارة (عرب) كان يطلق خاصة في جنوب الجزيرة ومنذ القرن الثاني قبل الميلاد على قبائل قادمة من شبه الجزيرة، بما يفيد بأن مصطلح "العرب" لم يطلق ابتداء من القرن السابع أو الثامن ميلادي فقط، على ما يعرف بالعرب لدينا اليوم.
القراءة المقلوبة
على نفس الأديم من الأسس الواهية يقف واحد من البراهين الأساسية في أطروحة بوب المتقوّلة بوجود حركة مسيحية ألفانية في مرو، يضع الكاتب على أساسها أسطورة الشخصية البهلوية التي يذكرها على طريقته الخاصة بـ"APD’LMLIK-i-MARWânân" وذلك انطلاقا من نقش على مسكوكات نقدية ظل يُقرأ إلى حد الآن بإسم عبد الملك بن مروان، الذي يطابق إسم الخليفة الأموي المعروف، والذي يقرؤه بوب على نحو مغاير بـ"عبد الملك من أهل مرو"، وبالتالي يكون هذا دليلا بالنسبة إليه على أن مرو من أحد المراكز التي كانت مستقرا لواحدة من فرق المعتقد المسيحي القديم المبعدة من بلاد ما بين النهرين.
تعتبر قراءة "i- MRWânân" على أنها "من أهل مرو" لاغية وغير ممكنة ذلك أن اللاحقة اللغوية "أن"(ân) في اللغة الفارسية للعصر الوسيط لا تستعمل للتدليل على النَّسَب. وبالتالي فإن القراءة التي تثبت إسم "إبن مروان" ليست ممكنة فحسب، بل هي المسلك الوحيد الذي يقود إلى إثبات النسبة البهلوية.
وإضافة إلى ذلك فإنه سيكون على المرء أن يتساءل عن الدافع الذي يمكن أن يجعل امرئا يلجأ إلى إسم موطنه لإثبات نسبته، وكيف كان من الممكن لظاهرة "هرطقة" مسيحية أن تتواجد هناك دون أن تجلب الانتباه إليها؟ ألم تكن مرو، ومنذ القرن الرابع الميلادي، مقرّا لأسقف الكنيسة الحواريّة المشرقية، الذي ظل يُجمَع خطأ على اعتباره نسطوريا!
معنى أمير المؤمنين
كما أنه لا يسع المرء إلا أن يتساءل عما جعل بوب ينتهي إلى القناعة بأن لقب "أمير المؤمنين" لا يعني حاكم المؤمنين وقائدهم، بل "وكيلا مولّى على كل المسؤولين عن الأمن" يرى فيه نوعا من الوالي.
إن المعادل في اللغة الفارسية الوسيطة للعبارة المنقوشة على المسكوكة العربية الساسانية كما يرد لدى كارل بوب هي: "AMÎR-i-Wurroyishnikân"، والحال أن عبارة " Wurroyishnikân" لا يمكن أن تعني سوى "مؤمن"، وهي مشتقة من "Wurroyishn" التي تعني "الإيمان"، وهو مصطلح يرد كثيرا في نصوص الديانة الزرادشتية، ويعتقد بوب أنه يعثر بكثرة على التصور الذي يقابله في القرآن وفي الديانة الإسلامية عامة، و يثبت ذلك بصفة خاصة في الفصل السابع من الكتاب تحت عنوان "تأثيرات الخلفية الدينية الفارسية في التصورات القرآنية".
السريانية والقرآن
في المداخلة الرابعة التي تحمل عنوان "آثار الحروف السريانية الآرامية في المخطوطات القرآنية الأولية بالحرفين الكوفي والحجازي"، يحاول كريستوف لوكسنبرغ أن يثبت أن جملة من نسخ المخطوطات القرآنية الأولى ذات علاقة وثيقة بنماذج أصلية من الكتابة السريانية. أما الأدلة التي يقدمها للبرهنة على هذه الفرضية فتظل تفتقر إلى القدرة على الإقناع.
وهكذا فإن قراءته لكلمة "شيء" مثلا، على أنها "شأن" بحكم عملية قلب لفظي يجريه على حرف "الياء" بحيث يتمثل له أنها ليست شيئا آخر غير "نون" سريانية، لا يمكن إلا أن تدعو إلى الشك في مدى ما يمكن أن تنطوي عليه حقا من مصداقية. ذلك أن أخذ عبارة "شأن" على أنها "شيء" أو "شيء ما" يظل أمرا لا يسوّغه الفهم السليم، شأنه شأن جملة "لله القدرة في كل شأن" التي تؤدي معنى أقل شمولا بكثير من مقولة "ولله الأمر في كل شيء".
وليس من باب الصدفة المجانية أن نرى دائرة مدلولات عبارة "شيء" وقد اتسعت في العديد من اللهجات العربية المحلية لتتحول إلى صيغة للمجهول والتعميم و صيغة للاستفهام في عبارات: "شيء ما" و "أي شيء". كما أن بعض التخمينات العشوائية مثل اعتبار لام التوكيد ( َلـ)، وكذلك لا النافية على ما يبدو، من المشتقات التي تعود إلى اللغة السريانية رغم ما تؤكده شتى فروع العلوم اللغوية من عكس ذلك، مثل هذه التخمينات تدعو إلى الشك بجدية في مقدرات لوكسنبرغ في مجال علوم اللغات الساميّة.
وفي أكثر من موقع يحصل للقارئ انطباع بأن ما يخلص إليه من ملاحظات لا تأتي في الحقيقة نتيجة قراءة جديدة، بل على العكس من ذلك، أن النص يُتأول على نحو يجعله ينقاد إلى الخلاصات المرغوبة. وأكثر ما يجلب الانتباه على نحو خاص في هذا كله هو العودة بهذه الطريقة إلى الاستناد على كتابات تقليدية آرامية، كما لو أن اللهجات الآرامية المختلفة متماثلة دون فوارق فيما بينها. وبالتالي فإن وجود قرآن بدئي باللغة السريانية يظل أمرا لا يمكن اعتباره قابلا للإثبات بهذه الطريقة.
وقائع لغوية
شعور مشابه بأن الاستعمالات ذات النوايا المضمرة لوقائع لغوية بنفس الطريقة التي تجعلها تكون سندا يدعم رأيا جاهزا في ذهن الكاتب، هو ما يتكون لدى المرء عند قراءة المساهمة السابعة من هذا الكتاب ("سبل جديدة في البحوث القرآنية") لماركوس غروس.
يحاجج غروس بأن النصوص المتوارثة بطريقة التناقل الشفوي في اللغة العربية لا يمكن الرجوع بها إلى متن أصلي واحد، لكنه في ما يتعلق بالقرآن يؤكد على أن النصوص المتنوعة تعود في الحقيقة إلى تحريفات قرائية لأصل موحد لهيكل نصي (أو رسم بمعنى الأثر المتبقي من الشيء).
صحيح أن هناك عددا كبيرا من التنويعات النصية التي ترتكز بمختلف تصويتاتها وطرقها المتنوعة في نطق الحروف المصمتة، على أساس موحد، لكن هناك أيضا –وهذا ما يُسكت عنه في هذه الدراسة- تنويعات كثيرة تستدعي رسما مختلفا. وعلاوة على ذلك فإنه يصعب تحديد ما إذا لم يكن هناك عدد من القراءات المنحدرة عن رسم واحد، والتي لم تحقق ظهورها كوسائل ثانوية للتفسير إلا بعد تأسس نظام القواعد اللغوية.
تنوع الوسائل الأسلوبية في القرآن
ويدعي غروس في موقع لاحق بأنه من المتعذر موضوعيا وجود متعة جمالية حقيقية في النصوص القرآنية، وفي المقابل يظل مدبرا عن الاستناد إلى عدد من الأعمال الجديدة في حقل العلوم الأدبية، والتي كشفت عن استراتيجيات تركيبية ثرية وكذلك عن الوظيفة السيمنطيقية لتنوع الوسائل الأسلوبية في القرآن (عمل نيل روبنسون "اكتشاف القرآن" على سبيل المثال).
أما عن فكرته القائلة بأن طريقة رسم الحروف القديمة في النصوص القرآنية تجعله بحكم الافتقار إلى الدقة ضربا من الكتابة السرية، فتبدو غريبة بالنظر إلى واقع الأمر الذي يتمثل في أن النصوص السابقة على ظهور الإسلام والمكتوبة بالحرف العربي، وبالرغم من طابعها الدنيوي المؤكد، تحمل نفس السمات من حيث افتقارها إلى الوضوح في ما يتعلق برسم الحروف.
المصطفى والمحمد
كما أن الأطروحة المركزية التي تتكرر العديد من المرات في هذا الكتاب، و تفيد بأن محمدا ليس بإسم علم بل مُسنَدا (نعت صفة) داخل لغة المسيحولوجيا، تتضح بالنهاية كمقولة ليس لها ما يدعمها بجدية.
وهكذا يرى بوب في الإسم مجرد استعارة لغوية من الأوغاريتية بمعنى "المختار" و"المصطفى". وكبرهان على هذا المدلول الذي يمنحه للعبارة يستخدم ترجمة للجذر اللغوي الأوغاريتي m.h.m.d (م ح م د) بمعنى "the best, choicest" (الأفضل، المنتقى) التي لا علاقة لها البتة بمفهوم "المصطفى"! بينما يرى أوهليش بديلا لذلك في كلمة من السريانية هي mahmed أي "المحمود" التي تمت قراءتها "محماد" (mehmad) في اللغة العربية حسب زعمه. لكن الواقع يثبت بأن هذا الجذر hmd لا دليل على وجوده البتة في اللغة السريانية؛ أي أن كلمة أوليش السريانية هذه لا وجود لها أصلا.
أما المعنى الذي ينطوي عليه هذا الجذر في اللغة الساميّة لمناطق الشمال الغربي: أي "يشتهي" فهو ما يذكره غروس، غير أنه يقدم هذا الجذر، وبطريقة مزورة، كعبارة موجودة في اللغة السريانية وذلك باعتماده اشتقاقا مزورا لإسم مفعول غير موجود. وهكذا فإن احتجاجه بوجود اشتقاق من السريانية لعبارة mahmad في اللغة العبرية، و ما معناه "موضوع للشهوة"، يظل بدوره دون أساس.
محمد قبل الإسلام
في اللغات السامية الجنوبية فقط، أي في العربية وعربية المناطق الجنوبية، يكون للجذر اللفظي حمد معنى "الحمْد، والشكر". وفي هذه اللغات عرفت العبارة استعمالات اشتقاقية في عملية تركيب الأسماء. وإسم م. ح. م. د قد وجد في المدونات الصفائية والسبئية من عصور ما قبل الإسلام. وكإسم علم لا غبار عليه نعثر على إسم محمد مخطوطا على مسكوكات العملة العربية الساسانية من سنوات 686 و701 ميلادي، أي في فترة متزامنة مع نقوشات قبة الصخرة التي يزعم لوكسنبرغ، في قراءته الجديدة في كتاب آخر، بأنه وجد فيها الدليل على المُسند المسيحولوجي.
وعلى أية حال فإنه يتعذر العثور على موقع، سواء هنا أو في أي مكان آخر، ترد فيه أي مطابقة لعيسى المسيح (بنعت أو صفة) مع محمد، أو يرد فيه ذكر إسمه مع كلمة محمد في نفس الجملة. وبالتالي فإن قراءة لوكسنبرغ لا تقيم أي دليل على هذا الزعم. ومن ناحية أخرى نجد أن نص الشهادتين يرد مخطوطا بلغتين على برديّ يوناني. وفي هذه المخطوطة يظهر إسم mamet الذي يعرّف كـapostolos theo (حواريّ الله)، أي ما معناه رسول الله. وبالتالي فإنه من الصعب أن نرى في هذا شيئا آخر غير إسم علَم.
هكذا يكون هذا الكتاب الذي نحن بصدده قد أخفق في تحقيق المطمح الذي وضعه لنفسه في إنارة البدايات المعتمة للإسلام. وإن النقد الصائب الذي ظل يوجه إلى القراءات المحرفة، وعلى وجه الخصوص القراءات المحرفة للمصادر التي قام بها كتاب مسيحيون معاصرون إلى حد الآن وفقا لرؤية القراءة الإسلامية التقليدية ستبدو مثل المزحة مقارنة بمقاربات هؤلاء الكتاب التي لا تقل انحيازا في طريقة استخدامها للمصادر وقراءتها المحرفة وفقا لما تقتضيه نظرياتهم الخاصة. وستظل فرضية عيسى المحمد بمعنى "المصطفى" أو "المحمود"، مؤقتا موضوعا ضالا تماما للشهوة التحربفية.
بقلم دانيل بيرنشتيل
ترجمة علي مصباح
حقوق الطبع قنطرة 2007
"الإسلام المبكر"، دار نشر شيلر برلين 2007
https://ar.qantara.de/content/thft-lthryfy-ljdyd-l-wjwd-lnby-smh-mhmdhttps://ar.qantara.de/content/thft-lthryfy-ljdyd-l-wjwd-lnby-smh-mhmd

Post: #237
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-05-2018, 01:58 PM
Parent: #235

Quote: الانسايكلوبيديا هنا تتحدث عن نقوش سنكاريب الملك الاشوري ..
وهذه النقوش مكتوب فيها النص اعلاه ..
اي ان النص اعلاه ليس مادة انشأتها الانسايكلوبيديا
جيد وممتاز
أفهم من ذلك أنها معتبرة لديك وموثوقة وصارت تراث إنساني معتبر
فقط لأنها منقوشة نقشاً على الصخور أليس كذلك ؟
هنا يستوجب سؤالك
فما هو الذي يضمن أن هذا النقش تم نقشه سنة 700 قبل الميلاد؟؟؟
ثم بعد أن تذكر أدوات اثبات زمن النقش.
يتعين سؤال آخر أهم
فلو افترضنا أن النقش نقش عام 700 ق م هذا ليس دليلا كافيا
فما هو الذي يضمن أن النقش الذي تم نقشه في ذلك الزمن يحكي قصة حقيقية حدثت فعلا
فربما يكون النقش يحكي قصص وأحاث يدعى أنها حدثت في ذلك الزمن وهي لم تحدث أصلاً
ما هو الذي يضمن أن النقش كان يحكي قصص حدثت فعلا وليس مجرد كذب؟؟؟؟؟


Post: #239
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-05-2018, 08:58 PM
Parent: #237

سلاماً يا هاشم،

السيدة باتريشيا بتقول ان بداية الاسلام لا بد انها في مكان ما في الشام
ويستحيل ان يكون من مكة الحالية . اغلب المحاججات السردتها في رأيي عندها
اجابة ما، او ناتجة من تسليم غير مبرر للاخباريات الاسلامية (كما في كتابها تجارة
مكة)، ما عدا تلك المتعلقة بالبيئة الطبيعية ونمط المعاش اللي كان فيهو المكيين. وناخد مثال :

{وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}

فهي بتستبعد هذا الوصف لمنطقة في قلب الصحراء، ثم انواع الفواكه
مما لا ينبت هناك وكدا. عندها بحث تفصيلي بعنوان
؟ How Did the Quranic Pagans Make a Living

يستحق برضو ان اذكر انها عملت دفاع مستميت عن الموثوقية التاريخية
للقرآن. بدون كدا طبعاً تصبح الحجة ضد موقع مكة لا اساس لها.

الخلافة هي بتعتقد انها كانت خلافة دينية، وكان الخلفاء هم "خلفاء الله"،
في المقام الاول، وتمتعوا بصلاحية التدخل في الشأن الديني بالتعديل
والاستحداث (نتذكر هنا النقاش عن اجتهادات عمر)، وبالجملة فهي
بتعتقد انو الوضع كان اقرب للمفهوم الشيعي للامامة، رافضية يا قول
السلف.

Post: #240
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-05-2018, 10:47 PM
Parent: #239

Quote: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}

فهي بتستبعد هذا الوصف لمنطقة في قلب الصحراء، ثم انواع الفواكه
مما لا ينبت هناك وكدا. عندها بحث تفصيلي بعنوان
هاتان الآياتان من سورة يس
ومن أين لك أو لها أن المقصود بهذا الوصف في هاتين الآيتين مكة أو قريش؟؟؟
بل قصدت الآيات مكان محدد فهي مدينة أنطاكيا بتركيا لأنها جاءت مباشرة بعد
ذكر لأحاداث حدثت بأنطاكيا كما ذكر المفسرون
والتي بعث فيها رسل مبعوثين من الله عز وجل كذبهم أهل انطاكيا وقتلوا الرجل الذي نصحهم بسماع
كلام الرسل فدخل الجنة أو وجبت له الجنة وأهلك الله سبحانه وتعالى هؤلاء المكذبين بالرسل من أهل مدينة انطاكيا
بصيحة نزلت عليهم من السماء .
والله سبحانه وتعالى بعد ذلك ذكر الآيات من نعمه التي حبى بها أهل انطاكيا من بساتين وعيون وثمار
كالعنب والتمر وغيرهما من الثمار.
أو كما قال الله سبحانه وتعالى:
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ(13)

إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ(14)

قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ(15)

قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16)

وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)

قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)

قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ(19)

وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ(20)

اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ(21)

وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(22)

أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ(23)

إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ(24)

إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ(25)

قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ(26)

بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ(27)

وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)

إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)

يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون(30)

أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ(31)

وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ(32)
وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ(33)

وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ(34)

لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ(35)




Post: #242
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-05-2018, 11:26 PM
Parent: #240

ثم أن الله سبحانه وتعالى ذكر بأن مكة أرض غير ذات زرع صراحة في القرآن الكريم
حاكيا كلام ابراهيم عليه السلام قال الله سبحانه وتعالى:
((رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)
))

من سورة ابراهيم
وفي هذا الآية دليل على أن مكة التي بها بيت الله الحرام إنها عبارة عن وادي ليس به زرع وليس به سكان
وهي كانت مكان للعبور فقط وليس به سكان وإلا لما طلب ابراهيم عليه السلام أن يجعل الله ناس
يأتون ليسكنوا حولها لو أصلا هناك أناس موجودن فيها؟!
ومدينة البتراء ليست تشبه هذا الوصف في شي

.

Post: #241
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: بلال الطاهر
Date: 02-05-2018, 11:19 PM
Parent: #239

Quote: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}

فهي بتستبعد هذا الوصف لمنطقة في قلب الصحراء، ثم انواع الفواكه
مما لا ينبت هناك وكدا. عندها بحث تفصيلي بعنوان
؟ How Did the Quranic Pagans Make a Living

أفضل للسيدة باتريش تتكلم عن نيفاجا بدل هذه التخريفات!
الغريبة تنظر في شئ ما لا تعرفه, والأغرب تعتبر مرجع للبعض لمجرد أنها من الغرب!!!

Post: #243
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: بلال الطاهر
Date: 02-05-2018, 11:30 PM
Parent: #241


Quote:
أنت محق في شيئ واحد، وهو ان عبارتنا لم تكن دقيقة، وتنقصها كلمة واحدة وهي "الآن"..

يعني الدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي له "الآن" مشاكل تتعلق بالحداثة مثل حرية التعبير وحرية البحث الاسلامي...

والأدلة كثيرة:

إعدام محمود محمد طه،

مشاكل الأزهر مع طه حسين، و"علي عبدالرازق"، ونصر حامد أبوزيد وغيرهم، ناهيك عن الذين لا يخوضون أصلا في مثل هذه المواضيع التي يمكن أن تكلفتها "الحياة"...

أما "حرية التعبير"، فحتى "اردوغان" رئيس الدولة الاسلامية النادرة في "ديمقراطيتها" لا يفهم "حرية التعبير"، وليست له القدرة على احتمال "السخرية " منه.......
هاكم العلمية ده في تقييم الأديان !!!

Post: #244
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-06-2018, 01:51 AM
Parent: #243

سلام محمد عبد القيوم سعد والشباب؛
Quote: السيدة باتريشيا بتقول ان بداية الاسلام لا بد انها في مكان ما في الشام
ويستحيل ان يكون من مكة الحالية .
وهذا هو ما نفتش عن دليله!! فلتقل هي ما تشاء ولكن فليكن منطق ودليل!!
النظريات بعدها، كما ترى من أبحاث أوليش ولكسمبرج وبوب وغيرهم، تقول بوضوح أن نظرية كرون ليس تستند على دليل ولا منطق حاسم
ولذا فهم لا يزالون في وارد البحث والنظر والتنظير،،لا ضير!! أنا شخصيا لا أمانع بل أعتقد أن البحث العلمي الحر ضروري جدا،
وكذا تفتيشه؛ مقدمات ونتائجا وبحثا عن المنطلق والمنطق والنزاهة والغرض وغيرها من ضرورات أن يكون العلم علما..
Quote: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}
فهي بتستبعد هذا الوصف لمنطقة في قلب الصحراء، ثم انواع الفواكه
مما لا ينبت هناك وكدا. عندها بحث تفصيلي بعنوان
؟ How Did the Quranic Pagans Make a Living
تعرف يا محمد ع سعد؛ إذن فما كتبه منتصر في معرض إيراده للتفسير عن سياق سورة ياسين،
مهم وصحيح قد قال كمثله آخرون أقرب إليها من منتصر كما سيرد تاليه من ترجمتي المستعجلة لما ورد في الويكيبيديا ومثبت بلغته في مداخلة بعاليه:
إن روبرت برترام سيرجنت عند مراجعته لكتابها “تجارة مكة وصعود الإسلام” في مجلة جمعية الاستشراق الأمريكية، كتب عن الكتاب والكاتبة :
“إنه خطاب عدواني مضطرب ولا عقلاني وغير منطقي، يزداد طينه بلة بسوء فهم الكاتبة للنص العربي وبعدم إدراكها للمركب الاجتماعي في الجزيرة،
وبقسرها وليّها لأعناق الواضح المفهوم بداهة في كتابات أخرى، قديمة وحديثة، حتى يناسب اعتراضها الاحتجاجي”

ثم ما الجديد أصلا وقد قال القرآن عن مكة، ثم مضت عليه السردية كلها، إنها واد غير ذي زرع!!
أم تراهم استعدوا لشروحات كرون في سبل كسب العيس القرشية بما ورد في القرآن عن رحلتي الشتاء والصيف؟؟
وما أدراك ما رحلاتهم إلى اليمامة وهجر وعمان وسواد العراق بل حتى إلى أفريقيا!!
ثم، ما ياها مآكل البدو لا تزال نزرا من لبن وروب وسمن وتمر ودقيق وسويق. ولو ذبح لهم ميسورهم يوما، يكتبون في ذلك معلقة!!
كلام سيرجنت صاح؛ إنها لا تعرف المكون ولا السياق الاجتماعي في الجزيرة.. رغم أن آخر، هو يمثابة استاذها أيضا، قد كتب عن استخدامها
لوثائق غير محايدة للحصول على نتائجها، كتب قريبا من التالي: إنها طفقت تطلق أحكاما على الفاعلين التاريخيين المساكين ديل هي أحكام متحيزة
بشكل يحذر منه حتى علماء الاجتماع في هكذا حقل ملغوم، ناهيك عن المؤرخين الذين لا يجوز السماح لهم بمثله أبدا بغيرما حساب عسير!!
Quote: يستحق برضو ان اذكر انها عملت دفاع مستميت عن الموثوقية التاريخية
للقرآن. بدون كدا طبعاً تصبح الحجة ضد موقع مكة لا اساس لها.
شكرا على ذكرك لهذا،، نفي موثوقية القرآن قد يفيد لوكسمبرج مثلا!!
وهذا يثبت أن كل دراسة وإن تدّعي الصمامة، فهي إنما، وأولا، تغني على ليلاها!!
بالضبط كما هنا حيث الاستعانة بأي مبحث يناسب لأثبات الغرض المطروح أو لمجرد أثارة الأسئلة ولخلخلة المسلمات..
لكن، ربما حتى تتأكد صمامة أي من هذه النظريات فعلى الباحثين ونقدة الدين الاعتماد على السردية الإسلامية المتاحة
والمليئة بالتناقضات هي الأخرى كما يشملها الغيهب الوثائقي كالذي شمل أوربا وتاريخها على مدى قرنين وأكثر بعد سقوط الامبراطورية الرومانية الغربية
ثم لم تعدم السردية الغربية حيلة في اصطناع تاريخ التأسيس ما بعد الروماني من الشفاهيات والأساطير.. غير الموثقة باللقى والحفريات ولا النقش على الحجر!!
ولا أجد اشكالا ولا اعتراضا علميا إذن على من يعتقد أو يبحث فيما الذي كما في قولك
Quote: الخلافة هي بتعتقد انها كانت خلافة دينية، وكان الخلفاء هم "خلفاء الله"، في المقام الاول، وتمتعوا بصلاحية التدخل في الشأن الديني بالتعديل
والاستحداث (نتذكر هنا النقاش عن اجتهادات عمر)، وبالجملة فهي بتعتقد انو الوضع كان اقرب للمفهوم الشيعي للامامة
فهو خلاف يوجد مثله حتى في التراث الاسلامي..

Post: #245
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-06-2018, 02:45 AM
Parent: #244

يا هاشم، هل البيت الحرام الحالي يقع في وادي؟

Post: #246
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-06-2018, 03:08 AM
Parent: #245

أبّكر المصحيك شنو؟ والغريب شنو في حكاية الوادي؟
سؤالك دا ما جغرافيا بريئة لله كدا!! أفصح؟
المعروف أن الحجاز وتهامة كلها جبال ووديان!!
صحي أنا ما حجيت في زمن الأحداث،،،
لكن سمعت إنو الوادي هو المنخفض ما بين عاليين/ بين جبلين/ بين جبال/ بين قيفين حتى، زي وادي النيل.
مش في كلام عن "الأخشبين" جبلي مكة الأكبر، أبي قبيس وآخر.. وطيب!!
ثم ألم ترد سيرة السيول في مكة بهذا البوست؟؟
لو في عندك تصور جغرافي أخر، ولو مثبت بغير هذا الطريق، لمكة قبل أبراجها،
أطرحوا ياخي، نحنا منفتحين على التصورات كلها؟؟
البلد كلها في الوادي، أما أين بالضبط من هذا الوادي تقوم الكعبة،
فلم أحط به علما بس ممكن جدا تكون في قلب الوادي أو في القيفة؟؟

Post: #248
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-06-2018, 03:45 AM
Parent: #246

Quote: الانسايكلوبيديا هنا تتحدث عن نقوش سنكاريب الملك الاشوري ..
وهذه النقوش مكتوب فيها النص اعلاه ..
اي ان النص اعلاه ليس مادة انشأتها الانسايكلوبيديا ..
من الطريف يا مشرف ومنتصر أن هذه الوثائق على ألواح وأسطوانات الفخار وعلى المسلات والجدر الأشورية/البابلية
لا تتوقف المغالطة حولها على مجرد السؤال أهل أصيلة أو مزورة!! حتى مع أصالتها الأكيدة فهي في الحقيقة لن تعدم مقرا بصدقيتها، ثم من يعيد قراءتها
على ضوء نظرية تبدأ برفض القراءة الغربية اللاهوتية التي جيرتها للموافقة التامة لما في التوراة!
خذا من أطروحات السيد فاضل الربيعي ـ وتعرفون أن قد سبقه لمثلها طريقة السيد كمال الصليبي ـ والموجود سلاسل منها على موقع الجزيرة.نت،
فهو مثلا وعلى أرضية تأويل لغوي في الأساس، لا يقبل بوجود دولة أرامية في سوريا وفلسطين، ولا يظن أن وجود اليهود هناك إلا متأخرا كثيرا وقريبا من عصر
المسيح، وان القدس ليست هي أورشليم وأن بني اسرائيل واليهود كلهم كانوا بعض شعب اليمن، وأن حزقيا اليهودي المذكور في نقش سنحاريب
هو أيضا في اليمن، وأن مصر التوراة لا ينبغي أن تكون هي مصر النيل، وأن الوثائق الأشورية البابلية لو قرئت بانصاف بعيدا عن التحيزات
اللاهوتية والثقافية الغربية، بل وعن الأغراض السياسية، فستؤكد نظريته....وقريبا من نقش سنحاريب الأشوري ساقتبس منه هنا...
http://www.aljazeera.net/news/alquds/2017/12/19/خرافة-الشعب-الآرامي-وتخريب-تاريخ-فلسطين-القديم-4-4
http://www.aljazeera.net/news/alquds/2017/8/8/عزريا-وتجلات-بلاسر-الأول-في-أرض-اليهودية
Quote: لقد جرى تلاعب مفضوح وشامل في قراءة وفهم المضامين الحقيقية لكل النقوش (ما يزيد عن خمسة مجلدات ضخمة في المتحف البريطاني). وأكثر من ذلك، تمّ من خلال هذه القراءة التلاعب بتاريخ المنطقة وتلفيق تاريخ فلسطيني ليدعم أسطورة وجود مملكة إسرائيلية في فلسطين قبل ألفي عام، ولتبرير ما يزعم أنه حق تاريخي في فلسطين؟

ولهذا، إذا ما قرأنا نقوش الآشوريين قراءة نزيهة، ووضعنا جغرافيتها والوقائع التاريخية التي تسجلها ودون تكلف، ضمن جغرافية وتاريخ اليمن القديم، فسوف نكتشف أن الحملة هدفت إلى إخضاع القبائل اليمنية، ومنعها من السيطرة على المقاطعات الحيوية، ولذا خاضت جيوش الآشوريين باستمرار معارك عنيفة من أجل الاستيلاء على الذهب والمعادن الثمينة، وتأمين طرق تجارة البخور التي كانت تتعرض لهجمات واعتداءات القبائل المتمرّدة.
andandandandand****
وهذا أمر مماثل تماما لما يحدث اليوم، فالإمبراطوريات الكبرى في التاريخ البشري تسلك السلوك نفسه حيال الأمم الصغيرة والضعيفة التي تمتلك ثروات العالم. وكما يتضح من السجلات الآشورية، فقد كانت اليمن تحتكر تجارة البخور، وتمتلك ثروة من الذهب، فكانت مقصدهم، وليس جنوب الشام الفقير (فلسطين) الذي كان في الأصل جزءا لا يتجزأ من الإمبراطورية الآشورية.
ترى لأي غرض قرأ علماء الآثار أسماء المدن والجبال والملوك بطريقة مغلوطة؟ ولماذا كانوا يعودون إلى نصوص التوراة فقط لأجل تأكيد أنها في فلسطين؟
*****andandandand
لقد تمّ التلاعب بعقول ملايين البشر على مرّ التاريخ باختلاق شعب آرامي، فقط لأن الاسم ورد في التوراة، وحين تكرر ظهوره في النقوش الآشورية، جرى دون أي احترام للعلم.
أما سنحاريب، فيؤكد في نقوشه أنه واجه السبئيين والآراميين وأحبط محاولاتهم لإسقاط حكم الحاكم/ الكاهن اليهودي حزقيا.
هنا مقتطف من نقوش مسلة سنحاريب:  
7. I captured, I carried off their spoil.
On my return the Aramaeans who
lived along the banks of the Tigris and
Euphrates I conquered and carried
off their spoil. In the progress of my
campaign
 لقد أسرت وسقت غنائمهم، وفي طريق عودتي، الآراميون الذين يقطنون على طول ضفاف الفروت وتقلة، قهرتهم وحملت معي غنائمهم. مع تقدم حملتي
10. I rode on horseback where the terrain
was difficult, and where it became
too difficult (for this) I clambered up
on foot like a wild-ox. Bit-KUamzah,
Hardishpi, Bit-Kubatti, their strong,
walled cities,X
 ركبت على ظهور الأحصنة، حيث كانت الأرض وعرة، وحيث أصبحت تزداد صعوبة، تسلقت بجهد على قدمي مثل ثور بري. بيت كوامزه، وهر- ذي سبأ، بيت كوباتّي (قوباطي)، مدنهم القوية المسورة.
13. and took the road against the Ellipi.
Ispabara, their king, forsook his
strong cities, and fled to distant
parts. Marubishti and Akkuddu,
his royal residence-cities,X
 وأخذت طريقي بمواجهة إلليبا (عليبه) . إسبابابارا، ملكهم، ترك مدنه القوية وفر إلى الأطراف البعيدة، مأرب - يشو، وأكودو (العقودة)، مدن سكنه الملكية. 
19. in the midst of the sea, and died.
Tuba’lu I placed on the royal throne
(and) imposed my kingly tribute upon
him. The kings of Amurru, all of
them,X
يظهر الآراميون كجماعة ضمن حلف قبلي، خاض سنحاريب معاركه ضدهم في مأرب، ثم نصبّ (تبّع إيلو) السبأي على عرش سبأ
وفي عرض البحر، مات. لقد نصبتُ تبع إيلو على العرش الملكي، وفرضت جزيتي الملكية عليه. ملوك أمورّو، جميعهم. 
في هذه السجلات يظهر الآراميون كجماعة ضمن حلف قبلي، خاض سنحاريب معاركه ضدهم في مأرب، ثم نصبّ (تبّع إيلو) السبئي على عرش سبأ. وهكذا خاض سنحاريب معركته لحماية حزقيا اليهودي من تمرد القبائل قرب مأرب: 
3. who was bound by oath to Assyria,
and had given him to Hezekiah, the
Jew,—he kept him in confinement,
like an enemy,—they became afraid,
and appealed to the Egyptian kings,
the bow-men,X
(الذي تم تقييده بواسطة أوث (وجلب) إلى أشور، وتم تسليمه إلى حزقيا اليهودي، --- لقد أبقاه في الحبس كالأعداء، --- لقد أصبحوا خائفين وتوسلوا إلى الملوك المصريين.)
فهل هناك عاقل يمكنه -تحت أي ظرف- أن يصدق ترهات الاستشراقيين، والزعم بأن الملك المعيني في مملكة الجوف اليمني، خذل آراميي سوريا؟
******andandandandand
(رماة السهام)
في هذا الوقت، كانت قبائل الجوف (معين مصرن) تراقب تطورات القتال في مأرب ضد الآراميين، بعد أن أطاح سنحاريب بالحاكم/ الكاهن حزقيا، وكما يقول النقش حرفيا (لقد أصبحوا خائفين, وتوسلوا إلى الملوك المصريين- المقطع أعلاه). ويبدو أن المعينيين (المصريين) امتنعوا عن تقديم أي دعم لللقبائل المتمرّدة في مأرب، وتركوا الحاكم/ الكاهن حزقيا يواجه قدره. وهذا ما يقوله نقش سنحاريب :
45. That Maniae heard of the approach
of my army (lit. campaign), left
Ukku, his royal city and fled to distant
parts. I entered
سمع المعيني بقدوم جيوشي، فغادر (القو) مدينته الملكية، وفر إلى الأطراف البعيدة. لقد ترك المعينيون سكان الجوف وملوكه، حزقيا اليهودي يواجه قدره وأذعنوا لإرادة الآشوريين الذين حطموا الآراميين.
فهل هناك عاقل يمكنه –تحت أي ظرف- أن يصدق ترهات الاستشراقيين، والزعم بأن الملك المعيني في مملكة الجوف اليمني، خذل آراميي سوريا؟

Post: #249
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-06-2018, 07:15 AM
Parent: #248


هاشم المٌعلى
هاشم الحسن ..

استمتعت جدا بقراءة الرابط .. كما وطبعت pdf من رابط م عبدالقيوم برهن القراءة لاحقا ..

طيب!

ما عقدة النقاش هنا؟!!

نحاول سبر أغوار التأريخ لاختبار صحة المرويات واختبار قناعاتنا حول التأريخ

هسع مسألة السردية الأخرى لجغرافيا القصص التوراتي ما موازية تماما لي نقاشنا السردية الاستشراقية لجغرافيا الاسلام .. وده كلام جميل جدا معانا .. والالذ انو اخونا منتصر قد يكون اكثر تقبلا ليهو لانو بعيد عن محيط اعتقاداتو الذاتية ..

كده يا هاشم كلنا ممكن نتفق حول ماهية المرجعيات ..
ما مافي زول قال التواراة مرجع .. مش كده ؟!
هل يمكن نتفق انو بالفهم ده تقل حجية القرآن وتنعدم حجية كتب التراث الاسلامي as well ؟!!

بالنسبة للنقش بتاعي الليل الانسايكلوبيديا ..
انا كنت واعي جدا للفرق بين اورشليم والقدس .. جبل قدش او قدس الذي باليمن لا الشام .. عشان كده جبت نقش هذا الملك الاشوري عن حصارة لاورشليم ذاتها .. والجدير بالكر انو نقش سنحاريب مناقض للنص التوراتي اذ تقول التوراة انو الحصار فشل بينما يؤكد النقش انتصار سنحاريب ..

مع التاكيد انو سبب الاحتجاج بالنص هو, فقط, الاشارة لاهتمام العالم القديم بمدينة اورشليم في مقابل خمول ذكر مكة .. والكلام ده كلو بدون تعنت من قبيل المطالبة بي نقش او فخارايا واحدة تتحدث عن غزو مكة بالافيال على سبيل المثال

المهم يا عملات تبارك

Post: #247
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-06-2018, 03:16 AM
Parent: #245

عزيز منتصر

قلت :
"طيب ممكن تخبرنا لو سمحت بهذه الأدوات وتعطينا مثال لحدث معين وشخوص معينين
وثقوا بهذه الأدوات المعتمدة لديك التي وثق بها تلك الأحداث التي ستعينها لنا"؟؟؟

علم التاريخ الحديث له علوم مساعدة مثل علم الآثار المشكوك في صدقيته من وجهة نظرك،
والعملات النقدية والمسكوكات، وعلم الوثائق ، والجغرافيا وكتب الرحلات وتقاويم البلدان، والمعرفة باللغات إلخ
وتأتي تالياً علمية "التركيب التاريخي"، وتصنيف الوثائق وغربلتها وتمحيصها إلخ ...

بالنسبة لتاريخ الطبري به مشكلة كبيره وهي استناده على "الإخباريين".

وقد انتقده ابن خلدون حين كتب نقلا من كتاب "منهج البحث في التاريخ والتدوين عند العرب":

Post: #251
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-06-2018, 07:38 AM
Parent: #247

هاشم ومنتصر،

سلامات،

مثالب كرون معروفة. ليس منها انها تجهل ما تتحدث عنه. مترجمتها
العربية آمال الروبي (وكتبت آمال رد مطول علي كرون)، حرصت علي
تصويرها بشكل الذكي الماكر.
كرون عموماً لم تكن نقدية تجاه المصادر الغير اسلامية، والمشكلة -
الكتيرين ما بشوفوها- انها لم تكن نقدية بما فيه الكفاية تجاه المصادر
الاسلامية نفسها.
تاريخ الاسلام المبكر موجود في نصّ القرآن نفسه. يجب انو نلاحظ ان
ادبيات التفسير كانت بتفسر القرآن وفق بيئتها، وبالتالي فمثلاً في القرن
الثاني او الثالث الهجري، معروف امامها مكة ليست بتلك الجنّة الغناء فحا يفسروا
علي الاساس دا. وبعضهم قال في الآية "اسكنتهم بواد غير زرع..."، وفي تفسير
جزئية "وارزقهم من الثمرات" قالوا انّ الله وقتها حمل اليهم الطائف من فلسطين !.
ما علينا، انا بصراحة متوقع رد آخر علي القصة دي (تغيرات مناخية مثلاً او الاشارات
دي كلها للطائف)
وليس المواصلة في ترديد الانطباع عن مكة القرآنية كارض جرداء !... بالمناسبة
حتي بتراء جيبسون هي بالقياس الي الصورة القرآنية ارض جرداء ايضاً.
ما علينا، الفكرة الاساسية في رؤية القصص القرآني والامثلة البضربها
وخلافو، كشئ مستلّ ومستوح من البيئة المكية. يعني القرآن ما بتكلم عن
زرع وثمر اهل انطاكية ولا قوم هود ولا غيرو، كل هؤلاء مجرد امثلة للطغيان
المكي، وخلينا نشوف انّ "الكافر النموذجي" يمثّل بشخص مزارع بالمناسبة
(وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره ...الآية)، لكن ما علينا، تبني وجهة
النظر ان مكة القرآنية ارض جرداء ما بصمد ولا دقيقة واحدة، وبدون اي
نوع من الافتراضات. ومضمون الآيات الرد عليها منتصر يوجد عشرات
غيرها تتحدث بصورة مباشرة عن المكيين، مثلاً :

- وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ
خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّٰتٍ
مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَٰبِهٍ ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ
وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ لأَيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

- وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ
وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ
حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

- فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ

- وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ
صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

- يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

وتلاحظ انّ في كل هذه الآيات يمتن الله علي المشركين بانواع المزروعات والثمار
والاشجار والعيون واصناف الانعام المختلفة وغيرو مما جعله متاحاً لهم !
حكاية الصحراء القاحلة وواد غير زرع دي ما بتلتق هنا،
فاين تذهبون ؟

Post: #250
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Yassir Ahmed
Date: 02-06-2018, 07:36 AM
Parent: #1

ألم يقل القرآن بان مكة هي (أم القرى) يعني شنو أم القرى ؟ شيخ منتصر بالله أستسهب في الشغلة دي .

Post: #253
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-06-2018, 08:38 AM
Parent: #250

تاريخ التوراة ملئ بالمشاكل، لكن الاعتقاد بانها تعود فقط الي فترة قليلة قبل
المسيح او انو الجغرافيا بتاعتها في عسير == دا كلام شين.
مشكلة دان جيبسون مثلاً ان طريقته غير علمية، فهو عاوز يثبت وجود اسلام
في القرن السابع في البتراء بدون ما يوضح وجود طبقة اركيولوجية واضحة
للموضوع. وبالاخص انّ المتفق عليه انّ المنطقة كانت مهجورة في ذلك الوقت
بسبب الزلازل !. لذلك سيندر ان تجد اي تعليق او احالة لدان جيبسون، لا عند
كرون ولا عند غيرها من المعروفين في المجال.
تاريخ التوراة به نظريات مشابهة لما لدينا عن تاريخ الاسلام الآن. في نظرية
بتقول بالاختراع المتاخر، اهم من يتبناها هو اسرائيل فنكلستاين، الاستاذ
بجامعة تل ابيب والحائز علي جائزة دان ديفيد من قبل الدولة الاسرائيلية. !.

لكن عموماً كلام الاغلبية انّ نصّ التوراة مبكر جداً وانّ الاحداث المذكورة
ليست بالضرورة اختراع متاخر. شكل الادلة المقدم هنا لم يتحداه اي احد
حتي الآن. ممكن من اراد تلخيص ان يراجع الفصل الاول من كتاب
the bible with sources للعلامة رتشارد اليوت فريدمان.

وفريدمان بعتقد بانو عثر علي الاصل بتاع التوراة، او النواة، الاتشكلت
منها بعد ذلك مصادر متعددة (,D,J,E,P). المدخل للحكايات دي كلها مما
يسمي بالفرضية الوثائقية https://en.wikipedia.org/wiki/Documentary_hypothesis


المهم وعموماً عندنا جماعة بتاعين حلول لغوية، في الاسلاميات لوكسبمورغ،
(شيل النقطتين ديل من فوق ختهم تحت، ثم شقلب الحرفين ديل مع بعض،
وبعدين راجع القاموس السرياني، تك، تلك، ظبططت !).
دي نفس طريقة الصليبي.
المهم فيما يبدو لي نبتت جماعة كيوت كدا عاملين حاجة اسمها "عندما نطق
السراة"، وهو تأويل للتاريخ الديني يموضعه خارج فلسطين، في الحجاز كدا
او اليمن والكلام دا. ومستند كلامهم هو الصليبي وغالباً دون الاشارة اليه.
والجماعة ديل اتباعها مؤلمين جداً انا اتطاقشت معاهم في عدة مرات، لانو
لازم قبل ما يفك اخرو يحاول يوريك انك ما بتعرف حاجة. بكل خبث وذكاء
طبعاً، وفي النهاية تكتشف ان الحكاية كمال الصليبي. المهم انا ما عارف
السبب شنو او الحافز لدي عرب ومسلمين في تبني نظرية مخالفة للمتفق
عليه عند اهل الشغلانة، وتقول بان انبياء التوراة في الحقيقة كانوا في الحجاز،
ما هو جزء مهم من تقديس المنطقة دي (القدس) في الوعي الاسلامي هي
انها ارض الانبياء !، فهل دي حركة انبطاحية. ؟ ام مؤامرة اسرائيلية ؟ ام،
وهو الارجح، مجرد كلام غبي، عاوز يضخم من القيمة الدينية للحجاز علي
حساب الارض المقدسة. !
من ناحية ثانية يوجد الاشكال بتاع انّ البعض يعتقد انّ القرآن هو التاريخ
الحقيقي، بينما التوراة (او علي الاقل الفهم السائد لها) هو تاريخ مزيف،
لذلك ستجد باستمرار محاولة اكتشاف التاريخ الديني البعيد ذلك من خلال
تأويل لكلمات في القرآن (ومثاله انّ وادي طوي هو واد مقدس بالحجاز)،
المهم عموماً فرّاس السواح قام وضّح لكمال الصليبي الطريقة العلمية في
الموضوع، وانو لا يمكن ان تكون البهلوانيات اللغوية دي طريقة جيدة لنقض
الاتفاقات العلمية، الكتاب دا مهم لاي شخص عشان يبدأ ينتقل من امور
الجماعة الكيوت، واصحاب حلول التعويض النفسي، وخلافو، الي مواجهة
الواقع. وكدا. بعنوان "الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم"

Post: #252
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-06-2018, 07:39 AM
Parent: #1



الجدير بالكر ان سنحاريب هو الملك الاشوري الي هزمه (جدنا) تهارقا ...

" خاض ترهاقا حربا ضد الفرس وانتصر فيها وقد قال ملك الفرس ":لقد رأيت قوما أشداء لم أر مثلهم قط". ورغم إمتلاء فترة حكم تهارقا بالحروب مع الأشوريين الإ انه هناك فترات تخللها السلام والرخاء، وقد خاض تهارقا بالقوات الكوشية- المصرية معركة تاريخية ضد الامبراطور الأشوري سنحاريب دفاعاً عن اورشليم بعد أن استنجد به المجتمع العبري، ونجح في وقف الزحف الأشوري وعاد سنحاريب إلى بابل بعد ما يئس من الحصار. "

...
أولئك آبائي فجئني بمثلهم .. اذا جمعتنا يا جرير المجامع
لوووووب

Post: #254
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Yassir Ahmed
Date: 02-06-2018, 08:42 AM
Parent: #1

يا دكتور حيدر أكيد القوات الأشورية والمصرية ؟ قوات مصرية شاركت مع الأشوريين ما عندي معلومة لكن ما راكبة لي ، لجبنهم جينيا

Post: #255
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-06-2018, 08:46 AM
Parent: #1



لا أعلم ولكن الاستحضار الكثيف للايات القرانية في سبيل استقراء بيئة النص الجغرافية مسألة محفوفة بمطبات كثيرة ..

اعتقد انو بيئة النص بيئة عقلية وثقافية اكثر منها جغرافية
بمعنى شنو ؟!
بمعنى انو الكلام مثلا عن الرمان والعنب, مثلا يعني, يستدعي معرفة المخاطب العقلية والثقافية بذلك بينما تكون معايشة هذه البيئة غير لازمة لادراك المعنى .. فقط المعرفة لا المعايشة .. وهكذا هي الحكايات والروايات الخ .. وهكذا هي الخرافة اليس كذلك ؟!! مجرد قدرة عقلية او (ابداع عقلي) على انشاء نص يحمل قدرة تفسيرية لظواهر تتجاوز قدرة العقل البشري ناهيك عن حدود وجودو الجغرافي!!

لا اعلم والله!!

Post: #256
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-06-2018, 08:56 AM
Parent: #255

تحياتي يا مشرّف،

غير ممكن اطلاقاً وبتاتاً، لانّ السياق بالاصل هو الامتنان
علي مشركي مكة بهذه الاعطيات،
فبقول ليهم انشأنا لكم جنات واعناب وعيون وكدا، فانيبوا الي
الله. الرد المنطقي : اين ما تتحدث عنه ؟
ما ممكن تقول لشخص قاعد في صحراء جرداء انو هو يشكر
الله لانه الآن موجود في جنات وعيون. !
تأويلك اغرب من الخيال يا شيخ :)

Post: #257
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-06-2018, 10:54 AM
Parent: #256

نظرة سريعة علي اتجاهين

حاجز جون وانسبرو
------------------
في الأستشراق الحديث، تزعم جون وانسبرو (John Wansbrough)، وهو عالِم دراسات أسلامية أمريكي،
الرأي القائل، بانّ الرواية الاسلامية عن بداية الاسلام، والمكتوبة في حدود قرن ونصف من الهجرة
(800 ميلادي)، لا تعطينا أكثر منا تصوّره مسلمي منتصف القرن الثاني عن ماضيهم، ومن الارجح ان
تكون مختلقة بالكلية. لقد تمت كتابتها بالطريقة التي أحتاج المسلمون في ذلك الوقت ان يعتقدوا ان الاحداث
قد جرت بها. يكتب وانسبرو "انّ لغة التقرير التاريخي (الخبر) هي في نفس الوقت لغة الخيال الأدبي، والفارق
بين الأثنين يكمن في مجرد افتراض نفسي يتشارك فيه الكاتب والقارئ -انّ ما يقال هو حقيقة ما جري- وهذا
الأفتراض هو ما يضفي الأهمية علي الخبر من حيث وجوب حفظه ونقله".
من منظور النقد التاريخي، بالنزعة التشكيكية التي ينطلق منها وانسبرو الفيصل هو المخطوطات، والتي بقدر
كشفها عن روايات مسندة قبل التاريخ المذكور تكون شاهداً علي خطأ نظرية وانسبرو. لكن الواقع هو انّ
المخطوطات غير موجودة او عرضة للشكوك وعلي الاقل فالتقدم في هذه الناحية حديث جداً، تالياً فلا يوجد
مفر من فحص موثوقية المرويات.

تاتي رؤية معارضة لرؤية وانسبرو من قبل المستشرق هرالد موتسكي، والذي يعود الي أحد اقدم مصنّفات
الحديث وهو مصنّف عبد الرزاق الصنعاني (ت 211 هـ). يبرهن موتسكي بشكل مقنع علي وجود تاريخية
تتجاوز الحاجز الذي وضعه وانسبرو (حاجز 150 هـ)، فعدد معتبر من اسانيد مصنّف عبد الرزاق يمكن
بموثوقية وضعها في النصف الثاني من القرن الأول علي الاكثر، وهنا ينتهي موتسكي الي خلاصة
مفادها ان القول باحتمالية كونها مفبركة يكافئ القول بوجود مؤامرة جماعية لتزوير التاريخ، وهي مسالة
مستبعدة.
لتوضيح الإشكالية المتعلقة بها -اي المرويات- يعرض الباحث الكندي هربرت بيرج (Herbert Berg)
مثال تطبيقي وهو الروايات المتعلقة بتفسير الآيات 15(90-91) :
"كما انزلنا علي المقتسمين * الذين جعلوا القرآن عضين".
حيث يدور الخلاف علي معني كل من "المقتسمين" و "عضين".
تسرد الروايات بالنسبة ل "المقتسمين" التفاسير ادناه عن هويتهم
- "اليهود والنصاري"، ايضاً بلفظ "أهل الكتاب".
- قوم صالح
- بعض القرشيين، تنازعوا فقال بعضهم قول ساحر، وقال بعضهم قول شاعر، وقال بعضهم قول
مجنون. يحكي ابن اسحق هنا قصة الخلاف والذي ينتهي فيه الوليد بن المغيرة الي تعليقه الشهير
"والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى،
وإنه ليحطم ما تحته".
وبخصوص "عضين" تقول الروايات "آمنوا ببعض وكفروا ببعض".
يخلص بيرج في تحليله ان كلاً من الروايات التي تفسّر هوية المقتسمين ب "أهل الكتاب"
و "المشركين" تمتلك قدر كبير من الأتساق وتعود علي الارجح
للقرن الأول الهجري، لكن لا مجال لحسم ايهما صحيح. اذن مازلنا في المربع الأول وهو عدم
أمكانية معرفة ما حدث، اذ لدينا روايتين علي الأقل لا يوجد مبرر لقبول او رفض اي منهما.

يستعين بيرج هنا بالخلاصة التي وصل اليها عدد كبير من مؤرخي المسيحية، وهي انّ صورة
المسيح والاحداث المرتبطة به تغيرت تدريجياً في العقود الأولي بعد حادثة الصلب، وقبل ان
نصل نهاية القرن الأول كانت توجد افكار شائعة مختلفة كلياً عن ماحدث.
اذن، نصف قرن من التداول الشفوي كفيلة بتغيير الكثير وبصورة يصعب معها فصل
الواقع عن الخيال، هي خلاصة بيرج هنا. تتاكد صحة هذه
الخلاصة بما تكتشفه دراسات حديثة حول التاريخ المبكر للاسلام
باستخدام القرآن والادبيات الدينية والوثائق التاريخية السابقة
له مروراً باعادة فحص الموروث الاسلامي علي اسس منهجية محدّثة.

Post: #258
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 11:14 AM
Parent: #256

حياك الله الأخ ياسر أحمد
تسمية مكة بأم القرى ورد في قول الله تبارك وتعالى:
وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) 
والشيعي فرقد القزويني
حاول أن يستدل بهذه الآية على زعمه بأن أم القرى ومقام قريش
والنبي صلى الله عليه وسلم ليس مكة
وهذا أمر عجيب
مكة كانت الطائف ثم اليمن ثم مساكن عاد قوم هود عليه السلام
في جنوبها
ونجد ثم العراق وبلاد فارس في شرقها
و مدائن صالح عليه السلام ثم سدوم
مدينة قوم لوط عليه السلام
مرورا ببيت المقدس ثم دمشق شمالا
ثم مصر بلاد فرعون وسكنها يوسف عليه السلام
وغيره من الرسل والأنبياء وكذلك
بلاد النوبة التي منها لقمان عليه السلام
في الغرب منها
تاني شنو !!
حولها دي اكتر من كدا تكون كيف ؟!!!!
عاد عليهم جنس مكابرة تحير!!!

Post: #260
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 11:34 AM
Parent: #258

اما لماذا سميت مكة بأم القرى؟
طال ما صارت مكة هي الأرض غير ذات الزرع
التي بها البيت الحرام الذي وضع فيه ابراهيم عليه السلام
ولده حديث السن مع أمه وتركهما فيها منذ ذلك الوقت
وقبل ذلك كان البيت الحرام أول بيت وضع للناس
ليكون مقر للعبادة منذ مهبط آدم عليه السلام او قبله
وهذا سبب تسميتها بأم القرى لأنها كما قال رب العلمين
أن بها (أول بيت وضع للناس)

Post: #259
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Yassir Ahmed
Date: 02-06-2018, 11:23 AM
Parent: #1

يا شيخ منتصر مش المصريين بقولوا مصر أم الدنيا ، أها مكة أم القرى كلهن ، هههه فكيف لا تكون عاصمة وهي أم القرى كلها جميعا.

Post: #261
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 12:28 PM
Parent: #259

ياأخ ياسر أحمد
يا ليت منتصر حاف كدا
بدون شيخ ولا أستاذ
نعم كما تكرمت هي عاصمة لكل المسلمين
في كل الأزمان والأوطان
ويستقبلها المليارات للصلاة في كل وقت
للصلاة في كل يوم وليلة
وجعلها عاصمة سياسية سيكون
خصما على هذا المقام.

Post: #263
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 01:57 PM
Parent: #261

زمان أهل الحديث ونقاده
في تنقيبهم عن صحة السند إذا كان أحد
شيوخ السند شافوه يكثر التردد على الحكام
والأمراء بشكوا في كلامه لأنهم يعتبرون قصور
الملوك محل كبير لتكثير التلج .
وممكن جدا كسير التلج دا يقود عادي لتكسير الصخور
ونقش ماحدث من تكثير للتلج نتجت عنه بطولات وهمية
وأحداث مختلقة لا أساس لها من الصحة.

Post: #264
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 04:30 PM
Parent: #263

Quote:
مع التاكيد انو سبب الاحتجاج بالنص هو, فقط, الاشارة لاهتمام العالم القديم بمدينة اورشليم في مقابل خمول ذكر مكة .. والكلام ده كلو بدون تعنت من قبيل المطالبة بي نقش او فخارايا واحدة تتحدث عن غزو مكة بالافيال على سبيل المثال
أنت يا محمد المشرف كنت عايز منو اليعمل نقش لحادثة
الفيل والطير الأبابيل.
عايز مثلا يعملها الجيش المهزوم حينما يرجع لليمن
فينقشوا في جبالهم أن جيشهم هزم شر هزيمة
وأن الذي هزمهم طير !!!
جيب لي إنت نص منحوت يتحدث تتحدث فيه أمة من الأمم
أو ملك من الملوك أن جيشه هزم .
أما قريش وأهل مكة والحجاز
لم يكن من عادتهم النقش على الجبال
ثم أننا سألناك ولم تجيبنا في أمور سنتوصل بها
أيهم أكثر موثوقية وصدقية مجرد النقوش والنحت
على الصخور أم الطريقة المتبعة عند علماء الحديث
في إثبات صحة الخبر من عدمها.


Post: #265
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-06-2018, 04:42 PM
Parent: #264

في كتابه "ابراهيم أبو الانبياء" يثير العقاد قضية الوجود التاريخي لابراهيم من خلال الأحافير ، لكنه ينحاز في النهاية الى أن ابراهيم شخصية حقيقية..

المهم، ما أثار انتباهي هو تعرضه للبتراء ، وإثارته العلاقة غير المكتنهة بين آلهة الثقافات المختلفة..

أدناه ما أدلى به بخصوص "البتراء"، والعلاقة بين النبطيين والمكيين:


Post: #266
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 04:58 PM
Parent: #265

ولماذا إيراد كلام العقاد؟!
إنه لا يخدم فكرتكم في شيء
بل هو إعتبر البتراء في مكان
ومكة في مكان آخر
وكلامه فيه إعتبار أن الأنباط قومية
وقريش والعرب قومية أخرى.
إختلاف إثني وإختلاف جغرافي
لم يتجاوزه العقاد هذا الإختلاف
الجغرافي والإثني ولم ينكره.

Post: #267
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-06-2018, 05:20 PM
Parent: #264



منتصر سلامات

ما فاهم انت عاوز تسأل من شنو بالتحديد ولكن غزو مكة بجيش على رأسه فيل (الفيل يدعى محمود بالمناسبه) هو حدث ضخم جدا كانت لتسير بذكره الركبان وتشتعل ليالي تلك الصحراء الجاهلية بالاشعار والروايات .. كما اتصور ان هزيمة اسطورية وملحمية على يد (مناقير بالاحرى) الطيور الابابيل هو كذلك حدث عظيم بالنسبة للمهزوم ويجب توثيقه .. اضف لذلك ان مكانا مقدسا بهذا الشكل الذي تدافع عنو كائنات سماوية كان ليكون جديرا باهتمام اكثر ..

ده رأيي انا الشخصي ..
ومرحب بيك

Post: #268
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-06-2018, 06:03 PM
Parent: #267


Post: #269
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 09:00 PM
Parent: #268

وعليكم السلام يا محمد المشرف
Quote: ما فاهم انت عاوز تسأل من شنو بالتحديد

أنت عارف السؤال ولكنك لا تعرف الإجابة لأنه لا توجد لديك إجابة لكن هناك مكابرة حمل الجبال
Quote: ولكن غزو مكة بجيش على رأسه فيل (الفيل يدعى محمود بالمناسبه)
هو حدث ضخم جدا كانت لتسير بذكره الركبان وتشتعل ليالي تلك الصحراء الجاهلية بالاشعار والروايات ..
ومن قال لك أنه لم تسير به الركبان ولم يكن أمرا مشهورا بين العرب وغير العرب
وخاصة العرب ومن جاورهم
ومستهل سورة الفيل قول الله تعالى: (ألم ترى كيف)
يعني محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم قبل بعثته ومن أيام صباه بهذه الحادثة ومولده مؤرخ بها
فهو مولود في عام الفيل
وسورة الفيل سورة مكية والحادثة لشهرتها ولعظمها كانوا يؤرخون بها
فكيف تقبل قريش بقرآن يذكر أحداث عاشوا زمانها ولم تحدث؟!!!
بل هي حادثة مشهور عند العرب آنذاك وقبل البعثة المحمدية
فيقولون ولد عام الفيل أو ولد بعد عامين أو ثلاثة بعد الفيل وهكذا
وهي كان يؤرخ بها قبل التأريخ الهجري
ثم من قال لك أن شعراء الجاهلية لم يذكروا الحادثة في شعرهم ؟!
فهذا أمية ابن أبي الصلت من شعراء الجاهلية أدرك في أواخر عمره الإسلام ولم يسلم
رغم أنه موحد من الأحناف رغم ذلك منعه الحقد أن يسلم
قال وهو يذكر حادثة غزو ابرهة لأهل الحجاز وللكعبة
إن آيات ربنا ثاقبات * ما يمارى فيهن إلا الكفور

خلق الليل والنهار فكل * مستبين حسابه مقدور

ثم يجلو النهار رب رحيم * بمهاة شعاعها منشور

حبس الفيل بالمغمس حتى * صار يحبو كأنه معقور

لازما حلقة الجران كما قد * من صخر كبكب محدور

حوله من ملوك كندة أبطال * ملاويث في الحروب صقور

خلفوه ثم ابذعروا جميعا * كلهم عظم ساقه مكسور
كل دين يوم القيامة عند الله * إلا دين الحنيفة بور
ذكر حاثة الفيل في شعره التي أدرك زمانها
فهذا عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم يبتهل لله عز وجل
حين جاء ابرهة بجيشه فقال :
لا هم إن العبد يمنع * رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم * وقبلتنا فأمر ما بدا لك
و هذه الأبيات للشاعر الجاهلي أبو قيس بن الأسلت
يقول في حادثة الفيل
ومن صنعه يوم فيل الحبُو ش * إذ كلما بعثوه رزمْ

محاجنهم تحت أقرابه * وقد شرموا أنفه فانخرم

وقد جعلوا سوطه مغولا * إذا يمموه قفاه كلم

فولى وأدبر أدراجه * وقد باء بالظلم من كان ثم

فأرسل من فوقهم حاصبا * فلفهم مثل لف القزم

تحض على الصبر أحبارهم * وقد ثأجوا كثؤاج الغنم
وهذا من شعر نفيل بن حبيب الأكلبي من زعماء قبائل ربيعة في الجاهلية
وواجه جيش ابرهة وقتل من جيش أبرهة 17 ألف ومن جيشه استشهد 3 ألف مقاتل
ولما حدثت الحادثة فروا ولجأ جيش ابرهة الفارين لنفيل هذا ليدلهم على الطريق
فأنشد شعرا
لا حييت عنا يا ردينا * نعمناكم مع الإصباح عينا

ردينة لو رأيت فلا تريه * لدى جنب المحصب ما رأينا

إذا لعذرتني وحمدت أمري * ولم تاسي على ما فات بينا

حمدت الله إذ أبصرت طيرا * وخفت حجارة تلقى علينا

وكل القوم يسأل عن نفيل * كأن علي للحبشان دينا
وأيضا من شعر الجاهلية
ما قاله عبد الله بن الزبعري السهمي في ذكر حادثة الفيل
وهو من شعراء الجاهلية قال :

تنكلوا عن بطن مكة إنها * كانت قديما لا يرام حريمها

لم تخلق الشعرى ليالي حرمت * إذ لا عزيز من الأنام يرومها

سائل أمير الحبش عنها ما رأى * فلسوف ينبي الجاهلين عليمها

ستون ألفا لم يؤبوا أرضهم * بل لم يعش بعد الأياب سقيمها

كانت بها عاد وجرهم قبلهم * والله من فوق العباد يقيمها

ومن ذلك قول أبي قيس بن الأسلت الأنصاري المدني:

ومن صنعه يوم فيل الحبوش * إذ كلما بعثوه رزم

محاجنهم تحت أقرابه * وقد شرموا أنفه فانخرم

وقد جعلوا سوطه مغولا * إذا يمموه قفاه كلم

فولى وأدبر أدراجه * وقد باء بالظلم من كان ثم

فأرسل من فوقهم حاصبا * فلفهم مثل لف القزم

تحض على الصبر أحبارهم * وقد ثأجوا كثؤاج الغنم



Post: #270
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-06-2018, 09:09 PM
Parent: #269

القبانجي: اسطورة الفيل وأبرهة الحبشي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=335292

Post: #271
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 09:42 PM
Parent: #270

مسحت ما كتبته بمحض ارادتي
حتى لا تظنوا أننا عاجزين عن
الرد .
تعالوا بكل شبهات الدنيا
المثارة ضد الدين وضد القرآن وضد
الإسلام
وسنرد عليها إن شاء الله
ونبين بطلانها وهشاشتها
وأنها لا تنهض على ساق

Post: #272
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-06-2018, 10:05 PM
Parent: #271

غايتو يا منتصر، قربت تقول ليهو خليك راجل وأطلع معاي الخلا،
يا أخي، إتّا المفروض تحمد ربك صبح وعصر عشان لقيت فرصة تتناقش ليك مع علماء، مفكرين وفلاسفة زينا كدا،
دي آخر مخاشنة ليك، لو عدتها، بنقص ليك كوتة المداخلات لواحدة في اليوم زيك وزي اسماعيل
أعمل حسابك

Post: #273
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-06-2018, 10:50 PM
Parent: #272

وسنرد على كلام الرافضي البائس إن شاء الله
الذي جاء الخواض برابط له ونفنده بالأدلة الصريحة
متى ما توفر لي وقت .

Post: #307
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-09-2018, 11:37 PM
Parent: #270

يقول الشيعي الغبي بتاع الخواض القبانجي
Quote: ونلاحظ على هذه القصة:
أولاً: إنّ الفيل بطيء الحركة جدّاً ولا يعيش
إلاّ في أفريقيا والهند حيث الغابات الاستوائية
ووفرة المياه والأرض المستوية، واليمن أرض
جبلية وعرة والطريق إلى مكة صحراوي، والفيل
لا يستطيع قطع هذه المسافة الطويلة من اليمن
إلى مكة، إلاّ لعدة أشهر، فالمسافة التي يمكن لجيش
كبير أن يقطعها بالخيل والإبل في اسبوع واحد، تستغرق
مع الفيل عدّة أشهر، وفي هذه المدّة الطويلة يحتاج الفيل
لوحده إلى عدّة أطنان من العلف والماء،
هذا كلام غير صحيح نعم أن الفيل سرعته
أقل من سرعة الخيل والإبل ولكنه ليس بطي جدا فسرعة
الفيل تصل إلى 40 كيلو في الساعة وسرعة الخيل 70 كيلو
في الساعة والابل 65 كيلو في الساعة
فالفرق ليس كبيرا كما حاول ان يصور لنا
والفيل له قدرة أكبر من الخيل والإبل على التحمل
وبإمكان الفيل المشي
70 كيلو دفعة واحدة دون توقف وهناك أفيال
أفريقية صحراوية عندها قدرة على تحمل العطش
ويمكن أن تصبر اربعة أيام دون أن تشرب المياه
وللفيل قدرة على صعود المترفعات مثله مثل الخيل
ولا يقل الفيل
قدرة على صعود الأماكن المرتفعة عن قدرة الخيل والإبل
والأفيال تتغذى على أكل الأشجار ولو كانت أشجار صحراوية
وقال علف قال ! شيعي أرعن
والأشجار الصحراوية متوفرة جدا في الطريق بين صنعاء ومكة
وأنا أعرف هذه المناطق جيدا وكذلك الآبار متوفرة
وفي الطريق من صنعاء عاصمة ابرهة
إلى مكة توجد آبار في الطريق وليس هناك
مشكلة مياه فالطريق مليء بالقرى
والطريق من صنعاء إلى مكة لا يحتاج
قطعه إلى شهور كما زعم فالطريق لا يزيد كثيرا عن ألف
كيلو متر ولو كانوا يقطعون في اليوم 200 إلى 150 كيلو متر
فسيصلون إلى مكة خلال أسبوع أو عشرة أيام بالكثير.
خسئت يا غباء نجى

Post: #274
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-07-2018, 06:39 AM
Parent: #1



Quote: وقد شرموا أنفه فانخرم


جاهلي ده يا منتصر ؟!!!

عموما لن أخوض نقاشا حول علم الآثار والنقوش التأريخية والطرق المعتمدة لتحديد تواريخها ولكن ده لينك ممكن يفيدك كاجابة
https://en.wikipedia.org/wiki/Epigraphy#Methods_of_dating

Post: #275
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-07-2018, 07:27 AM
Parent: #274

المشكلة انو منتصر بيعارض بديهيات في العلوم مثل العلوم الاثرية والنقوش والوثائق وكيفية معرفة تواريخها وفرز المزور من الصحيح.

أدناه تلخيص للفيلم الوثائقي وورد في كتاب "تاريخ الاسلام المبكر"، الدكتور محمد آل عيسى.

الفصل الأول
الإسلام القصة التي لم تروى
)تلخيص لبرنامج وثائقي بهذا العنوان(

هل كان العرب الفاتحون مسلمين 2 ؟
لا يوجد أدلة ثابتة يمكن التحقق منها بشأن الدين الذي كان يعتنقه هؤلاء ا لفاتحون. ومكة كمكان مولد الإسلام كما يعتقد المسلمون لم تذكر في القران.ولم تذكر طوال ستين سنة بعد تاريخ وفاة محمد المفترض. وان كان المفسر ون يعتقدون أن بكة هي مكة.

المراجع البيزنطية وكذلك الفارسية لم تذكر شيئا عن دين الفاتحين العرب فكيف يمكن التأكد من أن الإسلام كدين كان موجودا عندما دخل العرب بلاد الشام؟ السؤال الجوهري هو: هل كانت الفتوحات نتيجة للإسلام أم كان الإسلام نتيجة للفتوحات؟ أيهما اسبق دين الإسلام أم امبراطورية العرب؟ كيف كان للعرب أن يقوموا بغزو الشام والعراق ومصر بدون أن يكون لديهم دين مختلف؟

هناك ستار غامض يحمي محمد لا يمكن تجاوزه. محمد والقرآن والإسلام:
كيف تركبت الرواية لا أحد يعلم. ثمة ظلام دامس يغلف هذه القصة.
فهل قصة الإسلام الحقيقية هي القصة التي يرويها المسلمون الآن؟

أقدم كتاب عن السيرة المحمدية كتب بعد مئتي سنة من وفاة محمذ المفترضة. والتراث الشعبي يعني أن نتذكر فقط الأشياء التي نريدها. فالنصوص االإسلامية الأولى لا تذكر محمدا بالاسم. ولا نملك أي مفتاح يمكنه أن يحل لغز التراث. أما المسلمون العاديون فيحملون قصصا خرافية عن بدايات الإسلام.
فهل لها أي صلة بالحقيقة؟

في السجلات التاريخية للقرن السابع لا يوجد ما يمكن تسميته بالإسلام.وعندما جاء العرب إلى القدس لماذا بقي المسيحيون في أماكنهم؟ لو كان القادمون الجدد يحملون دينا مختلفا لكانت هناك ثمة مقاومة أو رفض أو مواقف سلبية على الأقل.

اليهود في فلسطين تركوا بصمات وكذلك الرومان أما العرب فاين بصماتهم؟ لقد سيطر العرب على القدس بمفاوضات سلام ولم يكن أحد ليعلم ما هو الدين الحقيقي للقادمين الجدد. فلماذا لم يثر المسيحيون في القدس على الغزاة؟ لماذا وصف العرب القادمون بأنهم مؤمنون؟ هل كان دينهم شكلا من أشكال المسيحية / اليهودية؟ فقد بدا الحكام العرب أقرب إلى اليهود... بل انهم قاموا بالصلاة على أطلال المعابد اليهودية. وعندما بنى العرب أكبر مسجد وهو قبة الصخرة بنوه على أطلال الهيكل اليهودي.

التساؤل الخطير: هل كان الإسلام موجودا في الحجاز بعد ثلاثين عاما من وفاة محمد المفترضة؟
لا يوجد أي إشارة في سجلات معاوية بن أبي سفيان تدل على أنه مسلم
ولا يوجد أي ذكر لمحمد. صحيح إن أقدم مصادر الإسلام هو القرآن والق آ رن يطلب من النبي اتباع ملة إبراهيم، فهل كان هذا الإسلام هو عودة نصرانية إلى اليهودية لرفض المسيحية الهللينية؟ )يعني انتصار النصرانية الشرقية على المسيحية الرومانية الغربية(.
لا يوجد أي مصدر إسلامي مبكر يشير إلى بكة التي فسرت على أنها مكة ولا يوجد أي إشارة إلى مكانها الجغرافي . ولغاية مئة سنة من وفاة محمد المفترضة لم تذكر مكة فكيف عرف بالفعل أن محمد إن وجد أتى فعلا من مكة؟

أما بالنسبة للمسجد الحرام، فلم يذكر القرآن انه في مكة. ويرى بعض العلماء انه مسجد يتجه في قبلته نحو الشرق قبل أن يتم تحويل القبلة باتجاه مغاير أقرب إلى الشمال كما تقول بعض المصادر المسيحية. كما لا يوجد في القرآن أي إشارة إلى أن الوحي نزل في مكة.
يرى البعض أن القرآن الذي يسرد القصص التوراتية والانجيلية كان عبارة عن رد نصراني على النقاشات اللاهوتية في ذلك الوقت. ويلاحظ أن الق آ رن يخاطب فلاحين واهل مكة بدو وتجار ونصوص القرآن على الأغلب تناسب جغرافيا سورية. والقسم بالتين والزيتون لا يمكن أن يكون إلا حيث يكثر التين والزيتون أي في بلاد الشام وليس في الحجاز. وهناك مدينة في النقب الفلسطيني تدعى أفدات أو عبدات قد تكون هي الأقرب إلى جغرافية القر آن . كما أن هناك ذكر لقصة لوط وسدوم وعمورة وعند ذكر القصة يخاطب القرآن جمهوراً يصعد صباح مساء إلى المنطقة، وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون؟

فهل كان أهل قريش يصعدون صبحا ومساء إلى مدينة لوط وهي على بعد ألف كيلومتر وأكثر؟
فمن أين أتى الق آ رن؟ وهل في زمن واحد؟ إن البحث عن مصدر للق آ رن أشبه بمن يحاول اللحاق بالسراب. وعندما احتل العرب نصف العالم لم يذكروا مكة ولا الإسلام ولا محمد. وعندما أقاموا الإمبراطورية وسكوا العملة لم يذكروا الإسلام ولا محمد. ولستين سنة تالية لم يذكر الحكام اسم محمد. فهل بالإمكان القول إن الإسلام لم يخلق الإمبراطورية العربية بل أن الامبراطورية العربية
هي من خلق الإسلام؟

فالإمبراطورية العربية هي الإمبراطورية الأموية في مواجهة الهاشميين. وظهر من الهاشميين عبد الله بن الزبير ليقاوم معاوية وكان هو أول من ذكر اسم محمد وكان ذلك في عام 536 للميلاد.
وكما تبنى قسطنطين المسيحية ليشرع إمبراطوريته ، كذلك فعل ابن الزبير فاخترع الإسلام؟؟ أو تبنى الإسلام ؟؟ ليبني امبراطوريته. وبينما انتصر قسطنطين بتبنيه المسيحية انهزم ابن الزبير بعد تبنيه الإسلام لكن العبقرية الأموية تجلت في تبني إسلام ابن الزبير والانطلاق من تلك البداية واستكمالها.

وفي عهد عبد الملك بن مروان تم ذكر اسم محمد للمرة الأولى على العملة النقدية المعدنية وتم بناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى في مكان الهيكل اليهودي وثبت عبد الملك إن الدين عند الله الإسلام.



Post: #277
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-07-2018, 08:14 AM
Parent: #275

استاذنا الخواض سلامات،

محمد آل عيسي يتبني نظرية مفادها ان الاسلام
والقرآن ومحمد كلها اختراعات متاخرة اموية،
بحسبان انه لا يوجد توثيق لذلك مطلقاً ما قبل
عهد الامويين. وهذا الكلام غير امين طبعاً.
ويذهب الي انّ العرب المتاخمين لسوريا ورثوا
الادارة في سوريا بتكليف من البزينطيين وهم
من قام لاحقاً بانشاء ديانة سميت بالاسلام مع
فبركة تاريخ لها.
المسألة لا تتعلق بسوء تفسير بل هو لا يواجه
واقع الوثائق الخارجية الموجودة وتبدأ من حدود
634 ميلادية او حتي قبلها علي اختلاف بين
الباحثين.
طيب من هو هذا الشخص بالاصل ؟ لا يمكن هنا
تقييم الكلام بمعزل عن قائله لانه يسرد معلومات
وكانها متعارف عليها علمياً ونحتاج قدر مر الثقة
في مؤهلاته كأن يكون شخص معروف في المجال
علي الاقل. الحقيقة هو اسم غير موجود، غالباً شخص
باسم منتحل. ثم كتابته تخلو من توثيق للمصادر العلمية
بحيث لا يمكن مراجعة اي فكرة يطلقها.
اظن الوحيد الذي ليس له وجود تاريخي هنا هو الدكتور
محمد آل عيسي نفسه

Post: #276
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Yassir Ahmed
Date: 02-07-2018, 07:34 AM
Parent: #1

يا دكتور حيدر ، لو غزو الكعبة بأصحاب الفيل حدث وهمي، مش كان دي فرصة لكفار قريش يكذبوا القرآن ؟ لو منطقي ده صح

Post: #278
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-07-2018, 09:27 AM
Parent: #276

في ثلاثة آراء مخالفة للتفسير التراثي

الاول بقول ان القصة حدثت فعلاً ولكن مضاف
لها عنصر عجائبي بينما حقيقتها ان الجيش
الغازي اصيب بمرض الجدري وفي الطريق
مات الكثير منهم ورجع البقية. وان تفسير
العرب لآثار الجدري تلك لاحقاً تحوّل الي
حجارة صغيرة حارقة القطتها الطيور.

الثاني ان القصة تحكي معركة بين الفرس
والروم استخدمت فيها الافيال وحدثت
عشية الاسلام

الثالث ان القصة تحكي واقعة قديمة جداً
علي نسج الامم البائدة لغزو ملك الاشوريين
لبيت المقدس وان الطير الابابيل المقصودة هي
الملائكة وحجارة من سجيل كما ورد في قصة
لوط اسقطت علي ذلك الجيش من السماء

Post: #279
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-07-2018, 11:21 AM
Parent: #1



ياسر سلامات

وكما قال م عبدالقيوم ..
المسألة اصلا حول صحة الرواية المرتبطة بسورة الفيل ومتى تم نسجها ..

بمعنى تاني السورة بحد ذاتها لم تحكي حكايتها ..
السورة لم تذكر ان اسم الفيل هو (محمود) .. ... تصور !!
السورة لم تذكر انو ابرهة بنى كنيسة وجاء احد الاعراب اهان قداستها بالتبول او التبرز الخ الخ ..
السورة لم تذكر انو الله سبحانه وتعالى عاقب عباده المسيحيين لتعديهم على الوثنيين والمشركين من اهل مكة

وهكذا يا ياسر
وهذا ما نناقشه هنا .. اختبار صلاحية الروايات الاسلامية

Post: #280
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-07-2018, 11:47 AM
Parent: #1





Quote: غير ممكن اطلاقاً وبتاتاً


غايتو جنس احراج :)

يا م عبدالقيوم ياخ ادينا فرقه شوية لمباصرة هذا الانبهام

Post: #281
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-07-2018, 01:49 PM
Parent: #280

ههههههه متاسفوون العزيز المشرّف طيب
نعوض بهدية الفيديو دا في تفسير سورة
الفيل من صديقنا عثمان فيصل



Post: #282
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-07-2018, 01:54 PM
Parent: #281

أعتقد يا قيوم، الطير الأبابيل لا بد أن تكون الرياح التي تحمل فيروس الجدري،
الحجارة من سجيل هي دخول الفيروس لداخل الخلايا

صدق عليٌ بن أبي طالب
هذا القرآن حمال أوجه

Post: #283
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-07-2018, 02:00 PM
Parent: #281

النتيجة الطبيعية لمتابعة لوكسمبورغ
يطلع هيثم طلعت يديك عشرة صفر

قصة علماء السريانية الفي يوتيوب دي عجيبة.
الكلام بخصوص
فيديو الشاب شريف جابر المثير للجدل مؤخراً




Post: #284
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-07-2018, 04:27 PM
Parent: #283

Quote: علم التاريخ الحديث له علوم مساعدة مثل علم الآثار المشكوك في صدقيته من وجهة نظرك،
معقول إنت يا الخواض البتكلمني عن الشك وعن الرأي الشخصي والمعتقد الشخصي؟!
يا أخي أنا لما أمس كتبت أسئلة موجهة لك لأتعرف على معتقداتك الخاصة تجاه الدين والله عز وجل
جاني أبو بكر عباس طائر واتهمني بأني متطرف وعايز أعمل مشاكل واضطريت أمسح الرسالة وأقوم بتعديلها
يا أخ الخواض لسنا نحن بصدد الكلام عن المعتقدات الخاصة وفلان يشك وفلان لا يشك طالما
قبلنا بمحاورتكم وأنتم وضعتم كل شيء في موضع الشك.
بالنسبة للآثار فهذه الكعبة المشرفة ماثلة وموجودة وهي بناء قديم آخر بناء تجديدي لها كان قبل قرابة 1400 عام
وهناك بئر زمزم عمره آلاف السنين وما زال يشرب منه الملائيين
وهناك مقابر وهناك غار حراء وغار ثور وغير ذلك من الآثار
وبرضو مجرد رسم على جدار أو نحت على جدار لا يعني منطقيا أن بالضرورة ما تم رسمه
حقيقة مطلقة غير قابلة للشك إذا وجدت معطيات معينة تتعارض مع ما تم رسمه ونحته ونقشه .
Quote: والعملات النقدية والمسكوكات:
يعني دا العلم الإعتمدتو عليه بأن معاوية ابن أبي سفيان مسيحي؟؟!
دي كان بقت أدواتكم وطاتكم اصبحت.
Quote: وعلم الوثائق
طيب القرآن ألم يكن وثيقة وهو كتب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
وكان مصحف عثمان ابن عفان رضي الله عنه الذي كتبه في وقت النزول.
هذا المصحف نسخت منه كل مصاحف الدنيا دون أدنى اختلاف.
قارن هذا بالإنجيل ذو ال34 نسخة مختلفة
Quote: والجغرافيا:
زي جغرافية دان جبسون بتاعكم الطلعناها ليكم شمار في مرقة
وبعدين أين الآثار التي اعتمد عليها دان جيبسون لتثبت دعواه ؟!
أين أدوات التاريخ الحديث التي أثبت بها دان جيبسون أن الكعبة كانت بالبتراء؟!
لم تأتوا بأي أثر أو وثيقة أو أي شي مما ذكرته تعضد زعم دان جبسون الذي هو أصل موضوع البوست!!!
أنت لو كنت تؤمن يا خواض بما ذكرته بأن هذه هي أدوات التعرف على التأريخ
لما قمت بعمل هذا البوست أصلاً للترويج لمزاعم دان جبسون التي لم يعتمد فيها على هذه الأدوات التي ذكرتها أنت
دان جيبسون الذي كان كلامه لا يعتمد على أي دليل مما ذكرت أنه أدوات لتدوين التاريخ!!!!
في العصر الحديث
Quote: وكتب الرحلات :
طيب هذه الأحاديث المدونة للسيرة والتاريخ الإسلامي
سجلت كلام إناس لم يكونوا مجرد رحالة عابرين فقط بل كانوا معايشين للأحداث ودونوها في كتب
فالحديث النبوي تم تدونه منذ عهد الصحابة عليهم الرضوان
والرحلات كان يقوم بها من جمع الحديث من بلدان مختلفة ووجدوها متطابقة رغم تباعد البلدان
Quote: وتقاويم البلدان، والمعرفة باللغات إلخ
وتأتي تالياً علمية "التركيب التاريخي"، وتصنيف الوثائق وغربلتها وتمحيصها إلخ ...:
تقصد شنو تقاويم البلدان ؟
وبالنسبة للغات التاريخ الإسلامي كتب باللغة العربية وهي ذات اللغة التي كان يتحدث بها أصحاب كتب التاريخ
وهي لغة من أرخوا لهم وليست هناك مشكلة ترجمة تتسبب في تحريف المعاني والتصرف فيها
أما بالنسبة لعملية التركيب التاريخي التاريخ الإسلامي مدون بطريقة متسلسلة تسلسل سلس عام بعد عام منذ
بداية البعثة الإسلامية وبترابط تام
أما بالنسبة لتصنيف الوثائق وغربلتها وتمحيصها فدونك علم الحديث وعلماء الجرح والتعديل في توثيق الخبر
الموثوق وتضعيف الخبر المشكوك فيه ورد وابطال الخبر المكذوب وكل ذلك بأدوات واضحة ومتفق عليها ,
Quote: بالنسبة لتاريخ الطبري به مشكلة كبيره وهي استناده على "الإخباريين".
وقد انتقده ابن خلدون حين كتب نقلا من كتاب "منهج البحث في التاريخ والتدوين عند العرب":
أين كلام ابن خلدون الذي سخر فيه على كلام الطبري لا يوجد فيما نقلته ؟؟؟!
حتى أعلق عليه .
أما بالنسبة للإعتماد على الإخباريين فهي فهي ذات الوسيلة التي ؟إعتمد عليها ابن خلدون ولكن ابن خلدون كان لا يقبل بكل خبر
ويخضع الأخبار للتمحيص والمراجعة .ولا تضطرني للخوض في علم الحديث والجرح والتعديل الذي تكفرون به .
فعندكم لا فرق بين الصادق والكاذب كل يؤخذ منه ويرد وفق الأهواء والرغبات الخاصة.

Post: #285
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-07-2018, 05:19 PM
Parent: #284

Quote: يا هاشم، هل البيت الحرام الحالي يقع في وادي؟
دايرنا برضو نوريك وادي معناها شنو ؟!
ول برضو جبتو ليها معنى جديد؟!
الوادي هو الأرض المنخفضة بين مترفعات جبلية أو هضاب.
وكذلك مكة المكرمة هي في أرض منخفضة بين جبال ومرتفعات.
وبذلك هي وادي .
وقد يكون الوادي جاف وقد يكون به ماء موسمية
كبعض الخيران والأنهار الموسمية كنهر القاش بشرق السودان
وقد يكون به ماء دائمة كوادي النيل.

Post: #286
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-07-2018, 08:46 PM
Parent: #285

أهلا محمد

دكتور محمد آل عيسى كما قلت سيدي هو اسم حركي كما اعتقد مثلك.

طبعا السبب ان الثقافة الاسلامية المعاصرة لا تسمح بحرية البحث العلمي ولذلك يضطر الكثير للصمت أو استخدام اسماء حركية وهمية ...

والذين يعتقدون اننا منبهرون بكل ما هو غربي، مخطئون...

لكن الثقافة الغربية ثقافة نقدية، وهي تتيح لنا هذا المجال الرحب للتفكير وإعادة التفكير....

Post: #287
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-08-2018, 00:21 AM
Parent: #286

مرّة مشيت صلاة الجمعة في دار تحفيظ القرآن بشمبات
الامام كان تجاني حسن الأمين
قال: إذا البحار سُجرت
أي اشتعلت
ومنها جات كلمة سجائر
واشتعال الماء هو القنبلة الهيدروجينية
سبقناهم ليها
قلت لأجنبي جوّة الجامع:
دا نجر أخضر عملو هسّ

المداخلة دي لو أوف بوينت؛ أعفوا لي

Post: #288
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-08-2018, 02:04 AM
Parent: #287

https://www.0zz0.com
Quote: ومنها جات كلمة سجائر
ههههههههه
على الأقل في قرينة اشتقاقية وصوتية عند المرحوم تجاني بين سجرت وسجاير، اعتبرو مبحث سرياني لبناني ياخ هههه
لكن عليك الله برضو ما أحسن من القرينة الفي استنتاج صاحبك دي بريمار ودارسيه كما الفي الصورة دي.
قال لا يفرق كثيرا، قال!!
بالمناسبة شكرا ليك فقد قرأت الكتاب كله وأجده، لأسباب عدة، أفضل من أشغال توم هولاند ومن زول التقية العيسوي مثلا..
وطبعا انت عارف إنو الكتاب فيه اثباتات كثيرة لكثير من السيرة الإسلامية المتواترة نفسها وعن مصادر غيرها كمان
إلا إنني أظنه فشل في توفير اي مستمسكات لمسعاه الأساسي في اثبات أن النص القرآني لم يكتمل إلا لاحقا.
ليس بمنطق كما الفي الصورة على أية حال.. ثم أن بيرمنجهام تجب ما قبلها ولّ شنو؟
والقول في الخصوص هو أقرب لما قالت ألواح صنعاء سواء الجلدية أو الصخرية
حتى لو جهجهت فيل أبرهة بين تربة معد والمكابيين، فمحمد ع سعد بلقا لينا مخارجة؟؟
بخصوص أفيال المكابيين والفرس والأبابيل، لازم يوم أرجع لعرضة المشرف مع تهراقا، هيييع أنا أخوك يا بعانخي هههه
فغير سنحاريب أورشليم ففي تلك السيرة كمان سنجد أسرحدون وأشوربانيبال بتاع الأقصر ولّ كيف هههه
والأهم من ذلك ففيها شغل يهود حلو يمر بهيرودس شخصيا وقد يصلح لأشغال ود ضيف الله:)
ـــــــ
ياخي مواضيعكم متشعبة وفيها مداخل للرأي والونسة كثيرة لكنها، لضرورات عندي، لازم تؤجل..
إلا بس الصورة دي غلبني أفوتها لأبكر من باب الشيء بالشيء يذكر. كلو إلا البروف هههه!!
ــــــــ
ثم، يا عزيزنا ود سعد، متابعك وواضح لي إنك لا قبلان بالبتراء ولا راضي بمكة،
من بتاتا وأبدا كلو كلو ديك، فشكلك راقدلك فوق أراء كتر كتر، عن مكان آخر ذي زرع وثمر!!
ما تفك أخرك ياخي وتقول مكان بدايات الإسلام كانت وين حسب رأيك!!! :)
المقريزي قالوا مرقها في أور السومريين والأكاديين والنبي إبراهيم، إلا بعدين نكر هههههه

بالمناسبة هل صاحبك عثمان فيصل ـ هو شقيق أصغر لأحد أفضل الكتاب والساسة السودانيين؛ بابكر فيصل؟
جننا أسئلة شخصية لكن بابكر حبيبنا والله، وفي صاحبك شبه منه، فأعفي لينا؟؟

Post: #289
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-08-2018, 03:27 AM
Parent: #288



في عامي ٧٢٥-٧٢٦ ميلادية كانت هنالك انتفاضات للأقباط المصرينن ضد ظلم الفاتحين الجدد الذين خلّصوا السكاّن الأصليين من ظلم الرومان كما تقول "سردية" الفتح الإسلامي لمصر ....

Post: #290
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: أبوبكر عباس
Date: 02-08-2018, 03:53 AM
Parent: #289

يا هاشم، قلنا ليك
محمد ع قيوم منّا آل أليزابيث

Post: #291
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-08-2018, 07:01 AM
Parent: #290

سبق ان بسطنا الجزء الاول من رد دكتور عدنان ابراهيم على دان جيبسون وما يسميهم بالمستشرقين الجدد.

أدناه الجزء الثاني :


Post: #292
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-08-2018, 07:11 AM
Parent: #1

Quote: فشكلك راقدلك فوق أراء كتر كتر، عن مكان آخر ذي زرع وثمر!!


لالا لا تفوتنا آ زول ..
ماشي وين؟!!
ثم ان هناك الكثير ليقال هنا وهناك ..
هسع (قطعية) م عبدالقيوم دي ما بفوتها من دون ما نحكها معاهو .. لاسيما لو كان راقدلو فوق رأى .. لانو في الحالة دي حتكون الميثودولوجي بتاعتو مبنية على حاجات من هذا القبيل ومهم جدا نعمل فالداشن ليها ..


المشكلة الاساسية في تناول بدايات الاسلام هي انعدام المرجعيات او -بالاحرى- تراكم المرجعيات ال invalid عنندما يأتي الأمر لضوابط العلم والمنهجية او المقاربة العلمية للتأريخ..

انا في تصوري انو النص القرآني اصلا مكان مسائلة تأريخية لامور من قبيل متى تم جمعه ومتى اكتمل وهل تساقطت منو اجزاء او أضيفت الخ الخ ..

ده واحد ... اتنين طبيعة النص القرآني ذاتو .. والتي في اعتقادي انها طبيعة عبقرية جدا و -كما اشار أ عباس- عن سيدنا على حمالة أوجه كثيرة .. فكيف يكون المدخل اليها .. وكيف نعمل Validation علمي لمدخلنا ده او داك ..

خذ مثلا مسألة اخذ اية من القرآن الكريم ومحاولة بناء بيئة جغرافية للمخاطبين ..
أولا ماهي الكيفية لليقين أن السياق هو سياق خطاب مباشر وواقعي لا يحمل ادنى قدرا من الرمزية واحتمالات التأويل والقراءات الموازية ..
لو عدنا لكتب التفسير فاننا نقع بذلك فيما اسميناه بتراكم المرجعيات ال invalid .. ولو اسقطناها يكون السوال هو كيف نعمل فاليداشن للمقاربة بتاعتنا وفي البال كلامات كتيرة منها ما سرده هذا الشاب في الفيديو حول اعادة انتاج للادبيات الدينية القديمة للكنيسة السورية

مثال سورة الفيل دي
وتابع معي تقييمي الشخصي ( ما مُصر عليهو شديد)

المخاطب: أهل مكة/البتراء/كسلا الخ الخ .. المهم هم الناس الذين شهدوا بدايات الاسلام
محتوى الخطاب: اعادة انتاج لحكاية كنسية سورية او حكاية عن ملك حبشي اسمو افيليس (الفيل) او اي حاجه ..
فضاء الحكاية وده المهم ليس مكة ولا البتراء وانما فضاء آخر وكل المطلوب انو يكون معروف للمخاطبين
الخلاصة اننا نتحدث عن بيئة عقلية تستوعب هذه الحكاية ولا نتحدث عن بيئة جغرافية الا في حدود انو تأثير الكنيسة السورية يكون وصلها ..

وهكذا يعني يا م قيوم وهاشم

Post: #293
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-08-2018, 12:56 PM
Parent: #292

محمد المشرف قال:
Quote: المسألة اصلا حول صحة الرواية المرتبطة بسورة الفيل ومتى تم نسجها ..
محمد المشرف بقول : (متى القصة تم نسجها)!
معنى ذلك أن محمد المشرف قاطع الشك في أن القصة غير حقيقة .
وأنها منسوجة نسجا
أنا لا أطالب محمد المشرف بأن يصدق القصة لأنه لا يؤمن بالقرآن الكريم
الذي ذكر القصة ولا بالأخبار المفصلة لها.
لكني أطالبه أن يقدم أدلته التي تأكد بها وتوصل بها
على أن القصة لم تحدث
؟؟؟؟؟،،،
الذي أعرفه من السهل أن يشكك الإنسان في صحة حدوث شيء
بسبب كفره بالأدلة ومصادرها
ولكن من المستحيل إثبات أن الشىء المعين لم يحدث
إلا إذا كان الشخص المعين حاضر وشاهد عيان
وقت حدوث القصة
أو أن يأتي بشواهد قوية تثبت استحالة حدوث هذا الأمر
أو يكون هو من خلق الكون وهو الأعلم بما كان .

Post: #294
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-08-2018, 02:18 PM
Parent: #293

Quote: فضاء الحكاية وده المهم ليس مكة ولا البتراء وانما فضاء آخر
برضو بنطالب محمد المشرف بالدليل
على أن الحادثة تمت في فضاء آخر غير مكة؟؟؟؟
أم الحكاية مجرد إسفاف؟

Post: #295
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-08-2018, 05:00 PM
Parent: #294

بداية الاسلام ذات علاقة وثيقة بمكة دا هو
الخلاصة المعقولة بالاصل
نلاحظ انو المستشرقين البتكلموا عن بداية
متأخرة للاسلام في الشام وفبركة تاريخ
له في مكة، بتفادوا مناقشة مسائل الذاكرة
الجماعية والنسيان وحدود الاسقاط والتعديل
والحذف والاضافة الممكن تمارسها السلطة
والجماعة علي تاريخها.
دان جيبسون اتبرع بمواجهة سؤال كيف اختفت
البتراء، وقال ان العباسيين حذفوا كل الاشارات
لها من الوثائق الموجودة !
من ناحية ثانية ما عندنا حل لجغرافيا القرآن
الغير مطابقة لمكة
واعتقادي ان الحل الصحيح يجب ان يستوعب
مكة في المعادلة
وقيد التفكير بعض الاشياء ليست مطروحة وبانتظار
اما ان يطرحها شخص بالطريقة العلمية او الواحد
يقوم يتفرغ للتهور دا 😌

Post: #296
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-08-2018, 07:08 PM
Parent: #1



أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)

يا منتصر ياخ هداك الله شنو الفي كلامي خلاك تقول اني لا اؤمن بالقرآن الكريم ؟! ..
وانت ذاتك شنو البخليك تحكم على ايماني من عدمو ؟!
انت الله ؟!

اعلاه سورة الفيل ..
5 آيات ..
انا انكرت ياتو آيه بالتحديد ؟!!


هل القرآن قال انو الحكاية تمت في مكة ؟
هل القرآن قال انو ابرهة بنى كنيسه الخ الخ ..
هل القرآن قال انو الهدف هو هدم الكعبة ..
هل القرآن قال انو ربنا قرر ينصر المشركين ويهزم المؤمنين بحسب قصة الفيل الانت بتعقد انها القرآن الكريم؟

Post: #297
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-08-2018, 09:26 PM
Parent: #296

نقش "أبرهة":
https://naturalhistory.si.edu/epigraphy/e_pre-islamic/fig04_sabaean_img.htm

Post: #298
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-08-2018, 09:56 PM
Parent: #296

مرحبا بالمشرّف،

هاشم فتن بيننا :)

طيب
Quote:
خذ مثلا مسألة اخذ اية من القرآن الكريم ومحاولة بناء بيئة جغرافية للمخاطبين ..
أولا ماهي الكيفية لليقين أن السياق هو سياق خطاب مباشر وواقعي لا يحمل ادنى
قدرا من الرمزية واحتمالات التأويل والقراءات الموازية


النقطة الاولي : القرآن يحتوي علي خطابات واقعية ومباشرة (هل يوجد احتمالية ان آيات
المواريث رمزية ؟ او التشريعات المتعلقة بالعقوبات او تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير الخ الخ ؟).
لا يوجد.
النقطة الثانية : الرمز والمجاز واحتماليات التأويل وغيرها = غير منكورة بالأصل !

النقطة الثالثة : كلامنا علي مسألة معينة، هي هل الجغرافيا الموصوفة مقصود بها واقع
مادي كان يحيا فيه المخطابين بالقرآن ام لا ؟
ما دام انّ القرآن يحتوي النوعين من الخطاب فكلامي محتمل برسم الاثبات.
وانا جزمت وقطعت انه واقع
ومستنداتي ادناه :

١- الطبيعة الجدالية للنّص والمشتركات الضمنية :
في اي نّص جدالي يسعي لاقناع الآخر بنقاط معينة، لا بد من لغة مشتركة وضمنيات
متفق عليها والا فالجدال ابتداءا مستحيل. نحن نعلم انّ القرآن كان يطرح ويورد اطروحات
الخصم ويسجل الردود ويرد عليها، فهو تالياً ليس قطعة ادبية انشئت في وضع تأملي
من طرف واحد بل يتضمن اطراف متعددة ويعكس حججها ويتفاعل معها.
في هذا الوضع، من الممكن بسهولة اكتشاف المسلّمات والمشتركات الضمنية.
لو اخذنا حوارنا هذا كمثال، فلا يوجد امكانية اننا اتفقنا علي اختراع شخصية
وهمية (دان جيبسون مثلاً) وقررنا ان نتجادل حول صحة طرحه.
تالياً نحن نعرف مثلاً ان القرآن يتحدث عن الرب وعن الله المعلوم للمشركين
ونعرف تالياً انهم كانوا يعتقدون في نفس الاله وليس زيوس او اودين. !
هنا تظهر القيمة التوثيقية فنحن نعرف معتقدات من يخاطبهم القرآن بفضل
انه كان يوردها ويرد عليها. !
ومثل ذلك الكتب التي حفظها التاريخ داخل الردود التي تمت عليها بينما
يكون اصل الكتاب قد ضاع (واشهر مثال لها مؤلفات ابن الراوندي الملحد). !
فالجغرافيا التي يصفها القرآن هي مشترك ضمني في هذا الخطاب وليست
مثار تناول او اختلاف، ولذلك نستطيع ان نفهم انها كانت واقع موجود. بحكم
انّ القرآن يستخدمها كحجة ضد المخاطبين، ليست مرة او اثنين بل بتكرار كثيف !


٢- لو فرضنا جدلاً انّ هذا الكلام صحيح، فسيعجزنا تفسير وجود جماعة مؤمنين،
تؤمن بخطاب يكذب بكل وضوح الواقع اليومي الذي امامها، فهم في صحراء جرداء
بينما يقول القرآن انهم في جنات وعيون، وان ذلك من افضال الله عليهم، الخ
اللهم الا لو وجدت حالة هذيان جماعي !

يمكن ان اقول بكل بساطة انّ الاحتمال الذي طرحته انا هو اقوي بحسبان كل القرائن،
والاحتمال الآخر اضعف بحسبان عدم وجود ادني سند له، والتاريخ صحته علي الاكثر
احتمالاً، لكن في الحالة المعينة دي فانا اقطع واجزم بخطأ كلامك ، بتاتاً ومطلقاً :)

Post: #299
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-08-2018, 10:00 PM
Parent: #298

هاشم وابوبكر

ادناه في الرد علي دي بريمار ومشايعي نظرية التطور التدريجي
لنصّ القرآن ووصوله الشكل النهائي في الدولة الاموية

حجة الله نيكولاي سيناي


https://www.academia.edu/7372306/_When_did_the_consonantal_skeleton_of_the_Quran_reach_closure_Bulletin_of_the_School_of_Oriental_and_Africa...2014_273_292_509_521

Post: #300
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-08-2018, 11:13 PM
Parent: #299

ترجمة نقش ابرهة عن "حملته" من السبئية الى العربية:

Quote:
بقوة الرحمن ومسيحه الملك أبرهة زيبمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات وقبائلهم (في) الجبال والسواحل ،

سطر هذا النقش عندما غزا (قبيلة) معد (في) غزوة الربيع في شهر "ذو الثابة" (ابريل) عندما ثاروا كل (قبائل) بنى عامر وعين الملك (القائد) "أبي جبر" مع (قبيلة) على (والقائد) "بشر بن حصن" مع قبيلة سعد (وقبيلة) مراد ،

وحضروا أمام الجيش ضد بنى عامر (وجهت) كندة وعلى في وادي "ذو مرخ" ومراد وسعد في وادي على طريق تربن

وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة،

وحارب الملك في حلبان واقترب كظل معد،

(وأخذ) اسرى،

وبعد ذلك فوضوا (قبيلة معد) عمرو بن المنذر (في الصلح) ،

فضمنهم ابنه (عروا) (عن أبرهة فعينه حاكماً على معد ،

ورجع (أبرهة) من حلبان بقوة الرحمن في شهر ذو علان في السنة الثانية والستين وستمائة (662)


Post: #301
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-08-2018, 11:25 PM
Parent: #300

شبهة حول نقش ابرهة :
Quote: شبهه حول النقش

منذ أن كشفت بعثة ركمانز هذا النقش في أوائل الخمسينات، تعددت الآراء في شأنه، وكان أخطرها رأي بعض المستشرقين أن النقش يسجل حملة الفيل التي قادها أبرهة لهدم البيت الحرام، لأنه يشكك بطريقة غير مباشرة في صحة رواية القرآن الكريم عن مصير أصحاب الفيل، ذلك أن أبرهة يذكر في النقش ما معناه أنه عاد بجيشه سليماً منتصراً، مما يخالف ما ورد في الآية الكريمة في سورة الفيل (فجعلهم كعصف مأكول).

وكان لعدم وضوح حروف النقش أو سقوط بعض عباراته الهامة سهوا في النسخة التي نشرها ركمانز للنقش، دور كبير في إتاحة الفرصة لهذه الآراء، وقد قامت بعثة من جامعة الملك عبد العزيز بزيارة لمنطقة مريغان لمراجعة نسخة ركمانز ولتصوير الأجزاء غير الواضحة في النقش، وتمكنت البعثة من العثور على نقش آخر صغير إلى جوار النقش المذكور لم تنتبه إليه بعثة ركمانز سجله محارب يدعى (( منسي بن ذرانح )) حارب تحت قيادة أبرهة، وقد تمت دراسة النقشين، وتبين أن العبارات الناقصة أو غير الواضحة في النقش الكبير هي لأسماء شهور وقبائل ومواقع ترتبط ببعضها من حيث الزمان والمكان، وأن النقش يروي أخبار صراع قبلي استغله أبرهة الحبشي في ضرب أعدائه من قبائل نجد، وأن أسماء هذه القبائل والأماكن لا صلة بينها وبين تلك التي وردت في الروايات العربية عن حملة الفيل، وأن النقش يسجل أخبار حملة أخرى سبقت حملة الفيل التي أشار إليها القرآن الكريم بفترة تتراوح بين (18 – 23 سنه).[3]

Post: #302
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-09-2018, 10:50 AM
Parent: #301

Quote:
يا منتصر ياخ هداك الله شنو الفي كلامي خلاك تقول اني لا اؤمن بالقرآن الكريم ؟! ..
وانت ذاتك شنو البخليك تحكم على ايماني من عدمو ؟!
انت الله ؟!
5
أمنت بالله
يا محمد المشرف
لكن أنا الفهمتو من كلامك إنك ما تقتنع به حاجة
حصلت في الماضي البعيد إلا تكون منحوته في صخور
ومؤرخه بحدث في هذا اليوم وفي هذا الشهر وفي هذا العام
الكذا الكذا مظبوط؟؟؟
فأنا ما عارف إنت لقيت القرآن منحوت وين!!
وبعدين الخلاك تصدق الناس الكذابين البنسجو الخرافات
ديل شنو في القرآن دا بالذات وتكذبهم في الحاجات التانية !!!
جاوبني في الحته دي أول ؟

Post: #303
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-09-2018, 10:17 PM
Parent: #302



منتصر سلامات ..

هذه النزعة التكفيرية تحتاح منك مراجعة مع الذات .. واقول الكلام ده كزول زاملك في هذا المنبر ويحمل تجاهك مشاعر طيبة جدا ..

انتزاع الكلام من سياقو لن يوفر لك غطاء اخلاقي لسوءة التكفير ..
لم اتحدث اطلاقا بما يفيد ايماني او عدم ايماني بالقرآن ..
والنقاش الذي شاركت فيهو هنا لا يناقش ذلك ..
وانما نتحدث عن التراث اسلامي والمرويات الاسلامية التي تؤرخ لبدايات الاسلام والمحيط الجغرافي والانساني لتلك البدايات .. وحتى هذه لم اقطع برأى حولها وانما مجرد نقاش بهدف المعرفة والتفاكر ..


Post: #304
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-09-2018, 10:20 PM
Parent: #1



بعدين وبالمناسبة يا منتصر
مبلغ علمي ان القرآن تم تدوينو منذ فجر الاسلام..
ولا املك معلومة, حتى اللحظة, تفيد بغير ذلك ..

Post: #305
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-09-2018, 10:23 PM
Parent: #1



النقش بتاع ابرهة لا يتحدث عن غزوة الفيل يا اسامة وانما عن حملة عسكرية ضد قبائل بني عامر

Post: #306
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-09-2018, 11:25 PM
Parent: #305

Quote:
النقش بتاع ابرهة لا يتحدث عن غزوة الفيل يا اسامة وانما عن حملة عسكرية ضد قبائل بني عامر

نعم ، وقد أضفت ملحقا بذلك.

نوع التفكير الذي نمارسه كمسلمين لا يفهمه أخ منتصر.

الطريقة التكفيرية التي ينظر بها منتصر للآراء المستندة على "الشك" كطريقة من طرق التفكير،

جعلت البحث الإسلامي يتكلّس ويتحنّط..

وصارت أية طريقة للنظر والبحث مختلفة عن "الرواية الرسمية" الإسلامية ،

تكلّف الباحث حياته...

من قال ان الرواة الاقدمين رواياتهم صحيحة من حيث المتن؟

التركيز في علم الجرح والتعديل هو حول الرواي، أي المصدر،

وليس الرسالة نفسها أي المحتوى.

Post: #308
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-10-2018, 00:08 AM
Parent: #306

يا أخ محمد المشرف قضيتي ليست تكفيرك من عدمه
أنا كلامي أنك طالما صدقت قومك وسلفك في أن هذا هو القرآن
الذي أنزله الله الذي تؤمن بجوده فكذلك تؤمن بما نقلوه من تفسير
لهذا القرآن أو ما صح من تفاسير
أما بالنسبة لما قاله الرافضي القبانجي
بأن أبرهة كتابي وصاحب دين وقريش مشركين وكيف ينصر الله
الله المشركين على أبرهةوالكعبة المشرفة كان بها اوثان وما إلى ذلك.
هذا كلام فطير جدا.
قريش أصلا لم تقاتل ابرهة حتى ينسب لها الإنتصار
هذه واحد
أبرهة جاء قاصدا هدم الكعبة وليس لهدم الأصنام المحيطة بالكعبة هذه الثانية
ولأن قريش كان أغلبهم مشركين لم يشرفهم الله بحماية الكعبة والدفاع عنها
لذلك حماها الله من عنده دون اشراك قريش في الأمر.
أما كلام القبانجي كله فارغ الأفيال سريعة وسرعتها تصل 40 كيلو في الساعة
والأفيال الأفريقية صحراوية تتحمل العطش وتصبر حتى اربعة أيام دون ماء والطريق به آبار وهو طريق مسلوك ويعج بالحركة
وتأكل الأفيال الأشجار وهي متوفرة في الصحراء فهناك اشجار صحراوية
كثيرة متفرقة في الطريق من صنعاء حتى مكة
ثم أن أبرهة لم يعد جيش لمحاربة قريش فقط فهو كان يعمل حساب لحرب كل العرب وهناك من دخل من العرب في معارك مع أبرهة وهزموه كأهل الطائف
ولكن أهل مكة لم يكن لهم قدرة قتالية لمواجهة ابرهة
ولم يشأ الله أن يشرف المشركين بالدفاع عن بيته
.

Post: #309
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-11-2018, 03:54 PM
Parent: #308

"غموض التاريخ الإسلامي"؟؟

غموض شخصية "معاوية بن سفيان" نموذجاً

معاوية بين "السردية الإسلامية" و التاريخ " الغربي"

هل كان معاوية حاكماً بيزنطيا ثم انقلب لاحقاً عليهم؟؟؟

هل كان معاوية "مسيحياً"؟ أم " براغماتياً"؟؟


Post: #310
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-11-2018, 10:19 PM
Parent: #309

يا خواض معاوية العاش قبل 1400 عام داك
موضوع ديانته ما قدرنا نحسمها ونتحدث فيها
بموضوية حتى نتعرف على ديانتك أنت يا صاحب البوست
يا أسامة الخواض
ما هو دينك يا أسامة الخواض؟؟
أم أنت ملحد أم لا يني؟
أهتمامك الزائد بديانة معاوية ابن أبي سفيان
أوجدت عندنا الفضول لمعرفة ديانتك يا أسامة
الخواض

Post: #311
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-12-2018, 01:16 AM
Parent: #310

Quote: ما هو دينك يا أسامة الخواض؟؟
أم أنت ملحد أم لا يني؟
أهتمامك الزائد بديانة معاوية ابن أبي سفيان
أوجدت عندنا الفضول لمعرفة ديانتك يا أسامة
الخواض

عزيزي منتصر

سلامات

وبعد

نصحوك فقالوا لك لا تلاحق الناس باسئلتك عن عقائدهم.

والتزمت بتلك النصيحة لأيام.

لكن التطبع لم ينجح في هزيمة طبعك المتطفل لمعرفة دواخل البشر،

فلجأت إلى الحيلة بأن توجه أسئلتك من خلف ستار ديانة معاوية بن سفيان.

يبدو أنك لا تحسن القراءة ، للأسف الشديد، ولا يحمد على مكروه سواه.

لقد ذكرت في هذا البوست أن الإسلام مكوّن هام من مكوِّنات هويتي المركّبة.

لو راجعت شعري المتواضع ، ستجده حافلاً بالإشارات القرانية ممزوجة في "قبر الخواض" بإحالات توراتية .

خلفيتي الأكاديمية كدارس لعلم الاجتماع بتخصص في علم الاجتماع الروحي تجعلني أميل إلى النهج الغربي في مقاربة المسائل الاجتماعية، والدين واحد منها.

أرجو أن تكون إجابتي المختصرة قد أروت غليل شهوتك لتفقّد سرائر خلق الله.

مع خالص الاحترام

Post: #312
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-12-2018, 03:34 AM
Parent: #311

عزيزي منتصر

سلامات مرة اخرى

ولأنك متشكّك و"مفتش سرائر" ،

سأثبت ما قلته لك سابقاً بخصوص الإشارات القرانية والتوراتية ، وأيضا الانجيلية والنبوية " عبر الاحاديث"،

عبر نصي الشعري المتواضع "قبر الخواض"، لإثبات ما قلته مختصراً في حديثي الاسفيري السابق.

بعض الإشارات للنبي ابراهيم الخليل ابراهيم مشارٌ إليها بشكل واضح،

وبعضها بدون إشارات لذيوع مصدرها القراني.

فإلى النص الشعري الطويل نسبياً بهوامشه:


Quote: قبر الخوَّاض

تائهاً كالأرامي كان أبي

ـ-------------------------------------------

عتبةٌ "خوَّاضية"*:

إلى روحِ أبي المُسمَّى رسمياً إبراهيم أحمد الخوَّاض ؛ وعائلياً، الخوَّاض أحمد أفندي أب شبَّال.
انعقد جوهرُ هذه المرثية على قبرِهِ من تفاصيلَ واقعيةٍ وأخرى كثيرة جداً، مبتكرةٍ من يراعِ الابن.
وبأيِّ حالٍ من الأحوال، لن يكونَ "الأبُ" العائليُّ هنا "ضحيةً" لخيالِ النجل.
**

"ثُمَّ تُصَرِّحُ وَتَقُولُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ: أرَامِيَّاً تَائِهًا كَانَ أَبِي، فَانْحَدَرَ إِلَى مِصْرَ وَتَغَرَّبَ هُنَاكَ فِي نَفَرٍ قَلِيل، فَصَارَ هُنَاكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَعَظِيمَةً وَكَثِيرَةً".

سفر التثنية 26: 5
******

"أنا ابنُكَ،
يا صاحبي،
وأبي،
ومعي إخوتي الشعراء:
"مالارميه" عندما كان يرثي "إدجار ألان بو"/بودلير/غوتيه/فيرلينْ
و"ألان غينسبرج" حين رثى "أبولينيرَ" في قبرهِ ، و"نعومي"
و"المؤدَّبُ" حين بكى صاحبَ "التُرْجمانِ"،
ومن لي بأحبابِيَ/الشعراءِ يهيمونَ في كلِّ وادٍ فصيحٍ بأنغامِهِ المطريَّةِ،
من لي بعُكّازِ "رامبو"،
أهشُّ بِهِ
على غنمِ الفقْدِ،
لي فيهِ أيضاً مآربُ أُخرى،
كأنْ أنْتحي جانباً،
لاكِزَاً غَفْلَةَ الكلماتِ،
أحُكُّ جلودَ النداماتِ،
أظلعُ محتقباً سوسنَ الأوديةْ
ومن لي بعرَّافِ رؤيا،
لأفهمَ كُنهَ،
وفحوى،
وجدوى،
ومغزى،
ومبنى،
ومعنى طوافِ،
وسعْي يديَّ على رمْلِ قبْرِكِ،
من لي بعرّاف رؤيا،
طيورٌ تُغرِّدُ في شجرِ النِيْمِ،
رامقةً للحصى فوق قبركِ،
أهمسُ:
"يا صاحبي وأبي"،
"يا أبي صاحبي"،
"يا أبي"،
"يا أبي"،
"يا أبي"،
......،
......،
........،
لم أنلْ غيرَ صمتِ المقابرِ،
وانحدرتْ دمعةٌ،
ثمَّ قلتُ:
له اسمانِ:
من خاض بحرَ المعارفِ منفرداً،
فارداً فرْوةَ الفهدِ،
للخائضينَ،
مع الخائضينَ إلى سِدْرةِ المُشتهى من فوانيسَ،
علّقها البرقُ فوق سطوحِ السطوعِ،
له اسمُ الأرامِيِّ،
حَيْرتُهُ،
تِيهُهُ،
سَمْتُ رِحْلَتِهِ في المتاهِ،
رأى في سماءِ بشاشتِهِ قمراً بازِغاً،
قال هذا إلهي،
فلمَّا أفلَْ
ساخَ في أرخبيلِ التشاؤلِ،
ثمَّ رأى الشمسَ طالعةً في سديمِ الأُنوثةِ،
مرتبكاً قال هذا إلهي،
فلما اختفتْ في مغيبِ الخسارةِ،
قال" لئنْ عافني ربُّ قافيتي،
لأكونَّنَ من خدمِ الكهنوتِ"،
...وقد كانَ ما كانَ،
يا سيداتي،
و يا آنساتي،
و يا سادتي

وكان يحبُّ أباهُ - الحداثيَّ والطائفيَّ معاً،
و"المُحلَّى"،
و"طوقَ الحمامةِ"،
و"المانفستو" الشيوعيَّ،
و"المولدَ النبويَّ الشريفَ"،
وكان المجازُ المرفَّهُ أُشغولتَهْ

وكانتْ رغائبُهُ المنزليَّة تمْشي بخَطْوِ الإوَزِّ،
ولمْ ينْثلمْ زهْوُهُ،
رغْم حَيْفِ الحكوماتِ،
والانقلاباتِ،
والرؤساءْ

وكان يُقلِّدُ "ورْدي" بصوتٍ يشعُّ حنيناًأنيناًرنينا،
ويرْتضعُ التبغَ أُنثى،
مُكبْرتةً برحيقِ "البرنجيِّ"،
كان خليلَ نبيذِ الحقيقةِ،
صهباؤهُ ذكرياتُ المحبَّةِ،
"مَزَّتُهُ" الأغنياتُ الخفيفةُ،
و"الونسة"ْ
ونقاشاتُهُ المذهبيَّةُ عن "ماركسَ الشَّابِّ والهيجليِّ"،
ومعجزةِ الحِزْبِ في رَسْمِ خارِطَةِ الروحِ،
كان يُثمِّنُ فِعَلَ البروليتارِيِّ –مِلْحِ البسيطةِ،
يخْصفُ نَعْلَ فراديسِهِ،
ويُرقِّعُ جُبَّةَ نَزْواتِهِ،
كلَّما زارَ أضْرِحةَ النَهوَنْدِ،
بنى مِذْبَحَاً لغواياتهِ،
ودعا باسمِ ربِّ سريرَتِهِ،
كالعريسِ السماويِّ "بشَّرَ" فوق شبابيلِ بائعةِ الأُرْجوان

يعرفُ الشَفْعَ لا الوَتْرَ،
لمْ تنبجسْ ماءُ زمْزمَ حُرْقتهِ من صرامةِ خَفْقِ جناحِ ملاكِ الشقاوةِ،
أصْلحَ ياقةَ تهْويمِهِ،
ومضى في كواليسِ محْنتِهِ،
يجمعُ الآسَ مبتكراً مَوْئِلاً لمَظَالِّ اشتهاءاتِهِ،
جاثياً فوق حقل مزاميرهِ و نشيد أناشيدهِ،
قابساُ جمْرةً من مباخر سيرته المتوارية الرعويَّةِ،
مبتسمًا،
حولَ جبهتهِ نَصَبُ العائدينَ من السبيِ ،
هالتهمْ،ِ
كَبْشُ قُرْبانهِ:
عُمْرهُ موْغلاً في رهاب الأماني الطليقةِ،
قلنا لهُ ذاتَ فجرٍ حزينٍ:
"أبانا الذي في المتاهةِ،
نحنُ رعاياكَ،
نحنُ يتاماكَ،
نحنُ ضحاياكَ،
نحنُ سباياكَ"،
لم يكترثْ لتصاعدِ زَفْراتِنا،
وهي تُطْلِقُ تنهيدةً طُليتْ بـ"مديحِ الدموع"


شارباً شربةَ العاشقينَ،
ومنهمكاً في دياسبورا غِبْطَتِهِ،
في زمانِ المجاعاتِ،
والقحْطِ،
والشُّحِّ،
والجدْبِ،
والعَوَزِ المتكاثرِ،
كان يهيمُ على وجْهِهِ،
ثمَّ يأكلُ كِسْرةَ خبزٍ ليُسْنِدَ قَلْبَهْ
يطلبُ الزُبْدَ لا الزَبَدَ المرحليَّ،
سرتْ كلْمةُ اللهِ في عظْمِهِ،
كسرتْ قلبَهُ "الليلوليا" مُطعّمةً ببهاءِ اليوتوبيا،
قضى زُبْدةَ العُمْرِ منتظراً نظرةَ السادةِ الهاشميِّةِ والمرغَنِيِّةِ،
ثمَّ تداعتْتحاتّتْ مواهبُهُ الشاعريةُ في خِدْمةِ الإنجليزِ الأنيقينَ،
و"السَوْدَنَةْ"

كان يشهدُ مسْرحةَ الكَسْبِ،
تكتبُها الطيرُ:
تغدو خِماصاً،
وتأتي بِطانا

تقاعدَ في آخرِ العمْرِ،
عن خِدْمَةِ السُخْرةِ المَدَنِيِّةِ،
لكنَّهُ في المقابلِ،
لم يتقاعدْ عن الحُلْمِ،
والاندهاشِ،
وكانت تُجلْجلُ ضحْكاتُهُ في بيوتِ كبوشيِّةِ المَرَوِيَّةِ،
في آخرِ العُمْرِ،
جهَّزَ فَرْوَتَهُ،
وتصوَّفَ،
صنْفرَ أوْرادَهُ النبويَّةَ،
لكنَّهُ لمْ يَحِجْ
إلى بيتِ أُهزوجةٍ في ثناءِ الرُّخامِ،
ولمْ ينتبِهْ لكتابةِ آخرِ أحلامِهِ،
ووصيَّتِهِ،
ثُمَّ غَرّدَ تغْريدةَ البجعةْ"
******

*مونتري –كاليفورنيا- 15 يوليو 2011- الثامن من أبريل 2012.
***********

*العتبة الخوّاضية:
في السرديَّاتلأساطير المؤسِّسة للعائلة الخواضية أن الجد إبراهيم خاض البحر أي النيل بفروته إلى غرب كبوشية حين لم يجد مركبا.
و قيل أنه خاض بحر المالح أي البحر الأحمر للحج.
و لذلك سُمِّي إبراهيم خوّاض البحر بالفروة.و صار تقليدا عائليا أن من يُسمَّى إبراهيم يحمل تلقائيا اسم الخوّاض.

*الهوامش:

*المقطع الأول:

( 1 ) كتب الشاعر الفرنسي مالارميه نص "The tomb of Edgar Allan Poe
( 2 ) كتب مالارميه نص "The Tomb of Charles Baudelaire
( 3 ) كتب مالارميه نص "Funeral Libation (At Gautier` Tomb
( 4 ) كتب مالارميه نص "Tomb of Verlaine
( 5 ) كتب الشاعر الأمريكي غينسبرج نصَّه:
At Apollinaire’s grave
راجع:
Allen Ginsberg “Kaddish and other poems, 1958-1960 ,City Lights books,2010
( 6 ) كتب غينسبرج أيضاً نصَّه "Kaddish" في رثاء والدته "نعومي".
( 7 ) عبد الوهاب المؤدَّب كاتبٌ تونسي يكتب بالفرنسية، كتب "قبر ابن عربي". راجع Tombeau of Ibn Arabi and White Traverses, translated by Charlotte Mandell, Fordham University Press, New York, 2010.
و قد ترجم الشاعر و الناقد المغربي "قبر ابن عربي" للمؤدب في كتابه "قبر عربي يليه آياء"،و صدر عن المجلس الأعلى للثقافة المصرية في القاهرة عام 1999.
و كتب بنيس في مقدمة ترجمته المعنونة ب"عشق يخاطر بالمتاهات" :
"تسمية ديوان عبد الوهاب المؤدب باسم قبر ابن عربي يعود إلى تقليد اروبي منتشر في أعمال شعراء القرن السابع عشر. وقد أصبحت هذه التسمية، ابتداءً من بودلير و ملارمي،تكتسب دلالة تتجاوز غرض الرثاء.
إنها،تدل قبل كل شيء،على تقاطعات شعرية بين تجارب ذات تجاوبات جمالية-فكرية.و هذا التقليد مستمر حتى اليوم.و لربما كان (قبر ابولينير) للشاعر الأمريكي الن غينزبرغ،علامةً على هذه الاستمرارية في التجاوبات.
علينا إذن أن نتخلص من المقابلة بين قبور الشعراء و غرض الرثاء.بذلك يمكننا أن ننفتح على كتابات خصت الشعراء الأموات بقبور هي الذهاب إلى أبعد المناطق في الكتابة.و عبد الوهاب المؤدب يختار الطريقة ذاتها و هو يستدعي ابن عربي.كتابته وحدها تدلنا على خصيصة التقاطعات".
نشرت مقاطع من المقدمة في موقع مكتبة الإسكندرية على الانترنت.
(8) في مقدمة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفرنسي ارثور رامبو يكتب مترجمها كاظم جهاد عن "عكاز رامبو" 24 حزيرانيوليو:رامبو يكتب إلى شقيقته: "حاولت اليوم السير بلا عكّاز،لكن لم أُفلح إلا في القيام ببضع خطوات". ص "58".
(9) جمع الروائي الفلسطيني أميل حبيبي في روايته "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" بين كلمتي "المتشائم" و "المتفائل".

*المقطع الثاني:
(1) "المحلّى" هو كتاب في الفقه للاندلسي ابن حزم.
( 2 ) "طوق الحمامة في الإلفة و الايلاف" كتاب عن الحب كتبه الاندلسي ابن حزم.
(3) "المانفستو أو البيان الشيوعي" كتبه كارل ماركس و فردريك انجلز في عام 1848.
(4)المولد النبوي الشريف إشارة إلى كتاب "مولد النبي المسمّى بالأنوار الربانية" من تأليف محمد عثمان الميرغني (الختم) مؤسس الطريقة الختمية.

*المقطع الثالث:
انثلم تعني إذا انكسر حرْف الشيئ.

*المقطع الرابع:
( 1 ) محمد ردي هو موسيقار ومطرب سوداني شهير -1932-2012.
( 2 ) يقول محمد المهدي المجذوب في قصيدته "انطلاق" من "نار المجاذيب":
و أرتضع السجارة و هي أنثى تأوَّه في يديَّ و تستنيمُ
بقية نجمةٍ قصوى أراها حيالي و الرماد له غيوم
و أنفضها لأوقظها فتكرى كما يكرى من التعب السقيمُ
و لا ألقي بها إلا هباء أبرُّ بها من القدم النسيمُ
( 3 ) البرنجي ماركة سيجارة سودانية.
( 4 ) مزّة كلمة عامية سودانية.و هي ما يتعاطاه الشارب مع الخمر للتشهي كالحوارش من الطعام مثل السمك.
( 5 ) ونسة كلمة عامية سودانية و تعني الأُنس.
( 6 )ماركس الشاب هو الوصف الذي يُطلق على كتابات ماركس الهيجلية،و خاصة المخطوطات الفلسفية و الاقتصادية لعام 1844.
( 7 )"النهونْد" مقام موسيقي.
( 8 ) "بشّر" هي كلمة عامية سودانية أي قال للعريس أبشرْ في حلقة الرقص و يرفقها برفع الذراع حاملا سوطا أو عصا.
( 9 )"شبابيل" جمع "شبّال"،و هي كلمة عامية سودانية."نقول فلان أخد شبّال و شال شبّال من الراقصة و هي عادة في الأعراس عندما يعجب الشاب بفتاة ترقص فيدخل الدارة و يهزّ و ينحني أمامها فتستجيب له بإلقاء شعرها الطويل على رأسه أو كتفه و هذا هو الشبَّال.و الشبّال في عامية قبيلة الشايقية عبارة عن ودع و بعض الخرز ينظم في خيط و يعلّق في الشعر ليعين على تلعيب الشعر عند الرقص.
( 10 ) يعرِّف "معجم الكتاب المقدس" الأرجوان كلون صباغة يشمل البنفسجي و القرمزي أو الأحمر.و كانت ثياب الأرجوان غالية الثمن يلبسها الأغنياء و ذو المكانة الرفيعة و كبار موظفي الدولة،و كان يلبسه الملوك بنوع خاص.و عندما ألبس الجند المسيح ثوب الأرجوان قصدوا بذلك السخرية و الاستهزاء من قوله أنه ملك.و كانت تستخدم ثياب الأرجوان في أماكن العبادة كلباس لآلهة الأوثان.و قد استخدم الأرجوان في صنع ستائر خيمة الاجتماع و الحجاب.و كذلك استخدم في صنع ثياب رئيس الكهنة.و قد صنع حورام،و هو رجل صوري حجاب هيكل سليمان من الأرجوان.و يقول يوسيفوس ان البنفسجي أو الأزرق الذي كان في الحجاب يشير إلى زرقة السماء.و كانت ليديا،أول من قبل في اوروبا رسالة المسيح على فم بولس الرسول،بياعة أرجوان.يقول الاصحاح السادس عشر من أعمال الرسل في العهد الجديد:
11فأقلعنا من ترواس وتوجهنا بالاستقامة إلى ساموثراكي ، وفي الغد إلى نيابوليس 12ومن هناك إلى فيلبي ، التي هي أول مدينة من مقاطعة مكدونية ، وهي كولونية . فأقمنا في هذه المدينة أياما 13وفي يوم السبت خرجنا إلى خارج المدينة عند نهر ، حيث جرت العادة أن تكون صلاة ، فجلسنا وكنا نكلم النساء اللواتي اجتمعن 14فكانت تسمع امرأة اسمها ليدية ، بياعة أرجوان من مدينة ثياتيرا ، متعبدة لله ، ففتح الرب قلبها لتصغي إلى ما كان يقوله بولس 15فلما اعتمدت هي وأهل بيتها طلبت قائلة : إن كنتم قد حكمتم أني مؤمنة بالرب ، فادخلوا بيتي وامكثوا . فألزمتنا.

*المقطع الخامس:
(1) إشارة إلى "عيد المظال"،الذي فيه يجمع اليهود أغصان الآس لعمل المظال.
(2)"مديح الدموع" هي من كلمات الشاعر الالماني اوجست فيلهم شليجل و التاليف الموسيقي للأماني فرانز بيتر شوبرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

*المقطع السادس:
(1) "الليلوليا" معناها سبِّحوا الله أو سبِّحوا يهوه.
(2) الهاشمية و المرغنية هي إشارة إلى الطريقة الختمية في السودان.
(3)"السودنة" هي مرحلة انتقالية تولّى فيها المواطنون السودانيون الوظائف التي كان يشغلها موظفو الاستعمار الانجليزي.

*المقطع السابع:
إشارة إلى الحديث النبوي الشريف " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا".

*المقطع الثامن:
(1) ) كبوشية هي قرية كبيرة شمال مدينة شندي السودانية.و كانت البجراوية،و هي من قرى كبوشية،عاصمة مملكة مروي القديمة.و لا يعرف سبب تسمية كبوشية إلا أن الاسم يشابه كلمة capuchin الانجليزية، و التي تعني أبا أو راهبا كبَّوشيَّا ،و الكلمة الانجليزية مشتقة من capuche و تعني الكبّوشة و هي قلنسوة برنس ،و بخاصة تلك التي يتميز بها الآباء الكبوشيون.و لذلك ربما أن كبوشية قد كانت مركزا من المراكز المسيحية السودانية.
(2) صنفر كلمة عامية سودانية مصرية.و هي مادة خشبية يُحك بها الجسم الصلب لإزالة ما به من بقع.صنْفر:حك بالصنفرة من التركية سمبارة.

أشارة مهمة:

معاني الكلمات العامية السودانية،مستقاة من "قاموس اللهجة العامية في السودان"،تأليف عون الشريف قاسم،المكتب المصري الحديث،القاهرة،الطبعة لثانية ،1985 .

Post: #313
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-12-2018, 09:42 AM
Parent: #312

احببت أن أرى الجديد بخصوص فيل ابرهة، أو ربّ تاويل ما في "الأبابيل"،
وإذ بالعزيز منتصر يمسك بتلابيب التدين الشخصي لمحاوريه،،، ههههه،،، يا منتصر ما بتفتر؟
الغريبة إنه لو فكّانا من القبقبة، فإن أدوات منتصر الفكرية المقدمة بين يدّي البوست ليست بقاصرة أبدا!!
فالذي في محك السؤال حقيقة ليس هو التدين أو عدمه،
بقدر ما هو البحث التاريخي ومناهجه ومصداقيته ونتائجه واستخداماتها..
ونعم، لقد توالت مساهمات مفيدة جدا هنا لدرجة إنني قد استفدت علوما، وعرفت الكثير جدا عن ضعف مقاربات شهيرة
تشكك في السردية الإسلامية وكثيرا ما يروَّج لها بزعم قدرتها على دحض هذه السيرة المتواترة ..
ففي هذا البوست وبفضله، فإن هذه المقاربات المشككة قد أمست الآن وهي التي يتم التساؤل عن صمامتها وعن ما هو أبعد!!
بل إن بعضها، من حيث دحضت منهجيتها، فقد اثبتت صدقية كبيرة للمسرد التاريخي الإسلامي الذي كانت تنتاشه بالشك في أصل شفاهته!!
لا أعرف يا منتصر لو كنت قد قرات في الرابط الأخير الذي جلبه محمد عبد القيوم سعد في آخر الصفحة الثالثة،
فقد ألحق بالباحث/كاتب مافي الرابط، لقبا من الحوزات الشيعية الشهير، حجة الله، وصدقا فليست تسمية ملحقة عن عبث!
ذلك لأن (حجة الله نيكولاي سيناي)!! وإلى حد الآن على الأقل، قد قدم في هذا المضمار الكروني البريماري الهولاندي الذي لا يعترف بالإيمانيات،
ما يمكنني أن أقول معه؛ إنها الحجة الأقوى للسيرة التاريحية اللإسلامية التقليدية وصحتها، وبالذات بخصوص المبحث في تاريخية النص القرآني..
فالمنهج الذي ابتدرته باتريشيا كرون وتابعه تلامذتها وغيرهم، في مساءلته لتناقضات التاريخ المتواتر بعد قرنين من المشافهة،
إنما كان يحاول بالأساس مسائلة، أو حتى زلزلة، تلك الأرضية التاريخية التي تقف عليها الأيمانيات المعتمدة على مصادر متأخرة،
وليس أن يقف محتشما أمام الإيمان.
ذلك ببساطة لأن الأخيرة لا تهم المنهج التاريخي الموضوعي ولا تعد في أدوات البحث التاريخي لما هو غير تاريخ الأساطير.
وعليه فليس بالأمر المهم أو الحاسم هنا أن نتسأءل عن دين أو تدين فلان أو علان من المحاورين،
ولا نسائل نوع أو درجة إيمانهم، بقدر ما سيفيد أن ننظر في السلامة العلمية للمطروح من قبلهم.
لو بحثت قريبا جدا فستجد ان كثيرين مقرين بالتاريخ المتواتر ثم لا يؤمنون بالدين بمدخل من هذا التاريخ نفسه!!
وهكذا، فقد رأينا إن نيكولاي سيناي هذا، ومن اسمه فليس حتى مسلما، يمكن أن بكون حجة للمؤمنين لا عليهم
رعم إنه أيضا، في مبحث التاريخ، لن يقيم حجة للإيمانيات.. ولكنه فتش عن صمامة المنهجية وسلامة القراءة التاريحية
ليخرج بنتائج قد تشرح صدور قوم مؤمنين!!
ــــــ
أحتاج لعودة بتعليقات خفيفة عن أحاديث طريفة وجادة دارت عن التواتر والتأويل والفيل وووو إلخ...
ولقد أعجبت بأغلب ما في الفيديو الثاني لعدنان إبراهيم الذي دحض الوثائقي على رأس جهالة صاحبه بتاع سعد بن أبي وقاص الصيني!!
ولا أظنني ساحتاج للإعتذار عن الإشارة إلى أن الفيديوهين لعدنان أبراهيم هما مما أضافه أسامة للبوست ومصداقا لقوله بحرية البحث والرأي.
ــــــ
لكن،
طالما أتى أسامة بنص "قبر الخوض" فلازم نسأل أسامة إبراهيم أحمد الخواض،
فإذ يقول الشاعر:
"تائهاً كالأرامي كان أبي" أو"له اسمُ الأرامِيِّ"
وبعيدا من أريحية الشعر قريبا من تلابيب هذا البوست.. ينشأ سؤال..
كيف ولم جيرّت القصيدة النبي "إبراهيم" إلى الأراميين يا خوّاض؟
هل لديك عليه من سجِّيل سومري أو أكادي أو إبلوي؟
https://ar.wikipedia.org/wiki/إبراهيم



Post: #314
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-12-2018, 09:51 AM
Parent: #313

http://www.abualsoof.com/INP/Upload/pdf/Do-Abraha-Inscription-Refers-to-the-Elephant-Campaign.pdfhttp://www.abualsoof.com/INP/Upload/pdf/Do-Abraha-Inscription-Refers-to-the-Elephant-Campaign.pdf
وهذا هو الرابط إلى كامل الورقة البحثية فيها الشبهات التي تناولها أسامة ومشرف حول كون نقش ابرهة في مريغان يشير إلى حملة الفيل.
طبعا لازم نقسم الرابط على جزئين ونلصقوا في نافذة البحث،، نعبنا،، ثم بالله ورونا كيف يمكن أن نمنع هذا التشوه في الروابط..

Post: #315
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-12-2018, 11:23 AM
Parent: #314

Quote: وإذ بالعزيز منتصر يمسك بتلابيب التدين الشخصي لمحاوريه،،، ههههه،،، يا منتصر ما بتفتر؟
لا شخصي ولا يحزنون
لابد ليكون الحوار موضوعي أن اتعرف على من هو المحاور
الذي يحاورني هل هو ملحد لا يؤمن بوجود الله هل هو
من أمثال من يسمون بالقرآنيين ؟ وغير ذلك
حتى أحسن أختيار الأدلة المناسبة حتى لا يكون الحوار حوار طرشان
لكن أنا شاعر أنو أسامة الخواض شغال عتالة بس وما متفاعل مع الأسئلة
كما يجب


Post: #316
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-12-2018, 09:22 PM
Parent: #315

طيب يا منتصر لماذا لم تسأل هاشم الحسن و محمد عبدالقيوم عن مدى تدينهم؟؟

يبدو أن الدور جاي عليهم،،

خليكم جاهزين يا شباب لأسئلة "مفتش السرائر"....

من الصعب عليك يا منتصر استيعاب مفهوم مركب مثل "الهوية المركّبة"....

ومن الصعب أن تكون منفتحا الى حد القبول "مثلاً" بأن ما تؤمن به هو خليط من الحقائق والخرافات والأكاذيب الكاملة،

لو تمّت البرهنة على ذلك...

العبد لله لديه استعداد ، لو تم إثبات ذلك، أن أقبل بأنني كائن آخر ذو جوهر مختلف...

المهم سنستمر في الحوار العقلاني....

وحأجيك يا هاشم لسؤالك عن "تجيير ابراهيم"...

Post: #317
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-13-2018, 04:36 AM
Parent: #316

Quote: لكن، طالما أتى أسامة بنص "قبر الخوض" فلازم نسأل أسامة إبراهيم أحمد الخواض،
فإذ يقول الشاعر:
"تائهاً كالأرامي كان أبي" أو"له اسمُ الأرامِيِّ"
وبعيدا من أريحية الشعر قريبا من تلابيب هذا البوست.. ينشأ سؤال..
كيف ولم جيرّت القصيدة النبي "إبراهيم" إلى الأراميين يا خوّاض؟


في مخاض القصيدة قرأت كل ما وقع في "عيني" من الانترنت-قدس سره العجائبي التكنلوجي- ابتداء من التوراة وشروحاتها، والقران وتفاسيره وكلام الاخباريين، ومروراً بالعقاد وانتهاء بسيد القمني "النبي المجهول"، ياخي دا براهو بدخلني الجنة ههههههههههههههههههه

أعجبتني في سيرة الخليل مسائل كثيرة الارتباط بسيرة والدي..وأهمها "الأرامي التائه"،،، والتيه مرتبط باليهود، ومرتبط بحياتي الشخصية ك"مشاء"...

المهم في بداية النص توجد "عتبة" من سفر التثنية، وأدناه شرحهها :


Post: #318
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-13-2018, 10:51 PM
Parent: #317

غالبية المسلمين وحرية البحث والتعبير

لم يمنع المسلمون المسلمين الباحثين في بلدانهم المسلمة من حرية البحث العلمي فقط ،

بل وامتد ذلك إلى اوروبا.

الفيلم الذي بسطناه هنا "الاسلام القصة التي لم ترو" لتوم هولاند،

تم منع إعادة بثه لتلقي تهديدات للقناة الرابعة الانجليزية التي قامت بإنتاجه.

هل يمكن بعد مثل تلك التهديدات،

الاعتراض على ما يقول به بعض الغربيين من أن "الاسلام" يشكل تهديدا جديا لقيم الحضارة الغربية؟؟؟



Post: #319
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-14-2018, 06:15 AM
Parent: #318

شكرا على العتبة الأرامية من سفر التثنية يا خواض،
عموما ليس من اعتراض كبير على أرامية "يعقوب"،
فهي لئن لم تصطنعها التقاليد اليهودية الكارهة لبابل وأشور وكنعان،
ـ ثم من بعد اللعنات وقعت في هوى مصر بآخرة تهراقا ـ
فعندنا أن "الولد خال" على أية حال، وهم قالوا الخال أرامي!
وأظن أن التوراة قالت بأن النبي ابراهيم قد طلب من ابنه اسحق ألا يتزوج كنعانية
لأنهم من عبدة الأوثان، بينما المتعارف عليه من تاريخ ديانات الأوثان الكبرى،
أن ساكني جغرافيا آرام (التي لم تنتظمها دولة آرامية أبدا إلا ربما بابل الأخيرة)،
قد كانوا هم أمثل أمهات لأصنام الوثنية وكأبيها تعديدا!!
وعليه، فكنعان غالبا ما ستكون من المغضوب عليهم توراتيا لأسباب أخرى،
كمثل غضبة قط السفينة على فأرها الذي لم يثر ذاك الغبار المستحيل،
ما علينا، فتلك أمم قد خلت ....هههههه!
وأما أصول النبي"ابراهيم"،
فسنعلقها برقبة الشعر الرفيع، طويلة وستحتمل.
وعلى روح الجد والوالد إبراهيم أحمد أفندي شآبيب الرحمات.
ـــــــــ
في التعليق على الفيديو الأخير من "سكاي نيوز عربية"
سمعته مرتين ولم أجد أي حديث عن تهديدات أو إشارة لذلك
ولكنه كلام عن اعتراضات واحتجاجات كانت حرّى ومتزايدة
وقيل جاءت من أكاديميين أيضا..اليس هذا من طبيعة الأشياء الغربية ؟
ثم هو لا شيء أكثر مما جرى هنا في البوست!!

أما بخصوص (المسلمون الذين يمنعون المسلمين الباحثين في بلدانهم المسلمة)
فلو أننا نتفق أن مجرد ادعاء البحث والعلم ليس كافيا، ثم إنه غير ملزم إلا ببرهان،
فتلك مشكلة كبيرة وقد أصبحت فوق الاحتمال تستعصى على الحل وتقرب من الخطر،
فقد قرأت رأيا لمسلم ما، وأوفق عليه: اقتباس:
More liberal schools of thought about the Koranic text did in fact flourish, X
as far back as the ninth- and 10th-century Baghdad of the Abbasid Caliphs. X
Indeed, as a recent issue of the journal Critical Muslim amply demonstrated, X
Islam had its internalfree-thinkers” – accepted and even honoured –long before Christianity. X
Modern fundamentalism has tried to bury that open-minded past.X
http://www.independent.co.uk/voices/comment/worlds-oldest-koran-discovered-in-birmingham-this-really-will-rejoice-muslim-hearts-10408743.html

أما ما (يقول به بعض الغربيين من أن "الاسلام" يشكل تهديدا جديا لقيم الحضارة الغربية؟؟؟)
فأظنه مما أشرت إليه سابقا من التباس الدوافع التي من خلف هذا التدافع الراهن لتوهين السردية الإسلامية
منذ المبتدأ وفي خبرها وحتى السيرورة.. هنالك شكوك منطقية فيما الذي هو حقا من وراء أكمة الموضوعية التاريخية التي لا ضير منها،
شكوك قد تقود إلى دوافع شخصية ودينية وسياسية أو إلى حيث صراع الحضارات..
عن هذا سنجد شروحات أوفى فيما سأرفق لنا من مطولات ـ في لغتها ـ عن أمثلة لهذا الاحتجاج على توم هولاند،
وهو احتجاج ورد في سياق الصراعات الفكرية في الغرب.. وهناك أيضا فمجرد الاحتجاج والتشكيك في المنطلقات،
أو مثنى بدحض للنتائج والخلاصات، فسيكون كافيا لمنع إعادة البث لأي مادة قد يحتمل أن تكون مجرد عدائيات تحريضية
ضد جماعة من المواطنين والمشاهدين.. لا توجد قناة تدعي الموضوعية كالبي بي سي، لن تراجع أو تتراجع!!


Post: #320
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-14-2018, 06:27 AM
Parent: #319

وهذه روابط غالبها لمواد صحفية عن خبر ومغزى صحائف بيرمنقهام القرآنية
سنجد فيها مراجعات لأطروحة توم هولاند ومدرسته (باتريشيا كرون/فرد دونر)
منها الأقتباس التالي مثلا:
Professor Thomas said: “The person who actually wrote it could well have known the Prophet Muhammad. X
He would have seen him probably, he would maybe have heard him preach. X
He may have known him personally – and that really is quite a thought to conjure with.”X

موجود بأحد هذه الروابط
https://www.birmingham.ac.uk/news/latest/2015/07/quran-manuscript-22-07-15.aspxhttps://www.birmingham.ac.uk/news/latest/2015/07/quran-manuscript-22-07-15.aspx

http://www.independent.co.uk/news/science/fragments-of-worlds-oldest-koran-unlikely-to-pre-date-prophet-mohamed-says-expert-10481728.html

http://www.independent.co.uk/news/uk/home-news/worlds-oldest-koran-discovered-in-birmingham-10406320.htmlhttp://www.independent.co.uk/news/uk/home-news/worlds-oldest-koran-discovered-in-birmingham-10406320.html

http://www.independent.co.uk/voices/comment/worlds-oldest-koran-discovered-in-birmingham-this-really-will-rejoice-muslim-hearts-10408743.html


Post: #321
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-14-2018, 06:38 AM
Parent: #320

وهذه مطولة حوارية ناقدة لتوم هولاند أتيحت فيما يتاح في السياق الغربي. وهي أقرب ما تكون أدبا، فلنقد الآستشراق كله..
رابطها في أولها ولكنه كالعادة مذدوج...

https://thedebateinitiative.com/2012/10/20/tom-hollands-obsession-with-islams-origins-a-critical-response/https://thedebateinitiative.com/2012/10/20/tom-hollands-obsession-with-islams-origins-a-critical-response/

Tom Holland’s Obsession with Islam’s Origins: A Critical response

BY ABDULLAH AL ANDALUSI ON OCTOBER 20, 2012 • ( 1 COMMENT )

Tom Holland wears his Indiana Jones hat

Written by Mike Diboll, A Bigger Society.com

The search for origins can lead us into some strange places: it often leads us nowhere, especially when it is the origins of others that are under investigation. While searches for origins generally run the risk of essentialism, deconstructing what we perceive to be the essentialisms of others while leaving our own intact, carries particular risks. Tom Holland’s Channel 4 documentary Islam: the Untold Story falls into precisely this trap, and thus represents a missed opportunity to engage in a discussion of early Islam and the meanings given to it today that takes us out of the comfort zones of our respective essentialisms.
During the 2000s, I taught Comparative Literature at the University of Bahrain. At that time, at the political and cultural moment bracketed between 11th September 2001 and the ‘Arab Spring’ uprisings to come, the subject was controversial. Western essentialisms had been buttressed by the new significance given to Samuel P. Huntington’s The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order (1996), while within the centrally-controlled education systems of the Arab World rival essentialisms were promoted in a way that was both defensive and reactionary, and, in the politically fraught context of Bahrain, were sectarian. By virtue of the subject they had chosen to study, the undergraduate and postgraduate students I taught had, to a greater or lesser extent, decided to try to go beyond the limitations of essentialism. Some of them would go on to become leading figures in the 2011 uprising.
I decided to approach the essentialism question head on, and designed a course that explored the literary coming-into-being of both English and Arabic, exploring with my students pre-Islamic and early-Islamic texts and cultural products side-by-side with those of late Roman Britain and the Anglo-Saxon period through to about 800 CE. My aims was to show how, very real cultural differences notwithstanding, both societies could meaningfully be seen through their texts and artefacts as different aspects of a wider post-Roman world: both shared a history that began in tribal paganism and a violent warrior ethos; both were perceived by the ‘civilized’ world as irredeemably ‘barbarian’ and ‘Other’.
Yet both adopted monotheistic faith, both eventually attempted to synthesise this with Classical learning, both adopted methods of ruling derived through a combination of tribal law and Roman government, both went on to establish empires that would eventually outstrip Rome in power and wealth, both would bequeath world languages of the first order of significance, both a heritage of science and learning that on balance would prove progressive and world-changing. These classes were, I believe, transformational experiences both for myself as a tutor and for the Bahraini students. We began, by the end of the course, to be able to see each other through each other’s eyes. Given its subject matter, therefore, I eagerly awaited Tom Holland’s documentary.
I’ll begin my critique of it where Holland begins. The Roman Empire, perhaps the greatest power on earth at the time, is tottering under the pressure of barbarian invasion. From the fringes of empire, people the Romans regarded as ‘notorious savages’, ‘the most despised and insignificant people on earth’ – slaves, pirates, raiders, mercenaries and brigands – are the ‘shock troops’ who invade and take over one of the empire’s most important provinces, eradicating Christianity and classical learning seemingly at a stroke. In time, these barbarian conquerors will adopt Roman ways and a monotheistic faith which they will spread, along with their language and culture, to the farthest corners of the earth. The story of the rise of this nomadic tribal people, how they became heirs of the Romans, then far surpassed the Romans’ greatest achievements on a divinely inspired mission to civilize will be presented right through to our time as the example for the rest of the world to emulate – one of the most decisive conquests in history.
All this is supposed to take place in the ‘full light of history’, yet when we try to investigate the evidence, we find nothing of the sort, only a kind of darkness. Everything is up for grabs, and researchers into the rise of this people can so easily feel as if they are being sucked into a kind of black hole, an utter absence of evidence, nothing that really helps tell the story – but there’s nothing there, silence.
Nobody doubts the invasions actually took place, but there is not a single contemporary English text, not a single contemporary inscription or coin to help us. The Romano-British priest Gildas (500-570 CE) is one of the few contemporary non-English witnesses whose writing has survived. He provides us with highly stylised account of the invasions, but his De Excidio et Conquestu Britanniae (‘On the Ruin and Conquest of Britain’) is useful only in so far as it provides the names of kings and tribes, and some insight into how an educated monk would have seen the English invasion as a punishment from God. We have to wait nearly two hundred and fifty years for the first account written by an Englishman, the Venerable Bede’s 731 CE Historia ecclesiastica gentis Anglorum (‘The Ecclesiastical History of the English People’). The next most authoritative account, Henry of Huntingdon’s Historia Anglorum – which includes the first mention of story of King Canute’s (985-1035) failure to stem the tide, taught in English schools until the 1980s – wasn’t written until 1129.
By then the English kings had learned that the maintenance of their power was best served by emulating the Romans’ combination of ‘God and Empire’. Go back to the 500s and 600s, and all we find is silence: we only have Bede’s word as to who the English were, what happened to the Romano-Britons, and how the English escaped the ‘black hole’ around their beginnings through their conversion to Christianity….
These of course are the terms in which Tom Holland problematizes the history of early Islam in Islam the Untold Story. Having done so the show has the narrator sort-of praying with Jordanians of Bedouin descent, ‘the face of the Arab conquest, shock troops that in the seventh century spread out of Arabia, founding a colossal empire spanning half the world ….’ But these are thoroughly modern people, dressed in modern clothes, revealing thoroughly modern attitudes, explaining in a modern dialect of Arabic the understanding of early Islam they gained from the education they received in modern Jordanian schools.

At this point I imagine an Arab TV researcher on the origins of England, seeking out blunt-nosed, ruddy-faced, blue-eyed, blonde-haired farmers from a remote village in East Anglia or Northumbria, letting them explain – these rural voices the only English voices in a documentary entirely in highly educated Arabic – the history of the English as they understand it from their education in the village school, the Arab narrator adding the authoritative voiceover ‘the face of the Anglo-Saxon conquest…’ as he pretended to take Holy Communion with them in their village church.

Possible field research locations for the forthcoming Al Jazeera documentary ‘England: the Untold Story’ 😉
One might object that, unlike the history of Islam, the history of the English is not a sacred history, that what Holland is seeking to do is to recover the human history by deconstructing Islam’s sacred history, that he concedes that the centrality of the human history of the Arabs, and that the documentary seeks to rescue ‘the city of man from the city of God … to map the human past in human terms … to make the maps fit the facts … instead of ‘a heavenly plan’. From the perspective of secular history these are perfectly laudable aims. But Holland’s position is not unproblematic, not least of all because it forgets the religious fervour with which the English and their history were foisted upon the subject peoples of the British Empire.

John Ruskin, 1819-1900
John Ruskin provides a prime example of this evangelical Englishness in an 1869 Oxford lecture that was to fuel the young Cecil Rhodes’ hubristic aspiration to be the ‘Colossus of Africa’, one foot in Alexandria, the other in Cape Town:
‘There is a destiny now possible to us—the highest ever set before a nation to be accepted or refused. We are still undegenerate in race; a race mingled of the best northern blood. We are not yet dissolute in temper, but still have the firmness to govern, and the grace to obey. We have been taught a religion of pure mercy, which we must either now betray, or learn to defend by fulfilling. And we are rich in an inheritance of honour, bequeathed to us through a thousand years of noble history, which it should be our daily thirst to increase with splendid avarice, so that Englishmen, if it be a sin to covet honour, should be the most offending souls alive.’

Cecil Rhodes (1853-1902) as ‘Colossus of Africa’
This is a vision of sacred history if ever there was one. Tom Holland is right to suggest that history today should be about ‘doubt and scepticism’, but he is less than even-handed in his deployment of these. His voice drips with privilege, his Middle Eastern travelogue offers a secularised version of know-it-all Englishness, reinforced by his use, as a televisual trope to denote ‘the deep past’, grainy black and white newsreel footage from the Middle East of the British Empire. Holland’s documentary apparently stimulated some 1,000 complains to Channel 4 and Ofcom from ‘British Muslims’. It’s easy to dismiss this as another example of ‘Muslim Rage’, but is it unreasonable for people who have endured racism in the UK and whose recent ancestors endured the yoke of colonialism to be enraged at such as selective deployment of ‘doubt and scepticism’ in the deconstruction of ‘sacred history’؟
The Roman Empire begins to fragment around the second century CE. Then, Arabia and the Germania that was the urheimat of the English, like the Roman Empire’s African and Slavic provinces, were sources of slaves and mercenaries to the struggling and embattled Empire, their peoples demonised as ‘notorious savages’, ‘the most despised and insignificant people on earth’ – we see a fictional depiction of this period in the 2000 movie Gladiator.

The period from then to the fall of the Western Roman Empire in the early 400s, through to the conquest of the Western provinces by Germanic tribes in the 500s, the rise of Islam in the 600s until the rise of relatively stable post-Roman kingdoms in the 800s in the West and in the Middle East is notoriously tricky to define. The early part of this period might be called ‘late Classical’, the latter part ‘early Medieval’. British archaeology calls the period from 400 to 600 ‘sub-Roman’, while the ‘Eastern Roman’ or Byzantine Empire of 320-1452 is sometimes called ‘the Enduring Roman Empire’; historians of Islam might talk about a ‘pre-Islamic’ period followed by an ‘early Islamic’ period followed by periods named after major dynasties – Umayyad, Fatimid, Abbasid. But all this terminology is highly problematic.
The Enlightenment term ‘the Dark Ages’ for the period roughly 400-800 – invoked by Tom Holland when he talks about a ‘black hole’ and ‘darkness’ – has generally been abandoned by respectable academic historians on account of its pejorative connotations vis-à-vis non-Roman peoples. The period is obscure, the German term Völkerwanderung ‘the migration of peoples’, what Classicists used to call the ‘Barbarian Invasions’, is sometimes used to describe the invasion of the Empire by Germanic peoples: the Goths’ sack of Rome, the conquest of much of Italy by the Lombards, of Gaul by the Franks, of Spain and North Africa by the Vandals and Visigoths, of Britainnia by the Angles, Saxons and Jutes – although Hunnic, Semitic, Slavic and Turkic migrations also hastened the collapse of much of the Roman Empire.
More is known from late Classical sources about the invasions that struck at the epicentre of Empire than those at its periphery. Such sources tell us quite a lot, for example, about the Lombards and Arian Goths in Italy — although not from the Goths themselves, their Germanic language is known mainly from a translation of the New Testament.
Yet we know next to nothing about this period on the periphery in Britannia and Germania, Judea and Arabia Felixwe find a similar ‘silence’ a similar ‘darkness’, none of the texts, coins or inscriptions demanded by Tom Holland of early Islam. For example, although Sutton Hoo was excavated in 1939, we are still not entirely certain that the person buried in the main burial mound there was Rædwald, King of East Anglia (599-624), one of the first English warlords to convert to Christianity following the 597 mission of St. Augustine of Canterbury from Rome to convert the pagan invaders.
Both with the early history of England and of Islam we are obliged reconstruct events either from a small handful of late Classical texts of limited reliability, or from later histories written hundreds of year later. One failing of Islam: the Untold Story is that it fails to contextualise the ‘silence’ and ‘darkness’ that Holland says surrounds early Islam in the context of the more general ‘silence’ and ‘darkness’ that covers the rest of the early post-Roman world. It might well be the case that we only know detail of early Islam from Islamic sources written hundreds of years later, but the same is true of the history of England and most of Europe.

Another failing is that Holland demands of the Arabs of the 600s the same sorts of proofs he would expect of the Romans – coins, inscriptions, lengthy continuous texts – ignoring the fact that the Arabs, like the Anglo-Saxons of that period, produced no minted coinage of their own, built no monumental buildings to inscribe, and were a largely oral culture for whom writing was still a recent technology. This is perhaps a typical prejudice of the Classicist. Certainly, it raises real issues concerning the historiography of the period, but Holland’s problematizing it as a problem that uniquely concerns the Arabs and Islam is in itself problematic – a twenty-first century manifestation of the Besserwissen of the nineteenth-century German pioneers of the ‘Critical Method’, which underpins the creation of modern Classics in Britain’s elite universities of the mid-nineteen century, and which informs so much of Holland’s approach to history: a ‘knowing better’, a cultural and temporal arrogance whereby the ‘objective’ historian, doubting and sceptical, ‘knows better than’ hitherto subject peoples, people who lived in a different time and place, people who, perhaps, followed or follow a faith better known for its radical difference from ‘us’.

Patricia Crone
 
So Tom Holland knows better than Arabians ancient and modern about the climate, topography and agriculture of the Hijaz, in which Mecca is situated. His Besserwissen is informed by that of Danish writer Patricia Crone. Her contested 1987 book Meccan Trade and the Rise of Islam argued that Qur’anic references to farming, olives and other ‘Mediterranean’ crops suggested that early Islamic events took place not in Mecca, but closer to the Mediterranean: ‘there was no agriculture in Mecca’, Holland insists, ‘a barren and infertile place’. Mecca was not ‘the source of Islam’, and, Da Vinci Code style, ‘the clues in the Qur’an itself’ lead to the now abandoned Nabataean city of Abdad, in the Negev desert in today’s Israel.
Unfortunately for Crone and Holland, while Mecca is situated in a ‘dry valley’, the Hijaz region is well-supplied with springs and Oases. The city of Medina, to which Muhammad and the first Muslims fled from Mecca in 622, was a significant oasis city that was noted for its groves and irrigation. There is substantial textual evidence for ‘Mediterranean’ type agricultural produce being grown in the area one to four days’ ride by pack animal from Mecca. There is also well-attested archaeological evidence for large-scale irrigation works in the Hijaz, in use until the modern period until the electric pump and desalination took over. Although these have been refurbished during the Mamluk and Ottoman periods, many certainly date from Roman and some from Hellenistic times. One does not have to travel north over 1,000 kilometres to Abdad to find figs and farmers.

Madina’s Sadaqiyya Oasis
 
Despite knowing no Arabic whatsoever, Holland’s Besserwissen gives him liberty to ponder over ‘where all the various component parts of the Qur’an are coming from, are they necessarily to be attributed to one person living at one time … when you ask that kind of question how far to push it’. Normally, it is possible, through the analysis of discourse and dialect, to map out the different linguistic and temporal layers of ancient texts that are compiled in the way Holland suggests for the Qur’an. This is a well-trodden path in, for example, the study of texts as diverse as Gilgamesh, Homer, the Torah, the New Testament, Beowulf, even plays attributed to Shakespeare. Yet there is little evidence of the Qur’an having been layered in the way Holland suggests – it shows a linguistic unity consistent with it having been composed within one lifetime.
Holland bases his better knowledge on his reading of Sura Al-Saffat, verses 137-138. Standing by what he says are the ruins of Sodom by the Dead Sea he reads them ‘ … you pass them by morning and at night ….’, suggesting, perhaps, the way in which a London taxi driver might pass the Tower of London every few hours. He then suggests this as evidence that the Qur’an was written there, not Mecca (he makes no mention of Medina). But this is a distortion because he reads to verses as if they were one, interpreting the Arabic conjunction ‘wa’ as ‘and’, whereas in the context of two separate verses it is better read as ‘and also’. The Quranic verses suggest that these ruins will be passed on long journeys (these taking place by moonlight in the hot summer months), not that they will be passed ‘several times each day’.

Tom Holland moans that, unlike the Bible, there is no depiction of landscape in the Qur’an. Yet the Qur’an is a single book, whereas the Bible is a compilation of many. Certain parts of the Bible, notably some of the Psalms, richly evoke the natural world of the Holy Land in a way that resembles lyrical poetry (especially in modern translation), the Qur’an tends not to do this of Arabia. That said, those parts of the Bible that are most clearly expressed in a prophetic idiom, say the prophet Ezekiel in the Old Testament or the book’ of Revelation in the New, read very much like the Qur’an. If Holland knew Arabic he would know that there are passages in the Meccan suras that richly evoke what was most important to the survival the desert Arabs – the alternation of day and night and of the seasons, and the movements of the sun, stars, and planets – in rhymed prose of great power and dignity.

Holland is anxious to demonstrate ‘influence’, specifically that of Christianity and Judaism, on the ‘pagan’ Arabs. While such influence certainly took place, his ignorance of the languages involved prevents him from understanding far deeper connections between the different monotheistic traditions than superficial influence. Biblical Hebrew, Aramaic, Syraic and the Arabic of the Quran are all closely related – Aramaic is the spoken language of Christ’s time and the lingua franca of the northern part of the Middle East from about 600 BCE to about 800 CE, Syraic is the learned language of Middle Eastern Christendom from about 200 to 1000.

Arabic certainly contains loan words from these languages to do with theological concepts and devotional practices. But much more importantly the four languages share cognates – ‘blood brother’ words that share a common etymological origin between closely related languages. Arabic, Aramaic, Hebrew and Syriac share ‘religious’ cognates, but they also share cognates for abstractions like ‘freedom’ or ‘wisdom’, emotions like ‘love’ or ‘fear’, common man-made objects like ‘book’, ’house’, or ’tent’, numbers, a plethora of animals and plants, heavenly bodies, really basic things like ‘water’, ‘earth’ and ‘air’.
Understanding this deep relationship between the Semitic languages of the Middle East allows one to go beyond mere ‘influence’ (always, for Holland, a one-way influence), to understand the deep inter-relatedness of the Semitic monotheisms. Viewed this way, that Arabic-Islamic discourse emerges as an equal and authentic variation on a wider theme explored in different but parallel ways by Jewish tradition expressed in Aramaic and Hebrew (modern ‘Hebrew’ letters are actually Aramaic ones), and in the Christian tradition in Syriac and the Semeticised Greek of the Middle East. But Holland’s better knowledge prevents him from making such ecumenical and inter-faith connections. Rather, his crude reworking of the ‘critical method’ of the nineteenth century enhances division and misunderstanding.
Just as Holland fails to contextualise what he sees as the ‘silence’ or ‘darkness’ surrounding early Islam in terms of what was happening in the wider post-Roman world, so he also ignores the diversity within Islam of opinions about the events of the early Islamic period. While it might be objected that Islamic disagreements on early Islam are peripheral to his core thesis, Holland’s ignoring (or ignorance) of this diversity undermines his central argument. Turning his attention to Jerusalem and Muawiya I , first ruler of the Umayyad state (what Holland – and nobody else these days – calls ‘the Arab Empire’), he asserts ‘If Muawiya was a Muslim, he showed precious little sign of it … on not one of his coins, on not one of his documents, is there a single mention of Muhammad ….’

Muawiya on a coin: render unto caesar what is caesar’s
Holland uses this to introduce his core argument, that ‘Islam didn’t make the Arab Empire, rather the Arab Empire made Islam.’ For Holland, Islam as it has historically developed and as we know it today is the retrospective creation of the Umayyads developed to justify and maintain their ‘imperial’ rule. Thus, according to this view, Muhammad becomes a shadowy figure who may or may not have had much to do with the Qur’an, which anyway was created or compiled somewhere up by the Dead Sea from fragmentary fables from all over Arabia and ‘influences’ from Judaism and Christianity.

To support this argument, Holland suggests that the Umayyads learned from the Romans the ‘lesson’ of justifying state with church and church with state as an imperial modus operandi. It is true that the Umayyads affected a self-consciously imperial style. It is with them that we first see the systematic Arab coinage, and the monumental architecture and inscriptions that mean so much to Tom Holland, and that these generally follow late-Roman patterns. The Dome of the Rock (691 CE), for example, shares its basic dimensions with the Church of the Holy Sepulchre (326), and its plan with buildings like the Basilica of San Vitale (546) in Ravenna, the Church of St. Sergius and St. Bacchus (537), the ‘Little Aya Sofia’ in Constantinople, and ultimately ‘double octagon’ Roman temples such as the third-century one at ‘Pagans Hill’ in Somerset. Surviving Umayyad palaces in geographical Syria reveal resolutely secular decoration showing scenes of hunting, drinking and dancing, with little or no obviously Islamic content.

The ‘Pagan Hill’ temple, Somerset
Yet one important group of Muslims – the Shia – would find the statement that ‘If Muawiya was a Muslim, he showed precious little sign of it …’ completely uncontroversial. For them, the Umayyads were not only theologically illegitimate, they were tyrants and usurpers who, with one or two possible exceptions, turned their backs on Islam and pursued a thoroughly secular lifestyle. The Umayyads – who liked to enrich themselves with all the trappings of pomp and luxury one might expect from a post-Roman potentate in any other former Roman province – might thus be compared to the Germanic princes who, having conquered the Western provinces, then copied Roman methods of rule to entrench their power, and adopted the lifestyle, fashions and art of ruling class Romans as an expression of their status.
Indeed, the Shia are full of ‘doubt and scepticism’ as to the sincerity of the last minute conversion to Islam of Muawiya (602-680) and his father Abu Sufyan (560-652) at the time of Muhammad’s conquest of Mecca (630), who had both been implacable enemies to Muhammad up until that point. Tom Holland makes no mention of the Shia view of early Islamic history because it utterly undermines his core argument. Holland makes no mention whatsoever of the first four ‘Rightly Guided’ Caliphs (632-661), the assassination of Ali (598-661), the rebellion of Muhammad’s grandson Al Husayn (626-680) against Umayyad rule and the massacre at Karbala (680). Instead, he talks vaguely of a ‘civil war’ in the ‘Arab Empire’, focusing instead on the far less significant rebellion of ‘Abdullah ibn Zubair (624-692) against the fifth Umayyad ruler ‘Abd al-Malik (646-705). It is this ruler who minted the first ‘Islamic’ coin that is so fundamental to Tom Holland’s retrospective construction of Islam from the ‘Arab Empire’ as a way of delegitimising future rebellions though creating a Roman style theological legitimacy for the Umayyad state.

The problem with this argument is the Shia. The Shi’i sects see the legitimate spiritual and temporal leadership of Islam as being exercised by a number of ‘Imams’ who are direct descendants of Muhammad through ‘Ali. The largest Shi’i sect acknowledges twelve of these Imams, the last of which disappears from the pages of history in 941 CE. Each of these Imams generates collections of Hadith that are, for the Shia, as authoritative as those of Muhammad.
This creates two difficulties for Tom Holland. Firstly, Holland might be able to deny that the life of Muhammad (540-632) was not really ‘in the full blaze of history’, but this can hardly be said of figures who are attested to well into the tenth century, most of who produced extensive literatures and interacted before hundreds of credible witnesses with the leading figures of that time. I make this point not to argue for the superiority of Shi’i sources over Sunni ones, but to undermine the argument that there is a discontinuity of some two centuries between the events of early Islam and the composition of the Hadith literature. In the Shi’i tradition there is a continuous and uninterrupted extension of the Hadith literature into the 900s. This enables the Hadith literature of the Imamate to engage with the pressing issues of the period 700 to 900, for instance the reconciliation of the Abrahamic tradition of revelation and Hellenistic rationalism, without that literature being accused of retrospective compilation, anachronism, ahistoricism, or discontinuity.

Al Kulayni’s ‘al Kaafiy’ (c. 940 CE) contains over 16,000 narrations from the era of the Imamate, 632-900, around 5,500 are deemed saheeh
Secondly, in the Shia traditions the Qur’an is most certainly first revealed in Mecca, and all the action of the Prophetic period takes place in the Hijaz around Mecca and Medina. If, as Holland’s better knowledge tells us, the Qur’an came into existence not in Mecca but up by the Dead Sea, why would the Imams, implacably opposed to Umayyad rule, have gone along with what they knew to be an Umayyad lie؟ If the origins of Islam were up in the far north of Arabia, on the borders of the then Roman province of Judea, why wouldn’t the Imams and their followers said so؟ The only way out of this would be to argue that the Imams – acknowledged even by contemporary enemies as men of the highest moral standing – were so cynical and duplicitous that for generations they went along with what they knew to be an Umayyad lie, and that none of their followers ever raised any objection to this.

The ‘Abd Al Malik dinar bearing the shahaadah, so vitally important to Tom Holland
Not only this, but somehow the lie would have to pre-date Umayyad rule, then be adopted by the Umayyads, and survive their overthrow in 750. Significantly, even the earliest texts of the Qur’an, such as the ‘Uthmanic palimpsests discovered recently in Yemen, do not reflect any of the political and sectarian divisions of the seventh and eighth centuries. Likewise, while these divisions are sometimes manifested in the Hadith literature, the compilers of the Sunni literature were aware of this, and accorded a low level of reliability to Hadiths they thought reflected this. Even in Tom Holland’s less than deft hands the ‘Critical Method’ approach to history depends on the principle of ‘plausibility’ to establish viable revisionist readings: the only possible counter-argument to the Shia and Sunni narratives considered as a continuum stretches plausibility until it becomes mere conspiracy theory.

Anglo-Saxon king Offa (d.796) also coined a dinar with the shahadah, cue spooky music and Tom with furrowed brow pacing around library
Then I’d say, ‘Cherchez la secte!’ The Middle East is replete with sects that represent survivals of ancient division, the smaller branches of the Abrahamic family tree, like the Samaritans, the Mandeans, the Yazidis, the Druze. Even where these sects no longer flourish today, their texts are still extant, like those of the Essenes or the Manicheans, or they are at least known through the texts of others, such as the Sadducees. If there was a proto-Islamic sect pre-dating Meccan Islam existing at Abdad or elsewhere in Nabatene borderland between Arabia and the Roman Empire, an advanced and literate society with extensive trade links with the rest of the Roman world, it is surely utterly implausible that no sect, nor text of a sect, nor witness to the sect would have survived. The plausibility of the Holland-Crone line flies out of the window.
Lastly, Tom Holland seems to have a problem with the idea of sacred histories and sacred geographies. A historian trained in advances in historical method developed since the Second World War – informed by critical theory contemporary archaeological, anthropological, and ethnographic practice – would have no difficulty in conceptualising the sacred within a human history and material geography. Respecting the scared and exploring its roles and meanings while avoiding essentialism and remaining firmly planted in the world of the human and social sciences, objective evidence, and cause and effect is at the heart of a twenty-first century approach to the history of religion. Tom Holland’s old-fashioned know-it-all approach does not allow him to do this.
The search for origins is often futile and divisive. Islam: the Untold Story is a missed opportunity to transcend an outdated Besserwissen approach to comparative religion, and to establish an inter-faith dialogue based on insightful mutual understanding and acceptance of who we are today. While informed revisionist readings of the history of all faiths, Islam included, is to be encouraged, Tom Holland’s TV show, an anti-Islamic polemic dressed up as history, does not do what it says on the tin. In reality it’s just more post-9/11 telly fodder, a continuation of the Clash of Civilizations by other means. It’s time to move on….X

Post: #322
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-14-2018, 07:03 AM
Parent: #321

ولا تزال مستمرة، المطاردة الفكرية، وفق الطرائق الغربية، لأصول ونتائج أطروحة توم هولاند التي، ومن كل بد، لم يثبتها أصلا!!
عنوانها الواثق، ولا غرو، بعد صحائف بيرمنجهام ومصاحف صنعاء، وكلام حجة الإسلام نيكولاي، هو
((عبثية المسعى لفصل القرآن عن محمد))!!
والرابط كالعادة، محتاج القسمة على اتنين...

https://thedebateinitiative.com/2015/09/02/the-absurd-attempt-to-detach-the-quran-from-muhammed/https://thedebateinitiative.com/2015/09/02/the-absurd-attempt-to-detach-the-quran-from-muhammed/

The Absurd Attempt to Detach the Quran from Muhammed

MDI Comment:
In the 17th century, Protestants developed a form of study to wrestle Christianity from Catholics, this was called ‘Historical Criticism’, and attempted to seek out the true historical origins and original forms for sacred texts held by Catholicism. This was developed from 19th-20th centuries into critiquing even protestant Bibles, to such a degree, that it broke the back of Christian dominated thought in Western Europe – causing an increasing Secularisation of Western European societies. For when the Bible was shown to be a fallible work of human hands, how can it be an infallible basis for human society؟
Many Western scholars seeking to cause a similarly decisive secularisation of the Muslim mind, attempted to implement the same model of criticism against Islam, hoping to find similar significant variations or alternative origins for the Quran, as they did for the Bible, and therefore ideologically weaken or demolish Islam’s central authority – the Quran itself.
However, the Quran proved to be very different from the Bible. Firstly the Quran makes greater claims for itself than the Bible – purporting to be the very word of God (whereas the New Testament Bible doesn’t actually call itself the word of God anywhere in its text. It was considered by Christians to be inerrant and divinely inspired, but not divinely revealed verbatim). Secondly, the Quran was revealed over the development of a new society and rising political power that dominated the Middle East and beyond, with hundreds of thousands of followers reciting it and implementing it as law before it was completely revealed towards the end of Muhammed (saaw)’s life. There was never any priesthood that hid it away, or had a monopoly over it. It was an oral culture, and hundreds of thousands of people had open and equal access to reading, preserving and transmitting the Quran. This is, unlike the New Testament Bible, which was formed of smaller books, written by different anonymous authors, at a time when Christians were being persecuted and there existing no central authority for the spread out Christian communities of the Greco-Roman era.
Much to the chagrin of some Western Biblical ‘critical historians’, the written down texts of the Quran exhibits a strong degree of regularity and consistency, with no significant variations between the thousands of uncovered oldest manuscripts despite its emergence from an oral culture of hundreds of thousands of memorisers going back to the time of the Prophet Muhammed (saaw).
However, this has not stopped some Western ‘critical historians’ from trying. While belief in the textual inerrancy of the New Testament Bible is fringe amongst Bible Scholars, belief in an alternative origin for the Quran other than the Islamic account, is considered fringe even amongst Western ‘Critical historians’. Despite this, a historian of Greco-Roman history, Tom Holland ardently contests that Islam and Muhammed (saaw) was ‘created’ after the dates cited in Islamic historical sources. Tom Holland produced a ‘documentary’ for Channel 4 (UK) called ‘Islam: The Untold Story’, in which he asserted that Islam was a later creation of the Arab Empire in order to justify its authority. He then argued that ‘Mecca’ was chosen by the Arab Caliphs as a desolate spot to be the site of a ‘founding myth’ which would presumably ensure ‘no one could contradict’. What was his main evidence؟ The apparent lack of mention of Muhammed (saaw) by Byzantine Roman sources!
Unsurprisingly, Western scholars of Islamic history haven’t taken the arguments of a Greco-roman scholar too seriously in this regard. Even Patricia Crone, who some argue Tom Holland borrowed his arguments from, has abandoned her old position and conceded the mainstream Islamic accounts.
However, this wasn’t the end to Tom Holland’s bold outsider (i.e. layman) comments against the mainstream of Western scholarship on Islamic history. Recently, very old manuscripts of the Quran from the mingana collection, were carbon-dated, producing results that place them within the lifetime of the Prophet Muhammed (saaw) himself! One of the manuscripts that was dated, showed that the parchment (animal skin) that formed one of the partial manuscripts of the Quran, was possibly written on parchment belonging to an animal that was killed before the Birth of Muhammed (saaw). Tom Holland’s ‘opinion’ (as a Greco-roman history scholar؟!) was then sought by many UK media sources, for his comment on this – to which (reading from the same news sources available to everyone else) he used this apparent result to claim that the Quran pre-dated Muhammed (saaw)! His first documentary claimed that Islam came after Arab conquests, then he argues that ‘Islam’ came before Muhammed (saaw)! Apparently, he wants Islam to come anytime the Prophet Muhammed (saaw) wasn’t around!
His argument has been widely rejected by Western critical historians, as they simply cannot make such a assertion based on an alleged carbon dating result, which only proved that the parchment of one of the manuscripts came from an animal that may have lived before the Prophet Muhammed (saaw). In an era before paper, animal skin parchment was expensive, and as many in the ancient world used to do, they cleaned and reused it for decades – of which the early Islamic accounts cite Muslims finding any scraps of shoulder bones, animal skin or anything else they could find to write down the verses of the Quran.
What’s the simplest explanation here؟ That one of the parchments used was (possibly) from an old skin (that provably like in all ancient societies) reused it to form some of the pages to record part of the Quran – something attested by Islamic sources too؟ OR that Islam was somehow invented before Muhammed (saaw), of which he somehow borrowed without anyone noticing, wrote himself and his personal encounters with the Quraysh into the texts by NAME without changing the style of text – and then claimed it as original revelation without anyone contradicting him as to its originality (in form), despite that they accused him of disrupting their society by bringing in something NEW. And on top of all that, he challenging them to imitate the Quran if they doubted it! What’s more likely, really؟
The discovery reaffirms the Islamic account – unless you’re willing to indulge flights of fantasy borne of an entrenched prejudice desperate to disprove Islam…
Below is an article written after an interview with a historian at Birmingham University who is at the centre of the work on the manuscripts, Professor David Thomas. He affirms the mainstream Islamic account as the most likely explanation given all the evidence produced from all the mingana manuscripts.X
لست في وارد الترجمة ولا حتى التلخيص وأسف على المطولات كما هي ولكنها للتوثيق..
على الأقل توثيق الروابط..لحين حاجة علمية ومعرفية.
ولحين نرجع إلى التأويل لما في نقش أبرهة الوبيل وليس فيه ذكر الفيل ولا سيرة الطير الأبابيل،
فأمنياتي بقراءات مممتعة للجميع:)

Post: #323
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-14-2018, 09:43 PM
Parent: #322

شكراً هاشم :)

Quote:
Unfortunately for Crone and Holland, while Mecca is situated in a ‘dry valley’, the Hijaz region is well-supplied with springs and Oases. The city of Medina, to which Muhammad and the first Muslims fled from Mecca in 622, was a significant oasis city that was noted for its groves and irrigation. There is substantial textual evidence for ‘Mediterranean’ type agricultural produce being grown in the area one to four days’ ride by pack animal from Mecca. There is also well-attested archaeological evidence for large-scale irrigation works in the Hijaz, in use until the modern period until the electric pump and desalination took over. Although these have been refurbished during the Mamluk and Ottoman periods, many certainly date from Roman and some from Hellenistic times. One does not have to travel north over 1,000 kilometres to Abdad

Post: #324
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-15-2018, 09:02 AM
Parent: #323

شكراً هاشم :)
ـــــــــــــــــــ
هههههههههها
الشكر لله ثم لك يا م ع سعد؛
لا تزال غامضا وكأنك تتاتينا بشيش بشيش نحو منعرج اللوى قد نستبين، فيه أو منه، النصح بضحى الغد...
لكن؛
الاقباس الذي أفرحك هو من احتجاجات مايك ديبللو، ورغم إنها في سياق غير، لكن شكلها وقعت لك في برج السعد يا ابن سعد،
فأولا؛ طبعا لا يخفى عليك أن المنقولات الأخيرة إنما قصدت بها لعرض شكل الحوار الممكن غربيا، ولتوضيح أشكال الاعتراضات والاحتجاجات المبتناة عليه وليس على الترهيب والقمع.
القناة الرابعة ستستجيب للاحتجاج القائم على مقاربة منطقية علمية بأفضل مما تخضع لرغبات سلمية أو عنيفة لاسكاتها، والأخيرة لم تذكر في التقرير التلفزيوني ولم أقع لخبرها على أثر.
ولكن،اللكننة الضرورية، إيرادي لما كتب مايك لا يعني اتفاقي الكامل مع كل ما ورد فيه!
الرجل كان فعالا جدا في حججه الأولى على توم هولاند بما يشتركان فيه من معرفة التاريخ الغربي الروماني وما بعده،
والذي هو تخصص هولاند الأصل وليس الدراسات والتاريخ الإسلامي كما يتشوبر بذلك وبكلامات كرون القديمة!!
صحيح إنه من حيث المحاججة المنطقية، فحججه صالحة جدا لدحض حجة غياب النصوص المعاصرة كعذر للتخبيص التاريخي!!
ولكنني منذ البداية لاحظت لأن هذه الجزئية الاقتبستها أنت من كلام مايك ديبول، هي الحتة الـ"جايبة رخو" وعرفتها
حتجيب لينا هوا مع أرائك الراقد عليها ومابي تتهور بيها علينا دي هههههه..وذلك لأنها أيضا مقاربة نصوصية حرفية تتعامل مع القرآن ككتاب في التاريخ أو كوثيقة في نقش أو كمحضر محكمة، ولا تلتفت البتة لقيمته ولا لمقدراته الأدبية التي هي إحدى أظهر خصائصه المتفق عليها سواء بنص تحدياته المعروفة أو باتفاق غالب من يدرسه، وبغض النظر عن تدينه به من عدمه، على ذلك الأسلوب الأدبي الفريد!!

وطالما الكلام جاب الكلام في هذا المجال؛
فستجدني قريبا جدا من رأي المشرف حول الكيفية الأمثل لقراءة النص القرآني "حمال الأوجه" بما يسمح بتقليب هاته احتمالات أوجه المعنى فيه، وبتأويله حيث يحتمل التأويل.. وعليه، في أمر مقاربة سؤال الجغرافية بالذات، فأسذهب الى أن الاشتراك المعرفي بهذه الدوال الجغرافية الزراعية هو احتمال راجح جدا بقرائن لا حصر لها، وبالتالي فسيسمح بأن تستوعب البيئة العقلية ـ على حد قول المشرف ـ دلالاتها النعيمية الواردة ضمن خصوص الأسلوب الأدبي للقرآن..
ولهذا فلست أتفق معك في القراءة الحرفية التي تأخذ بظاهر الكلام دونا عن ممكنات الأسلوب والمجاز فيه، لا يوجد من يقول بأن القرآن
مجرد صحيفة بها خبر تقرأه لتقف على حدوده وفقط، ثم تكتفي بذلك علما. ولا يوجد كثير ممن يقول أن الجدال في خطاب القرآن هو كالذي في محكمة لا تسمح بأن يقال أمامها غير الوقائع المجردة.. أو هو كما ذهبت إليه أنت بقولك إن القرآن (ليس قطعة ادبية انشئت في وضع تأملي من طرف واحد) وبالتالي، بحسبك، فالامتنان القرآني إنما هو امتنان مباشر على المخاطبين بما لديهم، وذلك بقرينة إنه خطاب جدالي بين طرفين يسعى أحدهما لإقناع الآخر بشكل مباشر وفورا في وقتها..
فكل ذلك من قولك إنما هو قائم على اسقاط تام للسعة الأدبية الكبيرة جدا للنص القرآني والتي يتحدى بها من يرغب في محاكاته..
وربما أيضا سيكون من المهم جدا هنا التذكير بأن النص القرآني ليس نصا مترجما فكان ممكنا أن تضيع خصوصية أسلوبه بين الترجمات ولا يتبقى منها سوى الخبر مثلا...
الظن عندي أن كل الآيات التي أوردتها في مداخلة لك بالصفحة السابقة، إنما تخاطب معرفة المعنيين بمثال كانوا يعرفونه ويتمنونه، بأكثر مما هي تخاطب واقعا كانوا يعيشونه..المعرفة بما في يثرب والطائف وما في اليمامة واليمن والعراق والشام بل وما في فارس ومصر كانت متوفرة لأهل مكة وغيرهم بما تسمح بمثله سيرتهم التجارية وقد بلغت الحبشة ذاتها..
من نقش أبرهة مثلا عرفنا أن مسمى "معد" أو "عمرو بن هند" لم يكن مجرد أسطورة من السيرة الشفاهية لعنترة بن شداد، وكذلك عرفنا أن الحيرة كان يمكن لها أن تضمن أعرابا من بني عامر "جيران قريش" تائهين بين صحراء نجد وجبال الحجاز لا عندهم زمزم ولا رحلات شتاء وصيف غير لذي المجنة وعكاظ قريبا من مكة في الأشهر الحرم المرتبطة بالحج للكعبة!! لو أن مكة هي الوادي غير ذي الزرع فبلاد عامر وهوازن في تربة وحلبان لهي إذن أقفر وأفقر نسبة لتوغلهما الصحراوي ولبعدهما عن خصب عسير واليمن والشام ومع ذلك كانوا يقتاتون الزبيب ربما من السوق.. وفي السيرة مثلا، فإن رجالا كالنضر بن الحارث بن كلدة وأمية بن أبي الصلت ونصارى ومتحنثين وصابئة، ولا بد هناك غيرهم من الأغراب كانوا أيضا بتجرون إلى العرب في بلادهم.. في هؤلاء سيوجد من يسافر ويحدث عن أسفاره وما شاهد وما سمع وما اعتقد، فلابد إذن أن تصورات مغايرة عن النعمة المغايرة لجفاف البيئة، كانت في مرمى معرفتهم،
وأصبحت تسكن في اشتهاءات الناس، هي التي خاطبها القرآن بما يفوق الواقع ويرتفع إلى الحلم عبر الأسلوب الأدبي القاصد،
أو كما صور لهم الجنان العلى الموعودة، قريبا من نفس هذه الاشتهاءات التي يعرفون.
ثم كيف يمكن إغفال الأسلوب الأدبي الفائق للنص القرآني، والجدالي منه بالذات، الذي استعان بالقصص وضرب الأمثال بما فيها، وهي أيضا لم تك من بيئة المخاطبين المباشرة وإن هي عند غالبهم إلا أساطير سمعوها، كان ذلك أيضا في سياق جدالي ولتوصيل رسالة
في الوعد والوعيد لم يصعب فهمها على السامعين...المثال الأدبي الذي في سورة الفيل لا يزال يغريني بالتأويل عنه بغض النظر عن معرفتي بأن نقش أبرهة لا يخص حملته على مكة (وهل أبدا أثبت منهزم هزيمته بالنقش على الصخر؟) ولا يجب أن يكون حجة على التفاسير والسردية التقليدية التي تؤكد وقوع الحملة على مكة..
في ظني الأسلوب الأدبي للقرآن لم يك ليحتاج لأكثر من أن يضرب مثلا بجنتين من أعناب ونخيل ليفهم المستمع. ولم يحتاجهما أبدا في طرف الوادي غير ذي الزرع ليهدد بإزالتهما. ومثل ذلك القسم بالتين والزيتون وذكر الرمان فكله مما قد يتوفر لذوي الحظ من السامعين مع عودة قافلة الشتاء.. والعطر والملبس من اليمن، والتمر والشعير والحنطة أقرب من ذلك يتوفر من القطيف والقصيم والمدينة!!
ثم أليس ممكنا أن يقول القائل لمن ينكر أن الكعبة في مكة أو أن البعثة لم تكن فيها وإنما كانت في مكان أخر ذي زرع وثمر وطيبات؛
كمثل حجتك التالية على جماعة البتراء
Quote: نلاحظ انو المستشرقين البتكلموا عن بداية
متأخرة للاسلام في الشام وفبركة تاريخ
له في مكة، بتفادوا مناقشة مسائل الذاكرة
الجماعية والنسيان وحدود الاسقاط والتعديل
والحذف والاضافة الممكن تمارسها السلطة
والجماعة علي تاريخها.
أو أن فبركة الأمر المكي كان سيحتاج إلى لوثة وهذيان تاريخي عام وإلى مؤامرة جماعية مستحيلة:)

عموما يا ود سعد أنا كنت مرشح لخياراتك هذيك"الطائف" القريبة لا تزال ومعتدلة الطقس قريبا من البحرمتوسطي،
وثم فيها بساتين وحدائق، بل ومن حديث قدسي فيستفاد أن وصلها العنب أيضا..
مجرد ترشيح،،
لكن شكلك حتمرقا في بلدا طيرا عجمي،،، ههههههه!!!!

Post: #325
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-15-2018, 10:27 AM
Parent: #324

دعونا مما إعتبرتموه سؤالا شخصيا.
فكرة البوست مؤسسة لفكرة أن البتراء هي المكان الأول
للكعبة المشرفة ولنشأة الإسلام
أليس كذلك؟
هنا يستوجب السؤال ونحن في الصفحة الرابعة
في عهد من من خلفاء وحكام المسلمين
تم هذا الإنتقال من البتراء إلى مكة وما هي الأسباب
والمسوغات لهذا الفعل؟؟؟؟

Post: #326
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-15-2018, 12:41 PM
Parent: #325

بالنسبة لكلام المصري حامد عبد الصمد وضيفه المغربي
في الفيديو الذي عتله أسامة الخواض
1- إعتبر أن الإسلام صنعه واخترعه الأمويين
فقلنا أنه لو كان من صنع الأمويين لماذا هذه النصوص
التي صنعوها لم تمجدهم واحتوت على ذمهم ؟!
قالوا هذه النصوص خضعت للتعديل في العهد العباسي
الذي خلفهم يعني حذفوا ما بالنصوص من تمجيد للأمويين
ووضعوا بدلا عنها ما يذم الأمويين طيب
لو كان الأمر كذلك ،لماذا لم يمجد
العباسيون أنفسهم في هذه النصوص
ويجعلوا جدهم العباس عم النبي صلى
الله عليه وسلم أول من أسلم وأول
من هاجر للمدينة المنورة بدلا من أن يكون
من أسرى قريش في معركة بدر لدى جيش المسلمين
ويفك أسره مقابل فدية .
وأن لا يسلم إلا عند مقدم جيش المسلمين لفتح مكة
وهم قادمون في طريقهم من المدينة بالقرب
وغت وصولوهم نواحي مكة
والعباس رضي الله عنه ذاهبا للمدينة مهاجرا فصار خاتم
المهاجرين.
لو كانت هذه النصوص الأسلامية صنعها الحكام الأمويون
والعباسيون لما كانت هذه النصوص بهذه الصورة مطلقا.
التي لم تحوي أي تمجيد للأمويين ولا العباسيين
ولا الأتراك آخر من تولى الخلافة!!!
2-هم كذلك أنكروا الفتوحات واعتبروا أن معاوية بن
أبي سفيان معين من قبل البيزنطينيون .
والعجيب في الأمر أن حجتهم أن هذا التاريخ ليس مدونا
عبر منحوتات ونقوش ومسكوكات وهم يدعون هذه الدعاوي
على غرابتها دون أي إيراد أي من أحد هذه الدلائل المدعاة من نقوش
أو مكاتبات أو مسكوكات وحتى لو افترضنا أن معاوية مسيحي
فهذا لا يعني بالضرورة التبعية للبيزنطيين وأنهم هم من عينه
أين دليلهم على هذه الدعوى ؟؟؟
لايوجد شيء !
والغريب إعتير حامد الكذاب أن الغربيون محايدون!!!
3-كل إعتماد حامد الكذاب وصاحبو المغربي على
مسيحية معاوية بن أبي سفيان هو هذه المسكوكات!
علما بأن هذه العملات كانت قد صنعت لتكون متداولة في
في أراض المسلمين في وقت الشام تعج بالنصارى
وهي ارض نصرانية سيطر عليها المسلمون ومجاورة
للدولة البيزنطية فكانت هذه عملات توافقية فطبيعي
ان تحمل شعارات الدولتين.
وممكن أن تكون العملات صنعت في الدولة البيزنطية
ليتم اعتمادها لدى المسلمين وممكن ترفض وتستهجن
من قبل المسلمين ولا يتم تداولها وقبولها ونحن لم نعرف
حكاية هذه العملة! ومجرد وجودها ليس كافيا لنعرف حقيقتها
كاملة
كذلك صورة الحامل للصلبان ممكن أن يكون راهب مشرقي
وهناك النواصب يشتهرون بلبس العمامة وهم اتباع يحيى
أو يوحنا عليه السلام.
وممكن ان تكون عملة غير حقيقية
فلا يمكن أن يبنى كل هذا الهطل
على رسومات في عملة تحتمل عشرات
التأويلات المختلفة!!!!
لكن عبيد الغربيين سيظلون عبيد وأذناب لهم
ولو دخلو جحر ضب هم من ورائهم داخلون
أعني ثلاثتكم وليس فقط الفياض المتحسس

Post: #327
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: هاشم الحسن
Date: 02-15-2018, 04:31 PM
Parent: #326

Quote: فكرة البوست مؤسسة لفكرة أن البتراء هي المكان الأول للكعبة المشرفة ولنشأة الإسلام
سلام عليك يا شيخ منتصر،
وأما جحر الضب العلمي فالحق ان تلحق به المسيّح وهولاند وجيبسون. هو اصلا حرج وضيق.. مالك بتحشر فيه من طرف؟😂
وأما بعد؛
فأما الفكرة البتراوية ومكة الزبيرية بنات المراجعات التاريخية من لدن كرون وجيبسون وهولاند ولكسمبيرج وتابعيهم، فقد أقيمت عليها في هذا البوست الحجة القاضية المنطقية، بل وضربت بالفنية الوثائقية وليست منذ حين في محل اعتبار يعتبر.. وثم لحقت بها سريعا فرضية تكامل النص القرآني في عهد لاحق بعد عهد النبي.
وأما حياد كل المقاربات العلمية الغربية وبالذات منهج المراجعات الذي بآخرة، ففيه وجهة نظر.. أدنى الانحيازات فيه إنه بعضه الأخير لا يعترف بمناهج غير منهجه التاريخي الوضعي كما أجري على التاريخ المسيحي واليهودي وبالتالي فهو يسقط كل مترتبات المناهج غيره مع توفرها على تدوين أفضل وسند أقوى..وفيه أن هناك شبهة البنوة المباشرة للمركزية الغربية بارتباطاتها العنصرية والسياسية..وعند الحديث عن الاسلام فيمكن ان تقول البنوة للمركزية اليهومسيحية.. وفيه أشياء أدهى مثل سوء القراءة وخطل فهم النصوص العربية أو حتى تقويلها ما لا تقول كما عند دي بريمار مثلا..بل وعند هولاند فالأمر يصل إلى إهمال الوثائق من مصادر غير إسلامية لو لم تخدم غرضه!
وعلى مستوى آخر،
فكل الذي في مداخلتلك الأخيرة هو حجاج منطقي قوي ولا مشاحة لو صدر عن السردية الاسلامية التقليدية التي على ما فيها من العلل والتناقضات التي من الواضح انك تعرفها وواع بها، فهي مع ذلك لا يجب اهدارها بالكلية كما يفعل القوم المراجعون الا بافتراض أن هناك مؤامرة تاريخية قد جرت من وراء ظهر التاريخ وكمان تم تمريرها عبر مصافي التواتر وطواحين علم الإسناد وقواعد الجرح والعديل ثم تفادت شراك التناقض مع الذاكرة الجمعية.. أعتقد إنه ولمحاورة التاريخ الاسلامي، فلا يمكن أن نتجاوز ما يطرحه هذا التاريخ عن نفسه الا تزيدا أو لإثبات فرضيات مغرضة وبنتائج مجهزة سلفا ثم نكسر رقبة المنطق لحشرها فيه. فحتى التناقضات في الرواية أو العلل المنطقية فيها أو تعارض المتون نفسها، وهي أمور لم ينتهي البحث والجدل حولها، فقد أثبتها هذا المبحث الاسلامي بنفسه وبآليات علومه التي ناسبت عصره. كثير من القضايا لم تحسم بعد كما سيفيدنا الجدل القائم لحينه في علوم الحديث والسيرة مثلا، وقد يستفيد الحوار حولها مزيدا من الدقة عبر تبني طرائق البحث التاريخي الحديثة وباستخدام مناهج وأساليب التحليل اللغوي المعاصرة وغير ذلك من الوسائل العلمية.
ثم وأظنني ساوافق على مافي مداخلتك الاخيرة فيما عدا مراجعة لجزئية الاحتمالات المنطقية حول الرسم على عملة معاوية. فهم بالاضافة لما تبنوه من عملة بيزنطة فقد ضربت لهم العملة ايضا في محلات السك التي بفارس بعد فتحها. فالرسم الشهير فيها ليس لمعاوية اصلا ولا لرهبان ولا هو برسم هرقل، بل هو رسم على النسق الساساني جرى على ما كانت عليه الرسوم لملوك فارس. وما قيل أنه صليب فيه فقد يكون صولجان ملك او حتى أضافوه صليبا على العملة حتى تحظى بقبول الرعية المسيحية في الشام ومصر والعراق، وهو ان دل فلا على شيء غير أن معاوية جدير جدا بأن يكون براجماتيا عتيدا ساير الوضع المالي السائد ثم أجاد اللعب بالبيضة والحجر السياسي قبل كل شيء وهو بالضبط التصور عنه لمن يقرأ ما في كثير من مصادر التاريخ الإسلامية عن سيرته وسيرة الدولة الأموية ثم العباسية... ليس بالحنبلية الدينية وحدها قد أقيمت تلك الدول/الممالك ولا غيرها..

Post: #328
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-16-2018, 04:29 AM
Parent: #327

عطفاً على ما سبق
"الأرامي التائه" ،وهل جاءت التوراة من جزيرة العرب؟

هذا البوست هو تمرين عقلي فائق لاستبانة الحقيقة على ضوء مراجعات الاستشراق -ذي السيرة السيئة في خطاب الاسلاميين ونقد ادوارد سعيد -للسردية الاسلامية.

تمرين عقلي يضع الإسلام في ضوء النقد التاريخ الذي تعرضت له اليهودية والمسيحية، تمرين عقلي باهر يزكّيه منطق "ليطمئن قلبي"...

وعطقا على "كسرة هاشم الحسن الحسن" و"سيرة الخواض التائه"، أشير إلى كمال الصليبي صاحب " التوراة جاءة من جزيرة العرب"..وهي أيضا مراجعة تاريخية..

فقد خصّص في كتابه "خفايا التوارة وأسرار شعب اسرائيل" فصلاً بعنوان "الأرامي التائه"، أدناه قبس منه، علماً أن "أبرام" الاسرائيلي لدى الصليبي ،
هو "ابرامان" :عبراني وآرامي:

Post: #329
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-16-2018, 10:58 AM
Parent: #328

سلاما يا هاشم

Quote: عموما يا ود سعد أنا كنت مرشح لخياراتك هذيك"الطائف" القريبة لا تزال ومعتدلة الطقس قريبا من البحرمتوسطي،
وثم فيها بساتين وحدائق، بل ومن حديث قدسي فيستفاد أن وصلها العنب أيضا..
مجرد ترشيح،،
لكن شكلك حتمرقا في بلدا طيرا عجمي،،، ههههههه!!!!


غايتو الشغلة دي شكلها عندنا في البطانة يا هاشم هههههه.

عموماً انا ضد حلول بعيدة عن مكة
والطائف ليست ببعيد،
الم يأت في القرآن "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ " وقال اهل التفسير
انّ المقصود بالقريتين مكة والطائف. فماذا لو عندنا مسرحين لاحداث بداية الاسلام بدلاً عن مسرح
واحد ؟ ربما يوجد سيناريو معقد هنا تم تبسيطه لاحقاً.
لكن دا لا يحل الاشكالات دفعة واحدة
عندنا مثلاً الآية ادناه

وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ
حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)

وين البحرين ديل ؟
ويوجد العديد من الاشارات الي صيد الاسماك كجزء من اقتصاد المشركين.

من ناحية ثانية فيبدو انّ مجتمع المؤمنين كان تغلب عليه التجارة، وذلك للامثلة
المتعددة ذات المدلولات التجارية (البيع والشراء تحديداً)، وطبعاً ما من الصعب
تصور الحكاية دي في يثرب.

وبالنسبة لحكاية التأويل في الجغرافيا
لسه شايفها حكاية بعيدة جداً، خصوصاً لم تقدم ما يدعمها من قرآئن

واديك مزيد من المشاكل
شوف الآية ادناه :

وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ
فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ

فهنا عندنا طقس ديني زراعي، تقدّم فيه القرابين من المحصولات والانعام للآلهة

وكمان

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ
مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

فضمن جغرافيتهم المتخيلة هذه، يُطلب منهم تقديم صدقة ثمارهم، وكدا
المهم ان الحل دا يبدو خيالي تماماً

Post: #330
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-16-2018, 05:08 PM
Parent: #329

Quote: لكن عبيد الغربيين سيظلون عبيد وأذناب لهم
ولو دخلو جحر ضب هم من ورائهم داخلون
أعني ثلاثتكم وليس فقط الفياض المتحسس

طيب يا منتصر لم ترد على كلامي المتكرر على ان مجتمعاتنا الاسلامية مجتمعات ديكتاتورية .

وفرضت السردية الاسلامية التقليدية بقوة السلطة الغاشمة والمناهج التعليمية واجواء العسف والقهر كما يحدث في السعودية التي تكاثر فيها الملحدون حتى ضربوا الرقم القياسي على مستوى العالم ؟؟؟؟

وكل محاولات التفكير خارج الصندوق التقليدي، قُوبلت بردّة فعل غاية في الفظاظة والقسوة، كما في حالة طه حسين، وفرج فودة، ومحمود محمد وطه ونصر حامد ابوزيد، كامثلة واضحة للعيان..

ولو جيت للكلام الجد حول علاقتنا بالاسلام والثقافة العربية، فهما مثل الثقافة الغربية، وافدان على ثقافاتنا الافريقية الاصلية.

وكان يمكن لصدقة تاريخية اخرى ، ان تجعلنا مجتمعات مسيحية او بوذية أو خلافه.

وكل تلك الثقافات المهاجرة، بالإمكان التعامل معها على وزن "جحر الضب"..

لكننا لن نقول بذلك ، فهما أي الاسلام و اللغة العربية ،

في حالة العبدلله مكوّنان جوهريان من مكوّنات هويتي المركبة..

وهذا لا يمنع من استخدام أدوات البحث العلمي ..

فايضاً الثقافة الغربية لها فضل على البشرية كلها ,رغم ارتباطها بالاستعمار،

وليس من سبيل لارتقاء اممنا غير سلوك دربها في العقلانية والديمقراطية وحرية التفكير والنقد ..

وسأعود للكلام عن كتاب عربي تاسيسي حال الفراغ من كتابة الملخص ..

Post: #331
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-17-2018, 08:27 PM
Parent: #330

النبي موسى و"التاريخ"

من قناة "التاريخ" History هنالك حديث عن عدم وجود ذكر لموسى في الحضارة المصرية القديمة.

وكذلك ،أدلة أخرى تنفي وقائع في قصته الواردة في "التوراة":



أدناه رد على اسباب محتملة لانعدام الادلة التاريخية على وجود النبي موسى ، من الدقيقة ٢٥:


Post: #332
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-17-2018, 10:42 PM
Parent: #331

قال مشكلة وجود موسى وابراهيم عليهم السلام!!!
وين المشكلة لو كفرتم؟!
لن تكونوا أول من يكفر ولا آخر من يكفر .

Post: #333
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-17-2018, 11:34 PM
Parent: #329

Quote: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ
فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ

فهنا عندنا طقس ديني زراعي، تقدّم فيه القرابين من المحصولات والانعام للآلهة

وكمان

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ
مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

فضمن جغرافيتهم المتخيلة هذه، يُطلب منهم تقديم صدقة ثمارهم، وكدا
المهم ان الحل دا يبدو خيالي تمام
بالنسبة للآية الأولى
لم يقل أحد أن منطقة مكة كانت خالية تماما من الزراعة
صحيح أن الزراعة كانت قليلة لكنها موجودة
وليس مستبعد أن يكون مقصود بالآية قوم
آخرين غير قريش خصوصا وأن الآية جاءت
بعد مرور على أقوام سابقين وقوم آخرين .
وأما الآية الثانية كانت تتحدث نواحي
المدينة المنورة
والمدينة المنورة كانت ولا زالت بها بساتين
للتمور وجميع الفواكه ثم إن خطاب القرآن الكريم
جامع لا ينحصر في مكان دون الآخر.
وفي أحيان كثيرة يكون الخطاب متعلق
بعهود سابقة وأقوام آخرين في مكان آخر.

Post: #334
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-18-2018, 00:59 AM
Parent: #333

سلام منتصر


Quote: وأما الآية الثانية كانت تتحدث نواحي
المدينة المنورة


سورة الانعام مكية كلها علي قول اكثر المحققين، ومن خالف قال انّ بها بضع
آيات مدنية وذكر من ضمنها آيتنا اعلاه

وفي تقرير مكية السورة باكملها
قال صاحب الوسيط :

Quote: 3- أين نزلت سورة الأنعام:
يرى جمهور العلماء أن سورة الأنعام كلها مكية، ويرى فريق منهم أنها كلها نزلت بمكة ما عدا الآيات 20، 23، 91، 93، 104، 141، 151، 152، 153.
ولعل الذي حمل أصحاب هذا الرأى على القول بأن هذه الآيات التسع مدنية ورود بعض الروايات بذلك، وأنها آيات نزلت في بيان أحكام تتعلق بالحلال والحرام من
التكاليف العملية، وهي لهذا كانت أنسب بالمدينة.
والذي تطمئن إليه النفس وعليه المحققون من المفسرين أن سورة الأنعام قد نزلت كلها بمكة جملة واحدة، ويشهد لما ذهبنا إليه ما يأتى:
(أ) كثرة الآثار التي صرحت بنزولها بمكة دفعة واحدة، ومن هذه الآثار ما ورد عن ابن عباس أنه قال: لقد نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة وحولها سبعون ألف
ملك يجأرون بالتسبيح.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزلت على سورة الأنعام جملة واحدة وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد .
(ب) المحققون من المفسرين عند ما بدءوا في تفسير سورة الأنعام صرحوا بأنها جميعها مكية، وأنها قد نزلت جملة واحدة، وتجاهلوا قول القائل إن فيها آيات مدنية.
فهذا- مثلا- الإمام ابن كثير ساق في مطلع تفسيره لهذه السورة الروايات التي تثبت أنها مكية، ولم يذكر رواية واحدة تثبت أن فيها آية أو آيات قد نزلت بالمدينة.
وابن كثير- كما نعرف- من الحفاظ النقاد الذين يعرفون كيف يتخيرون الروايات، وكيف يميزون بين صحيحها وضعيفها.
(ج) الروايات التي اعتمد عليها القائلون بأن تلك الآيات التسع مدنية روايات فيها
مقال، ولم يعتمدها المحققون من العلماء، فقد نقل السيوطي عن ابن الحصار قوله:
استثنى من سورة الأنعام تسع آيات- مدنية- ولا يصح به نقل، خصوصا وأنه قد ورد أنها نزلت جملة .
(د) الذي يقرأ سورة الأنعام بتدبر يجد فيها سمات القرآن المكي واضحة جلية، فهي تتحدث باستفاضة عن وحدانية الله، وعن مظاهر قدرته، وعن صدق النبي صلى الله عليه وسلم
في دعوته، وعن الأدلة الدامغة التي تؤيد صحة البعث والثواب والعقاب يوم القيامة، إلى غير ذلك من المقاصد التي كثر الحديث عنها في القرآن المكي.
ومن هنا كانت سورة الأنعام بين السور المكية ذات شأن كبير في تركيز الدعوة الإسلامية، تقرر حقائقها، وتفند شبه المعارضين لها، واقتضت لذلك الحكمة الإلهية أن تنزل- مع طولها وتنوع
آياتها- جملة واحدة، وأن تكون ذات امتياز خاص لا يعرف لسواها كما قرره جمهور العلماء.
ومن ذلك يتبين أنه لا مجال للقول بأن بعضها من قبيل المدني، ولا بأن آية كذا نزلت في حادثة كذا، فكلها جملة واحدة نزلت بمكة لغاية واحدة، هو تركيز الدعوة بتقرير أصولها والدفاع عنها.
هذه بعض الأدلة التي تجعلنا نرجح أن سورة الأنعام كلها مكية، وأنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة.


وقال العلامة ابن عاشور في الرد علي من زعم انّ الآية المعنية مكية من كونها تقرر الزكاة في الحرث :

Quote: وقد فرضت الزّكاة في ابتداء الإسلام مع فرض الصّلاة ، أو بعده بقليل ، لأنّ افتراضها ضروري لإقامة أود الفقراء من المسلمين وهم كثيرون في صدر الإسلام ، لأنّ الّذين أسلموا
قد نبذهم أهلوهم ومواليهم ، وجحدوا حقوقهم ، واستباحوا أموالهم ، فكان من الضّروري أن يسدّ أهل الجدة والقوّة من المسلمين خَلَّتهم . وقد جاء ذكر الزّكاة في آيات كثيرة ممّا نزل بمكّة مثل
سورة المزمّل وسورة البيّنة وهي من أوائل سور القرآن ، فالزّكاة قرينة الصّلاة . وقول بعض المفسّرين : الزّكاة فرضت بالمدينة ، يحمل على ضبط مقاديرها بآية { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم
وتزكيهم بها } [ التوبة : 103 ] وهي مدنيَّة ، ثمّ تطرّقوا فمنعوا أن يكون المراد بالحقّ هنا الزّكاة ، لأنّ هذه السّورة مكّيّة بالاتّفاق ، وإنَّما تلك الآية مؤكّدة للوجوب بعد الحلول بالمدينة ، ولأنّ المراد
منها أخذها من المنافقين أيضاً ، وإنَّما ضبطت الزّكاة . ببيان الأنواع المزكاة ومقدار النُّصب والمُخْرَج منه ، بالمدينة ، فلا ينافي ذلك أن أصل وجوبها في مكّة ، وقد حملها مالك على الزّكاة المعيّنة
المضبوطة في رواية ابن القاسم وابن وهب عنه وهو قول ابن عبّاس ، وأنس بن مالك ، وسعيد بن المسيّب ، وجمع من التّابعين كثير . ولعلّهم يرون الزّكاة فرضت ابتداء بتعيين النّصب والمقادير ،
وحَملها ابنُ عمر ، وابنُ الحنفية ، وعليّ بن الحسين ، وعطاء ، وحمَّاد ، وابن جبير ، ومجاهد ، على غير الزّكاة وجعلوا الأمر للنّدب ، وحملها السُدّي ، والحسن ، وعطيّة العوفي ، والنّخعي ، وسعيد
بن جبير ، في رواية عنه ، على صدقة واجبة ثمّ نسختها الزّكاة .



Post: #335
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد على طه الملك
Date: 02-18-2018, 03:30 AM
Parent: #334

سلامات أستاذ أسامة وزواره الأكارم ..
أتابع هذا الدفق الغزير من المعلومات والمساهمات التحليلية القيمة من المتحاورين ..
وعلى ضوء الفيديوين اللذين أدرجا مؤخرا عن النبي إبراهيم وموسى عليهما السلام ..
ارفق كمقدمة هذا الاقتباس حول زمان استخدام اسم فراعنة لحكام مصر
كما ورد في الموقع أدناه وقد أشار لبعضه المتحدث في الفيديو الأخير:
: http://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89_%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86http://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89_%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86
Quote: يعتقد بأنّ استخدام اسم فراعنة لحكّام مصر القديمة شاع في العصور الحديثة، لأسباب متعددة منها الميول العقائديّة والتفسير التوراتي من زاويةٍ واحدة، أما التفسير اللغوي فهو بعيدٌ كلّ البعد عن كل تلك المعتقدات.
يعتقد علماء الغرب أنّ كلمة فرعون مأخوذة من كلمة برعو باللغة النوبيّة القديمة، وتعني البيت الكبير أو المنزل الكبير، أو الباب العالي نسبةً للتركيب بر – عا.
يعتقد بأن التركيب بر – عا قد ظهر في عهدي الأسرتين الملكيتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، وعلى الرغم من هذا فإنه لم يتمّ العثور على أي دليل يشير إلى استخدام اللقب بر – عا،
ويدلّ هذا الأمر على محاولة العلماء في الغرب التوفيق بين التاريخ والآثار القديمة، وبين ما ذكر في كتاب التوراة (العهد القديم) والذي أشار في سفر التكوين وسفر الخروج إلى ملوك مصر تحت لقب (فرعون)
وهو تحريفٌ للقب برعو بعد تحويله من اللغة النوبيّة القديمة إلى اللغة العبريّة، دون التفريق في هذا اللقب بين ملكٍ وآخر من الملوك الثلاثة الذين توالوا على حكم مصر في تلك الفترة، والذين عاصروا الأنبياء إبراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام،
فقد عممت التوارة التسمية واللقب على جميع حكام مصر، ولم يظهر هذا اللقب كلقبٍ ثانوي للحكّام والملوك في فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة.
وأيضاً ورد ذكر فرعون في مصدرٍ آخر هو القرآن الكريم، وهنا تظهر كلمة فرعون كاسم علمٍ أكثر منه لقباً في عددٍ من الآيات، ومن هنا يرجح بأن فرعون هو اسم علم تمّ تعميمه على ملوك مصر القديمة أكثر منه لقباً.

يتبع ..

Post: #336
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد على طه الملك
Date: 02-18-2018, 03:36 AM
Parent: #335

نتقل الآن لهذه الدراسة التي بحثت عن اجابة أخرى للسؤال المعروض في الفيديو ..
ما الذي يؤكد أن فرعون الواردة في القران مقصود بها حاكم مصر وادي النيل؟
Quote: الصورة التي رسمتها الثقافة الدينية السائدة عن إبراهيم الخليل عليه السلام وعن آل إبراهيم من زوجه سارة هي أنه ولد في العراق في أور ثم هاجر إثر فشل المحرقة إلى حوران في سوريا ثم مصر وادي النيل ثم يعود ثم يستقر في الخليل في فلسطين وهناك ينجب إسحاق ومن بعد إسحاق يعقوب ثم يتناسل في أولاد يعقوب والذين انتقلوا إلى مصر فيما بينته أحداث قصة يوسف عليه السلام، ثم تناسلوا في مصر حتى أخرجهم موسى عليه السلام في الخروج الكبير ليعيدهم إلى الأرض المقدسة التي هي فلسطين ومن ثم هناك يتواصل تاريخ بني إسرائيل حتى جلائهم الأخير عنها، هذه الصورة هي السائدة في عقول أصحاب الأديان السماوية عموماً مسلمين ويهود ونصارى، وهي كذلك السائدة في كل المحافل الثقافية التي تصدق أو لا تصدق بالأديان.
فيما عدا ثلة قليلة من المفكرين الذين شككوا في هذا التاريخ كله، أو الذين قالوا بأن جغرافيا هذا التاريخ غير صحيحة أبداً، وأن الجغرافيا الحقيقية لكل هذا التاريخ هي منطقة السراة في الجزيرة العربيّة، ولقد بينت أبحاث جمعية التجديد في مشروعها “عندما نطق السراة” صحة هذا التوجه،
ومن بين هذه البحوث بحث “اختطاف جغرافيا الأنبياء” لأحد الباحثين في الجمعية، فقد ناقش المقولة المشتهرة وبين خطأها وفقاً لعدد من المؤرخين والعلماء، ووفقاً للبحث المذكور فقد أردت استعراض بعض الآيات القرآنية، التي تدلل على صحة ما ذهبوا إليه، من أن مصر يوسف وموسى، لا يمكن أن تكون مصر وادي النيل، وأنها أقرب لأن تكون كما ذكروا بقعة من السراة في الجزيرة العربية.
ما سأقوم به هنا هو تتبع بعض المشاهد القرآنية الصغيرة؛ ضمن هذه الأحداث الطويلة، لنرى ما الذي تكشفه لنا من أرجحية؟ هل هي مع الصورة السائدة أم هي مع الصورة المنَّحاة عن الثقافة الدينية؟
(1) من هذه المشاهد؛ رحلة أولاد يعقوب الأحد عشر، من فلسطين إلى مصر وادي النيل كما هو مزعوم، للحصول على الميرة لأهلهم، سني المجاعة السبع، التي ألمّت بمصر كما هو مذكور في تاريخ السير، فإذا افترضنا أن آل يعقوب يسكنون في منطقة الخليل، أو قربها لأنها دار
أبيهم إبراهيم كما المشهور، إذ أنهم كانوا بدوًا رعاة كما يقول القرآن على لسان يوسف عليه السلام “وجاء بكم من البدو” فهم إذاً يعيشون في مراعي الصحراء في فلسطين، ولكن قريباً من مأوى أبيهم إبراهيم عليه السلام في الخليل، ومن ثم لما أصابتهم المجاعة ذهبوا يشترون لهم طعاماً من عند حاكم مصر.
وإذا ما أنزلنا هذه المواقع التاريخية على الجغرافيا، وجدنا أن المسافة التي كانت تفصلهم عن مصر في تلك الأيام تقارب الخمسمائة كيلو متر من الخليل حتى منف؛ الموقع التاريخي الأقرب لحضارة ملوك وادي النيل، فإذا كانوا سيقطعونها عن طريق؛ قوافل الجمال، والتي تبلغ سرعتها 48 كيلو مترا في “بياض يوم“، علمنا أن أبناء يعقوب يحتاجون للذهاب والإياب لمقدار 20 يوما، فإذا أضفنا لها مدة مكثهم في مصر، لانتظار دورهم والاستعداد للإياب، فسيبلغ الوقت اللازم عندها حوالي 22 يوما، والمروي في الروايات موافق لمثل هذا التقدير، فقد ذكرت أنهم استغرقوا في المسير تسعة أيام، وبعضها تسعة أيام وعشر ليال، حيث ذكرت أن المسافة كانت 80 فرسخا، والفرسخ يساوي بحساب اليوم 6 كيلو متر،(كانوا يحسبون للقافلة بريدين في اليوم، والبريد 4 فراسخ، والفرسخ 3 أميال، والميل 4000 ذراع (1)، فإذا ما علمنا أن كل شخص له الحق في شراء بطاقة تموينية تساوي كيل بعير فقط، بدلالة قوله تعالى: [ولمن جاء به حمل بعير] وقوله: [ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير]، وإذا ما علمنا أن كيل البعير يساوي حمل حمار، وأن حمل البعير يساوي وقر حمار، وما زاد على ذلك فهو وقر بعير، أي الحمل الذي يثقل على البعير، ولم أجد من هذه الألفاظ ما هو محدد بالوزن إلا حمل البعير والذي هو وقر الحمار، وهو يساوي وسقا واحدا، والوسق يساوي 60 صاعا، والصاع أقل من 3 كيلوجرام، فحمل بعير يعني من 150- 180 كيلو جرام تقريبا، علمنا أن كل فرد سيذهب من فلسطين إلى مصر قاطعاً مسافة: 1000 كم ذهابا وإيابا، وماكثا مدة 20-25 يوما ليرجع بمقدار أقل من 200 كجم، هذا إذا حملنا أن كيل البعير هو نفسه حمل البعير والذي يساوي وسقاً واحداً، غير أن الأمر ليس كذلك فإن كيل البعير هو أقل من حمل البعير، ويدل على ذلك أن يوسف لما أراد أن يجعل لمن يجيء بالصواع جائزة؛ أكرمه بحمل بعير، ومقتضى الحال أنه أزيد من كيل البعير الذي وصفه أخوته بأنه كيل يسير، وإذا ما احتسبنا له مقداراً منها لاستهلاكه اليومي، فما المقدار الباقي من هذه الميرة؟! ويتساءل المرء لماذا لا يتوجه أبناء يعقوب وسائر البدو للميرة من بلدان نهر الأردن فهي أقرب لهم كثيراً من بلاد وادي النيل؟ وهي بلاد موفورة الماء بفضل نهر الأردن. لقد كان الطعام شحيحا، ويوزع وفق ضوابط صارمة، فهو أولا يباع ولا يوزع مجانا، ثم هو يكال بمكيال خاص خارج من الإدارة الملكية، ولأجل أن لا يقلده أحد فيكيل أزيد أو أنقص من المقدار المحدد، جعل صواع الملك من ذهب فلا يتأتي لأحد توفير مثيل له، وجعل التوزيع وفقا لعدد الأفراد وليس وفقا لعدد الإبل والمال، فلكل واحد كيل بعير فقط، تحسبا لعدم استغلاله في التجارة والسوق السوداء، وكان لكل فرد الحق في الميرة وفق فترة زمنية، قيل أنها مرتان في السنة، وهذا بعيد، ولكنها موقوتة يقينا، وإنما أراد يعقوب عليه السلام من نصحه لأبنائه بعدم الدخول من باب واحد والدخول من أبواب متفرقة، أن يسترهم عن أعين الرقباء والحساد،لأنهم عادوا للامتيار قبل أوان استحقاقهم، وذلك لما وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، ونالوا موافقة أبيهم على اصطحاب أخيهم الذي طلب العزيز(يوسف) إحضاره معهم، فأنست نفوسهم للعزيز وأنه سيبيع لهم بوجاهة أخيهم، فيميرون أهلهم مرة ثانية ويزدادون كيل بعير إضافي، خاصة وهم يرون أن البطاقة المقدرة ” كيل بعير” كيل يسير.
(2) وهناك أمر آخر جدير بالملاحظة، فمصر التي استوطنها يوسف لم تكن تعتمد في زراعتها على سقيا الأنهار، بل تعتمد على الأمطار، والدليل أن سقوط الأمطار كان علامة الغوث على رأس السنة السابعة من القحط الذي ضرب البلاد، فبمجرد توقف الأمطار عن الهطول بدأ موسم القحط وبمجرد عودتها للهطول ينتهي موسم القحط [ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون]. فالسبع الشداد كانت بلا أمطار، ومن الواضح أن مصر هذه ليست هي مصر وادي النيل، التي لا تعتمد على الأمطار بل على مياه النيل، الذي يستمد ماءه من جبال أم من بحيرة فكتوريا، ولا تتزامن فيها المجاعة مع توقف الهطول مباشرة، إذ النهر يظل يجري اعتماداً على النبع ثم يزداد منسوبه إذا زاد منسوب الأمطار، أما مصر يوسف فهي بلاد تعتمد على سقوط المطر، وبمجرد انعدام المطر سنة واحدة، فإن الزراعة تتدهور حالاً، ويعزز هذا المعنى التزامن بين مجاعة البدو والحضر في تلك المنطقة، فأبناء يعقوب ـ البدو ـ أصابتهم المجاعة متزامنة مع سكان الحضر الذين هم تحت حاكم مصر في أيام يوسف (ع)، مما يدل على أنهم كانوا يعيشون في نفس المنطقة الجغرافية، وتتساقط عليهم نفس الأمطار، بحيث إذا سقي هؤلاء سقي هؤلاء، وأنهم إنما يعيشون في بيئتين مختلفتين؛ رعوية وزراعية، ولكن في منطقة واحدة، فلما توقف تساقط الأمطار على المنطقة، تضرر أهل الضرع والزرع في آن واحد، حيث لا كلأ ينبت، ولا ماء يكفي للزرع، فاحتاج الفريقان للتموين في وقت متزامن حضراً وبدواً، لأن نصيحة يوسف للملك لا تتعلق بغير سكان بلاده في الأصل، ولو كان يوسف في وادي النيل ويعقوب في بر فلسطين لما تزامنت المجاعة معهما، حيث مصر وادي النيل لا تتأثر بتوقف الأمطار إلاّ على المدى البعيد، وليس إلى درجة المجاعة أيضاً، ولن تكون حالة الجدب شاملة لكل هذه البقاع الشاسعة، ولو كانت كذلك لما كفتهم محاصيل مصر ولا غيرها، هذا مضافاً لما ذكرناه من عدم اعتماد مصريي ( وادي النيل) على الأمطار الموسمية.
ومما يدلل على أن مصر يوسف ليست مصر وادي النيل، أنك تجد أنهم قد تعلموا من درس المجاعة التي أصابتهم، فصاروا إضافة لمياه الأمطار يحفرون الآبار والعيون ويقيمون السدود، ففي قصة فرعون موسى نجد ذكرا للأنهار التي تجري من تحته، وذكرا للعيون لم نجده في قصة يوسف: [أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي]، [كم تركوا من جنات وعيون]، ومصر وادي النيل حتى اليوم لا تعتمد على العيون، ولا تحفر الآبار إلا في الأراضي البعيدة عن النيل، ولو كان النهر المشار له هو النيل لذكر بالمفرد وذكر اسمه العلم (النيل)، لأنه أعظم نهر في الأرض يومها، فالافتخار يقتضي الإعلان عن مسمى هذا النهر العظيم، ولكنها كانت أنهر أودية صنعوا سدودا أو عيوناً تتحكم في مياهها لاستخدام أطول زمنا بعد مجاعتهم في عهد يوسف، ولهذا لا نجد ذكرا للأنهار في قصة يوسف.
فمصر يوسف ليست مصر وادي النيل، وبدو يعقوب ليسوا على هذه المسافة الشاسعة عن مصر، وإنما هم في البادية القريبة منهم، كما هو الحال حتى الآن في حجاز الجزيرة العربية، ولو كان يعقوب في ما سمي بالخليل لتوجه نحو نهر الأردن، وإلى شمال ما يعرف الآن بفلسطين نفسها، ولم يكلف نفسه عناء قطع ما أطلق عليها صحراء النقب ثم ما سميت سيناء(2). ثم النزول عبر الدلتا إلى منف، فهذا أمر غير واقعي بالمرة، وليس وراءه جدوى.
(3) لقد حدث تغير سياسي واقتصادي وثقافي بين مصر يوسف ومصر موسى، فمصر يوسف كانت بلاداً زراعية بالأساس تتمتع بالاكتفاء الذاتي في زراعة المحاصيل، وتمارس التجارة مع المناطق المجاورة لها، و كانت تتمتع بنظام سياسي قائم على وجود ملك ووزير يسمى “العزيز“، ونظام أمني يستخدم نظام الأسوار؛ الطريقة الدفاعية القديمة الشهيرة، يشير إلى ذلك قول يعقوب لأبنائه وهم ذاهبون إلى مصر: [يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة] فهذه أبواب سور يحيط بالقرية (المدينة)، وكل هذا يدلل على أن مصر هذه هي مجرد مملكة محدودة، مما يعرف بممالك المدن، حيث تقتصر الدولة على مدينة محاطة بسور له أبواب متعددة، تسهل عملية الدفاع، ولها قرى وأراضٍ تابعة لها، ويدل على بساطة هذه الممالك أن العزيز ( الوزير ) يوسف عليه السلام، كان يشرف على توزيع المؤن بنفسه، وكان الممتارون يدخلون إلى مركز المدينة داخل الأسوار لأخذ البطاقة التموينية، ومملكة كهذه هي أقل شأنا بما لا يقاس، من مملكة وادي النيل المشهورة اليوم بالفراعنة، حتى أن إخوة يوسف، لما عادوا إلى أبيهم، بعد احتباس أخيهم الثاني، قالوا مبررين وضعهم لأبيهم: [واسأل القرية التي كنا فيها]، ولفظ القرية يطلق على المدن، منتزع من معنى الاستقرار، وإذا كبرت سميت أمّا للقرى، ومنها سميت مكة أم القرى، لأنها أول بيت وضع للناس، غير أن هذه المملكة لها ما للممالك الكبيرة من نظام الملوكية، من وجود ملك ووزراء وقانون وسجن وعرش، كما كان شائعاً في الجزيرة العربيّة يومها، كما لا حظناه في مملكة سبأ ومملكة داوود، فهي ممالك من نوع ما عرف بدولة المدينة ليس إلاّ.
(4) غير أن مصر هذه قد تبدلت سياسياً واقتصاديّاً وأمنياً وثقافيا في عهد فرعون موسى، فالملك اتخذ مسمى سياسياً جديداً وهو فرعون وهو لفظ يدل على العلو والارتفاع والسمو، من فرع، فالفرع هو أعلى الشيء، فهو يشبه ما نقوله اليوم بصاحب السمو والجلالة والمعالي.
والوزير ” العزيز” أصبح “هامان” وهو: باب السلطان، وتؤدي معنى العزيز والملك، وهي عند الفرس طائر يحط على من حط عليه بالسعادة، ولا زالت في الفارسية تلفظ همايون، وهو بمثابة رئيس للوزراء، سلطاته تمتد للشؤون العسكرية والمدنية، “جنودهما” و [أوقد لي يا هامان على الطين]. وجرت عمليات تغيير في نظام الري، فبعد أن كانت تعتمد على المطر صار لها أنهار تجري من تحت فرعون، [وهذه الأنهار تجري من تحتي]، وصار لها عيون ماء [كم تركوا من جنات وعيون]، لها جنات من نخيل وعنب، وشجر دائم الاخضرار، إذ لفظ الجنة لا يطلق إلا على الأرض الدائمة الاخضرار، القادرة على ستر من دخلها، وجعله في جنة عن العيون.
وهذا حدث لأحد سببين أو لكليهما، فإما أنهم قد لجئوا إلى نظام السدود وحفظ المياه، ثم التحكم في جريانها أنهاراً وأودية، وحفظها في هذه “العيون“، وبالتالي صاروا قادرين على زراعة نباتات أخرى غير موسمية، ولا تعتمد على الأمطار الموسمية كالقمح الذي كانوا يزرعونه، فصرنا نسمع فرعون موسى يتحدث عن النخل والصلب على جذوع النخل، وصرنا نسمع عن ممتلكاتهم أنها جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين.
أو أنهم قد توسعوا في الاستيلاء على البلاد المجاورة سياسيّاً، فبعد أن نقرأ في سورة يوسف عن السور والأبواب ذي المداخل المتعددة، صرنا نسمع الملأ من قوم فرعون، يشيرون عليه بأن يبعث في المدائن حاشرين، مرة لطلب السحرة، ومرة لطلب الجند والجيش، مما يدل على حدوث توسع سياسي لمملكة فرعون، لقد كانت قرية وأصبحت أم قرى ولها مدائن، مصر فرعون موسى أوسع وأغنى وأقوى من مصر يوسف.
ومن الناحية الثقافية والدينية فقد كانوا يعبدون أرباباً متفرقين: [أأرباب متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار] تلك كانت كلمات يوسف مع السجينين، ولكنها كانت أكثر بساطة وتواضعا بحيث أنها لم تتمكن من تفسير رؤيا الملك، وفوق هذا لم تحاول أن تتصنع له جوابا بل أقرت بعدم المعرفة، واكتفت بتبرير أنها أضغاث أحلام، ولكن فرعون موسى أنشأ نظاماً دينياً جديداً، جعل من نفسه إلهاً أوحدا فقال: [ما علمت لكم من إله غيري] واستعان بالسحر العظيم، وأظهر من الاعتراضات ما يوحي بالثقة الزائدة في النفس، فالثروة العظيمة والقدرة والقوة أغرته بادعاء المناصب التي لا يمكن أن يصلها أحد، فادعى الربوبية والإلوهية.
ويمكن أن نلحظ تغيراً اقتصاديّاً مهما طرأ على مصر موسى، تسبب لها في كل هذا النماء، إنها التجارة فليس ثمة عمل في الزمان الماضي أو الحاضر، يمكن أن يكدس أموالاً كالتي حازها قارون غير التجارة، فلا بد أن فرعون موسى قد تمكن من الاستيلاء على منطقة تقع على خط التجارة الدولي، أو إقناع القوافل باتخاذ مصره طريقاً تجاريّاً ربما بسبب الوفرة في الماء والغذاء والأمان، وهذا ما أمكن لأمثال قارون من بني إسرائيل، أن يجمعوا كل هذه الكنوز من الذهب والفضة، وأمكن لقوم فرعون أن يجمعوا منها الكثير [كم تركوا من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم].
إن كل ما قدمناه يؤكد أن مصر يوسف وموسى ليست مصر وادي النيل وإنما هي مملكة في الحجاز على الطريق الدولي للتجارة الذي كان يربط الصين والهند ودول آسيا بالشرق الأوسط والأدنى وأوربا والذي كان يمر باليمن والحجاز إلى الشام ثم تركيا فأوربا.
ولعل اسم مصر نفسه لا يخلو من الدلالة على المال والغذاء والتجارة، فلو تتبعت مسمياته على أنواعها لوجدت الأمور الثلاثة: المال والغذاء والتجارة مشتركة فيها فالمِصر بالكسر: البلاد التي يجلب إليها الفيء والصدقات ومنها توزع على المستحقين، والمَصر بالفتح: الحلب بأطراف الأصابع لإخراج الحليب (الغذاء) من مسالكه في الضرع، والمصير والمصران: هو المعي، الذي هو مجرى الغذاء في الجسم، ولازال أهل الشام يسمون المال مصاري، فمصر هي بلد تقع على خط التجارة يمتار منها الناس الطعام، ويتاجرون فيها، ويجلبون لها ومنها الأموال، وأصل الكلمة يعني المآل والمرجع، فالبلد الذي يؤل له الناس للميرة يسمى مصرا، والبلد الذي تؤول له أموال الصدقات يسمى مصرا.
لقد انتشرت في هذه المنطقة خاصة في الجزء الجنوبي من السراة ممالك أشبه بدول المدن تمتعت بالنفوذ والمال بسبب طريق التجارة ومنها مملكة سبأ ومملكة داوود عليه السلام ومملكة مصر فرعون موسى، وكانوا يتسمون بالملوك ويتخذون عروشاً ويعتنون بالزراعة والسدود والتجارة، ومثل هذا الحال وجد أيضاً في الجزء الشمالي من السراة والأردن وسوريا فهناك ممالك النبط ومدينتهم البتراء ومملكة تدمر وغيرها، وأدرك الإسلام منها ممالك مشابهة ولكنها كانت ضعيفة وتابعة للإمبراطوريات العظيمة في الفرس والروم يومها، فقد كانت هناك مملكة المناذرة والغساسنة، ومملكة في اليمن وبعض الممالك الصغيرة في عمان وهجر.
(5) ومشهد آخر جدير بالوقوف أمامه مليّاً، يتعلق بما هو مذكور من إنجاء الله سبحانه لموسى وقومه، لما فروا من ظلم فرعون وجنوده، فلما أدركهم جيش فرعون على ساحل اليم تحير موسى ما الذي عليه أن يفعل في هذا الحصار؟ [فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ(63)وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ(64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ(65)ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ(66)](الشعراء)إلى هنا والمشهد طبيعي ومعروف في التاريخ ولكن النقطة المحيرة هي أن القرآن الكريم، يذكر صراحة أن موسى وقومه لم يعبروا في هذا العبور للذهاب للأرض المقدسة، وإنما للهرب من طغيان فرعون، ولذلك لما أغرق الله سبحانه فرعون وجنوده عادوا إلى نفس الديار التي كانوا فيها، ديار فرعون [فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل]، فالآية واضحة بأن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده، قد عادوا وورثوا ملك فرعون وقومه وزرعهم وبيوتهم وأموالهم، وهنا يجدر بنا أن نلاحظ أن بني إسرائيل مهما كانوا من حيث العدد يستحيل عليهم أن يرثوا ملك وادي النيل لمجرد موت الفرعون وجنوده، لأنهم أقل عدداً وشأناً من أن يدبروا ملك وادي النيل، الذي يستحيل دماره لمجرد موت فرعون وجنوده، فمصر وادي النيل أعظم وأعقد وأمنع من أن يرثها بنو إسرائيل، الذين زعموا كذبا أنهم كانوا 600000 فرد قادر على حمل السلاح يوم عبورهم، وقد أشار القرآن إلى كذب هذا العدد على لسان فرعون حين قال: [إن هؤلاء لشرذمة قليلون، وإنهم لنا لغائظون].
ثم إن التاريخ لم يذكر مطلقاً أن بني إسرائيل حكموا مصر، وورثوا ملك وادي النيل وهذا تاريخ عوائل الملوك المصرية أمامنا، ويستحيل أن يكون ملك (الفراعنة) قد زال لمجرد أن فرعون وجنوده قد غرقوا في اليم، ومن الواضح أن القرآن الكريم قد أثبت أن هذه الحادثة قد دمرت ما كان يصنع فرعون وجنوده، وأبادت ملكهم وأنهت وجودهم التاريخي والسياسي، وأورثت ملكهم لبني إسرائيل أو على الأقل أورثت أموالهم وأرضهم وقصورهم لبني إسرائيل، وهذا يدل على محدودية مملكة فرعون موسى حتى بعد توسعها.
ولعل الذهب الكثير، الذي حمله بنو إسرائيل في رحلتهم نحو الأرض المقدسة، والذي قذفوه مع السامري في النار، فأخرج لهم عجلاً جسداً من ذهب له خوار، هو مما ورثوه من أموال فرعون وقومه بعد هلاكهم، وإلاّ فمن أين لهم هذا الذهب الكثير الكافي لصناعة عجل، ولقد قالوا: [ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفنها وكذلك ألقى السامري]. إذاً موسى عليه السلام لم يتنازل عن رسالته في أخذ بني إسرائيل للأرض المقدسة الموعودة حتى بعد أن نالوا الثروة والسلام، وورثوا فرعون وقومه، فهو فرّ ببني إسرائيل خوفاً من طغيان فرعون، ولكنهم عادوا بعد هلاكه ثم خرجوا نحو الأرض المقدسة الموعودة، فهذا الفرار وهذا الخروج لم يكن من مصر وادي النيل وإنما من مصريم في سراة جزيرة العرب إلى الأرض المقدسة المباركة في جزيرة العرب أيضاً.
(6) هناك مفارقة تقوم حول الأسماء، أسماء شخصيات الأحداث في الثقافة العربية، فالمؤرخون العرب يذكرون أسماء الشخصيات التي وردت في قصة إبراهيم وأبنائه، فالرجل الذي أجاز لإبراهيم عليه السلام بأن يسكن بجواره بعد هجرته بلده وعبوره كان أبو مالك، ذكرت ذلك التوراة أيضاً، والذي اشترى يوسف من مصر اسمه مالك بن ذعر بن نويب، وزوجته اسمها زليخة، والملك اسمه: الريان بن الوليد، وفرعون موسى اسمه الوليد بن مصعب بن معاوية أو قابوس بن مصعب بن معاوية، ومؤمن آل فرعون أسمه حبيب (ويذكرنا هذا بحبيب النجار) أو حزبيل أو حزقيل، وزوجة فرعون اسمها آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد، والسامري واسمه موسى بن ظفر، وقارون واسمه قارون بن يصهر بن قاهث، هذه هي أسماء هذه الشخصيات في روايات المؤرخين العرب، وهي كما ترى لهجة عربية من الجزيرة العربية، ومختلفة عن اللهجة العربية المصرية بوادي النيل، والمؤرخون إنما يأخذونها بالسماع عمن سمع، وهذا يعني أنها كانت متداولة عند قدامى عرب الجزيرة، وبعضها مؤكد في الروايات ومشتهر كزليخة، وآسية بنت مزاحم، فيا ترى في أيّ سجل من سجلات ملوك وادي النيل سنجد هذه الأسماء؟
ثمّ ألا يدعونا ما ذكّر به مؤمن آل فرعون، محذرا قومه من أن ينالهم مثل ما أصاب الأحزاب: قوم نوح وعاد وثمود، وهم أقوام عرب من الجزيرة العربية إلى أنه إنما يخاطبهم بما عرفوا وسمعوا وشاهدوا؟ فليس من المعقول أن يحذرهم بتاريخ أقوام لم يسمعوا عنهم شيئا، بل هو على ما جاء به القرآن الكريم يذكر للعرب تاريخ من عرفوا وسمعوا وشاهدوا آثارهم.
(7) [… فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا…]( 38: القصص)
[وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ*أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى…](36-37:غافر)
الصرح هو البناء العالي، وقيل هو المنفرد في المكان العالي في البنيان، وليس هذا موضع اهتمامنا، بل موضع اهتمامنا هو مادة بناء هذا الصرح، ألا وهي الجص أو الطين المطبوخ، هل هذه هي المادة التي بنى بها ملوك وادي النيل معابدهم؟ كلا، فهذه معابد وادي النيل كلها منحوتة من الحجارة العظيمة، و لا تزال طريقتهم في رص أحجار الأهرامات تحير الباحثين حتى اليوم، فهم لم يجدوا بعد الطريقة التي تمكن بها المصريون في وادي النيل، من إحكام تماسك الأحجار بدون مادة لاصقة، وإلى درجة أنك تجد صعوبة في إدخال شفرة حلاقة بين الصخرتين، ومهما قلنا فإن الطين المطبوخ لم يكن هو وسيلتهم لبناء الصرح، ولم يكن هو عماد مادة البناء، إذ ينبغي الالتفات إلى أن عبارات الآيات تعني أن الطين المطبوخ، كان هو عمدة البناء وليس الصخر الكبير، فهو بناء لا يشبه في مواده قصور بُصرى بالشام، أو المعابد في بعلبك وإيران وسائر منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت تعتمد في الأساس على قطع الصخور ثم تركيبها إلى بعضها بالطين أو أية وسيلة أخرى، ولكن الصخور هي عمدة البناء، ولو كان صرح فرعون موسى عمدته الصخر، لطلب فرعون قطع الصخور، لأنه الجهد الأكبر في عملية الإنشاء، أما وأنه قال أو قد لي على الطين، فإن الطين المطبوخ هو عمدة بناء صرح فرعون، أي أنه يريد بناءً عالياً من الطين والحجارة، كما هي الطريقة المعتادة في بناء البيوت والقلاع والحصون في عديد من المناطق العربية، كما في العراق و في شبه الجزيرة العربية، ولهذا فإن معظم آثارهم قد اندثر مع الزمان، لأن الطين لا يصمد للعوادي صمود الصخور. ولن تجد منطقة في الشرق كله أعلى بناءً بالطين من اليمن، فهي البلاد الوحيدة التي تبني صروحاً وإلى اليوم يصل ارتفاعها إلى ستة طوابق، وهي من المعالم الجميلة في صنعاء اليمن، فليس بعيداً أن تكون هي الطريقة التي استعملها الأسلاف في تلك المنطقة لبناء الصروح من الطين.
وقد بنا نبي الله سليمان عليه السلام، صرحاً ممرداً من قوارير إظهارا لقدرته لبلقيس اليمن، فبناء الصروح كان عندهم علامة على القدرة والمكنة، تماماً كما هو الحال عند دول العالم اليوم التي تتفاخر أيها أعلى بناءً في الأرض!
فاستخدام الطين المطبوخ دون الصخور في بناء الصروح العالية، يدل على أن مصر فرعون موسى ليس مصر وادي النيل، وإنما هي في سراة الجزيرة العربيّة في عسير أو اليمن..
(8) في الأديان السماوية الثلاثة هناك أرض مباركة، لها علاقة بالأنبياء وبني إسرائيل اختلف فيها المفسرون، فمنهم من قال إنها الشام وفلسطين تحديداً، أخذا بالمشتهر من التاريخ والجغرافيا ومتابعة لليهود في دعواهم، ورغم أن هذا الرأي قد خالفه العديد من المفسرين الأكثر تدقيقاً وأمانة، إلاّ أن متابعي الإسرائيليات قد روجوه وشهروه حتى بات لا يذكر سواه، فقد خالفه ابن عباس وقال إنها مكة، وخالفه جماعة من السلف كما ذكر صاحب كتاب تيسير الرحمن في كلام المنان فقال: “الظاهر أنها صنعاء كما قاله غير واحد من السلف“(3) وقال صاحب الأمثل في تفسير القرآن: ” أما ماهي الأرض المباركة؟ فقد أجمع أغلب المفسرين على أنها أرض الشام ( سوريا فلسطين والأردن) .. ولكن بعض المفسرين احتمل أن المقصود منها هو صنعاء أو مأرب، وكلتاهما كانتا في اليمن، ولا يستبعد هذا التفسير، لأن المسافة بين (اليمن) الواقعة في أقصى جنوب الجزيرة العربية والشام الواقعة في أقصى شمالها شاسعة، ومليئة بالصحارى اليابسة المقفرة، مما يجعل تفسير الأرض المباركة هنا بالشام بعيد جداً، ولم ينقل في التواريخ ما يشير إلى ذلك، بعضهم أحتمل أيضاً أن يكون المقصود بالأرض المباركة مكة وهو بعيد أيضاً “(4)
إن المشكلة في تحديد ” الأرض المباركة“، تبدأ من عدم الاتفاق حول ماهية البركة، فمن اكتفى منهم بأنها منبع النبوات، صار مقبولاً عنده أنها مكة، ومن اكتفى بأنها مباركة بالخيرات والنعم صار يبحث عن أرض خصب معطاء.
أول ما ينبغي قوله وتعيينه، إن هذه الأرض هي بقعة مخصوصة محددة، كانت مهداً للنبوات من جهة؛ وكانت موفورة الخيرات من جهة أخرى ، وهي التي جرت فيها أحداث النبوات ، وتحرك فيه بنو إسرائيل ، وإبراهيم الخليل ولوط، فهي التي أنجى الله نبيه إبراهيم ولوطاً في قوله [ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ](71: الأنبياء)، ومن هنا بدأت المتاهة، حيث سيطر على تاريخ الأديان توجه اليهود في فهم التوراة ، فقالوا إنها فلسطين ، بينما المروي أنهما لجأا إلى مكة وآواهما شخص يدعى ” أبو مالك : وأنهما أقاما عند بلوطات نمرة ( لاحظ مسجد نمرة ) ، وهذا ما جعل ابن عباس يقول إنها مكة .
إن هذه الأرض ترد في أخبار نبي الله سليمان عليه السلام، حيث كان مقره في الأرض المباركة، والريح تجري بأمره إلى دار مقره فيها [ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ](81: الأنبياء)، وفيها يقع المسجد الأقصى وهي تقع من حو له ” المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ” ففي الأرض المباركة، هناك أرض مقدسة، والأرض المباركة من حولها، وإليها كان واجب الهجرة على بني إسرائيل ” ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم “.
فنهاك إذاً أرض مقدسة داخل الأرض المباركة ، وفيها المسجد الأقصى ، والحقيقة أن القائلين بأنها الشام وفلسطين لم يتدبروا في الآيات القرآنية ، وتابعوا المشهور من غير تمحيص، لأنها بحسب الآيات لايمكن أن تكون فلسطين ، ففي خبر هلاك فرعون مصر يذكر القرآن الكريم [ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ](137: الأعراف)، فمملكة مصر فرعون (موسى ) كانت ضمن الأرض المباركة .
ولعل هذا هو باعث من قال أنها مصر وادي النيل ، فبنو إسرائيل لم يغادروا الأرض المباركة حتى حينما كانوا تحت سطوة فرعون بل كانوا فيها ، وإنما كانت مهمة موسى إخراجهم نحو الأرض المقدسة في الأرض المباركة ، فلو تمسكنا بقول أصحاب التاريخ المشهور لوجب أن تكون الأرض المباركة هي مصر والشام جميعاً ، ولكن هذا القول لا يمكن الركون إليه، بسبب آيات أخرى تحدثت عن مملكة سبأ قال سبحانه ” لقد كان لسبأٍ في مسكنهم ، آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم … إلى أن يقول [وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ* فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ] (18-19: سبأ)
إن مملكة سبأ هي في اليمن لم أجد من يخالف ذلك ، واليمن القديم ليس هو اليمن الحديث سياسيّاً ولكنها لن تخرج عن منطقة جنوب الحجاز على أية حال، والآية تقول إن بين مملكة سبأ والأرض المباركة أو القرى المباركة قرى ظاهرة ، وظهور القرى يشير إلى عمرانها وقوتها وأمنها ، مأخوذ من الظهور وهو البروز والقوة ، فهناك إذاً ما بين قرى مملكة سبأ وقرى الأرض المباركة قرى ظاهرة، فهي سلسلة من ممالك المدن ( القرى )، المتمتعة بالقوة والعمران والأمان المستتب، متصلة ما بين سبأ والأرض المباركة، وهذا الذي دفع الشيخ مكارم الشيرازي إلى أن يرفض أنها الشام، وقال إن بين اليمن والشام قفاراً واسعة، ولعل متابعة الآية تساعدنا على تحديد أكثر اقتراباً من الناحية الجغرافية، فإذا كانت سبأ باليمن فإن امتداد القرى الظاهرة ومن ثم القرى المباركة حتماً سيكون نحو الشمال ، إذ هو المتعين، ولتحديد المدى الجغرافي الشمالي هذا، سنستعين بالمدى الزمني اللازم للسفر بين مملكة سبأ وبين القرى المباركة، لننظر هل يمكن أن يبلغ الشام كما يزعمون؟
إن المقدار الزمني الذي يحتاجه السائر بين سبأ والأرض المباركة هو بمقدار “ليالي وأياما“، إن من الممكن أن نقول بأن قول سيروا فيها ليالي وأياماً هو للإطالة والكثرة فتكون ليالي هي مجموع ليلة وليلة وليلة إلى ما لا نهاية، وأيام هي مجموع يوم ويوم ويوم إلى ما لا نهاية، في إشارة إلى طول الأمان في التنقل.
ولكن هذا الفهم مناف للمنة عليهم بأن جعل أسفارهم قريبة وآمنة، فقد عوقبوا لجحودهم هذه النعمة بقولهم ربنا باعد بين أسفارنا، ثم إن هذا القول بطول السفر الآمن لن يجعل لكلمة “وقدرنا فيها السير ” معنى التقدير الحقيقي، ثم هو يفقد الإيقاع المكاني الذي تتحدث عنه الآية ، فالآية لا تريد أن تقول بأن المنة عليهم كانت القدرة على التجوال والتنقل في القرى الظاهرة بأمان ، وإنما تريد أن تقول بأن الله قد جعل مسيرتهم من سبأ حتى القرى المباركة والتي فيها البيت المقدس آمنة وقريبة ، وهنا تتحول المدة المذكورة: “ليالي وأياماً” إلى مسافة جغرافية، يمكن أن تعيننا على تحديد البعد الجغرافي بين القرى المباركة وسبأ عبر القرى الظاهرة.
إن تعبير ليالي وأياماً يدل أولاً على قرب المسافة بين مملكة سبأ والأرض المباركة ولا يفصلهما سوى أرض يستغرق قطعها ثلاث ليال أو أربع ليال أو خمس ليال إلى عشر ليال فإذا زدت عن ذلك قلت ليلة مثل إحدى عشرة ليلة، وعشرون ليلة، وكذلك الأيام فهي ما بين 3-10 أيام وإذا زدت قلت يوماً مثل أحد عشر يوماً وعشرون يوماً ، فمقدار السفر بين مملكة سبأ والأرض المباركة يتراوح ما بين 3-10 من الليالي والأيام ، ولعل التفاوت راجع إلى مدى قرب المسافر في نفس مملكة سبأ ، أو يريد الإشارة إلى رقم بين 3-10 فقد يكون رقماً أكثر تحديداً ولكننا لا نملك ذلك من نفس اللفظ.
إن أبعد مسافة بين سبأ والأرض المباركة هي مسيرة 10 أيام بلياليها فإذا حسبناها بسير القوافل كانت 500 كيلومتر لا تزيد، حيث كانوا يسيرون بياض اليوم فقط، ولو بالغنا وقلنا بأن الأمان يجعلهم يمشون ليل نهار، فإنها لن تزيد عن ألف كيلومتر، على فرض المحال، وأما إذا أخذنا أقلها 3 أيام فهي 150 كيلو متر فقط، فنحن ما بين 150 إلى 500 كيلو متر من اليمن شمالاً أي أنها حتماً ستكون في السراة الجنوبي ، ومع المبالغة ستصل مكة أو المدينة ، فهي إما في منطقة أبها أو الباحة أو ما قارب ذلك ، وهناك كانت مملكة فرعون مصر موسى، ومملكة سليمان أيضاً .
(9) في الأخبار فيما ورد من مناقشة الإمام جعفر الصادق عليه السلام مع وفد من الصوفية كما جاء في الكافي “.. وأخبروني أين أنتم عن سليمان بن داوود (ع) حيث سأل الله ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده فأعطاه الله جل اسمه ذلك، وكان يقول الحق ويعمل به، ثم لم نجد الله عز وجل عاب عليه ذلك ولا أحد من المؤمنين و داوود النبي (ع) قبله في ملكه وشدة سلطانه، ثم يوسف النبي (ع) حيث قال لملك مصر “اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليهم فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حد لها إلى اليمن وكانوا يمتارون الطعام من عنده المجاعة أصابتهم“(5).
الأمر كان واضحاً عند بعض السلف منذ البداية، ولم تنطل عليهم تحريفات شراح التوراة..أن مصر في السراة قرب اليمن، ولكن الهيمنة على الرأي العام كانت للإسرائيليات الباطلة.
إن التأمل في التفاصيل لكل كلمة وردت في القصص القرآني، سيكشف لنا عن وجه من الحقيقة، يساعدنا في التخلص من العديد من الأخطاء، التي نتقبلها من خلال أوهام الروعة في القصص الإسرائيلي، الذي ملأ كتب المسلمين، وتغلب في ذهنهم على بعض صريح النصوص القرآنية الكريمة.

http://tajdeed.org/surat/%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89/http://tajdeed.org/surat/%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9...5%D9%88%D8%B3%D9%89/


Post: #337
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-18-2018, 06:26 PM
Parent: #336

مرحباً بالاستاذ محمد علي طه الملك

وما أورده يصب في مجرى الحديث عن النظر التاريخي الى النصوص الدينية، وهو ما ترفضه الذهنية التقليدية، بينما تسعى أديان أخرى مثل اليهودية والمسيحية.

فاليهودية عمدت إلى إلى إجراء بحوث تاريخية لإثبات قصص التوراة،

بينما قامت الكنيسة الكاثوليكية بالنظر إلى القصص التوراتي باعتبارها "قصصاً مجازية"..

في الفيديو التالي ، وهو عبارة عن مناظرة حول الوجود التاريخي لأنبياء اليهود، يذكر أستاذ أحمد زايد في إطار حديثه عن النقد التاريخي بشقيه النقد الداخلي والخارجي،

يذكر ما قام به الاسرائيليون إبان احتلالهم لسيناء من تنقيب لإثبات قصة الخروج ، وما قامت به جامعة تل ابيب تحت إشراف عالم الآثار الاسرائيلي فرانكشتاين ، والنتائج المخيبة لقصص التوراة .

ويطرح أستاذ أحمد زايد حلاً توفيقياً لمسألة مجافاة القصص الديني للتاريخ، باللجوء إلى "تأويل" تلك القصص مثلما فعلت الكنيسة الكاثوليكية مع قصة أدم وحواء باعتبارها قصة مجازية، ومثلما فعل محمد أحمد خلف الله مع القصص القراني.

ويتقى هنالك سؤال مهم :

"لماذا ترفض السعودية إجراء تنقيب آثاري، بينما يقوم اليهود -مثلاً-بفعل ذلك "؟؟؟؟

فإلى المناظرة الممتعة:




Post: #338
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-19-2018, 02:48 AM
Parent: #337

حتى الآن،

هل هنالك أدلة تاريخية على وجود الأنبياء في مصر؟؟؟



Post: #339
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد عبد القيوم سعد
Date: 02-19-2018, 06:22 AM
Parent: #338

مما هو مفروغ منو ان قصص الانبياء في العهد القديم
بتعكس جغرافيا وهموم سياسية للوقت اللي تم تدوينها فيه
اكثر مما تعكس وقائع تاريخية حقيقية
دا بنطبق مثلاً علي المدن الكانت مزدهرة في وقت الكتابة
مثال ذلك ان يصنع شخص حكايات قبل الفي عام تدور
احداثها في امدرمان، فقط لانه يتصور انها كانت موجودة
كمدينة منذ الابد
طريقة الحياة ايضاً قد تعكس فترة معينة
مثلاً مجموعة تستخدم الجمِال في نقل البضائع او التنقل
فدا بستدعي السؤال عن تاريخ استئناس الأبل وهل هو
سابق للتاريخ المعطي للقصة ام بعدها
في بعض الحالات من الممكن المحاججة بوجود وقائع حقيقية
خلف قصص مثل خروج بني اسرائيل من مصر، لكن الوقائع
هذه مختلفة الي درجة كبيرة من التصور اللاحق
عندنا هنا حالة شعب بشتغل علي تاريخه البعيد لمخاطبة
اشكالات في راهنه، وبعبّر عن التاريخ دا بلغة الحاضر.

Post: #340
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-20-2018, 08:32 AM
Parent: #339

Quote: في بعض الحالات من الممكن المحاججة بوجود وقائع حقيقية
خلف قصص مثل خروج بني اسرائيل من مصر، لكن الوقائع
هذه مختلفة الي درجة كبيرة من التصور اللاحق
عندنا هنا حالة شعب بشتغل علي تاريخه البعيد لمخاطبة
اشكالات في راهنه، وبعبّر عن التاريخ دا بلغة الحاضر.

والإشكال الأكبر من هذا يا أستاذ محمد، هو الإبهام الحاصل حول عدم وجود صحف مقدسة، مثل "صحف إبراهيم"، التي أشار إليها القران الكريم.
وقد حاول باحث من جامعة الملك سعود أن يجد حلاً لهذا الإبهام واختفاء صحف ابراهيم.

ففي كتاب له صادر عن "الدار العربية للموسوعات" ببيروت، في عام ٢٠٠٦ ، بعنوان:
صحف إبراهيم
جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية

حاول فالح شبيب العجمي، أن يجري مقارنات كثيرة مشتركة بين براهما " شخصية بلاد السند"، وإبراهيم "شخصية الشرق الأدني".

ثم يمضي مؤكدا التطابق بين الشخصيتين قائلاً:
Quote: لو لم تكن الشخصيتان (براهما وإبراهيم) صورتان للشخص نفسه، فإنّ الإشارة إلى صحف إبراهيم في القران، تشكِّل إبهاماً ليس له حل عقلاني.

ومن نفس الجامعة أي جامعة الملك سعود، يحاول باحثٌ آخر، ويبدو من اسمه أنه سوداني،

يحاول د. الشفيع الماحي أحمد، من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود، أن يقيم علاقة بين الإسلام والزرادشتية.

ففي كتابه "زرادشت والزرادشتية" ، الصادر في ٢٠٠١، عن "حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، التي تصدر عن مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت،

يرى دكتور الشفيع الماحي أن زرادشت رسول من عند الله تعالى، وأن ما جاء به من مبادئ تتبنىّ مفهوم الإسلام من حيث الاعتراف بأن الله هو المكلّف، وأنه لا تتم طهارة النفس ولا تبلغ درجة الكمال إلا بالعبادة، أي التكليف.

لكن تلك المبادئ الإسلامية، تعرضت إلى التحريف لاحقاً.

Post: #341
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-22-2018, 03:18 AM
Parent: #340

في المحاضرة التالية يناقش المصري احمد سعد زايد صورة الرسول الكريم في الاستشراق الغربي،

بالتركيز على صورته في الاتجاه الذي هو موضوع هذا البوست الذي يمثله باتريشيا كرون ومايكل كوك وتوم هولاند:


Post: #342
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-24-2018, 03:33 AM
Parent: #341

المقال التالي الذي سننشرة منجّماً، يستند على أفكار دان جيبسون وبعض المراجعين والمشكّكين في السردية الاسلامية،

وقد يكون صادماً للكثير منا ..

الجزء الاول:

2017 / 8 / 29

الحقيقة الصادمة ..القبلة في كل زمان ومكان
جوزف شلال
 
المقدمة

هذا ليس انتقاصاً من الاخوة المسلمين في ما يؤمنون به , من حق وحقوق الانسان ان يسال ويتساءل عن اي شيء يدور ويخطر في باله وعقله وقلبه وفكره , ليس هناك محرمات وثوابت في الانتقاد والاسئلة كما يدعي الاسلام ووضع اتباعه في صندوق مقفل لكي لا يفكر ويسال ويشك , لا تسالوا عن اشياء ان تبدو لكم تسؤكم ! , جميع المعتقدات والاديان والافكار في العالم تقبل الانتقاد والخوض فيها وتشريحها الا الاسلام ! , فهذا الذي ابقى الاسلام يدور حول نفسه ولم يتطور ويصلح لكي يتماشى لكل عصر ومكان , الاسلام ختم بهذا القول المغلوط , الاسلام صالح لكل زمان ومكان .

سنطرح اليوم موضوعا مهما يخص الملايين او المليارات عبر الزمن والتاريخ وهو من العشرات او ربما المئات من الاخطاء التي جاء بها الاسلام , هناك اخطاء كثيرة ومعروفة وملفقة لا وجود لها بل الفت كتأليف القصص الاخرى والحكايات وادخلت باعتبارها مقدسة او جاء بها جبريل المراسل عبر السبع سماوات والسبع طبقات , من اهم ما اوجده الاسلام وتحديدا في فترة الحكم العباسي وثبته كحقيقة راسخة الا وهي / المدينة المقدسة – مكة / .

نطرح الموضوع وعسى ان يفنده ويكذبه من لديهم اختصاص في هذا المجال من الشيوخ والمرجعيات والعلماء من المسلمين بمختلف اختصاصاتهم العلمية والدينية والجيولوجية والاثار والتنقيب والخ لكي يثبتوا لنا باننا على خطأ وبعد ذلك نعترف امام الجميع باننا مخطئون ونعتذر لهم لهذا الخطأ .
هذه الدراسة والبحث اخذت منا اشهر عديدة للرجوع الى جميع المصادر والكتب والابحاث العلمية التي قام بها بعض الاختصاصيين بهذا المجال , انها ليست من تأليفنا ونابعة من عقلنا بل هي خلاصة ودراسة للكتب والوثائق ومصادر اخرى كثيرة ولا نقول ونفتخر باننا اصحابها او مبتكريها .

قبل الولوج في هذا البحث والدراسة والتعمق فيه , هناك عدة تساؤلات باعتبار اننا ايضا عملنا في مجال البحث العلمي اكثر من 17 عاما ونعرف كيف يدرس البحث من جميع الجوانب والتجارب وتحليل النتائج ومقارنتها وفحصها وعوامل اخرى لا مجال لذكرها لكي يقال ان هذا البحث له مصداقية علمية ويتم قبوله من ذوي الاختصاص نفسه وبعد ذلك ينشر للعالم ويصبح حقيقة يستفاد منها وحسب اختصاص ومجال ذلك البحث .

من ضمن الاسئلة حول هذا البحث والدراسة وهو مكة – السعودية , اذا كانت هذه المدينة مقدسة لمليار مسلم واكثر لماذا لم يتم ادخالها في قائمة المدن والمناطق التي يراد الحفاظ عليها من اليونسكو مثلا ؟ ,

اين الاثار والحفريات والتنقيبات لهذه الارض التي يقال عنها بانها موطن رسول الاسلام وقريش منذ 1400 عام ؟ , هل يعقل ان يتم بناء عمارات وناطحات سحاب وشوارع وبنايات على بعد امتار من المركز المقدس ؟,

جميع دول العالم سمحت بالتنقيب لآثارها التاريخية من قبل العلماء وذوي الاختصاص والامثلة كثيرة الا السعودية والاسلام منع العالم كله , حتى كان هناك قبر او ضريح للسيدة خديجة في هذا المكان تم القضاء عليه ,

هل يعقل ان السعودية واي مرجع اسلامي لم يعلنوا الى الان عن دليل وجود اي اثر او مخلفات او اثار او قطع حجرية او كتابات او اي كنز اسلامي اخر في هذا المكان ؟ , طبعا هناك العشرات من الاسئلة تخطر في بال الكثير ولكن نحن متأكدون من الذي سيقرأ هذا التقرير والدراسة او يذهب يبحث في هذا الموضوع ستتكون لديه كذلك العشرات من التساؤلات حول هذا الموضوع .

Post: #343
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-24-2018, 04:25 AM
Parent: #342

الجزء الثاني:

البداية

اكثر من مليار مسلم مصلي يتوجهون يوميا 5 مرات باتجاه ما يعرف بالحجر الاسود الموجود في قبلة الاسلام مكة المدينة التي تم تقديسها , خمس صلوات في اليوم للدعاء وطلب الغفران ولعن اليهود والنصارى اي المغضوب عليهم والضالين الذين لا ذنب لهم , هذه الحالة مستمرة منذ 1400 عام والى الان , الى ان جاء العلم بنظريات جديدة وحديثة من خلال البحث والاكتشافات الجيولوجية وعلم الاثار بسيناريو جديد ومختلف تماما عن نشأة الاسلام ومن بينها موطن ولادة الاسلام وهي مكة – السعودية الحالية في شبه الجزيرة العربية .

هذه الدراسات وهذا الاثبات العلمي سيؤثر حتما عاجلا ام اجلا على المسلمين ان تم الاعلان الرسمي والاعتراف به على الاقل ولو بجزء بسيط منة هذه الاكتشافات التي ستقلب الكثير من الحقائق الى اخطاء قام بها البشر لدوافع دينية وسياسية واجتماعية , من خلال ونتيجة التطورات والقفزات في جميع المجالات العلمية التي كانت غائبة وغير متوفرة وموجودة من قبل , الان يتم استخدامها لكشف الكثير من المجهول وحل الرموز وفكها .

المعدات والتجهيزات والمستلزمات الحديثة المتطورة اعادت تسليط الاضواء وعلامات الاستفهام على العديد والكثير من الامور والمخلفات والمواضيع بشتى انواعها ومختلف اهميتها بما فيها الدينية , هذه الاختراعات والاكتشافات الحديثة والمتطورة الجديدة اتت لإثبات او نفي ما جاء في الكثير من كتب التاريخ وما كتبه المؤرخين وكتاب القصص والعقائد من خلال عدة جوانب وزوايا واهمها الاكتشافات الجيولوجية ودراسة الكون وتصويره من بعد ومطابقة النتائج بما جاء في الكتب القديمة والوثائق لفحصها ودراستها واثبات علميتها ومصداقيتها وحقيقتها .

للعلم حاليا القدرة على معرفة حقيقة ما جرى وحدث في العالم كله والكون , فما بالك عن موطن نشأة اليهودية والمسيحية والاسلام باعتبارها اديان , اذا كان العلم عرف المتحجرات منذ اكثر من 60 مليون سنة فما بالك لتاريخ عمره لا يزيد عن 7000 الاف سنة او اقل . 

Post: #344
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-24-2018, 07:33 AM
Parent: #343

الجزء الثالث:

الجزيرة العربية تاريخ بلا ادلة ووثائق

وهل كانوا "وثنيين"؟؟؟

وهل عاشوا في "مكة"؟؟؟

ما يهم الانسان المسلم وغير المسلم ان يعرف ما حدث من امور في الجزيرة العربية منذ 14 قرنا ,

العديد من الباحثين يهتم لمعرفة المناطق والاماكن والمجتمعات التي وجدت وعاشت قبل نشوء الاسلام , هناك من وضع نظريات جديدة وفرضيات حول نشأة وتطور الاسلام , ربما هذه ستؤدي الى تغيير الكثير من المعلومات والمفاهيم عن الماضي وما كتب , بعض العلماء امضى سنوات طويلة لأكثر من خمسين عاما في دراسة الاسلام وعلى راسهم العالم والمؤرخ والكاتب دان جيبسون .

اغلب النتائج والابحاث والدراسات توصلت الى ان الاسلام بدا وولد ونشا في مكان ومنطقة اخرى تماما عن ما مكتوب وسائد ومعترف به في الكتب الاسلامية والقران .

لا يوجد في القران اي دليل او اثبات يقول بان رسول الاسلام قد عاش وسكن مكة ,

لم يذكر ويقول القران بان مكة هي المدينة والمكان الذي نزل فيه ما يسمى بالوحي ,

ولم تذكر آيات القران بان مكة كانت المكان الذي كان الله يرسل الآيات بواسطة جبريل , لم يذكر ذلك بتاتا بل ذكرت كلمة / الحرم / , لكن هناك تساؤل حول هذه النقطة , اين يوجد مكان الحرم ؟ , بالتأكيد هذا غير معروف الى الان ولا يعرفه من يؤمن بالإسلام .

من الصعب ان نستخرج السياق من النص نفسه في القران , جميع الكتب والمصادر الاسلامية التاريخية تؤكد وتقول ان سكان مكة كانوا وثنيين ويعبدون الاصنام وعدة الهة ,

لكن في الحقيقة ان هؤلاء القوم الذين ذكرهم القران كان لديهم علوم كثيرة ومعرفة خاصة بالتعاليم المسيحية والانجيل والتوراة ,

الدليل على ذلك من القران نفسه الذي اعاد كتابة وصياغة القصص المذكورة في الكتاب المقدس بعهديه وهذا معروف للجميع كيف نقل تلك القصص وكتبت بنكهة وسيناريو اسلامي ان صح التعبير بذلك لكي تتماشى والحالة هذه .

هذه الدلائل تشير بان هناك فقط جواب واحد قد جاء من رسول الاسلام لتلك الاقاويل والقصص والحكايات التي كانت منتشرة في تلك الحقبة في المجتمع اليهودي والمسيحي معا وجاء التأكيد على لسان رسول الاسلام نفسه .

هذه المواضيع كانت تناقش وتطرح على عامة الشعب في تجمعاتهم وجلساتهم باعتبارها تساؤلات روحية ولاهوتية التي مصدرها العهد القديم والجديد .

القران اقحم نفسه في هذه الامور ليكون طرفا ليقال له ثالث لإعطاء الشرعية في تلك الحوارات الدينية التي كانت منتشرة في كل مكان وخاصة المناطق المذكورة في القران وبعض الكتب الاسلامية .

اذا ما يراد التوصل اليه هو البحث والوصول الى هذه المناطق والاماكن لا الى المنطقة والمكان الوثني , المسلمون بحسب القران يعبدون الها واحدا وفي نفس الوقت يتهم تلك المجتمعات التي عرفت الله بانهم يعبدون الهة اخرى غير الله او يشركون .

Post: #345
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-24-2018, 06:24 PM
Parent: #344

الجزء الرابع:

مشكلة أخرى:

عدم التطابق بين "جغرافيا القران"، و"جغرافيا مكّة"

هناك مشكلة اخرى في مخاطبة رسول الاسلام بحسب ما جاء في القران بان تلك الاقوام هم يعملون في الزراعة.

والغريب ان في مكة لا توجد زراعة وارض صالحة للفلاحة ,

مكة لا تتوفر فيها هذه الامكانيات لأنها واقعة في وادي منخفض قاحل وجاف ,

بالرغم من ان مكة وما حولها كانت بهذه الدرجة الصحراوية والرمال،

فان القران يصف المجتمعات التي تعيش في هذه الارض وهم في نفس الوقت اعداء.

ويقول عنهم بانهم يزرعون العنب والزيتون والمحاصيل الاخرى ولديهم مواشي وابقار .

اذن لا بد من التوقف ولو قليلا هنا ,

المنطق العلمي يقول بان النصوص القرآنية لا تتناسب مع هذه الحالة ،

بل مع اماكن ومناطق اخرى كبلاد الشام على سبيل المثال لا الحصر ,

لان هناك تتوفر هذه المحاصيل الزراعية وغيرها .

جميع الوثائق العلمية تؤكد بعدم وجود اشجار الزيتون في مكة وما حولها .

من هنا يتم الاستنتاج بان مكة ليست النقطة التي منها الاسلام نشا , لكن بالتأكيد موجودة في مكان اخر يبعد كثيرا عن هذه المنطقة التي تسمى مكة الان .

بحسب ما جاء في القران الذي يقول بان ذلك المجتمع كان يزرع الزيتون ،

ولديهم هذا الكم الهائل من المعرفة باليهودية والنصرانية – المسيحية وفيهم رهبان وقساوسة ورجال دين ،

ولديهم اطلاع بالحضارات الاخرى ومعرفة واسعة بتعاليم الكتاب المقدس ويعبدون اله واحد ,

اذن المقصود كان مكان اخر ومنطقة اخرى تم اخفائها وحولت الانظار والفكرة الى مكة الحالية الموجودة في السعودية .

المنطقة المقصودة يقال عنها بان اسمها / عبدات / في صحراء النقب ,

هذه المدينة كانت مشهورة الى القرن السابع بمدينة عربية واقعة على حدود الدولة الرومانية التي كانت تسمى بالإمبراطورية ,

هذه المدينة كان يعيش فيها النصارى ،

وهي هرطقة مسيحية يشوبها الكثير من الشبهات والتخاريف ،وخاصة الماضي الوثني ومنها اخذ رسول الاسلام على انهم المسيحيون

وهذا خطا فاضح وواضح لانه لا يمكن ان يقال بان النصارى هم المسيحيين ,

في هذه المدينة وجد فيها عبادات مسيحية على جدرانها كالصلبان في بعض السقوف ومنحوتات وثنية عربية قديمة ,

هذا لا يعني ان المسيحية في هذه المنطقة هم الذين بنوا هذه لانهم كانوا وثنيين ,

لكن ذلك المجتمع كان يعطي لدينهم الذي يعترف بالوحدانية في ايمانهم باله واحد بعض الرموز الوثنية .

من هنا وهذه الكارثة والمصيبة التي جعلت القران وكاتبه يتهم هؤلاء بانهم يعبدون اوثان ومشركين وما الى ذلك .
منطقة ومدينة عبدات كان يعيش فيها عدة اديان مختلفة ,

زراعتهم المفضلة هي الزيتون ورسول الاسلام عاش هنا مع هذه الطبيعة والارض والخضراء الممتدة بعيدا جدا عن منطقة عبدات ,

الاثار والطبيعة تركت لنا انظمة ري متطورة في هذه المنطقة التي انعشت هذه الاراضي وما حولها من شبه صحراء الى ارض زراعية وخضار .

هذا لا يعني ان عبدات هو المكان الذي تم فيه تأليف وكتابة القران ,

لكن كل الدلائل وما جاء في القران والكتب الاسلامية تدل وتثبت بان القران انطلق من هنا،

اي من هذه الارض التي تتماشى والسياق الذي جاء في القران والاحاديث والكتب بكثير جدا عن مدينة المكة الحالية الواقعة جنوب عبدات .

Post: #346
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-25-2018, 04:10 AM
Parent: #345

الجزء الخامس

مكّة: غيابها من الأدلة الاركيولوجية والوثائق والخرائط القديمة لشبه الجزيرة العربية !!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل هناك ادلة تؤكد وتثبت على موقع مكة الحالي ؟

جميع الدراسات النبطية في الاركيولوجي من السعودية والاردن اثبتت بعدم وجود وثائق وادلة واضحة لمكة القديمة الموجودة في السعودية في شبه الجزيرة العربية ,

العديد من المسلمين يعترفون بعدم وجود تلك الوثائق الاركيولوجية لمكة قبل عام 800 م ,

الشيء المهم كذلك عدم اعتراف البعض منهم بوجود حدائق ومنازل ومباني ومعابد وان المدينة كانت مسورة اي لها سور .

من لا يعرف ايضا ان مدينة بهذا الحجم والمكانة وتعتبر مقدسة مذكور اسمها فقط مرة واحدة في القران ؟

, حتى هنا لا يعرف من اضاف هذا الاسم لاحقا في القران ,

من هذا المنطلق حاول بعض العلماء من المسلمين ربط اسماء غريبة بمكة مثل البيت المقدس والمشعر الحرام او بكة اي مكان البكاء ,

لو فرضنا ان هذه الاسماء تشير الى مكة – السعودية القديمة،

لكن القران نفسه لا يقول ويشير وبوضوح ان هذه الاسماء هي مكة ! .

علماء الاسلام لم يحاولوا الاقتراب من هذا الموضوع لحساسيته لانهم يعتقدون عدم جدوى مناقشة صحة ربط هذه الاسماء بمكة ,

القسم الاخر بدأ يتساءل مؤخرا عدة تساؤلات منها / ان مكة كانت منطقة قاحلة ولا تقع على خط سير تجار القوافل التجارية ,

يعتقد الجميع ويظن ان القوافل كانت تحمل البضائع الثمينة والتوابل والعطور وغيرها من المواد باهظة الثمن ,

لكن جميع الدراسات والابحاث الحديثة اوضحت ان في زمن رسول الاسلام لم تكن تجارة العطور موجودة ،

بل العرب كانوا يتاجرون في الملابس والجلود وهذا النوع من التجارة غير صالحة لإقامة مدن كبيرة ومهمة على الاطلاق لتكون كمركز تجاري ويقال عنها / ام القرى / .

من خلال هذه الدراسات والابحاث وجدوا ان سير تقاطع القوافل التجارية هو في 3 مدن مهمة رئيسية وهي في الجزيرة العربية يمكن وصفها ويقال عنها بمركز تجاري،

وهي بعيدة عن مكة القديمة لأنها لم تقع اصلا على خط سير القوافل التجارية ,

هناك نقطة في غاية الاهمية وهي غائبة على الكثير من الناس .

وهي / عندما يراد قيام او انشاء مشروع صناعي واستثماري او شق الارض وغيرها من المشاريع العمرانية او التنقيب في المناطق التاريخية والمدن المهمة في العالم وعلى سبيل المثال في الاردن او فلسطين او سوريا او اي منطقة اخرى في الكرة الارضية لا بد من وجود فريق مختص بعلم الاثار والحفريات والتاريخ لأنه بالتأكيد سيعثرون عى مكان اثري وتاريخي واثار لتلك المنطقة والحضارة والمجتمعات التي كانت تعيش على هذه الارض قديما .

في مكة – السعودية الحالية قامت ونشات وبنيت مشاريع عملاقة معمارية كثيرة مثل الانفاق والمجاري والفنادق والعمارات العالية والمجمعات السكنية وغيرها ,

الغريب في الامر هنا انه لم يتم العثور على اي اثر او دليل وبقايا ومخلفات لمدينة قديمة عمرها على الاقل اكثر من 1400 عام تحت مكة الحالية قبلة المسلمين ومولد رسول الاسلام .

من هذا المكان سافر محمد مع القوافل وشارك في المعارك وغنم الغنائم ولكن اين تلك الممتلكات ؟

يقال ان في مكة كان فيها تعداد سكاني كبير وارض زراعية ولا بد من ان تترك بعض الاشياء المستخدمة في تلك الحقبة الزمنية كما هو الحال في اي منطقة اثرية ومهمة في العالم ,

اذا كان القران جدلا يسمى مكة / بأم القرى/ اي مدينة مزدهرة من جميع النواحي والجوانب , فاين اثار تلك المدينة وبقاياها ؟

اذن هناك مدينة اخرى بدأ ونشأ منها الاسلام وليست بمكة الحالية ,

الدليل الاخر ما جاء في الاحاديث على سبيل المثال في سيرة ابن هشام – فصل مبعث النبي , في هذا الحديث يذكر شعاب كثيرة في مكة وبطون اوديتها ووجود اشجار وحجار .

روت عائشة ايضا في البخاري في هذا البيت الشعري / الا ليت شعري هل ابيتن ليلة في وادي وحولي اذحر وجليل , اي معناه وجود اشتياق لمكة والحشائش المتنوعة التي فيها اذحر وجليل , هذا كان غير متوفر في مكة القديمة ,

وفي حديث اخر عن البخاري في كتاب المغازي – باب فضل من شهد بدرا بوجود عنب في المدينة في غير موسمها .

التفسير لهذه الادعاءات في الاحاديث تؤكد انها لم تكن المكة القديمة بل لمكان اخر ومنطقة اخرى ,

لان المكة والمحيط بها كلها صحراء وجبال ومعدل سقوط الامطار سنويا فيها لا يتجاوز ويتعدى 10 سم والحرارة عالية والحياة والبيئة قاحلة ,

يعني هذا ان المكان وهذه المنطقة غير صالحة للزراعة ,

من هنا كيف تتم عملية توفير المزروعات لتعداد سكاني كبير الذي كان يعيش في مكة تحت هذه الظروف الطبيعية القاسية .

المدينة التي وصفها الاسلام فيها تربة خصبة وعشب ومزروعات واشجار وهذا لا يوافق ابدا مع مكة القديمة والحالية في السعودية ,

علميا حيث يمكن اثبات ذلك بوجود تلك المزروعات والاشجار في اي عصر من خلال الفحوصات والتربة بسهولة ,

كذلك وجود بذور او لقاحات تحت التربة بمسافات معينة بحسب عدد سنوات وجود تلك الحضارة والمجتمعات ,

الى اليوم لم يثبت وجود هذه المزروعات والاشجار واللقاحات واي اثر مادي اخر في مكة القديمة .

هناك شيئ اهم من هذه جميعها هو عدم وجود مكة اصلا في الخرائط القديمة للجزيرة العربية ,

اذا كانت مكة بهذه الاهمية والمكانة الدينية والتجارية والبشرية لماذا لم تكن موجودة على الخرائط القديمة ؟

حتى لا وجود لمكة القديمة في اي خارطة مرسومة يدويا قبل الاسلام ,

جميع الخرائط قبل الاسلام وما بعده لم تثبت بوجود مكة القديمة فيها .

ذهب العلماء في هذا المجال الى المصادر الاجنبية الخارجية التي كانت معاصرة قبل عام 740 م لم يجدوا اسم مكة مطلقا لان هذا التاريخ مهم جدا لانه يمثل 120 سنة بعد ظهور الاسلام ,

اليس هذا امرا غريبا ؟

جميع الدول المجاورة ان صح التعبير بذلك والمجتمعات لا تعلم شيئا عن وجود مكة القديمة في تلك المنطقة التي يقال انها بداية ونشوء الاسلام ورسولهم .

كيف لمدينة لديها تلك الامكانيات والحضارة والزراعة والشجر والفواكه والعنب والحشيش والمكانة الدينية ومنها تنطلق حملات الغزو والسطو من جيش مكون من عدة مئات من الالوف ،

ولم تكن معروفة واسمها موجود في الخرائط والمصادر الاجنبية والاقوام التي كانت تعاصر بدايات الاسلام وبينهم حروب ومراسلات وتحدي ؟

وكان فيها اسوار وبناء وعمران ومركز تجاري يتعامل مع الشعوب المجاورة،

اذن هناك مكة اخرى ومكان اخر غير هذه المكة القديمة،

وهذا ما تم اثباته بالأدلة والشواهد والاثباتات العلمية الدقيقة والتاريخية .


Post: #347
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-25-2018, 09:38 PM
Parent: #346

الجزء السادس:

هل كان الحج الى "البتراء" بدلا عن "مكة"؟؟

بعد مقدمة عن مكة كمكان للحج بحسب السردية الاسلامية التقليدية، يعرج كاتب المقال الى سؤال مهم:

لو ذهب المرء الى جنوب الاردن وصحراء النقب لوجدنا نقوش نقشها الحجاج الذين كانوا يتجهون للحج الى البتراء في جنوب الاردن ,

الاف الحجاج كتبوا اسماءهم ومذكراتهم ورسائلهم وهم متجهون للحج في البتراء ,

هذه النقوش خلقت معضلة ومشكلة كبيرة لان مكة كانت غير معروفة لا في الخرائط ولا الوثائق قبل وخلال فترة ظهور ونشوء الاسلام .

من هنا لابد ان يطرح السؤال التقليدي /

الى اين كان الحجاج يذهبون ان لم يكن الى مكة – السعودية ؟ .

ثم يواصل تحت عنوان جانبي :"القبلة الاولى والحج الى اين" !

"المعتاد في هذه الايام والزمن الذي نحن فيه ان المسلم في المسجد في صلاته يتجه صوب الكعبة ,

في المسجد يوجد محراب للأمام ,

لكن في الماضي القريب هذا المحراب لم يكن موجودا بل كان هناك حائط مع المسجد كله متجه نحو القبلة،

ومعروف ان القبلة في المساجد تتوجه الى مكة ولا يوجد تشكيك اليوم بهذه الحالة .

على المسلم ان يتجه في صلاته في هذا الاتجاه ولكنه بدون ان يسمى ويحدد اسم القبلة الاصلية ,

المستغرب هنا ان القران نفسه يقول ان يتجه المسلم للقبلة ولكن في نفس الوقت القران لا يحدد اسم القبلة الاصلية هو فقط يقول المسجد الحرام .

في المعتقد الاسلامي بان اتجاه القبلة الاصلي كان القدس،

وفي سنة 624 م قام رسول الاسلام بتغيير القبلة الى / مكة / واي مكة , وهذا ما ذكر في سورة البقرة 142 – 144 ,

اذن ماذا كان اتجاه الصلاة قبل تغيير اتجاه القبلة الى مكة المجهولة ؟

هل كانت في القدس أم في سوريا او في اي مكان اخر ؟

على الباحث اولا الرجوع الى المصادر والتاريخ وانواع اخرى من المراجع والبحوث ،

واهمها / القاء نظرة على المساجد القديمة المتبقية في اول الاسلام لان اكثرها انقرض بعدة عوامل واسباب,

هذه الدراسة تغنيك عن الجهد الكبير والرجوع الى دراسة المصادر والبحث عنها،

وبواسطتها يستطيع الباحث انجاز ما كان يتطلب منه سنوات في وقت قليل. 

نظرة من خلال الاقمار الصناعية وصور الارض يمكن رؤية الاماكن بكل وضوح من الفضاء الخارجي ,

هناك موقع يهتم بتجميع كافة البحوث والدراسات والبيانات يسمى / آرشنت / ,

من خلال البحث عن الاماكن الاثرية وبواسطة التقنية الحديثة ومحددات،

نستطيع اختيار المباني والاثار والمخلفات الاسلامية،

ويتم ترتيبها بحسب الفترات الزمنية لكي يحدد زمن البناء .

وبهذه الطريقة يمكن معرفة متى تغيرت القبلة الى مكة ,

لأنها طريقة علمية وستعطينا ادلة واثباتات قوية للبحث عن تحديد اتجاه القبلة .

المساجد الى هذا اليوم تبنى بأشكال مختلفة.

منها على سبيل المثال مربعة الشكل ولكل مسجد له حائط القبلة ودائما القبلة تكون عموديا على الحائط .

استخدم بعض العرب القدامى النجوم لتحديد اتجاه القبلة ,

اما اليوم هناك طرق مختلفة واهمها الاقمار الصناعية / الجي بي اس /

وهذه الطريقة موجودة في الهواتف والاجهزة الالكترونية يستخدمها المسلم في صلاته ليحدد اتجاه القبلة بنفسه .

بعض المساجد اعيد بنائها وترميمها عدة مرات فمن الصعب تحديد اتجاه القبلة الاصلية ,

لكن هناك ايضا العديد من المساجد لا زال في حالته الاصلية كالمسجد الذي يسمى بمسجد القبلتين في المدينة ,

المراجع والتاريخ الاسلامي يقول عن هذا المسجد ان الصحابة قاموا بتغيير القبلة فيه اي الى مكة ,

السؤال الذي يطرح نفسه هو / في اي اتجاه كانت القبلة للصلاة قبل التغيير ؟

الجواب المعتاد والمعروف دائما لكل مسلم عادي هو / القدس / , المسجد ذو القبلتين تم تهديمه واعيد بناءه سنة 1987 م ,

من خلال البناء تم تحديد والكشف عن خطوط وعلامات تحدد البناء القديم ووجد حائط قبلة باتجاه الشمال من الكرة الارضية،

ومن هنا اعتقد البعض بان القبلة الاولى كانت باتجاه القدس .

بطريقة علمية بسيطة يمكن تحديد اتجاه القبلة الاصلية من خلال تحديد اتجاهات القبلة الاصلية في المساجد القديمة ,

ومن ثم ذلك توضع هذه الاتجاهات جميعها على الخريطة لكي يتبين الاتجاه الصحيح ,

او هل كانت باتجاه واحد ام الى اتجاه اخر ؟

ثلاثة احتمالات تم وضعها في هذه الدراسة وهي / اما الى عدة اماكن مختلفة او الى مكان اخر او الى القدس , اضافة الى مسجد القبلتين في المدينة .

هناك 11 مسجدا قديما تم فحصه وهي موجودة في هذه الاماكن:

, الصين , مصر , جنوب الاردن , لبنان , وسط الاردن , اليمن , فلسطين , العراق , الضفة الغربية , اسرائيل .

تم فحص اول مسجد الموجود في الصين واسمه / جوانجو / في كانتون القديمة ,

من المعروف ان العرب كانوا يتاجرون مع الصين قديما ,

من اهم الذين ذهبوا الى الصين كان سعد بن ابي وقاص ,

هذا المسجد تم بناءه في الصين سنة 627 م بحسب الوثائق الصينية ،

اي بعد نشوء الاسلام بستة اعوام اي في العهد المكي ,

تم تحديد اتجاه القبلة بالطرق العلمية الحديثة ومنها الجي بي اس ,

فوجد ان المسجد واتجاه القبلة لا يواجه لا مكة ولا القدس،

بل يتجه باتجاه 12 درجة شمال مكة ,

من هذا تم الاستنتاج بان اتجاه القبلة كانت جنوب القدس .

تم فحص مسجد اخر في مصر واسمه الفسطاط , تم بناء هذا المسجد بعد 20 عاما من بداية الاسلام ,

المسجد اعيد بناءه عدة مرات اي لا يمكن ان يفيد الباحث والدارس في هذا المجال ,

لكن تم الرجوع الى المخططات الاصلية لهذا المبنى ووجدوا وبحسب هذه الوثائق وهي متوفرة لمن يريد الاطلاع عليها تقول ان القبلة الاولى كانت باتجاه الشرق .

وبعد ذلك تحولت الى الجنوب باتجاه مكة .

المسجد الاخر الذي تم فحصه هو القصر الاموي في الحميمة جنوب الاردن , اسرة العباسي بعد 80 عاما من بداية الاسلام بنت قصرا في هذه المنطقة ,

لم يبنى مسجدا في هذا القصر والمنطقة بل كان المسلمون هنا يصلون في الفناء ,

اتجاه القبلة في هذا المبنى لم تكن باتجاه القدس .

في بعلبك – لبنان بني مسجد في نفس التاريخ هذا ووجدت القبلة لا تشير باتجاه مكة .

ايضا في نفس الفترة بنى الامويين مسجد في عمان – الاردن – جبل القلعة ووجد المسجد باتجاه الجنوب بعيدا عن مكة في اتجاه القبلة.

بعد 84 عاما كذلك من نشوء الاسلام تم بناء مسجد في صنعاء – اليمن ووجدت القبلة فيه باتجاه جنوب القدس.

الامويين بنوا قصر خربة المنيا في اسرائيل على شاطئ الجليل،

في هذا القصر وجدت غرفة استخدمت كمسجد، تم البناء بعد 87 عاما من نشوء الاسلام، وجدت فيه نقوش في المدخل ,

وجد ان اتجاه قبلة الصلاة لم تكن باتجاه القدس .

مسجد اخر في وسط العراق تم بناءه في نفس السنة , الكثير كان يظن ويعتقد ان المسجد كان بمواجهة واتجاه القدس ,

لكن البحث اشار الى ان اتجاهه كان الى جنوب القدس , ا

لمسجد الاخر والمهم هو المسجد الاقصى في القدس،

وهو ليس مسجد الصخرة بل هو في جنوب الصخرة ووجدت القبلة فيه باتجاه اخر وليس الى مكة .

قصر خربة المفجر في اريحا – الاردن بني بعد 102 سنة بعد نشوء الاسلام في نهايات الدولة الاموية،

مخطط البناء يتجه الى الجنوب وليس الى مكة.

مسجد في عنجر – بيروت – لبنان لكنه تهدم بعد 30 سنة من بنائه،

تم تحديد القبلة من خلال الاثار ووجدت ليست لا باتجاه مكة ولا القدس.

بعد كل هذه الدراسات والاستنتاجات ووضعها على الخارطة الواحدة كانت النتيجة مذهلة للغاية،

خلال القرن الاول من الاسلام جميع المساجد الموجودة في تلك الفترة فان قبلتها كانت متجهة الى مكان في جنوب الاردن بدلا من مكة – السعودية،

بعد اخذ جميع الاتجاهات فكانت النتيجة واحدة /

هي ان جميع المساجد تتجه الى ناحية وبقعة واحدة! .

لا يمكن ان يقال عنه بانه خطأ بشري وصغير في تحديد الاتجاهات من قبل المئات الذين عملوا وبنوا تلك المساجد وفي اماكن مختلفة ومتعددة ,

جميع المساجد متحدة تحديدا باتجاه مكان واحد الا وهي النقطة والمكان والبقعة الموجودة فيها / مدينة البتراء / القديمة في الاردن ،

وهي مدينة معروفة اليوم للعالم كله بانها مكان سياحي لمختلف دول العالم لرؤية الاثار والمباني والمعابد الخلابة الجميلة الرائعة .

القران وصف هذه المدينة بأم القرى وكانت مركزا للحج والتجارة والقوافل ,

فهل من الممكن ان تكون البتراء وام القرى هذه مسقط راس رسول الاسلام ونقطة ومركز انطلاق ونشوء وبداية الاسلام ؟

الاسلام بحسب البخاري بان القبلة الاولى كانت القدس , لكن البخاري قال وكتب ذلك بعد محمد بحوالي 200 سنة ,

جميع المصادر والكتب والبحوث والتنقيبات الاثرية اثبتت بان القبلة الاولى في المساجد القديمة في اول القرن 100 عام من الاسلام كانت باتجاه /البتراء وليس مكة / ,

هذا ما اكدته ايضا من خلال القصص المتداولة شفهيا وموثقة وليس بشاهد عيان .

هناك حديث كذلك في البخاري يقول / المصلون كانت وجوههم باتجاه الشام ,

وان محمد نفسه صلى في المدينة باتجاه الشمال نحو البتراء التي كانت جزء من سوريا التابعة للدولة الرومانية .

عندما بدا البخاري بالكتابة وتدوين الاحداث والاحاديث ،كان الناس قد نسوا البتراء وان اجدادهم صلوا باتجاه سوريا الشام.



Post: #348
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-25-2018, 11:58 PM
Parent: #347

Quote: و ذهب المرء الى جنوب الاردن وصحراء النقب لوجدنا نقوش نقشها الحجاج الذين كانوا يتجهون للحج الى البتراء في جنوب الاردن ,

الاف الحجاج كتبوا اسماءهم ومذكراتهم ورسائلهم وهم متجهون للحج في البتراء ,

هذه النقوش خلقت معضلة ومشكلة كبيرة
هههههههه
طيب أنتم رفضتم الأخبار السماعية
والأن تنقل لنا كلام سماعي عن رجل بالنسبة لنا
معروف بالكذب...
فكيف نصدقك وأنت لم تأتي بصور حتى
لهذه النقوش المزعومة!!!!.

Post: #349
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 02-26-2018, 00:17 AM
Parent: #348

أسامة الخواض ينقل لنا كلام يشكك في الأديان السماوية
وفي الأنبياء ويرفض التواتر يعني يحكم على كل الناس بالكذب
ويريدنا أن نصدق أفراد بعينهم على الأقل لا نعرفهم عنهم غير كفرهم !!
أين الصور والنقوش والأدلة ؟!...
أنت أيضا تعتمد على أخبار سماعية !!!
ولم تعرض لنا ولا صورة فقط كلام !!!
يبدو أنك مبتلى بعشقهم وتقبل كل ما يأتيك منهم
وأن الأمر صادف هوى في نفسك .
كل ما تنقل يا خواض الأدلة عليه صفر كبيييييييييير.

Post: #350
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-26-2018, 00:58 AM
Parent: #349

يا منتصر الفنان

ياخي انتظر حتى النهاية ..

المهم من دراستي لعلم الاجتماع هنالك مشكلة حقيقية في إقامة توافق بين بعض ما تقول به كل الاديان، وليس السماوية فقط، والتاريخ...

استاذ احمد سعد زايد وضع اربعة حلول لمشكلة جدل الدين والتاريخ:

الأول :
الفصل بين الدين والتاريخ ..

الثاني:
التأويل المجازي-اعتبار القصص الديني رموزا كما في محاولة محمد احمد خلف الله عن قصص القران، وما قام به بابا الفاتيكان من تأويل لبعض قصص الانجيل.

الثالث:
ان تقوم الأديان، او تتعاون في ما بينها للقيام بأبحاث علمية اركيولوجية لإثبات ما ورد في كتبها من "قصص" لم يثبتها التاريخ.

الرابع :
اعتبار الدين منتوجاً بشرياً..

فعليك با منتصر ان تختار واحدا من تلك ا لحلول لردم الهوة بين الاديان والتاريخ...

أدناه محاضرة استاذ احمد زايد التي عرض فيها حل مشكلة الاديان والتاريخ:



وسنواصل عرض المقال..

Post: #351
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-26-2018, 09:28 PM
Parent: #350

الحزء السابع

سننتقل الى قسم طويل لارتباطه بقضية ما اثير حول "تغيير القبلة"، ولن نراعي تسلسل المقال:

لما ذا تغيرت القبلة ؟

بعد موت رسول الاسلام واكتمال الاسلام تم نقل القبلة الى مكة – السعودية , هناك العديد من الاشارات والعلامات في التاريخ الاسلامي اكدت هذه الحقيقة وعن اسباب تغيير القبلة بعد اكتمال العملية الاسلامية , عدة حروب حدثت بين المسلمين انفسهم , بعد الحرب الاهلية الثانية بين المسلمين بسبب من يستلم الحكم والخلافة , لهذا انقسم الاسلام الى شيعة وسنة وهذه بدورها ايضا انقسمت هي الاخرى الى مذاهب وشعب .

في تلك الفترة انتقل الحكم الاسلامي الى دمشق بيد الامويين، كان عبد الله بن الزبير والي المدينة المقدسة وهو لم يكن مرتاحا وسعيدا من وجهة نظره بالرغم من ان ام القرى هي المدينة المقدسة في الاسلام، الامويين اختاروا دمشق عاصمة جديدة للخلافة الاسلامية وفيها فساد كثير وهذا ما لا يعجب الكثير من الاسلام الاخر.

سنة 683 م اي بعد 64 سنة من نشأة الاسلام كان قد أعلن ابن الزبير خليفة على المدينة المقدسة ومن هنا بدأت الحرب الاهلية بين المسلمين حينها، كان رد فعل الامويين كبيرا وعنيفا وقد أرسلوا جيشا جرارا الى المدينة المقدسة، ابن الزبير قام بتدمير الكعبة حتى سواه بالأرض وهو مكان العبادة المقدس في الاسلام وتاريخ الطبري – ذكر الخبر عن هدم ابن الزبير الكعبة، حيث جعل الركن الاسود عنده في تابوت وغلفه بقطعة من القماش.

بعد هذا الحدث ب 40 يوما ان الخليفة يزيد بن معاوية بن ابي سفيان قد توفي , تولى ابنه معاوية بن يزيد وعمره 13 عاما , تاريخ الطبري – ذكر خلافة معاوية بن يزيد , الخليفة هذا مات ايضا , في هذا الوقت عاد جيش الامويين من المدينة المقدسة الى دمشق وهذه المسافة تقدر ب 1400 كم من مكة الى المدينة وهذا يحتاج على الاقل حوالي 43 يوما لقطع المسافة هذه اذا سار القوم بمعدل 30 كم في اليوم الواحد .

اذن الوقت هنا في هذه الحالة يدخل ايضا من ضمن الحسابات والتقديرات في هذا البحث والدراسة لأنه يلعب دورا مهما لإثبات الحقيقة وكشف المغالطات , اضافة ان هناك الوقت الذي اخذه حاملو الرسالة ليصلوا الى المدينة المقدسة زائدا الوقت الذي اخذه الجيش المقاتل ليقرر الرجوع وليجمع عساكره للعودة ,

اذا قمنا بجمع الوقتين وهما 43 يوما نجد ان هذا الوقت كبير جدا عن قصة تولي معاوية بعد موت والده , اي ان مكة – السعودية بعيدة جدا لكي تتطابق بالشكل المروي في الكتب والسيرة والمراجع , لكن الوقت مناسب جدا اذا استخدم مع المدينة المقدسة / البتراء / .

الطبري يقول ان مصعب بن الزبير شقيق عبد الله احضر تجهيزات وتعزيزات للمدينة المقدسة سنة 570 م وكانت جمال واحصنة وليست معدات اخرى للقتال , في نفس السنة ترك اتباع الزبير البتراء وذهبوا جنوبا الى السعودية في مكان يصمدوا فيه لمقاومة الجيش الاموي ,

المستغرب جدا ان الطبري توقف الى هنا ولم يذكر تفاصيل اخرى !! , او ربما تم حذفها وهو المرجح يقولون , لان كل ما مذكور عن هذا الحدث المهم هو انهم استخدموا جمال واحصنة كثيرة التي تستخدم غالبا لنقل عدد كبير من الاشخاص وحاجاتهم خارج المدينة المقدسة .

استمرت هذه الحالة لمدة عام كامل لغاية 571 م , في نفس هذا الوقت استغل ابن الزبير هذه الفترة بإقامة مشروع ديني جديد الا وهو بناء الكعبة من جديد , لا الطبري ولا غيره ذكروا اين بنيت الكعبة الجديدة , هل بنيت في البتراء ؟ ام في مكان بعيد اكثر امانا كمكة الجديدة , الاعتقاد السائد هو ان الكعبة الجديدة بنيت في السعودية وان الحجر الاسود تم نقله من البتراء لحمايته حتى وان خسر ابن الزبير المدينة المقدسة سيكون لديه الحجر الاسود في الكعبة الجديدة .

بعد تولي عبد الملك بن مروان زحف الجيش الاموي مرة اخرى الى المدينة المقدسة بجيش اكبر ومعدات قتالية اكثر قوة وعنفا واهمها كان / المنجنيق / , تاريخ الطبري – باب ذكر مقتل عبد الله بن الزبير , قال / كانت الحرب بين الحجاج وابن الزبير في داخل مكة 6 أشهر و17 ليلة , خلال هذه الحرب النارية حاول ابن الزبير الاختباء بجوار الكعبة وانتهت المعركة بدمار كامل للكعبة وخسر ابن الزبير المعركة وقتل , تاريخ الطبري – باب مقتل عبد الله ابن الزبير .

المساجد في القرن الثاني للإسلام

كما قلنا ابن الزبير خسر المعركة ولكن اتباعه في الكوفة والمدينة تمسكوا بقضيتهم واصبح المسلمون في تلك الفترة والمرحلة في فوضى عارمة لا يحسدون عليها , المشكلة الاولى التي واجهت الاسلام والمسلمين هي الصلاة , هل يصلون باتجاه البتراء ام الى مكة – السعودية ؟ .

الاسلام انقسم الى نصفين، الامويين في دمشق صلوا باتجاه البتراء والعباسيون أصبحوا يصلون باتجاه مكة – السعودية، من هذه الفترة حدثت تغيرات واختلافات في طريقة بناء المساجد بعد ان كانت كل المساجد باتجاه البتراء، بدأت بعض المساجد تبنى باتجاه مكة – السعودية، اذن كيف تحل هذه المشكلة واهمها المساجد التي تواجه البتراء ؟ , بدأت بالظهور لوحات اتجاه القبلة على حوائط المساجد، حتى في عهد العثمانيين امر الخليفة بتعليق لوحة تكون اتجاه الصلاة في مساجد المدينة لكي تساعد الحجاج على معرفة اتجاه الصلاة،

هذه المشكلة تفاقمت في تلك المرحلة لكن على المصلي ان يصلي باتجاه حائط القبلة.
السؤال الذي يجب مرة اخرى ان يطرح نفسه على هذه المعضلة والمشكلة بان القبلة جرى فيها تغيير وتبديل هو / ما فائدة اذن اللوحة التي ترشد المصلي ان لم يكن اتجاه القبلة قد تغير ؟

, المشكلة الاخرى انه بعد 89 سنة من نشوء الاسلام ظهر تغيير ايضا على بناء المساجد بظهور نتوء في المساجد لتحديد اتجاه القبلة والصلاة وتم تعميم ذلك على جميع المساجد الجديدة التي سيتم بناؤها، هذا النتوء موجود في جميع المساجد واطلق عليه اسم / المحراب / لأنه لم يظهر الا في زمن تغيير القبلة .
في الحرب الاهلية ظل الامويين يصلون باتجاه البتراء وفي المدينة والكوفة كانوا يصلون باتجاه مكة – السعودية اي اهل الكوفة شاركوا ابن الزبير في قبلته الجديدة وهذا مهم لفهم تلك الاحداث ,

مرة اخرى بالرغم من ان ابن الزبير خسر الحرب وقتل الا ان بقيت الكوفة تلعب دورا مهما في قيام الدولة العباسية واصبحت الكوفة مركزا دينيا ومكان نسخ الكتب والمصاحف , اذن عمت الفوضى بين المسلمين مرة اخرى ومن هنا كذلك انقسم المسلمون سياسيا ودينيا , هناك من كان يتبع رسول الاسلام والقران ويصلي باتجاه البيت الحرام في البتراء – ام القرى – مكة البتراء في الاردن , القسم الاخر كان يصلي باتجاه الكعبة والحجر الاسود في مكة – السعودية .

في القرن الاول من نشوء الاسلام كانت جميع المساجد باتجاه البتراء في الاردن , اما المساجد في القرن الثاني بعد نشوء الاسلام اتجهت نحو مكة – السعودية نتيجة تلك الاحداث التي ذكرت وهو عصر التخبط والفوضى ,

تم بناء مسجد في البصرة اسمه الامة جنوب سوريا بعد 102 عاما من نشأة الاسلام وان اتجاه المسجد لم يكن مواجها لا الى مكة – السعودية ولا الى البتراء – الاردن , كذلك بعد 5 أعوام من هذا التاريخ تم بناء قصر الحيار الربي في صحراء سوريا , القصر كله متوجه ما بين مكة والبتراء .

بعد سنوات ايضا بني قصر الحير الشرقي على بعد 100 كم من بالميرا , لا القصر ولا المسجد الذي فيه يتجهان نحو لا مكة ولا البتراء , بل الى نقطة في الوسط , هل خلقت مشكلة اخرى جعلهم يبنون بهذه الطريقة بعيدا عن مكة والبتراء ؟

لهذا وجدوا حلا ثالثا وهو البناء في المنتصف اي ما بين مكة والبتراء , جميع الدراسات الحديثة والعلمية وعن طريق الجي بي اس والاقمار الصناعية او ضحت ان القبلة متجهة الى المنتصف بينهما تماما , هذا ليس خطأ بشري بسيطا بل متعمد ومقصود .

في باكستان – بانهور بني مسجد بعد 109 عاما من نشأة الاسلام ووجد فيه حائط قبلة فقط بدون محراب ولكنه متجه الى مكة وهو اول مسجد يشير الى مكة , من هنا المسجد وبعد اكثر من قرن على وفاة رسول الاسلام احدث هزة قوية في التاريخ الاسلامي . قصر اخر في عمان – سيتادل بني بعد 122 عاما من نشوء الاسلام، كان في نفس المنطقة مسجد قديم ذكرناه سابقا يتجه ناحية البتراء، اما القصر الحالي الذي بني بعد ذلك القصر اي في القرن الثاني متجه ناحية مكة – السعودية. 

بالتأكيد فان القبلة تغيرت منذ بدايات القرن الثاني من البتراء – الاردن الى مكة – السعودية , ساعد هذا البحث للتعرف متى وكيف تغيرت القبلة , من هنا ايضا بدأت تظهر وثائق مكتوب فيها اسم / مكة / تساؤل اخر يطرح نفسه وبقوة وهو / لا يوجد اسم مكة – السعودية لا في المصادر ولا الوثائق الاسلامية والغربية والشرقية قبل القرن الثاني من بداية الاسلام ونشوئه , اذن اين كان وطن رسول الاسلام ونشأة الاسلام الاولى ؟ , حتى اللغة المستعملة في مكة – السعودية في القرن الاول وقبله بحسب الاكتشافات والتنقيبات الاثرية في تلك المنطقة لم تكن عربية .

مسجد اخر بني على بعد 32 كم في عمان , قصر ومسجد المشتى بني عام 743 م وهو قصر اموي كبير , لكن القصر والمسجد باتجاه البتراء , من هنا يتضح ان المسلمين منقسمون الى 3 مجموعات , الامويين اتجهوا الى البتراء, العباسيون اتجهوا الى مكة والثالثة رفضت كلا الاتجاهين .

الخليفة جعفر ابن المنصور بني عاصة جديدة عام 754 م وهي بغداد – العراق واكتملت عام 767 م على شكل دائري بقطر 2 كم , المسجد الرئيسي في المدينة لم يكن فيه نتوء المحراب , استخدم احد الحوائط باعتباره حائط القبلة متجها الى مكة – السعودية .

اذن فان رسول الاسلام والخلفاء الراشدون والامويين جميعهم توجهوا الى البتراء – في الاردن، المساجد التي بنيت في اسبانيا بعد احتلالها وغزوها كانت متجهة الى جنوب افريقيا اي لا الى البتراء ولا الى مكة،

كما ان المساجد في افريقيا تتجه الى اماكن مختلفة عن بعضهما وهذا شيء غريب وقمة الفوضى والتخبط في العبادات والصلاة .

تم اجراء مسح كامل عن طريق الوسائل العلمية الحديثة على هذه المساجد وجدوا ان / جميع هذه المساجد قبلتها باتجاه خط موازي لخط ما بين البتراء ومكة / اي معناه حل وسط لهذه المشكلة الكبيرة .

تدمير الكعبة في البتراء

في الحرب الاهلية حصن ابن الزبير نفسه في المدينة المقدسة وهي البتراء – ام القرى – الاردن , تمت محاصرته لمدة 4 أشهر من قبل الامويين , في الشهر العاشر من تلك السنة ضرب الامويين المدينة المقدسة بالمنجنيق ودمرت اغلب الاماكن المقدسة بصخور المنجنيق , الناس كانوا يعيشون وراء تلك الحوائط والسور لان منازلهم سوف تدمر , لكن المصادر تقول ان المنجنيق ضرب الاماكن المقدسة في وسط المدينة , فكيف حصل ذلك ؟

البتراء تتميز بخاصية مميزة وهي , للبتراء حوائط في الشمال والجنوب بعرض الوادي ولكن في الشمال الحائط لم يصل تماما الى الجبل بسبب مجرى مائي موازي للجبل , الامويين بحسب الكتب والقصة قد احضروا المنجنيق عبر المجرى الجاف للمكان الذي يستطيعون فيه ضرب الصخور على قلب المدينة والموجود فيها الكعبة والاماكن المقدسة الاخرى .

وجد فريق من علماء الاثار والتنقيب من جامعة براون , في البتراء منطقة المعبد الكبير ظهرت ادلة بحسب النظرية المطروحة , كان هناك حوائط ودفاعات للحفاظ على الموجودات الداخلية اضيفت بعد زلزال 551 م , لم يذكر ان معارك حصلت في البتراء بعد هذا التاريخ , خلال السنوات الاولى من الاسلام تم وضع دفاعات اضافية حول قلب المدينة المقدسة .

التنقيبات كشفت عن اكثر من 400 صخرة منجنيق وهي كرات دائرية من الاحجار مدفونة في نفس مكان المعبد وفي نفس تاريخ احداث المعركة مع ابن الزبير وهذا يؤكد ان المعركة تمت هنا في هذه النقطة والمنطقة والمدينة وليس كما هو مذكور في الكتب الاسلامية والتاريخ الملفق والمزيف .

ان الكعبة الاصلية كانت هنا وقريبة من هذا المكان الذي ضرب بالنار المنجنيق , البتراء مدينة البكاء - البكة تعرضت الى كارثة كبيرة ودمرتها حينما ضربها زلزال قوي دمر المباني والمعابد والمنازل واصبح من الصعب اعادة بناء واعمار المدينة من جديد والاثر الاركيولوجي للكعبة الاولى قد اختفى تماما ودمرها ابن الزبير وحجارة المنجنيق .
زلزال 713 م دمر السد الذي كان يحول المياه عن الدخول الى البتراء ومياه السيول جرفت كل الاثار على مر مئات الاعوام , المدهش ان الاسلام وكتابه ومؤرخيه جميعهم تعمدوا الى اخفاء تلك الحقائق المهمة والخطيرة من تاريخ الاسلام ونشوئه وحياة رسول الاسلام .

بدأت الكتابة بحوالي 150 سنة واكثر من تلك الاحداث ولم يتطرقوا قط اليها بمحاولة الكذب للخروج من المأزق وعمل قصة وسيناريو جديد عندما دمجوا وقلبوا الحقائق وحولوها من البتراء الى مكة واصبحت قصة البتراء ومكة قصة واحدة احداثها جرت في مدينة واحدة – مكة السعودية التي لا تنطبق عليها كل ما ذكر وقيل في التاريخ والمراجع والوثائق والدراسات والابحاث وحتى القران والسنة لا يتطابقان ايضا مع الاحداث , اجبروا المسلمين بان يتجهوا الى القبلة المجهولة المغلوطة والمزيفة وابتلع المسلمون الطعم دون مناقشة وتفحص وتساؤل خوفاً على دينهم .


Post: #352
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-27-2018, 01:45 AM
Parent: #351

الجزء الأخير

لم ننشر بعض الاجزاء لعدم أهميتها لموضوع البوست الرئيس.

في هذا الجزء يقدِّم كاتب المقال أدلة جديدة على ان مدينة البتراء هي منشأ الإسلام المبكر:

وادي البكاء 

القران يقول ان المسجد الحرام هو في / بكة / , لكن اين هذا الموقع الحقيقي لهذه الكلمة بكة ؟

في المفهوم الاسلامي ان كلمة بكة هي مرادفة مع مدينة الاسلام المقدسة ,

في زمن محمد اراد قومه اعادة بناء الكعبة وهو في شبابه , في تلك الاثناء وفي وقت البناء وجدوا في وسط الركام حجارة عليها نقوش بالسريانية التي كانت في وقتها لغة الانباط ,

تم ترجمة تلك النقوش من قبل احبار اليهود وهذه الترجمة موجودة , سيرة ابن هشام – حديث بنيان الكعبة ,

بكة كلمة سامية قديمة معناها البكاء والنواح او الرثاء , اي ان بكة مدينة ومكان ومنطقة البكاء , لم يتم استعمال كلمة واسم / بكة / بمعنى القدس ابدا ومطلقا .

كلمة واسم بكة ان صح ذلك مذكور في العهد القديم في المزمور 84 لمرة واحدة فقط ,

هذا المزمور يشير الى وادي البكاء , القران نفسه يتحدث ايضا عن وادي البكاء , بكت فيه هاجر على اسماعيل , وضع القران هذه القصة في بكة وهو المكان الاول لبناء الكعبة ,

هذا المكان من المؤكد انه ليس في القدس لأنها على جبل وليست في وادي ,

من السهل ان يكون التفسير لهذا الموضوع بسيط جدا ,

في البتراء وما حولها كانت هناك زلازل عديدة وقوية ضربت المكان وما حوله , علم الجيولوجيا يقول بذلك , على سبيل المثال حدث زلزال سنة 551 م اي قبل مولد رسول الاسلام ب 19 سنة ,

هذا الزلزال احدث دمارا عنيفا للبتراء ومن الممكن ان تكون البتراء هي وادي البكاء بسبب الكثير من البشر الذين ماتوا في الزلزال .

اسرة رسول الاسلام 

اذا كانت مدينة البتراء مدينة الاسلام وقبلتهم لا بد ان يكون في هذه المنطقة اثرا لقريش على الاقل بالقرب منها , ف

ي مدينة الحميمة في الاردن وكانت تعرف في الماضي بحوارة تم العثور من خلال التنقيبات الاثرية في هذه المنطقة على مقر اقامة لأسرة عباسية ومسجد .

عندما حدثت معارك بين مسلمي العراق وانتصروا على الامويين في دمشق وجدوا شخصا من عائلة محمد لكي يعطي الشرعية لثورتهم وهي قصة معروفة ,

جاءوا الى الحميمة وعلى بعد 43 كم من البتراء وهنا وجدوا عائلة محمد وقبيلة قريش ولكنهم لم يذهبوا مطلقا الى مكة – السعودية ولا الى يثرب بل جاءوا الى الحميمة بالقرب من البتراء كما قلنا ،

ووجدوا عائلة محمد وقريش وليس في السعودية – شبه الجزيرة العربية .

الاشجار والزراعة والحدائق والتربة

في جميع كتب السيرة تجد قصة عن عبد الله والد محمد وهي مذكورة مثلا في سيرة ابن هشام – باب ذكر النسب الزكي – فصل زواج عبدالله من آمنة .

ان ما يهم في هذا الامر والموضوع هي الكلمة التي استخدمها الجميع لوصف ما كان على يدي عبد الله وجميعهم استخدموا كلمة / طين / ومعناها تربة زراعية ,

اما في مكة – السعودية المشكلة انه لا توجد ارض زراعية حولها ,

لكن في البتراء وما حولها فيها ارض زراعية ومياه واشجار ,

من خلال التنقيبات والحفريات قالوا / كان هناك حدائق منها خاصة ومنها عامة وان الماء الجاري كان يأتي اليها من خلال القنوات وطرق طينية وتم العثور ايضا على الفواكه والعنب واشجار مختلفة وحدائق في البتراء القديمة .

الى هذا اليوم نجد ارض زراعية بين البتراء والبيداء وعلى امتداد بضعة كيلو مترات ,

الكشوفات والدراسات عن التربة وجدت ان التلال حول البتراء كانت مغطاة بالشجر حتى قبل مائة عام مثل الفستق والبلوط والخروب والعرعر .

الاسوار – السور 

مدينة الاسلام ام القرى – البتراء كانت مسورة اي يحيطها سور , احدى القصص تروي ان رجلا حوصر بجوار احد حوائط مكة , والغريب هنا ان في مكة – السعودية لم يجدوا سور مطلقا ,

البتراء واقعة في وادي والوادي محاط بجبلين وكل جبل فيه جرف والجرف محاط بمدينة البتراء ويشكل كحائط وسور للمدينة من الاتجاهين ,

ثم سكان البتراء بنوا حائطين ما بين الجبلين وبهذا فان مكة – البتراء كانت مسورة من جميع النواحي والجبهات .

البتراء كانت مميزة بوجود مجرى مائي في الوادي ما بين الجبلين لكن الزلازل احدثت تشققات في الجبلين فحدث ان الماء بدأ يمر من الشق الاول ويعبر الوادي بالعرض باتجاه الشق الثاني ,

في تلك الفترة بنى الشعب الانباطي شارعا محاطا بالأعمدة موازياً لمجرى الماء وهو موجود وآثاره الى هذا اليوم ويمكن مشاهدته .

ان احد ركائز الاسلام في الحج هو السعي / 7 مرات / بين جبلين / الصفا والمروة / , عن البخاري نجد عن صفة سعي الرسول انه / انه سعى ببطن المسيل / , معناها موضع سيل او جريان الماء بين الجبال , كتاب الحج والعمرة ,

المشكلة التي يعاني منها الاسلام اليوم هو ان الصفا والمروة اختصرا بحجرين صغيرين تم وضعهما في الحرم المكي وموجود الى اليوم .

لو القينا نظرة على الصخرتين لم نجد مجرى مائي بينهما , لكن في البتراء فان الوصف منطبق تماما وهناك مجرى مائي بين جبلين وبحسب الكتب والاحاديث الاسلامية .

هناك اربعة طرق للوصول الى وسط البتراء , بما ان مكة – البتراء موجودة في الوادي فيمكن دخولها من اي اتجاه من الوادي بطريقتين , مذكور ايضا في البخاري – باب دخول الرسول من اعلى مكة ويقول / اقبل الرسول يوم الفتح من اعلى مكة على راحلته ,

هناك طرق اخرى لدخول البتراء غير الوادي ,

تقول الوثائق القديمة انه يمكن الدخول والخروج الى البتراء من خلال شقوق الجبال او ثنايا الجبال وقد ذكره البخاري في عدة مواضيع منها ,

كان الرسول يدخل مكة من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى – البخاري كتاب المغازي – باب اين ركز الرسول راية الفتح .

في الوقت الحاضر هناك ثنيتان لدخول البتراء احدهما السيق – المجال الذي يدخل منه السواح والاخر من الجانب الاخر من شارع الاعمدة على مجرى المياه التي تؤدي الى متاهة من الاخاديد التي تنتهي الى وادي عربة – جنوب البحر الميت ,

في مكة – السعودية لا تنطبق كل ما ذكر على تلك المدينة لا جغرافيا ولا جيولوجيا وليس لها ما يؤكدها في المراجع الاسلامية جميعها بما فيها القران والاحاديث وما كتب عن ذلك .

في مكة – البتراء – الاردن فيها معابد كثيرة منها , معبد / العزى / او ما يسمى معبد الاسود المجنحة , ومعبد اخر يسمى الشرى واليوم يسمى بقصر البنت ,

هناك سلسلة او مجموعة من الجبال القصيرة كانت مكان / اله الجبال / ذي الشرى , وفي قلب هذه الجبال يوجد معبد ,

هناك قصة لها علاقة ذكرها ابن هشام – باب اسلام الطفيل بن عمرو في بداية الاسلام المبكرة وحين كان عدد المسلمين قليلا جدا ذكر كل هذه التفاصيل من المياه والجبال وغيرها ويمكن الرجوع اليها ,

السؤال الذي يطرح نفسه ,

هل حدثت هذه القصة التي رواها ابن هشام في مكة – السعودية التي تبعد الاف الكيلو مترات ؟

ام حدثت في مكة – البتراء – ام القرى في الاردن حيث يوجد معبد ذي الشرى وكل التوصيفات الاخرى ؟.


غار حراء 

في سيرة ابن هشام – كتاب اخبار الكهان من العرب والاخبار من اليهود والرهبان من النصارى – باب زيد بن عمرو بن نفيل ,

يؤكد في هذه القصة والرواية بان / غار حراء / يقع في اعلى مكة ,

من المعروف ان موقع غار حراء المعروف جدا في مكة لا يقابلها من واجهة المدخل اي مدخل غار حراء , لكن المنطقة المرتفعة تقع شمال شارع الاعمدة في البتراء ,

اما الجزء الثاني المنخفض في الجنوب هناك شارع يقطع المدينة الى نصفين ,

اذا كانت البتراء – ام القرى – مكة هي مدينة الاسلام , اذن يجب ان يكون الغار هنا ,

تقول جميع الروايات والسيرة ان الكهف مقابل المدينة وفي مكان منخفض من الجبل لان محمد صعد من هذا الجبل عندما اراد الانتحار .

في الكهف الموجود هنا وليس في مكة – السعودية هناك احجار كثيرة لشواهد الالهة ,

في اعلى الكهف موجود علامة الهلال وهو رمز اله القمر كبير الالهة عند العرب ,

فان وصف المكان وما يحتويه وموقعه وبحسب جميع الوثائق والتنقيبات ينطبق تماما ما تقوله السيرة ,

ففي خارج المدينة مباشرة فان المدخل هو في مواجهة المدينة , ث

بت علميا ومن خلال الادلة ان هذا المكان من اكثر المناطق المقدسة للإسلام وهو / البتراء / .

من خلال الاعمدة الموجودة تم تحديد المنطقة المقدسة في الاسلام الغير معترف بها من قبل الاسلام نفسه الان ,

المشعر الحرام في الماضي لم يكن مبنى بل كان ساحة كبيرة تحيطها احجار وهي التي تحدد محيط المنطقة المقدسة ,

اذن ما هي انواع الاحجار التي تتعرف اليها لتحديد مكان مثل هذا والربط بين مكان ومكان اخر ؟

الاحجار الصغيرة لا يمكن الاعتماد عليها لأنها قابلة للضياع والسرقة والتنقل في هذه المنطقة التي كانت مزدحمة بالبشر ,

بالتأكيد يجب الاعتماد على الاحجار الكبيرة وهي المعتمدة في شكلها ومميزة وواقفة تماما في محيط المنطقة المقدسة ,

كما هو معلوم فان في مكة – السعودية لا توجد مثل هذه الاحجار العملاقة الكبيرة والدليل قام المئات بالبحث عنها ولم يجدوها،

وكانت النتيجة صادمة لهم لانهم يبحثون في المكان الخطأ لإثبات شيء لا وجود له .

بكل بساطة اذا كانت البتراء هي مدينة الاسلام الاولى والمقدسة،

اذن لا بد ان يجدوا هذه الاحجار المحددة فيها وحسب المواصفات , وهذا ما تتمتع فيه البتراء تماما ,

هناك احجار مربعة الشكل وكبيرة يطلق عليها من قبل الاهالي بأحجار الجن وموجود منها اكثر من 20 حجرا مربع الشك وهي تحدد مداخل المدينة ,

كيف اذن سيجدون مثل هذه الاحجار في مكة – السعودية وجيولوجيا لا وجود مثل هذه الاحجار فيها ؟

من خلال هذا البحث في اهم النقاط التي ذكرناها تثبت ان / البتراء / هي المدينة المقدسة في الاسلام وهي مكة وام القرى وليس مكة الموجودة في السعودية والغير موجود لها تاريخ اصلا في جميع الكتب والمراجع الغربية والشرقية ,

من هذه الدراسة تم اثبات هذه النقاط بالأدلة العلمية وليس بمجرد تكهنات وتلفيقات وادعاءات واتهامات ،

منها على سبيل المثال / الاتجاه من المدينة , وادي البكاء , اثار اسرة محمد , التربة الزراعية والحدائق والأشجار والاسوار اي الحوائط , المسعى بين الجبلين والثنايا والمعابد وغار حراء ،

والاعمدة المحددة للمنطقة المقدسة , وجود ادلة على الحج والتجارة في البتراء سابقا ,

واخيرا جميع المساجد في القرن الاول للهجرة اي بداية نشوء الاسلام كانت متجهة للبتراء وليس الى مكة او القدس .




Post: #353
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-27-2018, 06:56 PM
Parent: #352

الوهابيون وآثار مكة؟؟؟؟

مكة المكرمة أم "لاس فيجاس" الجديدة؟؟؟

سبق لمنتصر أن نبّه إلى دور الوهابيين في طمس الآثار الاسلامية حين قال:
Quote: ما بالنسبة لعدم وجود آثار بمكة لمكة القديمة أيام البعثة
النبوية معروف أن الوهابيون يعتبرون أن هذه الآثار
يمكن أن تؤدي في معتقدهم للشرك الأكبر لأنهم يخشون
التبرك بها لانهم يعتقدون أي الوهابية في السعودية أن التبرك
بالآثار يؤدي للشرك الأكبر لذلك قاموا بتدمير ومحو الآثار بكل السبل
ولم يتركوا أي أثر والذي بقي تم التمويه عنه وإخفائه.


وأدناه مقالان يتحدثان ن مكة وآثارها:

المقال الأول:

Quote: ما الذي يفعله الوهابيون وآل سعود في آثار المسلمين؟


حنان شحاتة

أستاذة في القانون. عملت في موقع ميدل إيست مونيتور وتكتب حاليا في ميدل إيست آي



ترجمة وتحرير نون بوست

كانت المواقع التي ارتبطت بحياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في مكانة عالية لدى جميع المسلمين لأكثر من خمسة عشر قرنًا،

وقد مر على إدارة تلك المواقع وحكم مناطقها العديد من الأيدي والأسماء،

مر عليها الأمويون والعباسيون والعثمانيون، وهي الآن تحت سيطرة العائلة المالكة السعودية، التي أطلقت على الملك لقب "خادم الحرمين الشريفين".

هذا ليس لقبا تشريفيًا أو اعتباطيًا، لكنه سلطة حقيقية،

فالسعوديون الذين يسيطرون على تلك الأماكن يسيطرون كذلك على أكثر من 1.6 مليار مسلم حول العالم عبر السماح لمن أرادوا بآداء فريضة الحج أو العمرة.

وعلى الرغم من ذلك اللقب "خادم"، إلا أن الملايين الذين يزورون المملكة كل عام للحج أو العمرة قد يصعب عليهم فهم ذلك في إطار ما تفعله العائلة،

فبدلاً من صون وحماية تلك الأماكن والتي تسميها السلطات السعودية "الأمانة المقدسة"،

يقول منتقدو السعودية إن العائلة ترتكب جرمًا ممنهجًا بتخريب ثقافي للمواقع التراثية هناك.

يقدر معهد واشنطن القائم على شؤون الخليج، أن 95٪ من المباني القديمة والتي ارتبطت بحياة النبي محمد قد تم هدمها في العقدين الماضيين،

لم تعد صحراء الجزيرة تُضاء بالنجوم،

لكن الآن تضيئها سلاسل الفنادق الفاخرة والمحال التجارية الرأسمالية المبهرجة أمثال ماكدونالدز، ستاربكس، باسكن روبنز والعديد من بوتيكات باريس هيلتون!!

الحجاج الذين يأتون لمرة واحدة في العمر بعد تدبير وإدخار طويلين لرحلة روحية لا تتكرر غالبًا، إذا أرادوا أن يزوروا بيت "خديجة" زوجة النبي الأولى فسيجد مكان البيت كتلة من 1400 مرحاضًا عامًا!

وإذا أراد الحجاج زيارة منزل أبو بكر الصديق فسيجدون مكانًا لتحويل الأموال،

لقد دمرت العائلة السعودية مقابر المسلمين التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1000 سنة،

سُحقت جبال مكة لإفساح الطريق لمواقف السيارات!

ملايين المسلمين حول العالم اضطروا لابتلاع ألسنتهم والصمت،

فالنظام القمعي الذي يسيطر على الحجاز قد يمنع من أراد من آداء مناسك الحج أو العمرة برفض التأشيرة لمن يعلو صوته بمعارضة أفعاله،

الحكومة السعودية لا تتحكم فقط بالأماكن، لكنها تتحكم أيضًا بمن يزور الأماكن، وبحصص الدول المختلفة، وبعدد من يزورون المشاعر المقدسة،

والأمر يخضع لأهواء السياسة طوال الوقت.

هناك إدانة صوتية لبعض أفعال المملكة، فقد أدانت تركيا في عام 2003 هدم قلعة عثمانية قديمة كانت تخضع لوالي مكة المكرمة، ليحل محلها برج عملاق يُسمى برج الساعة.

وزير الثقافة التركي أدان الأمر بشدة واعتبره "عملاً همجيًا" وقال "بالنيابة عن الدولة التركية وعن الأمة، من الصعب أن ننظر إلى المملكة العربية السعودية بشكل ودي،

هذا ليس فقط عدم احترام للتاريخ،

لكنه محاولة متعمدة للقضاء على الثقافة التركية من عالمهم ومن التاريخ".

ورغم ما في التصريح من خطاب قومي، إلا أن الأمر أكبر كثيرًا مما يبدو عليه.

أمير مكة "خالد الفيصل" دافع عن التحديثات قائلاً إنه "من بين جميع الدول التي حكمت مكة المكرمة، قامت المملكة السعودية بأكبر إصلاحات في تاريخ المدينة"

هذا القول ينطوي على صدق بالفعل، فقد أنفقت السعودية أكثر من 6 مليار دولار لتوسيع المسجد النبوي في المدينة المنورة، و21 مليار دولار لتوسيع المسجد الحرام في مكة المكرمة، فضلاً عن 16.5 مليار دولار لتحديث نظام النقل في مكة أيضًا.

ولا ينكر أحد، حتى أشد المنتقدين للملكة، أن هناك حاجة للتوسعة والتطوير خاصة بعد مقتل أكثر من 2000 شخص خلال آداء المناسك في تدافع بسبب الزحام الشديد خلال العقدين الماضيين،

لكن المتخصصين يقولون إنه يمكن فعل ذلك بدون القضاء على المواقع الأثرية والتراثية.

يقول الدكتور "عرفان علاوي" المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث التراث الإسلامي، وهو مركز مخصص للحفاظ على المواقع التاريخية في السعودية إن "هناك طرق للتوسعة مع الحفاظ على تاريخية المواقع،

يمكنهم فقط أن يبعدوا بعض المباني والفنادق لميل واحد". 

لكن لماذا يفعل السعوديون ذلك؟

فصناعة "السياحة الدينية" جلبت أكثر من 16.5 مليار دولار من الإيرادات في عام 2012 فقط!

وطبقًا لقناة العربية فإن أسعار العقارات في مكة المكرمة هي الأغلى في العالم،

من الممكن أن يصل سعر المتر بالقرب من الحرم المكي إلى أكثر من 100.000 دولار! في حين تبلغ تكلفة الليلة في الجناح الملكي في أحد فنادق "أبراج البيت" أكثر من 5900 دولار لليلة واحدة، هذا تحديدًا هو دافع آل سعود!

الأمر لا يخلو من "أجندة دينية" خلف الواجهة الرأسمالية،

الدكتور "علاوي" يلقي باللوم بشكل مباشر على "الوهابية" التي تحفز آل سعود على تدمير الأماكن المقدسة.

يقول الوهابيون إنهم يفعلون ذلك خوفا من الشرك، أو ربط أي شيء أو شخص بالله - حسب ما قاله علاوي -،

ورغم أنه لا خلاف بين المسلمين على "خطيئة الشرك" إلا أن السعوديين والوهابيين يفسرونها لمحو أي أثر تاريخي. 

أحد أبرز الأمثلة وأوضحها، هو الموقع الذي يُعتقد أن النبي محمد قد وُلد فيه،

في الخمسينات من القرن الماضي حولته المملكة إلى سوق للماشية، ثم مكتبة لاحقًا،

والآن يسير الوهابيون في طريق هدم المكتبة وبناء امتداد لقصر ملكي ليصبح مقر إقامة للملك،

ولتجنب أي غضب من المسلمين قام السعوديون بوضع لافتة في الموقع تقول:

"لا يوجد أي دليل على أن النبي محمد قد وُلد هنا، ولذلك لا يجوز تخصيص الصلاة والدعاء أو التبرك في هذا المكان".

الوهابيون يرسخون الوضع الراهن، ليس بالصمت، لكن بالدعم العلني لهذه العمليات،

فقد أثنى مفتي السعودية "عبدالعزيز آل الشيخ" على جهود توسعة المساجد، ودعا الناس لشكر الحكومة على مشروعات التوسعة.

مؤرخون إسلاميون يقولون إن الضغط الدولي هو الوسيلة الأجدى لوقف المزيد من الدمار،

ووفقًا لعلاوي، فإن خطط المملكة قد تغيرت حيال عدد من المواقع نتيجة الدعاية السلبية على المستوى الدولي. 

"هناك من يشيرون بالفعل إلى مكة المكرمة باعتبارها لاس فيجاس الجديدة،

وإذا كان المسلمون يريدون أن يحتفظوا بأي قدر من السلامة الروحية في مواقع التراث الإسلامي، فإن عليهم البدء في العمل الآن قبل فوات الأوان" يختم علاوي.


المقال الثاني:
Quote:
تدمير مكة: عن الذي فعلته السعودية بالمسلمين



ضياء الدين ساردار 

كاتب، ومؤلف كتاب "مكة: المدينة المقدسة"


عندما زار مالكوم إكس مكة المكرمة عام 1964، كان مسحورًا بما رأى!.

لقد وجد المدينة "قديمة قدم الزمان"، وكتب أن التوسعة التي كانت قد بدأت بشكل جزئي في ذلك الوقت، ستجعل جمال المسجد الحرام يتجاوز الجمال المعماري لتاج محل في الهند.

خمسون عامًا مضت، ولا يمكن لأحد يزور مكة الآن أن يصفها بالجمال، أو أن يربط ما يرى بأقدس مدن الإسلام،

سوف يؤدي المسلمون الحج هذا الأسبوع وسوف يحاولون عبثًا أن يروا في مكة تاريخ الإسلام.

الموقع المعماري المهيمن على المدينة ليس المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة، محط أنظار وصلوات المسلمين في كل مكان،

لكن ما يهيمن على المشهد هو فندق مكة الملكي وبرج ساعته البغيض الذي يرتفع لـ 1972 قدمًا فوق الأرض،

هو واحد من أطول المباني في العالم، بل هو تطور ضخم لناطحات السحاب حيث يضم مراكز تسوق فاخرة وفنادق ومطاعم لفاحشي الثراء، ل

م تعد القمم الوعرة تهيمن على الرائي، لقد دُكت الجبال القديمة دكًا، ويحيط بالكعبة الآن التي تبدو كقزم هياكل الصلب والخرسانة، فيما يبدو مزيجًا قميئًا من ديزني لاند ولاس فيغاس.

"حراس" المدينة المقدسة والأوصياء عليها، حكام المملكة العربية السعودية، ورجال الدين الوهابيون الذين يمنحونهم الشرعية يملكون كراهية عميقة لتاريخ المسلمين،

إنهم يريدون أن يبدو كل شيء جديدًا، وبينما يفعلون ذلك، يوسعون المواقع المقدسة لتستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج،

عندما زار مالكوم إكس مكة كان عدد الحجاج لا يتجاوز 200 ألفًا، لكن العدد الآن يقارب 3 ملايين.

بدأت المرحلة الأولى من تدمير مكة المكرمة في منتصف التسعينات، وقد كنت هناك لأشهد ذلك.

المباني القديمة التي لا تُحصى، بما في ذلك مسجد بلال، والتي يعود تاريخها إلى عهد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، تم تجريفها من أساسها،

البيوت العثمانية القديمة مع مشربياتها الجميلة وأبوابها المنحوتة ببراعة، تم استبدالها بأخرى حديثة بشعة،

وفي غضون بضع سنوات، تحولت مكة المكرمة إلى مدينة حديثة مع طرق متعددة الحارات تظهر للرائي كتقاطعات السباغيتي!

ولا يمكن لعينك أن تخطئ الفنادق المبهرجة ومراكز التسوق.

أما القلة الباقية من المباني والمواقع ذات الأهمية الدينية والثقافية فقد تم تدميرها في الآونة الأخيرة،

تم بناء برج الساعة في 2012 على أنقاض نحو 400 موقع تاريخي وثقافي، بما في ذلك المباني القليلة المتبقية والتي يعود عمرها لأكثر من ألف سنة،

وصلت الجرافات في منتصف الليل، وشُردت الأسر التي عاشت هناك منذ قرون.

المجمع يقف على قمة قلعة أجياد، التي بُنيت حوالي 1780م لحماية مكة المكرمة من اللصوص والغزاة،

بيت السيدة خديجة، الزوجة الأولى للنبي محمد تحول إلى كتلة من المراحيض،

أما مكة هيلتون فقد بُني على بيت أبي بكر الصديق، أقرب رفيق لرسول الله وخليفته الأول.

بصرف النظر عن الكعبة نفسها، يحتفظ أصل المسجد الحرام بجزء ضخم من التاريخ، أعمدته الرخامية المنحوتة بشكل معقد تزينت بأسماء الصحابة،

بنى تلك الأعمدة السلاطين العثمانيون، تعود تلك الأعمدة لأوائل القرن 16، وحتى الآن، هناك خطط تجري على قدم وساق لهدمها،

وكذلك كل المناطق الداخلية من المسجد، ليتم استبدالها بمبنى على شكل كعكة الدونت!

المبنى الوحيد المتبقي ذو الأهمية الدينية هو البيت الذي نشأ فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم،

فعلى مدار معظم التاريخ السعودي، كان يُستخدم كسوق للماشية، قبل أن يتحول إلى مكتبة، ولم تكن مفتوحة للناس بالمناسبة.

لكن حتى على الرغم من ذلك، كان ذلك كثيرًا بالنسبة للوهابيين وآل سعود! فدعا شيوخ الوهابية مرارًا وتكرارًا لهدم البيت وتدميره،

يخشى الشيوخ أن يسجد المسلمون لرسول الله دونًا عن الله!! ويبدو أن الأمر لم يعد سوى مسألة وقت فقط قبل أن يُهدم البيت النبوي ليُقام مكانه - على الأرجح - موقف للسيارات.

التخريب المتعمد لمكة المكرمة حول شكل المدينة تمامًا!

فعلى العكس من بغداد ودمشق والقاهرة، لم تكن مكة مركزًا للفكر الإسلامي، إلا أنها كانت كعبة التجانس والتعددية حيث يتصاعد النقاش بين المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية المختلفة.

الآن، تم تقليص التعددية إلى مذهب واحد يرفض التراث والتاريخ ويفسر الإسلام تفسيرًا حرفيًا ويُخطّئ - أو يكفر - كل من يخرج على المدرسة السلفية السعودية،

في الواقع، كثيرًا ما يهدد المتطرفون الحجاج من المذاهب الأخرى، في العام الماضي، هوجم مجموعة من الحجاج الشيعة القادمين من الولايات المتحدة بالسكاكين، وفي أغسطس، كتبت مجموعات من المسلمين الأمريكيين للسلطات الأمريكية تطلب منهم الحماية وقت الحج هذا العام.

كان لمحو التاريخ المكي أثر هائل على الحج نفسه، كلمة الحج، تعني "الجهد"،

هذا الجهد يعني عناء الذهاب إلى مكة، والمشي من موقع إلى آخر، وإيجاد المسلمين من أصحاب الثقافات الأخرى والتواصل معهم، والتمرغ في تاريخ الإسلام، وبهذا يعود الحجاج بفائدة دنيوية ضخمة كما الإشباع الروحي،

لكن الآن، الحج هو رحلة سياحية متكاملة! ع

ندما تتحرك، تتحرك ضمن مجموعة، من فندق إلى آخر، ونادرًا ما تصادف أشخاصًا من ثقافات وأعراق مختلفة، استُنزف التاريخ والثقافة والتعدد،


ولم يعد الحج تجربة روحية لا تتكرر، بل أصبح ممارسة اعتيادية - سنوية للكثيرين - يختلط فيها التسوق بممارسة الطقوس.

مكة هي صورة مصغرة من العالم الإسلامي، ما يحدث فيها له تأثير عميق على المسلمين في كل مكان، إنها القلب الروحي للإسلام،

وهي الآن تغرق في الحداثة، لا يتم التسامح فيها مع الاختلاف، وأُفرغت من تاريخها،

وأصبح الاستهلاك هو الهدف الأسمى من زيارتها.

لم يعد من المستغرب إذن أن النصوصية الحرفية، والتأويلات القاتلة التي يتم استقاءها من الإسلام أصبحت هي الأعلى صوتًا في بلاد المسلمين.

Post: #354
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-27-2018, 11:13 PM
Parent: #353

من مكة الى "لاس فيجاس":

إنقاذ "المدينة المقدسة" من تغوّل الرأسمالية المادية الباردة:


Post: #355
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-28-2018, 03:08 AM
Parent: #354


Post: #356
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-28-2018, 06:57 AM
Parent: #355


Post: #357
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-28-2018, 09:26 PM
Parent: #356

مصري قام بالحج، يحكي تجربته مع الكعبة وتضاؤلها أمام الأبراج العملاقة،

ثم يعرض محتويات كتاب "من مكة الى لاس فيجاس":


Post: #358
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 02-28-2018, 11:54 PM
Parent: #357

في هذا الفيديو يتحدثون -من ضمن نقدهم لما يحدث في مكة من عمران عملاق- عن "Manhataanizstion of Mecca



أدناه شرح Manhataanizstion of Mecca :


Post: #359
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Osman Musa
Date: 03-01-2018, 00:12 AM
Parent: #358

شاعرنا الجميل الخواض والأخون . سلامات
والله يا شباب متكيف من البوست ده كيف جد .
متكيف منكم كلكن ( جت ) ومن كتاباتكن المكربة . والله دقشك شين يا أستاذ هاشم الحسن .
كتابة طويلة وابداع مافي كلام يا أخوي .
لكم جميعا التحية . ومتابع

Post: #360
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 03-02-2018, 04:57 PM
Parent: #359

Quote: شاعرنا الجميل الخواض والأخون . سلامات
والله يا شباب متكيف من البوست ده كيف جد .
متكيف منكم كلكن ( جت ) ومن كتاباتكن المكربة . والله دقشك شين يا أستاذ هاشم الحسن .
كتابة طويلة وابداع مافي كلام يا أخوي .
لكم جميعا التحية . ومتابع


شكرا صديقنا عثمان موسى على كلماتك الطيبات الزاكيات الطاهرات.

إليك فيديو عن "منهتتة"* دبي.

أنت عشت في نيويورك وفي الخليج.

هل تبدو "نيويورك" أمّاً لمدن الخليج العولميّة ، كدبي،

وفي الطريق المدينة المقدّسة :

"مكةّ"؟؟؟



*هذه ترجممتي المتواضعة لكلمة "Manhattanization





Post: #361
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Osman Musa
Date: 03-03-2018, 03:16 PM
Parent: #360



شعاعرنا المبدع الخواض و الربع الكرام بالبوست الفاهم سلامات .
يتخيل لي يا أسامة دبي فيها ملامح من مدينة ميامي . ميامي مدينة مفتوحة الأبواب علي المحيط .
ونفس الشي دبي . مع شوية فروق الصحراء . وطعم بهارات الكبسة
والله يا أسامة أول مره أكتشف أنو ميامي دي أجمل بلاد الدنيا .
....
بالجمبة كدي .
قالوا في أفتتاح مستشفي في أمبدة بي عون سعودي . وأحد من الجماعة بعد التكبير قال : بعد ده حنخلي الالمان يجوا يتعالجوا عندنا في مستشفي أمبدة هههههها .

Post: #362
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 03-03-2018, 05:33 PM
Parent: #361

Quote: تخيل لي يا أسامة دبي فيها ملامح من مدينة ميامي . ميامي مدينة مفتوحة الأبواب علي المحيط .
ونفس الشي دبي . مع شوية فروق الصحراء . وطعم بهارات الكبسة
والله يا أسامة أول مره أكتشف أنو ميامي دي أجمل بلاد الدنيا .
....

اهلا صديقنا العزيز عثمان

هواك لدبي وميامي مثل هوى ويل سميث Will Smith "هوى الاغنياء "هههههه:



دبي سكايلاين:



ميامي سكايلاين:




شكرا على النكتة...


Post: #363
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 03-04-2018, 07:34 AM
Parent: #362

هل يمكن للمسلمين الرد على جيبسون في "المدينة المقدسة"؟؟؟

الجواب لا، لان السعودية لا تريد السماح بالتنقيب ،.

ويبدو انهم يعلمون ان بلايين الحج السنوية ستضيع الى الابد ، لو سمحوا بالتنقيب؟؟؟؟؟
ــــــ--ـــــــ----ــــــ-----ـــ-------ـــــــــ
أدناه مقال لكاتبة لبنانية :

«المدينة المقدّسة»: كيف يمتلك الغرب زمام سرديّة تاريخنا ونحن في غفلتنا سادرون!


استعرت عنوان مقالي من الاسم الذي أُطلق على تحقيق رسمي مشهور أجرته حكومة دولة الاحتلال العبري بعد حرب أكتوبر / تشرين 1973 وأيضاً كتاب أصدره سبعة صحافيين شهدوا الحرب وانتهى كلاهما – التحقيق والكتاب – وقتها إلى اتهام مواقع مختلفة في حكومة غولدا مائير حينها بالتقصير باتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة الحرب مع مصر وسوريا، وهي التي شهدت منذ بدايتها تحقق اختراقات هامة للجيوش العربيّة وتسببت بخسائر فادحة في الأفراد والمعدات على الجانب الإسرائيلي. فكرة وجود تقصير شامل تسأل عنه الإدارة بمجموعها هي ما تبادرت إلى ذهني وأنا أشاهد عرضاً خاصاً للفيلم الوثائقي (المدينة المقدسّة) للباحث الكندي دان جيبسون (85 دقيقة – 2016).

الفيلم الذي أُنجز باللغة الإنكليزيّة وصورت معظم أجزائه جنوب الأردن يقّدم سرديّة متكاملة، مدعمة بوثائق أثريّة ومعدات وتقنيات متطورة تزعم أن مكة المكرمة – المدينة المقدسّة التي ظهر فيها الإسلام – لم تقع غرب الجزيرة العربيّة وإنما كانت في منطقة جنوب الأردن وتحديداً مدينة البتراء عاصمة العرب الأنباط القدماء. و

يقدّم الوثائقي الذي يعرض هذه السرديّة النقيضة لكل ما تعارفت عليه المصادر الإسلاميّة لأكثر من ألف عام جيبسون بنفسه الذي يبني نظريته المزعومة هذه على أساس قراءة اتجاهات المحاريب وجدران القِبْلة في المساجد التي بناها المسلمون من وقت البعثة وحتى الفتنة الثانية وبداية العصر العباسي.

ويقول الرجل إنه استخدم أجهزة قياس حديثة ليجد أن تلك المساجد اتجهت نحو البتراء تحديداً – لا القدس -، وإن ذلك الأمر تغيّر بعد حوالي مائتي عام من البعثة، لتتجه كل المحاريب من العام 822 إلى مكة الجزيرة العربيّة التي نعرفها الآن.
وهو يفسّر غياب أي ذكر لموقع البتراء كبيت حرام بسياسة حرق الكتب والمصادر المكتوبة التي تسببت فيها حروب الفتنة في الإسلام، كما أن البتراء نفسها هجرت – وفق جيبسون – بعد زلزال هائل أصابها.

جيبسون الذي ينتمي لعائلة توارث أفرادها أباً عن جد الاهتمام المهووس بتاريخ منطقة سوريا الكبرى وفق نصوص الكتاب المقدس ولأسباب محض دينية يقول إنه قضى فعلا حوالي ثلاثة عقود يجول في الشرق الأوسط ويزور المواقع الأثريّة فيها قبل أن يتحفنا بنظريته كما في «المدينة المقدّسة».

خيال خطر يُعرض كحقيقة

بالطبع فإن جيبسون ليس مبدع تلك النظريّة التي وضعها بداية في كتاب نشره بالإنكليزيّة عن جغرافيّة القرآن – كما فيلمه الوثائقي – ولكنّه يصعد على أكتاف مجموعة من المؤرخين الغربيين المتأخرين (لعل أشهرهم الراحلة باتريشا كورونا) والذين بذلوا غاية جهدهم وأعمارهم تشكيكاً بالسرديّة العربيّة الإسلاميّة الكلاسيكيّة عن تاريخ الإسلام في عقوده الأولى منذ البعثة النبوية.
ومع أن النظريّة كما يقدمها جيبسون تبدو مفعمة بالخيال ولا تجد لها دعماً ليذكر من نصوص الفترة الرومانية البيزنطيّة على الرّغم من توفر عشرات المصادر في وثائق ورسائل ومخطوطات سجلت الكبير والصغير من وقائع الأيام وصراعات القبائل وحروب بيزنطة مع فارس في منطقة بلاد الشام خلال القرن السابع الميلادي دون أن تتطرق مطلقاً للحدث المحمدي أومرحلة صدر الإسلام، فإن خطورتها فائقة على الأمة العربيّة والإسلاميّة ليست بالتأكيد من باب طرح نظريّة تاريخيّة غير مدعمة وكأنها السرديّة التي تحل كل مصاعب التأريخ لتلك الفترة فتطيح بتراث عريض دون كبير تنقيب، إذ أن ذلك حق مكفول دائماً للعلماء والخبراء يتداولونه ويتدارسوه فيما بينهم بحثاً عن الحقائق الموضوعيّة إن توفرت.

لكن مكمن الخطورة هو في تعميم تلك النظريات التي لم تثبت بأي حال في أفلام وثائقيّة تصل إلى جمهور واسع غير متخصص في أغلبه، فتقنعه النظريّة – التي لم تثبت بعد – دون أن تتاح له كمتلقٍ فرصة الاستماع إلى نقد موزون لتلك النظريّة، أو على الأقل سرديّة نقيضة قريبة التناول كما هو الحال في فيلم «المدينة المقدّسة».

الليلة لا تشبه البارحة: سهولة الانتشار خطر داهم

الفيلم الوثائقي المذكور والذي أنتجته شركة غير معروفة لباحث يدعي أنه مؤرخ مستقل ليست له أية مرجعيّات أكاديميّة موثوقة وهو متوفر وبقدرة قادر كاملا على اليوتيوب ومواقع أخرى، بل وتوجد منه نسخ مترجمة إلى العربيّة والتركيّة والصينيّة والفرنسيّة والهنديّة، مما يجعله قابلاً للانتشار المتشظي عبر العالم لا سيّما بين شعوب مسلمة كثيرة قد لا تحسن العربيّة أو تمتلك أدنى اطلاع على جوانب الضعف الكثيرة في نظريّة جيبسون مع أن الفيلم يستقصد بوضوح عدم الإساءة إلى أساسيات الدين الإسلامي أوالنبي العربي صلى الله عليه وسلم، بل ويستعين في بعض مفاصله بنصوص من القرآن الكريم والكتاب المقدّس ليدعم ما يذهب إليه.

ولا شك أن ذلك يفتح باب الدهشة من أن يكون مثل هذا الانتشار نتاج عمل فردي حيث أنه يليق أكثر بمجهودات مؤسسات استخباراتية.

ليست كاريكارتورات دانماركيّة، هذه حرب عقول ..

ليس السبيل إلى مواجهة فيلم جيبسون الوثائقي وأمثاله الغضب المتعصب والتظاهر وتحطيم واجهات المحلات التجاريّة، فتلك همجيّات تخدم طرف جيبسون لا طرفنا. كما أن تجاهل الفيلم أو حتى منع عرضه لم يعد حلا فاعلاً بالنظر إلى الانتشار غير المسبوق لأدوات التكنولوجيا الحديثة والتي تسمح بعرض أي محتوى عبر العالم ولكل مهتم من خلال طرق متقاطعة تتنافس في سهولتها ورخص تكلفتها النسبي.

مواجهة المحتوى المنحاز لا تكون إلاّ بتقديم محتوىً بديل، يقدّم رواية موثوقة مضادة ربما أو على الأقل نقداً علميّاً متوازناً للمحتوى المعروض يتوفر على نسق يسهل للجمهور الوصول إليه لحظة تعرضه لفيلم من نوعيّة «المدينة المقدّسة»،

ومن نافل القول أن تلك ليست بمسألة يمكن أن يقوم عليها أفراد، بل تحتاج ودون أدنى شك إلى تضامن مجهودات الحكومات والجامعات والمؤسسات الإعلامية ومنتجي الوثائقيات في إنتاج محتوىً مضاد، ضمن قوالب معاصرة، وبلغات العالم الحيّة. وثائقي بوثائقي، وكتاب بكتاب وحجة بحجة، فهذه حرب عقول يتفوق فيها الإقناع على الصوت العالي، والصورة على الجعجعة.

لم تعد الوثائقيات في عالم الإعلام الحديث مجرد ترفٍ جانبي يترك لملء فراغات البث بين الأعمال الدراميّة وبرامج تلفزيون الواقع وصباحيات الثرثرة المتنقلة بين العواصم. العمل الوثائقي راهنا صحافة من طراز جديد، وكتاب معرفة لجمهور ترك المطبوعات إلى الشاشات الملونة، وساحة جدل أيديولوجي تأخذها الأمم الجادة إلى أقصاها في محاولاتها لبناء سرديّاتها القوميّة وتخليدها والدّفاع عنها في وجه السرديّات المعادية.

التقصير: لا أستثني منكم أحدا

سيأتي أحدهم ويقول إن العرب معذورون اليوم إن هم تخلفوا عن خوض صراع الوثائقيات هذا، فهم في مواجهة غياب الاستقرار والمصاعب الاقتصاديّة والسياسيّة العميقة لديهم أولويات أخطر من مسألة تنازع السرديّات مع الغرب.

الحقيقة أن ذلك دفاع غير مقبول عن تقصير شامل. فالجامعات والتلفزيونات العربيّة في أغلبها – وفي قلب تلك المصاعب – تتوفر على ميزانيات هائلة تتوزع على إجراء أبحاث كثير منها ليس بذي بال أو يمتلك قيمة عمليّة، أوإنتاجات تلفزيونيّة باهتة تستعرض كل ما هو سخيف وفارغ في سجنٍ اسمه الرايتنغ أو (نسب المشاهدة).
هو قرار سيادي إذن لتوجيه هذه المؤسسات نحو إنفاق ولو جزء من وقتها وجهدها وميزانياتها في بناء واجهة متينة في عالم الوثائقيّات، ليس لكسب الأنصار والمتعاطفين أساساً، بل على الأقل للدّفاع عن أساسيات التكوين الأيديولوجي للأمة العربيّة والإسلاميّة ومنع الباحثين (المستقلين) من إطلاق مزاعمهم دون وجود من يتصدى لهم في فضائهم ذاته.

إعلامية لبنانية تقيم في لندن

Post: #364
Title: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأين الطريق؟
Author: osama elkhawad
Date: 03-09-2018, 04:12 AM
Parent: #363

الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته،

فأين الطريق؟
---------------------------
في هذا المقال الطويل نسبياً يمارس احمد نظير الأتاسي ، أستاذ التاريخ الإسلامي، نقداً مزدوجاً، من خلال نقد المستشرقين المشككين ، وبعض الممارسات والمقولات "الامبريالية" الإسلامية.

في البداية يطرح أفكاراً لدراسة الإسلام المبكر، من ضمنها "أن تفتح السعودية أبوابها للمنقبين ولا سيما العرب أو المسلمين فهذا تراثهم جميعاً وليس تراث السعوديين فقط".

كما يحاول الإجابة على أسئلة تتعلق ببداية الإسلام ،

مثل "الانبعاث المفاجئ للإسلام"، و " سكوت المصادر المعاصرة عن الرسول محمد "ص" وحركته".

فإلى المقال:
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأين الطريق؟
بقلم: أحمد نظير الأتاسي (أستاذ التاريخ الإسلامي في الولايات المتحدة )

سألني الأستاذ نادر قريط (الذي احب كتاباته) أن أسوق ولو نصاً واحداً من خارج التراث الإسلامي على وجود محمد وحركته المنسوبة إلى بدايات القرن السابع الميلادي. فكتبت رداً ذكرت فيه نص زهير المكتشف حديثاً والذي لم يره إلا كاتبه ومدير إدارة الآثار في السعودية الذي اكتشف النص مع زوجته.

وهذا يذكرنا بزاهي حوّاس مدير إدارة الآثار في مصر الذي لا يسمح لأحد أن يعلن اكتشافاً جديداً إلا بوجود السيد زاهي في الصورة أو البرنامج التلفزيوني أو غيره من المنشورات. لكن الأهم في ردي لم يكن نص زهير بقدر ما كان رأيي في ماهية موضوع علم التاريخ وحدودهذا العلم وبعض من أسرار صنعة المؤرخين، التي في كثير من الأحيان لا تتعدى كتابة قصة مشوقة.

لكن الأستاذ قريط ممعن في شكه وأنا أشكره فالشك أحسن من ألف حقيقة مزعومة تُجزّ لها الرقاب، هذا على افتراض أنه ثمة حقيقة واحدة ساطعة كالشمس يتسابق الباحثون لمعرفتها. التاريخ كما كل العلوم الاجتماعية (وهو يريد أن يكون منها لكن أنفته وكونه من أقدم العلوم تمنعه من الدخول فيها والاستفادة من نظرياتها)، وأعيد، التاريخ هو أساساً نتاج لمنظور معين، وفيه كثير من الذاتية.

أين يقف المراقب الكاتب للتاريخ زمانياً ومكانياً واجتماعياً وفكرياً واقتصادياً يؤثر بالضرورة في ما يراه. حتى شاهد العيان لا يعطي ذات الشهادة التي قد يعطيها شاهد عيان آخر. هذا على صعيد وصف الحدث فما بالك في شرحه وتعليله.

طرح الأستاذ قريط أربع نقاط هامة أحب أن أتوسع في مناقشتها هنا.

أولاها "عدم استيعاب فكرة الانبعاث المفاجئ للإسلام وامتداده العسكري السريع خلال عقدين."

وثانيتها

ضرورة وجود "جسد سكاني حامل للثقافة العربية على الأقل في الشام والعراق" يكون المولّد للثقافة المتطورة التي ظهرة بعد أقل من قرنين من الزمان.

وثالثتها

"اعتماد تقويم [أي الهجري] والحساب بموجبه لا يحدث بهذه السرعة خصوصا من أعرابي في مدائن صالح [يعني زهير صاحب النقش المذكور أعلاه]."

ورابعتها

"السؤال الأهم: لماذا سكتت المصادر البيزنطية والمسيحية واليهودية عن تدوين الحدث؟ [أي محمد ودولته] برغم وجود ثقافة كتابية راقية." طبعاً في رده نقاط كثيرة أخرى تستحق إعمال الذهن فيها لكني اخترت النقاط الأربعة السابقة.

وأود أن أشير هنا أن أسلوبي في الكتابة تعليمي يعكس بالضرورة مهنتي وهي التدريس فأعتذر مسبقاً عن "إعطائكم محاضرة" في التاريخ. وأنا لا أنطلق من ثوابت أريد أن أنشرها كدين الحق، لكن أنطلق من ممارسة دامت سنوات لـ"كار الشك" وأريد أن أعرض حصيلتها التي لا تتكون من حقائق تاريخية بل من أدوات في البحث لا أكثر.

في الاستشراق الألماني صاحب مدرسة الشكوك

في البداية أود أن أقول أن المدرسة الاستشراقية الألمانية التي ينطلق منها أغلب المشككين بحقيقة محمد وحركته كانت لها إنجازات هامة لا تزال المنطلق الأولي لأي باحث في تاريخ الإسلام المبكر من حيث المواضيع المبحوثة والأدوات المستخدمة. فأسماء مثل غولدتزيهر، فلهاوزن ، فوستنفيلد، سخاو، شاخت، نولدكة، آن ماري شيمل، فان إس، كرون وغيرهم كثر لا تزال مسموعة بقوة.

وبغض النظر عن أغراضهم (الجيدة وغيرها) ومنطلقاتهم الفكرية فإننا أمام علماء بكل معنى الكلمة لا يزال العالم الإسلامي غير قادر على إفراز مزاحمين لهم من حيث سعة العلم، تعدد اللغات، النظرة الثاقبة، المثابرة، والتعلق بل الهوس بموضوع البحث.

العرب والمسلمون يكونون غالباً في موقع الرد والدفاع وليس في موقع المضاهاة والمجاراة إن لم يكن البزّ والسبق. لكن حان الوقت لأن نتخطاهم فبعضهم مات مما يقرب من مائة عام وليس من الصحّي أن يدور مجال بحث في حلقة مفرغة بحيث يعيد إنتاج مواضيعه ونتائجه وجدالاته.

إن تكرار آراء هؤلاء العمالقة لم يؤد بالباحثين إلا إلى الإحباط ونبذ الموضوع جملة وتفصيلاً. أما المستفيدون فهم الجيل الجديد من المشككين الذين يحتكرون سوق النشر عن هذا الموضوع. والأنكى من ذلك أنهم يستخدمون ذات المادة التي ينفون صحتها.

ثانياً هناك مدرسة جامعة تل أبيب التي جاءت بأفكار قائمة على المحورية اليهودية لتاريخ الشرق مع عداء للعرب والإسلام. وعلى فكرة كل مشكك يمضي فترة سنة أو أكثر باحثاً زائراً في تلك الجامعة لاعتقادهم أن الباحثين الإسرائيليين يتمتعون بحرية أكثر في بحثهم نتيجة انعدام التهديدات التي لا يفتأ كل معتوه إسلامجي من الملتحين أن يطلقها على من لا يوافقه الرأي.

الحقيقة تدريب الألمان يقودهم دائماً إلى إسرائيل لأن أساسه فيلولوجي (أي لغات) وهناك اعتقاد بين الغربيين والإسرائيليين أن اللغة العبرية هي أساس كل اللغات السامية فهم يتعلمون العبرية قبل العربية عادة. وأخيراً، إذا كانت مدرسة تل أبيب محورية- يهودية فإن المدرسة الألمانية محورية - مسيحية بروتستانتية - أوروبية. الكثيرون سيعتقدون مباشرة أني من هؤلاء المدافعين باستماتة عن التراث الإسلامي كأساس لهوية العرب والمسلمين.

لا، أنا لا أدافع إلا عن رأيي الشخصي، ولا أعتقد أن هوية العرب يجب أن تقوم على الإسلام، ولا أعتقد أن التراث الإسلامي فيما يخص البدايات صحيح كله ولن آسى عليه إن ثبت خطؤه كله، ولا أعتقد أن ما يسمى السنة يجب أن يكون أساس الإسلام، ولا أعتقد بإعجاز القرآن، وأشك أن نصف ما يسمون الصحابة رأوا محمد في حياتهم، وأن أكثر من نصف الأحاديث ملفق (هذا اعتقاد وليس إثبات). أنا أدافع عن مهنتي التي أعتقد أن هؤلاء لا يؤدونها كما يجب.

أولاً

السخرية في أسلوب المشككين، وكلهم يمارسها بدرجات مختلفة، مزعجة وتدل على استعلاء ونظرة فوقية.

ثانياً

هناك اعتقاد مبطن أن المسيحية دين عقلاني، فلسفي وروحاني لن يستطيع أي دين وخاصة ذاك الآتي من الصحراء أن يجاريها ولا بعد مائتي سنة من وجوده على الساحة.

ثالثاً

المسيحية وبدرجة أقل اليهودية من البراعة والإشراق بمكان لدرجة أن أي دين شرقي جديد (هذا إذا قبلنا بتلك التسمية التي قد تعني بالنسبة لهم أن المسيحية بحاجة إلى متابعة أو تجديد) لن يوجد إلا إذا كان في بدايته فرقة مسيحية أو يهودية.

رابعاً

المصدر الخارجي الذي يطلبونه دائماً يجب أن يُفهم على أنه مسيحي مكتوب بلغة غير عربية ويفضلون الإغريقية أو الرومان، وهم عادة ما يقبلون نصاً كهذا دون التشكيك المعتمد والواجب.

خامساً لا يوجد باحث غربي واحد لم يحس في قرارة نفسه في وقت ما من تحصيله العلمي بالمرارة لأن المسيحية الرومانية فقدت سورية ومصر على أيدي الغزاة العرب.

العرب المسلمون كانوا السبب، في اعتقاد الكثيرين، في زعزعة الإمبراطورية الرومانية الشرقية. وليس هذا مأخذاً شديداً عليهم فكلنا متعلقون بدرجات مختلفة بأيديولوجية قومية ما كتبت التاريخ على هواها وأعطت نفسها مكان الصدارة في عصر ما (غالباً ما يسمونه العصر الذهبي) ثم أتت جحافل من البرابرة لتقضي على هذا الحلم الجميل.

العرب يتهمون الأتراك والفرس يتهمون العرب والأتراك يتهمون العرب والأوروبيون يتهمون العرب والمسلمين، والكل يتهم المغول وهلم جراً.

الخطورة هي في أن إنساناً وصل إلى أعلى درجات التحصيل العلمي لا يزال يخبئ هذه الفكرة في مكان خفي في ذاكرته لا يقربه أحد حتى هو نفسه.

لقد درس إدوار سعيد الاستشراق الفرنسي والإنكليزي وأهمل الاستشراق الألماني لأنهم لم يكن لهم مؤسسة استعمارية في المنطقة الإسلامية. لكن مبادئ الاستشراق هي نفسها منبعها في عصر التنوير الأوروبي ثم عصر القوميات والثورة الصناعية والإمبراطوريات في القرن التاسع عشر.

ولا أقول أن كل نتاجهم فاسد، على العكس، فأثرهم في دراسة التاريخ الإسلامي لا ينكره إلا هؤلاء المتشدقون بحماية الإسلام وهم لا يعلمون أن تسمية الحقبة بين القرنين السابع والسادس عشر بالإسلامية هي من نتاج المستشرقين وأن اوائل أمهات الكتب التي حُققت وطبعت في القرن التاسع عشر والعشرين كانت من نتاج المستشرقين وخاصة الألمان. وبعض تحقيقاتهم، وأقول هذا عن خبرة فهذا كان موضوع أطروحتي، تفوق جودتها كل الطبعات العربية التالية لطبعتهم حتى بعد مائة سنة.

في الأثر السلبي لبعض المقولات والممارسات الإسلامية

وأخيراً، وهي كلمة حق تقال، لا يفتأ المسلمون أينما وجدوا أن يتشدقوا، لا بل يطالبوا كأنه حقهم، بأن الإسلام هو الدين الأخير وأحسن الأديان وأكملها، وأن محمد سيد الرسل وآخرهم، وأن الإسلام دين الفطرة، وأن القرآن كلمة الله غير المحرفة الحاوية على كل علم، وأن الفتوحات الإسلامية أمر من الله، وأن الجهاد ضد كل من هو غير مسلم واجب ديني، وأن الهدف هو فرض الحكم الإسلامي وفرض الجزية على الآخرين عسى أن يفيقوا من غفوتهم ويكتشفوا أن الإسلام أحسن من دينهم الذي نشؤا عليه.

فإن عارضهم أحد كفّروه وهددوه وأحياناً قتلوه، من الصبي الصغير إلى أكبر ملتح بأكبر لحية شعثاء وسواك يقلد به نبيه الذي ما جاء على حد زعمهم إلا ليظهر الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون.


يا أخي نحن نتذمر من أمريكا وديمقراطيتها الإجبارية ثم نفعل مثلهم بدعوى أن الإسلام هو دين الحق. نحن نلومهم على خطابهم الإمبريالي ثم نعطيهم كرد عليه خطاباً إمبريالياً عمره ألف وأربعمائة سنة.

كل كلمة من هذه الادعاءات شتيمة للإنسانية جمعاء ولأديانها وثقافاتها تنم عن عنصرية واستعلاء وانعزال وإقصاء. أنا لا ألوم كثيرين ممن يريدون أن ينفوا وجود محمد وإتيانه بالقرآن.

المسلمون يمسكون بالقرآن ويلوحونه في الوجوه كسلاح فلا عجب أنهم يريدونه أن يختفي أو أن يصبح كلام إنسان وليس كلام رب هو بادعاء المسلمين رب عيسى نفسه. ما أشبه هؤلاء الإسلاميين بالمبشرين الأمريكان أو بالمتشددين اليهود القاطنين في مستوطنات الضفة الغربية. إذا كان الله قد قال لكل ما زعموا فلا بد أنه أراد أن يزيدهم ضلالة.

أفكار لإنشاء دراسات تاريخية جديدة عن بدايات الإسلام

والآن إليكم بعض من أفكاري الخاصة برسم طريق للوصول بأبحاث تاريخ بدايات الإسلام إلى مرحلة إنتاج أفكار جديدة تكون أساساً لبناء وتراكم بدلاً من عرقلة سير كحفريات الطرق في حمص وقت الشتاء (ودائما يحفرون في الخريف ويتركون الحفرة مفتوحة طوال الشتاء).

أولاً

المستشرقون الألمان والمؤرخون بشكل عام لا يستندون إلى أية نظرية اجتماعية في أبحاثهم، فباعتقادهم التاريخ قراءة متعمقة وذكية في النصوص القديمة (والمدرسة الألمانية بشكل عام فيلولوجية تعشق النص واللغة). لكن ما معنى التعمق والذكاء في أي علم من العلوم: النظرية، الطريقة، الأدوات المجربة، المقارنة. عدا ذلك فلا يمكن أن نثق بأن النص يشرح نفسه، وأن حياة القدماء كحياتنا نستطيع أن نفهمها حين نراها (أو نقرأ عنها). باعتقادي الأنثروبولوجيا، السوسيولوجيا، تاريخ الأديان المقارنة، علم الآثار، تحليل الخطاب، تحليل السرد القصصي هي الطريق.

ثانياً

تاريخ البدايات في التراث الإسلامي مكون من أخبار قصير يصحبها أحياناً إسناد. حتى سيرة ابن اسحاق العتيدة فليست بقصة منسجمة متناغمة بلا هي تجميع وتوليف على عادة الإخباريين والمؤرخين المسلمين الأوائل. لن أرمي ولا حتى خبر واحد.

سأضعها في قاعدة معلومات وأنقب في متونها وأسانيدها خبراً خبراً حتى أكتشف سر الإسناد (وأعتقد أنه معروف الآن) وأحلل كل الأخبار باستخدام الطرق والعلوم السابق ذكرها. ولن أميز بين خبر وحديث فكل خبر كان يسمى حديثاً قبل أن تُصر كلمة حديث على بعض الأحجار التي نسبوها إلى محمد. فكل خبر يفيدنا في فهم العصر الذي صنعه ونشره ثم العصر الذي دونه ونقله ثم العصر الذي حوله إلى شرع أو حكم قانوني.

ثالثاً

يجب أن نبني قاعدة معلومات ضخمة فيها اسم كل إنسان أو إنسانة عاش خلال القرنين الأولين والمعلومات المتوافرة عنه ومن ثم نربطه بقاعدة الأخبار والروايات التاريخية. سيمكننا هذا من دراسة شبكات العلاقات الإجتماعية المتكافئة أو التراتبية التي تشكلت وكيفية عملها وكيف أنتجت الثقافة التي أنتجتها.

الهدف هو انتاج المنظومة الاجتماعية الي كتبت عنها الأخبار إذ لا بد من بداية. بعدها تأتي مرحلة نقد هذه المنظومة من حيث هي صحيحة تاريخياً ومن حيث هي مطابقة لمعلومات وفرتها مصادر أخرى كالكتابات بلغات غير العربية أو لقى أثرية أو نقوش ومن حيث هي متناغمة مع نظريات سوسيولوجية وأنثروبولوجية حديثة تشرح تكوّن الجماعات الإنسانية والعناصر المشتركة في حياة أية من هذه الجماعات مهما أوغلت في القدم (وهنا أهمية العلوم النظرية وفقر التاريخ كما يُمارس في كثير من الأحيان).

رابعاً

لا بد أن تفتح السعودية أبوابها للمنقبين ولا سيما العرب أو المسلمين فهذا تراثهم جميعاً وليس تراث السعوديين فقط. يجب دعم الأركيولوجيا الإسلامية التي بدأت تتميز عن الأركيولوجية الشرق أوسطية في الثمانينيات من القرن الماضي. كما يجب أن يفتح الفاتيكان مكتبته العربية من المخطوطات للباحثين (وهي الأكبر والأغنى والأعسر).

خامساً

يجب أن ندرس القرآن بما هو نص أدبي دعوي نطق به إنسان بغض النظر عن كيف وصل إلى ذهن هذا الإنسان، بما هو نص يعكس مرحلة تاريخية معينة ومجتمعاً معيناً وأفكاراً معينة. لا بد من البحث عن الترتيب الزمني للسور والأيات لتعكس صورة تطور الدعوة الإسلامية.

يجب أن ندرس بنى السور والأدوات البلاغية التي استُخدِمت لإيصال الدعوة، فالقرآن في نهاية الأمر وسيلة الدعوة المحمدية. أخيراً، يجب أن نبدأ بمشروع قاموس للغة العربية بكل أشكالها ولهجاتها القديمة والحديثة.

اللغة منجم ويمكن التنقيب فيها كما ننقب في الأرض بحثاً عن آثار الأولين. القاموس سيضم مقارنات ألسنية بين الجذور العربية والجذور المقابلة في اللغات السامية الأخرى بحثاً عن تطور البنية والمعنى، وسيضم تأريخاً لبدايات استنباط واستخدام الكلمات الجديدة وتطور معانيها عبر العصور.

يجب أن لا يفرق القاموس بين ما يسمى بالعاميات وما يسمى بالفصحى. يجب أن نضع القرآن ودواوين الشعر والكتب التي كُتبت في القرنين الأولين في بنك معلومات ضخم ليسهل البحث عن كلمات وأمثلة على استخدامها، عن أخبار وتطور أشكالها ومحتواها، عن أسماء، وأشياء أخرى كثيرة. الآن وبعد هذه المقدمة الطويلة أعود إلى الرد على الأستاذ قريط ليس بغرض التفنيد وإنما بغرض المجادلة البنّاءة.

الانبعاث المفاجئ للإسلام

الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) كان مفاجئاً وصاعقاً للأمريكان، لكنه لم يكن غير متوقع عند كثير من العرب، ولم يكن مفاجئاً أبداً لمن خطط له ونفذه. الإسلام لم ينبعث فجأة كدين أو كفتوحات أو كدولة فهو ينتمي وبجدارة إلى منظومة ما يسمى الأنتيكا المتأخرة.

والأخيرة مجال ممتع وجديد في البحث التاريخي المسيحي والإسلامي، ومن يتوسع فيه يكتشف أن الإسلام الأولي كحركة دينية لم يكن جديداً أو غريباً عن وسطه.
ولمن يريد القرآة عليه ببعض كتب بيتر بروان وكتب عرفان شهيد وأية كتب تبحث في نشوء الأديرة والرهبان (خاصة المنعزلين منهم) والإمبراطورية البيزنطية والجدالات بين النساطرة والآريوسيين واليعاقبة والملكانيين حول طبيعة المسيح وسكن العرب حواضر بلاد الشام والعراق وتنصر بعضهم وتهود آخرين وحتى تحول بعضهم إلى الزراداشية مع بقاء عدد على دين تعدد الآلهة في الشام وسيناء والحجاز ونجد وعسير بأشكال تأثرت بالأديان المحيطة بها.

كثير من العرب تحولوا إلى المسيحية (بأشكالها المتعددة) وأسسوا جماعات ذاتية الحكم، وبعضهم أسسوا جماعات مسيّسة ومجيّشة عملت مع الرومات كحماة حدود مثل بني السليح، والغساسنة وغيرهم.

أما ظهور مجموعة مغِيرة على الحدود الرومانية فكان من أكثر الأمور ألفة في ذلك العهد وقد استمر ذلك في العهود الإسلامية وكانت آخره الوهابية-السعودية. أما التوسع العسكري السريع وغير المنطقي فهو تصوّر أوروبي لا يريد أن يعترف أن "البرابرة" دهموا الإمبراطورية الرومانية وسلبوها أهم مناطقها.

بين عبورالقوط الغربين نهر الدانوب (هؤلاء لم يكونوا برابرة بل مرتزقة في جيش الرومان) وبين وصولهم إلى إسبانيا بعد لفة كبيرة أخذتهم إلى روما حوالي خمسين سنة.

بين ظهور جنكيز خان في منغوليا ودخول هولاكو إلى بغداد حوالي خمسين سنة. بين وصول كولومبوس إلى العالم الجديد وسقوط إنكا البيرو بأيدي بيسارّو أقل من خمسين سنة (آسف قد لا يكون هذا هجوماً "لبرابرة متخلفين"). بين عبور السلاجقة نهر سيحون ووصولهم إلى بغداد حوالي خمسين سنة. بين خروج الإسكندر من مقدونيا ووصوله إلى الهند وأفغانستان حوالى ثمان سنين. بين استعادة عبد العزيز آل سعود للدرعية ودخوله مكة منتصراً أقل من ثلاثين سنة.

أما هزيمة العرب للفرس والرومان فلم لا؟ لقد هزم المغول الممالك الإسلامية وهزم السلاجقة قبلهم السامانيين وبني بويه وبني كاكاويه وهزم مهدي السودان بريطانية وهزم الأفغان روسيا. ليس لأية إمبراطورية من منعة إلا سمعتها وجيشها، أما عندما تتفسخ (كحال الرومان والفرس) فإن قدرتها على جمع المال وتجييش الجيوش تصبح محدودة جداً. فمثلاً عندما فقد العباسيون مصر لابن طولون وسواد العرق للزنج لم يبق معهم من المال شروى نقير. الممالك القديمة كانت شديدة الحساسية وغير ثابتة لأن حجمها أكبر من قدرة قلبها على ضخ الدماء في أطرافها.

أما أسطورة الأمبراطورية الرومانية التي لا تقهر فهي كما هي أسطورة من صنع الأوروبين المحدثين. لقد خسروا أمام القوط الغربيين والشرقيين والفاندال واللومباردين والهون، ثم خسروا أمام الفرس معارك لا تحصى وكانت خاتمتها الحرب الرهيبة بينهما بين 604 و 628 التي حطمت كلتا الدولتين تحطيماً كاملاً.

ثم انضم كثير من حلفاء الرومان العرب إلي الغزاة الجدد نكاية بالرومان الذي اضطهدوهم دينياً وحجبوا عنهم مرتبهم السنوي. أيضاً كان اعتماد الرومان في جيوشهم كلياً على قبائل المنطقة من الإساوريين والأرمن والقوط والعرب (والعرب خاصة في سورية) ثم فقدوا هؤلاء الحلفاء فلم يبق معهم أحد وكانت تنقصهم الأعداد والأموال للرد بسبب الإجتياح الفارسي السابق ذكره. فلم لا؟ أ

ما أهل المنطقة في سوريا ومصر فكانوا يكرهون هرقل وسياسته الدينية إذ كان أغلبهم من اليعاقبة (أصحاب الطبيعة الواحدة للمسيح) أما الإمبراطور والمسيحية الرسمية فكانا خلقدونيين. ولقد كان القرن السادس سلسلة طويلة من المجابهات الفكرية والعنفية ختمها هرقل بإكراه الناس في دينهم. كثيرون من المسيحيين السريان والأقباط ساعدوا العرب ورأوا فيهم مخلصاً (لفترة قصيرة).

أما اليهود فقد عانوا الأمرّين من التنصير القهري والتنكيل ثم كالوا الصاع صاعين للمسيحيين تحت حماية الاحتلال الفارسي، لكن بعد دحر الفرس قامت المجازر ضد اليهود انتقاماً في فلسطين. وهؤلاء أيضاً ظنوا أن العرب مخلصين وساعدوهم.

هناك عامل مهم جداً لا يجب أن ننساه في حروب العصور القديمة وهي أن الجيوش المغِيرة تجمع حولها أعداداً متزايدة باطراد من الناس الراغبين بالغنيمة والأسرى المستعبدين الذين يفضلون القتال مقابل العتاق (الموالي) والمشردين الذين لا يجدون قوتاً إلا بصحبة الجيوش الغانمة. أعداد المغيرين قد تتضاعف خلال أشهر.

زد على ذلك أن عرب الشام والعراق كانوا جنوداً في صفوف الروم والفرس قبل أن يغيّروا ولاءهم وعندهم الخبرة والسلاح ومعرفة الطرف الآخر. وكذلك حال موالي الفرس والأقباط والبربر.

أما الإمبراطورية الساسانية فقد ضعضعتها الهزيمة على يد الروم وأدت إلى خلاف على الحكم وخروج الكثيرين من الأرسطوقراطية الفارسية مع جنودها عن طاعة الملك. لقد تقدّم العرب بسهولة في المناطق التي أخلاها قتال الروم الفرس من الجنود النظاميين والحصون، أما المناطق الداخلية للإمبراطوريتين كلتيهما فقط كان فتحها عسيراً على العرب لا بل مستحيلاً كما هو الحال في الأناضول حيث قواعد جيش هرقل التي كونها أثناء قتاله الفرس.

وأما مناطق فارس مما يلي جبال زاغروس فقد كان فتحها عسيراً جداً وقد خاض فيها العرب (بمساعدة آلاف من المجندين الجدد المنضمين إلى الصفوف) معارك قاسية أدت إلى تحطيم المجتمع الفارسي في مناطق كثيرة. وكذلك الحال بالنسبة لحروب شمال إفريقية مع البربر. لقد أصبحت الفتوحات أداة الخلفاء ابتداءاً من عمر لتحويل اهتمام العرب وأهل المناطق المخضَعة بعيداً عن الثورة. فتوحات إسبانية أبعدت البربر وفتوحات خراسان أبعدت العرب والفرس.

والحقيقة هي أن الثورات بدأت مع بدء اخفاق الفتوحات الجديدة وقلة الأموال المغتنمة في عصر هشام بن عبد الملك. الفتوحات في العصور القديمة آلة تغذي نفسها ولها حراكها الخاص. ففتوحات العرب ليست في الحقيقة "فتوحات العرب فقط" وإنما حركة سكانية تغذي نفسها وتخرج كثيراً عن تحكم قادتها.

أما بالنسبة لما يعرف بحروب الردة، فقد تكون مبالغة لكن معركة اليمامة ضد بني حنيفة كانت مجزرة للطرفين، ولا ننسى أن قبائل العرب تغير ولاءها بسرعة حفاظاً على المرعى والمال. وقد بدأ بنو شيبان مباشرة بمعونة خالد بن الوليد الإغارة على الفرس جنوب العراق وحققوا بعض النتائج السريعة مما أمدهم بالمال والثقة بالنفس.

أما حروب فلسطين وجنوب سورية فقد نفذها العرب بتنظيم جيد لمكانة القدس في الدين الجديد (وهذا ما يغفله كثيرون – محمد قدم الدين الجديد كما هو واضح في القرآن على أنه خليفة اليهودية والمسيحية وصاحب الميثاق الجديد مع الرب). ردّ الرومان الأولي كان متناسباً مع اعتقادهم أن غارات المسلمين ليست إلا غارات العرب الرحل المعتادة فلم يرسلوا قوات كافية في البداية.

الجسد السكاني الحامل للثقافة

نحن نعتقد أن الحضارة ماركة مسجلة فإذا انتصر العرب مثلاً فعليهم أن يأتوا بحضارتهم الخاصة ليستبدلوا حضارات أهل المناطق المفتوحة. هذا ما يحاول الأمريكان فعله في العراق وما حاوله الإنكليز والفرنسيون قبلهم. لكن فتوحات العصور القديمة مختلفة تماماً،

فكل ما تفعله الفتوحات هو أنها تجلب نخبة عسكرية جديدة توظف الحضارات المحلية وأهلها لجمع الضرائب وإنشاء الدواوين وإعمار المدن وبناء القصور والحواضر. عندما أنشأ عمر ديوان الجند هل يا ترى وضع إعلاناً في الجريدة المحلية لتوظيف عرب فقط ممن يعرفون الكتابة. بالطبع لا فأولاً كلمة ديوان فارسية وقد كان عرب الفرس معتادين على فكرة الدواوين لتنظيم الضرائب والجنود.

أما الكتبة فقد كانوا مسيحيين عرباً أو سريان أو أقباطاً أو فراساً وكلهم كتب بلغته وخطه. أما تعريب عبد الملك بن مروان للدواوين والنقود فقد كان ممكناً لأن اللغة العربية ما جاءت مع المسلمين بل كانت موجودة قبلهم بقرون وكانت لغة دين وملك ودولة وشعر.

إن الاعتقاد أن العرب الفاتحين كانوا بدواً رحلاً لا يفقهون من الحضارة شيئاً هو تبسيط للأمور. لقد كان كثير من العرب مواطنين في الدولة الرومانية منذ القرن الرابع الميلادي (أي يسكنون الحواضر ويدفعون الضرائب ويتسلمون المناصب).

العديد من قادة الكنيسة في سوريا والعراق كانوا عرباً واشتركوا في مؤتمرات الكنيسة وتكلموا الإغريقية إلى جانب العربية (أنظر سلسلة عرفان شهيد عن العرب في الدولة الرومانية). سوريا القديمة في توزيعها السكاني كانت تشبه سوريا الحديثة: عرب في القرى والمدن المجاورة للصحراء، آراميون في وديان الأنهار والجبال، وخليط متوسطي على السواحل. العرب لم يكونوا طارئين على المنطقة. وماذا عن حضارة الأنباط والتدمريين والحضريين وحمص وحوران ودومة الجندل وتيماء ونجران والفاو وغيرها؟ كلها عربية ووعت نفسها كمدن وحضارات عربية تتكلم العربية وتنظر إلى الصحراء كامتداد لها.

إن فكرة البرابرة الغزاة هي فكرة أوروبية طبقوها أولاً على الممالك الجرمانية التي ظهرت في أوروبا من القرن السادس الميلادي. لكن حتى هذه الفكرة أثبتت بساطتها وحتى خطأها فالقوط كانوا دائماً جنوداً عند الرومان وكذلك الألمان والفرنجة وغيرهم.

وهؤلاء حالهم كحال العرب لقد سكنوا أوروبا منذ القدم لكن الأرسطوقراطية الرومانية نظرت إليهم نظرة فوقية واستخدمتهم أجراء وجنوداً. وعندما استولوا على مقاليد الأمور اعتبروهم غزاة وبرابرة دمروا الإمبراطورية الرومانية العظيمة. في الحقيقة كثير من هؤلاء "الغزاة" تحالفوا مع أحد المتخاصمين على السلطة في الدولة ضد آخرين ثم ظهروا على كل الفرقاء.

السرعة في اعتماد التقويم الهجري

جدتي قالت لي أنها ولدت يوم الثلجة الكبيرة، أي عام 1911. كان لكل من المناطق الرومانية تقويمها الخاص الذي يبدأ بتولي أحد الأباطرة أو الحكام للسلطة أو دخول المنطقة في الإمبراطورية، وهذا العدّ يبدأ حال تولي صاحب التقويم للسلطة. الفراعنة كتبوا "حصل كذا وكذا عام اثنين من حكم الفرعون كذا". نقش حران العربي (اللجاة، سوريا) يقول: "أنا شراحيل بن طلمو بنيت ذا المرطول سنة 463، بعد مفسد خيبر." لقد أعطى الكاتب تاريخين للنقش تاريخ حسب تقويم بصرى (محلي لكن روماني ويبدأ من تحويل دولة الأنباط إلى كورة رومانية عام 105م) وتاريخ حسب حدث محلي جداً وغامض.

كان بإمكان الكاتب أن يعطي التاريخ على التقويم الملكي أو تقويم أنطاكية أو تقويم روما أو تقويم الإغريق. وكان للمناذرة تقويمهم وللغساسنة تقويمهم. فلماذا لا يكون لجماعة محمد تقويمها. المسألة ليست بيروقراطية وتعميمات على الوزارات والمدارس، التقويم كان خياراً شخصياً أو جمعياً له علاقة بالهوية أكثر من الرغبة في إنشاء دولة أو وجود هكذا دولة.

سكوت المصادر المعاصرة عن محمد وحركته

مصادر القرن السابع لم تسكت عن محمد وجماعته فحسب بل سكتت عن كل شيء بسبب الحرب الطاحنة والفتوح العربية التي جاءت في عقبها. هذه الفترة مشهورة بقلة ما كُتب فيها عن كل نواحي الحياة. وحتى لو كتبوا (أي الروم) فلن يكتبوا عن ما اعتقدوا أنه تحرشات بدوية كالمعتاد.

الإمبراطورية البيزنطية لم تكن خارقة للعادة (لا توجد أصلاً إمبراطورية خارقة للعادة اللهم إلا روما القديمة وهذا في أذهان الأوروبيين فقط) فمؤرخوها كغيرهم يكتبون من المركز أي القسطنطنية ولا يكتبون إلا ما يخص الصراع على السلطة في المركز أما ما عدا ذلك من "التواريخ" فهي قصص حياة قديسين مملة ومليئة بالخرافات ويشبه بعضها بعضاً (وقد كان لهذا النمط من الكتابة تأثير واضح في سيرة ابن اسحق).

التاريخ لم يكن في يوم من الأيام مهنة، كل المؤرخين القدماء كانوا هواة كتبوا في وقت الفراغ أو بعد التقاعد ولغاية في نفس يعقوب كما يقولون. والمؤرخون المسلمون لم يحيدوا عن تراث المنطقة قيد أنملة، كتبوا بطلب من السلطة أو للدعاية لآراء جماعاتهم ولم يكن أحدهم ممتهناً للتأريخ لعدم وجود هكذا مهنة.

وختاماً فإن تشدق الأوروبيين حول موضوعية المؤرخين الإغريق (مثل هيرودوتس و ثوكيديديس) والرومان (مثل ليفي وتيتوس وبلوتارك) وقعود الكتابة التاريخية الإغريقية والرومانية على أسس علمية ما هو إلا ترهات وتعظيم للذات.

وإن مقابلة المؤرخين المسلمين بهم كأنهم متعاكسون أضاد، والادعاء أن الحس التاريخي والموضوعية ينقصان الآخِرين هو تجني وعدم فهم لطبيعة العمل التاريخي في العصور القديمة (وحتى الحديثة). ليس التراث الإسلامي وخاصة روايات البدايات بأقل "موضوعية" أو اكثر "تحزباً" ونزوعاً إلى "الإفراط" من أي تاريخ قديم آخر، كلهم سواء فما كتابات ليفي وتيتوس عن نشوء روما إلا قصص مسلية كتبت بعد عدة قرون من وقوع الأحداث التي تحدثت عنها.

ومآخذ المشككين على التراث التاريخي الإسلامي تنطبق تماماً على كل التواريخ التي كتبت بعد أحداث هامة غيرت التاريخ. بالله عليكم، هذه حوادث أيلول مضى عليها ثماني سنين فقط ولا أحد يعرف بالضبط ما حدث ولماذا وكيف. هذا هو التاريخ يا أصدقائي ملاعب رحبة للأيديولوجية والتكهنات والقصاصين، ومن يبحث فيه عن أية حقيقة مطلقة فهو موهوم، وإن وجدها فقد وجد أيديولوجية جديدة ليبشر بها "أولي الألباب."

Post: #365
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-11-2018, 00:35 AM
Parent: #364


نقش زهير



نقش على صخرة بجانب سد معاوية بوادي الخنق

سيتحدث المقال التالي المعنون ب "سعياً وراء محمد" عن هذين النقشين .
ـ----------------------------------------------
سعياً وراء محمد

بقلم أحمد نظير الاتاسي

عندما يقرر أحدنا أن يدرس التاريخ الإسلامي فإنه(ها) أمام خيارين،

فإما أن يختار دراسة القرنين الأولين (باستخدام التقويم الهجري)،

وإما أن يدرس ما بعدهما.

وليس هناك خيار ثالث. الخيار الأول يقود إلى عالم من الشك وتلمّس الطريق في بحر من الظلمات، والخيار الثاني يبدأ بقراءة الجاحظ وابن المقفع ولا ينتهي بأقل منهما، فيا لها من بداية، أين الثرى من الثريا؟

أين الظلمات من النور؟ ولأني بدأت قراءاتي بألغاز المغامرين الخمسة والشياطين الثلاثة عشر فقد لحقت المغامرة واخترت الخيار الأول. لكنني وبعد لأي وضنى كتبت أطروحتي عن بدايات العصر الثاني وكيف تصوّر أهله القرنين الأولين. لكني لم أفقد الأمل وتابعت قراءاتي على أمل أن أعود إلى "الحب الأول."

على عكس ما قاله الفيلسوف والمستشرق الفرنسي رينان لم أجد أن "محمد بدأ دعوته تحت ضوء التاريخ الباهر." (على فكرة أنا لست من محبي رينان ولا من محبي خصمه جمال الدين الأفغاني)

ما تركه لنا التراث الإسلامي عن الفترة الأولى من حيث الحجم هو أضعاف التوراة والعهد القديم وأضعاف ما يحتويانه من التناقض والقصص الخيالي. لكن مدوني أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث (كما وجدت خلال بحثي لكتابة الأطروحة) جمعوا الغث والثمين، تارة بتصرف وتارة دون تصرف. لكن الصفة الأهم لما جمعوه هي أنه مادة خام، وأما العهد القديم فقد عركته الأقلام والعقول لقرون عديدة.

أنا لا أقول أن هذه المادة الخام تعكس صورة تاريخية حقيقية بل أقول أن الفاصل الزمني بين التدوين العشوائي (عن الرواية الشفوية) والتوليف الواعي لا يزيد عن مائة سنة. أما ارتكاز الرواية الشفوية على حقيقة تاريخية فهذا أمر آخر.

ما اكتشفته هو أن التدوين العشوائي قد بدأ حوالي بدايات القرن الثاني الهجري وهذا مايقول به حتى الذين يشكون في صحة مانقله التراث الإسلامي عن البدايات. إذن أمكنني أن أحصر عصر الظلمات بمائة وعشرين سنة وهذا إنجاز. لكنه لا يعني بحال من الأحوال الإقتراب من الحقيقة وإنما تقصيراً لفترة الشك من مائتي سنة إلى مائة وعشرين.

الآن علينا أن نشمر عن الساعد ونغطس في لجة البحر، وهنا لا سراج أفضل من كلمة "لماذا". لماذا بدأالتقويم الإسلامي برحلة ولم يبدأ بموت أو بميلاد أحد كالعادة؟ لماذا كان محمد رسولاً ونبياً في آن واحد؟ لماذا تشكل أية سورة في القرآن نصاً مترابطاً يأخذ القرئ من نقطة ألف إلى نقطة باء (عدا سورة يوسف)؟

لماذا نسمي الفصل في القرآن سورة؟
لماذا نسمي موقف الإمام في المسجد المحراب؟
لماذا نسمي القرآن المكتوب مصحفاً وهي كلمة أثيوبية؟

لماذا لا يعطينا لسان العرب على طوله معنى "يفش الخلق" لكلمة قرآن بينما نجدها في القاموس السرياني؟ لماذا وصل الخط اليمني ومتغيراته إلى حوران (الخط الصفوي) ثم ذهب الخط النبطي إلى المدينة؟

لماذا اسم نبي الإسلام "محمد" يعكس مركزه السامي في دينه الذي أسسه، لماذا لم يكن اسمه حمد أو حميدان أو سعد أو أحيحة أو امرئ القيس أو الحارثة كما كان شائعاً في ذلك الزمان؟

في هذا البحر يجب أن يغطس الإنسان "علي وعلى أعدائي" دون فرضيات مسبقة، فالفرضيات قارب خفي يأخذنا إلى حيث يريد عقلنا الباطن. هذه حرب عوان لا يبقى فيها مبتدأ مع خبر ولا يتعلق جار بمجرور ولاينعطف نعت على منعوت ولا يفعل فاعل فعله في أي مفعول به أو مفعول فيه.

تتكسر اللغة القديمة وتتحطم كل الآلهة وتنعدم قوة الجاذبية نحو أي كتلة صلبة في محاولة أخيرة لولادة جديدة من عري أولي في غمر أولي لا ترفّ عليه أية روح.
محمد يتحول إلى إسم رمزي لشخص قد يكون وهمياً أو حقيقياً، والقرأن يفقد قداسته وتسقط عنه شروحات القرطبي والطبري ومقاتل وابن عباس، وأسباب النزول تصبح قصصاً وحكايات مسلية،
والأحاديث تبدو كلمات نطق بها قصاصون متجولون، وابن عباس يتحول إلى إنسان نسيه التاريخ ومولاه عكرمة الذي روى عنه كله ما وصلنا منه يصبح ضرباً من ضروب الخيال لإنسان بقي طويلاً تحت الشمس أو شرب كثيراً من نبيذ التمر (وليس الخمر) "الذي لا يسكر."

في الحقيقة، هذا التمرين علمي وروحاني مفيد جداً بل أساسي، لكنه لا يقود لا إلى العرفان ولا إلى الفناء ومن ثم البقاء في الحقيقة الأزلية.

هذا حلم إبليس بالجنة، فالتاريخ لا يقدم ثوابت وحقائق لا تتزعزع وإنما بعضاً من أشباه الحقائق وكثيراً من التأويلات. كما أقول في أعلى المدونة: التاريخ لا يوجد إلا في الذاكرة أما الزمن الماضي فقد مضى إلى لا رجعة. حتى أعمدة المدن القديمة لا تحمل أي معنى ثابت بل هي كؤوس نملؤها بالتفاسير والتأويلات. ما العمل إذن؟ فقد وضعنا "الحيلة والفتيلة" في "العري الأولي" و"مخاض الولادة الجديدة."

هنا أقول باختصار: المؤرخ ينجح حين يجد العمود. بعد ذلك فإنه يتسقّط عيشه من التأويلات التي تحاول بناء ما كان أو ما كان يمكن أن يكون. لكن العمود ككتلة صلبة يعطينا بعض المعرفة الإيجابية وكثيراً من المعرفة السلبية. فمثلاً لا يمكن لعمود في طريق تدمر المستقيم إلا أن يكون من العهد الروماني (معرفة إيجابية) ولا يمكن أن نشرح سقوطه بصاعقة من السماء (معرفة سلبية) ولكن بحرب أو بزلزال (معرفة إيجابية). إما ما إذا كانت زنوبيا عربية ثارت على "المحتل الروماني الغاصب" انتصاراً "للروح العربية الحرة" فهذا من ترهات الأيديولوجيا القومية ومن يتعيّشون من تأليفها ونشرها.

لنعد الآن إلى السعي وراء محمد. عندما نجد (بالقرب من مدائن صالح، الحجاز) نصاً منقوشاً على حجر يقول "بسم الله أنا زهير وكتبت زمن توفي عمر في سنة أربع وعشرين." وتحته "أنا زهير مولى ابنت شيبة" فهذا عمود صلب وحقيقي وذو كتلة.
Ali ibn Ibrahim Ghabban, translation and final remaks by Robert Hoyland. "The Inscription of Zuhayr, the Oldest Islamic Inscription." The Journal of Arabian Archaeology and Epigraphy, 19: 210-237, 2008

علينا أولاً أن نستخلص المعارف الإيجابية والسلبية التي يقدمها إلينا هذا النقش ثم نذهب بعدها في رحلة التأويلات.

اللغة عربية (دون تحديد للهجة)، الخط قديم ويُعرف بالحجازي ويمكن مقارنته بسلسلة من النقوش الحجازية وغيرها (على صفحة Islamic Awareness التي تحتوي على عدة نصوص موثوقة، وثلاثة منها لم أرها من قبل وتبدو لي مثل رسائل محمد إلى هرقل والمقوقس.

أما الموقع بشكل عام فيتحرى الدقة وإن كان موقعاً دفاعياً يتحاور مع معتوهين من المبشرين الأمريكان. هذا هو الموقع الأكثر ثقة الذي وجدت فيه النصوص التي أريد الكلام عنها) للتأكد من أن تاريخه قريب من التاريخ المزعوم في النقش.

أولاً يجب الشك في صحة النص وتأريخه فالسعودية لا تسمح لأحد بالتنقيب والبحث الأثري في ربوعها وخاصة الحجاز، وإن كان هذا الحظر قد فتر قليلاً فهناك بعثة بريطانية تعمل في تيماء (نشرت مقالة في المجلة المذكورة أعلاه عن نص نبطي جميل جداً يعود إلى عام 203 م يظهر بوضوح الأصول النبطية للخط العربي الحجازي) وسمعت عن بعثتين ألمانية وإيطالية في شمال الحجاز أيضاً.

هناك بعض الضجة الإعلامية حول الإكتشاف وقد كتبت عنه Discovery Channel ووضعته اليونسكو على لائحة ذاكرة العالم. هذا يقلقني لأن الديسكفري تشانل تسعى وراء القصة المشوقة أكثر من سعيها وراء العمل الأكاديمي المتحري، وأما اليونسكو "فليش مستعجلة، خلي الشغلة تتخمر." لكن من معرفتي المحدودة بالخطوط، النقش يبدو قديماً وروبرت هويلند (المترجم) أستاذ وباحث معروف. المهم الزمن سيحسم قضية حقيقة النقش، لكني لا أشك في أن الحجاز تطفو على بحر من الآثار والنقوش التي تنتظر الإكتشاف وإن كان انتظارها سيطول "حبتين."

من هو زهير؟ غير معروف. من هي ابنة شيبة؟ غير معروفة؟ من هو عمر؟ قيد البحث. الملاحظة الأولى هي أن الناقش أرخ بوفاة شخص يسمى عمر. ومن عادة المرتحلين على طرق القوافل أن يؤرخوا بأحداث هامة أو بتواريخ معروفة. في هذه الحالة يعود المؤرخون إلى النصوص المكتوبة ليبحثوا عن "مشتبه بهم" للمطابقة مع الأسماء والتواريخ المذكورة في النقوش. وهنا لا يجدون إلا شخص واحد اسمه عمر طعن في الأيام الأخيرة من سنة 23 وتوفي في الأيام الأولى من سنة 24.

في لجة بحر الظلمات يمسك الإنسان بقشة وهنا عادة يطابق المؤرخون بين عمر الخليفة المطعون وبين عمر المذكور في النص. وكعادة المؤرخين يبدأ الكلام في المقالة بـ"يمكن" و"من المحتمل" ليتحول في آخر المقالة إلى "بالتأكيد" و"دون أدنى شك." طبعاً القارئ الأول للمقالة سيأخذ بالمقولة الأخيرة، وأما القارئ العاشر فسيكفّرك إذا شككت بصحة المطابقة.

فيصل: والآن ماذا تقول يا أستاذ نظير
نظير: يعني ...
القرضاوي: هيه حقيقة واضحة بتقلع العين مفيهاش رأي وكلام من ده
نظير: لكن أستاذ فيصل ... لو سمحت ...
القرضاوي: أنتم تريدون القضاء على هذا الدين الحنيف الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من ورائه.
فيصل: أعزائي المستمعين، شكراً لكم على متابعتكم وإلى اللقاء في حلقة أخرى من "الرأي والرأي الآخر"
أو "الإتجاه المعاكس" أو أي من هذه المسميات التي أفرغتها الجزيرة من محتواها كما هي كلمة الديمقراطية على لسان أي سياسي أمريكي في زيارته لإسرائيل لدعم المستوطنات.

المختصر المفيد: النص المنقوش أحسن بقليل من النص المكتوب في قرطاس. والمطابقة بين العمرين، عمر النقش وعمر النص، محتملة ونحن نتأمل السماع عن اكتشافات أخرى مماثلة.

أما استخدام النقش للتأكيد على صحة التراث الإسلامي القديم كله فهذا حري بالأركيولوجيا التوراتية من مدرسة أولبرايت ومن لف لفه. وبالمقابل فإن النص يمنعنا من نبذ التراث كله كما تفعل باتريشا كرون ولولينغ ووانسبرو وشلتهم.

لا أعرف لماذا يكون الرهان دائماً على البنك كله. التراث الإسلامي مكون من آلاف الأخبار القصيرة، ولا يمكن أن نرميها كلها لأن ثمانين بالمائة منها خاطئ فالعشر الباقي يمكن أن يكون صحيحاً إلى حد ما. القضية هي أن التاريخ ليس له قانون كالطبيعة فأنا عندما أقيس كميتين مرات عديدة ولا أجد رابطاً بينهما فإن احتمال وجود هذه الرابطة يتناقص مع كل قياس جديد يخلو منها، أما المعطيات التاريخية (إن صح قياسها وتحققنا أنها عمود صلب ذو كتلة) فإن غياب العلاقة بين بعضها البعض في لقى واكتشافات كثيرة لا يعني عدم وجود هذه العلاقة.

إن غياب الدلائل التاريخيةا لا يعني عدم وجودها، ووجودها في عدة أزمنة وأمكنة لا يعني وجودها الدائم أو المستمر.

وأنا أرى أن نستمر الدراسة على المحاور كلها. فلنتصور عالماً فيه الإسلام وليس فيه سيرة ابن اسحاق. يا لطيف! فمن أين نأتي بالنظريات التي تشرح ظهور الإسلام وما نحن فيه الآن.

لا يعني هذا أن نقبل سيرة ابن اسحاق كما هي على علاتها، لكن نستطيع أن نكوّن صورة ما عن ظهور الإسلام من خلال سيرة ابن اسحاق ثم نعدل أجزاء منها مع اكتشاف نصوص وآثار جديدة أو حتى نرمي بأغلبها ونأتي بأحسن منها، لكن لا يمكننا في زمننا هذا أن نرمي بها كلها إلى المزبلة. حتى الذين يريدون رميها كلية لا يجدون سواها ليكتبوا عنه فمن يكتب عن محمد إما ينقض مقولة السيرة كلها أو بعضها أو يقبل بها كلها أو بعضها.

فماذا نقبل إذاً من التراث الإسلامي المختص بالبدايات.

يمكن أن نقبل كثيراً من الأسماء مثل معاوية أمير المؤمنين (نقش حمام معاوية 46، نقش سد المدينة 58) وعبد الملك والوليد وغيرهم. ويمكن أن نقبل أن هناك جماعة من الناس كانت تسمى المؤمنين وأن معاوية كان أميرهم (لماذا المؤمنين؟).

ويمكن أن نقبل نص مصحف صنعاء (القرن الأول الهجري) وأن نقبل أن كتاباً مطابقاً في رسمه للقرآن الذي بين أيدينا كان متداولاً في القرن الأول من التأريخ الذي تستعمله عدة نقوش (الموقع السابق). وهذا سيأخذنا من أوائل القرن التاسع الميلادي على زعم المشككين والقائلين بالقرآن الشامي إلى أوائل الثامن وحتى أواخر السابع.

وهذا تقدم جيد، فهل نرمي بنظرية المشككين كاملة؟ لا، فزعمهم أن القرآن مترجم عن السريانية غير صحيح في رأيي، لكن كثيراً من المفردات الدينية في القرآن آرامية (وهنا يجب الإنتباه إلى أن السريانية لغة كنيسة وأدب تقابلها وتختلف عنها مئات من اللهجات الآرامية المحكية التي قد تقترب كثيراً من العربية كآرامية معلولا وآرامية فلسطين وآرامية النقوش النبطية في الحجاز).

وزعمهم أن نقوش صحراء النقب لا تحوي ذكراً لمحمد حتى أواخر القرن الأول (جماعة Nevo) دليل على عدم وجود محمد ليس قطعياً، فنقوش النقب عربية محلية (والعرب سكنوا الحواضر في كل بلاد الشام والعراق ومصر) تدل على ديانة كاتبيها المحلية القريبة جداً من الإسلام وإن لم تكن الإسلام الرسمي المعروف من القرن الثاني الهجري. وليس من الضروي أن يكون أهل فلسطين قد آمنوا بدعوة القادمين من الجنوب فور قدومهم. ولا تثيت هذه النقوش قدومهم أو عدمه.

عندما اشتركت في تنقيب جرش العام المنصرم ألقيت نظرة على النص الذي وجدوه قرب مسجد جرش الذي يعود إلى عصر هشام بن عبد الملك حسب التقديرات الأولية. النص جزء من حسابات دكان، اللغة عربية بسيطة لكنها عربية، الأسماء عربية لكن أقرب إلى أسماء عرب الشام منها إلى أسماء عرب الحجاز وجنوب الجزيرة، الخط عربي سلس يشبه النسخي. الظنون الأولية هي أن كاتب السطور عربي حضري من جرش وليس قادماً جديداً وزبائنه عرب عاديون. حتى المسجد فإن له ثلاثة محاريب تدل على توسيعين للمسجد أي على زيادة عدد السكان المسلمين وليس على الظهور المفاجئ للإسلام في المنطقة.

حتى بناء المسجد يخضع لنظام المدينة الروماني القديم ولا يتسلط عليها. هل هذا دليل على أي من النظريتين، نظرية المشككين أو نظرية المصدقين، ليس تماماً فالمسجد عمود (في الحقيقة فيه عدة عواميد على الطراز الروماني) والعمود كأس يملؤها المفسرون والمؤولون. لكن الإنطباع الذي تركه المسجد في ذهني هو إسلام تدريجي يرتبط بأفكار وعادات المنطقة التي قد تكون امتداداً لأفكار وعادات الحجاز كما قد تكون عادات محلية ذهبت جنوباً إلى الحجاز لكن هذه الأفكار والعادات تبدو غير طارئة لكنها لا تختلف عن الإسلام الذي نعرفه من العصور العباسية المتأخرة.

Post: #366
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-12-2018, 10:43 PM
Parent: #365

هل هنالك حاجة إلى "إعادة كتابة السيرة المحمدية" حتى تلائم عصر الاستنارة؟؟

هل يجب التضحية ب"ابن اسحق" و"الطبري" لأسطرة السيرة المحمدية؟؟

الترويج لكتابة السيرة المحمدية بطريقة تماشي المفاهيم الغربية ،

وتلغي عمليآ سير ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد والطبري

-----------------------------------------------------------------------
نادر قريط وغسيل السيرة المحمدية

احمد القاضي
2011 / 1 / 10 

على طريقة ما يعرف بــــ ( غسيل الأموال ) تجري منذ زمن طويل محاولات ( غسيل السيرة المحمدية )... يقوم بها كتّاب مسلمون يخجلون من هذه السيرة ومن صورة نبيهم في ثنايا صفحاتها..ويدخل ضمن هذه المحاولات مقال ( بدايات الإسلام –الطبري ) لنادر قريط المنشور بموقع " الحوار المتمدن "...

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=237218

فبعد قوله الخاطئ والمجافي لواقع الحال بـــ ( أن الطبري اشهر طباخ لوليمة التاريخ ) وإيراده لقصة حروب أحد تبابعة اليمن ضد الفرس والروم والاتراك والصين كنموذج لـما اسماه ( كوكتيل اللامعقول ) الذي يشكل مروياته التاريخية ينتهي قريط الى القول بأن هذا المخيال الذي سطر كل هذه الفنتازيا هو (( نفس المخيال الذي سطّر لنا سيرة محمد، إنها صورة تحاكي مبتدأ الإسلام وخبر فتوحاته.

وربما يكمن الفرق في أن قصة مكّة والهجرة ويثرب والفتوحات، يُصدّقها الجميع، عقلاء كانوا أو مجانين، أما قصة تُبّع الحميري وفتوحاته فيصدقها المجانين فقط. مع أن الفرق بينهما "شعرة"؟! فحافظوا على شعرة معاوية أعزّكمُ الله )) انتهى...وهذا هو بيت القصيد..والمفتاح الذي يفتح لنا الطريق لفهم ما وراء اكمة هذا المقال البعيد عن الموضوعية والعلمية والمشوه بفظاظة لمنهج عمدة الاخباريين الاسلاميين...

فمادام الطبري بائع فنتازيا يتبع ذلك بالضرورة ان ما كتبه عن السيرة المحمدية شبيه بما كتبه عن فتوحات تبع الحميري كما يريد أن يوحي بذلك بإشارة لا لبس فيها...ولاحظوا ما يقوله بان الفرق بين قصة تبع وقباذ والسيرة المحمدية " شعرة "....والكاتب اصلآ، حسب مقال سابق له، من المدرسة التي تقول بضرورة إحترام الرموز العربية الاسلامية!! بالاضافة الى حساسيته الشديدة تجاه كل نقد للاسلام ونبيه.

ليس جديدآ

وفي واقع الامر، إن محاولات ( غسيل السيرة المحمدية ) على انقاض مؤلفات الاخباريين الاسلاميين الأول ليست بالأمر الجديد...فهي تعود الى اوآخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين في مسعى لأنسنة السيرة المحمدية لتتواءم مع مفاهيم المدنية الحديثة،

ومن جانب آخر لاقناع الإنسان الاوربي بأن محمدآ نبي ذو خلق رفيعة وليس بقاطع طريق وشهواني كما جاء ذكره في دراسات الاورينتاليست (المستشرقين ).......

في دراسته ( البحث عن محمد التاريخي )، التي نشرت في مجلة The Muslim World في يناير 1926 أي قبل ثمانين سنة ونيف، يشير المستشرق الاسترالي آرثر جيفري الى الكيفية التي احتفت بها المدارس الاسلامية الحديثة في الهند بما كتبه الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل في كتابه ( الابطال وعبادة الأبطال ) عن محمد في فصل بعنوان ( البطل كنبي ) ويقول انها نشرته على اوسع نطاق معتبرة اياه بمثابة افضل ما كتب عن محمد في انجلترا ولكنها غضت الطرف عن ما كتبه كارليل نفسه عن محمد في مقاله ( البطل كشاعر ) حيث اخذ باليسار ما اعطاه لمحمد باليمين من عبارات جميلة....

يومئ جيفري آرثر هنا الى إعجاب كارليل بمحمد ذلك البدوي الفقير الامي الذي استطاع أن يوحد القبائل العربية ويؤسس دولة مترامية الاطراف بينما ينظر اليه نظرة سلبية في الفصل الثالث من نفس الكتاب، حيث يجري مقارنة تحليلية بينه وبين دانتي وشكسبير ويصف فيه السرد القرآني بالمضجر إذ يقول بالحرف الواحد :( His Koran has become a stupid piece of prolix absurdity; we do not believe, like him, that god wrote that! )...وترجمته (( إن قرآنه قطعة غبية من الإسهاب السخيف. ونحن لا نصدق مثله ان الله قد كتبه )) انتهى..

.و ما فعلته المدارس الاسلامية الحديثة في الهند قبل قرن من الزمان يفعله القائمون على المواقع الاسلامية الالكترونية اليوم إذ يأتون بالنصوص التي اشاد فيها كارليل بمحمد السياسي ويخفون النصوص التي تتضمن قدحآ في محمد الشاعر النبي مؤلف القرآن....

ويمضي جيفري آرثر قائلآ انه كان متوقعآ أن يقوم قادة تلك المدارس الإسلامية الحديثة الذين تلقوا تعليمآ انجليزيآ عصريآ بكتابة سيرة دفاعية تبريرية لمحمد ...و

حدث بالفعل ما كان متوقعآ، كما يقول، إذ إنبرى لذلك اثنان من قادة المدرسة الاليجارية ( اليجار مدينة في شمال الهند تقع جنوب العاصمة دلهي، بها اكبر جامعة اسلامية ) هما سيد أحمد خان الذي اصدر في العام 1870 كتابآ بعنوان ( مقالات عن حياة محمد وموضوعات اخرى متعلقة به ) وسيد امير علي الذي ألف بدوره كتابآ في العام 1873 بعنوان ( حياة محمد وتعاليمه ) ثم اصدر فيما بعد الجزء الاول من مؤلفه ( روح الإسلام ) " الطبعة الأخيرة في العام 1923 "..

وهنا يورد جيفري آرثر تعليق المستشرق البريطاني الكبير مارجليوث على هذه المدرسة والذي ينطبق بصورة خاصة على اعمال سيد امير علي حيث يقول: ( إن هدف هؤلاء المدافعين هو تكذيب سيرة ابن اسحق التي تصدم القارئ الاوربي، وحين يجدون صعوبة في ذلك يلجأون الى الايحاء بان محمدآ فعل ما فعل من اجل دوافع نبيلة او يفترضون انه كان يرمي الى احتواء أية معارضة قد تقابله من الذين التفوا حوله في ذلك الزمان، ولذا يعللون السماح بتعدد الزوجات بسعيه الى الحد من حالة الكبت القصوى، وعلى هذا النحو أيضآ يبررون موقفه من الرق بالقول انه كان يريد ان يؤدي اسلوبه الى الغائه في نهاية المطاف،.

ويضيفون انه عمل من اجل ارساء نظام الزواج الاحادي ولكن النتيجة لم تكن مرضية فنجاح ذلك يتطلب ابداعآ فائقآ ) انتهى.....

ولا نذهب بعيدآ إذا قلنا أن هذه المدرسة الدفاعية التبريرية للسيرة المحمدية التي نشأت في الهند على يد ثلة من الكتّاب المسلمين الذين تلقوا تعليمآ اوربيآ عصريآ وكتبوا بلغة انجليزية رصينة أخذت تحدث تأثيرها منذ ذلك الحين وما انفكت تحدثه في العالم الاسلامي وخاصة في البلدان الناطقة بالعربية ووجدت صداها في الكثير من الكتابات ذات التوجه الديني التي جاءت لاحقآ في النصف الاول من القرن العشرين،

وعلى سبيل المثال وليس الحصر، كتاب الدكتور المصري محمد حسين هيكل ( حياة محمد ) والدكتور العرآقي جواد علي ) تاريخ العرب في الإسلام ) والكاتب المصري الاسلامي محمد فريد وجدي ( "السيرة المحمدية تحت ضوء العلم والفلسفة" مقالات نشرها في حلقات في مجلة الآزهر ابتداء من 20 فبراير1939 وجمعها وراجعها واصدرها في كتاب د.محمد رجب بيومي في العام 1993 الدار المصرية اللبنانية للنشر- مطبعة الخانجي القاهرة )،

والكاتب المصري عباس محمود العقاد ( حقائق الاسلام واباطيل خصومه ) والكاتب المصري محمد قطب ( شبهات حول الاسلام ) ...ومن الكتابات التي صدرت في السنوات القليلة الماضية كتاب الباحث العرآقي محمد بن طاهر البرزنجي ( صحيح الطبري وضعيفه ) في اربعة عشر مجلدآ وفيه يدعو صراحة الى تنقية السيرة المحمدية والتاريخ الاسلامي عمومآ من كل ما يسئ للنبي والصحابة...وهناك كتاب استاذة اللغات الشرقية في جامعة الاسكندرية د. سميرة عبد السلام عاشور ( تاريخ الفرس الأسطوري عند الطبري والفردوسي ) الذي استند اليه قريط في مقاله ..وهو كتاب يرمي الى نسف مصداقية الطبري.

نريدها على الطريقة الغربية!

نتوقف اولآ عند الثلاثي محمد حسين هيكل وجواد علي ومحمد فريد وجدي لنأتي لاحقآ لسميرة عاشور التي اعتمد عليها نادر قريط في مقاله موضوع نقدنا ...

فثلاثتهم نهلوا من الثقافة الاوربية الحديثة، بل أن هيكل عاش شطرآ من حياته في باريس وجواد علي في هامبورغ بالمانيا..وثلاثتهم ينتمون الى الجيل الذي بدأ انتاجه الفكري في النصف الاول من القرن العشرين...

وثلاثتهم أرادوا كتابة السيرة المحمدية بصورة جديدة تخاطب العقول بعيدآ عن الخرافات والاساطير التي ملأت كتب السيرة التقليدية حسب زعمهم...وثلاثتهم لا يروا أّيّة فضيلة للمستشرقين ودراساتهم النيرة...يتهمونهم بتشويه السيرة النبوية بالتركيز على المثالب..فلا غرو اذا وجدنا أن مضمون المقدمات التي كتبوها لكتبهم متشابهة تمامآ ...يزعم محمد فريد وجدي في مقدمة مقالاته ان الذين انبروا للكتابة عن السيرة المحمدية اعتمدوا على الاساليب الخطابية دون ( اقل عناية بحاجة العقول القوية المجبولة على التشكك والتثبت ) الى الناحية الإقناعية وانجروا بذلك، على حد قوله، الى ما وضعه الخراصون من المبالغات في السيرة المحمدية الزاخرة ( بالاقاصيص الخرافية والروايات الموضوعة والاشعار المصنوعة )

ويقول في نفس المقدمة أن القول الفصل اصبح للعلم وكل قول لا ( يحصل على تأييد هذا العلم او على القليل لا يماشي اسلوبه ويترسم حدوده، لا ينال من العقلية العصرية المكانة التي يراد ان يكون له ) ويدعو الى حماية العقيدة من خطر العلم بالأخذ بنفس الاساليب العلمية ويخلص الى ضرورة ما اسماه بكتابة السيرة المحمدية بطريقة علمية.....

ويقول د. جواد علي في مقدمة كتابه " تاريخ العرب في الاسلام " ( ...فالاديان كلها من منبع واحد "..." والاسلام لا يضيره ولا يثيره قول من يقول انه مأخوذ عن يهودية او عن نصرانية او عن أي ديانة اخرى )..ويقول في الفصل الاول ( ودراسة تأريخ الاسلام دراسة تحليلية تستند على النقد والتبصر وعمل الفكر والروية توصلنا ولا جرم الى نتائج قيمة مثمرة ).ويحمل بعد ذلك على المستشرقين الذين حسب زعمه تسرّعوا في ( اصدار الاحكام في تأريخ الاسلام وتأثرهم بعواطفهم لأخذهم بالخبر الضعيف )

ويقول د. محمد حسين هيكل في مقدمة كتابه ( حياة محمد ) " الطبعة الرابعة عشرة دار المعارف القاهرة " ( فقد اضافت اكثر كتب السيرة الى حياة محمد ما لا يصدقه العقل ولا حاجة اليه في ثبوت الرسالة، وما أضيف من ذلك قد اعتمد عليه المستشرقون واعتمد عليه الطاعنون على الاسلام ونبيه ) ثم يقر صراحة بحاجة الشرق اشد ما تكون الحاجة الى ( النهل من ورد الغرب في التفكير والادب والفن ) ويدعو الى الأخذ ( بأحدث صور التفكير في العالم ) من اجل معالجة قضايا التراث الاسلامي وكتابة السيرة المحمدية بالطريقة الغربية....

وهكذا نجد أن هذا الثلاثي قد تأثروا بوضوح بسيد امير علي وسيد احمد خان قادة المدرسة الاليجارية الهندية الاسلامية الحديثة التي اشار اليها المستشرق آرثر جيفري، فشرعوا في الترويج لكتابة السيرة المحمدية بطريقة تماشي المفاهيم الغربية وتلغي عمليآ سير ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد والطبري وغيرها...و

سنجد هذا التأثر جلي بلا التباس في كتاب د. محمد حسين هيكل ( حياة محمد )....فاذا ذهبنا الى ثبت المراجع الاجنبية في كتابه سنلاحظ ان اول كتاب فيه هو كتاب سيد امير علي ( روح الاسلام ) The Spirit of Islam by Sayed Ameer Aly وأكثر من هذا، فإن عنوان كتابه ( حياة محمد ) هو نفس عنوان الكتاب الاول لسيد امير علي ( حياة محمد وتعاليمه ) ...

وقد أشار هيكل في مقدمة كتابه الى سيد امير علي ( صفحة 37 ) حيث يقول ( بدأت اراجع تاريخ محمد، واعيد النظر في سيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد ومغازي الواقدي وعدت الى كتاب سيد امير علي " روح الاسلام " ثم حرصت على أن اقرأ ما كتب بعض المستشرقين...) ويشيد بالطلائع الحديثة المتسلحة بالعلم التي ظهرت في اوربا ووضعت البذرة الصحيحة لكتابة السيرة المحمدية بصورة علمية....

ويتعين الا تفوتنا ملاحظة ان سيد امير علي وسيد أحمد خان كتبا باللغة الانجليزية وكانا يخاطبان القارئ الاوربي بينما استهدف هؤلاء بكتبهم شباب العالم الاسلامي الذي ازور عن الاسلام بسبب الخرافات والروايات اللامعقولة التي تملأ كتب السيرة المحمدية وانساقوا لاباطيل المستشرقين على حد زعمهم....ولا عجب ان دعا هذا الثلاثي الى تحري السيرة المحمدية في القرآن وحده دون كتب السيرة المعروفة،

ويتعين أن نشير هنا الى أن جيفري آرثر قد تساءل في دراسته ( البحث عن محمد التاريخي ) عما اذا كان من الممكن معرفة سيرة محمد من القرآن فحسب، ثم اشار الى كتاب المستشرق الانجليزي ادوارد كانون سل ( التطور التاريخي للقرآن ) كعمل ريادي في هذا النهج....

فهل سوف تتحسن صورة محمد اذا ما تم الاعتماد على القرآن وحده كمصدر لسيرته...فالنص يتحدث عن صاحبه..وصورة محمد في القرآن ليس أفضل مما هي عليه في سيرة ابن سحق والطبري.

تزوير شهادة الميلاد

وإذا كان ذلك الجيل قد حاول غسيل السيرة المحمدية بالقفز فوق كتب السيرة النبوية المعروفة وتكذيبها من أجل عصرنة تلك السيرة وتحديثها، فإن جيلآ آخر، كما يبدو، قد ظهر في ايامنا هذه لا يتورع من الإجتراء على التاريخ وتزويره في رابعة النهار....

ففي مسعى لتزوير شهادة ميلاد ام المؤمنين عائشة لتبدو أن محمدآ قد تزوجها وهي في الثامنة عشرة من عمرها وليست الطفلة الغريرة المعتدى على براءتها نشر الكاتب المصري جمال البنا، وهو شقيق مؤسس الحركة الاخوانية المصرية حسن البنا، في صحيفة ( المصري اليوم ) بعددها الصادر بتاريخ 13 أغسطس 2008 مقالآ بعنوان (( صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام )) http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx؟ArticleID=117098andIssueID=1131 يمدح فيه شابأ اسمه كما اورده {( هو الأستاذ «إسلام بحيري»، وجاء بحثه في العدد زيرو ( أي قبل الأول ) ص ٢١ من جريدة «اليوم السابع» الذي صدر في ١٥/٧/ ٢٠٠٨ )} زاعمآ أنه تمكن بعمليات حسابية ومعتمدآ على نفس امهات المراجع الاسلامية مثل ( الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيان ) من إثبات أن عائشة كانت في الثامنة عشرة عندما تزوجها محمد ...

ولما كان الشيوخ الكلاسيكيون يرفضون أي مساس بمصداقية تلك الكتب على اعتبار انها تتضمن صحيح السيرة النبوية ( الطاهرة ) وسنته ( الشريفة ) فقد انبرى الشيخ الازهري الدكتور محمد عمارة مفندآ ورافضآ لفزلكلات الصحفي الشاب ومهاجمآ لجمال البنا لتشجيعه للبدع والاختلاقات والكذب على حد قوله...

ولعل هذا يبين أن محاولات غسيل السيرة المحمدية وإعادة كتابتها وشطب ابن اسحاق وابن هشام وابن سعد والطبري لا تقف عند حد او حدود وتزداد سعارآ كلما اصطدمت هذه السيرة بمفاهيم الاستنارة وخفت عندها موازين محمد. 

بعيدآ عن الأسطرة

ينتمي الطبري إلى جيل القرن الثالث الهجري من الإخباريين المسلمين، فقد سبقه عدد كبير من الاخباريين المغمورين في المدينة وبغداد، وبطبيعة الحال الى جانب الكبار الذين أرخوا للسيرة النبوية، ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد.....

ومحمد بن اسحق هو اول إخباري جمع وتحرى ودون السيرة النبوية وضاع كتابه الا ان تلميذه عبد الملك هشام المشهور بـ ( ابن هشام ) أعاد انتاجه في كتابه ( السيرة النبوية ) المعروف بـــ ( سيرة ابن هشام ) وهناك الواقدي صاحب ( المغازي ) الذي تخصص في تدوين الغزوات المحمدية ثم يجئ بعد ذلك محمد بن سعد تلميذ الواقدي وكاتبه وصاحب ( الطبقات الكبرى ) الكتاب الذي يطلق عليه اختصارآ ( طبقات ابن سعد )….

غير ان الطبري يتميز على سابقيه ولاحقيه بالموسوعية وحسن التنظيم، وحسب تقييم المؤرخ البريطاني الفرد بتلر Alfred Butler له في كتابه ( فتح العرب لمصر ) الذي نشره في العام 1902 ( يتميز الطبري بدقة اخباره والعناية الفائقة بها واهتمامه بالتفاصيل الى درجة وافيه ومشبعة ومجلية لملابسات الاحداث )....ولهذا يعتبر عند المسلمين وكذلك عند المستشرقين عمدة الاخباريين المسلمين بلا منازع....وسجل هؤلاء الاخباريون الاول كل المرويات بإسناداتها عن سيرة محمد بعد التحري ..

ولذا نجد انفسنا امام صورة تاريخية واقعية لمحمد، بكل نزواته....أي لا نجد أدنى اثر للانسان الكامل كما يريده المسلمون المعاصرون.....يقول المستشرق جيفري آرثر ان اسطرة محمد كإنسان كامل جاءت في زمن متأخر نسبيآ ويشير الى كتاب ( حياة القلوب ) وبردة الامام البوصيري المولود في مصر عام 1213 ميلادية كنموذجين ساطعين لهذه الاسطرة..

.والملاحظ بالفعل انه كلما تقادم الزمن كلما زاد الهوس لاسطرة محمد كإنسان كامل كما نشهد في زماننا هذا، فتمثيله ممنوع ورسمه ممنوع لانه لا مثيل له ونور يستضاء به بينما تسمح جميع الاديان الاخرى برسم انبيائهم.... ومحاولات غسيل السيرة المحمدية وتكذيب ابن اسحق وابن سعد والطبري تصب في اتجاه الاسطرة رغم أن اول من قاموا بذلك تلقوا تعليمآ اوربيآ عصريآ وزعموا انهم يريدون نهجآ علميآ عقلانيآ لكتابة السيرة المحمدية!

مزاعم قريط!

لا شك أن دعوة قريط لنا بعدم تصديق الطبري فيما سطره عن سيرة محمد تصب أيضآ في اتجاه اسطرته...ومن اجل الوصول الى هذا الهدف زعم فيما زعم ان الطبري كان ( أحد أشهر طبّاخي وليمة التاريخ ) وكي يلبس هذا الزعم ثوب الحقيقة أتى بشواهد غير دقيقة واخرى غيرصحيحة :...:اولآ::في تناقض ملحوظ، تارة يقول اعتمادآ على المستشرق هورست ان الطبري لم يلتزم بفتوى الشافعي بضرورة دعم الحديث بسلسلة من الاسانيد مرفوعة الى محمد، وتارة اخرى يزعم ان الطبري نهل من مدرسة القياس والرأي للشافعي ( والنتيجة أن الطبري حرر نفسه من وجوب إسناد الرواية ومن التوجه الحنبلي، وإختار خطاً مقبولا من الفرق المختلفة ) انتهى...و

معنى هذا انه يظهر الشافعي مرة كمتشدد في رواية الحديث بسلسلة من الاسانيد ويظهره مرة اخرى كمتساهل.. ولا ندري ايهما نأخذ ...وفي كل الاحوال، يكاد يجمع المؤرخون والمشتغلون بالدراسات التاريخية بأن الطبري كان مستقلآ يقف على مسافة واحدة بين جميع المذاهب رغم ان الشافعية اعتبروه واحدآ منهم في طبقاتهم..ورغم أن الحنابلة لعنوه ورموه بالتشيع والالحاد والزندقة ...

.ويذهب بعض المؤرخين الى حد القول بأنه صنع مذهبآ خاصآ لنفسه بثه في كتبه العديدة......

ومن جهة اخرى يكشف الدكتور نصر حامد ابوزيد في كتابه ( الامام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية ) ان الشافعي اشتهر خطأ بأنه من اهل الرأي والوسطية بينما هو في حقيقة الامر من غلاة اهل النقل وانه في الصراع بين اهل الرأي وبين اهل الحديث آنذاك اصطف عمليآ الى جانب اهل الحديث وتمسك بالنصوص ووضع معايير قاسية لصحة الإسناد وهو القائل ( حديث ضعيف افضل من القياس )..

.ثانيأ: يزعم قريط ان تحرير الطبري لنفسه من ( وجوب اسناد الرواية ) قد ( ترك صداه في أعماله، التي زخرت بروايات متضاربة ومتنوّعة ) انتهى الامر على عكس ما يقول، فالطبري كان دقيقآ في ذكر مصادره سواء أكانت من االمدونات او المرويات، الامر الذي اتاح وسهل للنقاد والدارسين امكانية مضاهاة مروياته بما سبقها من مرويات كتب السير السابقة له كما يقول البرزنجي في كتابه ( صحيح الطبري وضعيفه )......

ويقول الكاتب السوري الراحل والباحث في التأريخ الاسلامي الدكتور شاكر مصطفى في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) " دار العلم للملايين، بيروت،الطبعة الثالثة 1983 " ( ومصادر الطبري في كتابه واضحه لانه سجلها في اسناد اخباره ) ويشير الى اهم تلك المصادر مستندآ الى المقال المهم الذي نشره الدكتور جواد علي في مجلة المجمع العلمي العرآقي في اوئل الخمسينات عن المصادر التي اعتمد عليها الطبري في تاريخه بعنوان ( موارد تأريخ الطبري )...

ويضيف الدكتور شاكر ( إن المادة التاريخية التي اتى بها الطبري في تاريخه تعتبر من أوثق المادة لانه،كمحدث دقيق، حاول انتقاءها وتنخلها جهد طاقته، وأوردها دومآ بالنصوص عن أصحابها الرواة الاولين ) انتهى....وفي تأكيد لقوة الإسناد عند الطبري يقول الدكتور شاكر ( ان شدة ارتباط الطبري بالمصادر والإسناد حرمه من النظر في احوال عصره )...ثالثآ: يأخذ قريط على الطبري ما اسماه بإختلاط مراجعه حيث كتب ( وقارئ تاريخه يكتشف إختلاط مراجعه، فعندما ينقل أخبار آباء التوارة وملوك الفرس والروم تراه يستخدم كرونولوجيا لتعاقب الملوك والأنبياء كما كانت متداولة في عصره، يفتتحها ب (قالت الفرس، أو قال أهل الكتاب أو حدثنا فلان .إلخ ) في حين إعتمد نظام الحوّليات ( حسب سنيّ الهجرة ) لسرد الحدث الإسلامي معتمدا مصادر مكتوبة أو شفهية ) ..

نعود الى كتاب الدكتور شاكر حيث نجد الرد على هذا المأخذ في قوله انه لم يكن بالامكان إتباع التسلسل الزمني ( الحولي ) في الفترات الغامضة التي سبقت الاسلام بينما كان ذلك ممكنآ للحقبة الاسلامية..ويضيف د.شاكر ( انه ذكر في تاريخ الفرس كثيرآ من الحقائق التي لا نجدها عند غيره ) و( انه كان دقيقآ في تاريخ الروم دقة تدعو الى العجب، مع قلة المصادر حوله في هذا الموضوع "..."

ويدهش الباحث من صحة المعلومات التي اوردها من دقتها وترتيبها.واذا تجاوزنا عن أخطاء طفيفة قد تكون من فعل النساخ والرواة فمن الواضح ان الطبري أخذ معلوماته هذه عن مصادر او جماعات تستند الى وثائق صحيحة ) انتهى.....

رابعآ:: يتبنى قريط مزاعم الدكتورة سميرة عاشور في كتابها ( تاريخ الفرس الأسطوري عند الطبري والفردوسي ) بأن الطبري فيما يتعلق بتاريخ الفرس كان ينحاز لرأي المؤرخين الفرس ( اذا ما تعارض مع روايات غيرهم من العلماء ) وتورد الدكتورة مثالآ لذلك هو ما تسميه بانحياز الطبري الى رواية المؤرخين الفرس عن زمن ملك اوشهنج حيث يقولون انه بعد وفاة آدم بمائتي سنة بينما يقول هشام بن محمد الكلبي، الذي لم يأخذ الطبري بروايته، انه كان بعد طوفان نوح بمائتي سنة لان الطوفان قطع تعاقب ملوك الفرس بعد أن اغرق الارض جميعها..

.وتحمل سميره عاشور على الطبري لعدم اخذه برواية الكلبي رغم انها تستند الى القرآن في قصة الطوفان وتبدي استغرابها لقول الطبري ( "إن المجوس لا يعرفون الطوفان ولو كانوا عرفوه لكان نسبهم قد إنقطع وملكهم قد إضمحل" ).......وبدوره يبدي نادر قريط استغرابه مما قاله الطبري ويقول ( وفي هذا جرأة أدبية لأن القرآن يعتبر الطوفان فناءً لكلّ البشر ما عدا نوح وأهله ) انتهى ...

هذا وبالرغم من ان كل هذا الجدل يدور حول خرافة الطوفان التي ربما آمن بها الطبري مثله مثل بقية المسلمين ..وبالرغم من ان محاولته توأمة ازمان ملوك الفرس مع أزمان الانبياء قد اورده موارد الاساطير إلا أن قوله بأن الفرس لم يعرفوا الطوفان يعني أنه فهم قصة الطوفان كما جاء في القرآن فهمآ صحيحآ...

فالقرآن لم يشر اطلاقآ الى ان الطوفان كان فناء لكل البشر وغرقآ للارض جميعها...التوراة هي التي قالت ذلك صراحة في الاصحاح السادس من سفر التكوين ( فحزن الرب أنه عمل الانسان في الارض.* وتأسف في قلبه.* فقال الرب أمحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.* الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء ) اما القرآن فقد قال بصريح العبارة ان الذين غرقوا هم قوم نوح، أي الذين كذبوه من قومه ولم ينج الا الذين صدقوه...وقوم نوح ليسوا هم العالم كله.....

ويجدر بنا ان نشير هنا الى ان ابن خلدون أيضآ يقول في الجزء الثاني من كتاب العبر (( واعلم أن الفرس والهند لا يعرفون الطوفان وبعض الفرس يقولون كان ببابل )) انتهى... ولعل هذا يبين انها اسطورة سامية لم تعرفها الشعوب الآرية وغيرها.

منهج الطبري

يزعم قريط ان أعمال الطبري ( زخرت بروايات متضاربة ومتنوّعة، أثارت إهتمام الباحثين وبوأته مكانا مرموقا وأولية في الترجمة وقارئ تاريخه يكتشف إختلاط مراجعه ).ويضيف (هذه إذن أجواء الطبري أحد العقول النابغة، التي خلطت زمنه بأزمنة سبقته، وأسقطت وعي عصره على عصور دارسة لم يصله عنها إلا فتات الحكايا. وسواء علم بزيف الرواية أو لم يعلم، فهو ينقلها للموعظة والتسلية، وإلهاب خيال السامع بالمدهش الرائع )..

.وتقول سميرة عبد السلام عاشور في كتابها ( الاساطيرالفارسية بين الطبري والفردوسي ) الذي اتخذه قريط مرجعآ له في مقاله ان مرويات الطبري عن تاريخ الفرس خليط من الحقائق والخرافات واستشهدت بنقد ابن خلدون له بنقله بعض المرويات الخرافية بدون تفحص...ولعل من المثير للسخرية ان يتهم إخباريآ بحجم الطبري انه كان يكتب للتسلية وإلهاب الخيال..

.والامر في نهاية المطاف لا يتعلق بتسلية او مداعبة خيال، بل بمنهج تأريخي اختاره الطبري يتلخص في انه يورد حول الخبر الواحد او الحادثة الواحدة مختلف الروايات التي تواترت عنها ...فعلى سبيل المثال يورد تسع عشرة رواية حول سنة ميلاد محمد ورضاعته وكلها تثبت انه ولد في عام الفيل، مع اننا نجد مثلآ، اختلافات في سنة ميلاده في كتاب ( تاريخ الاسلام ) للامام الذهبي...

وكان الطبري يقف محايدآ امام المادة التاريخية التي امامه سواء أكانت من المرويات او المدونات وإن اختلفت....ولم يكن يتدخل الا في القليل النادر لازالة إلتباس بقوله " والصحيح عندنا "...وقد تعرض هذا المنهج للنقد من قبل بعض الأقدمين والمحدثين..فقد انتقد الدكتور شاكر في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) حيادية الطبري وعدم تدخله بالنقد لبعض المرويات الخرافية او الكاذبة على حد قوله وفي نفس الوقت يراها من جهة اخرى دليلآ على امانته.....

ولكن اقدم من انتقد الطبري وطائفة من المؤرخين مثل المسعودي والجرجاني هو ابن خلدون في الجزء الاول من كتاب العبر لما اوردوه من روايات غير معقوله حسب قوله...انتقد فيما انتقد رواية ان تبع اليمني وصل بجيوشه حتى الصين بعد ان اخضع الفرس والترك والروم وقال انها خرافة بينة...وانتقد رواية ان نكبة البرامكة كان سببها العلاقة الآثمة التي قامت بين العباسة وبين جعفر بن يحيى البرمكي من وراء ظهر الرشيد، كما ينتقد قولهم بأن الرشيد كان يشرب خمرآ مسكرة...

ولكن تدخل ابن خلدون للتصحيح لا يحسم امرآ ويجعلنا نفضل حيادية الطبري فهو يؤكد أن سبب نكبتهم هو انهم اصبحوا ذوي سطوة ونفوذ واستبدوا واخذوا يقاسمون الرشيد السلطة ..وهذا معقول جدآ ولكن ما الذي يمنع ان تكون الرواية الاخرى، أي علاقة العباسة بيحيى، صحيحة ايضآ وبمثابة القشة التي قصمت ظهر البرامكة وحفزت الرشيد ليضع حدآ لتغولهم على سلطاته...كما ان تكذيب ابن خلدون للطبري وغيره في ما اوردوه من خبر عن معاقرة الرشيد للخمر المسكرة تكذيب لا يقوم على أي دليل تأريخي حيث لم يملك ابن خلدون غير الاشادة بمناقب الرشيد وبما اسماه طهره وتديّنه وانتسابه الى أرومة عرفت بتجنب المذمومات في دينهم ودنياهم وزاعمآ انه كان ينتبذ له نبيذ التمر غير المسكر!! .....

وابن خلدون الذي انتقد الخرافات واللامعقول في كتب الطبري والمسعودي والجرجاني وغيرهم لم يسلم بدوره من الخرافات فعلى سبيل المثال يتحدث في كتابه العبر عن اسلاف ابراهيم كما وردت في التوراة ويزعم بصحة أن نسب موسى وبني اسرائيل والاسباط ينتهي بنوح ويقول انه لم يبق الا تحري النسخ الصحيحة والنقل المعتبر! ........
والطبري وهو يختط هذا المنهج كان مدركآ بحسه التاريخي أن بعض مروياته لن يجد القبول لعدم معقوليته ولذا استبق ناقديه وقال في مقدمة كتابه انه اعتمد على المرويات التي رويت له وانه لم يعمل خياله لاستنباط أية قصة لان اخبار الاقدمين لا يمكن ان تدرك الا بالمخبرين والناقلين وقام بتحذير القارئ في نفس المقدمة بقوله انه اذا كان في كتابه ما يستنكره من مرويات ويستشنعها بسبب لا معقوليتها فالذنب ذنب الرواة والمحدثين وليس ذنبه (( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، او يستشنعه سامعه، من أجل انه لم يعرف له وجهآ في الصحة، ولا معنى في الحقيقة،

فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وانما أتيي من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدّي إلينا. )) انتهى...ومنهج الطبري فائدته في انه يعطينا مشهدآ بنوراميآ عن اهم المرويات التي قيلت عن هذه الحادثة اوتلك في ذلك الزمان مما يتيح تجميع اجزاء صورة الحدث بدلآ من رواية الرجل الواحد.


أين هي الخرافات في تاريخ الطبري؟

الملاحظ في الخرافات التي وردت في تاريخ الطبري انها نوعان...النوع الاول: خرافات لا لبس فيها وليس فيها حظ من الحقيقة و المعقولية وهي التي وردت حصرآ في الجزء الاول ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( القول في ابتداء الخلق ما كان اوله ) و( القول فيما خلق الله في كل يوم من الايام السنة التي ذكر الله في كتابه انه خلق فيهن السموات والارض.....)

و( ذكر الاخبار الواردة بأن ابليس كان له ملك السماء الدنيا والارض ما بين ذلك ) و( ذكر الوقت الذي خلق فيه آدم عليه السلام من يوم الجمعة والوقت الذي أهبط فيه الى الارض ) وما الى ذلك.....وهذه الخرافات الواضحة مصدرها القرأن والتوراة واحاديث محمد التي رواها ابن عمه الملقب بترجمان القرأن ابن عباس بالاضافة الى مرويات وهب بن منبه الخبير بالقصص التوراتية...

اذن هذه الخرافات مسنودة الى القرآن ورواة احاديث نبوية وعلى رأسهم ابن عباس.. الم يتحدث القرآن عن خلق آدام ورفض ابليس السجود له متحديآ أمر الله ثم أكله من الشجرة المحرمة بإغواء من ابليس وطرده من الجنة في السماء لمخالفته أمر الله....أ

لم يقل القرآن في سورة ( الحجر ) ان الله خلق الجن من نار السموم...الم تسمى سورة في القرآن بسورة ( الجن ) يروي فيها محمد كيف انه اوحي اليه أن نفرآ من الجن إستمعوا اليه وهو يتلو القرأن وآمنوا به ..وكيف ان الجن يصعدون الى السماء لاسترقاق السمع فيرميهم الله بشهب صاعقة..ثم تأتي احاديث محمد لتكمل من قصص الجن واخبارهم تفاصيل لم يذكرها القرآن وهي احاديث مسندة تنتهي عنعنتها غالبآ كما أسلفنا بـــ ابن عباس أكبر راو لاحاديث ابن عمه...

فالطبري إذن لم يخترع شيئآ من هذه الاساطير والخرافات وانما نظم الخرافات القرآنية والحديثية في شكل سرديات تاريخية...جمعها ونظمها وبوبها وأكمل ما يستوجب الاستكمال من التوراة الام التي رضع منها القرآن...والجدير بالملاحظة أن لا أحد من منتقدي الطبري يقترب من حقل هذه الخرافات، التي يؤمن المتدينون بصحتها، لانها خرافات مقدسة تتطلب موقفآ من الدين...

وكل الذي يقدرون عليه هو انتقاد ما يسمى بالاسرائيليات التي يزعمون أن الطبري قد جلبها في كتابه كما فعلت سميرة عاشور في كتابها الذي اعتمد عليه قريط في مقاله...والاسرائيليات هي أي مروية مأخوذة من التوراة مباشرة دون نسختها المعدلة في القرآن....

وهذا امر يدعو الى السخرية لان القرآن في حد ذاته هو نسخة معدلة من التوراة أختار مؤلفه أن يروي فيه قصص بني إسرائيل باسلوب شعري على طريقة هوميروس في الياذته....وماذا يتبقى من القرآن لو محونا منه القصص التوراتية وأخبار بني إسرائيل؟! .....

والنوع الثاني من الخرافات او اللامعقول الذي جاء في كتاب الطبري هو مبالغات شابت وقائع تاريخية حقيقية وتحديدآ تاريخ تبابعة اليمن وما رويي انهم احتلوا بلاد الفرس والترك والصين ويرى ابن خلدون انها محض خرافة وان الحرب بين التبابعة والفرس قد دارت على حدود بلاد فارس مع العرآق وليس أبعد.....ومثل هذه المبالغات ليست مستبعدة في تلك الازمان حيث كان يتم تأليه الملوك وقادة الحروب وابطالها ...فكان من الطبيعي ان تنسب اليهم الخوارق وان تضخم انتصاراتهم وتخفى هزائمهم او تحوّر الى انتصارات....

.وما من كتاب قديم من كتب التاريخ الا وتضمن مثل تلك الخرافات، حتى ابو التأريخ هيرودت يبدأ كتابه ( التواريخ ) باسطورة يزعم انها السبب في إندلاع الحروب المتلاحقة بين الفرس والاغريق...وكتابه خليط من التأريخ والجغرافيا والانثروبولجي ولم ينج من الخرافات والاساطير والغرائب كقوله ان المرأة المصرية تبول وهي واقفة! و

يعاني كتابه في بعض المواضع من تداخل الازمان وعدم تسلسلها حتى ان بعض النقاد الاوربيين المحدثين شككوا في سفره الى مصر ومنهم من قال انه لم يغادر اليونان قط الى أي بلد آخر، ولكن كل ذلك لا يقلل من القيمة التاريخية لكتاب ( التواريخ )....ومثال آخر هو كتاب المؤرخ القبطي يوحنا النقيوسي ( شبه ) المعاصر للاحتلال العربي الاسلامي لمصر وعنوانه ( تاريخ العالم القديم ) يبدأه من يوم خلق آدم وينتهي بالغزو العربي الاسلامي لمصر، فلا غرو ان تشوبه الخرافات والاساطير....

وهناك كتاب ( كتاب التيجان في ملوك حمير ) وجامع مروياته هو وهب بن منبه عن ( رواية ابي محمد عبد الملك بن هشام عن أسد بن موسى عن ادريس بن سنان عن جده لأمه وهب بن منبه رضي الله عنهم ) وقد ولد وهب بن منبه الذي يعتبر من التابعين في عام 34 هجرية 654 ميلادية في زمن خلافة عثمان...ويبدأ مروياته حسب العنوان بــــ ( احوال خلق العالم ) أي يبدأ بخلق آدم وأخبار بعض الانبياء كنوح وهود ثم اخبار تبابعة حمير وحروبه ضد الفرس والروم والترك والصين وشرق افريقيا واحتلال ابرهة الحبشي لليمن وما الى ذلك..

ويعد كتابه هذا اقدم كتاب تاريخ عربي معروف حتى الآن وتمتزج فيه باسلوبه القصصي الحقائق بالخرافات والاساطير...وقد اعتمد الاخباريون المسلمون على مرويات وهب بن منبه هذه، ابتداء من ابن اسحاق كمصدر للاخبار المرتبطة باليمن وحروب تبابعة حمير في جنوب الجزيرة العربية والساحل الشرقي لافريقيا المواجه لليمن وضد الفرس وغيرهم......

بقي أن نقف عند الجزء الاسلامي من تاريخ الطبري.. فأولآ:: لم يكن قد مضى على هذا التاريخ منذ بدء الدعوة المحمدية وحتى ميلاد الطبري سوى مائتي سنة ونيف فقط ...

وقد سبقه كما اسلفنا عدد لايستهان به من الإخباريين المشهورين والمغمورين مما يعني انه جاء والسيرة النبوية قد استقرت على حال وليس من جديد تحت الشمس، غير أن مأثرة الطبري كما يرى الدكتور مصطفي شاكر في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) هو أنه قام بما ( قام به البخاري ومسلم في الحديث، أي اختيار المادة الصحيحة أو المتفق على صحتها من مجموع المادة التي تراكمت حتى عهده. ) انتهى.
..وتأكيده ان الطبري لم يمل ( مع أيّ هوى في إيراد ألأخبار التأريخية الاسلامية، وكان حياده في الغالب عن ورع ودقة علمية ) انتهى ...والمقصود هنا واضح وهو انه لم ينحاز لأيّ من التيارات المذهبية التي كانت تتصارع آنذاك.

أيهم طبخ التاريخ الطبري أم محمد ؟

من جملة ما ذكرنا نستخلص أن الطبري لم يكن سوى ناقل امين لاحداثيات التاريخ التي وصلته عن طريق الرواة او المدونات...واذا كان ثمة طباخون لوليمة التاريخ فأن محمدآ هو اولهم ...

وهذه عينات من طبيخه التاريخي....

فمن المعروف ان دولة التبابعة الحميريين في اليمن نهضت في عام 115 قبل الميلاد ودخلت في حروب مع الفرس والحبشة وسيطرت على جنوب الجزيرة العربية واجزاء من الساحل الافريقي الشرقي ولم تنهار الا في عام 525 ميلادية اثر إحتلال الاحباش لليمن، أي قبل ميلاد محمد بخمسين سنة فقط، ومع ذلك لم يتورع محمد من الزعم في سورتي ( الدخان ) و ( ق ) بأن الله اهلك قوم تبع لانهم كذبوا الرسل...تصوروا زعم بهلاك الحميريين وهم يعيشون معه في نفس الزمان وفي نفس الجزيرة على بعد أميال...

وفي سورة ( القصص ) يجعل محمد هامان وزيرآ او مساعدآ او شئ من هذا القبيل لفرعون مصر بينما هو حسب ( معجم الحضارات السامية ) صفحة 880 طبعة 1991 بيروت ( أحد شخصيات سفر استير. كان وزيرآ للملك الفارسي احشويرس. اراد فناء اليهود وكاد ان ينجح في مسعاه لولا تدخل استير التي انقذت شعبها وتسببت بأعدام هامان ) انتهى ...

واحشويرس الاول وبالفارسية خشایارشا الاول هو ابن داريوس الاول من سلالة الاسرة الاخمينية حكم ما بين 485-465 قبل الميلاد...وفي نفس السورة المذكورة نرى ان فرعون يطلب من هامان المزعوم ان يحرق الطين ليبني له صرحآ من الطوب الاحمر حتى يتمكن من رؤية اله موسى، فمن الثابت ان مصر الفرعونية لم تعرف الصروح المبنية بالطوب الاحمر فقد بناها المصريون آنذاك من الحجارة بينما بنوا بيوت سكناهم من الطوب اللبن…وهذا غيض من فيض طباخة التاريخ على الطريقة المحمدية.والتي لم تفت على المؤرخين والمستشرقين.

تهشيم المرآة

إن المدافعين عن الإسلام الذين ادركوا النص المستتر لمقالة قريط، أي ما يعرف في اللغة الانجليزية بـــ Sub-text كتبوا في تعليقاتهم على مقاله : إذن فليكف العلمانيون عن الاستشهاد بالطبري ما دامت مروياته خليط من التاريخ والخرافات...

وهذه هي الرسالة التي اراد الكاتب ايصالها حين قال في ختام مقاله : ( وهو نفس المخيال الذي سطّر لنا سيرة محمد ) وان الفرق بين الذي كتب عن هجرة محمد وفتوحاته وبين الذي كتب عن فتوحات تبع الحميري ((( شعرة ))) ....

فالطبري ومن سبقوه من الاخباريين، ابن اسحاق وابن هشام وابن سعد والواقدي ، لم يكونوا من طباخي وليمة التاريخ ،بل كانوا المرآة التي عكست ما كان يروى عن محمد على لسان التابعين وتابعي التابعين فقدموا لنا صورة تاريخية واقعية لشخصيته بعيدة كل البعد عن التجريد والأسطرة كأنسان كامل ذي خلق عظيم....

وتغضب هذه الصورة البعض ممن يريد إظهار الاسلام كدين انساني حضاري فيعمل ما وسعه من أجل تهشيم المرآة وتكذيب اولئك الاخباريين وغسل السيرة المحمدية ورسم صورة جديدة رومانسية لنبي الاسلام لا صلة لها بالواقع وحسبها انها تتناغم مع مفاهيم الحضارة الانسانية المعاصرة...ولكن السيف المحمدي أصدق انباء من كتب هؤلاء الذين يريدون تزييف حقيقته.

Post: #367
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-13-2018, 03:53 PM
Parent: #366

الفتوحات الإسلامية من وجهة نظر "السردية الإسلامية التقليدية":



Post: #368
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-17-2018, 07:01 AM
Parent: #367


Post: #369
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-21-2018, 07:03 AM
Parent: #368

ا لاستشراق الجديد.. مَكرُ الأيديولوجيا

الاستشراق الجديد.. تعددت المناهج والرؤية واحدة

د. خزعل الماجدي

رغم طابعه العلمي ظاهرياً يلمس من يتقصى جهود المستشرقين الجدد أنهم تقنعوا بالمنهج العلمي ليشيعوا الكثير من المفاهيم ضد الإسلام، رغم أنها مفاهيم ضبابية، بحاجة إلى دلائل علمية..

ويبدو أن المستشرقين الجدد لا يختلفون كثيراً عن آبائهم القدامى، حتى ليكاد المرء يقول إنهم جاؤوا لتسويغ عمل القدامى، وإضفاء طابع علميّ عليه.. هنا دراسة لمناهج الاستشراق الجديد، والكيفية التي تعمل بها، بمكر ودهاء، لا تخفيهما قشرة ادعاء العلم الهشة.

تكمن مشكلة الاستشراق الجديد في اختلاط منهجه العلمي بنزعة أيديولوجية مقصودة أو كامنة لا واعية تفصح عن مكنونات صاحبها أو توجهاته السياسية والدينية والوطنية الضيقة، وهو ما يتعارض مع منهجية البحث العلمي والمستوى الأكاديمي المقبول الذي رسى عنده الاستشراق الكلاسيكي الأكاديمي بشكل خاص.

المنهج الأنثروبولوجي

ترصد الأنثروبولوجيا انتظام وتغير العقائد والأعراف والتقاليد في مجتمع تسوده موجهات دينية أو اجتماعية أو عرقية. وتمتاز هذه البنى والتقاليد بكونها ظاهرة وباطنة، ذات طبيعة تكرارية ثابتة وحركة انزياحات واضحة، مثل أنظمة (الحرام، الحلال، الزواج، القرابة، السلطة...إلخ).

ولعل أبرز الأمثلة على هذا المنهج هو إرنست غيلنر (1925- 1995) في كتابه (المجتمع المسلم) الذي ترجمه الدكتور أبو بكر باقادر، يقول:

«الفكرة الرئيسة، أو النظرية التي يتمحور حولها الكتاب تدور حول أن الإسلام يشكل مسودة لنظام اجتماعي، لأنه يعبر عن وجود مجموعة من القواعد الأزلية والمنزلة، المستقلة عن إرادة البشر التي تحدد النظام الصحيح للمجتمع، وهي القواعد الموجودة والمحفوظة والمتاحة للجميع وليست في يد طبقة أو هرمية دينية، مما ينفي الحاجة إلى «كنيسة» دون أن يلغي هذا وجود «الفقهاء» في المجتمع. وقد اعتمد غيلنر، كما يقول أحد تلاميذه في مقدمة الطبعة العربية، في منهجه على دراسة المجتمع الإسلامي من خلال الطريقة التي يتم فيها العيش مع الدين أكثر من دراسته من خلال النصوص».

(الأرناؤوط، محمد م: عرض لكتاب مجتمع مسلم لأرنست غيلنر ترجمة أبو بكر أحمد باقادر 2005، موقع أرنتروبوس).

ويناقش البروفسور سامي زبيدة في كتابه (أنثروبولوجيات الإسلام) أفكار أرنست غيلنر، وتناول التجربة السياسية الإسلامية في إيران ليخلص إلى نتيجة مدهشة وهي أن النخبة السياسية الإيرانية فشلت في تصدير ثورتها إلى أي مكان خارجها. ولم تتمكن من نشر الإسلام السياسي الخاص بها، لكن الإخوان المسلمين (حسن البنا، سيد قطب) نجحوا في نشر الإسلام السياسي والخاص بهم خارج مصر دون الحاجة إلى ثورة.

يتحدث سامي زبيدة عن نموذج غيلنر المتماسك عن (المجتمع الإسلامي) الذي يجذّره في مقدمة ابن خلدون من القرن الرابع عشر بتحليل علمي نوعي دون استعلاء غربي «إنه يقدم سوسيولوجيا للمجتمع الإسلامي ترتكز إلى الديالكتيك بين المدينة والقبيلة، فضلاً عن أحكام الدين الإسلامي وعناصر تكوينه التاريخي والفكري.

وهذا النموذج للمجتمع الإسلامي ليس تاريخاً فحسب، بل يمكن في إطاره تحليل التطورات الحديثة في السياسة والمجتمع في المنطقة. موت القبيلة هو صعود المدينة بطابعها الديني- الاجتماعي الحضري على وجه التحديد: عقلاني، نصّي، ظهراني (عنقود فيبر)،

وبصفتها هذه تدفع عجلة الحداثة والتطور الاقتصادي. ولهذا الجانب من النظرية فضيلة ليبرالية هي مكافحة التصورات المعادية وذات التمحور الإثني عن الإسلام، بوصفه ظلامية قروسطية، وفي حين أن صياغات غيلنر تصر على انفصال الإسلام وآخرويّته بوصفه كياناً متماسكاً وتوحيدياً يختلف عن الغرب، فإنها مع ذلك تضفي عليه فضيلة كونه طريقاً بديلاً إلى الحداثة» (زبيدة: 1997: 6).

ويقدم غيلنر أيضاً ما يعرف بنظرية «البندول» وهي الفكرة التي عرضها ديفيد هيوم في كتابه «التاريخ الطبيعي للدين»، حيث يرى هيوم «أن الدين في المجتمع يتأرجح بين فكرة التوحيد (وحدة الوجود) والتعددية،

وتبعاً له يرى غيلنر أن هذه الصورة من أقوى الاستعارات التي يمكن من خلالها فهم حركة التدين في المجتمع الإسلامي تاريخياً، وأن مما تميزت به الحركة التاريخية للمجتمعات الإسلامية في العصر الحديث تحرك البندول في اتجاه طرف الإسلام الأصولي/‏‏‏ النصّي.» (الوهيبي: 2012: 105).

المنهج الاجتماعي

كان غيلنر يرى أن سوسيولوجيا جدل (المدينة والقبيلة) في الإسلام ليس جدلاً متعارضاً، بل هو جدل ديني متواطئ، حيث أصحاب القبيلة يهددون الحكم السياسي مثلما هم أصحاب المدينة الذين يستندون إلى علماء الدين والفقهاء يهددون الحكم السياسي أيضاً. فالقبائل واقفة على الأبواب والفقهاء يعتلون المنابر والحياة المدنية للناس مستحيلة، ولهذه الصورة السوسيولوجية مرادفات في الإسلام المعاصر بشكل أو بآخر.

برز في هذا المنهج الذي يبحث في سوسيولوجيا الإسلام باحثون جدد مثل (ستيفانو أليافي، رنزو غولو، إنزو باتشي، باولو براتكا..إلخ).

إنزو باتشي: الإسلام الأوروبي

في كتابه (علم اجتماع الإسلام) يستثمر (إنزو باتشي) الأبعاد الخمسة للتدين التي حددها الأميركي شارل يونغ غلوك، وهي (التجربة، الممارسة، الانتماء، الاعتقاد، المعرفة) لكي يصل إلى عرض تفسير أفقي احتمالي يصف به الإسلام.

أما كتابه (الإسلام في أوروبا)، فيقدم مقارنة بين نظم وتشريعات دول أوربا الغربية من جهة وواقع الجاليات المسلمة وحياتها الاجتماعية وممارساتها الدينية من جهة أخرى، ويخلص إلى أن المجتمعات الإسلامية الأوروبية لا تتكيف بسهولة مع القوانين الوضعية المدنية الأوروبية، ويساهم المسلمون في تكريس العزلة، والخصوصية لهم ولمؤسساتهم الدينية.

ويرى أن النموذج للتعامل مع الدين الإسلامي مجتمعياً، في أوروبا، هو النموذج الإسباني، حيث يعامل المسلمون كمواطنين من الدرجة الأولى، وحيث الدولة تعتبر الإسلام ديناً معترفاً به وله صلة تشّكل تاريخ إسبانيا وثقافتها ومصدر ثراء روحي وفني واجتماعي لها.

أما في الجانب السوسيولوجي النسوي، فما زالت الجهود قليلة في كشف حقيقة المرأة في الإسلام بسبب التغييب المتعمد لهذا الجانب.

المنهج الألسني

تنقسم جهود الباحثين وفق هذا المنهج في نوعين من الدراسة، فيلولوجيا القرآن واللسانيات النصية. قدم الفيلولوجيا (فقه اللغة) الحديث مساهمات جديدة في تحليل النصوص القرآنية وغيرها لرسم صورة لتاريخ الإسلام المبكر بشكل خاص، لكن أغلب الكتب والدراسات التي صدرت حاولت عن طريق فقه اللغة المقارن وضع بدايات الإسلام مع اليهودية والمسيحية بشكل خاص في حالة تناص وتواشج.

النص الملتوي

صاحبة هذا المنهج هي أنجليكا نيوفرث، وهي باحثة ألمانية تخصصت بالقراءات الراديكالية المعاصِرة للقرآن بمنهج يزعم المزَاوجة بين البنيوية والإبستمولوجيا» فعلت ذلك في دراستها الواسعة للسُّوَر المكية أواخر السبعينيات من القرن الماضي، كما لعب هذا التوجُّه دوراً بارزاً في دراساتها المستمرة حتى اليوم، وبخاصة مقالاتها المبسوطة في (موسوعة القرآن) التي أُنجزت في النصف الثاني من التسعينيات (3).

وهي تزعم على أنّ القرآن نصٌّ شعائريٌّ مَتلوٌّ منذ البداية، ولذلك فهو يجمع بين التدوين الذي يفترض الانضباط، والشفوية التي تُحيلُهُ إلى تقليد حيٍّ أو نصٍّ متلوّ (Recitation Text)- وصارت طريقتها الطموحة وذات المنزع الأدبي اتجاهاً واسعاً في أوساط الدارسين للقرآن، بل سادت راديكاليتان تفكيكيتان منذ الثمانينيات وحتى اليوم: الراديكالية التي تعمدُ إلى تفكيك النصّ من الداخل، والراديكالية الأخرى التي تبحث عن أصولٍ عبرية أو سريانية مركبة للنصّ في استعادةٍ لفيلولوجيات القرن التاسع عشر، والتي كاد نولدكه نفسه يتجاوزها في أواخر حياته. (السيد 2007).

القراءة غير العربية للقرآن

صاحب هذا النهج هو جون وانسبورو، باحث أكمل دراسته في هارفارد وأكمل بقية حياته في جامعة لندن للدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS)، درس في كتابه (دراسات قرآنية) ويزعم بأن القرآن كما نعرفه اليوم اكتمل ظهوره في القرن الثالث الهجري أي العاشر الميلادي. بحث في المخطوطات الإسلامية المبكرة وتحليل الاستخدام المتكرر للسور القرآنية التي يدعي كذباً أن لها أصولاً يهودية ومسيحية،

وهو ما أدى به إلى افتراض أن صعود الإسلام كان طفرة جاءت من طائفة يهودية - مسيحية حاولت نشر دعوتها في الأراضي العربية، ثم تطورت لاحقاً، من خلال منظور عربي، إلى ديانةٍ مستقلة اكتمل خلالها القرآن، على مدى قرون على حد إفتراءته.

ورغم أن منهج وانسبرو يبدو منهجاً تفكيكياً راديكالياً إلا أنه يخفق في إخفاء خلفيته الدينية والأيديولوجية، وقد تكونت من طروحاته وأفكاره طروحات مشابهة اشتغل فيها تلامذته والمقربون منه مثل (مايكل كوك، باتريشا كرونه، مارتن هندز، جيرالد هاوتنج، كريستوف لوكسينبرغ، جيرد بوين، أندرو ربّن).

اللسانيات النصية

اللسانيات النصيّة، أو ما يعرف بـ (علم لغة النص) الذي يؤكد على التشكل الطبيعي للغة ووصف كل العوامل وثيقة الصلة بها من الناحية الاتصالية، وقد ارتبط هذا العلم بعلماء النص المحدثين مثل: فان دايك (Van Diyk) الذي يعتبر مؤسس علم النص وجوليا كريستفيا وغيرهما. وقد دارت بحوث ودراسات حول تناصيّة القرآن مع التوراة والإنجيل. وبدأت منذ القرن التاسع عشر مع دي ساسيه ونولدكه وغيرهما. وكان جولدزهير قد أثار بقوة أصل الإسلام والقرآن، وتبعه جوزيف شاخت الذي بحث بعمق أصل الشريعة الإسلامية.

ومن المستشرقين الجدد كان (جون وانسبرو) سباقاً في دراسة تناصات القرآن في كتاب (دراسات قرآنية: وسائل وطرق لتفسير النصوص المقدسة 1977) وكتاب (المناخ السائد بين الفرق: محتوى وتأليف تاريخ خلاصي إسلامي: 1978).

ذهب وانسبرو إلى أن الإسلام ظهر تحت تأثير وجود اليهودية الربينية وهي اليهودية الملتزمة بالشريعة الشفهية وآراء حاخامات اليهود (الربيين)، وأن القرآن والحديث ظهرا بسبب خلافات بين الفرق خلال زمن طويل.

وقد صدرت كتب كثيرة في مجال المقارنة والتناص بين القرآن والكتاب المقدس منها كتاب سيدني جريفيث، الكتاب المقدس باللغة العربية: الكتاب المقدس من «أهل الكتاب» في لغة الإسلام. اليهود والمسيحيين والمسلمين من القديم إلى العالم الحديث.

وقد قام لويسي جنرنبرج بالبحث في التناصات القرآنية مع الهاجادة اليهودية (معناها قصص القصص) الموجودة في كتاب المدراش (معناه البحث في الكتاب المقدس)، وهي التي تعني التعليقات والهوامش على الأسفار التوراتية وغيرها. والهاجادة اليهودية جزء من الجمارة (وهي التفسير في التلمود) والأخيرة كتبت في بابل. واكتملت كتابة الهاجادة في حدود 300 م، وهي مصدر القصص اليهودية التي ظهرت في الجزيرة العربية وشاعت.

أما التناصات مع التناخ (التوراة، العهد القديم) والهاجادة، فكانت محور فكرة التناص بين القرآن/‏‏‏ الإسلام والتناخ/‏‏‏ اليهود. وهناك أيضاً تناصات كثيرة بين نصوص العهد الجديد والأناجيل المحولة (أبو كريفا) والقرآن.. وهو ما كان محور بعض المستشرقين الجدد وما يحتاج إلى مباحث مفصلة.

منهج التاريخ الأركيولوجي المادي

مع باتريسا كرونه Patricia Crone ومايكل كوك Michael Cook سيتطور منهجي الفيلولوجيا والتناص إلى منهج أركيولوجي تاريخي مادي أشمل، ويشكل كتاب (الهاجرية) نموذجاً للمنهج التاريخي الأركيولوجي المادي الذي يتبناه الاستشراق الجديد، وهو إذ يتستر بمنهج البحث العلمي فإنه يصعب عليه إخفاء الموجهات الأيديولوجية التي تتنافى مع هذا المنهج، وسنبحث بالإشارة للمنهج العلمي من جهة وبكشف الأيديولوجيا المضمرة فيه من جهةٍ أخرى،

أما بخصوص منهج البحث عند باتريسيا كرونه ومايكل كوك في الكتاب فقد رأت الباحثة آمنة الجبلاوي، في كتابها (الإسلام المبكر.. الاستشراق الأنجلوسكسوني الجديد)، تناقضات منهج كوك وكرونه وأظهرت كيلهما بمكيالين، من خلال محاولة تطويع المادة التاريخية بحيث تتناسب والنتائج التي يريدانها. مستغلين فكرة عدم الثقة بسلامة المادة المصدرية العربية وأنها هي ما يدفع المستشرقين اعتمادها، لكنهما لا يحترمان مبدأ الزمن،

فيستعملان، على سبيل المثال، مادة مسيحية تعود إلى القرن العاشر الميلادي من جهة، ويعودان أحياناً إلى المصادر العربية التي قاما بإقصائها بصفة مطلقة إذا ما صادف موافقتها لما يريدان من جهةٍ أخرى.

يقع منهج مايكل كوك وباتريسيا كرونه في منطقة المنهج التاريخي الأركيولوجي المؤدلج بخلفيات مقصودة منها: العقيدة اليهودية والتوراتية، فهو امتداد لمنهج النقد الليبرالي للكتاب المقدس الذي استخدمه في الاستشراق القديم (غولدزيهر وشاخت وفلهاوزن) وهما يستعينان بمحاضرة وانسبرو 1974 ومقاربته المشككة في المصادر الإسلامية عن تاريخ الإسلام.

كتابهما (هاجريزم) أو (الهاجرية) يقع في صلب هذا السياق، فهو يستبعد الرواية العربية لمؤرخي القرون الوسطى الإسلامية ويعتبرها تشكيلاً مقصوداً لتاريخ لم يكتب إلا بعد مضي 150 سنة على ظهور الإسلام، وهكذا يضعان الإسلام المبكر تحت عدسة المصادر غير الإسلامية ليصلا إلى حقائق جديدة بعضها قابل للنقاش وبعضها يجنح في الغلوّ ويدعو إلى السخرية حقاً.

يرى عامة المسلمين أننا لا يمكن أن نفهم تاريخ القرن الأول والإسلام عموماً وجذور النص القرآني خصوصاً إلا انطلاقاً من المصادر الإسلامية، ولكن الباحثين يشككان في مصداقية المصادر الإسلامية وموثوقيتها. ويتساءلان عن سبب تكاثر الكتابات في نهايات القرن الثامن للميلاد؟

لكن مايكل كوك وباتريسيا كرونه في الكتاب يضعان الإسلام المبكر في آخر حلقات التاريخ القديم وينزعانه من التاريخ الوسيط، حيث يعترض المستشرق البريطاني كرون سرجنت على مقالة كرونه في تاريخ الإسلام الأول قائلاً إن «جلّ حجج كرونه قائمة على نفي البديهيات وتقديم حجج قائمة على السلب وإن مفاهيمها خاطئة ومثيرة للجدل».

الجبلاوي تؤكّد حول نفيهما للمصادر الإسلامية واستعمال المصادر الأخرى استحالة اعتبار هذه المصادر بريئة تماما أو، على الأقلّ، أكثر تجرّداً من المصادر الإسلامية، لأنها نابعة من شهادات الضالعين في الصراعات الدينية والعسكرية والسياسية مع الحضارة الإسلامية.

أما تاريخ ظهور كلمة إسلام فيرى كوك وكرونه أنه لم يقع استعمال كلمتي«مسلم» و«إسلام» قبل نهاية القرن السابع، حيث إن لفظة مسلم لم تظهر قبل أواخر القرن السابع. ويؤكد الباحثان أن الإسلام بمعنى «التسليم والخضوع» لله هو مفهوم استعاره العرب من السامريين (Samaritains).

ورغم أن للكلمة جذراً في اللغات العبرية والآرامية والسريانية، فإن الأدبين اليهودي والمسيحي لا يقدمان استعمالاً قريباً من المفهوم الإسلامي. في حين أننا نجدها في النص السامري «ممر مركاه» أو «رسالة مركاه» وهو النص السامي الأهم في القرن السابع.

ويلتقي الجذر السامري مع الجذر العربي في معنى السلام إلى جانب التقائهما في معنى التسليم. ويشكّل توجيه المعنى نحو «الخضوع»، في رأي الباحثيْن محاولة عربية لفصل الهاجرية عن اليهودية. (الجبلاوي: 2008: 151).

تنسب كرونه وكوك اشتقاق تسمية الدين الهاجري أو (الهاجرية) كإسم أول قبل ظهور اسم الإسلام، من وثائق يهودية وسريانية، حيث يريان بأنه لا يوجد سبب معقولٌ يدفعنا إلى الافتراض أن حاملي الهوية البدئية هذه دعوا أنفسهم (مسلمين).

وأول ذكر لهذا المصطلح على نحوٍ مبين كان في قبة الصخرة عام 691 وما بعد، ولا نجده من ناحية أخرى خارج التقليد الأدبي الإسلامي حتى القرن الثامن، لكن مصادرنا تكشف عن تسميةٍ للجماعة أكثر قدما من السابقة، تسمية تتناسب جيداً مع سياق الأفكار التي قدمها سيبيوس. تظهر هذه التسمية في اليونانية بصيغة (ماغاريتاتي Magaritai) وذلك في برديةٍ تعود للعام 642،

أما في السريانية، فهي (ماهغري Mahgre) أو (ماهغرايه Mahgraye) التي تظهر منذ البدايات أي من أربعينيات القرن السابع، والمصطلح العربيّ المقابل هو مهاجرون. (كرونه وكوك 1999: 20).

ويقترحان أن هذا الاسم مأخوذ من اسم هاجر أم اسماعيل من جزيرة العرب إلى الأرض الموعودة بسبب غياب الوثائق الأركيولوجية التي تشير إلى الهجرة من مكة إلى المدينة، ويتناسيان أن هجرة الإسماعيليين هي هجرة لاتاريخية وتحتاج هي أولا إلى دليل أركيولوجي، ولكنهما يتغافلان عن هذا الدليل لأنه ورد في التوراة، أما ما يرد في القرآن فيبقى بحاجةٍ لدليل!! وهذا ما نسميه بالكيل بمكيالين.

هذا الاستقصاء (الأركيولوجي) هو استثمار للمنهج العلمي لصالح موجهات أيديولوجية كانت ترددها أفكار فجّة عن الإسلام في العصور المظلمة الوسطى، فهل جاء الاستشراق الجديد ليكون امتداداً لنتائج الاستشراق الكلاسيكي كما يقولون أحياناً؟ أم أنه، فيما يبدو، يعود بالاستشراق إلى نشأته القروسطية ويبررها (علمياً)؟

.المراجع:

1. برغمر، كريستوف: حوار مع كريستوف لوكسنبرغ، ترجمة إبراهيم جركس، موقع شبكة العربي، الحوار مأخوذ باختصار من كتاب كريستوف برغمر: «جدال حول القرآن: نقاش لوكسنبرغ» ترجمة عن النص الإنجليزي:.(Dispute about the Koran: The Luxenberg Debate)

2. الجبلاوي، آمنة: الإسلام «المبكر» الاستشراق الأنجلوسكسوني الجديد (باتريسيا كرون ومايكل كوك أنموذجاً)، منشورات الجمل، كولونيا، بغداد (2008).

3. زبيدة، سامي: انثروبولوجيات الإسلام (مناقشة ونقد لأفكار إرنست غيلنر)، دار الساقي (بحوث اجتماعية 22)، بيروت (1997).

4.السيد، رضوان: جوانب من الدراسات القرآنية الحديثة والمعاصرة في الغرب، مجلة التسامح، العدد 17 لسنة (2007)

5. هيجر، كريستوف: قراءة آرامية سريانية للقرآن – مساهمة في تفسير القرآن، (د.م)، دار الكتاب العربي، برلين (2000).

6.كرونه، باتريشيا ومايكل كوك: الهاجريون، ترجمة نبيل فياض، حقوق الطبع محفوظة، د.م. (1999)

7.الوهيبي، عبد الله بن عبد الرحمن: حول الاستشراق الجديد (مقدمات أولية)، منشورات مجلة البيان/‏‏‏ مركز البحوث والدراسات، الرياض (2012 م- 1435 ه).

8.الأرناؤوط، محمد: عرض لكتاب مجتمع مسلم لأرنست غيلنر ترجمة أبو بكر أحمد باقادر2005، تاريخ الإقتباس 19/‏‏‏ 12/‏‏‏ 2015 موقع أرنتروبوس، http:/‏‏‏/‏‏‏http://http://www.aranthropos.comwww.aranthropos.com.

صراع المثالية والواقعية

كان الدكتور علي الوردي قد قدّم في رسالته للماجستير أطروحته في سوسيولوجيا الإسلام، ورصد فيه التفاعل بين الإسلام ######################## والمجتمع، ومثّل هذا التفاعل أو الصراع ما يسميه بالصراع بين المثالية والواقعية، حيث تمثل تعاليم الإسلام الجانب المثالي، بينما تمثل الواقعية طبيعة حاجات المجتمع الإسلامي. ويتناول الخلاف السنّي – الشيعي، الخلافة وما يترتب عليها، طبيعة الإسلام، الصراع في الإسلام وأصوله، صراع الظالم والمظلوم، عليّ ومعطلة الإٍسلام.


Post: #370
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-22-2018, 08:49 PM
Parent: #369

هل كانت الكعبة "كنيسة مريمية"؟!

وأن اللات والعزة ومناة، لسن سوى "مريمات" عربيات؟


هل كانت "قريش" من أتباع "المسيحية الهلينية" ؟

تم وُصمهم بعبادة الأوثان والإشراك،

وهم بالحقيقة من أتباع "الأقانيم الثلاثة "،

ومقدِّسي الأيقونات والصور؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البدايات المظلمة للإسلام المبكر -الجزء الأول

نادر قريط

البدايات المظلمة؟
عنوان كتاب لكارل هاينس اوليغK. Ohlig (1) من جامعة سارلاند ـ ألمانيا، والذي يقود نخبة من باحثي تاريخ الأديان، من أمثال غيرد بوين G.R. Puin المدير السابق لفريق البحث في المخطوطات القرآنية التي عُثر عليها عام 1972في جامع صنعاء الكبير، ولكسنبرغ C. Luxenberg صاحب القراءة الآرامية للقرآن، وفولكر بوب V.Popp الباحث في تاريخ المسكوكات والنقوش القديمة، ويهودا بيفو، ويوديت كورين وغيرهم،

والهدف هو البحث والتنقيب في ماضي الإسلام المبكر. وإزاحة ركام الأسطرة عن تلك الحقبة من القرن السابع ميلادي. حيث أن نجاح دراسات أركيولوجيا الكتاب المقدس، وكشف أسطورية عصر الآباء (من إبراهيم إلى سليمان) وخلخلة البناء اليهو ـ مسيحي، بدأ يُغري بتطبيق تلك المناهج النقد ـ تاريخية على الإسلام. من خلال مراجعة لأهم المصادر والنقوش الكتابية المبكرة. وتأويلها بمعزل عن قسر وإرغام دلالات التراث الكتابي الإسلامي، الذي أصبح بنظر البعض مجرد أدب ديني وليس تاريخا بالمفهوم العلمي لكتابة التاريخ.

وقبل التعرض للتفاصيل وإبداء الرأي أجد ضرورة للتوقف عند بعض المفاصل النقدية، التي تمهد وتعترض بآن معاً طريق هذه الرؤى الجديدة.

في مطلع القرن 19 أعرب الباحث بتاريخ الإسلام غوستاف فرايتاغ (1788ـ 1861) عن عدم ثقته بأخبار الموروث الإسلامي ووصفها بالمكذوبة والملفقة، خصوصا تلك التي تناولت الطقوس الوثنية حول كعبة ما قبل الإسلام،

فالروايات عن أصنام البانثيون المكّي، حملت الكثير من التناقضات، سيما وأن المكان تحوّل بعدها إلى شعيرة إسلامية (بأوامر إلهية؟!)، ناهيك عن تعارضها مع روح القرن السابع م. وإجتياح التصوّرات اليهو ـ مسيحية للمنطقة، والتي أبطلت عبادات التماثيل الحجرية منذ زمن طويل،

وأيضا فيما يكشفه الموروث الإسلامي من إرتباك عند حديثه عن الأحناف والشعر الجاهلي،

وما تضمنه من أفكار قرآنية مباشرة، تصل أحياناً حد التطابق في العبارة والدلالة، ناهيك عن أن فضاء الخطاب القرآني يعكس صورة عن جدل حاد بين أهل الكتاب، ممزوج بمرارة الشكوى، ولا يعكس جدلاً مع عبَدة تمائيل حجرية كما أراد الموروث أن يوهمنا.

ولعل تحوّل الكعبة إلى طقس إسلامي، دليل دامغ على زيف تلك الإدعاءات.

في نهاية القرن 19 حاول كارل فولر ورودلف غاير تفحّص التاريخ التحريري للقرآن، وإعادة بناء لبعض المقاطع الشعرية في السور القصيرة المقفاة، وإفتراض وجود نص قرآني قديم تم طمسه معالمه فيما بعد، وتحويل مضمونه ليمنح ترابطا جديدا للمعنى الديني ـ التاريخي، وهذا ما تابعه غونتر لولينغ G.Lüling (2) في سبعينيات القرن20 بإفتراضه أن تلك السور هي صلوات طقسية ونتاج أدبي يعود للمسيحية السورية.

ثم أعقبها بدراسته عن الكعبة ومراحل تطور بنائها في أزمنة مختلفة (3) وتعقّب إشارات الموروت الإسلامي التي دلّت على وجود رموز مسيحولوجية داخل الكعبة تم إزالتها بعد فتح مكة،

وكذلك الروايات عن وجود ستة أعمدة حملت سقفها الخشبي (حاليا ثلاثة) والتي كانت مصطفة على خطين متوازيين بحيث أتاحت للمصلّين آنذاك بالإتجاه نحو الحُجر (وبالتالي نحو القدس) ،

وكما يُستدل من الموروث فإن هذا الحُجر (حاليا محاط بجدار قوسي قليل الإرتفاع) كان أيام الجاهلية وزمن عبدالله بن الزبير مسوّراً بجدار عال مسقوف ويتصل فضاؤه بداخل الكعبة ويقوم بدور مذبح الكنيسةAltar .

وبهذا أعلن لولينغ أن الكعبة كانت كنيسة مريمية؟! وأن اللات والعزة ومناة لسن سوى مريمات عربيات، وأن الصراع لم يكن مع كفار قريش بل مع قريش مسيحية بيزنطية، تناقضت أقانيمها الثلاثة مع الكنيسة السورية التوحيدية (التي ضمّت أتباع الطبيعة الواحدة في كنيسة الغساسنة، ذات التقاليد التوراتية، المشبّعة بالعداء لبيزنطه ومؤتمر نيقيا)

وهكذا جاء بإطروحة مركزية مفادها أن دعوة القرآن للعودة إلى دين إبراهيم وإسماعيل هي على المستوى الرمزي، عودة إلى الإله البدئي Pagan للجزيرة العربية وتجلياته في جذور اليهو ـ مسيحية، حيث كان الإله يسمع مناجاة إبراهيم ويقسّم له تخوم أرضه،

وهذا قد جرى طمسه في المرحلة المابعد نبوية، وبالتالي طمس صورة الأعداء الذين حاربهم الإسلام المبكر، والذين كانوا من أتباع المسيحية الهلينية (قريش) إذ تم وُصمهم بعبادة الأوثان والإشراك، وهم بالحقيقة من أتباع الأقانيم الثلاثة ومقدسي الأيقونات والصور،

وهذا الطمس والتعتيم جاء لتجنيب الإسلام الفتي صداماً لاهوتياً مع يهو ـ مسيحية ذات تراث كتابي لاهوتي واسع، وكأن الإسلام قرر حينها أن يخسر على الطاولة ما ربحه في ساحة الحرب، والقول هنا لغونتر لولينغ

Post: #371
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-23-2018, 06:02 PM
Parent: #370

البدايات المظلمة للاسلام المبكر -الجزء الثاني

لكن الإضاءة المهمة حول تاريخ مكة كان قد قدمها راينهارد دوزي عام 1864في كتابه "الإسرائيليون في مكة" والتي رفضها (عمدة الإستشراق) فلهاوزن، مع أنها فتحت الطريق أمام دراسات التوراة، سيما وأن جغرافيا فلسطين باتت تُكّذب نشوء الحدث التوراتي لعصر الآباء على ربوعها؟!

وفكرة دوزي قالت بأن مكّة هي التي ذكرها مدوّنو تاريخ الأنتيكا حتى القرن الثالث م. بإسم "ماكاروبا" ووردت في العهد القديم "ماكاروبا" بمعنى "ميدان المعركة الكبير" ثم إختُصر الإسم بإزالة الصفة "روبا" (كبير) لتبقى ماكا: ميدانا للصراع.

ثم يشير إلى ما ذكرته التوراة عن خروج سبط شمعون من رابطة القبائل الإسرائيلية زمن داوود (حوالي 1000 ق.م) وإستيطانهم أرض الحجاز، الأمر الذي دفع المحرر التوراتي بعد السبيّ، لنعت هؤلاء الشمعونيين بالإسماعليين (لاحظ التشابه بين لفظي شمعون وشمعيل) حيث إعتبرهم أقارب غرباء (من هاجر وإسماعيل)

وهناك من يجزم بأن قصة إسماعيل وأمه هي حشو متأخر في سياق الرواية التوراتية،

واللافت كانت العلاقة التي وجدها دوزي بين صنمي الصفا والمروة "إساف ونائلة" وبين لفظين آراميين: "آسوف ونوالي" بمعنى: مزبلة أو مكان رمي الفضلات،

والقصد هنا أن الصفا والمروة كانت أماكن لرمي بقايا الذبائح والقرابين التي كانت تُنحر حول الكعبة.

ثم دُعمت أفكار الهولندي دوزي بأبحاث فريتز هومل مطلع القرن 20 المعززة باللقى الأثرية المسمارية من منطقة شمال غرب شبه الجزيرة العربية (جنوب العقبة) حيث تشير النقوش إلى أن تلك المنطقة (الشمعونية/الإشماعيلية) كانت تسمّى لغاية القرن السابع ق.م "مصر"،

الأمر الذي دعى هوغو فنكلر للقول بأن مصر (جنوب العقبة) إلتبست دلالتها على جيل ما بعد السبي وأصبحت تسمى: مصراييم التوراتية أو مصر الحالية (أم الدنيا).

فالميول الحديثة للبحث التوراتي تذهب أيضا إلى أن أسطورة الخروج بقيادة موسى هي قصة متأخرة، أقحمت على السرد في زمن متأخر.

إن ربط مصر بلفظ المديانيين (سكان شمال غرب شبه الجزيرة) هو أقرب لفهم مخطط الجغرافية التوراتية،

وهذه الصورة تتناغم مع الإيحاءات القرآنية التي تصوّر الأنبياء بقبيلة ميثولوجية ليس بعيدة زمكانيا عن فضاء الحجاز.

وتنسجم مع قصص الموروث الإسلامي عن هجرتين لقبيلة جرهم وتقاليدها اليهودية وإستيطانها حول مكة، والذي حصل بالتوازي مع حكاية تدمير المعبد الأورشليمي في القرن السادس ق.م والأول م (بالمعنى الرمزي وليس التاريخي)

أما النقلة الثانية في الموضوع فيأخذنا إليها الباحث الفرنسي المعروف، رونالد دوفو R. De Vaux (إرتبط إسمه بمخطوطات قمران)

ففي كتابه "اللاويّة المعينية" يكشف النقاب عن لاويين في مدينة معين (مصران) شمال اليمن، وعن إلتباس وغموض دور اللاويين في السرد التوراتي الذي إعتبرهم سبطاً إضافيا لإنقاذ الرقم 12 بعد دمجه لسبطي منسي وإفرايم في سبط يوسف.

إضافة لتصويرهم بمثابة كهنة جوالين لم يشملهم توزيع أراضي التوراة كبقية الأسباط.

ولابد أن اللاويين قد عانوا أثناء الإصلاح الديني لملك يهوذا يوشيا ( 609ـ 640ق.م) الذي قام بمركَزة العبادة والطقوس في معبد أورشليم، وتحريم وجود معابد أخرى في أرجاء البلاد، فضاقت حياة هؤلاء (الكهنة) اللاويين المتجولين،

الشيئ الذي نسمع صداه في سفر عزرا (19: 8ـ 15) حيث يروي أن عدد اللاويين العائدين من السبيّ البابلي كان معدوماً (عائلتان فقط)،

والعجيب كانت أخبار التلموذ التي ذكرت أن نبوخذ نصر (605ـ 662ق.م) قام بترحيل ثمانين ألف من فتيان اللاويين إلى الجزيرة العربية.

وفي كتابه "محاضرات نقدية في نشوء المسيحية 1906" خصص برنهاد كيدرمان، فصلاً عن المعينين (عرب الجنوب) وقال بأنهم المينيم Minim، إحدى الفرق اليهودية المهرطقة التي إنتشرت في كل العالم القديم، وهم من كتب عنهم هيرونيموس أحد آباء الكنيسة قائلا: لقد لعنت الكنيسة هؤلاء المينيم/المعينين في وصيتها الثانية عشرة ومعهم أيضا لعنت النوصيريم Nuserim (النصارى؟!)

وتمنت أن تُنتزع أسماؤهم من كتب الأحياء وأن لا يُدوّنوا في كتاب العدالة. الباحثون اليهود قالوا إنهم عبارة عن مسيحيين يهود، أما الباحثون المسيحيون فإحتجوا على وضعهم في خانة النوصيريم، فالتراث الرابيني اليهودي ينظر إلى هؤلاء المينيم/المعينين كإسرائيليين رفضوا التوحيد وإعتقدوا بآلهة متعددة.

ويمكن التصورّ بأن المعينيين قد أغضبوا الأرثودوكسية اليهودية إبان الحقبة المقدونية، وهم عبارة عن "تجار بخور" عاشوا عصراً ذهبيا في جنوب الجزيرة العربية، وملكوا تقاليد مشابهة لقبيلة جرهم،

أي أن هؤلاء الهراطقة اليهود سواء كانوا (مينيم/معينين/لاويين/شمعونيين/إشماعليين/ جرهميين) قد ورثوا تجارة البخور العالمية من العماليق (هوبرت غريم قال عام 1904 بأن إشتقاق إسم العماليق حسب اللغات المسمارية يعود ل"مِلوخقا" Melukhkha ويعني: تجار البخور)

فكل تلك المُسميات مرادفات لغوية لمجموعات إنتشرت بين حضرموت وقتبان، وإحتكرت تجارة البخور وسيطرت على طرق القوافل مع مصر واليونان وبلاد النهرين، عبر الجزيرة العربية (مرورا بمكة، جدة، جزيرة الفيلة بإتجاه قرطاج أو عبر العريش بإتجاه سيناء)

ولابد أن تنظيماً قبلياً قد ربطهم خلال مئات السنين، ومكنّهم من إقامة مستعمرات تجارية في جزيرة الفيلة وقرطاج،

وهذه الرابطة يمكن فهمها من خلال قانون الدم (العصبية) القبلي، الذي حددته آنذاك السمات السياسية الإجتماعية والدينية لمنطقة الجزيرة العربية. والذي يقوم على مبادئ: الحُرّمة وحق الضيافة، ونظام الدخيل،

فهي الضمان الوحيد للسفر وسلامة القوافل. وهذا يشرح أيضا كيف أن اللاويين أو السبط 13 الذين نُذروا للمعابد وقبلوا أفكار موسى المصري (بمعنى:المدياني) وحوّلوا ديانات الخصب إلى عقيدة يهوى الرب،

قد إضطروا للرحيل والهجرة، بعد (تأميم) الملك يوشيا للمعابد وحصر طقوس العبادة في المعبد الأورشليمي. الهجرة إلى أين؟ إلى جزيرة العرب، إلى حيث يحميهم قانون الدم القبلي ونظام الدخيل، الذي يتيح تبني وحماية الغرباء.

Post: #372
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-25-2018, 11:13 PM
Parent: #371

البدايات المظلمة للإسلام المبكِّر : الجزء الثالث

"لماذا لم تترك الدولة الإسلامية أية وثائق؟
ولماذا لم يترك خصوم العرب ورغم وجود كتاب بيزنطيين ويهود ومسيحيين كثر، عاشوا تحت السلطة الإسلامية (المزعومة)،

لماذا لم يتركوا أية وثائق"؟؟


الحكام الأمويين وأوائل العباسيين كانوا مسيحيين؟؟؟؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المقدمة المطوّلة، هي خلاصة لبعض أطروحات لولينغ (4) وتعكس إهتمامه بدراسات أنتربولوجيا التاريخ لليفي شتراوس، وعدائه للإستشراق الكلاسيكي الذي مثّله يوليوس فلهاوزن. وقد إخترتها كمقدمة لا غنى عنها، في الحديث عن بدايات الإسلام، خصوصا وأن مجموعة باحثي "البدايات المظلمة" تجاهلوا دور الحجاز ومكة كلياً وأغفلوه، ونقلوا مسرح الحدث الإسلامي المبكر إلى الشمال حيث تُركت وقائعه تدور على مساحة جغرافية تمتد بين سوريا وفارس الساسانية.

وهذا الأمر يجافي الواقع، رغم مافيه من حجج منطقية، فالسياق التاريخي العام يوحي بأن الحجاز كان أحد المراكز الدينية المهمة لليهو ـ مسيحية القديمة، وربما تزداد أهميته حالياً بسبب فشل البحث الآركيولوجي في تحديد جغرافية عصر الآباء.

ومن جهة أخرى فإن هذه الجماعة اوليغ/بوين، لا تفسر لنا هذا الكم التدويني الإسلامي الكبير (السردي، والفقهي) الذي أنتجه القرن التاسع ميلادي، فحتى لو إفترضنا بأسطرة روايات الموروث الشفهي، فلابد من وجود فضاء عقلي ما خلف تلك الروايات.

ومن المحال أن تُنتَج من العدم. لكن قبل إبداء الرأي النقدي بعمل اوليغ.. أقدم فيما يلي ملخصا لآرائه كما وردت بخط يده (5) أثناء حملة الترويج لكتابه عام 2005:
يقول اوليغ: من السائد والمعروف أن النبي محمد (570 ـ632م) وعظ بوحيّ الله بين مكة والمدينة، ثم نجح في تحويل قبائل الجزيرة العربية إلى أمة واحدة، تحت سلطته الدينية والسياسية، فحياته وأصله وزيجاته وآثاره وهجرته من مكة للمدينة عام 622م.

وحروبه تم تفصيلها وسردها في المؤلفات الإسلامية. وبعد وفاته بدأت قصة النصر الديني والفكري في عهد الخلفاء (632ـ 661م) وفي عصر الأمويين في دمشق (661ـ 750م) والعباسيين إعتبارا من عام 749، وإنشاء بغداد عام 762م. تشكّلت دولة إسلامية كبرى.. فلماذا الحديث إذاً عن بدايات مظلمة؟

من المعلوم أن قليلا من علماء الإسلاميات إلتفتوا إلى أن القرآن لايُقدم أية إشارات عن سيرة محمد المكّي [هنا أرجو التعوّد على هذه المصطلحات، التي تميز بين محمد مكّي، وبين محمد Prädikat بمعنى: شخصية إعتبارية]

فكل المعلومات عن سيرته نجدها في كتب السير لبداية القرن 9و 10 م. أولها سيرة إبن هشام المتوفي عام 768م. والتي إعتمدت سيرة مفقودة لإبن إسحق المتوفي أيضاً عام 768م (ولا ندري إن كان ذلك حقيقة أو وهم).

ثم كتاب المغازي للواقدي (توفي عام 822م.) وكتاب طبقات إبن سعد (توفي 845م.) وتاريخ الطبري (توفي 922م.) ومجموعة كتب الصحاح في القرن التاسع م. للبخاري الذي توفي عام (870م.) ومسلم (875م.) وإبن داوود (888م.) والتلمذي (892م.) والنسائي (915م.) وإبن ماجه (886م.)

[شخصيا أضيف بأن أقدم المخطوطات المتوفرة حالياً لهذه المؤلفات تعود لنهاية القرن الخامس هجري ومطلع القرن السادس، والشيئ الغريب أن كل صحاح السنّة كُتبت تقريبا خلال جيل واحد من الكتاب، وهذه مسألة في غاية الأهمية؟!]

ويضيف أوليغ: وبموجب النقد التاريخي فإن هذه المدوّنات التاريخية، يُنظر لها بتحفظ، فقد جُمعت في زمن أصبح فيه محمد رمزاً لهوية إمبراطورية قوية، وبما يوازي ذلك تمت صياغة شخصيته ونمذجتها.

فالسمات المؤسطرة في شخصيته، تفرض نفسها على أية قراءة نزيهة، لأن كثيراً من المسائل التي طرحتها تلك المدوّنات، لم تكن ذات أهمية في ذلك العصر المُحتمل لحياة النبي.

فتلك المصادر نسبت السيرة إلى القرآن (المكي والمدني) [ بمعنى أن تدوين القرن التاسع قام بنسج وإسقاط سيرة محمد لتوافق النص القرآني. طبعا من خلال تأويل هذا النص، ففي القرآن لا يرد إسم محمد إلا أربع مرات ناهيك عن غياب تفاصيل الأسماء والأزمكنة إلا بإستثناءات قليلة مثل: المسجد الحرام ببكة، والمسجد الأقصى وأسماء قليلة أخرى، وحتى هذه يمكن أيضاً تأوليها أثناء عملية التدوين الديني]

ثم يضيف: لهذا فإن شخصية النبي العربي من الناحية التاريخية تظلّ ضبابية، وبتعبير قاسي: إن تاريخيته موضع تساؤل.

ثم يتعرض لمقولة رودي باريت التي إفتتح بها ترجمته الشهيرة للقرآن "لا يساورنا شك بأن كل آية في القرآن، تعود لمحمد" فيقول اوليغ: لماذا ياترى؟ ومن أين له أن يعرف ذلك.؟

وماهي المصادر التي إعتمدها؟ فثمة تواتر واضح في النص القرآني، وثمة تقاليد مترادفة وأحياناً متناقضة، تشير إلى أعمال لأقلام لاحقة، وهذا تُظهره النسخ الخطيّة القديمة لصيرورة النص القرآني، ووجود دلائل متأخرة جداً على النبي [بمعنى تأخر ظهور إسمه على النقوش والمسكوكات]

فمن غير المعقول أن يتم القفز على هذه الإشكاليات، إضافة إلى أن القصة التكميلية للتمدد الإسلامي قد دُونت بأيدي مسلمي القرن التاسع م. مع ندرة الوثائق من القرنين الهجريين الأولين.

وهنا يستشهد بأهم باحثي الإسلام المبكر جوزيف فان إس J. van Ess: هناك وثائق قليلة من القرن الأول هـ، تتمثل ببعض النقوش الكتابية على قبة الصخرة، والمسجد الأموي، وبعض المسكوكات. وكل النصوص الإسلامية مشتبه بإسقاطها رجعيا في أزمنة لاحقة، لهذا غادر فان إيس القرن الهجري الأول ودخل فى الثاني، وهناك لاحظ أيضا غياب الوثائق الأصلية. أي أن القرنين الأولين مُبهمان ويقعان في ظلمة التاريخ.

والسؤال:
لماذا لم تترك الدولة الإسلامية أية وثائق؟

ولماذا لم يترك خصوم العرب ورغم وجود كتاب بيزنطيين ويهود ومسيحيين كثر، عاشوا تحت السلطة الإسلامية (المزعومة)

لماذا لم يتركوا أية وثائق؟

وهنا يشير إلى أن كتاب "البدايات المظلمة" محاولة لرسم خطوط مسار هذين القرنين. من خلال الشواهد القليلة المؤرخة (كالمسكوكات والنقوش).

ويضيف لقد تمت البرهنة على أن هذه النقوش الكتابية على المسكوكات وقبة الصخرة في القدس هي رموز مسيحولوجية* تخص اللاهوت السوري.

وبإختصار يقول كارل اوليغ، بأن النقوش على قبة الصخرة والمسكوكات، تدل على محاولة مسيحية سورية لوضع حدود مع كنيسة بيزنطه ذات الأقانيم الثلاثة، وتوثّق محاولتها الفخورة في المحافظة على هوية خاصة بها، ويضيف: لقد أصبح واضحا بأن عام الهجرة قد إستخدمه العرب المسيحيون في حسابهم عام 622م.

، ثم جرى تحويره ليصبح إسلامياً، ولغاية القرن الثامن، كانت مناطق المشرق العربي وشمال أفريقيا، تخضع لزعامات مسيحية،

وأن الحكام الأمويين وأوائل العباسيين كانوا مسيحيين، وحتى بداية القرن الهجري الثاني كانت الشخصية الإعتبارية "محمد" متماهية مع صورة "المسيح"، ثم إنفصلت عنها في القرن الثامن، حيث منحت إمكانية لنشوء هوية عربية إرتبطت بالنبي محمد بصفته المستقلة، بعد ربطها بالمدن المقدسة العربية مكة والمدينة.

وفي هذا المفصل نشأت مؤلفات السير وكتب حديث السنّة وتواريخ الملوك وذلك بإسقاطها رجعيا على تاريخ إسلامي متسلسل، وهذه الصيرورة المُدهشة تشبه تماما ما فعله محررو التوراة (أسفار موسى الخمسة)، عندما أسقطوا الأحداث رجعياً على أزمنة غابرة، ثم جرى تعليلها وتأوليها ومنحها الشرعية. ويضيف بأن نسخ القرآن في القرن الثامن، كانت تحتوي على أخطاء كتابية، ثم إنتظرت قرناً إضافياً لتأخذ صياغتها القانونية الإسلامية، وقد حدث ذلك في العراق وفي محيط كتابي يهو ـ مسيحي.

ويختم بإشارته لقراءة لكسنبرغ الآرامية للقرآن، التي حاولت البرهنة على إرتباط المباني القواعدية لعربية القرآن بقواعد السورو ـ آرامية، وكيف أن دراسته أعطت قراءة جديدة لبعض آيات القرآن، بعد أن رفعت اللبس عن أخطاء التنقيط وذلك بإرجاع الدلالة إلى الجذر اللغوي الآرامي.

والجديد هو كشف لكسنبرغ لأخطاء مردها إشتراك الخط العربي والآرامي في أربعة حروف هجائية، تتشابه أو تتطابق في كتابتها (رسمها) وتختلف في نطقها (هجائها)،

وأدى هذا التشابه في رسم الحروف لإلتباس المعنى أثناء نقل وكتابة المادة القرآنية بالخط العربي. ويختم قائلاً بأن المسيحية العربية قامت بتأليف كتابات وشروح وتفاسير للعهدين القديم والجديد بلغتها السورو ـ آرامية تتناسب مع رؤاها، وهذه قد نُقلت للعربية في عهد عبدالملك 705م. أو إبنه الوليد 715م. الذي جعل العربية لغة الدولة الرسمية. وإن الإشارات التي تدل على إتلاف النصوص القرآنية (المخالفة) وإبقاء النص العثماني، تعود للقرن التاسع م. وتعني إتلاف النصوص السورية الأصلية، التي سادت حتى بداية القرن الثامن م.

Post: #373
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 03-29-2018, 08:22 PM
Parent: #372

البدايات المظلمة للإسلام المبكر : الجزء الرابع

هل "محمّد" هو ليس "اسم شخص"، وإنما هو تمجيد للمسيح، عبدالله ورسوله؟؟؟
ـــــــــــــــــ

بعد العموميات التي أطلقها اوليغ، أقدم فيما يلي موجزاً للبنى الأساسية التي ارتكزت عليها فرضياته، ونظرا لطول البحث وتشعبه في كتابين كبيرين، رأيت أن أقف عند أفكار رئيسية شكلّت المداميك الأساسية للبحث

أولها: دراسة ك.لُكسنبرغ الفيلولوجية المقارنة حول نقش قبّة الصخرة، كما وردت في كتاب "البدايات المظلمة".

وثانيها: دراسة ف.بوب حول تأويل النقوش الأخرى والمسكوكات، ورؤيته للمسار التاريخي الذي سلكته الأحداث مطلع القرن السابع م. كما وردت في كتاب "الإسلام المبكّر" آملاً الاختصار بما تسمح به هذه الوريقات.

قبة الصخرة:

تحت عنوان "تأويل جديد للنقش الكتابيّ العربيّ على قبّة الصخرة في القدس" (1)، يُقدّم لُكسنبرغ في البداية تعريفاً بدور اللغة الآرامية باعتبارها لغة التواصل الدولية Lengua Franca في المنطقة، ولغة إنجيل "بشيطا" (البسيط) لمسيحيّي المشرق المنسوب للقرن الثاني م.

كما يعلمنا بأنّ النقش الكتابيّ لقبّة الصخرة قد أخذه عن تصوير موثوق جاء في كتاب غرابر O. Graber ويعود النقش لعبد الملك بن مروان باني الصرح عام 72عربي* 695م ، مع التنويه بأنّ اسمه قد شُطب من النصّ واستبدل باسم المأمون عام 216 هجري.

وقبل عرض آراء لُكسنبرغ أقدّم الجزء المهمّ من النقش الكوفيّ كما أورده الكاتب (2)

1ـ بسم الله الرحمن الرحيم/لا إله إلا الله وحده لا شريك له/ له الملك وله الحمد/ يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير/ هذا المقطع يتطابق مع القرآن (64آية 1) (57 أية 2)

2ـ محمد عبدالله ورسوله/ إن الله وملائكته يصلون على النبي/يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما/صلى الله عليه والسلم عليه ورحمت الله/ جزء من المقطع يعود للقرآن (33 آية 56)

3ـ يا أهل الكتاب لا تعلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق/ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقيها إلى مريم وروح منه/فآمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلثة/ انتهوا خيرا لكم/ إنما الله إله وحد/سبحانه/أن يكون له ولد/له ما في السموت وما في الأرض/وكفى بالله شهيدا (4 آية 171)

4ـ لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون/ومن يستنكف من عبدته ويستكبر فسيحشركم إليه جميعا/ (4 آية172)

5ـ اللهم صلي على رسولك وعبدك عيسى ابن مريم/ والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا/ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه تمترون/ما كان لله أن يتخذ من ولد/إذا قضى أمرا يقول له كن فيكون/إن الله ربي وربكم فاعبدوه/هذا صراط مستقيم (19 آية 33ـ 36)

المقاطع أعلاه نُقلت كما هي تقريبا، وتعود لخط كوفي، تعرض للتنقيط بما يناسب تطور الكتابة العربية. والملاحظ أنّ ضمير المتكلم (مقطع5) في سورة مريم الآية 33 "والسلام عليّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أبعث حيّا" قد أصبح ضميراً غائبا، وهذا برأيي منح سياق النص جمالية. والأهمّ أننا أمام أحد أقدم الوثائق العربية المدوّنة، لإسلام ذلك العصر، وهذا بالطبع ليس رأي لُكسنبرغ فإسلام ذلك العصر كان ما يزال حينها مسيحية سورية. وهنا يسوق لُكسنبرغ أدلّته:

ينطلق الكاتب من الجملة الاسمية "محمّدٌ عبد الله ورسوله" (3) (مقطع2)، ويرى أن لفظ "محمدٌ" ليس اسماً لشخص بل صفة لـ"عبد الله ورسوله" كما لو كنا نقول: ممجّدٌ أو مبجّلٌ عبد الله ورسوله، والمقصود بهذا التبجيل هو عبد الله ورسوله المسيح، حيث أنّ عطف عبد الله على رسوله (بالواو)، يتّسق مع المقطع الخامس في قوله: اللهم صلي على رسولك وعبدك عيسى بين مريم؟

قد يبدو الأمر مسلياً في هذه اللعبة اللغوية، لكنّ الكاتب يقطع علينا اللهو ويأخذنا إلى أمور تستحقّ التأمّل (وحكّ الرأس). عندما يُورد السياق التاريخي لاستخدام "عبد الله" أو "خادم الربّ"، فاللفظ كما يقول ارتبط بالتراث السوريّ منذ فجر المسيحية،

وجذوره تصل إلى القرن السادس ق.م حيث كان "عبد الله" لقباً لأشعيا أحد الأنبياء المتأخّرين، وصاحب سفر أشعيا. ويضيف بأنّ هذا اللقب ورد في رسائل المسيحية الأولى لكليمنس أحد آباء الكنيسة المبكّرين في جماعة كورنثوس الذي قال: الله وحده خالق كلّ شيء "وحبيبه وعبده (خادمه) يسوع المسيح".

وفي منتصف القرن الثاني الميلاد يرد في الشهداء (14:1) لبوليكارب Polykarp: الله القادر على كلّ شيء، أبُ هذا الحبيب والمحمود (بمعنى: محمّد أو ممجّد) العبد يسوع المسيح.

وللربط بين عبد الله ونبّوة المسيح يورد الكاتب قول القرآن: قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّا (19 آية 30) ثمّ يُعرّج على إشكالية في الآيات 18ـ 20 سورة 72: وان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا/وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا/قل إني أدعو ربي ولا أشرك به أحدا.

وهنا يعطي لُكسنبرغ مثالاً على غموض بعض الآيات بسبب أخطاء حصلت أثناء تعريب الآرامية، وتشابه الرسم لأربعة حروف هجائية واختلاف نطقها،

والالتباس كان في قوله: "كادوا يكونون عليه لبدا" إذ إن تفاسير هذه الآية 19 من سورة الجنّ، تربطها بسماع الجنّ (4) لمحمد وهو يتلو القرآن، فتزاحموا وتكدّسوا في المكان (لبدا) أو انطرحوا أرضا بسبب الزحام.

أما الكاتب فيرى أنّ الإشكالية نجمت عن تشابه رسم حرف العين الآرامي "حـ"، مع حرف اللام العربي "لـ"

وهذا الالتباس أدّى إلى استبدال العين باللام في كلمة "لبدا" واللام بالعين في "عليه" والأصل أن الآية كانت: "كادوا يكونون له عُبّدا" (والمقصود أنهم كادوا يعبدون عبد الله "المسيح") وبهذا يستوي المعنى حسبما يقول الكاتب.

Post: #374
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-04-2018, 07:37 PM
Parent: #373

البدايات المظلمة للإسلام المبكّر-الجزء الخامس

هل (الإسلام؟) بدأ في بلاد فارس وسط جماعات من المسيحية الما قبل نيقية،

تأثّرت بمفاهيم فارسية غذّت مبادئ دين إبراهيم، كصورة للعقيدة النقية وعدم الشكّ؟؟؟؟؟؟

تقويم العرب:

بداية أشير إلى أن هذا المجتزأ هو خلاصة لدراسة ف.بوب التي توزّعت على الكتابين المذكورين، وهي العمود الفقريّ لهما وتبلغ مجتمعة أكثر من 250 صفحة من الشروح وصور الوثائق، وأسماء المراجع. ولتشعّب الموضوع سأقدّم فيما ما يلي تعريفا متواضعا للإلمام بهذه الفرضيات التي رمت إلى إعادة بناء الصورة التاريخية المبكّرة للإسلام حسب تأويل بوب للنقوش الكتابية (خصوصا الأموية)، مع مرور سريع لمعرفة الوضع الدوليّ آنذاك وما آل إليه النزاع البيزنطي الساساني مطلع القرن السابع:

في كتاب: الإسلام المبكّر (5) يبدأ الكاتب برحلة أركيولوجية بين أوغاريت على شواطئ سوريا مرورا بالحضر شمال بلاد النهرين وصولا إلى خورسان في فارس ويسجل القراءات التالية:

آـ في النصوص الأوغاريتية عُثر على مصطلح "مهمد". الذي اقترن استخدامه بصفاء الذهب ونوعيته المنتقاة. وقد احتفظ اللفظ الأوغاريتي "محمد" على محتواه الدلالي بمعنى: منتخب، مصطفى مختار، حتى بداية الإسلام.

ب ـ يجد الكاتب أنّ منطقة غرب دجلة التابعة لمدينة الحضر في القرن الثالث م. (الجزيرة السورية الواقعة بين دجلة والفرات) هي التي قُصدت بمصطلح "جزيرة العرب". فالنقوش التي عاصرت المدينة كانت تذكر الحاكم باسم "ملك حضر وجميع العرب"، وهذا ما تؤكده شهادات لمؤرّخين رومان. أي أنّ أصل Arabia ليس شبه الجزيرة العربية، بل الحضر إضافة إلى مملكة الأنباط، ومنطقة حمص، ومملكة الرها شمال بلاد النهرين، كما يفصلها في بحث نشره عام 2006 (6).

وسكان هذه المناطق كانوا من العرب والآرب (اصطلاح يقصد به مرحلة لغوية بين العربية والآرامية، السابقة لعربية سيبويه)، وكانوا من أتباع الكنيسة السورية الما قبل نيقية [التي تعارضت مع قانون الإيمان لمؤتمر نيقيا 325 م. ومفاهيم التثليث البيزنطي وتضم بالعادة كنائس إنطاكية والرها، وسلوقيا (قرب بغداد) إضافة للغساسنة والمناذرة العرب]

ج - يجد الكاتب أنّ هؤلاء، وأثناء الحروب الرومانية البيزنطية مع فارس، قد تعرّضوا للتهجير مرات عديدة منذ عصر أردشير 241م عندما احتلّ مدينة الحضر وأنهاها، وحتى عصر خسرو الثاني (قتل عام 628م) الذي قام بترحيل سكان أنطاكية والقدس والرها وتوطينهم في شرق بلاد فارس (سيستان ومرو)، والمعروف أن المُهجّرين السابقين إلى خوزستان كانوا قد أنشؤوا هناك مدينة جند يشابور وغيرها.

د ـ استطاع خسرو الثاني في صراعه مع بيزنطة أن يحتل سوريا عام 614م. وأن يستولي على الصليب الأصلي (في القدس) وكذلك احتل مصر عام 618م. وكاد أن يصل القسطنطينية ويسقطها. ثم تغيّرت الصورة بعد اعتلاء هرقل فبدأ البيزنطيون يحققون النجاح عبر حشد لمسيحي المشرق البيزنطي (سوريا) والمسيحيين القدماء في فارس، وكان الحلف foderati مع العرب (الغساسنة) يسمى "قريش" والكلمة تحوير للفظ آرامي: قريشا، وبهذا تمكّن هرقل من تحقيق نصر مباغت على الفرس (فوق أرمينيا الحالية) في 5 أبريل عام 622م، ثم في نينوى عام 628م. أعقبها استعادة الصليب، واستسلام ابن خسرو وتوقيعه ما سُمي "سلام الرشد" أعقبه انهيار الدولة الساسانية.

وهكذا أصبح عام 622م. عام تحرّر المسيحيين العرب/الآرب من الهيمنة الدولية، فقد اضطرّ هرقل فيما بعد للإقرار باستقلالهم، والتنازل عن لقبه كإمبراطور واتخاذ لقب باسيليوس (خادم المسيح) وهذا العام أصبح تقويماً عربياً لذكرى الاستقلال.

وأهمّ إشارة لحقبة العرب أو تقويمهم نجدها على النقش الكتابي اليوناني في حمامات قادرGadra في الجليل/ فلسطين، وعليه ذُكر الحاكم الأول لجميع العرب "عبد الله معاوية أمير المؤمنين" MAVIA AMIR ALMOMENIN وينفرد النقش بذكر الحقبة التي يُنسب إليها حكم معاوية، والتي أرّخت بموجب التقليد المحلي للمدن العشر Dekapolis في مقاطعة "العربيا" الرومانية، حيث ذكر النقش حقبة القيصر كونستانوس الثاني Konstanus II يتبعها التقويم المحلي ثم حقبة الحاكم الإقليمي (الوالي). وكما يلي:

السنة السادسة للقيصر، الأسبوع الثاني، خامس أيام ديسمبر وهذا يوافق نهاية عام 663م. أما حقبة ديكابوليس، فمسكوكاتها معروفة ومؤرخة منذ العام1 بعد الاحتلال الروماني المصادف 64/63 ق.م. وفي النقش ذُكر عام 726/من حقبة المدينة، وهذا يعادل عام 662/663 م. وأيضا وردت حقبة الحاكم (الوالي) معاوية وتحديدا عام 42 KAT ARABA/S/ "بعد العرب" والتي يربطها الكاتب بنصر هرقل على الفارسي عدوّ العقيدة عام 622م. عليه فإنّ عام 42 يعادل 663م،

والجدير بالانتباه أنّ الحساب في الحقب المذكورة كان بموجب السنة الشمسية وهذا أمر في غاية الأهمية، ويتناقض مع الموروث الذي يخبرنا بحساب قمري متسلسل؟

بعد وفاة هرقل عام 641م /20 عربي، تحقق للعرب الاستقلال الرسمي وضرب المسكوكات باسمهم. وخلال القرنين الأولين حملت المسكوكات عبارة "أمير المؤمنين" لكنها لم تكن تتطابق مع لقب"خليفة"، ويجد الكاتب أن أمير المؤمنين وردت بمعنى "مسؤول الأمن، أو راعي الأرض" كما يرد ذلك في كرونولوجيا إسبانية من عام 754م. وورد في اللغة البهلوية (الفارسية الوسطى) على المسكوكات العرب ـ ساسانية بصيغة: أمير ورييشنيغان.

ومن دراسة الكاتب لتلك النقوش الكتابية والمسكوكات، يصل إلى فرضية أن (الإسلام؟) بدأ في بلاد فارس وسط جماعات من المسيحية الما قبل نيقية، تأثّرت بمفاهيم فارسية غذّت مبادئ دين إبراهيم، كصورة للعقيدة النقية وعدم الشكّ.

إضافة إلى أنّ جميع المسكوكات العرب ـ ساسانية تمّ ضربها على الطريق بين خوزستان ومرو وسيستان مرورا بالريّ، خصوصا في دارابجيرد التابعة للمقرّ الساساني القديم بيرسيس (جمشيد) وحملت ألقاب قيمة مسيحولوجية: كعبد الله، وعبد الرحمن ومُهمَت [مهمت: هي الصيغة الكتابية الآرامية لمحمد، حسب تقاليد الخط البهلوي (وأتت بمعنى مصطفى، منتجب) كما وردت لأوّل مرة على سكّة من زرنج/سيستان عام 56 أي بمثابة صيغة تفخيمية وليس اسما شخصياً] كما يذهب الكتاب.

صعود معاوية وهبوطه:

بعد أن نال عرب/آرب المشرق (البيزنطي والساساني) استقلالهم على يد هرقل، عادت الصراعات الدينية مع بيزنطة حول طبيعة المسيح واحتدمت أيام القيصر كونستانوس الثاني، خصوصا مع أتباع الطبيعة الواحدة في سوريا ومصر، مما اضطره لانتزاع الوثيقة الشهيرة لهرقل من آية صوفيا والمسماة Ekthesis والتي نظمت العلاقة بين كنيسة بيزنطة ومسيحيي المشرق، وسن قانون اسمه: Typhos يمنع النقاش حول مسائل القدرة والإرادة (محور الجدل المسيحولوجي).

وبعد استفحال الصراع اضطر القيصر لترك القسطنطينية، ونقل مقرّ الحكم البيزنطي إلى سيراكوس في صقلية عام 662م. وفي ذات السنة نصّب معاوية نفسه أوّل أمير للمؤمنين، كما يوثّقه المسكوك الوحيد الذي ضُرب باسمه في دارابجيرد عام 41/(662م)

وعام 663م انتهز معاوية فرصة رحيل القيصر عن العاصمة، وبدأ مساعي لتوحيد العرب/الآرب الشرقيين والغربيين، وبدأت قوّاته تشنّ الغارات في آسيا الصغرى، ثم تقدم بأسطوله في عملية قفز بين جزر قبرص ورودوس ـ كوس ليبلغ عام 672م. كيزيكوس القريبة من القسطنطينية. لكن حصار القسطنطينية أخفق أمام أسوارها المنيعة، وذهب أسطوله طعما للنار اليونانية، مما سبّب له الخيبة ودفع الجزية للقيصر الابن قسطنطين الرابع (668ـ685م)، وهذا كان سبب الخلاف مع حلفائه الشرقيين في فارس (الما بعد ساسانية)، وربما أدت الهزيمة إلى نهاية سلالته الحاكمة. حيث أنّ يزيد ومعاوية الثاني مازالا بدون أثر أركيولوجي يدلّ عليهما، فالأول صوّره الموروث شريراً فاسقاً، والثاني مريضاً وافته المنية بسرعة، وهما بنظر الكاتب جزء من أدب دينيّ، كان يهيّئ السامع لانتقال السلطة إلى السلالة المروانية.

وما يؤشّر على انفضاض العرب/الآرب الشرقيين عن معاوية، مسكوك ضُرب في دارابجيرد عام 53/674م باسم أمير جديد للمؤمنين، هو عبد الله بن الزبير أو أمير وروييشنيغان حسب اللغة البهلوية، [وهذا يتناقض حسب رأيي (كرونولوجياً) مع قصة الموروث الإسلامي، عن صعود ابن الزبير كخليفة مضادّ لخلافة يزيد. لأنّ مسكوك ابن الزبير عام 53، يدلّ على تتُويجه في دارابجيرد أميراً للمؤمنين، في عصر معاوية؟! ولا علاقة ليزيد بالموضوع]

واللافت في سَكّات دارابجيرد، أنّها اقتصرت على ذكر "أمير المؤمنين" بالصيغة البهلوية مع الاسم الأول للحاكم دون اسم عائلته (قبيلته) وجدير بالذكر أن درابجيرد حسب تقاليد الحكم الساساني كانت مركز السلطة، ومن أراد أن يكون حاكماً على فارس القديمة وجب عليه امتلاكها وإخضاعها، ليحصل على الاعتراف بشرعيته، ولتُضرب له العملة في سنة اعتلائه الحكم، وهذا الأمر شديد الأهمية لكلّ الحكام، وقد سرى مفعوله أيضاً على معاوية وابن الزبير وعبد الملك الذين تركوا بصماتهم:

ـ سكّة باسم معاوية عام 41 عليها تصوير الملك الساساني ـ ضُربت في دارابجيرد ـ وكُتب عليها بالبهلوي: معاوية أمير ـ ي ـ وروييشنيغان (المؤمنين) ونفس الشيء لابن الزبير بين أعوام 53ـ 60 وعبد الملك بين 60ـ 61.
ـ أما سكّات الأقاليم، فكانت تذكر اسم الوالي ولقبه العائلي (بدون أمير المؤمنين) كما في مسكوك لعام 41 من دارابجيرد باسم: زيات ـ ي ـ أبو سفيان (عرفناه بزياد ابن أبيه)
ثم يُورد الكاتب أن عبد الله ابن الزبير، الذي يروي التاريخ الإسلامي قصته في مكّة أثناء حصار الحجاج لها وضرب الكعبة بالمنجنيق عام 72هجري، وما حدث أثناء هزيمة أخيه مصعب أمام الحجاج في معركة مسكن (البصرة) ومقتله عام 71. هذه القصة لا تتطابق مع المسكوكات، التي تكشف أن ابن الزبير كان حتى عام 60 أميرا للمؤمنين كما في سكّات درابجيرد. ثم واليا (حاكما إقليميا) حسب مسكوكات كرمان للأعوام 62 ـ 69 وأخرى في إصطخر لعامي 63و66، وثالثة في أردشير خوررا بين أعوام 65ـ 67 وهذه جميعها قد ضُربت باسمه ولقبه العائلي (عبد الله زبيران) كما هي العادة في سكّات الولاة. (7)

Post: #375
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-05-2018, 04:53 PM
Parent: #374

البدايات المظلمة للإسلام المبكّر-الجزء السابع

الصيغة "محمد رسول الله" تشبه قولنا: "مبارك أو ممجّد رسول الله (المسيح) "


هل "الإسلام" هو ((إسلام) الفرق المسيحية المتنابذة والمتصارعة، من أجل التهيؤ لقيام الساعة)

يقول الباحث الألماني "عبد الملك آل مرو (الخورساني) وأتباعه من شرق فارس، الذين هم بالأساس من المُهجّرين المسيحيين العرب والآراميين وأتباع الكنائس التوحيدية الما قبل نيقية،

قد ارتحلوا إلى الغرب بقيادة عبد الملك بهدف تأسيس سلالة داوودية حاكمة لاستقبال المسيح المنتظر في الهيكل الجديد (قبة الصخرة) الذي أعيد بناؤه".
ـــــــــــــ
عصر عبد الملك وأولاده:

أما المسكوك المثير لعام 75/696م. فيعود لمرو /خوراسان، باسم عبد الملك: وقد نُقش عليه اسمه بدون ذكر لقب "أمير ورويشنيغان"(المؤمنين)، إنما بصيغة: عبدالملك مرون ان ـ ي وهذه هي الطريقة التي يُسمّى بها الوالي.

أما لفظ "مروان ان" MRWANAN فيتكون من "مرو" (مدينة) وصيغة المضاف الفارسية "ان" وصيغة الجمع "ان" هذا يعني أن اسمه: عبد الملك المروزي (الذي تعود عشيرته لأهل مرو). وهذه الصيغة الفارسية للاسم جرى تعريبها فيما بعد إلى "مروان".

ممّا تقدم يصبح لزاماً علينا، ولو بصورة مؤقتة، نسيان التدوين الإسلامي وشجرة الأنساب العربية، فهي بنظر الكاتب مُختلقة من الرواة وحبكها الموروث في وقت متأخّر،

فعبد الملك بن مروان هو: عبد الملك من مرو/خوراسان؟ ومن خلال مراجعته للنقوش والسكّات الكثيرة المضروبة باسمه بين خوراسان وخوزستان ودمشق وحمص والقدس وشمال أفريقيا وتأويل ومقارنة ما عليها من صور ورموز وصل الكاتب إلى النتيجة التالية:

بعد أن حاز عبد الملك على لقب أمير المؤمّنين، الذي توثقه السكّات العرب ـ ساسانية، اتجه مع أتباعه من شرق فارس غرباً وكانت وجهتهم القدس إيليا، لإعادة بناء الهيكل (قبة الصخرة) وانتظار عام 77/عربي (نهاية القرن السابع) موعد قدوم مسيح القيامة،

فحينها ساد اعتقاد بقرب الساعة. وهذا الأمر تدل عليه مسكوكاته التي صوّرت مسيح القيامة على عملاته المضروبة، التي تتماهى مع نقش قبة الصخرة لعام 72 والذي فُسّر بأنه دعوة لوحدة ووئام (إسلام) الفرق المسيحية المتنابذة والمتصارعة، من أجل التهيؤ لقيام الساعة،

ويسوق الكاتب أمثلة كثيرة على سيطرة الأفكار القيامية على عبد الملك بنسختها السورية كما جاءت في أبوكالوبسه دانيال، وهذا يبدو جلياً في أختام من الرصاص تعود لبريد عبد الملك عُثر عليها في فلسطين، وتحمل اسمه ويرد فيها اسم "فلسطين" لأول مرة وشعار: يغار ساهادوتا الخاص بعبد الملك، وهو رمز أبوكاليبسي عن قيام الساعة.

وكذلك سكّة أمير المؤمنين لعام 75/ 696م. فعلى الجهة الأمامية للمسكوك يوجد تصوير لخسرو الثاني(؟) وتأريخ "سنة خمس وسبعن" بأسلوب ساساني وخط عربي. وعلى الجهة الخلفية يوجد في الوسط تصوير لمهمت/محمد واقفا بوضعية أبوكاليبسية قيامية ويحمل سيف اللهب كقاضي الدينونة، وإلى شمال تصويره يُقرأ بالعربية:

"أمير المؤمنين" وإلى يمينه "هلفة الله" (بالآرامية halpa) والقصد خليفة الله.

ومن يكون محمد/مصطفى، الذي دارت حوله النقوش الكتابية الفارسية؟

هذا ما يعلمه المرء للمرة الأولى من نص عربي على مسكوك فضي من عام 66 ضُرب في بيشابور كُتب فيه " باسم الله محمد رسول الله" والسؤال من يكون هذا الرسول؟

فتأويل لفظ "محمد" على قبة الصخرة أعطى استنتاجا بأنه صفة لعبد الله ورسول الله، كذلك هو الحال مع سلسلة سكّات عبد الملك، فالمقصود هو: عيسى ابن مريم،

والصيغة "محمد رسول الله" تشبه قولنا: مبارك أو ممجد رسول الله (المسيح) واختصارا فإن عبد الملك آل مرو (الخورساني) وأتباعه من شرق فارس، الذين هم بالأساس من المُهجّرين المسيحيين العرب والآراميين وأتباع الكنائس التوحيدية الما قبل نيقية،

قد ارتحلوا إلى الغرب بقيادة عبد الملك بهدف تأسيس سلالة داوودية حاكمة لاستقبال المسيح المنتظر في الهيكل الجديد (قبة الصخرة) الذي أعيد بناؤه.

هذا ما يصل إليه الكاتب من خلال تعقب الكثير من النقوش، التي يصعب عرضها وتناولها في هذا المجتزأ، ومن ضمنها السكّات السورية النحاسية ذات الطابع العرب ـ بيزنطي والصور والرموز الدالة عليها (وجود السمكة، وحرف Mالقيمة العددية 40 رمز هرقل، والنخلة بدل الصليب في إشارة لولادة المسيح حسب الصورة القرآنية..إلخ).

وكذلك سكّة شرق الأردن التي ذكرت الاسم "محمد" بالعربية لأول مرة. فكل قراءة الكاتب تذهب إلى أن محمد هو نعت يتطابق مع المسيح.

Post: #376
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-07-2018, 05:36 AM
Parent: #375

البدايات المظلمة للإسلام المبكر : الجزء الأخير

بعد إخفاق توقعات عبدالملك بن مروان حول قدوم مسيح آخر الزمان،

اكتشف يوحنا المعمدان
ـــــــ
في المسكوكات لقب عبدالملك،

كان "خليفة الله"،

وليس "خليفة للرسول"؟؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي السياق التاريخي يمكن ملاحظة إدانة الموروث الإسلامي لمفهوم قيام السلالة الملكية الأموية، واستنكاره لتحويل الحجيج للقدس أيام عبد الملك، واعتباره بمثابة صرف نظر عن مكّة.

لكن الكاتب يرى أن عبد الملك وبعد إخفاق توقعاته الأبوكاليبسية حول قدوم مسيح آخر الزمان، اكتشف يوحنا المعمدان (يحيى) وحوّله إلى رمز جديد وحارس لعاصمته دمشق.

ثم يرسم الكاتب صورة للوضع الدولي آنذاك حول مبادئ الحقّ وشرعية السلالات الحاكمة، ووفق تلك الصورة فإنّ مقتل جستنيان الثاني آخر السلالة الهرقلية عام 711م. كان السبب الذي قاد (الوليد) وسليمان بن عبد الملك للهجوم ومحاصرة القسطنطينية بغرض انتزاعها من غاصبي العرش، باعتبارهم يمثلون السلطة الشرعية التي ملكت الحقّ في وراثة هرقل.

وفي أكثر من مكان يستنتج الكاتب أن الزحف العربي الذي انطلق من سوريا إلى شمال أفريقيا وإسبانيا كان عملا ضمن مبادئ ومفاهيم الشرعية الدولية آنذاك، والتي أتاحت للعرب وراثة بيزنطة،

ناهيك عن أنه يرى في قصة الفتح الإسلامي للشام محض أسطورة.

فالفحوصات الأركيولوجية لخط وادي اليرموك تشير إلى أن الروم (البيزنطيين) تركوا الحدود الجنوبية الحصينة خلال القرن 4 و5 م. (حصنا فتيان وياسر) وفي نهاية حكم جوستنيان (565م) أخلوا وسلّموا معسكري الألوية المرابطة هناك، وتتمثل في 16 حصناً وهي عبارة عن مئة كيلومتر من الشريط الحدودي مع جزيرة العرب الممتد من وادي حازا حتى إيدوم..

وكما يبدو فإن بيزنطة ومنذ أمد لم تعد تمارس نشاطا إداريا، ولم يُعثر هناك على مبان رسمية للقرن 6 م. حيث اقتصرت على العرب الغسانيين الذين أنابوا الروم في إدارة سوريا باتفاق يُسمىFoederati [بالآرامية قريشا Qarisha من جذر "قَراما" ومعناه "جمّع" ولاحقاً عُرّبت إلى "قريش"] والقرشيون الذين ظهروا في التاريخ الإسلامي هم عبارة عن حلفاء الروم في الجزيرة وسوريا.

فمنذ مطلع القرن 6م. تم دمج الحكام المحليين للغسّاسنة، داخل هرمية السلطة البيزنطية، إذ حصل الحاكم العام الغسّاني في بصرى على لقب Patricius (لقب يُخلع على كبار رجال بيزنطة) وصفة تفخيمية "للنصر" Gloriosissimus تؤهله لوضع التاج الخاص بالملوك التبّع، وكان الحجاز ضمن نفوذه الإداري،

من هنا يخلص الكاتب إلى أن غزواً عسكريا لسوريا وجنوب العراق لم يحدث، ولا يوجد أثر واحد يدل على نشوب معارك في اليرموك إنما هنالك انتقال للسلطة إثر تسلم حلفاء هرقل العرب مقاليد الأمور، ثم اعتمادهم العربية لغة الغساسنة.

خاتمة:

في الحقيقة كنت، وكما نوّهت في المقدمة المطوّلة، قد أعددت ما استطعت من رباط الخيل، لمناقشة ونقد هذه الأطروحات المهمة لبوب واوليغ، لكن الأقلام جفّت والصحف رُفعت ولم يبق حيز لنقد هذا التجاهل المريب لدور الحجاز وإغفال عروته الوثقى مع العهد القديم وعصر الآباء، لذا سأختم بإحدى لمحات ف. بوب الذي يشير بكثير من الذكاء إلى لعبة الأعداد (الأرقام) الإسلامية:

بعد هجرة النبيّ عام واحد (عدد أساسي لا يقبل القسمة إلا على نفسه) تبوّأ أبو بكر الخلافة عام 11 (عدد أساسيّ أيضا)، ثمّ عمر عام 13 (عدد أساسي)، ثمّ عثمان عام 23 (عدد أساسي) وبقي بالحكم لاثنتي عشرة سنة مقدّسة جُمع فيها القرآن، وعام 35 (حاصل ضرب عددين أساسين 5و7) جاء دور عليّ،

الذي أكمل الأربعين سنة من رحلة موسى في صحراء التيه، إنها أربعون سنة من رحلة الزمن الميثولوجي في صحراء مكّة.

تنويه:

إن القصد من عرض نظريات اوليغ هو إطلاع القارئ العربي على طبيعة الجدل النقدي التاريخي في ماضي الأديان، خصوصا مع النهضة الحديثة في علم النقوش القديمة، والعثور على مسكوكات لم تكن معروفة قبل عام 1993، وألفت نظر المهتمين إلى أن علم النقوش القديمة قد وثّق بشكل لا لبس فيه تاريخية المؤسسين الأوائل: معاوية، ابن الزبير عبدالملك،

لكن الملاحظ عدم وجود أثر لعلي ابن أبي طالب أو الحسين أو يزيد؟؟

وغياب للمؤسسين العباسيين المنصور والسفاح وهذا أمر مهم للغاية ،

لقد عُثر على مسكوكات من عام 132 تحمل إسم: أبو مسلم أمير آل محمد وفي مسكوك آخر ورد بإسم عبدالرحمن (المقصود أبو مسلم الخوراساني)

وعليه خلص الكاتب إلى أن معركة القضاء على الدولة الأموية كانت حربا داخلية بين الخورسانيين أنفسهم كون عبدالملك هو أيضا مروزي خورساني؟؟؟ الغريب أن مسكوكي عبدالملك 75 والمأمون 202 يذكرهما بلقب: خليفة الله (وليس خليفة للرسول كما يعلمنا الموروث)؟؟

وهذا يعني أن الدولة العربية (الإسلامية ) ولدت من البداية دولة أتوقراطية

Post: #377
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-07-2018, 06:49 PM
Parent: #376


Post: #378
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-08-2018, 06:50 PM
Parent: #377


Post: #379
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-11-2018, 09:53 PM
Parent: #378

اسلام بدون محمد؟؟؟

أعفت وزارة البحث العلمي بولاية شمال الراين الألمانية المستشرق سفين كاليش من منصبه مديرا لمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي بجامعة مونستر، بعد إثارته لاستياء مسلمي ألمانيا بتشكيكه بالوجود التاريخي للرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم.
وأكد متحدث باسم الوزارة في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت صحة ما ذكرته صحيفة دي فيلت عن إعفاء كاليش، مع إبقائه في منصب مدير مركز الدراسات الدينية التابع لجامعة مونستر.

وأحدث كاليش جدلا إعلاميا وأكاديميا حادا، بعد أن زعم في تصريحات نشرتها صحيفة زود دويتشه تسايتونغ عدم وجود أدلة تاريخية تؤكد وجود الرسول عليه السلام أو ثبوت القرآن الكريم.
وأضاف كاليش (42 عاما) في تصريحات سيتضمنها كتاب سيصدره لاحقا أن الصورة الحالية للقرآن الكريم تختلف عن صورته الأولى.

دعوة للمقاطعة

وأثارت آراء كاليش غضب الأقلية المسلمة بألمانيا، وأعلن المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية إنهاء تعاونه مع معهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية الألمانية.
وبرر المجلس الذي يضم أكبر أربع منظمات إسلامية هي المجلس الأعلى للمسلمين والمجلس الإسلامي الألماني واتحاد الديانة الإسلامية التركي واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية قراره، واعتبر أن ما أعلنه كاليش من آراء يتناقض مع ما يؤمن به المسلمون من قواعد دينية متعارف عليها.

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا الدكتور أيوب كوهللر أن نظرية كاليش بنيت على أسس علمية خاطئة لا يمكن للمسلمين قبولها بأي بحال.
وقال كوهللر للجزيرة نت إن المنظمات الإسلامية الألمانية لا تريد تكميم فم كاليش، وبرهنت مرارا على احترامها لحرية الرأي والبحث العلمي، غير أنها لا تستطيع نصح الطلاب المسلمين بالدراسة في معهد يرأسه شخص ينكر أصل عقيدتهم.
ونوه كوهللر بأن مجلسه ومنظمات إسلامية أخرى تلقوا منذ فترة شكاوى من طلاب مسلمين بمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي، عبروا فيها عن استيائهم من إنكار كاليش لبعض الأنبياء ومما يدرسه وأسلوب تدريسه وطريقة تعامله معهم.
وتوقع عبد الله أوفه فاجيسه رئيس الطائفة الأحمدية بألمانيا أن يكون السعي للشهرة هو هدف كاليش من إثارة آرائه التشكيكية.

جدل استشراقي

كما أثارت أراء كاليش الجدل بين المستشرقين وعلماء الدراسات الإسلامية الألمان، وأصدر عدد من الباحثين المشاركين بالمشروع الموسوعي الكبير لدراسة القرآن الكريم والسيرة النبوية بأكاديمية برلين– براندنبورغ للعلوم بيانا رفضوا فيه التشكيك بوجود الرسول والقرآن.
من جانبه ذكر المستشرق الألماني البارز تيلمان ناجيل أن نتائج دراسته "المبنية على مصادر علمية موثقة تؤكد أن محمدا كان حقيقة تاريخية".

 "
ناجيل: الآراء التي طرحها
"
وأشار ناجيل إلى أن الآراء التي طرحها المستشرق كاليش حول الرسول والقرآن تعكس رؤية موجودة في علم الاستشراق منذ ثلاثين عاما، واعتبر أن "المسلمين عليهم الرد على هذه النظرية بأسلوب علمي لا يستند إلى آيات من سور القرآن وآراء العلماء المسلمين المعاصرين".

تفهم للمسلمين
من جانبه اعتبر أندرياس بينكفارت وزير البحث العلمي في ولاية شمال الراين أن علاقة الانسجام والثقة المتنامية بين وزارته والمنظمات الإسلامية مهمة لاستمرار مشروع تدريس الإسلام في مدارس الولاية.
وأوضح أن الوزارة ستراعي موافقة هذه المنظمات عند اختيارها لمدير جديد لمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي بجامعة مونستر، ورأى أن تزايد أعداد التلاميذ المسلمين بالمدارس الألمانية سيزيد مستقبلا من الاعتماد على المعهد الذي تأسس عام 2004 ويعد الوحيد من نوعه بالجامعات الألمانية ويدرس به حاليا 26 طالبا.

المصدر : الجزيرة

Post: #380
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-12-2018, 06:19 AM
Parent: #379

إسلام بدون محمد

" تحدي كاليش للعقل الإسلامي"

تقديم وتعريب: نادر قريط

الجزء الأول:

العنوان الحرفي لدراسة محمد كاليش M.S.Kalisch هو : لاهوت إسلامي بدون محمد تاريخي، ملاحظات حول تحديات طرق النقد ـ التاريخي للعقل الإسلامي (1).

وهذه الدراسة المطوّلة تحتوي الخطوط العريضة لكتابه الذي مازالت الأوساط الأكاديمية تنتظره بلهفة، خصوصا بعد الزوبعة الإعلامية التي أثارها السيد كاليش في الإعلام قبل عدة أشهر.

حينها صرح لإحدى الصحف الشهيرة قائلا:
من الناحية العلمية لاتوجد إثباتات قاطعة على وجود النبي محمد؟ ويصعب الطعن بتاريخيته وبنفس الوقت لايمكن إثباتها؟ بكل الأحوال فإنه ( أي النبي) لم يعش كما ورد في القرآن والحديث وكما تم توصيفه في الموروث" (إنتهى)

في ذلك الوقت نشرت الجزيرة نت (2) تقريرا حاول طمس جملة من الحقائق: أهمها تجريد السيد كاليش من إسمه الأول "محمد" ووصفه " بمستشرق ألماني وأستاذ إسلاميات في جامعة مونستر " دون الإشارة إلى أن محمد كاليش هو حامل دكتوراة عام 1997م على أطروحته (العقلانية والمرونة في مبادئ القانون الإسلامي)، وأنه ألماني إعتنق الإسلام في سن الخامسة عشرة من عمره، وفق المذهب الزيدي، القريب من الشيعة الإمامية ومازال متمسكا بإنتمائه لفضاء الإسلام، رغم هيجان الجالية الإسلامية في ألمانيا، ومطالبتها بعزله من منصب الإشراف على مركز تأهيل مدرسيّ الدين الإسلامي، لكنه وقف بصلابة متمسكا بحقه في البحث العلمي.

ونظرا لطول الدراسة وجدت أن أقدم هذه الترجمة التي تطل على أهم محاورها كمساهمة متواضعة في هذا الجدل الكبير، الذي يجتاح الحلقات العلمية ومراكز البحوث في جامعات الغرب (ألمانيا خصوصا) والذي ينبئ بأن صفحة الإستشراق الكلاسيكي قد انطوت ولم تعد تروي عطش البحث، وكشف النقاب عن بدايات الأديان. وإذ تنقشع الغيوم الداكنة وتتبدد بإستخدام طرق المعرفة الحديثة المعززة بجديد اللقى الأركيولوجية وعلم المخطوطات والمسكوكات واللغات والأديان المقارن،

وإذ يشقى ذوو العقل في النعيم فإن أخا الجهالة مازال في الشقاوة ينعم ؟؟ مطمئنا لتاريخه المجيد، وفحولة قعقاعه ومنشغلا بفتاوى تحريم إهداء الزهورللمرضى..وكتاب عائض القرني لاتحزن وإعجازات زغلول. ومع الغياب والصمت المؤسف لمؤسساتنا الثقافية وإنشغال مدرائها (بأربطة عنقهم) وإنشغال القادة والملوك (بتعلم العربية الفصحى وعدّ الألف مليون دوووولار المخصصة لإعمار غزة) أجد الوقت الكافي والجلد السميك لتعقب هذا الكاليش وسماع وجهة نظره:

يقول الكاتب في تقديمه للدراسة:

لوقت قريب كنت على قناعة ثابتة بأن محمد شخصية تاريخية وكنت أنطلق من أن الموروث الإسلامي وإن كان غير جدير بالثقة، بخصوص محمد، فقد تضمن في خطوطه العامة الحقيقة لسيرته التاريخية، وهذا أمر لم أشكك به، بيد أني تراجعت عن هذا الموقف وسوف أنشر كتابا يشرح وجهة نظري بدقة .. هذه الجملة تختصر رأيي وتذهب لطرح السؤال عن لوازم النقد التاريخي التي يحتاجها اللاهوت (الدين) الإسلامي وكيف له أن يتعامل مع البحث..

وبالنسبة لتاريخية محمد لايوجد لدي ما أخبر عنه، وألتزم بموقفي الداعم للخلاصات الثابتة التي وصل لها البحث العلمي الحالي والتي تبدو مجازفة (مغامرة) كونها تصدر عن مسلم .
لكن على المرء مراعاة الحقائق المعروفة ويجب أن يصل إلى تشكيك بوجوده، هذا ماتظهره بيوغرافيا محمد (سيرته) التي أصدرها قبل وقت قريب هانس جانسن (3) والتي تظهر بجلاء كيف أن الموروث الإسلامي فاقد للمصداقية.

جانسن ينطلق من تكذيب تاريخية محمد لكنه يضيف الملاحظة التالية: بعكس ما يفكر به كثير من المسلمين فإن معظم باحثي الغرب يرفضون تلك الفرضيات (التي تؤكد التاريخية) بسبب إحترامهم للإسلام. أو خشيتهم من ردود فعل أصدقائهم المسلمين، أو لإعتقادهم بأنهم أمام مجازفات مجنونة (إنتهى)

هنا يعلق كاليش قائلا:

إذا كان الباحث يظن أن فرضيته محض جنون فعليه أن يكون صريحا ويعلن قناعته العلمية، وهذا لا إعتراض عليه، فمن خلال تبادل الآراء فقط يمكن تقدم العلوم.

أما الفكرتان الأخريتان فهما فضيحة. فكلمة "إحترام" تبدو رائعة لكنها في هذا المقام غير مناسبة لأنها تتضمن مفعولا عكسيا. ومن لا يشجع المسلمين على الجدل مع الحقائق، فإنه يضعهم في مرتبة أطفال لم يبلغوا الحلم ، وكمن لا يريد أن يسلبهم بابا نويل أو شكولاته العيد.

إن كل من ينطلق من أفكار المساواة بين البشر عليه أن يثق بكفاءة ذكائهم، فالإحترام الحقيقي للمسلمين يجب أن ينطلق من إمتلاك القوة لوضعهم على أسس علومنا الحديثة ليتمكنوا من الجدل والنقاش حول دينهم ..

فقط جماعة الإسلاموفوبيا تظن أن المسلمين برابرة، الطيبون منهم ينظرون لهم كحيوانات نبيلة؟ والفرق لا شيئ. وكأن المسلمين يختلفون عن باقي المعمورة..

إما أن يوضعوا في حديقة حيوانات للمداعبة أو في أقفاص الوحوش المفترسة وبكل الأحوال في حديقة حيوانات. أما فكرته الأخيرة فأكثر بؤسا، والإجابة عليها بكلمة واحدة: الحرية، فالأصولية الدينية (لاتخص المسلمين وحدهم) ولاسبيل إلا بحرية الفكر ..

هذه القضية لا تقبل مساومة وبعكسه فإننا نحوّل السكة بإتجاه القهقرى إلى القرون الوسطى ويمكن أن يحدث هذا بسرعة أكبر مما يتصورها الكثير. 

Post: #381
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-12-2018, 04:07 PM
Parent: #380

اسلام بدون محمد؟؟؟

الجزء الثاني

إن موقفي من سؤال إثبات وجود محمد أو نفي وجوده أمر غير قابل للبرهنة، لكني أميل إلى أن نفي تاريخيتيه ممكن، وإن كنت أشكك بذلك فإنطباعي هو: إن لم تحصل مفاجأة مدهشة ونعثر على "قمران، أو نجا حمادي" إسلامي فإن هذا السؤال لن يطوى ولن يُستطاع توضيحه.
ويضيف كاليش: هنا لا أتفق بالجملة مع آراء كارل هاينس اوليغ وفولكر بوب لكني أعتقد أن منهجهما مثمر جدا. (4)

فهما يناديان بتقييم الوثائق الأركيولوجية (الغير إسلامية) المتزامنة مع نشوء الإسلام بعيدا عن تأويلات المؤرخ الإسلامي، ويجب أخذ تلك الوثائق كمصادر مستقلة، وبهذا فهما يعملان بالضبط ما فعله قبل بضعة عقود باحثو أركيولوجيا الكتاب المقدس (التوراة)،

فهناك تم أيضا أخذ الحقائق (اللقى) الأركيولوجية كمصدر مستقل، وقد أدى التضارب وعدم الإتفاق بينها (الوثائق) وبين مادة الكتاب المقدس إلى ظهور باحثين يسموّن: جماعة الحد الأدنى Biblical Minimalism من أمثال توماس تومسون ونيلز ليمش وفيليب ديفيدز وكيث وايتلام، وتعاملوا مع البحث التوارتي بإحترام ولياقة تفوق تعامل اوليغ وبوب مع علوم الإسلاميات.

ويرى جماعة الحد الأدنى أن التوراة عبارة عن وهم (شبح) تيولوجي، مع نذر يسير وغير مهم وبالأحرى بدون أساس تاريخي. خصوصا في فترة الآباء البطاركة، موسى، الخروج، القضاة، داوود، سليمان، وحتى السبي البابلي. فكلها فُهمت في سياق الأساطير. مع أن كثيرا من باحثي التوراة لايتفقون معهم تماما، بل يقتربون منهم كأمثال إسرائيل فنكلشتاين ونيل سلبرمان (5) مع مراعاة أن شروط البحث الأركيولوجي التوراتي أفضل من مثيلها في الأسلام المبكر، بسبب تاريخه الأطول وكثافة اللقى الأثرية،

بينما تكمن المشكلة في حظر التنقيب الأركيولوجي في المناطق الإسلامية المهمة، وعلاوة على ذلك يجب مبدئيا القول بأن اوليغ وبوب قد جازفا وسلكا طرقا جديدة، وإستطاعا بنظريتهم الممنهجة حول نشوء الإسلام إثارة النقاش.

وهذه النظرية التي تبدو لي في كثير من نقاطها مجازفة، وقد يتهاوى بعضها، إضافة إلى أن إعادة بناء تصوراتهم التاريخية وفق لقى المسكوكات والنقوش في الإسلام المبكر، تتضمن إشكاليات كبيرة، فهذه الطريقة والمواد المتوفرة تبدو مناسبة أكثر، لإثبات أن إعادة بناء الأحداث التاريخية الحقيقة غير مضمون. 

لكن هذه النظريات تخلق وعيا تجاه كثير من المسائل البحثية المفتوحة.. إن اوليغ وبوب قاما بتأويل جديد لتاريخ الإسلام المبكر، ووضعاه أمام المجتمع العلمي، وبهذا يمكن تفحص نظريتهم ونقاشها، فالعلم يعمل وفق هذه الطريقة. ولكي يتقدم مسار البحث، يتوجب المخاطرة وطرح تأويلات حديثة.. وتحمل بعض الغمزات الساخرة. فالمستقبل هو الكفيل بإثبات صحة أو خطأ نظريتهم وما ذهبا إليه.

ويضيف كاليش: أعتقد أن نظرية اوليغ ـبوب ونهجهما قد أضعف الثقة بمصداقية الموروث الإسلامي، وإن قوبلت خلاصاتهما وبعض التفاصيل بالريبة والشك، فعلى المرء أن يسجل ما أظهراه من تضارب بين التاريخ الإسلامي وبين المصادر الغير الإسلامية، والحقائق الأركيولوجية، وهذا يزيد القناعة بأن التاريخ الإسلامي هو تاريخ خلاصي، مع نذر يسير من المحتوى التاريخي. كذلك فإن المرء لن يجادل بعدها بأن الإسلام قد صوحب بفترة نشوء طويلة (يقصد أطول من المدة المعروفة)، وأن المسيحية قد لعبت دورا مهما في نشوئه.

لكن كيف سيتطور إعادة بناء التصورات حول الأحداث الحقيقية؟ هذا سؤال آخر، مع إعتقادي بأن كثير من التفاصيل والنتائج التي أتى بها اوليغ ـ بوب قد أسقطت بعقلية المجازفة والمراهنة. هذا لايعني أنهما أخطأا فربما أصابا كبد الحقيقة، وأنا أقترب بهذه النتيجة منهما.

إن ملاحظة المصادر الغنوصية الإسلامية المبكرة ( الغنوصية تعني المعرفة، ووردت في السياق الإسلامي بمعني أهل العرفان) تمنحني إحتمالا كبيرا، بأن الإسلام هو نتاج لغنوصية مسيحية، أو غنوصية يهو ـ مسيحية ، والإسلام يعتبر نفسه إستمرارا وإتماما لدراما الخلاص اليهو ـ مسيحي، عليه يتوجب علينا إستدراج الآليات المتشابهة لنشوئه، كما في تاريخ نشوء اليهودية والمسيحية. أما النقاط الجوهرية التي تدفعني للتشكيك بتاريخية محمد: 

لماذا الشك بوجود محمد؟

Post: #382
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-13-2018, 03:07 AM
Parent: #381

إسلام بدون محمد؟؟

الجزء الثالث:

لماذا الشك بوجود محمد؟

علينا أن نضع نصب أعيننا بأننا لا نملك وثائق إسلامية أصلية من القرنين الأولين، وعندما نجد وثيقة أصلية من ذلك الزمن علينا الحذر. فمجرد الزعم بوجود وثيقة تنتمي لذينك القرنين لايعني شيئا. لأنه مجرد زعم، وقد تكون الوثيقة منحولة ..

فالمصادر الموثوقة تبدأ مع القرن الثالث الهجري. وإذا كان لدينا مصدر لموعظة (خطبة) عن حرية الإرادة منسوبة إلى إبي الحسن البصري (توفي 110هـ) أو موعظة دينية منسوبة لزيد بين علي حفيد النبي (توفي122 هـ) عندها يعرف المرء بجلاء أن تلك النصوص لاتتمتع بموثوقية تاريخية، ولا يوجد ما يؤكد بأن تلك المصادر تعود إلى من نسبت إليهم، إذ لا توجد طريقة توثيق مبرهنة تثبت مرجعية كتّاب تلك المصادر. ولن توجد بضوء مالدينا من مصادر حالية.. ففي بعض كتابات زيد بن علي التي نقلتها سلسلة المحدثين (طريق) يمكن أنها تعرضت لتزوير متأخر ..

وهنا لانحتاج لنقاش طويل. لذا فإن إمتحان أصالة المصادر المبكرة للإسلام، لا تحتمل إلا طريقا واحدا، وهو مقارنة تلك النصوص مع المعلومات المعروفة للتاريخ المبكر وإخضاعها للتخمين الإحتمالي لمعرفة من يمكن أن يكون قد صاغها. وهنا تبدو الورطة واضحة لأن تلك المعلومات حول الفضاء التاريخي، تمت صياغتها بيد المؤرخ الإسلامي نفسه. أي أن المرء سوف يتحرك ضمن مساحة يمليها عليه التاريخ الإسلامي،

والسؤال المثير: لأي مدى لم تكن كتابة التاريخ فبركة وتركيبا لاهوتيا ومحض خيال؟ إذا أخضع المرء نصوص القرن الأول والثاني الهجري لهذا المقياس، فإن المقارنة ستصبح مقارنة مزوّرات ببعضها وأوهام ببعضها، والحصيلة لاشيئ. 

من الجلي الواضح ندرة الأدب الكتابي في القرنين الأول والثاني الهجريين،حيث ملئت بنتاج أدبي لمصادر متأخرة، ونعلم بوضوح أن العرب لم يلمّوا بالعربية فقط بل بالفارسية الوسطى واليونانية واللاتينية، فالموروث يخبرنا أن محمدا أرسل مكاتيبا باللغة العربية إلى حكام ذلك الوقت (هرقل مثلا) يطالبهم بإعتناق الإسلام. 

إذا كان العرب حقيقة يدعون لدين عالمي منذ القرن الأول الهجري، فأين وثائق الدعوة للإسلام التي يتوجب أن تكون بلغات عديدة ؟ فإبلاغ دعوة جديدة في المحيط تتطلب ليس العربية فقط بل الفارسية واليونانية واللاتينية !! لماذا لم يبق تراث وأدب مكتوب من تلك الحقبة؟ ثم يتساءل الكاتب:
أين بقيت وثائق الغنوصية للإسلام المبكر (الغلاة وأهل البدع)؟

ثم يعطي الكاتب مثالا تصويريا للمشاكل داخل المصادر الإسلامية:
عند الشيعة القديمة تخبرنا المصادر بأهمية ودور الحلقة (الدينية) التي لاتزال ليومنا عند الشيعة الإثني عشرية تضم نخبة الفقهاء القدماء للشيعة الإمامية ومنهم على سبيل المثال هشام بن الحكم (قرن2هـ) وهشام بن سالم الجوالقي (قرن2 هـ) ويفترض أنهم ينتمون للحلقات الدراسية التابعة للأئمة، ويعملون في التدوين الكتابي، حيث يعلمنا إبن النديم (توفي 385 هـ) بعناوين كتبهم التي يفترض أن بعضها كان موجودا أيامه، لكن ما نعرفه أن أفكارهم الفقهية تبتعد كليا عما نعرفه عن الشيعة الأثني عشرية، لذا علينا ألا نتعجب لإختفاء كتبهم، رغم أنها كنز ثمين للشيعة.

التفسير الوحيد لإختفائها كونها أصبحت غير مفيدة للإستخدام، فإبن النديم يخبرنا أن هشام ابن الحكم ألف كتابا عنوانه "الرد على هشام الجواليقي" وكتاب آخر بإسم "الرد على شيطان الطاق".. هذه الكتب لم تعد تناسب الشيعة المتأخرة ، فهؤلاء الثلاثة يفترض أنهم تلامذة الأمام المعصوم ، وحسب المنطق الإمامي ليس بوسعهم نشر فتاوى وأقوال دون إستشارة الإمام، خصوصا في القضايا المهمة لأصول الدين. لهذا إنتفت الحاجة لإعادة نسخ تواليفهم. 

ونفس عدم الإكتراث نجده في المصادر المبكرة للمعتزلة، فأبو القاسم البلخي (توفي 319هـ) والقاضي عبدالجبار (توفي 415هـ) والحكيم الجشامي (توفي494هـ) وابن المرتضى (توفي840هـ) كتبوا حول طبقات المعتزلة لشرح عقيدتها وربطها بسلسلة إسناد تبدأ بواصل ابن عطاء عن هاشم بن عبالله بن محمد بن الحنفية عن محمد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب،

ومع أن أعقابهم من الزيدية والإثني عشرية كان بإستطاعتهم حفظ تلك المؤلفات لكنهم لم يفعلوا ذلك، مع أن النظّام والجاحظ (توفي255هـ) كانا قريبين منهم، لهذا فإن توصيف المعتزلة في مصنفات البدع (للأشعري والشهرستاني) جعلهم أكثر محافظة، وجعلت القاضي عبدالجبار لايستشعر المواقف الكونية والأنطولوجية للنظّام، التي تقف بالتضاد مع الأثني عشرية في مسائل جوهرية (التوحيد العدل الوعد والوعيد)

عليه فإن معارفنا عن قدماء المعتزلة أتت من مصادر معتزلية متأخرة، حيث تبدو حركة المعتزلة القديمة عبارة عن بناء لاهوتي (بمعنى مفبرك) شيدته المعتزلة المتأخرة، ليصبح واقعة وحقيقة تاريخية؟؟ إذا نظر المرء إلى الأشخاص الفاعلين في تاريخ نشوء المعتزلة، يجد بإستثاء مؤسسيّها (واصل بن عطاء وعمر بن عبيد) أسماء الأشخاص المهمين في تاريخ الكيسانية، وهي تيار مبكر للشيعة، لا ينسجم فكريا مع المعتزلة، وهذا يحمل تناقضا واضحا.. ليس فقط إسم المعتزلة لغزا بل كامل حقبة نشوئها.. هذا ما لاحظه فان إس (6)

وما يمكن التحقق منه أن المصادر الإسلامية تدعي بوجود تراث كتابي قيّم يعود القرنيين الهجريين الأول، والمسلمون كانوا حينها سادة ولم يكونوا أقلية مضطهدة، وليس صعبا أن يخطر ببالهم حفظ ذلك التراث الكتابي.. لكن الحقيقة أنه غير موجود في أيامنا، وعليه نستنتج خلاصتين إثنتين: إما أن ذلك التراث الكتابي ليس له وجود أساسا، أي أنه شبح أنتجه المؤرخ الإسلامي المتأخر. أو أن المسلمين اللاحقين لم يهتموا لحفظه، وفقدان ذلك الإهتمام أمر يمكن توضحيه بفقدان أهميته بالنسبة للفقهاء المتأخرين، وفقدان أهميته يعني أن معلومات ذلك التراث الكتابي لم تعد تتناسب مع التصوّرات اللاحقة. وبهذا لا يتوجب حفظه. 

فان إس يشير بحق إلى نقطة توضح موقفه من موثوقية الإخباريين في التراث الكتابي الإسلامي: الجرح والتعديل فيقول: إن التكرار المستمر وترديد نفس المواد (الكتب) يُغري (يُوهم) بالإعتقاد أنها شهادة دامغة، وعلى المرء ألا ينسى أنها وأثناء المسار الزمني، دائما وغالبا ما تقف المعلومات "الموضوعية" المؤثرة على أرضية ضيقة ضحلة. (المقصود أن المعلومات التي يجري ترديدها وعلكها بشكل متواتر تملك نصيبا قليلا من الحقيقة؟ والعلم عند فان إس) 

ثم يضيف كاليش: أنا شخصيا أنتمي للشيعة الزيدية وأعرف سلسلة النسب لأئمة الزيدية والتي ترجع إلى الحسن والحسين، وكنت أعتقد أن نسبها لدوحة النبي عبر الحسن والحسين قابل للبرهان ويحتوي على جوهر تاريخي، ولايمكن أن يكون مبنى شعريا، وبرغم الكثير من الحكايا والأسطرة، لابد من وجود محتوى تاريخي، لكن عليّ أن أعترف اليوم، بأن حالتي كانت مثالا للعمى الديني.

ولو نظرنا إلى الموروث بدقة فإن أولى الكتابات التي تعود لأحد العليين (أو العلويين) بموثوقية. وهو الإمام القاسم ابن إبراهيم الراسي (توفي246هـ) تلفت النظر إلى أنها صمتت عن تناول تاريخ عائلته ولم تخبر الكثير، لذا فإن معرفتنا بتاريخ العليين يعتمد بالحقيقة على بعض المصادر القليلة من القرن الثالث الهجري وما بعده.

وهكذا فإن الأمام الزيدي المنصور بالله عبدالله ابن حمزة (توفي 614هـ) والذي وجب عليه أن يحفظ نسبه أبا عن جد إستند جوهريا في تاريخه "الشافي" على "مقتل الطالبيين" لأبي الفرج الأصفهاني (توفي 356هـ) وعلى قليل من من النصوص المعروفة، أي أنه لم يضف من عندياته شيئا أكثر من وصف وقائع معروفة أو تبدو له أنها حقيقة.

ولو أمعنا النظر فإننا أمام معلومات أساسية قليلة من مصادر رئيسية قليلة، وعليها تم إنشاء عمارة من الشروح التاريخية (عملية إنشائية) يلحظها المرء في كل مكان. فالإمام المذكور أبو القاسم الراسي لم يدر حينها أن سلسلة نسبه وسلسلة عنعنته (الأحاديث) يتوجب أن تعود إلى عليّ ومنه للنبيّ كما زعمت الزيدية لاحقا. كذلك الأمر مع حفيده الهادي للحق يحي ابن الحسين ابن القاسم فإنه لم يعرف ذلك. 

وهكذا يأتي كاليش إلى فكرة "نظرية المؤامرة" فبعض النقاد يقولون بأن المؤامرة يمكن أن تكون ضرورية لإعادة تركيب وبناء مادة الموروث الإسلامي يقول: إننا نتحدث عن زمن لم تتوفر فيه الميديا والإنترنت والتعليم الإلزامي والصورة العلمية الحديثة للعالم ، فالمصادر التي تبرهن على التفاصيل قليلة العدد..وزمن القرنيين المظلمين من تاريخ الإسلام المبكر يمكن أن يكون كافيا لنشر عقيدة جديدة وإختلاق شخصية مؤسسها،

وبمرور الزمن يمكن إخفاء المواد المخالفة. يمكن نسيانها إتلافها، أو إعادة كتابتها بضوء مستجدات الموقف الديني (التيولوجي).. هذه العملية كافية تماما بدون مؤامرة. تكفي إذا إستطاعت أفكار تيولوجية معينة أن تفرض نفسها ببطء وتطمس العناصر القديمة، كما رأينا في مثالي الشيعة المبكرة والمعتزلة وتراثهم الكتابي. وإذا أضيفت حماية السلطة السياسية، فإن عملية التغيير تصبح أكثر سهولة. 

أما بالنسبة للعليين، عائلة النبيّ (آل البيت آل محمد) فيمكن بسهولة تصوّر صيرورة نشوئهم بدون محمد. ففي أحد السجالات التي إندلعت في اليمن في القرن السادس هـ أشار الفقيه الزيدي نشوان سعيد الحميري، بأن مصطلح "آل البيت" الذي تفهمه زيدية اليمن نسبا بالدم لعليّ ومحمد، وبالتالي شرطا للإمامة، هو تعبير عن أنصار (أتباع) محمد، ومع ذلك لم ينكر الحميري وجود أسلاف ينتمون جسديا وروحيا للنبي، أسسوا عائلته..

فمن الممكن جدا، خلال القرنين المظلمين لبدايات الإسلام، أن جماعة "آل محمد" لم يكونوا أصلا أتباع محمد تاريخي بل محمد ميثولوجي، جرى تغير دلالته أثناء تشكّل ميثوس محمد، ثم عقده بصلة قربى جسدية، أصبحت شجرة نسبهم الحقيقية من نقطة محددة، وبخطوات قليلة تتصل بمؤسس الدين المُفترض. 

هكذا ببساطة نشأت التفرعات البعيدة لشجرة النسب الحسني ـ الحسيني، وهي بالتأكيد دقيقة إلى نقطة بعينها، لكنها إعتبارا من نقطة محددة تقترن بشجرة نسب متخيّلة (شعرية) والملفت في الأمر أن الفاطميين العليين هم من إهتم بشجرة نسب دقيقة، بينما أهملها باقي العليين والطالبيين. وهذا منطقي بسبب عدم أهميتهم للفقه الشيعي ولأنهم من الناحية الدينية ضد إحتكار "العائلة المقدسة" في نسل عليّ وفاطمة؟ (يكفي إلقاء نظرة في كتاب: أمة الطالب في أنساب أبي طالب لإبن عنابه)

والملاحظة المهمة في الموروث الإسلامي، أن المسلمين أكدوا دائما وجود بحر من الموروث النبوي جمعه الإخباريون في مصنفاتهم، والموروث نفسه يتكلم عن جبال من المزوّرات، وحتى المصنفات (الصحاح) مليئة بالتناقضات، ومنتقدة بعنف ليس من الغربيين فقط بل من المسلمين أنفسهم. سواء من جماعة أهل الرأي أو المعتزلة في الماضي أو من نقاد معاصرين أمثال سيد أحمد خان ومحمود أبو راية ( ومن عندي أضيف جمال البنا والقرآنيين)

فداخل الإسلام هناك جماعات وأشخاص عرفوا أن موروث الحديث غير موثوق به، وطريقة أهل الحديث وغربلتهم الغث من السمين لم تكن ذات فعالية. ويرون أن القرآن هو المرسى الأمين، وهنا تكمن المعضلة:

فحالما تتهاو الثقة بالموروث الإسلامي، تتهاو كل نقاط الإرتكاز للموروث التاريخي القرآني ويفقد القرآن نسبته لمحمد التي ينفرد الموروث بتأكيدها، وعندما لا يكون للنبي وجود، ينتفي نسبته إليه. ومن المعقول أن يكون القرآن قد نشأ مبكرا، وعليه تم نسج السيرة النبوية، كما يُنسج "المدراش" حول أحد النصوص، وربما تكون أجزاء من القرأن قد نشأت بموازاة السيرة كسورة 33 أية 40 التي وصفت محمدا بخاتم النبيين. والتي تشير بدلالة واضحة إلى أن أوائل المسلمين لم يملكوا حينها وعيا رساليا بدين جديد. 

من الصعب الرجوع إلى محمد تاريخي محتمل، بل إلى إيمان تيولوجي أنتجته مراحل صيرورة متأخرة، وهنا تظل كثير من الأسئلة معلقة.

إذا عرف المرء أية طاقة هائلة وفانتازيا دينية، جعلت من النبي أرضية مشروع أسقطت عليه كل الرؤى التيولوجية والقانونية، فكيف له أن يثق بأن أرضية ذلك المشروع ليست نتاجا لفانتازيا دينية؟ كلّ فرقة نسبت فقهها وتشريعها للنبي والشخصيات المؤثرة الأخرى، التي آمنت بها. في نصوص معينة كما في "كتاب الحجة في أصول الكافي"

يُعرف ذلك من النظرة الأولى وكل باحث في النقد ـ التاريخي للموروث الإسلامي يعرف بسرعة أنه أمام آراء تيولوجية وقانونية مُسقطة على سلطة مبكرة (المقصود النبي والخلفاء إلخ) ، وفوق ذلك فإننا أمام نفس حلقة الإخباريين، التي أبلغتنا بعبث فاضح، والتي أورثتنا بمدونات ينسج عليها المسلمون وغير المسلمين سيرة محمد؟ من يقول لنا أن الهجرة ليست مُختلقة كما أختلقت أسطورة إنشطار القمر؟ 

إن الإسلام يقع ضمن تقاليد العهد القديم والجديد، لذا علينا بجدية أن نستخلص العبرة، فصياغة النصوص الإسلامية تمت بآلية مشابهة، تقوم على التركيب (البناء) الأسطوري (الميثولوجي)

وإن صيرورة الدين بدون شخصية مؤسسة أمر طبيعي، فحسب رأيي فإن المسيحية تطوّرت بدون يسوع تاريخي، رغم أن أتباع هذه النظرية لايزالون أقلية (آراء الأقلية لا تعني أنها خاطئة) وأعتقد أن رؤيتهم مقنعة (ولن أسهب بالحديث عن تاريخ المسيحية المبكرة لضيق المساحة، مع أني أرى متوازيات مهمة مع الإسلام المبكر)

وهنا أتفق مع اللاهوتي راشكا، بأن المسيحية في الأصل هي غنوصية.. ويسوع هو شخصية ميثولوجية للمخلص، إختلقها الغنوصيون، لتمثيل عقيديتهم صوريا والدعوة لها، وأيضا في الإسلام يمكن أن تكون شخصية محمد تحويرا غنوصيا لشخصية يسوع أنشأته الغنوصية المسيحية العربية أو اليهو ـ مسيحية 

ثم يضرب كاليش مثلا: إلى جانب المسيحية هناك دين كبير آخر بدون مؤسس له، إنتشر بسرعة وإمتد. أقصد طقوس ميثرا الرومانية، والتي يعرف آباء الكنيسة شبهها المحيّر مع المسيحية؟ لا يوجد من يزعم بوجود ميثرا تاريخي، رغم ذلك إمتدت هذه الديانة في أرجاء الأمبراطورية الرومانية وأصبحت ندا للمسيحية.. فإنتشار ديانة ما يحكمها وجود فكرة دينية مع وبدون مؤسس يقف خلفها.

وإذ يُخفي الموروث الإسلامي مشاكل جمة، تمخض عنها إعتقاد بأن التراث الكتابي يمثل إختلاقا تيولوجيا كاملا وليس مجرد أساطير وحكايا تم تخصيبها في محتوى تاريخي تدعمه الوثائق الأركيولوجية الغير إسلامية.

لهذا فإن النتيجة الحاسمة هي عدم وجود محمد، لكن وجوده يظل محتملا من حيث المبدأ، إنما بصورة أخرى، لا علاقة لها بمحمد الموروث الإسلامي.. فباتريسيا كرونا ومارتين هايندز في كتابهما "God`s Caliph" وصلا إلى القناعة التالية: 

It is striking fact that such documentary evidence as survives from the Sufyanid period makes no mention of the messenger of God at all. The papyri do not refer to him: The Arabic inscriptions of the Arab – Sasanian coins invoke Allah, not his rasul, and the Arab- Byzantine bronze coins on which Muhammad appears as rasul Allah; previously dated to the sufianid period have now been placed in that of Marwanids. Even the two surviving pre- Marwanid tombstones fail to mention the rasul though both mention Allah, and the same is true of Muawiya`s inscription at at Taif: In the Sufianid period apparently the Prophet had no publicly acknowledged role. 

Post: #383
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-20-2018, 05:49 AM
Parent: #382

إسلام بدون محمد؟؟

الجزء الأخير:

ومن المثير للإنباه أن المسلمين أستغرقوا زمنا طويلا حتى سكّوا على عملتهم أو نقوشهم صيغة" محمد رسول الله" فعلى نقش من كربلاء مورخ 64هـ نقرأ صيغة: رب جبريل وميكايل واسرافيل. ويوجد نقوش عربية عديدة بصيغ أخرى من قبيل: إله موسى وإبراهيم أو رب موسى أو رب عيسى وموسى.

وأقدم صيغة تذكر "محمد رسول الله" مؤرخة عام 66هـ بعدها أصبحت مستخدمة بإستمرار ، وهناك مسكوكات قديمة ذكرت كلمة "محمد" منفردة. وفي فلسطين عُثر على مسكوكات يعتقد أنها ضربت في عمان، على إحدى جهتيها يُقرأ كلمة "محمد"، وعلى الوجه الآخر نرى رجلا يحمل صليبا بيده،

وفي زمن عبدالملك بن مروان وجد مسكوكات بصيغة "محمد رسول الله" مصوّر عليها بنفس الوقت سمكة، وهي تمثل رمزا مسيحيا مألوفا. وهنالك قطع رصاصية من زمن عبدالملك بن مروان نُقش عليها عبارة "فلسطين" وحرف ألفا، وعلى الإطار ما يمكن تأويله بالحرف أوميغا، وهذان الحرفان معا قد يُرمز بهما للمسيح، بينما كان المرء ينتظر من حاكم مسلم أن يكتب مكة أو المدينة أو القدس. إذ لا معنى لكلمة "فلسطين" في ذلك السياق الزمني، لأننا لسنا زمن الحروب الصليبية أو في القرن العشرين.حتى تكتسب فلسطين بعدا رمزيا (يبدو أن القضية الفلسطينية شاغلتنا منذ عبدالملك) فلسطين لا تعني لعبدالملك إلا رمزا دينيا، وهذا لا معنى له إلا في سياق يهو ـ مسيحي.

من الطبيعي ان عدم ذكر النبي يمكن توضحيه بطرق شتى وليس دليلا على عدم وجوده التاريخي، لكن ذلك يثير الدهشة حقا، ويرمي في حال وجوده تساؤلا عن أهميته للجماعة الإسلامية المبكرة، ففي الموروث الإسلامي كأصول الفقه وأدب ومناهج الحديث، يعثر المرء على خطوط متوازية واضحة للعيان تعكس تصورات الإسلام المبكر عن محمد، وكونه ليس الأنموذج الحاسم والوحيد للمؤمنين، فلفظ "السنّة" لم يكن مقتصرا على النبي وحده (أصول السرخسي) فهو يمثل أيضا إجماعا (إتفاقا) عموميا أو محليا، ولو كان محمد موجودا، فلابد أن أهميته للمسلمين الأول كانت أقل من تلك التي نسبت إليه لاحقا، وهذا يعني أن إسلام ذلك الوقت (حال وجوده) يختلف كليا عما نعرفه عن إسلام القرن الثالث هـ .

إن مسكوكات ونقوش الفترة الأموية المبكرة لا تناسب إسلام القرن الثالث هـ ، معاوية مثلا ترك نقشا باللغة اليونانية يتقدمه صليب، وعلى العملات ظهر الصليب أيضا، وفي كرونولوجية مسيحية أخبر عن صلاة معاوية في جبل الجلجلة (في أحد الأعياد المسيحية)، لاشيئ يوحي بأنه كان مسلما، وفي هذا المقام لن نسوق آراء الشيعة التي زعمت أنه كان منافقا أو مؤمنا، فكتب التاريخ الإسلامي أكدت أنه قدّم نفسه كمسلم وإستطاع أن يسوّق نفسه، وقصته مع رفع المصاحف على الرماح في صفين جعلته دهقنا للدعاية، والتظاهر بالتديّن. لكن هذا المعاوية وبصورة جليّة، تنازل بمسكوكاته ونقوشه، عن تقديم أي دليل على إنتمائه للجماعة الإسلامية.

أما في شمال أفريقيا فقد ترك موسى بن نصير إسمه يُنقش على العملة بحروف لاتينية Mvse filius Nvsir، في حين غاب إسم محمد عن العملة حتى عام 97هـ، واستمرت السلطة الإسلامية تضرب العملة بالحروف اللاتينية، وأحيانا مع صور الآلهة المحلية مثل "بعل". إن كل المظاهر الرسمية للأمويين المبكرين تدل على أنهم تماهوا تماما مع رعاياهم، وإستخدموا الرموز الدينية للمسيحية وكتبوا باليونانية واللاتينية والفارسية البهلوية إلى جانب العربية، وبنفس الوقت كانوا حريصين على التغاضي وإهمال ما يُميّز أنهم أتباع لدين جديد. وهذا لاينسجم كليا مع تأكيد الشريعة الإسلامية عن ضرورات وضع حدود بين المسلمين وبين الآخرين، وصولا إلى تمييزهم بالملابس. مع أن تأكيد هذه (الحدود) يمكن تأوليها كرد فعل بسيكولوجي على لحمتهم القديمة (مع محيطهم). وهذا لايتناسب مع التصورات، التي تخبرنا بها المصادر الإسلامية عن ديانة عالمية لوعظ جميع الناس في العالم..

إن العملات والنقوش لاتتطابق مع الموروث الكتابي الإسلامي. فإذا كانت تلك النقوش والمسكوكات القديمة تدلّ على تسامح إسلامي، فهذا تعبير عن أن ذلك الإسلام كان متسامحا أكثر بكثير من خلفه.. لكن التسامح الديني شيئ، والتنازل عن الرموز الدالة على الدين وما نراه من زمن معاوية شيئ آخر، فإذا كان المسلمون الأوائل غير مكترثين لهذه المسائل، فلماذا غيّروا موقفهم من نفس المسائل فيما بعد. إن عدم الإكتراث لايمكن أن يكون مع سك العملة، لأن الحكام دوما قد نقشوا أسماءهم عليها ليخبروا العالم بأنفسهم، وبمن يمتلك الكلمة في أرضه.

إن إطلالة على الوثائق القديمة تثبت أن العرب عوملوا كحكام تماهوا مع محيطهم ، وليس كواعظين برسالة عالمية، فالمسيحيون إستمروا بسجالاتهم الدوغمائية البينية ولم يساجلوا عقيدة العرب، والإنطباع السائد أن العرب لم يملكوا حينها دينا جديدا لنشره، ويمكن للمرء الإعتقاد بعدم وجود الإسلام في ذلك الزمن الأموي. والمصادر الإسلامية تؤكد أن إنتشار الإسلام كان ضمن علاقات قبلية، وهذا يجافي فكرة رسالة العالمية للدين لجديد، حيث كان التحوّل للإسلام يعني "العربنة".

العرب لم يُدركوا حينها أنهم حملة دين عالمي، وهذا يترك تساؤلات حول تاريخ الخلاص، والتبشير برسالة الله الأخيرة للبشر وبخاتمة نبوّاته.. ولو أن مسلمي القرن الأول هـ حملوا همّ نشر هذه الرسالة (كما يُزعم) لشعر بذلك أصحاب العقائد الأخرى ولإنعكس ذلك على المسكوكات والنقوش وغيرها..ولو كان يوجد إسلام في ذلك الزمن، لكان يختلف كليا عما عرفناه لاحقا.

النظرة الأركيولوجية تظهر، بأن سوريا و فلسطين أنذاك لم يتعرضا لإحتلال عربي، بل لحدوث تغيير في السلطة دون إحتلال. مدينة مكة وقريش لم تكن معروفة خارج الجزيرة، مع أن المصادر أخبرت الكثير عن جزيرة العرب، وهذا يشير إلى أن نشوء الإسلام لم يكن في الحجاز، ولم يكن (الحجاز) المكان الذي إنطلقت منه موجات الفتوحات لنشر عقيدة العرب في العالم. ومعاوية حسب النظرة الأركيولوجية هو الحاكم العربي الأول، لكنه لايحمل من معاوية الموروث الإسلامي إلا إسمه. الخلفاء الأربعة موجودن فقط في التراث الديني للإسلام.. إن عالم الإسلام المبكر هو عالم إبراهيم وموسى وداوود وسليمان أو المسيح. وهو لم يُوجد خارج الموروث الديني.

تخبرنا المصادر الإسلامية بأن النبي محمد هاجر من مكة إلى المدينة عام 622م مع جماعته، وان الخليفة عمر بن الخطاب إعتمد هذا التاريخ بداية للتقويم الإسلامي، لكن أصل هذا التقويم يسمى "سنة مابعد العرب" وقد ورد في وثيقتين مسيحيتين، ويقصد به بداية الحكم العربي وهنا يحوم السؤال حول حقيقة تاريخية الهجرة.

وبسبب غياب الوثائق الأركيولوجية لإحتلال عربي في سوريا وفلسطين، وبسبب أن أصل التقويم كان عربيا، لايرتبط بالهجرة، وبسبب غياب البراهين على إنتشار دين جديد للعرب في غرب آسيا، فإن التعليل الذي قدمه بوب يبدو مقنعا:
إن عام 622م هو تاريخ سحق البيزنطيين للساسانيين (القرآن يشير إلى ذلك في سورة 30 أية 3ـ 5) ولعله يكون عام تأسيس كيان مستقل للمسيحين العرب.

لايوجد نبي ذكره القرآن مثل موسى، فالتقاليد الإسلامية تحدثت عن الشبه بينه وبين محمد (أوردته أحاديث عن لسان النبي) حياة موسى تمحورت حول الهجرة من مصر لإنقاذ أولاد إسرائيل، وهجرة محمد من مكة إلى المدينة كانت لإنقاذ جماعته المضهدين. وبموجب هذه الملاحظات ونقاط الإرتكاز للاتاريخية في الموروث الإسلامي، تحوم الشبهات بأن الهجرة قد حدثت في قصة النبي، لأن شخصيته قد صُوّرت بموجب شخصية موسى.

بعد الهجرة وبعكس موسى (الذي توفي ولم يدخل أرض الميعاد) أخذ محمد دور يوشع (الذي إحتل كنعان)، وأصبح يهود يثرب كنعانيي الإسلام.

ومن المهم التنويه إلى أن الحفريات، في المستوطنات التي زعم الموروث الإسلامي بأنها يهودية، لم يُعثر بها على أثر يدل على يهوديتها؟! وهذا يتطابق مع المصادر اليهودية، التي لم تسمع بوجود يهود في الحجاز!!

لكن يوشع في نظرة غنوصية ما هو يشوع، هكذا يراه اوريجين (من آباء الكنيسة الذين تمت هرطقتهم)، وإرتباط شخصية محمد بيسوع أنشأها الموروث الإسلامي بصورة إبنته فاطمة، التي تتماهى مع صورة مريم ( التراث الشيعي يسمي فاطمة ب "مريم الكبرى" "وأم أبيها".. وأضيف بأن الأسماء المسيحية تستخدم إسم ماري روز وهذا يذكّر بالزهراء) وخط فاطمة ـ مريم ـ إيزيس معروف للباحثين.

بعد فتح مكة عاد محمد إلى نقطة إنطلاقه الأولى، وهذا يتطابق مع النسق الدائري للميثولوجياـ حيث تتماثل نقطتا البداية والنهاية.. وهذا النسق الدائري الغنوصي يخدم تصوّرات عن عودة الروح إلى مرجعها. لأنها إنفصلت عن أصلها، ولغرض خلاصها يتوجب عليها العودة (إلى بارئها)

هذه التصورات عن العودة إلى الأصل عُرفت دائما في الغنوصية الإسلامية. وصدرالدين الشيرازي (توفي1050هـ) كتب في "المبدأ والمعاد" حول رحلة الروح: النهاية هي الرجوع إلى البداية. لذا فإن ميثوس محمد كما ورد تقديمه في السيرة النبوية يمكن أن يكون إنتاجا غنوصيا أراد تقديم ديانة بثوب ميثولوجي جديد، وهؤلاء الغنوصيون كانوا يعلمون بوضوح، أنهم ليسوا بصدد حقيقة تاريخية بل بصدد دين (تيولوجيا). فموسى والمسيح ومحمد هم صور مختلفة لبطل ميثولوجي أو إبن الله، لتجسيد موعظة روحية.

لقد بات من المُثبت أن المعلومات من خارج المصادر الإسلامية، تتحدث نقيض السيرة (النبوية)، فالسيرة نفسها غيرجديرة بالتصديق (يمكن مراجعة جانسن وكرونا) لهذا وضعت رحالي عند مسألة الغنوصية الإسلامية المبكرة ودورها. فقد أخبرنا عن وجودها مدوّنو أهل البدع، رغم أنها إختفت نهاية القرن الثالث الهجري، لقد أخبر هؤلاء (كتّاب البدع والغلاة)) عن تلك الظاهرة بإسهاب، لكنها صُوّرت كتعاليم مهرطقة منحرفة عن عقيدة النبي.

خيتومة:

أكتفي بهذا القدر من الدراسة وأترك الكاتب عند الغلاة والغنوصية الإسلامية. على أمل تقديم مطالعة حول اللقى الأركيولوجية والنقوش التي عاصرت تلك الفترة والتأويلات الجديدة لها، وبعض الرؤى المتعلقة ، وأشير إلى أن الترجمة لم تكن حرفية بل إقتصرت على نقل النص إلى فضاء لغتنا بما يلائم شحنة المعنى ودلالاته العربية، وأحيان محاولة إختصار السرد.

Post: #384
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-28-2018, 11:25 AM
Parent: #383

آراء مثيرة حول أصول الإسلام والمسيحية

الجزء الأول:


إعداد وترجمة: نادر قريط

"أهدي هذا النص لكل قارئ يمتلك الحلم والصبر والخيال وسعة الصدر"

لا بد من الإشارة إلى أن هذه المطالعة تعتمد أطروحات نقدية راديكالية، تقوم على التشكيك بالأنموذج الرسمي للتاريخ، بما فيه من حقب وسلالات وأزمنة، وتعتقد أن تاريخ نشوء الأديان قد حدث متأخرا بعملية إسقاط إرتجاعي وصياغة لأحداث ضبابية مؤسطرة تتلاءم مع مصالح سياسلطوية سادت في عصور لاحقة. ولعل أهم العلامات المميزة لهذه المدرسة النقدية كان كاممايرKammeier (توفي 1959) بنقده لتاريخ المسيحية (1) أعقبه صمت لتعود الأسئلة مطلع التسعينيات بسيل من البحوث والكتب والدراسات التي حاولت هزّ أعمدة التاريخ ، وتسفيه المنهج الأكاديمي الرسمي ونظام اليقينيات الذي تم ترسيخه خلال الأربعة قرون المنصرمة.

ولعل دراسة هيربرت إليغ H.Illigهي الأكثر إثارة وجدلا لأنها كانت محاولة ممنهجة إعتمدت دراسة تطور بناء الكنائس والمسكوكات..إلخ للبرهنة على وجود زمن شبحي في التقويم المسيحي قدره 297 سنة تحدده الفرضية بين (614/911م) (2)لكن باحثيين آخرين من نفس المدرسة شككوا بذلك أمثال توبر (3) الذي أشار إلى أن التقويم الميلادي حديث العهد، ولم يقرّه الفاتيكان رسميا إلا عام 1443م بعد جدل دار في مؤتمر بازل المسكوني الكنسي، عام 1332م ودعوات كونزانوس (أصبح بابا فيما بعد) لإعتماد تقويم ميلادي (كي لانظل أضحوكة للوثنيين المسلمين كما صرح في المؤتمر)

وهنا يؤكد توبر Topperبأن حسابات كونزانوس لإنشاء التقويم المسيحي تمت (بعمليات إرتجاعية) إعتمدت التقويم الهجري أساسا في حسابها، أما المهم في هذا السياق ملاحظته المدهشة للفرق الزمني بين مؤتمر نيقييا الكنسي الأول (325م ) الذي أسُست بموجبه كنيسة الدولة، وبين عام الهجرة الإسلامي الأول (622م) وهذا الفرق يساوي الزمن الشبحي في نظرية إليغ ويبلغ بالتمام والكمال 297 سنة؟؟

يا للهول هذا يعني ضمنيا (فيما لو صحت فرضية السنوات الشبحية) أن مؤتمر نيقييا الذي عُقد لدحض هرطقة " الأسقف الإسكندري آريوس Arius، وصياغة قانون الإيمان" هو مؤتمر تزامن مع ظهور محمد !!

بعد هذا التمهيد أشير إلى أن هذه المطالعة إعتمدت أفكارا لتوبر (4) حول الخيط السري بين الأريوسية (المسيحية) والإسلام. ودراسة جان بوفورت Beaufort (5) وفرضيته حول تطابق الأريوسية مع الحركة العلوية؟ وفي كلا الدراستين محاولة جديدة لتفسير تناقضات التاريخ الرسمي..

إنها ببساطة أفكار تقلب معارفنا رأسا على عقب (أنوه بأن كاتب السطور ترجم بتصرف مقاطع منتخبة، مع فتح أقواس لمزيد من التوضيح)

محمد ـ آريوس ؟

يشير توبر إلى أن مصادرنا عن الآريوسية لا تعرف إلا بعض الكتابات المشوهة، لكن الملفت أن القداس الأرثوكسي لازال ليومنا يكرر لعن "الزنديق آريوس" ثلاث مرات بموافقة المؤمنين الخاشعين وهذه اللعنة الأبدية تنصب على أمثال آريوس ممن يزعمون بأن المسيح ليس مساويا للآب بل أقل مرتبة منه، أو الذين يزعمون أنه إنسان متأله وهذه الفكرة هي جوهر الحركة الأريوسية (وتسمى أحيانا الأريانية) التي إمتدت بدء من عام 313م لتصبح عقيدة الأغلبية المسيحية (الوندال، ومسيحية المشرق) مما إستدعى إنعقاد مؤتمر نيقيا عام 325م برعاية القيصر قسطنطين، وبموجبه تم لعن آريوس ووضع قانون الإيمان المسيحي، لكن قسطنطين مال لجانب الأيروسيين فأعيد إعتبارهم (بإستثناء آريوس نفسه) الذي قُتل قبيل عودته إلى حضن الكنيسة عام 336م. وبعد جدل وشجار وحروب إستطاع المؤتمر الكنسي في القسطنطينية عام 381م لعن الأريوسية وتكفيرها نهائيا، ومع مرور الزمن إستتب الأمر وإستطاعت الأرثودوكسية تثبيت أقدامها.

ثم يعقب الكاتب قائلا: إن هذا اللعن اليومي للآريوسية في القداس لابد أنه تذكير بعدو قوي يتلطى. عدو مازال يشكل خطرا محدقا. ومن يكون هذا العدو الشرس الذي لا يؤمن بأن المسيح هو الله؟ اليهود ليسوا بوارد السؤال لأنهم ينكرون المسيح التاريخي من حيث المبدأ، أما في الإسلام فإن للمسيح معنى، فهو النبي الذي سيعود آخر الزمان محملا بالقوة الإلهية لإقامة محكمة الله؟ وهنا يضيف الكاتب جملة مستفزة تقول: إن المضمون الدوغمائي للمسيح في الإسلام يجعله أهم من محمد؟ثم يضيف بعضا من أفكار لولينغ إلى الموضوع التي تعتبر أن نظرة الإسلام إلى ألوهية المسيح ذات صبغة أريوسية؟

فإذا كانت هذه الأحداث التاريخية متظافرة، وإذا كانت علاقة الأريوسية بنشوء الإسلام علاقة جدلية، فإن كثيرا من الغموض الذي أحاط بتاريخ الكنيسة سوف يُرفع . ويمكننا تفسير غياب الصراع مع الإسلام الناشئ، وتفسير إندفاع جيوش الإسلام عبر الحدود الرومانية، وفهم رسائل محمد إلى هرقل ودعوته لإعتناق الإسلام، ومثل هذه الأمور التي بقيت قرونا بدون كتابات "مسيحية"مضادة.

لقد إكتفت الكنيسة فقط باللعنات الثلاث التي كالتها لهذه "الحركة" الجبارة! أي أن مايسمى مؤتمرا نيقيا والقسطنطينية كانا إجابة على خطر متربص.. لكن علينا أن نتصور هذا الربط بين مؤتمر نيقيا ونشوء الإسلام بإعتباره فانتازيا متأخرة تؤكد بوضوح كم العبث الذي أحاط بالحساب الزمني (المقصود حساب التقاويم)

ثم يعقب الكاتب بأن مؤتمر نيقيا لاتؤكده إلا بعض الرسائل المتأخرة (بدون وثائق حقيقية) والمواضيع التي طُرحت على جدول أعماله:

1ـ مناقشة الزندقة الأريوسية القائلة بأن يسوع ليس مساويا لله
2ـ الإعتراف بطقوس الأيقونات
3ـ معالجة مشكلة التقويم وتثبيت يوم الفصح أو بداية الربيع

والملاحظ أن أمرين من تلك كانا محور عمل محمد
1ـ لعن كل محاولة تقلل من وحدانية الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد (توافق مع رؤية أريوسية)
2ـ إن محمد لم يتهاون مع طقوس الأيقونات والتمائيل والصور (أيضا إتفاق مع طابع أريوسي)

ولو أخذنا بنظر الإعتبار فرضية إليغ عن السنوات الشبحية ال297 الزائدة في التقويم الميلادي فإن العام الهجري الأول المساوي ل 622ميلادي يصبح:
622 ناقص297 يساوي 325م (تاريخ مؤتمر نيقيا) ومن الملفت أن آريوس بدأ دعوته عام 313م ومحمد 610م والفرق سيكون 297 سنة وهو نفس الفرق الزمني بين لعن آريوس في نيقيا وهجرة محمد، ومن العجيب أن وفاة آريوس حدثت عام 336م ومحمد عام 632؟؟الفرق يقترب من 297 سنة !! إنها نفس الفترة الشبحية المتكررة ..

عليه فإن الصراع مع الآريوسية يعكس في جوهره صراعا مع إسلام فتي. والملاحظ أيضا بأن مذبحة كربلاء حدثت عام 59 هجري (وفق التقويم الرسمي بحدود 679م) وإذا أزلنا السنوات الشبحية فإننا نقع على عام 381م وهو تاريخ مؤتمر القسطنطينية الذي أعلن فيه تكفير الآريوسية نهائيا وهدر دمها؟ وهذا يقابل إنشقاق الإسلام إلى شيعة وسنّة!

بعد ذلك يمر الكاتب على موضوع "الهجرة"النبوية ويرى كباقي الباحثين بأنها حجر عثرة أمام البحث، فالمعرفة بتقاليد قانون الدم العروبي بين القبائل تستبعد كلّية المزاعم عن محاولة تدبير قتل محمد، إذ يُعتقد أن مكة (القرن السابع) كانت متسامحة دينيا وهذا جزء من التسامح الديني الذي عرفته النخبة الفارسية، لهذا تبدو هذه الهجرة غريبة، لكنها محتملة في القرن الرابع ميلادي، إذاك كانت مكة تحت الهيمنة الرومانية (بيزنطه) التي أنزلت اللعنة على أريوس.. عليه تصبح هجرة محمد مفهومة وضرورية، وهي بمثابة إنفصال عن الكنيسة الأم في مكة ولجوء إلى يهود يثرب.

Post: #385
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-28-2018, 05:47 PM
Parent: #384

آراء مثيرة حول أصول المسيحية والإسلام

نادر قريط

الجزء الثاني

أما بالنسبة للفتوحات "الأسطورية" للإسلام (منتصف القرن السابع) فإن المصادر البيزنطية تصمت عنها تماما وهذا أمر بمنتهى الغرابة مع أن الإسلام طرق أبواب (القسطنطينية) وهدد مملكتها، وهنا يستأنس الكاتب برأي لولينغ الذي أكد غياب دلالات الفتح الإسلامي في المصادر المسيحية، فالموجود لا يزيد عن تلميحات سطحية ليوحنا الدمشقي. أما إيزيدور الإشبيلي فلم يذكر شيئا عن إسلام ذلك الوقت المبكر،
أيضا تجدر الإشارة إلى أن غرب أوروبا التي كانت مهددة بإجتياح إسلامي (كما تذكر الكتب) لم تسمع بالإسلام .. وفجأة تندلع الحروب الصليبية نهاية القرن 11م وكأنها ذكّرت الأوروبيين (توا) بالإحتلال الإسلامي لبيت المقدس بعد 450سنة من حدوثه؟

إن أول الفقهاء الذين أخبروا عن الإسلام في أوروبا هو اليهودي بدرو ألفونسو الذي إعتنق المسيحية في إسبانيا عام 1106م آنذاك كان المسلمون يفرضون نفوذهم حتى توليدو وسرقسطة . أيضا نلاحظ أن فقهاء المسلمين خلال القرون الهجرية الأولى لم يجادلوا المسيحيين بل جادلوا المنوية والمزدكية والزردشتية .. وهكذا يصل الكاتب إلى أحدى الخلاصات الملفتة: إن هذا التجاهل المتبادل بين كلا الديانتين قبل القرن 11م يدل بأنهما لم يكونا موجودين بعد (يقصد كمؤسسة)،

فإذا إعتبرنا الإسلام هو رد على نشوء المسيحية، ينتج عن ذلك أن الإعتراف بالأرثودكسية كدين دولة (في نيقيا) كان المحرك الباعث لتمكين الهرطقة الأريوسية في أماكن أخرى، فالساسانيون فضّلوا هذه الهرطقة (التي أصبحت فيما بعد إسلاما) لأنها معادية ومعارضة لخصمهم بيزنطه، ولهذا فإن الشاهنشاهية الفارسية دعمت الإسلام المتأخر كما أنهم قُبلوا بترحاب من مؤرخي الإسلام (يقصد طبعا تعظيم الكسروية في التاريخ والأدب العربي)

وختاما لهذا الفصل يعرج توبر على أطروحة لرودي باريت (مترجم القرآن الأكثر شهرة في ألمانيا) والذي تحدث عام 1957عن إنقطاع في السرد القرآني!؟ وكذلك تعرض لفرضية لولينغ التي تحدثت عن 150سنة من الفراغ في القصة الإسلامية المبكرة، إضافة لوجود قرن إضافي يصعب توثيقه، ليصل إلى قناعة بأن تقديم القرآن بصورته المنجزة والنهائية قد حدث في القرن الرابع الهجري ويقتبس حرفيا عن لولنيغ مايلي:
إن القادة الدينيين والسياسين الذين أعقبوا النبي، وبسبب أفكار داخلية وخارجية وعدم إستقرار أمور الأسلام الفتي، وتقديرا منهم للتفوق الفلسفي للكنيسة الهلينية الرومانية قرروا الإنكفاء وتكذيب الماضي المسيحي للإسلام والتاريخ المسيحي للقرآن والإسلام وطمس معالمه الأولية وبذا حافظوا على المكتسبات والإستقلالية الدينية السياسلطوية، مما أحدث فراغا تاريخيا تم حشوه فيما بعد.

هنا أرجو من القارئ الكريم أن ينتبه جيدا إلى خلاصة توبر الأخيرة عن الحركة الأريوسية (الإسلام فيما بعد) التي تبنتها فارس بسبب خصومتها مع بيزنطه، لأن هذه الخلاصة المحورية التي صاغها الكاتب عام 2000م أصبحت محرك دراسات لاحقة كما هو الحال في حلقة البحث بجامعة سارلاند بألمانيا بقيادة هانس أوليغ وكتبهم من قبيل : البدايات المظلمة 2005، وبدايات الإسلام 2007) التي بدأت تؤشر العراق ونساطرته كمنطقة مرجحة لبداية الإسلام، تعززها في ذلك فرضيات عن صيرورة اللغة العربية، وتطور الكتابة والنقوش وأصول المخطوطات القديمة..

ولأن الموضوع خارج إهتمامنا في هذا النص أشير إلى أن هذه الخلاصة المركزية لابد وأن تلقفتها أيضا الباحثة الألمانية زينب مولر لتوكد في دراسة فيلولوجية تاريخية أن الأريوسيين لاعلاقة لهم بالأسقف الإسكندري آريوس بل بحركة مصدرها إيران؟ وهنا أنتقل إلى موضوع بوفورت الذي إقتبس بدوره أطروحات مولر وتوبر ليصوغ فرضيته الجديدة حول نشوء المسيحية والإسلام.

أريوس ـ وعلي: حول الجذور الإيرانية للمسيحية والإسلام؟؟

بداية يشير الكاتب إلى أنه يتفق مع فرضية زينب مولر Z.Müller التي تقول بأن مصطلح "آريوس"ذو أصل إيراني وأن الهرطقة الاريوسية المسيحية القديمة تضرب جذورها في إيران، وعلى ذلك فإن مصطلح "آريوسي" في اللاهوت الكاثوليكي للقرن السادس يعني (أتباع آريوس) الذي لم يكن له وجودا بل كان شبحا تم إختلاقه وإسقاطه على القرن الرابع، وغرض هذا الإختلاق هو تكفير حركة قوية مضادة "للتثليث" والقبطنة (من أقباط). حركة تم منعها أيام جستنيان (483ـ565م) وتتطابق هويتها مع حركة موجودة ليومنا بإسم "شيعة علي، أو حزب العليّ) ثم يقول:

في مثال جدير بالقراءة تشير مولر لصعوبات جمة تعترض فرضية طباق بين علي وآريوس وتدعو إلى تعامل مع جذور هذه المادة وتجنب الأحكام السريعة، وكفرضية معاكسة قدمت رؤيتها بأن مصطلح آريوسي يعني: أناس من آريا (إيران) وهؤلاء هم ممثلو الغنوصية الإيرانية المثنوية، أما عن السؤال حول تاريخية علي صهر محمد فتبقيه مفتوحا. لذا فإن دراستها تقدم مادة للتفكير والتأمل بغض النظر عن تقرير عما إذا كان "علي" محاولة إسلامية لتجسيد حقيقة أريوسية تاريخية، أو كان أريوس إختلاقا متأثرا بخطوط الرواية العربية. فهذا ما ستقرره البحوث القادمة، كذلك الأمر فيما يتعلق بالسؤال الكرنولوجي وموضعة الزمن لكليهما أو زمن إختلاقهما؟

لكن بوفورت يحاول التقدم خطوة إلى الأمام ويتفق مع مولر بأن الأجدى حسب وجهة النظر العلمية متابعة مصير الحركة الدينية دون التمسك بتاريخية مؤسسها أو عدمها. فالفرضية تقوم على مطابقة آريوس بعلي وعلى إتهام كاثوليكي لإتباع آريوس بالهرطقة الذين هم أنفسهم أتباع "علي" أو العليين الشيعة.. لكن الكاتب يضيف قناعة شخصية بعدم تاريخية علي تماما كالمسيح وبولس ومحمد.!! علي يصبح إذن شخصية ميثولوجية وأب مؤسس لحركة سياسية تاريخية موجودة ليومنا (حزب العليّ، الشيعة) ويمكن أن يكون محمد شخصية دينية شبحية، أسّست السنّة ثم ربطت نفسها مع حركة الشيعة لتشكلا معا كنيسة الدولة للنظام الأموي؟ويضيف:
أفهم آريوس كبناء تم إختلاقه في عصر جستنيان أثناء تمدد الكاثوليكية في أرجاء الإمبراطورية لمحاربة وتكفير أعداء التثليث وهم "العلييون" ولاجدال في أن أتباع آريوس (الشبحي) هم خصوم الأقباط وأن الأريوسين هم أنفسهم أتباع المسيحية المعمدانية (الصابئة) السابقة للكاثوليكية.

:قصة المسيحية بدون يشوع وبولس التاريخيين:

يخبرنا بوفورت بأن الكنيسة الحالية بنسختيها الأرثودوكسية والكاثوليكية (والبروتستانتية) تعرف نفسها من خلال الإنتساب لمؤتمري نيقييا والقسطنطينية، حيث ربطت نشوءها بشخص ذي حقيقة تاريخية هو يسوع الناصري وتلامذته بمعية بولس الذي كان نفسه ساولس أحد مضطهدي المسيحية.. هؤلاء أصبحوا رسلا ومؤسسين لما سُمي لاحقا الكنيسة الكاثوليكية. وهي العقيدة "النقية" التي إستطاعت أن تحقق نجاحا بوجه الضلال والهرطقات العديدة، أما الشاهد على هذه المسيحية المبكرة فهي الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل. وسيان إن تطابقت أو تناقضت هذه الصورة التاريخية للكنيسة المبكرة مع تاريخية يسوع المثيرة للجدل والمشكوك بأمرها، فإن منتقدي نظرية الحقيقة التاريخية ليسوع أهملوا نقدهم لتاريخ المسيحية المبكرة التي يطفو فيها بولس مكان يسوع كمؤسس حقيقي وواعظ بأناجيله.

هنا فإن النقد الراديكالي للباحث الإنجيلي Bruno Bauer ذهب أبعد من ذلك عندما إعتبر بولس شبحا أدبيا وعرف أن رسائله (في العهد الجديد) هي تحوير لإنجيل مارثيون Marcion المفقود (حسب دراسات Deteringلأعوام 92ـ 95ـ 2008) وفي هذه الحالة وعندما لايكون يسوع وبولس وراء الكاثوليكية فيجب أن يكون تاريخ الكنيسة قد شُكّل بطريقة مختلفة تماما عما هو سائد ومعروف. والسؤال: في أية بيئة روحية نشأت قصة يسوع المصلوب وكيف إنتشرت في عالم الأنتيكا وكيف أصبحت عقيدة الدولة الرومانية؟

وهكذا يقوم بوفورت بإعداد جدول إفتراضي للمراحل المهمة في تاريخ مسيحية لاترتبط دوغمائيا بتاريخية يسوع، وهذا المبنى من التصوّرات ليس نهائيا قطعيا. وتتضمن فرضيته تعليلا وتفسيرا للإنحرافات عن الصورة التاريخية المألوفة.


Post: #386
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 04-29-2018, 07:09 PM
Parent: #385

آراء مثيرة حول أصول المسيحية والإسلام

الجزء الثالث

نادر قريط

ــــــــــــــــــــــــ
نموذج بوفورت لنشوء المسيحية:

1ـفي البدء نشأت مسيحية قديمة (يهودية هيليية) أهم طقوسها إرتكزت على تعميد الكبار Batisma والمسح بالزيت Chrisma وتناول وجبة المحبة للمؤمنين Ogapa. وإرتبطت بيوحنا المعمدان وكانت ديانة منفتحة على الغنوصية وديانة "الأقانيم الثلاثة" ووجدت تعبيراتها الإنجيلية في الراعي الصالح والخروف والسمكة والطاووس والحمامة البيضاء والصليب اليوناني، وشاب بدون لحية من تلامذة يوحنا أو المسيح،

وكان هذا الدين متسامحا منفتحا ولم يكن قد إرتبط بعد بيسوع المصلوب، وإنتشر لاحقا بإسم الهرطقة "الآريوسية" وشهادته موجودة ليومنا في جماعة دينية إسمها "المندائيون" في العراق أو آريوسية القوطيين والكاثار في الغرب (شمال اسبانيا)، وجماعات عديدة إنتشرت في القرون الوسطى ومارست طقوس تعميد الكبار في الكنائس المعمدانية (اليوحنائية)، ومصدر هذه المسيحية يمكن أن يكون العراق ـ إيران لهذا يوافق الكاتب فرضية مولر بأن إصطلاح "آريوس" يمكن أن يكون قد حمل معنى جغرافيا (إيران) 

2ـ وعلى سبيل التخمين يمكن إعتبار أن هذه المسيحية بدأت قبيل تدمير الهيكل الثاني عام 70م في وسط ديني يهودي في سوريا وفلسطين حيث قامت بصياغة مجاميع من الحِكَم والمقولات، وتم تلقيمها لمعلم حكمة ومخلص إسرائيل (يشوع) الذي لم يكن قد ثُبّت كرونولوجيا، فتارة هو خليفة موسى وتارة خليفة داوود (في القرآن تظهر مريم على أنها أم المسيح وأخت موسى وهارون [قرآن 3.30و 19.29ـ

وحسب كورت رودلف فإن هذا التطابق (بين المريمين) موجود أيضا عند أحد آباء الكنيسة المدعو رابولا من إديسا Rabbula المتوفي عام 435م] ) وهناك أجزاء كثيرة من إنجيلي توما ومتى تُذكّر بالمراحل القديمة لهذا الدين الذي لم يُصلب يسوعه بعد ولم يكن قد أصبح إبن الله وصاحب معجزات، وتلامذته لم يصبحوا رسلا بعد وشمعون لم يصبح بطرس ويهوذا ليس خائنا.

3ـ إن أقدم سيرة ليسوع كتبها الإنجيلي مرقس، حسب الرأي السائد منذ القرن19 وقد كان فرانشيسكو كاروتا (صاحب الكتاب الشهير : هل كان يسوع قيصرا) (6) قد عرف بأن إنجيل مرقس إستبطن سيرة يوليوس قيصر، التي نقلها مرقس من روما إلى القدس. فمن قائد للجيوش الرومانية حصلنا على آمر جنود السماء، ومن ملك أراده الشعب الروماني إلى ملك أراده الشعب اليهودي، ومن مجلس الشيوخ الروماني (باليونانية Synedrion ) إلى السنهدرين اليهودي ومن بروتوس إلى يهوذا ومن Capitolium (موقع الجماجم والمشتق من لفظ رأس Caput ) إلى Colgatha (الجلجلة)

لكن كاروتا لم يتساءل أين نشأ إنجيل مرقس. فهذا عاش في مصر بإعتباره البابا الأول للكنيسة القبطية فعليه لابد أن مصر موطن إنجيله ومن المرجح أن الأقباط أول جماعة دينية إعتقدت بإبن الله يسوع المصلوب (وهذا ينطبق مع عقيدة التثليث المصرية إيزيس أوزيريس حورس. وتجدر الإشارة إلى أن ميلاد الإبن حورس يصادف أيضا 24ديسمبر ناهيك عن رمز الصليب الذي يرتبط بحرف الحياة الفرعوني أنخ)

4ـ إن وجهة نظر كاروتا حول دور مرقس في نقل مكان سيرة القيصر وإستبدال شخصيات الدراما تركته لا يرى أن إنجيل مرقس كان فريدا في تضاده مع ديانة القيصر يوليوس (التي تسمى Divius iulius ) وذلك عندما إستبدل القائد العسكري يوليوس بيسوع القائد الروحي، إذا لم يعد هنالك القيصر الإله بل يسوع اليهودي المصلوب، وهذا جعل ديانة يسوع مشحونة بعداء الدولة التي كانت حينها ماتزال تؤمن بعقيدة القيصر (يوليوس) الإله

5ـ ويبدو معقولا أن ديانة القيصر ( يضاف إليها تعظيم اوغسطس) قد تم دمجها مع الكنيسة القديمة الهلينية في عهد دقليديان (حكم بين 285ـ 305م) مضطهد الأقباط أو الذي كان معاديا لأتباع دين يسوع، لكنه لابد كان "آريوسيا "مسيحيا وبعكس ذلك لايمكن توضيح كيف أن الكنيسة إقتبست نظامه الإمبراطوري في توزيع أبرشياتها (مراكز الأسقفيات) وكذلك لايمكن توضيح كيف أن مرقده لايزال لليوم كنيسة مسيحية. وقسطنطين هو الأخر كان آريوسيا لكن لابد أن عهده شهد نهاية التأليه الروماني للقيصر يوليوس .. بعدهما يبدو أن كنيسة إمبراطورية رومية (شرقية) تشكلت وفق مسيحية قديمة "آريوسية" لكنها لم تكن تنتمي بعد ليسوع المصلوب.

6ـ ويبدو محتملا أن حركة تطورت في المشرق مضادة لفكرة التثليث القبطية وعقيدة الصلب وإبن الله، وإعتقدت بشخص تاريخي على شاكلة أنبياء اليهود. هذه الحركة كما يراها الكاتب هي شيعة العلي "الآريوسية" التي وجب تكفيرها وهي حركة تقدّس يوحنا إلى جانب يسوع (كما في الإسلام) وفي محيطهم نشأ القرآن القديم كتابا مسيحيا يجد صداه الأدبي والعقلي في مقاطع عديدة من إنجيل متى (حسب دراستي لوليغ 1973 ولوكسمبرغ2001) وكما الأقباط فقد كان أعداء التثليث"العلييون" مستقلين سياسيا وأضداد لديانة تأليه القيصر وبالتالي أعداء للدولة (الرومانية) 

7ـ الخصومة بين الأقباط والعليين قادت في القرن الخامس إلى صيغة مسيحية في مناطق واسعة من غرب آسيا، قبلت فكرة الصليب القبطي، كحل وسط، وهذه الصيغة طرحها T.تيودور Mopsuestia وبموجبها أصبح يسوع إنسانا في مولده وصلبه.

أما طبيعته الإلهية فلم تتأثر بذلك وهذه الصيغة تم تكفيرها من الكاثوليكية لاحقا لكنها إقترنت بالكنيسة الشرقية النسطورية. التي لاتزال مستقلة عن الكنيسة الأرثودوكسية الكاثوليكية الرومانية. وحافظت على إستقلاليتها في العصر الفارسي الساساني، وكذلك أثناء الحكم العربي فقد كانت ديانة ذات حضور موازي لدين الدولة (الإسلام) وذات مرجعية كنسية ناطقة باللغة السورية (الآرامية) مثلها كاثوليكوس سلوقية وطيسفون (المدائن)

8ـ لكن القيصر جوستنيان عارض هذه النسطورية المدعومة من فارس والمنافسة لكنيسة الإمبراطورية، ورمى بثقله إلى جانب الأقباط (زوجة جوستنيان تيودورا كانت قبطية) وأخذ عنهم فكرة الصليب مدفوعا بهم إستثمار الدفق الديني لإستقرار الإمبراطورية، حينها بدأت كنائس الإمبراطورية تتزيّن بالصور والإيقونات لتقريب صورة يسوع لأذهان الشعب ..

وأصبحت وجبة المحبة لمؤمني المسيحية القديمة تتحول إلى قداس يديره كهنة، وفي تلك الفترة بُدء بإنشاء قصص الرسل الإنجيلية، التي رُبطت إرتجاعيا بأعمال شخصية تاريخية ليسوع.. ومن الآن فصاعدا أصبحت الكنيسة الإمبراطورية تحتكر تمثيل مسيحية يسوع، وكل عقيدة منحرفة عنها كالنسطورية "كنيسة المشرق" أو آريوسية المسيحيين المعدانيين أو شيعة العلي ستصبح زندقة مارقة يتوجب منعها ومطاردة أنصارها.

9ـأما المرحلة الجديرة بالإنتباه فتتضمن نزاعا عنيفا بين العليين (أو الشيعة) مع الأمويين، هذه الصدامات، بلغت إربها بإتفاق الطرفين على صورة تاريخية موحّدة، بإتفاق القادة على مرجعية موحدة هي النبي محمد. وفي هذا الإطار أصبح علي إبن عم وصهر محمد (ما) القرشي، وبنفس الوقت أصبح معاوية الأمويين صهره أيضا. وهذا الإتفاق كان بمثابة ساعة الميلاد الحقيقية لإسلام اليوم.

( أشير إلى ميول بحثية بدأت تشق طريقها، خصوصا بعد صدور كتابي مانفرد تسيلر M. Zeller (7) عن الدولة الأموية والإسلام المبكر في إيران صدرا عام 1993 وفيهما استنتج أن الدولة الأموية والفارسية تعايشتا معا وأن عبدالملك بن مروان عاصرالملك الفارسي خسرو الثاني ( 591ـ628م) وقد توصل إلى نتائجه من خلال دراسته للمسكوكات والقصور الأموية، وأشار إلى أن تاريخ الدولة الأموية هو أقدم ب78 سنة من التاريخ الرسمي!! وعلى هذا تترتب أمور بالغة الأهمية) 

10ـ ولبلوغ التمام لابد القول أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الحالية هي نتيجة لإنقسام متأخر حدث في كنيسة جوستنيان (الأرثو ـ كاثوليكية) ، ويبدو أنها أصبحت مستقلة في القرن العاشر، فقبل ذلك كان أسقف روما يُعتبر أحد البطاركة الخمسة للكنيسة الإمبراطورية (المقصود البيزنطية) وعندما أكتسبت روما الأهمية في عصر الشارلمانيين البيبين Pippin والأوتوويين Otto (أوتو الأول: 936م) تم تأهيلها للإستقلال السياسي عن بيزنطه، بعد تعزيزها وإختلاق تاريخ كنيسي يرجع إلى بطرس معزز بسلسلة مُضللة (مغشوشة) من قوائم الباباوات، كي ترجح مرجعيتها وأسبقيتها على الأرثودوكسية اليونانية (بيزنطه)

إن هذا المبنى لتاريخ المسيحية القديم يتعارض مع كثير من النصوص القديمة التي روت القصة التقليدية للكنيسة والتاريخ المسيحي، وبرأي بوفورت فإن تلك النصوص هي مزوّرات وحشو متأخر وتحريف تم صياغته وإسقاطه على أزمنة سابقة.

والبرهنة على النحل في وقائع منفردة ليس عسيرا، لكن التزوير غالبا ما يتناول المحتوى، وهنا لايمكننا فهم طبيعته إلا من خلال الصورة الكلية، التي نكوّن منها مادة التاريخ.

وتلك الصورة الكلية ترتبط بأخبار ماضية منها ما هو حقيقي وما هو منحول (مزوّر) لذا فإننا سندخل في دائرة هيرمينوطيقية، لايمكننا الخروج منها إلا إذا نجحنا بإنجاز صورة شاملة غير متناقضة لمسار التاريخ، وعن هذا مازلنا بعيدين، عليه فأفضل مانفعله تجربة إعادة تشكيل الصورة التاريخية بحيث تمنحنا نصوص الموروث منطقا سيوسيو بسيكولوجيا تاريخيا

Post: #387
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-02-2018, 09:57 PM
Parent: #386

آراء مثيرة حول اصول المسيحية والإسلام

الجزء الأخير

نادر قريط
ـــــــــــالطبيعة الواحدة، وجدل الآريوسيين حول يسوع

بناء على التصوّر الفرضي لتاريخ الكنيسة يعود الكاتب إلى طرح الأسئلة حول مصطلح " أريوسية"وتاريخية أو مطابقة "علي" و"آريوس"، ويقول بإن مولر فهمت أيضا المصطلح من خلال تصورّها الخاص لنشوء المسيحية، وهي صائبة (حسب رأيه) عندما عنت بأن توصيف الآريوسية في أيامنا هو نحل وإختلاق لاهوتي قامت به عقيدة الأقانيم الثلاثة وجدل حول قيم الإبن والآب والروح القدس،

ففي ذلك الوقت لم تكن قد وُجدت كنيسة موحدة بعد أو كاثوليكية مُوحّدة.، ناهيك عن أن تاريخ الأديان لايقتصر على الكنيسة الكاثوليكية، ومن باب أولى إعادة بناء تصوّرات للجدل الآريوسي على نواة تاريخية، وهذا ما فعلته مولر عندما عرّفت الخصوم كما يلي:

الآريوسيون هم مثنوية غنوصية إيرانية. النساطرة هم مسيحيون يهود يهوويون (من يهوا)، اتباع الطبيعة الواحدة هم أنصار ديانة الآلهات. وهنا ترد مولر الأقباط إلى مسيحية ترتبط بالأم إيزيس كعرب (ماقبل الإسلام) الذين عظّموا اللات والعزة..وعليه يسجل بوفورت إعتراضا، ويضع الآريوسيين والنساطرة وأتباع الطبيعة الواحدة في وعاء مشترك إذ يعتقد أن تلك التسميات لاتصف حركات محددة، بل تصف مبنى لاهوتيا إختلقته الكاثوليكية لزندقة وتبرير بطشها بتلك الحركات،

ويرى أن الأقباط هم من أتباع الطبيعة الواحدة، ولم يعظّموا إيزيس، مع معقولية إنتماء ماريا ويسوع للصورة التاريخية لإيزيس وحورس. فالأقباط كانوا ومازلوا مسيحين دون أن يكونوا أتباعا لديانات الإلهة الإم، وكانوا ومازالوا يعتقدون بيسوع مصلوب وإبن أبدي لله، أما أتباع آريوس فكان يسوعهم إنسانا مخلوقا، وهو نفس الجدل المستمر للآن بين المسيحين والمسلمين. جدل لا مساومة فيه بين طبيعته البشرية والإلهية.

وهو برأي الكاتب إثبات على أن هذا الجدل ليس نزاعا نقديا لاهوتيا وإنقساما فقط بل حقيقة تاريخية تعبر عن مشاعر عامة الناس إزاء هذا النتاقض (بين طبيعتي يسوع)، والدلائل ترجح أن النظرة الكاثوليكية للآريوسيين تقصد أيضا الإسلام أو المرحلة الممهدة له كما في فرضية توبر عن التمائل بين الآريوسية والإسلام والتطابق بينهما في نقاط جوهرية.

إن الغياب المطلق لنزاع لاهوتي بين المسيحية والإسلام في القرون الوسطى (المبكرة)، والتوقف المفاجئ لوجود الأريوسين وإنقراضهم في المناطق التي وصلها الإسلام (بينما حافظت القبطية والنسطورية على وجودهما) وعدم تذكّر الإسلام لماضيه الآريوسي، أثناء التحالف الشيعي السني الذي يعكس بنفس الوقت نوعا من الغرابة والشبهة، حول أصل الإنتماء المشترك لمحمد؟ تجعل السنوات ال 297 بين مؤتمر نيقييا وبداية الهجرة وعلاقتها بالسنوات الشبحية، لاتبدو صدفة عمياء.

وبإيجاز وتحت عنوان فرعي: آريوسية، نساطرة، مندائيون والجذور الإيرانية للمسيحية.

يطلعنا بوفورت على قناعته بأن الطمس التاريخي وإختلاق آريوس حدث بعهد جوستنيان وبهذا السياق يعرج على تاريخ النساطرة (كنيسة المشرق) ويستقي من مقال للمطران الآشوري مار باوي سورو، أفكارا تضيئ على تاريخ الكنيسة النسطورية ورفضها إستعمال لقب "نسطوري" ويخبر حسب مؤتمرات كنيسة المشرق بأن إسم نسطور ظهر أول مرة في رسائل البطريرك جورجيس (660ـ680م) أي بعد وفاته بأكثر من قرنين وبعد أكثر من قرن على مايُسمى: قانون الأعمدة الثلاثة، الذي سنّه جوستنيان وبموجبه تم تكفير أهم لاهوتيي كنيسة المشرق وهم: إيباس الإيديسي 457م، تيودوريت الكيروسي466م، تيودور المُبسيستي 428م .

أما نسطور نفسه فيُزعم أنه توفي عام 451م ، وكان بين 428 ـ 431م بطريركا للقسطنطينية، وزعم أن تعاليمه قد رفضت في مؤتمري أفسس 431م وخلقيدونية 451، وهذان المؤتمران الكنسيان لم يثيرا إنتباه الكنيسة النسطورية أيام جوستنيان (عن سورو)

وهنا يقول بوفورت: إن إنشغالي بهذا الموضوع، منحني إنطباعا بأن كلا المؤتمرين الكنسيين محض إختلاق وحشو متأخر. ويستند بذلك على رأي لماريانا كوخ M. Koch التي تقول فيه إن غاية جوستنيان ليست الظهور كمُبتدع للأرثو ـ كاثوليكية، لأنه بالفعل كان مُنشئها، وتم ذلك من خلال منحها زمن نشوء مبكر، إقتبسه اللاحقون وأصبح أمرا مقضيا.

ثم يضيف بأن إختلاق الشبح آريوس كان ذريعة لتكفير وملاحقة أولئك الذين رفضوا الإيمان بمسيح مصلوب كالعليين (الماقبل إسلامية) والمعمدانيين. ويشير إلى معقولية تبني كنيسة المشرق في القرن الخامس لديانة يسوع وفق تصورات تيودور المُبسيستي، حيث مارست طقوسا وشعائر كنسية سورية قديمة لم تكن لها صلة بلاهوت الصلب القبطي، وكان مركزها ومازال في سلوقية الهلينية الفارسية.

ثم يعرض إلى الأقلية المندائية في العراق (إنخفض عددها بعد الإحتلال الأمريكي من 60ألف إلى خمسة آلاف) المجهولة الأصول والتي تؤمن بيوحنا المعمدان كشخصية تاريخية، حيث يعتقد المؤرخون بأنهم نقلوا هذه الديانة من فلسطين إلى بابل، بدون أدلة واضحة، وفي الحقيقة قد يكون الأمر معكوسا:

ففي العصر الفارسي البابلي، نشأت أسطورة يوحنا بين اليهود الذين لم يعودوا إلى فلسطين .. أي أن هذا الميثوس كان قد تطوّر في فضاء بابلي يهودي هليني فارسي خليط.. هناك إستطاعت عقيدة يوحنا أن ترتبط بالعقيدة الفارسية Spenta Mainya ( الروح الطيبة).
وإذا كانت هذه الظنون أكثر من مجرد تكهنات، فإن إشتقاق الصفة "آريوس" تعكس محاولة كاثوليكية لطرد منشأها الجغرافي من الذاكرة الجمعية، وعلى هذا المنوال مُهّد طريق جوستنيان لتحوير دلالاتها، بمساعدة ربط مرجعية أعمال الرسل (الأنجيلية) بيسوع وبولس.

آريوس ومحمد وعلي؟

إذا ما أصبح تكفير آريوس موجها إلى المكذبين لبنوة يسوع لله (الممهدين للإسلام) يصبح توبر مصيبا في ظنونه التي طابقت بين الآريوسيين والمسلمين.إضافة إلى أنه يجنبنا إعتبار العليين "الشيعة فيما بعد" حركة سابقة للإسلام. لكن ذلك يتعارض مع حقيقة تكفير الآريوسيين في عهد جستنيان (483ـ565م)

فإذا أعتقدنا أن الآريوسيين هم مسلمو أيامنا، فلابد أن جوستنيان عرف محمد ، في هذه الحالة يصبح نشوء الكاثوليكية بمثابة رد على تمدد إسلام قوي في فضاء الإمبراطورية. وهذا الأمر ليس مستبعدا بالمطلق. فحسب دراسات تسيلر وفايسبرغر وتوبر فهناك مايشير إلى أن تقويم الهجرة كان معتمدا قبل القرن السابع ميلادي!!،

وبنفس الوقت هناك أسباب تدعو للإعتقاد بأن الإسلام كان رد فعل سببه منع جوستنيان للآريوسية! وهذا التصور يدحض أن النزاع مع الآريوسية كان شأنا داخليا مسيحيا. فالمعقول أن منع جستنيان لها سبب بحثها عن حلفاء في دائرة الإمبراطورية.

إن إتحاد الأمويين مع العليين تحت سقف الإسلام كان بمثابة الإجابة العربية ـ السورية ـ الفارسية على نشوء كنيسة الإمبراطورية القبط ـ كاثوليكية لجستنيان!! والتي دفعت إلى تطرف معاكس أثمر عنه مأسسة الإسلام.

وكما يُزعم فإن وفاة محمد أعقبها إنشقاق الإسلام إلى سنّة وشيعة.. وهذا الإنشقاق العميق بين التيارين يصعب إيضاحه. كما يذكر إليغ وفايسبرغر.. وكذلك وأوليغ ولوكسنبرغ.. والسؤال متى كانت لحظة إتحاد السنة والشيعة وخلق أسطورة الأصول المشتركة !

في هذا السياق تدخل الشخصية التاريخية لمعاوية (603ـ680م حسب التاريخ الرسمي) في اللعبة. وهو شخصية ينظر لها السنة خلفا شرعيا لعليّ بينما ينظر له الشيعة كمجرم. ومن يبحث عن إجابة سيقف بالضرورة أمام معركة صفين عام 657م (تاريخ رسمي) وما أعقبها من ألغاز.

تاريخيا يبدو أن جيشي الشيعة ومعاوية إلتقيا في صفين، وأن جيش معاوية كان مهددا بالهزيمة، ويبدو أن الشيعة قبلوا إقتراحا (التحكيم) يقضي بقبول السلام والإعتراف بمعاوية كخليفة، أعقب ذلك إنقسام الشيعة (ظهور الخوارج)
لكن بوفورت له قراءته التي يعللها كما يلي:

أغلب الظن أن معاوية (من المحتمل أنه كان حليفا ومحميا من بيزنطا) كان يحارب الشيعة الذين تسندهم الجيوش الفارسية. وأثناءها إعترف معاوية بالكتاب المقدس للشيعة ـ القرآن القديم في طوره المسيحي ـ على أن يقبل به الشيعة خليفة..وفي هذا الإتفاق وجب نشوء الميثوس الإسلامي التأسيسي، بحيث أصبحا سوية أقرباء لمحمد وبالتالي إمتلكا معا شرعية وحق قيادة الجماعة الإسلامية.

لكن كراهية الشيعة لمعاوية سرعان ما اندلعت بعد أن أوصى بالخلافة لإبنه يزيد الذي نازعه عليها الحسين بن علي مما أدى إلى المذبحة الشهيرة في كربلاء وموت الحسين عام 680م(تاريخ رسمي) .

ويختم الكاتب: بعد الأحداث الدينية في عصر جستنيان إستطاعت الكاثوليكية أن تفرض وجودها ، وإستطاع الإسلام تدريجيا مأسسة روايته التاريخية ولم يمض زمن بعيد حتى إستطاع الإمبراطور قسطنطين السابع (912_959م ) من وضع التاج المتمثل ب(ثلاثمائة سنة شبحية) على رأس تاريخ ديني مُصطنع.

خلاصة:

إن هذه الدراسات هي محاولة لبناء تصوّرات تاريخية بعيدا عن الأسطرة والمعجزة وتجاوز تناقضات الرواية الرسمية، وبلا شك فهي تصدم وعينا التاريخي بعنف.. عام 1999م أصدر إليغ كتابا بعنوان: من حرك عقارب الساعة، رفع اللثام فيه عن القيصر البيزنطي المثقف قسطنطين السابع الذي يُنسب إلى دواوينه إعادة كتابة تاريخ العالم، وإتلاف المدونات القديمة، ولاننسى أن المعلم أبو جرير الطبري ليس بعيدا عنه؟

وإجمالا هناك ميول حديثة ترى أن الإسلام قد نشأ وسط جسد سكاني عربي في الهلال الخصيب. وتراه بمثابة تمرد أمراء محليين (أمويين) لملء الفراغ الذي نجم عن ضعف الفرس وبيزنطا،

وهذا يعلل صمت الكتابات البيزنطية والمسيحية وغيرها عن تناول الإسلام المبكر وفتوحاته، وكأن شيئا لم يحدث. 

ربما يقدم تصوّر بوفورت تعليلا مفيدا يضيئ شيئا من غموض الحركة العباسية التي قدمت من فارس تقودها سيوف أبي مسلم الخرساني (لاننسى أن شرعيتها استُمدت من قربها للعليين) فرغم ماتغصّ به كتب التواريخ من حكايا إلا أن العصر العباسي المبكر يبدو أسطوريا ويكاد يخلو من آثار العمارة (خصوصا في بغداد) مقارنة بالعصر الأموي الذي ترك شواهد لاتمحى كمسجد دمشق والأقصى والقصور الصحراوية. 
----------------------------------------------------------------------------
الهوامش

النحل في تاريخ الكنيسة القديمة Die Fälschung der Geschichte des Urchristentums1ـ
2 ـ Heribert Illig, Das erfundene Mittelalter", Econ-Verlag München-Düsseldorf 1996
التزوير في التاريخ الأوروبي Die Fälschung der europäischen Geschichte3ـ
4ـ Geschichtsfälschung von : Uve Topper 2000 تزوير التاريخ
Arius und Ali: Über die iranischen Wurzeln des Christentums und die christlichen Wurzeln des Islam5ـ Jan Beaufortحول الجذور الإيرانية للمسيحية، والجذور المسيحية للإسلام 

Carotta, Francesco (1999): War Jesus Caesar؟ 6ـ

Manfred Zeller, Der Iran in frühislamischer Zeit bis zum 10. Jh. 1993; Das Kalifat der Omaijaden 1993


Post: #388
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: عمار قسم الله
Date: 05-03-2018, 10:28 AM
Parent: #387

تحية طيبة أخ أسامة
هناك بعض الملاحظات علي ماورد أعلاه
1-- هل يمكن اٍعتماد الأبحاث التاريخية هذه - بأنها تتميز بموثوقية كاملة ... ويمكن اٍعتمادها كدليل لا يرقي اليه الشك .. برغم الحقيقة الراسخة
أنه لايمكن أن تتوافر مخطوطات ووثائق تثبت أو تنفي ((أحداث حقبة معينة )) - وكل ماهناك أنها محاولة ربط وتفسير مايتوافر من معلومات
ونقوش ومخطوطات - واٍيجاد تفسير (( يبدو أكثر واقعية وقبول )) .
2-- اٍذا أردنا الحكم علي ماورد (( بالكتب السماوية)) - ونقده بصورة علمية ((بعيدا عن الغيبيات)) - فليس من سبيل لذلك لأن (( المخطوطات
والآثار والنقوش - ليست ذات موثوقية علمية )) - وربما كتبت ((لغرض معين )) وفسرت لأغراض مخالفة ...تماما عندما تجد قصيدة مجهولة
المصدر فتتخيل حال الشاعر - ودوافعه - ومقاصده -- ويمكن أن تصيب الي حد ما وتخيب الي حد ما !!!
3-- بالتالي (( تتعادل)) المخطوطات وكتب التاريخ مع (( الكتب السماوية)) - ويبقي العقل وحده ودراسة النصوص (( وتحليلها وربطها)) هو المعيار
لقبول روايتها أو التشكيك فيها .
**
** بمعني آخر مالذي يجعلني أثق في السرد التاريخي (( وهو غيبي أيضا)) وأرفض النص المقدس .

Post: #389
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: عمار قسم الله
Date: 05-03-2018, 10:37 AM
Parent: #388


https://vimeo.com/238657929نقد المصادر التاريخية لحياة محمد، الجزء الثالث from https://vimeo.com/i2ministriesi2Ministries on https://vimeo.comVimeo.


**
أنا أقصد مثل هذا السرد !!!!!

Post: #390
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: عمار قسم الله
Date: 05-03-2018, 10:53 AM
Parent: #389

**
لكي أكون أكثر دقة لما ذهبت اليه - أستعين بالشرح التالي
**
**
(( فلسفة التاريخ))
ترتبط بالجوانب النظرية لدراسة التاريخ بدلًا من النظرة العلمية لدراسته، هناك فرعان من فلسفة التاريخ،
أولهما: هو فلسفة النقد أو التحليل التاريخي، وثانيهما: هو فلسفة التأمل في التاريخ،
أما عن فلسفة النقد أو التحليل التاريخي فإن الأسئلة المرتبطة بها تعتمد على دراسة الأدلة والبراهين الموضوعية في تحليلها للحدث التاريخي،
أما عن فلسفة التأمل في التاريخ فهذا الفرع ينظر في التاريخ البشري وأهميته وهل هناك احتمال لنهايته، كارل ماركس من ضمن آخرون كان لهم هذه الجوانب الفلسفية للتاريخ.

هناك بعض التداخل بين الدراسة النقدية والدراسة التأملية للتاريخ على الرغم اختلاف تساؤلات كلا منهما،
وإن كان أغلب اتجاهات المؤرخون المعاصرون تعتمد على النظرة النقدية التحليلة دون النظرة التأملية التي يشككون في صحتها.

إن فرع النقد والتحليل الفلسفي للتاريخ ينظر إلى التاريخ كونه موضوع يسعى إلى اكتشاف الماضي وفهمه،
ومن النظرة الفلسفية يحاول هذا الفرع فهم وتحليل الأفكار التي يعتمد عليها المؤرخون ذاتهم في عملهم التاريخي،
وتشمل هذه النظرة بعض التساؤلات التي تبحث عن أجوبة ومنها:
ما هي الشروط التي إذا تحققت يمكن إعتبار هذا الماضي حقيقة ؟
هل هناك طريقة محددة لوصف هذا الماضي سواء من المنظور التاريخي له أو من المنظور العلمي؟
هل السرد والحكي هو طريقة مُرضية لاستيراد المعرفة التاريخية؟
ويسعى هذا الفرع من فروع الفلسفة التاريخية “فلسفة النقد والتحليل” لمعرفة ما إذا كان المؤرخون يعتمدون في دراستهم للسلوك البشري على قوانين معينة من أجل فهم حركة التاريخ،
وإذا كان هناك قوانين، ما هي؟ وهل هي صالحة للوصول إلى استنتاجات؟ ،
إن فلاسفة هذه المدرسة الفلسفية في التاريخ تبحث بشكل خاص عن تأثير وجهات النظر الشخصية والتصورات الذاتية لدى المؤرخين على تلك الاستنتاجات التاريخية،
وعما إذا كانت هذه التفسيرات والتصورات الشخصية موضوعية في أحيانًا كثيرة أو غير موضوعية.


Post: #391
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: اسامة الكاشف
Date: 05-03-2018, 12:51 PM
Parent: #390

شكراً الاستاذ أسامة الخواض
وضيوفه الكرام أرجعتونا لسودانيز بعد غياب قسري
تسلموا

Post: #392
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: Asim Fageary
Date: 05-04-2018, 05:22 AM
Parent: #391



سلام مربع

متابعين البوست

ولكن القراءة أخذتنا لنواحي كثيرة

وإستدعينا خلالها أسماء مثل الرواندي وأبو حيان التوحيدي وأبو العلاء المعري وإبن المقفع

وللرواندي آراء عديدة رغماً عن حرق كتبه بعد إتهامه بالزندقة

إلا أن كتاباته وصلت بالرغم من أنها لم تصل من أطراف محايدة مما يثير كثير من الشك والجدل عما أثير حولها

بالتأكيد هنالك كثير من التزوير في تأريخ الأديان وبالذات المسائل الغيبية وما يتعلق بالمعجزات

وكذلك كون أحكام الإسلام وشريعته أغلبها كان موجوداً ما بين التورات والتلمود والتشابه الكبير في الأحكام مع ورد في التورات، وكذلك التلمود الذي يعتبره اليهود روايات شفهية منقولة

وكذلك غياب كثير من التفاصيل حول حياة الرسول محمد وأصحابه

والتناقضات الموجودة في روايات الأحاديث جيمعها تقود لإشكاليات يجب تفنيدها

وبالأخص في الفترة العباسية كانت هنالك كثير من الأنشطة حيث ظهر نقد الدين بصورة مكثفة


تحياتي


Post: #393
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: Asim Fageary
Date: 05-04-2018, 08:34 AM
Parent: #392


سؤال سريع

عاوزين نرمي حجر في البركة !

أبرهة الحبشي لما جا داخل الكعبة بالأفيال

أبرهة كان مسيحي وناس قريش كانوا كفار

ناس قريش كانوا بطوفوا حول الأصنام في الكعبة

وأبرهة كان بيعبد الله حسب آخر الأديان السماوية حينها وهي المسيحية

كيف ترسل طيور من أبابيل وتحمل حجارة من سجيل وتقتل جيوش أبرهة الما كافر وتنصر كفار قريش ؟


بدون تشنجات وعصبية عاوزين إجابة وتفسير هادئ


تحياتي



Post: #394
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: Asim Fageary
Date: 05-04-2018, 08:45 AM
Parent: #393


مواصلة
طبعاً تساؤلي الفوق دا يأتي من كيفية قراءة هذه السورة (سورف الفيل)

الناس لما يقروها بيقروها بإعتبار إنها إنتصار للمسلمين مع إنه هي بتحكي عن حادثة لم يكن الإسلام حينها قد أتى

لذلك تحتاج لوقفة !

تحياتي


Post: #395
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: عمار قسم الله
Date: 05-05-2018, 07:04 AM
Parent: #394

أخ فقيري -- تساؤلك جميل وليس غريب
فقد وردت في سورة (الروم) - سيرة اٍنتصار (الفرس/المجوس) علي (الروم/ أهل الكتاب)
بل وبوجود الرسول الكريم (هزم المسلمين في أحد - وسطر القرآن هذه الهزيمة ) ..
** وفيما ذكرت من تساؤلات - فقد ذهب المفسرون الي أن (أبرهة / الكتابي) كان يهدف لهدم (بيت الله / أول بيت وضع للناس)
بينما (أهل قريش/ مشركين - يعبدون الله ويشركون معه آلهتهم ) أي يعظمون رب البيت - ولكن سنة الله اٍقتضت حماية (بيته)
هنا التحدي (بين الخالق والمخلوق) - حسب الروايات قالها عبد المطلب ((أما البيت فله رب يحميه)) .
** والتمسك بدين الله لا يعني عدم (الاٍبتلاء) يقول تعالي :(( الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)-))
**
** وفي كتابات اٍبن تيمية ((( "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" اهـ. )))

Post: #396
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: Asim Fageary
Date: 05-05-2018, 07:35 AM
Parent: #395


أخي عمار .. شكراً على الإجابة

إذا إفترضنا أن هزيمة جيش أبرهة المؤمن كان لحماية البيت تصديقاً لمقولة عبد المطلب بن هاشم الكافر

لماذا لم تتم حماية البيت بنفس الطريقة عندما تم ضرب البيت بالمنجنيق من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي وكان البيت حينها تحت حكم عبد الله بن الزبير ؟

تحياتي




Post: #397
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: عمار قسم الله
Date: 05-05-2018, 08:32 AM
Parent: #396

أخ عاصم
هنا تختلف الروايات التاريخية لتلك الحادثة - وللأسف بعض الروايات تتعرض (لهوي) الراوي - وهو مادعانا أن نورد عالية
تعريف (فلسفة التاريخ) - والتي نختص بدراسة الرواية - وتحليل عناصرها - للخلوص للحقائق مجردة - وهو أمر عصي - خاصة
عندما يتعلق الأمر بالتاريخ (العربي والاٍسلامي) لأسباب كثيرة - ومعروفة ..
أغلب الروايات ترجح أن (( الحجاج - لم يقصد رمي الكعبة وهدمها )) -
تقول أكثر الروايات رواجا
((( وعندما طالت مدة مقاومة بن الزبير، كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يطلب منه الأذن بقتاله،
ورد عليه عبد الملك بقوله: افعل ما ترى؛ فتوجه الحجاج بكامل جيشه إلى مكة ونصب المجانيق على جبالها وبدأ يضرب بن الزبير داخل الحرم،
وكانت وفود الحج قد جاءت إلى مكة وقد منعهم من دخول المسجد الحرام والطواف به المعركة القائمة بين بن الزبير والحجاج،
فتدخل عبد الله بن عمر بن الخطاب وكتب إلى الحجاج يقول له : اتق الله فإنك في شهر حرام وبلد حرام وقد قدمت وفود الله من أٌطار الأرض ليؤدوا فريضة الله،
فكف الحجاج عن استعمال المنجنيق حتى انتهى الناس من الطواف، وقال : والله إني لكاره لما ترون ولمن بن الزبير لجأ إلى البيت الحرام .
وهذا نفي لقصة ضرب الحجاج الثقفي للكعبة عن قصد وتعمد، وتجمع جميع الروايات على أن الكعبة تعرضت للأذى وطالتها مقذوفات المنجنيق ولكن دون قصد،
وعلى هذا رد عليها ابن تيمية، فيقول في الجواب الصحيح (5|264): «والحجاج بن يوسف كان معظما للكعبة لم يرمها بمنجنيق».)))
**
** ولو اعتقدنا بصحة الرواية ((وهي مقبولة من حيث أن الطرفين يؤمنون بقدسية الكعبة)) - لو اعتقدنا بصحتها - يختلف موقف الحجاج - عن موقف أبرهة
الذي قصد اٍزالة الكعبة - تماما .

Post: #398
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: علاء سيداحمد
Date: 05-05-2018, 03:40 PM
Parent: #397

تحياتى اخى أسامة الخواض وضيوفه الكرام
صدقنى لم اشاهد هذا البوست الرائع الا اليوم ومن خلال بوست مجاور .

تحياتى اخى أسامة فقيرى أنت تساءلت :
Quote: سؤال سريع عاوزين نرمي حجر في البركة !أبرهة الحبشي لما جا داخل الكعبة بالأفيالأبرهة كان مسيحي وناس قريش كانوا كفارناس قريش كانوا بطوفوا حول الأصنام في الكعبةوأبرهة كان بيعبد الله حسب آخر الأديان السماوية حينها وهي المسيحيةكيف ترسل طيور من أبابيل وتحمل حجارة من سجيل وتقتل جيوش أبرهة الما كافر وتنصر كفار قريش ؟


في اعتقادى الخاص سبب الغضبة الالهية على أبرهة ليس لنيته في هدم الكعبة كما قال بذلك نفر من رواة التاريخ والمفسرين لماذا ؟؟
لان هناك في العصر الاسلامى من قاموا بانتهاك حرمة البيت الحرام وحرقه ونهبه وسرقته ومنهم :-
مافعله القرامطة من اهوال وتقتيل لاكثر من ثلاثين الف حاج داخل الحرم المكى وهم يؤدون مناسك الحج وتعطيلهم للحج لاكثر من عشرين عاماً وسرقة ونهب كنوز الكعبة والحجر الاسود .!
- مافعله الحجاج بن يوسف قائد جيوش هشام بن عبدالملك وقيامه بضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق وحرق أجزاء كبيرة من الكعبة .!
- مافعله ابن النمير قائد جيوش يزيد بن معاوية وحرقه للكعبة بالمنجنيق وقيام عبدالله بن الزبير بصيانتها .

هناك أسباب مجهولة لحرب الفيل لا يعلمها الا الله .

Post: #399
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-06-2018, 04:24 AM
Parent: #398

شكرا للأساتذة عمار وفقيري وعلاء وآسف لتأخري في الترحيب بهم..

أثار البوست مواضيع شتى مركزها إعادة التفكير بصورة مختلفة في ما توارثناه،

على ضوء معطيات التطور الفكري والعلمي البشري، مثل التفريق بين التاريخ والدين في علاقتهما بالواقع..

وأرجو أن يتاح لي من الوقت ما أعلق به على النقاط الكثيرة التي أثارها الأساتذة الأفاضل.

طرح الاستاذ فقيري تجربة ابن الراوندي في نقد الدين، وهي تجربة تثبت ضدين :

وجود روح نقدية تحاورية في الفكر الاسلامي بشكل محدود، وفي نفس الوقت لم يكن هنالك تسامح فكري مع تلك الروح النقدية مما أدّى إلى قمع الراوندي وحرق كتبه..

في الفيديوهات التالية تلخيص لمجمل أفكاره ونتف من سيرته الذاتية:








Post: #400
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: Asim Fageary
Date: 05-06-2018, 05:07 AM
Parent: #399

هناك أسباب مجهولة لحرب الفيل لا يعلمها الا الله .


المقتبس أعلاه آخر فقرة من مداخلة أخي علاء سيد أحمد

إنت كدا معاي .. في أنه القرآن عندما يأتي بأشياء خارجة عن الفهم العلمي المادي للبشر قد يكون رمزاً لشئ وليس من الضروري أن تكون الحادثة وقعت كما هي مطروحة حرفياً

تحياتي



Post: #401
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: Asim Fageary
Date: 05-06-2018, 05:13 AM
Parent: #400


نرجع للموضوع الأساسي للبوست والذي هو بالتأكيد قاد لكل التساؤلات

في رأيي الخاص ليست المشكلة أن تكون مكة هي مكة الحالية أو أن تكون في الشام

ولكن الحيثيات تشي بأن هنالك حلقات مفقودة في التأريخ أو هنالك بعض التزوير للحقائق

طبعاً سيأتي من يقول أن القرآن في (لوح محفوظ) ولا يمكن أن يكون هنالك تغيير أو تزوير فيه

هذا القول لا ينفي أن يكون هنالك تغيير إما في المعاني بسبب التغيرات التي حدثت في الخطوط نفسها وكما ذكر في عرض هذا البوست من الكتابة دون تنقيط والكتابة بتنقيط وغير ذلك من تفاسير مختلفة بعضها حرفي وبعضها تأويلي

وحتى النص نفسه لا يتعارض التغيير فيه بأنه (في لوح محفوظ) فقد يكون ذلك اللوح المحفوظ مختفي حتى الآن في مكان ما !

تحياتي



Post: #402
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-06-2018, 06:44 AM
Parent: #400

في عجلة من أمري فاتتني تحية سميّ أسامة الكاشف..

وله العتبى حتى يرضى.

Post: #403
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: Asim Fageary
Date: 05-06-2018, 06:52 AM
Parent: #402


طبعاً إسم الكعبة نفسه هنالك إختلاقات حول سبب التسمية بعضها يقول كعبة من شكلها المكعب وبعضها يقول كعبة بمعنى عذراء من (كواعب) والتي هي الجمع كما ذكر في القرآن (كواعب أترابا)

فإذا كان إحتمال أنها العذراء فهذا يقود إلى أن الكعبة أصلاً كان بداخلها تمثال للعذراء وتكون طقس مسيحي

وإذا كانت بها تمثال للعذراء فهذا يشي بأن موقعها هو الشام

وهذا بدوره يقود لكثير من التساؤلات

تحياتي



Post: #404
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-08-2018, 04:33 AM
Parent: #403

نلاحظ يا أستاذ فقيري ان السعودية تصرح بالتنقيب خارج الأماكن المقدسة، كما في خبر عن بعثة اجنبية تنقب في منطقة تبوك.

ويقوم الوهابيون بتدمير كل أثر اسلامي قديم حتى لا يتم التبرك به..

طيب على الاقل صوّروه قبل تدميره حتى تساهم الصور في نفي أي شكوك كالتي تثُار الآن حول منشأ الإسلام..

أدناه مقال عن واقع الآثار المأساوي في السعودية وغيرهامن الأماكن التي ابتليت بالوهابية:

من المقال "وثمة نقاش محتدم في الفترة الاخيرة حول التوجه لهدم غار حراء الذي كان الرسول يتعبد فيه قبيل نزول الوحي عليه".

Quote: محو الآثار الاسلامية في السعودية بين السياسة والدين


الدكتور سعيد الشهابي


قبل بضع سنوات ألقى الدكتور أحمد زكي يماني، وزير النفط السعودي السابق، محاضرة بكلية الدراسات الشرقية والافريقية التابعة لجامعة لندن حول مشروع قام به للتنقيب عن منزل النبي محمد وخديجة عليهما السلام في مكة.

كانت المحاضرة قيمة جدا، حيث اشتملت، بالاضافة للنبذة التاريخية عن تاريخ المنزل، على صور فريدة من نوعها للموقع الذي تم تنقيبه، واظهرت غرفه بوضوح ومنها محراب الرسول وغرفة ولادة السيدة الزهراء. يقول الدكتور يماني بانه جاء بأكثر من 300 عامل ومعهم كل ما يحتاجونه من معدات، الى الموقع، بالاضافة الى مهندسين وأخصائيين في التنقيب عن الآثار، وقام الفريق بعمل نادر على مدار 24 ساعة. استطاع خلالها كشف المنزل الذي لم يبق منه سوى ارتفاع متر من حيطانه، وبعد ان صوروه بشكل مفصل، قاموا بردمه بالرمل مباشرة وغادروا الموقع.

وعندما سئل عن سبب ردمه بالرمل بعد هذا العمل الشاق، اجاب: لدينا في السعودية تيار يعتبر الاهتمام بهذه المواقع والآثار ضربا من الشرك. شخص اردني وقف وقال: كيف تبرر صرف هذا المبلغ الكبير على اكتشاف بيت قديم، ما الفائدة من ذلك؟ فرد الدكتور يماني : شكرا لك، لقد سهلت مهمتي في ايضاح الصورة للحاضرين. هذا نمط من التفكير الذي يحمله ذلك التيار. لقد كان الحاضرون مشدودين الى صور منزل النبي عليه افضل الصلاة والسلام، فهي تحكي تاريخا مجيدا، وقصة مثيرة لنشوء دين الاسلام، ولو كانت لدى غير المسلمين لحظيت باهتمام كبير، واستقطبت الزوار والسياح من كل مكان.

في الفترة الاخيرة بدأ النقاش في المملكة العربية السعودية، خصوصا في اقليم الحجاز، حول هذه القضية يآخذا ابعادا جديدة، وطرحت تساؤلات مثيرة، خصوصا بعد ان بدأت تلك الاعمال تصل الى مناطق اخرى غير السعودية. فهل ان ذلك جزء من حرب دينية ام سياسية؟ وما دور السياسيين في تشجيع الظاهرة؟ وهل هي صراع على المصالح ام ناجمة عن جهل وتعصب؟

لقد كان تدمير تمثال بوذا في مدينة باميان الافغانية في 2002 قد سلط الاضواء على هذه الظاهرة التي تهدف للقضاء على كل ما يعتبره التيار السلفي وسيلة من وسائل الشرك وقبل بضعة اسابيع قام بضعة أشخاص بتدمير قبر هاشم بن عبد مناف، جد الرسول الاكرم بمدينة غزة الفلسطينية.

واتهم مدير دائرة التوثيق في وزارة الاوقاف الفلسطينية «عبد اللطيف ابو هاشم» جهات سلفية وهابية تتحرك «بايعاز من بلاد اخرى» بالوقوف وراء هذه الجريمة، موضحا ان هذه الجماعات اقدمت على هذا الفعل اعتقادا منها ان من يهدم المقامات والمزارات والمعالم الاسلامية «يؤجر عند رب العالمين» ويعتبر القبر واحدا من اهم المعالم الاسلامية في فلسطين المحتلة.

مرتكبو هذه الافعال يستندون الى مقولة لمحمد بن عبد الوهاب وابن تيمية تعتبر زيارة القبور من البدع، ومظهرا من مظاهر الشرك لا شك ان هناك ارضية تتخذ طابعا دينيا لهذه العقلية، لكن هذه الارضية حديثة العهد.
فما بين عهد الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، وعهد ابن تيمية المتوفّى عام (708 هـ - 1308م) وتلميذه ابن القيم المتوفّى سنة (751 هـ - 1350م)، سبعة قرون ونصف مضت على المسلمين وهم لا يعرفون في أُمورهم الشرعية مسألة تثير التشنج والخصومة بينهم باسم مسألة البناء على القبور، حتّى أفتى ابن تيمية بعدم جواز البناء على القبور، وكتب يقول: «اتفق أئمة الإسلام على أنّه لا يشرع بناء هذه المشاهد التي على القبور، ولا يشرع اتّخاذها مساجد، ولا تشرع الصلاة عندها».

ثمّ جاء بعده ابن القيّم الجوزية الذي قال: «يجب هدم المشاهد التي بُنيت على القبور، ولا يجوز إبقاؤها بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوماً واحداً» وجاء بعدهما الشيخ محمد بن عبد الوهاب المتوفّى سنة (1206 هـ - 1791 م) فحوّل التشدّد والخشونة إلى مذهب فقهي يعتمد على التكفير والاتهام بالشرك والتهديد بهدر الدم وسبي الذراري لكل من ارتكب سبباً من أسباب التكفير عنده، وما أكثرها! بل ولكل من خالفه في تكفير المتهمين بالكفر عنده. هذه الظاهرة التكفيرية تمثل ارضية صلبة للقوى التي تسير على ذلك النهج، والتي تستحل دماء المسلمين الآخرين الذين يختلفون مع هذا النهج.

وعلى مدى المائتي عام الاخيرة قام المحسوبون على هذا التيار بهدم عدد كبير من الآثار والقبور الاسلامية في أكثر من بلد، الامر الذي أثار ضجة كبيرة في اوساط المسلمين لعدد من الاسباب.

اولها ان محو الآثار الاسلامية يعني القضاء على تراث معماري وفني وثقافي لا يمكن تعويضه بشيء.

وثانيها: ان الاعتداء على ما يعتبره الآخرون أمورا مقدسة يؤدي الى اثارة التوتر المذهبي والديني، وقد ينجم عن ذلك سفك الدم.

وثالثها: انه يسلب عن الاسلام السمة التي لازمته منذ بدايته، والتي يسعى الجميع للترويج لها، وهي انه دين متسامح، يحترم عقائد الآخرين، ويمنع الاعتداء على مقدساتهم واماكن عبادتهم، لان في ذلك تهديدا للسلم الاجتماعي والعلاقات الانسانية.
ورابعها: ان استهداف مقابر الشخصيات الاسلامية التاريخية ينطوي على اهانة لقدرهم، واستخفافا بقيمتهم، وهو ما لا يتنافى مع التعليمات الدينية.

ان ظاهرة هدم القبور والآثار الاسلامية ليست جديدة. فقد أمر المتوكل العباسي في العام 236 هـ بهدم قبر الامام الحسين، وحرث الارض التي كان عليها، ثم اجرى الماء فيها.

لم تكن تلك العملية ذات طابع ديني، بل كانت بدوافع سياسية تتصل بالعلاقة المتوترة بين العلويين والعباسيين، والخشية من تحول المساجد التي تقام حول قبور بعض الاولياء والصالحين الى بؤر للمعارضة السياسية تارة، والتحدي الديني تارة اخرى.

وفي القرون الاولى بعد الاسلام لم تكن هناك رؤية دينية معادية للآثار الاسلامية او الانسانية، وحتى اذا حدث اعتداء على قبر او مسجد، فانما يتم ذلك في اجواء احتقان سياسي وتوتر في العلاقات بين الدولة والرمزية الدينية ولكن الامر تغير في القرون الاخيرة، خصوصا بعد حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر التي أسست للطرح السلفي الذي ازداد انتشارات في السنوات الاخيرة.

فعلى مدى المائتي عاما الماضية سعى اتباع الدعوة الوهابية لتطبيق تعليمات مؤسسها حرفيا وحيث انه اعتبر التوسل بالاولياء والصالحين او زيارة قبورهم من الشرك، فقد تصاعدت الاعتداءات على المساجد التي تقام حول قبور بعض الصالحين، الامر الذي يلقي بآثارة السلبية على العلاقات بين اتباع المذاهب الاسلامية المختلفة. واصبحت الجزيرة العربية مسرحا لهذا الصراع الديني الذي اتخذ ابعادا سياسية واسعة.

ويمكن القول بان ما يقرب من 90 بالمائة من الآثار الاسلامية في المملكة قد تم تدميره من قبل المؤسسة الدينية القائمة على تعليمات الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وتزداد نزعة الوهابيين بشكل مضطرد لتدمير المساجد والمكتبات والمقابر خصوصا التي تتوفر على قدر من الرمزية لشيء مخالف للعقيدة الوهابية.

في العام 1924 احتل عبد العزيز بن سعود وقواته مدينة مكة المكرمة، وكان اول اعمالهم ازالة مقبرة «المعلى» التي تضم قبر السيدة خديجة زوجة الرسول وقبر عمه، أبي طالب وبعد عامين (1926) احتل بن سعود المدينة المنورة، وقام هو واتباعه بهدم مقبرة البقيع التي تضم قبور عدد من أهل بيت رسول الله ومنهم ابنته فاطمة الزهراء وحفيده الحسن بن علي. كما هدموا المساجد السبعة في المدينة: مسجد الفتح «او الاحزاب» ومسجد سلمان الفارسي ومسجد أبي بكر ومسجد عمر ومسجد فاطمة ومسجد علي ومسجد القبلتين، وحولوا بعضها الى صرافات الكترونية. وقد انتقد عدد من الكتاب السعوديين هذا العمل، فكتب محمد الدبيسي مقالا في صحيفة المدينة بتاريخ 10 سبتمبر 2004 بعنوان: «بإزالة هذه المساجد تفقد المدينة المنورة معلماً من معالم تاريخها الخالد ومنارة من منارات سيرتها العطرة» .

فرد عليه صالح الفوزان، وهو من رموز السلفيين، بمقالة في العدد الصادر بعد اسبوع مبررا تلك العملية. وقام الوهابيون بهدم قبة قبر الحمزة بن عبد المطلب، وازالوا مقبرة شهداء أحد، وأزالوا طريقي بدر وأحد.
وثمة نقاش محتدم في الفترة الاخيرة حول التوجه لهدم غار حراء الذي كان الرسول يتعبد فيه قبيل نزول الوحي عليه هذا الغار ليس سوى تجويف صخري في الجبل، ولا يحتوي على شيء بشري، سوى انه يرمز الى رسول الله وتعبده الى الله قبل البعثة. وقبل اربعة اعوام تم إزالة أحد المعالم الدينية والمراكز الإسلامية الأثرية في المدينة المنورة بالسعودية.

وذكرت المصادر القريبة من الحدث بأن جرافات ومعدات عديدة قامت في صباح يوم الاثنين الموافق 12/8/2002م بالتجهيز لهدم مقام السيد علي العريضي (766-825م) وهو ابن الإمام جعفر الصادق سادس أئمة الطائفة الشيعية الإمامية والذي يعد من أبرز علماء المسلمين وفقهائهم وهناك الآن اجازة بهدم قبر الصحابي رفاعة بن رافع الزرقي وهو ممن شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة ، والمسجد القريب منه المعروف باسم «الكاتبية»، ويتوقع هدم المبنيين قريبا.

ومنذ عهد الملك عبد العزيز دار نقاش حول مكان مولد النبي، واتخذ قرار بازالته، ولكن الخشية من ردة فعل عارمة دفعتهم لبناء مكتبة عليه، وفي الاسابيع الاخيرة أزيل الموقع تماما. وهناك ايضا خطة لفصل قبر النبي عن المسجد النبوي، وقد بدأوا بتهيئة الاجواء لذلك، بغلق بعض الابواب بين المكانين اما الكعبة الشريفة فهي الأخرى لم تسلم من العبث، فقبل بضعة أسابيع تمت مصادرة ما بداخلها من آثار تاريخية لا تقدر بثمن، ومنها الستائر والكتابات المنقوشة بالحرير.

في 25 اغسطس 2005 نشرت قناة «العربية» على موقعها مقالا مهما بعنوان « مشروع تخطيطي جديد في المدينة المنورة يثير حفيظة المهتمين بالآثار، مؤرخون ومفكرون يدعون لمراجعة قضية هدم الآثار في مكة والمدينة» وجاء في المقال ما يلي: «تثير المخططات الجديدة في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حفيظة المؤرخين والمهتمين بالآثار في المملكة العربية السعودية لبترها معالم أثرية وتاريخية هامة يرون أن وجودها لا يمكن أن يؤدي لبدعيات أو الى التبرك بها.

ورأي المفكر المعروف الدكتور أنور عشقي في اتصال هاتفي أجرته معه «العربية.نت» أنه يجب دراسة قضية الأثار بعمق ووضع خطة متكاملة لها وليس علاجها بمعاول الهدم.

وقال إنه ليس هناك مبرر للادعاء بأن الأثار الباقية في المدينة المنورة وهي لا تزيد عن 10% مما كان موجودا قبل توسعة الحرم النبوي الشريف، ستؤدي إلى بدعيات أو إلى التبرك بها. بينما طالب الدكتور سامي عنقاوي الباحث المتعمق في أثار مكة والمدينة ومدير أبحاث الحج السابق برؤية شاملة لعلماء الأمة، مؤكدا أن آثارا قليلة جدا قد بقيت، وان استمرار الهدم يطمس تاريخنا وحضلرتنا».وكانت جريدة «الوطن« السعودية قد نشرت الخميس 25/8/2005 بأنه بات من المؤكد أن يأتي مخطط المدينة الاستراتيجي الذي تنفذه أمانة المدينة المنورة على أحد أهم الأحياء التاريخية فيها.

وقالت إنه لم يتبق سوى بضعة أمتار يتوقع لها أن تلتهم في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة معالم حي «الشريبات» التاريخي الذي يختزل حزمة واسعة من المواقع الأثرية المرتبطة بالسيرة النبوية، والتي يعدها المؤرخون شاهدا حيا على عظمة الدولة الإسلامية الأولى، عندما كانت المدينة المنورة عاصمتها الأولى».
لقد استطاع عبد العزيز بن سعود توحيد اقاليم الجزيرة العربية في دولته السعودية الحالية، ولكنه أقامها على أرضية دينية تتبنى المذهب الوهابي، الامر الذي ادى الى تدمير اكثر من 90 بالمائة من الآثار التاريخية القيمة في هذه الارض.
انه منطلق ديني أصبح يضغط على العلاقات بين الأقاليم المنضوية تحت الحكم السعودي. فالحجازيون هم الخاسر الاكبر دينيا وسياسيا من عمليات الهدم هذه. فأغلب الآثار الاسلامية كانت موجودة في اقليمهم، ويرون في تدميرها محاولة لازالة تراثهم التاريخي الديني، على ايدي النجديين. ويلاحظ الحجازيون ان منطقتين وحيدتين لم تطلهما ايادي الهدم.

فمنطقة خيبر ما تزال تحتوي على آثار مرتبطة بتاريخ اليهود، وهي منطقة يؤمها اليهود حتى اليوم لزيارة تلك الآثار. كما تتم المحافظة على آثار الملك عبد العزيز بن سعود وتعتبر تراثا وطنيا. فحصن الرياض يحظى برعاية خاصة، وكذلك قلمه وسيفه ونظارته وهكذا تبدو القضية بعيدة عن الدين، وأكثر ارتباطا بصراع الهويات، وهو صراع مفتوح بآفاق واسعة.

ان من الصعب التمييز بين ما هو ديني وما هو سياسي في مملكة عبد العزيز بن سعود، ولكن ما هو واضح ان غفلة المسلمين وانشغالهم بأوضاعهم السياسية أتاحت للحركة السلفية الوهابية فرصة الانقضاض على ما تبقى من آثار اسلامية في الجزيرة العربية، وانتقلت الى العراق، حيث تم تدمير ضريح العسكريين في مدينة سامراء.
ولا يستبعد ان تكون مساجد اخرى على قائمة الهدم، كما فعل الوهابيون عندما هاجموا العراق في 1816 وهدموا قبة قبر الامام الحسين ونهبوا محتويات الضريح. فما أشبه الليلة بالبارحة، وما أخطر الوضع الذي بدأ بعض الاعلاميين السعوديين الجريئين في قرع أجراس الانذار بشأنه.

ان المسألة ليست شأنا سعوديا، بل هي شأن المسلمين الذين يرون تاريخهم تدمره معاول الهدم بلا وازع من ضمير، ولا مانع من قوة سياسية. فالامة التي لا تاريخ لها لا حاضر لها ولا مستقبل ومن الخطأ الكبير تشويش الافهام بادعاء ان الحفاظ على التاريخ وآثار السابقين ضرب من البدع والشرك، فان وراء الأكمة ما وراءها، ووراء هذا الادعاء أجندة سياسية خطيرة، يجدر بالمسلمين قراءتها بوعي لكي لا يفاجأوا بما لا يحبون.


المصدر: صحيفة القدس العربي » - 7-4-2006

Post: #405
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-12-2018, 05:05 AM
Parent: #404

مقتطفات من مقال "هدم الآثار النبوية طمس للتاريخ الإسلامي"مصطفى مستحسان28 مارس، 2017:

Quote: ويقدِّر معهد واشنطن القائم على شؤون الخليج،

أن 95٪ من المباني القديمة والتي ارتبطت بحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم،

قد تم هدمها في العقدين الماضيين.

لم تعد صحراء الجزيرة تُضاء بالنجوم،


لكن الآن تضيئها سلاسل الفنادق الفاخرة ،

والمحال التجارية الرأسمالية المبهرجة أمثال:

ماكدونالدز،

ستاربكس،

باسكن روبنز ،

والعديد من بوتيكات باريس هيلتون!!










Post: #406
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-19-2018, 04:17 PM
Parent: #405

التاريخ “المتخيَّل”

حميد بن عامر الحجري




تكاثرت في العقود الأخيرة الكتابات التي تطالب بإعادة النظر في تاريخ الإسلام المبكِّر، وقراءته في ضوء مناهج علمية حديثة، لفرز الواقعي من الخيالي، وتمييز الصحيح الذي يمكن الوثوق به من الزائف الذي اصطنعته الأهواء والأوهام والنظرات المنحازة والمواقف المسبقة.

وهذه الدعوات محلُّ اعتبار، وبوادرُ انعتاق من أسر الرؤية الكلاسيكية التي رسَّختها التربية والآيديولوجيا وأزمنة متطاولة من التكرار والإعادة؛ إذ إن من يقرأ التاريخ الإسلامي (في مصادره الأولى) بعين فاحصة لا يخطئ ملامح (الأسطوري) الذي صنعه المخيال الجمعي والنزعة التقديسية، ولا ملامح (تصفية الحسابات) التي فرضتها الصراعات السياسية الدامية، ولا ملامح (شيطنة المخالفين) التي قادت إليها الخلافات المذهبية.

ويقع على كاهل المؤرخ المعاصر عبء التعامل مع كل ما أنتجته العوامل السابقة من “تشوُّهات” في رواية التاريخ وسرد حكايته، بما يسهم في إنزال تصوراتنا عنه من “السماء”، وتسكينها في موقعها من حركة التاريخ “البشري” المحكوم بالعوامل المادية والنفسية، والفردية والاجتماعية، باللجوء إلى عدة متكاملة من المناهج المعرفية الحديثة المستقاة من علوم اللغة والنفس والاجتماع والأنثربولوجيا وغيرها.

وإذا كان الخيال -في وجهيْه الفردي والجمعي، وبتأثير شبكة متداخلة من العوامل الدينية والسياسية والعرقية- قد أسهم على نحو لا يمكن إنكاره في صياغة التاريخ الإسلامي، وفي تكريس نُسَخٍ رسمية منه، بحسب الأزمنة والأقاليم، فإن بعض المحاولات الحديثة لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي -ولاسيما في مراحله الأولى- لا تنجو هي الأخرى من إغراءات الخيال في اختراع قصص جديدة تستجيب للرغبات الذاتية أكثر من استجابتها للمعايير الواقعية، وإن كانت تتذرَّع في الظاهر بالموضوعية العلمية الصارمة.

تنتمي هذه المحاولات -فيما يُفْهم من مقدِّماتها ومداخلها النظرية وطرائق استدلالها- إلى منهج علمي يؤمن أن التاريخ الصلب الموثوق فيه لا يمكن أن يتأسَّس إلا على الوثيقة المكتوبة التي تنتمي إلى عصرها وتشهد عليه، أو على الآثار المادية التي يزوِّدنا بها علم الآثار كالعملات والأواني والأدوات بمختلف أنواعها والكتابات الأثرية على المعابد والقصور والأضرحة وغيرها.

وكلُّ ما يقع خارج هذا الإطار الماديِّ الملموس لا قيمة له ويأخذ حكم المعدوم الذي لم يوجد أصلاً. وإنَّا وإن كنا نسلِّم بالشقّ الأول من هذا الرأي (وهو المتعلِّق بأهمية الوثيقة المكتوبة والأثر المادي) فإننا نرفض الشق الثاني منه (والداعي إلى تجاهل كلِّ تاريخٍ لا تنطبق عليه شروط الشق الأول، ويدخل فيه الروايات الشفوية والمراجع التاريخية التي كتبت في عصور لاحقة)، لاعتبارات عدة:

أولها: أن التاريخ -في كثير من الحالات وبالنسبة لمعظم الشعوب- يُكْتَبُ في فترات لاحقة. ووفقًا لهذا المنهج، لا قيمة “تاريخية” لمعظم ما كُتب تحت عنوان “التاريخ”، لأنه –في نماذج عديدة- لا ينتمي لعصره، ولا يشهد على أحداثه شهود “عيان”.

وثانيها: أن العديد من أمَّهات الكتب التاريخية والدينية والأدبية والعلمية -التي تنتمي إلى عصور قديمة وتحمل قيمة تاريخية- فُقِدَتْ أصولها (أي نُسَخها الأولى)، وما يتوفَّر منها الآن لا يعدو أن يكون نُسَخًا منقولة من نُسَخ أقدم. وفي ضوء هذا المنهج، يفقد هذا التراث الإنساني (في مختلف الحضارات: هنديةً وفارسيةً وعربيةً ويونانيةً ولاتينيةً) قيمته التاريخية لاحتمال أن يكون قد كُتِبَ في عصور زمنية لاحقة، أو طَرَأت عليه إضافات لم تكن في نُسَخِهِ الأولى.

وثالثها: أن بقاء الآثار وصمودها على الزمن يتفاوت من حضارة لأخرى ومن مدينة لأخرى بحسب طبيعتها الجغرافية، ومستوى تمدُّنِها، وما مرَّ بها من كوارث تاريخية أو طبيعية، وبحسب نشاط الحفريات الأثرية فيها الآن. ومن غير المقبول منهجيًّا أن يُنْسَفَ تاريخ شعوب “كاملة” تحت ذريعة نقصان الأدلة الأثرية التي تنتمي إليها.

ورابعها: أن الآثار صامتة في حدِّ ذاتها، وقابلة -خارج سياقها التاريخي- لأن تنطق بكل شيء، ويمكن للخيال أن ينسج قصة كاملة بالغة التعقيد بناء على قطعة أثرية واحدة.

والمأخذ الأخير هو ما فتح الباب أمام عدد من الدراسات المعاصرة وشجَّعها على أن تطرح رؤى جديدةً تمثِّل انقلابًا جذريًّا في فهم التاريخ المبكِّر للإسلام متذرِّعة بدعاوى “علمية” شتَّى. وليس الإشكال بالنسبة إلينا في “ثورية” الأفكار المطروحة، فالاختلاف مع الرؤية السائدة ليس عيبًا في حد ذاته، ولا هو ميزةٌ أيضًا، وإنما الإشكال في افتقار هذه الأطروحات إلى الدليل، وفي انبنائها على مقدار كبير من الخيال، بحيث يصحُّ الزعم أن ثلاثة أرباع القصص المقترحة من نسج الخيال، وما تبقَّى منها عبارة عن وقائع ومستندات لا تتعارض “أصلاً” مع الرؤية الكلاسيكية التي ترويها المصادر الإسلامية.

يمكن أن نلمس هذا التوجُّه في قراءة التاريخ في كتاب مثل “تاريخ الإسلام الأول” لمحمد آل عيسى، وفي مقال مثل “مسكوكات العملة وتزوير التاريخ” لهشام حتاتة، وفي برنامج وثائقي مثل “الإسلام، القصة التي لم ترو” للمؤرخ توم هولاند، الذي أنتجته قناة ال BBC البريطانية. وبالطبع، هذه مجرد أمثلة؛ فالكتابات والبرامج التي تندرج في هذا الخط كثيرة، ولسنا هنا بصدد تقصِّيها ولكن بصدد إجراء مناقشة عامة مختصرة للمنهج الذي تنبني عليه.

هذا الخطُّ في إعادة قراءة التاريخ الإسلامي المبكر ينهض على فكرة أساسية مفادها أن مصادر التاريخ الإسلامي التي أرَّخت لحقبة الإسلام الأولى تعود إلى فترات متأخرة (القرن الثاني ومايليه)، وقد اعتمدت في تأريخها لتلك الحقبة على الروايات الشفوية التي تناقلتها الأجيال، وهو العيب الذي يُطيحُ بمصداقيَّتها، ويقتضي من المؤرخ الحديث أن يُعْرِضَ عنها بالجملة، ويدشِّن عملية بحث موسَّعة عن الآثار والوثائق التي تعود إلى تلك الحقبة، لينطلق منها في محاولة رسم ملامح صورة واقعية تجسِّد ما حدث في الماضي البعيد.

وعلى الرغم من أن جميع هؤلاء الباحثين يُقِرُّون بأن المكتشفات الأثرية التي تعود إلى تلك الفترة تكاد تكون معدومة أو أنها قليلة جدًّا ومتناثرة ولا تُعين على تكوين صورة واضحة عمَّا جرى في الماضي “البعيد”، فإن كثيرين منهم لا يجدون حرجًا في اقتراح قصص جديدة ممعنة في الغرابة، بالاعتماد على الكثير من “الخيال” والنزر اليسير من “الوثائق” و”الآثار”. ومن الأفكار التي يمكن استخلاصها من مجمل هذه الأطروحات (مع ملاحظة أن كل دراسة تتبنَّى مجموعة قصص خاصة بها تختلف في بعض أوجهها عن القصص التي تتبنَّاها الدراسات الأخرى) ما يأتي:

– محمد شخصية أسطورية، ولا وجودَ ماديَّ حقيقيَّ له.

– الإسلام نشأ في الشام وليس في مكة، ولم يكن سوى هرطقة مسيحية، وانفصل في فترات لاحقة ليكوِّن دينًا جديدًا. والحكام العرب الأوائل مثل معاوية بن أبي سفيان مسيحيون وُلِدوا وعاشوا في الشام وقبائلهم تتمركز هناك.

– أخبار الفتوحات العربية مجرد اختلاقات أو أوهام صنعها المخيال العربي في فترات زمنية لاحقة، وهي في أحسن الأحوال غارات صغيرة كانت تشنها بعض القبائل العربية التي تعيش على هوامش الأمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية.

لا تمثِّل الأفكار السابقة مشكلة في حد ذاتها، فكلُّ فكرة يمكن أن تكون صحيحة مهما بدت غريبة، وإنما الإشكال -كل الإشكال- في المنهج المستخدم في اقتراحها، وهو منهج “طفولي” قائم على “التحكُّم” و”الانتقاء” و”التسرُّع” و”التخيُّل”. ولننظر في هذه النقطة بعمق أكبر.

تنبني الفكرة الأولى -وهي أن محمد شخصية خرافية- على دليل سلب لا دليل إيجاب. وفحوى هذا الدليل انعدام الوثائق “المادية” التي تعود إلى عصر محمد وتتضمَّن إشارة صريحة إليه، أو فقدانها بعبارة أدق. ولما كانت هذه الوثائق غير موجودة (بحسب هذا الزعم)، فمحمد -نفسه- غير موجود. وهكذا يصبح “النقص” في الوثائق، وهو أمر متوقَّعٌ بالنظر إلى ظروف المجتمع العربي في مكة والمدينة في ذلك الوقت، وبالنظر إلى طول الفترة الزمنية الفاصلة بيننا وبين عهد محمد، وقد يكون مرحليًّا ناتجًا عن أسباب عارضة متعلقة بضعف حركة البحث الأثري، يصبح هذا النقص (العارض/المؤقت) دليلاً “مُعتبرًا” تتأسَّس عليه فكرة في غاية الخطورة.

وخطورة الفكرة تعود إلى النتائج الكبيرة المترتبة عليها في فهمنا للحضارة العربية والتاريخ الإسلامي في جميع جوانبهما، وفي فهمنا كذلك لسيرورة التاريخ البشري. وهذه مسألة متشعبة قد نُفْرِدُ لها مقالاً مستقلاً في المستقبل. ولا يخفى أن فرضًا خطيرًا كهذا يتطلَّب أدلَّة إثبات قوية جدًّا (من حيث الكم والكيف) لا مجرد دليل نفي (عارض).

وإذا كانت الوثائق التي تعود إلى عصر محمد مفقودة، فقد وُجِدَت وثائق “كثيرة جدا” تضمَّنت اسم محمد بشكل صريح في فترات قريبة تالية، وبدل أن تُعْتَبر دليلاً على وجود محمد، فُسِّرت بطريقة جديدة تقترح أن شخصية محمد اختُرِعت في العصر الذي ظهرت فيه أول وثيقة جرى ذكره فيها.

يتعامل هذا الطرح مع التاريخ بفكر “طفولي” جدًّا؛ فكما أن الأشياء تختفي من الوجود بمجرد ابتعادها عن عينيْ الطفل في مراحل إدراكه الأولى، كذلك -هنا- ينعدم وجود محمد لفقدان الأثر المادي الدالِّ عليه، وعندما يظهر محمد في فترة قريبة لاحقة لا تتجاوز نصف قرن (في آثار مادية كالعملات وغيرها) يكون محمد قد وُجِدَ فعلاً، ولكن باعتباره فكرةً مختلقةً لا أثرًا ماديًّا لوجود حقيقي سابق. وفي أطروحات من هذا النوع من “التحكم” و”الاختزال” و”التسطيح” ما يخلق مشكلة حقيقية في التعامل المنهجي “الجادِّ” معها.

نفس هذا المنهج الطفولي في التفكير يستخدم في اقتراح الفكرتين الثانية والثالثة، فمكة التي هي مَهْدُ الإسلام تخلو من الآثار الأركيولوجية التي تشهد على عراقتها وأهميتها التاريخية، والفتوحات العربية لم يرد ذكرها في المراجع التاريخية غير العربية التي تعود إلى تلك الحقبة، ويترتب على حقيقتيْ النفي هاتين أن الإسلام لم ينشأ في مكة، ولم يَخُضْ المسلمون الأوائل أيَّ حروب “كبرى” في سبيل نشره، لأنه نشأ أصلاً في الشام، ولم يكن سوى هرطقة مسيحية تطوَّرت لاحقًا لتكوِّن دينًا جديدًا.

وليس من دليل على هذه “القصة الجديدة كليًّا” سوى ما ذكرنا، بالإضافة إلى بعض “العملات” التي تعود إلى عصر معاوية وتتضمَّن إشارات إسلامية ممزوجةً بعناصر مسيحية أو بعناصر ساسانية مجوسية، وهي ما اعُتُبِرَ دليلاً على أن معاوية حاكم مسيحي لا مسلم. ولمَّا انقطعت هذه العملات مع بلوغنا عصر عبد الملك بن مروان وحلَّت محلَّها عملةٌ إسلامية خالصة، اقترح البعض أن عبد الملك هو مؤسِّس الإسلام وهو الذي اخترع قصته.

ولا تخفى ملامح المنهج الطفولي في طريقة الاستدلال هذه، فالشخصيات والعقائد والأديان تظهر فجأة وتختفي فجأة، بناء على الأدلة المعثور عليها، وهي أدلة قليلة متبعثرة، في تجاهلٍ مطلقٍ لسنَّةِ التدرُّج التاريخي، وفي إعراضٍ تامٍّ عن مدى تماسك الرواية المطروحة، وعدمِ اكتراثٍ بإمكانية ظهور آثارٍ جديدةٍ تصادم الرواية المطروحة، وتفتح الباب أمام رواية “خيالية” جديدة.

إن المقدمات (السلبية) التي انبنت عليها الدعاوى السابقة، والمتمثلة في انعدام الوثائق التي تشير إلى محمد وإلى الفتوحات العربية في المصادر غير العربية تتساقط عند التمحيص، وهو ما تكشف عنه دراسات مهمة مثل كتاب (رؤية الإسلام كما رآه الآخرون- Seeing Islam as Others Saw It) لروبرت ج. هولاند، وكتاب (الفتوحات العربية في روايات المغلوبين) لحسام عيتاني، وغيرها.

والعجيب أن محمد آل عيسى في كتابه “تاريخ الإسلام المبكِّر” يعود –بعد أن يؤسِّس لمقولات الغياب- فيشير إشارات عابرة إلى بعض هذه الوثائق (التي تتضمن ذكر محمد والفتوحات العربية)، مدرجًا إيَّاها في سياقٍ يُرْغِمُها على أن تنطق بدلالات الغياب رغم أنها دليل حضور بيِّن.

أما تنوُّعُ العملات في عصر معاوية وامتزاجُ ملامحها الإسلامية بملامح بيزنطية أو ساسانية وانقطاعُ ذلك في عصر عبد الملك فإنه لا يناقض الرواية العربية “الكلاسيكية” أصلاً، ويمكن تعليله بسنة التدرُّج التاريخي؛ فلا يمكن للفاتحين الجدد أن يفرضوا رموز دينهم على مختلف مؤسسات الشعوب المفتوحة بطريقة مفاجئة، ولا بد من مرحلة انتقالية، وهي المرحلة التي مثَّلها معاوية بن أبي سفيان ومن تلاه، حتى قرَّر عبد الملك بن مروان تغليب الطابع الإسلامي العربي وفرضه على جميع الأقاليم.

وقد تَدْخُلُ في التعليل عوامل تتعلق بالسمات الشخصية للخليفة الحاكم، فمعاوية مثلاً أكثر “براجماتية” وأكثر انفتاحًا على الثقافات الأخرى من عبد الملك (وهي التعليلات التي يقترحها حامد عبد الصمد مُعِدُّ ومقدِّمُ برنامج صندوق الإسلام في الحلقة 54). ويمكن الحديث –بشكل عام- عن تدرُّج في استخدام العملات: ففي المرحلة الأولى استُخْدِمت عملات الشعوب المفتوحة، وفي الثانية أُدْخِلت عبارات عربية وإسلامية على تلك العملات، وفي الثالثة ضُرِبت عملات إسلامية خالصة. (وتوفِّر الويكيبديا تحت عنوان “العملات الإسلامية” نبذة عن هذا الموضوع).

إن المأزق الكبير الذي وقعت فيه هذه الدراسات أنَّها شطبت بجرَّة قلم مصادر التاريخ الإسلامي كلَّها، وانطلقت تتلمَّس طريق بحثها في ظلام دامس، بالنظر إلى ندرة الآثار المتعلقة بتلك الفترة. والمصادر الإسلامية المتعدِّدة المنازع (الأدبية واللغوية والتاريخية والدينية المتعلقة بعلوم القرآن والحديث والفقه وغيرها) تتضافر جميعها على رسم إطار تاريخي عام يمكن الاطمئنان إلى صحته النسبية، ويمكن توظيفه في فهم الآثار واستنطاق حقائقها الصامتة،

ويمكن للآثار عندئذٍ أن تكون بحثًا مفيدًا جدًّا في تصحيح الكثير من التصورات التاريخية التفصيلية التي تتأثَّر كثيرًا بعيوب الرواية الشفوية والمواقف المسبقة والتحيُّزات العرقية والدينية والجَهَوِيَّة. إن استثمار المكتشفات الأثرية في تصحيح فهمنا للتاريخ جهدٌ علميٌّ نافعٌ جدًّا، ولكنَّ الاكتفاءَ بها، والانجرارَ إلى “تقديسها”، وإطلاقَ العنان للخيال في إرغامها بأن تبوحَ بما تعجز عن البوح به، فليس أكثر من “شقلبات بهلوانية” لا تثري فِكْرًا ولا تعمِّقُ نظرًا ولا تحرِّرُ عقلاً.

إن التاريخ (كما ترويه المصادر القديمة) يؤثِّر في حياة مجتمعاتنا بشكل يومي، يصوغ عقائدها وسلوكاتها وأُطُرها القيمية، وقد تحوَّل في بعض الحالات بفعل الهالة القدسية المحيطة به إلى سجن كببر يعوق انطلاقها في فضاءات الحداثة المعرفية. والتحرُّر من إسار هذا التاريخ يقتضي الاقتراب الجدِّي منه، وتفكيك مضامينه ومنظوماته، وفهم مقوِّماته البشرية والتاريخية، ووضعه في موقعه “الطبيعي” ضمن مسلسل التاريخ الإنساني الكبير.

ويمكن للبحث الأثري متى ما استعان بمعطيات هذا التاريخ، وعاد إلى مصادره، أن يكون ذا مردود معرفي ثمين. أما الإعراض عنه بالجملة بحجة أنه “تراث شفوي”، واعتباره “نفاية معرفية” لا قيمة لها، فلا يفضيان إلاَّ إلى تكريس حالة “عدم الفهم” و”العجز عن الفهم” ومن ثم “العجز عن المواجهة”: مواجهة التصورات التقليدية الممعنة في الانغلاق والدوغمائية.

http://www.alfalq.com/؟p=8648http://www.alfalq.com/؟p=8648

Post: #407
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-25-2018, 05:18 PM
Parent: #406

نشرٌ للدين، أم شراهة للغنائم والسبي؟؟؟

"أسطرة" طارق بن زياد، ونهايته المأساوية؟؟؟


Post: #408
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-30-2018, 03:40 AM
Parent: #407

للنقاش بناء على الحلقة المبسوطة أدناه من "صندوق الإسلام":

مااستعبده المسلمون من البشر، يفوق مااستعبده بقية العالم !!!

امريكا استعبدت أربعة ملايين إنسان، بينما استعبد المسلمون ١٧ مليون إنسان !!!

وزير خارجية سوداني في الستينيات، يطالب أمريكا بدفع تعويض للعبيد ؟؟؟؟






سوق للنخاسة في ليبيا الحديثة ٢٠١٧، تغطية الصحفية السودانية البريطانية "نعمة الباقر" مراسلة شبكة السي ان ان :





http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2017/11/23/نعمة-الباقر-سودانية-فجرت-قضية-العبيد-بليبيا

Post: #409
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 05-30-2018, 06:13 AM
Parent: #408



لقاء نعمة الباقر مع قناة تلفزيونية كندية حول سوق النخاسة الليبي:


Post: #410
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 06-11-2018, 05:56 AM
Parent: #409

فصل الخطاب في تحريف راية العقاب

انتشرت راية العقاب والتي يعتقدها الكثيرون انها الراية التي تمثل راية الرسول وجيشه ودولته منذ بدء الفتوحات الاسلامية، واخذتها الجماعات الاسلامية على انها الراية التي تؤصل للعقيدة الاسلامية، وعلى رأسها “الدولة الاسلامية” واعتبروها راية الخلافة الاسلامية،

فما هي راية العقاب؟

ولماذا عبارة “محمد رسول الله” مكتوبة بشكل معكوس؟

هل هذه الطريقة في تركيب العبارة صحيحة؟

وهل هي موجودة في اي من نقوش او رايات او رموز الدول الاسلامية المبكرة؟

هنا نناقش هذه القضية ونبدأ بتعريف راية العقاب :

الراية السوداء والمعروفة براية العقاب (النسر) هي احدى الرايات التي رفعها النبي محمد في الشريعة الاسلامية، والاستخدام الأساسي لها – تاريخيا – بدأ من عهد ابو مسلم الخراساني في الثورة العباسية 747 م وبالتالي فان الراية ترتبط بوجه خاص ليس مع العهد النبوي بل مع العهد العباسي الاول (عهد الثورة)،

كما ان للراية دلالات أخرى فهي جزء من علامات ظهور المهدي وتبشر بظهوره، وشاع استخدامها بكثافة لدى الجماعات الجهادية والجماعات الاسلامية المعاصرة.

الراية المزيفة

تظهر راية العقاب على انها جزء من علامات نهاية الزمان، وهي من الدلالات التي ورثها الاسلام عن اليهودية والمسيحية وتعرف بــ “علم الأخرويات الإسخاتولوجيا eschatology أو علم الأخرويات (Εσχατολογία ) والتي ترتبط بنهاية عنيفة ودموية للعالم وتظهر في فرسان رؤيا يوحنا الاربعة.

راية العقاب قبل الإسلام:

ظهرت راية العقاب قبل الاسلام بوضوح لدى الرومان لتحديد الفيالق باستخدام رموز النسور في 600 م واستخدم العرب الراية لنفس الغرض، وكانت رايتهم مربعة الشكل وهناك فرق بين اللواء والراية والتي تتميز باللون الأحمر.

كما ان للنسر جذور مهمة في عصر الجاهلية، فالعرب اعتقدت ان النسر لا ذكر له وان الانثى تضع البيض دون الذكر، وللعقاب اهمية كبيرة في تصوير القوة لدى عرب الجاهلية.ويعتقد ان اول صيغة اسلامية لراية العقاب كانت من قبل عائشة وهي عصابة الرأس عليه صورة النسر البيزنطي.

تنظيم العبارات في الراية :

ظهرت الراية وهي تحمل عبارة “لا اله الا الله محمد رسول الله” بطريقة تختلف كليا عما ظهر لدينا في البحث والتقصي في الرموز والنقود الاسلامية، فالراية المعاصرة تقوم بترتيب العبارة بشكل مقلوب “الله رسول محمد”

ولهذه الطريقة جذور واسباب، فقد وصلنا في البحث الى وجود رسالة منسوبة للنبي مزيفة* اكتشفت في تركيا في القرن 19 من قبل مؤرخ الماني يدعى بوش كشف زيف الرسالة والختم الذي يظهر بالصياغة المعاصرة.

وكتب دراسة تفصيلية عن الرسالة المزيفة في الجمعية الشرقية الالمانيةZeitschrift der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft

فاستندت الجماعات الاسلامية الى رسالة مزيفة.

وحين مراجعتنا للنقود الاسلامية لم نعثر على قطعة (صحيحة او مكسورة) لنقد او عملة او مسكوكة او ورقة يظهر في الترتيب المعكوس لعبارة “الله رسول محمد” بل كل الدراهم والمسكوكات تظهر فيها العبارة بالشكل الصحيح “محمد رسول الله” .

النتائج :

ان الراية المستخدمة هي استناد الى نسخة مزيفة من رسالة منسوبة للنبي محمد.

ان الرايات الاسلامية المبكرة والمتأخرة لم تستخدم عبارات او كتابات بل كانت في الغالب اشارة لونية فقط (الاسود، الاخضر، الابيض، الاحمر، والاصفر احيانا).

ان التاريخ الاسلامي الذي وصلنا هو حصيلة ونتاج القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، لذلك انصحكم بتوخي الحذر اثناء قراءة نصوص وتحليلات قادمة من مفكرين ومؤرخين اسلاميين من تلك الحقبة، ويقتضي الحال بكم مراجعة النصوص الاسلامية الاصلية ومقارنتها مع الدراسات الحديثة.

المصادر والمراجع :

David Cook (2002). Studies in Muslim Apocalyptic. Darwin Press. p. 197. from Majlisi,

David Wroe; James Massola (December 16, 2014). “Flag being held by Lindt Chocolat Cafe hostages is not an Islamic State flag”. The Sydney Morning Herald. Retrieved 2015-03-03.the black banner which was used in the 1990s

https://omarjasim.org/2015/12/18/فصل-الخطاب-في-تحريف-راية-العقاب/https://omarjasim.org/2015/12/18/فصل-الخطاب-في-تحريف-راية-العقاب/

الرسالة المزيفة:



الراية المقلوبة:


Post: #411
Title: Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي�
Author: osama elkhawad
Date: 06-17-2018, 05:19 PM
Parent: #410

تناقض "السردية الاسلامية التقليدية" حول "عام الفيل"،

مع البحث الاركيولوجي والتاريخ البيزنطي والمنطق العسكري

هل كانت حملة ابرهة\عام الفيل عام ٥٥٢ وليس عام ٥٧٠ م ؟؟

هل تغيير التاريخ سيغيَّر ايضًا ميلاد الرسول محمد صلعم،

وكل تواريخ السيرة النبوية كما وردت في ابن هشام؟؟؟!!!
-----------
قصة أبرهة والفيل: لمَ لا يتوقف المسلمون عن التفسير والنقد وتمحيص المصادر-
محمد يسري

تُعد سورة الفيل واحدة من السور المكية التي تنزلت على الرسول الكريم في أوائل البعثة النبوية.

ورغم أن السورة لا تحتوي على معلومات يقينية أو تفصيلات قاطعة، إلا أن التراث التاريخي الإسلامي، سرعان ما عمل على ربطها بقصة أبرهة الحبشي وهجومه على البيت الحرام.


في هذا المقال، نستعرض عدداً من التفسيرات المختلفة لتلك السورة، مع التأكيد بأن جميع تلك التفسيرات–بما فيها التفسير التراثي الشائع– هي مجرد نظريات وآراء تُنسب إلى أصحابها، دون المساس بالسورة نفسها، والتي تحظى بنفس القداسة التي تحظى بها باقي سور القرآن الكريم.

وكما يقترح عنوان المقالة، هذا مثالٌ على أنّ التراث الإسلامي ليس منتجاً جامداً، بل كان ولا يزال مجالاً واسعاً للتمحيص والنقض والإبداع الفكري، امتاز بحوار دائم بين النظريات والتفاسير، التي تشير وتبني على بعضها البعض، والتي تنقض ما جاء قبلها مقدمة قراءات مختلفة.


القصة التقليدية بحسب المصادر الإسلامية

بحسب ما ذكره ابن هشام في السيرة النبوية، ونقله عنه أغلبية المؤرخين المسلمين بعدها، مثل الطبري في تاريخ الرسل والملوك، وابن الأثير في الكامل، وابن كثير في البداية والنهاية، فإن مملكة الحبشة استطاعت أن تنتصر على الحميريين ملوك اليمن، وتم تعيين أحد القادة الأحباش المسيحيين ويُدعى أبرهة كوالٍ على اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة.

ثم سرعان ما انفرد أبرهة بالسلطة في اليمن، وقام ببناء كنيسة كبيرة في صنعاء، سماها القُليس، وعزم على أن يجعل منها قبلة ومزاراً لأهل شبه الجزيرة العربية، ولكنه اصطدم بحقيقة أن أغلبية العرب يحجون إلى الكعبة، وأن كنيسته قد بقيت وحيدة منعزلة لا يزورها إلا قلة من النصارى.

غضب أبرهة سرعان ما تفجر بعد ذلك، عندما قدم أحد العرب بالإساءة داخل الكنيسة، وكان في ذلك الفعل، استهزاء واضحاً بأبرهة وبالديانة النصرانية، ولذلك قرر القائد الحبشي أن ينتقم، فجهز جيشاً كبيراً، وضم إليه عدداً من الفيلة، وكان أكبرهم فيل يُعرف بمحمود، وقاد أبرهة ذلك الجيش بنفسه إلى مكة، وكان العرب يهربون من أمامه لما عرفوا أنهم لا يستطيعون مقاومته أو صده.

وفي الطريق إلى مكة، استولى الجيش على بعض الجمال المملوكة لزعيم مكة، عبد المطلب بن هشام، ووصلت تلك الأخبار إلى قبيلة قريش، فتركوا ديارهم ومنازلهم، وصعدوا للاختباء وسط الجبال القريبة منهم، أما عبد المطلب فقد ذهب للقاء أبرهة، وطلب منه ترك جماله، وهو الأمر الذي أدهش القائد الحبشي، إذ تعجب كيف يفاوضه كبير قريش في أمر الجمال، ولا يحدثه فيما اعتزم عليه من هدم الكعبة، فرد عليه عبد المطلب بجملته الشهيرة "أنا رب هذه البيت، أما البيت فله رب يحميه".

وتُستكمل القصة بأن أبرهة وجه الفيل ناحية الكعبة، ولكنه امتنع عن المسير، ورفض أن يتحرك إليها، وبينما استعد الجيش لهدم بيت الله الحرام، إذ السماء قد امتلأت بأعداد هائلة من الطيور، وكان كل طير يمسك في منقاره ومخالبه عدداً من الحجارة الصغيرة، حيث تم إلقاؤها جميعاً على جيش أبرهة، فاخترقت تلك الحجارة أجسادهم ودمرتهم تدميراً، وهلك الجيش كله، ورجعت قريش لمنازلها بجوار الكعبة.

بين الأركيولوجيا والتاريخ والمنطق العسكري

في 1951م، قامت بعثة استكشافية عُرفت باسم بعثة ركمانز، بعدد من الاستكشافات الأركيولوجية في مناطق مختلفة من أراضي المملكة العربية السعودية.

أبرز منجزات تلك البعثة، كان ذلك النقش الذي عُثر عليه في مريغان بمنطقة تثليث الواقعة في جنوب غرب المملكة.

في كتابه "محمد وأصل الإسلام" (1994)، يذكر المؤرخ الأميركي فرانسيس إدوارد بيتر، ما ورد في هذا النقش، والذي جاء فيه:

"بقوة الرحمن ومسيحه، الملك أبرهة، زبيمان، ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت واليمامة، والقبائل العربية في المرتفعات والسواحل، كتب هذا النقش عندما غزا قبيلة معد... عندما ثارت كل قبائل بني عامر، وعين الملك القائد أبي جبر... وحضروا أمام الجيش ضد بني عامر...، وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة، ورجع أبرهة بقوة الرحمن في شهر ذو علان في السنة الثانية والستين وستمائة".

الحقيقة، أن ذلك النقش قد فتح آفاقاً جديدة لفهم حملة أبرهة على بلاد العرب، لأن ما ورد به يتناقض مع الصورة النمطية التي قدمتها المصادر التاريخية الإسلامية، حيث أكد النقش على عودة أبرهة سالماً من حملته، كما أن أسماء القبائل والمدن المذكورة في النقش، لم تتضمن قريش أو مكة على الإطلاق.

وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن النقش قد حدد توقيت الحملة بعام 662 من التقويم السبئي، والذي يناظر سنة 552 من التقويم الميلادي، وهو ما يسبق عام 570م، الذي يُعتقد بأنه قد شهد هجوم الفيل على مكة، بثمانية عشر عاماً كاملة.

فإذا ما تركنا الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت في السعودية، جانباً، وتطرقنا للتواريخ البيزنطية المعاصرة لتلك الحقبة الزمنية، لوجدنا أنها تتوافق توافقاً كبيراً مع المعلومات المستمدة من النقوش، وفي الوقت ذاته تقدم رؤية مختلفة لمسببات الحملة، عن تلك التي وردت في المصادر الإسلامية.

فاعتماداً على ما ذكره المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس القيصري، في كتابه "تاريخ الحروب الفارسية"، ونقله عنه الدكتور جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، فإن حملة أبرهة الحبشي على بلاد العرب، لم تكن بسبب ما بدر من بعض العرب تجاه كنيسة القليس، كما يذكر ابن هشام في سيرته، بل إنها قد تمت في سياق المنافسة الشرسة التي وقعت ما بين الفرس والبيزنطيين.

فبحسب ما يذكر بروكوبيوس، فإن نوعاً من التحالف قد عُقد ما بين أبرهة والإمبراطور البيزنطي جستنيان الأولى الذي كان يعرف بـ"الإمبراطور الروماني الأخير"، وكان الهدف الأول من هذا التحالف هو ضرب المكاسب الاقتصادية للإمبراطورية الساسانية الفارسية، عن طريق قطع السيطرة الفارسية على طريق الحرير، والذي كان يمثل خط التجارة الأساس في العالم القديم وقتها، واستبداله بخط بحري، يربط الهند بأوروبا عبر المحيط الهندي والبحر الأحمر.

وكان تأديب القبائل العربية الموالية للفرس، والتي تتفق أسماؤها مع الأسماء المذكورة في النقش، هو أحد السُبل لتنفيذ الخطة اليمنية –البيزنطية، ولكن بروكوبيوس يذكر أن ذلك المخطط لم ينجح في نهاية الأمر، لأن بلاد الحبشة واليمن لم تكن تمتلك أسطولاً قوياً، بالإضافة أن أبرهة نفسه قد توفي في عام 555م، في صنعاء، بعد أقل من ثلاث سنوات من رجوعه من حملته.

الطعون الموجهة للروايات التراثية الإسلامية بخصوص قصة الفيل، لم تقتصر على الاستكشافات الأركيولوجية والمصادر التاريخية البيزنطية فحسب، بل أن أحد أقوى تلك الطعون، هي تلك المتعلقة بما يمكن أن نسميه بالمنطق أو الاستراتيجية العسكرية.

ذلك أن الكثير من الشكوك توجه للكيفية التي تمكنت بها الأفيال المرافقة للجيش الحبشي، من قطع مسافة تربو على 800 كيلو متر، وهي المسافة ما بين صنعاء ومكة، في الوقت الذي يندر فيه وجود المياه في هذا الطريق الصحراوي، مع العلم بأن الفيلة تحتاج كميات ضخمة من المياه للشرب كل يوم.
ويتفق ذلك مع أنّ استعمال الفيلة في الحروب في الأماكن الصحراوية، كان أمراً غير معروف على الإطلاق في الأزمنة القديمة، بل أن استخدامها في القتال، قد اقتصر على الأودية والسهول والمناطق المنبسطة المليئة بالمياه، وهو ما تحقق بشكل كبير في فترة الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس، حيث اعتاد الفرس في ذلك الحين، على الاستعانة بعدد من الفيلة المدربة على القتال.

تفسيرات معاصرة للقصة

الشكوك المتعددة التي تحيط بقصة الفيل، أدت لقيام عدد من العلماء والباحثين المسلمين المعاصرين، بمحاولات لإيجاد تفسيرات موضوعية ومنطقية لسورة الفيل، وذلك للخروج من قيود النظرة التراثية الجامدة التي شاعت وتواترت في المصادر الإسلامية التاريخية القديمة.
محمد عبده، الذي وصف بكونه أحد المجددين الكبار في العالم الإسلامي، عمل على التقليل من حدة النزعة الإعجازية عند تناوله لسورة الفيل، في تفسير المنار، حيث نجده يقدم طرحاً مختلفاً لتفسير آياتها، فهو يميل لاعتبار هلاك أصحاب الفيل قد تم بواسطة مرض أو عدوى، فيقول:

"ويجوز الاعتقاد بأن الطير المذكور في السورة من جنس البعوض، أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض، وأن تكون هذه الحجارة من الطين المسموم اليابس، الذي تحمله الرياح فيعلق بأرجل هذه الحيوانات فإذا اتصل بجسده دخل في مسامه، فأثار تلك القروح التي تنتهي بإفساد الجسم وتساقط لحمه، وإن كثيراً من هذه الطيور الضعيفة يُعَد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر، وإن هذا الحيوان الصغير الذي يسمونه الآن بالميكروب لا يخرج عنها".

وقد تعرض ذلك الرأي، فيما بعد بالكثير من الانتقاد، حيث علق عليه المفكر الإسلامي سيد قطب في كتابه "في ظلال القرآن"، مهاجماً جنوح عبده لصبغة القصة بصبغة عقلانية، فأكد على الجانب الإعجازي فيها، قائلاً:
"فهذه الخوارق–كما يسمونها– هي من سنة الله، ولكنها خوارج بالقياس إلى ما عهدوه وما عرفوه، ومن ثم فنحن لا نقف أمام الخارقة مترددين ولا مؤولين لها، متى صحت الرواية".

أما العالم الشيعي العراقي، السيد أحمد القبانجي، وهو المعروف بأراءه التي تختلف كثيراً عما هو متعارف عليه في السرد الشيعي، فقد فسر سورة الفيل على كونها أسطورة كانت معروفة ومنتشرة بين العرب قبل الإسلام، وأن الله لما حكى عن أصحاب الفيل في القرآن الكريم لم يقصد بذلك التأكيد على مصداقية القصة التاريخية، بل كان الهدف من ذلك هو تبيان العبرة والموعظة من قصة القضاء على الجيش الذي كاد أن يدمر البيت الحرام، وما في ذلك من إظهار القدرة الإلهية.

أما أكثر التفسيرات غرابةً للسورة، فكان تفسير أحمد صبحي منصور، زعيم طائفة القرآنيين، والذين يعتمدون في تفسير القرآن الكريم على القرآن نفسه، دون اللجوء للأحاديث النبوية.

يرى منصور، أن الفيل الذي سُميت به السورة، والذي ورد في آياتها، ليس المقصود به ذلك الحيوان المعروف بذلك الاسم، بل يرى أن كلمة الفيل هنا، تعني الخطأ، ويستدل على ذلك بما ورد في المعاجم اللغوية، ومنها على سبيل المثال كتاب لسان العرب لابن منظور، حيث ورد به في مادة فيل "فال رأيه: أي أخطأ وضعف... ورجل فيل الرأي: أي ضعيف الرأي".

وبحسب اعتقاد أصحاب هذا التفسير، فإن سورة الفيل لا تتكلم مطلقاً عن أحداث الهجوم على الكعبة، بل إنها تتكلم عن قوم لوط، الذين وقعوا في الفاحشة والخطيئة، فاستحقوا العقاب من الله.
ومما يستشهد به أصحاب ذلك الرأي، أن كلمة سجيل التي وصفت بها السورة، الأحجار التي ألقيت على أصحاب الفيل، لم تُذكر في القرآن، إلا في موضعين أخرين فقط، وذلك في سورتي هود والحجر، في سياق وصف العذاب الذي سلطه الله على قوم نبي الله لوط.

وبحسب أراء ذلك الفريق، فإن التفسير التراثي للسورة، والذي يذكر قصة أبرهة والفيل، لا يتماشى مع السنن الإلهية المعتادة، ذلك أن سكان مكة في تلك الفترة كانوا من المشركين، ولم يكن هناك رسول أو نبي بينهم، بحيث تتنزل معجزات الله لتأييد رسالته أو دعوته، كما أنه كثيراً ما تم تخريب الكعبة في التاريخ الإسلامي، على يد يزيد بن معاوية والحجاج بن يوسف والقرامطة، دون أن تحدث معجزة مثل تلك التي تذكرها السورة.
موقع "رصيف ٢٢".
----------

بقايا كنيسة ابرهة الحبشي في صنعاء القديمة 1942


Post: #412
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-17-2018, 10:46 PM
Parent: #1

مسألة الفيل والاستحالة الجغرافية والبيئية والعسكرية يا خواض ..
ذكرتني بنقاش دار بيني واحد اقاربي جاء للمعايدة وجلسنا لمائدة الفطور فذكر انهم افطروا يوم العيد بصينية سمك (كاربة) اقتداء برسول الله في اول ايام عيد الفطر

فسألته من اين اتى بهذه السنة المحمدية فأجاب بانها مذكورة في احد الاحاديث او كتب السيرة ولم يكن متأكدا, ولكنه بوغت تماما عندما سألته من اين يأتي اهل مكة او المدينة بالاسماك في ذلك الوقت وحتى تكون هناك عادة لتناول السمك عند كل عيد فطر ؟!

Post: #413
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 06-22-2018, 10:28 PM
Parent: #412

اهلاً د. المشرف
السردية الاسلامية التقليدية تهتم بالعنعنة أي بالرجال ولا تهتم بالمحتوى،

ولذلك فهي مليئة بالأساطير كما في قصة فيل ابرهة...يقول ابن هشام في السيرة النبوية عن " فيل ابرهة" الاسطوري؟؟

:
Quote: فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة ، وهيأ فيله وعبىَّ جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا ؛ وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلى اليمن ‏‏‏.‏‏‏ فلما وجهوا الفيل إلى مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذه بأذنه ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ ابرك محمود ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام ، ثم أرسل أذنه ‏‏‏.‏‏‏فبرك الفيل ، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل ، وضربوا الفيل ليقوم فأبى ‏‏‏.‏‏‏ فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى ، فأدخلوا محاجن لهم في مراقِّه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، ‏‏ فوجهوه راجعا إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‏‏‏.‏‏‏

هو فيل حبشي كيف يكون اسمه محمود؟

وكيف يمكن الحديث مع الفيل؟

كما ان الكعبة كانت بحسب السردية التقليدية تعج بالاصنام،

فكيف يدافع الرب عن الأصنام؟؟؟

مشكلة السردية الاسلامية انها تركز على العنعنة،

ولا تنتبه الى أن المحتوى يمكن ان يكون اسطوريا مثلا...

فكيف تتعامل السردية الاسلامية التقليدية مع "المحتوى" الذي لا يقبله العقل المعاصر؟؟

"إعادة التأويل"....
كيف؟؟

سنعطي مثلا ًعن "أثر" القردة الزانية، وكيف تم التعامل معه ، كما يرى الشيخ اسحق الحويني:


Post: #414
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 06-25-2018, 00:00 AM
Parent: #413

اقتصاد "الغزو"؟؟؟


Post: #415
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Asim Fageary
Date: 06-25-2018, 03:46 AM
Parent: #414


يا اسامة الخواض ويا ود المشرف التساؤلات كثيرة

خدو عندكم

يقال أن هنالك حديث يقول قتل النفس اشد من هدم الكعبة .. وفي ذات الوقت عندما سألنا لماذا انتصر الله للكفار ضد المؤمنين حيث كانت قريش هم الكفار وكان أبرهة وجيشه هم المؤمنين المسيحيين حينها

قالوا أن هذا الإنتصار لم يكن لقريش الكفار بل كان حماية للكعبة

لاحظ التناقض .. قتل النفس أشد من هدم الكعبة وفي ذات الوقت قتلت أنفس بطيور أبابيل لحماية الكعبة من الهدم !


ما تفسير هذا التناقض ؟



Post: #416
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 06-28-2018, 04:39 AM
Parent: #415

الاستاذ عاصم فقيري

سلامات

وآسف لتأخير الرد.

الثقوب التي أشرت إليها حول حملة ابرهة في حدود الرواية الاسلامية التقليدية ،

تكشف عن خلل في الرواية نفسها، لأنها غير متماسكة، وتفتقد إلى المنطق اللاهوتي السليم...

وهناك من يرى أن تلك القصة مختلقة ممن كتبوا التاريخ في العصر العباسي،

ويحاول أن يجد تأويلاً مقبولاً لسورة الفيل بنسبتها إلى قوم لوط. وأنّ لكلمة "الفيل" معانٍ أخرى لا علاقة لها بالفيل كحيوان...

أدناه رأي ليلى حسن في مدونتها:

Quote: قصة اصحاب الفيل- التزوير المقدس

علم الاثار يفضح فقهاء العباسيين

قصة اصحاب الفيل و تزوير الكهنة العباسيين للتاريخ و النصوص الدينية

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ

من روائع الرواية الاسلامية العباسية التي دونها "الفقهاء" الكهنة في بلاط السلاطين العباسيين بعد اكثر من 250 سنة من ظهور القرآن. تفسيرهم المزور لسورة الفيل
ادعى الكهنة المعممين أن سورة الفيل تتحدث عن أبرهة . من سوء حظهم ان أبرهة ترك لنا أثر نقش مفصل يؤرخ تفاصيل حملته على شبه الجزيرة العربية. صورة نقش أبرهة باللغة السبئية موجود في موقع وكالة الأثار والمتاحف بالسعودية: http://www.mnh.si.edu/epigraphy/e_pre-islamic/fig04_sabaean_img.htm
ترجمة النص السبئي للعربي:

بقوة الرحمن ومسيحه الملك أبرهة زيبمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات وقبائلهم (في) الجبال والسواحل ، سطر هذا النقش عندما غزا (قبيلة) معد (في) غزوة الربيع في شهر "ذو الثابة" (ابريل) عندما ثاروا كل (قبائل) بنى عامر وعين الملك (القائد) "أبي جبر" مع (قبيلة) على (والقائد) "بشر بن حصن" مع قبيلة سعد (وقبيلة) مراد وحضروا أمام الجيش ضد بنى عامر (وجهت) كندة وعلى في وادي "ذو مرخ" ومراد وسعد في وادي على طريق تربن وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة وحارب الملك في حلبان واقترب كظل معد (وأخذ) اسرى، وبعد ذلك فوضوا (قبيلة معد) عمرو بن المنذر (في الصلح) فضمنهم ابنه (عروا) (عن أبرهة فعينه حاكماً على معد ورجع (أبرهة) من حلبان بقوة الرحمن في شهر ذو علان في السنة الثانية والستين وستمائة (662)

تحليل النص
:
أولا أبرهة في حديثه عن حملته على شبه الجزيرة العربية لا يذكر مكة مطلقا ويأخذ طريق يتجاهلها و كأنها غير موجودة. ذلك مع ان من المفروض طبقا لتاريخ الكهنة انه قام بحملته من أجل مكة. ومن النقش يمكننا ان نرسم بوضوح خط سير حملة أبرهة كما هو موضح في الخريطة المرفقة لهذا البحث.

ثانيا النقش لا يوجد فيه أي إشارة من قريب أو بعيد إلى أي فيل. ولو كان أبرهة فعلا تكبد مشقة وصعوبة إحضار الافيال إلى الصحراء كان النقش أكيد ذكرهم. والنقش يوضح ان أبرهة هزم العرب و ليس العكس. وذلك يؤكد ما نعرفه من التاريخ الموثق بالنقوش المادية وهو ان دولة أبرهة لم تهزم من العرب وإنما هزمت من الفرس حوالي سنة 570 ميلاديا. وأبرهة هزم العرب عن طريق التحالف مع قبائل عربية أخرى ضدهم. يعني خيانة القبائل العربية هي التي مكنته من هزيمتهم.



ثالثا تاريخ غزوة أبرهة من النقش هو سنة 662 في التقويم السبئي وهي توافق سنة 552 ميلادية. ولكن بعد حوالي 250 سنة بعد هذا الحدث روايات الكهنة العباسيين تدعى ان النبي محمد ولد في عام غزوة أبرهة وتدعى ان هذا كان عام 571 ميلادية. اذا إما أهم تاريخ الذي هو بداية سيرة ابن اسحاق فاسد وبالتالي تواريخ السيرة التي تتبعه كلها فاسدة أو الرسول محمد ولد وعاش قبل ما يدعي ابن إسحاق و باقي الكهنة بحوالي 19 سنة وبالتالي كل أحاديث أهل الحديث سوف تصبح تلقائياً مقطوعة وغير صحيحة.

رابعا بالنسبة لسورة الفيل فهي لا تتحدث عن أبرهة ولا يوجد فيها أي ذكر له. السورة تتحدث عن قوم أمطر الله عليهم حجارة من سجيل. هناك قوم وحيدين فقط أمطرت عليهم حجارة من سجيل:

فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ

وطبعا هؤلاء هم قوم لوط.

وكلمة فيل لها معاني أخرى في اللغة العربية الفصحى منها على سبيل المثال الرأي القبيح الخطأ وذلك يتفق مع سياق رأي وفعل قوم لوط القبيح الخطأ.
من لسان العرب:
فَيَّل رأْيَه: قبَّحه وخطَّأَه.

التفسير المنطقي لسورة الفيل هو أنها تتحدث عن قوم لوط وليس لها أي علاقة بأبرهة وهي تفضح فساد وتدليس كل الروايات العباسية المزورة للتاريخ المكتوبة 250 سنة بعد ظهور القرآن...


مسار حملة أبرهة:


Post: #417
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Asim Fageary
Date: 06-28-2018, 09:28 AM
Parent: #416

Quote:

قصة اصحاب الفيل- التزوير المقدس علم الاثار يفضح فقهاء العباسيين قصة اصحاب الفيل و تزوير الكهنة العباسيين للتاريخ و النصوص الدينية أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ من روائع الرواية الاسلامية العباسية التي دونها "الفقهاء" الكهنة في بلاط السلاطين العباسيين بعد اكثر من 250 سنة من ظهور القرآن. تفسيرهم المزور لسورة الفيل ادعى الكهنة المعممين أن سورة الفيل تتحدث عن أبرهة . من سوء حظهم ان أبرهة ترك لنا أثر نقش مفصل يؤرخ تفاصيل حملته على شبه الجزيرة العربية. صورة نقش أبرهة باللغة السبئية موجود في موقع وكالة الأثار والمتاحف بالسعودية: http://www.mnh.si.edu/epigraphy/e_pre-islamic/fig04_sabaean_img.htm ترجمة النص السبئي للعربي: بقوة الرحمن ومسيحه الملك أبرهة زيبمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات وقبائلهم (في) الجبال والسواحل ، سطر هذا النقش عندما غزا (قبيلة) معد (في) غزوة الربيع في شهر "ذو الثابة" (ابريل) عندما ثاروا كل (قبائل) بنى عامر وعين الملك (القائد) "أبي جبر" مع (قبيلة) على (والقائد) "بشر بن حصن" مع قبيلة سعد (وقبيلة) مراد وحضروا أمام الجيش ضد بنى عامر (وجهت) كندة وعلى في وادي "ذو مرخ" ومراد وسعد في وادي على طريق تربن وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة وحارب الملك في حلبان واقترب كظل معد (وأخذ) اسرى، وبعد ذلك فوضوا (قبيلة معد) عمرو بن المنذر (في الصلح) فضمنهم ابنه (عروا) (عن أبرهة فعينه حاكماً على معد ورجع (أبرهة) من حلبان بقوة الرحمن في شهر ذو علان في السنة الثانية والستين وستمائة (662) تحليل النص : أولا أبرهة في حديثه عن حملته على شبه الجزيرة العربية لا يذكر مكة مطلقا ويأخذ طريق يتجاهلها و كأنها غير موجودة. ذلك مع ان من المفروض طبقا لتاريخ الكهنة انه قام بحملته من أجل مكة. ومن النقش يمكننا ان نرسم بوضوح خط سير حملة أبرهة كما هو موضح في الخريطة المرفقة لهذا البحث. ثانيا النقش لا يوجد فيه أي إشارة من قريب أو بعيد إلى أي فيل. ولو كان أبرهة فعلا تكبد مشقة وصعوبة إحضار الافيال إلى الصحراء كان النقش أكيد ذكرهم. والنقش يوضح ان أبرهة هزم العرب و ليس العكس. وذلك يؤكد ما نعرفه من التاريخ الموثق بالنقوش المادية وهو ان دولة أبرهة لم تهزم من العرب وإنما هزمت من الفرس حوالي سنة 570 ميلاديا. وأبرهة هزم العرب عن طريق التحالف مع قبائل عربية أخرى ضدهم. يعني خيانة القبائل العربية هي التي مكنته من هزيمتهم. ثالثا تاريخ غزوة أبرهة من النقش هو سنة 662 في التقويم السبئي وهي توافق سنة 552 ميلادية. ولكن بعد حوالي 250 سنة بعد هذا الحدث روايات الكهنة العباسيين تدعى ان النبي محمد ولد في عام غزوة أبرهة وتدعى ان هذا كان عام 571 ميلادية. اذا إما أهم تاريخ الذي هو بداية سيرة ابن اسحاق فاسد وبالتالي تواريخ السيرة التي تتبعه كلها فاسدة أو الرسول محمد ولد وعاش قبل ما يدعي ابن إسحاق و باقي الكهنة بحوالي 19 سنة وبالتالي كل أحاديث أهل الحديث سوف تصبح تلقائياً مقطوعة وغير صحيحة. رابعا بالنسبة لسورة الفيل فهي لا تتحدث عن أبرهة ولا يوجد فيها أي ذكر له. السورة تتحدث عن قوم أمطر الله عليهم حجارة من سجيل. هناك قوم وحيدين فقط أمطرت عليهم حجارة من سجيل: فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ وطبعا هؤلاء هم قوم لوط. وكلمة فيل لها معاني أخرى في اللغة العربية الفصحى منها على سبيل المثال الرأي القبيح الخطأ وذلك يتفق مع سياق رأي وفعل قوم لوط القبيح الخطأ. من لسان العرب: فَيَّل رأْيَه: قبَّحه وخطَّأَه. التفسير المنطقي لسورة الفيل هو أنها تتحدث عن قوم لوط وليس لها أي علاقة بأبرهة وهي تفضح فساد وتدليس كل الروايات العباسية المزورة للتاريخ المكتوبة 250 سنة بعد ظهور القرآن...



طبعاً من ناحية دينية أيضاً أفضل للمسلمين أن يتبنوا هذا التفسير .. لأن التفسير الذي يقول بأن أبرهة وجيوشه هم أصحاب الفيل حقيقةً يفتقر للمنطق العلمي والديني

بيد أن حجارة من سجيل نفسها وكذلك طير أبابيل تفسر بطريقة خيالية غير مقبولة

وهذا الموضوع لا يزال فيه الكثير والكثير من الثغرات التي تحتاج لإلقاء الضوء عليها


تحياتي




Post: #418
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Asim Fageary
Date: 06-29-2018, 07:18 AM
Parent: #417


بإختصار .. الإنسان ليس بحاجة للقصص الخيالية والبحث والجري خلف إمكانية إثباتها

الإنسان وبكل أسس القيم الإنسانية التي تقرها الأديان وتقرها الفطرة مبحثه الأساسي عن العدالة في هذه الأرض طالما هنالك تقسيم ثروة لا بد منه

القضية هي وستبقى كيف تقسم الثورة بعدالة بحيث لا يظلم الإنسان أخيه الإنسان

إن تحققت العدالة أو قل على أقل التقديرات إن سعت الإنسانية نحو تحقيقها وبذلت جهد في ذلك بسن قوانين تحفظ كرامة الإنسان فهذا هو المطلوب من الإنسان على المستوى الديني الإلهي وعلى المستوى الدنيوي

فلماذا يصر البعض على خلق الشائعات بقصص خرافية لا تقدم ولا تؤخر

يجب على الرواة والمؤرخين إحترام العقل البشري والتوقف فقط في حدود الغيبيات التي تحفظ لهم ولغيرهم إيمانهم دون محاولات تصوير التأريخ المادي للبشرية في تصاوير خرافية لا يقبلها العقل

أرجو أن يكون السطر أعلاه واضحاً للقارئ

تحياتي أسامة الخواض وهذا البوست لن يتوقف فلدينا الكثير المثير الذي يجب أن يضاف لمتنه



Post: #419
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 06-30-2018, 06:02 PM
Parent: #418

Quote: يجب على الرواة والمؤرخين إحترام العقل البشري والتوقف فقط في حدود الغيبيات التي تحفظ لهم ولغيرهم إيمانهم دون محاولات تصوير التأريخ المادي للبشرية في تصاوير خرافية لا يقبلها العقل

أرجو أن يكون السطر أعلاه واضحاً للقارئ

تحياتي أسامة الخواض وهذا البوست لن يتوقف فلدينا الكثير المثير الذي يجب أن يضاف لمتنه

عزيزي عاصم
سلامات

لايمكن فصل "المعجزة"، و"الكرامة"، من القصص الديني ، والخطاب الديني عموماً.

لكن هل يمكن تأويلها باعتبارها "قصصاً رمزية"؟؟؟

وفي انتظار رفدك للبوست..

تحياتي واحترامي...

Post: #420
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: Asim Fageary
Date: 07-01-2018, 03:13 AM
Parent: #419

لكن هل يمكن تأويلها باعتبارها "قصصاً رمزية"؟؟؟


أستاذي الخواض .. سلام

طبعاً أنا مع هذا الرأي ورددته كثيراً في كثير المناسبات التي شاركت فيها سواء في هذا المنبر أو غيره

نعم هذه القصص الخيالية مقصود بها رمزية وليست حرفية نص

حيث تجد دائماً ما يستفاد من خلاصة القصة يؤكد على أنها رمزية

هذا على الأقل بالنسبة لحدود العقل البشري المعروفة حتى الآن

قد تكون هنالك كائنات سبقتنا وكانت لها صلات مختلفة بهذا الكون وهذا ما لا نستطيع الجزم به إلا إذا أثبت لاحقاً

ولكن حتى الآن تبقى كل القصص الخيالية رمزية ويجب التعامل معها على هذا الأساس

نحن كبشر مطلوب مننا البحث في حدود إمكانياتنا وحواسنا الستة

تحياتي


Post: #421
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 08-06-2018, 10:24 AM
Parent: #420

جغرافيا القران ومكة في الخرائط القديمة:


Post: #422
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 08-07-2018, 04:53 PM
Parent: #421

الصورة الوردية عن مكة : سردية أخرى؟؟

https://www.google.com/url؟sa=tandrct=jandq=andesrc=sandsource=webandcd=1andcad=rjaanduact=8andved=2ahUKEwjjsKPIpdvcAhXACDQIHf20ALcQFjAAegQIAxABandurl=http%3A...-VEzsA4e2HYKC6dZCVoE

Post: #423
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 08-09-2018, 06:48 AM
Parent: #422

مليون اندونيسي يتركون الاسلام سنوياً؟؟؟!!!!

كتاب تنويري: الحداثة والقران:



http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=238218

Post: #424
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 08-09-2018, 08:03 AM
Parent: #423

أخ أسامة لك التحية ولضيوفك الكرام
** اٍحد أهم الأسباب التي تقود للتشكيك في السردية الاٍسلامية لقصص القرآن - هو (علماء التفسير) أنفسهم
وتلاميذهم من بعدهم الذين ((غلفوا تلك التفاسير وأعطوها قدسية مساوية للقرآن نفسه ))
** فقد كتب أحدهم في ملتقي أهل الحديث والسنة عن كتاب الدكتور مريس بوكاي مايلي
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اشتريت هذا الكتاب منذ أكثر من ربع قرن وقرأته بدقة
فأما مقارنته بين القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة فجيد .
وأما كلامه عن السنة النبوية والعلم الحديث فكلام كله خلط بخلط
وفيه نسف للسنة للنبوية والادعاء بأنها مخالفة للعلم الحديث وهذا كذب بيقين
ومن طالع هذا البحث الأخير في الكتاب تأكد لديه بشكل قاطع جهل المؤلف
المطبق بالسنة النبوية وباللغة العربية ، وتصديقه لجماعة العقلانيين.
الذين يحكمون عقولهم القاصرة على النصوص الشرعية ))))-------------((أٍنتهي)).
**ولكن بالمقابل لايمكن الركون لكل كتابات المؤرخين تماما واٍعتبارها علم خالص
مجرد من أي غرض - فالتاريخ مادة قابلة للخلط - والتفسير المضاد للحقائق والوقائع
ويعتمد كثيرا علي (حجية) الكاتب - ولو كانت ((مجرد ظنون ))
**منقووووووووووول - يقول سمير لشعيبي في نقل عن كتاب
المؤرخ محمد حسين الفرح - المجلد الأول والثاني من كتابه ( الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير)
الصادرة عن وزارة الثقافة – صنعاء – 2004 م .
((( إحدى أهم المشاكل وأغربها المتعلقة بتاريخ الأمة العربية في موطنها الأول في عصورها السبئية
هو أنه حتى اليوم لا يوجد في الوسط الأكاديمي “الرسمي” اي أساس علمي صحيح لكرونولوجيا (chronology)
(تحديد زمني وترتيب تسلسلي) لعهود ملوك دولة سبأ القديمة.
وباستثناء ما قدمه وتوصل إليه المؤرخ والباحث محمد حسين الفرح رحمه الله تعالى
– الذي شق طريقاً بحثياً مستقلاً ومتحرراً مما فرضته المدرسة الإستشراقية على تاريخنا القديم
– فخرج بشيء جديد وأسس بالفعل لبداية صحيحة في هذا الطريق يمكن بها تحديد وترتيب
زمن العديد من الملوك السبئيين بكل ثقة- أقول – باستثناء ما قدمه الفرح رحمه الله –
يمكننا القول بلا أي تحرج أن كل ما هو شائع حول التحديدات الزمنية لأولئك الملوك
وما يتم تدريسه وبرمجة العقول به في الجامعات والمدارس وغيرها – كل تلك التحديدات
والترتيب لأزمنة أولئك الملوك ما هي إلا نظريات وفرضيات هشة، استشراقية المنشأ والدافع،
تعمدت واعتمدت في الغالب الإسقاط والخلط أساساً ومنهجاً ، ولم تكن يوماً مبنية على أدلة علمية حقيقية وثابتة. )))--((اٍنتهي))
** عليه يجب التعامل بحذر أيضا مع السرديات المخالفة - والأمر يحتاج الي مزيد من التمحيص والتدقيق .

Post: #425
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 08-09-2018, 08:21 AM
Parent: #424

التاريخ - كمادة لصيقة بالتقويم حسابيا
يعاني من اٍشكالات عدة - فقد تمت صياغة التقويم بشكله الحالي في زمن هو أقرب من الأحداث التي نتحدث عنها
كما أنه كان مسار خلاف - وذو بعد ديني - لذا لايمكن اٍعتماده بصورة قاطعة -
وكما كانت السردية الاسلامية غير مقنعة في بعض الأحيان
فلايمكن التسليم بالسرديات التاريخية - غير المتوافقة معها ...
هنا تكمن العلة

Post: #426
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 08-11-2018, 04:12 PM
Parent: #425

Quote: وكما كانت السردية الاسلامية غير مقنعة في بعض الأحيان فلايمكن التسليم بالسرديات التاريخية - غير المتوافقة معها ...هنا تكمن العلة


أهلا عمار

المشكلة تكمن في مكان آخر:

1-التدوين المتأخر لقرنين تقريبا مثلا للسيرة النبوية وفي جو صراعي بين شيعة آل البيت وأعدائهم..

2-انعدام الوثائق التاريخية والارتكاز على "التواتر"..

والتواتر تواتران: فالشيعة لهم "تواترهم الخاص"، ولا يعترفون مثلا بالبخاري...ولهم أحاديثم النبوية الخاصة المرتكزة أيضا على "التواتر".

3-عدم سماح السعودية بالتنقيب، وهذا يكشف أنهم يخشون شيئا ما،

أو يعرفون أنه سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه...

هذه مجرد افتراضات، لكن الرفض له دلالة عميقة..

Post: #427
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 08-12-2018, 04:03 PM
Parent: #426

مكة وقوم لوط :

فيصل البيطار ينقاش تفسير الطبري حول مكان قوم لوط

مكه وقوم لوط

(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين* وبالليل أفلا تعقلون ) الصافات : 137- 138

وحسب تقسير الطبري فإن الخطاب في هاتين الآيتين موجه لمشركي قريش فيما يخص خمسة قرى هي صبعه وصعره وعمره ودوما وسدوم كان الله قد أهلكها بطريقه تبينها آيات أخرى عده .
الطبري يفسر الآيات السابقه بأحاديث مسنده على ان المقصود منها هو مرور أهل قريش ببقايا تلك القرى التي عاش فيها أقوام سابقون ومنهم قوم لوط أثناء رحلاتهم التجاريه الى الشام .

قوافل قريش لم تكن بحاجه لأن تهبط منحدرات شديدة الوعوره مازالت تتسم بالخطوره حتى الآن لتستمتع بمرأى آثار سدوم المزعومه لتعاود الصعود متجهه الى مركز التجاره في سوريا . هناك طريق أقصر وأكثر أمنا كطريق تراجان الذي يربط في جزء منه مدينة أيله جنوب الاردن مارا بعمّان وهو طريق كان مستخدما بالفعل في أزمان مختلفه وحتى القرن السادس عشر . البعض يدعي أن تلك القوافل كانت تمر بها في طريقها الى بيت المقدس، الا ان باتريشا كورونا وبعد أن تعدد وجهات قوافل مكه تقول " ولا يبدو انهم ترددوا على القدس كثيرا " (تجارة مكه وظهور الإسلام ص 208 ) .

حجة الطبري وغيره من المفسرين تبدو قويه فيما لو أن الإسلام جاء لهداية رجال القوافل أو قدّمهم على باقي سكان مكه، لكنها تبدو متهالكه عندما نعلم أن آيات الوعيد والترغيب المكيه كانت موجهه لعامة الناس ولا فائده منها إن إختصت بقله قليله منهم يمارسون تجارة القوافل مرتين في السنه الا اذا كانت رسالة الاسلام خاصه بهذه القله وهي ليست كذلك قطعا . وفي تفسيره للآيه ( ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها ... : الفرقان 40 ) وهي أيضا تتحدث عن قوم لوط في سدوم، يقول القرطبي "يعني مشركي مكه " .

لو إن هذا الخطاب موجه لعامة أهل مكه، وهو هكذا، فإن السؤال الذي يحتاج الى إجابه هو كيف كان أهل مكه يرون العذاب الذي أنزله الله بقوم لوط في سدوم صبحا ومساء وهي تبعد عنهم حوالي 1000 كم، وتحتاج القوافل الى ما لا يقل عن شهرين لتقطعها ذهابا وايابا ؟ الجواب المنطقي على هذا الإشكال هو في أن المخاطبون بهذه الايات هم قوم يعيشون بالقرب من مكان الحدث، معه، قريب من مرآهم، وتوارثوا قصة قوم لوط أبا عن جد عن التوراه دون تمحيص .

هنا، يصبح قبول موقع مكه في مكانها الحالي في صحراء العربيه امر يصعب تصديقه، فإن كانت آيات قوم لوط تخاطب مشركيها فمن المنطقي أن يكون موقعها في مكان آخر، في بقعة ما من أرض الشام قرب حدث المرور على القوم المسخوطين صبح ومساء . وليس بعيدا عنه مئات الكيلومترات في صحراء العربيه .

ما لفت إنتباهي عند البحث عن قصة قوم لوط هو ترديدعلماء المسلمين المحدثين تاريخا لحادثة نكبة سدوم وشقيقاتها الأربع هو 1800 ق.م ، بينما لم يأت ذكر هذا التاريخ أو غيره عند المفسرين القدامي كالطبري والقرطبي وابن كثير، ولقد حاولت جاهدا معرفة من الذي إخترع هذا التاريخ ومسوغات اختراعه دون نجاح، الى أن أوصلني البحث الى أن زلزالا مدمرا قد ضرب تلك المنطقه مصحوبا بإنفجارات بركانيه قذفت بحممها البازلتيه ونشرتها على مساحة واسعه كما نراها اليوم ونرى فوهات البراكين الخامده شمال وادي الأردن . تاريخ الزلزال يعود الى عام 2000 ق.م ، وهنا وكما يبدو، تفتق ذهن مخترع التاريخ الإسلامي الذي عمل على إضفاء المصداقية على حادثة قوم لوط فلم يحد أفضل من أختراع تاريخ اراده مقنعا فهو لا يختلف عن التقدير العلمي الا بمائتي سنه وهو إختلاف إعتقد أنه ليس بذي شأن في حادث عمره أربعة الآف سنه .

قصة سدوم في القرآن وشقيقاتها الأربع مأخوذه من العهد القديم بتحويرات بسيطه كمعظم قصصه . هذا العهد كان قد كتب في بابل مستعيرا بدروه ثقافات وتراث سكان ما بين النهرين وخصوصا قصة الخلق البابليه وقصة الطوفان . لكن كتّابه لم ينسوا تطعيمه بقصص من تراث أجدادهم قبل أسرهم وترحيلهم عن أماكن سكناهم الى وادي الرافدين وقصة قوم لوط واحده منها، بهذا ستكون الذاكره اليهوديه قريبه من الوطن الأم ويكونوا قد أضفوا شيئ من الواقعيه على تراثهم الديني في هذا الجانب .

في الإسلام سيكون الأمر مختلف تماما، فحتى توضع هذه القصه ( وغيرها من قصص القرآن ) موضع التصديق فإن من المجدي تقديمها لأناس قريبون من الحدث نفسه كانوا قد سمعوا به من قبل وتوارثوه أبا عن جد وليس توجيهه لأناس يعيشون بعيدا عنه في وسط الصحراء معزولين عن حضارات وثقافات العالم القديم، العبره ستكون أفضل، ووقع الحدث أشد فيما لو جاءت آيات وعيد أهل مكه من داخل بيئتهم ذاتها كقصة إساف ونائله مثلا .

حدث الزلزال لا شك فيه علميا، ولا يوجد ما يمنع الإعتقاد من أن قرى وبلدات قد تضررت من وقعه، ولكن لا يوجد حتى الآن مايثبت قصة البلدات الخمس بالذات، فرغم جهود البحث الآثاري المضني الا أنه لم يعثر على أي أثر مادي يثبت وجودها وقد كذبت دائرة الآثار العامه الأردنيه ما اشاعه علماء آثار أمريكيون مؤخرا من أنهم عثروا على آثار تعود لمدينة سدوم، معتبره بلسان مديرها أن " الإكتشافات المزعومه تقوم على فرضيات وهميه " . وفي فتوى تحمل رقم 7761 ومؤرخه 2 صفر 1422 بعنوان " حكم الإنتفاع بمنتجات البحر الميت " يقول مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه، " أما منطقة البحر الميت، فلم يقم عندنا الدليل الشرعي على أنها منطقة عذاب قوم لوط ولا غيرهم " .

رواية التوراه هذه، اسطوريه، وخاصه ببيئه تنظر بإستغراب وعدم فهم لتلك الحجاره البازلتيه المصقوله بنعومه كقوالب الجبن، وللتماثيل الملحيه والصخريه التي انتجها الزلزال وثورة البراكين وعوامل التعريه، الروايه موجهه لأناس هم من أبناء المحيط بهدف الدعوه للإيمان بتبيان القدره الإلهيه القمعيه لمن لا يهتدي . أما رواية القرآن فإنها من الضعف بمكان إن كان المخاطب بها بيئه لم تر آثار الحدث ولم تسمع به ، وإلا يصبح من المنطقي هنا ان ننقل مكة من مكانها الحالي الى ما قرب سدوم ليستقيم ذلك الخطاب. وهو ما تنبه له بعض من كتّاب الأدب الإسلامي مؤخرا كمركز الفتوى الوارد ذكره .

Post: #428
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 08-13-2018, 08:38 AM
Parent: #427

أخ أسامة
الحديث عن اٍكتشاف قرية (سدوم) - لا يعدوا كونه فرضية
فقد ورد الخبر كالتالي :
((( بعد عقود من الحفريات، اكتشف علماء آثار أمريكيون، آثار المدينة التوراتية "سدوم"
التي كان يسكنها النبي لوط والتي عاقبها الله بالنار والكبريت في تل الحمام بالأردن.

ويعتقد الخبراء أن الآثار التي عُثر عليها شرقي نهر الأردن تتطابق مع الوصف المذكور
في الكتاب المقدس لمدينة العصر البرونزي "سدوم" التي يعود تاريخها إلى ما بين 3500 و1540 سنة قبل الميلاد.

وتشير مجمل الدلائل إلى أن قرية "سدوم" وقرية عمورة الواردة أيضا في "سفر التكوين" العهد القديم،
وكانتا مملكتين تقعان على ضفاف نهر الأردن شمال البحر الميت الآن، وتم وصفهما في الكتاب المقدس
بأنهما تميزتا بالفخامة والخضرة والماء العذب.

وتعد "سدوم" من إحدى أكبر قرى شرق الأردن المذكورة في جميع نصوص "سفر التكوين"
و"العهد الجديد"، وكانت محصنة بأبراج طويلة وجدران سميكة.

وتتوافق رواية الكتاب المقدس العهد القديم مع رواية القرآن الكريم على أن القريتين ومجموعة
أخرى من القرى خسفها الله بسبب ما كان يقترفه أهلها من مفاسد وفق ما جاء في النصوص الدينية،
وبعد أن فشلت الملائكة في العثور على رجال صالحين فيها.
وقال ستيفن كولينز، من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو، المشرف على عمليات التنقيب
إن قرية الخطيئة هذه تتطابق مواصفاتها مع الآثار التي عثر عليها والتي يعود تاريخها للفترة ذاتها تقريبا.
يذكر أن عمليات التنقيب عن بقايا العصر البرونزي في جنوب وادي نهر الأردن بدأت عام 2005؛
لكن القرية-المدينة كانت ضخمة للغاية وتشير إلى مجتمع متطور، وكان فريق التنقيب قد عثر على مجموعة
من الأدلة كالجدران والأسوار السميكة التي يصل سمكها إلى 5.2 أمتار والمبنية من الطوب واللبن السميك،
ويصل ارتفاعها إلى 10 أمتار.
وتتضمن المدينة بوابات وأبراج مراقبة وطريقاً واحداً، وقد تم استبدال الجدران خلال
العصر البرونزي ليصل سمكها إلى 7 أمتار كما تمت زيادة ارتفاعها. ))).
**
الكشف لم يؤكد بصورة قاطع أنها قرية سدوم
**
ثم اٍن كلمة (يمرون (بها أو عليها) لا تعني وطأها أو المرور وسطها
" مَرَّ عليه وبه يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز .
ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا ومُروراً : ذهَبَ ، واستمرّ مثله .

Post: #429
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 08-14-2018, 07:18 PM
Parent: #428

أهلا عمار

للأسف ان كل الاديان تتعامل مع الظواهر الطبيعية ك"انتقام رباني"، وهذا يمكن أن ينطبق على "سدوم وعمورة"...

والاسلام ليس استثناء من ذلك ، كما راينا في نقاش سابق حول الكسوف والخسوف...

ويوضح الامام الشافعي تلك الرؤية للظواهر الطبيعية ك"آيات لتخويف العباد":

Quote: تسن الجماعة للخسوف كما في الكسوف ‏(‏ والظلمة والريح والفزع ‏)‏ والزلازل والصواعق وانتشار الكواكب والأمطار الدائمة وعموم الأمراض ونحو ذلك من الأفزاع والأهوال ،

لأن ذلك كله من الآيات المخوفة،

والله يخوف عباده ليتركوا المعاصي ويرجعوا إلى طاعته التي فيها فوزهم وخلاصهم وأقرب أحوال العبد في الرجوع إلى ربه الصلاة


وقد انحاز الغزالي للفلاسفة في مواجهة الاحاديث النبوية التي تتعامل مع كسوف الشمس كآية ربانية لتخويف العباد !!!!!

Post: #430
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 08-24-2018, 01:20 AM
Parent: #429


هل نشأ الإسلام في مكة؟ الجزء الأول: تاريخ مكة الغامض


أُمّ القرى

«بَلَغَنِي أَنَّ الْبَيْتَ وُضِعَ لآدَمَ عَلَيْهِ السّلامُ يَطُوفُ بِهِ، وَيَعْبُدُ اللَّهَ عِنْدَهُ، وَأَنَّ نُوحًا قَدْ حَجَّهُ، وَجَاءَهُ، وَعَظَّمَهُ قَبْلَ الْغَرَقِ، فَلَمَّا أَصَابَ الأَرْضَ الْغَرَقُ حِينَ أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمَ نُوحٍ، أَصَابَ الْبَيْتَ مَا أَصَابَ الأَرْضَ مِنَ الْغَرَقِ، فَكَانَتْ رَبْوَةٌ حَمْرَاءُ، مَعْرُوفَةٌ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هُودًا إِلَى عَادٍ، فَتَشَاغَلَ بِأَمْرِ قَوْمِهِ، حَتَّى هَلَكَ وَلَمْ يَحُجَّهُ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى صَالِحًا عَلَيْهِ السّلامُ إِلَى ثَمُودَ، فَتَشَاغَلَ حَتَّى هَلَكَ، وَلَمْ يَحُجَّهُ، ثُمَّ بَوَّأَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لإِبْرَاهِيمَ، فَحَجَّهُ، وَعَلَّمَ مَنَاسِكَهُ، وَدَعَا إِلَى زِيَارَتِهِ، ثُمَّ لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ إِلا حَجَّهُ.» – روايةٌ منسوبةٌ للتابعي عروة بن الزّبير.[1]

«لمَّا أهبطَ اللهُ آدمَ منَ الجنَّةِ قالَ: إنِّي مُهبطٌ معكَ بَيتًا أو مَنزلًا يُطافُ حَولَه كما يُطافُ حَولَ عَرشي ويصلَّى عندَه كما يصلَّى حَولَ عَرشي، فلمَّا كانَ زمنُ الطّوفانِ رُفِعَ، وكانَ الأنبياءُ يحجُّونَه ولا يعلَمونَ مكانَه، فبَوَّأه اللهُ لإبراهيمَ فبناهُ مِن خمسةِ أجبُلٍ: حِراءَ وثُبَيرٍ ولُبنانَ وجبلِ الطّورِ وجبلِ الخَيرِ، فتَمتَّعوا منهُ ما استَطعتُم.» – روايةٌ منسوبةٌ لعبد الله بن عمر.[2]

«وُضِعَ الْبَيْت عَلَى أَرْكَان الْمَاء عَلَى أَرْبَعَة أَرْكَان قَبْل أَنْ تُخْلَق الدّنْيَا بِأَلْفَيْ عَام، ثُمَّ دُحِيَتْ الْأَرْض مِنْ تَحْت الْبَيْت.» – روايةٌ منسوبةٌ لعبد الله بن عباس.[3]

«حَجَّ آدَمُ عَلَيْهِ السّلامُ فَلَقِيَتْهُ الْمَلائِكَةُ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ! بِرَّ حَجَّكَ، قَدْ حَجَجْنَا قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَام.» – روايةٌ منسوبةٌ للنبي محمد. [4]

اليوم، ربما أكثر من مليار مسلم حول العالم، يتوجّهون بالصّلاة جميعًا بشكلٍ يوميٍّ نحو ذلك البناء شبه المكعّب في مدينة مكّة – قبلتهم المقدسة – تلك المدينة التي تحتوي حرمهم وتمثّل لهم مركز ديانتهم، يسافرون إليها بالملايين كل عام حاجّين ومعتمرين إلى بيت الله، مطيفين حوله مقيمين طقوسهم وشعائرهم المرتبطة بعلامات المكان وما حوله: الحرم والمقام والحجر وعرفات والمزدلفة والصّفا والمروة وزمزم.

ويؤمن المسلم تراثيًا أنّ مكّة والحرم هي بقعة الله الأكثر قداسةً في أرضه، خلقها قبل سائر البلاد، وأنّ بها أول بيت عبادةٍ وُضع للناس، وضع أساسه آدم بنفسه بمساعدة الملائكة، آخذين حجرها المقدس من الجنة مباشرةً، ثم تلاهم النّبي إبراهيم مسافرًا إلى الوادي غير ذي الزّرع، فأعاد بناء الكعبة هو وابنه اسماعيل، وطهّراها من الأصنام والأوثان، وأعادا إحياء شعيرة الحج مرةً أخرى.

يؤمن المسلم كذلك أنّ مكّة استمرت على أهميتها تلك حتى زمن ما قبل الإسلام، والمسمّى بالجاهلية، وأنها كانت في ذلك الوقت مركزًا دينيًا وتجاريًا شهيرًا، وأنّ كعبتها كانت مزارًا مقدّسًا يأتي إليه العرب من جميع أنحاء الجزيرة، وهو مزارٌ محميٌّ (رغم وجود الأصنام به) بحمى الله نفسه، الذي يحفظه ويدافع عنه ضدّ كل من تسوِّل له نفسه العدوان عليه.

يؤمن المسلمون أيضًا أنّه في تلك البيئة الوثنية، ووسط قبيلة قريش صاحبة الجاه والنّفوذ، عاش النّبي محمّد الذي تلقى آخر رسالات الله إلى البشرية في ذلك الغار، غار حراء، وتلا ذلك مراحل الدّعوة الدّينية في السّيرة المعروفة، من اضطهادٍ في مكّة، ثم الهجرة إلى يثرب (المدينة المنوّرة)، ثم سلسلة الغزوات والسّرايا النّبوية المنطلقة من هناك، والتي تنتهي بالعودة المنتصرة إلى مكّة مرةً أخرى، مقترنةً بتحطيم الأصنام وإعادة الكعبة لحالتّها الأصلية التّوحيدية، ثم منذ تلك اللحظة المصيرية صارت مكّة العاصمة الدّينية لجميع المسلمين إلى اليوم.

هذا ما يعتقد به المسلمون، ويتلقّونه بالحفظ والإيمان منذ الطّفولة، باعتباره مجموعةً من الحقائق الكونية المسلّم بها، وغير القابلة للجدل أو التّشكيك.
إلى أيّ مدى يمكننا الثّقة بالمرويات الدّينية وإجماع العوام؟

«تاريخ الكتاب المقدس لم يحدث في المرحلة الزّمنية أو بالشّكلية الموصوفين… بعض أشهر الأحداث المذكورة في الكتاب المقدس لم تحدث على الإطلاق.» – من مقدمة كتاب: التّنقيب عن الكتاب المقدس The Bible Unearthed، لعالمي الآثار الإسرائيليين إسرائيل فنكلستاين ونيل سيلبرمان.

المهتم ببحث التّاريخ يعرف أن المشهور لا يكون دائمًا صحيحًا، وأن الشّائع بين النّاس قد لا يكون بالضّرورة مستندًا إلى أرضيةٍ ثابتةٍ كما يُتوقّع، فالتّاريخ يقوم على المعلومات الموثقة، لا على المتعارف عليه بين النّاس، وعلى مرّ الزّمن ما أكثر الأحداث التي لُفّقت والوقائع التي زُورت وطالها التّحريف والمبالغة والكذب، سواءً عمدًا أم خطئًا، وكم من معتقدٍ آمن به الملايين طوال قرون ثم مع الفحص الدّقيق تبيّن زيفه، وتحديدًا مع التّاريخ الدّيني المقدس للشعوب تزيد مساحة الخلط والتّهويل والخرافة، فكم من معلمٍ تمّ تقديسه ارتباطًا بأحداثٍ ووقائع مفترضة، بغير أن يقوم هذا الرّبط على أساسٍ حقيقيٍّ إلا الاعتماد على أساطير الكهنة وجريًا على ثرثرات العوام من المؤمنين الأمّيين.

لو أردنا مثالًا على هذا فلا أشهر من موقع الجبل المقدس في سيناء المسمى بالطّور، حيث ارتبط تراثيًا وتاريخيًا على مدى قرون بأنّه المكان الذي تكلم فيه الرّب ذاته إلى موسى، ومنحه فيه الوصايا العشر –كما تذكر التّوراة– وعلى هذا الأساس اهتم المسيحيون الأوائل به، وتمّ بناء دير سانت كاترين بالقرب منه في القرن الرّابع للميلاد، غير أنّه مع قليلٍ من التّدقيق نجد أنَّ هذا الرّبط بين جبل سيناء التّوراتي وبين هذا الموقع الجغرافي المعيّن، هو ربطٌ حديثٌ زمنيًا وغير مبنيٍّ على أيّ أسبابٍ أو دلائل يمكن الوثوق بها إطلاقًا، ولم يبدأ إلا متأخرًا نسبيًا في القرون المبكرة للمسيحية، ثم تمّ ترسيخه مع مرور الزّمن، اعتمادًا على تراكم الأقاويل المتناقلة شعبيًا، ولكن بالنّسبة للباحث، يظل الرّبط مجرد أمرٍ تراثيٍّ لا تاريخيًا.

مثالٌ آخر للتزييف التّاريخي نجده في أساليب استخدام الدّين والتّاريخ للترويج لأغراضٍ سياسية، من هذا قصة ذلك الطّلسم الخشبي المعروف باسم البالاديوم، المحتوي على صورةٍ منقوشةٍ للإلهة اليونانية القديمة بالاس، والذي كان وجوده – كما تحكي الأساطير – بداخل المدن الكبرى كفيلٌ بأن يحميها ويحصّنها من كل شر، فكان موضوعًا أولًا في طروادة العتيقة، والتي لم يتمّ غزوها إلا بعد سرقة الطّلسم السّحري منها، ثم مع بزوغ مجد روما لاحقًا وانتقال القوة العالمية إليها، تمّ نسج الأقاصيص التي تعود بروما إلى سلالةٍ طرواديةٍ عريقة،

وسرت الأقاويل بأنّ البالاديوم موجودٌ بداخل المدينة العظيمة يحميها ويحرسها، ولاحقًا مع قرار قسطنطين نقل مركز حكمه إلى القسطنطينية، في القرن الثّالثّ للميلاد، وجرت الشّائعات بأن الإمبراطور قام سرًا بنقل الطّلسم من روما إلى عاصمته الجديدة حيث استقر هناك، هكذا في زمنٍ كانت العظمة فيه تُقاس بمدى العراقة والقدم والعمق الضّارب في التّاريخ، كانت الحكايات تُؤلف والأساطير تُصاغ بعنايةٍ لمنح المجد الماضوي إلى مدنٍ معينةٍ ونزعها عن أخرى.

هذه مجرد أمثلةٍ بسيطة، فالحقيقة أنّ معظم التّصورات التي سادت طوال قرونٍ بين البشر عن تاريخ الأديان والرّسالات وسيَر الأنبياء، قد بدأ التّشكيك فيها في عصرنا الحديث، من قِبل المؤرخين والباحثين وعلماء الآثار، في معظم الدّوائر العلمية المرموقة في الغرب خاصة.

حتى بعد تنامي أفكار العقلانية والعلمانية والتّنوير في أوروبا وزوال سلطة الكنيسة، ظل المعتقد السّائد لفترةٍ – مع بعض الاستثناءات – أنّ موسى هو من كتب التّوراة، وأنّ الكتاب المقدس بعهديه هو كتابٌ موثوقٌ به تمامًا من النّاحية التّاريخية على الأقل،

ولم يبدأ التّشكيك في مصداقية تلك الأمور بشكلٍ جديٍّ إلا في النّصف الأخير من القرن التّاسع عشر، بعد اكتشاف التراث الهائل للحضارات العراقية والمصرية القديمة بعيد فكّ رموز حجر رشيد أوائل نفس القرن، وبعد بدء عمليات التّنقيب الأثري على نطاقٍ شاملٍ في المناطق الشّرق أوسطية، والتي يُفترض أنها وقعت بها أحداث التّوراة، مما مكّن العلماء من إعادة رسم صورةٍ جديدةٍ لتاريخ المنطقة، والنّتيجة أنه لأول مرةٍ بدأ وضع الكتاب المقدس، ليس كمرجعٍ حاكمٍ لا يأتيه الباطل يُقيّم التّاريخ في إطاره، وإنما كمنتجٍ ثقافيٍّ يحتمل الخطأ والصّواب، يتم تقييمه هو في إطار التّاريخ.

و لأنّ التّاريخ بطبعه يناقش أحداثًا غيبيّةً وقعت في الماضي، وبالتّالي فهي غير مشهودةٍ، فهنا يعمل الباحث بشكلٍ يشبه طريقة عمل شرطة التّحري حين تواجه جريمةً من الجرائم وقعت ولم يشهدها أحد؛ حيث تبدأ بجمع الأدلة المتاحة، كثرت أو قلّت من بقايا أو بصمات أو آثار دماءٍ مثلًا، وقد تستمع إلى شهادات وأقوال كل من له صلةٌ بالواقعة، ومن ثم أخيرًا تشرع في رسم عدة سيناريوهات متصوّرة لما قد يكون قد حدث بالفعل، وفي النّهاية يتمّ قبول أكثر السّيناريوهات (أو النّظريات) منطقيةً وتماسكًا باعتباره الأقرب إلى حقيقة ما حدث فعلًا على أرض الواقع، مفصولًا عن الخرافات الشّعبية والبروباغاندا السّياسية والدّينية.

هكذا بدأ في الدّوائر البحثية الغربية إعادة النّظر في كتابة موسى للتوراة، فظهر ما يسمى بالنّظرية الوثائقية، والتي تنصّ على أنّ التّوراة كُتبت على فتراتٍ زمنيةٍ مختلفة، وبواسطة مجموعاتٍ متنوعةٍ من الكهنة والأحبار، وكذلك بدأ التّشكيك في مصداقية الأحداث الموصوفة في ثناياها، كدخول بني إسرائيل إلى مصر واستعبادهم فيها وخروجهم منها بقيادة موسى، ثم غزوهم لفلسطين بقيادة يوشع، فظهر الرّأي بأنها في مجملها أحداثٌ وهميةٌ صِيغت في فتراتٍ متأخرةٍ لخدمة أهدافٍ سياسيةٍ محليةٍ معيّنة، وامتد الشّك ليطال وجود الأنبياء الأوائل الذين يُسمُّونهم الآباء أو البطاركة، كإبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط، بل وضع احتمال أنها مجرد شخصياتٍ خرافيةٍ أسطوريةٍ شعبية، مثلها مثل الآلهة القديمة زيوس أو هرقل أو حورس أو كريشنا، إلخ…

ولم يختلف الحال مع مملكة داود وسليمان التّوراتية، والتي لم يجد الباحثون أيّ دليلٍ تاريخيٍّ أو أثريٍّ يُذكر يدلّ على وجودها خارج التّوراة، فتمّ اعتبارها مجرّد أسطورةٍ يهوديةٍ شعبيةٍ أخرى.

ولم يكن حظ المسيحية أفضل بكثير، فظهرت رؤًى بحثيةً متنوعةً تتراوح ما بين التّشكيك بوجود يسوع بالمطلق واعتباره شخصيةً أسطوريةً أخرى، وما بين الاعتراف بوجودٍ فعليٍّ واقعيٍّ لداعيةٍ يهوديٍّ عاش في ذلك الزّمن بالفعل، مع التّحفظ على كل ما ورد بشأنه في الأناجيل والتي –مثلها مثل التّوراة– لم تعد تُعتبر مراجع تاريخية يمكن الوثوق بها.

وتنوعت نظريات بحث الأديان تاريخيًا بين ما يمكن تسميته اتجاه تقليلي minimalism، والذي يميل إلى رفض التّسليم بالمرويات الدّينية وعدم قبول سوى الحقائق الصّلبة التي يوجد اتفاقٌ عليها أو تدلّ عليها الآثار، وما بين اتجاهٍ تكثيري maximalism، والذي لا يجد مانعًا في تصديق ما جاءت به المصادر الدّينية والتراثية، حتى وإن لم يكن هناك أدلةٌ صارمةٌ تدعمه، وشهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين طفراتٍ آثاريةٍ وبحثيةٍ جديدةٍ تبشر بإمكانية الجمع بين تلك الرّؤى المختلفة، في أُطُر أكثر تماسكًا، تمنحنا فرصةً أفضل لفهم ما حصل على الأرض، وكيف وصلت إلينا الأديان بالفعل.

الخلاصة أن شيوع المعتقد بين عددٍ كبيرٍ من النّاس، ولفتراتٍ طويلةٍ من الزّمن لا يجعله حقيقيًا، وأنّ مناهج البحثية الحديثة قد نجحت في قلب الكثير مما كان سائدًا ومتعارفًا عليه بين النّاس لقرونٍ طويلةٍ رأسًا على عقب.
ماذا عن الإسلام؟

في هذا السّياق النّقدي الاستشراقي الذي ابتدأ بشكلٍ منهجيٍّ منذ حوالي منتصف القرن التّاسع عشر، تعرّضت نصوص السّيرة ومعها الأحاديث المنسوبة للنبي محمد ونصوص التّاريخ المبكر للإسلام وخصوصًا في القرن الأول للهجرة، ومعهم الآليات الإسلامية المرافقة مثل سلاسل السّند وما يسمى بعلم الجرح والتّعديل، إلى نقدٍ منهجيٍّ منظمٍ بحيث تكشف معها من وجهة النّظر الاستشراقية على الأقل، بأننا لا نعرف في الحقيقة عن النّبي محمد إلا شذراتٍ بسيطةً جدًا، بحيث لا يمكننا معها تكوين أيّ تصورٍ واقعيٍّ عن حياته ولا عن أحداثها ولا عن تفاصيل دعوته، دع عنك إمكانية تكوين سيرةٍ كاملةٍ له كالتي نقرأها اليوم في مراجع إسلاميةٍ متعددة؛ فكما هو الحال تمامًا مع النّبي موسى والمسيح عيسى، من وجهة النّظر هذه فإنّ التّاريخ الذي ترويه التّوراة (أسفار موسى الخمسة) والأناجيل سواءٌ منها الأربعة المعترف بها من الكنيسة أو غير المعترف بها، هذه جميعها لا تروي تاريخًا حدث بالفعل ولكنها بالمقابل تروي لا شيء آخر سوى إلباس أفكارٍ دينيةٍ لبوس التّاريخ، يتمّ تشكيلها بواسطة قوة الأساطير الإبداعية وبشكلٍ غير واعٍ، ثم يتمّ تجسيدها من خلال شخصيةٍ تاريخية.

يقول المستشرق ديفيد شتراوس، وهو باحث في التراث التّوحيدي:

«وبالنّسبة لقلب الجزيرة العربية فإنّ الأدلة الأثرية والتّاريخية عن الفترة الجاهلية تكاد تكون معدومة، وهنالك بعض النّقوش والآثار القليلة التي اُكتشفت في مناطق متفرقة من أطراف الجزيرة العربية وبالدّرجة الأولى في اليمن وحضرموت وكذلك في حفريات نمارة. كما توجد إشاراتٌ عابرةٌ إلى عرب الأطراف الشّمالية وبادية الشّام في النّقوش الأشورية والبابلية والفارسية. وكذلك إشاراتٌ أخرى يغلب عليها الطّابع الأسطوري واللاتاريخي في التّوراة، ثم هناك بعض الفقرات المتفرقة في الكلاسيكيات اليونانية في التّاريخ والجغرافيا لأخيلوس وهيرودوتس وبطليموس، كما تعاني الفترة الانتقالية من الجاهلية وصدر الإسلام من افتقارٍ مماثلٍ في المصادر والأدلة التّاريخية والأثرية.»

«والواقع أنه لا يوجد أيّ دليلٍ تاريخيٍّ أو أثريٍّ ملموس على وجود الإسلام قبل فترة عبد الملك بن مروان، فأقدم المساجد والنّقوش والآثار النّقدية والإشارات المتفرقة في أوراق البردي تعود إلى تلك الفترة، وحتى القرآن لا يشذّ عن هذه القاعدة، وأول دليلٍ ثابتٍ على وجوده يعود إلى الرّبع الأخير من القرن الهجري الأول، أواخر القرن الميلادي السّابع». من مقدمة كتاب: مقدمة في التّاريخ الآخر، سليمان بشير.

من المؤكَّد أنّ البحث في تاريخ الإسلام لم يقطع أشواطًا طويلة، يمكن مقارنتها بما تمّ في تاريخ اليهودية والمسيحية، فمع وجود جهودٍ جيدةٍ قديمةٍ وحديثةٍ من مستشرقين وعرب، بدأت بالتّساؤل مثلًا عن مدى مصداقية الأحاديث النّبوية الواردة عن محمد، وامتدت في قليلٍ من الأحيان لتشمل التّشكيك في تاريخ الجاهلية وأدبها، على نحو ما رأينا مثلًا في أفكار المستشرق الانجليزي مرجليوث والأديب المصري طه حسين، إلا أنّه وحتى اليوم، يظلّ المعتقد السّائد بين المتخصصين –كما بين غيرهم– هو التّسليم ضمنًا بصحة مجمل ما وصلنا في كتب السّيرة سواءٌ عن زمن ما قبل الإسلام أو عن سيرة محمد ودعوته ذاتها.

بمعنًى آخر، فإنّ دراسة الإسلام تمرّ اليوم بما مرّت به دراسة التّاريخ اليهومسيحي منذ عقود، ولم تطلها المراجعة «الثّورية» بشكلٍ كافٍ حتى الآن، ولا نرى استثناءاتٍ لهذا سوى محاولاتٍ معدودة، لكنها متصاعدةٌ ومتناميةٌ لبعض الباحثين الذين صاروا يشككون في الثّوابت المعروفة للقصة الرّسمية التي وصلتنا عن نشأة هذا الدّين ويهدفون لإعادة رسم صورةٍ مختلفةٍ جديدةٍ للأحداث.

ولكن لو اتفقنا أنّ التّشكيك والرّفض ليس هدفًا بحدّ ذاته طبعًا، فهل هناك إذًا أسبابٌ تدعونا للريبة في الرّواية التّقليدية الإسلامية؟

بعيدًا عن الغياب شبه التّام لأيَّة آثارٍ جاهليةٍ تدعم ادّعاءات الرّواة وكتّاب السّير العباسيين بشأن تلك الحقبة، مثلًا، لم يتم العثور أبدًا على قصاصةٍ واحدةٍ من الشّعر الجاهلي المزعوم!، وبعيدًا كذلك عن الضّعف الواضح لمصادر السّيرة من النّاحية التّاريخية، فهي تمثّل أقاويل ظلت تتناقل شفهيًا لأكثر من قرنٍ من موت محمد (عام 632م)، ممّا يفتح الباب لكل تشويهٍ وتحريفٍ وزيادةٍ ونقصانٍ ونسيانٍ مرتبطٍ بالرّوايات الشّفهية،

ثم تولى ابن إسحاق (المتوفي عام 768م) جمعها تحت سلطة الخليفة العباسي، وفي إطار ظرفٍ معقدٍ ومتصارعٍ دينيًا وسياسيًا، في كتابٍ مليءٍ بالأساطير والخرافات والأخطاء التّاريخية، لم تصلنا منه إلا نسخةٌ منقحةٌ على يد آخر هو ابن هشام، الذي يفصله قرنين كاملين عن زمن محمد، بينما لم يصلنا أيّة مخطوطةٍ كاملةٍ مما كتبه ابن إسحاق، مع ملاحظة أن المصادر الأخرى للسيرة هي كتبٌ متأخرةٌ: المغازي للواقدي 822م، وكتاب طبقات إبن سعد 845م، وتاريخ الطّبري 922م، ومجموعة كتب الصّحاح للبخاري 870م،والتي كتبت لسببٍ ما في جيلٍ واحدٍ في القرن التّاسع، ومسلم 875م، وإبن داوود 888م، والتّرمذي 892م، والنّسائي 915م، وإبن ماجه 886م،

والغريب هنا أن الكتابات الأحدث تتضاعف فيها الرّوايات كمًّا وكيفًا عن الأقدم، أي كلما تأخر المصدر زمنًا، كلما ازدادت التّفاصيل التي يحكيها، وهو أمرٌ آخر يثير الشّكوك، أما أكثر المصادر قدمًا ومصداقيةً تاريخيةً، القرآن، فهو شحيحٌ جدًا في التّفاصيل يكاد يخلو مما يمكن الاعتماد عليه تاريخيًا.

ونقول: هناك أسبابٌ تدعو للرّيبة في القصة السّائدة، وهي أسبابٌ لها جوانبٌ متنوعةٌ وعديدة، ولا تختلف كثيرًا عن الأسباب التي دعت الباحثين للشك في رواية الكتاب المقدس للتاريخ.

من الجوانب المريبة على سبيل المثال لا الحصر، ما هو متعلقٌ بالآثار أيضًا: فنجد النّدرة المدهشة لأيّ أثرٍ يدلّ بوضوحٍ على وجود القرآن، أو وجود دينٍ يسمّى الإسلام، على مدى النّصف الأول من حكم الأمويين على الأقل: فأقدم آياتٍ قرآنيةٍ على الإطلاق نجدها في نقوش قبة الصّخرة، التي بناها الخليفة عبد الملك ابن مروان في القدس عام 691، وأقدم أجزاءٍ من مصحف نجدها في مخطوطات صنعاء، والتي يُقدّر بأنها تعود إلى زمن الوليد ابن عبد الملك،

كذلك أقدم نقوش أو عملات تحمل أيّ اعترافٍ بنبوة محمد أو شهادة التّوحيد، فهي تعود أيضًا إلى زمن صراع عبد الملك مع الزّبير حوالي عام 685، أما المنقوشات والعملات قبل ذلك الزّمن أي في العهد المفترض للخلفاء الرّاشدين ومعاوية، فهي لا تحوي سوى صورًا وعلاماتٍ يهوديةً ومسيحية، دون أي شيء يدل على أن أصحابها كانوا مسلمين! فجأةً في عهد عبد الملك اختفت الصّور والرّموز اليهومسيحية من العملات وظهر مكانها لأول مرة شهادة التّوحيد المألوفة.

أما المصادر غير العربية المعاصرة والقريبة من زمن محمد، سواء سريانية أو أرمينية أو قبطية أو نسطورية أو يهودية كتعاليم يعقوب، والحواليات المارونية وغيرها، ورغم إبهامها وانحيازها المتوقع، فهي لاتذكر في مجملها أكثر من ظهور نبيٍّ بين السّراسنة العرب، وتتحدث عن بضعة معاركٍ وغزواتٍ أمر بها أو قادها بنفسه، فيما عدا ذلك فالقليل الذي تذكره يعطينا صورةً مغايرةً كثيرًا للصورة المعروفة، إذ لا نجد أيّ شيءٍ يشير إلى ديانة العرب الفاتحين،

كما لا نجد ذكرًا لكلماتٍ مثل الإسلام أو المسلمين أو القرآن، وإنما ما نجده هو تسميةٌ للقوم بالـ «مهاغرايا»، والتي قد تفسر بأبناء هاجر وهم العرب أو ربما «المهاجرين»، ونجد حديثًا عن وجود تحالفٍ ما بين هؤلاء السّراسنة وبين اليهود، تحت شعار المطالبة باستعادة الأرض الابراهيمية المقدسة في فلسطين، ولاحقًا نجد أشياءً لا تقلّ غرابةً، مثل إشارةٍ إلى معاوية باعتباره أميرًا مسيحيًا حكم الشّام! هذا إلى جانب اختلافاتٍ أخرى عديدةٍ لا مجال للخوض فيها هنا.

ومن الجوانب المريبة أيضًا ما هو متعلقٌ بشخص نبي الإسلام نفسه، مثل إظهاره في السّيرة كشخصٍ مليءٍ بالمتناقضات، فهو تارةً داعيةٌ مسالمٌ حسن الخلق، يصبر على الاضطهاد من الكفار طوال ثلاثة عشر سنةً كاملة، ثم هو يتحوّل فجأةً إلى زعيمٍ قبليٍّ براجماتيٍّ دمويٍّ مزواج، وتارةً ذكيٌّ متزن، وتارةً أخرى يبدو حادّ الطّبع أقرب إلى الجنون، بحيث يبدو الأمر أحيانًا وكأننا نتحدث عن شخصين مختلفين، أو حتى عدة شخصيات.

كذلك أحداث سيرته ذاتها لا تقلّ غموضًا، فهي تارةً تبدو شديدة الصّدق والواقعية، وتارةً تبدو كملحمة انتصارٍ خارقةٍ تحتوي كل العناصر اللامعقولة والمتكررة التي نجدها في ملاحم الأبطال الأسطوريين أو نصف الأسطوريين: كالنّداء إلى المغامرة –التّردد في الإستجابة – التّدخل السّماوي – المعاناة – الهجرة – المعارك والمواجهات – الإنتصار – العودة إلى نقطة البداية[5]، هذا مع ملاحظة التّشابهات الملفتة جدًا بين سيرة محمد وسيرة العديد من الشّخصيات الدّينية الأقدم، مثل النّبي الفارسي ماني وموسى، وحتى هرقل البيزنطي وغيرهم..

مع عدم إغفال ربط هذا مع تشابه ديانة الإسلام نفسها مع ديانات المانوية واليهودية والسّامرية والصّابئة، وهناك أيضًا التّشابه مع سيرٍ إسلاميةٍ لاحقةٍ كسيرة محمد بن علي بن أبي طالب، والملقب بـمحمد بن الحنفية، ولو تذكّرنا أنّ السّيرتين كُتبتا متأخرتين، فمن الصّعب تصوّر أيّهما أُخذ عن الآخر.

إضافةً إلى بعض الجوانب المريبة المتعلقة بالقرآن نفسه، مثل مسألة تشابه بعض أبيات الشّعر الجاهلي مع آيات قرآنية، وخاصةً الشّعر المنسوب للأحناف حيث يصل الأمر أحيانًا إلى التّطابق في الكلمات وفي الأفكار، كشبه قول امرؤ القيس:

«دنت السّاعة وانشق القمر»

مع قول القرآن: «اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ» (القمر:1).

وكقول أمية بن أبي الصّلت:

إلــه العـالمـين وكـلِّ أرضٍ ورب الرّاسيات من الجبـال

بناها وابتنى سبعًا شدادًا بـلا عَمدٍ يريــن ولا حبــال

وتشابهه مع قول القرآن:

«وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ» (لقمان:10)

«وَبَنَيْنَا فَوْقَكمُ سَبْعًا شِدَادًا» (النبأ:12)

«خَلَقَ السّمَاوَاتِ بِغَيْرِعَمَدٍ تَرَوْنَهَا» (لقمان:10)

وغيرها الكثير مما يصعب تصوّر أيّهما سبق الآخر زمنيًا في الحقيقة، وأيضًا مثل مسألة وجود كلماتٍ دخيلةٍ كثيرةٍ في ثنايا المصحف، منها ما ينتمي إلى لهجاتٍ عربيةٍ غير قرشيةٍ ومنها ما ينتمي إلى لغاتٍ أجنبيةٍ كلغة الفرس والرّوم والنّبط والحبشة والبربر والسّريانية والعبرية والقبطية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، كلماتٌ مثل رحمن ونبي ومدينة وذكر وسبّح وفرقان وقسط وجزية وأباريق وطور وسريا وطاغوت وماعون ومنافق وسورة وكتاب ومثاني ومصحف وغيرها الكثير، هي كلماتٌ يمكن إرجاعها إلى أصلٍ آرامي–سرياني، وبعضها مستخدمٌ في العبرية والفارسية والرّومية والحبشية، بل حتى كلمة «قرآن» ذاتها هي مشتقةٌ من كلمة قِريانا qeryana السّريانية التي كان يستخدمها المسيحيون واليهود قبل الإسلام، للإشارة إلى الكتاب المقدس المقروء، حتى ذكر البعض أنّ القرآن أُخذ عن خمسين لهجةٍ ولغة![6]بل ونجد رواياتٍ عديدةً تقول بأنّ الصّحابة أنفسهم –كأبي بكر وعمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس– استعصى عليهم فهم الكثير من كلمات القرآن! وأيضًا ممّا يريب هو طريقة جمع المصحف ذاته، وتضارب الرّوايات التي تتعلق بجمعه مع الحديث عن آياتٍ وسور ضائعة، ووجود عدة مصاحف متنافسةٍ في زمن الصّحابة.

أيضًا هناك جوانب تثير الرّيبة تتعلق بمدينة مكّة ذاتها، مثل ماضيها الغامض وعدم وجود أيّ ذكرٍ تاريخيٍّ قديمٍ لها، مما يناقض تمامًا ما ذُكر في أقوال الإخباريين ورواة التراث عن أهميتها المزعومة قبل الإسلام وصولًا إلى زمن آدم ونوح وإبراهيم، بل ومثل أنّ قبلات المساجد الأولى في زمن الإسلام لم تكن مُوجّهة لها، بل تمّ تحويلها لاحقًا، ومثل شواهد عديدةً ومتنوعةً توحي بنقل مسرح نشأة الإسلام بالكامل إلى مكانٍ آخر.

هذه الجوانب التي أوردناها هي مجرّد أمثلةٍ وإشاراتٍ مختصرة، فالمريب والمتناقض في المصادر والنّصوص الإسلامية كثير، ولعلّ معظمه لايزال بحاجةٍ إلى المزيد من الدّراسة من المتخصصين، أما ما سنتناوله هنا فهو الجانب الوارد في الفقرة الأخيرة والمتعلق بمكّة.
المدينة الشّبح

«من الممكن القول إننا لا نعرف عن تاريخ مكّة في فترة ما قبل الإسلام إلا من خلال ما ربطته الرّواية بها من العقيدة الإسلامية» – من كتاب: مقدمة في التّاريخ الآخر، سليمان بشير.

مع معرفتنا بأن مدوّني أقدم سيرةٍ للنبي كانوا يكتبون بعد نحو قرنين من زمن وفاته، ترى إلى أيّ مدى يمكننا قبول فرضيتهم القائلة بأنّ مكّة القرن السّابع كانت بالأساس مكانًا على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية والثّراء: أم القرى؟

من المقبول عقلًا القول بأنها كانت مركزًا للحج، للوثنيين المحليين، ولكن القول بأنها كانت دبي زمانها مركزًا تجاريًا عالميًا مزدهرًا في قلب الصّحراء، هو حتمًا ليس كذلك.

أيّ حافزٍ قد يدفع باحثًا عن الأرباح كي يضع نفسه في قريةٍ قاحلةٍ على بعد مئات الأميال من أقرب بوتقةٍ استهلاكية؟ حتى قوافل الجمال القليلة التي استمرت آنذاك في التّنقل شمالًا منطلقة من حِمْيَر، متجهةً نحو سوقٍ رومانيٍّ كان قد فقد شهيته نحو البخور منذ زمنٍ طويلٍ، كانت تذهب في طريقٍ لا يمرّ بمكّة بحال.

وفي كتابات المدوّنين المعاصرين لمحمد، سواءً أكانوا سياسيين أو جغرافيين أو مؤرخين، يواجهنا ذِكر مكّة بالصّمت الصّادم، حتى في القرآن نجد ذكرها مرةً واحدةً فقط:

«وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّة» (الفتح:24).

وهي إشارةٌ قد تكون لقريةٍ كما قد تكون لمدينة. وباستثناء ذلك ففي الكم الهائل من الأدب القديم لا يوجد ذِكرٌ واحدٌ لمكّة.

فقط في عام 741، بعد أكثر من مئة سنة من موت النّبي، يظهر اسم مكّة أخيرًا على صفحات نصٍّ أجنبي، ونجد أنّ المؤلف يضع موقعها في العراق (بين مدينتي أور وحرّان).

«من الواضح إذًا أنه مهما كانت مكّة في بدايات القرن السّابع، فإنها لم تكن مدينةً تجاريةً مزدهرةً بحال» – من كتاب: تحت ظل السّيف، للمؤرخ توم هولاند، ص 303.

«يبدو جليًا أنه لو كان المكيّين وسطاء في تجارةٍ طويلة المسافة، من النّوع الذي وصف في الأدب الإسلامي، لكان هناك ذِكرٌ لذلك في كتابات زبائنهم، الذين كتبوا باستفاضةٍ عن العرب الجنوبيين الذين كانوا يمدّونهم بالعطريات، بالرّغم من الاهتمام الكبير الذي أُولي إلى العرب، فإنه ليس هناك أيّ ذكرٍ على الإطلاق لقريشٍ (قبيلة محمد نبيّ الإسلام) ومركزهم التّجاري مكّة، سواءٌ في الكتابات اليونانية أو اللاتينية أو السّريانية أو الآرامية أو القبطية، أو أيّة لغاتٍ أخرى كانت تستخدم خارج شبه الجزيرة العربية»– من كتاب: التّجارة المكية وصعود الإسلام Meccan Trade and the Rise of Islam، لباحثة التّاريخ الإسلامي باتريشيا كرون.

تاريخيًا، فالقرآن لا يخبرنا الكثير: لا نجد فيه ذكرًا واضحًا لمكان ولادة محمد، أو حياته، أو هجرته، أو نسبه، وهناك ذكرٌ واحدٌ غير واضحٍ لكلمة مكّة وذكرٌ آخر لبكّة مقرونةً بـأول بيتٍ وضع للناس، والتراث يقرن بين مكّة وبكة، فيقول أنّ هذه هي تلك بتنويعاتٍ مختلفة، وهناك كذلك إشارةٌ واحدةٌ مبهمةٌ لقريش وعلاقتها ببيتٍ مقدسٍ ما، وفي مواضع أخرى يتحدث عن الحرم وطقوس الحج. (سنتطرّق أكثر إلى بكة وإلى المزيد من الإشارات القرآنية فيما بعد).
ماذا عن نصوص التّاريخ؟

مع تفحّص المدوّنات القديمة غير الإسلامية، نفاجأ بأنّ مكّة ليس لها أيّ ذكرٍ واضحٍ أيضًا في التّاريخ، سواءٌ في الزّمن القديم المقارب لابراهيم والأنبياء، أو في الزّمن السّابق على الإسلام مباشرة.

في كتاب للباحث د. رأفت عماري بعنوان: الإسلام: في ضوء التّاريخ Islam: In Light of History، يرصد في بعض فصوله الحضارات المختلفة في المنطقة منذ القدم، ويتتبع التراث الأشوري، والبابلي، والفارسي، واليوناني، والعربي محاولًا البحث عن أي ّذكرٍ لمكّة في نصوص تلك الحضارات، دون أن يجد لها أثرًا بالمرة.

يلاحظ الكاتب مبدئيًا الغنى الكبير للآثار والموجودات المتبقية في الجزيرة العربية، منقوشاتٍ ومنازل ومعابد ونُصب وسجلات تجارية وألواح وأطلال مدن وأواني فخارية وخزفية، مما يعود الفضل فيه إلى المناخ الجاف والصّحراوي الذي يساهم في الحفاظ على الآثار ويمنعها من الانهيار والتّحلل، بحيث أن علماء الآثار اليوم نجحوا في رسم صورةٍ شبه كاملةٍ لتاريخ تلك المنطقة أحداثها وملوكها وحروبها وأنماط حياتها وأسماء آلهتها، وهذا يردّ على كل من يحاول تبرير غياب مدينةٍ بالحجم والثّقل المفترضين لمكّة بالقول أنّ غياب الدّليل لا يعني دليل الغياب، بل لو كانت مكّة موجودةً لتوقّعنا حتمًا أن يكون لها أيّ أثرٍ أو ذِكرٍ ما.

يبدأ الكاتب بسرد المدوّنات التّاريخية لمنطقة شمال غرب الجزيرة العربية منذ القرن التّاسع قبل الميلاد، منها مدنٌ كقيدار وديدان وتيماء، وقبائل وحضاراتٍ كثمود ولحيان والأنباط، والموثقة جيدًا، سواءٌ من خلال ما وُجد في تلك المناطق ذاتها من آثار، أو من خلال حديث الحضارات المجاورة (كالآشورية والبابلية) عنها، مع التّأكيد على الغياب الكامل لأيّ ذكرٍ لمكّة.

بعدها ينتقل إلى الحضارات الواقعة جنوب الجزيرة العربية، والتي تملك تراثًا آثاريًا أغنى حتى من سابقتها، يعود إلى القرن الرّابع عشر قبل الميلاد، ويتحدث عن مملكة هَرَم اليمنية، وعن ملوك مَعِن، ومملكة قَطبان، وحضارتَي سَبَأ وحِمْيَر، وكلها لديها سجلٌ مزدحمٌ بالآثار، ولكن أيضًا لا أثر لحديثٍ عن مدينةٍ تسمّى مكّة.

ثم يأتي دور شرق شبه الجزيرة، حيث نجد مملكة كِنْدَة، والتي لها مثل سابقاتها تاريخٌ معروف، كما يردّ الحديث عنها في السّجلات السّبأية، وفي أقصى شرق الجزيرة نجد تاريخًا معروفًا لحضاراتٍ عريقةٍ مثل دلمون التي تقع في دولة البحرين الحالية، والتي نعلم عنها الكثير وتذكرها المدوّنات السّومرية والأكادية منذ الألفية الرّابعة قبل الميلاد، ومَجَان وهي عُمان الحالية التي تملك تاريخًا موثقًا أيضًا، يمتدّ حتى الألفية الثّالثّة قبل الميلاد.

بعدها ينتقل إلى غياب ذكر مكّة من سجلات الحضارات العربية التي استعمرت المنطقة، فيبدأ من توسع حضارة المعنيين شمالًا واحتلال اللحيانيين للمنطقة، وعدم ذكرهم لمكّة، ثم يتحدث عن بسط الأنباط سيطرتهم على طريق التّجارة من شمال الجزيرة إلى جنوبها لقرونٍ قبل وبعد الميلاد، متضمنٌ صحراء غرب وسط الجزيرة العربية، والتي تحتوي مكّة، وعدم ذكرهم لها أيضًا رغم تسجيلهم لمدنٍ وقرًى صغيرةٍ لا أهمية لها.

كذلك أهل كِنْدَة سيطروا على غرب الجزيرة العربية، ودراسة منقوشاتهم لا تُرينا أيّ وجودٍ لمكّة في القرن الثّاني والثّالثّ بعد الميلاد.

ونرى ذات المسألة عند الحِمْيَريين الذين استعمروا المنطقة التي توجد بها مكّة اليوم ورغم كثرة منقوشاتهم فلا يوجد للمدينة ثمّة ذكر.

ولا يختلف الأمر فيما يخصّ الحضارات الكبرى غير العربية التي قامت بغزو المنطقة، كالآشوريين والبابليين والفرس والرّومان، وهي كلها حضاراتٌ قامت باحتلال شمال وغرب وسط الجزيرة العربية، فيتناولها الكاتب ببعض التّفصيل ليخلُص إلى أنه لم تقم إحداها بالحديث عن أيّ وجودٍ لمكّة في جميع السّجلات والنّقوشات والمخطوطات التي تركتها.

وفي فصلٍ آخر من الكتاب يتناول المؤلف بالتّفصيل الكتابات القديمة للمؤرخين والجفرافيين الكلاسيكيين، وعلى الأخصّ اليونانيين والرّومان، منذ القرن الخامس قبل الميلاد وصولًا إلى الثّالثّ بعد الميلاد، حيث جمعوا معلوماتٍ مُكثّفةً ومُوثّقةً عن شبه الجزيرة العربية، ومنهم من زارها بل ورسم لها الخرائط، ذاكرًا مدنها وقراها ومعابدها وجبالها بكل اهتمامٍ ودقة، ومع ذلك فتلك الكتابات –مرةً أخرى– تخلو من أيّ ذكرٍ لمكّة.

يبدأ من هيرودوت، الذي تجوّل في كثيرٍ من أنحاء العالم القديم، وزار الجزيرة العربية في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، وكتب عن جغرافيتها ومدنها، لكنه لم يذكر مكّة، ثم ينتقل إلى القرن الرّابع قبل الميلاد، حيث أرسل الاسكندر الكبير جغرافييّن إلى الجزيرة العربية، ليجمعوا له معلوماتٍ عنها تمهيدًا لغزوها، ومع ذكر هؤلاء لتفاصيل مهمةٍ بشأن ساحل البحر الأحمر والمناطق المحيطة به، إلا أنهم أيضًا لم يذكروا شيئًا عن مكّة.

بعدها يسير المؤلف مع كُتّاب آخرين، جغرافييّن ومؤرخين، يونانيين ورومان، كثيوفراستوس الذي كتب في القرن الرّابع ق.م عن تجارة السّبأيين البرية والبحرية وإراتوسثينيس، الذي قاس طول ساحل البحر الأحمر، وأجرى مسحًا شاملا ًعن الطّرق البحرية والبرية التي تربط جنوب الجزيرة بخليج العقبة شمالًا، ووصف كل الشّعوب والمراكز في المنطقة في أواخر القرن الثّالثّ ق.م،

وأغاثاركايدس السّكندري، أهمّ مؤرخٍ وجغرافيٍّ في زمانه، والذي كان قريبًا من القصر البطلمي الحاكم، مما مكّنه من وضع يديه على أرشيفٍ كاملٍ من البعثات الاستكشافية في القرن الثّالثّ والثّاني ق.م، بالإضافة إلى التّعامل شخصيًا مع «شهود عيان»، من سفراء وتجار ومكتشفين زاروا بأنفسهم المنطقة المحيطة بالبحر الأحمر، وقام بوصف تفصيلي ودقيق للقبائل والمعابد وطرق التّجارة والظّواهر الطّبيعية في تلك المنطقة، وأرتيميدوروس، المؤرخ والجغرافي اليوناني، الذي كتب أحد عشر مجلدًا في الجغرافيا في القرن الثّاني ق.م، جامعًا معلومات سابقيه ومضيفًا عليها، وواصفًا أيضًا ساحل البحر الأحمر وما حوله ثم هناك المؤرخ والجغرافي الرّوماني سترابو، والذي رافق الحملة العسكرية الرّومانية على جزيرة العرب، بالتّعاون مع الأنباط، في القرن الأول قبل الميلاد وقام كشاهد عيانٍ بتسجيل كلِّ قريةٍ ومدينةٍ في المنطقة التي تحركت فيها الحملة على ساحل البحر الأحمر من شماله حتى جنوبه،

بعدها يأتي مسح بليني، الفيلسوف والعسكري والمؤرخ الرّوماني، والذي كتب موسوعته الضّخمة: «التّاريخ الطّبيعي» في القرن الأول بعد الميلاد، متحدثًا في بعض أجزائها عن جزيرة العرب، من شمالها إلى شرقها إلى جنوبها إلى غربها، ذاكرًا أكثر من تسعين إسمًا لشعبٍ وقبيلةٍ عربية، وفي جميع تلك الكتابات لا ذكر لمكّة ولا جرهم ولا قريش.

وتستمر الظّاهرة في المصادر القديمة الأثيوبية، والسّريانية، والآرامية، والقبطية: لا حرف عن مكّة.

وحين نقارن هذا الحال بأيّ مدينةٍ أخرى مثل القدس، والمذكورة بوفرةٍ في المصادر التّاريخية القديمة كرسائل تلّ العمارنة المصرية وغيرها، أو حتى كمدينة يثرب التي نجد اسمها عدة مراتٍ في المدوّنات الرّافدية واليونانية واليمنية منذ القرن السّادس قبل الميلاد، هنا يتضح لنا حجم المعضلة، بل اللغز.

أخيرًا نشير إلى ما قد يُرى كذكرٍ استثنائيٍّ لمكّة في كتاباتٍ كلاسيكية، وهو حديث الجغرافي بطليموس السّكندري في كتاباته في القرن الثّاني بعد الميلاد، عن مدينةٍ تسمى موكا وأخرى تسمّى ماكورابا، حيث يرى البعض أنّ هذه أو ربما تلك قد تكون هي مكّة التي نعرفها، غير أنّ تتبّع إحداثيات المكانين من كتابات بطليموس، يُرينا أنّ موكا تقع شمال الجزيرة العربية قرب البتراء في الأردن، بينما ماكورابا تقع في شرق جنوب الجزيرة العربية ناحية عُمان، ويحتمل أن نقرنها بميناء موكوربا الذي ذكره بليني أيضًا.

النّتيجة إذًا أنه ليس هناك ما يثبت وجود مكّة قديمًا، فضلًا عمّا يُثبت أهميتها التّجارية أو الدّينية أو السّياسية، ونفس الشّيء ينطبق على ما قبل الإسلام مباشرةً، حيث يستبعد الكثيرون وجود ذلك النّشاط التّجاري البري بين الشّمال والجنوب العربي، في ذلك الوقت كما رأينا في إشارات باتريشيا كرون وتوم هولاند وغيرهما.

ختامًا، لو ألقينا نظرةً على صفحة ويكيبيديا على الإنترنت تحت عنوان: المدن الأثرية في السّعودية Ancient Towns in Saudi Arabia، فسنجد الحدث عن المناطق ذات السّجل الأثري المعتبر: قرية الفاو، وادي الأخدود، مدائن صالح، دومة الجندل، وغيرها، بينما لا نجد إسم مكّة، ذلك لأنها لا تملك سجلًا أثريًا يُذكر.

هذا عن المدينة، فماذا عن كعبتها المقدسة؟
كعبة أم كعبات؟

«كان للعرب كعباتٍ عديدةًّ أخرى تحج إليها في مواسم معينة وغير معينة، تعتر (تذبح) عندها، وتقدّم لها النّذور والهدايا، وتطوف بها، ثم ترحل عنها بعد أن تكون قد قامت بجميع المناسك الدّينية المطلوبة، وقد اُشتهر من بيوت الآلهة أو الكعبات ما وجدنا ذكره عند الهمداني: بيت اللات، وكعبة نجران، وكعبة شداد الأيادي، وكعبة غطفان، وما ذكره الزّبيدي: بيت ذي الخلصة المعروف بالكعبة اليمانية، وما جاء عند ابن الكلبي: بيت ثقيف، إضافةً إلى ما أحصاه جواد علي: كعبة ذي الشّري وكعبة ذي غابة الملقب بالقدس، ومحجّاتٍ أخرى لآلهة مثل: اللات، وديان، وصالح، ورضا، ورحيم، وكعبة مكّة، وبيت العزي قرب عرفات، وبيت مناة، هذا مع ما جاء في قول الأستاذ العقاد عن البيوت التي تُعرف ببيوت الله أو البيوت الحرام، ويقصدها الحجيج في مواسمٍ معلومةٍ تشترك فيها القبائل،

وكان منها في الجزيرة العربية عدة بيوتٍ مشهورة، وهي: بيت الأقيصر، وبيت ذي الخلصة، وبيت رضاء، وبيت نجران، وبيت مكّة، وكان بيت الأقيصر في مشارف مقصد القبائل؛ من قضاعة ولخم وجذام وعاملة، يحجّون إليه ويحلقون رؤوسهم عنده.» – من كتاب: في طريق الميثولوجيا عند العرب، للباحث محمود سليم حوت.

تاريخيًا، تمّت إعادة بناء كعبة مكّة الحالية عام 1630، على يد السّلطان العثماني مراد الرّابع، بعد أن كانت قد تصدّعت،أما البناء الأقدم فتحكي لنا المصادر الإسلامية أنه قد تهدّم وأعيد بناؤه مرتين متتاليتين في العصر الأموي: مرة في عام 683 م في أثناء حصار مكّة الأول، من قِبَل جيش يزيد بن معاوية، لحاكم الحجاز آنذاك عبد الله بن الزّبير المتحصّن بالحرم حيث شبّ حريقٌ في الكعبة لأسبابٍ غامضةٍ اختُلف في إلقاء الذّنب فيها على جيش يزيد أو على الزّبير نفسه،

وبعد فشل الحصار وانسحاب الجيش الأموي بسبب وفاة الخليفة يزيد في دمشق، وهدّ الزّبير ما تبقّى من الكعبة، وأعاد بناءها مرةً أخرى على قواعد إبراهيم، مغيّرًا فيها بعض الأمور حسب ما تخبرنا الرّوايات.

وبعد تولّي عبد الملك بن مروان للخلافة، أراد التّخلص من ابن الزّبير، فقام بتوجيه حملةٍ عسكريةٍ أخرى إلى مكّة بقيادة الحجّاج بن يوسف الثّقفي، والذي وصل هناك وحاصرها ثانيةً عام 692 مكررًا سيناريو القذف بالمنجنيق حتى هدمها مرةً أخرى، وبعد انتصار الأمويين ومقتل ابن الزّبير، يُقال أنّ الحجاج قد أعاد بناء الكعبة مرةً أخرى على أسس قريش، معيدًا الوضع إلى ما كان قبل تغييرات ابن الزّبير.

أما قبل الإسلام، فتحدثنا المصادر الإسلامية عن بناء قريش للكعبة زمن الجاهلية، في شباب محمد وقُبيل دعوته، حيث كانت تهدّمت بسبب حريقٍ عفويٍّ شبّ بها، ثم قبل هذا الزّمن لا نجد سوى السّرد القصصي الغامض، الذي ينسب بناء الكعبة إلى ابراهيم وآدم والملائكة… إلخ.

بشأن تاريخ الجاهلية فلدينا مصادرٌ قديمةٌ عديدةٌ غير عربية، تتحدّث عن وجود بيوتٍ مقدَّسةٍ دينيًا لدى عرب شبه الجزيرة قبل الإسلام، وأحيانًا يكون الحديث عن بيتٍ واحدٍ مميز، لكنّ مكانه لا يُذكر بدقة، على الجانب الآخر تذكر لنا مصادر التراث الإسلامي أسماء بضعٍ وعشرين كعبةً على الأقل، منتشرةً بين الأردن واليمن، تحجّ إليها مجموعاتٌ من العرب وهو ما تؤكّده لنا الآثار، حيث أنّ بعضًا من تلك الأبنية المقدسة مازال قائمًا بالفعل إلى يومنا هذا.

لكن الملاحظ أيضًا أنّ معظم تلك المصادر الإسلامية المكتوبة في العصر العباسي، تُلحّ على أنّ بيت مكّة كان يحظى بأهميةٍ وقداسةٍ مميزةٍ عن سائر البيوت العربية، وهو ما لا أثر له في التّاريخ كما قلنا.
حملة أبرهة التي لم تحدث

«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ۞ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ۞ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ۞ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ۞ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ۞» (الفيل).

أبابيل: جماعات متتابعة، سِجِّيل: الطّين المتحجر، عَصفٍ: ورق الزّرع.

«32– لذلك هكذا قال الرّب عن ملك آشور: لا يدخل هذه المدينة ولا يرمي هناك سهمًا ولا يتقدّم عليها بترسٍ ولا يقيم عليها مترسة.

33– في الطّريق الذي جاء فيه يرجع، وإلى هذه المدينة لا يدخل، يقول الرّب.

34– وأحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي.

35– وكان في تلك الليلة أنَّ ملاك الرّب خرج وضرب من جيش آشور مئة ألف وخمسة وثمانين ألفًا، ولما بكّروا صباحًا إذا هم جميعًا جثثٌ ميتة.» (سفر الملوك الثّاني 19: 32–35)، متحدثًا عن حصار الآشوريين للقدس وكيف أنقذ الرّب المدينة المقدسة.

يُنقل عن ابن إسحاق أن أبرهة الأشرم حاكم اليمن التّابع للنجاشي ملك الحبشة (أثيوبيا) بنى كنيسةً في صنعاء وسمّاها القُلَّيس، وأراد أن يجتذب الحجيج العرب إليها منافسًا بذلك كعبة مكّة، فجاء رجلٌ من العرب فقعد فيها (أي قضى حاجته)، مما أثار غضب أبرهة وقرّر أن يهدم الكعبة فخرج بجيشه مُحضرًا الأفيال مع كبيرهم الذي اسمه محمود، فأرسل الله على أبرهة طيرًا ترميه بحجارةٍ من مناقيرها، حتى هلك هو وجيشه وأفياله، ويُفترض أنّ الواقعة حدثت في عام ميلاد محمد على أشهر الأقوال وهو ما سُمّي بعام الفيل.

بغضِّ النَّظر عن الملامح الأسطورية الواضحة للقصة، وبغضّ النّظر عن أنّ السّورة القرآنية تخلو من أيّ تفاصيل تربط هؤلاء القوم الغامضين المسمّون «أصحاب الفيل» بالكعبة أو بمكّة أو بالحبشة بأيّ شكل، مما يفتح المجال واسعًا لتخمين ما المقصود منها بالتّحديد إلّا أننا نسجّل عدة نقاطٍ عامة:

1– الحادثة –كما يُتوقع– غير مذكورةٍ بالمرة في أيّ مرجعٍ معاصرٍ أو لاحق يدعم ما ادّعاه ابن إسحاق، والذي ظلّ الجميع ينقلون عنه حتى صارت القصة من المسلّمات، مع ملاحظة أنّ غياب مصادر أخرى يعني أننا نتحدث عن حملةٍ عسكريةٍ كاملةٍ تمّ إهلاكها في الصّحراء، دون أن نجد أيّ مصدرٍ تاريخيٍّ يتحدث عن الأمر!

2– قلنا أنّ مكّة ذاتها غير مذكورةٍ في أيّ تاريخٍ غير عربي، وتاريخ الحبشة ليس استثناءً: الملك المسيحي أبرهة الذي حكم بالفعل أجزاءً من اليمن والحجاز منتصف القرن السّادس، لم يُذكر عنه أنه ذهب إلى موضع مكّة، ولا يوجد حتى ما يثبت أنه كان على علمٍ بمدينةٍ بذلك الإسم.

ونشير هنا إلى أحد الكتابات المنسوبة لأبرهة، اكتشفها آثاريون فرنسيون عام 1951، وتتحدث عن الحملات العسكرية التي قام بها الرّجلفي جنوب الحجاز.

النّقش معروفٌ باسم «نقش بئر المريغان» تحت الرّمز RY 506 وهو آخر نصٍّ معروفٍ لأبرهة، حيث يعود إلى العام 552 للميلاد، ونصه مُترجمًا هو كالتّالي:

«بقوّة الرّحمن ومسيحه الملك أبرهة زيبمان ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وقبائلهم (في) الجبال والسّواحل، سطر هذا النّقش عندما غزا [قبيلة] معد [في[ غزوة الرّبيع في شهر ذو الثّابة (أبريل) عندما ثاروا كل [قبائل] بنى عامر، وعيّن الملك [القائد] أبا جبر مع [قبيلة] علي [علا؟ علي؟] [والقائد] بشر بن حصن مع [قبيلة] سعد [وقبيلة] مراد، وحضروا أمام الجيش ـ ضد بنى عامر ]وقد وجّهت] كندة وعلي في وادي ذو مرخ، ومراد وسعد في واد على طريق تربن وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة وحارب الملك في حلبن واقترب كظل معد (وأخذ) أسرى وبعد ذلك فوّضوا [قبيلة معد] عمرو بن المنذر [في الصّلح] فضمنهم ابنه (عروة) (عن أبرهة) [فعيّنه حاكمًا على] معد ورجع (أبرهة) من حلبن بقوة الرّحمن في شهر ذو علان في السّنة الثّانية والسّتين وستمائة [552 ميلادي]».[7]

ومن النّقوش يتبيّن لنا أولًا أنّ أبرهة لم يذهب إلى آخر الطّريق وإنما توقّف في مرحلةٍ ما، وقام بتوجيه الحملات، وثانيًا أنه لم يصل إلى موضع مكّة بل قد يكون أقرب مكانٍ وصلوا إليه هو وادي تربن الذي يقع بعيدًا عن مكّة نحو 190 كيلومتر، مع ملاحظة أنه لم يصل حتى إلى تربن وإنما إلى مكان على طريق تربن، وثالثّا يتبيّن لنا أنّ أبرهة قد عاد منتصرًا من حملاته، ولم يهلك، وبالطّبع لا يوجد أيّ ذكرٍ لأفيال أو طيور تلقي بحجارةٍ من مناقيرها.

3– أبرهة (على الأرجح في رأي كثيرٍ من المؤرخين) مات عام 553 أو نحو ذلك، أي قبل عام الفيل المزعوم بكثير. [8] [9]

4– القصة مليئةٌ بالصّعوبات المنطقية التي تجعلها مستحيلة الحدوث: فالأفيال أولًا تحتاج إلى كمياتٍ هائلةٍ من الماء والطّعام، كما أنها بطيئة الحركة ولا تتحمّل السّير في الصّحراء لمسافاتٍ كبيرة، مما يجعلها اختيارًا غير عمليٍّ بالمرة في تلك البيئة وتلك الظّروف، ولا يُتوقع أن قائدًا عسكريًا سيكلّف نفسه باستيراد تلك الكائنات الثّقيلة والمرهقة من أفريقيا، كي يغزو بها وسط الجزيرة العربية وفوق هذا فالفيل الأفريقي يختلف عن الآسيوي في أنّ حجمه أضخم وطبيعته أشرس وأعصى على التّرويض، ولذلك لا يُستخدم في الحروب أصلًا [10]، علمًا بأنّ الشّعب الوحيد الذي كان يستخدم الفيل في الحروب في ذلك الزّمن هم الفرس.

5– يلاحظ محمد النّجار في مقالتّه: قراءة في بعض السّيرة النّبويّة، وجود رواياتٍ أخرى مختلفةٍ للواقعة، غير رواية ابن إسحاق، فيذكر مثلًا رواية مقاتل بن سليمان صاحب أقدم تفسيرٍ للقرآن، الذي يذكر أن بطلَّ القصة ليس أبرهة وإنما ابنه! كما يحكي أنّ الجيش انسحب في هذا العام؛ وعاد في حملةٍ أخرى بعد سنتين، ويشير النّجار أيضًا إلى أقدم كتابٍ في الحديث، وهو: مصنّف بن عبد الرّزاق، الذي ينقل عن الزّهري أنّ القصة لم تحدث عام ولادة محمد؛ وإنما قبل ذلك بعقود وهو ما تدعمه رواياتٌ أخرى في المصادر الإسلامية. ويرى الكاتب أن هذا الخلط يدلُّ على أنّ القصّة لم تأخذ صورتها النّهائيّة التي نعرفها اليوم.

إذّا، فالخلاصة كما يبدو لنا أنّ القصة مختلقة، حيث تحوي جميع ملامح الأساطير القديمة التي صِيغت بشكلٍ هوليوودي مشوقٍ تم بلورتها في العصر العباسي أو قبل ذلك بقليل، والهدف الأساسي الواضح منها هو إعلاء شأن مكّة على سائر المدن العربية ورفع مكانة كعبتها على سائر الكعبات العربية، والتّأكيد على كونها علامةً مقدسة، يتدخل الله شخصيًا للدفاع عنها حتى وهي مليئةٌ بالأصنام!
الهدف من اختراع تاريخٍ عريقٍ لمكّة

لو تذكرنا مثال أساطير تأسيس روما التي سادت في زمانها، مع محاولات خلق أمجادٍ ماضيةٍ لها عن طريق القصص الرّوايات في زمنٍ كانت العظمة فيه تقاس بالعراقة والقدم؛ وهو ما حدث أيضًا مع القسطنطينية والقدس وغيرهم من المدن، فسيمكننا الاستنتاج إذًا من خلال ما استعرضناه أنه في مرحلةٍ ما؛ تمّ اختلاق تاريخٍ قديمٍ مجيدٍ لمكّة من قِبَل الرّواة ومدوّني السّيرة والتّاريخ الإسلامي، مع إحاطتها بالقصص والرّوايات ذات الطّابع الأسطوري بهدف منحها المزيد من القداسة والهيبة الشّعبية؛ على غرار ما تمّ سابقًا مع مدنٍ أخرى.

هكذا علينا ألّا نكتفي بملاحظة أنّ تاريخ مكّة في الحقيقة هو أكثر حداثةً وأكثر تواضعًا مما يُراد لنا تصديقه، لكن الأهم أيضًا هو ملاحظة أنّ وجود تلك الأساطير نفسها وكثرتها يعتبر دليلًا على أنّ الحاجة إلى تعظيم مكّة وكعبتها ظلّت موجودةً في العصر العباسي، أي في عزّ قوة الإسلام واستقراره! مما يثير التّساؤلات حتمًا.

لهذا احتمالان: الأول متوقعٌ ومفهوم، هو أنّ ارتباط مكّة بمهد الرّسالة الإسلامية وحياة النّبي كان هو الدّافع لدى الرّواة اللاحقين لتمجيدها ومنحها تاريخًا عريقًا.

أما الاحتمال الثّاني –والأكثر راديكالية– هو أنّ ربط مكّة بالإسلام ونبيّه، هو ذاته ليس إلّا كذبةً أخرى صِيغت كجزءٍ من خطة الرّواة لتمجيد المدينة!

كما سنرى، فهناك من الأدلة ما قد يدفع لترجيح الاحتمال الثّاني على غرابته: هناك فعلًا شواهدٌ عديدةٌ آثاريةٌ وتاريخيةٌ ومنطقية؛ بل وقرآنية توحي من ناحية بأنّ الإسلام لم يبدأ في مكّة، وتوحي من ناحيةٍ أخرى باستمرار الصّراع بين البيوت العربية المقدسة، والتّخبط في الاتفاق على القبلة والتّحولات فيها؛ وصولًا إلى منتصف العصر الأموي على الأقل وتوحي من ناحيةٍ ثالثّةٍ بأنّ مكّة لم تأخذ مكانتها المألوفة لنا إلّا في وقتٍ متأخر، وكحلقةٍ في تلك السّلسلة من التّحولات ثم بعد ذلك تمّ نسج الرّوايات بحيث تدعم ذلك التّحول وتمنح مكّة بُعدًا تاريخيًا مفتعلًا.

بالتّالي الشّك في تاريخ مكّة لا ينبغي أن يقتصر على أحداث ما قبل الإسلام، كبناء آدم أو الملائكة أو ابراهيم أو اسماعيل للكعبة، أو مكانة المدينة كمركزٍ دينيٍّ وتجاريٍّ جاهلي، بل ينبغي أن يمتدّ الشّك ليشمل تاريخها الإسلامي المبكّر أيضًا، وطبيعة علاقتها مع محمد والمؤمنين الأوائل كما سنرى.
لغز بكة

«إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ۞ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ.» (آل عمران: 96،97).

«كون بكة هي مكّة، وكون مكّة واقعةٌ في الحجاز، هما فرضيتان مأخوذتان كأمورٍ مسلمٍ بها عند ابن إسحاق، ووارثوه، ومع ذلك تبقى الحقيقة غير المريحة أنه لا يوجد أدنى دعمٍ لهذه أو تلك بين ثنايا القرآن نفسه.» – من كتاب: تحت ظل السّيف، للمؤرخ توم هولاند ص328، 329.

«وعلى الرّغم مما يبدو من إجماع الجغرافيين العرب على كون مكّة هي بكة، فإن اضطراب الرّوايات بشأن ذلك ربما يشكل صدى لمحاولاتٍ متأخرةٍ من الدّمج بين المكانين، يقول ياقوت بعد أن يؤكد أن مكّة هي بكة بإبدال الميم باء: وقيل بكة بطن مكّة، وقيل موضع البيت المسجد ومكّة وما وراؤه، وقيل البيت مكّة وما والاه بكة، ورُوي عن مغيرة عن إبراهيم قال: مكّة موضع البيت وبمكّة موضع القرية، وقال يحيى بن أبي أنيسة: بكة موضع البيت ومكّة الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد؛ ومكّة ذو طوى وهو بطن مكّة، ولعل هذا الاضطراب وتعدد الرّوايات بشأن الموقع والتّسميات قد نتجا بالدّرجة الأولى عن كون القرآن نفسه لم يجزم بكون مكّة وبكة يدلان على نفس المكان، كما أنه من المفيد ملاحظة أن الرّواية الإسلامية تنسب إلى مكّة حوالي عشرين اسما آخر.» – من كتاب: مقدمة في التّاريخ الآخر، سليمان بشير ص 90.

ما أحلى مساكنك يارب الجنود.

تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب. قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي.

العصفور أيضًا وجد بيتًا، والسنونة عشًا لنفسها حيث تضع أفراخها، مذابحك يارب الجنود، ملكي وإلهي.

طوبى للساكنين في بيتك، أبدًا يسبحونك.

طوبى لأناسٍ عزهم بك. طرق بيتك في قلوبهم.

عابرين في وادي البكاء (في النسخة الانجليزية: وادي بكّة Valley of Baka عن العبرية בְּעֵמֶק הַבָּכָא وترجمتها الحرفيَّة: وادي الدموع)، يُصيرونه ينبوعًا. أيضًا ببركاتٍ يغطون مورة.

يذهبون من قوة إلى قوة. يرون قدام الله في صهيون.

يارب إله الجنود، اسمع صلاتي، واصغ يا إله يعقوب.

يا مجننا انظر يا الله، والتفت إلى وجه مسيحك.

لأن يومًا واحدًا في ديارك خيرٌ من ألف. اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار.

لأن الرب الله، شمس ومجن. الرب يعطي رحمةً ومجدًا. لا يمنع خيرًا عن السالكين بالكمال.

يارب الجنود، طوبى للإنسان المتكل عليك» – (سفر المزامير: 84).

في حين أنّ القرآن لا يفهم منه بالمرة موضع بكة أو أيَّ شيءٍ محددٍ بشأنها، لكن المُلفت أننا نجد ذكرًا لذلك الإسم في التّوراة مقرونًا بطقوسٍ تشبه الحج، في حديثٍ عن بيت الرّب، والارتحال نحوه بالتّسبيح والصّلاة علمًا بأن العبارة في المزامير التي تترجم عادةً بـ«وادي البكاء»، من الأصحّ ترجمتها إلى «وادي بكة» كإسم علم، والذي يرجح أنه وادٍ حقيقيٌّ في فلسطين قرب القدس.[11]

ولو عدنا إلى الآية القرآنية من سورة آل عمران، لنلاحظ أن سياقها – ما سبقها وما لحقها – إنما يتحدث عن بني إسرائيل تحديدًا وحصريًا حينها يزداد الشّك.

«كُلُّ الطّعَامِ كَانَ حِـلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۞ فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ۞ قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۞ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ۞ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ۞ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ۞ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ۞» (آل عمران: 93–99).

وحين نلاحظ ربط الآية لبكة مع النّبي إبراهيم، مقامه ودينه، فسنعود لتذكر ارتباط إبراهيم الأصلي ومعه التراث الإبراهيمي كله بفلسطين وشمال الجزيرة لا مكّة، وحينها ربما تتضح المسألة أكثر.
أين وُجد إبراهيم وهاجر واسماعيل والإسماعيليين؟

«فنقل إبرام خيامه وأتى واقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون. بنى هناك مذبحًا للرب.» – (سفر التّكوين، 13: 18)

«وظهر له الرّب عند بلوطات ممرا وهو جالسّ في باب الخيمة وقت حرّ النّهار.» – (سفر التّكوين، 18: 1)

1– وحدث بعد هذه الأمور أنّ الله امتحن ابراهيم فقال له يا ابراهيم؛ فقال هأنذا.

2– فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب إلى أرض المريا واصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك.

3– فبكّر ابراهيم صباحًا وشد على حماره وأخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطبًا لمحرقة وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله.» – (سفر التّكوين، 22: 1،3)

14– فبكّر ابراهيم صباحًا وأخذ خبزًا وقربة ماءٍ وأعطاهما لهاجر واضعًا إياهما على كتفها والولد وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع.

15– ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت احدى الاشجار.

16– ومضت وجلست مقابله بعيدًا نحو رمية قوس. لأنها قالتّ لا انظر موت الولد، فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت.

17– فسمع الله صوت الغلام؛ ونادى ملاك الله هاجر من السّماء وقال لها ما لك يا هاجر. لا تخافي لأنّ الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو.

18– قومي احملي الغلام وشدّي يدك به لأني سأجعله أمةً عظيمةً.

19– وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام

20– وكان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس

21– وسكن في برية فاران.» (سفر التّكوين، 21: 14–21).

ذكرنا عرضًا في البداية أنه من النّاحية التّاريخية لا يوجد أيّة معلوماتٍ تفيد بشيءٍ عن حياة إبراهيم وعائلته؛ أو حتى وجودهم، حتى أن الكثير من المؤرخين يعتبرونهم مجرّد شخصياتٍ أسطوريةٍ مُخترعة، ولكن يجب الانتباه إلى أنه حتى الأساطير ترتبط بأماكن وأحداث، وتنتشر في بيئاتٍ محليةٍ معينة، ويكون لها مراجع معينةً تتحدث عنها، وفي تلك الحالة التّوراة هو المصدر الرّئيسي قبل الإسلام لحياة أولئك الآباء.

لو تتبعنا خط سير رحلات النّبي إبراهيم وجميع الأحداث المرتبطة به كما تخبرنا بها التّوراة، فسنجدها تدور بالأساس حول فلسطين وشمال الجزيرة العربية، ولا يوجد أيُّ شيءٍ يشير لذهابه جنوبًا إلى مكّة لا من قريب ولا من بعيد.

أما الموقع المفترض لرحلة هاجر المطرودة مع ابنها إسماعيل؛ فهو حسب التّوراة صحراء بئر سبع جنوب غرب القدس وليس مكّة التي تقع على بعد نحو ألفٍ ومئتي كيلومتر جنوبًا، وأيضًا موضع جبل المروة أو الموريا؛ هو في التّوراة المكان الذي امتثل إبراهيم فيه للتضحية بابنه بناءً على أوامر الرّب.

كذلك حياة اسماعيل ونسله لاحقًا فهي في «برية فاران» قُرب بئر سبع قُرب سيناء، تلك الصّحراء المذكورة أيضًا في سفر الخروج كمكانٍ مر به الإسرائيليون الخارجون من مصر في زمن موسى فهؤلاء هم القبائل المعروفة باسم الإسماعيليين، والذين نجد الحديث عنهم في قصة يوسف حيث كانوا هم أصحاب القوافل التي التّقطته من البئر وباعوه في مصر، فقد ظلوا دومًا مرتبطين جغرافيًا بسيناء وصحراء الأردن لا مكّة.

أما المكان الذي عُرف باسم مقام إبراهيم فهو «بلوطات ممرا» الموضع المقدس، قرب حبرون (حيث مدفن إبراهيم ويعقوب وإسحاق) بين القدس وبئر سبع، وسمى المقام لأن إبراهيم وقف فيه أمام الرّب كما يخبرنا المؤرخ توم هولاند في كتابه.[12]

والملفت أيضًا هو إشارة هولاند إلى أنّ هذا المكان (ممرا) صار من المزارات الوثنية المقدسة للعرب قبل الإسلام، حيث كانت تُمارس فيه طقوسًا تشبه طقوس الحج الوثني التي ستُنسب لاحقًا إلى مكّة.

الخلاصة إذًا، أنّ الأماكن والأحداث المتعلقة بحياة إبراهيم وعائلته: لوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، إلخ.. قد ارتبطت حصريًا بفلسطين والصّحراء المحيطة بها لا مكّة.

هنا نتذكر ما تخبرنا به المصادر الإسلامية من أنّ الدّين الإسلامي قد ارتبط بالفعل في بدايته ولفترةٍ مؤقتةٍ بفلسطين والقدس.

من هم القرشيون؟

نلاحظ في النّصوص السّابقة من المزامير والتي تتحدث عن وادي بكّة، ذكر لجماعة «بني قورح» فمن هؤلاء؟

«قورح» أو «قوره» في الحقيقة هو الشّخص المعروف لدى المسلمين بقارون: هو عدو موسى الأثيم ومنافسه، والذي ابتلعته الأرض بأوامر الله.[13]

أمابنوه «بنو قورح» أو «القورحيون»، فهم الذين صاروا كهنة البيت وسندته:

نسل قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي، وقد اشتهر بعضهم بالغناء بين زمرة القهاتيين، كان منهم بوابون وأحدهم وهو مسّلميًا وكيلًا على المطبوخات وبوّاب باب خيمة الاجتماع وكان هيمان المغني وصموئيل النّبي بين القورحيين) [14]، هكذا نجد أن بني قورح كانوا بوابي المعبد أي حملة مفاتيحه، والمغنيين، وحراس الخيمة، ووكلاء المطبوخات والطّبخ من أجل القرابين المقدسة. [15]

ألاتذكرنا تلك المهام والوظائف بشيءٍ معين؟

حسب السّيرة الإسلامية فهذه بالتّحديد كانت وظائف عوائل قريش، فيبيتا لله في مكّة: حجابة الكعبة (أي تولي أمر مفاتيحها)، ورفادةالحجيج (إطعامهم) وسقيهم تلك الوظائف التي يُقال أن جد محمد الرّابع (قصي) هو من قسمها بين عبد الدّار وعبد مناف. [16]

ويزداد الأمر تشويقًا حين نجد في مراجع الكتاب المقدس أن اسم بنو قورح (القورحيون) ينطق أيضًا ببنو قورش (beno qorach) قرشي qorchi القرشيون! [17] [18]

و من وصفهم كذلك تتضح صلة كهنتهم بالغناء، مما يذكّرنا نوعًا ما بقول القرآن عن قريش: «وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً» (الأنفال:35).

والمُكاء هو الصّفير بينما التّصدية هي التّصفيق باليد، فما الذي يعنيه هذا تحديدًا؟
الإسراء الغامض

«سُبْحَانَ الذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ» (الإسراء:1).

تخبرنا مصادر السّيرة الإسلامية، أن الإسراء من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد الأقصى في القدس قد حدث قبل الهجرة مباشرةً نحو عام 621 م، ولكن أوّل ما قد يلفت النّظر في هذا الادعاء أنّه في ذلك الزّمن لم يكن هناك مسجد في القدس أصلًا!

ففي تلك البقعة المقدسة منذ القدم عند اليهود والمسمّاة بجبل الهيكل، قام الرومان بهدم المعبد اليهودي فيها عام 70 بعد الميلاد، ثم بُني تحت حكمهم وحكم البيزنطيين عدَّة أبنيةٍ دينيةٍ في ذلك الموضع، أولها وثنية، كمعبد جوبتير في القرن الثّاني للميلاد، ثم مسيحيةٌ متمثلةٌ بالكنائس، لكنها هُدمت أيضًا، وبدأ اليهود إعادة بناء هيكلهم المقدس في ظل الحكم الفارسي القصير للقدس بين عامي 610 و 615، إلّا أنّه تم إجهاض المحاولة على يد السّكان المسيحيين والذين قاموا بتحويل السّاحة إلى مقلب قمامة على سبيل الانتقام، وهو ما تؤكده المراجع الإسلامية [19]؛ وظلّ هكذا حال المنطقة حتى دخول المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب عام 638 م.

قد يقول قائلٌ هنا إن محمد أُسريَ به إلى ساحة الأقصى؛ على أساس أن المُقدّس هو الموضع ذاته لا الأبنية، لكن القرآن يتحدث عن «مسجد» أي مكان للسجود، كما أن روايات الإسراء تتحدث عن «بيت المقدس» وأنّ جبريل ربط الدّابة عند «الباب» وأن محمد «دخل» فوجد الأنبياء مجتمعين، إذن الحديث هو بوضوحٍ عن مبنى قائم لا عن ساحة مفتوحة فضلًا عن مزبلة!

ولكن إن لم يكن للمسجد وجودًا في ذلك الزّمن، فإلى أين أُسريَ بمحمد؟ بل وإلى أين ظل المسلمون يتوجهون بالصّلاة طوال ثلاثة عشر عامًا قبل تحويل القبلة؟
حقًا، متى تم تحويل القبلة؟

«سَيَقُولُ السّفَهَاء مِنَ النّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ۞ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ التي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الذينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ۞ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الذينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ۞ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الذينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًَا لَّمِنَ الظّالِمِينَ ۞ الذينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۞ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ۞ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۞ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ۞ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الذينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون۞.» (البقرة: 142– 150)

كما رأينا في مثال تناول القرآن للتراث اليهودي الخاص بإبراهيم وهاجر والإسماعيليين، فيبدو أنّ التّداخل بشكلٍ عام بين نشأة الإسلام واليهودية هو تداخلٌ كبيرٌ ولافتٌ للنظر.

يُحكى لنا أنّ مكّة كانت مدينةً وثنيةً لا يكاد يوجد فيها أثرٌ لنفوذٍ يهودي، ومع ذلك نجد أن كثيرًا جدًا من القرآن ليس فقط موجهًا لخطاب بني إسرائيل في السّور اللاحقة المسماة بالمدنية والموجهة ليهود يثرب، وإنما اللافت أنّ معظم السّور المبكِّرة (المكيَّة) أيضًا تتحرك بداخل التراث اليهودي حصريًا، فتحكي عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب والأسباط ويوسف؛ وتتناول مرارًا تفاصيل قصة موسى وفرعون، مما يدعونا إلى التّساؤل: أولًا من أين اقتبس محمد هذا التراث الإسرائيلي؟ وثانيًا إلى من كان يتوجّه به في مكّة؟

وإن سلّمنا بأن وجود ورقة ابن نوفل مثلًا كفيلٌ بالإجابة على السّؤال الأول، فماذا عن الأهم: الثّاني؟ لماذا يكلّف النّبي العربي نفسه بحمل تراثٍ خارجيٍّ غريبٍ بالكامل إلى قومه؟ أوَلم تكن هناك وسيلةٌ أسهل لإنشاء دعوةٍ دينية؟!

نعم؛ يُحكى لنا أن مكّة لم يكن فيها نفوذٌ يهودي، ولكن المسلمون مع ذلك ظلوا يصلّون إلى قبلة اليهود منذ بداية الدّعوة وحتى ما بعد الهجرة، ولم يقوموا بتحويل القبلة إلّا بعد استقرارهم إلى جوار اليهود في يثرب، وهو أمرٌ آخر يبدو لافتًا سواء بمقاييس الدّين أو حتى السّياسة، ويدعو إلى المزيد من التّشكيك في الرّواية الرّسمية.

والحديث عن تحويل القبلة ينقلنا إلى قضيةٍ صادمةٍ أخرى: وهي أنّ الدّراسات الآثارية والتّاريخية ترينا أن المسلمين الأوائل لم يكونوا يصلون نحو مكّة، وأن قبلات المساجد الأولى في العصر الإسلامي لم تكن أيّ منها تشير منها إلى مكّة! وإنما إلى مكانٍ آخر أكثر شمالًا بكثير!
لغز المساجد الأولى

لقد جاء القرآن غامضا بالنّسبة لمكّة المكان الذي ذكرت تلك الرّواية أن القرآن نزل فيه والذي خصص له الدّور الرّئيسي في تطور الدّعوة والعقيدة الإسلاميتيين، فالقرآن لا يذكر مكّة سوى مرة واحدة وذلك في إطار الحديث عن بعض أعمال عسكرية تتعلق بمكان للعبادة. كما أنه لا يحدد كون مكان العبادة هناك وفي موضعٍ آخر نجده يسمي ذلك المكان «بكة».

وعدم التّحديد هذا يصبح مسألةً خطيرةً على ضوء وجود بعض الفجوات في الرّواية الإسلامية أو تلك التي توفرها بعض الأدلة الأثرية، من ذلك أن أبا حنيفة النّعمان مثلًا لم يكن في النّصف الأول من القرن الثّاني الهجري يكفّر من يقول أن الكعبة حق وفي نفس الوقت يشكّ فيما إذا كان موضعها هو حتمًا هذا البيت الذي يحجّ النّاس إليه ويطوفون حوله أو بيت بخراسان،

وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه لم يحدد مكان القبلة وأنه اكتفى بقوله: «القبلة ما بين المشرق والمغرب»، أما عبد القاهر البغدادي (توفى سنة 429 هـ، 1037 م) فقد أعطانا صورةً أكثر تشددًا في الموقف من مسألة موضع الكعبة بقوله: «وأصحاب الحديث لا يصححون إيمان من شك في موضع الكعبة كما لا يصححون إيمان من شك في وجوب الصّلاة إلى الكعبة».

بالإضافة إلى ذلك هناك روايةٌ أخرى تشير إلى أن قبلة جامع عمرو بن العاص في فسطاط مصر، التي وقف على إقامتها «ثمانون رجلًا من الصّحابة» كانت مشرقةً جدًا وأنها بقيت كذلك إلى أن هدم المسجد في زمن الوليد بن عبد الملك حين «تيامن» عامله بالقبلة الجديدة.

يضاف إلى ذلك كله وجود بعض الأدلة الأثرية التي تشير من النّاحية الأخرى إلى انحراف قبلة مسجدين أمويين آخرين باتجاه اليمين، وهما مسجد الحجاج بن يوسف في واسط ومسجدٌ آخر يقع بالقرب من الموضع الذي بنيت فيه مدينة بغداد فيما بعد. الأمر الذي دفع بعض المؤرخين إلى محاولة البحث عن مكان القبلة حتى أواسط الفترة الأموية في شمال غرب الجزيرة العربية. وذلك في حد ذاته يضع مسألة تغيير القبلة في الإسلام في إطارٍ تاريخيٍّ جديدٍ للغاية لأن القرآن وإن كان تحدث عن وجود قبلة منسوخة وعن عملية نسخها فإنه لم يذكر بالتّحديد أنها كانت القدس.

من كتاب: مقدمة في التّاريخ الآخر، سليمان بشير ص50–60.

«يبدو أنهم اتجهوا في الصّلاة إلى مكانٍ ما في الشّمال الغربي من جزيرة العرب. في الموضع الأوّل، لدينا الدّليل الأركيولوجي على وجود مسجدين أمويين في العراق، مسجد الحجاج في واسط وآخر يُعْزا إلى الحقبة ذاتها تقريبًا قرب بغداد. هذان المسجدان متوجهان شمالًا إلى درجةٍ كبيرةٍ بمقدار 33 درجة و30 درجة على التّرتيب، ومع هذا يمكن لنا أن نقارن الشّهادة الأدبية التي تفيد أن القبلة العراقية كانت نحو الغرب.

ثانيًا، لدينا الدّليل الأدبي المتعلق بمصر؛ فمن الجانب الإسلامي هنالك تقليدٌ يقول إن مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط كان متوجهًا نحو الشّمال البعيد، وكان لابد من تصحيحه تحت حكم قره بن شريك. من الجانب المسيحي لدينا عبارةٌ شهيرةٌ ليعقوب الرّهاوي، وهو شاهد عيان من ذلك الزّمن، تقول إن المهغرايه في مصر كانوا يصلّون إلى الشّرق نحو الكعبة. والجمع بين الدّليل الأركيولوجي من العراق والدّليل الأدبي من مصر يشير دون لبس إلى حرم في شمال غرب الجزيرة العربية، وبهذا يصعب أن نتجنب الاستنتاج بأن موقع الحرم الهاجري في مكّة كان ثانويًا.» – من كتاب: الهاجرية. لباتريشيا كرونه ومايكل كوك، ترجمة نبيل فياض، ص 17.

يبدو أن مساجد القرن السّابع –وقت ظهور الإسلام– لم تكن قِبلاتها تشير إلى مكّة، فنحن نتحدث هنا عن المساجد الأموية في مصر والعراق والشّام، ونتحدث عن فارق انحرافٍ كبيرٍ جدًا لا يمكن أن ينتج عن خطأ في التّوقيع الهندسي؛ على الأخصّ من قومٍ لهم خبرةٌ بالإرتحال والاتجاهات الجغرافية.

تؤكد المصادر القديمة الإسلامية وغير الإسلامية هذه الملاحظة: فالبلاذري مثلًا؛ المؤرخ في العصر العباسي يقول: «أنّ قبلة مسجد الكوفة بالعراق والذي يُفترض أنه بُني عام 670 تشير إلى الغرب[20] بينما كان من المفترض أن تشير إلى الجنوب مباشرةً نحو مكّة»، أما الكاتب والرّحالة المسيحي يعقوب الرّهاوي؛ فيذكر حوالي عام 705 أن المهاغرايا (العرب) في مصر يصلّون بإتجاه الشّرق نحو الكعبة[21]، ولا ندري أي كعبةٍ يقصد التي تقع شرق مصر! بالإضافة لغيرهما من المصادر.

وفي مرحلةٍ ما، لربما في النّصف الأول من القرن الثّامن، تم تعديل قبلات المساجد لتتجه ناحية مكّة.[22]

هذا يؤكد ما ذهب إليه بعض الباحثين وذكرناه سابقًا، بأنّ صراع البيوت المقدَّسة لم يتوقف، ومُعضلة القِبلات لم تُحسم، ووضعية مكّة كعاصمةٍ للإسلام لم تستقر إلّا في وقتٍ متأخرٍ جدًا، وأنّ الرّوايات والتّفاسير الإسلامية قد تمّ صياغتها لاحقًا خصيصًا لملائمة ذلك الوضع الجديد ودعمه

Post: #431
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 09-06-2018, 05:39 AM
Parent: #430

هل نشأ الإسلام في مكة؟
الجزء الثاني: الدلائل تشير الى الشمال

بقلم: Moussa Eightyzz أغسطس 30, 2015

«مدينة مكَّة وقريش لم تكن معروفةً خارج الجزيرة، مع أنّ المصادر أخبرت الكثير عن جزيرة العرب، وهذا يشير إلى أنّ نشوء الإسلام لم يكن في الحجاز، ولم يكن الحجاز المكان الذي انطلقت منه موجات الفتوحات لنشر عقيدة العرب في العالم» – من مقال لنادر قريظ بعنوان: “إسلام بدون محمَّد – تحدي كاليش للعقل الإسلامي”.

«”تجارة مكَّة وظهور الإسلام” هو كتابٌ لباتريشيا كرونة، باحثةٌ في التاريخ الإسلامي، تحاول فيه المؤلفة الوصول إلى فكرة أنّ الإسلام لم ينشأ في مكَّة، وتوضّح في الكتاب أنّ مكَّة كانت بعيدةً تمامًا عن الطريق بين اليمن وسورية، وأنه ليس هناك أيّ ذكرٍ لمكَّة في مصادر غير إسلاميةٍ في هذه الفترة.

فحصٌ شاملٌ لكلّ الأدلة المتاحة، قادت باتريشيا إلى أنّ مهنة محمَّد لم تكن في مكَّة والمدينة ولا جنوب شبه الجزيرة العربية أصلًا بل في شمال الجزيرة العربية» من تقديم كتاب “التجارة المكية وصعود الإسلام”، ويكيبيديا.
«وعلى الرّغم من أنّ القرآن يذكر عرفات والصفا والمروة وأسماء أمكنةٍ أخرى ارتبطت بشعائر الحج، فهو يُبقي الباب مفتوحًا أمام إمكانية أن تكون الرواية الإسلامية المتأخرة هي التي ربطت هذه الأسماء بمواقع داخل مكَّة وحولها». من كتاب “مقدمة في التاريخ الآخر”، سليمان بشير، ص 104.

ينقل المؤرخ توم هولاند في كتابه المذكور ص241 و466، من كتابات دبلوماسي روماني عمل كسفيرٍ في عدة مناطق عربية، يتحدث عن حرمٍ كبيرٍ محاطٍ بالنخيل، يجتمع فيه الحجيج للاحتفال مرتين سنويًا في جوٍّ يسوده الأمان والسلام بشكلٍ استثنائي، لكنّ الدلائل المذكورة في النص تؤكد أنّ الحرم لا يقع في مكَّة، وإنما في مكانٍ ما جنوب فلسطين، حين نلاحظ:

1- بكّة وعلاقتها بمحيط القدس.

2- الكعبة وعلاقتها بشخصياتٍ وأحداثٍ مرتبطةٍ بفلسطين والأردن في الأصل.

3- الإسماعيليون وكون موطنهم الأصلي الأردن وسيناء.

4- التراث القرآني وارتباطه عمومًا بالتراث التوراتي بالأساس.

5- الإسراء وعلاقته بموطن الهيكل اليهودي.

6- الصلاة الإسلامية وتوجهها أولًا نحو فلسطين.

7- المساجد الأولى وقبلاتها التي كانت تشير إلى شمال غرب شبه الجزيرة فسنجد أنّ كلها شواهد-ولا أقول دلائل- تشير إلى ارتباط بداية الإسلام الأولى فعلًا بمواضع قرب فلسطين والأردن، وتؤكد أنّ بروز دور مكَّة لم يأتِ إلّا لاحقًا.

علامة أخرى مهمّة: آثار قوم لوط

«ولوط السائر مع إبرام كان له أيضًا غنمٌ وبقرٌ وخيام. ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معًا، إذ كانت أملاكهما كثيرة؛ فلم يقدرا أن يسكنا معًا. فحدثت مخاصمةٌ بين رعاة مواشي إبرام ورعاة مواشي لوط. وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذٍ ساكنين في الأرض. فقال إبرام للوط: لا تكن مخاصمةً بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك؛ لأننا نحن إخوان، أليست كل الأرض أمامك؟ اعتزل عني. إنْ ذهبتَ شمالًا فأنا يمينًا وإنْ يمينًا فأنا شمالًا، فرفع لوط عينيه ورأى دائرة الأردن أنّ جميعها سُقي قبلما أخرب الرّب سدوم وعمورة كجنة الرب كأرض مصر. حينما تجيء إلى صوغر، فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن وارتحل لوط شرقًا، فاعتزل الواحد عن الآخر. إبرام سكن في أرض كنعان؛ ولوط سكن في مدن الدائرة ونقل خيامه إلى سدوم». (التكوين 12-13:5)

«هي الأرض المعروفة بالملعونة وليس فيها زرعٌ ولا ضرعٌ ولا حشيشٌ ولا نبات، وهي بقعةٌ سوداء قد افترشتها حجارةٌ متقاربةٌ في الكبر. ويُروى أنها الحجارة المسومة التي رُمي بها قوم لوط، وعلى جميع تلك الحجارة كالطابع من وجهيها، وهي كقوالب الجبن المستديرة هيئاتها وخلقها فلا يُرى ما يخالف شيئًا من أشكالها». ابن حوقل، كاتبٌ وجغرافيٌّ ومؤرخٌ ورحالةٌ وتاجرٌ مسلم من القرن العاشر للميلاد. (23)

«وعلى القرب من البحيرة المنتنة ديار قوم لوط، وهي ديارٌ تسمى بالأرض المقلوبة، وليس فيها زرعٌ ولا ضرعٌ ولا حشيش، وهي بقعةٌ سوداء قد فُرش فيها حجارةٌ كلها متقاربةٌ في الكبر، ويُروى أنها من الحجارة المسوّمة التي رُمي بها قوم لوط». أبو الفداء مؤرخٌ وجغرافيٌّ سوريّ من القرن الثالث عشر للميلاد. (23)

يتحدث القرآن عن قرية لوط التي دمرها الله بسبب ممارسة أهلها “للفواحش” قائلًا:

«وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ۞إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ۞ إلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ۞ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ۞ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ۞ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» (الصافات:133- 138)، فيصف المخاطبين أنهم يمرّون على آثارهم مصبحين؛ وبالليل، ما يوحي بقرب المسافة.
و هناك آياتٌ أخرى يُفهم منها التأكيد على ذلك القرب الجغرافي لمن يخاطبهم مع آثار قوم لوط، فيصف موضعها بأنه في طريقهم:

«فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ-فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ۞ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ۞ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ» (الحجر:73 – 76)

ويؤكد أنّ تلك الآثار قريبةٌ من القوم:

«فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ- مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ». (هود:82-83)
فأين تقع آثار قوم لوط؟ أو بصيغةٍ أدق:ما المواقع الجغرافية التي ربطتها الأساطير بقوم لوط؟

الجواب بشكلٍ حصري هو على حدود فلسطين عند البحر الميت قرب نهر الأردن، هذه هي منطقة سدوم وعمورة التاريخية، على بعد نحو ألف كيلومتر من مكَّة.


غُلِبَتِ الرُّومُ
ما يذكرنا بآيةٍ أخرى تصب في نفس التلميح:

«آلم ۞ غُلِبَتِ الرُّومُ ۞ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ۞ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ» (الروم:1- 4)
“أدنى الأرض” حسب المعاجم والتفاسير، تعني أقرب الأرض، علمًا أنّ الانتصارات المتبادلة بين الفرس والروم قد جرت في الشام وفلسطين أيضًا، ما يُعتبر قرينةً قويةً أخرى أنّ القرآن كان يخاطب أشخاصًا يعيشون في تلك المنطقة؛ لا في مكَّة.

آثارٌ أخرى: مَدْيَن والحِجْر

بالإضافة إلى آثار قوم لوط عند البحر الميت؛ يلمح القرآن إلى آثار منازلٍ وبيوت قومٍ آخرين، الأرجح أنها البيوت الصخرية القديمة، يربطها جغرافيًا بشكلٍ ما بمن يخاطبهم، حيث يصفهم تارة بأنهم “يمشون في مساكنهم”:

«أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى». (طه:128)

«أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُون في مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ». (السجدة:26)
وتارةً يشير لهم إلى تلك المساكن وكأنها ماثلةٌ أمامهم:

«وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن ْمِن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ». (القصص:58)
ورغم الإشارة الماضية بقلة الساكنين في تلك الديار، إلّا أنه يأتي مرةً ويخاطب القوم بصفتهم من أولئك الساكنين فيها!

«وَسَكَنتُم فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ». (إبراهيم:45).
وهذه الآية الأخيرة ملفتةٌ بشكلٍ خاص، إذ لا يُعرف عن أيّة بيوتٍ قديمةٍ في مكَّة تُنسب لقومٍ هالكين، فمن يقصد القرآن بكلامه؟

من تفسير الطبري للآية نقرأ:

«قال ابن زيد، فـي قوله: {وَسَكَنْتُـمْ فِـي مَساكنِ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أنْفُسَهُمْ وَتَبَـيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ} قال: سكنوا فـي قراهم مدين والـحجر والقرى التـي عذّب الله أهلها، وتبـين لكم كيف فعل الله بهم، وضرب لهم الأمثال».
ويبدو هذا التفسير بالفعل هو الوحيد المتاح بأنّ القرآن يتحدث هنا عن آثار مدين (قوم شعيب) والحِجْر (قوم صالح: أي الثموديين).

أما مدين فتقع في منطقة تبوك شمال غرب الجزيرة العربية قرب الأردن، ناحية الساحل الشرقي لخليج العقبة، وهي المنطقة التي تتفق التوراة والقرآن على ربطها بموسى حيث مرّ بها بعد هروبه من مصر قبل نبوته.

أما الحِجْر، فهي المنطقة المعروفة باسم مدائن صالح، وهي بقعةٌ تبعد نحو أربعمائة كيلومترٍ شمال يثرب بالقرب من محافظة العُلا.

يربط القرآن المكانين (الحجر ومدين) بنبيين لم يرد ذكرهما بشكلٍ مؤكدٍ في التوراة، هما صالح وشعيب، ويربطهما أيضًا – خاصة الأولى- بالبيوت الصخرية والمنازل التي كانوا ينحتونها في قلب الجبال، ويربطهما كذلك بمصيبة إهلاكٍ مريعةٍ حلت بهما على التوالي، فمحت سكانهما من الوجود.

أما تاريخيًا، فمنطقة شمال الجزيرة بالكامل من شمال السعودية حتى سيناء؛ كانت تحت حكم العرب الأنباط منذ نحو القرن الثاني قبل الميلاد وحتى الثاني بعد الميلاد، والذين امتد حكمهم جنوبًا ليشمل البقعة المسماة بمدائن صالح، علمًا أنّ الأنباط هم الذين اشتهروا ببناء تلك المنازل الصخرية في عدة أماكن والتي ستنسبها الأساطير العربية لاحقًا إلى قوم صالح وقوم شعيب والأقوام الذين أهلكهم الله بسبب عصيانهم وتجبّرهم، كما أهلك التورانيون نوح ولوط.

هكذا نرى أنّ القرآن لم يذكر فقط أنّ خصوم محمَّد كانوا يمرُّون على تلك القرى، و هو ما يمكن قبوله في ظل مرور القوافل التجارية المعتاد، ولكنه أيضًا يجعلهم قريبين في مساكنهم أو ربما حتى ساكنين فيها! كما جعلهم من قبل قريبين من ديار لوط يمرّون عليهم ليلًا ونهارًا، وكما وصف مكان هزيمة الروم (الشام) بأنه “أدنى الأرض” أي أقربها منهم، كل هذا يوحي بتمركز الدعوة القرآنية في تلك المنطقة بالذات، وليس إلى الجنوب البعيد في مكَّة.

ونشير هنا إلى بعض الروايات الملفتة الموجودة في المصادر الإسلامية، تذكر أن محمَّدا حذّر قومه بشدة من الدخول إلى تلك المنطقة:

«لا تدخُلوا مساكنَ الذين ظلموا أنفسَهم إلّا أن تكونوا باكينَ، أن يُصيبَكم مثلَ ما أصابَهم». (24)
ونلاحظ المفارقة الملفتة بين قول محمَّد لأصحابه “لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم” من ناحية؛ وبين قول القرآن للكفار سابقًا: «وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم» من ناحيةٍ أخرى فمن نصدّق؟

قراءةٌ مغايرةٌ لسورة الفيل؟

«قال ابن زيد، في قوله: {تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سَجِّيلٍ} وهي التي أنزل الله جلّ وعزّ على قوم لوط». من تفسير الطبري لسورة الفيل.
لو صحّ إذاً ارتباط أحداث الدعوة القرآنية بتلك المنطقة شمال غرب الجزيرة العربية، فهل يُمكن فهم سورة الفيل الغامضة هذه بشكلٍ مغاير على أنها لا تتحدث عن أبرهة ومكَّة، وإنما تتحدث ببساطةٍ عن إحدى أولئك القوم الهالكين الذين أرسل الله عليهم حجارةً من طين فقضت عليهم؟

في منطقة العلا، بالقرب من مدائن صالح نجد مَعلمًا شديد الضخامة، يرتفع نحو خمسين مترًا، عبارةٌ عن صخرةٍ على شكل فيلٍ عملاقٍ حتى أنها بالفعل تشتهر كمعلمٍ سياحيٍّ بذلك الاسم: “صخرة الفيل”.

فهل يُحتمل أنّ السورة إنما تتحدث عن إحدى القوم الهالكين كقوم لوط أو ثمود أو المدينيين،سمّاهم القرآن تبعًا لاسم المعلَم الموجود في المكان، وربما لهذا استخدم صيغة المفرد: الفيل لا الأفيال، ثم لاحقًا تكفّل الرواة بربط أحداث الآيات بأسطورة أبرهة ومكَّة؟

يظلّ هذا مجرّد تخمينٍ يصعب حسمه.

شاهد آخر: القرآن والمناخ

«يصعب معرفة أيهما أكثر إرباكًا: النقص التام في القرآن لأيّة إشارةٍ تدل على تحطيم أصنامٍ من قِبَل محمَّد، أم تصوير المشركين كمُلّاك قطعانٍ عظيمةٍ من الثيران والبقر والخراف؟

مكَّة، بصفتها مكانٌ شديد الجفاف والقحل، سيتفق معظم المهندسين الزراعيين على أنها ليست موضعًا مناسبًا لتربية المواشي-كما أنّ التربة البركانية المُكوِّنة لأرضها غير مناسبةٍ بالمرة لإنبات الحبوب والأعناب والنباتات وأشجار الزيتون، والحدائق الشهية والفواكه والعلف، ورغم ذلك فالله- حسب ما يذكر النبي- قد زوّد المشركين بجميع تلك البركات، لا شيء بالطبع يستحيل على قدرة العليّ القدير؛ لكنها ستكون معجزةً حقًا لو أنّ مكَّة قد حظيت بحدائق متسعةٍ من الأعناب والزيتون والرمان. لو وُجدت هذه في جزيرة العرب القرن السابع؛ فستكون محصورةً في الواحات، أما في أرض الأنباط (الأردن) والنقب حيث كانت تلك الصحراء آنذاك في زمن النبي قد أخذت في التفتّح، وبدأت الزراعة تزدهر بشكلٍ غير مسبوق وسط كآبة الرمال المقفرة». من كتاب “تحت ظل السيف” للمؤرخ توم هولاند ص 326- 327.

بالفعل نجد في القرآن آياتٍ عديدة تخاطب خصوم محمَّد على أنهم مزارعون، وتذكر حدائقهم وحقولهم الخضراء، وثمارهم وفاكهتهم ورعيهم للأغنام، ما لا يبدو منطبقًا نهائيًا على مكَّة الصحراوية، نذكر على سبيل الأمثلة:

«وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (الأنعام:99)

«وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (الأنعام:141).

«هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ – يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ». (النحل:10-11)

«وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ». (النحل:67)

«وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ۞ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ» (المؤمنون:18-19)

«فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ۞ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ۞ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ۞ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ۞ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ۞ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ۞ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ۞ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ۞ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ» (عبس: 24-32)
إذاً، ترى هل كان بمكَّة قطعٌ متجاوراتٌ وجناتٌ معروشاتٌ وغير معروشات، من أعناب ونخيل يتخذون منه الخمر؟ هل كان ينزل فيها الماء فلهم فيه شرابٌ ومنه شجرٌ فيه يسيمون (أي يرسلون أنعامهم للرعي)؟ هل كان فيها حدائق ونخيل وزيتون ورمان وفواكه كثيرة منها يأكلون؟ هذا غير مُتوقّع بالمرة، ولكن ألا ينطبق ذلك الوصف المناخي على الشام وما حولها؟

وشاهدٌ آخر:ديانة المشركين

«أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ۞ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ۞ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى؟» (سورة النجم:19- 21)

من اللافت أنّ جميع الملامح الدينية المنسوبة لـ”مشركي مكَّة” حسب ما تحكي لنا السيرة الرسمية، نجدها هي بذاتها في ما وصلنا من أديان شمال الجزيرة العربية، وخاصة في المناطق التي وقعت تحت حكم الأنباط، وذلك بدءًا من وجود النصب الحجرية والكتل شبه المكعبة المقدسة المتناثرة وسط مراكز دينيةٍ مقترنةً بطقوسٍ تشبه طقوس الحج المعروفة، كتقديم القرابين والطواف وغيرها، مرورًا بتقديس الحجارة النيزكية، حيث يروى أن الإله النبطي “ذو الشرى” كان يُعبد على هيئة حجرٍ أسود وصولًا إلى وجود نفس أسماء الآلهة المؤنثة القرآنية: اللاّت (إلهة الخصوبة والزراعة والعالم السُفلي ذات الأصول الرافدية) والعُزَّى (إلهة القوة، والتي يُحتمل أنّ لها أصلًا مصريًا وتُقرن بإيزيس) ومَنَاة (إلهة القدر والمصير)- والتي نجد أسماءها جميعًا منقوشةً مع بقايا من أصنامها -ضمن آلهةٍ أخرى- في تلك المراكز وما حولها فهي آلهةٌ نبطيةٌ في الأصل (25) (26) (27) (28)، وهو ما لا تنكره الرواية الإسلامية بل تبرر الأمر عن طريق شخص يُسمّى “عمرو ابن لُحَيّ” يُنسب له القيام بـ”استيراد” تلك الأصنام من شمال الجزيرة إلى مكَّة في الجنوب قبل الإسلام (29)، بالإضافة لهذا، نجد اسم الله نفسه مذكورًا بكثرةٍ في المنقوشات والآثار النبطية (30).

الإله الغريب: الرحمان

المسلم التقليدي يتعامل مع “الرحمن” على أنه مجرّد اسمٍ آخر ضمن تسعةٍ وتسعين اسمًا، لله الواحد، لكن، ومع القليل من التأمل، نجد أنّ المسألة أعقد نوعًا ما من ذلك.

صحيحٌ أنّ القرآن غالبًا ما يذكر الاسمين بشكلٍ تبادليٍّ وكأنهما واحد، لكن هناك بضع آياتٍ توحي بشيءٍ مختل: فبينما نجد آياتٍ قرآنيةً عديدةً تؤكد أنّ خصوم محمَّد كانوا يعرفون الله بل ويؤمنون به على شركهم:

«وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ». (الزمر:38)
نجد آياتٍ أخرى تقول بأنهم رفضوا “الرحمن”:

«وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ». (الأنبياء:36)

«وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُو رَبِّي». (الرعد:30)
بل ويستنكرون الاسم ذاته:

«وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا للرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا». (الفرقان:60).
مما يخبرنا بوجود انفصالٍ وتباينٍ بين الاثنين.

من تفسير الطبري للآية من سورة الرعد، نقرأ أنّ الخلاف بين محمَّد وقريش حول الله والرحمن ظهر في أثناء كتابة صيغة صلح الحديبية، وفيها تأكيدٌ على أنّ اسم الرحمن كان غريبًا على أسماعهم:

«فلمَّا كتب الكاتب: بسم الله الرحمن الرحيـم، قالت قريش: أما الرحمن فلا نعرفه وكان أهل الـجاهلـية يكتبون: بـاسمك اللهمّ، فقال أصحابه: يا رسول الله دعنا نقاتلهم، قال: لا ولكِنْ اكْتُبُوا كمَا يُرِيدُونَ.»
كما نجد رواياتٍ أخرى تنسب اسم “الرحمن” إلى مسيلمة في اليمامة (نجد شرق وسط السعودية)، وتخبرنا بأنّ خصوم محمَّد حين سمعوا البسملة المعروفة اتهموه أنه يدعو إلهًا آخر، هو إله مسيلمة، ما منعه من الجهر بذلك الاسم مرةً أخرى:

«كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْهَر بِبِسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ، وكان مُسيلمة يُدعى رحمنَ اليمامةِ، فقال أهلُ مكَّة: إنّما يدعو إلَهَ اليمامةِ، فأمرَ اللهُ ورسولهُ بإخفائها، فما جهر بها حتى ماتَ». (31)
ما معنى ذلك؟ وهل الرحمن هو مجرّد اسم آخر لله أم هو إلهٌ آخر بالكُلّية؟

نلاحظ في النقش الذي أوردنا لأبرهة في الجزء الأول من الموضوع؛ أنه يبدأ بذكر اسم “الرحمن”، وهذا لا يقتصر على ذلك النقش وحده، بل إنّ آثار الجزيرة العربية بشكلٍ عام تؤكد أن الرحمن (الرحمان) كان الإله الرئيسي المعبود في اليمن وجنوب الجزيرة العربية، بشكلٍ توحيديٍّ لا وثني، فكان يسمى أحيانا “رب اليهود”، وأحيانًا “ربّ السماوات والأرض”، ولا يُذكر معه آلهةٌ أخرى، وذلك ابتداءً من أواخر القرن الرابع للميلاد أي قبل قرنين ونصف من ظهور الإسلام (32) (33) (34)، مع ملاحظة أننا لا نجد الاسم في نقوش شمال الجزيرة العربية.

هكذا يمكن فهم التنازع بين الاسمين “الرحمن” و”الله” على أنه ظهر كنتيجةٍ لمحاولة النبي محمَّد تقديم الإله الواحد العربي الجنوبي إلى سكان عرب الشمال الذين يؤمنون بالله، لكن يشوب إيمانهم الشرك، ذلك التنازع الذي يقوم القرآن بحلّه في النهاية عن طريق دمج الاسمين معًا وإظهارهما كأنهما نفس الكيان: فالله والرحمن ليسا إلا اسمين للإله الواحد:

«قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ». (الإسراء:110)
وهذا الدّمج بين الآلهة هو تقليدٌ دينيٌّ متبعٌ بشكلٍ متكررٍ منذ القدم. (35)

هذا الانفصال بين الإلهين ومحاولة ترويج محمَّد للرحمن مع إنكار خصومه لذلك، يمكنه– بمزيدٍ من الدراسة- أن يدلَّنا من ناحيةٍ على الأصل الذي جاء منه محمَّد والمؤثرات التي صاغت دعوته، ويدلنا من ناحيةٍ أخرى على المسرح الذي نشطت فيه تلك الدعوة، وهو ما يهمنا هنا، فهو على ما يبدو مسرحٌ عربيٌّ شمالي.

والخط القرآني دليلٌ آخر

ما يسمّيه الباحثون عادةً بـ”اللغات العربية”، هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من اللغات واللهجات المتنوعة، التي انتشرت في جزيرة العرب منذ القدم، فهي تسمية جغرافية بالأساس، واللغات العربية تنقسم إلى:

1- لغاتٌ عربيةٌ شماليةٌ، وهي مجموعة لهجاتٍ ساميةٍ كانت تستخدم في شمال الجزيرة العربية وسورية والعراق، هي الصفائية والحسائية والثمودية والديدانية والودومائية والتيمائية.

2- لغاتٌ عربيةٌ جنوبيةٌ، وهي مجموعة لهجاتٍ يُختلف في تصنيفها إلى العائلة السامية أو العائلة الأفريقية الآسيوية، وكانت تستخدم في اليمن وجنوب الجزيرة، وهي السبئية والحضرمية والقتبانية والمعينية.

قبل الإسلام لم يكن للعربية أبجديةٌ موحدةٌ خاصة، بل كانت تكتب بعدة أبجدياتٍ أجنبية، وذلك حسب المنطقة الجغرافية الموجودة فيها (بشكلٍ يشبه ما يُسمّى اليوم “العربيزي”، وهو كتابة الكلمات العربية بحروفٍ لاتينيةٍ أو إنجليزية)، وكانت أكثر أبجديةٍ مستخدمةٍ هي أبجدية “المُسْنَد” السبأية العريقة، حيث كانت تكتب بها غالبًا العربية الشمالية والجنوبية أيضًا- علمًا أنّ أبجدية المسند مختلفةٌ تمامًا عن الأبجدية العربية الحالية، والمألوفة لنا اليوم.

أما الأبجدية العربية الكلاسيكية المعروفة لنا، فيُعتقد أنها نشأت عن النبطية، والمتطورة بدورها عن الآرامية التي كانت لغة الاتصال والتجارة في الشرق الأوسط منذ القدم-مع هجرة الأنباط العرب من الجنوب واستقرارهم في الأردن بدؤوا يطوّرون أبجديتهم الخاصة كفرعٍ عن الآرامية، ذلك التطور الذي سيُفرز لاحقًا الأبجدية العربية الكلاسيكية. فتاريخيًا الأنباط كانوا عربًا واستخدموا الخط النبطي (العربي) في نقوشهم، وكذلك في الأسماء الشخصية (36) (37).

هذا يعني أنه في زمن ظهور الإسلام كانت العربية غالبًا تُكتب بخطين رئيسيين: الخط النبطي في الشمال، والخط المسند في الجنوب، أما الأولى فهي التي كُتب بها القرآن وتمّ تعميمها على حساب الثانية والتي انقرضت تمامًا في القرن السابع والثامن مع سيادة الإسلام في المنطقة.

الآن نجد أنّ معظم المنقوشات والمخطوطات العربية عمومًا قبل الإسلام التي تم العثور عليها كانت مكتوبةً بخط المسند، مثل نقش قرية الفاو في نجد، وهو عبارةٌ عن كتابةٍ على قبرٍ تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، ومثل نقش أبرهة نفسه. لكن أيضًا القليل منها ما كان بالخط النبطي الذي سيتطور لاحقًا إلى الأبجدية المعروفة لنا، مثل نقش زبيد في سورية الذي يعود إلى القرن السادس بعد الميلاد، ونقش أمّ الجمال في الأردن منذ نهاية القرن الثالث، ونقش نمارة جنوب دمشق من القرن الرابع، ونقوشٍ أخرى في سكاكا شمال السعودية والحجر غيرها.(38)

إذاً، بما أنّ القرآن كُتب بالخط النبطي وليس المسند، فهذا يعني أنّ تتبع أماكن العثور على تلك النقوش يمكن أن يعطينا قرينةً إضافيةً مهمةً أخرى، تحدد لنا المواضع الجغرافية التي كُتب فيها القرآن.

النتيجة-كما هو متوقع- أنّ معظم النقوش النبطية والعربية الكلاسيكية توجد في شمال شبه الجزيرة، بينما في الجنوب نجد نقوش المسند، مما يطرح سؤالًا: لو أنّ القرآن ظهر في وسط الجزيرة العربية قرب الجنوب ألم يكن من الأولى أن يُكتب بخط المسند؟ فلماذا يكتب بأبجدية الشمال النبطي؟!

الجواب يجب وضعه في إطار ما بحثناه حتى الآن: الخط الذي تمت به كتابة القرآن، يُعد قرينةً إضافيةً أنّ القرآن كُتب في الشمال.

ملحوظةٌ أخرى:

المسألة لا تقف عند “شمالية” الخط فقط بل اللغة ذاتها: يشير توم هولاند في كتابه الذي مررنا به، إلى تأثر القرآن بالتراث اليوناني في شمال شبه الجزيرة، ليس فقط من ناحية القصص (كقصة ذو القرنين- الإسكندر، وقصة أصحاب الكهف- النيام السبعة وغيرهما)، وإنما أيضًا تأثر لغة القرآن بالألفاظ ذات الأصل اليوناني، مثل “قصر” و”زخرف” و”صراط”… والمأخوذة تحديدًا عن التعامل العسكري للعرب مع البيزنطيين قبل الإسلام حيث كان الأواخر يستعينون بالأوائل كمرتزقة، علمًا أنّ تلك الكلمات لها في الأصل مدلولاتٍ عسكريةٍ صرفة، ما يعتبر دليلًا إضافيًا يؤكد صلة النص القرآني بتلك البيئة تحديدًا (39)،

وهو ما يذكّرنا أيضًا بما لفت نظر بعض المستشرقين من أنّ القرآن، رغم انطلاقه من التراث اليهودي بشكلٍ أساسي، إلّا أنه يستخدم الأسماء اليهودية بلهجةٍ أقرب إلى السريانية المتأثرة باليونانية لا العبرية، فيقول “عيسى” بدلًا من “يشوع”، و”اسماعيل” و”إسحاق” بدلًا من النطق العبراني “يسماعيل” و”يتسحاق”،بشكلٍ مماثلٍ نلاحظ أن الفاتحين العرب كانوا يسمّون القدس مثلا باسمها اليوناني “إيلياء”، بدلًا من “يورشاليم”، حتى اسم “بيت المقدس” أراميّ ويعني “كنيس” (40)، هذا ما جعل عالم فقه اللغة الألماني وبروفيسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ يقترح أنّ القرآن في أصله كُتب بلغةٍ أقرب إلى السريانية، وذلك في كتابه “قراءةٌ آراميةٌ سريانيةٌ للقرآن”. (41)

إن لم يكن في مكَّة، فأين؟

«وَكَذَلِك َأَوْحَيْنَا إِلَيْك َقُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِر َأُمّ َالْقُرَى وَمَن ْحَوْلَهَا». (الشورى:7)

«وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ۞ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُر كَيْفَ تَعْمَلُونَ». (يونس:13-14)
«من الواضح أنّ البتراء كانت تمثّل مركزًا للحجّ، يجتذب إليه العرب من أنحاء شبه الجزيرة منذ القرن الثاني والثالث بعد الميلاد». – من كتاب “الحياة الدينية للأنباط”، بيتر جون ص 64.

البتراء هي المدينة العريقة الواقعة جنوب الأردن، بالقرب من موطن إبراهيم ومركز الإسماعيليين، ومن ديار قوم لوط ومسار الإسرائيليين الخارجين من مصر ومساكن مدين والحجر، وهي العاصمة الأشهر للأنباط ملوك العرب القدامى، الذين اشتهروا بالمباني الصخرية المنحوتة في الجبال، وكانت مدينتهم مركزًا مهمًّا على المستوى الديني، حيث تعاملت منذ القدم مع اليهود والمسيحيين وغيرهم، واشتملت على مقدساتٍ عديدةٍ كوادي موسى الذي ضرب فيه بعصاه الحجر ففجّر الاثنتي عشرة عينًا مائيةً للأسباط، وجبل هارون المقدس الذي يحوي المدفن المفترض للنبي، واحتوت كذلك على الأصنام الوثنية والكعبات والمواسم الدينية السنوية، وكانت كذلك مدينةٌ مهمةٌ على المستوى التجاري، حيث كانت ملتقىً ذائع الصيت للقوافل المارة من الشمال إلى الجنوب، أو من الشرق إلى الغرب،

كما عُرف سكانها أيضًا بالتجارة البحرية منذ القدم، وهذا يتناسب مع كثرة حديث القرآن عن السفن وأحوال البحر، وكلامه لخصوم محمَّد على سيرهم في مائه، واستخراجهم منه الأسماك واللؤلؤ والمرجان، ما يبدو غريبًا تمامًا على قريش الصحراويين. واشتهرت المدينة أيضًا بالزراعة المتنوعة للفواكه والحبوب المختلفة، والاعتماد على جمع مياه الأمطار كما أنها منشأ الخط العربي (النبطي) الذي كُتب به القرآن، وفيها كان يتم استخدام اللغتين العربية والنبطية جنبًا إلى جنب، وقد أصيبت المدينة قبل الإسلام بأكثر من زلزالٍ عنيفٍ، قضت على كثيرٍ من مبانيها، وهو ما نجد له أثرًا في بعض آيات القرآن أيضًا الموجّهة للكفار، حيث الحديث عن «مكر الذين من قبلهم»، ثم إتيان الله «بنيانهم من القواعد»، مما أدى إلى أن «خرّ عليهم السقف من فوقهم». (النحل:26).

في كتاب “الجغرافية القرآنية” (42) يرى الباحث دان جيبسون، أنّ بكة اسم آخر للبتراء، ولعله مشتقٌّ من الهدم الذي أصابها من جرّاء الزلازل، فالبكّ حسب المعاجم هو “دقّ العنق”، ويرى كذلك أنّ المسلمين الأوائل-حسب القبلات القديمة- لم يكونوا في البداية يصلّون نحو القدس كما تقول الروايات، وإنما إلى البتراء، وأنّ بعض الخلط في الاستقراء جاء بسبب وجود الأخيرة على الخطّ الواصل بين يثرب والقدس، ما يجعل المتوجّه إلى البتراء يتوجّه إلى القدس في نفس الوقت، وهو ما يذكرنا نوعًا ما بالرواية التي تجعل محمَّدا يصلي قبل تحويل القبلة مستقبلًا بيت المقدس والكعبة في نفس الوقت، وينقل جيبسون عن د. أفراهام نجف، من مؤسسة الدراسات المتقدمة في برينستون اقتراحه أن البتراء-لا القدس- كانت مركزًا للحج العربي، وأنّ كثيرًا من النقوشات العربية الموجودة في الأردن وصحراء النقب تمّ كتابتها بأيادٍ عربيةٍ أثناء مسيرتهم إلى الحج في البتراء.

و يعقد الكاتب مقارنةً بين طبوغرافية مكَّة، معالمها وجبالها ووديانها وتربتها وبيئتها المناخية والزراعية، حسب ما ترد في الروايات الإسلامية والأحاديث ونصوص السيرة، وبين طبوغرافية البتراء ليخلُص إلى نتيجة أن الأخيرة أكثر مطابقة للمواصفات الواردة في المصادر الإسلامية، بما في ذلك بئر زمزم الذي يقترح أنه أقرب إلى خزان وليس بئرًا طبيعيًا.

لو صحّ هذا التصوّر، فهل يمكن ربط الله الذي نجد ذكره في النصوص النبطية، بالإله النبطي الرئيسي صاحب رمز الحجر الأسود، ذو الشرى والقول بأنه قد تمّ دمجهما معًا في مرحلةٍ من المراحل أيضًا؟ حينها هل يمكن اقتراح أنّ الآية القرآنية: «وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ» (النجم:49)، هي ترديد لاسم ذلك الإله بشكلٍ ما؟

لا شكّ أن هذه مجرد تخميناتٍ قد تصيب وقد تخطئ، فالأمر بحاجةٍ للمزيد من التقصي، لكن ما لا شكّ فيه أنّ العديد من المدن الواقعة في تلك المنطقة، مرشّحٌ ليكون حرمًا عربيًا، يطابق الشواهد التاريخية والقرآنية، بشكلٍ أفضل كثيرًا من مكَّة.

الصورة الكبيرة

فإن كان الإسلام ظهر في الشمال فلماذا إذن وكيف ومتى صارت مكَّة هي عاصمة الإسلام؟ وإن صحّت تلك الرؤى فإلى أيّ مدى تمّ تزييف التاريخ؟ وهل سيمكننا يومًا فهم ما حدث على الأرض؟

لن نزعم هنا تقديم الإجابات اليقينية بحال، وإنما يكفينا تأكيد أهمية فتح باب الأسئلة مع طرح بعض الاحتمالات المفتوحة بشكلٍ عابرٍ حتمًا يحتاج إلى بحوثٍ أخرى، فمن البديهي أنه لا يمكن فهم ظاهرةٍ فكريةٍ أو سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ بمعزلٍ عن سياقها الذي نشأت فيه، فلا يوجد دينٌ أو اتجاهٌ ينشأ هكذا في الفراغ دونما مقدماتٍ تؤثر فيه وتفرزه وتساهم في تشكيله وتحديد مساره، فإن أسأنا فهم السياق فسنسيء فهم الظاهرة، والمشكلة أنّ السياق الذي يُقدم لنا لفهم الإسلام من خلال الروايات والسيرة والأحاديث هو سياقٌ شبه أسطوريٍّ غير تاريخيٍ وغير دقيقٍ وهو لا يُقبل بشكلٍ عامٍ إلّا لكون المصادر الأخرى أكثر ندرةً وأقل تفصيلًا وتحتاج إلى جهدٍ في تجميعها معًا كي ترسم لنا صورة ما حدث فعلًا.

لا شكَّ أنَّ المسألة بحاجةٍ للكثير من الدراسات، فلو أردنا أن نفهم كيفية نشوء الإسلام علينا أن نفعل ذلك في إطار التطورات السياسية والدينية والاجتماعية التي كانت سائدةً في الجزيرة العربية وعلى الأخصّ شمالها، ففي تلك الفترة كان لدينا حُمّى صراعٍ دينيٍّ وسياسيٍّ مستفحلٍ في المنطقة بين اليهود والمسيحيين والزرادشتيين، مع فوران دعوات دينيةٍ متنوعةٍ، وعقائد مهووسةٍ بقرب القيامة ونهاية الزمان، لدينا الصحراء العربية التي تستقبل الوفود والطوائف المهاجرة إليها هربًا من الاضطهاد الديني البيزنطي المسيحي الملكاني، يهودًا وسامريين وأبيونيين وإسينيين وغير ذلك لدينا ممالكٌ وسلالاتٌ عربيةٌ حاكمةٌ منتشرةٌ في المنطقة، كالمناذرة اللخميين في العراق، وهم المسيحيون النسطوريون الموالين للفرس، ثم الغساسنة في الشام المسيحيون المونوفيزيون والموالون للروم، ثم الحِمْيَريون في اليمن المتأثرون باليهودية والموحدون بإلههم الرحمن،

ولدينا إمبراطوريتان متهالكتان (الروم والفرس) من جرّاء صراعٍ طويلٍ بينهما، انتهى بمواجهاتٍ عنيفةٍ قضت على ما تبقى من نفوذ الاثنين، ما أدى بهما إلى محاولات تفكيك وترويض النفوذ العربي اللخمي والغساني في العراق والشام، ما سيفسح المجال لجماعاتٍ عربيةٍ أخرى مهاجرةٍ من الجنوب إلى الشمال لتملأ الفراغ السياسي القائم، وتحصل أخيرًا على حكم المنطقة من خلال بعض المعارك العسكرية، هذا وسوف تستعر لاحقًا الصراعات بين العرب أنفسهم تنازعًا على السلطة والمُلك، ونجد أنّ كثيرًا جدًا من الشواهد القرآنية والإسلامية تقطع بأنها مرتبطةٌ جذريًا بهذا السياق وليست منفصلةً عنه.

وأيًا كان الدور الذي لعبته الدعوة الإسلامية في هذا المسرح، فمن المؤكد أنّ الجانب الديني منها لم يبدأ مع محمَّد، ولم ينتهِ به، بل لعلّها جاءت كحلقةٍ في سلسلة تطوراتٍ معقدةٍ كانت تمرّ بها المنطقة وتفرّعت عن طوائف دينيةٍ عديدة، ثم في لحظةٍ ما ظهرت الحاجة إلى وجود دينٍ عربيٍّ جديدٍ ينافس المسيحية والزرادشتية، وكتابٍ عربيٍّ جديدٍ ينافس التوراة والإنجيل ونبيٍّ عربيٍّ ينافس موسى وعيسى، ومدينةٍ مقدسةٍ عربيةٍ تنافس القدس وبيزنطة بشكلٍ يلائم الإمبراطورية العربية الجديدة الناشئة، ويوحّد بين العرب المتنازعين، ثم في مرحلةٍ ما تمّ إعادة صياغة سيرة محمَّد ودينه بشكلٍ يتناسب مع هذا الغرض.

بالتالي تجب الإشارة إلى أننا هنا – في حديثنا عن دور صحراء جنوب فلسطين- إنما نتحدث عن جانبٍ واحدٍ فقط من جوانب نشأة الإسلام، والخاص بالحرم العربي الأهم، وعن جزءٍ كبيرٍ من نشاط الدعوة المحمَّدية والمصاحب لنزول الكثير من آيات القرآن، ما لا يهمل ضرورة دراسة الدور الشرقي (العراقي) والجنوبي (اليمني) فهذا وذاك يحويان شواهد كثيرة على تأثيرهما على ظهور الإسلام، وتحملان دلائل عديدةٍ – دينيةٍ ولغويةٍ وسياسيةٍ- قد تساهم في فكّ شفرة ذلك الظهور، بل وفي فهم الصراعات التي تلته، سواءً على المستوى السياسي أم الديني بين أهل الشام وأهل المدينة وأهل العراق الأمويين والخوارج والشيعة وآل البيت والعباسيين إلخ.. والتي قد تكون امتدادًا لصراعاتٍ أقدم، وقد تساهم أيضًا في فهم كيفية انتقال المركزية الدينية للإسلام من الشام إلى مكَّة جنوبا.

فهم ما حدث

لا يعلم أحدٌ من أين جاءت الفتوحات الإسلامية تحديدًا، ولا نجد مشكلةً في قبول أنها انطلقت فعلًا من يثرب (القاعدة العسكرية لمحمَّد) كما جاء في السيرة، والتي تحكي لنا أيضًا عن معارك حربيةٍ سابقةٍ وقعت بين محمَّد وجماعته المؤمنين من ناحية والكفار القريشين من ناحيةٍ أخرى، انتهت بسيطرة الأوائل على مكَّة، وبعد عامين تقريبًا من الحروب الأهلية بين العرب، انطلقت الفتوحات خارج الجزيرة.

لكن مراجعة حالة المنطقة في تلك الفترة والنظر في تفاصيل الروايات الإسلامية بخصوص قريش وأصولهم وكذلك تفحّص نهاية صراعهم مع محمَّد وصلح الحديبية وفتح مكَّة ثم علاقة المدينة بالشام في عهد عمر وما تلاه قد يجعلنا نرى الأمر بشكلٍ مختلفٍ نوعًا ونشك في تلاعبٍ تاريخيٍّ لاحق قد حدث، وأنّ الأقرب للحقيقة ربما، في أنّ قريشًا هو على الأرجح اسمٌ لحلفٍ قبليٍّ غامضٍ (يهودي؟ وثني؟) من العرب الشماليين، وأنّ صراع محمَّد معهم دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا أيضًا، كان صراعًا ليثرب مع الشام شمالها لا مع مكَّة جنوبها.

فلو عدنا لتذكّر وجود الحرم العربي الغامض جنوب فلسطين، فيمكن تصوّر-كما يرى البعض- أن صلح الحديبية لم يكن إلّا عهدًا وحلفًا سياسيًا بين أهل يثرب وقريش ضمن اعتراف قريش بمحمَّد، ومكّن المؤمنين أخيرًا من ارتياد البيت المعظّم جنوب فلسطين، والمسيطر عليه من قبل قريش، صاحب ذلك تعاونٌ عسكريٌ تجلّى في انضمام القائدين القرشيين خالد بن الوليد وعمرو بن العاص إلى محمَّد وأتباعه، وهو ما سيتمّ تتويجه بما سيُسمّى: فتح مكَّة، وهو فيما يبدو نوعٌ من السيطرة السياسية على الحرم المقدس تم منحه للنبي العربي الجديد، وسيُتبع ذلك بدعم اليثربيين واليمنيين لأهل الشام في معارك الفتوحات اللاحقة.

لو صحّ هذا التصور، فيمكن القول: إن الأمويين الذين لا يوجد أيّ دليلٍ يربطهم بالإسلام قبل عبد الملك، ظلُّوا على معتقدهم، وظلَّ لهم الحكم المركزي، بينما كان دور حلفائهم في يثرب في زمن محمَّد وبعده مباشرةً هو إخضاع عرب نجد واليمن، فيما سُمي: “حروب الردة”،في تلك الحالة سنتصور علاقة عمر بن الخطاب مثلًا بمعاوية بشكلٍ مختلف، فالثاني لم يكن واليًا معيّنًا من قِبل الأول، كما ستحاول الروايات التاريخية اللاحقة التي صيغت في يثرب والعراق إقناعنا، وإنما الأقرب أنّ معاوية كان الحاكم الأقوى، بينما الأول كان مجرّد حاكمٍ محليٍّ للمدينة.

وبعد نجاح الفتوحات التي ستقودها المدينة، سيبدأ النزاع الداخلي بين العرب، فكما تمّ قتل عثمان (الحاكم الأموي ليثرب) في تمرّدٍ غاضب، تلتها ثورة ابن أبي طالب في العراق، والتي قمعها معاوية (الفتنة الأولى)، في شكلٍ أيضًا سيتمّ تقديمه لنا بشكلٍ شبه معكوسٍ من قِبل الرّواة، كذلك سيتكرر الوضع لاحقًا في حُكم يزيد بن معاوية، حيث سيقوم واليه على يثرب (مروان ابن عم عثمان) بالهرب من غضب أهل المدينة إلى سورية، وسيتلو ذلك ثورة الحسين بن علي في العراق والتي سيقمعها يزيد (الفتنة الثانية).

بعد هذا تأتي موقعة الحرة، حيث أخضع الأمويون يثرب، ثم هروب ابن الزبير وتحصّنه في البيت المقدّس، وحضور جيش يزيد خلفه ليحاصره عام 683 م، وفي كتابه (ص373،374)، يقوم توم هولاند بملاحظة أنه لا يوجد نصٌّ معاصرٌ يوضح لنا إلى أين هرب ابن الزبير تحديدًا، ولا يوجد ما يثبت أنه مكَّة، لكن من تتبُّع نصوصٍ أخرى غير إسلاميةٍ، يرى هولاند أنّ البيت المقصود هو على الأرجح مكانٌ شمال الحجاز؛ بين الكوفة والإسكندرية، وبين يثرب وفلسطين، وهو نفس الموقع على ما يبدو الذي ارتبط نشاط محمَّد به.

يستمر هولاند ليلاحظ (ص375،376) أنه بعد انسحاب جيش يزيد، وشروع ابن الزبير في هدم الكعبة وإعادة بنائها، ظهرت رواياتٌ ذات طابعٍ أسطوريٍّ مدهش، منها أنه في أثناء حفر الأرض -و بمصادفةٍ رائعة- تمّ إيجاد أسس ابراهيم ذاتها! ثم تمّ استخراج حجرٍ أسودٍ تسبب خروجه في اهتزاز الحرم كله، وُجد أنه مختومٌ بختم الله ذاته ومكتوبٌ عليه “أنا الله، رب بكة”، ولاحقًا سوف يتمّ حصار ابن الزبير في ظروفٍ مشابهةٍ على يد جيش الخليفة الجديد عبد الملك بن مروان عام 692. في فترة ما بين الحصارين، شهدت نزاعاتٍ محوريةً، منها إعلان ابن الزبير نفسه كخليفةٍ للمسلمين، وسيطرته على مصر والحجاز واليمن وأجزاءٍ من الشام، وإخماده لثورة المختار الثقفي في العراق، وصداماته مع الشيعة والخوارج هناك أيضًا، ثم في تلك الأثناء، أصدر عامله في العراق أول عملةٍ معروفةٍ تحمل شعارٍ مرتبطٍ بنبوة محمَّد “بسم الله، محمَّد رسول الله” عام 685 أو 686.

وبعد تولي عبد الملك الحُكم، قام بمهاجمة العراق أولًا، حتى انتزعها من سلطة الزبير، وكان ذلك عام 691، لكن المُلفت أن العملات الخاصة بمحمَّد استمرت في الصدور بانتظامٍ هناك تحت سلطة الأمويين.

آنذاك، في عام 691، كان عبد الملك قد انتهى من بناء مسجد قبة الصخرة (أو مسجد إيلياء كما كان يُسمّى) في القدس، والذي تقول المصادر الإسلامية كالكلبي والواقدي واليعقوبي وأيضًا الطبري والحلبي والكواكبي، أنه قد بُني خصيصًا لمنافسة الكعبة التي كان يسيطر عليها ابن الزبير آنذاك، ومحاولةً للحل محلها، وتخبرنا تلك المصادر أيضًا أن المسلمين ظلوا بالفعل يحجّون إلى القدس طيلة ثلاثة سنوات! مع ملاحظة أن الآيات القرآنية المكتوبة على قبة الصخرة في زمن عبد الملك، كانت موجّهةٌ ضد المعتقد المسيحي الذي يؤلّه يسوع، وكانت تحثّ المسيحيين حثًّا على الاعتراف برسالة النبي العربي محمَّد.

أما بعد انتصار عبد الملك النهائي على الزبير عام 692، والذي ترافق مع هدم الكعبة مرةً أخرى وإعادة بنائها على يد الحجّاج؛ فيخبرنا هولاند (ص386،387) أنه مذ ذلك الوقت فقط بدأت عملية تحويل قبلات المساجد الكبرى في مصر والعراق والشام جنوبًا إلى مكَّة التي نعرفها، تلك العملية التي ستستمر في عهد الوليد ابن عبد الملك، وقد صاحب ذلك اعتراف عبد الملك أخيرًا بالمدينة المقدسة وذهابه للحجّ إليها عام 694.

فما الذي جرى هنا بالضبط؟

أولًا فيما يخصّ موضوعنا؛ كيف ومتى تحديدًا حدث نقل الحرم المقدّس من الشمال إلى الجنوب؟

هل تمت بيد الزبير؟ بمعنىً آخر؛ هل قام الزبير بعد الحصار الأول للحرم الشمالي بالانسحاب جنوبًا مع نقل الحرم إلى مكَّة الجنوبية الحالية، وبذا تكون هي التي هدمها الحجّاج؟

وفي تلك الحالة؛ فما الذي يجعل الحجّاج يعيد بناءها في مكانها مرةً أخرى ثم يقوم عبد الملك وأولاده لاحقًا بتحويل القبلات إليها؟ هل هي مثلًا المسايرة لجماعاتٍ مؤمنةٍ منتشرةٍ في الحجاز تعظّم هذا البيت، ومحاولة كسب تلك الجماعات إلى صفه؟

أم أن الكعبة التي هُدّمها الحجّاج هي كعبة الشمال، أما إعادة البناء فتمّ في مكَّة الجنوبية، وبذا يكون الأمويون أصحاب قرار نقل الحرم بعيدا عن مركز حكمهم، ذلك القرار الذي سيدعمونه لاحقًا بتحويل القِبلات جنوبًا؟

و بشكلٍ أشمل؛ هل جاء إصدار الزبير للعملة التي تحمل اسم محمَّد في إطار محاولة توحيد أهل العراق دينيًا، بشكلٍ يهدّئ من ثوراتهم التي كان لها طابعٌ دينيٌّ لا شك فيه، ويضمن له المزيد من السيطرة هناك؟ وهل قرارات عبد الملك والحجّاج المشابهة، كإعادة بناء الكعبة، والاستمرار في إصدار عملات محمَّد، والإضافية، كتعريب الدواوين، وتحويل قِبلات المساجد الرئيسية، وإعادة صياغة النص القرآني، جاءت لأهدافٍ مشابهةٍ: توحيد العرب؟

هل أراد عبد الملك، السياسي البراغماتي الطموح المُهدَّد من البيزنطيين في الشمال، والمتململ من سيطرة الإداريين المسيحيين على شؤونه في سوريا القيام بما قام به الإمبراطور البيزنطي قسطنطين وخلفاؤه من قبل، عندما تبنّى ديانةً شعبيةً منتشرةً، وجعلها ديانةً رسميةً لدولته، مع إعادة صياغتها بشكلٍ يتناسب مع ذلك الدور، ثم محاولة تعميمها بين جميع الشعوب تحت حكمه، بهدف توحيد تلك الشعوب دينيًا، مما يساعد حتمًا في التوحيد السياسي؟

ولكن لماذا مكَّة تحديدًا؟

ربما نجد المفتاح في الآية القرآنية التي تذكر مكَّة بشكلٍ عارضٍ فكما أن الأمويين،كالرومان، قاموا بتبنّي دعوةٍ دينيةٍ موجودةٍ وحقيقيةٍ فعلًا في زمانهم (دعوة محمَّد)، أليس من الأرجح أيضًا، أنهم تبنّوا عاصمةً كان لها جذورًا سابقة؟ ولكن هل لتلك الجذور علاقةٌ بمحمَّد؟ وإن قلنا إن نشاط النبي كان في شمال الجزيرة فهل كانت أصوله مثلًا تعود إلى مكَّة فعلًا؟

لو صح هذا، فقد يفسّر لنا جوانب أخرى من سيرته، مثل محاولته إقناع عرب قريش بإلهه الرحمن ذي الأصول الجنوبية، وقد يفسّر لنا أيضًا أنّ ما تخبرنا به السيرة من أنّ هجرة محمَّد تأخرت عن باقي المهاجرين، فكأنه وصل إلى يثرب بشكلٍ منفصل عنهم، ما يوحي ربما بأنَّه جاء أصلًا من مكانٍ آخر، و هو ما نجد أصداءً له في بعض الروايات. (43)

احتمالٌ آخر، أنّ محمَّدا قد مرّ بمكَّة في مرحلةٍ ما، وربما بعض مناوشاته العسكرية تمّت هناك، وهو ما نجده في الآية، هذا المرور ربما صاحبه نوعٌ من التقديس للمكان.

ذلك كلَّه قد يذكّرنا بمعضلة “المسجد الحرام” في مقابل “المسجد الأقصى”، ومن المحتمل أنها قد تكون المعاني الأصلية لهذين، فلو قلنا إن الحرم الأصلي كان هو ذلك الحرم في جنوب فلسطين فهل يُحتمل أن المسجد الأقصى هو في مكَّة؟!

هذا ما يراه البعض (44) (45) حيث يربطون بين اسم “المسجد الأقصى” وبين موضعٍ يُسمّى “الجعرانة” شمال مكَّة ببضعٍ وعشرين كيلومترًا، ويوردون الكثير من الروايات الإسلامية التي تؤكد هذا الربط (46).

هذا يتركنا مع احتمال أن محمَّدا في مرحلةٍ ما ارتبط فعلًا بمكَّة الحالية، لكنه في مرحلةٍ أخرى بعد الهجرة إلى يثرب، لجأ إلى الصلاة نحو البيت المقدس الرئيسي في الشمال، وهذا هو تحويل القبلة إلى المسجد الحرام، ثم في خضمِّ الصراعات والفتن اللاحقة بين العرب والشاميين، تم تدمير الحرم الشمالي، واستبدال بيتٍ آخر به في مكَّة الحالية، وتكفّلت الروايات بإعادة صياغة التاريخ بشكلٍ يجعل مكَّة هي “البطل الرئيسي” للأحداث.

هوامش ومراجع

(23) كتاب بلدانية فلسطين العربية .جمع النصوص الأب أ.س.مرمرجي الدومنكي، وفهرسها محمَّد خليل الباشا .عالم الكتب .

(24) من صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3381، وبرواياتٍ أخرى بأرقام 1338 – 4419، وكذلك في صحيح مسلم برقم 2980.

(25) PETRA: Lost City of Stone” (in (French)). Civilization.ca. Retrieved 2013-02-03.

(26) Healey، John F. (2001). 4. The Religion of the Nabataeans: A Conspectus. Religions in the Graeco-Roman World 136. Boston: Brill. pp. 107–119.

(27) Jane Taylor، Petra and the Lost Kingdom of the Nabataeans، I.B.Tauris Publishers، 2001 pg. 130

(28) Hommel، First Encyclopaedia of Islam، Vol. 1. p. 380.

(29) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، (11/253).

(30) Alfred Guillaume. Islam. Penguin 1990 pp.7

(31) الراوي:سعيد بن جبير المحدث:ابن حجر العسقلاني – المصدر:الدراية – صفحة : 1/136، وأيضا: المراسيل – صفحة 141.

(32) C. J. Robin، “South Arabia، Religions In Pre-Islamic”، in J. D. McAuliffe (Gen. Ed.)، Encyclopaedia Of The Qur’ān، 2006، Volume Five Si – Z، Koninklijke Brill NV: Leiden (The Netherlands)، pp. 84-85.

(33)J. Ryckmans، “South Arabia، Religion Of”، in D. N. Freedman (Editor-in-Chief)، The Anchor Bible Dictionary، 1992، Volume 6، Doubleday: New York، pp. 174-175; J. Ryckmans، “The Old South Arabian Religion”، in W. Daum (Ed.)، Yemen: 3000 Years Of Art And Civilization In Arabia Felix، 1987؟، op. cit.، p. 110; A. Sima، “Religion” in St. J. Simpson (Ed.)، Queen Of Sheba: Treasures From Ancient Yemen، 2002، The British Museum Press: London، p. 165; A. F. L. Beeston، “The Religions Of Pre-Islamic Yemen” in J. Chelhod (Ed.)، L’Arabie Du Sud Histoire Et Civilisation (Le Peuple Yemenite Et Ses Racines)، 1984، Volume I، Islam D’Hier Et D’Aujourd’Hui: 21، Editions G. -P. Maisonneuve et Larose: Paris، pp. 267-268.

(34) J. C. Greenfield، “From ’LH RḤMN To AL-RAḤMĀN: The Source Of A Divine Epithet” in B. H. Hary، J. L. Hayes and F. Astren (Eds.)، Judaism And Islam: Boundaries، Communication And Interaction – Essays In Honor Of William M. Brinner، 2000، Brill: Leiden

(53) من أشهر الأمثلة على دمج الآلهة هو ما تم من دمج الإله المصري الشمالي الشمسي القديم “رع”، مع إله طيبة الجنوبي الصاعد “المختفي”، “آمون”، مما أنتج الإله الجديد “آمون رع” كحل وسط يرضي الجميع.

(36) The Religion of the Nabataeans: A Conspectus, p26.

(37) PETER JOHN, The Religious Life of NabataeaALPASS, p31.

(38) للاطلاع على بعض تلك النقوش http://www.islamic-awareness.org/History/Islam/Inscriptionshttp://www.islamic-awareness.org/History/Islam/Inscriptions

(39) In the Shadow of the Sword: The Battle for Global Empire and the End of the Ancient World, p. 311-313، 335.

(40)Bosworth، Clifford Edmund (2007). Historic cities of the Islamic world.BRILL. p. 225.

(41) The Syro-Aramaic Reading of the Koran: A Contribution to the Decoding of the Language of the Koran English Edition of 2007 (Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache, 2000).

(42) Dan Gibson, Qur’anic Geography-2011, Independent Scholars Press, 470 pages.

(34) «عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ أَفَصَحُنَا وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا؟ قَالَ: ” كَانَتْ لُغَةُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَدْ دَرَسَتْ فَجَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَحَفِظْتُهَا»، تاريخ دمشق لابن عساكر، حرف الألف، ذكر من اسمه أَحْمَد ومحمَّد والحاشر والمقفى والعاقب، باب ما روي فِي فصاحة لسانه وحسن منطقه.

(44) مقال للدكتور الشيخ مصطفى راشد، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر، بعنوان “لأن قول الحق شرط لصحة الإيمان، المسجد الأقصى موجود بالسعودية” http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=319658

(54) مقال للباحث صباح إبراهيم، بعنوان “أين يقع المسجد الأقصى الحقيقي؟”

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=189134

(64) بعض الروايات:

1- من المغازي للواقدي: «وَانْتَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بِالْجِعِرّانَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فَلَمّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إلَى الْمَدِينَةِ خَرَجَ مِنْ الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَيْلًا; فَأَحْرَمَ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الّذِي تَحْتَ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى، وَكَانَ مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا كَانَ بِالْجِعِرّانَةِ، فَأَمّا هَذَا الْمَسْجِدُ الْأَدْنَى، فَبَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَاِتّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ عِنْدَهُ».

2- من كتاب أخبار مكَّة وما جاء فيها من الآثار للأزرقي ج 2 ص 207: «قال محمَّد ابن طارق: اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة فأخبرني أنّ المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي كان بالجعرانة، أما هذا المسجد الأدنى فإنما بناه رجل من قريش».

3- جاء في مسند أبي يعلى ج 12 ص 359: «عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله يقول: من أهلَّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة».

Post: #432
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 10-14-2018, 02:17 AM
Parent: #431



كتاب "مقدمة في التاريخ الآخر: قراءة جديدة للرواية الإسلامية" للفلسطيني "سليمان بشير " عملاً مؤسِّساً في تعبيد الطريق نحو تاريخ بديل للرواية التقليدية للإسلام . وكما يقول عنه الباحث موريس عايق :
((يبدو عمل الراحل سليمان بشير المعنون بـ"مقدمة في تاريخ الآخر، نحو قراءة جديدة للرواية الإسلامية"، والذي نشر في القدس عام 1984 (2)، عملا بالغاالأهمية وسباقا في مجال دراسات هذه التاريخية النقدية، فهو قد افتتح طريقا لم يسلكها أحد بعده من العرب.

وإضافة إلى الخشية من الإهمال الذي قد يتعرض له عمل بشير وخاصة مع الأسبقية التي يحوزها دوما الوافد الغربي إلينا، فإن هناك سببا آخر لأهمية التعريف بعمل بشير مقارنة بعمل الآخرين. فبشير لا يتجاوز الرواية الإسلامية كما سيفعل بوب،أو كرونه وكوك في عملهما "الهاجريون"، بل سيعمد إلى استكشاف الجذر التاريخي الذي تستند إليه الرواية الإسلامية، والتي تشكل في النهاية المصدر الوحيد الذي يروي لنا بداية الإسلام، بغياب أية وثائق خارجية)).
__________________________________
عودة إلى كتاب "مقدمة في تاريخ الآخر": نحو قراءة جديدة في نشأة الإسلام "



موريس عايق

تظهر حاليا دراسات جديدة (1) تعيد النظر في نشأة الإسلام انطلاقا من المعطيات الأثرية والبحوث الحديثة التي تناولت الإسلام المبكر، دون الاعتماد على الرواية الإسلامية للتارخ تلك الحقبة، بسبب من الالتباسات الكثيرة والقضايا الغامضة وغير المفهومة التي تلابس الرواية الإسلامية.

ضمن هذه الطريق الجديدة التي تشقها هذه الدراسات التي تتعامل مع الرواية الإسلامية كنص أسطوري لا يُركن إليه، يبدو عمل الراحل سليمان بشير المعنون بـ"مقدمة في تاريخ الآخر، نحو قراءة جديدة للرواية الإسلامية"، والذي نشر في القدس عام 1984 (2)، عملا بالغاالأهمية وسباقا في مجال دراسات هذه التاريخية النقدية، فهو قد افتتح طريقا لم يسلكها أحد بعده من العرب.

وإضافة إلى الخشية من الإهمال الذي قد يتعرض له عمل بشير وخاصة مع الأسبقية التي يحوزها دوما الوافد الغربي إلينا، فإن هناك سببا آخر لأهمية التعريف بعمل بشير مقارنة بعمل الآخرين. فبشير لا يتجاوز الرواية الإسلامية كما سيفعل بوب،أو كرونه وكوك في عملهما "الهاجريون"، بل سيعمد إلى استكشاف الجذر التاريخي الذي تستند إليه الرواية الإسلامية، والتي تشكل في النهاية المصدر الوحيد الذي يروي لنا بداية الإسلام، بغياب أية وثائق خارجية.

نقد الرواية، وهو المقدمة لأي "تاريخ آخر" كما سيعنون بشير كتابه، هو الخطوة التي ينجزها بشير في مؤلفه هذت، وهذه الخطوة هي مصدر أهمية عمل بشير والأرضية التي سيبني عليها نتائجه، وإن لم يحاول تقديم رواية متكاملة لما حصل على العكس من عمل بوب (والآخرون الذين اشتركوا معه) وكرونه/كوك، إلا أنه يمكننا بناء هذه الصورة عبر نتائجه ومقارنتها مع عمل بوب بشكل أساسي.

فلنبدأ بعرض عمل بشير.
إن إشكالية تاريخ الفترة الأولى من الإسلام تعود لغياب أية أدلة على وجوده قبل فترة عبد الملك بن مروان، بل أن أول الأدلة التي تشير إلى وجود القرآن تعود إلى الربع الأخير من القرن الهجري الأول. مع هذا الغياب تبدو الرواية الإسلامية كمصدر وحيد برغم ما تعانيه من إشكاليات متعددة، فتواريخها مضطربة إلى درجة كبيرة حتى أن المرء يعجز عن إيجاد تاريخ متفق عليه بين مختلف الروايات.

يبدو هذا جليا في قضية مثل عملية جمع القرآن التي تنسب إلى عثمان بن عفان، إلا أنه توجد روايات أخرى تنسبها إلى أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب، في حين تتحدث روايات أخرى عن عمليات جمع تمت على عهد محمد نفسه. أما الرواية الشيعية فتعطي لعلي بن أبي طالب دورا مميزا في هذا الأمر، بل يصل الاضطراب إلى الحجّاج الذي قام بتنقيط القرآن، وربما بجمعه وتحقيقه كما أشار إلى ذلك الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث في مراسلاته مع عمر بن عبد العزيز، وكيف قام الحجاج بإتلاف "كتابات المهاجرين" و"إنه جمع كل كتاباتكم القديمة وألف أخرى حسب ميوله ووزعها على أمتك في كل مكان.... ولم ينج من هذه الإبادة سوى القليل من أعمال أبي تراب لأنه لم يستطع القضاء عليها كليا".

بل يتعلق هذا التضارب بالرسول نفسه، بين روايات ثبّتت أميته وأخرى تجعله يتقن السريانية التي علمه إياها جبريل. فضلا عن إننا لا نعرف بشكل دقيق عدد أبنائه ولا حتى سنة ميلاده أو وفاته.

وتلك هي أيضا حال الروايات التي تتناول نسب الرسول، فهي مضطربة بشكل كبير على العكس من الرواية السائدة والتي تجعله ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، مما دفع بعض إلى اعتباره مجهول النسب. بل أن هناك رواية تُنسب إلى عمر أنه سأله "يا رسول الله مالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال: كانت لغة إسماعيل درست فجاء جبريل فحفظتها".

كما أن هناك أحاديث تروى عن الرسول تناسب فترات لاحقة، كما في حديث عبد الله بن عمر "القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود"، وكذلك الحال مع الآيات القرآنية، مثل الآية 33 من سورة الإسراء "وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا" والتي تنطبق على قتل عثمان، أو الآية 55 من سورة النور"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" في مسألة الخلافة.

إن نشوء الرواية التاريخية استند إلى الحاجة الدينية مقدما، كما في علم تفسير القرآن (أسباب النزول) حيث سعت الرواية إلى إعطاء الآيات القرآنية مضمونا تاريخيا عبر ربطها بأحداث معينة أو شخصيات، يضاف إليها الحاجة إلى ضبط الإسناد وتوحيده مع ازدياد ظاهرة الحديث عن الرسول والتي ازدادت بكثرة في نهاية العصر الأموي وبداية العباسي (القرن الثاني للهجرة)، على العكس مما سبق حيث كان الحسن البصري يروي دون إسناد.

هذه الرواية –إضافة إلى أسباب أخرى سنأتي عليها- هي التي أعطت المأثور الإسلامي إطاره التاريخي والذي يبدو أنه هو المشكلة برغم محاولات عقلتنه.

إن الإطار التاريخي الذي يبدو أنه يناسب الأحداث هو إطار متأخر عن الإطار الذي تتحرك الرواية الإسلامية ضمنه وهو منتصف القرن الهجري الأول، أي فترة الحرب الأهلية الثانية والتي دارت أحداثها بين المختار الثقفي وعبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان.

فالتقاطعات بين أحداث الرواية السائدة لهذه الفترة والأحداث اللاحقة، كما بين شخصيات الفترتين، كبيرة ومهمة.

تبدو شخصية الرسول وكأنها بنيت على أساس من شخصية محمد بن الحنفية، فكلاهما كني بابي القاسم، برغم نهي الرسول عن أن يجتمع اسمه وكنيته لأحد من بعده، إلا أن الرواية تجد مخرجا في رخصة حصل عليها علي لابنه، وكلاهما لديه ابنة تدعى فاطمة وكنيتها (أم أبيها).

ومن أوجه الشبه الأخرى بين الشخصيتين الحصار الذي ضربه ابن الزبير على محمد بن الحنفية وأهله من بني هاشم بعد رفضه مبايعته، فأرسل المختار "الخشبية" لفك الحصار وفيها صدى لأقوال الرسول ونهيه عن حمل السلاح، وهناك مرويات عن أن الحصار دام ثلاث سنوات.

بعد مقتل المختار يهاجر ابن الحنفية باتجاه آيلة شمالا، وفي رواية أخرى انه هاجر بعد ذهابه إلى الطائف مع ابن العباس، وهنا يدخل عبد الملك مسرح الأحداث ويسمح لابن الحنفية بالدخول إلى أراضيه، فيهاجر إليه بسبعة آلاف ولكن في الطريق لا يبقى منهم إلا 900 في تشابه بيّن مع مسيرة الرسول إلى تبوك والآيات القرآنية التي تتحدث عن المتخلفين.

وعندما حاول ابن الحنفية الحج إلى مكة منعه ابن الزبير (كما منعت قريش محمدا) ولكنه وبعد فتح الحجاج لمكة بسنتين قام بالحج وبعده بثلاثة أشهر مات، وهو ما يتشابه مع سيرة الرسول والذي حج حجة الوداع بعد سنتين من الفتح وتوفي بعدها بثلاثة أشهر.

كما أن العلاقة بين محمد وأبي سفيان عشية فتح مكة تتشابه مع العلاقة التي ربطت كلا من عبد الملك بن مروان ومحمد بن الحنفية.

وهناك أيضا أوجه شبه تربط بين الرسول محمد ومحمد آخر هو محمد النفس الزكية.

وهذا هو أيضا حال عمر بن الخطاب والذي يبدو أن القصص التي وردت عنه اختلطت بروايات لأشخاص آخرين، كما مع عبد الملك بن مروان فيما يتعلق بتعريب الدواوين أو ضرب السكة أو مع شخصية ابن الزبير في توسيعه للكعبة أو الدور المنسوب لعمر في محاولة تقويض صلح الحديبية والذي ربما يشبه هنا ابن الزبير، أو حتى مع عمر بن عبد العزيز.

أما موقف الزبير من علي حيث بايعه أول الأمر ثم عاد وحاربه في موقعة الجمل فهو يشابه سلوك ابنه فيما بعد تجاه محمد بن الحنفية وزين العابدين، حيث أيد أولا الحق العلوي ثم عاد ليطالب محمد بن الحنفية بمبايعته.

أما معركة الأحزاب فتبدو وكأنها إعادة صياغة لمعركة الحرة التي شنها يزيد ضد المدينة، فالمدافعون عن المدينة تحصنوا في خندق الرسول ويزيد رآها ثأرا لأهله الذين قتلوا على يد أهل المدينة، وكذلك فيما يخص الطابع السري للدعوة الإسلامية في بدايتها. ففي قصة إسلام أبي ذر يبدو أن اسم الرسول ومكانه كانا غير معلومين، وهي تعكس أجواء الحركات الشيعية السرية في العهد الأموي.

أما فيما يتعلق بروايات فتح مكة (وقد يكون الفتح الفعلي هو القضاء على ابن الزبير) فهي تبدو غامضة ويحضر فيها أطراف ثلاثة، الرسول وأبو سفيان والقرشيون، و يظهر الأخيرون وكأنهم مختلفون عن أبي سفيان، زعيمهم المفترض، الذي فاوض النبي.

وبعد الفتح تسلم الأمويون كافة مقاليد الدولة الإسلامية، وشكلوا هم وحلفاؤهم قادة ألوية الجيوش التي حاربت القبائل المرتدة والتي كان من ضمنها قبائل مسيحية، مما يناقض الصورة التي تقدمهم فيها الرواية الرسمية كمهزومين. بل أن حروب الردة والتجهيز الذي سبقها والأعداد التي خاضتها تجعلها غير مناسبة للفترة التي تتحدث عنها بل أقرب إلى أجواء احتلال منظم قام به الأمويون في الشام للحجاز وإخضاع القبائل العربية، بعد قضائهم على ابن الزبير.

إن الرواية الإسلامية، وقد كتبت في العصر العباسي الأول، قامت بإضافة الفترة الراشدية إلى التاريخ الإسلامي من أجل الانتقاص من شرعية الحكم الأموي ومنجزاته في مجال الفتوحات وجمع القرآن وغيرها، عبر إيجاد حيز تاريخي يمكن أن توضع فيه هذه المنجزات وهو ما تم بإضافة فترة الخلفاء الراشدين الأربعة، وربما وبشكل خاص تشير موافقات عمر إلى التعديلات التي أدخلها الأمويون على الصلاة وعبادات ومسائل تشريعية أخرى. وحشر الفترة الراشدية بشكل قسري بين الرسول من جهة والأمويين من جهة أخرى كان هو السبب في أكثر الظواهر اضطرابا. وهكذا علينا أن نعيد قراءة الأحداث ضمن إطار تاريخي مغاير للذي تقدمه الرواية السائدة، وان يكن معكوسا بشكل ما ضمن أحداثها.

فالخلفاء الراشدون ربما عاشوا في المدينة بعد وفاة الرسول ومارسوا بعضا من الصلاحيات في المدينة ولكنها كانت صلاحيات وكان ذلك أساسا بموافقة الأمويين- ربما بسبب تحالف الرسول معهم- وتحت إشرافهم وهو الأمر الذي تنعكس ملامحه في الرواية الإسلامية. فعمر لا يسيطر على مواسم الحج، وعثمان يستنجد بمعاوية مما يعني أن المدينة لم تكن تملك المقومات العسكرية كعاصمة، بل أن هناك أدلة على أسبقية الشام فعثمان كان يرسل المعارضين إلى معاوية، كما أن معاوية خاطب علي "أهل الشام حكام لأهل الحجاز"، حتى انه تنسب إليه تهديدات للصحابة بشأن عثمان.

أما الروايات التي تتحدث عن البيعة بعد الرسول فهي تشير إلى دور أموي في اختيار أبي بكر تحت قوة الوجود العسكري للأمويين، مما اقنع الأنصار بالخلود إلى السكينة.

وفي أحداث السقيفة، ستظهر جميع التيارات التي ستشكل فيما بعد التيارات المعارضة للأمويين والتي ربما تمثل التيارات اليهودية –مما يلفت الانتباه في هذا الشأن هو أن الشوام كانوا يعيرون الأنصار خلال وقعة الحرة بكونهم يهودا رغم أنه من المفترض أن اليهود في هذا الوقت كانوا قد أخرجوا من المدينة، كما أن معاوية عير سعد بن عبادة احد قادة العلويين وابن زعيم الخزرج بكونه "يهوديا ابن يهودي"/ فكان أن رد عليه "وثني ابن وثني"- في المدينة التي التفت حول علي.

وملابسات مقتل عمر بن الخطاب تشير إلى معارضة قوية للأمويين من طرف العلويين والزبيريين والعناصر اليهودية في المدينة. مما دفع الأمويين على ما يبدو إلى تشديد قبضتهم بالانتقال إلى الحكم المباشر عن طريق العناصر الموالية لهم ممثلة بعثمان.

إلا أن الغموض يحيط بعثمان بن عفان نفسه والذي ربما شكل مخرجا راشديا- سلفيا للجوانب الايجابية في الدور الأموي ونوعا من حلقة تبريرية لانتقال السلطة إلى الأمويين، إلا انه من جانب آخر يتقاطع كثيرا مع شخصية أخرى وهي عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل المدينة الأموي، والذي وثب عليه أهل المدينة وأخرجوه منها، مما كان المقدمة لمعركة الحرة، حيث دافع أهل المدينة عنها في خندق الرسول،كما يشار إلى أن مروان بن الحكم وابنه عبد الملك كانا ضمن من أخرجوا من المدينة، كما كانا سابقا ضمن من أخرج منها في الفتنة الأولى.

كما أن معارضة عثمان -عبد الله بن مسعود مثلا- سوغت موقفها بأمرين وهما توسع الحكم الأموي، الذي أشير إليه عن طريق تولية عثمان لأقاربه عمالا وولاة، والمعارضة لفرض صيغة موحدة للقرآن ما يوحي بدور عبد الملك في فرض صيغة نهائية للإسلام، تلك التي دخلتها عن طريق الأمويين تأثيرات مسيحية.

يبدو أن الإسلام تشكل بشكل معكوس لما تقدمه لنا الرواية السائدة فهو لم يخرج من الصحراء إلى الهلال الخصيب، بل يجب النظر إليه على انه نشأ كحاجة لحماية وتثبيت الاستقلال الذي قام به الأمويون في الشام عن البيزنطيين، وتوسيع سلطانهم باتجاه شبة الجزيرة وتوحيدهم الهلال الخصيب.

هنا نلحظ فترتين متمايزتين في الإسلام ، الأولى والتي تعكس تأثيرات يهودية وهذا ما أشار إيه كثير من الباحثين كاسم الرحمن وصيام عاشوراء (والذي سيكون يوم مقتل الحسين). وربما أثرت على محمد في الفترة المبكرة من دعوته مجموعة يهودية ذات معتقدات يغلب عليها طابع التصوف والرهبنة مخالفة بذلك اليهودية الرسمية التي كانت سائدة في المدينة.

كما أن هذا الإسلام الأولي حمل معه عداء صريحا للأعراب.

ومفهوم الهجرة المرتبط بالإسلام الأولي كان مفهوما غامضا، وربما يدل على فئة اجتماعية متمايزة، فالرسول كان يميز في رسائله إلى أمراء السرايا بين المهاجرين وأعراب المسلمين، لكن ومع تحول الإسلام إلى دين الدولة توجب فتح باب الهجرة للجميع كما فعل عمر بن عبد العزيز.

أما الفترة الثانية والتي بدأت مع تبني الإسلام من قبل الأمويين، فقد ما أدت إلى بروز تأثيرات مسيحية فيه، كما في تعبير "الرسول" وهو تعبير مسيحي ظهر إلى جانب تعبير النبي. بل أن كلمة "حنيف" والتي أشير عبرها للإسلام كدين العرب الحنيف الذي أسسه إبراهيم، هي بالأصل كلمة أرامية تعني "وثني"، وقد استخدمتها الكنيسة البيزنطية للدلالة على المذاهب المنحرفة والمنشقة.

أما معاوية فقد توج على جبل الجلجلة عند موقع كنيسة جيتسمياني، وعمر بن عبد العزيز لقب بالراهب واختار دير سمعان مدفنا له، كما كني الأمويين من قبل خصومهم ببني الأصفر، ومما يلاحظ انه في الشام لم تكن هناك معسكرات لجيوش الفتح كما في العراق أو مصر، بل كانوا يعيشون في المدن القديمة مع أهلها الأصليين- وربما كانوا هم من أهلها الأصليين- وكانوا يشاركونهم دور عبادتهم –كنائسهم- وذلك بتحويل نصفها إلى مساجد لهم.

وهناك واقعة مهمة في هذا الصدد، وهي الحرب التي استأنفها الروم مع العرب بسبب ضرب عملة خاصة بهم بحسب ثيوفانس، إلا أن الرواية الإسلامية تؤكد أن ما أثار حفيظة الأخيرين هو ذكر عبد الملك للرسول في افتتاح مراسلاته معهم.

إن الأمويون هم الذين دفعوا باتجاه تعريب الإسلام، فظهرت الأحاديث التي تشيد بالعرب وترفع من شأنهم، وأيضا تعريب عبد الملك للدواوين وهذا ما كان جزءا من خطة استقلالية عامة.

كما أن هناك دلائل على أن نشاط عبد الملك بن مروان وابنه الوليد في بناء المساجد في دمشق والقدس كان أساسا لجعلها قبلة للمسلمين. وبالتعارض مع رفع مكانة دمشق ظهرت أماكن مقدسة أخرى كما في مسجد نوح في الكوفة. إلا أن عملية تعريب الإسلام وازدياد وزن العرب فيه دفع إلى تبني مكة، رغم وجود إشارات تدل على عدم تحديد موقع الكعبة فعليا، فقبلة جامع عمرو بن العاص في مصر والتي أشرف عليها ثمانون صحابيا كانت مشرّقة جدا، وتدل الكشوف الأثرية في جامعين أمويين في العراق إلى إنهما كانا منحرفين إلى اليمين.

اختيار مكة كمكان للقبلة دفع إلى اكتشاف أصول قرآنية لمكة، كما في الألقاب التي ذكرها القرآن ونسبت إليها (مثل أم القرى، أو واد غير ذي زرع) دون مبرر تاريخي لهذه التسميات. كذلك محاولة ربط مكة مع تاريخ نبوي يبررها كقبلة، هذا التاريخ الذي ستبرره قصص الأنبياء والتي يبدو أنها دخلت بشكل متأخر إلى الإسلام، فهناك روايات عن ضرورة استئذان السلطة فيها على أيام عمر بن الخطاب، وروايات أخرى تؤكد عدم وجودها في عهود أبي بكر وعمر وعثمان وأنها انتشرت زمن الفتنة.

أما بناء الأنساب القبلية للعرب فهي جاءت لتلائم التحالفات التي سادت خلال العصر الأموي، ولإعطاء شرعية للحكم الأموي نفسه عبر ربطه بقريش وبالرسول، وربما كان الأمر كذلك بالنسبة إلى الروايات المتعلقة بمصاهرات الرسول لأبي بكر وعمر وبدرجة أقل لأبي سفيان أي أنها ذات قيمة سياسية تتعلق بالنقاشات المتأخرة حول شرعية السلطة.

وكذلك يبدو دور العباس الغامض نوعا ما، كما في دوره في بيعة العقبة ورغم عدم إسلامه أو بدر وحتى في مسألة مبايعته لعلي بعد وفاة الرسول، وكأنه إضافة عباسية إلى هذه الروايات.

يبدو أن الإسلام تحول في فترة عبد الملك إلى دين الدولة، وذلك بعد تنظيمه وضبطه على الأقل فيما يخص البنية اللاهوتية الأساسية له والنص المقدس، فإنه يمكن الافتراض أن الفترة السابقة كانت بحكم الجاهلية، حيث التأثيرات اليهودية في المدينة وجنوب العراق، والمسيحية- النسطورية في العراق واليمامة، والمسيحية- اليعقوبية في الشام.

وبهذا الحال يكون الإسلام مع عبد الملك والأمويين مر بمرحلة إعادة إنتاج (تتضمن التعريب وإدخال التأثيرات المسيحية وحتى معاداة اليهود إلى الإسلام الرسولي) وتحويله إلى الدين القومي للهلال الخصيب الموحد مع الجزيرة العربية بما يضمن الاستقلال التام له عن بيزنطة، وفي الوقت ذاته استيعاب الهجرات القبلية التي وفدت على الهلال الخصيب خلال عقود بتأثير الوهن الذي أصاب البيزنطيين.

إن الجوانب الايجابية لعمل بشير تتجلى ليس وحسب في محاولة حل المعضلات التي تثيرها التناقضات الداخلية للرواية التقليدية وعدم اتفاقها، بل أيضا في ما تثيره من إشكاليات بقيت غامضة، فالعربي في الرواية الإسلامية يظهر على ساحة التاريخ مباشرة ممتطيا حصانه، فارسا وشاعرا دونما ممهدات. والفتح العربي تم بسرعة مذهلة، تلاه مباشرة الانتقال إلى تأسيس إمبراطورية مترامية الأطراف، ومعها بداية حضارة جديدة وكل هذا في فترة زمنية قصيرة بشكل غير معقول.

ومن المحير أن العرب المسلمين ارتضوا لأنفسهم وخلال خمسين عام العملة الفارسية أو العملة البيزنطية وما عليها من رسم الصليب وصورة قيصر.

إن محاولة بشير تأتي لبناء سياق عقلاني للأحداث وذلك انطلاقا من الرواية الإسلامية ذاتها، ونقدها. لكن هذا لا يعني أن ما قدمه بشير حل كل المعضلات، يبقى –مثلا- من غير الواضح من هو الرسول، وهل هو شخص آخر غير ابن الحنفية أم أنهما شخص واحد، وخاصة مع وجود دلائل على استمرار إمامة ابن الحنفية حتى أبي جعفر المنصور؟

هناك أشخاص آخرون في الرواية الإسلامية يبقون غير محددي الملامح مثل عائشة أو طلحة بن عبد الله.

والآن سنحاول تقديم الصورة التي أعاد بوب تركيبها للأحداث التي أدت إلى نشوء الإسلام، وبشكل مختصر ومهملين نوعا ما البراهين والنقاشات التي ساقها وسنحتفظ فقط بنتائجها، وفي هذا لن يهمنا عمل بوب نفسه بقدر ما سنتوقف عند تقاطعاته مع عمل بشير والضوء الذي يمكن له أن يلقيه على الموضوع.

تبدأ رواية بوب للأحداث من الحرب البيزنطية- الفارسية، والانقلاب العسكري الذي طرأ عليها مع الهزيمة القاصمة التي تعرض لها الفرس عام 622م (والتي هي أيضا بداية التقويم الهجري)، وما تلاها من إحراق هرقل لمعبد النار الأكبر 623م، وذلك بمساعدة من القبائل العربية(3) المسيحية، حتى نهاية الحرب ومقتل كسرى الثاني ابرويز 628م. هذه الهزيمة أدت إلى انهيار الإمبراطورية الساسانية، ومعها كذلك النخبة الدينية الزارادشتية.

كان قد تم الاتفاق بين الفرس والبيزنطيين على أساس استعادة الوضع كما كان عليه عام 590م، إلا أن الإمبراطورية الساسانية المنهارة لم تقو على الاستمرار، وانتقلت السيادة في مناطق بلاد الرافدين وسورية إلى الأمراء المحليين من العرب المسيحيين الشرقيين، والعرب الساسانيين الذين كانوا سابقا حلفاء للفرس، وأصبحوا الآن أمراء حرب لحسابهم الخاص على هذه المناطق التي كانت تحت السيادة الساسانية.

كان من الصعب توحيد هؤلاء مع البيزنطيين، فقد كان عصيا أن يجدوا حلولا للمشكلات اللاهوتية المتفاقمة بينهم.

وهكذا بدت السيادة العربية كوراثة للإمبراطورية الساسانية المنهارة، وتحققت بالتعاون مع البيزنطيين، ومما يدل على هذا إعادة تنظيم الإمبراطورية التي قام بها هرقل بعد انتصاره وحيث يبدو أنه قد أخرج سوريا من أراضي الإمبراطورية المباشرة (4).

فيما بعد قامت سياسة هرقل تجاه المشرق البيزنطي كاستمرار لسياسته تجاه الساسانيين، وهي الحفاظ على التوازن مع العرب المسيحيين. هذه السياسة التي لم تستطع أرملته الاستمرار فيها فيما بعد فاضطرت إلى الانسحاب من الإسكندرية 642م.

إن أول الأمراء العرب هو معاوية، وقد دون اسمه على النقود، التي ستبقى تحمل نقوشا ساسانية وبيزنطية- مسيحية، مع لقب أمير المؤمنين، هذا اللقب الذي تمت قراءته بطريقة ارتجاعية. فالقراء رأوا فيه المعنى الإسلامي للقب، والذي هو نتاج الرواية الإسلامية المتأخرة والتي دونت في العصر العباسي، بينما اللقب نفسه ينتمي إلى الموروث المسيحي لعرب إيران، وهو يفيد بسلطة محلية ويمكن ترجمته بـ"أول المؤمنين" والمؤمنين تحيل هنا إلى المسيحيين العرب.

عبارات أخرى ظهرت على قطع النقود مثل "خليفة" و"عبد الله" وهي تستند إلى أصول مسيحية ومحلية، بل إن اسمي عبد الله ( عبد وجمعها عباد، وليس تلك التي جمعها عبيد) ومحمد لا تنتمي إلى عربية مكة وهي تبدو كأسماء أجنبية بالنسبة إلى منطقة الحجاز.

تابع معاوية في سوريا السياسة الساسانية، وربما يكون قد نقل عاصمة ملكه إلى دمشق من أجل تأمين السيادة عليها، خاصة وأن السيادة في المناطق الشرقية قد حسمت مع انهيار الإمبراطورية الساسانية، ولكنها تبقى مسألة مشكوك بها في القسم الغربي بحكم استمرار الإمبراطورية البيزنطية.

كذلك استفاد معاوية من أهمية دمشق، التي فيها قبر النبي يوحنا المعمدان، وهو شخصية محورية في المسيحية العربية، وقد قدم معاوية نفسه كحام لـ"الحرم- قبر يوحنا المعمدان"، كما يبدو في القطع النقدية العائدة إلى عصره.

بعد وفاة هرقل (أما خلال حياته حيث يبدو أن العرب قد قدروا له صنيعه فلم تحدث اضطرابات بينهم) قام معاوية بمحاولة احتلال القسطنطينية بإدخال القوى البحرية متفاديا الخطأ الفارسي، ولكن هذه المحاولة فشلت أمام أسوار القسطنطينية، مما دفع أميرا عربيا آخر في القسم الشرقي إلى التمرد عليه وهو عبد الله بن الزبير (الزبير ربما يكون اسم عائلة)

بينما سيخلف معاوية في القسم الغربي عبد الملك (شخصيات يزيد ومعاوية الثاني وحتى مروان هي شخصيات مشكوك بوجودها فلم تصل أية قطع نقدية او نقوش تعود إليهم).

ومع عبد الملك بدأ تاريخ الإسلام، فالفترة التي سبقت لم يكن العرب إلا مسيحيين.

تعتبر فترة الإسلام التي بدأت مع عبد الملك بمثابة الإسلام-I، وفيها ظهرت العبارات التي تحيل إلى محمد رسول لله.

إن المحمدية في زمن عبد الملك لم تكن إلا مسألة مسيحية داخلية، ومحمد رسول الله تشير إلى شخصية يسوع المسيح.

ذلك أن ضرورة تأمين الاستقلال عن بيزنطة من ناحية، والدور العربي المتزايد في الدولة الناشئة عبر عن نفسه في إنتاج فهم عربي للاهوت السوري المسيحي، وهو ما كان بمثابة إعادة النظر إلى المسيح انطلاقا من الدين القبلي للعرب في إيران وبلاد الرافدين.

المسيح هو عبد الله ورسوله، وكذلك هو محمد عبد الله. ويلعب التوحيد في الفهم العربي للمسيحية دورا مركزيا وهو ما نجده إلى اليوم في الكنيسة الأثيوبية.

إن إسلام فترة عبد الملك وأولاده فيما بعد بقي يتحرك ضمن المجال المسيحي الداخلي، وحتى حربه مع جستنيان الثاني لم تأخذ معنى جهاديا، بل إن ما حرك الصراع بينهما هو التنافس على المشروعية الدينية على الأرضية المسيحية ذاتها، فما أن أصدر جستنيان نقودا عليها عبارة "خادم المسيح" في إشارة إليه، حتى قام عبد الملك بسك نقوده تحمل عبارة "خليفة الله"(5)، بل أن شعار-محمد سيبدأ بالظهور مع بيت إيل، والذي يستعاض به عن الصليب الذي كان في النقوش السابقة.

ربما يكون بيت إيل وحتى شعار- محمد، مفهومان كإشارة إلى الدولة الجديدة على أنها إسرائيل الجديدة، الدولة المستقلة، وعلى أنها العقد بين الله وشعبه، في استعادة للتقاليد السامية.

والأعمال العمرانية الضخمة وذات الطابع الإمبراطوري التي وسمت مرحلة عبد الملك وابنه الوليد لا يمكن إلا أن تكون ضمن دائرة تأسيس الشرعية الدينية المستمدة من حماية الحج إلى "الحرم" والحفاظ عليه في القدس ودمشق.

تبدو قبة الصخرة كنيسة لا جامعا، بل إن العبارات التي نقشت عليها تتوجه إلى المسيحيين لتؤكد على الطابع الرسولي للمسيح (محمد رسول الله) وعلى وحدانية الله.

إن هذه المفاهيم المحمدية للإسلام أتت من مناطق الرافدين، وبهذا يمكن الحديث عن أن الإسلام لم يتحرك من الجنوب إلى الشمال إنما من الشرق إلى الغرب.

لعبت بعض التأثيرات اليهودية من العهد القديم، فيما يتعلق بالنبيين موسى ووليه هارون دورا في بناء شخصية مرافقة للرسول محمد كولي له هي شخصية علي. كذلك أسهمت التقاليد القبلية والفهم القبلي للرسول في إعطائه نسبا. إن هذا التطور للمحمدية الخاصة بعبد الملك سيصل إلى حدوده القصوى في القسم الشرقي، في بلاد الرافدين.

الفترة الأخيرة من الحكم الأموي كانت فترة الاضطراب الديني لعموم المنطقة، وحتى مع الفترة الأولى من قدوم العباسيين (وهم يمثلون صعود النخبة الساسانية الزارادشتية واستعادة مواقعها كما مع أسرة البرامكة، والجهاد ضد بيزنطة لن يكون إلا تكرارا للحرب البيزنطية –الفارسية)، والذي بدأ دعوتهم أبو مسلم الخراساني، ومما يلفت الانتباه أن كلمة "مسلم" بدأت تظهر في تلك الفترة.

أول الأمراء العباسيين المعروفين هو السفاح، ويبدو أن فهم السفاح للرسول محمد لم يختلف عن فهم عبد الملك له وكونه هو نفسه عيسى. إن ما يحسم مسألة إن كان المقصود بمحمد هو عيسى أو شخصية تاريخية مستقلة هو صفة عبودية الله، وأصلها التأكيد على عبودية المسيح.

غياب هذه الصفة من وصف محمد سيكون أول دليل على تحول محمد من شخصية المسيح إلى شخصية مستقلة تاريخيا، وهو ما تم كما يبدو على عهد المأمون، وهو الذي جمع القرآن وقدمه ككتاب مستقل للمسلمين، بينما لم يكن هناك سابقا إلا "كتاب الله" وهو مجموعة من الكتابات المتنوعة. أما سنة نبيه والتي كانت ترد دوما بالترافق مع "كتاب الله" فهي لم تكن تشير إلا إلى أعمال موسى النبي.

إن المأمون، وربما كان أبو مسلم الذي يأتي من الشرق بجيوشه العربية-الشرق إيرانية والتركية إلى العرب في بغداد صورة أولية له، قدم نفسه بمثابة "خليفة الله" ولأسباب مغايرة للأسباب التي دفعت عبد الملك سابقا، فعوضا عن الصراع على الشرعية الدينية على الأرضية المسيحية كان المأمون يخوض صراعه مع الإمام علس الرضا... الإسلام (في صيغته النهائية) سيكون إذن من عمل المأمون الذي أمسى "خليفة الله" و"الإمام"

ربما يستطيع المرء أن يلحظ نقاط مشتركة مهمة بين كل من عملي بشير وبوب، وكذلك نقاط الافتراق بينهما. الميزة الأساسية لبوب هي أنه يقدم لنا الخلفية التاريخية التي يفتقدها عمل بشير. بالمقابل يقدم لنا بشير قراءة جديدة ومهمة للرواية الإسلامية، التي أهملها بوب بالرغم من أنها تشكل مصدرا هاما وغنيا بالأحداث والتفاصيل الفريدة.

إهمال الرواية الإسلامية واعتبارها إنتاجا متأخرا وأسطوريا تماما، يطرح مشكلة التراث الشفهي الذي نشأت عنه. فهل من الممكن بناء تراث شفهي بهذا الحجم وفي فترة قصيرة نوعا ما، بحدود قرن ونصف وقرنين من الزمن انطلاقا من لا شيء؟ وأكثر من هذا من قبل مجموعات لم تكن مضطهدة ومتخفية كما كان المسيحيون الأوائل.

هذه النقطة تبقى صعبة القبول، حتى لو قبل المرء اعتبار هذا التراث الشفهي قائما على أرضية أسطورية في قسم كبير منه، وان الصياغة النهائية له لم تنفصل عن احتياجات وتشويهات السلطة السياسية وبناء الشرعية لها.

بالمقابل يمكننا اغناء عمل بوب تحديدا بالقراءة المميزة التي قام بها بشير للرواية الإسلامية، والتي علينا أن نتعامل معها (الرواية الإسلامية) بحذر شديد وننظر إليها بما تقدمه لنا من أصداء عن التاريخ، أكثر من كونها تقدم تاريخا صرفا لا أدلة إلى الآن على وجوده.

إن أول التماثلات بين عمل بشير وبوب هي أن كلا منها يعتبر أن منطقة الهلال الخصيب هي الأصل الذي نشأ منه الإسلام، وان فترة عبد الملك هي بمثابة اللحظة المحورية في الإسلام ونشأته كدين.

فالخلفية التاريخية للحرب الفارسية- البيزنطية التي قدمها بوب قد تكون مفيدة لمعرفة من هم الأمويون الذين بقوا غامضين عند بشير سوى أنهم من الشام.

بالمقابل يفسر الأمويون أيضا الاتجاه المسيحي الذي برز في الإسلام، ولكن عند بوب يبدو الأثر المسيحي هو الأثر الأولي، ولكن هذا لا يمكننا من فهم مصدر التأثيرات اليهودية في الإسلام، والتي لا يمكن لنا إرجاعها وحسب إلى التوراة، فالنصوص القرآنية تبدي تشابهات كبيرة مع نصوص تلمودية، مما يعني أن هناك تأثيرا يهوديا مهما ولا سبيل إلى اعتباره تأثير ثانويا للعهد القديم، بالمقابل من الصعب تفسير التأثير اليهودي انطلاقا مما وفد من بلاد الرافدين في فترة الاضطراب الديني في أواخر الفترة الأموية و بداية الفترة العباسية. إن الظواهر اليهودية في الإسلام تبدو بمثابة حجر الأساس، وسابقة على التأثيرات المسيحية المتأخرة والتي يدلل عليها ليس وحسب التسليم بعيسى، بل كذلك العداء الكبير لليهود في الإسلام، والذي يبدو إنه إسهام متأخر في الإسلام.

بالمقابل يلاحظ المرء أن تشابهات مهمة بين الأصداء التي نقلت عن النقاشات اللاهوتية التي دارت في العصر الأموي حول مسائل الجبر والحرية، مع تلك المسيحية في الفترة السابقة مباشرة.

كما يمكن بوضوح التمييز ضمن الإسلام بين فترتين، واحدة منهما تخضع لتأثيرات يهودية جلية ومعادية للعرب، والأخرى تبدو فيها تأثيرات مسيحية وترفع من شأن العرب بشكل واضح وتعتبرهم مادة الإسلام، والاختلافات هذه لا يمكن تفسيرها بما يقدمه بوب، وخاصة أن المرحلة الأولى (ذات التأثيرات اليهودية والمعادية للعرب) لا يمكن أن تكون لاحقة على التأثيرات المسيحية العربية التي تميز الإسلام الآخر، من هنا ربما علينا أن نقول أن الإسلام بدأ يهوديا، وليس مسيحيا كما يرى بوب.

أما تأخير بناء صياغة نهائية للإسلام (بما يتعلق بالشخصية المستقلة للرسول) حتى عصر المأمون فإنها صعبة القبول، فلم يصل إلينا أي شيء يحتمل أي تأويل ممكن لكون محمد هو المسيح من تلك الفترة، من شأنها أن تحمل بشكل أو بآخر ذكريات متعلقة بمثل هذا الطرح. خاصة أن عاصفة لاهوتية قد نشبت بعصر المأمون، اشتهرت بمحنة القرآن، عللها بأن الفقهاء قد ضاهوا بقولهم في القرآن قول النصارى، إلا أنها من المستبعد أن تكون إشارة إلى بناء صياغة نهائية للقرآن ضدا من تأويلات ذات بقايا مسيحية، وخاصة أن الذين حاربهم المأمون، أي أهل الجماعة، كانوا أبعد الناس عن أي تصور يمكن مقاربته بما يقدمه بوب، بالرغم من أنهم كانوا يحسبون على الأمويين من وجهة التعاطف السياسي.

أما فيما يخص الفهم العربي للاهوت السوري فهو يزيد من تعقيد الموضوع، فما نعرفه عن التيارات اللاهوتية لتلك المرحلة هي النسطورية، واليعقوبية وأخيرا الملكية، ومن المستبعد أن يتطور أي شيء من النسطورية أو اليعقوبية باتجاه مشابه لما تطورت إليه مسيحية عبد الملك، أما التيار اللاهوتي الأقرب للإسلام وهو الأريوسية (6) فكان منتهيا وقتها، ولم يعد قوة فاعلة. على العكس من هذا يمكن أن نرى في العراق في ذلك الوقت نشاطا يهوديا قويا، ومن غير المستبعد أن القصص التي نقلتها الرواية الإسلامية عن اليهود في المدينة، والإشارات لاستمرارهم إلى فترة الحروب الأموية، أو حتى إنهم أخوال الرسول وجده، تعطي إشارات عن الجذور اليهودية للدعوة، ولا يكون التفسير عندها نتاجا لفهم عربي للمسيحية، بقدر ما هو توليفة متأخرة لتيارات متنوعة بين اليهودية والمسيحية بدأت في فترة عبد الملك (ربما بعد قضائه على تمرد ابن الزبير) وما بعده.

حتى العرض الذي يقدمه بوب لتطور مفهوم آل بيت محمد يبدو من العسير قبوله، وإشارته إلى الصراعات التي عاشتها الدولة الأموية وفشل التيارين، تيار آل بيت محمد والتيار الثاني الذي يدعو إلى دولة الله (الخوارج) تدل على اعتماده المصادر الإسلامية الداخلية، والتي بدونها لا يمكن إعطاء مفاهيم إيديولوجية للصراعات التي عاشتها الدولة الأموية.

ما يمكن لنا عمله هو أن نأخذ الخلفية التاريخية التي يقدمها لنا عمل بوب القائمة على انهيار الإمبراطورية الساسانية وبداية الاستقلال العربي الذاتي في مناطق الهلال الخصيب، ومن ناحية أخرى أن نسترشد بعمل بشير في قراءة الرواية الإسلامية بطريقة مختلفة، وبما يتناسب مع المعطيات الأثرية الموجودة، لهذا سنقول مبدئيا إن الرواية الإسلامية التي تقدم لنا فترتين منفصلتين (الفترة الممتدة من بداية الدعوة حتى فتح مكة ثم الحرب الأهلية الثانية) هي في الواقع رواية لفترة تاريخية واحدة، انشطرت فيما بعد إلى فترتين، وتم إدخال الخلفاء الراشدين وحتى معاوية بينهم للتقليل من شرعية الأمويين الذين تمرد عليهم العباسيون من ناحية، ومن ناحية أخرى بناء الزمن المقدس، واليوتوبيا الإسلامية ، وإعطاء بعد تاريخي للحدث القرآني.

إن الأهمية التجارية لخط الحرير يمكن أن تعطينا سببا إضافيا لفهم الحرب الفارسية- البيزنطية، وهو الخط الذي ارتبط به تاريخ نشوء ممالك وتضخمها كتدمر ومملكة الأنباط. لقد استوجب انقطاع في خط الحرير خلال الحروب الفارسية-البيزنطية إيجاد طريق أخرى له. يمكن لنا هنا أن ننظر إلى أهمية مكة كطريق بديل للطريق السابقة مع عدم إمكانية استخدام البحر الأحمر بسبب شعابه المرجانية.

وقد أشار القرآن إلى الأهمية الخاصة لرحلتي الصيف والشتاء(7)، ويمكن لنا أن نرى حرب الفجار على إنها إشارة لمحاولات فارسية للسيطرة على هذه الطريق المارة عبر الجزيرة العربية، وكذلك المحاولات الحبشية (والفارسية) لاحتلال اليمن ومكة، كإشارات متأخرة لأهمية هذة الطريق.

إن الخط التجاري المار من اليمن عبر مكة إلى فلسطين هو خط قديم حمل بضائع يمنية سابقا، إلا أن أهميته ازدادت مع فترة الصراع الفارسي- البيزنطي.

أهمية هذا الخط، ومروره عبر مكة، هو التدليل على إن مكة وربما المدينة معها، دخلتا خلال الفترة الأخيرة في علاقات مكثفة مع الهلال الخصيب، مما يبرر حضورها في الإطار الداخلي للهلال الخصيب في تلك الفترة بعد انهيار الإمبراطورية الساسانية، وبدء فترة السيادة العربية الذاتية في تلك المنطقة، والذي بدأ تعريبها منذ زمن سابق وبعيد وبتأثير تحولات مناخية، وربما بشكل متسارع منذ سقوط تدمر على يد الرومان.

مع غياب أية إشارات إلى الإسلام خلال فترة معاوية، لا يمكننا إلا وضع فترة معاوية ضمن الإطار المسيحي الشرقي للمنطقة، وربما يكون نشاط النبي (الذي لا نعرف اسمه وخاصة أن أسماء محمد، وعبد الله يمكن أن تلعب دور الصفات أيضا، وربما يكون ابن حنيفة نفسه) بدأ في نهاية فترة معاوية، أو أقدم ولكن عندها لا يكون تجاوز النشاط المحلي، وربما السري، الذي نرى أثرا له في الرواية الإسلامية.

ربما كان النبي كان لتأثيرات يهودية، ضمن النشاط اليهودي في بلاد الرافدين أو المدينة، وربما كان أصلا نشاطا إصلاحيا يهوديا صرفا.

إن الأهمية التي أخذها النبي ربما كانت مع بداية التمرد الذي قام به ابن الزبير، والذي يجد سببه في محاولة معاوية التحول إلى الملك، فالرواية الإسلامية تنقل لنا صورة لمعاوية تشبه من ناحية شيخا عشائريا لاتحاد قبائل (والصراع القبلي هو سمة ستبقى خلال كل العصر الأموي) ومن ناحية أخرى على أنه أول الملوك، ولا يمكن لمحاولة معاوية احتلال بيزنطة أن تتم بدون محاولات لتحويل سلطته إلى سلطة ملكية مركزية ربما دفعت العرب الآخرين إلى التمرد عليه أو الرفض، وخاصة في المناطق الشرقية، المتضررة من انتقال العاصمة إلى دمشق.

إن التمرد الذي كان على خليفة معاوية عبد الملك التعامل معه لم يكتف بأخذ أبعاد قبلية، إنما اتخذ أيضا أبعادا دينية في منطقة مضطربة بين الكنائس اليعقوبية والنسطورية والملكية، يضاف إليها اليهود والزادشتيين وغيرهم، وهكذا ربما كان هناك تأثير يهودي بين المتمردين في وادي الرافدين، والذين كانوا من أتباع النبي، أو المتعاطفين معه.

والإشارات التي تنقلها لنا الرواية الإسلامية عن دعم حبشي لابن الزبير وحتى بيزنطي ستكون مفهومة في إطار الصراع الذي كان عبد الملك يخوضه ضد البيزنطيين.

بعد الانتصار الذي حققه عبد الملك على ابن الزبير (حيث كانت حروب الردة وفتح مكة هي أصداء للحملة الأموية على مناطق الحجاز والعراق وإخضاعها) والذي سبقه تحالفه مع الرسول وتبني دعوته، سعى عبد الملك إلى توحيد القبائل العربية في دولة واحدة، وترسيخ هذه الوحدة عبر بناء دين قومي لها، يضمن بواسطته تأمين الاستقلال النهائي عن بيزنطة، وهو ما كان متعذرا على الأرضية المسيحية السابقة.

إن تبني عبد الملك للرسول حتم إضفاء تعديلات مهمة على الدعوة ذات الطابع اليهودي، وإدخال مؤثرات مسيحية، وأيضا الإعلاء من شأن العرب بشكل خاص، وحتى البدء باختراع سلاسل انساب تربط الأمويين بين والرسول.

ذلك أن سلاسل الأنساب العربية تعكس لنا صورة التحالفات التي سادت في العصر الأموي، ومحاولات إعطاء شرعية للحكم الأموي، في محيط تشكل علاقات القرابة محورا أساسيا في فهمه للعالم.

لكن بالمقابل علينا الانتباه إلى أن تبني عبد الملك للرسول لا يعني تحويل الإسلام بشكل ناجز إلى دين الدولة، إنما اعتبارها نقطة البداية في مسيرة تكون الإسلام، التي لا تبدو واضحة بشكل نهائي. فالقصور التي خلفها لنا الأمويون بعد عبد الملك لا تعكس مفاهيم إسلامية في عمارتها وزينتها التي بقيت ساسانية، وحتى في رسوماتها الجدارية، بل تدل على استمرارية للتقاليد السابقة على الإسلام، مما يعني أن الإسلام لم يتكون دفعة واحدة مع عبد الملك وخلفائه، أو على الأقل لم يصبح بعد نمطا للحياة.

إن المساومة التي حصلت بين الرسول وعبد الملك لم تتم بدون معارضة ما من أتباع الرسول أنفسهم، وهذا ما تدل عليه ربما القصص التي تقدم لنا صورة لمجموعتين، مجموعة علي و مجموعة عمر، أو حتى الاعتراضات ذات السمة الدينية على النبي نفسه والتي قدمتها الرواية الإسلامية على أنها بداية تكون الخوارج، أهم تيار معارض تعين على الدولة الأموية محاربته، ولن تنتهي من الصراع معه إلا بانتهائهما معا.

إن الجذور اليهودية للدعوة، والتسوية الأموية التالية معها ربما تسمح بفهم أفضل للإسلام ، من افتراض فهم توحيدي عربي، لا توجد دلائل عليه (إلا بمقارنته مع الكنيسة الأثيوبية) ولا يفسر التشابهات الكثيرة التي يعكسها القرآن مع النصوص التلمودية.

فالفترة التالية لحكم عبد الملك كانت فترة اضطراب ديني، من بين ما يدل عليها أن القبلة أخذت وقتا ليتم تثبيتها في مكة، في حين كانت سابقا تنتقل بين دمشق والقدس وربما أمكنة أخرى في شمال الحجاز وهناك أحاديث عن أما كن مقدسة في العراق أيضا وهو ما ستحفظه التقاليد الشيعية. كذلك كانت فترة اضطراب سياسي يمكن أن نفهمه بصعوبةِ بناء الدولة مع استمرار القبائل كوحدات أساسية، لكن علينا أن ننتبه أن القبائل العربية هذه هي قبائل عايشت لفترات طويلة الساسانيين والبيزنطيين وليست قبائل الحجاز والجزيرة البدوية التي تقدمها لنا الرواية الإسلامية.

إن البنية النووية للإسلام، التي تقوم على الرسول ومفاهيم دينية توحيدية يمكن اعتبارها على أنها نشأت في تاريخ مضطرب منذ فترة عبد الملك وأبنائه، وريما يكون القرآن قد جُمع في فترة لاحقة (وان كانت قد وُجدت بدءا من فترة عبد الملك نصوص يمكن اعتبارها كمصدر أولي للقرآن، و تمثل كتاب الله) من نصوص متنوعة وربما بعضها سابق على هذه الفترة، إلا انه من المستبعد أن يكون الإسلام انتظر عهد المأمون ليعثر على شخصية مستقلة تاريخيا لرسوله، لكن الصيغة المنظومية المتكاملة للإسلام لن تتشكل إلا مع عصر التدوين وبناء الرواية الإسلامية وإعطاء صيغة نهائية للنص القرآني وللحدث التاريخي الذي يمكن تأطيره داخله.

يمكن لنا وضع نقطة انطلاق الإسلام في فترة الحرب الأهلية التي عاشها العرب، بعد استقلالهم في مناطق الهلال الخصيب، وهو لم ينشأ وحسب من الحاجة إلى الاستقلال عن بيزنطة إنما أيضا ضمن واقع الحرب الأهلية وضرورة توحيد العرب.

الإسلام بهذا لم يخرج من الجزيرة إلى الهلال الخصيب، بل إن ما حصل هو العكس تماما، لقد انتقل الإسلام من الهلال الخصيب إلى الجزيرة، وكان بمثابة الدين القومي للدولة الناشئة في الهلال الخصيب. أما الحجاز فلم يدخل إلا متأخرا مع التحولات التي أصابت الخط التجاري، وقد دخل كمنطقة ملحقة في فترة الأحداث التي عصفت بالهلال الخصيب وقتها، وفيما بعد دخلت في الرواية المتأخرة للزمن المقدس وأيضا كأرض الآباء المقدسة، ربما على غرار ديمون بالنسبة للسومريين.

خاتمة
تعاني الفترة الممتدة من السنة الأولى للهجرة حتى سنة 72 للهجرة غيابا للوثائق التي تدل على الإسلام، وأحداث الجزيرة العربية ونشوء الدعوة فتبقى منطقة مظلمة تماما، بالمقابل تتأخر الرواية الإسلامية المدونة لها بما ينوف القرنين عن زمن الحدث الأصلي، وتعاني من كثير من الثغرات مما يدفع الكثيرين إلى ستبعادها، مما يعني أن أية رواية لما حصل تبقى رواية مفترضة حتى تظهر أدلة تثبتها أو تدحضها.

التاريخ المدون للبدايات الضبابية التي تسم الأديان جميعها ليس تاريخا للأحداث كما حصلت، إنما تاريخ للأحداث كما يجب أن تكون قد حصلت، تاريخ تدخله علاقات القوة وحاجات الشرعيات السياسية، تاريخ للمتعالي والمقدس والأبطال، ومهمته إعطاء المعنى للعالم الذي يعيشه البشر، تاريخ منتخب واختراع للأصول، وليس رواية لما حصل فعلا.

مسألتان فقد يمكننا أن نكون على يقين منهما: أولاهما تأخر تحول الإسلام إلى نمط حياة متكامل إلى نهاية العصر الأموي أو بداية العباسي، والثانية أن تصورنا للتطور السياسي للإسلام (من خلافة راشدة إلى خلافة- ملك وانتهاء بملك عضوض) كما تقدمته الرواية الإسلامية خاطئ تماما ومغاير لما حصل، وهو ينتمي إلى التاريخ القيمي، إلى النقد الذي رفعه الفقهاء في العصور المتأخرة على حكامهم عندما قدموا على الضد منهم عصرا ذهبيا كان الحكم في الإسلام بمثابة تراجع عنه. وهذا يتوافق مع ما أسماه بجمالية فهمي جدعان ب"الزمان الملحمي" (8) الذي شكل بؤرة محورية في رؤية الفقهاء ورواة الحديث وحتى المؤرخين – الذين أنتجوا هذا التاريخ- للعالم، التاريخ الذي يتجه نحو الأسوأ انطلاقا من زمن ذهبي مقدس، وربما ما علينا إلا أن نقول أن هذه البداية لم تكن إلا في لا مكان، إنها اليوتوبيا الشرطية للملحمة.

الهوامش
1- نشير هنا إلى سلسلة من الكتب والتي تناولت موضوع نشأة الإسلام ، وهي "القراءة السريانية الآرامية للقرآن" للوكسنبرغ، و"البدايات المعتمة" و"الإسلام المبكر" كمؤلفين مشتركين بإشراف كارل هاينس أوليش.

وهناك مراجعة نقدية للكتاب الثالث منها في مقال "تهافت التحريفية الجديدة" لدانييل برنشتيل على موقع القنطرة

http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-471/_nr-569/_p-1/i.html
وأيضا عمل للدكتور رالف غضبان عن الكتاب الأول في مقاله "معاني القرآن على ضوء علم اللسان"

http://www.middleeasttransparent.com/article.php3؟id_article=1430
وما سأعتمد عليه هنا هو دراسة فولكر بوب من الكتاب الثاني "البدايات المعتمة"

Karl-Heinz Ohlig / Gerd-R. Puin (Hg.)
Die dunklen Anfänge
Verlag Hans Schiler

الدراسة
Wieso dunkle Anfänge des Islam؟
Zur Frühgeschichte des Islam
Volker Popp

كما تجدر الإشارة إلى عمل "الهاجريون" لباتريسيا كرونه ومايكل كوك والذي ترجمه نبيل فياض ضمن هذا الاتجاه، وقد أشار بشير إلى هذا العمل في كتابه.

2- الدكتور سليمان بشير محاضر في جامعة النجاح في نابلس بالضّفّة الغربيّة الفلسطينيّة، وقد وضع الكتاب على أساس المادّة المكتشفة لأول مرة من مكتبة الجهرية القديمة في دمشق.

3- من هنا فصاعدا لن يعني أي حديث عن العرب إلا العرب الذين يتحركون ضمن الهلال الخصيب، في بلاد الرافدين والشام ولا علاقة للقبائل العربية في الحجاز إلا إذا أشير إلى هذا.

4- إن نظرة إلى الوضع البيزنطي العسكري في سوريا وبلاد الرافدين تظهر الصورة واضحة إلى حد ما، ففي الولايات البيزنطية الثلاث والولاية العربية لم يكن هناك جنود نظاميون، وقد تولى الحراسة جنود مستأجرون من الأصدقاء العرب.

أما في سوريا فكان الجنود في الشمال، وأكبر الحاميات كانت حامية أنطاكية وتقدر بـ 1500 جندي، وبعدها حامية قنسرين وتضم بضع مئات. أما في القسم البيزنطي فوُجد بضعة آلاف من القوات الجيدة.

مقابل هؤلاء قد يصل عديد قوات العرب الأصدقاء إلى عدد القوات البيزنطية النظامية في سورية والعراق وفلسطين، بل قد يبلغ ضعفيها أو ثلاثة أضعافها.

كما أن الحاميات العربية المحلية قد ساوت عددا، أو ربما تجاوزت عدد الجنود البيزنطيين النظاميين، وكانت الحاميات قرب حلب وتكريت وهيت. ص 81-84. "بيزنطة والفتوحات الإسلامية المبكرة". ولتر كيغي، ت: نقولا زيادة، دار قدمس ط1، 2002.

5- نلاحظ أن تطور استعمال مفهوم الخليفة مغاير لما قدمه لنا التراث السياسي الإسلامي، والمرة الأولى التي يرد فيها التعبير يدل على سلطة محلية دون أي ارتباط برئاسة دولة، وفيما بعد ومع عبد الملك يصبح الخليفة هو خليفة الله، أما تعبير "خليفة رسول الله" فهو إضافة متأخرة على سيرة الأحداث، وهذا ينسجم أكثر مع المنطق التاريخي، والبناء اللاحق لـ"لعهود الذهبية المقدسة".

ومن هنا يمكن أن نرى أن الحضور المبكر لما سماه الجابري –في عمله "العقل الأخلاقي العربي"- بأخلاق الطاعة ونسبه إلى الموروث الأخلاقي الفارسي، والذي حدد بداياته مع سالم وعبد الحميد في الفترة الأموية المتأخرة، مؤسس في الدولة الإسلامية – كما يحضر لدى الدولة البيزنطية مع جستنيان الثاني - بينما يمكننا أن نعتبر الموروث الأخلاقي العربي (وكذلك الإسلامي) الخالص بمثابة إضافة متأخرة.

6- تجدر الإشارة إلى أطروحة مهمة للمؤرخ الاسباني أنياسيو أولاغي والتي قدمها إلى العربية إسماعيل الأمين في كتابه "العرب لم يفتحوا الأندلس" عن دار رياض الريس، ط1- 1991.

يرى اولاغي أن الذي حصل في الأندلس هو تطور داخلي باتجاه الإسلام وانه لا وجود لفتح عسكري، وهو ليس إلا أسطورة تاريخية متأخرة. والأسرة الأموية لا تنتسب إلى القرشيين إنما إلى القوط.

ما يهمنا هنا هو أن ما ساعد على دفع تطور المسيحية في بلاد الأندلس باتجاه الإسلام عدة عوامل، بعضها متوافر في حالتنا إلا أن هناك عاملين مهمين غائبين، أولهما المثال الذي يُحتذى، وفي حالة الأندلس كان المثال الذي يدفع إلى التماهي معه هو الشرق الإسلامي، وهكذا فان المسيحية تطورت باتجاه إسلام كان موجودا أصلا.

والثاني وهو الأهم أن الكنيسة التي تطورت باتجاه الإسلام هي الكنيسة الأريوسية،وهي غائبة هنا، لكن ربما تجدر الإشارة إلى نص مهم وهو نص للقديس يوحنا الدمشقي يتحدث فيه عن الإسلام في كتابه "هرطقات" ويرى أن محمدا كان يعرف الكتاب المقدس وانه خضع إلى تأثير راهب أريوسي (بحيرى).

إلا أنه يتوجب التعامل بكثير من الحذر مع هذه الشهادة، فهناك شكوك حول نسبتها إلى يوحنا الدمشقي، وعلى الرغم من أنها تشير إلى وجود أثر أريوسي، بل وتذهب إلى حد أبعد وترى الإسلام من داخل الأرضية المسيحية حيث يتحدث يوحنا عنه في "هرطقات"ـه، إلا أنه من ناحية أخرى ينظر إلى محمد على أنه شخصية تاريخية مستقلة.

7- هذه النقطة كانت منطلقا لعدة أعمال مهمة، على سبيل المثال لا الحصر عمل خليل عبد الكريم "قريش"، انطلقت من التطور التجاري لمكة مما أدى إلى تحلل البنية القبلية وتغير الشروط الاجتماعية وجعل من الدولة ضرورة ملحة، وهذه الدولة احتاجت إلى شرعية تبررها وهذه الشرعية كانت الإسلام، فالإسلام كان الطريق إلى الدولة.

تعتمد هذه الأعمال على الرواية الإسلامية بشكل كامل وهكذا فإنها تحمل معها كافة مشاكلها، فلا أدلة أثرية تسندها، وموقفها من التناقضات التي تطرحها الرواية الإسلامية هو عقلنتها، وتبقى المشاكل المتعلقة بالفتوح الإسلامية السريعة وبناء الإمبراطورية، والعربي الفارس الذي يظهر فجأة في التاريخ وباني الدولة، والذي يمكن قبوله بصعوبة، لأن ما فيها يتعلق بمكة والمدينة وحتى الطائف لا أكثر.

8- فهمي جدعان. المحنة: بحث في جدلية الديني والسياسي في الإسلام. دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان. ط1- 1989 ص 312- 322

Post: #433
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 10-19-2018, 06:30 PM
Parent: #432

"الكتاب الملعون" يصدر من جديد..!

في نهاية سبعينات القرن العشرين، ظهر في القدس، صوت متفرد، انه الدكتور سليمان بشير، العائد حديثا من ألمانيا، حاملا إجازة دكتوراه في التاريخ.

لسبب غير مفهوم، بدا ان بشير، لا يريد ان يضيع وقتا، وكأنه يعلم، بان عمره سيكون قصيرا، وبانه يعمل في بلاد "تقصر العمر"، فأصدر اطروحته عن الحركة الشيوعية في المشرق العربي، وبالإضافة الى عمله الاكاديمي، نشط حزبيا في صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وتوالت إصداراته، ولعل اهمها (جذور الوصاية الأردنية) الذي صدر عن وكالة أبو عرفة بالقدس، ولقي الكتاب اهتماما من الباحثين والجمهور، لرصانته وجديته، وللموضوع الذي يناقشه بالوثائق.

ورغم ما بدا من توجه بحثي له طابع سياسي، لدى بشير، كما يمكن ان يستشف من كتابه (جذور الوصاية الأردنية) ومجادلاته السياسية-الفكرية، على صفحات صحف ومجلات الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وصحيفة الطليعة، التي رأس تحريرها بشير البرغوثي، زعيم الحزب الشيوعي الفلسطيني، الان ان اهتمامات الرجل، كانت موجهة لمسار اخر جديد ومختلف، ظهر في كتابه (توازن النقائض) ضمنها محاضراته الأكاديمية في جامعة بير زيت في الجاهلية وصدر الاسلام.

وكل هذا النشاط كان ينبيء، عن جهود باحث، لديه الكثير ليقوله، وهو ما ظهر عام 1984م، في كتابه (مقدمة إلى التّاريخ الآخر: نحو قراءة جديدة للرواية الإسلامية)، الذي حاكم فيه فترة صدر الإسلام، معتمدا على وثائق ومخطوطات، عثر عليها في المكتبة الظاهرية في دمشق، وحصل بشير، كما يذكر في مقدمة كتابه على صور منها بمساعدة الدكتور منذر صلاح رئيس جامعة النجاح الوطنية انذاك، والدكتور هشام ابو رميلة من قسم التاريخ فيها، والدكتور صائب عريقات مدير دائرة العلاقات العامة فيها وشكرهم: "على مساعيهم الحميدة في تصوير وتأمين وصول المخطوطات".
وحصل بشير، على إجازة تفرغ لمدة عام من جمعية الدراسات العربية برئاسة فيصل الحسيني، لكتابة مخطوطة الكتاب، ولكن ما حدث بدا غريبا، فبشير وجد نفسه فجأة وحيدا، والكل يتنصل من الكتاب حتى قبل صدوره، فاضطر لطباعته على حسابه الشخصي، في طبعة محدودة، لم تتجاوز الـ 200 نسخة، واخذ ببيعها بنفسه.

ورغم عدد النسخ القليل، والذي استهدف المثقفين، إلا ان ذلك لم يحل دون ان توجه لبشير اتهامات عديدة، لتجرؤه، في بحث علمي، على محاججة قضايا مهمة في التاريخ الإسلامي، ووصل الامر الى فصله من عمله في جامعة النجاح.
وتخلى عنه الشيوعيون، المحسوب عليهم، لأنه لم يكن ضمن اجندتهم، الدخول في معارك ثقافية ثقيلة من هذا النوع، فبقي بشير وحيدا في معركة غير متكافئة. ولم يناصره الكتاب والمثقفون.

ورغم هذا "الجحود" الفلسطيني، الا ان الكتاب وجد طريقه إلى الخارج، وصدر بطبعات غير مرخصة، وتم تداوله من قبل مؤيدين لما جاء فيه، في حين حظي بنقد لم يرتق إلى مستوه البحثي كما في مقالة كتبها الباحث المصري كمال النجمي في مجلة (الهلال) العريقة.
ولكن في هذه الاثناء رحل الدكتور سليمان بشير، وحسب مقربين له، فانه رحل مفعما بالغربة، التي شعر به، بعد أزمة كتابه "الملعون".

ورغم رحيله، بقي كتاب بشير "ملعونا" من جهات اكاديمية فلسطينية عديدة، حيث هوجم من قبل هذه الاوساط.
وفي الوقت ذاته، نشر مؤيدو بشير، ومعظمهم من خارج فلسطين، كتابه على الانترنت، واصبح بإمكان من يريد تنزيله، وسماع وجهة نظر صاحبه الغائب.

ومؤخرا، اصدرت دار الجمل في المانيا، التي يديرها الشاعر العراقي خالد معالي، طبعة جديدة من كتاب بشير، بعد 28 عاما من صدور طبعته الاولى محدودة التوزيع في القدس، وكأن لسان حالها يقول بان الأفكار لا تموت.

http://alrawwya.blogspot.com/2012/04/blog-post_07.htmlhttp://alrawwya.blogspot.com/2012/04/blog-post_07.html

Post: #434
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 10-28-2018, 05:10 AM
Parent: #433

كتابة القران بين السردية الإسلامية التقليدية والأبحاث المعاصرة



Post: #435
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 11-09-2018, 02:40 AM
Parent: #434


Post: #436
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 11-12-2018, 03:31 PM
Parent: #435

حوار.. محمد المسيّح يتحدث عن مخطوطات القرآن والاختلافات بين المصاحف الحديثة (الجزء 1/3)
الأول 7 يونيو، 2018 0 9 ‫دقائق‬

في هذا الجزء الأول من الحوار الذي أجراه موقع “الأول” مع الباحث محمد المسيح المتخصص في علم مخطوطات القرآن القديمة يتحدث بداية عن مساره الأكاديمي الذي خوله له، الغوص في مخطوطات القرآن القديمة لمقارنتها مع المصاحف الموجودة الآن، كما نقف مع المسيح على الدراسة التي قام بها من أجل الوقوف على الاختلافات الموجودة بين المصاحف ويقف بالأخص على أهم الاختلافات الموجودة بين القراءتين المشهورتين حفص عن عاصم وورش عن نافع.

بداية من هو محمد المسبح، وما هو تخصصه حتى يتحدث عن مخطوطات القرآن والأخطاء والتغييرات التي عرفها في سيرورة نسخه وقراءاته إلى غير ذلك ؟

المسيّح باحث مغربي من مواليد مدينة فاس سنة 1966م بدأ دراسته الجامعية في علوم الأحياء والأرض بجامعة سيدي محمد بن عبد الله ولم يكملها، ثم انتقل في سنة 1989م إلى أروبا وتابع دراسته الحرة بعيداً عما بدأه في المغرب بسبب الصدمة الثقافية التي جعلته يعيد التفكير في المسلمات التي اكتسبها منذ نعومة أظافره وحبه لمادة التاريخ والفلسفة، فدرس تاريخ العرب والإسلام من مصادر إسلامية،

ثم انتقل اهتمامه إلى تفسير القرآن لفهم علاقة النص القرآني بمحيطه التاريخي والجغرافي، ومقارنة هذه التفاسير بعضها ببعض، وعندما حج والدها إلى مكة سنة 1999م وبعد حادثة القراءات وسؤال والدته عن الفرق بين قراءة ورش عن نافع وحفص عن عاصم، إتجه اهتمامه نحو دراسة القراءات المختلفة الأربعة عشر وكذلك القراءات الشاذة، ثم دراسة رسم المصحف، وللمزيد من المعرفة والتدقيق في البحث بدأ يبحث عن مؤسسة علمية تدرس التاريخ المبكر للإسلام والمخطوطات القديمة للقرآن، فسمع بتأسيس معهد إنارة المتخصص في التاريخ الإسلامي المبكر والقرآن التابع لجامعة ساربروكن الألمانية سنة 2007م وزداد حماسه للتعرف والتواصل بأعضاء هذا المعهد خصوصًا لما عرف أن الدكتور اكريستوف لكسنبيرغ صاحب كتاب القراءة السريانية-الأرامية للقرآن وهو أحد مؤسسي هذا المعهد، حتى تمكن من التواصل معه من خلال صديق سوري يعيش في ألمانيا وتربطه علاقة صداقة بالأستاذ لكسنبيرغ،

فأثمر هذا التواصل بالتلمذة على يديه دامت 448 ساعة أكاديمية في ظرف ثماني سنوات فدرس خلالها مادة الفيلولوجية وعلم الخطاطة والمخطوطات، وخلال هذه الدراسة عمل مساعدا له ولبعض الباحثين العالمين من بينهم الأستاذ الأب إدوارد ماري جاليز Édouard-Marie Gallez، وشارك ببحث أكاديمي معه نشر في المجلد السابع لسلسة كتب معهد إنارة بعنوان: Suspicions of Ideological Manipulation and Codicology A Provisional synthetic Approach، ثم ببحث خاص في المجلد الثامن بعنوان قصة أصحاب الفيل بين التاريخ والخرافة The Elephant Story in the Qur´än Myth, History or Both، ونظم مؤتمر هلسنكي سنة 2013م بشراكة بين جامعة هلسنكي ومعهد إنارة بعنوان Early Islamic History (700-800 CE) the Origins of the Qur`än وبعد نجاح هذا المؤتمر قامت إدارة المكتبة الوطنية الروسية بسان بتربورغ National Library of Russia بالموافقة على طلب نشر صور ودراسة مخطوطة مارسيل 18.

تتحدث في بداية كتبكم، مدخل لمخطوطات القرآن، عن قصة قراءة والدتك للقرآن والاختلاف الموجود بين رواية ورش ورواية حفص، وذكرتم أن هذه الواقعة دفعتكم إلى التوجه إلى البحث في مسألة الاختلاف، ماهو المسار الذي قمتم به على المستوى الأكاديمي للتخصص في مخطوط القرآن ؟

دارسة القراءات المختلفة كان الهدف منها معرفة سبب وجودها: هل هي فعلاً كما هو شائع؛ اختلاف في اللهجات بين قبائل العرب أم شيئًا آخر؟ فإتجهت نحو دراسة جل المراجع التي تعالج موضوع القراءات المختلفة وعلى رأسها المصاحف للسجتاني والمقنع لأبي عمرو الداني، والمسير لمحمد فهد خاروف، وغيرها من المراجع المهمة في هذا المجال، ما توصل إليه فيما يخص القراءات الأربع عشرة لا يتعلق بإختلاف اللهجات العربية! وإنما في التنقيط والتشكيل والتهميز وألف المدّ مما يدل على أن النص الأول لم يكن يتوفر على هذه الخصائص؛ فإختلف اجتهاد القراء أسفر عن هذا العدد الكبير من القراءات، فلو كان هذا النص محفوظًا في الصدور كما هو شائع، لكانت هناك قراءة واحدة فقط، كقراءة القصائد الشعرية “للعصر الجاهلي” التي وصلتنا من زمن بعيد بقراءة واحدة فقط لا أربع عشرة قراءة كما هو الأمر في النص القرآني! ولهذا السبب فكر في دراسة المخطوطات القديمة للقرآن؛ لأنها تحمل أسرارًا لم يتحدث عنها علماء الإسلام لجهلهم لها أو تجاهلهم لها.

طيب ما هي أهم الاختلافات التي وجدتموها بين القراءتين المشهورتين، حفص عن عاصم وورش عن نافع ؟

كما سبق ذكره هذه الإختلافات في القراءات سببها غياب التنقيط وألف المدّ والتشكيل والتهميز للنص الأصلي، فالطريقة سهلة لوضع قراءة من القراءات؛ حيث يؤخذ النص بدون هذه الخصائص ثم محاولة تنقينطه وتشكيله وتهميزه حسب السياق، وهكذا وصل عدد القراءات المشهورة في القرن الثاني الهجري إلى خمسين قراءة بحسب كتاب “كامل في القراءات لأبي القاسم الهُذلي”، بل وصل عدد الروايات واختلاف طرق القراءات إلى 1459 طريقة ورواية. فأهم الإختلافات بين رواية ورش وحفص كثيرة جدًا والمثال الذي قدمته ولدته من سورة الزخرف “الملائكة الذين هم عند الرحمن” أو “الملائكة الذين هم عباد الرحمن” فالمعنى الجوهري متقارب والاختلاف طفيف فيما يخص كلمة “عند” و”عباد” فألف المدّ لم تكن موجدة، وفي الأصل “عىد” فالمقرأ وضع نقطة فوق النبرة فأصبحت “عند” والثاني وضع نقطة تحت النبرة “عبد” وبما أن الملائكة بالجمع أضيفت ألفًا صغيرة كعلامة على المدّ فأصبحة “عباد” بكل بساطة.

Post: #437
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 11-13-2018, 06:38 AM
Parent: #436

حوار..

المسيّح يتحدث عن إختلاف لغة مكة عن لغة القرآن وضياع بعض الآيات (2/3)

‬ في الجزء الثاني من حوار محمد المسيّح، الباحث المتخصص في المخطوطات القرآنية، يتحدث عم مراحل تدوين القرآن وحقيقة ضياع بعض الآيات من القرآن التي لم تبق موجودة في نسخة القرآن التي تم اعتمادها في عهد الخليفة عثمان بن عفان، كما يتحدث عن أسباب هذا الضياع التي ظهرت من خلال الرجوع إلى المخطوطات القديمة التي اكتشفت مؤخرا وخصوصا من خلال مخطوطة صنعاء،

ويعود أيضا المسيّح إلى إشكال غياب التنقيط والتهميز والتشكيل في النسخ الأولى وكيف أدى ذلك إلى تحوير مجموعة من الكلمات، ويتحدث كذلك عن إشكال اللغة في وقت نزول الوحي والاختلاف بين لغة القرآن واللغة التي كانت سائدة في الصحراء العربية التي يعتبرها، الباحث، مختلفة تماما عن اللغة التي كتب بها القرآن.

تحدثتم في كتابكم عن مرحلة تدوين القرآن، وكيف أنه في مرحلة معينة، تم التخلص من مجموعة من النسخ التي دونت في المرحلة الأولى بحرقها وتوحيد المصحف في عهد عثمان، هل ضاع في هذه العملية في رأيكم الكثير من أجزاء القرآن في هذه المرحلة ؟

المصادر الإسلامية تخبرنا عن الجمع الثاني للقرآن في عهد الخليفة عثمان بن عفان، والسبب هو وجود مصاحف كثيرة مختلفة على الساحة، أهمها مصحف عبد الله بن مسعود، ومصحف أبيّ بن كعب، ومصحف علي بن أبي طالب وغيرها، مما أدى إلى نزاعات بين المسلمين على قراءة المصحف الصحيحة حتى كادوا يقتتلون فيما بينهم، مما دفع الخليفة عثمان لإزالة فتنة الصراع القائم، وقام بأمر تدوين مصحف رسمي للدولة يقبل به الجميع ثم يحرق ويتلف باقي المصاحف، والسؤال المطروح: هل ضاع شيئاً من القرآن بحرق هذه المصاحف؟ فالجواب: بالتأكيد لوجود سورة الأحزاب على سبيل المثال لا الحصر تضاهي سورة البقرة كما أخبر أبيّ بن كعب الصحبي زر بن حبيش، والأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها.

هناك الحديث عن آيات أسقطت أو ضاعت من القرآن، هل من عند الرجوع إلى المخطوطات الأصلية الموجودة، يظهر سبب هذ الضياع أو كيفيته ؟

بالفعل من خلال بعض المخطوطات القديمة يظهر آثار الزيادة والنقصان كما هو الحال في طرس صنعاء DAM01.27-1 ، لكن ما ذكره عبد الله بن عمر وغيره عن هذا الضياع في المصادر الإسلامية هو اعتراف ضمني بحقيقة هذا الضياع؛ حيث قال ابن عمر:”لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله. وما يريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير. ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر منه” وأنظر على سبيل المثال الدر المنثور للسيوطي. فهذا الضياع له أسباب عديدة منها ما يتعلق بالحالة العامة التي كان يعيشها الصحابة من استنفار دائم للغزوات وفيما سبق بالإضطهاد الممارس عليهم من قبل خصومهم، فلا توجد مدرسة بمعنى الكلمة يقضي فيها الطالب وقتاً وسط الكتاب، ويحفظ أو يكتب النص كما سارت عليه الأمور في العصر العباسي.

المواد البدائية التي كانت يدون عليها النص القرآني لا تقاوم الزمن، وسن الصحابة لم يكن يسمح بالحفظ الراسخ في العقول، وأما قول أن العرب كانوا يحفظون النص بمجرد سماعه فهذا يفنده ما جاء من اعتراف ضمني من بعض الصحابة بضياع جزء كبير من هذا النص المؤسس، كذلك عدم وجود محترفين ونساخ يحيطون بالرسول وقت تأسيس النص، أضف على ذلك أن الحروف التي كتب بها النص؛ كانت قاصر من ناحية التنقيط والتشكيل والتهميز وحروف المدّ المتفق عليها. النسيان كذلك عامل من عوامل الضياع، وغيرها من الأسباب التي أنتجت هذا الضياع.

تتحدثون في كتابكم، أيضا على مسألة التنقيط والتشكيل والتهميز في القرآن، وأن هذه العملية حورت الكثير من المعاني التي كان عليها القرآن كيف ذلك ؟

في غياب التنقيط والتشكيل والتهميز وحروف المدّ، تصبح عندنا فوضى تراكم القراءات المختلفة التي تخضع لرسم واحد، فما بالك بوجود مصاحف أحرقها الخليفة عثمان بن عفان وقضى الحجاج بن يوسف الثقفي على ما تبقى منها؛ فقد كانت على الساحة خمسين قراءة على الأقل اختير منها أربعة عشر قراءة. أنظر كذلك: الكامل في القراءات لأبي القاسم الهذلي.

وكشاهد على خطورة هذا الموضوع، فبالرغم من وجود أربعة قراء من خيرة الصحابة والتابعين؛ وهم عبد الله بن مسعود، وأُبَيّ بن كعب، وابن عباس، والضحاك بن مزاحم؛ كلهم قالوا أن الآية 23 من سورة الإسراء تقول:”ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه…” بدلا من “وقضى”! ويعلل ابن عباس هذا الخطأ بقوله: إن أصل الكلمة “ووصى” فالتصقت الواو بما بعدهما فصارت “وقضى” ويبرر قراءته بالقول:”ولو كان على القضاء ما عصى الله أحد قط؛ لأن خلاف قضاء الله ممتنع”.انظر تفسير الرازي على سبيل المثال.

فلو كان هناك حفظ محكم، وحروف منقطة ما كان لهذه الكلمة “ووصى” أن تنقلب “وقضى” وشتانا بين الوصية والقضاء.

تعود أيضا في كتابك إلى مسألة مهمة جدا، من خلال الخلفية التاريخية، والتقسيم الذي كان تعرفه المنطقة العربية إلى العربية “البتراء”، والصحراء العربية، وشبه الجزيرة العربية، ومن الملاحظات التي دونتها أن مخطوطات القرآن القديمة كتبت بخط غير الخط الذي كان متداولا في الجزء العربي (الصحراء) الذي تتحدث المراجع الإسلامية على أنه مهبط الوحي هل معنى ذلك أن التاريخ يكذب الرواية الإسلامية بهذا الشأن؟

بحسب الأستاذ روبرت كير Robert M. Kerr الإخصائي في اللغات القديمة والنقوش، يذكر شيئاً خطيرًا عن التقسيم الإداري الروماني التي كانت تعرفه بلاد العرب؛ فهناك العربية البتراء Arabia Petraea أي عرب الشمال ، وفي الوسط الصحراء العربية Arabia Deserta ، وفي الجنوب العربية السعيدة Arabia Felix. انظر المجلد السابع لمعهد إنارة الألماني ص: 39- 45.

فالغريب أن القرآن كتب بأحرف تنتمي إلى العربية البتراء رغم عجزها ونقصها؛ لأنها لا تحتوي على كل الحروف المنطوقة، في حين يوجد الخط الثمودي الذي ينتمي إلى مكة والمدينة كاملا لا ينقصه سوى حرف الثاء! وبالتالي هذا دليل قاطع على أن القرآن لم يولد في مكة والمدينة كما تقول المراجع الإسلامية وإنما في الشمال، وهذا يؤيد ما توصلت إليه المستشرقة الدنماركية-الأمريكية باتريسيا كرون Patricia Crone من أن مكة لم تكن موجودة في القرن السابع الميلادي، انظر كتاب تجارة مكة وظهور الإسلام.

Post: #438
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 11-13-2018, 05:25 PM
Parent: #437

المسيّح:

مخطوطة برمنغهام ليست الأقدم.. وهذه أهم الاختلافات بين المخطوطات والمصحف (3/3)


في الجزء الثالث والأخير من حوار محمد المسيّح المتخصص في مخطوطات القرآن القديمة، يتحدث عن أهم المخطوطات التي اشتغل إليها في مساره العلمي، ويوضح حقيقة الإدعاء أن مخطوطة برمنغهام هي أقدم مخطوطة للقرآن، ويبيّن كيف الحجج التي تجعلها في المرتبة الثالثة، في التحقيب الزمني، بعد طرس صنعاء ومصحف باريسنو-بيروبوليتانس، كما يوضح أهم الاختلافات الموجودة بين هذه المخطوطات والمصحف الذي يوجد بين أيدينا اليوم، كما يتحدث المسيح عن مشاريعه الجديدة في دراسة المخطوطات القديمة بعد كتابه الأخير مدخل لدراسة المخطوطات القرآنية.

ما هي أهم مخطوطات القرآن التي اشتغلت عليها، في سياق عملك، وأي مخطوطة يمكن اليوم اعتبارها أقدم مخطوطة للقرآن؟

أهم مخطوطة اشتغلت عليها في سياق عملي هي مخطوطة مارسل ١٨ . 18 Marcel وتنتمي إلى مصحف باريسنو-بيروبوليتانس Codex Parisino-petropolitanus وهو مصحف وجد في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة وأخرج في عهد الحملة الفرنسية على مصر، بالخط الحجازي خالية من التنقيط والتشكيل والتهميز، وغياب ألف المدّ في العديد من الكلمات وعلى رأسها ڡلوا “قالوا”، تعود الربع الأخير من القرن السابع الميلادي، وهي ثاني أقدم مخطوطة في العالم بعد طرس صنعاء DAM01-27.1.

عند اشتغالك على مخطوطة برمنغهام ما هي أهم الخلاصات التي توصلتم لها؟

بالنسبة لمخطوطة برمنغهام Mingana Islamic Arabic 1572a f 1-2، والتي زُعم أنها أقدم مخطوطة للقرآن في العالم، بعد الضجة الإعلامية التي فجرتها بي بي سي بتاريخ 22 يوليوز 2015م في مقال بعنوان: أقدم رقع القرآن التي عثر عليها في جامعة برمنجهام، معتمدين في هذا الإدعاء على الفحص بمادة الكربون المشع C14 دون أن يعلموا أن الكربون المشع قد يكون في المواد التي صنعت منها هذه الرقع قبل تجهيزها!

وهذا ما ينبه عنه الدكتور فرنسوا ديروش François Déroche أكبر متخصص في علم المخطوطات العربية وعلى رأسها مخطوطات القرآن القديمة؛ فيطلب من الباحثين في هذا المجال أن ينتبهوا للخصائص الفنية التي توجد في المخطوطة من خط وزخرفة وقراءة والمادة المخطوط والحبر وحجم الرقع وطريقة ترتيبها وغيرها من الخصائص لتقدير عمر المخطوط، وطبقًا لهذه النصيحة العلمية يمكن أن نقول أن مخطوطة برمنجاهم ١٥٧٢ /أ ليست أقدم مخطوطة للقرآن في العالم بل هي الثالثة في الترتيب بعد طرس صنعاء ومصحف باريسنو-بيروبوليتانس

وأهم الأسباب التي نرتكز عليها وجود ألف المدّ بعد القاف في كلمة ڡڡالوا “فقالوا”. أنظر الرقعة الأولى الوجه بداية السطر السابع عشر في هذه المخطوطة، وهذه الخاصية لم تكن موجودة حتى عصر الخليفة عبد الملك بن مروان بحسب كتاب المصاحف للسجتاني: 462-463 ؛ حيث أضافها عبيد الله بن زياد في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي، بخلاف مصحف باريسنو-بيروبوليتانس فلا يوجد أي ألف المدّ بعد القاف في كلمتي ڡل وڡلوا “قال وقالوا”، مما يدل قطعًا على أن مخطوطة برمنغهام تعود لبداية القرن الثامن الميلادي.

شيء آخر لا يعرف سوى المختصون في هذا المجال، وهو أن مخطوطة برمنغهام تنتمي لنفس المصحف الذي تنتمي له مخطوطة باريس أراب 328/س، Arabe 328c f 1-16 الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس فلو فعلاً هي أقدم مخطوطة للقرآن في العالم لكانت فرنسا هي السباقة لمثل هذا التصريح وخاصة على لسان الدكتور ديروش! ففي هذه المكتبة ستة عشر رقعة من نفس مصحف الذي تنتمي له مخطوطة برمنغهام وهي رقعتين فقط.

هل هناك اختلاف واضح بين مضمون هذه المخطوطة ومصاحف القرآن المتداولة في يومنا هذا ؟

الخلاف الواضح بين هذه المخطوطات القديمة والمصحف الحالي يتجلى في غياب التنقيط والتشكيل والتهميز وألف المدّ كما سبق وأن أشرت، وبالتالي يمكن قراءة النص بخلاف القراءات المختلفة التي وجدت وما كتاب القراءة السريانية- الآرامية للقرآن للدكتور اكريستوف لكسنبيرغ The Syro-Aramaic Reading of the Koran , Christoph Luxenberg إلى دليل على توسع قراءة هذه المخطوطات، وتبقى مخطوطة طرس صنعاء هي أهم هذه القراءة وأقدمها لأنها تختلف تمامًا عن المصحف الذي بين أيدنا الآن.

اعتبرت كتابك الصادر حديثا مجرد مدخل لدراسة مخطوطة القرآن، ما هي الخطوة المقبلة التي تشتغلون عليها في بحثكم حول المخطوطات دائما ؟

بالفعل كتاب “مخطوطات القرآن مدخل لدراسة المخطوطات القديمة” الذي أُصدر في أكتوبر السنة الماضية 2017م هو بداية سلسلة من الإصدارات حول المخطوطات القديمة للقرآن، الآن بصدد كتابة الإصادر الثاني بعنوان: “دارسة حول مخطوطة مارسيل ١٨” التي تنتمي إلى مصحف باريسنو-بيروبوليتانس ثاني أقدم مخطوط للقرآن في العالم، وقد وصلت للصفحة 138 من هذا الكتاب، ثم يليه إصدار ثالث وهو دراسة حول مصحف مكناس أتمنى أن يُوفقني الحظ في الحصول على ترخيص من مكتبة طارق رجب بالكويت التي تمتلك جزءًا منه.



*نقلاَ عن موقع "الأوّل" المغربي.

Post: #439
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 11-13-2018, 07:25 PM
Parent: #438

محمد المسيّح.. عالم مخطوطات "يَستنطق" التاريخ والتراث!

سورة الفيل في القرآن تتحدث عن الصراع الفارسي البيزنطي

محمد المسيح، عالم مخطوطات مغربي، تخصص في المخطوطات القرآنية.. عرف باشتغاله مع كريستوف لوكسنبورغ، ورغم تحفظه على وصف "العالم"، فقد نذر وقته للمؤتمرات العلمية، وسبر أغوار التراث الإسلامي بزاد أكاديمي وعلمي.. في هذا الحوار نتعرف على عالم مغربي اختار "استنطاق" المخطوطات وفق منهج علمي صارم.

أولا هل لك بتقديم نبذة تعريفية عن مساركم، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله حتى التحاقكم بالديار الأوربية؟

لن أدخل في التفاصيل نظرا للهاجس الأمني من جهة، ومن جهة أخرى لطول المسيرة، كل ما يمكن قوله هو أنني هاجرت إلى أوروبا في سنة 1989 من أجل الدراسة أو العمل، حيث كانت الأوضاع الدراسية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في موسم 88-89 لا تسر أحدا: إضرابات باستمرار من أجل مطالب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، دون الحديث عن بداية الصدام بينهم وبين الطلاب الجدد من الإخوان. في ظل هذه الظروف انتقلت للضفة الأخرى بحثًا عن الدراسة أو العمل، فاستطعت أن أوفق بين العمل بالدرجة الأولى والدراسة لأنني من عائلة فقيرة، خصوصًا أنني الأكبر سنا بين إخوتي.

لم يكن لي مجال للدراسة فقط، مما جعل مسيرة الدراسية طويلة وشاقة، استطعت بعد سنين من الدراسة والأبحاث أن أكسب ثقة الدكتور كريستوف لوكسنبرغ - اسم مستعار لعالم جليل من أصل لبناني- الذي نصحني بدراسة القراءات المختلفة للقرآن، ورسم المصحف كي يمكن البدء في دراسة مادتي: علم المخطوطات Codicology وعلم الخطاطة Palaeography وعند النجاح في هاتين المادتين بدأت بعلم فقه اللغة المقارن Philology،

وعندما أكملت هذه الدراسات عملت كمساعد له ولبعض الباحثين في موضوع المخطوطات، وفي شتنبر 2013، وبعد ما نظمت بنجاح مؤتمر هلسنكي بعنوان التاريخ الإسلامي المبكر والقرآن (ق 7و 8 الميلادي) بشراكة بين جامعة هلسنكي ومعهد إنارة الألماني، والمؤسسة الراعية للدعم الثقافي كيميديا KM، كسبت ثقة المكتبة الوطنية الروسية LNR في سانت بطرسبورغ ونلت أحقية دراسة ونشر مخطوطة مارسيل 18 Marcel. بعدها قدمت بحثاً علميًا لسورة الفيل في القرآن نالت تزكية كل علماء المعهد العلمي الألماني إنارة Inârah.Istitut zur Erforschung der frühen Islamgeschichte und des Koran وهذا البحث بعنوان "سورة الفيل بين الحقيقة والأسطورة"، وهناك أبحاث أخرى قدمتها بشراكة بعض العلماء مثل الأب Edouard-Marie Gallez وغيره من الباحثين في هذا المجال.

ما الأسباب التي جعلتكم تفضلون الاشتغال بعيدا عن أرض الوطن؟

الأسباب التي جعلتني أفضل الاشتغال بعيدا عن أرض الوطن هي الأوضاع التي كانت تعيشها جامعاتنا من إضرابات وشح الكتب المهمة للدراسة وغلاء سعرها، ناهيك عن الفقر الذي يظل العامل الرئيسي في الموضوع وسياسة التصفية والمحسوبة، فقد قدمت على العديد من المدارس العليا في البلاد، ولم أحصل حتى على جواب منهم يفيد برسوبي في مباريات الولوج، مما جعلني أقبل بالتسجيل في جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كنت أرى المستقبل مظلما حالكا أمامي، كل هذا وأنا أرى ثقل المسؤولية على السيد الوالد وثمانية من الإخوة والأخوات ينتظرون فرصة للنجاح.


على ماذا يرتكز تخصصكم في علم المخطوطات، ومتى تخصصتم في هذا العلم؟ وما أبرز إسهاماتكم في المجال؟

تخصصي بالضبط هو دراسة وتحقيق ونشر مخطوطة مارسيل 18 Marcel ؛ منذ 2013، أما أهم إسهاماتي في المجال، نجد على رأسها كتاب بعنوان "مقدمة مخطوطة القرآن القديمة" سوف يُنشر في هذه الأيام، والبحث العلمي لسورة الفيل بين الحقيقة والأسطورة.

عرف عنكم اشتغالكم إلى جانب الدكتور كريستوف لوكسونبرغ في كتابه قراءة آرامية سريانية للقرآن الكريم.. هل لك أن تحكي لنا كيف مر العمل معه، سيما ما أعقب إصدار الكتاب من تهديدات لصاحبه؟ ألم تتعرضوا لأي مضايقة بعد إصداره؟

كتاب القراءة السريانية الآرامية للقرآن من تأليف كريستوف لوكسنبرغ، وهذا الاسم المستعار هو ربما الذي جعله لازال على قيد الحياة حتى الآن، والدكتور بوين هو تلميذ كذلك للوكسنبرغ درس عنه مادة Philology وهو أستاذ مختص في مادة Palaeography وهو الذي حقق مخطوطات صنعاء الشهيرة،

أما بالنسبة للمضايقات، أنا شخصيا لم أتعرض لأي نوع من المضايقات، بل على العكس، بعد دخولي للمغرب في آخر شهر السنة الماضية وقضاء رأس السنة الميلادية فيه كان هناك ترحيب شديد من متابعي برنامج صندوق الاسلام (برنامج على اليوتوب يعده الدكتور حامد عبد الصمد)، الذين تعرفوا عليّ ، وكذلك المكتبة الوطنية الملكية بالرباط. وبالمناسبة أشكر فريق العمل في هذه المؤسسة المشرفة رغم إمكانياتها البسيطة بالمقارنة بمكتبات دول صديقة للمغرب، وأتمنى من وزارتي الثقافة والتعليم أن تدعم وترعى ماديًا ومعنويًا هذه المؤسسة العلمية.


برأيكم كيف تقترحون التعامل مع النص الديني؟ معالجته كنص تاريخي في سياقه أم تنزيل ما يزال صالحا فيه في المجتمعات الدينية؟

للحصول على نتائج علمية مهمة يجب أن نترك الجانب العقائدي على الهامش وندرس النص القرآني، كنص تاريخي يستحق كل الاهتمام والاحترام، فالجانب العقائدي يجعل الباحث ينساق وراء مشاعره تجاه هذا النص المقدس.

هناك حاليا موجة كبيرة ممن يسمون أنفسهم "الباحثون في الإعجاز العلمي للقرآن".. على ماذا تقوم أطروحاتهم؟

النص القرآني تراث مشترك بين العديد من الأجناس والأعراق، الغاية منه وصول رسالة دينية للشعوب والأمم، وإدخال ما يسمى بالإعجاز العلمي في النص القرآني هو لي عنق الحقيقة، فكل ما ذكره القرآن يُوافق تمامًا البيئة التي نشأ فيها كموضوع قبة السماء على سبيل المثال التي قد تسقط كسفًا على رؤوس المكذبين في سورة الإسراء: 92، الشعراء: 187، سبإ: 9، الطور 44. كما أعطي مثالا بموضوع "انشقاق القمر وإشاعة الناسا"،

وهو فهم خاطئ للموضوع، فلو انشق القمر في القرن السابع الميلادي لتأثرت الأرض كلها من ذلك الحدث وماتت العديد من الكائنات لانتشار قوة الإشعاع النووي الناتج عن هذه التصدعات، ولذُكر كذلك هذا الحدث عند كل الأجناس والأعراق الأخرى في تاريخهم، فحتى المسلمون أنفسهم لم يذكروا شيئا عن هذه "المعجزة" في القرنين الأول والثاني للهجرة، ولا توجد أي وثيقة من ذلك العصر تُفيد هذا الادعاء أو غيره.

وأنهي هذه النقطة بقول الشيخ الشاطبي "لا يجوز لأحد أن يفسر آيات القرآن الكريم، بما لم يكن معروفا عند الصحابة مما جدّ فيما بعد. يقول: إن كثيراً من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدّ، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين: من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح، وإلى هذا فإن السلف الصالح – من الصحابة والتابعين ومن يليهم – كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شيء من هذا المدعى، سوى ما تقدم وما ثبت فيه من أحكام التكاليف، وأحكام الآخرة وما يلي ذلك" (إعجاز القرآن لفضل حسن عباس وسناء فضل عباس جامعة القدس المفتوحة ص: 259).

لعل أبرز إكراه لكم في تخصصكم هو أنكم تستعملون مناهج علمية في مجال يزاوج بين التاريخ والاسطورة، كيف يتم العمل لو أن بعض نتائجكم تخالف المعتقد العام؟ أعني هل تمسكون العصا من الوسط من خلال اختيار دقيق للكلمات، أم تضعون نتائجكم مجردة وبحياد تام؟

في البحث العلمي لا يمكن أن تمسك العصا من الوسط، فالخرافة خرافة لا يمكن أن تجعلها حقيقية، والحقيقة التاريخية هي حقيقة ترتكز على أدلة تاريخية معروفة، ولمعرفة طريقتي في التعامل مع ما هو أسطورة وما هو تاريخ أطلب من القارء الكريم أن يقرأ البحث الذي قدمته على سورة الفيل.

عرفكم الجمهور العربي الواسع، من خلال إسهاماتكم في برنامج "صندوق الإسلام"، هل لامستم أي تقدم للعقلية العربية في التعامل مع التراث الديني؟

نعم هناك تقدم في العقلية الإسلامية المثقفة؛ حيث لاحظت أن العديد من المثقفين مهتمين جدًا بما نقدمه من مادة في صندوق الاسلام، وقد اتصل بي العديد من الأساتذة الجامعيين وخاصة في أقسام الفلسفة ولامست هذا التجواب والتشجيع منهم، وخاصة في المغرب.


هل تتفقون أن اكتشاف مصحف صنعاء، كان حجر الزاوية في إزالة الغيوم عن العديد من الحقائق التي تهم النص القرآني؟

مخطوطات صنعاء الشهيرة التي اكتشفت في أوائل السبعينيات القرن الماضي والتي حققها أستاذي الدكتور بوين كشفت الغطاء عن ما كان مبهماً في الفترات الأولى للتدوين، حيث قدمت لنا قراءة أخرى تختلف عن كل القراءات التي درسناه عن علماء القراءات المختلفة من زيادة ونقصان وترتيب السور واختلاف في المعنى بينها وبين القراءات الرسمية المعروفة على سبيل المثال بدلاً من كلمة الذكر في سورة الحجر: 6 يوجد :" وقالوا يا أيها الذي نزل عليه القرآن إنك لمجنون". فقد قدمت الدكتورة إليزابيث بوين خمسة أبحاث في هذا الموضوع في سلسلة كتب معهد إنارة السبعة.


اشتغلتم بشكل مستفيض على وثيقة مصحف بيرمنغهام، هل لك أن تضعنا في الصورة حول ما خلص من تحليل الوثيقة عبر تقنية الكاربون المشع؟

مخطوطة برمنغهام Arab 1572a مكونة من رقعتين فقط، قيل في الإعلام إنها أقدم مخطوطة للقرآن في العالم، وهذا الادعاء باطل لأن الكربون المشع لا يعطي تاريخاً محددًا للمخطوطة، بل يعطيك نتائج بهامش خطإ يقارب خمسين سنة بإفراط وتفريط، وهذه هي معضلة الكربون المشع فمادة Codicology تحل هذه الإشكالية، فالعوامل الأخرى هي التي تحدد نسبية عمر المخطوطة من خط ورسم وزخرفة وقراءة. فعندما نجد في هذه المخطوطة قراءة ابن عامر الشامي (ت 118 هـ) نقول إن هذه المخطوطة لا تعود لعصر الرسول ولا حتى الخلفاء الأربعة، فهي تأتي في المرتبة الثالثة من بعد مجموعة صنعاء (DAM 01-27.1) ومصحف باريِسِنُو- بِطْرُبُولِيتانُس Parisino-petroplitanus التي تنتمي إليه مارسيل 18.

علمت أنكم اشتغلتم على بحث حول سورة الفيل، ماذا كانت خلاصات البحث؟ وهل ستنشرون البحث بالمغرب وباللغة العربية؟

بحث "سورة الفيل بين الأسطورة والتاريخ"، بحث باللغة الإنجليزية، وسوف أترجمه للغة العربية في الأيام المقبلة فلو هناك مؤسسة علمية تريد نشره، ممكن الاتصال بي عبر صفحتي على الفايسبوك، أما عن الموضوع فهو وضعها في سياقها التاريخي، أي أن سورة الفيل في القرآن تتحدث عن الصراع الفارسي البيزنطي وبالضبط معركة حدثت 591م بين القائد الفارسي بهرام والبيزنطيين لاسترجاع عرش خسرو الثاني المغتصب ومحاولة الجنرال بهرام استمالة القائد الأرميني موشغ الثاني إلى صفه وتهديده بالفيلة المدربة على الحروب في حالة رفضه الانضمام إليه،

أما قصة أبرهة الأشرم فليس لها أي سند تاريخي بخلاف ما ذكره المؤرخ الأرميني سيبيوس Sebeosعن معركة 591م في مخطوطة Matenadaran, MS. № 2639، والتي أدعو الجمهور الكريم إلى قراءتها.

في الخطاب الملكي لـ20 غشت 2016، وردت جملة "وهل يقبل العقل السليم أن يكون جزاء الجهاد هو الحصول على عدد من الحور العين ؟ وهل يقبل المنطق بأن من يستمع إلى الموسيقى ستبلعه الأرض، وغيرها من الأكاذيب"... هل ترون في الأمر بداية للقطع مع استغلال الأساطير لغايات سياسوية؟ ولبنة أولى في نقد التراث الإسلامي من وجهة نظر عقلانية؟

الخطاب الملكي لـ20 غشت 2016، مبادرة رائعة من الملك محمد السادس لمراجعة مناهج وبرامج الدروس الدينية التي تقدم في مدارسنا العامة والخاصة وكذلك مساجد المملكة، فجلالته لم ينكر فوز الأبرار بالجنة، ولكن أنكر سخافة الفكر الساذج الذي يُوهم الإرهابيين بالحصول على نساء في الجنة لا شغل لهم سوى فك الأبكار، وهذه المبادرة تُساعد على طرد الفكر الإرهابي المتطرف والحركة الوهابية المتشددة، وتجعل القانون الوضعي للدولة أسمى من كل قانون آخر، فيه كل أفراد المجتمع سواسية كأسنان المشط، كانوا مسلمين أو يهودا أو مسيحيين أو لا دينيين.

معاذ كنينس

Post: #440
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 11-17-2018, 05:23 AM
Parent: #439

هذا البوست يستند إلى نظرية جيبسن عن البتراء.

في الفيديو التالي محاولة للرد على المعترضين على تلك النظرية. ومحاولة للبحث عن تاريخ آخر خارج السردية الاسلامية التقليدية.

في الدقيقة 65 هنااك رد على نقطة أثارها منتصر عبدالباسط عن الاندلس ولماذا لم يقولوا شيئاً عن "البتراء":



Post: #441
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 11-19-2018, 08:40 AM
Parent: #440

أخ أسامة - وضيوفك الكرام
لكم التحية
مابين دان جيبسون - ومحمد المسيح - وباتريشا وعاصم فقيري والمشرف - وكتاباتك
دارت في رأسي عدة تساؤلات - فقد اتيحت لي الفرصة لأطلع علي التوراة (العهد القديم) - والأناجيل الأربعة
وأنجيل برنابا -- وتذكرت كتاب الدكتور - (موريس بوكاي = التوراة الانجيل القرآن والعلم) ....
وخلصت الي أن معظم الكتابات تدور حول (( صدقية القرآن )) دون سواه - وبغض النظر عن الكاتب
أو أهدافه أو منهج البحث والمقاربة التي تبناها - يبقي محور الدراسة هو ((القرآن)) لاغيره .
والقاريء للقرآن يجد أوله (بعد الفاتحة) يقول ((كتاب لاريب فيه))!!!!
والذين يدافعون عن القرآن ((يحتجون بآياته نفسها)) - وهذا ملال يتوافر لأي كتاب آخر !!!
ولذا نجد المشككين في صدقيه (هذا الكتاب) يلجأون الي ((الروايات والتفاسير)) الضعيفة أحيانا والمتناقضة أحايين أخري ..
ويبقي السؤال ((لماذا القرآن)) دون غيره -- والاٍجابة بسيطة - لأنه الكتاب (الوحيد) الذي ظل (صامدا) دون تحرييف لأكثر من 14 قرنا من الزمان
** فمثلا: الذين يشككون في اٍختلاف الروايات - واٍشكالية التنقيط واٍختلاف الألسن - يبقي أمامهم سؤال تصعب اٍجابته
فبرغم مقارباتهم - يظل القرآن ((واحدا)) لا ثاني له -- وهو تحد موجود في آياته !!!!
** والذين يشككون في مكان (مكة) وأين تنزل القرآن - يبقي أمامهم الكثير من الأسئلة تحتاج لاٍجابات
** من حوّل مكة من مكانها في البتراء الي أرض نجد !! ومتي !!! وكيف !!! وأين الدلائل التاريخية !!!!!! ولا مجيب !!!
** لماذا ظلت مكة (المشكوك في موقعها) - هي القبلة الثابتة لكل مسلمي العالم - اٍنصياعا للقرآن ((وحيثما تكونوا فولوا وجوهكم شطره - أي المسجد الحرام)).!!!

** أستاذ أسامة -- وضيوفك الكرام
هذا البوست تثقيفي لأقصي درجة -- وأوقد في نفسي سؤال ظل يؤرقني --- لماذا نظل (مسلمين بالوراثة) عوضا عن (مسلمين) قناعا ووعيا واٍدراكا
وهذا مايجعل مسمانا هو الاٍسلام -- وسلوكنا غير ذلك تماما ..

** لو اٍطلعت علي التوراة والاٍنجيل - لوجدت مواضيع أكثر اٍثارة - وتحتاج الي الكثير من التبريرات - ولكنني أفضل أن نظل بين القرآن ومكة الي نهاياتها ...
وأقول هذا - لأن أمرهما جد عظيم - ولا أريد أن أحرف مقاصد البوست - ولكني أشير الي حقيقة هامة
** الهجوم الكاسح الذي يقوده المتشككون - يضعنا في موقع الدفاع - وهذا وضع غريب - لأن أسئلتهم يمكن أن تنقلب عليهم أيضا
السادة/ دان جيبسون وباتريشا والمسيح والآخرون -- من آمن بسردية (البتراء) - لماذا لا يجيبون عن كيفية حدوث هذا التحول الكبير
السادة/ الذين يتشككون في (صدقية) وعدم تحريف كلمات أو معاني القرآن - لماذ اٍكتفوا بذلك زلم يقدموا دليلا عليه
** الاٍحتجاج بالتفاسير الضعيفة والمتناقضة - لن تكون دليلا - ولايعتد بها -- لأنها لاتعتبر أكثر من ((تراث) أو أقوال مأثورة لآخرين
فكل حديث (ناقض) القرآن متنا أو معني - فهو قول مردود لصاحبه .
** وكمثال لتثبيت حادثة (الفيل) مثلا - لماذا لانستشهد بسيرة بن اٍسحق - وبعض أشعار الجاهلية - ألا ترقي لتكون دليلا (ربما) أقوي
من كتابات باتريشا وجيبسون
لك التحية والاحترام

Post: #442
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 11-19-2018, 03:16 PM
Parent: #441

أستاذ أسامة
لماذا أوردت سيرة بن اٍسحق
لأنه الأقرب من حيث الزمان والمكان بمكة والرسول
** ابن إسحاق (85 هـ/703م المدينة - 151 هـ/ 768م بغداد) مؤرخ من العصرين الأموي والعباسي،
إسمه الكامل أبو بكر محمد بن اسحاق بن يسار بن خيار المدني، ويعتبر أول مؤرخ عربي كتب سيرة رسول الإسلام محمد بن عبد الله وأطلق تسمية "سيرة رسول الله" على كتابه.
**كان مولى لقيس بن مخرمة بن المطلب القرشي، ولد في المدينة سنة 85 هـ/703م، وبها نشأ، وكان فتى جميلا وقرأ على علمائها ومحدثيها.
وكان جده يسار من سبي قرية عين التمر حين أفتتحها المسلمون في خلافة أبو بكر الصديق، سنة 12 هـ،
وقد وجده خالد بن الوليد في كنيسة عين التمر من بين الغلمان الذين كانوا رهنا في يد كسرى فأخذه خالد إلى المدينة.
**ماذا قال عن مكة وحادثة الفيل :
**نا أحمد: حدثنا يونس، عن ابن إسحق، قال: فلما حفر عبد المطلب زمزم، ودله الله عز وجل عليها، وخصه بها،
زاده الله عز وجل شرفاً وخطراً في قومه، وعطلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت،
فأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها، لمكانها من البيت، وأنها سقيا الله عز وجل اسماعيل.
**فخرج يسير، حتى إذا كان ببعض طريقه، بعث رجلاً من بني سليم، ليدعو الناس إلى حجد بيته الذي بناه،
فتلقاه أيضاً رجل من الحمس، من بني كنانة، فقتله، فازاداد بذلك لما بلغه حنقاً وحردا، وأحث السير والانطلاق،
حتى إذا أشرف على وادي وج من الطائف، خرجت إليه ثقيف، فقالوا: أيها الملك، إنما نحن عبيدك،
وليست ربتنا هذه بالتي تريد يعنون اللات، صنمهم، وليست بالتي تحج إليها العرب، وإنما ذلك بيت قريش،
الذي تجئ إليه العرب، قال: فابغوني دليلاً يدلني عليه، فبعثوا مع رجلاً من هذيل، يقال له نفيل، فخرج بهم يهديهم،
حتى إذا كانوا بالمغمس، نزلوا المغمس من مكة على ستة أميال، فبعثوا مقدماتهم إلى مكة،
فخرجت مكة عباديد في رؤوس الجبال، وقالوا: لا طاقة لنا بقتال هؤلاء القوم،
فلم يبق بمكة أحد إلا عبد المطلب بن هاشم، أقام على سقايته؛ وغير شيبة بن عثمان بن عبد الدار،
أقام على حجابة البيت، فجعل عبد المطلب يأخذ بعضادتي الباب، ثم يقول:

اللهم إن المرء يمـن.........ع حله فامنع حلالك

لا يغلبوا بصليبـهـم..........ومحالهم غدرا محالك

أن يدخلوا البلد الحرام.........غدا فأمر ما بدا لـك
** أستاذ أسامة
باٍعتبار القرب التاريخي - (والغرض) من تأليف السيرة -
تري أيهم أكثر موثوقية ((بن اٍسحق أم حيبسون وباتريشا))!!
لك التحية

Post: #443
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 11-30-2018, 05:51 AM
Parent: #442

Quote: أستاذ أسامة
باٍعتبار القرب التاريخي - (والغرض) من تأليف السيرة -
تري أيهم أكثر موثوقية ((بن اٍسحق أم حيبسون وباتريشا))!!

أهلاً أستاذ عمار

وآسف لتأخير الرد..

اولاً أين اختفت سيرة بن اسحق الأصلية؟؟؟

ومن هنا يظل هنالك سؤال ليست له أجابة "ما هي الإضافات والحذف الذي قام به بن هشام؟؟

وما دور الخلافات السياسية في دوافع كتابة السيرة، وأيضاً تحريرها من قبل بن هشام؟؟

طيب بالنسبة إلى قصة الفيل كما ترويها السيرة النبوية "كيف لفيل أن يعبر كل تلك المسافات"؟؟؟

هل تصدق ان اسم الفيل هو "محمود"؟؟؟

ابرهة كان مسيحياً، وسكان مكة مشركون وثنيون:

فكيف ينتصر المشركون الوثنيون على المسيحي في ذلك الزمن؟؟؟


Post: #444
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 12-01-2018, 07:56 AM
Parent: #443

أخ أسامة - لك التحية
Quote: هل تصدق ان اسم الفيل هو "محمود"؟؟؟
ابرهة كان مسيحياً، وسكان مكة مشركون وثنيون:
فكيف ينتصر المشركون الوثنيون على المسيحي في ذلك الزمن؟؟؟

**
كون اٍسم الفيل (محمود) فهذا يوحي بتدخل أيدي ما - لغرض ما - !!!!!
** اٍنتصار الوثني علي المسيحي أو علي المسلم - ليس أمرا مستغربا
(( الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون )) - العنكبوت .
**
نعود للسيرة النبوية
Quote: على الرغم من التغيير الذي أجراه ابن هشام في مواضع كثيرة منها،
فإنه صرح في غير مواربة بما حذفه من النص الأصلي، فضلاً عما قام به من التصحيحات والإضافات،
وخاصة في الأنساب واللغة، وكان دائمًا ينبه على ما يضيفه، ويشير إلى ما يحذفه دون أن يغير في النص الأصلي.

**
مع العلم أن اٍبن هشام متوفي عام (218ه) -
أي أنه من حيث القرب الزماني كان أقرب الي (بن اٍسحق) الذي عاصر بعض الصحابة ..
وعليه لاتزال كتاباته أقرب (للصحة) من حيث القرب الزماني - ((والغرض)). وهو حتما قام ((بما يشبه التنقيح))
لسيرة بن اٍسحق وليس التعديل - ولكن تبقي كتاباته مقتبسة من سيرة بن اٍسحق .
ورغم التقارب الزمني بينهم اٍلا أن الاٍسرائيليات تمكنت من الوصول لسيرة بن اٍسحق -- وغالبا هي الاٍسرائيليات
التي قادت (جيبسون وباتريشا) في نفس الاٍتجاه --
**
ولو سألت عن أصل مجلدات سيرة بن اٍسحق - أو حتي (مصحف عثمان) - فلنسأل عن النسخ الأصلية
للتوراة والأنجيل - ولكن البحث سيطول في ظل وجود الحروب والحرائق - والسرقات عبر التاريخ .
**
وأعود لأذكرك - بأن معظم هذه المجلدات والنسخ - توزعت داخل كتب الآخرين - وحفظت بعضها في القلوب
وأفرغت في الصحائف - وحرف الكثير عن قصد أو بسبب النسيان والخطأ والترجمات .
** والغريب أن (مصحف القرآن) لم يتأثر بأي من هذه الأسباب - بسبب الحفظة - وظل هو الكتاب الوحيد
(غير المحرّف) علي مدي أربعة عشر قرنا .... ألا يوحي ذلك بمعجزة !!!

Post: #445
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 12-01-2018, 12:01 PM
Parent: #444

اٍضافة بسيطة أخي أسامة
** خلال بحثي المتواضع - لم أجد صلة بين (قصة أصحاب الفيل - ومولد الرسول الكريم)
بل لم أجد اٍشارة واحدة أو حديث منسوب للرسول الأكرم - يربط بين ميلاده وعام الفيل !!!!
** الربط جاء في سيرة (بن اٍسحق واٍبن هشام من بعده)
** تبقي الحادثة كما وردت في القرآن (مثبتة) - ولكن (لاتاريخ ) لها - بل اٍن القرآن لم يحدد المكان .
** ورغم بعض الأحاديث التي أشارت الي أحداث وقعت عند مولده ( بدون التحقق من صدقيتها) فٍانها
لم تذكر عام الفيل كأحد المعجزات - وكا الأجدي أن يذكر الحدث هذا - عوضا عن (تصدع اٍيوان كسري)
أو خبو واٍنطفاء مار المجوس .....
**
** الأغرب أن السير تختلف في موعد ميلاد الرسول الأكرم - وفي اليوم والشهر والسنة :
Quote: وكان مولده عام الفيل، وكل الروايات المخالفة معلولة الأسانيد،
وهي تفيد أن مولده بعد الفيل بعشر سنين أو ثلاثة وعشرين سنة أو أربعين سنة، انظر دلائل النبوة للبيهقي (1/78).
ومما اشتهر على الألسنة أنه قال: “ولدت في زمن الملك العادل” يعنى كسرى أنوشروان
” قال الحافظ ابن حجر: إنه كذبٌ باطل لا أصلَ له”، وقال الحليمي: هذا الحديث لا يصح وكذلك قال الحاكم والبيهقي والسخاوي وغيرهم.
وصف ولادته:

**
بالطبع هذا لاينفي وجود الرسول ونزول القرآن - ولكنه يحل (معضلة) (عام الفيل) - وقد ذهب الي هذا الشيخ محمد عبده
وأتهم بالموالاة (للأعداء) واٍيجاد المبررات والأعذار - برغم أن الأمر خلاف في التاريخ وليس في أصل التشريع

Post: #446
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 12-03-2018, 07:15 PM
Parent: #445

Quote:
** الأغرب أن السير تختلف في موعد ميلاد الرسول الأكرم - وفي اليوم والشهر والسنة

أهلاً أستاذ عمار

آسف لتأخري لأسباب قاهرة..

ذلك الاختلاف يسم كل التاريخ العربي الإسلامي المدوّن،

أولاً لطول المدة بين وقوع الأحداث التاريخية وتدوينها.

وثانياً :اعتماد الشفاهة من خلال "العنعنة" أي الشفاهة رغم اعتماد "التواتر" كدليل على صحة "العنعنة"...

ذلك أن "التواتر" ليس حجة قوية على صحّة الحدث أو الحديث.

فالأساطير مثلاً والقصص الشعبي والخرافات تقوم على "التواتر"..

وثالثاً:

تأثير الخلافات السياسية والمذهبية على الطريقة التي بها يُروى بها الحدث التاريخي..

ولي تعليق على كلامك حول "تحرير " -باللغة الحديثة- ابن هشام لسيرة ابن اسحق..

كان يمكنه بدلاً من حذف كلام ابن اسحق ،أن يترك كلامه كما ورد في النص الأصلي، ثم يصوّبه أو يعلق عليه في الهامش. كما يفعل محقّقو المخطوطات..

أما أن تختفي المخطوطة الأصلية لسيرة ابن اسحق ، وه النص المؤسس لكتابة السيرة النبوية، فهذا بالتأكيد يثير علامات استفهام كثيرة،

تشبه تلك الشكوك حول الهدف السياسي من كتابة السيرة النبوية، وتأثير ذلك على كتابتها..

مع خالص التقدير .

Post: #447
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 12-08-2018, 04:53 AM
Parent: #446

الاستاذ عمار

سلام وتحايا قلبية

بما أنك أعدت الإشارة إلى "أصحاب الفيل" كما أوردها ابن اسحق، فإنني أعيد بسط حلقة من صندوق الاسلام سبق أن نُشرت هنا في يوم ٦\٢\٢٠١٨ ،

وهي تنفي السردية الاسلامية التقليدية حول تلك الواقعة.

وتطرح بديلاً تاريخياً موثّقاً ، وتنقد "لا معقولية" قصة اصحاب الفيل كما اوردها ابن اسحق:


Post: #448
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 12-08-2018, 08:51 AM
Parent: #447

أسامة - تحياتي
محمد المسيّح - في الدقيقة ((23:30)) - يثبت حادثة الفيل
وقصة (برهام الفارسي والدولة البيزنطية)
وسردية القرآن لم تقل أكثر من ذلك - فلايمكن الحكم عليها
من (سيرة بن اسحق واٍبن هشام) !! أو مابقي من سيرتهما !!!!
فالقصة تاريخيا حدثت - والفيل كان هناك ((أي يوجد أصحاب الفيل )) وأبيدوا أو هزموا
ولاتوجد اٍشارة واحدة في القرآن تشير الي أن الحدث - يخص (أبرهة الحبشي) و (هدم الكعبة) !!!
** الغريبة أنه في النهاية يشير الي الحادثة ((كأحد خرافات القرآن )) !!!!

Post: #449
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 12-09-2018, 03:44 AM
Parent: #448

عزيزي عمار

سلامات

قلت سيدي:
Quote: محمد المسيّح - في الدقيقة ((23:30)) - يثبت حادثة الفيل
وقصة (برهام الفارسي والدولة البيزنطية)
وسردية القرآن لم تقل أكثر من ذلك - فلايمكن الحكم عليها
من (سيرة بن اسحق واٍبن هشام) !! أو مابقي من سيرتهما !!!!

كلام المسيحّ يؤكد فعلاً صدق القران،

لكنه يوضّح من جهة أخرى أن قصة أصحاب الفيل التي وردت في سيرة ابن اسحق في نسختها المعدّلة الهشامية هي محض اسطورة وخرافة، ولا تستند إلى وقائع تاريخية مثبتة.

وهذا يعيد إلى الأذهان خلاف الإمام مالك مع ابن سحق حين وصفه :
Quote: دجّال من الدجاجلة يقول: اعرضوا علي علمه؟

في رده على كلام ابن اسحق:
Quote: اعرضوا عليّ علم مالك فإني أنا بيطاره.

Post: #450
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 12-09-2018, 08:01 AM
Parent: #449

مرحب أسامة
هل حديث محمد المسيّح - من خلال اٍثبات حادثة الفيل - أن ينقلنا الي (سردية البتراء)!!!
خاصة أن لاعلاقة حتي الآن لا من القرآن ولا من أبحاث (المسيّح) - تربط الحادثة بهدم الكعبة
أو موقع مكة أو حتي ميلاد الرسول الكريم .
** أما اٍن كان القصد (اٍثبات أن القرآن قد حوي خرافات كانت متداولة وقت بعثة الرسول الأكرم)
فحتما سيطول البحث - ولن يصل الي اٍثباتات تأكيد
**
** ويبقي لدي سؤال هام جدا - خاصة أنك مطلع علي كتابات وأحاديث المسيّح وجيبسون وباتريشا وآخرين -
(( كيف ومتي تم تحوّل أو تحويل - الكعبة ومكة - من البتراء الي وسط الحجاز - حيث موقعها الآن ....))
لأن عدم وجود دليل علي ذلك (حتما) سينسف فرضية البتراء - من أساسها !!!
لك التقدير

Post: #451
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: osama elkhawad
Date: 12-09-2018, 05:16 PM
Parent: #450

Quote: ويبقي لدي سؤال هام جدا - خاصة أنك مطلع علي كتابات وأحاديث المسيّح وجيبسون وباتريشا وآخرين -
(( كيف ومتي تم تحوّل أو تحويل - الكعبة ومكة - من البتراء الي وسط الحجاز - حيث موقعها الآن ....))
لأن عدم وجود دليل علي ذلك (حتما) سينسف فرضية البتراء - من أساسها !!!

أهلاً أستاذ عمار

دعني أقول أن محاولة كتابة تاريخ مختلف ليست نزهة عابرة، ولا تتمّ -لو كللت بالنجاح- إلا عبر "فراغات" كثيرة..

بالنسبة لسؤالك ، الإجابة متوفرة في هذا البوست الطويل ، ودعنى أبذل لك المقال الضافي التالي لطه لمخير بعنوان "
ثرثرة خارج التراث..كيف تحولت الكعبة من البتراء إلى مكة":


في بداية هذه الورقة، أودّ أن أنوه إلى أنه لا يملك أحد أن يحجر على رأي أو يصادر فكرة لأنها تخالف قناعاته التي تربى عليها ونبت في تربتها وترعرع تحت ظلالها، وأن تطور البشرية يعود الفضل فيه إلى قسط وافر من التمرد على المعهود من تلك القناعات الراسخة والمسلمات المتمكنة، وأن أشد الحقائق إزعاجا للعقل هي أشدها نفعا للإنسان، وأكثر الأفكار جدة وابتكارا هي أكبر حافز لإعادة اكتشاف الذات، فهذه دعوة لحوار مفتوح مع العقل والمنطق، مع التاريخ والتراث، واختبار لتلك القناعات عندما توضع على محك المنطق والحجة، ولعله من نافلة القول أن أذكر بأن هذه الورقة لا تنكر وجود حرم مقدس للمسلمين، ولكنها تطرح سؤالا جديدا، سؤال المكان والجغرافيا.

في سنة 683 بعد أن بلغ الصراع بين ابن الزبير والأمويين أشده على إثر رفض هذا الأخير الاعتراف بشرعية خلافة يزيد لوالده، اجتاحت جحافل جيش يزيد ابن معاوية مدينة الرسول حيث كان يتمترس ابن الزبير وأنصاره، وكما هو معروف في التاريخ التراثي؛ فإن المدينة وضعت على حد السيف لثلاثة أيام، وبعد تسعة أشهر من الواقعة، وضعت نساء المدينة المغتصبات؛ أزيد من ألف مولود سفاحا. رغم ذلك لم يكن ابن الزبير من بين القتلى، فالرجل بدل أن ينتظر في المدينة ويواجه قوات يزيد، ركب الصحراء إلى بقعة أشد سحرا وجاذبية للقداسة، إلى «بيت الله».

المؤرخون المسلمون الذين أتوا بعد 100 عام من هذه الحادثة، تناولوا من باب البديهيات والمسلمات أن ذلك المكان المقدس الذي قصد إليه ابن الزبير بعد المذبحة اليزيدية؛ هو مدينة مكة، لكن بالعودة إلى الأرشيف التاريخي والمادي والأدبي لتلك الحقبة نجد أن أحدا من المعاصرين لها لم يشر إلى أن بيت الله يوجد في مكة، تلك المدينة المعروفة طوبوغرافيا اليوم في المملكة السعودية، بل إن مكة نفسها لم يرد لها ذكر في مؤلفات المؤرخين ولا في سجلات التجارة الإقليمية والعالمية ولا الخرائط الطوبوغرافية لذلك العهد، ولا حتى العهود السابقة لبعثة محمد(ص).

فرغم أن التاريخ الإسلامي يبرزها كمدينة تجارية هامة في الشرق الأوسط، تلتقي فيه القوافل القادمة من الشرق والغرب، الشمال والجنوب، ويصوّرها المؤرخون الإسلاميون، كأنها دبي الشرق الأوسط في ذلك الزمن-لم يتحدث عنها أي من المؤلفين الرومان والمسيحيين والهنود والفرس وغيرهم، وقد عبرت المؤرخة الراسخة باتريشيا كرونا عن دهشتها عندما راجعت جميع الوثائق التاريخية والمادية لتلك الحقبة وما قبلها، أي منذ القرن الأول الميلادي إلى السابع، فلم تعثر على مستند واحد ورد فيه ذكر اسم مكة، هذا أمر مجمع عليه بين المؤرخين اليوم دون استثناء.

ودونت كرونا ملاحظات هامة في كتابها«التجارة المكية وظهور الإسلام»« meccan trade and the rise of islam»، تشير فيه إلى أن السفن القادمة من الهند وهي محملة بالتوابل والبهارات وغيرها من السلع، كانت بعد إغلاق ممر بحر العرب والخليج العربي بسبب الحرب بين الساسانيين والبيزنطيين، تمر عبر خليج عدن فمضيق باب المندب في اليمن ثم البحر الأحمر، متجهة إلى البتراء المدينة النبطية العربية التي كانت ملتقى القوافل الحقيقي بين شمال إفريقيا وغرب آسيا والدولة البيزنطية لمئات السنين، وليس من المنطقي أن تقوم تلك السفن بتفريغ حمولتها في البر اليمني؛ لتسلك عبر الجمال والدواب طرقا برية قاحلة إلى مكة داخل الصحراء، حيث لا وجود لأي نشاط تجاري، ثم تكمل طريقها صاعدة إلى الشمال، وتترك طريق البحر الذي يعتبر مسارا آمنا وسريعا نحو خليج العقبة، وتقول المؤرخة إن مكة أرض جدباء والأرض الجدباء لم تكن قط محلا تجتمع فيه القوافل وتريح فيه ركابها، خصوصا إذا كان بالقرب منها مواقع خصبة وخضراء مشهورة مثل الطائف.

وأشارت كرونا إلى أن المدة التي يقتضيها التنقل بمقدار طُنّ من البضائع برا لمسافة 50 ميلا، هي نفس المدة التي يقتضيها المقدار ذاته الذي يمكن التنقل به بحرا لمسافة 1200 ميل بحرا، الذي هو طول المسافة بين باب المندب وخليج العقبة عبر البحر الأحمر، الأمر الذي يجعل التكلفة باهضة من خلال البر مقارنة بالبحر، إضافة إلى تكاليف تأمين القافلة من قطاع الطرق وتوفير الزاد للجمال والركاب، وأماكن لإقامة الخدم، لذلك كان البحر أكثر أمانا وأقل كلفة من البر، فكل ما تحتاجه السفينة هو شراع خفاق و دفقة من الرياح وسواعد للتجديف.

فلماذا سوف تتجشم القوافل مشقة الذهاب الى قرية نائمة في أحضان الصحراء، ليس فيها من وسائل الراحة ولا أساسيات الحياة إلا بئر لا تكفي كل تلك القوافل التي تتوارد عليها يوميا؟، كما أن الوثائق التجارية والسجلات التاريخية كانت تؤكد أن الأثيوبيين هم الذين كانوا يديرون حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، ويسيطرون على المضيق والممرات البحرية، وكانوا على دراية متقدمة بصناعة السفن وطرق وتقنيات الإبحار ونقل البضائع والمبادلات التجارية.


كرونا التي تتقن 15 لغة من اللغات القديمة كالسوريانية والساسانية والعربية، اتجهت في رحلة بحثها عن المكان التاريخي الذي انطلقت منه الرسالة المحمدية ونزل فيه الوحي إلى بغداد، حيث نظرت في الوثائق التي بقيت من عهد الساسنيين الفرس عندما كانوا يذهبون إلى يثرِب للتنقيب عن الفضة حيث بنوا هناك عدة مناجم، لقد تحدثت الوثائق عن يثرِب وخيبر والطائف، لكن لم يرد ذكر مكة في أي منها رغم أنها في نفس الإقليم.
لقد راجعت وثائق بروكوبياسprocopius أحد مؤرخي الإمبراطورية البيزنطية الرسميين في القرن السادس، وغيره من مؤرخي الدولة البيزنطية الذين سافروا واستكشفوا الجزيرة العربية، ولم يشر أحد منهم إلى مدينة اسمها مكة.

كان علينا أن ننتظر حتى سنة 740م أي بعد 120 سنة من ظهور الإسلام حيث ظهر أول ذكر لمكة في مؤلف بالسوريانية لرجل دين مسيحي مجهول، باسم apocalypse of pseudo-methodius، المخطوط الذي اكتشف عام 1932، وهو وثيقة أصلية يؤرخ صاحبها لفترة الفتح العربي التي عايشها، وينظر فيها لفكرة نهاية العالم من وجهة نظر مسيحية، في أعقاب تفكك الدولة البيزنطية وسقوط أعظم حواضرها بأيدي العرب.

فهل يتصور أحد أنه بعد 500عام من الآن، عندما يريد أحد الباحثين دراسة اقتصاد كبرى العواصم الاقتصادية في الشرق الأوسط؛ أن لا يجد في الأرشيف الذي يؤرخ لهذه الحقبة، أي ذكر لمدينة دبي باعتبارها قطبا تجاريا مزدهرا في الخليج العربي والشرق الأوسط؟.ورغم أن فقهاء الإسلام ومؤرخيه يعتبرون مكة البقعة الأقدم والأقدس في الأرض، وأن إبراهيم وإسماعيل، قبل 900 عام من الميلاد، أسسا أول بيت وضع للناس في مكة، فإننا لا نجد ذكرا لهذه المدينة في أي من المصادر التاريخية خارج التراث الإسلامي، على الإطلاق.

فهل من الجائز أن يجتمع كل أولئك المؤرخون من مختلف الأمم واللغات والأديان، جيلا بعد جيل؛ على تجاهل ذكر مكان شهد بناء أول بيت وضع للناس في الأرض، وكانت له كل تلك العظمة والقداسة والرواج التجاري؟، هل هي مؤامرة تاريخية على الإسلام؟، وهل المؤامرات تجوز على الخرائط و الوثائق التاريخية والأدبية التي دونت قبل حتى أن يولد رسول الإسلام؟.

في المقابل، ورد ذكر »الحرم المقدس» بوصف جغرافي عام على لسان جون بار بينكاي John bar Penkaye وهو مؤرخ نسطوري عاش في أواخر القرن السابع في فترة حكم عبد الملك بن مروان، في مؤلفه المعروف «كْتَبَا دريش مللّي» أو مختصر تاريخ العالم، في الجزء الذي تحدث فيه عن الفتح العربي، حيث وصف المكان الذي لجأ إليه ابن زبير في أثناء حروبه مع بني أمية الآتية:« لقد ذهب إلى مكان ما في الجنوب، حيث حرمهم المقدس، وعاش هناك«، فَلَو كانت مكة معروفة في ذلك الوقت، والنَّاس يحجون إليها بالآلاف، فلا يعقل أن يصفها المؤرخ الذي فصل القول في حوادث تلك الحقبة بهذا الشكل المبهم.

لكن لدينا بعض القرائن والإشارات التاريخية والأركيولوجية ذات الدلالة التي يمكن من خلالها استشفاف المكان الأصلي ل«الحرم المقدس» عند العرب، قبل أن تستقر الرواية الإسلامية الشائعة لهذا المكان بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمن. يعقوب الرهوي يعطينا بعض الملامح، المؤرخ والكاتب السرياني المشهور، المولود في عين دابا قرب حلب عام 640م، دون في بعض كتبه أن المهاجرين في العراق، عندما كانوا يسجدون في الصلاة، كانوا يتجهون نحو الغرب، بينما أولئك الذين يسكنون في الاسكندرية كانوا يتجهون نحو الشرق.

بل إن بعض الروايات في التراث الإسلامي قد أشارت إلى أن رامي السهم الذي حدد اتجاه القبلة عند بناء مسجد الكوفة على يد سعد بن أبي وقاص، لم يقع سهمه باتجاه الجنوب من المسجد باتجاه مكة، ولكن إلى مكان ما في جهة الغرب.

فرغم أن أحدا من المعاصرين لتلك الحقبة لم يكشف لنا صراحة وتعيينا عن المكان الذي لجأ إليه ابن الزبير، فإن ثقل القرائن التاريخية يعين مكانا إلى شمال الحجاز، منتصف الطريق بين الكوفة والإسكندرية.

وهذه المنطقة بالذات هي التي كان محمد (ص) على اتصال ومعرفة بها حسب المؤشرات الضمنية في لغة القرآن، فقد أشارت المعطيات من نصوص القرآن، إلى المشركين الذين كانوا يجاورون محمدا (ص) في مكة ويجادلونه في دلائل النبوة والمفاهيم الدينية - أنهم على علم عميق ومتقدم بالتراث الإنجيلي والتوراتي، وطفحت نصوص القرآن بمواد جدلية في الثيولوجيا المسيحية التي كانت مثار جدل في المجتمعات المسيحية واليهودية، إذا عندما نريد أن نبحث عن "مكة" الحقيقية التي عاش فيها النبي محمد وعاشر فيها مجتمعا كتابيا غاصا بالموحدين monotheists ، لن نجدها في عالم وثني كما تصوره لنا كتب التراث؛ عالم من الأصنام وعبادة الأوثان، بل في منطقة عرفت حضورا حيويا للمسيحيين واليهود كما يصورها القرآن الكريم.

ثم إن الشخصيات التي يصفها القرآن هي شخصيات زراعية تمتهن الفلاحة، كما أن المشهد البيئي نفسه في القرآن، يرسم تضاريس أرض زراعية وليست صحراوية على الإطلاق، فلا وجود للزراعة في مكة، فهي واد غير ذي زرع، ورغم ذلك يصف القرآن أعداء محمد أنهم يربون المواشي و يزرعون أشجار الزيتون ودوالي العنب…الجغرافيا القرآنية تصف لنا موقعا خصبا مثمرا، تتراقص فيه حقول الكروم والتين والزيتون، وتسرح على بساطه الأخضر المراعي والأبقار، وتجري خلاله الجداول والسواقي، وهذا المشهد الأخضر الغني بالماء والثمار والفواكه والأنعام؛ نجده في شمال الجزيرة العربية، في فلسطين وسوريا التاريخية وما جاورهما من المدائن والقرى، وليس في الحجاز ونجد، حيث النباتات الصحراوية من عوسج ونخل ومُرّار، وحيوانات صحراوية من ضب وبنات آوى و وعول برية.

لنتناول هذا المقطع من حديث في صحيح البخاري كتاب التمني 6804 وهو بيت شعري كان ينشده الصحابي بلال بن رباح في مكة قال:
ألا ليت شعـري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أرِدن يومـاً مياه مجنـة وهل يبدو لي شامة وطفيل

يصف بلال مكة، واديا معشوشبا تملأه الخضرة ونباتات الأذخر وأزهار الجليل وتحيط به عيون الماء الجارية، والإذخر أو Cymbopogonهو نبات معمر غليظ الأصل، يصل ارتفاعه إلى مترين، كثير الفروع دقيق الورق، وبالإطلاع على قاعدة البيانات الأوروبية المتوسطية للنباتات التي توضح خريطة انتشار الأذخر، يتبين أنه ينتشر في بلاد الشام إلى شمال إفريقيا، ولا ينبت في الحجاز أو نجد، مثله مثل نبات أو أزهار الجليل Hylotelephium، فهي أزهار لا يمكن بحال أن توجد في مناخ صحراوي، أما شامة وطفيل فهما عينان ينبع منهما الماء.

في حديث آخر للبخاري من كتاب الجهاد والسير 56:251 يصف الحديث رجلا (الصحابي خباب بن الأرت) أسيرا لدى قريش في مكة يتناول حبات العنب، في منطقة لا يبلغ فيها معدل التساقطات المطرية 10 مليمترات سنويا، فكيف تكون أرضا خصبة بالأشجار والحقول الخضراء وتقوى على احتمال كثافة سكانية تعج بالقبائل والبطون والعبيد والخدم، إضافة إلى كونها قطبا تجاريا تتوافد عليها الطوائف والأجناس المختلفة، و ألوف القوافل من الجهات الأربعة، مع ما يصف به القرآن أهل مكة من الجندية والقدرة على الحشد للقتال جيشا عظيما مجهزا بالعتاد والسلاح.

أضف إلى هذا أن علماء الأركيولوجيا المسلمين في جامعة الحسين بن طلال في الأردن لم يجدوا في مكة أي آثار أو حفريات، في مدينة ضاربة في القدم يفترض أن تكون عاجة بالآثار، لكن أقدم أثر توصلوا إليه لا يتجاوز القرن الثامن الهجري، رغم أن الكعبة حسب التراث الإسلامي يعود بناءها إلى قرون طويلة قبل ظهور الاسلام، وهذا ما صرحوا به أولئك الأركيولوجيون للمؤرخ دان جيبسون كما ورد في كتابه الجغرافيا القرآنية، ممتنعين عن ذكر أسمائهم لأسباب لا تخفى، في حين يعلم كل من اهتم بتاريخ الجزيرة العربية أن المدينة النبطية العربية البتراء كانت قبلة للحجاج لقرون طويلة، ومعروفة في التاريخ بأن لها حرما يحرم القتل فيه، ورغم أن الجزيرة العربية عرفت العديد من الكعبات والبيوت المقدسة من نجران إلى شمال الجزيرة العربية، ظلت البتراء أهم تلك المراكز الدينية على امتداد القرون.

في القرآن ما يرشدنا إلى تلك المنطقة التي تتمتع بالأوصاف التي جاءت في القرآن، عندما تحدث عن قصة لوط، ومدينة سدوم في الأردن، قال في سورة الصافات التي يصفها المفسرون بأنها سورة مكية : «وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ 133إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ 134 إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ 135 ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ 136 وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ 137 وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ 138».


فإذا كان المشركون الذين وجه إليهم القرآن خطابه، يمرون على مدينة لوط التي بينها وبين مكة 1000 كيلومتر، مرتين، في الصباح وفِي المساء، فإنه من غير المعقول أن يكون محمد (ص) والمشركون يقيمون على بعد 1000 كيلومتر عن سدوم(المسافة بين مكة وسدوم في الأردن)، بل يفرض المنطق أنهم يعيشون في مكان قريب جدا يجعلهم يمرون على تلك الأطلال صباحا وهم ذاهبون لأعمالهم ومساء وهم عائدون، وإلا فألف كيلومتر ليست بنزهة يسيرة حتى يستطيع المرء أن يمر مرورا على قرية بالغداة والْعَشِي، تفصلها عن قريته مئات الكيلومترات.


بعض الباحثين يرى أن المكان الذي تجتمع فيه صفات المجتمع الذي نشأ فيه محمد ويصف القرآن مظاهره الجغرافية والبيئية والمعرفية، هو البتراء في الأردن حيث توصلت الأبحاث الأركيولوجية إلى أن البتراء كانت تتوفر على نظام ري متطور، ومشاتل الكروم والعنب وأشجار الزيتون وبساتين خاصة وعامة، وأراض ذات تربة خصبة صالحة للزراعة دلت التحليلات التي أجريت على عينات منها أنها وقبل 100 عام فقط كانت فيها أشجار الصنوبر والفستق وغيرهما.

يقوم حرم ذي الشرى أو dushara، في البتراء اليوم، كموقع أثري لا زال قائما بأحجاره المتهدمة قبلة للسياح، هذا الحرم ذكره ابن هشام في سيرته في قصة إسلام عمرو بن الطفيل الأزدي، يقول عمرو داعيا زوجته إلى الإسلام : "فاذهبي إلى حِنا ذي الشَّرى - قال ابن هشام ويقال حمى ذي الشرى - فتطهري منه، قال وكان ذو الشرى صنما لدوس ، وكان الحمى حمى حموه له ، وبه وَشَل من ماء يهبط من جبل قال فقالت بأبي أنت وأمي ، أتخشى على الصبية من ذي الشرى شيئا ؛ قال قلت لا ، أنا ضامن لذلك ، فذهبت فاغتسلت ، ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام ، فأسلمت". فكيف يكون ذو الشرى في مكة وهو في البتراء، وكيف يهبط نبع من الماء من جبل في مكة؟ وهل هناك معبد لذي الشرى في السعودية؟

وبالعودة إلى اتجاه القبلة الذي أشرنا إليه آنفا، فإن لفيفا من الأركيولوجيين قاموا باستقصاء مدهش لمجموعة من المساجد الأولى في الإسلام، وبالنظر إلى اتجاه القبلة الأول الذي تبنته تلك المساجد؛ كانت النتيجة مذهلة ومحيرة في آن واحد.

لقد وردت في القرآن نصوص تأمر محمدا (ص) بتغيير اتجاه القبلة في الصلاة، لكن لم يحدد القرآن مكان تلك القبلة ولا السنة التي تعين فيها ذلك التغيير، وأطلقت التعبيرات منكرة مبهمة عامة: "ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها"، "لنولينك قبلة ترضاها"، "فول وجهك شطر المسجد الحرام"…وحسب الرواية الإسلامية التقليدية حدث ذلك في عام 624م، هذا يعني بالضرورة أن أي مسجد بني بعد عام 624م، فإن قبلته سوف تكون باتجاه مكة، لكن المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد، كشفت عنها الأبحاث الأركيولوجية على المواقع الأثرية للمساجد القديمة، التي وجدت على سبيل المثال أن القبلة الأولى لمسجد غوانجزهو الأعظم في الصين الذي بني عام 630، أي أربع سنوات بعد تحويل اتجاه القبلة، كانت اتجاه القبلة فيه نحو البتراء، مسجد الحميمة في جنوبي الأردن، اتجاه القبلة نحو البتراء، مسجد بعلبك الأعظم في لبنان قبلته تشير إلى البتراء، مسجد صنعاء الأعظم الذي بني عام 705م، اتجاه قبلته نحو البتراء، المسجد الأقصى الذي بني عام 709م، نحو البتراء، اتجاه القبلة في الجامع الأموي في دمشق الذي بني عام 709 أيضا يشير نحو البتراء، مسجد الأنجار في بيروت 714، ومسجد عمر في سوريا 720 كلاهما قبلته نحو البتراء.

في عام 727 م، أخيرا في باكستان، مسجد بانبهور يتجه في القبلة إلى مكة، أي بعد 103 أعوام من نزول الآية التي تأمر المسلمين بتغيير اتجاه القبلة من القدس إلى مكة، ورغم ذلك فإن مسجد الشرقي في سوريا الذي بني عاما بعد ذلك، كانت اتجاه القبلة تشير إلى البتراء كما تشير إلى ذلك الأبحاث الأنتروبولوجية على الموقع الأثري للمسجد، مسجد قلعة الرباط في تونس الذي بني عام 770م، هو أيضا تتجه قبلته نحو البتراء، بل تمتد الفترة الزمنية إلى القرن التاسع عندما بني جامع القيروان عام 817، هذا الأخير اتجاه القبلة لم يكن يشير لا إلى البتراء ولا إلى مكة.

والخلاصة، هي أن جميع المساجد التي بنيت بعد وفاة محمد (ص) وحتى بداية القرن الثامن، كانت تتجه بالقبلة إلى البتراء لا إلى مكة، وأن المساجد ظلت مدة مختلفة في اتجاهات القبلة على امتداد رقعة الإسلام ما بين 700م و822م ، ولم تتوحد حول القبلة المكية كليا وبشكل نهائي إلا بعد مضي 200 عام من تاريخ تغيير القبلة، فهل كانت البتراء هي القبلة التي كان يصلي إليها محمد (ص)؟ هل كانت الكعبة الأصلية في البتراء وليس في مكة؟.

قديما، كان هذا العمل يتطلب جهودا مضنية للوصول إلى المواقع الأثرية، والتنقيب في آلاف الكتب والمخطوطات والخرائط القديمة للعثور على تلك المساجد والأبنية الأولى في الإسلام، اليوم يوفر موقع archnet.org إمكانية العثور على أي بناء من الأبنية الأثرية لمختلف الحضارات القديمة وأنواع العمارات، إسلامية رومانية قوطية… ويمكن من خلاله جمع تلك المواقع بطريقة كرونولوجية وتحديد الموقع الجغرافي بدقة، ثم ما على الباحث إلا نقل العنوان إلى جوجل ايرث ليعطيه صورة حية، دقيقة وواضحة من الفضاء، تمكنه من رصد اتجاهات القبلة في المساجد المختلفة، ويمكن الاطلاع على الصور الفضائية لتلك المساجد في موقع indipress.ca.

هناك اعتقاد قوي تعضده القرائن والأدلة الأركيولوجية، ويدعمه التطور العلمي الكبير الذي تشهده مناهج البحث التاريخية مسلحة بالتكنولوجيا الحديثة، يشير إلى أن هناك خطأ تاريخيا وقع فيه المؤرخون المسلمون الذين جاءوا بعد أزيد من 150 عاما من وفاة الرسول عليه السلام، وهناك فترة غامضة في التاريخ الإسلامي تعتبر لغزا معقدا يحتاج إلى تفكيك مضني، يجعل ما تقود إليه الأبحاث الأنتروبولوجية و حجج الأركيولوجيا والوثائق التاريخية وسجلات التجارة القديمة؛ يتصادم مع مدونات التراث تصادما صارخا، وتتضارب فيها الأخبار في السيرة وكتب التاريخ و الحديث بين الوصف والموصوف.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن العلم إذا ما توصل إلى المكان الأصلي الذي شهد مهبط الوحي وبعثة الرسول وكان ذلك على خلاف ما قررته الأدبيات الإسلامية، فإن ذلك لا يتعارض مع العقيدة الإسلامية في حد ذاتها، ولا مع صدق النبوة، لأن الأمر لا يعدو أن يكون خطأ جغرافيا في تحديد الموقع، وتصحيحا للمكان الذي يتوجب على المسلمين الحج إليه، واستقباله في الصلاة، والحق أحق بالاتباع، ولغرابة المفارقة ودلالتها أيضا، نجد أن غياب اسم مكة في كتب التاريخ قبل الإسلام، يقابله غياب اسم البتراء في كتب التراث والتاريخ الإسلامي .

فإذا كانت البتراء -وهو افتراض قوي ينبغي أخذه في الاعتبار- هي المكان الذي نزل فيه الوحي والبقعة التي كانت فيها الكعبة أول الأمر، والقبلة التي كان يتوجه إليها المسلمون الأوائل في الصلاة، فلماذا تحولت إلى مكة؟، ما هي الأحداث التاريخية والدوافع المنطقية التي جعلت المسلمين يتحولون عنها إلى مكان بعيد في الصحراء في المملكة العربية السعودية؟ مكان ليس له ذكر في التواريخ والخرائط والأدبيات القديمة؟ كيف حدث ذلك على مرأى من الناس؟ ما هي المدة التي تطلبها تحويل القبلة ليستقر الأمر في النفوس؟ لا بد أن حدثا جللا وقع أدى إلى ذلك التحول العظيم في التاريخ؟

لقد دقق دان غيبسون -المؤرخ الكندي الذي قضى عمره في دراسة تاريخ الجزيرة العربية في كتابه الجغرافيا القرآنية- في الفترة التي تحول فيها اتجاه القبلة من البتراء إلى مكة، فوجد نفسه وجها لوجه مع فترة الحرب الأهلية الثانية التي أشرنا إلى طرف منها في بداية هذه المكاشفة، تلك الحرب بين عبد الله بن الزبير في البتراء -بعد أن ترك المدينة- والأمويين في دمشق، حرب من أجل السلطة حرب من أجل النفوذ حرب من أجل الإمامة العظمى.

نحن الآن في العام 680م، مات معاوية، وخلفه يزيد في الحكم، كان يزيد فتى ماجنا خليعا، مغرقا في الملذات الحسية، كان يربي قردا ويقيم على معاقرة الخمر ومعاشرة النساء، و اختار مثل سلفه دمشق لتكون عاصمة الخلافة، أما ابن الزبير فقد كان رجلا عقائديا يريد أن يقيم حكمه على أساس ديني يستند إلى استخلاف إلاهي في الأرض، وكانت تمثل له المدينة المقدسة بقعة مهمة يمكن من خلالها أن يسمع صوته في أرجاء الشام ومصر والعراق والجزيرة العربية، يمكن أن نصف الصراع في ذلك الوقت بالصراع بين تيارين؛ أحدهما دنيوي يروم توريث الحكم وإقامة مملكة لا تلتزم بأحكام الدين كثيرا، أو بعبارة تراثية "ملكا عضودا"، وبين آخر ديني عقائدي متشبث بإقامة خلافة تخضع لأحكام السماء، أو بعبارة تراثية أيضا؛ "خلافة على منهاج النبوة".

في عام 683م استغل ابن الزبير عدم رضا الناس عن ممارسات الأمويين في دمشق خصوصا بعد مذبحة الحسين بن علي وأهل بيته في كربلاء، ثم وفاة يزيد بعد أن قضى ثلاث سنوات في الحكم، وتولي ابنه معاوية بن يزيد الحكم وهو ابن 13 ربيعا، فأعلن ابن الزبير نفسه خليفة للمؤمنين، لتبدأ الحرب الأهلية الثانية.

تحرك جيش الأمويون من دمشق لقمع تمرد ابن الزبير، ثم فر هذا الأخير من المدينة إلى البتراء تاركا خلفه القوات الأموية تنهب الأموال وتغتصب النساء بقيادة مسلم بن عقبة، ثم تعقبه هذا الأخير بعد 3 أيام إلى البتراء، حاصر الأمويون ابن الزبير في البتراء أربعة وستين يوما تمكنوا خلالها من قصف البيت الحرام بالمنجنيق، واحترقت ثياب الكعبة، ووانصدعت بعض أركانها، لكن المعبد الذي كان مصنوعا من أعواد الخشب ظل قائما.

اضطر المحاصرون إلى فك حصارهم والعودة إلى دمشق بعد أن بلغهم نعي يزيد بن معاوية الذي توفي في أثناء الحصار. في تلك الأثناء ثارت البصرة على والي الأمويين عليها عبيد الله بن زياد قاتل الحسين بن علي، واضطر إلى الفرار إلى دمشق في جنح الظلام، وظهر في الناس من يدعو إلى مبايعة ابن الزبير، فتمددت سلطته لتشمل العراق وإيران، وتمكن من استعادة المدينة المنورة حيث ولى عليها أخاه عبيدة بن الزبير،في هذه الفترة انشغل بنو أمية في الشام بالصراعات الداخلية بين أفراد العائلة، أدت إلى اغتيال معاوية بن يزيد ذو 13 ربيعا بعد مبايعته 40 يوما، ثم اغتيال خليفته مروان بن الحكم على يد زوجته أم معاوية؛ زوجة يزيد السابقة.

بعد أن تولى عبد الملك بن مروان عام 686م الحكم في دمشق، كانت رقعة الإسلام تتناهبها الفرق والأحزاب والثورات من أطرافها، سيطر الأمويون على بلاد الشام ومصر وشمال الجزيرة العربية وأطراف من العراق، وحكم ابن الزبير مدينة البتراء حيث بيت الله والمدينة المنورة والكوفة والبصرة إلى خراسان، لكن العراق لم يخلص لأي منهما، ظهرت فرقة التوابين التي طالبت بدم الحسين وتنادت لأول مرة بثاراته على يد سليمان بن صرد، وخاضت معركة طاحنة مع الأمويين في موقعة عين الوردة في العراق، وقاتلت الأزارقة والخوارج قوات ابن الزبير، إضافة إلى ظهور المختار الذي ادعى النبوة وكان له كرسي مقدس يخرج به في حروبه.

أما الجيوش المرابطة في الثغور فلم تكن مشغولة إلا بالفتح وحده، تقف اليوم لتمضي غدا، و تعمل على إقرار النظام في ما أكلته من أراضي الإمبراطوريتين المتهدمتين البيزنطية والساسانية، ورغم الصراعات الداخلية في الدولة الإسلامية الفتية بين مختلف مكوناتها؛ فقد كانت الرغبة في اكتساح العالم وبناء امبراطورية شاسعة لا تغيب عنها الشمس، رغبة مشتركة بين كل تلك العناصر المتصارعة على الخلافة، فإن الأمويين كانوا يخوضون حروبهم ضد دولة جاستينيان الرومانية المتراجعة في لبنان وآسيا الصغرى وأذربيجان وأرمينيا، كما ظل ابن الزبير يوفد بعوثه وولاته إلى خراسان والأهواز، وكانت فلول الخوراج والأزارقة المنهزمة في معاركها ضد ابن الزبير وبني أمية تتجه إلى الثغور للمشاركة في الغزو وتثبيت السلطان الجديد على أنقاض السلطان القديم، كانت تلك الأحزاب والطوائف والأهواء تتوحد لحمتها وتجتمع كلمتها كلما ابتعدت عن جغرافية الصراع الإسلامي- الإسلامي، واتجهت نحو المواقع التي يكون فيها القتال واضحا بين العرب وغير العرب.

في تلك المرحلة التي انشغل فيها بنو أمية باسترجاع ما ضاع منهم من الأراضي العراقية على إثر موت يزيد وسقوط بيعته فيها، بعد أن ثار أهالي الكوفة والبصرة على عمال وولاة الأمويين، وفرار والي البصرة عبيد الله بن زياد منها، وثورة الطوائف الشيعية والخارجية إضافة إلى تمدد الزبيريين في المدن العراقية-كان ابن الزبير في البتراء قد هدم الكعبة تماما وسواها بالأرض، ففي سنة 683م كما يذكر ذلك الطبري في تاريخه في أحداث سنة 64 للهجرة، "هدم ابن الزُّبَيْر البيت حَتَّى سواه بالأرض(…) وجعل الركن(الحجر) الأسود عنده فِي تابوت فِي سرقة من حرير، وجعل مَا كَانَ من حلي البيت وما وجد فِيهِ من ثياب أو طيب عِنْدَ الحجبة فِي خزانة البيت، حَتَّى أعادها لما أعاد بناءه".

في هذه اللحظة بالذات، كان ابن الزبير قد اختار بقعة استراتيجية بعيدة عن طَوْل الأمويين في دمشق الذين يبعدون عن البتراء زهاء 435 ميلا، فقد كان يدرك ألا محالة سوف يعودون إليه، فكان لابد له من مكان أكثر حصانة من البتراء وأبعد مسافة أيضا، وبما أن دعوته كانت دعوة دينية عقائدية فقد كان يتوجب عليه ألا يفقد ميزة سيطرته على الحرم التي جعلت صوته يسمِّع بعيدا، ومكنته من منافسة بني أمية على الحكم، لكنه مع ذلك لا يستطيع أن يأخذ معه الكعبة إلى الوجهة التي اختارها، كما أنه لا يمكنه أن يتركها إلى بني أمية فيفقد أهم دعامة جعلت الناس يلتفون حوله وهذا ما جعله يهدمها.

لكنه كان يملك شيئا مقدسا ساحرا وثمينا، يمكنه أن يضفي الشرعية والقداسة على أي بيت يبنيه إذا ما كانت جزءا من بنائه وركنا في أساسه، لقد كان يملك الحجر الأسود؛ قطعة من الجنة في الأرض، و الذي من دونه لا يكون البيت الحرام بيتا حراما بالفعل، لأن الحجر هو الشيء المادي الوحيد الذي تبقى من عبق القداسة بعد تسوية الكعبة بالأرض، ومحو كل أثر لها، وفي كتب الحديث والفقه والتاريخ ما يشير إلى عظمة هذا الحجر ومكانته، يقول عبد الله بن العباس: "ليس في الأرض شيء من الجنة إلا الركن الأسود والمقام، فإنها جوهرتان من جوهر الجنة، ولولا من مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله"، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص:" الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء ما بين المشرق والمغرب"… و قد أشار صاحب الموسوعة البيزنطية سودا ليكسيكون Suda lexicon إلى مركزية هذا الحجر في العالم المتوسطي القديم، لكنه ذكر أن مكان ذلك الحجر في البتراء.

لم يكن بناء كعبة أخرى أمرا عسيرا أو منكرا، لأن أخبار قصف الأمويين للكعبة بالمنجنيق حتى مالت عيدانها و تصدعت جدرانها الخشبية كان قد بلغ أهل العراق وغيره وانتشر بين الناس، وكانت الخوراج تعير به جنود بني أمية عند القتال، كما أن كون الكعبة هيكلا من الخشب والعيدان بلا أساس ولا حجر، يسر على ابن الزبير طمسه وتسويته بالأرض، لكنه عندما بنى الكعبة في مكة قرر بناءها هذه المرة بالحجر وحفر أساساتها حتى تصمد أمام أي محاولة لحرقها أو هدمها، قال الطبري راويا عن ابن الزبير في أحداث عام 65ه/684م:" إِنَّ أُمِّي أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ حدثتني ان رسول الله ص قَالَ لِعَائِشَةَ: [لَوْلا حَدَاثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ رَدَدْتُ الْكَعْبَةَ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَزِيدُ فِي الْكَعْبَةِ مِنَ الْحَجَرِ فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَحُفِرَ،]"، وقال في موضع آخر: "وحفر أساسه وأدخل الحجر فِيهِ".

في عام 689م كان ابن الزبير قد بدأ في إفراغ البتراء من الأهالي وتهجيرهم مع الجيش نحو المدينة المقدسة الجديدة، هذه الهجرة الجماعية من البتراء إلى مكة اختفت من كتب التاريخ وطالتها يد الرقيب في زمن العباسيين الذين كان يهمهم أن يختفي كل أثر أدبي وتاريخي يدل على البتراء لأسباب سوف نأتي إليها، ومن الغريب والملفت في آن؛ أن الطبري الذي كان يعقد أكثر من فصلين من عشرات الصفحات لكل سنة من السنوات في تاريخه، جاء إلى سنة 70ه/689م، ولم يذكر عنها من أحداث سوى خبرين من سطرين أحدهما عن مصالحة عبد الملك لملك الرومان، والآخر عن قدوم مصعب بن الزبير إلى أخيه.

لكن هذا الخبر القصير أو جذاذة خبر بالأحرى، تحمل في طياتها دلالات على تلك الهجرة الجماعية من البتراء إلى مكة، يقول الطبري: "وفيها شخص- فيما ذكر مُحَمَّد بن عمر-مصعب بن الزبير إلى "مكة"(البتراء) فقدمها بأموال عظيمة، فقسمها في قومه وغيرهم، وقدم بدواب كثيرة وظهر وأثقال." لم يأت مصعب بالجنود ولا بالسلاح رغم أنه الأمر المنطقي في حالة بلدة تترقب الحصار في أي لحظة من جيش عبد الملك، لكنه في المقابل أتى بدواب كثيرة وظهر (أي ما تحمل عليه الأمتعة) وأثقال (وهي المؤن التي يتزود بها للسفر الطويل)، إنها الدواب والرِّكَاب والمطايا التي استخدمت في تلك الهجرة الجماعية إلى مكة، والتي من دونها تتقطع بالأهالي والجموع سبل بلوغ مقصدهم، لأن المسافة بين البتراء ومكة لا تقل عن 1000 ميل.

خلال تلك السنوات من 683م إلى 692م، كان هناك حجان أحدهما إلى البتراء والآخر إلى مكة، كان ابن الزبير هو من يحج بالناس في البتراء، لكنه بعد انتقاله إلى مكة أصبح ولاة بني أمية يحجون بالناس في البتراء، وإن كان حجهم منقوصا لأن ابن الزبير كان قد هدم الكعبة وحمل معه الحجر الأسود، ولذلك نجد الطبري يورد أخبارا متعددة عن حجين في سنة واحدة حج الأمويين إلى البتراء وحج أنصار ابن الزبير إلى مكة خصوصا أهل العراق، ويذكر أن بعض ولاة بني أمية كان يحجون بالناس لكنهم لا يطوفون بالبيت، كما أن فقدان الحجر الأسود يجعل إعادة بناء كعبة في البتراء أمرا شبه مستحيل، لأن الحجر الأسود كان مع ابن الزبير وقد أدخله في بناء كعبته الجديدة في مكة كما سبق الإشارة إلى ذلك.

ففي الوقت الذي يذكر فيه الطبري أخبار حصار مكة الأخير(دام زهاء 8 أشهر) الذي سوف يشهد نهاية عبد الله بن الزبير على يد الحجاج عام 692م، فإنه يورد خبرا ظاهره التناقض إذا قرأنا التاريخ حسب الرواية التقليدية، لكنه يتكامل مع الرأي الذي يؤكد تغيير الحرم من البتراء إلى الكعبة، ففي نفس العام (691م) الذي يحج بالناس ابن الزبير وهو محاصر في مكة، يحج بالناس الحجاج بن يوسف في البتراء "وحج الحجاج بالناس في هذه السنة، وابن الزبير محصور (في مكة)" (الطبري أحداث عام 72ه)، لكن الطبري يخبرنا بأن الحجاج لم يطف بالكعبة رغم حجه بالناس، وما ذلك إلا لأنها لم يعد لها وجود بعد أن سواها ابن الزبير بالأرض ، في حين يمتنع أحد سفراء عبد الملك هو طارق بن عمرو إلى ابن الزبير وأهل مكة عن الحج وأداء المناسك، بل و يخالف القواعد العامة التي يتحلى بها من دخل المسجد الحرام مثل التخلي عن السلاح، كما أنه لم يطف بالبيت ولم يصل إليه.

في حين يورد الطبري خبرا عن بجير بن عبدالله المسلي يخاطب فيه ابن الزبير ويستشفعه في العفو عنه وعن أصحابه في الكوفة؛ بكونه يتبع نفس القبلة التي يستقبلها ابن الزبير: "يا بن الزبير، نحن أهل قبلتكم،(…)، فإن خالفنا إخواننا من أهل مصرنا فإما أن نكون أصبنا وأخطئوا، وإما أن نكون أخطأنا وأصابوا" الطبري أحداث عام67ه.، فَلَو كانت قبلة ابن الزبير هي قبلة المسلمين جميعهم، لما كان لهذه العبارة(أهل قبلتكم) من معنى.

لقد ظل هذا الإشكال مطروحا طيلة فترة حكم بني أمية التي بلغت ثمانين عاما، ورغم مقتل ابن الزبير واجتياح عبد الملك للعراق وقتله مصعبا شقيق عبد الله بن الزبير وواليه عليها، وسقوط الكوفة والبصرة وخراسان وفارس بيد الأمويين، فإن ذلك لم يثن الزبيريين و شيعة أهل البيت من أنصار محمد بن الحنفية وَعَبد الله بن عباس من التوجه في صلاتهم تلقاء البلدة التي اختارها ابن الزبير، والتي باتت تضم الهيكل الذي أدخل فيه الحجر الأسود، بدلا عن القبلة التي يستقبلها أعدائهم و قاتلوا حفيد الرسول من بني أمية.

لقد كان الصراع بين الفرق الكبرى يكتسي أبعادا مختلفة سياسية ودينية وعرقية، و ما انفكت الساحة تشهد اقتتالا محموما ومتشابكا بين أربعة تيارات تتنازعها أهواء السياسة وأهواء الطائفية وأهواء القبلية أيضا، بنو أمية، والزبيريون، والخوارج، والشيعة، إضافة إلى أهالي البلاد المغلوبة مثل الفرس والترك والديلم الذين كانوا سادة في بلادهم قبل أن يجردهم الأمويون من حريتهم وأموالهم ويصيرونهم عبيدا وموالي، وتفرض عليهم الجزية والإتاوة، فكانوا عادة ما ينضمون إلى الثورات الشيعية والخارجية التي تعادي السلطة المركزية في دمشق، وكانوا أول من ناصر دعوة المختار بن أبي عبيد وإبراهيم الأشتر ثم دعوة آل العباس التي قضت على حكم بني أمية.

لقد استثب الحكم نوعا ما في الفترة التي حكم فيها عبد الملك بن مروان بعد أن انتصر على الزبيريين وهزم ثورات الخوارج وبايعه أهل الكوفة والبصرة، وكان أقوى حكام الدولة الأموية على الإطلاق، لكنه مع ذلك فشل في توحيد القبلة وظلت المساجد تبنى بعضها يستقبل مكة وبعضها يستقبل البتراء كما سبق وذكرنا، وظل الحجاج يختلفون إلى البقعتين كل حسب اجتهاده، وكان السؤال ملحا: هل البقعة الأولى أولى أم الثانية التي فيها الحجر الأسود؟، بل إن بعضهم اختار الحج إلى المدينتين معا في سنة واحدة حتى يدرأ الشك، كما حدث مع أبان بن عثمان عام 698م، يقول الطبري في أحداث سنة 76ه:" حج أبان بن عثمان وهو على المدينة بالناس حجتين سنة ست وسبعين"، بل إن هناك أعواما لم يسجل فيها أي ذكر للحج على الإطلاق في التراث الإسلامي، وهي السنوات بين 83ه و87ه.

و إن كان الخلاف حول القبلة تشوبه آثار الصراع السياسي، فإن الشرعية الدينية كانت الهاجس الأول للمختلفين والمجتهدين في ذلك،لأن بلاطا ومسجدا للأمويين بني عام 701ه في عمان الأردن، كانت قبلته نحو مكة، وهذا البناء هو من أوائل الأبنية التي حصرها الأركيولوجيون التي تتجه إلى القبلة الجديدة(مكة)، وهذا إن دلنا على شيء فهو يدل على الحيرة و التذبذب الذي طبع تلك المرحلة حتى بين الأمويون أنفسهم، الذين لم يتخذوا أي إجراءات عقابية أو زجرية للمختلفين على القبلة، وتركوا الأمر عشواء خاضعا لتقديرات الناس.

وكما أشرنا من قبل فإن مرحلة التذبذب والحيرة هاته لم تنته تماما إلا في القرن التاسع، حيث تمكن العباسيون الذين أطاحوا بحكم بني أمية من حسم الأمر تماما وتوحيد القبلة نحو الكعبة، ومحو أي أثر أدبي للبتراء في كتب التراث ونحله في المقابل إلى مكة، وقد ساعدهم على ذلك الزلزال التاريخي عام 712 الذي ضرب البتراء ودمر جل ملامحها، والزلزال الآخر الذي هز الأردن وسوريا عام 745م وجعل التركيز يتجه نحو مكة وفقدان أي أمل لدى الأمويين لإعادة الحجر الأسود إلى البتراء.

مع الأخذ في الاعتبار الدلالات الدينية والاجتماعية للظواهر الطبيعية العنيفة مثل الزلازل في مخيال العامة، الذي عادة ما يرتبط بسخط الله على المكان الذي يحدث فيه زلزال ما، إضافة إلى ما كان قد أذاعه ابن الزبير في الناس وهو يحفر أساسات الكعبة الجديدة في (مكة) أنه وجد في أرضيتها حَجَر إبراهيم الذي بنى به أساس البيت الحرام أول مرة، وقد نقل روايته الطبري في أحداث سنة 65ه: يَقُولُ: إِنَّ أُمِّي أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ حدثتني ان رسول الله ص قَالَ لِعَائِشَةَ: [لَوْلا حَدَاثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ رَدَدْتُ الْكَعْبَةَ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَزِيدُ فِي الْكَعْبَةِ مِنَ الْحَجَرِ فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَحُفِرَ،] فَوَجَدُوا قِلاعًا أَمْثَالَ الإِبِلِ، فَحَرَّكُوا مِنْهَا صَخْرَةً، فَبَرَقَتْ بَارِقَةٌ فَقَالَ: أَقِرُّوهَا عَلَى أَسَاسِهَا، فَبَنَاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ: يَدْخُلُ مِنْ أَحَدِهِمَا وَيَخْرُجُ مِنَ الآخَرِ."

ورغم ذلك فإن العصر العباسي شهد ميلاد حركة تصحيحية تعاملت بطريقتها مع هذا الخطأ التاريخي، ولكن بدل أن يكون التصحيح بسن القلم كان بذؤابة السيف، فقد نشأت في القرن العاشر فرقة القرامطة الذين اتخذوا من مدينة هجر في البحرين عاصمة لهم، و كانت الفرقة تنكر على المسلمين توجههم بالقبلة شطر مكة والحج إليها، وكان القرامطة يصلون نحو شمال الجزيرة جهة البتراء، وما انفكوا يعترضون سبيل الحجاج وينهبون قوافلهم ويقتلونهم ويسبون النساء لمنع المسلمين من الحج إلى مكة، ولقد عانى خلفاء بني العباس من ثوراتهم التي كانت تصل إلى شن حملات على حواضر الدولة مثل الكوفة والبصرة وبغداد ودمشق، بل إنهم تمكنوا في عام 929م من دخول مكة واستباحة الحرم واقتلاع الحجر الأسود وحمله إلى منطقة الأحساء التي كانوا يسيطرون عليها، ولم يتمكن العباسيون من استرداده إلا بعد مفاوضات دامت21 عاما.

يقول ابن الأثير في تاريخه: "حجّ بالناس في هذه السنة منصور الديلميُّ، وسار بهم من بغداد إلى مكّة، فسلموا في الطريق، فوافاهم أبو طاهر القرمطيُّ بمكّة يوم التروية، فنهب هو وأصحابه أموال الحجّاج، وقتلوهم حتّى في المسجد الحرام وفي البيت نفسه، وقلع الحجر الأسود ونفّذه إلى هَجَر، فخرج إليه ابن محلب، أمير مكّة، في جماعة من الأشراف، فسألوه في أموالهم، فلم يشفّعهم، فقاتلوه، فقتلهم أجمعين، وقلع باب البيت، وأصعد رجلاً ليقلع الميزاب فسقط فمات، وطرح القتلى في بئر زمزم ودفن الباقين في المسجد الحرام حيث قُتلوا بغير كفن، ولا غسل، ولا صُلّي على أحد منهم، وأخذ كسوة البيت فقسمها بين أصحابه، ونهب دور أهل مكّة".

ولقد دفع العباسيون عام950 مبلغا كبيرا من المال لاسترداد الحجر الأسود، وظل الحج متوقفا طيلة 3 سنوات التي تلت سلب الحجر، وكانت أزمة حقيقية في الإسلام، قال القلقشندي في صبح الأعشى:" وتعطل الحج من العراق إلى أن ولي الخلافة القاهر في سنة عشرين وثلثمائة فحج بالناس أميره في تلك السنة"، وعندما استلموا الحجر كان مهشما ومفتتا.

لقد أشار المؤرخون إلى وقائع عديدة شهدت حرق آلاف الكتب والمخطوطات وساهمت في محو جزء كبير من ذاكرة الإسلام، بل إن إتلاف الكتب وإعدامها كان قد عرف بداية مبكرة مع حرق عمرو بن العاص لمكتبة الإسكندرية واستعمال الكتب في تدفئة حمامات المدينة لمدة ستة أشهر، و حرق سعد بن أبي وقاص التراث الأديي للفرس وإلقاء كتبهم في الماء والنار، وهو سلوك كان شائعا بين الأمم المتغلبة تجاه الأمم المغلوبة، وقد تحدث عن ذلك غير واحد من المؤرخين المسلمين مثل القفطي وابن خلدون في المقدمة والمقريزي في الخطط، إضافة إلى مصادرة خلفاء بني العباس أي انتاج أدبي يذكر الأجيال التي جاءت بعد أكثر من قرنين من تلك الحوادث بتلك الفترة، أو يتبنى خطابا مخالفا للرواية العباسية الرسمية.

وقد لاحقت السلطات العباسية كثيرا من الكتاب والمؤلفين الذين خرجوا عن طريقة كتاب بني العباس في التأليف وأعدمت كتبهم، بل وألبت عليهم كتاب ومثقفي وفقهاء العصر العباسي على امتداد القرون للنيل من سمعتهم ورميهم بالكفر والزندقة والتجديف، مثل ما حصل مع العالم المتكلم أبي الحسن ابن الراوندي في القرن التاسع الذي صلبه أحد حكام بني العباس ومُحي كل أثر لكتبه ومؤلفاته التي فاقت 100 مؤلف؛ لأنه تجرأ على أمور ما كان ينبغي له أن يتكلم بها، وهذا ما يفسر غياب الإنتاج الأدبي والتاريخي لفجر الإسلام وبداياته، رغم توفر وسائل الكتابة وتطور صناعة الورق وتوافر المؤلفين، ولم يحكيها لنا إلا جيل من الكتاب جاءوا بعد وفاة الرسول بزهاء قرنين.

فقد تأخر ظهور كتب السيرة النبوية والمدونات الحديثية والتاريخ الإسلامي حتى بداية القرن التاسع مع لفيف من كتاب ومفكري الدولة العباسية، فظهرت سيرة ابن هشام- التي اقتطعها ابن هشام من كتاب (سيرة رسول الله) لأستاذه ابن إسحاق، وحذف منها كل ما طلبت السلطات العباسية حذفه، كما اعترف بذلك هو نفسه في مقدمة السيرة، وبعدها ظهرت كتب الحديث والسنن والمسانيد، كالبخاري الذي جمع أكثر من 300 ألف حديث ولم يدون منها في صحيحه إلا2,602 دون المكرر، ثم كتب التفسير والتاريخ لمؤلفين مثل الطبري والواقدي و وياقوت… الذين كيفوا الروايات والأحداث بل و الجغرافيا أيضا مع ما يوافق إديولوجية العباسيين،وكان ذلك كله بعد مضي زهاء 200 عام من وفاة الرسول.

بل إن تلك الكتب التراثية نفسها تعرضت للتحرير والتعقب وحذف فصول بأكملها من الذين نسخوا أصولها بعدهم، ولازالت إلى اليوم مخطوطات ومؤلفات لا يمكن النفاذ إليها بسبب الحظر الذي تفرضه بعض الحكومات في الدول الإسلامية، لقد محيت أجزاء مهمة من ذاكرة الإسلام الأولى، ووقع المسلمون ضحية مؤامرة العباسيين الذين أتاح لهم ذلك الفراغ الأدبي والتاريخي من ناحية انعدام المؤلفات المعارضة لروايتهم، وتلك الفجوة الهائلة التي اتسعت لقرنين؛ أن يملؤوها بما وافقهم من روايات و مفاهيم وأفكار مهما كانت بعيدة عن الإسلام.

وما قصة البتراء إلا صورة من صور التحريف الذي طال التاريخ الإسلامي في جوانب كثيرة، و غدت تلك التحريفات -مع الزمن الذي نحتها في النفوس نحتا، والمحاريب التي صقلتها على امتداد القرون صقلا- مسلمات وبديهيات لا تقبل الجدال والرد، وأصبح الاقتراب منها أو محاولة النظر فيها وتقليبها؛ يعتبر عند كثير من المسلمين زيغا في العقيدة أو لوثة في العقل أو محاولة مغرضة للنيل من الإسلام، ومهما حاول المرء أن يبرأ نفسه من أي من تلك التهم؛ فإنه يجد نفسه في نهاية المطاف غرضا لسهام التخوين والتسفيه، وفِي أحيان كثيرة يلقى به خارج بيضة الدين مهدور الدم أو مسلوب الحرية، وفِي هذا يقول المعري :" وحق لمثلي أن لا يُسأل، فإن سئل تعين عليه ألا يجيب، فإن أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه، فإن خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول، فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه، فإن نظر فقد خبط خبط عشواء."

Post: #452
Title: Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و�
Author: عمار قسم الله
Date: 12-12-2018, 03:08 PM
Parent: #451

تحياتي أسامة
لطالما كانت لي قناعة أن (اٍشكالية جيبسون) ستكون في كيفية (اٍخراج) الحدث (الجلل) الذي حوّل الكعبة من البتراء الي مكة !!!!!
وجاء المبحث التاريخي أعلاه مدللا :عن دور (بن الزبير المسلم الورع )
Quote: لكنه كان يملك شيئا مقدسا ساحرا وثمينا، يمكنه أن يضفي الشرعية والقداسة على أي بيت يبنيه
إذا ما كانت جزءا من بنائه وركنا في أساسه، لقد كان يملك الحجر الأسود؛ قطعة من الجنة في الأرض،
و الذي من دونه لا يكون البيت الحرام بيتا حراما بالفعل، لأن الحجر هو الشيء المادي الوحيد الذي تبقى
من عبق القداسة بعد تسوية الكعبة بالأرض

**جعل من الحجر الأسود شيئا مقدسا وجوده يؤكد قداسة المكان !!!! وفي الأثر أن اٍبن الخطاب قبل الحجر الأسود
وهو يقول ((والله اٍني أعلم أنت حجر لاتضر ولاتنفع ولولا أنني رأيت رسول الله يقبلك مافعلت ...
وطبعا هذا لايفوت علي (اٍبن الزبير المتدين الورع)ولا علي الصحابة ولا التابعين - ويبدوا الاٍستناد علي هذا التحليل مهلهلا -
ولا يتماشى وعقيدة وفقه المسلم (العادي في هذا الزمان) ناهيلك عنبن الزبير
القاريْ لقوله تعالي (( وأينما تكونوا فولوا وجوهكم شطره)) - هذا الاٍدعاء حتما صادر عن اٍنسان لا يعلم
عن عقيدة المسلم ومدي تمسكهبالقرآن والقبلة تحديدا ...ويقول :
Quote: لم يكن بناء كعبة أخرى أمرا عسيرا أو منكرا، لأن أخبار قصف الأمويين للكعبة بالمنجنيق حتى مالت
عيدانها و تصدعت جدرانها الخشبية كان قد بلغ أهل العراق وغيره وانتشر بين الناس، وكانت الخوراج تعير به جنود
بني أمية عند القتال، كما أن كون الكعبة هيكلا من الخشب والعيدان بلا أساس ولا حجر،

**((كعبة أخري)) -- لا أحب التعليق ولكن أي قارئي لهذه العبارة يعلم - مدي بعد الكاتب عن معني (الفبلة لدي المسلم)
**أما قوله
Quote: في عام 689م كان ابن الزبير قد بدأ في إفراغ البتراء من الأهالي وتهجيرهم مع الجيش نحو المدينة المقدسة الجديدة،
هذه الهجرة الجماعية من البتراء إلى مكة اختفت من كتب التاريخ وطالتها يد الرقيب في زمن العباسيين الذين
كان يهمهم أن يختفي كل أثر أدبي وتاريخي يدل على البتراء لأسباب سوف نأتي إليها،

**فليس له سند تاريخي - بل يبدوا أن (مؤلف الحدوتة) شعر بالحياء فلجأ للتبرير التالي :
Quote: وما قصة البتراء إلا صورة من صور التحريف الذي طال التاريخ الإسلامي في جوانب كثيرة، و غدت تلك
التحريفات -مع الزمن الذي نحتها في النفوس نحتا، والمحاريب التي صقلتها على امتداد القرون صقلا- مسلمات
وبديهيات لا تقبل الجدال والرد، وأصبح الاقتراب منها أو محاولة النظر فيها وتقليبها؛ يعتبر عند كثير من المسلمين زيغا في العقيدة
أو لوثة في العقل أو محاولة مغرضة للنيل من الإسلام، ومهما حاول المرء أن يبرأ نفسه من أي من تلك التهم؛
فإنه يجد نفسه في نهاية المطاف غرضا لسهام التخوين والتسفيه،

وحتما هذا لايقنع أي قاريء لهذة الحكاية المستوحاة من خيال الكاتب أو الكتاب - ليس اٍلا وبالمقابل أورد المقطع التالي -
للتدليل علي مدي اٍستهداف التاريخ الاٍسلامي - نسبة للثغرات التي خلفت نتيجة للحروب والدمار والحرائق
التي حلقت بالمخطوطات والمراجع الاٍسلامية
Quote:
" أنه في الترجمة العربية للتوراة السامرية – التي نشرت عام (1851م) – ورد فيها أن ( فاران ) تقع في ( الحجاز )،
على الوجه الآتي: " سكن في برية فاران ( حجاز )، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر. وهذه الترجمة استمرت
متداولة لوقت طويل ، ولكن عندما نبه المسلمون العالم المسيحي إلى هذه النبوءة ، وأنها بمثابة شهادة على
حقيقية هذا النبي الكريم ، تم تعديل الترجمة " انتهى.رابعا :وورد في " العهد الجديد " في
" المزمور " (84) (5-10) اسم " وادي بكة "، ونحن نورد النص هنا باللغة الانجليزية ، من نسخة الملك جيمس ،
حيث جاء فيه :" Blessed is the man whose strength is in thee; in whose heart are the ways
of themWho passing through
the valley of Baca make it a well…For a day in thy courts is better than a thousand"
وترجمة هذا النص هي :" طوبى لأناس عِزُّهم بك ، طرق بيتك في قلوبهم ، عابرين في وادي (Baca)،
يصيرونه ينبوعا... لأن يوما واحدا في ديارك خير من ألف " .وليس ثمة في الأرض واد اسمه ( بكة ) يشتمل
على بيت عبادة وينبوع ماء ( زمزم )، الصلاة فيه أفضل من ألف فيما سواه ، سوى مكة المكرمة .

** ورغم رفض الكثير من المؤرخين لهذا الطرح - تشير التوراة الي أن اٍسماعيل سكن هو وأمه (جنوب سيناء)
وحتما هذا الاٍتجاه لايشير الي (البتراء)
**وأخيرلايزال جبل أبوقبيس الوارد في اليرة موجود بمكة (الحالية) غار حراء وغار ثور - ومني وعرفات والمزدلفة -
تقف شاهدة علي موقع (مكة والكعبة) بئر زمزم - ومقام اٍبراهيم وحجر اٍسماعيل (الصفا والمروة)
جبل حراء - ودار الأرقم - ومقبرة المهلاة -قبر أم المؤمنين خديجة وقبر عبدالله بن الزبير وأمه أسماء -
وقبر آمنة أم الرسول الكريم (الأبواء - شمال مكة وجدة في الطريق الي المدينة
والكثير .........
وهو كم من الشواهد يحتاج لاٍخراج غير رواية (بن الزبير)