خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!

خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!


10-18-2017, 06:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1508353908&rn=0


Post: #1
Title: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-18-2017, 06:23 PM

خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية!

خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (اليوم أعلن عن إكتمال البحث من حيث الجوهر حول حقيبة الفن السودانية) وهنا توجد خلاصات البحث الأولية والجوهرية!
خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (مرفقة). الحقيبة من نمط الزجل من حيث النوع الشعري.. كل الشعوب المتحدثة بالعربية "أصالة" في الأساس عندها نوع من "الزجل"..
وهذا أيضاً حدث في الوسط/الوسط النيلي في السودان.

وهو نمط من الشعر والغناء مرجعيته كنوع أدبي/فني في أزمان الأندلس المزهرة و"المزدهرة".. شعر عامي وشعبي لا يلتزم قواعد الشعر العربي وبحوره المعروفة.. هو شعر العامة والأعاجم في زمانه لذا أزدهر خلال فترات التنوع العرقي والثقافي كما كان حال الأندلس.. ثم أنتشر الزجل في المغرب العربي والشرق في أزمان مختلفة لاحقة .. منذ حوالي العام 1200م .. وحتى تاريخ اليوم بعض الناس مازالوا ينشدون ويغنون ويبدعون أنواع مختلفة من الزجل بالأصالة كما تقليد ومجاراة.

وهو نمط شعري مخصص في الأساس للغناء والطرب وأهم مواضيعه الغزل والنسيب والطبيعة والمدح و"المديح النبوي". والسودان لم يعرف الزجل كإبداع ونظم وصناعة إلا في الفترة من 1920 إلى 1945 فيما عرف بحقيبة الفن السودانية.

وهنا مجرد أمثلة صغيرة لتؤشر إلى وحدة النمط بين شعراء زجل من التاريخ القديم وخمسة من شعراء الحقيبة والمقطع في كل مرة من قصائد شهيرة.

وأنت دوبيت موشح القاما .. يا عزيز الدلال
ولك ألفاظ صارت مواليا .. بالزجل والنشيد
إبراهيم الغباري 1280م زجل/العهد المملوكي
وأنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل
إبراهيم العبادي 1930م "حقيبة" العهد الإنجليزي/التركي

التاريخ أمام مقاطع الحقيبة تقديري يشير دائما إلى زمن كتابة القصيدة.
---
وقد شدت تسجع كالخطيب بمنبر الغصن الرشيق القوام .. لما انثنى يهفو بقد رطيب
إبن زمرك الأندلسي 1150م
الخطيبة وردفك منبرا الشعور البسطــــــــل عنبــــــــــرا
أبو صلاح/ حقيبة 1930م
---

حبّي عني حجبوه اهلو
واسرفوا في جمع حفاظو
والرقيب قد غيبو عني
حتي عني قيد الفاظو
صفي الدين الحلي/زجل 1339م
جارو اهلك وجورم أمـر
بالبعـاد والأمـر الأمـر
في ديارم حجبـو القمـر
عبد الله الأمي/حقيبة 1930م
---

لو ترى حمرة خدودو ... وعذاره ذا المنمنم
والشقيق حمرا في صفرا ... كنو رايات شاه أرمن
زجل أندلسي 1200م (الوافي بالوفيات للصفدي ص500)
صَبّـغْ الخـدين حُمرة
بعد ساعة تشوف صفرة
الاصفـرار ده كتيـر
أخجلـوك يـا أميـر
والّــ نُمّــت نهـار
خليل فرح "حقيبة" 1930م
---

ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
وابتسم لي عن نقا ثغرو .
زجل.. صفي الدين الحلي 1339م
والبروق تتلامع من بسوم ونحور
النظر مكسور دون توقل تارك
كم قلب مكسور في حسابه كسور
وحاله حال الواقف في الحساب مأسور
سيد عبد العزيز / حقيبة 1930

تلك الكلمات المفتاحية المشتركة والجمل المكررة كما بعض الأخيلة والصور الشعرية جاءت مع النمط الكلي الذي تمت مجاراته والإنفلات منه إلى الإبداع الخاص في إطاره.
وللإلمام بالصورة الكلية راجع لطفاً المقالات الشارحة لمعنى وأسباب وجذور شعر الحقيبة والمحيط السياسي والإجتماعي الذي نشأت في كنفه أغنيات الحقيبة 1920-1945.
والملاحظ المتأني ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحوبي، المديح).

إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد الصوفية والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف أصلاً في السودان آنذاك وربما حتى الآن الغالبية منا لا يهتمون بكلمات مثل (نقا ولدن وأملدن) يا غصين النقا يا لدن يا أملدن.. محمد ود الرضي . وهناك فيض من الكلمات الغريبة على المخيلة الشعبية من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل.

كما هناك نزعة حنين جلية إلى "فردوس مفقود/ضائع" وهي واحدة من أهم خصائص الزجل!.

ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت.. إنه شعر غنائي.. مفترض شعبي.. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.
لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل الزجل/القوما/الكنكان في مصر العهد المملوكي و"الصنعة/المألوف/الحوزي" في الجزائر والمغرب وتونس قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب العربي ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق.

هناك عشرات بل مئات النماذج المشابهة والمطابقة التي تنفي الصدفة!.

وكما هو حال الزجل في كل مكان وزمان نجد في زجل الحقيبة مجاراة لافتة للنظر إذ هناك جمل وكلمات مفتاحية كثيرة تناسلت لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق وفي بيئة مناخية شديدة الإختلاف إذ شبه صحراوية وسكانها تغلب على طبعهم الحياة البدوية ولا يعرفون الكثير عن البساتين والدوح الطبيعية المزهرة والرياض والخمايل الوردية التي تجري من تحتها الجداول!.

مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. مثل غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالأرض "الميري" وهو ما فعله المصريون في العهد المملوكي مثلما فعله أهل العراق والشوام وأهل الحجاز ومن قبلهم المغاربة واخيراً السودانيون حسب هذه الرؤية في شعر ما عرف بالحقيبة فالسودانيون ليس إستثناءاً.

وعلى أي حال فإن نظم الزجل بمعناه الإصطلاحي في السودان لم يعش كثيراً وحفه الغموض وتلك العلة هي التي حجمت الزجل السوداني من الإنتشار أبعد من السودان بالرغم من جودته وإبهاره وإحكام نظمه بدرجة ربما تفوقت على جميع أنواع الزجل الأخرى المحتفى بها في التاريخ.. لكن لا أحد يعلم أن بالسودان زجل كون أصحاب الإختراع لم يقولوا به ولم يفعل أحد قبل اليوم (الواقع المشهود يقول بذلك)!.

ففي السودان سادت أنماط شعرية وغنائية "شعبية" أخرى كالدوبيت والحماسة والمناحة والحوبي وغناء البنات وأنماط أخرى عديدة. إذ لم يعهد السودانيون الزجل كنمط شعري إلا في زمان "الحقيبة" لذا ظلت الحقيبة محيرة للناس معظم الوقت!.. يحتفون بها بشكل شبه هستيري أو يهجونها بذات الهستيريا بلا سبيل إلى كشف بنياتها التقنية أو تفاعيلها وأوزانها الشعرية.. لم يحدث لأن ببساطة لا أحد كشف لنا عن مرجعيتها كنوع شعري.. الآن لدينا زعم محقق عبر الأدلة الممكنة بمرجعية الحقيبة كنوع شعري في "الزجل الأندلسي/وزجل العهد المملوكي"!.

لكل تلك الأسباب وأخرى ظلت الحقيبة يحفها الغموض كون مرجعية نمطها من حيث بنية القصيدة التقنية وتفعيلتها غير محققة كما غير معهودة في الشعر السوداني السابق عليها واللاحق أيضاً لم يلتزم نمطها.. فعاش النمط ربع قرن فقط (1920-1945) بغير وعي وافي به ومرجعياته.

كما أسلفنا كل الشعوب المتحدثة العربية بالأصاله عندها "زجل" فقط تختلف أسماءه من بلاد إلى أخرى ومن زمان لزمان ولكن دائماً النمط واحد: ففي العراق وسوريا ولبنان ومصر النمط في معظم المرات يحمل إسمه الأصلي (زجل) وفي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا عنده عده أسماء بالإضافة إلى إسمه زجل ومن أهم اسمائه هناك: الصنعة والحوزي والمألوف والقوما (أشكال وأسماء مختلفة لكن النمط واحد). وفي الخليج إسمه "الحجازي". وأخير في السودان إسمه "الحقيبة".

دخل الزجل كنمط شعري وغنائي إلى السودان في العهد الإنجليزي/الخديوي وأبدع في نمطيته كنوع شعري وغنائي عدد من الشعراء والفنانين في ذلك الزمان وربما أبدعو بطريقة باهرة لم يشهدها نمط الزجل منذ عهد إبن قزمان الأندلسي (أبو بكر بن قزمان 1078 – 1160م) .

وهنا نذكر شعراء عظام أبهروا الناس عدة عقود بالنظم والصور والأخيلة الشعرية والمجاراة لأزجال الأقدمين ولبعضهم البعض ومن أهمهم: إبراهيم العبادي وأبو صلاح وخليل فرح وسيد عبد العزيز ومحمد ود الرضي.

وتولى في معظم المرات مهمة اللحن والأداء "رسمياً" الفنان المبدع الحاج محمد أحمد سرور (1900الجزيرة/السودان-1946 أسمرا/أريتريا).. إذ أن الزجل في الأصل شعر صنع من أجل التغني به وإن لم يغنى يصبح ناقصاً في جوهره!.. (الزجل في السودان هو "الحقيبة").

غير أننا وجدنا أن الزجل كنمط شعري/غنائي لم يدخل السودان صدفة أو نتيجة لتلاقح تلقائي بل تم وفق خطة منظمة نفذتها عدة أطراف ذات مصلحة مشتركة في إستقرار النظام السياسي والإجتماعي السائد في البلاد آنها ومعظمها معادي للعهد القديم "المهدية"!. وكل تلك الأسباب لا تمس الإبداع بصلة بل هنا نتحدث في الأساس عن وظيفة النمط الإجتماعية والسياسية.
هنا أرفق خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية.. وكم كان عملاً شاقاً ومرهقاً لي ولأهلي ولأصدقائي وأيضاً لبعض مغرمي فن الحقيبة الذين لم ترضهم الفرضيات التي أنطلق منها البحث (كانت قاسية من وجهة نظر البعض منهم) كون إحدى الفرضيات أن النمط الشعري ربما كله مسروق (لقد تحققنا من جميع الفرضيات وفي بحث تفاعلي حر ومستقل ومعلن للعموم) والبحث بكل معانيه حق من حقوق الإنسان (من حق/حرية التعبير) أو هو إيماني الخاص على أقل تقدير!.

وقد أثبت البحث المستفيض ضمن حيثياته الكلية أن الحقيبة السودانية في معظمها أصيلة وهي إنتاج سوداني بديع وباهر صنعته مواهب سودانية شابة في زمانها ومتحمسة شديد الحماس (عواطف وإنفعالات جبارة) وفي لحظة إستقرار ورخاء إقتصادي وسياسي كبير بالمقارنة لما قبله وتلاه من عهود.

لكن عله غموض "النمط" هي التي جعلتنا نظن الظنون في المادة الشعرية نفسها.. هنا نقطة مهمة.. إذ أن رواد الحقيبة الفاعلين والذين يملكون كلمة السر فضلوا التكتم على الأمر دون الإفصاح عن مرجعية شعرهم.. لأسبابهم.. تلك هي العلة التي نزعم أننا كشفناها الآن عبر البحث المثابر والصبور وبالأدلة الممكنة.

الآن ربما وضح لنا أن الحقيبة نمط من أنماط الزجل حق لصانعيه التفاخر به أمام جميع أنماط الزجل الأخرى في الشرق والمغرب العربي من حيث "الإبداعية الباهرة فيه" وحق لمغرميه أن يعلمو سر غرامهم ولكن أيضاً ملابسات القضية كلها وحق لنا جميعاً أن نتعرف على الحقيقة فهي الأعلى ولا يصح إلا الصحيح ولو بعد حوالي قرن من الزمان.. (ولنا الآن أن نمتع أنفسنا بفننا عن وعي ودراية)!.

أنا سعيد بيني وبين نفسي لهذا الإكتشاف.. إنه ممتع!. ولا يهم إن أتفق أو أختلف الناس حول نتائج البحث كلها أو بعضها ذلك حق.. ولا أنشد الكمال لأنه مستحيل.. لقد شجعتني نتائح البحث إلى فعل المزيد من البحوث المشابهة.. أستطيع أن اقول الآن أنني أصبحت مدمناً شكل هذه المتعة!.

وطبعاً عندما نقنع بحقيقة "الحقيبة" كزجل علينا أن نقبل بقواعد النمط التقنية وأخيلته وصوره الشعرية (إنه كرتونة كاملة) كما هي حال كل الأنواع الشعرية في العالم. إذ كل نمط عنده صيغه وقواعده ومواضيعه وأغراضه وأهدافه المختلفة كثيراً أو قليلاً عن بعضها البعض.. والزجل طبعاً كذلك.. أدناه الصورة الكلية لكيف تخلقت نمطية الحقيبة في السودان كنوع شعري وفني وإبداعي كما وظائفه السياسية والإجتماعية والطبقية والإقتصادية أوان تخلقه كنمط شعري وفني في السودان 1920-1950م.
حقيبة الفن السودانية: ملخص لما جرى وحدث (تجديد في الشعر وفي اللحن وفي الإيقاعات الموسيقية)

ملاحظة إستباقية:
هذا المنشور يحوي خلاصات مهمة بالنسبة للمتابعين للبحث حول الحقيبة لكنه لا يغني عن الإطلاع على البحث في صيغته الشاملة.

الإجراءات والأسماء التي صنعت حقيبة الفن (البعض يعلم والبعض يجاري العالمين بعد تدريبه على النمط الجديد) انظر أيضاً شهادات الطيب ود الرضي ومبارك المغربي.. لا يدخل شاعر إلى ثلة الحقيبة إلا بعد تدريب وإجتياز لإمتحانات ليست سهلة.. لا تخرج قصيدة/غنية للناس إلا بعد إجازتها في إجتماع رسمي.. لذا كل شعراء الحقيبة 13 شخصاً فقط وكلهم أصدقاء يعرفون بعضهم البعض ويجتمعون مع بعضهم البعض لأجل تأطير القصائد وإجازتها ليلحنها ويغنيها سرور في الاساس. لا يوجد شاعر حقيبة واحد خارج الثلة المحددة.. ولا توجد إمرأة واحدة معروفة كتبت قصيدة أو شاركت في صناعة فن الحقيبة!.

بدأ نظم شعر الحقيبة في حدود العام 1920.. ألف إبراهيم العبادي كتاباً خاصاً بهذا الشأن أسماه (أستاذ الأغاني عام 1923).. وأنتهى نظم النمط رسمياً بنهاية الحرب العالمية الثانية 1945م ..25 سنة فقط.. وأنتهى النمط بإنتفاء شروطه أو إنتهاء مهمته!. وبعض شعراء الحقيبة عاش حتى العام 1986 ولكن جميعهم أو جلهم هجرو النمط الجديد (الحقيبة) في حدود العام 1950 (هذه النقطة مهمة للتأمل) الشاعر عبيد عبد الرحمن قال فيما معناه أنه هو الذي أنهى نمط الحقيبة عمداً (لم يقل لماذا) فقط قال "عملت لإبراهيم الكاشف شعر آخر مختلف" وعند الكاشف إنتهى عملياً عهد نظم وغناء الحقيبة ولو ظل يردد الناس صداه حتى الآن بحكم العادة كما أن النظم باهر وسلس اللحن والعبارة وبعد أن رفضه معظم الناس في البدء . لقد لقي غناء الحقيبة مقاومة صعبة من الناس العاديين ومن الكثيرين المشتغلين بالحقل الفني ذلك الأوان وفي المقابل إستخدمت السلطة في توطيده ما يشبه الصالح العام بلغة هذه الايام وإرهاب للخصوم مثال ما حدث لعبد الغفار الطنباري إذ تم نفيه إلى مدينة مدني ومنعه من الغناء وهو في منفاه وضربه وتهديده بالقتل بواسطة سرور وعدد من مؤيدي الفن الجديد ومنهم الشاعر عبد الله الأمي كما تم اخيراً إقصاء محمد ود الفكي من المجال الفني "عبر عودته إلى كبوشية مسقط رأسه" وهو زعيم وأيقونة الفن السوداني الأصيل في زمانه كما أنه أستاذ سرور.

شعراء الحقيبة "المتفق عليهم في العموم":

1. الشاعر ابراهيم العبادي
2. // صالح عبد السيد (أبوصلاح)
3. // خليل أفندي فرح
4. // سيد عبد العزيز
5. // أحمد عبد المطلب حدباي
6. // على المساح
7. // عبد الرحمن الريح
8. // احمد حسين العمرابي
9. // محمد ود الرضي
10. // محمد بشير عتيق
11. // مصطفى بطران
12. // أحمد محمد الشيخ الملقب بالجاغريو.
13. // عبيد عبد الرحمن
14. // عمر البنا (وهو شاعر وأيضاً شاعر حقيبة شهير ومعروف لكن لم يذكره عبد الرحمن الريح ضمن زملاء الحقيبة في القصيدة التي عدد فيها شعراء الحقيبة أي زملائه في المهنة.. "هذه النقطة قيد التحقق ").

كلمة سر الشعر الجديد عند العبادي ثم في لحظة ما أبوصلاح وخليل فرح وأخيراً سيد عبد العزيز (هذا بعض ما توصلنا إليه من الوثائق والشهادات التي تحصلنا عليها.. نشرنا بعضها والبعض الآخر سيكون في متن البحث عند كماله).

مغنو الحقيبة الأوائل (المتفق عليهم في العموم):
1- المطرب والملحن الحاج محمد أحمد سرور
2- عبد الله الماحي
3- الأمين برهان
4- كرومة
5- إبراهيم عبد الجليل

وكلمة سر اللحن الجديد عند سرور وحده من هؤلاء الفنانين (أي عنده العلم المباشر بالقصيدة الجديدة وخلفيتها الشعرية واللحنية) لهذا فهو مؤيد من السلطات الرسمية وتم تكريمة رسميا عام 1934 بواسطة عمر طوسون باشا في حضور وفد ثقافي مصري وتم إعلانه رسمياً بواسطة طوسون باشا ك"عميد للغناء السوداني ومجدده" ويعنون بالغناء السوداني غناء ما عرف لاحقاُ بالحقيبة.

داعم لوجستي للفن الجديد (مهمة التمويل والتسهيلات والإنتشار):
دميتري أكتفيادينوس الشهير بدميتري البازار وإسمه الآخر "محمد" وكان ينسق أعماله في الغالب مع مستر بيني السكرتير الإداري لمديرية الخرطوم (دميتري نفسه قال بذلك في عدة مناسبات، هناك تسجيلات صوتية تمت كتابتها/ راجع بوست شهادات دميتري البازار).

مصدر الفكرة:
الفكرة جاءت من جيمس كري وزير المعارف ومدير كلية غردون التذكارية في حدود العام 1910.
جيمس كري سبق وأن شكل لجنة لدراسة اللغة االعامية السودانية عام 1905.. تمخضت عن توصية بترقية الفنون الشعبية السودانية لتواكب العهد الجديد.
ساهم في تنفيذ الخطة بشكل حاسم في أرض الواقع الأميرعمر طوسون باشا (حفيد محمد على باشا الكبير) وهو مهندس "وحدة وادي النيل" في نسختها الرسمية كآيديولوجيا لتلاحم شعبي وأرضي مصر والسودان.

الهدف من ذلك الجهد، هو:
خلق فن جديد محايد تجاه السياسة بقدر الإمكان ويواكب المرحلة التي همها الإستقرار السياسي والإقتصادي بما يحقق فائض أرباح لمصلحة الإمبراطورية العظمى (هذا من ناحية الإنجليز) ومن الناحية الباشوية (المصرية) دمج السودان في مصر بشكل تام سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ثم ثقافيا (الحقيبة ليست وحدها بل كل الفضاء الثقافي ومنه مجالات الكلمة المقروءة والمسموعة مسير بدقة شديدة في ذلك الإتجاه).

يصحب ذلك إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) .. (ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) .. (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخنة. . وحتى أغاني العديل والزين أغاني عزة وإستقلالية وإعتداد بالنفس، مثال (عريسنا ورد البحر وقطع جرايد النخل، يا عديلة يا بيضة ويا ملايكة سيري معا).

كان دور الغناء والروايات الشعبية مهماً جداً في نقل جينات المجتمع وشفراته الثقافية والعقدية وقيمه ومثله إلى الأجيال المقبلة لأن في ذلك الأوان لا توجد بعد في السودان وسائل البث والتثاقف الحالية من شاكلة الإذاعة والتلفزيون والصحف وطبعا لا توجد إنترنت .. والكتب كانت منعدمة أو نادرة والمدرسة هي الخلوة.
لذا كانت الأشعار والأغاني والمدائح والحكايات الشعبية عندها أدوار حاسمة وخطيرة جداً في المجتمع ليس مثل الآن للترفيه فقط. لذا فقد أهتم الإنجليز بالأداب الشعبية عبر صناعة بدائل لها لها كما بالخلاوي التي أنتجت الدروايش الذين قطعو للتو رأس غردون باشا عبر السعي إلى إستبدالها بالتعليم الحديث وبشكل عاجل.. وكذا فعلو بالمشهد الثقافي كله فنتج عن ذلك فضاء المجال المدني الثقافي الذي يجلل المشهد الواقعي حتى الآن ويجد ذلك تجليه العملي في إنفصام المثقف عن مجتمعه تلك الظاهرة التي نشهدها في حياتنا اليومية الراهنة.

والرقصات المصاحبة لتلك الفنون الشعبية الأصيلة أهمها العرضة والصقرية ويستخدم فيهما السيوف والعصي والكرابيج إضافة إلى البطان.. كانت أمدرمان والخرطوم وكل الارياف القريبة والبعيدة تضج لياليها بالعجاج الذي يضمخ السماء من رقصات شباب متحمسين يعرضون ويلعبون الصقرية ويتباطنون فوق أرضهم المستقلة بسيوفهم وعصيهم البلدية وأشعارهم الشعبية التي تشبه أرضهم ومخيلتهم الإجتماعية .. حتى باغتهم الإنجليز في كرري وأصبحت الخرطوم على حين غرة مدينة بريطانية بين مقرن النيلين (سياسة ومعمار وإدارة وثقافة) وعندها شارع في قلب لندن بإسمها كونها إحدى أملاك التاج البريطاني ولو خلف البحار وسيف المهدي أيضاً ذهب إلى هناك لكنه عاد.. وما يزال شارع الخرطوم بذات الإسم حتى تاريخ اليوم بلندن.
وليس الغناء فحسب بل أدخل الإنجليز أيضاً نوع من الرقص جديد تعويض للرقصات الممنوعة علناً أو ضمناً أو قل على أقل تقدير غير المحبذة مثال العرضة والصقرية. هذا الرقص نفعله حتى الآن وهو جاء مع الحقيبة جنباً إلى جنب .. الرقيص الذي نفعله اليوم بتلقائية في المناسبات العامة والخاصة أصله إنجليزي وإسمه العلمي Cumbia.
----

ملاحظات هامة :
1- هذا الملخص نتيجة لبحث إستمر عدة شهور جئنا خلاله ب 470 مثال مقارن بين الزجل والحقيبة وهناك حوالي 66 مقالة شارحة للفكرة.. البحث سيصدر كاملاً متكاملاً في وقت لاحق مع ثبت المراجع ولكن قلنا منذ البدء أن البحث تفاعلي لذا تعودنا أن نشرك الجميع بقدر الإمكان ونشاركهم في تبادل الأفكار التي تصب في صلب الموضوع لا الدفاعات العاطفية المحضة فهي لا تجدي العلمي.. البحث متواصل.. كون المسألة الثقافية نتجت عنها تيارات آيدولوجية تلقي بظلالها على الساحة السياسية والإجتماعية حتى تاريخ اليوم!.

2- هذا البحث ليس من اهدافه الجوهرية الأحكام القيمية (الصاح شنو والغلط شو) ليس ذلك من همنا.. وإانما فقط محاولة تلمسس الحقائق وكشف ما جرى كحقائق تاريخية مجردة وفق شروط لحظتها وليس في الإمكان أحسن مما كان.

3- إن صح أن مرجعية الحقيبة في "الزجل" هذا لا يقلل من إبداعية المبدعين في إطار نمطية الزجل وهو فن معروف ومجال يسع جميع المبدعين وغيرهم وكل بما كسب يحاكم.

حاشية:
علاقة اصحاب كلمة السر الأساسيين بالسلطات الحاكمة أيام العهد الإنجليزي/الباشوي:
1- إبراهيم العبادي (غير معلومة) لكن مبارك المغربي ذكر في كتابة (رواد شعر الأغنية السودانية) أن من ادخل العبادي المدرسة هو سلاطين باشا.. رجل المخابرات النمساوي الشهير (الكلام ما يزال لمبارك المغربي) ومبارك المغربي ذكر أنه إستشار العبادي في المعلومة دي قبل نشر الكتاب ووافق العبادي. ولقب العبادي بأمير شعراء السودان.

2- ابو صلاح (غير معلومة) فقط درس بالمدرسة الأمريكية في وادي سيدنا (بعض الوثائق تقول بذلك).

3- خليل افندي فرح (غير معلومة) بل الوثائق والروايات تقول الضد (معارض للإنجليز في إطار وحدة وادي النيل بالذات عد العام 1924) وهو مؤلف عازة في هواك.. درس بكلية غردون التذكارية وعمل في الخدمة المدنية وكان فيما يبدو مؤمناَ بوحدة وادي النيل إلى مستوى التطرف.

4- سيد عبد العزيز (غير معلومة) لا شيء!.

5- سرور (غير معلومة).. لكن لقبه الرسمي: مجدد الغناء وعميد الفن السوداني (الحقيبة)

6- دميتري البازار (أيضاً محمد/الإسم الحركي) .. علاقته بالسلطة رسمياً غير معلومة لكن المؤشرات كلها تقول أنه ضابط عظيم في مخابرات الدولة.. وجده لابيه سلاطين باشا ووالده يوناني يعمل في مدينة دنقلا في وظيفة مستورد أخشاب وابورات الجيش الإنجليزي ودخل كلية غردون التذكارية بتوصية من سكرتير حاكم عام السودان ونجت باشا (هو نفسه قال بذلك).. ولقبه رسمياً أبو الفن السوداني (الحقيبة) وهو أيضاً قال بذلك في لقاء تلفزيوني سنة 1974.

7- جيمس كري.. هو مدير كلية غردون ومؤسسها الأول ووزير المعارف في الحكومة وحتى العام 1914 والمشرف على لجنة اللغة العامية السودانية 1905-1910 كما هو أيضاً يعتبر مؤسس معهد تدريب المعلمين "بخت الرضا" كونها فكرته ولو بعد أن ذهب إلى المعاش وهو في بريطانيا سنة 1934.

8- الأمير عمر طوسون باشا (حفيد محمد سعيد باشا والي مصر ابن محمد علي باشا الكبير) وهو مهندس الوحدة الباشوية الرسمية (لا الشعبية) بين السودان ومصر (وحدة وادي النيل/ النسخة الرسمية) .. ولقبه: أمير العلماء ومن القابه ايضاً الأمير المستنير (1872-1944) .
---

هؤلاء هم مؤسسو حقيبة الفن السودانية (كفن جديد لعهد جديد) ولا عيب في ذلك بل لهم منا (المفترض) كل الحب والإمتنان على الأعمال الجليلة والإبداعات الباهرة التي قاموا بها في وقت لا يمكننا مهما فعلنا الإحاطة بجميع ظروفه في دقة تمكننا من الأحكام القيمية.. ولهم مني شخصياً (كمبادر بهذا البحث) كل الحب والتقدير والإمتنان كمبدعين وداعمين ورسميين.. ما حدث لقد حدث وليس في الإمكان أحسن مما كان!.
----

وفي الختام (إن صح كل هذا) نحن الآن كلنا نملك كل أسرار الحقيبة الممكنة بل والمزيد (الخطة الثقافية/الآيديولوجية) للسودان التي أودت بنا إلى ما نحن فيه الآن من أمرنا وأمر بلادنا!.

لمن أراد المزيد من المعلومات أو الإشتراك في المبادرة، أدناه توجد وسائل التواصل.. والأفق ليس له حدود.. انت تستطيع أن تفعل شيء مهم وبغض النظر عن تأهيلك الأكاديمي أو العلمي.. فقط القناعة والإرادة كافيتان!.

السودان200 (مشروع توثيق السودان في 200 سنة).
واتصاب: +31684688891 (النمرة خاصة بالواتساب وليست تلفون.. والتلفونات قد تكون غير مسجلة بأسماء في الجهاز لذا أتمنى أن يذكر الشخص إسمه ومع وافر الود والإحترام مقدماً ).
إميل: [email protected]


تنبيه ختامي: هذه الخلاصات من حيث التفاصيل لا الجوهر قابلة للإصلاحات اللغوية ومراجعة وتحقيق اسماء الشخوص والأماكن والتواريخ وما إليه.. البحث سيصدر بشكله النهائي عندما تكتمل التحضيرات الفنية لنشره وهو حتى الآن يتكون من حوالي 4000 صفحة من الحجم المتوسط (ِِِِِِِِِِA4).

تحياتي .. محمد جمال الدين

ع: مشروع السودان200 (هناك مبادرة جديدة بكتابة وتوثيق إرث السودان الحديث بدءاً بالعام 1821 وحتى تاريخ اليوم).


Post: #2
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد الأمين موسى
Date: 10-18-2017, 07:03 PM
Parent: #1

هذا عمل علمي في غاية الأهمية والتميز.
شكرا أخي محمد جمال الدين

Post: #3
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-18-2017, 08:44 PM
Parent: #2

لبقى عاليا ..
لحين العودة والتعليق .

Post: #4
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: Hamid Elsawi
Date: 10-19-2017, 05:39 AM
Parent: #3

شكراً محمد جمال الدين علي هذا المجهود
ذكرت

شعراء الحقيبة "المتفق عليهم في العموم":

1. الشاعر ابراهيم العبادي
2. // صالح عبد السيد (أبوصلاح)
3. // خليل أفندي فرح
4. // سيد عبد العزيز
5. // أحمد عبد المطلب حدباي
6. // على المساح
7. // عبد الرحمن الريح
8. // احمد حسين العمرابي
9. // محمد ود الرضي
10. // محمد بشير عتيق
11. // مصطفى بطران
12. // أحمد محمد الشيخ الملقب بالجاغريو.
13. // عبيد عبد الرحمن
14. // عمر البنا


لم تذكر الشاعر محمد عبد الله الامي
هل هو غير متفق عليه؟ أم سقط سهواً ؟
بالرغم من انك ضربت به مثل لتأكيد افتراضك
بقصيدة " جاروا اهلك و جورهم ظلم"

في انتظار الرد

Post: #5
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: ياسر السر
Date: 10-19-2017, 07:09 AM
Parent: #4

التحية لك اخي الاستاذ محمد جمال الدين على هذا المجهود الجبار للتوثيق لشعؤاء جملو انفسنا واسعدونا بشعرهم وكلامهم الجميل المنمق والذي شكل وجداننا كشعب تربى على الفضائل والحس الفني العالي كل هؤلاء ساهمو بصورة مباشرة بشعرهم وقصائدهم في تشكيل ضخصية الانسان السوداني القديم والححديث والحالي نسبيا ... فنحن كشعب سوداني نفتقر بصورة لافته للتوثيق لاعلامنا ولتاريخنا واحداثه سوى كانت سياسية او اجتماعية او فنية او ثقافية او طبية او دينية وفي كل المجالات نحن شعب لا يحسن التوثيق لذا اسعدني جدا هذا البحث والذي ساعتبره فتح جديد في عالم التوثيق لفن الحقيبة الذي يستحق ان تجرى عنه بحوث وبحوث فمثلا ما اوردته من مقارنات بين الزجل في العهد الجاهلي وبين ما اتى به شعرائنا المجيدين نجد ان هناك تقارب كبير بينهم بل احيانا نجد ان شاعرنا السوداني قد تفوق على ذاك الشاعر الجاهلي في النظم وفي الحس الفني والجرس الايقاعي للقصيدة علما ان شعرائنا السودانيين في لتك الفترة لم يناول حظ وافر من التعليم سوى التعليم الديني في الخلاوى او ما شابه فتعضهم لم يطلع على قصائد شعراء العهد الجاهلي الذين كتبو تلك القصائد فهذا يعني بالنسبة لي ان شعرائنا افذاذ بمعنى الكلمة وشاعريتهم عظيمه لدرجة كبيرة ولكن افتقدو للتوثيق والانتشار لذلك نجد ان معظم شعرهم لا ينتشر خارج المحيط السوداني وهذه ايضا مشكلة من مشاكل اعلامنا وانتشارنا وتوثيقنا لاناس عظماء مثل هؤلاء ,
على كل حال لك التحية والتقدير مرة اخرى على هذا العمل والجهد الكبير ونتمنى ان يكون فتحا جديدا في عالم التوثيق والانتشار للفن السوداني والشعر السوداني عامة ولفن الحقيبة خاصة .... واسف اذا اطلت واسهبت في الشرح والتقديم .... وبالتوفيق ان شاء الله ...

تحياتي : ياسر العيلفون .....

Post: #6
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: بابكر قدور
Date: 10-19-2017, 07:18 AM
Parent: #4

البحث تفاعلي لذا تعودنا أن نشرك الجميع بقدر الإمكان ونشاركهم في تبادل الأفكار التي تصب في صلب
الموضوع لا الدفاعات العاطفية المحضة فهي لا تجدي العلمي..
_____________________________________________
الأخ محمد جمال الدين
لك الود والتحايا الطيبات
لا شك أنك بذلت مجهود جبار في هذا البحث خاصة وأنك بشرت بما سيكون عليه البحث من ضخامة
وقد تمثل ذلك في عدد الصفحات التي أشرت إليها .... لا شك أنه مجهود كبير سيسهم في فك الكثير
من طلاسم ما تعارفنا عليه بحقيبة الفن .. وأغاني حقيبة الفن .. وأجمل مافي هذا البحث أنك جعلت
البحث تفاعلياً بغرض إشراك الجميع بقدر الإمكان حسب ما أعربت عنه كما هو وارد بالمقتطف أعلاه
.. لقد قرأت البحث على عجالة ولكنها أثارت لدي عدة قضايا سأحاول ترتيبها بغرض الإدلاء بما لدي فيها
وذلك مما يسعدني جداً .... مقدماً لك التهنئة على هذا البحث السبق ولك ودي ومحبتي ....

Post: #7
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 10-19-2017, 08:26 AM
Parent: #6

إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات
وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) ..
(ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) ..
(نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا)
وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخنة. .

==============

حبيبنا محمد جمال الدين .. يا سلام كلام عميق ..
النموذج أعلاه هو ما تم إستغلال الشباب في حرب الجنوب
فكانت الدماء والضحايا وإنفصال الجنوب .. ولم نجني شيئاً
الحماسة وتعبئة بدون هدف ..

صدقت أخي محمد .. تجربة عشناها ولو قلت فعاليتها اليوم ..

Post: #8
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-19-2017, 09:19 AM
Parent: #1

شكرا استاذنا محمد ج. الدين

ده مورد ومنهل جميل
محتاج قعده و رواقه


Post: #9
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-19-2017, 10:06 AM
Parent: #8

Quote: البحث متواصل.. كون المسألة الثقافية نتجت عنها تيارات آيدولوجية تلقي بظلالها على الساحة السياسية والإجتماعية حتى تاريخ اليوم!.

سلامات أستاذ محمد جمال ..
أثمن هذا البحث بجهده القيم فهو يكمل جوانب مهمة أخرى في مسيرة البحث عن سودانويتنا ..
لقد أشرت في مقال نشرته هنا من قبل ..
دارت ثيمته حول جذور ومرجعيات واقعنا الايدلوجي وأزمتنا الوطنية..
قلت فيه :
Quote: الباحث حول من هم وراء فرضية التميز الثقافي العروبي الإسلامي السائد والمهيمن الآن على الساحة السودانية ؟ لن يجد سوى النخبة السودانية بثقلها الثقافي الديني السلفي الظاهري والعلماني ، ولو نظرنا في العوامل التي قادت لظهور هذه النخبة ، تبرز السياسة التعليمية التي خطها الاستعمار، فهي التي تحكمت على الفضاء التعليمي والإعلامي والفني والسياسي بصورة كلية ، وظلت في اطراد حتى بعد استقلال البلاد ، تلك هي الحقيقة التي يجب الاعتراف بها، ولن يُجدِ دفن الرؤؤس في الرمال بعد أن بلغ الوطن حوافي الانهيار.
لقد كان لزاما على النخبة السودانية ، وهي ترث نظاما استعماريا جمع بين هذه المكونات الاجتماعية ، ووضعها قسرا تحت نظام حكم مركزي شديد القبضة ، أن تستوعب افرازات تلك الحقب التاريخية التي مرت بها المكونات الاجتماعية في هذه البقعة ، وإحقاقا للحق فإن أول من وضع إصبعه على جوهر الأزمة الوطنية وسماها هو د. منصور خالد عندما نسبها لفشل النخبة السودانية ، لكونها المجموعة التي قادت العمل السياسي والثقافي في السودان الحديث ، وأرست لبنات ما هو سائد الآن ، غير أن النخبة التي أعنيها ليست قاصرة على مجموعة الخريجين الذين أهلهم التعليم النظامي الحديث ، وأوكلت إليهم مهام الحكم وإدارة البلاد عقب الاستقلال ، بل أيضا يندرج معهم خريجو الأزهر والمعاهد الدينية الذين وضعوا لبنات التعليم الديني الحديث وبرامج الدعوة والإرشاد ، على نسق المناهج السلفية في الأزهر والجزيرة العربية ، فتقاطعت بالضرورة مع مناهج التعليم الصوفي الرائجة من القرون الوسطى ، هذا القول يتعين معه الإشارة لأهم حقبتين أثرهما ظاهر في هذا المضمار ، وهما حقبة الاستعمار المصري المعروف بالتركية السابقة 1821م ، وحقبة الاستعمار الثنائي التي أعقبت سقوط الحكم الوطني وأكملت البنية التي بدأتها الأولى ، فالاستعمار المِصري يعد في الجانب السياسي المسؤول الأول عن النقلة القسرية العنيفة ، لكيانات المجتمع إلي نظم الدولة المركزية الحديثة ، بمؤسساتها الإدارية والمالية والقضائية والأمنية، في الوقت الذي لم يكن تطور واستنارة الكيانات الاجتماعية ، بلغ مفهوم الدولة كجسم افتراضي حاضن لمعنى السيادة ، حيث كانت الكيانات في هذه البقعة ، لازالت في طور إعادة الهيكلة والتشكل بعد امتصاص حركة الهجرة الواسعة إليها ، ومحكومة بنظم وراثية وسلطنات شعوبية ، تلتصق فيها مفاهيم السيادة والسلطة بالمميزات الذاتية لشخص الحاكم.
أيضا في الجانب الثقافي كان الحكم المصري هو المسؤول عن إرساء بنية الثقافة الإسلامية العربية على المنهاج السني الظاهري ، فهو الذي أقام المساجد الجامعة على نمط هندسة المعمار العثماني ، واستجلب لها العلماء والفقهاء والخطباء واعتنى بإعاشتهم ، على خلاف ما كان سائدا من نمط التعليم الصوفي الطوعي بمظهره الشعبي ، الذي يحفظ مسافة مقدرة بينه وبين السلطان .

http://sudaneseonline.com/board/7/msg/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D...9%83-1405817163.html
مثل بحثك هذا يدعم الفكرة أعلاه ويربط بين فضاءاتها ويكمل جوانب النقص ويفسر ما أجمل بطريقة منهجية سليمة ..
ليس هذا فحسب بل هو بمثابة بحث مكمل وتتمة لمجهودات واجتهادات أدبية وثقافية سابقة ..
ظهرت منذ عشرينات القرن الماضي..
أسست لها مدرسة للأدب السوداني بقيادة روادها الأمين مدني وحمزة الملك طمبل ومعاوية نور وآخرين ..
وكانت فكرتهم مركوزة على أن يكون للسودانيين ..
( أدب يعبر عن خصائصهم الثقافية والإثنية والاتنوغرافية )
أنظر مقال بصفحة الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا
https://ar-ar.facebook.com/HamzaElmalik/posts/1398728593675983https://ar-ar.facebook.com/HamzaElmalik/posts/1398728593675983
وأرجو أن يكون هذا البوست مناسبة لدعوة الأستاذ عجب الفيا لمواصلة إثراء المنبر كما كان يفعل ..
المثير للغرابة أن جميع هؤلاء الرواد وافتهم المنية وهم في قمة عمر العطاء !..
غير أن الفكرة تنزلت من بعدهم لواقع الطبيق العملي في مجال الشعر والأدب الرؤائي..
( التيجاني يوسف بشير / محمد المهدي مجذوب / الطيب صالح .. الخ)..
وقد أضحت الآن هي الأبرز في مجال الأعمال الأدبية المعبرة عن الذاتية السودانية.
مشكور يا عزيزي على إطلاعنا هذا العمل المتميز ..
وكلي أمل أن يشارك في هذا البوست الهام الزملاء والزميلات ..
ممن لهم / لهن باع بالمعارف التاريخية لهذا الفن الذي أصبح جزءا من التاريخ الثقافي للسودان الحديث.
Quote: ع: مشروع السودان200 (هناك مبادرة جديدة بكتابة وتوثيق إرث السودان الحديث بدءاً بالعام 1821 وحتى تاريخ اليوم).

دا برضو مشروع عظيم وهام ويتطلب مجموعات عمل على قدر عالي من الجدية والأمانة والدقة ..
شخصيا يشرفني أن أكون ضمن أتيام البحث في هذا المشروع ..
مودتي يا صديق.


Post: #10
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 10-19-2017, 01:31 PM
Parent: #9

مع التحية حبيبنا الملك ..
البوست أخذ مسار معرفي رائع وأتمنى ألا ينحرف إلى سجالات
كما حدث في البعض البوستات ..
واصل حبيبنا العمدة فنحن في الانتظار

شكراً محمد جمال الحبيب .. بوستاتك رائعة وفيها قراءات عميقة

حافظوا على مسار هذا البوست


Post: #11
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: Nasr
Date: 10-19-2017, 04:56 PM
Parent: #10

هذا بوست جاد ومفيد ومحترم
واصل
حياك الله وغطاك الغمام

Post: #12
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ينشر لأول مرة)
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-19-2017, 07:15 PM
Parent: #11


جميل.. سعادة غامرة بكم أصدقاء.. وسف للتأخير الذي سأفعل جهدي أن أقل منه في المستقبل.. حسب خطتي كلما مر الوقت عندي زمن أحسن أو وفق "الخطة".. المداخلات مفيدة جداً لي وربما لآخرين ليس أعضاء معنا هنا لكن يستطيعون المرور علينا مرة.

لا آخذ الأمر جدلي من باب الدفاع عن وجهة نظري.. لا أثق بشكل مطمئن في أقوالي ولا أفعالي.. مثل كل العقلاء منكم "أدوني حتة جنبكم" أو هو أملي.. لذا لا اراه لائقاً أن أشب لكل زول في حلق مداخلتو.. انا أقول اراء/نظرات في قضايا أعرف أنها معقدة جداً وأعرف أن الكثير منكم ربما عنده رأي قريب أو بعيد مني وربما أخطر عنده "تجربة حية" كمان!.

لذا اقرأكم بإمعان واصبر حتى افهم أو تكتمل الرؤية .. وحتى لو الزول شاف شيء (كبير أو صغير) يدفعه التداخل قبل الأوان (Emergency case) عليه أيضاً الصبر إن أمكن.. كما أنني أنوي أن أقرأكم من جديد (بعد كل هذا الوقت/الغياب/سنين) لأعرف الجديد.. هذه العملية تحتاج وقت.. أنا هسا شغال بقراكم وهذا النشاط الثر الكبير والمنوع.. أنا لسا جديد في المنبر رأسي لافي :)

سعادة بكم مجددة زملاء/أصدقاء .. ومن الماضي أعرف أننا منوعون وأن البعض منا "شوية" قد يجانب الطريق.. أعرف.. احياناً اشدنا صوابا أيضاً يفعل.. وأعرف أننا نحتاج الصبر والمثابرة وقوة التحمل!.


ملاحظة خاصة بزملاء المنبر: سأضع عدة بوستات أخرى في وقت واحد كونها طويلة نسبياً وربما قرائتها تحتاج بعض الوقت لذا سأجل الردود اللازمة لعدة ساعات أو أيام لكي تكتمل الرؤية دون أن نكرر أنفسنا في المداخلات أو الردود "تجربة" لحفظ الوقت والجهد إن كانت مرضية إتبعناها وإن جاءت فاشلة تجنبناها في مقبل الأيام

Post: #13
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-20-2017, 10:52 PM
Parent: #12

في انتظار المزيد.

Post: #14
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-20-2017, 11:34 PM
Parent: #13

بجيكم برواقة أصدقاء.. فقط بالنسبة لسؤال الأخ حامد الصاوي ايوة عبد الله الأمي شاعر مهم وكبير وكتب نمط الحقيبة لكن لم يعده أهل الحقيبة منهم بشكل عضوي.. هذا لا يقدح في إبداعه طبعا ونحن لسنا في حالة تقييم.. فقط انا اعتمدت على قوائم الاجتماعات إذ لم يرد اسمه كما هو مضاد لهم حتى بعد رحيله إلي مدينة الأبيض في الثلاثينيات.. لكن هو بلا شك شاعر حقيبة مكتمل الشروط وفق نمط الحقيبة الذي قلنا أنه زجل.. او هو فهمي طبعا.. تابع لطفا الملاحظات أدناه حول خلاصات البحث في حقيبة الفن. تحية لك وكل الحضور البهي هنا ولي عودة

Post: #15
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-20-2017, 11:34 PM
Parent: #13

بجيكم برواقة أصدقاء.. فقط بالنسبة لسؤال الأخ حامد الصاوي ايوة عبد الله الأمي شاعر مهم وكبير وكتب نمط الحقيبة لكن لم يعده أهل الحقيبة منهم بشكل عضوي.. هذا لا يقدح في إبداعه طبعا ونحن لسنا في حالة تقييم.. فقط انا اعتمدت على قوائم الاجتماعات إذ لم يرد اسمه كما هو مضاد لهم حتى بعد رحيله إلي مدينة الأبيض في الثلاثينيات.. لكن هو بلا شك شاعر حقيبة مكتمل الشروط وفق نمط الحقيبة الذي قلنا أنه زجل.. او هو فهمي طبعا.. تابع لطفا الملاحظات أدناه حول خلاصات البحث في حقيبة الفن. تحية لك وكل الحضور البهي هنا ولي عودة

Post: #16
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-21-2017, 00:06 AM
Parent: #15

أشياء تعلمتها من البحث في حقيبة الفن .. (عشرة ملاحظات)!

هناك أشياء مهمة تعلمتها من البحث في حقيبة الفن أهمها أن قيم ومفاهيم الماضي تعيش بيننا وربما تظل إلى أمد بعيد تتحكم في حياتنا.. ربما الأفضل لنا أن نتعرف عليها!.. (10 ملاحظات)

1- شعراء الحقيبة 14 شاعراً فقط من كل أنحاء السودان وبإضافة عبد الله الأمي (لم يرد إسمه في قوائم الإجتماعات ولا في قصيدة عبد الله الريح وكذلك عمر البنا) يصبحون 15 شاعراً كلهم أصدقاء بلا إستثناء ومعظمهم ولدو وعاشو في مكان واحد وأعمارهم متقاربة ويجتمعون في منازل بعضهم البعض بشكل شبه يومي ومن الفنانين سرور فقط الذي يحضر الإجتماعات التي تتم فيها مناقشة القصائد وإجازتها. وأن هؤلاء ال15 شاعراً أنتجو فن الحقيبة في الفترة من 1920إلى 1945 ثم توقفو جميعاً عن أنتاج نفس النمط وفي وقت واحد بل كثير منهم توقف عن نظم الشعر وعلى وجه الإطلاق وقد عاش بعضهم حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ومن إستمر منهم في الكتابة لبعض الوقت مثل عبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح كتب نوع شعري مختلف عن نمط الحقيبة (التي زعمنا أن نوعها الشعري: زجل) وأن هؤلاء الشعراء لم يكن بينهم صحفي أو قاص أو روائي وليس منهم من كتب مذكراته بشكل إحترافي بينما في ذات الزمان فعل كثير من الشعراء في الأقليم من حولنا أي أنهم بجانب الشعر كانوا يكتبون النثر.. لم يفعل شعراء الحقيبة ولا واحد منهم حسب علمي كتب مقالات أو مذكرات ما عدا العبادي كتب مسرحية شعرية وألف كتاب عملي وغير معروف للكثير من الناس إسمه أستاذ الأغاني في بداية العشرينيات ولا توجد منه الآن نسخة متاحة للعموم.. إذ أن شعر الحقيبة معظمه مجاراة نظمية مبدعة لشعر الأقدمين ولشعراء الحقيبة بعضهم البعض.. ولا شيء غير ذلك أو أبعد منه!.. تلك نقطة للتأمل (راجع خلاصات البحث).

2- الحقيبة هي النسخة الوحيدة من الشعر/الغناء المعترف بها رسمياً خلال ال 100 سنة الماضية إذ بدأت الحقيبة في حدود العام 1920 وفي العام 1934 تم تقليد سرور وسام الإبداع وتسميته رسمياً بواسطة الدولة مجدد وعميد الفن السوداني.. وقد قلده الوسام الأمير طوسون باشا (أمير العلماء والزعيم الروحي لوحدة وادي النيل) في حضور وفد ثقافي حكومي بعضه قادم خصيصاً من القاهرة. وفي مارس 2017 أي بداية هذا العام كرمت الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام ذاكرة رموز الحقيبة.. وهذا خبر رسمي:
(دشنت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم ومؤسسة أروقة للثقافة والعلوم يوم (الأربعاء) مهرجان روائع الحقيبة، وهو بمثابة حفظ لهذا الأثر التليد، حيث أشار السمؤال خلف إلى أن المهرجان يستمر لمدة (14) يوماً وتم تخصيص ليلة لكل شاعر من فحول شعراء الحقيبة ليتم عرض إنتاجه. وأردف بأن المهرجان تعقبه ليال ثقافية تخصص لكل شاعر مع طباعة ديوان يحمل جميع أشعاره، بجانب طباعة مجلد لكل الشعراء يحمل اسم (روائع الحقيبة) عقب المهرجان، خلف الله قال إن المهرجان يأتي في إطار رد الدين للرعيل الأول من أرباب الغناء السوداني، منوها إلى هذا المهرجان سيشهد التغني بـ (144) عملاً مستمداً من الحقيبة على مدار أسبوعين بمشاركة (420) عازفاً و(120) كورالاً، وكان الانطلاق بأم درمان بوتقة الغناء وأم شعراء الحقيبة، برعاية مجدي عبد العزيز معتمد أمدرمان، الذي قال إن أم درمان منذ تكوينها تعد بوتقة تضم كل سحنات السودان وفنها انعكاس طبيعي لما تزخر به، فهي مدينة صاحبة بصمة متفردة حتى في غنائها الذي تميز واكتسب لونية تضاهي تاريخها الكبير). من صفحة وزارة الثقافة والإعلام، مارس 2017 (14 شاعراً؟ يقول الخبر).

وفي كل المرات وجدت حقيبة الفن رسمياً طريقها سهلاً إلى الإنتشار.. في الضد من فنون السودان الأخرى التي لم يعترف بها أي نظام إستعماري ولا وطني إذ لم نسمع تكريم رسمي معتبر لشعراء التراث أو الدوبيت أو الحماسة أو المناحة ولا غنا البنات (أجمل غنا إجتماعي وظيفي في السودان) دا مش يكرموه دا أتصور الوزارات بتكون خجلانة منه!.. إنه من التبعية وغربة الذات.. تلك ألباب فنون الشعر الشعبي والغنا في السودان في ذاكرته المستقلة.

الإحتفاء بالحقيبة وحدها ودون غيرها من الجهات الرسمية في الماضي والحاضر من الصراع بين الريف والمدينة والإستقلالية والتبعية.. كل هذا جزاً من الفضاء السياسي والآيديولوجي الموسوم بالتبعية والغربة عن الذات سواءاً في عام 1934 وعام 2017 أو الإحتفاءات الكثيرة بينهما. إذ لم يتم ولا مرة واحدة عقد محفل رسمي ترعاه وزارة رسمية لا في زمان الإنجليز ولا في الأزمنة التي تلته يخص الفنون السودانية الأصيلة (أقترح ان تعمل الوزارات الثقافية المقبلة إحتفاليات رسمية لغنا الحماسة والمناحة والحوبي والدوبيت والبنات والنوبة وترانيم النوبة والجبال والفور والأنقسنا إلخ). كل شيء مربوط بالفضاء الإجتماعي في أوقاته المختلفة.. والحقيبة هبطت من سماء التفاعلات القسرية والإرادية لكنها في كل الأحوال توطدت في المخيال المدني الحديث وأصبحت جزءاً منه.

3- قال دميتري البازار أننا أردنا أن نرقي الفن الغنائي و"نشيل من خشم الناس كلمة صياع صعاليك دي" التي يطلقها الناس على المغنين ولكن بعد 80 عاماً من خطة البازار ما زال عند الكثيرين أن الفنانين صيع وأن المجال الفني "الغنائي" عند أهله سلوكيات مضادة للسائد في المجتمع!.

لذا الناس تستمتع بفن الفنان/المطرب ولكن لا تحترم شخصه "حقاً" وفي الأعماق برغم الغرام الظاهر بفنه.. هذا يحدث حتى تاريخ هذه اللحظة (الواقع يحدثنا بذلك)!. وعندما مات سرور بأسمرا 1946 في ظروف غامضة أو غير واضحة بالكامل ظل البعض يكتب يردد أن سرور تفرغ في حياته الأخيرة للصلاة وتلاوة القرآن وترك الغنا.. ولم يقم أحد بمحاولة جدية لنقل رفاة عميد الفن السوداني إلى مسقط رأسه حتى تاريخ اليوم برغم الإعجاب المعلن بفن سرور وأغنياته التي يرددها الآلاف والبعض يعتاش عليها من ريع الحفلات في المناسبات المختلفة ومنهم فنانين أصبحو كبار وهناك عشرات الروابط التي تجمع مغرمي فن الحقيبة. لم يحدث ولا حتى تبرير مقنع وحاسم غير مبرر عقدي ولكن رفاة عبد القادر الجزائري نقلت من سوريا إلى الجزائر بعد عشرات السنين من وفاته!.

4- مديرية الخرطوم رفضت في البدء السماح بأول حفلة جماهيرية عامة في تاريخ السودان لأنه السودانيين ما بلغو المستوى دا (كلام دميتري البازار) إلا بعد توسط مستر بيني مدير الخرطوم سنة 1930 وقد تحقق قول مسئول المديرية إذ في النهاية حصلت شكلة وتفرتقت الحفلة.. هذا السلوك الذي حدث سنة 1930 يحدث حتى تاريخ اليوم.. ليس في كل المناسبات لكن هناك قابلية مستمرة لعدم مواصلة الحفل بسبب الشغب المحتمل.

5- روت الناس قصص كثيرة عن العنف الذي مارسه الفنان محمد أحمد سرور (هدد وأشهر سلاحه مرات عديدة وتم إدانته مرة بواسطة المحكمة وسجنه بسبب العنف الذي يمارسه . وحدث أن منع عبد الغفار الطنباري بالقوة من الغناء وإلى الأبد وضرب كم زول روسية من ضمنهم كرومة وقال ليه أنت ما ود عرب.. كما أن كرومة تعرض للإغتيال بسكين أحدهم لكنه لم يمت "المرجع في حتة كرومة دي تحديداً شوقي بدري" والروايات غيره كثيرة وموثقة. هذا العنف صاحب المجال الفني كل الوقت فكثير من الفنانين تعرضو للعنف من الناس ومن بعضهم البعض ومن الآخرين.. وبعضهم تم إغتياله حرفياً وأما الإغتيالات المعنوية فلا حصر لها. والسبب في كل مرة أن المجال الفني لا ينفصل عن السياسي لما للغناء من دور إجتماعي يرفع ويحط من قدر الشخصيات والطبقات الحاكمة.

6- لاحظت أن الحقيبة حافلة بالمنلوج الذاتي (إستخدام مكثف لجملة "قال لي وقلت له" مذكرة، لم ترد ولا مرة واحدة مؤنثة في مكان التأنيث وهو الأغلبية) بينما لم يحدث ولا مرة واحدة في الشعر العربي الكلاسيكي إستخدام ضمير المذكر بدلاً من المؤنث.. وهنا مثال لما أقول: (سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا من رام مِنا وِصالاً مَاتَ بِالكمدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً من الغرامِ ، ولم يُبْدِئ ولم يعدِ
فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ إن المحبَّ قليل الصبر والجلدِ
قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ
قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ
مجرد مثال).. وهذا حال كل الزجل منذ عهد إبن قزمان وليس الحقيبة فقط والسبب لم يقل به الكثيرين ومعظمهم يركنون إلى الجانب الإجتماعي "المحافظ" هذا لا ينطبق على الأندلس ولا على العهد المملوكي في مصر والشام وإنما الحقيقة أن الزجل في الأساس إختراع وصنعة الأعاجم سواءاً في الشرق أو المغرب العربي "الأمازيغ/البربر".
في قصيدة ود الرضي (أحرموني ولا تحرموني) وردت الكلمة (ترددت 10 مرات) وفي مطلع قصيدة لإبن الحموي وردت ست مرات:

أحرموني ولا تحرموني (الأبيات المعنية مجتزأة)

لو معنعن قول كلموني حبي طاهر لم تظلموني
لا اقول مستنكف دهوني
يقول القايل دروني او يحدث عني المنام
قال لي قربك عين المحال
قال لي جملة وعقد الاظافر
قال لي طبع الريم اصلو نافر
قلت عل تريم النوافر وعل راء الريم تبقى لام
قلت ليت الايام يندن تبقى لانت وسحابا دندن
قال لي كيف تستوجب لي حمدا (حمدن)

ذلك ود الرضي حقيبة وهنا إنموذج لإبن حجة الحموي/زجل

قول نعم وانعم على مشتاقك
قال: ميل إلى خدي لأنو أنعم
قلت لو قد ذبت في عشقك ... وضنيت
قال لي الخبر عندي
قلت لو دمعي قد اتلون ... ويجري اليوم على خدي
دار إلى إنسان مقلتي قلو ... أنت ما عندك نظر بعدي
قلت خاف الإله يا ناقض عهودو
تدرو آش قالي لما أراد أن يماحل
آش تقول في روض الوصال قلت ماحل.

(إبن حجة الحموي 1433م) من كتاب بلوغ الأمل في فن الزجل)

وأيضاً قد تجد النوبي الأصيل في شمال السودان وحتى تاريخ اليوم من المحتمل أن يقول لك (البنت قال ماش بحر) أي: البنت قالت ذاهبة إلى النيل.. وان كانت الحقيبة من صناعة المدينة والوسط النيلي في السودان فإن الوسط النيلي نفسه ليس بعربي فصيح وإنما حاله ذات حال العهد المملوكي من حيث العجمة والتنوع اللغوي.

7- ألقاب الفنانين الحالية من شاكلة سلطان الطرب وملك الغنا والحوت والأميرة فلانة وإلخ أصلها مصري جلبه معه البازار سنة 1926 حيث لقب كل من ذهب معه إلى القاهرة لتسجيل أسطوانة بلقب جميل فكان مثلاً لقب إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان (أسمته أم كلثوم او هكذا حدثونا) وكرومة كروان السودان وكلهم عندهم ألقاب وسرور مجدد وعميد الفن السوداني. (ولا عيب في ذلك نحن هنا لا نقيم ولا ننتقص أو نعطى درجات عليا أو دنيا فقط نسعى إلى إضاءة المسافات). وكذا عبد الحليم حافظ العندليب الأسمر وأم كلثوم كوكب الشرق.

8- وكما هو حال الزجل في كل مكان وزمان نجد في زجل الحقيبة مجاراة لافتة للنظر إذ هناك جمل وكلمات مفتاحية كثيرة تناسلت لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق وفي بيئة مناخية شديدة الإختلاف إذ شبه صحراوية وسكانها تغلب على طبعهم الحياة البدوية ولا يعرفون الكثير عن البساتين والدوح الطبيعية المزهرة والرياض والخمايل الوردية التي تجري من تحتها الجداول!.
مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. مثل غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالأرض "الميري" وهو ما فعله المصريون في العهد المملوكي مثلما فعله أهل العراق والشوام وأهل الحجاز ومن قبلهم المغاربة واخيراً السودانيون حسب هذه الرؤية في شعر ما عرف بالحقيبة فالسودانيون ليس إستثناءاً.
وعلى أي حال فإن نظم الزجل بمعناه الإصطلاحي في السودان لم يعش كثيراً وحفه الغموض وتلك العلة هي التي حجمت الزجل السوداني من الإنتشار أبعد من السودان بالرغم من جودته وإبهاره وإحكام نظمه بدرجة ربما تفوقت على جميع أنواع الزجل الأخرى المحتفى بها في التاريخ.. لكن لا أحد يعلم أن بالسودان زجل كون أصحاب الإختراع لم يقولوا به ولم يفعل أحد قبل اليوم (الواقع المشهود يقول بذلك)!.

ففي السودان سادت أنماط شعرية وغنائية "شعبية" أخرى كالدوبيت والحماسة والمناحة والحوبي وغناء البنات وأنماط أخرى عديدة. إذ لم يعهد السودانيون الزجل كنمط شعري إلا في زمان "الحقيبة" لذا ظلت الحقيبة محيرة للناس معظم الوقت!.. يحتفون بها بشكل شبه هستيري أو يهجونها بذات الهستيريا بلا سبيل إلى كشف بنياتها التقنية أو تفاعيلها وأوزانها الشعرية.. لم يحدث لأن ببساطة لا أحد كشف لنا عن مرجعيتها كنوع شعري.. الآن لدينا زعم محقق عبر الأدلة الممكنة بمرجعية الحقيبة كنوع شعري في "الزجل الأندلسي/وزجل العهد المملوكي"!.
لكل تلك الأسباب وأخرى ظلت الحقيبة يحفها الغموض كون مرجعية نمطها من حيث بنية القصيدة التقنية وتفعيلتها غير محققة كما غير معهودة في الشعر السوداني السابق عليها واللاحق أيضاً لم يلتزم نمطها.. فعاش النمط ربع قرن فقط (1920-1945) بغير وعي وافي به ومرجعياته.

9- الهدف من الجهد الذي بذل في الحقيبة من حيث النشأة والإختراع هو:
خلق فن جديد محايد تجاه السياسة بقدر الإمكان ويواكب المرحلة التي همها الإستقرار السياسي والإقتصادي بما يحقق فائض أرباح لمصلحة الإمبراطورية العظمى (هذا من ناحية الإنجليز) ومن الناحية الباشوية (المصرية) دمج السودان في مصر بشكل تام سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ثم ثقافيا (الحقيبة ليست وحدها بل كل الفضاء الثقافي ومنه مجالات الكلمة المقروءة والمسموعة مسير بدقة شديدة في ذلك الإتجاه).
يصحب ذلك إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) .. (ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) .. (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخنة. . وحتى أغاني العديل والزين أغاني عزة وإستقلالية وإعتداد بالنفس، مثال (عريسنا ورد البحر وقطع جرايد النخل، يا عديلة يا بيضة ويا ملايكة سيري معا).
كان دور الغناء والروايات الشعبية مهماً جداً في نقل جينات المجتمع وشفراته الثقافية والعقدية وقيمه ومثله إلى الأجيال المقبلة لأن في ذلك الأوان لا توجد بعد في السودان وسائل البث والتثاقف الحالية من شاكلة الإذاعة والتلفزيون والصحف وطبعا لا توجد إنترنت .. والكتب كانت منعدمة أو نادرة والمدرسة هي الخلوة.
لذا كانت الأشعار والأغاني والمدائح والحكايات الشعبية عندها أدوار حاسمة وخطيرة جداً في المجتمع ليس مثل الآن للترفيه فقط. لذا فقد أهتم الإنجليز بالأداب الشعبية عبر صناعة بدائل لها لها كما بالخلاوي التي أنتجت الدروايش الذين قطعو للتو رأس غردون باشا عبر السعي إلى إستبدالها بالتعليم الحديث وبشكل عاجل.. وكذا فعلو بالمشهد الثقافي كله فنتج عن ذلك فضاء المجال المدني الثقافي الذي يجلل المشهد الواقعي حتى الآن ويجد ذلك تجليه العملي في إنفصام المثقف عن مجتمعه تلك الظاهرة التي نشهدها في حياتنا اليومية الراهنة.
والرقصات المصاحبة لتلك الفنون الشعبية الأصيلة أهمها العرضة والصقرية ويستخدم فيهما السيوف والعصي والكرابيج إضافة إلى البطان.. كانت أمدرمان والخرطوم وكل الارياف القريبة والبعيدة تضج لياليها بالعجاج الذي يضمخ السماء من رقصات شباب متحمسين يعرضون ويلعبون الصقرية ويتباطنون فوق أرضهم المستقلة بسيوفهم وعصيهم البلدية وأشعارهم الشعبية التي تشبه أرضهم ومخيلتهم الإجتماعية .. حتى باغتهم الإنجليز في كرري وأصبحت الخرطوم على حين غرة مدينة بريطانية بين مقرن النيلين (سياسة ومعمار وإدارة وثقافة) وعندها شارع في قلب لندن بإسمها كونها إحدى أملاك التاج البريطاني ولو خلف البحار وسيف المهدي أيضاً ذهب إلى هناك لكنه عاد.. وما يزال شارع الخرطوم بذات الإسم حتى تاريخ اليوم بلندن.
وليس الغناء فحسب بل أدخل الإنجليز أيضاً نوع من الرقص جديد تعويض للرقصات الممنوعة علناً أو ضمناً أو قل على أقل تقدير غير المحبذة مثال العرضة والصقرية. هذا الرقص نفعله حتى الآن وهو جاء مع الحقيبة جنباً إلى جنب .. الرقيص الذي نفعله اليوم بتلقائية في المناسبات العامة والخاصة أصله إنجليزي وإسمه العلمي Cumbia.

10- أخيراً هدف مثل هذا الحوار (التحليل/الدراسة/التوثيق/النقد) أو سمه ما تشاء هو محاولة قراءة للحراك الإجتماعي في السودان بمعناه الشامل في سبيل فهم عناصر ومكونات الواقع أي هو شيء عملي وآني ولا أسعى من حيث الجوهر إلى قراءة أكاديمية أو علمية تتحرى الفني والجمالي وحدهما.. هذا ليس هدف جوهري.

وعلى ذكر هذه المناسبة فإن شعر الحقيبة ليس محقق بعد من حيث النوع والبنى التقنية للقصيدة ولم تتعمل دراسة واحدة حد علمي في هذا المجال ومعظم الكتب والكتابات مجرد أرشفة لحكايات وذكريات وأعمال وطرائف رواد الحقيبة.. وهذا شيء في تقديري سيء جداً.. وربما اشبه بالعار!. الشعوب الحولنا أطرت لبنيات شعرها منذ مئات السنين فصفي الدين الحلي الف كتابه العاطل الحالى و المرخص الغالى (نمط الحقيبة) في حدود العام 1300م والخليل أخترع بحور الشعر العربي قبل ذلك بكثير. وسبب أن اللغة العربية حديثة في السودان ليس عذراً كافياً عندي ولكن لا بد أن تكون هناك أسباب ما "لا أدري على وجه الدقة" ولكن نحن حتى الآن امامنا مهمة ان نقرا البنيات التقنية لشعر الحقيبة وتفعيلتها واوزانها ووضعها في مكانها الصحيح من حيث النمط بجانب الأنواع الشعرية الأخرى في السودان وهي معروفة سواءاً كانت بالعربية أو اللغات المحلية. تلك هي المهمة المفتوحة أمام من يرغب في أداء عمل عام ربما هم الجميع على الأقل من باب المعرفة بالشىء.. (هل يفعل أحدنا)!

تلك كانت ملاحظات العشرة وهي مجرد إضافات مني على خلاصات البحث في حقيبة الفن (والخلاصات المعنية منشورة على بروفايلي لمن قد يهتم).

لذا أعتقد أن توثيق وتحقيق إرث شعوب السودان من الأهمية بمكان ربما يعادل الطعام والدواء والكساء!.. لهذا أتمنى من البعض الاطلاع على مشروع السودان200 أي توثيق السودان في 200 سنة (هناك مقترح مفصل للمشروع وجدول زمني).

محمد جمال الدين

Post: #17
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: مني عمسيب
Date: 10-23-2017, 11:24 AM
Parent: #16


الصديق الحميم \ محمد جمال ..
لك الاشواق وجيدن جيت


حقيقة تابعت هذا العطاء المميز عن حقيبتنا المحمولة
جوآ بجودة معاني وكلمات لايعلو عليها ! وبرآ ببراءة
الاحسايس الصادقة والذكريات الاصيلة العريقة !!!!!
تابعتها في قروب الواتساب عندما اثري هذا الابداع
واشعل القروب لمدة شهر بهذا الكم الهائل من تحاليل !!!
وشرح ومداخلات لن انساها علي الاطلاق من الاخوة
الذين لفتوا نظري بوجهات نظرهم المختلفة التي اضافت
لي الكتييير عن هذا الموضوع الثقافي الفني المميز بحقيبته
الما زالنا نحملها لنخرج منها الكتير من تراث وذكريات
وتاريخ فني يعتزي به ..

لك الشكر يا صديق المخضرم ..

ولي عودة للاضافة والاكتساب ..

وسلمتم جميعآ .

Post: #18
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-24-2017, 10:07 PM
Parent: #17

طابت ايامكم أصدقاء.. عندي صعوبة فنية في الاطلاع على المنبر او كتابة الردود .. اعرف ان هناك صيانة للموقع ربما حتى الآن جارية لا ادري!

Post: #19
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-26-2017, 03:26 PM
Parent: #18

اهلا بيك منى مسيب في فيافي سودانيزاونلاين :) وشكرا على التشجيع.. بعد شوية نمشي نسلم على الشباب الفوق وزي ما بيقولو ladies first :)

Post: #20
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-26-2017, 03:28 PM
Parent: #19

خوجلي عثمان وسيد خليفة وعبد العزيز المبارك (اغنية يا سمحة) هناك أيضا رقص من فنانين كبار.. ما اسم هذا النوع من الرقص!.. شاهد الفيديو

نوع الرقيص دا اسمه شنو؟ .. الفيديو المرفق.. هل هو نمط أصيل وقديم؟.. لما تقول للزول في الحفلة تعال نرقص كيف بكون مفهوم نوع الرقيص (عرضة/صقرية-رقبة الخ) هل حسب الإيقاع، حسب اللحظة، كيف؟.. بالنسبة لي الرقص الفي الفيديو دا بيشبه نمط غربي اسمه (كومبيا) وتحديدا الكومبيا الانجليزية.. (امثلة لرقيص الكومبيا في مداخلة قادمة).. السؤال النوع دا من الرقيص اسمه شنو في السودان ؟. وما هي مرجعياته؟.. لمن عنده علم؟.. ربما لا اسم له.. لما؟

https://youtu.be/awsvaqW-TNshttps://youtu.be/awsvaqW-TNs

Post: #21
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-26-2017, 06:59 PM
Parent: #20

متى كتب السودانيون أشعار عربية أول مرة ؟. أي كانت.. ما هي أول قصيدة أو أول شاعر/ة كتب/ت بالفصحى في تاريخ السودان؟!.. (توجد مقدمة تاريخية تحليلية ثم تعقبها محاولة الإجابة ونظرة في الأهمية العملية للسؤال)!

أشتغل هذه الأيام ضمن مقترح توثيق السودان الحديث (مشروع توثيق السودان في 200 سنة) أشتغل ضمن ما أشتغل به "الشعر والغناء في السودان الحديث" وبالسودان الحديث أعني سودان ما بعد العام 1821.

الملاحظة الأولية أن الشعر العربي على مدى تاريخ السودان يعتبر حديث النشأ بالمقارنة بالعالم المتحدث العربية (سنتحقق من هذا الزعم حالا)!.

إن وجدت أشعار عربية يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي (550م) ومن ضمنها ما عرف بالمعلقات مروراً بمرحلة بناء الدولة التي أعقبت الأسلام وحتى العام 1258 إنهيار بغداد. فإن بلاد السودان كل تلك المدة (عهود إزدهار الحضارة العربية/الإسلامية) كانت رسمياً مسيحية وكانت عندها لغاتها المحلية وليس من ضمنها العربية مثل النوبية والبجاوية والفونجية والفوراوية والأغريقية (لغة الكنيسة القبطية في علوة والمقرة ونوباطيا).

إذ السودان أنضم حضارياً لركب العالم الشرقي بعد إندثار النسخة المزدهرة من حضارته وذلك في العام 1503م بسقوط سوبا وصعود سنار (حلف الرعاة الوثنيين/الفونج مع الرعاة المسلمين الوافدين في الضد من المزارعين النوبة وديانتهم المسيحية).

بل السودان خلال كل عهود الحضارة العربية الإسلامية المزدهرة كان يناصبها العداء والخصومة بفعل إختلاف السمت الحضاري وتضارب المصالح وظل السودان مستقلاً عن أي قوة عسكرية مباشرة في الشرق كله وحتى العام 1821 دخول الأتراك إلى السودان.
الشيء الذي لم يستطعه المماليك من قبلهم برغم محاولاتهم العديدة لغزو السودان بين الأعوام 1300 وحتى سقوطهم عام 1520 على يد الأتراك العثمانيين وهروب مجموعات كبيرة منهم إلى السودان بعد مجزرة القلعة حيث ساهمت في تشكل التركيبة الديمغرافية ونشر اللغة العربية في الوسط النيلي بجانب جماعات بدورها جاءت هاربة من جهة الغرب بعد سقوط الأندلس مباشرة (لدي بحث أشتغل عليه بهذا الخصوص).

عندما أنهارت بغداد نشأت أو أزدهرت ممالك ودويلات جديدة في الأطراف أهمها دولة المماليك في مصر والشام (الشركس والألبان) تلى ذلك صعود نجم الأتراك والسلاجقة ونشوء دولة تمبكتو في غرب أفريقيا وممالك أخرى سابقة وموازية.

وأخيراً أيضاً في السودان "1503" نشأت دولة تبنت الإسلام والعروبة رسمياً وهي مثلها ومثل غيرها من دويلات المماليك والسلاجقة والأتراك والبربر والفولاني والهوسا كان يقودها الفونج وهم في الأصل ليسو بعرب ولا مسلمين ولا يتحدثون اللغة العربية بالأصالة.

كما أن سنار كما بقية الممالك والدويلات التي أعقبت سقوط الحضارة العربية الإسلامية كانت تعيش ذات حالة الركود الحضاري الذي عاشه الشرق برمته.

إذ لم تخلف لنا سنار لا فلسفة ولا أدب ولا معمار يضاهي ما قبلها وما بعدها من حضارات الأمم والسودان القديم نفسه كانت حضاراته أعظم أثراً من سنار نشاهد ذلك الآن في إهرمات البجراوية والبركل والمعابد والتماثيل ثم الكنائس وإلخ.. الحكيم الأعظم الذي خلفته سنار هو الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك (1635-1720) الحكيم الشعبي الشهير الذي حملت إرتثه المشافهات حتى دونها أخيراً ود ضيف الله في كتاب الطبقات وهو بدوره الوثيقة الوحيدة التي خلفتها لنا سنار خلال ثلاثة عقود من عمرها المديد!.

وهنا على سبيل المناسبة نذكر أن ود تكتوك عاصر جون لوك الفيلسوف الإنجليزي الذي أنتج نظرية العقد الإجتماعي التي تستند عليها الديمقراطيات الحديثة وحقوق الإنسان (1632-1702).
سنار وليدة اللحظة التاريخية المظلمة وهي بنت الشرق كله وليست نشازا. (هذا بإختصار وإن شئت لمزيد من الضوء حول هذه النقطة راجع "طبقات ود صيف الله وعلة التوثيق في تاريخ السودان الوسيط والحديث" مقالة لي سابقة أكثر إستفاضة حول ذات الموضوع).

تلك كانت مجرد خلفية لسؤالي الذي عنونت به هذا المقالة: متى كتب السودانيون أشعار عربية أول مرة ؟. أي كانت.. ما هي أول قصيدة أو أول شاعر/ة كتب/ت بالفصحى في تاريخ السودان؟!

سأحاول هنا الإجابة بنفسي وأحسبها واحدة فقط من الإجابات العديدة المحتملة (ما هي!).

ربما أول شاعر كتب بالفصحى (شعر عربي كلاسيكي) هو حمزة الملك طمبل كما صالح جبريل والعباسي ثم يأتي لاحقاً التجاني يوسف بشير والمجذوب ومحمد أحمد المحجوب وإلخ.

لا توجد أشعار معروفة ومحققة كتبت بالفصحى قبل ذلك، ليس الكثير. أي أن السودان أنضم لركب الأدب العربي الكلاسيكي بعد ما عرف بعصر النهضة الذي عقب الفتح الفرنسي لمصر "القاهرة" عام 1800م.. إن كان هو نقطة تحدد النهضة العربية لا بد أن يكون إسمه فتح!.

قبلها كان ظلام (تلك تسمية رسمية لكل العهود التي أعقبت سقوط بغداد 1258م) دلالة على الإنحطاط في كل ضروب الحياة.. وسيادة الأعاجم على المشهد الثقافي في الشرق كله ومن أهمهم السلاجقة في آسيا الوسطى والأتراك العثمانيين والمماليك في مصر والشام والفونج في السودان والفولاني في غرب أفريقيا والفور في دارفور وقبل ذلك البربر في الأندلس والمغرب العربي تلى ذلك الغزو الأسباني لشواطي الخليج ثم الإنجليزي والفرنسي لبقية أرجاء الشرق كله.

كان قبل نشوء الشعر الكلاسيكي في السودان (حديث) توجد أشعار بالعاميات العربية السودانية ولكن ليس قبل العام 1700م وفق القراءات والحسابات التي حسبتها وربما كانت شغبة الميرغمابية أول شاعرة سودانية معلومة لنا بشكل واضح.

شغبة المرغمابية الكاهلية (آمنة) ثم:
حسان الحرك الشكري (العهد السناري)
وبعد ذلك بنوتة بت المك نمر
ومهيرة بت عبود (نهاية العهد السناري بداية العهد التركي)

وبت مسيميس شاعرة المسلمية (نهاية العهد التركي/المهدية)

وفي أزمان لاحقة رقية بت حبوبة والحردلو وود ضحوية (فترة المهدية/العهد الإنجليزي) وغيرهم الكثير من شعراء الدوبيت والحماسة والمناحة والبنات والحكامات في دارفور وشمال كردفان وتحديداً مضارب البقارة والأبالة.

وهنا أود أن أخلص إلى أن تاريخ صناعة الشعر العربي الفصيح حديثة في السودان ومعظمه إحتذاء ومجاراة للشعر العربي الكلاسيكي عكس الشعر العامي الذي قلنا برموزه للتو أعلاه وهو شعر وظيفي أقدم وأكثر أصالة ويعبر عن آنثوروبولوجيا المجتمع حيوياً وجوهرياً.
بعد، الشعر العامي/الوظيفي نفسه حديث بالمقارنة. إذ نشأت حركة الزجل في الأندلس في حدود العام 1100 (شعر عامي/ شعر الأعاجم المستعربين) يشبه نمطية الحقيبة السودانية فإن الشعر باللغة العربية وعلى وجه الإطلاق لا نجد له أثر واضح قبل العام 1700م في السودان.
ولهذا نحن في السودان لا نعرف شعرنا بعد بشكل علمي: تفاعيل القصيدة وتقنياتها وبنياتها الداخلية لأن إرثنا هنا مداه الزمني صغير كما أيضاً علة الإهمال والتقصير وسوء الإدارات والعقليات المتحكمة سياساً وإقتصاديا.

تلك وجه نظر للتأمل وإن صحت كلها أو بعضها أرى أنه وجب أن نجتهد في عمل الواجب، الفرصة دوماً أمامنا!.

محمد جمال الدين .. (مشروع توثيق السودان في 200 سنة/السودان الحديث/راجع مسودة المشروع في مكانها)

Post: #22
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-26-2017, 08:14 PM
Parent: #21

كان قبل نشوء الشعر الكلاسيكي في السودان (حديث) توجد أشعار بالعاميات العربية السودانية ولكن ليس قبل العام 1700م وفق القراءات والحسابات التي حسبتها وربما كانت شغبة الميرغمابية أول شاعرة سودانية معلومة لنا بشكل واضح.
شكرا عزيزي محمد ..
لعلك من نافلة القول أن تشمل هذه السياحة التوثيقية لشعراء متصوفة في العصر السناري ..
منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ اسماعيل صاحب الربابة ..
وهو شاعر ومغن وعازف كان يطرب عصره ..
ولعله حظي بتوثيق وتحقيق أكثر من الآخرين ..
وممن حققوا له الأديب والشاعر الدبلوماسي محمد عبد الحي في ديوانه حديقة الورد الأخيرة ط 1984م..
ومعتصم الازيرق في كتابه وتريات اسماعيل صاحب الربابة ..
وشعره كما تفضلت لم يكن فصيحا بل كان بالعامية السودانية ..
ولعلي ممن يعتقدون بأن العامية السودانية الإبنة الشرعية للتلاقع اللغوي بين العربية واللغات المحلية ..
لذا من المفضل عندي أن أعرفها ضمن باللغات السودانية ..
لى عودة بحول الله بملاحظات حول وقائع تاريخية وردت في السرد اعلاه..
دم بعافية.

Post: #23
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: عرفات حسين
Date: 10-26-2017, 09:39 PM
Parent: #22

جمال الدين
لك التحيه

توفيق صالح جبريل

والجمعيات الأدبية، التي انزووا فيها.
كانت "جمعية أبوروف" .
و"جماعة الهاشماب" (أولاد الموردة) وقد عرفت فيما بعد بمدرسة الفجر،
و"جمعية ود مدني الأدبية"،
و"جماعة الأشقاء"،
و"جمعية الآداب والفنون والمناظرة"،
و"جماعة مكولي" ،
و ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ
وغيرها.


Post: #24
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: عرفات حسين
Date: 10-27-2017, 10:31 AM
Parent: #23



https://www.0zz0.com


Post: #25
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-27-2017, 11:59 AM
Parent: #24

سلام أستاذ الملك
هل توجد اشعار مؤكدة نسبتها للشيخ اسماعيل صاحب الربابة ام مجرد الميثولوجيا التي استشفها الشاعر محمد عبد الحي من كتاب الطبقات والأثر الشفاهي؟

Post: #26
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-27-2017, 05:43 PM
Parent: #25

سلامات عرفات حسين
اضافاتك مفيدة جدا لي.. هل الكلام الأخير لصالح جبريل!.. اظن قرأت مثله لحسن نجيلة.. الرابط ما فتح معاي

Post: #27
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-27-2017, 05:45 PM
Parent: #26

المحيط الذي نشأت به الحقيبة!

في العام 1899 دخل الإنجليز السودان واستطاعو إحتلاله بعد مجزرة دموية عظيمة راح ضحيتها الآلاف من السودانيين "جدودنا العاديين" في معركتي كرري وأم دبيكرات ومعارك أخرى. (لم نهزمهم ولكن سحقناهم) هكذا قال تشيرشل في كتابه معركة النهر. بمعنى أنهم شجعان واولي ولاء عظيم لقضيتهم فقدموا صدورهم للسلاح الناري المتطور بلا تردد املاً في النصر.

ووطد الإنجليز حكمهم على المدنية الغربية الحديثة. وكان عدوهم الأكبر في المرحلة الأولى هم أهل الطرق الصوفية وفي مقدمتها طريقة المهدي الأنصارية المنبثقة عن الطريقة السمانية. وكان العدو الثاني هم الكيانات القبلية والعشائرية الحية في الوسط النيلي وكردفان والشرق ودارفور وسائر أرجاء السودان. إذ أن المقاومة ضد الإنجليز في بدايات الغزو قادها هؤلاء ومن أبرزهم "ود حبوبة" ومثله الكثرين، قبل أن يعمل الإنجليز لاحقاً على إحتواء الموقف المتفجر عبر العسف المادي ثم تم الصلح عبر قسمة السلطة والثروة (في مستوي تحتاني) مع شيوخ وزعماء الطوائف والقبائل.

أعقب ذلك بعملية رشاوي عظيمة، من أبرزها منح أراضي زراعية شاسعة لآل المهدي والميرغني وآخرين. وتعيين الكثير من زعماء القبائل والعشائر في وظائف سياسية وسيادية وبرلمانية. حتى وصل الصلح مداً أهدى عنده الإمام عبد الرحمن إبن المهدي سيف الامام المهدي لملك بريطانيا العظمى وهي قصة معروفة وموثقة.

وإن تم الصلح السياسي فلم يتم صلح ولا تصالح مع الإرث العشائري/القبلي المشوب بالفخر بالذات والفروسية وإثارة حمية الحرب لدى الفرسان السودانيين (الأشعار والأغاني: الحماسة والدوبيت وغيرهما الكثير. لا بد أنها نماط شعرية وغنائية وظيفية تحمل جينات التمرد (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا وفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) مثل هذا الشعر سيزعج أي دخيل يسمعه طبعا، اليس كذلك!.

إنها على اقل تقدير أنماط أدبية/فنية غير محبذة مثلها والأشعار التي تمجد رجالات الصوفية "الدراويش" بلغة الإنجليز، الذين أستطاعو هزيمة القائد الإنجليزي الفذ وقطع رأسه "في وضح النهار" وهو طبعا الجنرال الإنجليزي العظيم غردون باشا الذي تأسست للتو في العام 1902 كلية تذكارية بإسمه في قلب الخرطوم، تخرج منها في العام 1918 خليل فرح والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وهم من أعظم مؤسسي شعر الحقيبة .. وانا ايضاً لاحقاً درست في نفس مباني الكلية التذكارية وتخرج الالاف منها، ومنهم الناس الخيرين والاشرار، وهذه حاجة جانبية على سبيل المناسبة)!.

إن أغاني الدوبيت والحماسة والمناحة والدلوكة والمديح تعتبر أشعار مقاومة في نظر الإنجليز وهي من أهم الإنماط الشعرية الغنائية في العهود السابقة بداية بالعهد السناري وربما قبله بأمد غير معلوم.

العامل السياسي عضدته عوامل أخرى لا تقل حسما وهي الرؤى المدنية الحديثة الوافدة مع الفتح "الإحتلال" والمفاهيم اللبرالية ومفاهيم الوطنية المضادة للقبلية والعشائرية (يقودها الأفندية) ثم السوق الحديث الذي يتطلب فن حديث يستطيع أن يرضي الأذواق الجديدة. ويرضى في نفس الوقت الإنجليز والمصريين "الأتراك/البشوات" حكام السودان آنذاك.

وعند ذلك يزدهر الفن كما يمكن أن يكون مهنة "نشاط إقتصادي" مثل كل المهن يعتاش منها مشتغليها كلما أمكن بيع الفن كترفيه في السوق مثله وأي بضاعة. وهو بالضبط ما حدث، ففي العام 1930 قامت أول حفلة تجارية في سينما كلوزيوم، نظمها ابو الفن دميتري البازار (هو نفسه قال بذلك في تسجيل إذاعي، وذكر أن لقبه "ابو الفن" يعني الفن السوداني الحديث). وقبل العام 1930 كانت أسطوانات الغناء الجديد تباع في السوق بواسطة دميتري البازار وآخرين.

وفي محاولة البحث عن نمط شعري جديد وفق الضرورات الملحة الف إبراهيم العبادي كتاباً أسماه "أستاذ الأغاني" في الثلاثنيات وطبعه في مصر وجاء به إلى السودان.

ويبدو أن كل شعراء ومثقفي ومغني تلك الحقبة الزمنية كانو مهمومين هماً كبيراً بإيجاد نمط شعري جديد يواكب اللحظة التاريخية الجديدة وبشكل عاجل كما هو واضح من الإجتماعات الساخنة التي تمت في منازل كل من خليل فرح والعبادي والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وسرور واخرين (المرجع: كلام: دميتري وسرور والعبادي والسر قدور وآخرين/تسجيل اذاعي).

كانت تلك الإجتماعات مخصصة لمناقشة خلق/صناعة/إيجاد نمط شعري وغنائي جديد في السودان وفق مواصفات جديدة مختلفة عن الأشعار والأغاني السائدة التي تمجد الفرسان أحياءً وأموات "الحماسة والمناحة والدوبيت" أشعار العزة والتمرد والاستقلال المطلق والفخر بالذات الحرة في الإطلاق . كما المديح الذي يمجد شيوخ الطرق الصوفية بالإضافة إلى وظائفه الأخرى في التقوى ومدح الرسول "راجع أعلاه.. المديح أيضا خطر على العهد الجديد من تجارب الماضي! .. لا بد من صناعة فن جديد لأن الحياة لا تصح بلا فن!.

عناصر المشهد السياسي بشكل أكثر تفصيلية.. مزيد من إلقاء الضوء على خلفيات تخلق الفن الجديد "الحقيبة":

كانت هناك ستة تيارات سياسية/آيديولوجية عريضة في السودان كل أيام العهد الإنجليزي.

تلك التيارات بقدر تصالحها الشكلي/الظاهري كانت في العمق متنافسة ومتصارعة مع بعضها البعض حد الفناء، وهي:

1- التيار الإنجليزي الأقوى والأعتى إذ الإدارة العليا في يد الإنجليز (خط مساند للخط الإستقلالي المنضبط الذي تمثله ثلة من ألأفندية إضافة إلى حزب الامة والأنصار بشكل اكثر حدة من حيث السياسي وله عناصره الثقافية الواضحة حتى الآن).

2- التيار التركي/الباشوات حكام مصر الفعليين، المسيطر الفعلي الثاني ولا غيره (مساند لتيار نسخته الخاصة من وحدة وادي النيل" هنا سر التشويش في دعوة وحدة وادي النيل كون هنا توجد تحت الركام النسخة المدسوسة والمغشوشة من دعاوي وحدة وادي النيل"!. والتي تضمن إستمرارية اللحظة الرهنة "آنذاك" وهي حكم البشاوات لمصر والسودان بعد ذهاب الإنجليز. وهنا تكمن اسباب تعثر المحاولات الشعبية الأصيلة المنادية بوحدة وادي النيل من الجانبين ودائما ما تتشتت من الداخل كونها موبوءة بجرثومة الإختراق العضوي من نظام الباشوات في مصر والسودان ز وهنا يكمن سر فشل محاولة على عبد اللطيف العسكرية في السودان عام 1924 والتي أعقبت مقتل حاكم عام مصر والسودان في القاهرة "اليسر لستاك".

والبقية تيارات معارضة من حيث الجوهر للتيارين اعلاه لكن هناك تشابكات ومتقاطعة في المصلحة أو ضدها من واقع القمع والركون أحياناً لمنطق الواقع بحكم الضرورة:

3- التيار الوحدوي التحرري المصري/عموم المصريين من عمال وموظفين وعساكر عاديين إلخ وفي مصر والسودان .. وهو منبع الرؤية الحقيقية الشعبية "المصرية/السودانية" في الإنعتاق من الإستعمار وبناء وطن قوي موحد (وادي نيل موحد) على اساس طوعي وندي. وهي نسخة معطوفة على "4" صالحة كل الوقت وحتى الآن.

4- التيار الوحدوي التحرري السوداني "عمال وموظفي المدن من الافندية، إضافة لعدد من الطوائف الدينية واهما الختمية" وهو تيار متحالف بالضرورة أو شبه مندغم مع التيار التحرري المصري (البشر العاديون/الشعوب) كون المصلحة واحدة والمصير مشترك في التحرر والإنعتاق من الإستعمار الإنجليزي التركي في مصر والسودان على حد سواء (هنا يكمن سر بريق النداء بوحدة وادي النيل التي الرية العظيمة ولكن قلنا أنها مخترقة عضوياً من العدو آنها، فدرج على توسيخه دائماً عبر دمجها في (العدو للشعب المصري والسوداني على حد سواء وهو التيار رقم "2" انظر اعلاه). هذا الحلم بعد غسله من الشوائب معطوفا على "3" مازال صالحا ومشرعا على كل الإحتمالات، بما هي إرادة الشعوب الحرة.

5. التيار التحرري الإستقلالي (الشامل) في مصر.. غير متحالف مع احد.. ضد الإنجليز والباشوات "الأتراك/الالبان/الشركس" معاً وبشكل مطلق ورمزه الدائم هو الزعيم عرابي (تم سحق هذا التيار وهزيمته المادية بشكل شبه كامل) لكنه ظل يمثل حضوراً عظيماً في الأدب والرؤى والأشعار والأحلام العظيمة والميثولوجيات الشعبية.

6. التيار التحرري الإستقلالي الشامل في السودان ضد الإستعمار بشكل كلي كما أن ليس في خاطره تحالف مع أي قوة اخرى خارجية مثلما لدى الافندية في الخرطوم "هنا لا مدح ولا قدح بل قراءة محايدة". ورمز هذا التيار الحر المستقل والمتحرر كلية رمزه الاول هو عبد القادر ود حبوبة (تم هزيمة هذا التيار المادية وسحقه بشكل شبه كامل) لكنه ظل من نظيره المصري/العرابي يشكل حضوراً كثيفاً في الأدب والرؤى والأشعار والأحلام العظيمة والميثولوجيات الشعبية:
(بتريد اللطام أسد الكدادة الزام
هزيت البلد من اليمن للشام
ســــــــــــــيفك للفقــــر قــــلّام
بالصفا واليقين حقيقة انصار دين
بالحربه ام طبائق قابلوا المرتين
فى وش المكن رقدوا التقول نايمين
تيّم فى التقر انصار زاربنو
بعهدوا القبيل بعيسى تاهمنو
اتلمـوا العمـد ليهـــم نقــــر سنو
الهوج و الشرق طار المنام منو
تيّم فى التقر قال العمير للسوم
القوى والضعيف من عينو طار النوم
الكفرة النجوس ما بختوا من اللوم). ادب ساخن حد الموت ضد الإنجليز.. أي فنان يتغنى بتلك الملحمة ايام الأنجليز سيعرض نفسه إلى ما لا يحمد عقباه.. اليس كذلك!، طبعا، انت إذن تشجع االتمرد على السلطة الشرعية "حسب تصورها لذاتها" تلك الإشعار/الغناء يتضمن التحريض على أعمال إرهابية بلغة ذلك الزمان!.

(أب كريق في اللج .. سدر حبس الفجج.. خال فاطنة) ادب ضد الأتراك. دا برضو كلام خطير.

وهناك آلاف الأشعار والأغاني من تلك الانماط كما المدائح أصبحت محرمة بعد الغزو الأنجليزي/التركي في العام 1900 وحتى خروج الإستعمار من السودان، فنرى الأن أغاني المقاومة تلك تحولت إلى صدى لفخر قديم قادم من البعيد المجهول يتغنى بها الفنانون الجدد وغيرهم في القنوات الفضائية المعولمة والقاعات المكندشة في شكل ترفيه يتباع بالقروش في السوق من فنانات رائعات مثل إنصاف مدني وآخرين وأخريات.

وإذ اندثرت المقاومة السودانية الشعبية الأصيلة (نسخة: بتريد اللطام وأب كريق في اللج).
فأنتقل الإنجليز بعدها إلى مرحلة "رخوة" من التنافس، ليس مع احد غير شريكهم في الحكم "الباشوات" والأخطر عليهم كانت النسخة الأصيلة الشعبية المصرية السودانية (كل الجمعيات السرية الفاعلة كانت تحت شعار وحدة وادي النيل كمدخل للتحرر والخلاص للشعبين معا ومنها الجمعية التي شكلها شعراء حقيبة الفن بكلية غردون التذكارية إضافة إلى دميتري البازار عام 1918 والتي إنبثقت عنها لاحقاً جمعية اللواء الأبيض عام 1924). فأصبح الصوت الذي يزعج الإنجليز هو نداءات وحدة وادي النيل "الشعبية الندية/الاصيلة". وحدة وادي النيل كانت شعاراً مقدساً لدى التحرريين "الوحدويين" في القسمين من وادي النيل وهي تسمية مضادة للإستعمار الإنجلزي/التركي ..نزوع إلى إستقلالية مشروطة بوحدة إندماجية!.

كما اسلفنا للتو تأسست أول خلية لوحدة وادي النيل "حسب شهادة دميتري البازار" في العام 1918 وتم على أساسها فصل دميتري وخليح فرح والعمرابي ومصطفى بطران من كلية غردون. وعلى خلفية هذه الجمعية تأسست جمعية أخرى أشد بأساً وصرامة بدورها تنادي بوحدة وادي النيل وهي جمعية اللواء الأبيض ومن رموزها البارزة على عبد اللطيف وهناك المزيد طبعاً.

في الجانب المصري أهم رموز التحرر الوحدوي من الإستعمار الإنجليزي/التركي هو سعد زغلول "وحدوي شعبي حر".

ولاء معظم شعراء ومبدعي الحقيبة في السودان كان مع هذا الخط (وحدة وادي النيل) . وهم في العادة غير قبليين ولا عشائريين ولا طائفيين إلا تكتيكيا!. وكان معظمهم من طليعة مثقفي البلاد على مستوى التمدن والمدنية.

وعمومً فإن الأفندية في السودان كان يتأرجح ولائهم الغالب بين الخطين: خط الإنجليز بالنسبة للإستقلاليين المنضبطين والخط التحرري الوحدوي.. كان هناك إستقطاب وشد وجذب دائما بين الولاء لخط من الخطوط وتأرجح وعدم إستقرار. ولكن حالة الشد والجذب ليست دائماً فاعلة وحية وإنما كثيراً ما يتصالح الناس مع الواقع القائم كما أن الحركة التحررية ليست بمنأ عن الإختراق وهناك إشاعات مثلاً حول دور دميتري البازار وهو رجل تبناه الإنجليز في الخرطوم وأبوه أغريقي وجده سلاطين باشا "من شهادته بنفسه في حديثه الإذاعي سنة 1974”.
ولا شيء مؤكد والإدعاءات قد تفنقدها البراهين. ولكن على أي حال تلك التحولات والإنفاعلات العظيمة أنتجت واقعاً جديداً أحتاج أدوات تعبير جديدة فكان النمط الشعري الجديد، إحدى تجلياته الفن الجديد، الشيء الجديد "الحقيبة".
#بحث_في_حقيبة_الفن_السودانية

Post: #28
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-30-2017, 04:13 PM
Parent: #27

تلك هي الخلاصات الممكنة والعمل بشكله النهائي سيصدر في المستقبل القريب

Post: #29
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-01-2017, 03:01 AM
Parent: #28

دائمآ في انتظار الرأي والرأي المختلف الذي يقوم على مصدر ومرجعية ومنطق .. أثق بصبركم صحاب وأمسيات طيبة

Post: #30
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-01-2017, 05:01 PM
Parent: #29

أكيد بين العضوية من لهم معرفة واهتمام بهذا الفن .

Post: #31
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-02-2017, 01:12 AM
Parent: #30

طبعا أستاذ الملك.. كلنا نسأل لنتعلم او نحتاج إلى دليل كل مرة واخرى.. اتفق معك

Post: #32
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: AMNA MUKHTAR
Date: 11-02-2017, 02:27 AM
Parent: #1

طرح جميل ومقنع أخ / جمال الدين .

فقد طرحت فرضيتك ..وسعيت إلى إثباتها بمنهج علمي تحليلي ..ومنطقي جدا !

شخصيا أعتبر هذا فتح علمي جديد ، كشف لنا أسباب حيرتنا حول هذا الضرب من الفن ( الحقيبة ) .
ولاحظ حتى الحيرة في إطلاق مسمى يميز هذا اللون الجديد من فن الغناء السوداني ...فلم يجدوه إلا بالصدفة ..عندما استعاروا اللقب من برنامج إذاعي !

أتمنى أن تجود باقي أطروحات مشروعك العظيم والطموح والضروري ..للتوثيق لتاريخ السودان الحديث والمعاصر بنفس هذا الشغف العلمي لتحري الحقائق والركون لها وحدها
دون أي شبهة عصبيات وتشنج ..

كما فعلت معي ذات مرة في نقاش غابر على فيسبوك .
ذلك النقاش أعطاني انطباع عن كونك باحث عاطفي ..يمكنك ان تميل أحيانا لتفاسير التاريخ التي توافق هواك في لحظته الراهنة .

لذلك أرجو من كل قلبي أن تواصل نهج التحقيق العلمي و( البحبتة ) التي انتهجتها في تاريخ الحقيبة ...لتكون هي الفريم ورك ومنهجك وديدنك في باقي مشروعك الطموح والشامل .

وقد إطلعت علىى بعض البوستات التي أرفقت فيها شذرات أخرى من المشروع ، ولكن كانت تحوي بعض الثغرات . لذلك لم أقرر إلا المشاركة هنا لفرادة الموضوع ..ولأنه أضاف لي معلومات جديدة غاية الجدة !

فشكرا لك ، وأرجو أن لا تستخف بمحاوريك عبر فيسبوك ، فقد تجد عندهم الكثير من المعلومات التي فاتتك .

Post: #33
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-04-2017, 06:48 PM
Parent: #32

آمنة مختار سعادة بيك هنا ومشاركتك .. وشكرا للتشجيع المقدر.. طبعا وجب أن نكون احترام لمحاورينا مهما اختلفو معنا في الرؤيا.. اشارة الى كلامك عن الفيسبوك.. اخر مرة تداخلنا هناك اظن اكثر من سنة.. هسا اظنه افضل!.

Post: #34
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: mohmmed said ahmed
Date: 11-05-2017, 03:18 PM
Parent: #33

سلام
محمد
شكرا على الالتفات لدراسة فن الحقيبة بكل هذا الجهد
المقارنة بين الزجل والشعر الاندلسى وشعر الحقيبة
اشرت فيها الى التشابه فى الكلمات المفتاحية والبحث فى هذه العلاقة يحتاج الى حفر اكثر هل هناك تشابه فى طرق او شكل النظم
فى الموسيقى وايقاع الشعر
فشعراء الحقيبة يقومون بالتلحين ايضا اى ان الشاعر عندما ينظم يكون تحت تاثير ذائقته الموسيقية الخماسية

فى موضوع العلاقة بين شعر الحقيبة وتشجيع المستعمر
اعتقد ان الشعر والغناء يصعب ان يفرضه المستعمر قد يستفيد من سيادة نمط غنائى ويشجعه ة
كما فعلت السلطة الوطنية فى ترويج غناء الحقيبة عبر الاذاعة
ولكن المزاج الشعبى هو الذى يختار الغناء فالحقيبة فن حظى باعجاب المجتمع المحلى السودانى فى مناطق محددة وانتشر بسبب سطوة الاعلام

Post: #35
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: الصادق البديري
Date: 11-06-2017, 12:13 PM
Parent: #1

up

Post: #36
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-07-2017, 06:58 PM
Parent: #35

محمد سيد احمد.. يسعدني مرورك وملاحظاتك الجادة

هناك رد على أهم ملاحظات الواردة هنا في متن "خلاصات البحث" المنشورة أعلاه كما أن مؤسسي الحقيبة الأساسيين كلهم معادين للعهد القديم "المهدية" كانت هنام محركات آيديولوجية قوية خلف المسألة وأكثر تعقيداً من الظاهر!. إذ ليس للإنجليز والباشوات وحدهما مصلحة في بديل للفنون الشعبية السائدة آنها بل كثير من السودانيين ولذا نشأ صراع حامي في الربع الأول من القرن العشرين كان شعر الحقيبة أهم آيقوناته.. اقرا لطفاً أدناه مرة جديدة مقدمة الخلاصات المعنية:


لإجراءات والأسماء التي صنعت حقيبة الفن (البعض يعلم والبعض يجاري العالمين بعد تدريبه على النمط الجديد) انظر أيضاً شهادات الطيب ود الرضي ومبارك المغربي.. لا يدخل شاعر إلى ثلة الحقيبة إلا بعد تدريب وإجتياز لإمتحانات ليست سهلة.. لا تخرج قصيدة/غنية للناس إلا بعد إجازتها في إجتماع رسمي.. لذا كل شعراء الحقيبة 13 شخصاً فقط وكلهم أصدقاء يعرفون بعضهم البعض ويجتمعون مع بعضهم البعض لأجل تأطير القصائد وإجازتها ليلحنها ويغنيها سرور في الاساس. لا يوجد شاعر حقيبة واحد خارج الثلة المحددة.. ولا توجد إمرأة واحدة معروفة كتبت قصيدة أو شاركت في صناعة فن الحقيبة!.

((بدأ نظم شعر الحقيبة في حدود العام 1920.. ألف إبراهيم العبادي كتاباً خاصاً بهذا الشأن أسماه (أستاذ الأغاني عام 1923).. وأنتهى نظم النمط رسمياً بنهاية الحرب العالمية الثانية 1945م ..25 سنة فقط.. وأنتهى النمط بإنتفاء شروطه أو إنتهاء مهمته!. وبعض شعراء الحقيبة عاش حتى العام 1986 ولكن جميعهم أو جلهم هجرو النمط الجديد (الحقيبة) في حدود العام 1950 (هذه النقطة مهمة للتأمل) الشاعر عبيد عبد الرحمن قال فيما معناه أنه هو الذي أنهى نمط الحقيبة عمداً (لم يقل لماذا) فقط قال "عملت لإبراهيم الكاشف شعر آخر مختلف" وعند الكاشف إنتهى عملياً عهد نظم وغناء الحقيبة ولو ظل يردد الناس صداه حتى الآن بحكم العادة كما أن النظم باهر وسلس اللحن والعبارة وبعد أن رفضه معظم الناس في البدء . لقد لقي غناء الحقيبة مقاومة صعبة من الناس العاديين ومن الكثيرين المشتغلين بالحقل الفني ذلك الأوان وفي المقابل إستخدمت السلطة في توطيده ما يشبه الصالح العام بلغة هذه الايام وإرهاب للخصوم مثال ما حدث لعبد الغفار الطنباري إذ تم نفيه إلى مدينة مدني ومنعه من الغناء وهو في منفاه وضربه وتهديده بالقتل بواسطة سرور وعدد من مؤيدي الفن الجديد ومنهم الشاعر عبد الله الأمي كما تم اخيراً إقصاء محمد ود الفكي من المجال الفني "عبر عودته إلى كبوشية مسقط رأسه" وهو زعيم وأيقونة الفن السوداني الأصيل في زمانه كما أنه أستاذ سرور)).

Post: #37
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 11-08-2017, 02:00 PM
Parent: #36


Post: #38
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2017, 06:18 PM
Parent: #37

الصادق البديري ونزار محمد الخليفة.. سعادة بالحضور وامسيات طيبة

Post: #39
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-09-2017, 10:12 PM
Parent: #38

وصية لأصدقائي هنا "بحث الحقيبة شيء مهول ربما أكثر مما نظن"!

عندي إعتقاد إن لم تفهم وتقف على الظروف السياسية والإجتماعية والطبقية التي تشكل في كنفها "فن الحقيبة" لن تفهم تاريخ السودان الحديث بطريقة ناجعة.. وستظل مغيباً في الزيف اللذيذ!.

بل هناك إدعاء أكبر مني لن تفهم ذاتك ذاتها في سياقها التاريخي والإجتماعي أي لن تعرف سايكلوجيتك "نفسياتك" الخاصة المتولدة عن مخيال الجماعة.

عندما تستوعب تلك النقطة تماماً ستتكشف أمامك الحقائق التاريخية التي قادت إلى الراهن وكأنك قطب صوفي عظيم عرفاني يتلقى العلم تنزلاً بلا حجاب.

أنا شخصياً بلغة بسيطة "قربت أجن" عندما تكشفت أمامي الحقائق عارية.. خفت والله!.. لأول مرة افكر في طبيب نفسي.. كدت أصدق كلام حبوبتي "القراية الكتيرة بتجنن"!.. كانت المعلومات والأنباء تنفرط أمامي كطفل صغير ثقب بالون في حجم قبة ضخمة منتفخة بسوائل وغازات ليست من هنا نصفها ماء ورد والنصف الآخر ثاني أكسيد الكربون وزئبق سام واشياء اخرى تحتاج الفحص من جديد لمعرفه كنهها.. والطفل الشقي لم يع ما فعل إلا بعد أن فعل!.

القصة ما فن.. هناك كل شيء.. حقول ورد وثمار وعصافير وثعالب وثعابين وإستالينيون و"كيزان" أشداء أكثر فتكاً وغلظة وشدة مما نراه اليوم بدرجات كبيرة.. ما ألطف اليوم.. التمكين الذي حدث بين الاعوام 1900و1924 أبشع من أحداث أعظم روايات التاريخ بشاعة!.. لكن لا نراه بصورة جلية لأن لا أحد من الضحايا الفعليين نجى كي يروي لنا الصورة الحقيقية مثلما فعلنا في عهود لاحقة.

بل ما حدث أن المشروع الحضاري الإنجليزي/الباشوي نجح بطريقة ساحقة بحيث تبدلت خيالاتنا ذاتها ولم نعد نحن كما كنا.. لا نستطيع أن ننتقد أو نتفقد خلفيتنا بحياد.. لهذا جن جنون البعض الذين اطلعو على الحقائق الأولية.. ولو أننا لم نصبح إنجليزاً ولا سودانيين (كما كنا) بل أصبحنا هذا الشيء الذي نحن عليه الآن بعد نجاح المشروع الإستعماري.. شيء غير مفهوم بعد كلية وأظنه معاق ومشوه من عسر الولادة الجديدة.. ويحتاج جهد كبير ليعي ذاته ويتحرك إلى غاياته المنشودة.. لذا نحن نقاتل ذاتنا ونحتقر ذاتنا ونتشقق ونتقسم في ذاتنا!.

وعرفت كيف ولماذا أن البعض منا غبي ومشوه "نفسياً" إلى هذه الدرجة وبعد متغطرس ونزق وعرفت من أين أتى هولاء!. أظنني!. فقط من الإطلاع على العمليات والإجراءات التي أنبتت فن الحقيبة وسيدته.

سأكتب عدة حلقات في الايام المقبلة أتحدث فيها عن تجربتي القاسية إلى درجة عظيمة مؤلمة مع ما اسميه "بحث في حقيبة الفن".. إنتهيت من البحث خلال 8 أشهر من العمل بلا توقف (أضعت فيها الكثير وكسبت كنزاً لا أستطيع أن أخبركم عنه بالكامل لأن اللغة تعجز).. ونشرت خلاصات البحث المعني الشهر الماضي.
والبحث في كلياته جاهز للنشر فقط يحتاج أن اوفر له مرة أخرى ميزانية للتحرير والطباعة والنشر بجهدي الذاتي فهو بحث حر عملته بجانب تسع أبحاث أخرى بدورها حرة وذاتية لا تتبع لدولة ولا حزب ولا مؤسسة ولا شلة فقط جهد حر وذاتي "مستقل" وكلها جاهزة للتحرير والنشر، منها 1- الدولة والمجتمع المدني 2- سايكلوجية/نفسيات الزول السوداني (دراسة آنثربولوجية) 3- ديمغرافيا السودان "سكان السودان عبر القرون" 4- الهوية (تتضمن نقد لنظريات المركز والهامش) 5- الشرق والغرب "نظرة مقارنة بين المجتمع السوداني والهولندي كمثالين للضد: الشرق والغرب" 6- تقنيات وبنيات الشعر الشعبي السوداني "مجهولة حتى الآن"! 7- سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي "الزمان والكيفية والمبررات والآليات"
8- دولة العيش السلمي المشترك "تأطير نظري لدولة المستقبل/الدولة المشروع".

وكل هذه الاعمال مكتوبة بلغة عادية وبسيطة ومباشرة وتتقصد المعاني المباشرة ما أمكن.. واي واحد منها عنده مادة اولية متوفرة على الإنترنت هذه اللحظة.. بما فيها طبعاً بحث الحقيبة محل دهشتي الخاصة التي أحب أن اشركها البعض منكم!.. وتلك هي مزاعمي.

كما أن بحث الحقيبة هو الذي قادنا إلى القناعة بضرورة كتابة وتوثيق السودان200 السودان المعاصر بدءاً ب 1821م (راجع إن شئت مسودة المشروع في مكانها).

Post: #40
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-10-2017, 01:43 PM
Parent: #39

هناك عشرات المقالات حول موضوع الحقيبة سانتقى منها في المستقبل ما يناسب روح هذا البوست

Post: #41
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-12-2017, 04:09 PM
Parent: #40

نحن شخصية مركبة المخيال الإجتماعي كونتها عوامل خارجية وتعسفية من قبيل الاستعمار الأول والثاني (120 سنة) استعمار من عمر السودان الحديث البالغ 200 سنة اي حوالي 80 سنة فقط استقلال بعد مدة على صغرها مكللة بالتبعية.
الحقيبة: عمل/نمط مصنع ومستورد لكن أصبح جزئاً منا، من واقعنا اليومي والمعاش، واضح جداً في أرض الواقع.. كل يوم من المحتمل نسمع حقيبة في الميديا، دون أن نفكر لماذا (لم نفكر بإجتهاد، ليس بعد) او هو ظني!
إذ أن الفن الجديد الذي أصبح إسمه لاحقاً حقيبة الفن (الإنقلاب على الفنون القديمة) تم وفق خطة محكمة شاركت فيها أطراف عديدة في الظل (راجع لطفاً البوساتا المتعلقة.. هذا الحديث عنده ماضي إن كنت لاول مرة تقرأ هذاه المقالة التفاعلية).

ماذا حدث؟:
تم تحديد النمط (الزجل) وجيء بنماذج منه منتقاة تم تبنيها ثم مجاراتها ثم تمت مجارة المجارات حتى تولدت مئات القصائد في مدة 5 سنوات فقط.

تم فرض النمط بعدة طرق مبتكرة ومنها العنيف (رفت وفصل وتشريد وتخويف للعاملين في الحقل الفني) ممن رفضو الشيء الجديد/الدخيل. وتم فتح الفضاء كله للفن الجديد (كل التسهيلات) وعندما أنشأ الإنجليز الإذاعة كإحدى أدوات الدعاية للحرب العالمية الثانية ضد المحور الآخر، سطى الفن الجديد على الإذاعة وحتى تاريخ اليوم. والشعب أيضاً إعترض، هناك أصوات كثيرة أعلنت رفضها وقالت هذا الشيء لا يمثلنا، لا نعرفه ولا نتذوقه، لكن مثلما تم القمع العسكري في كرري والسياسي بعدها وتم فرض النظام الإقتصادي والمدني والتعليم الحديث أيضاً تم فرض النمط الثقافي ومن ضمنه الفن الجديد المسالم المنسجم مع الواقع الجديد وتم إزاحة أشعار المقاومة مثل الدوبيت والحماسة وحتى المديح.
لقد صنع النمط الجديدة بحنكة بالغة وفي سرية تامة.. تمخض عن إجتماعات وحدة وادي النيل السرية.. وشارك فيه بوعي أو بلا وعي عدد كبير من مواهب ذلك الزمان المنسجمة مع الإستعمار والناغمة على عهد عبد الله التعايشي.. أنه شعر وحدة وادي النيل.. التي مثلما كان لها جناح ثقافي أنتج النمط الشعري عندها أيضاً جناح سياسي وآخر عسكري قام باول محاولة إنقلابية في تاريخ السودان وهي محاولة اللواء الأبيض عام 1924.
جئنا في السابق بعدد من الوثائق وهناك المزيد.
وحدة وادي النيل كانت آيدولوجيا عظيمة شكلت خيال الناس من جديد ذلك الزمان. لكنها كانت موبوءة بجرثومة خطيرة أدت إلى فشل المحاولة في كل المرات وذلك أن الوحدة التحررية الشعبية الندية السليمة (توق ابناء الشعبين للتحر من الإستعمار بشقيه الإنجليزي والتركي) كانت هناك نسخة مدسوسة "فاسدة" ما زالت حتى الآن سبب التشويش الذي أدى فشل كل المحاولات التي سعت بجدية للوحدة الإندماجية. وهي النسخة الباشوية التي تقول بوحدة تحت التاج الباشوي أي إزاحة الإستعمار الإنجليزي وتوحيد البلدين تحت التاج الملكي/المصري/الإستعماري التركي، هذه النسخة فاسدة!.
هما نسختان.. والأدب الجديد كان مباركاً من أهل النسختين ومن الإنجليز أيضاً ما عدا تفلتات صغيرة يتم التعامل معها بالرفت والإعتقال أو التعنيف ولكن ليس الإعدام كما حدث للتمردات العشائرية في عدة مناطق من السودان آنذاك. المحاولة الوحيدة التي تعامل معها الإنجليز بحزم هي المحاولة الإنقلابية التي أعقبت مقتل اليسر لستاك في القاهرة وهي محاولة اللواء الأبيض 1924.
ملاحظة في نص الكلام: الحقيبة جاءت بخطة أجنبية إستعارية لكن أصبحت جزءاً عضوياً من خيال الناس مثلها وجامعة الخرطوم "كلية غردون التذكارية" ومثلها والتعليم المدني الحدث ومثلها ومشروع الجزيرة والترماي ومنها ما انقضى أجله ومنها ما ينتظر.. الحقيبة جزء من مدنيتنا المحشورة تعسفياً في السياق.. هي نحن.. في سياق خارج تاريخيتنا الأصيلة!.
علينا أن نعي ذلك.. أو هو ظني.. الحقيبة ليست أدب شعبي ولا وطني ولا سوداني خالص كما يظن البعض وليست من المديح ولا الخلاوي والمسايد ولا القرآن ولا علاقة لها بفنون السودان الأصيلة إلا في مستوى الألحان "السلم الخامسي" فحسب وغير ذلك فالنمط كله مستلف بكلماته وصوره وأخيلته الشعرية واوزانه واغراضه ولغته الهجين الفصى/الدارجة كما حنينه إلى فردوس مفقود.. كل شيء متطابق مع الزجل.
و المجاراة إن لم يتم الإفصاح عنها فهي علة كبيرة "علة أدبية"!. وهذا لا ينفي الإبداع العظيم في بعض أشعار الحقيبة أو جلها ولا ينفي أصالتها ولكن في وحدة نمطها.. مثلما نستطيع أن نميز ابيات دوبيت جيدة عبر قياسها بنوعها ولا نستطيع قياسها بغير ذلك.. كذلك شعر الحقيبة معياريته في الزجل.. وهو نوع شعري عامي/شعبي (كما أسلفنا) نشأ في الأندلس بفعل التنوع العرقي والثقافي فغالبية السكان لا تجيد الفصحى ثم أنتشر ذلك الفن (العامي والتاريخي) في نسخ مختلفة في كل أرجاء الشرق ولعدة قرون وأخيراً السودان.. (أعني النمط).
إن التشويش المزمن الذي أعترى فهمنا لخلفية الحقيبة قام به التيار السري لوحدة وادي النيلى "عمدا" بحكم الظرف التاريخي في اوانه لكن العلة إستمرت دون كشف غطائها كل الوقت.. وذلك ما أدى بنا حتى الآن إلى جدل مستمر وإلى قراءات خاطئة، تعسفية، كسولة ومطمئنة لما عرف بفن الحقيبة.. هي نوع من أنواع الزجل.. زجل سوداني.. نوع من الزجل تبناه وطوره السودانيون.. هذا هام لفهم القضية/الخلفية.. أو هو زعمي.

Post: #42
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-14-2017, 00:35 AM
Parent: #41

الفن يصنع الايديولوجيا والعكس قد يصح وذلك عنت الفن!

Post: #43
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-15-2017, 01:31 AM
Parent: #42

ودوما هنا

Post: #44
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-17-2017, 04:45 AM
Parent: #43

خطأ فني.. معذرة.. نواصل

Post: #45
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-18-2017, 03:36 PM
Parent: #44

شهادات دميتري البازار.. من مسموعة إلى مقروءة اول مرة في الرابط أدناه من الفيسبوك.. معجزة سكت عنها الناس!
https://m.facebook.com/story.phphttps://m.facebook.com/story.php؟
story_fbid=10213562240994104andid=1344875921

Post: #46
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-20-2017, 11:05 PM
Parent: #45

تلك المرحلة التاريخية ابنى عليها الحاضر!.. ان كان في ذلك القول بعض الوجاهة فهو يمثل أهمية مثل هذه البحوث او لنقل وجهات النظر!

Post: #47
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-23-2017, 02:53 AM
Parent: #46

ودي وجهة نظر

Post: #48
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: أبوبكر عباس
Date: 11-23-2017, 04:36 AM
Parent: #47

أتفق مع الأخ محمد سيد في انو دا جهد مقدر، لكن الخلاصة التي توصلت اليها بأنو الموضوع دا تم مع سبق الإصرار والترصد غير صحيحة.
يعني يا استاذ جمال، لو وصفت الموضوع بأنو موضة صنعها التغيير الجديد ممكن تكون مقبولة أكثر من "نظرية المؤامرة" دي

الموضوع موضة
موضة الطنبارة
موضة الحقيبة
موضة الكاشف والكمان
موضة الغناء الشعبي
موضتنا بتاعت المندلين
يعني نحنا سنة اربعة وتمانين برالمة في الجامعة، كنا زعلانين، لأنو رابطة مدني بالجامعة ختمت أسبوعها بمحمد الأمين وكنا نفضّل صديق سرحان بمندلينه العجيب البتسمعو جوّة في قلبك

فشنو؟ السودان دا أبدا ما حصلت فيهو حاجة بدراسة مسبقة
كلو موضة و"أقدار من المولى عزّ وجل"

Post: #49
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-23-2017, 04:19 PM
Parent: #48

أبو بكر عباس سلامات
أنت تتحدث بعد العام 1956 اظنك.. في زمن الإنجليز اي مشروع مادي او اقتصادي اتعمل بفن زي اي فن كان ابداع شوف بس خطط إنشاء مشروع الجزيرة من لحظة اختيار قطعة الأرض ثم اختيار بناء سد سنار ثم الترع والجداول و موسم الزراعة والتقاوي ثم ادارة المشروع وقبله تدريب إداريين ومفتشين عبر كلية غردون وهذا ينطبق على بقية المشاريع زي كلية غردون نفسها والسكة حديد مثال.. المشاريع الثقافية والتعليمية والإعلامية والسياسية والقانونية والخدمة المدنية .. كله تم عبر خطط ودراسات محكمة.. ومن حيث الشعر الشعبي والغنا والمديح شكل الإنجليز لجنة سنة 1905 لهذا الأمر الذي أخذوه بجدية فالشعر الشعبي السوداني الاصيل كان شعر عزة واعتزاز بالنفس واستقلال هو شعر الحرب والتمرد والثورة
زي الحماسة والمناحة كما المديح هو آلية تعبئة الدراويش الذين قطعو رأس غرون للتو.. كل شي كان مسير بدقة.. ما بعد الإنجليز معليش نعم أصبحت الحياة صدف وعشوائية حتى هذه اللحظة









Post: #50
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: Mohamed Sanad
Date: 11-23-2017, 10:37 PM
Parent: #1

Quote: غير أننا وجدنا أن الزجل كنمط شعري/غنائي لم يدخل السودان صدفة أو نتيجة لتلاقح تلقائي بل تم وفق خطة منظمة نفذتها عدة أطراف ذات مصلحة مشتركة في إستقرار النظام السياسي والإجتماعي السائد في البلاد آنها ومعظمها معادي للعهد القديم "المهدية"!. وكل تلك الأسباب لا تمس الإبداع بصلة بل هنا نتحدث في الأساس عن وظيفة النمط الإجتماعية والسياسية.

ما المشكلة في ادخال نمط معين من الشعر لأسباب سياسية. واين المشكلة في معاداة المهدية و ما المشكلة في استخدامهم الشعر لتلك الاغراض او لا اغراض اخري؟ و هل يمكن لشعراء في اي وقت من الاوقات ان يجعلوا شعرهم حكراً علي مجموعة معينة؟ و هل تعد جريمة كون ان مجموعة شعرية تجتمع لان قد جمعتهم رؤية واحدة او مدرسة شعرية واحد؟ لماذا اذاً نجد ان رواد مدرسة القصيدة النثرية في السودان بل في العالم كله يعرفون بعضهم البعض و يضعون شروط و تفاعلات مختلفة لمدارسهم مثل مدرسة الغابة و الصحراء او الشوقيين و الفيلين و جمعية ابو روف فجميعهم لديهم اهداف مشتركة و يجمعهم حلم ولسان واحد او حتي اتحاد الكتاب او اتحادات الصحفيين او غيره.
وما المشكلة في ان يكون هناك هدف سياسي فمحمود محمد طه و الجمهورين قد نقلوا نمط الانشاد الي السودان لتحقيق اهداف عرفانية و دينية و سياسية و اجتماعية.
ثم كيف لك ان تشوه سمعة ناس ظنوا انهم قد عملوا لمصلحة هذه الامة وهذا البلد في حال ان اصابوا او اخطأوا؟ ولماذا نظرية المؤامرة فالكثير من اشعار الحقيبة قد ناهضت الاستعمار و الهبت المشاعر و دفع مغنيها و شعرائها ثمناً باهظاً لذلك؟ حتي ولو افترضنا ان بعضهم قد عمل لمصلحة الاستعمار فهل هذا ينقص من القيمة الفنية لما ابدعوه؟ هل للفن لون سياسي فجميعنا يردد اغنيات للوطن كتبها شيوعيين و مايويين معها و ضدها؟
اتفق معك في البحث حيث انك وصلت لنتائج معينة و قد تكون مفيدة او غير مفيدة و هي ان اصل الحقيبة هو زجل و لكن لا اتفق معك في التأويلات لتلك الحقيقة بل ان التأويل قد افقد البحث احد اهم عناصره و التي جعلته ينحو نحو الرأي و اطلاق الاحكام المستعجلة و الغير مدروسة.
سوف اواصل قرأه هذه الورقة و افيدك برأي فيها.
علي العموم شكراً للمجهود وفقد نلت شرف المحاولة.

محمد عابدين

Post: #51
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-24-2017, 11:14 PM
Parent: #50

سلامات محمد سند.. كنت اظن ان النص أجاب على جل اسئلتك سلفا تفصيليا.. لم يحدث، نحترم وجهة نظرك. . اذن سأعود لاحقا إلى نقاطك من جديد

Post: #52
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: Mohamed Sanad
Date: 11-25-2017, 11:07 PM
Parent: #51

في البداية اريد ان أقدم اعتذاري فأنا لا اعتقد انك قصدت ان تشوه شعراء الحقيبة او شعرها و اعتقد ان هدفك هو البحث لاغراض البحثية المعينة, التي قد قادتك الي تلك النتائج و التي قد اتفق معك في بعضها و اختلف معك في الكثير ايضاً. برغم أنك بالفعل قد فعلت ذلك دون قصد منك لأني اعرف ان مقصدك هو ان تحقق بحثاً او كشفاً ذكياً لما ظننته خيراً للسودان ولنا.. بالفعل هنالك اختلاف كبير بيننا في منهجية البحث وكيفية كتابته و شروطه، ولكن هذه قضية شكلية لا اريد ان اقف فيها ابداً. و احترم مجهودك حتي و لو خرج في اي شكل من الاشكال، فانا لا اعبد الانظمة و اثق في القدرة البشرية علي الخلق و الابداع و الاختلاف. يبدو انني كنت منفعلاً فرجاء تقبل اعتذاري. والان سوف أقدم قراءاتي في بحثك في شكل نقاط مفصلة و ردود ارتجالية فلا طاقة لي بالبحث و لكن اريد ان اريح ضميري فقط و لا قصد من ذلك أي إساءات شخصية او تجريح. بل المصلحة العامة.محمد عابدين

Post: #53
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: Mohamed Sanad
Date: 11-26-2017, 00:15 AM
Parent: #52

Quote: الإجراءات والأسماء التي صنعت حقيبة الفن (البعض يعلم والبعض يجاري العالمين بعد تدريبه على النمط الجديد) انظر أيضاً شهادات الطيب ود الرضي ومبارك المغربي.. لا يدخل شاعر إلى ثلة الحقيبة إلا بعد تدريب وإجتياز لإمتحانات ليست سهلة.. لا تخرج قصيدة/غنية للناس إلا بعد إجازتها في إجتماع رسمي.. لذا كل شعراء الحقيبة 13 شخصاً فقط وكلهم أصدقاء يعرفون بعضهم البعض ويجتمعون مع بعضهم البعض لأجل تأطير القصائد وإجازتها ليلحنها ويغنيها سرور في الاساس. لا يوجد شاعر حقيبة واحد خارج الثلة المحددة.. ولا توجد إمرأة واحدة معروفة كتبت قصيدة أو شاركت في صناعة فن الحقيبة!.
لا يدخل شاعر الي اي ثلة او مجموعة شعرية دون ان يلتزم بشروطها وطريقتها في الكتابة. كذلك لا يمكنه ان يخرج عن الشروط الأخرى الاجتماعية والثقافية و السياسية، لذلك هنالك لجان نصوص و مصنفات في كل الازمان تعكس سياسة الدولة و أيدولوجيتها. وهذه عادة ما يتحايل عليها الفنانين والشعراء بالترميز او المناورة التفافاً علي القوانين. ولكنهم دائماً لديهم وسائل اخري وادوات يستخدمونها للمقاومة واشباع أذواقهم المختلفة في شكل جلسات خاصة و اغاني ذات مناسبات خاصة ينشدونها في امكان معينه و ازمان معينه تختلف من فنان لآخر حسب لونه السياسي او مكانه الاجتماعي.اعتقد ان التواريخ التي اوردتها يمكن ان تكون صحيحة و شهادة ود الرضي في الموضوع لوحدها قد تكون مجروحة اذا كانت لوحدها فقط, لأنه هو ايضاً مجالاً للبحث التاريخي و موقعة في يدخل ضمن دائرة البحث نفسها. ما يدعم استنتاجك هو ان ظهور الحقيبة كنمط شعري ارتبط بانفتاح السودان أكثر علي الثقافة العربية من خلال الحكم التركي و الحملات التبشيرية و الشوام الذين صاحبوا البعثة التركية. حيث لا مجال لان يكون شعراء الحقيبة قد تأثروا مباشرة بالأندلس التي بكوها شعراء الحداثة السودانية أمثال محمد احمد المحجوب الذي كان سوف يكون مصيره ومصيرنا جميعاً العبودية علي ايدي الأندلسيين. فهي ثقافة وحضارة لا تمثلنا تماماً ولا تعتبرنا جزء منها. الا انها تمثلت في مخيلتنا بعوامل اخري جعلتنا نملك تفسيرنا الخاص لها ومشاعر مختلفة للأحداث. فشعر الحقيبة يعتبر نقلة كبيرة في زمانه وهي بالضرورة مهم للذي سوف يأتي بعده وان كان الذي سوف يأتي بعده هذا شيئاُ مختلفاً تماماً. فالحقيبة بتقاربها مع الزجل الاندلسي اذا افترضنا جدلا صحة الفرضية تكون قد خطت خطوات واسعة في طريق الحداثة الشعرية في السودان و نقله من مربع البادية و الاشكال التقليدية للنظم الشعري آن ذاك. والذي يجعل فترة ازدهارها قصير هو عوامل طبيعية و صيرورات. فبطبيعة الحال ان النقلة الثقافية ادبان الحكم الإدارة البريطانية قد غير سياساته الاستعمارية مما انعكس بانفتاح انسان السودان الشمالي أكثر علي العالم و الحداثة و ثورة التعليم و عرف ابنائه علي الشعر العربي و العالمي و وسائل المعرفة. ففي تلك الفترة ازدهرت بلدان كثيرة. فكان لا بد من ظهور نمط شعري جديد يواكب المرحلة والأدوات الموسيقية فظهر شعراء جدد ومؤديين جدد بحكم الضرورة.و ايضاً شعراء الحقيبة انفسهم طوروا قدراتهم و كتبوا انواع مختلفة من الشعر. فالشاعر روح حرة. غير اني لا اري ان فترة ازدهار الحقيبة قد كانت قصيرة او محصورة في الذكور دون الاناث. واستطيع ان افهم انغلاق شعراء الحقيبة علي بعضهم مثلهم و مثل جميع المدارس الشعرية و الفنية الأخرى فهذه ضرورة الاطار الذي وضعوه لأنفسهم. و افهم ايضاً عدم مشاركة النساء في الحقيبة يرجع لأسباب كثيرة منطقية في مجملها. ففي ذلك الزمان لم يتعرض النساء في السودان لذات المؤثرات التي تعرض لها شعراء الحقيبة من حيث التعليم او فرص السفر و سبل المعرفة. و لكن كانت لهم ايضاً طرقهم الخاصة و شعرهم و ادواتهم التعبيرية التي يحتكرونها و لا يسمحون للرجل بدخولها، وايضاً لها شروطها و مدارسها و صيرورتها.نواصل......
محمد عابدين

Post: #54
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-27-2017, 03:35 AM
Parent: #53

مشروع السودان200 : طبيعته و اهدافه ومبرراته ومناشطه وجدوله الزمني ووسائل تنغيذه وتحدياته ومعوقاته كما ديمومته واثره المستقبلي.. تسجيل صوتي مباشر من الفيسبوك https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10214754326075486andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10214754326075486andid=1344875921

اظن هذا التسجيل يصلح لكل البوستات المتعلقة بالموضوع.. مشروع السودان 200!








Post: #55
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: بابكر قدور
Date: 11-27-2017, 10:05 AM
Parent: #54

الأخ محمد جمال الدين
لك الود والتحايا الطيبات
كما ذكرت لك في مداخلتي أعلاه أن هذا البحث قد أثار لدي
العديد من النقاط كنت أود تناولها تفصيلاً ولكني وجدت التعرض
لها تفصيلاً قد يتطلب مني إعداد بحث متكامل في .. ودون تلك التفاصيل
فلا أتفق معك في ماتوصلت إليه في هذا البحث وسأقول لك على
وجه العموم أنك اتبعت منهجاً علمياً مافي ذلك شك فبدأت بالفرضية
وجمعت من المعلومات مايخدم غرضك الذي تعتقده ثم شرعت في
تحليل تلك المعلومات بما يخدم إعتقادك ولعل الأخ محمد سند (محمد عابدين)
قد وجه نقده مباشرة إلى التحليل الذي قمت به وأتفق معه على كثير
مما ذهب إليه وقد أزيد في تفاصيله .... لك الشكر والتقدير أخي ....

Post: #56
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-27-2017, 10:32 PM
Parent: #55

تحيات بابكر قدور ومرحب بيك وكل القراء والصحاب المشاركين والمارين عبر هذا البوست.. وليتواصل الحوار

Post: #57
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-08-2017, 01:16 AM
Parent: #56

تسجيل صوتي حول خلاصات بحث حقيبة الفن من ساوند كلاود.. الدنيا نهاية اسبوع والناس هادية شوية والهدوء الموجب جميل.. فانا ح اونسكم شوية بكلام مسجل عن بحث ليس ببعيد من موضوعنا هنا وهو البحث في حقيبة الفن.. في التسجيل أدناه شرح الخلاصات الثلاث الرئيسية التي اوصلنا لها البحث وباختصار (15 دقيقة كلام) اختصار ل 4000 صفحة عدد صفحات البحث.. اتمنى أن يكون ذلك مفيدا للتأمل وليس بالضرورة ان يتفق الناس مع هذه الخلاصات كلها او بعضها.. فقط هي ما وصلنا لها البحث.. نحن نتعلم من بعض (ذلك منقول من قروب في الوتساب والتسجيل من نسخة محولة الى الى ساوندكلاود): https://m.soundcloud.com/solafa-saad/0ubzhtclnyuyhttps://m.soundcloud.com/solafa-saad/0ubzhtclnyuy

Post: #58
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-10-2017, 03:06 AM
Parent: #57

أنها محاولة تفتيش شاملة في المرحلة التاريخية تلك وعلاقتها بالواقع الراهن والمستقبل!

Post: #59
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-10-2017, 10:31 PM
Parent: #58

وعندنا مشروع السودان200!

Post: #60
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-13-2017, 00:07 AM
Parent: #59

تعارف ايديولوجي (طوعي) خاص باصدقاء الامل المشترك!

1- لا أسعى إلى تعضيد مركزية قائمة أو الى تأطير مركزية بديلة.. لا ، بل انا ضد أي مركزية هويوية أي كانت عرقية أو/و دينية أو/و تاريخية أو/و مناطقية.. وجهة نظري في هذا الصدد مسجلة في عددة مقالات تفصيلية حول الهوية والدولة .. اخوكم كقناعة راهنة ضد دولة الهوية وارى المستقبل في دولة اللا هوية.. مع دولة القانون/العقد الإجتماعي دولة العيش السلمي المشترك فحسب وللناس الحق في إمتلاك هوياتهم الذاتية كما يشاؤون.

2- لا أرى السودان مركزاً للكون كما يفعل البعض بل بقعة جغرافية مباركة مثل كل البقاع المباركة تقع في الجزء الشمالي الشرقي من القارة الأفريقية التي توجد على كوكب الأرض الذي هو احد كواكب المجموعة الشمسية .. ومجموعتنا الشمسية جزءا صغيرا من مجرة الطريق اللبني التي تحوى ترليونات الكواكب والنجوم و تلك المجرة الضخمة جزء صغير من الكون الذي يحوي عدد غير معلوم من ترليونات المجرات التي تتكون بدورها من ترليونات الكواكب والنجوم.

السودان ذرة صغيرة مباركة من هذا الكون الفسيح انقسمت هذه الذرة سنة 2011 الى شطرين متناحرين (شمال وجنوب) وممكن تتقسم تاني كم مرة ... بس بعد هي بقعة طيبة مباركة (لها سماء وارض ونيل وذاكرة وطعم خاص عند أهلها ولها تصورات مختلفة في ذاكرة وخواطر الآخرين) وانا مثلكم عندي لها عواطف خاصة وذاكرة!.

3- ضد الفخر بالحضارات القديمة وضد التاريخ كآيديولوجيا، مع الإنسان وحقوق الإنسان بحضارة باهرة عظيمة في الحقيقة أو الوهم أو بلا حضارة.. انسان أي كلام برضو انسان .. متعلم او أمى رجل أو إمرأة اسود أو أبيض سمح وله شين بأي مقياس.. لا يهم.. الإنسان وحده هو الأعلى.

4- حرية البحث العلمي او الساي من حرية التعبير فهي مقدسة.. حرية التعبير أعظم إنجاز صنعته البشرية في نضالها الطويل في أن يكون الإنسان مساو لأخيه الإنسان (الاعلان العالمي لحقوق الانسان مثال).

5- لا قداسة للتاريخ واحداثه الحقيقية أو الزائفة ولا قداسة او محاباة للشخصيات التاريخية الموصوفة بالعظمة أو ضدها أمام البحث "التفتيش" عن الحق والحقيقة.. ترفع الحصانة عن ومن الجميع بلا فرز "بشر وأماكن واشياء".

واخيرا:

6- أكره التقعر في اللغة وانحو إلى المباشرية في الخطاب (ارجو ان ينبهني الاصدقاء ان سقطت مرة في مثل تلك الجرائر) واستعمل الأخطاء الشائعة بدلا من الصيغ الصحيحة لغويا والمجهولة او غير المستصاغة في اليومي لان الهدف عندي هو المعنى لا اللغة.

وكلها خيارات ذاتية حرة او هو الظن وكل انسان مسؤول عن أفعاله وأقواله وكل نفس بما كسبت رهينة.

أتمنى أن يكون ذلك التوضيح مفهوما ومفيدا للأصدقاء الذين ياملوننا ثلة واحدة.. معذرة ان لم يحدث مرة من المرات!.

وذلك بالإشارة إلى مقترح مشروع كتابة وتوثيق السودان200... (بوست من الفيسبوك وكله اظنه ذو علاقة ببعضه البعض او هو ما أسعى له)!

Post: #61
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-13-2017, 02:06 AM
Parent: #60

اذهب إلى المداخلة المقبلة.. مكرر

Post: #62
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-14-2017, 02:54 AM
Parent: #61

هنا، دوما لمزيد من التأمل والتداول الممكن .. وعلى امل المزيد من الرؤى الصبورة المثابرة!.

Post: #63
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-16-2017, 00:59 AM
Parent: #62

خلاصات بحث الحقيبة ليست حاجة هينة، أمر يمس حياتنا العامة والخاصة في حسباني.. (وهذا في سبيل الدفاع عن مشروع السودان200).

إن جاز لي أن افتح صدري لكم صحابي الأعزاء وأتكلم بلا حسابات سأقول أن: بحث الحقيبة أعظم شيء عملته في حياتي البسيطة وعلمني ما لا أعلم وجعلني أفضل تجربة من ذي قبل بدرجات لا يمكن تصورها.. كنت قبله شبه أمي في معرفتي بالشعب السوداني وبهذا التعميم!. الخلاصات التي أوصلنا لها البحث (خمسة، توجد أدناه) ممتازة في تقديري لكن كل شيء في هذه الحياة نسبي وقابل للجدل إلا أن الخلاصتين الأولى والرابعة أملك عليهما أدلة قطعية صارمة "قلنا بها تفصيلياً من قبل"!.

الخلاصة الأولى أن: أشعار الحقيبة من نمط الزجل (مجاراة أصيلة للزجل فهي زجل سوداني).. راجع لطفاً الخلاصات المعنية منشورة في أمكنة مختلفة.

الخلاصة الثانية أن: الحقيبة هي النسخة الرسمية لشعر/غناء الدولة في العهد الإنجليزي.. وهذا بإختصار (راجع إن شئت خلاصات البحث).

الخلاصة الثالثة أن: الرقص المصاحب للحقيبة (رقص المدينة) أصله إنجليزي وإسمه العلمي "كومبيا" Cumbia

الخلاصة الرابعة أن: اشعار وأغاني السودان الشعبية (كل أشعارنا وأغانينا بغير إستثناء القديمة والحديثة) ما زالت مجهولة البنيات الداخلية التقنية (بنية القصيدة من حيث النمطية: الوزن والتفعيلة والبناء الداخلي التقني) هناك شغل كتير وصعب وجب أن ينجز في هذا المحور الهام.. خطوة عملية: الآن نعمل على إنجاز ذلك بشكل طوعي ونشرنا نماذج للأشعار التي نعمل عليها كي نخرج بمعايير لأشعارنا وأغانينا وكل المهتمين مدعوين للمتابعة اللصيقة والعمل يداً واحدة "أمة لا تعرف شعرها لا تعرف نفسها"!.

الخلاصة الخامسة والأخيرة أن: جميع عناصر الحياة الجوهرية في السودان ينقصها العلمي (الوعي الموضوعي بها) وهي خلاصة عامة مستقاة من الخلاصات الأربعة السابقة.. خطوة عملية: من هنا وصلنا إلى فكرة مشروع السودان 200 المعني بتأسيس أرضية للوعي العلمي بالذات الجماعية!.

---تلك هي الخلاصات المعنية والخطوات التي تليها أو أنبنت عليها--- (الخلاصات متوفرة في النت، آسف للتكرار، ربما نكتشف ضرورته لاحقاً)!.
---
والشيء الآخر العظيم الذي تعلمته شخصياً وأحمده للبحث المعني: إن كان السودان شعب عظيم يتقدمه أقزام في مجال الدولة والسياسة حسب المقولة الشهيرة فالأمر ليس بهذه البساطة إذ المجالات الأخرى الثقافية والأدبية والفنية والأكاديمية ربما أيضاً يتقدمها أقزام وبجدارة فائقة!. أريد أن أقول إن صحت المقولة الأولى قد تصح الثانية.. ولكل شيء طبعاً أسبابه.. وإلا نحن شعب ساي يقوده ناس ساي مثله!.

والسؤال الأخير الودي، حاجة كدا للونسة ومشاغلة ساي.. أين بعض أصدقائي الذين ملأوا الأرض من حولي ضجيجاً معترضين على مبدأ البحث والباحث من وجة نظرهم أين وجهة نظرهم بعد صدور الخلاصات منذ ثلاثة شهور؟، رأيهم التفصيلي في خلاصة البحث المنشورة يهمني، لا أقبل منهم بعد ذلك، جمل قصيرة تقيمية أو تهكمية بل تفصيل وفي الموضوع مباشرة اي الخلاصات المعنية، أستغرب صمتهم المطبق بعد تلك الفوضى؟!.
لمن لا يعلم ويمر من هنا لأول مرة أو غير متابع، هذا البوست لن يكون مفهوماً لك بالكامل.. دعه.. وبالجزئية الأخيرة ودا كله كلام جانبي (الكلام الجد أعلاه) أعني البعض ثار ثورات متوحشة أيام بحث الحقيبة وأطلق منابذ وشتائم لا حد لها في حق البحث المزعوم والباحث المزعوم.. يعني كلام جله غير موضوعي وهو موجود في حائطي في الفيسبوك وفي أماكن أخرى عديدة.. المهم السؤال هو: أتساءل الآن أين هؤلئك كرد فعل موضوعي وعلمي بعد أن شاهدوا خلاصات البحث أمامهم!. وهو مجرد أمل مني ولا أتوقع الكثير المفيد منهم للأسف بناءاً على ما رأيت تلك الأيام من إنفعالات مجانية!.. فقط نحن هنا معاً وجب أن نذكر حرية البحث العلمي فهي من حرية التعبير والبحث الساي أيضاً من حرية التعبير وهي من حقوق الإنسان، تلك هي التجربة التي أتمنى أن نتعلمها معا فيما يخص هذه النقطة والتي قلنا أنها جانبية على أهميتها، والأهم عندي الخلاصات أعلاه!.

* دا كلام تفاعلي من الفيسبوك.. بوست من هناك.. لكن اظنه ذو علاقة مباشرة بمنشوراتي الاخرى هنا التي تسعى إلى التبشير بمشروع السودان200!

Post: #64
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-17-2017, 09:26 PM
Parent: #63

الأسئلة التي لم تخطر على بالنا هي العامل القاتل!

الأسئلة التي لم تخطر على بالنا، ربما كانت كثيرة وهنا مثال: هل خطر ببال أحدنا من قبل أو قرأ أو سمع أننا في السودان نجهل بالكامل البناء التقني لأشعارنا وأغانينا؟. برغم حبنا وتحمسنا لها!.

كل علوم العالم كانت أسئلة في البدء!. إن لم تسأل السؤال لن تجد الإجابة.. أمر بديهي أظن.

الآن أخبركم أهلي وصحابي وعبر البحث المتأني الذي فعلت أن بنيات شعرنا كله مجهولة لدينا حتى الآن. كل تلك الأشعار الكثيرة قديمها وحديثها من حماسة ومناحة وحوبي والدوباي "الدوبيت حوالي 17 نوع" والرجز والمسدار والنهيابي والجراري "جراري كردفان وأيضاً شمال وشرق دارفور" والمديح النبوي والشعر الفصيح المقلد للعربي الكلاسيكي وأول شعرائه محمد البنا الكبير العهد التركي/المهدية والشيخ أبو القاسم هاشم المهدية/العهد الإنجليزي وهمزة الملك طمبل العهد الإنجليزي.
وأخيراً شعر الحقيبة "الزجل السوداني حسب قراءة خاصتي" ومن أمثلة شعرائه العبادي وابو صلاح وخليل فرح وسيد عبد العزيز.. وصولاً إلى النمطية الحديثة في الشعر العامي الحر والفصيح الحر ومن أمثلة شعرائه إسماعيل حسن وبازعة والحلنقي وهاشم صديق وعاطف خيري والصادق الرضي . كله مجهول!. حتى السؤال ذاته أظن البعض سيستغربه جراء عتمة هذه الجزئية المطبقة.

والدوباي حسب أهم القراءات هو أول شعر سوداني بالعربية "العامية" وأول شاعر سوداني معروف كانت إمرأة هي شغبة المراغماتية عاصرت الشاعر الأول بدوره حسن الحرك في العهد السناري ومن أشعار شغبة:
(حسين أنا أمك وأنت ماك ولدي
بطنك كرشت غي البنات ناسي
ودقنك حمست جلدك خرش مافي
لا حسين كتل لا حسين مفلق
لا حسين ركب للفي شايتو غلق
قاعد للذكاة ولقيط المحلق)

ومن أشعار حسن الحرك (الليلة على القبلة المُبَادر كَر
واحدين شَدّو فُوق تيس الخَلا البِنصر
رَزمي الشُول بَعد سَدر العِشا ما زر
أحسن من دقاقة ورقها البِنْجَر).

خلاصة عاجلة من هذه السرد العاجل وهو مجرد تذكرة جديدة إذ لدينا مقالات سابقة في هذا الصدد.. أكرر ما قلته أعلاه أننا نحن نجهل البناء التقني لجميع أشعارنا حتى هذه اللحظة.. البنيات التقنية الداخلية لقصيدة كل نوع من هذه الأنواع الثرة الكثيرة مجهولة لدينا حتى الآن من حيث النمطية: التفعيلة والوزن و نسق البناء الداخلي.

ليس طبعاً الشعر فحسب نحن في الحقيقة ليس لدينا وعي علمي كافي بجميع عناصر حياتنا العامة في السياسة والإقتصاد والإجتماع والثقافة والاخلاق.. إذن التخلف سمة طبيعية للجهل!.

علينا أن نفعل شيء عملي إزاء هذا!.. هناك مبادرة السودان200.. الكل مدعو للعمل.. هناك شروحات وكتابات وخطط وأعمال تم إنجازها ولجان تشكلت وشباب يعمل في مشروع السودان200.. واي مبادرة أخرى تسعى إلى سوقنا للعلم المنظم أنا شخصياً معها!. لكن الآن أجدد دعوتي لكل القانعين بالفكرة لفعل شيء عملي وجاد!.

مثال عملي: أنا الآن اشتغل على حوالي 300 قصيدة (عمل صعب جدا) بدأتها باستقصاء البناء التقني والوزن والتفعيلة لمرثية بنونة بت المك (ماهو الفافنوس) وهي منشورة في النت (مجرد مثال عملي وتطبيقي) وأعمل على البقية من شتى الأنواع من العهد السناري وحتى آخر اشعار وردت في برنامج "ريحة البن" هذه الايام وذلك على سبيل المثال. عايز ناس شوية بعرفو شوية يشتغلو معاي في الحتة دي عشان نقدر نحدد انماطنا الشعرية عن وعي ونعمل لها معايير علمية محددة زي كل الشعوب المتحضرة!. وفي ذلك ايضا متعة عظيمة او كما عشت بنفسي التجربة هذه الايام!.

امة لا تعرف شعرها لا تعرف نفسها .. لذا نحن نتحارب ونقتل بعضنا البعض ماديا ومعنويا ونكره ونبغض بعضنا البعض!. عندنا بعد فرصة عظيمة لصناعة الحضارة.. انا لست حالما بل على يقين!.

محمد جمال الدين

Post: #65
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-24-2017, 01:24 AM
Parent: #64

من جديد!

Post: #66
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-27-2017, 02:46 AM
Parent: #65

نحتاج أن نقرأنا كل مرة من جديد لنواصل الكتابة بصورة صحية.. أو هو ظني!.

شكراً لصبركم وطابت أيامكم صحابي الأعزاء

Post: #67
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-31-2017, 02:37 AM
Parent: #66

عام جديد للأمل والعمل بجد ومثابرة.. بلا إنتظار أو اعذار.

وتحيالت صحاب وكل عام وانتم بخير

Post: #68
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-05-2018, 01:17 AM
Parent: #67

امشي لقدام.. تم تعديل المحتوى نسبة لتكراره

Post: #69
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-07-2018, 00:44 AM
Parent: #68

مكرر

Post: #70
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-07-2018, 01:13 AM
Parent: #69

مكرر

Post: #71
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-08-2018, 03:48 PM
Parent: #70

مكرر.. معذرة

Post: #72
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-12-2018, 03:25 AM
Parent: #71

تعارف ايديولوجي (طوعي) خاص باصدقاء الامل المشترك!

ملاحظة استباقية: يوجد رابط لجدول اعمال مشروع السودان200

1- لا أسعى إلى تعضيد مركزية قائمة أو الى تأطير مركزية بديلة.. لا ، بل انا ضد أي مركزية هويوية أي كانت عرقية أو/و دينية أو/و تاريخية أو/و مناطقية.. وجهة نظري في هذا الصدد مسجلة في عددة مقالات تفصيلية حول الهوية والدولة .. اخوكم كقناعة راهنة ضد دولة الهوية وارى المستقبل في دولة اللا هوية.. مع دولة القانون/العقد الإجتماعي دولة العيش السلمي المشترك فحسب وللناس الحق في إمتلاك هوياتهم الذاتية كما يشاؤون.

2- لا أرى السودان مركزاً للكون كما يفعل البعض بل بقعة جغرافية مباركة مثل كل البقاع المباركة تقع في الجزء الشمالي الشرقي من القارة الأفريقية التي توجد على كوكب الأرض الذي هو احد كواكب المجموعة الشمسية .. ومجموعتنا الشمسية جزءا صغيرا من مجرة الطريق اللبني التي تحوى ترليونات الكواكب والنجوم و تلك المجرة الضخمة جزء صغير من الكون الذي يحوي عدد غير معلوم من ترليونات المجرات التي تتكون بدورها من ترليونات الكواكب والنجوم.

السودان ذرة صغيرة مباركة من هذا الكون الفسيح انقسمت هذه الذرة سنة 2011 الى شطرين متناحرين (شمال وجنوب) وممكن تتقسم تاني كم مرة ... بس بعد هي بقعة طيبة مباركة (لها سماء وارض ونيل وذاكرة وطعم خاص عند أهلها ولها تصورات مختلفة في ذاكرة وخواطر الآخرين) وانا مثلكم عندي لها عواطف خاصة وذاكرة!.

3- ضد الفخر بالحضارات القديمة وضد التاريخ كآيديولوجيا، مع الإنسان وحقوق الإنسان بحضارة باهرة عظيمة في الحقيقة أو الوهم أو بلا حضارة.. انسان أي كلام برضو انسان .. متعلم او أمى رجل أو إمرأة اسود أو أبيض سمح وله شين بأي مقياس.. لا يهم.. الإنسان وحده هو الأعلى.

4- حرية البحث العلمي او الساي من حرية التعبير فهي مقدسة.. حرية التعبير أعظم إنجاز صنعته البشرية في نضالها الطويل في أن يكون الإنسان مساو لأخيه الإنسان (الاعلان العالمي لحقوق الانسان مثال).

5- لا قداسة للتاريخ واحداثه الحقيقية أو الزائفة ولا قداسة او محاباة للشخصيات التاريخية الموصوفة بالعظمة أو ضدها أمام البحث "التفتيش" عن الحق والحقيقة.. ترفع الحصانة عن ومن الجميع بلا فرز "بشر وأماكن واشياء".

واخيرا:

6- أقصد المباشرية في الخطاب (شرح على سبيل المناسبة خاص بالأصدقاء المتابعين تلك الحوارات السابقة!) واستعمل الأخطاء الشائعة بدلا من الصيغ الصحيحة لغويا والمجهولة او غير المستصاغة في اليومي لان الهدف عندي هو المعنى لا اللغة.

وكلها خيارات ذاتية حرة او هو الظن وكل انسان مسؤول عن أفعاله وأقواله وكل نفس بما كسبت رهينة.

وهذا يجيء بمقتضى الضرورة التي شعرت ومنها الاحترام المشترك!

أتمنى أن يكون ذلك التوضيح مفهوما ومفيدا للأصدقاء الذين ياملوننا ثلة واحدة.. معذرة ان لم يحدث مرة من المرات وذلك كله على سبيل مناسبة مشروع السودان200

وهنا رابط لجدول أعمال مشروع السودان 200 https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10215082507399814andid=1344875921andref=bookmarkshttps://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10215082507399814andid=1344875921andref=bookmarks

Post: #73
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-26-2018, 09:55 PM
Parent: #72

مشروع السودان200 في فايلين الاول كتابة والثاني تسجيل صوتي (الاهداف والمبررات والتحديات ومحاور العمل والجدول الزمني):

1 - جدول أعمال مشروع السودان 200 pdf فايل:
https://m.facebook.com/groups/1621409377881076؟view=permalinkandid=1746279642060715andref=content_filterhttps://m.facebook.com/groups/1621409377881076؟view=permalinkandid=1746279642060715andref=content_filter

2- تسجيل صوتي حول المشروع " الرابط التالي":
Listen to مشروع السودان200 تسجيل صوتي.m4a by Md Gamaleldin #np on #SoundCloud
https://soundcloud.com/user-639092537/200-m4a-1https://soundcloud.com/user-639092537/200-m4a-1

..شارك لطفا هذه الرسالة مع من تظنه يهتم .. طابت ايامكم.. محمد جمال الدين عن: مشروع السودن200
0031684688891 :واتساب
اميل: [email protected]

Post: #74
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-27-2018, 03:10 AM
Parent: #73

Listen to حقيبة الفن ابداع سوداني من نمط الزجل الاندلسي! by Md Gamaleldin #np on #SoundCloud
https://soundcloud.com/user-639092537/anvvhbprwvo8https://soundcloud.com/user-639092537/anvvhbprwvo8

Post: #75
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-28-2018, 02:51 PM
Parent: #74

نستطيع كلنا أن نعمل معا في مشروع السودان200!
تسجيل جديد حول دراسة جدوى المشروع وتوضيح لكيف يمكن تنفيذه في أرض الواقع!
https://soundcloud.com/user-639092537/200-2https://soundcloud.com/user-639092537/200-2

ملاحظة فنية هامة: تستطيع ان تنسخ الرابط وتلصقه في محرك الانترنت.

Post: #76
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 01-30-2018, 03:15 PM
Parent: #75

رابط لمشروع السودان200
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86200%21-1508788073.html

Post: #77
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 02-12-2018, 10:51 PM
Parent: #76


مشروع السودان200.. قلة قليلة منا ولكن صبورة هي التي ستنجز المشروع!

اتصور أن النشاط العملي اي الهدف من قروبات مشروع السودان200 في الفيس والواتساب واينما كان ليس النقاش من اجل النقاش.. ولكن كلنا امل في العمل الدؤوب والصبور من اجل إنجاز مشروع السودان200 بواسطة الناس المقتنعة بجدواه بلا تردد وقادرة على تحمل اعباء العمل على تحقيق حلم مشترك فيه فائدة لنا اجمعين بلا فرز وفق اهدافنا المعلنة.. ولكن لكل عمل مهما ظهر خيرا قد يكون عنده عقبات وعنده حظ من عداوة البعض تلك اظن من بديهيات الحياة.. ليس بعد لحسن الحظ! .. عليه لنعمل وفق القناعة بلا انتظار او اعذار او اعطاء مساحة لسماع اصوات جبلت لتكون في الضد من كل شي بغض النظر عن معناه ذلك مبرر بظروف الصراع الراهن في السودان الراهن .. لحسن الحظ حتى الان كل شي يجري على ما يرام في الصورة المرئية.. فقط علينا ان نحتاط للمستقبل على امل ان نستطيع تجاوز كل العقبات المحتملة في سبيل إنجاز مشروع السودان200.. بالإصرار والمثابرة التي لا تعرف الملل ننجح!. صباحكم نور صحاب


مشروع السودان200 في خمسة فايلات الاول كتابة والبقية تسجيلات صوتية مرفقة ادناه (الاهداف والمبررات ومحاور العمل والجدول الزمني ودراسة الجدوى وعقبات وتحديات المشروع وكيف يمكن تداركها كما ماذا وجب علينا ان نفعل وهناك نداء هام ربما عنى البعض منا).. اتمنى ان نشارككم الفكرة على امل ان يجد المشروع الطموح عونكم ورعايتكم فهو مشروع وطني شعبي/مدني غير سياسي غير ايدويولوجي مفتوح المشاركة العادلة للجميع بغير اقصاء ولا احتكار (توجد ملاحظات مهمة في الختام):

1 - جدول أعمال مشروع السودان 200 pdf فايل:
https://m.facebook.com/groups/1621409377881076؟view=permalinkandid=1746279642060715andref=content_filterhttps://m.facebook.com/groups/1621409377881076؟view=permalinkandid=1746279642060715andref=content_filter

2- مشروع السودان200 أهدافه ومبرراته .. تسجيل صوتي
https://soundcloud.com/user-639092537/200-m4a-1https://soundcloud.com/user-639092537/200-m4a-1

..
3- دراسة الجدوى.. كلنا نستطيع أن نعمل معا في مشروع السودان200 بل0ا إقصاء ولا احتكار.. تسجيل صوتي!
https://soundcloud.com/user-639092537/200-2https://soundcloud.com/user-639092537/200-2

4- جائزة نوبل لمشروع السودان200.. تسجيل صوتي عفوي وارتجالي عبر ساوندكلاود.. هناك حلم وتشجيع للذات مع شرح جديد متقدم لطبيعة المشروع من حيث كونه نقل لتجربة انسانية وبشرية كثيفة وأجابة على سؤال حق الملكية وحقوق الأفراد في إطار المشروع!
https://soundcloud.com/user-639092537/200-1https://soundcloud.com/user-639092537/200-1

5- متلازمة الشعور بنقص الاعتراف عند المتعلم/المثقف السوداني ستكون اهم تحديات وعقبات المشروع (ملاحظات شخصية):
https://soundcloud.com/user-639092537/200-3https://soundcloud.com/user-639092537/200-3

ملاحظة 1- تم اضافة تلاتة محاور جديدة إلى جدول اعمال مشروع السودان200 وعليه يكون عندنا 26 محورا.. هنا التلاتة الجديدة:

1- البناء والتشييد والمعمار في 200 سنة (1821-2021)
2- البريد والبرق والاتصالات في 200 سنة
3- النقل البري والبحري والجوي والطرق و الكباري في 200 سنة.
وهذا ايضا للتذكير ان الفرصة ما تزال متاحة للتطوير والتكميل.. شكرا مقدما لتعاونكم.

ملاحظة 2- فنية: قد لا أستطيع الرد على اي مداخلات محتملة حول المشروع مساء هذا المساء لظروف فنية.. وبيننا الوعد في اللقاء والعمل معا والاحترام المشترك والصبر والمثابرة.

محمد جمال الدين

السودان200 (مشروع توثيق السودان في 200 سنة/السودان المعاصر)

واتصاب: +31684688891
إميل: [email protected]

---
*من بوست بالفيسبوك

Post: #78
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 02-14-2018, 01:41 AM
Parent: #77

جدول أعمال مشروع السودان200 مرفق هنا مع نظرة شاملة حول المشروع كتابة وتسجيلات صوتية!

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/الخطوات-العملية-لمشروع-السودان200-ونظرة-شاملة-كتابة-وتس...�%21-1518540761.html

Post: #79
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 02-14-2018, 01:43 AM
Parent: #78

جدول أعمال مشروع السودان200 مرفق هنا مع نظرة شاملة حول المشروع كتابة وتسجيلات صوتية!

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/الخطوات-العملية-لمشروع-السودان200-ونظرة-شاملة-كتابة-وتس...�%21-1518540761.html

Post: #80
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-07-2018, 12:43 PM
Parent: #79

من جديد.. سلامات صحاب

Post: #81
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 02:41 PM
Parent: #80

حقيبة الفن، هناك مسلمات تحتاج المراجعة!!

أول بث لأغاني الحقيبة بدا من لندن وليس الخرطوم.. هذا حدث لاحقاً.. هل كانت لندن ستسمح ببث أغاني السودان الأخرى من مسادير ودوبيت وحماسة ومديح إلخ..
لا أعتقد!. استمع لطفاً إلى التسجيل الصوتي لصلاح أحمد محمد صالح مخترع إسم "حقيبة الفن" ومقدم ومخرج البرنامج ذلك الزمان "1952" أول مرة. وإسم حقيبة الفن مش لأنها شنطة في الأساس.. وإنما المقصود شيء أشبه بجراب الحاوي كشيء رمزي.
إستمع بهدو إلى التسجيل الصوتي المرفق لصلاح أحمد محمد صالح مخترع إسم "حقيبة الفن".. هناك مسلمات كاذبة!

https://youtu.be/cSyGGfj11dwhttps://youtu.be/cSyGGfj11dwhttps://youtu.be/cSyGGfj11dwhttps://youtu.be/cSyGGfj11dw


Post: #82
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: هاشم الحسن
Date: 08-08-2018, 03:30 PM
Parent: #81

تحياتي يا محمد جمال الدين،
لحين عودة، لاحظت أن روابط لليوتيوب التي تضيفها لا تعمل:
غير الطريقة.. أعمل رايت كليك في الفيديو ثم انسخ الـ copy embed code وليس URL code
وجيبوا لصقو مباشرة في نافذة الكتابة.

هذان اثنان من الفيديوهات التي أشرت لها..

صلاح أحمد محمد صالح عن تاريخ برنامجه (حقيبة الفن)


دميتري البازار عن بدايات الحقيبة



Post: #83
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 05:13 PM
Parent: #82


شكرا هاشم .. سأعمل في المستقبل بالطريقة القلت عليها .

ودا من بوست جديد في الفيسبوك في ذات الاتجاه:

Quote: حقيبة الفن من جديد "أوهام خالدة".. لا توجد حقيبة مادية توضع فيها الإسطوانات كما هو شايع، هكذا شهد صلاح أحمد محمد صالح مخترع إسم "حقيبة الفن".. والبث الأول لم يتم من إذاعة أم درمان بل لندن. وأن معظم القصص الخرافية والرومانسية التي تحكى عن مناسبات أغاني الحقيبة أوهام "أشياء لم تحدث" وإنما هي خيالات الشعراء والغاوين والصحيح منها قليل ويبدو أنه دون على عجل وأخذ عن روايات شفاهية غير محققة علميا.
---
الحقيقة قد تكون أجمل.. أعني ربما هناك حقائق أجمل في الحقيبة لم نستكشفها بعد.. والزيف لا يصنع حضارة.. نحن لا نعرف حتى الآن تفعيلة وأوزان الحقيبة وكيفية البناء اللغوي والمعنوي لقصيدتها ولماذا هي متميزة أو فريدة.. لا مقاييس لنا، وهذا ينطبق على جميع الأنواع الشعرية في السودان.. نعجب ونغرم وننطط زي القرود 100 سنة "قرن كامل" أمام شيء نجهلهه تماماً أو لا وعي علمي لنا به!.

Post: #84
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-09-2018, 01:45 PM
Parent: #83

بحث الحقيبة أحد أهم الأسباب في تخلق فكرة مشروع السودان200

Post: #85
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-15-2018, 10:58 PM
Parent: #84

كلام د. منصور خالد "ادناه" فيه كلام لقدام واصلا مردود عليه في هذا البوست!
---

د/ منصور خالد
في مرافعة عن الشعر الغنائي السوداني ..

في كل شعرهم الخمري أو توصيفهم الحسي للجمال..لم يجي شعراؤنا بشي لم يسبقهم إليه جرير والفرذدق والبحتري وأبونواس فالحب
والجمال والخمر هو لأكثر ما تغنی به الفحول من شعراء العرب..فلا الهجاء ولا الرثاء...

جاء في كتاب الاغاني... عن شيخ المفسرين وابن عم رسول الله.. عبد الله بن عباس..إنه كان أحب الشعراء إليه عمر بن أبي ربيعة.. ويقول صاحب كتاب الاغاني في رواية معنعنة ( بينما ابن عباس في المسجد الحرام وعنده نافع بن الأزرق وناس من الخوارج يسالونه...إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة في ثوبين مصبوغين حتی دخل وجلس.. فاتجه إليه ابن عباس يقول انشدنا... فانشده :
أمن ال نعم انت غاد فمبكر
غداة غد أم رايح فمهجر
حتی اتی علی آخرها .. فانبری نافع بن الأزرق لابن عباس يقول.. الله..الله يا ابن عباس نضرب إليك اكباد الإبل من أقاصي البلاد نسألك عن الحلال والحرام ... فتتثاقل عنا.. ويأتي غلام مترف من مترفي قريش فينشدك... فما كان من ابن عباس إلا أن أعاد ترديد القصيدة كلها ثم قال لنافع... انا نستجيدها.. ونعم هذه فتاة تنسب لآل ابي سفيان كان عمر يتصيدها في الحرم المكي.
صاحب الاغاني روی لنا أيضا أمر... سكينة بنت الحسين..وكان لها صالون أدبي تسفر فيه علی الشعراء (ومنهم ابن أبي ربيعة) تجادلهم في الشعر.. ولربما ورثت سكينة حب الشعر من جديها علی بن أبي طالب والد أبيها.. وامرؤ القيس والد رباب أمها... وكانت سكينة تنظم الشعر وروی عنها كثير..ومما اشتهر من شعرها رثاؤها لمصعب بن الزبير... الذي جمع بينها وبين عايشة بنت طلحة ابن عبيد الله...
فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذي
يرى الموت إلا بالسيوف حراما
وقبلك ما خاض الحسين منية
الی القوم حتی اوردوه حماما
حقا كان عبد الله بن عباس وسكينة بنت الحسين.. صاحبي وجدان دافق ولهذا استجادا شعر الوجد حتی في المسجد الحرام.. فأين من بنت الحسين وحفيد العباس أصحاب القلوب الغلفاء ظنينو العقل والدين.. أو یعرف هؤلاء بمن كان عمر يتشيب؟
اللاتي استهوينه كثر نذكر منهن واحدة..عايشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي (أحد العشرة المبشرين بالجنة)
وامها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق..كانت عايشة ذات جمال فايق..تزوجها ابن خالها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر..وعند وفاته باعلها مصعب بن الزبير بن العوام..وبمقتله ابتنی بها بشر بن مروان أخو عبد الملك..وكان عمر ينعتها بابنة التيمي ولا يسميها باسمها...
ابيني ابنة التيمي فيما تبلته...
عشية لف الهاجمين المحصب
خذي العقل أو ضني ولا تمثلي به...
وفي العقل دون القتل للوتر مطلب
لا نعرف من بين شعراؤنا من ذهب في شعره مذهب ابن أبي ربيعة في الخلاعة..
أو مذهب امري القيس وسحيم عبد بني الحسحاس في وصف التسافد..أو مذهب المتنبي وشعراء النقايض في إيراد كلمات يستحي المرء من تردادها علانية..يسميها الفرنجة الكلمات ذات الحروف الأربعة..
فابو صلاح... الذي ما ترك عضوا في جسم المرأة لم يصفه ابی إلا أن يذكرنا أن الغواية هي آخر ماتهفو إليه نفسه..
وعتيق... الذي تفرد باغانيه الخمرية
ما بنسی ليلة كنا في شاطي النهر..
نتعاطی خمر الحب بكأس الزهر
كانت اشاراته للشرب فيها من صفاء ابن الفارض أكثر مما فبها من تهتك ابي نواس..وإن كان صفاء ابن الفارض صفاء لاهوت فصفاء عتيق صفاء ناسوت لا يجحد الشاعر معه الاء ربه..
الشعر العربي السوداني "الامدرماني".. هو المصهر الذي وحد مشاعر أهل السودان الشمالي. وما كان الإسلام يستكن في قلوب أهلنا جميعا من الزنج والنوبة المستعربة إلا لقدرة أهل الباطن (المتصوفة) علی غرسه في النفوس وتقريبه اليها عبر التطريب والهزج. فاسلام السودان لم ينشره أهل الظاهر من العلماء الذين حفظوا علوم الشرع لأن هؤلاء لا تفهمهم إلا القلة المصطفاة.. عامة الناس تقرب إليهم المتصوفة وقربوا الدين الی افيدتهم بما يثير حواسهم.. بضرب الدفوف والنقارة والطار.. ونزعم أن عامة أهل السودان اتخذوا الإسلام دينا في ذلك الزمان دون استكناه لدلالاته الخفية.. وليس مصادفة أن أوسع الطرق الصوفية ذيوعا في السودان هي الطريقة القادرية.. أكثر الطرق تافرقا في ذكر الله بطبولها الداوية..وايقاعاتها الراقصة..ولو بقيت القادرية الجيلانية في صورتها الاولی كما وردت في الحزب السيفي من أوراد القطب الرباني.. السيد أحمد بن إدريس لما كتب لها الذیوع
.. وعلم الله لو كان متقدمة الدعاة الإسلاميين في السودان وأفريقيا مثل متاخرتهم في الغلواء والتزيد لما توطن الإسلام في السودان.. ولما قامت له قايمة في أفريقيا..
هؤلاء الغلاة الذين يستبدعون الشعر والغناء والموسيقى باسم الإسلام.. يتزيدون أيضا بالمواريث العربية و فيهم من انحدروا إلى بلادنا من سفوح تكرور وسهول كانم ووداي مستردفين علی ظهور امهاتهم.





Post: #86
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-17-2018, 00:11 AM
Parent: #85

لمصلحة الحوار الذي يجرى الآن أتمنى أن أنبه إلى ظني أن جميع منشوراتي هذه الايام دائرة واحدة.. أي محتوى واحد فقط متنوع الفرعيات لذا أحب أن تقرأ مع بعض أو بالتتابع فكل منها شارح فكرة الآخر أو هو زعمي.. وانشد منكم الصبر!

Post: #87
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: عزيز
Date: 08-17-2018, 02:35 PM
Parent: #86

الأخ محمد جمال
لك التحية
وصلني عتاب لطيف بأنني لم أكتب في هذا البوست عن شعر غناء الحقيبة..
رواد الأغنية السودانية الحديثة والمؤرخ لها مع بدايات القرن الماضي وهم في الأصل شعراء دوبيت وأعني الذين بدأوا هذا النوع من شعر الغناء الذي سمي في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي بأغنية الحقيبة. في محاكاة حميدة للأغنية في شمال الوادي التي وردت مع الحكم الثنائي بعد عهد الخليفة عبدالله التعايشي الذي كان يمنع الغناء ويعتبره مياعة ولا يسمح إلا بمدح الرسول (ص) ومدحه هو!
ولأنني أعتقد بأن أغنية الحقيبة أغنية ذات مضمون شعري إنشادي لم يبعد كثيراً عن فن المديح الإنشادي حيث صيغت ذات الألحان في كلمات فخر وحماسه وعاطفة الخ.....وبحكم تخصصي في الموسيقي، الكلمة هي أحد العناصر في العمل الفني الموسيقي الغنائي إن لم تكن أضعفها (في إعتباري) لأننا نستمع لأغاني من كل ربوع السودان بلهجات ولكنات ومفردات عصية الفهم ولكن يطربنا الإيقاع وموسيقى اللحن وهذا تعليلي (ومن منكم لم يستمع للراحل وردي في أغاني الرطانة ولم يطرب لها مع جهله بالكلمات والمعنى). فالأغنية هي فكرة موسيقية ومنتوج إبداعي فني.ولهذا عندما يقال أغنية الحقيبة يقصد بها الأداء الإنشادي للكلمة ..
الخلاصات التي وردت في صدر هذا البوست ليس لديها مرجع موثوق يؤكد سلامتها وصحتها وإنما كلها إجتهادات فردية لا ترقى للأخذ بها كنتاج بحثي قويم.

Post: #88
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: Ahmed Yassin
Date: 08-17-2018, 04:05 PM
Parent: #87

محمد جمال وشركاه
جهد مقدر وجميل وفكر موصول تاريخيا
ناس محمد ودالفكي - العبادي - ابوصلاح - ودالرضي
كانوا بعكسوا الواقع وكانوا متفردين في ممارسة (التجريد) اكثر من بليك و شكسبير
وكانوا بعكسوا الواقع باستقلالية وبعيدا عن المباشرة الركيكة
ودا نوع من التفرد والتميز والعبقرية
ابدا لاتجد في الموشحات مافعله (كمثال) فقط ليس الا ابوصلاح في (رشا ياكحيل)
التزم ابوصلاح بتقفيل القافية من البداية والى النهاية بـ(4) حروف متشابهة
و ليها عيون الصيد جفيلا .. عليها القافية وجب تقفيلا .. جمال تاجوج المافى متيلا
هات يا زميل
هنا بتلقى لزوم مالايلزم وعروض الشعر وبحوره






Post: #89
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-18-2018, 08:14 PM
Parent: #88

Quote: الأخ محمد جمال
لك التحية

وصلني عتاب لطيف بأنني لم أكتب في هذا البوست الذي يعنى بالبحث في شعر غناء الحقيبة..

البحث يسير في إتجاه الكلمة التي تغنى بها رواد الأغنية السودانية الحديثة والمؤرخ لها مع بدايات القرن الماضي وهم في الأصل شعراء دوبيت وأعني الذين بدأوا هذا النوع من شعر الغناء الذي سمي في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي بأغنية الحقيبة. في محاكاة حميدة للأغنية في شمال الوادي التي وردت مع الحكم الثنائي بعد عهد الخليفة عبدالله التعايشي الذي كان يمنع الغناء ويعتبره مياعة ولا يسمح إلا بمدح الرسول (ص) ومدحه هو!
ولأنني أعتقد بأن أغنية الحقيبة أغنية ذات مضمون شعري إنشادي لم يبعد كثيراً عن فن المديح الإنشادي حيث صيغت ذات الألحان في كلمات فخر وحماسه وعاطفة الخ.....
وبحكم تخصصي في الموسيقي، الكلمة أعتبرها هي أحد العناصر في العمل الفني الموسيقي الغنائي إن لم تكن أضعفها (بالنسبة لي) لأننا نستمع لأغاني من كل ربوع السودان بلهجات ولكنات ومفردات عصية الفهم ولكن يطربنا الإيقاع وموسيقى اللحن وهذا تعليلي (ومن منكم لم يستمع للراحل وردي في أغاني الرطانه ولم يطرب لها مع جهله بالكلمات والمعنى). فالأغنية هي فكرة موسيقية ومنتوج إبداعي فني.
ولهذا عندما يقال أغنية الحقيبة يقصد بها الأداء الإنشادي للكلمة وفي بحثك الثر هذا سلط الضوء على الشعر وأوزانه ومصادره وهذا بحث تحمد عليه فهو يفتح أبواب التحقق والبحث في هذه المعلومات والمصادر والمستفيد هي المكتبة السودانية وإنسانها المهتم في فن الشعر وبحوره وأوزانه الغنائي منه والذي إحتوته الدواوين.

تقبل تحياتي
عبدالعزيز خطاب


اهلاً بيك عزيز وبمشاركتك القيمة

Post: #90
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-19-2018, 10:27 PM
Parent: #89

أهلا بيك أحمد يس.. جاييك للفكرة.. مساك خير

Post: #91
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-22-2018, 02:58 PM
Parent: #90

أوهام سودانية خالدة (هذه المرة د. منصور خالد وحقيبة الفن السودانية)!
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1534866226.html

Post: #92
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-23-2018, 05:55 PM
Parent: #91

اعرف ان القراية تحتاج وقت.. مثلما الكتابة برضو تحتاج ذات الوقت!

Post: #93
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-24-2018, 03:41 PM
Parent: #92

النظر مكسور دون توقل تارك
كم قلب مكسور (سيد عبد العزيز 1930 حقيبة)

كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور (صفي الدين الحلي 9 133م زجل) *

عندنا 470 مثال على هذه الشاكلة وهناك المزيد.. هذا لا يحدث مع الأنواع الشعرية الأخرى في السودان لا الدوبيت ولا المسدار ولا الحماسة ولا المناحة ولا الحوبي ولا البنات ولا الشعر السوداني العامودي "الفصيح" ولا الشعر الحر ولا شعر الغناء الحديث ما بعد الحقيبة.. كل ذلك تناولناه في البحث.. وثبت أن الحقيبة وحدها التي تشترك مع الزجل في كل شي بغير إستثناء: في الكلمات الفتاحية والأخيلة والصور الشعرية والأوزان والمجاراة والأخذ بلزوم ما لا يلزم "التنميق والأجراس الموسيقية العالية" والمجاراة والصنعة والحنين إلى فردوس مفقود ونمط الزجل خاص بالغناء حصرياً وهو ما يحدث في حالة الحقيبة (هذا كله متطابق) إضافة إلى خلط الفصحى بالعامية وعدم الإلتزام بالبحور العربية الرسمية.. لتكون النتيجة أن الحقيبة إبداع سوداني أصيل يجد خلفيته في الزجل وتحديداً زجل العهد المملوكي في مصر (صفي الدين الحلي وإبراهيم الغباري مثال) مع بعض التأثر بالزجل الشامي (الحاج إبن مقاتل مثال) وزجل المغرب العربي والحوزي الجزائري على وجه الدقة. وطبعاً الزجل فن أندلسي من حيث النمطية وعم الشرق كله لاحقاً وما زال يعيش حتى الآن كفن شعري متميز وعنده معجبوه في المغرب العربي ومصر ولبنان والعراق والحجاز وهو فن الغزل والنسيب. والزجل السوداني يمكن أعتباره النسخة الثانية الصافية من الزجل الأندلسي لأنه اخذ من مصادر اقرب للأصل وليس النسخ الزجلية المتأخرة.
----
*خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508353908.html






Post: #94
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-24-2018, 09:13 PM
Parent: #93

سلام يا جمال،
كان عندي تعقيب بعد مداخلتي الأولى؛
هل يا محمد، داير تقول في خلاصتك دي انو شعراء الحقيبة نجروا الشعر وفق القوالب دون احساس حقيقي؟
بمعنى انو الموضوع صناعة شعر ولحن دون ابداع حقيقي؟
زي المدائح النبوية في السبعينات التي صيغت كلمات ولحن على وزن الأغاني؟

يعني ممكن نقول:
الشاعر النجار العبادي
الشاعر النجار سيد عبد العزيز

Post: #95
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-24-2018, 11:18 PM
Parent: #94

Quote: اعرف ان القراية تحتاج وقت.. مثلما الكتابة برضو تحتاج ذات الوقت!

Post: #96
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-25-2018, 03:00 AM
Parent: #95

تقصد "أوهام" الكتابة تحتاج لوهم قراية؟
هسّ "أوهام منصور خالد" التي تدعيهاحول عِفّة غناء الحقيبة ممكن ينقري خارج الخلاصة:
غناء الحقيبة غناء مصنوع ولا يمثل ذلك المجتمع،
هو غناء حسب القوالب المتاحة

Post: #97
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-25-2018, 12:20 PM
Parent: #96

يا استاذ أبو بكر
Quote: تقصد "أوهام" الكتابة تحتاج لوهم قراية؟
هسّ "أوهام منصور خالد" التي تدعيهاحول عِفّة غناء الحقيبة ممكن ينقري خارج الخلاصة:
غناء الحقيبة غناء مصنوع ولا يمثل ذلك المجتمع،
هو غناء حسب القوالب المتاحة

حاول اجتهد شوية عشان يكون كلامك مفيد للناس.. شخصيا ما قادر افهمك قد تكون ما فهمت محتوى البوست ومتداخل من اجل التداخل فقط بهدف رفع البوست.. بحاول ألقى ليك عذر وإلا بعتذر مقدما واطالبك بعد اذنك بتوضيح وجهة نظرك تفصيليا عشان كلنا نستفيد.

والتنبيه دا لأنك كم مرة بتكرر نفس الحاجات دي في بوستات تانية

Post: #98
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-25-2018, 06:19 PM
Parent: #97

كيف يعني مداخلاتي ما مفيدة؟
في بوست النور حمد واضح انو كلامك غلط ولم تأت بما ينفي فرضية النور.

هنا أحاول أن أصل معاك لأقصى وأقسى الاحتمالات
إنّو الغنا الظهر فجأة دا هل ممكن يكون غنا مصنوع ومسروق فعلاً؟!
يعني ناس سيد عبد العزيز ديل لموا ليهم في كتب أندلسية ونجروا منها؟؟؟

يعني مداخلاتي هنا قد تكون أفيد للناس من اللفة الطويلة بتاعتك.

عموماً سوف أتوقف عن التداخل معك؛ فأنت لا تحترم رجل بقامتي
المفروض تفرح لمان أجي بوستاتك

مع السلامة

Post: #99
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-25-2018, 06:38 PM
Parent: #98

استاذ أبوبكر.. غناء الحقيبة يقوم على اسس مرحلة إجتماعية وإقتصادية وثقافية جديدة بالكامل في السودان (إنتصار العهد الإنجليزي) وتحول قطاعات كبيرة نسبيا من المجتمع إلى المدنية الغربية.
وأما قولك:
Quote: عموماً سوف أتوقف عن التداخل معك؛ فأنت لا تحترم رجل بقامتي
المفروض تفرح لمان أجي بوستاتك


ليك إحترام وفرحان بيك.
---
ما تنسى اليومين دي بتناول ناس مهمين زي منصور خالد (إمكن عقدة) وكمان هسا بتناقش معاك انت.. والله لي الشرف.. شكراً لصبرك وادعوك أن تظل هنا مع إعذاراتي

Post: #102
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: هاشم الحسن
Date: 08-25-2018, 11:07 PM
Parent: #98

Quote: المفروض تفرح
هههههها المستنير يا الجنّك تدوير..
عليك الله عود لينا يا سيد الفرح إنت، ونسألك
"من حور الجنان أم أنت إنسان الكمال
هل أنت الملاك جيت تورى الناس الجمال
سبحان من أنشاك "عايدن" فى غاية الكمال
فيك منظر يحنن وفيك منظر فارس النزال
يهواك الجنوب واليك ينقاد الشمال"

لكن ياخي حرام عليك؛ خلاصات زي دي {"انو شعراء الحقيبة نجروا الشعر وفق القوالب دون احساس حقيقي؟
بمعنى انو الموضوع صناعة شعر ولحن دون ابداع حقيقي؟
زي المدائح النبوية في السبعينات التي صيغت كلمات ولحن على وزن الأغاني؟"}

ما حلو يقولوها في شكل سؤال وأحكام وبلا حيثيات.. بتبوخ علينا غنانا وسر هوانا!

Post: #146
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-21-2018, 04:33 PM
Parent: #102




الأستاذ محمد جمال الدين
تحية واحتراماً

لم أستطع قراءة النصوص كاملة ، فالسطر يحتوي على حوالي 35 كلمة .
وحركة الماوس للمتابعة ثقيلة وبطيئة وهي مشكلة تصميم الأخ بكري ،
فيتعين عليه أن يضع تصميماً لا يخرج عن طبيعة الصفحة الواحدة .
*
قلت أنت أن شعراء ما يسمون بحقيبة الفن كانوا مبدعين ،
وتلك محمدة ، أن لم تلجأ أنهم سرقة ونصابين .
*
لقد أجملت كافة الشعراء : منهم خريج الخلاوي القرآنية ،
ومنهم من لم يُكمل الدراسة الوسطى . ومنهم خريج كلية غردون ،
ومنهم من يجهل القراءة الكتابة كالأمي
. لا يعقل أن يُصبون في قوالب شعرية واحدة .

لم استطع المتابعة بسبب تركيبة قوالب الكتابة
التي لم يساعد المهندس بكري في صياغتها بصورة سهلة القراءة .
ولك شكري

*

Post: #100
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-25-2018, 09:45 PM
Parent: #1

تحياتي محمد جمال الدين، وضيوفك.. ولصاحبنا المستنير؛ المابجينا إلا في ساعة الشكل دا!
شكرا على موالاة البوست بالعناية.. وصدقا يا محمد فهذا بحث رائد وفريد ومبدع ولا سأم معه، وكذا فقد أعجبت برصدك المقارن لكثير من أحداث تاريخ الحقيبة الغائبة أو غير المشهورة و كذا إشاراتك إلى الأوهام عنها كما قد تقول. هذا مع اختلافي غير القليل مع تقويمك لأهمية بعض الأحداث وتأثير ذلك على خلاصاتك.. ولا بد كذلك من الإشادة بطريقتك في إجراء البحث وطريقة عرضه للحوار، وربما اشياء أخرى في روح البحث وفي طريقة كتابته..
وأما أعجبني فيه خاصة؛ فموضعتك للحقيبة، بشواهد قوية جدا من الاستعارات والصور الشعرية والكلمات المفتاحية والمجاراة والموسقة وتشابه المواضيع كالغزل والحب والخمريات وما إلى ذلك من فنون الزجل، قريبا من الزجل الأندلسي المغاربي القديم بالذات دونا عن بقية الأشكال الزجلية المعروفة تاريخيا أو المعاصرة.. هذا مع إنك رغم قولك بتشابه في الأوزان أيضا، فلم تفدنا حسما، هل شعر الحقيبة على وزن واحد أم إنه قد أتى على عديد من الأوزان؟ وهل تلك من المعهود الفراهيدي أم من أوزان المولد الأندلسي والمغاربي أو المصري أم هي مستحدثة سودانيا.. ولست خبيرا فأجزم الآن، بل أحاول أن أقارب..
وعلى محبتي للحقيبة، وموضعتي لها في محل رفيع من رفوف الوجدان، مع الجمهرة العظمى من سكان مدن السودان المعتادين على السوربة (تركيبة نجرتها للكلام بالعامية العربية السودانية أو قل اللغة/اللهجات السوربية)، إلا أن حبي هذا لن يجعلني أغمطك ولا مبحثك هذا حقكما في الاحتفاء المستحق، أو أن يدفعني لأرفض أي من خلاصاتك الكبرى بخصوصها، لا من من باب المحبة لتلك أو مجرد كراهة لما جئت به.. كما أن شديد إعجابي ببحثك لن يعني أن يستسلم الواحد منا لكل مقتضياته بلا تفكير ناقد، أو أن نتغافل عن نقص نظنه هنا أو هناك فيه.. ومنذ البداية فقد كانت في نفسي أشياء شتى .. لكن بعضها قد نوقش قبلا وذاك يكفي، وبقيت أثنتان: ساناقشهما منفصلتين وفي تداخل بينهما حتمى، لأن الأولى وإن كانت فنية شعرية فالثانية فنية نفسية، وكما قلت يا محمد جمال؛ أن روابطا في السيرورات الاجتماعية والسياسية ستجمعهما، مع اختلاف صواميلنا لهذا الربط..

أبوبكر، أتاريك قانص وداير تقنعنا بالكمونويلث في بوست عن الحقيبة، نشووووف..
تصدق الحقيبة نفسها ستقف شاهدا يؤيد مقولة محمد عن وهمة الكمونويلث!!
وبمناسبة العيد السعيد أهديك هذه "المجاراة" الزجلية واللحنية الفنية الراقية

Post: #101
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-25-2018, 10:51 PM
Parent: #1

مواصلة:
أولا أو الأولى:
بعد قراءة في شواهدك يامحمّد جمال ــ وما كنت قبلها سأفكر في هذا الأمر على هذا النحو بالذات، وشكرا ــ فإنني الآن أميل للقول قريبا منك ولكن ليس كفاية ليطابق قولي قولك؛ أن الاستعمار الثنائي قد (تبنى) الحقيبة وساهم في ترويجها ما خدمته وخدمت رغبته في التسكين وفي تهدئة الغضب الشعبي/المهدوي وكما شرحته أنت.. أقول نعم، ولا غرابة في إنه قد تبنى ورعى وأسهم في نشرها بالحفلات والأذاعة والتكريم بالأوسمة إلخ إلخ، ولو من باب التأكيد على إسهامه ــ كجزء من عبء الرجل الأبيض! ــ في ترقية الغناء كما قد تراه الطبقة الوسطى المدينية الناشئة والتي كانت تحاول التشبه والتشابي إلى ما بالجوار الحضاري من المثال الفني وفي الوطنية.. ولكنني لا أعتقد أن الاستعمار قد اصطنع أو فرض هذا النمط من الغناء في خطة قاصدة.. ببساطة لأنه لا يستطيع.. وحتى آلة البروباقندا في وقتها، فلم تك بالفاعلية التي تسمح بذاك القدر من الانتشار قسرا، أي في تلك البرهة القصيرة من الوقت الذي شبت ونضجت فيه الحقيبة، وهي بالمناسبة، كما أظنك تلاحظ، أغنية لم تمت بعد، ولن، بما اندرجت في تاريخ الذائقة، ولكنها كانت قد وصلت منتهى حدودها الفنية وأقصى مقدرتها في التعويض الروحي والنفسي لجيل الحقيبة من أبناء وأحفاد الهزيمة في كرري.. وثم تراها حديثا يتم بعثها وتدويرها بتجديد مناسب لموسقتها وليس فقط “بلا سبب”، وهذه النقطة الأخيرة “بلا سبب” مما سأرجع له بسبب، من علاقة الحقيبة بالهزيمة النفسية وكرد فعل على الاحساس الفاجع بالمفارقة النفسية..

وعموما، مفهوم الاصطناع هذا، سيبقى ناقصا بقدر ما كانت هناك أي درجة طبيعية تلقائية من الاستعداد للتلقي والتفاعل الوجداني مع الحقيبة ومنذ وهلتها الأولى.. وهنا، سواء اصطنعها الاستعمار أم لم يصطنعها، فيجب إثبات الحقيقة الملموسة؛ أن أغنية الحقيبة (في شعرها وتنغيمها) سواء في وقتها ذاك أو إلى الآن، قد توافقت تماما مع الوجدان السوداني، وبالذات الذي اعتاد على الشعر والغناء في اللغة العربية السودانية “السوربية” بأي من طرائقهما المأثورة في انشاد القصيد أو في النم والشاشاي وفي الهوهاي والبوباي والدوباي، وكالذي في الربق والمدايح بمختلف إيقاعاتها ومذاهبها، وكذا كالذي كان في فن الطمبرة وفي غناء الجابودي والجراري والتوية والشتيل والبوشان وحتى الهبي البجاوي القريب من ذلك وكذا الإيقاعات النوبية وتنغيم الدليب، ومع أغنيات الدلوكة والحومبي وطريقة الطنابرة وغيرها..ألخ.. أعني كل الطريقة التنغيمية اللحنية الوسط شمال سودانية والتي لم تنقطع بين علي ود حليب وحاج الماحي وأحمد ود سعد المادحين مثلا، وبين محمد أحمد سرور وكرومة، ولا بين هذين وأولاد البرعي المحدثون الذين يلحنون القصائد المفصلة على أوزان كأوزان الحقيبة وينشدونها على ألحان كالحان الحقيبة.. الشاهد: هذا المجرى التنغيمي لم ينقطع وما كان له ولا أمكنه.. لو أنه انقطع لرجحنا الاصطناع ولكنه لم ينقطع..

ولاحظ، لغاية الآن فقد كنت أتكلم فقط عن السريان غير المنقطع للتناسب والتناغم الموسيقي، لأنه عامل حاسم جدا في قبول الحمهور.. وهو، أي هذا القبول الشعبي الأكيد عبر التناسب الموسيقي، سيحرضني على القول؛ أن ربما الزجل نفسه، في كونه شعرا فوزنا فموسيقى هو الآخر، لم يكن غريبا على السودانيين بالكلية.. فالزجل لا يختلف ـ من حيث الوزن العروضي الإيقاعي ـ عن الشعر الفصيح أو الشعر الشعبي الدائرين في وبين بحور الشعر التقليدية والمستحدثة بتنويعات تقترب وتبتعد عن القياس العروضي المعياري.. قيل أن (الزجل: كثرت أوزانه حتى قيل صاحب ألف وزن ليس بزجال)) ما معنى هذا؟ معناه أن الزجل ليس وزنا منفردا عن الأوزان إنما تميزه اللغة العامية غير المعربة.. قال صفي الدين الحلي:"وهذه الفنون ـ يعني الزجل ـ إعرابها لَحْن، وفصاحتها لَكْنْ، وقوة لفظها وَهْن، حلال الإعراب فيها حرام، وصحة اللفظ بها سقام، يتجدد حسنها إذا زادت خلاعة ــ يعني خلاعة معيارية لغوية ــ، وتضعف صناعتها إذا أودعت من النحو صناعة، فهى السهل الممتنع، والأدنى المرتفع" أليس كهذا هي كل هذه الأنواع الشعرية السابقة على الحقيبة في السودان؟؟ فحتى وإن لم تسمى بالزجل، ففي الحقيقة هي (زجل سوداني)!! ولكن كل على طريقته التي اختلفت مع معيار الزجل كما حتمته عاميات أخرى بداية بعامية الأندلس.. الأساس في الإختلاف بين الزجل والشعر الفصيح المعياري هو عدم الالتزام باللفظ الفصيح أو بالنحو المعرب، بالأساس كل شعر فارق الإعراب فهو زجل.. الشعر الشعبي السوداني القديم والمحدث كله زجل، وما قارب منه أوزان المواليا فهو ما نسميه بالدوبيت، وربما أشكال أخرى منه بأوزان غير ذلك في انتظار الدارسين.. وأنظر أيضا في هذا القول لصفي الدين الحلي أيضا:" فإذا أُحْكِم عليهم – الزجَّالة - فيها لفظة معربة، غالطوا فيها بالإدماج في اللفظ والحيلة في الخط كالتنوين فإنهم يجعلون كل منوّن منصوباً أبدا، فيكتبون اللفظة بمفردها مجردة من التنوين، وبعدها ألفا ونونا، كأن يكتبوا (رجلا) على هذه الصورة (رجلن)" أليس هذا هو بالضبط ما يقع في أشعار العامية السوربية كلها مع إن المحدثين أحيانا قد يثبتون الكتابة الصحيحة إلا أن النطق/التصويت، وهو مناط العروض والتفعيلات، يأتي كما قال به الحلي؟.. وفي تقطيعك لقصيدة بنونة بنت المك التي في تمنيح أخيها ـ قصيدة ما هو الفافنوس ـ فلقد وجدتها أنت موزونة على وزن البحر الفراهيدي البسيط ولكنك صرفت بعض شذوذها العروضي إلى جوازات البحر العروضية، ولكن قد يكون ذلك كذلك بأثر من سودانيتها كما حدث مع المواليا في الدوبيت أو في الدوباي.. وجزما أقول: هكذا ستجد أغلب أشعار الحقيبة؛ موزونة على عديد البحور الشعرية التقليدية والمحدثة، إما تامة أو مجزوءة أو متحلية بالجوازات وربما متجاوزة عن ذاك للمستنبطات من البحور ما بعد الخليلية أو لبحور محدثة تماما لم تجد من يدرسها بعد وأتمنى أن يحفزهم بحثك هذا للدرس.. ما أريد قوله هو: إن ما نعرفه الآن من معنى (زجل) بما يفيد كافة أشعار العامية، ثم ما وقع لك واثبته أنت من الوزن الخليلي كما في تقطيعك العروضي لمناحة بنونة بت المك، لا يتعاضد بل ويتعارض مع ما قد يوحي به قولك هذا: ((الشعر والغنا في السودان له تفاعيل واوزان وبنيات داخلية تقنيا مختلفة عن بقية الشعوب المتحدثة العربية من حولنا.. لا تنطبق عليها بحور الخليل ولا اوزان القوما في مصر مثلا.. لا بد ان عندها نمطيتها المختلفة)) وذلك للآتي:

أولا؛ وقد ثبت بمثالك ذاته، إن أشعار العامية يمكن أن تأتي موزونة على النسق الخليلي، وقد قلنا إن الزجل ليس له وزن خاص به ولا شيء هناك يسمى ببجر الزجل على أية حال، فإذن لا يمتنع مع ذلك أن يأتي الزجل في أي الأوزان.. وعليه فلا معنى لخصوصية زجلية سودانية سوى التي للسوربية العامية العربية السودانية.. الزجل خصيصته هي اللغة العامية والكلام الدارج غير المعرب، وبالتالي لابد أن تختلف أنماطه من بلد لبلد بحسب اللهجة، وبل تتعدد اسماؤه بتعدد أوزانه وبنياته وأغراضه في كل بلد.. خذ من أنواع زجل الشام مثلا: (المعنى، العتابا، الميجانا، الروزنا، أبوالزلف، الشروقي، الندب، الزغرودة، القرادي، يا غزيل والسكابا) وأنواع أخرى.. وفي العراق (القصيد العمودي الشعبي أو الزجل البغدادي، والشعر الدارمي، والزهيري، والقصيدة الأبوذية وقصيدة العتابة والبدوي النبطي وغيرها) وفي السودان (القصيد والمديح والربق والمسدار والمناحة والدوبيت والدوباي والتوية وغير ذلك) كلها أشكال للزجل، بأوزان وتفاعيل وبنيات وأغراض مختلفة، وكذلك تتعدد بنياته ومسمياته في غيرها من البلدان وبحسب اللهجات وخصائص اللغة العامية في كل، والتي ستطبع الزجل بطابعها الموسيقي المناسب.. هذا يعني أن اختلاف زجل السوربية في السودان ليس إلا بسبب اختلاف العامية نفسها، وليس بسبب خاص من فرادة له ولا للسودان.. وأما الفرادة الفنية التي بأشعار الحقيبة سواء في التعبير المتعالي هونا على البيئة الطبيعية واللغوية لأهل السودان من غير أهل المدينية الناشئة، فيه تحشيد من ألفاظ اللغة القريبة من فصحى الموشح ومن الفصيح المعياري مع عامية مدينية كما في الطور الثاني من زجل الأندلس، وكذا استعارة للأخيلة والصور منه ومن الشعر الفصيح من العصر العباسي وما قبله، كل تلك ملاحظات سليمة ولكن عندي فلها سبب آخر سنعود إليه لاحقا، أما الآن فساكتفي بمقاربته عبر التأمل في هذا النص من مقال الويكبيديا عن الزجل الأندلسي: {“ويبدو أن الزجل بعد مرحلة الأغنية الشعبية دخل في مرحلة من التفصح بعض الشيء، وأخذ نظامه يتشبهون بالموشحين، حتى كاد يمحى الفرق بين الزجل والموشح، ولولا ذلك ما انتشرت أزجال الأندلسيين في العراق وبلاد الشام، واستعذبها المشارقة ونسجوا على منوالها، حتى قال ابن سعيد: "ورأيت أزجاله - ابن قزمان – مروية ببغداد أكثر مما رأيتها بحواضر المغرب"، بل وإننا اليوم، وباستخدام لغتنا العربية المعيارية، نجد أننا نفهم الكثير من الزجل الأندلسي، وهذا ما أدركه الأولون عندما أسموا الزجل فنا غير معرب، ويقصدون بهذا الاسم: أشكال النظم العربية التي ظهرت في العصر الأدبي الوسيط، والتي لم يلتزم ناظموها باللغة الفصحى المعيارية، وخاصة بالنسبة لقواعد الإعراب، واعتماد ذلك التصنيف على هذا الفارق اللغوي يدل على إدراك نافذ، فالواقع أن هذه الأشكال غير المعربة ظلت على صلة وثيقة بالأشكال المعربة، وتتبنى تقاليدها الفنية، رغم فارق مستوى الأداء اللغوي، بل إن لغة الزجل، وإن كانت غير معربة، كانت تقترب من الفصحى بقدر كبير، فلغة المنظومات الزجلية كانت لهجة دارجة خاصة بالزجالين، بوصفهم أفرادا يلتحقون بالدوائر الأدبية السائدة، وتتحد أطرهم المرجعية في داخل نوع الثقافة العربية التي تقرها هذه الدوائر”.} هذا المقتبس سيفيدنا مباشرة أن التفصح ليس بالشيء الجديد على فن الزجل رغم مخافته للأسس كما وضعها ابن قزمان.. وههنا سر من أسرار اختلاف اشعار الحقيبة عما سبقها أو عاصرها ــ في خارج أم درمان أو داخلها ــ من الزجل السوداني.. إنها قد اقتربت من الفصحى وكثيرا!! لماذا؟ أنا اسميه اقترابا نفسيا تعويضي عن حالة من الإغتراب الروحي والنفسي وبإملاء منها على غزيزة البقاء في الأنا أو الهو (الفرويدية).. وسأشرح هذا لاحقا.. لكنه ربما يكفي الآن ليسند قول من سيقول أن أشعار الحقيبة ليست هي الزجل السوداني الوحيد بل هي الزجل السوداني المفصَّح وفقط، وهذا سيلقي بظلال كثيفة على أقوالك هنا كمثل: {“على أي حال فإن نظم الزجل بمعناه الإصطلاحي في السودان لم يعش كثيراً وحفه الغموض وتلك العلة هي التي حجمت الزجل السوداني من الإنتشار أبعد من السودان بالرغم من جودته وإبهاره وإحكام نظمه بدرجة ربما تفوقت على جميع أنواع الزجل الأخرى المحتفى بها في التاريخ.. لكن لا أحد يعلم أن بالسودان زجل كون أصحاب الإختراع لم يقولوا به ولم يفعل أحد قبل اليوم (الواقع المشهود يقول بذلك)!”} ببساطة لأن المعنى الإصطلاحي للزجل هو “الشعر العامي” وهذا، بأشكال أشد عامية أو أشد فصاحة، فلا يزال متصلا ولم ينقطع.. وأيضا، فما كان له أن ينتشر خارج السودان إلا لو انتشر نوع دوبيتنا إلى الخارج الذي لا يحتاج إلى اي أزجالنا بينما هو يتوفر على أزجاله الخاصة وعلى فنونها المتصلة بعامية الشعب المعين، وبما تاثرت به مما سبق العربية الفصحى فيها وبما حدث بعدها.. أما ما انقطع من شعر الحقيبة فزعمي إنه قد انقطع بتطور الزجل الغنائي المديني السوداني كله، كما وإنه تطور مع تطور البنى الشعرية وكل أشكال القصيدة الفصحى العربية أو السودانية، وذلك تزامنا مع انقطاع الحاجة النفسية إليه.. وقلنا سنرجع لهذه النفسيات لاحقا..

ثانيا؛ إذن لا شي في أشعار الحقيبة سيمنع أن تنطبق عليها أوزان الخليل وما اكتشف واستحدث من بحور بعده سبحت فيها زجليات العاميات كلها.. بل، ربما لو حللنا أشعار أغنية الحقيبة عروضيا، لاكتشفنا فيها، على عاميتها الزجلية، أوزانا على بحور الشعر والقصيد التقليدية أو من البحور المستجدة مع الزجل كمثل الدوبيت والمواليا والقوما، أو من غير ذلك.. فكما وجدت أنت أن مناحة بنونة بت المك، الأسبق من الحقيبة، قد جرت تفعيلاتها على وزن البحر البسيط مثلا، فقد وجد آخرون أن الدوبيت السوداني التقليدي يأتي على وزن المواليا وليس على وزن الدوبيت الفارسي كما قد يوحي الاسم. ولو تفرغ باحثون لأزجال الحقيبة، فغالب ظني أنهم فسيجدونها على أوزان الشعر المعيارية بالذات، أو بجوازات أو بكسر مستساغ فيها، أو معدلة بنقص أو زيادة أو تبديل للتفعيلات هنا وهناك، وهذه هي الاحتمالات الأرجح، وربما، باحتمال ضئيل، بزيادة لأوزان مستنبطة جديدة.. بعض دارسي الزجل، في غير السودان، رصدوا فيه مثل هذه البحور المستجدة، ولكن لخصيصة نفسية بعينها ارتبطت بفن الحقيبة فطبعت خصائصها الفنية، فلا أرجح أن في اشعار الحقيبة وزنا مستحدثا غير المعروفات قبلا في عموم النطاق اللغوي أو في الخصوص السوداني.. مع أنه قديما وفي غيرما بلدان، وبالإضافة لما أسسته بنية الموشح وأوزانه مثلا، فقد رصدوا للزجل كمثل هذه البحور منها التقليدي ومنها االمستحدث في بيئته لأغراض الزجل حصرا: عددوا منها لبنانيا كمثل، بحر الرجز والبحر المتدارك والبحر المتناهي والبحر الوفائي والوزن اليعقوبي والوزن المزدوج وغيرها.. ولو أن باحثا يتفرغ للشعر الشعبي السوداني (الزجل السوداني) ومنه شعر الحقيبة وشعرنا العامي كله حتى المديني الحديث منه، فغالبا ما سيجدها تجري على نفس النمط من علاقة المقاربة والمفارقة للأوزان المعروفة للشعر الفصيح والعامي من حولها، وفي التنوع حولها وعليها كذلك، ولأقصى مدى شعر التفعيلة كما حدث ويحدث في تقنيات شعر التفعيلة العامي الحداثي ولا استبعد أن يكون هناك قصيدة وشعر للنثر بالعامية، الآن أو لاحقا..

كل هذا، ربما استدعى التمني أن يا ليت البحث قد توسع باتجاه الفرز الموسيقي/العروضي للزجل السوداني عن غيره من القول الشعري السوداني، أو عن ما سبقه وعاصره وحاكاه من الزجل خارج السودان.. أقول هذا لأن أكثر ما أثبتته أشكال الشعرية العامية العربية، ومنذ افتراقها عن الموشح الفصيح الأخير، هو أنها متحركة عروضيا/وزنيا ومتحولة في أغراضها.. متحركة بشكل مستمر ودائم لدرجة أن أصبح الزجل نفسه يختلف وزنا من بلد إلى الأخر، وكذا فنون المواليا والدوبيت والموال والقوما وغيرها من أوزان الشعر في العامية.. بل لاحظ كيف تنتقل الموسقة الإيقاعية والبنى الشعرية ما بين الدوبيت والتوية واغنية الدلوكة والتم تم، ثم في الشعرية العامية المحدثة ما بين محجوب شريف إلى محمد طه القدال إلى عاطف خيري مثلا.. وهذا المثال الأخير فلشعراء معاصرين ومتعاصرين.. وعليه أيضا، فمثل هذا الفرز العروضي، ثم المقارنة بين الأنواع الشعرية السائدة سودانيا بوقتها أو حتى الآن، ربما كان سيساعد في فهم أفضل لهذا القبول التلقائي والاستيعاب التام الذي وجدته الحقيبة في الذائقة الطربية الأولى بأم درمان التي هي مجتمع مديني وطني في أول نشأته خارجا عن أمشاجه الريفية البدوية، وثم ما وجدته بعد ذلك في الوجدان العام ما أن تواصلت معه..

إذن،
الزجل هو شعر العامية في أوزان تقليدية أو مستحدثة..
لكل زجل خصيصته الموسيقية من أصول وخصائص عاميته..
كون أشعار الحقيبة زجلا، فمما لا غلاط عليه..
أشعار الحقيبة زجل من طراز مديني راقي وعلى نسق الطراز الأندلسي من طوره الثاني المفصّح بالذات..
في زجل الحقيبة حنين واستعادة واضحة لماضٍ تاريخي بعينه كثيرا ما يتجلى في اللغة والأخيلة والصور الشعرية بل وأحيانا في استعادة الجغرافيا ذاتها..

أما كيف توصّل السودانيون إلى هذا النمط الشعري الغنائي (من الراس ولا من الكراس) فهو مما سيلي..

وهنا نموذج لزجل أندلسي/مغربي صوفي لأبي الحسن الشستري ولا يزال يغنى ويطرب مشرقيا.
وهي القصيدة الزجلية الصوفية
(شويخ من ارض مكناس)
لأبي الحسن الشوستري الأندلسي المكناسي

"شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
أش عليا يا صاحب من جميع الخلايق
إفعل الخير تنجو واتبع أهل الحقائق
لا تقل يا بني كلمه إلا أن كنت صادق
خذ كلامي في قرطاس واكتبوا حرز عني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
ثم قول مبين ولا يحتاج عبارة
أش على حد من حد إفهموا ذي الإشاره
وانظروا كبر سني والعصا والغراره
هكذا عشت في فاس وكذاك هون هوني
اش عليا من الناس وأش على الناس مني
وما أحسن كلاموا إذ يخطر في الأسواق
وترى أهل الحوانت تلتفت لو بالأعناق
بغرارة في عنقوا وعكيكز وأقراق
شويخ مبني على أساس كما انشأ الله مبني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
لو ترى ذا الشويخ ما أرقوا بمعنى
التفت لي وقال لي أش نراك تتبعنا
أنا ننصب لي زنبيل يرحموا من رحمنا
وأقاموا بين اجناس ويقول دعني دعني
اش عليا من الناس وأش على الناس مني
من عمل يا بني طيب ما يصيب إلا طيب
لعيوبوا سينظر وفعالوا يعيب
والمقارب بحالي يبقى برا مسيب
من معوا طيبة انفاس يدري عذر المغني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
وكذاك إشتغالوا بالصلاة على محمد
والرضا عن وزيروا أبي بكر الممجد
وعمر قائل الحق وشهيد كل مشهد
وعلي مفتي الأرجاس إذا يضرب ما يثنى
أش عليا من الناس واش على الناس مني
يا إلهي رجوتك جد عليا يتوبه
بالنبي قد سألتك والكرام الأحبه
الرجيم قد شغلني وأنا معوا في نشبه
قد ملا قلبي وسواس مماه يبغاه مني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
تم وصف الشويخ في معاني نظامي
وإني خواص ونقري لأهل فني سلامي
وإذا جوزوني نقل أول كلامي
شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني"


Post: #103
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-28-2018, 11:34 AM
Parent: #101

أما كيف توصّل السودانيون إلى هذا النمط الشعري الغنائي فهو مما سيلي..
١))
صاحبنا المستنير أبوبكر أضجرته المطولات فتساءل:{{“إنّو الغنا الظهر فجأة دا هل ممكن يكون غنا مصنوع ومسروق فعلاً؟!
يعني ناس سيد عبد العزيز ديل لموا ليهم في كتب أندلسية ونجروا منها؟؟؟”}}
المستنير أبوبكر..
=======
لا سرقة ولا صنعة ولا يحزنون، بل فن حقيقي في تناص متعمد استعادي، وقد استفاد لمقصده كما يستفيد أي شاعر في المعارضة والمجاراة من معلقة أمرئ القيس أو كما شوقي من البوصيري مثلا.. ولكنها هنا استعادة تعويضية قد تصل إلى ما بعد المجاراة في القالب والشكل والبحر والقافية، إلى حدود استعادة التعبير واللفظة والصورة والأخيلة والكنايات والترميزات وكله، ولدرجة التقليد والتحليق في أجواء الأصل بعيدا عن واقع الشاعر وبيئته الطبيعية.. أو كما الحالة التي احتج عليها حمزة المك طمبل في شعر من سبقه من شعراء الفصحى السودانيين مثل م. س. العباسي وغيره.. هل كان العباسي سارقا أو صانع شعر نجارا؟

وكذا فهو ليس شعرا مصنوعا بمعنى أنه ليس شعرا مفتعلا؛ فحتى لو خلت حيوات هؤلاء الشعراء من الطبيعة الجميلة سوى حديقة بلدية بحري التي غنى لها بطران، أو من القينات الحسان والغانيات الجآذر كما في كتاب الأعاني للأصفهاني، ومن حريم السلاطين والخلفاء، ومن الحب والعشق والوله ومن الرغبة والصدود والوصل والجفا، وغيرها من التجارب التي يتحدث عنها شعرهم في محاكاته لأجواء نجد ودمشق وبغداد كما التي في كتب في التراث ودواوين الشعر، أو في محاكاته لأندلس الموشحات وقاهرة المماليك الكانت هي ذاتها مصابة بالحنين الحضاري بوقت اذدهر فيها فن الزجل والمواليا، وأيضا فمستعادة فيه أجواء الموشح والشعر الأقدم وإشارات إلى المجد التليد، فلا غرو إذن أن تستعيد الحقيبة كل ذلك وهم أصلا ما اصطنعوها كفن جديد إلا لمثله.. نعم لفة طويلة فعلا، ولكنها كما أرجح؛ هي حقيقية ما جرى من الجدل بين قهر الحاصل ورجاء الخلاص معبرا عنه فنيا..

وكذلك، فلا شيء من ذلك سيثلم في شاعرية وشعرية الحقيبة.. فالاصطناع؛ قد كان للقالب الشعري، باستعادته (ليس استعارته ولا استيراده) من أفضل أمثلة الزجل كما تجلت أفضل أنماطه الأندلسية في المشرق المملوكي فأصبح بذلك متاحا بلهجات (مصرية أساسا وشامية مقاربة للهجة سوربية وسطية.. وبما أصبح متاحا لها وربما بأفضل مما تقاربها اللهجة المصرية الراهنة. ــ نعم، بعد سياحة في أزجال ذاك العهد المملوكي واشعار الحقيبة، ففي ظني أن العامية كما في زجل عهد المماليك ربما هي الأقرب لعامية أواسط السودان السوربية من العامية المصرية الآن.. وحتى لو كانت ثمة محاكاة ومجاراة كما هو الحال فعلا، فلا مشكلة، إذ كهذا الشعراء دوما، يقولون ما لا يفعلون وشعرهم بعد على العين والرأس!! وعلى عكس كلام المتنبيء؛ تعظم في شعر الشاعر الكبير خردلة التجارب الصغاير.. أو كما قال الآخر: المعاني ملقاة في الطرقات ولكن ليس كل الناس ستقدر أن تصوغها شعرا.. شعر كشعر الحقيبة لا يمكن للمشاعر فيه أن تكون مصنوعة وهي هكذا "درة سالبة عقولنا وصافية كالدينار" كل ما في الأمر أنها قد صيغت في قالب لغوي قديم ولكنه ليس بالغريب تماما، ومن مواضيع لم تك معتادة تماما في الطرائق الفنية السائدة، لكنها في الحق أليق بحاجات أهل المدينة النفسية.. كما واستعيدت لها اللغة من أضابير الحنين إلى الفردوس المأمول كما الماضي..

ثم هناك ميزة تفضيلية لهذه الاستعجالات العامدة القصدية لطليعة على عكس ما يقول محمد جمال، أقرب للثورية منها إلى التآمر مع الإستعمار؛ إذ في ظل هكذا وضع اجتماعي متزمت ومحافظ جدا، لا تتوفر فيه أية متنفسات عاطفية ولا فرصة للمجون واقعية ليست تكون مختلسة أو حتى يمكن وصفها شعرا، وبحيث أن كل شيء محرم ومحظور ولا يمكن الاجتراء عليه حتى شعرا مثلما فعل النابغة في شعره عن المتجردة أو سحيم بني الحسحاس مع ليلاه “شكرا د. منصور خالد” أو ابن قزمان أو أي آخر في كتب الأدب، أو أدنى من ذلكم جناية.. عندها فإن العودة إلى خيال غائم عن قصر الرشيد الشايد وإلى جناين الشاطيء وقصور الروم وحدائق غنا بفاكهة وأبا هناك في اشبيلية أو قرطبة، كل ذلك سيكون بمثابة معادل موضوعي أو واقع افتراضي مقابل للواقع على حقيقته وسيضيف حافزا أو قدرا من التعويض لجوانب أخرى مقموعة بتطلعات واشتهاءات طبيعية وروحية وسياسية لابد وأنها قد بدأت تنشب مخلب مطالبها في النفسية المدينية الناشئة التي كانت تتعرض لهزات اجتماعية عميقة في ذات وقت نشوء فن الحقيبة..
أشعار وألحان الحقيبة دي حمّست "دلاليك" كتيرة في الذات السودانية ودوزنت، على غير إيقاعات النحاس، فضربت أوتارا عميقة في الحالة النفسية والإجتماعية رهن الوكت داك..

=======
بي هناك شفت استاذنا علي عبدالوهاب يسأل محمد جمال: "هل شعراء الحقيبة لدينا كان لهم معرفة بالزجل الاندلسي ؟"
لتعلقه بأعلاه وبما سيلحق، أود أن استسمح الأخوين، وأجيب على هذا السؤال لنفسي..
*نعم عرفوه وأحبوه وعرفوا الموشحات وشعر العهد المملوكي والأقدم منه ثم وفقوا وقاربوا وسددوا وسودنو
أوزانه وبعض بنيانه وجعلوا غالب لفظه متمدينا ثم أبدعوا في فنهم المتمدين أم درمانيا وفي استعاداتهم الماضوية..
والذي لم يكن يعرف الزجل والموشح فقد استنجد بشاعريته وتدارس لغته مع من يعرف ثم جاراهم..
وهكذا توالت المجاراة.. بإخلاص للهدف في الخلاص..
ولكنهم أصلا كانوا شعراء، وبعضهم بالفصحى وبالعامية..

========
يا فكي مستنير، إجتهدت ليك في افتراضك، مفروض ما تغالطني لكن لو ما قدرت تمسك نفسك جيب لي معاك حيثيات.. بلا حيثيات بشتكيك عن سيدي الحسن..

ولّ أقول ليك كلام.. أحسن أهديك أغنية:

ميل وعرض كتِّـر أمراضي/ بى هـواكم والهـوان راضـي
جن ليلس وهاجت أعـراضي/ سَحَّ دمعى وطـاشت أغـراضي
هذا بعض البي عدا أمراضي/ وإنت دارى وغاضى ماك راضي
لسّه تـايه في الدلال ماضي/ هل تنـاسيت عهدنـا المــاضي
فى صحيفة قلبي كم ماضي/ ماضـى خـاتم لحظـك الماضي
جسمي ومن زمان قاضي/ ها هـو حبــك بين أنقــاضي
هدى روعك أوعك لا تقاضي/ ما بشـارعك ما بكـوس قــاضي
المضلل رشدي يـا هـادي /والمكتِّـر فى الغضــا سهــادي
الجبين الفي الظلام هــادي/ والقـــوام السيــدو متهــادي
يا حبيبـي فيــم تهديـدك /طول عذابي وهجــري ما بفيدك
روحي فى ايديك وحات ريدك/ كيف ضـاعت يا سـلام أيـدك


Post: #104
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-28-2018, 12:02 PM
Parent: #1

٢))
وكتب محمد جمال عن الغرابة في كيف أن شعرا غنائيا لمخاطبة السودانيين في بداية القرن العشرين:{{“أن الصور الشعرية فيه والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية السودانية “الموروثة”، وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف اصلا في السودان انذاك. من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظيم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل.. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.”}} مع اتفاقنا معه حول الأخيلة والكلمات والتعبيرات المفتاحية المشتركة بين الحقيبة والموشح والزجل وبل مع الشعر العربي الفصيح والأقدم أحيانا، ولكن فلابد أن طرفا من حديث كثير قد عن تضمينات في الحقيبة لإشارات قرآنية ومن السيرة النبوية طرق أسماعه أو لاحظه فيما تحرى.. وهو بالضبط ما حدث في زجل العهد المملوكي ذاته من حيث إنه شعر لما يسمى بـ“عهد الإنحطاط ما بعد العباسي” فهو أيضا كان مصابا بداء النوستالجيا الماضوية بانتحاء تعويضي حذو الرجل بالحجل السوداني أبان بزوغ عهد الحقيبة.. وقد سبق أن قلنا وأثبتنا وبل قد وجد لنا محمد جمال بعض الشواهد من قصيدة بنونة بت المك التي لا يمكن فصمها عن تيار الموسقة والتنغيم السوداني؛ قلنا قبلا، بترجيح، أن الغالب عن شعر الحقيبة أنه شعر موزون على الأوزان العربية التقليدية بتفعيلاتها وبجوازاتها وزحافاتها وعللها وتعديلاتها، كما أن الزجل موزون عليها وعلى أوزان مستحدثة، والمواليا بالذات، وهي دوباينا، فعلى بحر البسيط بالأساس أو أي البحور القصيرة ذات الجرس والموسقة العالية، ومثلها مثل قصيدة بنونة بت المك.. ونعم، ربما ليس موزونا على البحور الفراهيدية التقليدية، ولكن حتما فبتعديلات واجتزاءات لما أتى بعدها أو شيء من هذا القبيل، وذلك سيحتاج كما كل الشعر السوربي إلى من يفرد المبنى ويدرك الميزان كما فعل أخرون من أزجالهم وأدبهم الشعبي..

ثم أن محمد جمال الدين كان قد كتب تفسيرا لما تصوره محيرا من أمر الحقيبة، وفي الحق أجده تفسيرا غاية في الصحة ولا أفهم قلة حظه في المقبولية العامة، كتب:{{“لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل القوما في مصر العهد المملوكي و"الصنعة" في الجزائر قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق. كلها إفتراضات قابلة للنظر، وها نحن نفعل!}}.. هذا تأسيس جيد وبقرائن وأدلة وحيثية مقبولة تماما، بيد أن شعر الحقيبة كما كل أنماط المواليا وغيرها، فموزون من كل بد.. ولكن، لنفس أسباب قبولنا بأن الحقيبة نمط سوداني للزجل فائق الجودة كما حكم محمد جمال وأوافق، فكذا سنناقش حيثيات قوله بالاصطناع الاستعماري!! والأخير، فلغاية الآن ليس بالقول المقبول ضربة لازب!!

فمن جهة أولى، فيما بعد الإحتلال الخديوي للسودان ١٨٢١ وأثر ذلكم الكبير جدا على وضع اللغة العربية، سواء المعيارية، أو بسبب من التحولات التي أحدثها العصر في العامية المدينية، فلا غرابة أن ينتقل مثل هذا الزجل المصري سواء المفصّح الأقدم أو غيره الأحدث عامية، وبالذات الأقرب منه لمعهود اللغة السوربية في الأوزان والموسقة العروضية،لا غرابة أن ينتقل بأثر من الفقهاء ومن الكتب ومن المدارس ــ بدأ التعليم النظامي الحديث فى السودان بمدرسة رفاعة رافع الطهطاوي «مدرسة الخرطوم الابتدائية» 1853م، وفى عام 1863م فتحت خمس مدارس ابتدائية فى كل من الخرطوم وبربر ودنقلا وكردفان وكسلا، وبعدها بعامين فى سنار وسواكن، وزادت المدارس ودخلت المدارس التبشيرية ــ وأيضا فبتأثير من التواصل “الشعبي” مع مصر (محل من محلات عديدة للزجل وبالذات المواليا المعتلق نظما بفن الموشحات).. مثل هذا التواصل الشعبي مثبت تماما سواء عبر التجارة وحركة القبائل المشتركة المتحدثة بالعربية كالجعافرة وكالعبابدة (الذين منهم أول وأهم شعراء الحقيبة). ولو تنظر في دفاتر الرحالة بيركهارت مثلا فسترى مدى وعمق هذا التواصل على مستواه الشعبي منذ أواخر زمن السلطنة الزرقاء.. وإذن فلا يستبعد أن تسربت مع هؤلاء التجار، الذين يمكن تصور أنهم كانوا يتناشدون ويحدون ويغنون في رحلاتهم وفي إقاماتهم الطويلة، بعضا من هذه الزجليات ومن مواويل الموالايا المعتادة عندهم، والتي ربما وجدت لها مرتعا مناسبا في ذائقة مستعدة قبلا، أو هي قد اعتادتها ثم استساغتها وزنا وموسقة وروحا وموضوعات لا يوجد ما يمنع الظن أنها ستناسب سكان المحلات كبربر وشندي والخرطوم وسواكن المتمدينيين إلى حد ما.. وحتى لئن لم توثّق مثل هذه التبادلات الزجلية، فإنها ستظل مركونة في الذاكرة الشعرية وجاهزة لأول استعادة ممكنة.. وأنظر لتجربة الشاعر إبراهيم ود الفراش مثلا ولاختلاف طريقته الشعرية ولو قليلا عن سائر دوباي عصره، وفي علاقة محتملة لمثل هذا الاختلاف بأصوله في مصر أو من اتصاله بالمصريين في عمله أو كما كان كل أهل بربر.. أو، فأبحث في الأغنية التراثية الزجلية/ أم هي مواليا ودوبيت؟ كمثل أغنية (نعناع الجنينة) التراثية الشهيرة في الصعيد النوبي والعربي بمصر، وهي قريبة الشبه جدا من روح الموسقة الشعرية السودانية ثم انسربت في المعاصرة حتى غنّاها محمد منير وأخريات وآخرون من بعده..

الذي أظنه، وباستنتاج معقول عن الفاعلية الأبدية لقانون التأثير والتأثر، هو أن فنونا في الزجل على النهج الأاندلسي/ المملوكي وبالذات فن المواليا، بأغراضها الحضرية نوعا ما وليست محض الأشكال البدوية مثل نبطي الجزيرة والخليج وزامل/برع اليمن، أو تلك المغاربية البعيدة في اللهجة ــ أحدهم أحصى وعدد لـ 29 نمطا من أنماط الزجل الجزائري مسماة بحسب المبنى والأغراض ــ استنتاجي أن مثل هذا النمط في المواليا المدينية ــ والذي كان هو الأخر ومنذ الأصل في عهده المملوكي، لا يفتأ يمتح من التراث الشعري الفصيح ــ أنه قد كان سائدا كمثله في مصر الشعبية وبالذات في الصعيد وفي مناطق دراو وأسيوط وأسوان المطروقة سودانيا بالتجارة والزيارة.. وأنه بطريق من التواصل الشعبي فقد انسربت عينات منه إلى السودان ربما منذ ما قبل التركية نفسها.. (قد لا تكون في جودة وصفاء ولغة الأصل الأندلسي المملوكي. ولكن لا فرق، الحديث هنا عن الذائقة. ومن ذا الذي قال أن شعراء الحقيبة سيكترثون بمـتأخري زجال مصر على اية حال؟) وهكذا الحال، فإن جمهورا مختلطا في مدن كبربر وشندي وسواكن ولاحقا الخرطوم، قد كان يتذوق مثل هذا الزجل الحضري الغزلي اللعوب الطروب الصالح للغناء.. وأنه ثمة قد خبا كما غيره من فنون الغناء في زمان المهدية، التي هي نهضة بدوية محضة ودولة دينية متزمتة، لم تسمح لأي غناء غير مدائح ود سعد بأن ينتشر.. هذا حتى جاءت كرري..

Post: #105
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-28-2018, 12:21 PM
Parent: #104

٣))

ومن جهة ثانية؛ ففي اعتقادي، أن مقتلة كرري هي االنقطة الحرجة في اصطناع “السودانيين” للحقيبة وليس في اصطناع “الاستعمار” لها رغم إغراء الفكرة.. هؤلاء شعراء الحقيبة والمغنون، هم بمثابة الأبناء والأحفاد (حقيقة ومجازا) لأدباء وشعراء (كمحمد عمر البنا الكبير وم. س. العباسي) قد تابعوا واختطوا دربا، في تجربة لم تكتمل لأصل هذه الطريقة الأدبية في التقليد الأدبي، وبالأخص في التقليد الشعري عن رجعى استعادية تعويضية إلى الماضي الأدبي العربي حتى ولو إلا ما صار بعرف بعصر الإنحطاط الأدبي (هو العهد المملوكي أساسا) وسيادة أشكال البديع والمحسنات اللفظية على الشعر الذي لم يعد إلا محاكاة للأصول.. رجعاهم الأدبية تلك هي اتصال لما قد بدأ باكرا من المحاكاة والتقليد في التركية، وعن نقص استشعروه في كينونتهم الوطنية وفي علومهم العربية فيما قبل العهد الخديوي، وثم فاقمت زعومات المهدية الدينية والحضارية من هذا التناقض.. ولذا فقد رجع هؤلاء الأباء يمتّحون من أصول اللغة العربية ومن أشعارها كما وصلتهم عبر المدارس ومن الفقهاء وعبر ثلاثة البيوت الصوفية الكبرى (السمانية والختمية والمجاذيب) التي اذدهرت في العهد التركي.. لقد استعار الكل من المثال القديم، لغته وأخيلته وترميزاته وبناه وموضوعاته وكل شيء تضمينا واقتباسا.. لقد كان هذا الجيل الوالد هو جيل التقليد بامتياز، وبطريقة ما فهو يشبه جيل الشعراء والزجالين كصفي الدين الحلي صاحب الصنعتين من عصر الإنحطاط المملوكي بالذات.. وإذن فليس غريبا أن نجد اللاحقين من شعراء الزجل بالعامية وقد ساروا على خطى آبائهم من شعراء الفصحى، فيكثرون من تقليد المثال الزجلي الأنسب للذائقة خاصة وقد توفرت المصادر لدرسه والتعرف على فنونه فتعرفوا فيها على الأنسب للمزاج وبالتالي الأقرب للسودنة، وأجروا فيه ما أجرى آبائهم على تلك الأصول، من التضمين ومن استفادة المعاني ومن الصور واللغة وكل شيئ.. وإذن، فصحيحة هي ملاحظة محمد جمال عن محدودية عدد شعراء الحقيبة وعن علاقاتهم الشخصية بما يرجّح أنهم قد تواصوا على انتهاج هذا النهج وقد تعمدوه بالدرس وبالتنافس على إجادته وبالمجاراة لنتاجاتهم الخاصة وحتى بتعهده باللحن وبالحماية وبتوطيده على طريقتهم السودانية المستعجلة استعجالا ثوريا، نعم!.. وهنا واضخ أنني سأختلف مع ما ذهب إليه محمد جمال وما يرجحه من حلف الحقيبة مع الاستعمار سواء الإنجليزي أو المصري أو الإثنين معا.. والإثنان معا؟ فبحسب محمد جمال نفسه، فتلك هي الهيهات!!

الحقيبة، شعرا وغناء، هي عندي تعبير فني بمثابة تعزية روحية/سلوى نفسانية عن شرخ نفسي/رفض حضاري/تململ وطني/رغبة في الخلاص من الربقة الاستعمارية/ بحث مضن عن الهوية والذاتية الوطنية.. إلخ.. هكذا كان اسهامهم في النهضة الفنية والأدبية وهكذا عبروا عن رفضهم للقديم الذي لم يصلح في بناء ذات وطنية مستقلة ولا في بناء وطن قوي وقادر على الصمود وتفادي الإذلال كما حصل في كرري عسكريا وما تلاها اجتماعيا.. بهذا الفهم فإن الحقيبة يمكن أن تعتبر كانعكاس سوداني مباشر عن ثورة ١٩١٩ في مصر، ومن أوضح ارهاصات وتجليات ثورة ١٩٢٤ المجهضة في السودان..

وبغض النظر عن مواقف آباء الهزيمة وأبنائها وبالذات هؤلاء الأحفاد الذين منهم (زجالو الحقيبة وكذا المقدمة من شعراء النهضة في الفصحى)، وبصرف النظر عن مواقعهم العقدية والسياسية من المهدية، فقد اصطنعوا الحقيبة لأنفسهم عن حالة نفسية وطنية عامة، وعلى نفس النهج التعويضي الذي شرحنا كيف انتهجه آباؤهم الشعراء، مع فارق كبير أن توفرت للمتأخرين معرفة أكبر ومصادر أكثر وأسهل إلى أصول الأدب العربي القديم فالأقدم فالموشحات والأزجال والمواويل.. ومن كل ذلك، ما الذي كان سيناسب شعراء الغناء منهم بالذات، ويصلح في الغناء للعامة بغير طريقة الطمبارة الجماعية التقليدية بأشعارها الأدنى فنيا ولغويا ولحنيا ومعانيها المحدودة وبطريقتها الجماعية وترديدها في أشعار الحماسة والفروسية التقليدية التي لا تجدي بأكثر من وضع مزيد ملح على الجرح الوطني الفاغر؟ لقد ناسبتهم هذه الطريقة الاندلسية في الزجل المفصّحة هونا، وثم المعدلة مصريا منذ عهد المماليك، ليس عن قسر أو بالصدفة فقط، بقدر ما ناسبتهم موسقتها في المواليا/الدوباي كأصل مشترك، وثم ناسبتهم لغتها وأخيلتها وترميزها واستعاراتها واخيلتها وألفاظها المرتبطة بالماضي المجيد التليد الصالح كملجأ نفسي، لأن يتبنوها، لا سواها، كفن في السلوان وفي التعزية وللتعويض عن الجدب الروحي النفسي المطبق على الجميع من آباء وأحفاد الهزيمة ولتهدئة غلوائه، باستعادة لأمجاد الفردوس الهويوي المفقود والمجد المؤثل كما انتموا إليه ولو بالغناء..

نعم، لقد اصطنعوها ذاتيا، كغناء بديل، وليناسب نفسيات المكسورين مهيضي الروح ولحين نهضة، وليتناسب مع نوع العاطفة المدينية الناشئة التي تود أن تؤكد على كينونتها “العربية التليدة ” ولكن هذه المرة فليس عن مزيد تمثل بالمحتل ــ ليس استلابيا بقدر ما كان حتميا على الأقل بالنسبة للجماعات المركزية من السناريين والمهدويين ــ كما فعل أجدادهم مع التركية السابقة.. بل في تحد أكبر، وبالمخالفة للقهر النفسي المضاعف لكون المحتل من الإنجليز المخالفين دينا والمختلفين حضاريا وبجيش أساسه من المصريين والجهادية وكلاهما نقيض للمجال الثقافي القيمي الذي بدأ بالسلطنة الزرقاء ورسخته التركية وأكدته المهدية ولو بالمفارقة..

وهذا الذي جرى ثقافيا فأنتج الحقيبة، فليس فقط عن ممالأة لمصر أو أميرها عمر طوسون، حتى مع تداخل كثير من العواطف، أو بفرمان مباشر منها، بل حدث بأثر أقوى من مجاراة حضارية “علمانية” لتوجهات ثقافية وحضارية للمهدية نفسها.. وإذن، فلم يكن ليكون مثل هذا الاصطناع “الذاتي” بغير ارهاصات سبقته أشرنا إليها في هذا النزوع الثقافي التعويضي الذي ظهرت بوادره في التركية ثم رسخته المهدية بضخامة إدعاءاتها الحضارية، وأخيرا بما استدعته الهزيمة من ضرورة البحث عن خلاص.. وكما كانت الحقيبة أداة للتعزية الحضارية، فما أن ظهرت بوادر النهضة حتى تواكبت رويدا رويدا مع فصحى الشعر المعرب للجيل الحفيد، في التحضير والإعداد للنهضة الأدبية بعيدا عن التقليد التعويضي وإنطلاقا من تقدير ناشيء للذاتية السودانية فيما بعد المهدية..

ولكن، فهذا العنفوان المضاد للاغتراب الروحي، قد عبّرت عنه أشعار الحقيبة، بطريقتها المواربة غنائيا طي الإستعادات الأدبية من الماضي، كما عبّرت عنه مثيلاتها في الفصحى بالإستعادات نفسها وتصريحا بالإنشاد في المحافل.. فقد عبر عنه أيضا، في مفارقة عجيبة وذات معنى، الحجم من الرفض الذي جوبهت به أغنية الحقيبة لأول أمرها من بعض المتزمتين المهدويين والغاضبين من الاحتلال فحسبوا كل جديد منه، أو بعضهم الأشد تدينا أو مهدوية أو غضبا، فأدغموا حالة الاحتلال في حالة الانحلال التي وصموا بها طريقة الغناء المستحدثة للحقيبة، وليس فحسب عن تهمة طالما تخذوها ذريعة، وهي استعادية أيضا، “بصعلكة الطنابرة والمغنيين الصياع”، بقدر ما هو موقف مبني على رفضهم لأصل دعاوى وطريقة الحقيبة في السلوان والتعزية والدعوة للنهضة بديلا عن المقاومة المباشرة، وأيضا رفضا لشكل الأغنية الفردية الجديدة وجرأتها الغزلية سواء من منطلق ديني عقدي أو اجتماعي تقليدي..

تلك ملاحظاتي الأولية.، ونسيت بعضها كمان ههههها...
لكن أمرنا مع الحقيبة ومع أطروحة محمد جمال الدين فيها، لم ينتهي بعد..

=========

١) أشعار الحقيبة ليست مصنوعة إلا بقدر ما تكون أشعار شعراء مدرسة الديوان أو آبولو أو أشعار سريالية أندريه برايتون والدادائيين، أو صداقة القدال وحمّيد مع محجوب شريف وعاطف خيري مع أزهري وعثمان بشرى، كلها مجرد ورش لنجر وسمكرة القصائد!! أما أن تنعقد ورش العمل لتجويد الفن الزجلي المتبنى ولتقعيده سودانيا فمعقول جدا وممكن وضروري لتجويد الأعمال ولتبادل الخبرات وتقويم القصائد، ولكن ليس من مهامها المنطقية ولا يمكن للورش أن تعمل في تدوير المشاعر والأحاسيس..

٢) تقليد أشعار الحقيبة للزجل المملوكي/الأندلسي في أنماطه الأفضل والأفصح، ليست بدعا في التقليد الأدبي السوداني كله إلى ذاك الحين، أو فيما قبل انتقادات عرفات محمد عبد الله وحمزة الملك طمبل ومحمد أحمد المحجوب للتقليد ودعوتهم لسودنة الأدب، وحتى أشهرهم شعرا، المحجوب، فلم ينج بالكلية..

٣) الزجل المصري كفن وبالذات الموال/المواليا، بل وربما بعض زجل المغربي من مغاربة جيوش محمد علي مثلا، ليس غريبا على الذائقة المدينية السودانية، لا غرابة مصمتة للأوزان عن الأوزان، ولا بالغياب التام عن الذائقة، وعلى الأقرب، فهناك احتمالات كبيرة للتفاعل الفني والشعري مع الزجلية المصرية المحدثة والتاريخية، ومنذ أول عهود التركية السابقة..

٤) اشعار الحقيبة لم تفتعل انوجادها بمعزل عن ما سبقها، فهي كما أشعار الفصحى السودانية بوقتها، قد وجدت في التقليد ملجأ روحيا ومركزا للتأهيل النفسي عن حال الذلة الوطنية، ومنجاة عقلية بالماضي عن الحاضر، واستقواء به للمستقبل.. ثم إنها لم تستورد لغة بكاملها، بل استعارت ألفاظا وتعبيرات شعرية تحيل إلى الماضي بتمامه ولكنها ليست من الوحشي الغريب عن معهودات معرفة السودانيين ممن قرأ القران وغشي مسايد الصوفية واستمع للمدائح أو غشي مدارس الترك والنصارى..

٥) الوضع الحضاري والثقة النفسية للمجتمع بزمن هولاكو والحروب الصليبية وتملك المماليك، سواء في مصر أو في بغداد أو دمشق أو غيرها، لا يختلف كثيرا عن الوضع السوداني بعد كرري.. تضعضعت الولاءات القديمة لكثير من سكان المدن ولا توجد دولة أو حكام ممن يرضون لأنفسهم فيمحضونها الولاء.. للتعويض عن هذه الحالة اختاروا الإنكفاء على مصادر من الماضي.. وانحازوا لأشكال من التعبير ليس بالضرورة أن تكون مرآة تعكس حقيقة وضعهم، أو أن تدفعهم نحو تحديات تستحيل مواجهتها على الفور..

========

ويجب التنويه؛
كثير من هذا بأعلاه عن آباء وأحفاد الهزيمة، ومما سيلحق، فهو مستفاد من أستاذنا وشاعرنا الكبير: محمد المكي إبراهيم في كتابه المهم جدا جدا جدا (الفكر السوداني ـ أصوله وتطوّره)..

ويتبع، بشواهد من كتاب ود المكي وغيره. وهذا رابط للكتاب في موقع جامعة الخرطوم وهو قابل للقراءة وللتحميل:
http://khartoumspace.uofk.edu/handle/123456789/404

Post: #106
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (وبوستات أخرى متعلقة بهذا الموضوع)
Author: هاشم الحسن
Date: 08-29-2018, 04:19 AM
Parent: #1

هذه الروابط كلها تتعلق تعلقا مباشرا وقويا بموضوع البوست دا،
وتسهيلا لنفسي وللمراجعين هذه مداخلة لتوفير الروابط وتقليل المزازاة..

محمد جمال نحنا ما شباب زيّك ياخي، حن علينا!!
+++++
الروابطــــ:


نماذج مقارنة الحقيبة والزجل
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html


أوهام سودانية خالدة (هذه المرة د. منصور خالد وحقيبة الفن السودانية)!
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1534866226.html


مرثية بنونة بت المك (محاولة في كشف التقنيات الشعرية والبنى الداخلية) إنها ملحمة شعرية باهرة!
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508433247.html


Post: #107
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (وب
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 08-29-2018, 02:25 PM
Parent: #106

مع التحية لصاحب البوست ..

يا سلام يا هاشم الحسن الحبيب .. مبدع بحق
بوست تاريخ ، ابداع

شكراً بكري سيد الحوش :
على هذا الثنائي الرائع الأحباب هاشم ومحمد جمال

المفروض تثبيت البوست فوق ..

Post: #108
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (وب
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-29-2018, 05:47 PM
Parent: #107

Quote: شكراً بكري سيد الحوش :
على هذا الثنائي الرائع الأحباب هاشم ومحمد جمال

المفروض تثبيت البوست فوق


ثنائي الحقيبة :) شكرا عبد الوهاب على الظن الحسن









Post: #109
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (وب
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 04:42 AM
Parent: #108

شرفتنا بالقراءة يا أستاذنا على عبد الوهاب، واسعدتني من فضلك..
في الحقيقة كلنا مستمتعين..
بالحقيبة في روحا، وبالشعر وبحبتات محمد جمال وثم جرأته البحثية!
وتشكر جزيلا يا سيدنا..

ديل هنا بوستين قديمين متعلقين بالمواضيع "الحقيبية" وعموم الحالة الأدبية وبالفات والجاي من نقاشات البوست،
أضيف رابطيهما هنا زي ما اضفت بأعلاه الرابط لكتاب (الفكر السوداني أصوله وتطوره) لأستاذنا الشاعر الكبير ود المكي..

الأول: منشور عن (ديوان وشعراء الكتيبة) لأحمد الأمين أحمد..

نُسخةُُ نادرة من ديوان(الكتيبة) وصلتنى هذا الشتاء عبر أمواج الهندى فتأمل. نُسخةُُ نادرة من ديوان(الكتيبة) وصلتنى هذا الشتاء عبر أمواج الهندى فتأمل.

الثاني: منشور لمحمد قسم الله محمد يفصل بين أم درمانية وعبقرية الحقيبة..

أغنية الحقيبه .. ليست عبقرية أم درمان.أغنية الحقيبه .. ليست عبقرية أم درمان.

======
وبمناسبة القراية الكريمة والكلام الدرر.. هاك.. الناحر فؤادي مولع جوفي حر..

Post: #110
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 04:58 AM
Parent: #1

كما أسلفت الوعد بنهاية الملاحظة الأولى في أعلى الصفحة؛ أن مزيدا سيتبع، باستدلالات من كتاب أستاذنا محمد المكي إبراهيم، وبغيرها..

فاهي ذي إذن،

الملاحظة الثانية:-

ولكنني قبلها سأحتاج إلى تمهيد ومقدمات وإشارات؛

@ تمهيد ومقدمة أولى:-

هي بمثابة التوطئة العامة بإشارات في عبارات عن أحداث محيطة بظروف نشأة الحقيبة ومهدت لها:-

* ١٨٨٩ سقوط الدولة المهدية واعادة احتلال السودان..

*١٩٠٢ افتتاح كلية غرددون التذكارية التي خرّجت أجيالاً متعلمة تولت لاحقا قيادة الحركة الوطنية ومصارعة الاستعمار..

*ثورة مصر ١٩١٩ الدستورية وتنامي الحس الوطني في مصر وبالتبعية في السودان.

*نهاية الحرب العالمية الأولى ١٩١٨ هزيمة دولة الخلافة العثمانية وسقوط الخلافة والثورة العربية في الشام والحجاز، وتكاثر الوعود بحقوق تقرير المصير الوطنية وتنامي الآمال الوطنية وفقط ليحبطها الواقع ويتكرس حال العجز..

*تأسيس نادي الخريجين ١٩١٨ يفيد عن تزايد أعداد المتعلمين (المطلعين على مصادر الأدب القديمة والدارسيها منهجيا) وبدايات الإحساس بدورهم ومسئولياتهم الوطنية..

*ثورة اللواء الأيبض ١٩٢٤ على نواياها الإتحادية مع مصرـ فهي أيضا خطوة في الطريق نحو الذاتية الوطنية.
*وكتب د. فيصل عبد الرحمن علي طه التالي نقلا عن عبد الخالق المحجوب: ’’وقد وصف عبدالخالق محجوب شعار وحدة وادي النيل بأنه تعبير عن العجز السياسي والاقتصادي للطبقة الوسطى السودانية أكثر منه تعبيراً عن رغبة الجماهير في التحرر من عسف الاستعمار البريطاني..‘‘ قد يكون صحيحا أنه لم تنضج الروح الوطنية ولا الوعي التحرري بما يكفي للتعبير عن رغبة جماهيرية عارمة في التحرر من الإنجليز (راجع موقف سليمان كشة وأخرون من علي عبد اللطيف وآخرين) ولكن، ربما هذا العجز الذي اكتنف الطبقة الوسطى (فلنقل الطبقة المدينية المتعلمة والمتأثرين بها) هو نفسه أحد محفزات ومستقبلات الفن الجديد المسمى لاحقا بفن الحقيبة..

@ دار فوز: وفوز زاتها، إشارة حسية لتمام التماهي مع الماضي، واستدعاء إسقاطي لأجواء اسحق وابراهيم الموصليين وزرياب وولادة الأندلسيين.. مثلها ومثل هند وخولة والرباب والذي ’’جاب لي الطيب من جناين آسيا‘‘..

@ كتب محمد فريد أبو حديد في مقدمته لديوان العباسي: ’’لقد سمعت في السودان من شعراء الشعب قوما ينطقون لعامة الناس بما لا يدركه في غير السودان إلا المتأدب المتوفر على دراسة اللغة، فهو ينشد للناس بلغة عامية متحدثا عن الشادن والأسد والرحال والمسارب. وما أظن عامة شعب عربي آخر تدرك لهذه الألفاظ معنى‘‘!! وهو ما اتخذه محمد المكي إبراهيم دلالة على التمادي في التقليد الأدبي المفارق للواقع، ولكنه، كما سيأتي، قد شرّح وشرح أسباب تلك المفارقة (الحديدية) وذلك في معرض تحليله لتطور علاقات الناس باللغة ولدواعي استغراقهم في التقليد..

@ هل كانت لدى شعراء الحقيبة أي معرفة بالزجل الاندلسي؟ نعم عرفوه وأحبوه وحاكوه، بعض منهم متعلمون ودارسون في المدارس الحديثة أو من أبناء بيوت أدبية.. كما عرفوا الموشحات وشعر العهد المملوكي الفصيح كثير المحسنات وصريح الموسقة وطويل التأوه حسرة على الماضي. وأيضا عرفوا الشعر والتاريخ الأقدم من ذلك.. ولكنهم وقد توافقوا فوفّقوا وقاربوا وسددوا وسودنوا ما فارق من أوزانه وبعضا من بنيانه وجعلوا غالب لفظه متمدينا، ثم أبدعوا في فنهم المتمدين (أم درمانيا) هذا وفي استعاداتهم الماضوية التعويضية.. والذي لم يكن يعرف الزجل والموشح منهم فقد استنجد بشاعريته وتدارس فنه ولغته مع من يعرف ثم جاراهم حتى انفطم فأبدع.. وهكذا توالت المجاراة للماضي كما لشعر الحاضر الجديد.. بإخلاص للهدف في الخلاص.. ولكنهم فهم أصلا كانوا شعراء، بل وبعضهم بالفصحى كما بالعامية..

@ في ظل غياب أي دلائل على العكس، فالحقيبة لم تستورد لزجلها أوزانا من خارح السياق العروضي الإيقاعي المعتاد سودانيا في الفصحي والسوربية.. وغالبا، فلم تصطنع لها وزنا جديدا أيضا.. ولكن في ضمن استعاداتها، فقد استعادت كثيرا من المعمار والشكل البنائي للقصيد الجديد، وبالتأكيد عديدا من الألفاظ والتعبيرات والترميزات التي تؤشر باتجاه الماضي المجيد..

Post: #111
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 05:12 AM
Parent: #1


@ مقدمة ثانية:-

وهي بمثابة عتبة للتفاصيل القادمة:-

في كتابه الرائع (الفكر السوداني أصوله وتطوّره) الذي سبقت الإشارة إليه، قام الأستاذ محمد المكي إبراهيم بتقسيم الأجيال والأحوال الأدبية ما بين يوم يوم الفصل التاريخي والنفسي في كرري وبين جيل الاستقلال؛ إلى خمسة أجيال، هي:-
*جيل أباء الهزيمة. من المقاتلين والمستسلمين والهاربين بعدها.

*جيل المهزومين أبناء الهزيمة. كانوا يفعا وشبابا بيوم وقعت كرري.

*جيل أحفاد الهزيمة. أطفال يوم كرري ومواليد ما بعده.

*جيل الوثبة. حوالي سنة وثورة ١٩٢٤. تلته السنوات العجاف مجدبة أدبيا (يعني خارج التقليد وبعيدا عن التجديد)، قبل أن يأتي الجيل الأخير؛

*وهو جيل الرواد؛ الذي “استكشف تخوم الفكر الأوروبي” والحداثة فتلمس طريقه خارجا عن التقليد.
وللمصادفة أيضا، فقد كتب عنهم محمد المكي إبراهيم في صـ ٩٤ من كتابه، ما يلي: {’’كان الجيل كله يلتقي وكان من النادر أن تجد بينهم من لا يكتب الشعر أو يدبِّج المقالات أو على الأقل من لا يقرأهما ويسمعهما بتذوق وامعان‘‘} ألا يذكرك هذا بما كتبه محمد جمال عن جماعة الحقيبة: {’’السر عند أربعة فقط.. والبقية يجارون بعد دخولهم دورات تدريبية منظمة‘‘} دورات تثقيفية وتدريبة! عادي جدا.. ولتتحد بها أطرهم المرجعية، من إضبارة الثقافة العربية، لنوع الشعر الذي أقروه لمشروعهم الفني.. عادي، مدرسة لكادر شعراء الحقيبة، عادي جدا.. ولاحقا بعدها فقد جاءت مدرسة شعراء (الكتيبة) أيضا، وهي التي كتب عنها أحمد الأمين أحمد في هذا المنبر، ’’جماعة شعرية يسودها النظام والإنضباط عبر الكتابة وفقا لمشروع شعرى وبيان نظرى فلسفى صارم جدا إلتزم به كل الأعضاء‘‘ وهكذا كل المدارس.. وأيضا فهو عادي جدا!!

وواضح أن هذا ’’التجييل‘‘ المكي، لو جاز التصريف، فإنما يخص مثقفي وأدباء وشعراء الفصحى بالأساس، ولكن لمعرفتنه ونحن معه، بتداخلات حتمية وواقعية، فلا ضير لو أن نضمن أدب وأدباء العامية المدينية (أغنية الحقيبة) في ضمن هذه الأجيال.. وبذلك فإن جيل شعراء وفناني الحقيبة هو جيل الأحفاد ميلادا، المتصل بما قبله معارضة للقديم، وكما أثبتت أشعارهم هذه الحقيقة أدبيا (نحنا ونحنا الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل)، وهو الجيل المتواصل بجيل الوثبة، سواء بانخراطات واقعية، أو من حيث اتصال هواهما مضفورا بهوى (لـعازة) فعليا، أو كما قال قائلهم: ’’يا أم ضفاير قودي الرسن ولتهتفي فليحيا الوطن‘‘..


Post: #112
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 05:27 AM
Parent: #1

@ مع أجيال التضحيات؛ محمد المكي إبراهيم:-

وإذن، فحتى لئن كان الأستاذ محمد المكي إبراهيم قد اهتم أساسا بالتعبيرات الأدبية وبالأخص الشعرية الفصيحة، ولكنه أيضا لم يغفل الإشارة لشعر وغناء الحقيبة منطلقا من التعلق الحتمي لكليهما، فصيحا وعاميا، بمبحثه عن علاقات القديم والجديد والأصالة والتقليد في الأدب السوداني أنذاك، وبمراحل تطوره ما بين يوم كرري والاستقلال. وأيضا لكون الحقيبة من آثار جيل (أحفاد الهزيمة) المتصل (بجيل الوثبة) و(بثورة ١٩٢٤) وبصراع الوطنية والإستعمار..

ولأن كتابه عن الأصول والتطورات الفكرية، فإن محمد المكي إبراهيم لم يكترث إلى التصنيف الفني لأشعار الحقيبة، ولم يشغل نفسه بالبحث عن أصلها ’الزجلي‘ كما فعل محمد جمال الدين، أو ينشغل بتحليل علاقاتها الإيقاعية والعروضية مما لا نزال نحتاج أن يبنري له العارفون.. ولكنه، من كل بد، لم يغفل عمّا فيها من إشارات لغوية/ترميزية/ماضوية ولما فيها من التعلق بالماضي، فكتب بصفحة ٧٥-٧٦ من كتابه: {’’نجد نص الأغنية نسخة دارجة للقصيدة العربية الفصيحة ويتراوح بين المعاني التقليدية والمعاني المبتكرة وبين الألفاظ والأساليب الجديدة من ناحية والأساليب البديعية المعروفة عن الأدب العربي الفصيح من ناحية أخرى ـ (ويضرب مثلا لذلك من شعر الخليل فرح) ـ ويتكرر هذا الموقف لدى جميع شعراء الفترة الغنائيين‘}.. ثم استشهد لذلك، في صـ ٧٦ ذاتها، بالمقولة المستعجبة الحيرى لأحد شرّاح المتنبيء، الأديب المصري محمد فريد أبو حديد، الذي كتب في مقدمته لديوان العباسي: {’’لقد سمعت في السودان من شعراء الشعب قوما ينطقون لعامة الناس بما لا يدركه في غير السودان إلا المتأدب المتوفر على دراسة اللغة فهو ينشد للناس بلغة عامية متحدثا عن الشادن والأسد والرحال والمسارب. وما أظن عامة شعب عربي أخر تدرك لهذه الألفاظ معنى‘‘} والطريف أكثر من ذلك، هو أن محمد المكي إبراهيم في صـ ٢٤ وصـ ٢٨ من كتابه، كان مسبقا قد فسر ــ وإن بشكل غير مقصود ــ ملاحظة أبي حديد تلك، وذلك حين كتب مفسرا لظاهرة (Mentality of the Lingual Foreinger) ثم قال في تلخيصه:{’’العهد التركي كان عهدا مقلدا وغير أصيل، ولكنه يظل واحدا من أهم عهود التاريخ السوداني‘‘ ….. ’’إن هذه الظاهرة (فرط التقليد) هي المسئولة عن ذلك النقاء الذي تفتخر به لهجتنا المحلية المليئة بالتسميات القاموسية لمظاهر البيئة والحياة‘‘} بأهمية العهد التركي يشير إلى ما يلي ويخص اللغة!!.. الشاهد لما يخصنا هنا، هو؛ أن العامية السودانية المدينية بوقت الحقيبة لم تكن شديدة البعد عن عامية عصر المماليك المفصحة كالتي في زجل صفي الدين الحلي والعمار وابن الحموي..

عموما، فإن أستاذنا محمد المكي إبراهيم قد عرف وقايس و’عاير‘ حجم ومدى التقليد الذي كان سمة عامة لأدبنا الفصيح والعامي.. ولقد وجته يعزى كل هذا التقليد إلى أسبابه الطبيعية الحضارية والاجتماعية والسياسية والنفسية، الصحيحة في تقديري، والتي يمكن تلخيصها في الحاجة إلى تأكيد الذاتية وفي التعويض لذلك بالإستعادة التاريخة في سيرورات أملتها تفاعلات اللغة والثقافة منذ العهد السناري وأبان العهدين التركي والمهدوي ثم وقعت واقعة كرري فوضعت كل شيء أمام التحدي الذي من بعض نواتج تفاعلاته جاءت الحقيبة.. وهذا في اعتقادي هو التفسير الحقيقي للإندلاع الحقيبي في وقته..


Post: #113
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 05:38 AM
Parent: #1


@ كرري وما أدراك ما كرري؟ يوم وقيعة وانكشاف حال!:-

ولكل ما سبق، فلقد بحثت في طول وعرض هذا البوست عن كلمة كنت أظنها مفتاحية لمثل هذا البحث ذي الريادة والجراءات الجمالية.. وبالفعل لقد وجدتها ثلاثا، ورابعة أخرى بالتكرار.. وفي كل من الثلاث مرات، فلا مرة تذهب بالكلمة في الوجهة التي أظنها تتعلق بحقيقة حقائق الحقيبة كأغنية في ومن وعن الهزيمة..

الكلمة المفتاحية، كما قد ربما وضح من المقدمات بأعلاه، هي (كرري)!! ولكنها في كل مرة ترد فيها بهذا المبحث الجمالي، فلإثبات المثبت من ظاهر الوجود الاستعماري كحقيقة مادية عسكرية حكومية استعمارية كبرى ألقت بكلكها العسكري على الدولة فاحتلتها وكفى!! أي بغيرما أي سبر لغور أثرها في الحساسية النفسية السودانية المتأثرة عميقا بهذه الهزيمة الحضارية قبل وبعد كونها هزيمة عسكرية.. وللتأكيد، فهذه هي مرات ذكر كرري في ضمن هذا المبحث:-

١) حتى باغتهم الإنجليز في كرري وأصبحت الخرطوم على حين غرة مدينة بريطانية).. مباغتة وتكتيك عسكري!
٢) لكن مثلما تم القمع العسكري في كرري والسياسي بعدها).. قمع عسكري وسياسي!
٣) بعد مجزرة دموية عظيمة راح ضحيتها الآلاف من السودانيين "جدودنا العاديين" في معركتي كرري وأم دبيكرات ومعارك أخرى).. مجاز ودم!!
ولكن، فأين الاستقصاء بله الاشارة التي هنا إلى شكل وغور الأثر الذي أحدثته الهزيمة على النفسية السودانية أو إلى كيف أثكلت الروحية الذاتية والجمعية؟

سأتمسك بعبارة (الآلاف من جدودنا العاديين) الذين قتلوا في كرري، وطبعا فيما قبلها وبعدها، وأعدد.. ربما كانت مجزرة كرري هي أكبر مجزرة أحدثتها جيوش الاستعمار الأوروبي في تكالبها على أفريقيا.. ولكن قبل كرري وأم دبيكرات فقد وقعت مقاتل كثيرة متوالية في عجلة لا ترحم، لن نحسب معارك ومقاتل ما قبل اعلان دولة المهدية في أم درمان بعام ١٨٨٥، ذلك لأن غالب أثرها في النفسية السودانية قد كان مختلفا تماما، إن لم يك اختلاف نوع فاختلاف مقدار عما أحدثته الأحداث التي ستلي.. أحسب فقط المقاتل العظمى كما في توشكي والنخيلة وأبوطليح وأبو هشيم و’الأم كواكيات*‘ في دارفور، وثم مقتلة الرزيقات ومذابح الكبابيش والشكرية والبطاحين ومقتلة المتمة، ثم معارك التيب وتاماي وطوكر وكسلا والقضارف، وزد عليها حروب القلابات وقندر وماجرى لأهل أم درمان والنيل والجزيرة من قمع ومصادرات، والذي وقع لآل شريف ولقادة مهدويين أخرين ولغيرهم في سجن الساير وفي الرجاف، وكل هذا ضغثا على إبالة مجاعة سنة ستة، وغير ذلك مما نسيت.. كل هذا الموت المتتالي فهو من ارهاصات كرري وقد حدث في خلال أقل من أربعة العشر سنوات بين عامي ١٨٨٥ و١٨٨٩..!!

كم من جدودنا العاديين قتلوا وكم من أسرهم تشردت وأسرت وسبيت واسترقت وسجنت وأضطهدت؟؟ لا بد أنهم كثير جدا.. عليهم الرحمة.. ولكن أخطر ما حدث في رأيي، فهو ما قد حدث بعد كرري من إحباط للذاتية السودانية، ومن انكسار الأمل والحلم بالكرامة الوطنية والشخصية، هذا الأمل الذي كاد أن يتجسد لهم قاب قوسين أو أدنى، وبما يصلح للمقارنة بما في جارتينا مصر والحبشة (كتاب حياتي لبابكر بدري مثلا وإشارات رأيتها إلى نفثات يراع محمد عبدالرحيم)..

صحيح أنه حين وقعت كرري لم يك قد تبقى الكثير من التماسك الوطني ولا النفسي في الذاتية السودانية، الهشة أصلا، بوسط التجمعات شبه الحضرية للسودانيين، ولا أقول المدينية.. ولكن يوم وقعت صاعقة كرري ففقد أكملت تهشيم ما كان منشرخا أصلا من بقايا الروح والنفسية السودانية الهشة حضاريا.. وها هو ذا مفترق الطرق!!


Post: #114
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 05:48 AM
Parent: #1


@ الهزيمة والحلم والأمل والحقيبة:

رأيتك يا محمد أحيانا تشير وطورا تصرّح؛ إن من تولوا كبر الحقيبة هم بالأساس من القبائل المعادية للمهدية.. وهذا فيه نظر!! العداء لدولة ’الخليفة‘ حدث حديث في بحر العقد الأخير من زمان المهدية أو أقل، وأما قبله فإن التماهي التام مع المهدية كان هو السائد في غالب قبائل السودان في الحواضر والبوادي، وبين مجمل سكان أم درمان وشعرائها.. وبالنسبة لمثقفين طليعيين في وقتهم، كحال رواد الحقيبة، فالتماهي مع الحلم والعزة الوطنية المهدية لم يكن حتى ليشترط إيمانهم العقدي بالمهدية، أنظر حكايات يوسف ميخائيل مليكة مثلا عن أمثال قادة مهدويين كالنور عنقرة وعلى دينار، أو عاين في التزام كثير من (المسالمة) ما التزموه في المهدية ولم يرتدوا عنه بعدها، بل فأحدهم من أكابر شعراء الحقيبة كما تعلم، وليس ذاك لأنه يكره المهدية، بل لأنه كان واحدا من الطليعة الشعرية والفنية لجيل أحفاد الهزيمة المدهوس تحت كلكلها.. بل، في ظني، حتى محمد ’’دميتري أكتفيادينوس‘‘ البازار، بيد أنه تاجر شاطر، لم يكن ليأبق من بين ملك وأرض وسماء هذه الحالة السودانية..

ما أريد قوله؛ إن هزيمة الحلم التي تكاملت بكرري، لم تفرق بين مهدوي ومنكر للمهدية، وبين منتصر ومهزوم من السودانيين.. لقد كانت مذبحة سيكلوجية أريقت فيها أرواح الجميع وأهدرت نفسياتهم.. وأن الحقيبة كانت هي ردة الفعل المباشرة من أناهم المتشبثة بالحياة، ومن غريزة البقاء الفطرية (الهو الفرويدية) على ما حل بأناهم العليا من انكسار المثال/الحلم الوطني والذاتي..

الحقيبة هي ردة الفعل الفنية للمحافظة على حد أدنى من التماسك الذاتي والمجتمعي، تحفظ لهم أنواتهم الماثلة أعناقها لسيف القهر الاستعماري والمسغبة الوطنية.. والأهم تحفظها من حال المذلة الشخصية التي لا تنسجم أو تليق بطبائع وأخلاق الفروسية التي طالما تربوا عليها وعايشوها وطبعت أخلاق أبناء القبائل السودانية ومن خالطهم في المهدية بكل تلك عرضاتها الأسبوعية وحروبها اليومية، من المهم جدا اعتبار الحقيقة التاريخية؛ أن الخليفة عبدالله ود تورشين، قد كان هو آخر من (**فرش فروتو) في تاريخ السودان..

تقول يا محمد جمال/البحث؛ أن الاستعمار لم يكن ليسمح بأغاني الفروسية والحماسة التي تحض على الثورة!! وأنا أقول أن سودانيي أم درمان وما حولها من المدائن، قد كانوا في حالة متأخرة من الشعور بالخصاء النفسي وبالمهانة، وما كانت كمثلها حالة لتسمح لهم، حتى ولو أرادوا أن يعيدوها نحاسات وعرضات وصقرية.. ما كان بمقدورهم أن يعرضوا على نحاس منصورة مصادر مهدر الشرف، ولا كان بإمكانهم أن يهزوا بالبشرى الفارسه على بيت دوبيت فخور ولا في ساحة قبتّها مهدومة وقبرها نبيش.. باخي أنا الآن أكاد أبكي بل إنني أبكي على حال (جدودنا العاديين) الذين لم يكن من الممكن لهم ـ نفسيا ـ وبالذات لطليعتهم المثقفة أن يتصرفوا بأي فحولة، وهم مخصيين حتى قعر كينونتهم، حتى في أحلامهم.. لقد خصتهم دولة الخليفة وجبّهم يوم كرري تماما كما أخصت الإنقاذ جيلنا، فاتلافانا من حاصل التلف كلا من مصطفى سيد أحمد بالحزن النبيل وبوعد المجدلية ومحمود عبد العزيز بسلوان من استعادات الماضي من الحقيبة كما كان من أمر الحقيبة!!

وهكذا الحال، وفي ظل انعدام البلسم الشافي والطبيب المداوي، فإن غريزة البقاء الفطرية قد انفعلت واحتالت على هذه الأحوال، واستفادت من التعليم المتاح، ومن الاختلاط القبلي الموجود في أم درمان، ومن اتصالهم باشكال أخرى من الغناء والتلحين ربما نشأت في المعازل شمال أم درمان ويمثلها محمد ود الفكي ـ سأضع هنا أغنية أتصورها من نفس ذاك الطراز ـ، وربما أيضا، تأثرت بعودة ’الجهادية‘ السودانيين من مصر بنوع من الانفتاح الفني على شكل جديد للغناء، أي وكأنهم كانوا هم الداء والدواء، وربما بشيء من كل شيء، ولابد من شيء في كل الأحوال..

المهم أن نوعا من الغناء تطور رويدا رويدا متجاوزا حلقات الطنبارة ثم نبغ فيه أنبغهم موسيقيا (محمد أحمد سرور) وانبرى له بلحن مختلف وطريقة في الأداء فردية أساسا، وإن لم تسقط إرث الطنبارة تماما كما يقول البحث، بل وظفته في الرمية.. ومستفيدا من نوع جديد من الشعر الغنائي وفره شعراء مطبوعين وطوره مما اكتسبوا من معرفة مدرسية بالأداب العربية، وبما ناسب اللحظة النفسية للمجتمع، بموضوعاته الغزلية وخمرياته والأهم بمقولاته الاسترجاعية المستدعاة من الماضي المجيد كما كرسته العهود الي شرحها محمد المكي إبراهيم..

كلها دوافع ذاتية أبعد ما تكون عن المؤامرة مع الاستعمار، هي تلك التي نشأ عنها هذا الشعر الجديد واللحن جديد، كله بمثابة أو عبارة عن ’كناية‘ نفسية عن الوعد القادم، ولكن باستعادة للماضي البهي أبعد من (أندلس مفقود).. الأستعادة تمت عبر التقليد وبالاستعادة.. لقد تطور هذا الشعر بما يناقض الحاضر الأدبي، عبر نمط شعري عامي مسودن ايقاعا وصالح للغناء للعامة، ثم هو بعده شديد التماهي مع ماض تليد طالما تصوروا وابتنوا معه علاقة نفسية تعويضية احتوائية حميمة جدا طالما ارتبطتتهم خيوطها، عبر الدولة السنارية وعبر التركية السابقة وكذا، فعن طريق آخر، في المهدية ذاتها.. استدعاء هذا الماضي بتركيز على أمجاده، أجدى وخدم وأدى مهمته في أن يبعدهم عن واقعية الحالة الراهنة المزرية وطنيا.. وبما فيه من الطاقات السلوانية والقدرة الشفائية والعبقرية الشعرية واللحنية، ففقد كان حري به أن يتقدم قدما إلى عموم الذائقة المدينية، وليحوز فيها على مقدمة الساحة الفنية الضيقة جدا، وبأسرع مما يمكن لأي ’مؤامرة‘ أو ’بروباقندا‘ استعمارية أن تنجزه..

**فرش الفروة؛ طقس في الفروسية السودانية، ينهزم الواحد ويقنع من خيرا في الكر، فلا هو يستسلم فيؤسر، ولا هو يفر ويهرب، يفترش فروته ويجلس متلببا سلاح مما يوفر المبرر للعدو أن يقتله، فيقتل..

Post: #115
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 06:20 AM
Parent: #1

وكما قلت أعلاه أعيده:-
**أن فرش الفروة؛ طقس في الفروسية السودانية، ينهزم الواحد ويقنع من خيرا في الكر، فلا هو يستسلم فيؤسر، ولا هو يفر ويهرب، يفترش فروته ويجلس متلببا سلاحه مما يوفر المبرر للعدو أن يقتله، فيقتل..

ولأنطلق منه للأقوال التالية:-
التحولات الاجتماعية المدينية والحالة النفسية الجمعية بعد سقوط دولة المهدية لم تعد قادرة على إعادة انتاج (عصر البطولات السنارية) كما في عنوان كتاب سبولدنق عن ’عصر الهمج‘ السناري!!
لقد كانت البلاد، أم درمان وما حولها من المدائن، في حالة متأخرة من الشعور بالخصاء النفسي وبالمهانة، وما كانت كمثلها حالة لتسمح لهم، حتى ولو أرادوا أن يعيدوها نحاسات وعرضات وصقرية.. انتهى الكلام و’’جات حوبة‘‘ الحقيبة!!

وهي التي لي تفاكير فيها وعن سيرورة انوجادها، مثل التاليات المتداخلات من آراء:

@ الحقيبة اصلها في يوم كريهة كرري، ونشأتها مع إرهاصات ثورة اللواء الأبيض، ونهايتها بتصاعد القوة الوطنية والأدبية في جيل الوثبة الأدبية على حد مصطلح محمد المكي إبراهيم، إلى جيل الرواد دعاة الخروج على التقليد وأصحاب نضالات مؤتمر الخريجين بما هي كلها ارهاصات لبداية عهد الشفاء النفسي من أثر الهزيمة في كرري.. ولقد تزامن وتفاعل كل ذلك مؤديا لصعود شكل زجلي مديني جديد متمثلا في قصيدة عبدالرحمن الريح ومحمد بشير عتيق وغيرهم، بقصيدتهم الأكثر حداثة في مبناها والأقرب سودنة في معناها، ولكنها قبل وبعد كل شيء، فمولودة شرعية لشعر الحقيبة الذي هو أول عتبات شعر الزجل السوداني الجديد والبوابة نحو هذا التجديد الحداثي..

@ نحن هنا نتحدث عن طبيعة الظروف التي أحاطت بانوجاد الحقيبة في السيرورة الأدبية، وبدون أحكام على قيمتها أو تراتبيتها الأدبية سوى قولنا، مع محمد جمال؛ إنها زجل من النسق الرفيع.. وأما الشاعر الأفروعروبي الحداثي كاره التقليد، محمد المكي إبراهيم، فقد كتب كتابه إنطلاقا من مواقفه الأدبية والفكرية تلك، ولذا سنجده يدمغ الكل بالأحكام القيمية.. ولكن مما توفر لنا من كتابه عن السيرورة اللغوية والثقافية التاريخية التي أنتجت الحقيبة فقد وجدنا الدليل والبرهان على براءتها من تهمة الاصطناع الاستعماري، وبالذات مما كان قد اتخذه هو سببا ودليلا على انحطاط أداب العهد كله بما فيه الحقيبة، أي بجريرة التقليد. هذا التقليد بالذات هو مناط دفاعنا عن الحقيبة .. عليه، يجب مراعاة الفروقات بين استشهادنا بنفس الوقائع.. وبهذا فلا شي سيصلح للتعليق على أحكام أستاذنا محمد المكي إبراهيم، أو للبرهنة على صلاحية دفعنا بالسيرورة التاريخية كشاهد دفاع أول عن الحقيبة، في وجه التهمة بالاصناع على عين الاستعمار، أفضل ما ستصلح مقولة لمحمد جمال الدين نفسه وبلازمتها المنطقية الطريفة؛ ’’ليس في الإمكان أحسن مما كان وإلا لكان.. منطقي‘‘!!

@ ولأنه ليس في الإمكان أحسن مما كان وإلا لكان، فعندما لم تعد أغاني وطريقة الطنابرة أو غيرها تفي، أو بالأحرى لم تعد تناسب، الوضع النفسي للناس، عندها ظهرت أشعار الحقيبة وغناؤها عن حاجة موضوعية ولتملأ الفراغ الوجداني.. في ظل تلك الأحوال لربما كانت الحقيبة هي قسمتهم من حسن الحظ..

@ ومرة أخرى؛ إن أفضل شرح ممكن لهذه الحالة النفسية السودانية ولتجلياتها التي أنتجت فن الحقيبة، هو ما جاء في كتاب محمد المكي إبراهيم المعنون (الفكر السوداني أصوله وتطوره).. فرغما عن إنه لم يتحدث عن الحقيبة إلا نزرا يسيرا، فلقد تحدث عن أثر الهزيمة في تطورات الحركة الأدبية عند الأجيال بين كرري ونحو الاستقلال، وقسمها إلى أجيال ــ جيل الهزيمة وجيل ورثة الهزيمة، وجيل أحفاد الهزيمة وجيل الوثبة وجيل رواد السودنة والحداثة.. من ذاك الجيل الحفيد فقد جاء شعراء الحقبية وفنانيها وهم مثقلين بميراث طويل في التقليد ومدفوعين بغرضهم الرسولي في البحث عن الخلاص والمثال والمعنى والأمل، وعن ملجأ نفسي الماضي المجيد على الضد من سطوة الغريب الديني واللغوي المستعمر.. كل هذا قد وجد معادلا موضوعيا في تماهيهم الأدبي مع العروبة ممثلة في أصفى نسختها التي كرسّها الشعر الصالح للعماء سودانيا.. وفضلا؛ راجع فصول كتاب محمد المكي إبراهيم عن محمد سعيد العباسي، وعن عمر البنا الكبير وعن الطيب السراج؟؟

=======

@ وهذه دعوة لتفحص زعمي بتشابه الأحوال النفسية والأدبية واللغوية في مصر عصر المماليك (العصر المصنف في تاريخ الآداب العربية بعهد الإنحطاط الأدبي)، مع أحوال عصر الحقيبة السوداني!! وذلكم على ضوء ما سبق من كتاب الأستاذ محمد المكي إبراهيم الذي يقول عن عصر الحقيبة إنه (عصر انحطاط أدبي) أيضا، وعلى ضوء هذه المقاطع التالية للأستاذ: فرهاد ديو سالار، قد حررتها من مقالين له يدفعان لتحرير عهد المماليك الأدبي من التصنيف كعهد للانحطاط الأدبي (عنوان أحدى مقالتيه هي تسمیة الانحطاط وصمة عار فی تاريخ الأدب العربي)، أو كما نحاول هنا تحرير الحقيبة من ربقة التآمر مع الاستعمار … الدعوة مفتوحة لمقارنة ما سبق من توصيف الحالة السودانية كما كانت بوقت نشأة الحقيبة، بما سيلي، والروابط إلى المقالين مثبتة أدناه..


كتب الأستاذ فرهاد ديو سالار ما سيلي عن عصر الإنحطاط الأدبي (في عصر المماليك)، بدا لي وكأنه بشكل غير مباشر يرد على أحكام محمد المكي إبراهيم من موقف فكري مغاير، فقد كانت إحدى مقالتيه بعنوان (تسمیة الانحطاط وصمة عار فی تاريخ الأدب العربي).. كتب فيهما التالي:-- {{’’ولم یکن سقوط بغداد کارثة سیاسیة وإقتصادیة فحسب ولکن کان کارثة ثقافیة وحضاریة، فقد کانت بغداد مدینة المدن فهي مرکز للعلوم والآداب والفنون، وکانت محلاً للتربیة بالعلم والعلماء والأدباء والفلاسفة والشّعراء، فجاء المغول وقتلوا کل شیء العلماء والعلم والشّعراء والشّعر، وفر من العلماء والشّعراء من نجا منهم إلی الشام ومصر، وأحرق المغول المکتبات التي کانت ملیئة بالإنتاج العلمي للعرب والمسلمین منذ قرون مضت، وخرّبت المدارس والمعاهد، وقضي علی الآثار الإسلامیة. أما فی عصر الممالیک فقد عادت کفة العربية إلی الرجحان واستعادت نفوذها الأدبی والعلمي وبخاصة في الموصل حتی غلبت علی ثقافة العهد فکانت لغة التألیف في شتی العلوم والمعارف، إضافة إلی کونها لغة الشعر والأدب..
قد إستمر هذا الإزدهار في عهد الممالیک وأسهم في إیقاظ الروح القومیة والآمال العربية، وهکذا تلاحظ أن عصر الممالیک کان غنیاً بشعرائه وکتابه بالقیاس العصور المتأخرة السابقة، وإنّ أحواله الثقافیة أکثر سعة. هذا عصر اعتنى الشعراء والأدباء فيه بالقضايا الشعبية العامة، إمّا بالإنشاد أوبالكتابة وذلك كان ضروريا في هذه الفترة الحاسمة ومن ميزاته الابتكار والإبداع بلا تقليد وتكلف وانعكاس واقع الحياة. رغم أن البغض من أدباء هذا العصر وقعوا في التكلف والتصنع كما نراه جليا واضحا في النواحي المختلفة دون أي ابتكار وذلك أدى إلى الضعف والركاكة والإسفاف، ورغم ذلك ربما كانوا أقوياء جدا؛ لأنهم أحسوا حاجتهم الماسة الملحة إليها. ویعد صفي الدین الحلّي بحق في طلیعة شعراء هذا العصر أغرم بالبدیع فکان اوّل من نظم القصائد التي تجمع أنواعه وتعرف بالبدیعیات..
وأنا شخصيا أتفق مع الذين يرون الخلفية التاريخية التي قدمتها، وهي من أهم العوامل التي أحاطت بتهمة أو بوسم الانحطاط. ولكن العلة الوحيدة التي تذرع بها دارسو هذا الأدب هي أنه مصنوع؛ بل مغرق في الصنعة إلى درجة الابتذال والإسفاف، ومكثر من البديعيات والألاعيب اللفظية والمعاني المكرورة. ولكن رغم هذا العيب، إذا جاز لنا أن نعتبر ذلك عيبا، أدّى الأدب مهمته وكان موفقا في التعبير عنها ولايجوز تمزيقه ولا إهانته. لقد أدّى هذا الأدب مهمته في تصوير الحياة في ذلك العصر سياسيّا، اجتماعيّا وثقافيّا..

والحق لم يكن أدب هذه الفترة ضعيفا راكدا خامدا، بل كان استمرارا لأخريات العصر العباسي. إنه بنوع ما عصر المحافظة على الموروث العباسي وتقليده بدافع الاحتفاظ بالشخصية العربية وما تملك من فكر وإبداع أمام أعدائها المغيرين المستدمرين من المغول الوحشيين أوالصليبيين الحاقدين، وذلك حتى لاتضعف هذه الشخصية أوتضمحلّ وإنه عصر فكري وأدبي جاء ردّ فعل إيجابي محمود ضد الغزاة المعتدين..

وتطور هذا الأسلوب وإزدهر عبر العصور وبخاصة بعد إحتلال بغداد من قبل هلاکو، وتوالي الویلات والمحن، عند ما أحسن المسلمون بالخطر والضعف تجاه العدو الغازی فظهرت القصائد الکثیرة في مدح النبي وإنتشر المدیح النبوي علی نطاق واسع، وکان أفضل الشعراء لهذه الفترة هو محمّد بن سعید البوصیري (695هـ) الذي برز بقصائده المشهورة في المدیح النبوي کالبردة والهمزیة ومثلا یمتاز شعر البوصیري بالرصانة والجزالة وحسن إستعمال البدیع في المدائح النبویة..

ازدهر التيار الصوفي في الإبداع الأدبي شعرا ونثرا وفكرا حيث كثر التأليف فيه مع ابن العربي، ابن الفارض وعبد الغني النابلسي، ابن الخطيب وغيرهم. وازدهر فن المديح النبوي الشريف والبديعيات في مدحه والأولياء والاستشفاع بهم والشكوى إليهم. وانتقل الأدب من الاتجاه الغنائي الذاتي المتصل بالحكام وأصحاب السلطة والقدرة في الغالب إلى الاتجاه الموضوعي العام الذي يعبر عن هموم العامة ولو دخلت بعض الألفاظ السوقية في الأدب واهتم أصحاب الحرف به ولكن ازدهر التيار الشعبي في الإبداع في شتى المجالات. وظهرت فنون الشعرية المستحدثة كالموشح، المواليا، القوما، الزجل، الكان وكان، الدوبيت، التشجير، التخميس، التشطير وغيرها. كما قوي الشعر التعليمي والغزل المذكر والشعر الصوفي والمجون آنذاك. وأظهر الشعراء حذقهم بالاستكثار من الألفاظ المصغرة أو المهملة والمعجمة أو لزوم ما لا يلزم وما لايستحيل بالانعكاس كما اقتصروا علی الألفاظ والتراكيب السهلة واستعملوا كثيرا من الأمثال العامية دون الألفاظ الجزلة والتراكيب المحكمة والرصينة..‘‘}}


http://www.diwanalarab.com/spip.php؟article41815
http://www.diwanalarab.com/spip.php؟article28657
======

Post: #116
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 08-30-2018, 07:08 AM
Parent: #1

** اعتذاراتي الصادقة عن التطويل فيما سبق، وعن غيره، ولكنني لم أجد طريقة لتناول مبحث جمال الدين العجيب هذا غير هذه الطريقة على علاتها.. وأشعر بالتقصير!!

** لما بقي من مفاكرات أو جدّت، لو الله أحيانا، سالتزم قُصر الكلام.. وهيهات.. لا جن ولا سحرة قادرين أن يلزموه ما وعدا.. الصبر الصبر..

=====

عن سطوة الكناية:-
في البوست الآخر؛ (لمحمد جمال عن منصور خالد كاتبا عن الحقيبة و’يبيع ساعات سياسية‘): أتحفنا العزيز جلالدونا بموشح (جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس).. ولتعلقه باشارات متعددة من صديقنا محمد جمال الدين، في هذا لبوست وغيره، إلى (الحنين في أشعار الحقيبة لفردوس ’الأندلس المفقود‘ بقرينة من كون الزجل في أصله أندلسي وأن هذا الأصل الأصفى والمحسن مملوكيا بالذات هو ما قلده وحاكاه شعراء الحقيبة ــ وهذا التصنيف لزجل الحقيبة، على تجاوزه عن سودنة الإيقاعات والأوزان، هو النصف الصحيح المتفق عليه من أطروحة محمد جمال الرائدة ــ إلا أن؛ الفردوس المفقود لغناء الحقيبة، فمثار لنقاش قد يتمدد في جغرافيا أوسع من الأندلس وإلى تاريخ أبعد من تاريخها.. ولذا فقد علقت عليه بالتالي:-

مناسبة الفردوس المفقود، وربما بفضل من هذا الموشح للسان الدين الخطيب (جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس)، فالأندلس كان وسيظل مجازا أيقونيا وغاية في الفاعلية التعبيرية عن هذا الفقد الحضاري النفسي لكل المجال الحضاري الثقافي العربي.. ولكن، فذلك صحيح فقط من حيث ارتباط الأندلس بتاريخ أثيل وبمجد طارف أكبر منها، يشملها كجزء منه، وكله مضاع.. وربما أيضا من ارتباط الأندلس وشعرها بحنين يخص ويرتبط كل امرأة إلى فنتازيا ولادة بنت المستكفي، وكل رجل أديب إلى بكائية ابن زيدون لفراق حبيبته.. كل هذا يجوز في فردوس "الأندلس" المفقود، ولكن، لا .. العلاقة بينه والحقيبة ليست في ارتباطهما بالزجل.. الزجل مجرد شكل ونوع شعري لم يندرج في كلاسيكيات المجد الأدبي ذاك التليد الذي استعدته الحقيبة، أو قل بعده لم يندرج في الكلاسيكيات.. وربما لولا دارسين كصفي الدين الحلي لما عرف زجالو العهد المملوكي اسما لفنهم هذا.. بالضبط كما هو الآن حيث للزجل اسما في كل مكان وبكل شكل ولكل غرض ولا أحد يذكر سيرة ’الزجل‘ المعرف بالألف واللام، لا بخير ولا شر، لولا مهابشات محمد جمال بالطبع..

وعليه، بمناسبة الموشح إيّاه وما سبق من كلام، أظن وبعض الظن كويس، أن "فردوس" الحقيبة المفقود إنما هو نفسه فردوس محمد عمر البنا والعباسي والتليب من شعراء الفصحى السودانية قبيل ولحين الحقيبة، وفردوس من قبلهم كذلك.. وهو هو بذاته فردوس الحلِّي وابن حجة والمعمار الشعراء والزجالون من أبناء العصر المسمى بـ "عصر الإنحطاط الأدبي" المملوكي، والذين كانوا قد استعادوا فن الزجل هونا من عامية الأندلس والمغرب إلى تفصيح وبنية مشرقية، وأحيانا فلا يمتنع عن تزويق وتوشيح أوإيقاعية مغاربية زادته حلاوة وطلاوة.. بالتالي فهم قد اثبتوا تقعيده فنا شعريا شعبيا مشرقيا صالحا للعامة والعوام..
وكلهم، الزجالون على الفصحاء، وسواء في العهد المملوكي أم في السيرورة الشعرية السودانية لما بعد التركية الأولى، وعبر هذا الشعر المقلِّد لما قبله والمتكلِّف في بديعه ومحسناته اللفظية والمعنوية، فإنما، بصفتهم طليعة ثقافية، قد كانوا يحاولون جهدهم الفني للإنتقال والعبور، نفسيا وروحيا، إلى حيث فردوسهم المفقود في (كل ومجمل المجد التليد التالد) لتاريخ الدولة العربية الإسلامية الراشدة والأموية والعباسية والأندلسية، والتي كلنت قد دانت لها الدنيا فيما قبل جائحة هولاكو وما قبل عصر المماليك وعصر ايزابيل وجائحة كرري..


نعم، هو طيران شعري بأجنحة الفن إلى عصور ما قبل الهزائم.. هذا هو الصحيح، ولكنه سيحتاج إلى مجاز باتع، وقد توفر لهم بأحرّ ما يبكي، من موشح لسان الدين الخطيب.. فإذن لا .. فردسة الأندلس في الحقيبة وغيرها، ليست عن ارتباط بالزجل، رغم أصله الأندلسي.. بل بما لخصها لكل ماضي “أمة الأمجاد والماضي التليد”، وأيقنها لهم في الأيقونات، هذا الموشح من لسان الدين الخطيب عن زمان الوصل بالأندلس.. جادك الغيث إذا الغيث همى!!

لمعرفة وتقدير مدى وعمق ما أيقنه موشح (زمان الوصل) واستقراره مجازا أبديا عن الافتقادات الحضارية والاستعادات الماضوية الأبدية كما تنفعل بها الحساسية العربية الإسلامية كالتي سادت أم درمان بوقت الحقيبة.. بالله عليكم استمعوا، ولنترك فيروز وصوتها الذي سيطير بالعقل، وقارنوا بين هاتين النسختين الأولي القصيرة (العلمانية) والثانية الطويلة (الإسلامية) وتأملوا استرجاعيا في أيام الحقيبة والخليل يغني في دار فوز عن (مشارع خولة والرباب).. عذاب حضاري!!






Post: #117
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 08-30-2018, 07:59 AM
Parent: #116

اعتذاراتي الصادقة عن التطويل فيما سبق، وعن غيره، ولكنني لم أجد طريقة لتناول مبحث جمال الدين العجيب هذا غير هذه الطريقة على علاتها.. وأشعر بالتقصير!!

** لما بقي من مفاكرات أو جدّت، لو الله أحيانا، سالتزم قُصر الكلام.. وهيهات.. لا جن ولا سحرة قادرين أن يلزموه ما وعدا.. الصبر الصبر..

================
مع التحية للاديب محمد جمال ..
الاديب الرائع هاشم الحسن ..
أي تطويل أيها الرائع .. ؟؟
بوست ممتع جداً ومفيد
أتمنى أن تستمر في هذا التطويل المفيد


واصلوا .. رائعين أنتم

متا

Post: #118
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-30-2018, 06:55 PM
Parent: #117

جميل هاشم
---
وعندنا من المفاكرة المزيد

Post: #119
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-31-2018, 01:02 PM
Parent: #118

حول حقيبة الفن السودانية (ال (Re: محمد جمال الدين)

نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم بإنكشاف السر بعد 100 سنة من الغموض)!


ادناه للاهمية اتي بمقدمة بوست النماذج بالجوار ورابطه. . مع محاولة الإجابة على سؤال محتمل عن فايدة زي بحث الحقيبة دا شنو؟
----



هنا آتي بنماذج وفق طلب بعض المتابعين لخلاصات بحث الحقيبة، منشورة أيضاً في بوست بالجوار.

سؤال إستباقي: ما الفائدة العملية من البحث في شيء مضى؟.

أولا هو لم يمض!.

لكن هناك ما هو أهم.. أن حياتنا العامة من المفترض أن تقوم على العلم والعلمي، على جميع الأصعدة الممكنة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية. لدينا زعم أن أزمة البلاد المزمنة ذات علاقة عضوية بجهلنا بأنفسنا والبيئة الطبيعية المحيطة بنا وإتكائنا على التفسيرات السحرية "غير العلمية" للواقع الذي نعيشه وهي علة قديمة تجد جذورها في مجتمعنا التاريخي العشائري/الصوفي/الغيبي/السلفي، هكذا معا.

الحضارة كما تحدثنا التجارب البشرية لا تكون بلا علم والعلم لا يكون بلا بحث والبحث لا يكون بلا جهد وتضحية وشرط صحته/فاعليته حرية الفكر والضمير المفضيان إلى الحياد العلمي.

كيف يقود الجهل بالذات إلى عدم الإستقرار والحرب والفوضى؟. لأن الناس في الحيز الجغرافي لا يعرفون عملياً وعلى وجه الدقة مصالحهم المشتركة ولا تحدياتهم المشتركة ولا مصيرهم المشترك وماذا يجمعهم وماذا يفرقهم عملياً.. وبالتالي لا يستطيعون تكوين تجربة جماعية تراكمية للعيش السلمي المشترك.. وهذا بالضبط ما يحدث الآن في السودان.
وأرى علينا الآن بشكل عاجل أن نعمل في جانبين 1- تخفيف حدة الأزمة الشاملة في الوقت الراهن عبر تحسين الأجهزة السياسية والإدارية وتقليل حدة المظالم الإجتماعية 2- العمل في الجانب الإستراتيجي وهو العلم بالذات الجماعية لشعبنا والإلمام بتفاصيل البيئة الطبيعية المحيطة بنا من أرض وسماء ومناخ وغابة وصحراء إلخ.. (لدينا مبادرة بهذا الخصوص هي "السودان200").

هذه محاولة مختصرة للدفاع عن معنى مثل هذه البحوث العملية ولا أتحدث هنا عن جودتها من عدمها بل عن المبدأ.

وقد قام البحث في الاساس للنظر في الجانب الوظيفي للنوع الشعري/الغنائي والظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي نشأت في كفنها أشعار الحقيبة.. ولم يكن من شأن بحثنا النظر في الجوانب الجمالية والإبداعية للنوع الشعري/الغنائي ذاك شأن آخر.

ونذهب من هنا إلى النماذج المعنية فقط هناك ملاحظات إستباقية:
الهدف الأول من هذه النماذج هو التأشير إلى وحدة النمط (الحقيبة والزجل).. هذه النماذج عشوائية وليست مرتبة بشكلها النهائي بعد لكنها قادرة على إعطاء الفكرة لمن شاء وهذا طبعاً من وجهة نظري.

الحقيبة فن زجلي سوداني أصيل مع العلم أن الزجل أصلاً هو فن المجاراة (لن تسطيع لطفاً فهم مقصدي بالكامل ما لم تتطلع على خلاصات البحث المعني منشورة بالجوار). وأن التشابهات حد التطابق في بعض القصائد لا تعد سرقات أدبية وإنما هي من خصائص الزجل لأن بقية القصيدة شيء مبتدع جديد فقط على نسق قديم وذلك قد يتفوق على هذا والعكس يصح.. والنماذج المعنية لدى هذا الرابط:

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html

Post: #120
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-31-2018, 01:05 PM
Parent: #118

قلت أساعد هاشم شوية :)

Post: #121
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-31-2018, 02:18 PM
Parent: #120

شعر الحقيبة والزجل الأندلسي ( مقارنة جديدة )

حلقة "..." عملي/تطبيقي.. سيد عبد العزيز وابن قزمان الأندلسي

اليوم ايضا مقارنة تفصيلية بين الحقيبة والزجل الأندلسي (يا مداعب الغصن الرطيب) للشاعر السوداني سيد عبد العزيز أحد أهم شعراء الحقيبة.

المقارنة تعمل في أربع محاور منفصلة وهي: 1- الصور الحسية "الوصفية" 2- الأخيلة الشعرية (التصورات المجردة) 3- الكلمات المفتاحية أو الكلمات المطابقة/المكررة 4- النمط الشعري "النوع" ونتعرف عليه عبر الوزن (الجرس الموسيقي والتفعيلة والقافية) والإعراب (فصحى أم ملحون/عامية/هجين) والأغراض (المديح/المدح/الذم/الطبيعة/الغزل إلخ)

فإذا تطابقت معظم هذه الصفات على العمل المقارن نقول برمجعية القصيدة المحددة لنوع الزجل وهو نمط شعري صنعه الأندلسيون أيام مجدهم كما برعو فيه بعد إنهيار الأندلس في زجل الحنين إلى فردوسهم المفقود (الطبيعة الخلابة والخمر والحسان والغواني ودعة العيش) وقد أنتقل الزجل إلى الشرق فقلده المغاربة والعراقيون واللبنانيون والمصريون في ازمان سابقة وأخيرآ السودانيون فيما يسمى بأغاني الحقيبة "حسب تقديري الذاتي، الذي أسعى للتحقق منه".. و سلسلة هذه المقالات تأتي على هامش البحث وليست بالضرورة هي البحث ذاته.

ووفق تلك المقاييس فأنني وجدت قصيدة سيد عبد العزيز "يا مداعب الغصن الرطيب" مرجعيتها في الزجل الأندلسي فهي إذن زجل سوداني ان لم تظهر فرضية جديدة مختلفة.. وسنواصل في المستقبل المجيء بالمزيد من الأمثلة المشابهة ونقوم بتحليلها لنرى طبيعتها الشعرية ومرجعيتها وفق أهداف البحث الذي اشتغل عليه هذه الايام.

هنا قصيدة من الزجل الأندلسي "منسوبة لإبن قزمان الأندلسي رمز الزجل الاندلسي الاول وقلده الكثير من الشعراء في بلدان وازمان مختلفة بما فيهم المتصوف الشهير محي الدين بن عربي كما ذكر ذلك بن خلدون..كتبت القصيدة في حدود 1100م" يليها قصيدة سيد عبد العزيز كتبت في 1930م "التواريخ تقديرية".

ملاحظة استباقية هامة جدا: لدي تصور مبدئي أن القصيدة الثانية (سيد عبد العزيز) مجاراة في المعني والصور الشعرية للأولى (الزجلية) دون الالتزام بالضرب والقافية مع تكرار بعض الكلمات المفتاحية. وهذه القصيدة من أشهر الأشعار الزجلية في المغرب العربي ولكنها ربما كلماتها غير مستساغة في مخيلتنا السودانية وهذا إن حدث لا يهم فقط تأملوا معي المعاني كيف انتقلت إلى قصيدة سيد عبد العزيز المبهرة السجع وبها الكثير من "لزوم ما لا يلزم" بقصد المتعة والإبهار.. سنقوم بتحليل القصيدتين في الختام.


أملا يانديم في الحـــــــان كـاسي بلا مـــــــــــزاح
ما غنت على الأغصـــان طيور الفصــــــــــــاح

فاح اليسمين الزيـــــــــن سلطان النـــــــــــــــوار
لما غرد المغنيـــــــــــــن عن تلك الخضــــــــــار
هيا نتدرجو الاثنيـــــــــــن مابين الاشجــــــــــــــار

نتمشى يــا إنســـــــــــان ســـــــــــاعة في البطاح
ما غنت على الأغصــــان طيور الفصــــــــــــاح

أنضر نعمـــــــــــة القدرا في الروض العجيــــب
لابـــــــــــس حلة خضرا والغصن الــرطيــــــب
قصدي نقيــــــــــم صهرا أنا والحبيــــــــــــــــب

أملا يا نديم في الحـــــــان كـــــــــاسي بلا مزاح
ما غنت على الأغصــــــان طيــــــــــور الفصــاح

(زجل/حوزي/صنعة).

وهنا قصيدة "يا مداعب الغصن الرطيب" لسيد عبدالعزيز (حقيبة).

يا مداعب الغصن الرطيب
في بنانك إزدهت الزهور
زادت جمال ونضار وطيب

* * *
يالمنظرك للعين يطيب
تبدل الظلمات بنور
وتبدل الأحزان سرور
إن شافك المرضان يطيب

* * *
تعجبني والشيء العجيب
هادئ واليف ماك النفور
بى عفتك صنت السفور
والحسن والأصل النجيب

* * *
أنا وأنت في الروض يا حبيب
راق النسيم وحلى للمرور
بقى أحلى من ساعة السرور
وأدق من فهم اللبيب

* * *
والروضة في موقع خصيب
حضنوها وإتلافوا النهور
ترى فيها أنواع الزهور
من كل لون أخدت نصيب

* * *
يانع ثمارها ونص وطيب
أشبه بربات الخدور
الإنبرجن في يوم حبور
زادن جمال ونضار وطيب

* * *
في الروض غنى العندليب
ورددوا غناه الطيور
ترتيل أناشيد الحبور
وفتيانها يوم عيد الصليب

* * *
دنت الثريا بقت قريب
بين السلوك في تاني دور
في ثانية كم سطعت بدور
وأهلة كان نوعن غريب

* * *
شيء ينعش الروح في الأديب
ويحيي روح ميت الشعور
للقاك تنشرح الصدور
ويفرح القلب الكئيب

ماذا يجري هنا، أن هناك قصيدتين كتبتا في زمنين مختلفين (الاولى قبل 900 سنة والثانية قبل 90 سنة تقريبا وفي مكانيين مختلفين في الجغرافيا والبيئة) لكن نجد الصور الحسية الوصفية شبه متطابقة كما الأخيلة الشعرية المعنوية ذاك أن: أن هناك حديقة/روض/روضة خضراء يانعة وأن هناك طيور تغني في الحالين وأن الحديقة مزهرة وأن لا شيء يعكر الجو، من ملامح وصف الطبيعة في الحالين إذ لا يوجد رقيب ولا واشي في الحالين عكس الصورة في حتات تانية في الحالتين الأندلسية والحقبنجية السودانية وبالتالي هذه المرة: هيا نتدرج الإثنيـــــــــــن مابين الأشجــــــــــــــار
نتمشى يــا إنســـــــــــان ســـــــــــاعة "في الروض الأندلسي".

أنا وأنت في الروض يا حبيب.. راق النسيم وحلى للمرور "يعني هيا نتدرج ونتمشى ساعة في الروض السوداني". وكلمة ساعة واردة في الحالين مع إختلاف وظيفتها في الاولى الأندلسية ساعة زمن بمعنى بعض الوقت "اللذيذ" وفي الثانية السودانية الساعة تعني توقيت مناسب للتمشي والتجوال اللذيذ والمتعة مع الحبيب في الروض الخصيب.

وكما نرى أن الصور الشعرية والأخيلة شبه متطابقة مع إختلافات فقط في إستخدام اللغة. فإننا نجد أيضاً الجرس الموسيقي شبه متطابق مع قافية في بعض الأحيان متطابقة. زيادة على ذلك هناك عدد من الجمل الكاملة او/و الكلمات المفتاحية مكررة/متطابقة في العملين:

قصدي نقيــــــــــم سهرا أنا والحبيــــــــــــــــب (إبن قزمان)
أنا وأنت في الروض يا حبيب (سيد عبد العزيز)
---
أنضر نعمـــــــــــة القدرا في الروض العجيــــب (ابن قزمان)
والروضة في موقع خصيب (سيد عبد العزيز)
----
لابـــــــــــس حلة خضرا والغصن الــرطيــــــب (إبن قزمان)
يا مداعب الغصن الرطيب (سيد عبد العزيز).

وأهم شيء والذي ربما حير الملاحظ المتأمل أن المناسبتين حدثتا في يوم مناسبة مسيحية وهي يوم عيد الصليب وان الطيور بتغني منشرحة في هذا اليوم الاندلسي الصليبي العجيب الذي تكرر في الخرطوم:

ما غنت على الأغصــــان طيور الفصــــــــــــاح (الفصح هو عيد الصليب) ابن قزمان

في الروض غنى العندليب
ورددوا غناه الطيور
ترتيل أناشيد الحبور
وفتيانها يوم عيد الصليب (سيد عبد العزيز)


كما أن الصورة الكلية في الحالين واضح من السياق انها متخيلة وليست حقيقية وهذه ملاحظة هامة جدا وكأنها الحنين لفردوس غائب/مفقود!.

ذلك كله حدث في قصيدة واحدة لسيد عبد العزيز هي: يا مداعب الغصن الرطيب.

فإن تطابقت الكلمات المفتاحية والصور الشعرية والأخيلة والأوزان والنوع الشعري "غزل في معية الطبيعة" إضافة إلى أن القصيدة في الحالين هجين بين الدارجة والفصحى وملحونة غير معربة وأنها موزونة في الحالين على نمط شعري خارج عن البحور العربية المعروفة.. فإذن نحن في الحالين أمام زجل.. زجل سوداني متأثر بالأندلسي.

وهذه القصيدة الأندلسية لم يتأثر بها سيد عبد العزيز وحده بل رصدت نفس الشيء للعبادي وأبو صلاح وربما المزيد.. على رغم ما يبدو بها من بساطة تعبيرية لغوية لكنها مشحونة بالصور والمعاني وذلك أيضا من خصائص الزجل الأندلسي.

وذاك مجرد مثال واحد من مئات النماذج التي اشتغل عليها هذه الايام في بحثي عن حقيبة الفن السودانية.
في المستقبل سنأتي بالمزيد من النماذج.. وعند إكتمال البحث ربما تتضح الصورة اكثر جلاءاً ودقة حيال فرضيات البحث.

-----
ماذا عنى سيد عبد العزيز بعبارة (وفتيانها يوم عيد الصليب)؟!.. (تأمل المقارنة المرفقة) ما السبب الذي دعاه لوضع هذه العبارة التي تبدو غريبة في السياق أو شاذة؟. لنتأمل بروية المقارنة بين القصيدتين في النقطة دي.

عيد الصليب اشارة لعيد القيامة "الفصح أو الفصاح واصله من اللغة العبرية في كلمة "بيساح" وهو أيضا عيد يهودي" وعند المسيحيين هو عيد القيامة .. وفي تصور محدد عند بعض الفرق المسيحية أن الطيور بتنوح على عند مشارف صباح ذلك اليوم (تعال عند تلك اللحظة نقوم نتمشى في الروض الخصيب). . وهذا ما عناه الشاعر الأندلسي بعبارة (طيور الفصاح) اي الفصح "عيد القيامة".. ماذا يعني سيد عبد العزيز بعبارة (وفتيانها يوم عيد الصليب)؟!. هناك جدل حول العبارة وهذه محاولة لإيجاد تفسير جديد للعبارة الجدلية عبر الادلة المحددة التي نقول بها هنا كما زعمنا بمرجعية نوع الحقيبة الشعري كله في الزجل.

---
التعديل: أخطاء فنية

Post: #123
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: عزيز
Date: 08-31-2018, 03:08 PM
Parent: #121

Quote: إذا تطابقت معظم هذه الصفات على العمل المقارن نقول برمجعية القصيدة المحددة لنوع الزجل وهو نمط شعري صنعه الأندلسيون أيام مجدهم كما برعو فيه بعد إنهيار الأندلس في زجل الحنين إلى فردوسهم المفقود (الطبيعة الخلابة والخمر والحسان والغواني ودعة العيش) وقد أنتقل الزجل إلى الشرق فقلده المغاربة والعراقيون واللبنانيون والمصريون في ازمان سابقة وأخيرآ السودانيون فيما يسمى بأغاني الحقيبة "حسب تقديري الذاتي، الذي أسعى للتحقق منه".. و سلسلة هذه المقالات تأتي على هامش البحث وليست بالضرورة هي البحث ذاته.



الأخ محمد جمال
لك التحية

كيف تمت هذه الصلة بين شعراء وشعر الأندلس وشعراء وشعر ما سمي بالحقيبة؟

وهل هناك مدرسية شعرية في السودان ذات صلة وجذور ومنهج بما أنتج في الأندلس أم هو الشعر العربي الذي نشأ في شبه الجزيرة العربية منذ جاهلية العصر ثم صدر الإسلام الأول ووجد مكانة في الدولة الأموية ثم إنتعش وتتطاول مع الدولة العباسية مع فتوحاتها شرقاً وغرباً بذات الأوزان والبحور عبر البحار..
ونال السودان نصيب مع عبدالله بن إبي السرح وثقافة الجزيرة العربية لغةً وشعراً ..

شعراء قصائد ما سُمي بغناء الحقيبة الأوائل كانوا شعراء رباعيات دوبيت قبل أن ينظموا الشعر الغنائي الحسي والوصفي والعاطفي وهذا التحول بدأ بعد إنتهاء حكم الخليفة عبدالله التعايشي الذي منع الغناء. وتاريخ ما قبل المهدية لم يصلنا إلا أبيات بسيطة جداً لمغنيين في الأصل أنهم شيوخ وأهل دين وستجد الأمثلة في (كتاب تاريخ الغناء والموسيقى الجزء الأول للأستاذ معاية يسن) وبعض أهازيج الحماسة في الحروب..
مع الفتح الثنائي الأنجليزي المصري دخل فن غناء جديد على السودان أنذاك من شمال الوادي في شكل القصيدة أو الكلام المغناة وهذا ما حفز شعراء الدوبيت لنظم قصائد تحاكي أو تجاري ذلك الفن ولأنه ليس هناك مغنيين فقد إستعانوا بالمادحين ونظموا قصائدهم مجاراة لألحان المديح وأشهر مغنيين ذلك الزمان الفنان (محمد ود الفكي) وكان مادحاً وكان والده شيخاً جليلاً.
ثم تطور هذا الضرب من الغناء بالرحلات التي بدأت تتكثف بين شمال وجنوب الوادي وساهم في ذلك (دمتري البازار) صاحب المكتبة ووكيل الكثير من المجلات والصحف المصرية أنذاك ثم كان أول المنتجين لإسطوانات للعديد من مغنيين ذلك الزمان..

المسافة بين الأندلس والسودان في ذلك الزمان بعيدة جداً إلا من كتب ومؤلفات قد تكون وصلت لايدى هؤلاء الشعراء ولكن المهتمين بأمر الأغنية السودانية لم يتطرقوا بل لم يجدوا صلة بين الفنين في البلدين من ناحية النظم الشعري والغنائي لأننا كان الأولى بنا أن تصلنا الموشحات الأندلسية وهي أشهر غناء ذلك الزمان في النظم الشعري واللحني الغنائي وهذا مالم يحدث ..

أرجو أخي الكريم أن تأتي بحلقة الربط بين هاتين الحقبتين بدليل بحثي قوي نتخذه حجة على ما توصلت إليه ( حسب تقديرك الذاتي ) كما ذكرت في المقتبس أعلاه..

لك ولزوار البوست التحية والتقدير
عبدالعزيز خطاب

Post: #122
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-31-2018, 02:22 PM
Parent: #120

المداخلة الأخيرة وردت هنا بالخطأ. . ساحولها لاحقا إلى البوست المخصص للنماذج. . هذا البوست لنقاش خلاصات البحث بشكل شامل فالبحث أشمل من نمطية الحقيبة الشعرية أو كما جرى وفق خطته المعلنة.

Post: #124
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-31-2018, 07:24 PM
Parent: #122

أهلا عبد العزيز خطاب من جديد
Quote: أرجو أخي الكريم أن تأتي بحلقة الربط بين هاتين الحقبتين بدليل بحثي قوي نتخذه حجة على ما توصلت إليه ( حسب تقديرك الذاتي ) كما ذكرت في المقتبس أعلاه

المقتبس قديم جئت به من الفيسبوك مجددا للنقاش حول الأمر الهام للأسباب التي قلت بها (العلم ).. البحث انتهى منذ عدة شهور مضت. وفي هذا البوست نتيجة الخلاصات وورد فيها كيف وصل الزجل للسودان ومن يملك أسراره الفنية ويعرف مرجعياته النمطية.






Post: #125
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-01-2018, 01:35 AM
Parent: #124

تحياتي أستاذ عبد العزيز خطاب،

Quote: دخل فن غناء جديد على السودان أنذاك من شمال الوادي في شكل القصيدة أو الكلام المغناة وهذا ما حفز شعراء الدوبيت لنظم قصائد تحاكي أو تجاري ذلك الفن ولأنه ليس هناك مغنيين فقد إستعانوا بالمادحين ونظموا قصائدهم مجاراة لألحان المديح وأشهر مغنيين ذلك الزمان الفنان (محمد ود الفكي) وكان مادحاً وكان والده شيخاً جليلاً.

Quote: ثم تطور هذا الضرب من الغناء بالرحلات التي بدأت تتكثف بين شمال وجنوب الوادي

وربما لا احصر نفسي أو اكتفي بما أوردته أعلاه، ولكن شكرا جزيلا على أثارة بعض أسئلة السياق التاريخي الإجتماعي وبعث حمية التحريات في السيرورات التي أنتجت فن الحقيبة.. في رأيي أن هذه هي الأمور التي أهملها مبحث محمد جمال تماما، ولكنه مع ذلك لم يتوانى عن بناء قلعة من الشبهات السياسية ومدافعها مصوبة على الحقيبة وما أبعد، بل وقد تصيب قوما بجهالة كما سيحس كل من يقرا عن إشارات جمال إلى علاقات أهل الحقيبة بالمؤسسة السياسية الاستعمارية سواء المصرية أو الانجليزية على تناقض بينهما بائن في وقت نشوء الحقيبة!!
++++

وتعليقا على التالي من قولك:
Quote: المسافة بين الأندلس والسودان في ذلك الزمان بعيدة جداً إلا من كتب ومؤلفات قد تكون وصلت لايدى هؤلاء الشعراء ولكن المهتمين بأمر الأغنية السودانية لم يتطرقوا بل لم يجدوا صلة بين الفنين في البلدين من ناحية النظم الشعري والغنائي لأننا كان الأولى بنا أن تصلنا الموشحات الأندلسية وهي أشهر غناء ذلك الزمان في النظم الشعري واللحني الغنائي وهذا مالم يحدث ..

المدارس موجودة منذ منتصف العهد التركي وأذكر كأمثال رفاعة رافع الطهطاوي مثلا، وثم كلية غردون، وجود الفقهاء الأزهريين، وتكاثر الدارسين بالأزهر من ابناء السودان، والتواصل الشعبي مع مصر والمصريين الخ الخ إلخ كل هذا لا يمتنع معه أن تصلنا الموشحات والأزجال الأندلسية والمملوكية والمصرية المحدثة كما في غنائهم كما أشرت أنت أو في الكتب ومن الدرس..
من ناحية أخرى، الأزجال أقرب للغناء من الموشحات، وقبلا، فغناء السودان ومدائحه ودوبيته وغيرها، كلها زجل سوداني.. وكذا فالموشحات أصلا قد كانت أثرت على الزجل كالذي في الكتب حيث وجده السودانيون، وعلى بعض بنيته التي تبناها الزجل الحقيبي بتعديلات.. نفس المراجع التي تؤرخ وتدرس الزجل فهي توفر درسا وتأريخا للموشح، ولكن الموشح فصيح والغناء بوقتها سيحتاج للعامية.. لاحقا مع التطورات اللحنية، فقد تغنى السودانيون بالموشح (كللي يا سحب تيجان الربى) مثلا!!
أما الصلة بين الزجلين، بل وربما بالموشح نفسه كهيكل وبنية انسربت في الزجل، فتوجد شواهد عليها، فضلا أنظر في هذا البوست كله، للنظر في الشواهد الزجلية التي قارن بينها محمد جمال.. وأما عن بنية الموشح في الزجل فرجاء قل ما ترى فيه عن هذه المداخلة Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعمRe: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم ...
والمداخلات تالياتها بخصوص علاقة الموشحات والحقيبة عبر الزجل..

=====
إذن، أعتقد أنه وعبر جهد واضح فقد تمكن جمال من ايراد الشواهد الجمّة المقنعة على أن زجل الحقيبة يشابه زجلا آخر هو الزجل في أنساقه التاريخية المغاربية والمشرقية التي أصولها في الزجل الأندلسي بأشكاله الموثقة أدبيا، شواهده على ذلك وافرة جدا ومقنعة.. وهذا انجاز معرفي حتى ولو لم يقتنع به الجميع فسيفتح أبوابا للباحثين ولدراسة الشعرية العامية السودانية على مستويات أكثر عمقا مما هو حاصل..

ولكن،
كثر قد كانوا يعرفون مسبقا أن كل شعر عامي أو دارجي فهو زجل، وأن شعر الحقيبة زجل وغالبه على نسق راق جدا متصل بالأداب الفصيحة وليس فقط بالعامية، ولقد طالما سمعنا الناس قبلا وهم يقارنون بين الحقيبة والأداب القديمة ويحتارون كيف قال هذا الشاعر أو ذاك تلك القصيدة واين وجد هذا التعبير وهو غير المتعلم ولم يرتاد المدارس وهكذا الإعجابات الحيرى! وهذا حديث ينقصه الكثير وأيضا فهو لا يراعي لسيرورة انوجاد المعارف والثقافة واللغة السودانية وعلاقات ذلكم بالتاريخ وحراكات المجتمع.. ومن هنا تأتي أهمية طرح الأسئلة عن لماذ يقولون بمثل هذا التشابه، وهو ما فعله جمال بتوفر شواهده عن علاقة شعر الحقيبة بالزجل الأندلسي المملوكي وقد توصل فيها إلى نتيجة هي بالتأكيد أوثق من إشارات السابقين، وأوافقه عليها..

ولكنني، في سياق السيرورات الاجتماعية، سأفهم هذه العلاقة الزجلية الاستعادية في السياق الجدلي العام وتبعا فاسأعزوها لسيرورة في الجدل الحضارى كما حاولت في المداخلات بعاليه، وليس أكتفي بمحض الاصطناع الاستعماري!!
نظرية المؤامرة (الجيمسكرية الطوسونية) مثلا، لن تكفي معرفيا لشرح حالة وكل ظروف نشأة فن الحقيبة على ما نشأت عليه. لن تفي بالغرض التحليلي.. السؤال الحقيقي هو كيف تحدث كمثل هذه الانتقالات والتحولات الثقافية ووفقا لأي شروط اجتماعية وتاريخية؟؟

نعم هناك تشابه بين الزجلين.. ولكن ماذا قبل ذلك؟ ما الذي أدى إليه؟ إجابة الاصكناع الاستعماري لا تكفي! السؤال هو كيف حدث هذا التشابه على بعد الشفة الزمانية.. البديهي هو ألا يفترض ولا يمكن التعامل مع الأمر وكأنه حالة ستاتيكية لا جدلية جامدة وخلوا عن أي تفاعلات وانفعالات، كهذا الجمود السلبي لا يحدث في أي مجتمع ولا أي ثقافة.. لا زجل ولا أي فن آحر يمكن أن ينشأ من قسر سلطوى ويندغم في الذائقة خلال ربع قرن فقط!! هذا مستحيل، محمد جمال نفسه يعلم ذلك جيدا ولكن للغرابة الشديدة فإن مبحثه هذا يتجاهل المؤدى الأعمق لعبارة صحيحة جدا وكثيرا ما رددها هو؛ ما كان بالإمكان غير ما كان وإلا لكان.. وعندما حاولها مع الحقيبة، فقد أهمل الغابة وركز على شجرة الاصطناع الاستعماري.. هذا يذكرني بمقولة أخرى لجمال؛ عن نزوع سوداني قديم ومتصل نحو الشمال والشرق الحضاري، أي لحيث ما وصلتنا منه مؤثرات الزجل الأندلسي المماليكي، ولكنه هنا فأيضا يهملها في ضمن اهماله للتداخلات والتفاعلات ولسيرورة تجلي مثل هذا المنزع في الثقافة العامة عبر شعر وفن الحقيبة.
أشياء كثيرة قد قيلت في هذا البحث هنا ـ سوى الجانب الأدبي في علاقة الحقيبة بالزجل ـ ستحتاج إلى حيثيات أكثر وبأدلة أقوى من مجرد القرائن الظرفية ومن إثارة الشبهات حول مؤامرة سياسية، وستحتاج إلى نظرة كلية تشتمل على مجمل غابة حراك الواقع الإجتماعي الثقافي وليس إلى أكبر أشجارها السياسية فقط..

وشكرا مرة أخرى أستاذنا العزيز.

Post: #126
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-01-2018, 12:18 PM
Parent: #125

هاشم بجي اساعدك معاك للنظر في الأسئلة
---هسا
البحث بدأ بست فرضيات تم امتحانها .. سنة 2017 الكلام دا.. والبحث انتهى في سبتمبر 2017 بالخلاصات التي امامنا الآن.
وعندما نشرت الفرضيات في مايو 2017 أحدثت صدمة للكثيرين (أصحاب العقول المطمئنة) وتعرض البحث في البداية لهجوم حاد ومحالات تعطيل .. وقد كتبت أنها عدة مقالات أشرح فيها أهمية البحث ومبرراته.. وعندما خرجت النتيجة بتلك الحيثيات رجع الكثيرين من خانة الهجوم الأعمى من باب الغرام إلى خانة التأمل وإعادة النظر العقلانية والغرام هو ذاته الغرام.. الحقيبة إبداع باهر لكن لا شي فوق العلم.. المداخلة المقبلة سأضع مقاطع من الردود الشارحة للبحث وأهميته لحظة البداية منتصف 2017.





Post: #127
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-01-2018, 01:04 PM
Parent: #126

هاشم دايما عندك إضافات مفيدة وأسئلة جديدة:
Quote: نعم هناك تشابه بين الزجلين.. ولكن ماذا قبل ذلك؟ ما الذي أدى إليه؟ إجابة الاصكناع الاستعماري لا تكفي! السؤال هو كيف حدث هذا التشابه على بعد الشفة الزمانية.. البديهي هو ألا يفترض ولا يمكن التعامل مع الأمر وكأنه حالة ستاتيكية لا جدلية جامدة وخلوا عن أي تفاعلات وانفعالات، كهذا الجمود السلبي لا يحدث في أي مجتمع ولا أي ثقافة.. لا زجل ولا أي فن آحر يمكن أن ينشأ من قسر سلطوى ويندغم في الذائقة خلال ربع قرن فقط!! هذا مستحيل، محمد جمال نفسه يعلم ذلك جيدا ولكن للغرابة الشديدة فإن مبحثه هذا يتجاهل المؤدى الأعمق لعبارة صحيحة جدا وكثيرا ما رددها هو؛ ما كان بالإمكان غير ما كان وإلا لكان.. وعندما حاولها مع الحقيبة، فقد أهمل الغابة وركز على شجرة الاصطناع الاستعماري.. هذا يذكرني بمقولة أخرى لجمال؛ عن نزوع سوداني قديم ومتصل نحو الشمال والشرق الحضاري، أي لحيث ما وصلتنا منه مؤثرات الزجل الأندلسي المماليكي، ولكنه هنا فأيضا يهملها في ضمن اهماله للتداخلات والتفاعلات ولسيرورة تجلي مثل هذا المنزع في الثقافة العامة عبر شعر وفن الحقيبة.
أشياء كثيرة قد قيلت في هذا البحث هنا ـ سوى الجانب الأدبي في علاقة الحقيبة بالزجل ـ ستحتاج إلى حيثيات أكثر وبأدلة أقوى من مجرد القرائن الظرفية ومن إثارة الشبهات حول مؤامرة سياسية، وستحتاج إلى نظرة كلية تشتمل على مجمل غابة حراك الواقع الإجتماعي الثقافي وليس إلى أكبر أشجارها السياسية فقط.


طبعا البحث لم يجب على كل شي لأن هدفه ومساحته محدودة وفق فرضياته التي تم امتحانها بصورة علمية ومحايدة كما ارى.. وتدور حول نقطتين في الاساس 1- نمطية شعر الحقيبة اي مرجعية النوع الشعري المحتملة 2- الخلفيات السياسية والاجتماعية التي نشأ في زمانها فن الحقيبة.. وليس ابعد من ذلك.. مثلا البحث لم يتناول الجوانب الإبداعية ولا الحان وإيقاعات الحقيبة ذلك شي آخر وربما هناك المزيد من الجوانب تحتاج بعد البحث والنظر.

ونحن هنا ندلي بآرائنا داخل وخارج قناعتنا ببعض نقاط البحث.. ودا مطلوب عشان اتساع دائرة النظر كمان مطلوب أبحاث جديدة جادة وليس مجرد مقالات وهجومات ودفاعات وجدل دائري ازلي.

ملاحظة: الآن نحن نتحدث فقط عن خلاصات البحث أما البحث ذاته بتفاصيله لم ينشر بعد لأسباب نقص التمويل.. القصة مكلفة بالنسبة لي وهو بحث ذاتي (جهد ذاتي حر ) أخذ مني قرابة العام ويحتاج بعد للجمع والتحرير وترتيب ثبت المراجع والطباعة والنشر.

Post: #128
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-02-2018, 02:19 AM
Parent: #127

سلامات يا محمد؛
تقول: أن المبحث يدور حول "نقطتين في الاساس
1- نمطية شعر الحقيبة اي مرجعية النوع الشعري المحتملة..
2- الخلفيات السياسية والاجتماعية التي نشأ في زمانها فن الحقيبة..
وليس ابعد من ذلك.. مثلا البحث لم يتناول الجوانب الإبداعية ولا الحان وإيقاعات الحقيبة ذلك شي آخر وربما هناك المزيد من الجوانب تحتاج بعد البحث والنظر."

نعم، إن محوري البحث معروفين، ولكن، لأسباب عديدة فإن الأسئلة عن هذين المحورين لا تفتأ توالد.. ورغم اتفاقي معك على استعادة وتقليد الحقيبة للزجل المملوكي الأندلسي ولاستعارتها كثيرا منه، وثم إشارتي لتقليد يتجاز مجرد الكلمات والأخيلة إلى الشكل البنائي نفسه لكثير من القصائد، مما يستفاد منه الدرس والمعرفة والتعمد، فإن هذا لا يحسم لي قضايا البوست المبحث.. ولذا أن غالب ما تبقى من أسئلتي فهو من نوع الأسئلة المضادة.. ذلك لأن ملخص البحث المطروح هنا ومن ثم إضافاتك في النقاش، يترك الكثير من الأسئلة معلقة أو قدم لها إجابات غير مقنعة؛ فمثلا من ضمن تفاصيل أخرى؛ لم يوفر هذا البحث من علاقات الزجلين السوداني والأندلسي المملوكي، سوى التشابهات اللغوية، ولم يهتم بسبر أثر هذا التقليد لا في الموسقة أو الأوزان ولا بتفاعله مع إرث الموسقة السوربية السابق والمعاصر له، ولم بيحدد في أي مراحل الحقيبة بدأ هذا التقليد وووإلخ من أسئلة...

ولكن الآن، فللتعليق على ما بالأحمر أعلاه؛

١) الحديث عن نمط ومرجعية النوع الشعري لابد أن يشتمل على تحليل الجوانب الفنية والبنائية واللغوية والوزنية (الجوانب الإبداعية) فيه وإلا فبم سيتم التنميط وكيف ستعرف حدود التقليد؟ هذا ما حوالت مقاربة بعضه.. هناك تقليد للزجل المملوكي الأندلس، إذن ما مداه وما تجلياته الأخرى ما بعد تشابهات اللفظية؟
غالب تركيز البحث هو عن الـ (صور وأخيلة ومحسنات وكلمات مفتاحية) المستعارة، محمولة على الألفاظ، ولكنه لم يقدم تفسيرا ثقافيا ولاحضاريا لذلك، كما فعل محمد المكي ابراهيم مثلا وحذوت أنا حذوه في ما كتب بأعلاه.. وكذا فقد أهمل البحث لكل الجوانب الوزنية والبنائبة ولتبدلات القوام الأساسي لقصيدة الحقيبة في العربية السودانية (السوربية) ولخصائها الأخيرة النحوية والصرفية والصوتية التي حتما ستنعكس على الإيقاع وعلى التصويت والوزن..!!
وقد قلنا: ما لم يثبت أن أوزان الحقيبة مفارقة للتقليد الوزني السوداني، فهي إذن في ضمن أنماطه، نعم استفادت من اللغة والأخيلة والبناء لزجلي السابق ولكن هذا محض تقليد بما يعنيه هذا المصطلح أدبيا، ولا شيء أكثر.. ذهبت أنا إلى أبعد من ذلك وقلت أن الشعر السوداني الفصيح بوقتها، فكله من شعر التقليد، وزدت بمحاولة تقديم تفسيرات لهذه الاستعادة التاريخية من مصادر بعينها عبر شرح للأوضاع الاجتماعية والثقافية اللغوية والحضارية التي أملت مثل هذا التقليد وفرضته في السيرورة الأدبية كلها.. ما الغريب إذن أن يكون شعر العامية الغنائي قد بحث عن مثاله من ذات عصر التقليد الذي امتّحت منه أداب الفصحى السودانية؟؟

٢) للأسف، فقد جاءت إشارات البحث إلى (الخلفية السياسية) محدودة براهن الوقت السياسي ومتعسفة ومبتسرة ومن باب توفير الموغات ولتأكيد مقولتك "بالاصطناع على عين الحكومة"!! فقد أهمل البحث أمورا من السياق السياسي لوقت هي في غاية الأهمية كمثل اندراج عدد من شعراء الحقيبة في الثورة والمقاومة! مثل هذا الإهمال لا يمكن عزوه إلا إلى تحيز مسبق بتجاه التأكيد على الإصطناع على عين القوى الاستعمارية.. وهذا مما يجب العودة إليه..

٣) أما "الخلفيات الإجتماعية" فقد أهملها البحث اهمالا ذريعا وتعامل معها على مستوى قشري وليس في المستوى الأعمق مما ظل يتراكم ويتلاطم على مدى أبعد كما يتوقع في التنامي الاجتماعي المطرد منذ سنار وحتى المهدية وبدايات تمدين المدن وأم درمان خصوصا وحتى هزيمة كرري واعادة الاحتلال؛ ولأثر كل ذلك في اللغة والأخيلة وفي تطورات وتفاعلات الذاتية الوطنية وفي تطلعات الأخيرة الحضارية والثقافية كما كانت، وبالتالي فيما تحتم من استعانتها بالماضي ولجوئها إلى التقليد.. هذا مما كتبناه بالأعلى فلم تعلق عليه، كما لم تعلق على سؤال قريب من التالي.

واليوم، في بوست يحي قباني عن الشاعر سيد عبدالعزيز، قرأت ما أورده أبوبكر (كان قد أشار إليه في البوست الآخر) عن صحيفة التحرير عن محمد جمال إنه قال:
{"وأشار الباحث جمال الدين إلى أن الكلمات المفتاحية نفسها (الراح والغزلان والرشا والكحيل والثغر والغصن الرطيب والقوام الممشوق والملاحة واللحاظ فتاكة والحواجب تقول هلال والخصر الأهيف وعيون المها وعلى شط النهر وعلى النجيلة جلسنا والرمان وإلخ) نفس الصناعة والإصطناع والأوزان الشعرية. الخلط نفسه بين الدارجة والفصحى. الهدف نفسه: شعر للغناء و”القعدات”. و ذات المواضيع: الغزل ووصف المرأة والطبيعة، والمدهش أن هناك أبياتاً شعرية كثيرة وربما قصائد كاملة متطابقة في الكلمات والمعاني والأوزان، والعجيب أن الأخيلة هي ذاتها لا شيء جديد.. وهذا أخطر شيء.. أهم شيء .. الأخيلة أي الصور الشعرية هي ذاتها. إذن ما الجديد!.. ماهي دواعي فخرنا بالحقيبة إن ثبتت كل أو بعض هذه المزاعم؟"} صحيفة التحرير
هذه الظلال السالبة مكثفة هكذا وكأن المبحث قد ختم على مقولاته بحكم قيمة سلبي، جعتلني، ولأول مرة، اقرأ ما جاء عنوان هذا البوست (الحقيبة أصلها زجل أندلسي) بعين متشككة وليست راضية.. كنت أظن أن البحث عن الأصل هنا هو من باب اثبات كيف تم التجديد عبر التقليد.. وللكشف عن ملابسات هذا التقليد.. وأن كل ذلك من الموضوعي والمعتاد أدبيا ولا عيب فيه ولا يذهب بالفخر..

الكلمات المفتاحية والأخيلة وحتى الأجواء والبنية في كثير من زجل شعر الحقيبة وليس كله، المستعارة والمستعادة والمقلدة للزجل القديم، أيا كان مصدره، ليست عيبا يورث الخزي وينفي الفخر!! ألست أنت الذي تقول أن ليس من أغراض هذا المبحث أن يصدر أحكاما بالقيمة؟؟ أهل سؤال مثل (ما هي دواعي فخرنا بالحقيبة) لا يتضمن حكما بقيمة سالبة!! في الحقيقة أظن أن لفخر بالحقيقة واجب ومستحق لها.. الحقيبة، عبر التقليد والتجويد، هي أولى عتبات الحداثة الشعرية والغنائية السودانية..

ولكن، على هذا النهج التسليبي، هل يمكنك اعتبار أن استعادة وتقليد عصر النهضة الأوروبي للأرث الهيليني، أمرا تافها لا يستدعي الفخر، لا جديد فيه ومنقصة فيه يعاب عليها؟؟!!
في اعتقادي؛ أن أحكام قيمة سلبية كهذه ما كان سيمكن تفاديها طالما أن يريد تمرير الفكرة بأن الحقيبة فن مصطنع عن مؤامرة شعراء عملاء مع قوى استعمارية تريد أن تقمع نوعية غناء الفروسية السودانية الهميج للمشاعر الوطنية!! هذا تقريظ لمقدرات لم يدعيها الاستعمار لنفسه، لا غرو معه أن يتم تهميش المرحلة الغنائية الانتقالية التي مثلها محمد ود الفكي وقد أثبت أثرها إبراهيم بابكر العبادي، رائد الحقيبة المتهم في إشارات البحث بالعمالة الإستعمارية! وهكذا فالبحث يتجاهل السيروة الثقافية الإجتماعية التي نشأت فيها الحقيبة ويركن إلى تفسيرات أسهل كافتعال الحقيبة قسرا عبر تدخلات سلطوية، سواء نسبت إلى جيمس كري أو إلى عمر طوسن!! هل هذا هو السبب في الشعور بالعار من وبالتالي الدعوة لعدم الاحتفاء بالحقيبة؟؟ ولكن أولا: هل هو سبب حقيقي؟؟!!

بالأمس تساءلت في البوست الأخر:
على المستوى البنائي، بكم تقدر نسبة شعر الحقيبة الذي تظنه من النمط الزجلي المملوكي الأندلسي؟
وكم نسبة ما فارق ذلك النمط في شرط الطريقة والبنية؟
هل التقليد اللغوي وفي الأخيلة والصورة والتصورات، كاف لتصنيف القصيدة زجلا مملوكيا أندلسيا أم لابد من تأثر بنيتها ببنى ذلك؟
لأي مدى تمت سودنة بنية هذا النمط، بالإضافة طبعا لسودنة لغته، خلال اندراجه في الحداثة الأدبية؟
على مستوى الأوزان الشعرية، وهي رهن اللهجة وطريقتها العامية، هل هناك أي إشارة لتطور وزني في شعر الحقيبة انطلاقا من بنية الدوباي التقليدية؟


وهي في رأيي أسئلة مهمة جدا وليس فقط لسبر غور ما جرى من تقليد لزجل الأندلس وفنونه، بل لحسم موضع الحقيبة في مقصورة القيمة الأدبية والغنائية أو الحكم برميها في سلة مهملات عدم القيمة كما يشي المقتبس عن صحيفة التحرير..

وهكذا يا محمد جمال فلتعذرنا، حتى وإن اكتفيت أنت من التعليق وتعتقد أن كل الحيثيات متوفرة فيما طرحت، فإنك أيضا تقول: أن المبحث موجود "هنا لأطلب معلومات جديدة" وتقول: أن هناك "المزيد من المهام ذلك أننا سننظر في إحتمالية وجود مرجعية للحقيبة بالمديح والقراءات الدينية والخلاوي وثقافة المسيد كما بالدوبيت والأنماط الشعرية السابقة للحقيبة ومن أهمها أغاني/أشعار الحماسة والمناحة. وسننظر أيضاً في المحيط الأقليمي مصر والشام والجزيرة العربية في تلك الحقبة الزمنية وما قبلها بقليل لنرى كيف الحال عند الآخرين.. هل عندهم أيضاً أزجال مثلنا أم شيء آخر.." وهو، مقروءا مع طرحك للمبحث على مشارع الحوار، فبمثابة دعوة للجميع إلى بسط الأراء..

هذا مثال من زجل لبناني من نمط (الشروقي) للشاعر (خليل ذوكر) ولد يوم نشأت الحقيبة، ولابد أن أصل زجله ككل زجل، ففي العصر المملوكي عن الأصل الأندلسي، لكنه وحتما زجل متأثر بالتراث السرياني وغيره هناك، وعلى ونمطه المنماز ووزنه الخاص (الوفائي) الذي لابد مستبط في ولعامية الشام.. وثم بعد فهو يشبه أزجال سيد عبد العزيز وصالح عبد السيد أبو صلاح، ولا أجد فيه ما يدعو إلى عدم الاحتفاء بل اعتبروه تطويرا في الزحلية اللبنانية؟
"يلِّي هديتك قَلِب حـب ووفـا مليان
وغنّيت فيكـي بِكر شـعري والهـامي
ياما وْياما نْظَمت بمحاسنك قُصدان
وما كان وادي الوفا يْردد صدى هْيامي
ضيَّعت عمري كَرامة حسنك الفتّان
يا غبن عمري وعَ شو ضيَعت إيّامي
لا قيس متلي وَلا إبنِ العُنَيْسِي كان
ولا كان حَرّ الجمر لولا مِـنِ غْرامـي
يعقوب تاني صُرُت بالنَوح والأحزان
وأضعاف زادت عَلى أبـواب آلامـي
ومع كلَ هيدا بْعذابي قابِـل وقنعـان
وبقــول بلكـي خَطَر لِك طَيـف قِدّامي
رفرف جناحو الفَنا وطيفك بَعِد ما بـان
ويا عينْ حاجي سَـهر عيفي البِكي وْنامي
الجـو لَوْ في نَقا كانْ غيَّـر العـدان
وكشَّـح عُيونِ الشَـقا من جوّ أوهامـي
يا وعـدْ مات الأَمـل بالعاشقِ الولهان
ونفّذ مَرامو الجَفـا بْقتلـي وإعدامــي
وما زال قلبك شَلَحْني بْعالم النِسـيان
خايـف يشـيب الصَـبا وتموت أحلامـي"

أرجو أن يتسع لنا صدرك يا محمد، وأن تتسع به دائرة البحث والنظر..



Post: #129
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-02-2018, 02:40 AM
Parent: #128

ابراهيم العبادي عن اتصال شعرية الحقيبة بما سبقها، وعن المجاراة والتطوير..
عن الارتفاع بالمعاني والاحتفاظ بالأوزان!!
تابع فيما بعد لدقيقة السابعة..


حوالي الدقيقة الثالثة، ابراهيم العبادي عن محمد ود الفكي والطنابرة ومحمد أحمد سرور.. سيرورة اتصال وتجاوز فني.. لا يمكن تجاوزها..



Post: #130
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-02-2018, 03:16 AM
Parent: #129

ومواصلة للتوثيق المهم،
السر قدور في تلخيص ثر جدا وبأمثلته،
عن نشأة الحقيبة وكيفيات تطورها،
لا شيء فيه يبدو تلفيقا أو عن وهم،

طنبرة ـ صدحة ـ أغنية،، غنا جديد.. حقيبة
توثيق مهم لأول أغاني الحقيبة.. راجع فيدوهات العبادي أعلاه لمعرفة أصلها الذي تطورت عنه..



ببكي وبنوح وبصيِّح لي الشوفتن بتريِّح .. أول أغنية حقيبة..
هي التطوير المديني لما أنشده العبادي بأعلاه من شعر شاعر أخر من منطقة ما بين كبوشية وشندي، بلاد ود الفكي!! وفيها احتفاء تشجيعي بقدرات سرور اللحنية واحتفال بها.. غنها أول أغنية حقيبة على الإطلاق!! أنظر لما وصلت إليه من عبقرية بنائية ولغوية رهن سنوات قليلة.. لا بد أن جهدا معرفيا وتجريبيا وتنافسيا كبيرا قد بذل لانجاز مثل هذا التطوير المطرد السريع جدا!!

لاحظ للبناء التقليدي والزجل أقرب للهزج والحداء بلحن تقليدي سريع الإيقاع ولللغة المدينية جدا.. قارن اللحن بأحمد عمر الرياطابي في (أم در يا ربوع) التي يمكن أن تكون مثالا منطقيا لطريقة ود الفكي.. في كل هذا ابعاد اجتماعية ولغوية وثقافية وحضارية لا تخفى وتؤكدها استدعاءات تاريخية متعمدة لدرجة التكلف:- أنظ كيف قال عينيك (حروب ربيعة)!!.. مجاز عن أثرها الفتاك جدا، ولكنه مجاز في غاية الافتعال المثقف مقصود لذاته من هذا الطليعي وليخدم الذاكرة الحضارية التي يجب أن تستدعى ولو باستدعاء تاريخ حرب البسوس التي هي حروب ربيعة (البسوس كانت بين قبيلتين؛ بكر وتغلب كلتاهما من بني ربيعة) وهكذا يتنسب بعض العبابدة أهل الشاعر وكذا جيرانهم الكنوز، مما يجعلها أيضا استعارة قريبة لوعي الشاعر..


Post: #131
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-02-2018, 10:51 PM
Parent: #130

هاشم.. يومك بركة وخير.. شوف الرابط دا ونرجع لهنا

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535822498.html


Post: #132
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-03-2018, 04:34 PM
Parent: #131


ابن حجة الحموي خاض صراعا قويا مع الزجالين المصريين واتهمهم بسرقات واسعة للزجل الاندلسي والشامي.

كتب ابن حجة الحموي كتابه عام 1420 بلوغ الأمل في فن الزجل جمع فيه ما قيل في فن الزجل، ونشأته، وأول من كتب فيه ونسج فيه على منوال صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمرخص الغالي) واقتفى آثاره، وربما نقل عنه الكثير في فن الزجل.
وقد خاض ابن حجة صراعا قويا مع الزجالين المصريين واتهمهم بسرقات واسعة للزجل الاندلسي والشامي.. وردوا عليه بذات الطريقة وكتبوا فيه كتاب خاص أسموه: الحجة في سرقات ابن حجة.. في حدود العام 1425.

والزجل تحديدا قابل للانتحال كون كثير منه مثل غنا البنات في السودان فن شعبي أحيانا لا يعرف مؤلفه من كثرة الإضافات للقصيدة الواحدة حتى تتناسل في عدد غير محدود من النسخ.

ولاحظت أن المعركة مع ابن حجة (شامي عاش بمصر) كانت حضارية في معظمها وكانت ذات فائدة كبيرة للمشهد الثقافي انذاك وربما لازمان كثيرة لاحقة وحتى الآن.

الحقيبة زجل بديع متطور وربما هو أجمل ما كتب في تاريخ الزجل على مر العصور غير أن الآخرين لا يعرفون اصلا ان بالسودان زجل وزجل من هذا النوع الفخيم الباهر حد الدهشة مما حجم انتشاره ابعد من السودان.

Post: #133
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-03-2018, 04:34 PM
Parent: #131


ابن حجة الحموي خاض صراعا قويا مع الزجالين المصريين واتهمهم بسرقات واسعة للزجل الاندلسي والشامي.

كتب ابن حجة الحموي كتابه عام 1420 بلوغ الأمل في فن الزجل جمع فيه ما قيل في فن الزجل، ونشأته، وأول من كتب فيه ونسج فيه على منوال صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمرخص الغالي) واقتفى آثاره، وربما نقل عنه الكثير في فن الزجل.
وقد خاض ابن حجة صراعا قويا مع الزجالين المصريين واتهمهم بسرقات واسعة للزجل الاندلسي والشامي.. وردوا عليه بذات الطريقة وكتبوا فيه كتاب خاص أسموه: الحجة في سرقات ابن حجة.. في حدود العام 1425.

والزجل تحديدا قابل للانتحال كون كثير منه مثل غنا البنات في السودان فن شعبي أحيانا لا يعرف مؤلفه من كثرة الإضافات للقصيدة الواحدة حتى تتناسل في عدد غير محدود من النسخ.

ولاحظت أن المعركة مع ابن حجة (شامي عاش بمصر) كانت حضارية في معظمها وكانت ذات فائدة كبيرة للمشهد الثقافي انذاك وربما لازمان كثيرة لاحقة وحتى الآن.

الحقيبة زجل بديع متطور وربما هو أجمل ما كتب في تاريخ الزجل على مر العصور غير أن الآخرين لا يعرفون اصلا ان بالسودان زجل وزجل من هذا النوع الفخيم الباهر حد الدهشة مما حجم انتشاره ابعد من السودان.

Post: #134
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-07-2018, 07:50 AM
Parent: #133

بوست النماذج بالجوار مكمل لهذا البوست.. عشان ما ننسى!

Post: #135
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-07-2018, 12:43 PM
Parent: #134

مساءك خير يا محمد،
ياخي أرغب جادا في التفرغ لملاحظة أو اثنتين هنا أختتم بها سياحتي (السفاري) معك.
لكن (بوست النماذج الذي في الجوار) لا ينيء يتجاذبني بما تبقى وما يستجد فيه، وكالعادة يحيلني
من إضبارة طموح إلى أختها الأطمح.. وبعدي مقيم على مقولتك (التشابه/التطابق) أحاول أفكفك عقدتها!
اليوم اضطررت أرجع وأقرأ في بوستك (سكان السودان ومصادر العربية)، وفي بوست (الآيدلوجيات)،
وبكرة خايفك تجيبلك بوستن جديد... خليني أخت روابطهن هنا، فهن مرتبطات.

الأيدلوجيات:-
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535822498.html

النماذج:
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html

سكان السودان ومصادر العربية:
سكان السودان عبر القرون (ومتى وكيف سادت اللغة العربية ولماذا) بحث تفاعلي!سكان السودان عبر القرون (ومتى وكيف سادت اللغة العربية ولماذا) بحث تفاعلي!

====== وإلى حين عودة ======
شفت دي؛
Quote: الآخرين لا يعرفون اصلا ان بالسودان زجل، وزجل من هذا النوع الفخيم الباهر حد الدهشة
فخيم باهر والنعم، ولكن كيف كلام لا "يعرفون" دا يا محمد؟
فخامته قد لا تناسب ذائقة عامياتهم ولا أوزانه قد تتفق مع تنغيمها، لا تثريب.. هكذا حال العاميات.. ولكنهم لو سمعوه سيعرفون أنه زجل..
ربما لن يلاحظوا للشبه بينه وبين الزجل الأندلسي المملوكي، ولا لفرط التقليد ولا لأسباب ذلك.. ولكن أي مهتم من الآخرين أو من عندينا،
فهو سيعرف أن كل أنماط شعر العامية العربية في السودان هي زجل.. وذلك بمحض أنها شعر عامي عربي، فهذا هو تعريف الزجل!!
الآن لا يوجد أي شخص عادي في أي مكان (من البحرين إلى تطوان) يسمي زجلهم زجلا،، تتعدد الأسماء وووو وهو زجل!!
فقط الشوام هم من يجمعون كل مسميات أنماطهم تحت اسم الزجل، ونجمع نحن أنماطنا تحت مسمى الشعر الشعبي أو العامي وما إلى ذلك..
وحتى في الشام فكل نمط له اسمه الخاص بحسب غرضه وبنيته وشكله وووو..
وبأعلاه أمثلة من الخليج واليمن والعراق والمغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان ومن أي مكان!!
ربما أمكننا اتهام صلاح أحمد محمد صالح باستسهال تسمية النمط على حقيبة لا معنى لها، فجهجنا!
أو ربما كان أولى به أن يتشاور مع العبادي فحتما لوجد لها هذا الأخير اسما أوقع وأميز، بل ربما لأسماها زجلا، فهو عارف بـ"التقليد"..
ظني أن طموح مبحثك أكبر من مجرد تنميط الحقيبة زجلا، أو حتى زجلا مقلدا، لا شيء في ذلك يبدو طموحا بما يكفي.. أو هكذا استفدت حسب قراءتي اليوم..

هسع الأفكار دي الواحد يتفاكرهن وين؟ هنا ولّ هناك ولّ هناك؟

كن بخير..

لحين عودة، لو فرغنا من قضايا النماذج والأصول والفرق بين التطابق والتشابه..

Post: #136
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-07-2018, 01:58 PM
Parent: #135

هاشم أحييك على الاجتهاد
Quote: ربما أمكننا اتهام صلاح أحمد محمد صالح باستسهال تسمية النمط على حقيبة لا معنى لها، فجهجنا!
أو ربما كان أولى به أن يتشاور مع العبادي فحتما لوجد لها هذا الأخير اسما أوقع وأميز، بل ربما لأسماها زجلا، فهو عارف بـ"التقليد"..
ظني أن طموح مبحثك أكبر من مجرد تنميط الحقيبة زجلا، أو حتى زجلا مقلدا، لا شيء في ذلك يبدو طموحا بما يكفي.. أو هكذا استفدت حسب قراءتي اليوم..

هسع الأفكار دي الواحد يتفاكرهن وين؟ هنا ولّ هناك ولّ هناك؟

كن بخير.


وانت بخير.. حاجة سريعة.. صلاح أنكر أن يكون هناك حقيبة مادية توضع بها اسطوانات وقال إنه مجرد اسم لبرنامج يبث أغنيات سودانية غير معروفة للناس انذاك وتبث من إذاعة لندن (الوثيقة جاهزة وواضحة وحاسمة وعندي صورة وصوت ومكتوبة ).

الزجل في الاصطلاح ليس هو الزجل في اللغة بالتالي النمط زجل معروف انه اندلسي النشا وعنده إرثه الخاص وبقية الإنماط العامية عندها أسماء مختلفة وان قيل أنها زجل مرة من المرات فهو صحيح من الناحية اللغوية لا الإصطلاحية (معليش لو جطتك هنا شوية، ح أشرح أفضل في المستقبل ).

انت دائما بتجي بي شي جديد.. لكن اعرف ان المادة التي تعالجها مشتتة وكثيرة الكم.. لذا انا بقدر اشوف "العضة" وين من كلامك وبستفيد منه فايدة كبيرة وعلى امل تطوير المحاولات البحثية الأخرى الجارية وفي فكرة السودان200.
حاجة أخيرة في الحتة دي.. احسن نوحد الكلام هنا (كلامك انت دا ) أنا ح أجيب الأسئلة والوثائق هنا من بوست النماذج وتاني كفاك مساسقة. . اغفر لينا ياخ :) .

Post: #137
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-07-2018, 02:28 PM
Parent: #136

نرجع للأسئلة ونجي بالوثائق الممكنة في شكل صور من كتابي مبارك المغربي والطيب ود الرضي.. وهذه الأسئلة للتامل ثم نطلع على الوثائق التي قد تبرز النظام الصارم الذي كان متبعاً تلك الأيام

Quote: متى بدأت مرحلة شعر الحقيبة.. كم استمرت.. كيف انتهت ولماذا.. ثم من هم شعراء الحقيبة ولماذا لا يوجد أي شخص خارج الدائرة المعلومة نظم على نهج الحقيبة تلك الأيام أو بعدها؟.وأسئلة أخرى: هل توجد مقالة أو رسالة أو كتاب أو مذكرات خلفها شعراء الحقيبة ولو كانت رسائل للأصدقاء أو خطابات غرامية في الفترة من 1921-1950؟. وهو الزمن الذي عاشته نمطية الحقيبة.هل كان يحق لأي سوداني النظم على نهج الحقيبة؟.
هناك شعراء ذلك الزمان في كل مدن وقرى السودان يصنعون أنماط شعرية عمرها مئات السنين مثل الدوبيت والمسدار والمناحة والحماسة وما يزال الكثير من الناس يفعلون ويعرفون بالسليقة فن شعرهم.. لكن لا يوجد أي شاعر وعلى وجه الإطلاق (غير ال 16 المعلومين وهم زملاء واصحاب وجيل واحد) في موقعهم المحدد.. لا احد غيرهم نظم على نهج الحقيبة ولا توجد حتى مجرد محاولة.. لأنه غير ممكن!.

كمان لا توجد امرأة واحدة في حين كانت بنونة سنة 1818 وجاءت بعدها رقية وكانت قبلهما شغبة وبت مسيمس والمزيد!.. لماذا هذا الشعر (الحقيبة ) ذكوري بحت؟.

الأجابة على تلك الأسئلة ستكشف لنا الكثير مما خفي علينا حول الحقيبة!.. ح نقيف في الحتة دي بهدوء.. هناك بعض الإجابات الهامة اوجدها البحث وأخرى في انتظار الكشف حتى يكتمل علمنا بالشيء.

https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/

https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/

https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/



https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/

https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/


https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/


https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/

https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/

https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/

* أيام البحث في الحقيبة (أبريل/سبتمبر 2017) حصلت على مئات الوثائق شارك في جمعها عدد كبير من المتعاونين (البحث كان تفاعلي عبر الفيسبوك) .. الحقوق الأدبية ستكون محفوظة.

Post: #138
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-08-2018, 01:03 AM
Parent: #137

شكرا يا محمد، نظرت في الصور (عن الكتب) أعلاه، وأوافق بل أصلا أنا موافق قبل الصور، على كلما تحته خط منها... جماعة أو منتدى شعراء الحقيبة واستفادتهم العامدة من المصادر الأدبية. تمام، هذا هو ظني، وهو من المتفق عليه..
=====
كتب محمد جمال:
Quote: الزجل في الاصطلاح ليس هو الزجل في اللغة بالتالي النمط زجل معروف انه اندلسي النشا وعنده إرثه الخاص وبقية الإنماط العامية عندها أسماء مختلفة وان قيل أنها زجل مرة من المرات فهو صحيح من الناحية اللغوية لا الإصطلاحية (معليش لو جطتك هنا شوية، ح أشرح أفضل في المستقبل ).
يا عزيزي محمد، كلامي عن كون الزجل هو شعر العامية، صحيح تماما.. أنت إنما تحاول حصر الاصطلاح على (الزجل الأندلسي) لغرض في نفس يعقوب بحثك (الكلي) الذي من افتراضاته (الغير محسومة بعد عندي) أن الأندلس مصدر من مصادر العامية السودانية!! هذا يذكرني بتحذير (أبوالريش) من أن الانحياز المسبق لافتراضاتك قد يؤثر على نتائج المبحث!!
ولكن؛ الآن الآن لو سألت عارفا بأشعار اللهجات العربية: ما الزجل؟ فمباشرة سيفكر في الشعر العامي "الشامي" المعاصر وليس في "الأندلسي ولا المغربي".. هذه تسميتهم واصطلاحهم لشعر العامية الشامية المعاصر.. حتى الشوام لم يكونوا يسمونه زجلا فيما قبل بل بأسماء أخرى (كالقول والمعنّي والحدا).. نعم الاسم تاريخيا ارتبط بالأندلس حيث نشأ الفن، ولكنك لتعريف زجل الأندلسيين الآن، ستحتاج فوق الألف واللام إلى الإضافة أيضا حتى يفهم مرادك، ويجب أن تقول: (الزجل الأندلسي).. إما الحق الحق في الاصطلاح فهو أن؛ "الزجل هو فن شعر الغناء بالعامية".. وكل شعر عامي فهو زجل في البدء والمنتهى، ثم يمكنك بحث علاقته بأنماط أخرى أو بأول الفن في نمطه "الأندلسي" كما تفعل ونتفاعل معك هنا!!
أما الزجل لغة والعلاقة بين اللغة والمصطلح فها هو ذا في الويكيبيديا
Quote: مفردة (زجل) في اللغة العربية قبل أن يصطلح على استخدامها لفن الزجل الشعري، وسنستفيد من تتبع بعض المواضع التي وردت فيها قبل نشوء فن الزجل الشعري، لندرك السبب في اختيار مفردة (زجل) اسما لهذا الفن الشعري.
1- الدلالة الأولى: الرمي، عرف ابن المنظور مفردة (الزجْل) بتسكين الجيم بقوله: "الرمي بالشيء تأخذه بيدك فترمي به"، ومنه زجل الشيء يزجله وزجل به زجلا وزجلت به، ومن الأقوال الدلالة على استخدام مفردة (زجل) بهذا المعنى الحديث: "أخذ الحربة لأبي بن خلف فزجله بها فقتله" أي رماه بها، وحديث الصحابي عبد الله بن سلام: "فأخذ بيدي فزجل بي" أي رماني ودفع بي، وقال الشاعر: بتنا وباتت رياح الغور تزجله... حتى استتتب تواليه بأنجاد الغور: تهامة، وأنجاد: جمع نجد، وتزجله: أي تدفعه، ويقال: "لعن الله أما زجلت به"، "وزجلت الناقة بما في بطنها زجلا" أي رمت به.

2- الدلالة الثانية: (الزجل) بفتح الجيم، الصوت الصادر من الجمادات، وعرفتها الموسوعة العربية العالمية بـ"درجة معينة من درجات شدة الصوت، وهي الدرجة الجهيرة ذات الجلبة والأصداء"، ومن ما ورد في ذلك من الأقوال، قولهم: "سحاب زجل": إذا كان فيه الرعد، و"غيث زجل": لرعده صوت، و"نبت زجل": صوتت فيه الريح، ونجد شعرا للأعشى منه قوله: تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل، أي ريح مصوته، وقول أبو الرضا المعري: "عبرت بربع من سياث فراعني به زجل الأحجار تحت المعاول"، أي الصوت الصادر من جراء ضرب الأحجار بالمعاول.

3- الدلالة الثالثة: اللعب والجلبة ورفع الصوت، وخص به التطريب، كما جاء في معجم لسان العرب لابن المنظور، أو رفع الصوت المرنم كما جاء في الموسوعة العربية العالمية، فكان يطلق على صوت الحمام[يقال الزاجل]، ثم الصوت البشري المطرب. ومما ورد فيه من الأقوال، حديث الرسول محمد: "نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد"، وأنشد سيبويه: له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو زمير، وربما قصد به الغناء، فقيل: وهو يغنيها غناء زاجلا، "وقد يؤكد هذا الارتباط الدلالي بين كلمة زجل ومعنى الصوت العالي المنغم أن كلمة زجالة مازالت تطلق، في بعض الواحات المصرية، على جماعة من الشباب الذين يجتمعون في مكان بعيد ليؤدوا الرقص والغناء الصاخب بمصاحبة آلاتهم الموسيقية".

اصطلاحيا
يحاول صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمُرخَص الغالي) إيجاد تعليل للربط بين الاستعمال اللغوي والاستعمال الاصطلاحي، فيقول: "وإنما لا يلتذ به ويفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه حتى يغنى به ويصوت فيزول اللبس بذلك".
وهكذا غدت كلمة زجل في الدوائر الأدبية والغنائية مصطلحا يدل على شكل من أشكال النظم العربي، وأداته اللغوية هي إحدى اللهجات العربية الدارجة، وأوزانه مشتقة أساسا من أوزان العروض العربي، وإن تعرضت لتعديلات وتنويعات تتواءم بها منظوماته مع الأداء الصوتي للهجات، ويتيح هذا الشكل من النظم تباين الأوزان وتنويع القوافي وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومة الزجلية، غير أنه يلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من الوزن والقافية وعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزجلية الواحدة.
ونجد تعريفا أكثر تحديدا لأحمد مجاهد يعرف فيه الزجل بـ"شعر عامي لا يتقيد بقواعد اللغة، وخاصة الإعراب وصيغ المفردات، وقد نظم على أوزان البحور القديمة، وأوزان أخرى مشتقة منها".
ويظهر أن تعريفات الزجل لا تختلف عن تعريفات الشعر، والجدل الدائر حولها، إلا باستخدامها اللهجات العامية، وترك الفصحى، وهو ما عبر عنه صفي الدين الحلي بقوله -متحدثا عن موضوع كتابه (العاطل الحالي) وهو الفنون العامية- : "هذه الفنون إعرابها لحن، وفصاحتها لكن، وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب فيها حرام، وصحة اللفظ بها سقام، يتجدد حسنها إذا زادت خلاعة، وتضعف صناعاتها إذا أودعت من النحو صناعة، فهي السهل الممتنع، والأدنى المرتفع.".
السهل الممتنع والأدنى المرتفع هذا هو شعر الحقيبة مقارنا بأي شعر الفصحى..

هل رأيت هذا؛ {"تباين الأوزان وتنويع القوافي وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومة الزجلية، غير أنه يلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من الوزن والقافية وعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزجلية الواحدة. "} هذه هي الشروط البنائية والخصائص الهيكلية التي اختص بها الزجل الأندلسي ابتداء من محاكاته للموشحات، وثم رسخت واستمرت في زجليات المغرب، وحاكاها زجل العصر المملوكي كما وثقتهما الكتب، ولتحاكيها بآخرة أزجال الحقييبة في ضمن استعادة لغوية وبنيوية وحضارية لكل المنتظم الأدبي الماضوي، ومن ضمنه الزجل، كما توفر في المصادر، وتيسر بتفصح النموذج الأندلسي الذي قارب عامية عصر المماليك التي تتشابه مع عامية السودان الأوسط.. وهذا التشابه الأخير مما سيدل على أن غالب الأثر العربي في السودان الأوسط قد جاء من جهات الشمال المصري في عهد المماليك بالذات، وأن كلام يوسف فضل وآخرون، عن بني عرك وبني الجعد وعن جهينة وربيعة وغيرهم، هو كلام أقرب للصحة مما عداه.. ووووو.. أليس تفنيد هذا هو أيضا بعض الذي في نفس يعقوب المبحث؟؟


Post: #139
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-08-2018, 01:03 AM
Parent: #138

=========

وعلاقة الحقيبة بالحقيبة!!

كتب جمال
Quote: حاجة سريعة.. صلاح (يعني؛ صلاح أحمد محمد صالح مقدم برنامج حقيبة الفن) أنكر أن يكون هناك حقيبة مادية توضع بها اسطوانات وقال إنه مجرد اسم لبرنامج يبث أغنيات سودانية غير معروفة للناس انذاك وتبث من إذاعة لندن (الوثيقة جاهزة وواضحة وحاسمة وعندي صورة وصوت ومكتوبة ).
تاني يا محمد! دي حاجة لم افهم ضرورتها؟ والله صحي الاسم ما عندو معنى يساعد على تصنيف هذا النمط الزجلي الغنائي وهذا مما يؤسف له. ولكن فيديو الأستاذ صلاح مثبت في هذا البوست.. وهو أبدا لم ينكر.. بل قال ما يفيد بأن؛ في دورها الثاني من إذاعة (هنا أم درمان) فقد كانت توجد حقيبة بالفعل وأنه استخدمها فتحا وقفلا كمؤثر صوتي.. البرنامج (بالصدفة، شفت كيف!) من لندن بعهد الحكم الذاتي وقريب من عهد الاستقلال خلي بالك (في سنة ١٩٥٣ على نهاية أيام الاستعمار وبداية أيام مفاوضات الحكم الذاتي) كان اسمه (من تاريخ الفن السوداني). وأما من (هنا أم درمان) فقد كان الأسم الأول للبرنامج المهتم بغناء الحقيبة، هو "من اغنياتنا القديمة". ويبدو أن كلمة "حقيبة" أتت لاحقا (١٩٥٤) مع صلاح، كمجاز عن الذكريات الفنية اتفق له في ملابسات خاصة (حقيبة الذكريات/حقيبة أغنياتنا القديمة).. لا أفهم فيم سيفيد التكرار والاصرار على أنه لم توجد حقيبة حقيقية.. بل وجدت.. فضلا أستمع لتسجيل صلاح.. قال إن الاسم (حقيبة الفن) اسم (رمزي) يعني مجاز "لذكريات الماضي الفني" ولكن فعلا "كانت هناك شنطة تتبع لناس الأخبار، "شنطة تقيلة وليها طبلة كبيرة ومفتاح وليها صوت ينفع كمؤثرات صوتية"!! ممكن نقول أن هذه التسمية قد استسهلت الأمر ولم تنتبه لما قد تسببه من التباسات لاحقة تتعلق بالتصنيف الأدبي، وبتنميط زجل (الحقيبة)!! لاشيء أكثر.. ليست وهما وليست تضليلا.. وماذا لو أطلقنا على هذا النمط الزجلي السوداني، شديد التقليد للأنماط التاريخية المصدرية، اسم (زجل الحقيبة) ثم نشرح؟ لا شيء.
Quote: قصة التسمية: تبادر الى ذهن صلاح ان يسميها "من حقيبة الفن" لانه تصور انه سيفتح حقيبة تحوى نصوص و اسطوانات قديمة ينتقى منها لمستمعيه ويحكى لهم شيئا من تاريخها. قال صلاح:"كانت هناك حقيبة سوداء فى قسم الاخبار فى الاذاعة، وكان مقره انذاك فى الخرطوم، بينما كانت الاستوديوهات فى امدرمان. تذكرت ان تلك الحقيبة كانت تحدث صوتا عند فتحها ولم يكن لنا قبل انذاك بالمؤثرات الصوتية".... وكان صلاح يعقب المقدمة بفتح حقيبة قسم الاخبار وقبل ان يختتم الحلقة كان يعمد الى غلق الحقيبة لتصدر صوتا يبلغ مسامع الجمهور. هذه الحقيبة لاتزال موجودة ويعمل بها حتى هذه اللحظة..... كان اسم برنامج حقيبة الفن "من اغنياتنا القديمة"... وعندما عاد صلاح احمد من لندن لاحظ ان الاسطوانات التى يتم تقديمها قديمة ومستهلكة فاقترح اعادة التسجيل... ان البرنامج يقدم كل يوم سبت من كل اسبوع وبث للمرة الاولى حيا وعلى الهواء مباشرة لمدة ساعة كاملة مساء السبت 18 نوفمبر 1954 .... من اول الكلمات التى قالها صلاح فى الحلقة الاولى من برنامجه " اليوم انفض الغبار عن تراث الاغنية السودانية"


Post: #140
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-12-2018, 06:14 PM
Parent: #139

هاشم نعود من جديد. . طابت ايامك وكل المشاركين والعابرين من هنا.. انا اعتبر مداخلاتك هنا افكار وإضافات وضوء ونقد وتطوير وتكميل وعصف ذهني ليس من خطتي أن اساجلها.. ما عدا الأسئلة المباشرة.
ايرادي لمقولة صلاح أن ليس هناك حقيبة مادية توضع بها الاسطوانات ومن هنا جاء الاسم هذا من الاوهام السائدة إذ تلك هي الرواية الأساسية السائدة منذ البدء. ومن هنا أود أن أؤشر الى أن الكثير من القصص التي تروى ونسمعها كل يوم لم تحدث كما حدثونا وإنما فيها الكثير من نسج الخيال والقصة كلها عندها علاقة منذ البدء بالغموض الذي يضرب الحقيبة كنمط شعري وغنائي وملابسات تخلقه وانتهاء عهده بشكل مفاجئ ..هذا لم يحدث مع أي نمط شعري آخر في السودان المعاصر غير الحقيبة. نمط نشأ ومات في خلال ربع قرن فقط 25 سنة. . 1921-1950 في هذه الحدود. وحاولت تبيان لماذا يتم ترديده حتى تاريخ اليوم في النص الأساسي بداية هذا الخيط.

اعتذار فني وادبي: معذرة لتشتت حوارنا بين البوستات الكتيرة اعرف هذه العلة .. وأقدر زمنك هاشم ولذا ربما أفكر في المستقبل في لملمة مشاركاتك القيمة عندي جدا في بوست خاص وأناقشها دفعة واحدة.. وهذا الاعتذار يشمل طبعا مولانا طه الملك وهو أول من نبهني إلى علة كثرة البوستات ولكنها قسمة ونصيب :).

في المداخلة المقبلة ح اجي بمقطع عملته في الرد على مداخلة منصور المفتاح في بوست منصور خالد بالجوار كونه متعلق بنقاشنا هنا والتحية للمنصورين









Post: #141
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-12-2018, 06:21 PM
Parent: #140

هناك نقطة هامة جدا لصاحبنا منصور المفتاح نحتاج أن نقاربها بروية، وهي كالتالي:

Quote: لا بل فى الأدب المقارن فى شعر الهمباته وصعاليك العرب ما يزهلك ذات المواضيع وذات المعانى وذات القيم وذات الاهداف حذو الحافر بالحافر
فى شرعية قود الأيانق وذلك مبذول ومعروف لكل من درس تلك المقارنات ففى الأدب العربى يقول شاعر
العيس فى البيدا يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول

ويقول ناظم الدوبيت:
الناس فى العروض ما تقيسا بى تيبانا
ما يهمك لباسم والعروض عريانه
هم حراس رزق زى التكنو أمانه
زى إبل الخلا الشايله السقا وعطشانه

صحيح جدا كلام المفتاح هنا .. طبعا واضح في المقطعين أعلاه ان هناك مخيال شعري واحد من حيث المعنى والصورة الشعرية لكن النمط ليس واحد.. ولا توجد كلمات مفتاحية مشتركة.. إذ شاعر الدوبيت لم يستعر أي من الألفاظ من شاكلة العيس والبيدا والظما وانما قال ابل والخلا والعطش وهي كلمات من صميم عامية المنطقة. إذ اللغة ليست واحدة ولا البحر الشعري ولا التفعيلة ولا القافية.. انها أنماط شعرية مختلفة فقط تشترك في بعض الصور والأخيلة الشعرية أي المعاني المجردة.. هذا مفهوم طبعا.. قل هناك تناص. لكن انظر هنا زجل وحقيبة:

ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
وابتسم لي عن نقا ثغرو .
زجل.. صفي الدين الحلي 1339م
---

والبروق تتلامع من بسوم ونحور
النظر مكسور دون توقل تارك
كم قلب مكسور في حسابه كسور
وحاله حال الواقف في الحساب مأسور
(سيد عبد العزيز 1900-1976)

ماذا يجري هنا!. انظر المقطع التالي مرة تانية من قصيدة سيد عبد العزيز وتحته مقطع صفي الدين الحلي وتأمل لتكتشف من تلقاء نفسك أن الصورة الشعرية متطابقة تماما كما الكلمات.. فقط مع تحويرات شكلانية هدفها الابهار:
والبروق تتلامع من بسوم ونحور
النظر مكسور دون توقل تارك
كم قلب مكسور في حسابه كسور
وحاله حال الواقف في الحساب مأسور .. (سيد عبد العزيز 1976)

الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
وابتسم لي عن نقا ثغرو .. (صفي الدين الحلي 1339م)
---
وابتسم لي عن نقا ثغرو (صفي الدين الحلي)
والبروق تتلامع من بسوم ونحور (سيد عبد العزيز)
في الحالين الصورة الشعرية بريق ونور ونقاء ابتسامة من الكائن موضع الغزل. والكلمة المفتاحية (ابتسم عندي صفي الدين وبسوم عند عبد العزيز)
---
كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور (صفي الدين الحلي)
النظر مكسور دون توقل تارك
كم قلب مكسور في حسابه كسور (سيد عبد العزبز)

الصورة الشعرية أن هناك نظر/جفن في الحالين ناعس/محتشم/كسير لكنه يستطيع أن يكسر القلوب برغم وهنه البائن ومما يجعل الناس تتعجب من هذا الكاسر المكسور.
وهنا واضح بجلاء أن الصور والأخيلة الشعرية في قصيدة سيد عبد العزيز مستلفة من عمل صفي الدين الحلي كما هو أيضا واضح من الكلمات المفتاحية والتفعيلة والوزن الشعري كله متطابق بما في ذلك القافية.
هذا المقطع انطبقت عليه جميع مواصفات الزجل التي أعملناها وهي:
1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي ولزوم ما لا يلزم كالسجع 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7- الصنعة إذ أن الزجل هو فن المجاراة 8. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود.

ولذا يمكن تصنيف مقطع سيد عبد العزيز كابداع اصيل في نمطية الزجل وهو فن المجاراة أو هي إحدى اهم خصائصه.

Post: #142
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-13-2018, 01:37 AM
Parent: #1

تحياتي محمد جمال الدين، وتشكراتي.
Quote: انا اعتبر مداخلاتك هنا افكار وإضافات وضوء ونقد وتطوير وتكميل وعصف ذهني ليس من خطتي أن اساجلها.. ما عدا الأسئلة المباشرة.
يا أخي أشكر لك هذا المعروف الكبير والفضل منك سابق.
أنا أيضا أعتقد أن هذه هي الخطة والطريقة المثلى الآن؛ ألا يكون سجال سوى موضوعيا بين الأفكار. ليس بالأسئلة والردود، بل بالحضور الموازي. أفكارك موجودة وأفكار الآخرين موجودة وسيستفيد الكل من هكذا الجوار.. لست هنا لأغالطك عن حمية شخصية، بل في الحقيقة أنا في غاية الإعجاب بتفاكيرك وأقاربها من موقع الاحترام والتقدير الكبيرين، وسواء نتفق أو نختلف فلا ضير بل وتتطور بذلك أفكاري وأرجو أن يكون كذلك هو الأمر والحال في تفاكيرك.
وبالرغم من الاختلافات الصغيرة والكبيرة فإنني أصلا أقر لك بالفضل كله في إثارة هذه القضايا وفي الطرق على مفاصل سكونها وبنفض الغبار عن أحداث وأفكار منها لم تكن معروفة أو مشهورة.. نختلف على تفسيرها وعلى ارتباطها بالصورة الأشمل ولكن فضل توفيرها للنظر راجع لهذا الجهد الذي تبذله بالخصوص.. عليه، فلنعتبر كتابتي معك هنا مجرد عصف ذهني موازي ربما يكون خطؤه أكثر من صوابه، ولكن أنا جد مستمتع به وأرجو الأ يضار به أي أخر، والأهم إنه ما كان سيكون لولا مبادرتك الفكرية، ودائما، فمن موقف التقدير..

بل وقد فكرت أيضا؛ ما أن ينتهي محمد جمال إلى خلاصاته، فقد يلزمني أن أبسط قراءتي، هذه المطولة، في وعلى اطروحته، في بوست خاص يقر لك بالمبادرة ويحرر الاتفاق من الاختلاف، الله يسهل عليك وعلينا:)..
المهم، قراءتي لم تنته بعد، لا يزال لي نقد على النقد، وخاصة في المحور الثاني (الظرف السياسي الاجتماعي الثقافي) وهو من قضايا هذا البوست "الأصل".. عليه، يحب أن أقول: لا يوجد أي داعي للاعتذار أو كما تقول. في قولك هنا:
Quote: اعتذار فني وادبي: معذرة لتشتت حوارنا بين البوستات الكتيرة اعرف هذه العلة .. وأقدر زمنك هاشم ولذا ربما أفكر في المستقبل في لملمة مشاركاتك القيمة عندي جدا في بوست خاص وأناقشها دفعة واحدة.. وهذا الاعتذار يشمل طبعا مولانا طه الملك وهو أول من نبهني إلى علة كثرة البوستات ولكنها قسمة ونصيب :)
وبخصوص تخصيصك لبوست منفصل للرد علي، من حقك طبعا، ولكن بالله عليك رجاء لا تفعل الآن، فلعلك لا تعرف أيام سعدي المنبري من أيام بؤسي في واقع الحياة، ولتدع عنك هم (تعبير) مشاركاتي لوقته المناسب. وهذا طبعا إذا لم تسبب مداخلاتي ضيقا أو ازعاجا، أو إنك أو غيرك قد تراها انحرافا عن الموضوع والموضوعية، عندها فالأحسن أن نكتفي باعتبارها مجرد قراءة أخرى موازية كما قلنا، باتفاقها واختلافها، ولتتفرغ أنت للملمة أطراف وأبحاث مشروعك الفكري، وفي التعليق على بوستاتك التي، وبصراحة، فإن مجرد عددها وحجم قضاياها، يجعلني، كما الملك وأخرين، نخشى عليك من الرهق والإرهاق جراء متابعتها ناهيك عن كتابتها، بأكثر مما نخاف على أنفسنا..
في مداخلاتي القادمة هنا، لو حيينا، ستلاحظ اشارتي لكيفية تأثير هذا التعدد في البوستات، على مقولاتك نفسها حيث أن فرضيات مبحث قد تؤثر على نتائج مبحث آخر، وأيضا ستلاحظ أنني أعتبرته، مع التكرار، كاحدى استرتيجياتك في الاقناع مستفادة من خبرتك الروائية. ثم أضف عل ذلك تأثير هذا التعدد على مقدرتنا على المتابعة الكلية والمفاكرة بما يفيد الفكرة.
+++++

Quote: والقصة كلها عندها علاقة منذ البدء بالغموض الذي يضرب الحقيبة كنمط شعري وغنائي وملابسات تخلقه وانتهاء عهده بشكل مفاجئ .. هذا لم يحدث مع أي نمط شعري آخر في السودان المعاصر غير الحقيبة. نمط نشأ ومات في خلال ربع قرن فقط 25 سنة. . 1921-1950 في هذه الحدود. وحاولت تبيان لماذا يتم ترديده حتى تاريخ اليوم في النص الأساسي بداية هذا الخيط
ولأنني لن أكف عن (مغالطتك) هههها بأخوي وأخوك، فسأود أن أضع (قراءة موازية) لما في المقتبس الأخير:
*ولكن بعد أن نشكر لك أنك قد اتربطت، لأول مرة وبطريقة رائعة وكما لم يفعل أي من قبلك، بين هذا التقليد* الشديد وبين الزجل الأندلسي المملوكي بأكثر من ارتباطه بأي نمط شعري أخر، وهذا لوحده كشف كبير سيفتح الأبواب نحو كشوفات أخرى كما قلنا من قبل ولا نزال..
لكن فقط، وآه من لكن هذه، لو إنك تقتنع بأقل القليل من الآتي:
أن الحقيبة تتكون من مكونين هما؛
١) الشعر
٢) اللحن/الغناء/ الموسقة..
يعني؛ شعر عامي مرتبط بالغناء، كمّل معنى (الزجل) واستوفى الاصطلاح. ثم..

١) بأن هذا الشعر هو شعر عامي سوداني لم ينشأ عن فراغ شعري تام ولم يصطنع عن مؤامرة. وكذا بأنه لم ينتهي فجأة، بل إنه وفي ظروف طبيعية جدا فقد تخلص من التقليد شيئا فشيئا وثم اتصل، بنفس هؤلاء الشعراء. وبأنه، لا يزال متصلا في الشعرية الغنائية الراهنة التي حصل فيها ما حصل لكل الشعرية الفصيحة من تغيير وتطور. وبأنه شعر بأصول لغوية وتنغيمية في العامية الوسطسودانية تطور شكلا وموضوعا في ظروف موضوعية بواسطة جماعة طليعية من الشعراء القاصدين والمتعمدين لهذا التقليد لنمط أدبي/زجلي مفصّح تاريخي بعينه وقد سودنوه مدينيا كضرورة فنية وحضارية ومدينية. وبأنه قد أستفيد له كل ما استفيد من هذا التقليد التشابه، عن المصادر الأدبية العربية في سياق عام من تفشي التقليد* الذي فرضته ملابسات تاريخية وحضارية معقدة وليس قرارات فردية أو سلطوية.. هذه الفكرة الأخيرة كثيرا ما حاولنا مقاربتها ومقاربة مبحثك عبرها كما في كثير من الشرح أعلاه..

٢) وبأن تلك الموسقة الحقيبية (لحنا وطريقة أداء واضافات آلية مطردة وغيره) التي كانت محدثة بوقتها، ومترافقة منذ ميلادهما، بهذا الشعر المديني الجديد، في نفس الملابسات التاريخية الحضارية. فهي أيضا، على تقليدها**، فليست بدون إرث وأصل استفادته كما استفادت من اتصالها المديني والحضاري بأشكال غنائية أخرى**.. وبأنها، هذه الطريقة اللحنية الحقيبية، ثم قد تماهت طبيعيا في التسارع الموسيقي واللحني المتزامن معها منذ الثلاثينات وفي طليعته بعض شعراء ومغنيي الحقيبة ذاتهم.. هذا التسارع (التطويري) المفهوم في سياقاته التاريخية والحضارية، نتفق على نتائجه النهائبة أو نتفق، فهو هو، انطلاقا من الحقيبة، الذي انتهى إلى ما يعرف الآن بالأغنية الحديثة. وقبلا فقد كانت الحقيبة هي هذه الأغنية الحديثة قبل أن تصبح (حقيبة) ذكريات فنية!!

عليه، فلو، لو إنها تنفع هذه اللو، كما اقتنعنا معك بمشابهات الحقيبة (وليس التطابق!) والزجل الأندلسي المملوكي اللفظية والبلاغية وفي التصوير والمخيال وتمثل البيئة وبل حتى وصلنا به إلى مستوى الهيكلة والبنية. فلو إنك تقتنع بمفهومنا في التقليد الأدبي الذي عمّ الساحة السودانية بوقتها، وبأسبابه الموضوعية وكيفيته المرصودة، لزال كثير من الغموض (الموضوعي) حول ما تقول به من غرابة وفجائية نشوء واختفاء الحقيبة، وكذا قد يزول الغموض الذي تبثه مقولاتك الراهنة عن الاصطناع بأكثر مما تزيل بعض الغموض الأول.. تصدّق!!
=====
* في مقدمته لديوان خليل فرح، كتب علي المك عن دلائل التقليد وعن حتمية الاطلاع والدرس والمعرفة المسبقة بمجمل التراث الأدبي العربي، والأهم عن التشابهات بين شعر الخليل وكل شعراء الحقيبة، وبين الأدب والطبيعة الأندلسية.. بشكل عام ولم يتطرق لسيرة الزجل!
* في مقدمته لديوان محمد بشير عتيق، نقل علي المك عن المبارك إبراهيم، ملاحظته عن الحضور الأندلسي في شعر عتيق عن الطبيعة. وكذا فهي ملاحظة عمومية ولم يتطرقا لسيرة الزجل!
**محمد المكي ابراهيم، قال عن الحقيبة وعن مفارقتها لطريقة الغناء الجماعي الكانت غالبة على أشكال الغناء قبلا، قال إنها عن تقليد في ملابساته الموضوعية طبعا، لطريقة الغناء الفردي في مصر وعموم العربي؛ وهذا من بعض سيرة التقليد الذي لا يخفى، مع إنه أغفل طريقة محمد ود الفكي وغالب غناء الدلوكة كنمط فردي أيضا.. ومثل هذا فهو مما حاولت بل أسهبتُ في شرحه وشرح سياقاته وملابساته، بين البوستين..


Post: #143
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-14-2018, 06:45 AM
Parent: #142

جميل هاشم. . بجيك برواقة.. المسافة بين وجهات النظر نور

Post: #144
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-18-2018, 11:09 AM
Parent: #143

نقرأ من جديد بعد شوية غياب.. كان معانا الشاعر أزهري محمد على.. هذا بهذه المناسبة.

Post: #145
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-21-2018, 02:04 PM
Parent: #144

هنا مقطع في الإعجاب بالشاعر العبادي كتبته بعد نهاية لحث الحقيبة مباشرة.. ومرفق معه فيديو لقاء تلفزيوني مع العبادي يعدد فيه بعض أنماط الشعر الشعبي السوداني ويجاري أشعار من سبقوه لكنومجاراته لا تشبه الزجل (الحقيبة ) الاستماع الى هذا الفيديو ربما عدل رأس البعض منا الذي يظن أن الحقيبة امتداد لما قبلها.. هذا غير صحيح. . وهناك أسئلة أخرى عديدة يثيرها كلام العبادي سآتي عليها لاحقا من شاكلة: لماذا لم يغني المغنون مجاراة العبادي للشعر الشعبي السوداني وكان التركيز فقط على نمط الحقيبة؟.

Quote: إبراهيم العبادي.. مبدع فذ!
إبراهيم العبادي.. الشاعر السوداني الشهير (1894-1986) ربما إن أردت أن تتعرف على إنسان ذكي وسريع البديهة بدرجة خارقة هذه فرصة لتعرف بنفسك!.. إنه إبراهيم العبادي.. طبعاً تلك قناعتي الخاصة ولو أنها ليست خاصة جداً فقد لقبه الناس في زمانه بأمير الشعراء وبالشاعر الداهية.. أي أنه معلوم بمساهماته العديدة في مجال الإبداع الأدبي والفني في السودان.. لكن أنا هنا لا افعل شيء غير شيء صغير يخصني مباشرة بحكم البحث/التفتيش الذي بادرت بإجرائه في أغنيات الحقيبة في الشهور الماضية.. أنني أقر أن العبادي أذكي وأفطن من عرفت من الأحياء والأموات كلهم .. هو أعتقادي طبعا!

يتحدث ويكتب وينشد كما يشاء.. باهر العبارة/سريع البديهة/متعدد المواهب/منظم/مرتب/أنيق.. هو عندي أذكي من عرفت من المبدعين الأحياء والأموات.. كنت اقرأ له بعض الاشعار كلما حانت المناسبة أو أسمع أشعاره مغناة أو اشاهد أو أسمع مسرحية طه وود كين والمك.. مبدع طبعاً بشهادة النقاد عبر كل التاريخ.

ولكن العبادي من وجهة نظري ليس كدا بس.. دا ذكي فوق العادة، مرتب، أنيق العبارة، يعرف متى يصمت ومتى يتحدث ولا يقاطع ولا يهرجل.. وليس كدا بس بل هو يفكر ويخطط وينفذ ويعرف حساب الدوبيا ولا أحد يعرف كيف تعلم العبادي ذلك (المرجع كتاب رواد شعر الأغنية السودانية لمبارك المغربي).. وكتب كتاب أستاذ الأغاني سنة 1923.

العبادي يعرف ويحفظ أشعار ناس السافل والصعيد والبطانة والغرب والشرق.. ويكتب مثلها وأفضل.. وليس ذلك فحسب بل يعرف مرجعيات تلك الأشعار وأغراضها وأهدافها ووظائفها الإجتماعية.. ويعرف مناسباتها وأوقاتها ويعرف تاريخ أهلها وأحوالهم.. وبعد دا كله فهو مؤسس فن الحقيبة (كثير من وجهات النظر تقول بذلك، وأنا على قناعة مناسبة بذلك) لكنه لا يتحدث عن الحقيبة إلا إذا سألوه ويفعل بإقتضاب وإيجاز وغيره يكثرون الكلام بلا دراية.. الحقيبة فترة صغيرة في بحر إبداع العبادي.. 1920-1945..
إنه يعلم كل شيء وعنده كل الأسرار.. وإلا من يكون!.إن أردنا أن نتعرف على خلفية أشعار الصعيد والسافل علينا أن نستمع إلى العبادي.. هناك تسجيلات كثيرة له في مكتبة الإذاعة والتلفزيون.. بعضها موجود في النت لكنه ضئيل.. أتمنى أن نبحث وننشر كلما قال العبادي وأن نحول هذه المادة الدسمة من مسموعة إلى مقروءة ولنتأملها ونتعلم منها ما امكن.. والمتعة غاية في حد ذاتها ولكن أيضاً في ظني صراع الحاضر عنده علاقة مباشرة بمخرجات الماضي!..

تلك الروايات والذكريات والأشعار ربما جاءت كخلفية لآيدولوجيات وصراعات ونزاعات الحاضر!. العبادي مؤسسة للإبداع في حياته وغيابه وما يزال لأننا لم نستنفد بعد خياله.. أنا اليومين دي كل يوم بسمع ليه تسجيل على أثر موضوع البحث في الحقيبة.. هو أكبر من الحقيبة على عظمتها!..
إنه أعظم كمبدع (نحن هنا لسنا في مجال غير الإبداع)!. أرفق هنا واحد من التسجيلات المعنية للعبادي لمن لم يطلع عليها من قبل.. اسمع واسمع له المزيد وربما تعلم أظنك أن بعض قولي حق!..

تحيات وطابت أيامكم أصدقاء
https://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMk


دا فيديو العبادي.. المجاراة توجد في نهاية المقطع.. نسمع وبعد داك ساعود للمزيد من التعليق.. هذه التسجيلات في غاية الأهمية لكشف المزيد من أسرار الحقيبة.. لو في زول عنده التسجيل كامل بكون تمام جدا
https://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMk-

* مرات الفيديوهات ما بتزبط معاي. . بس هاشم ما بقصر :) لغاية ماةالواحد يتعلم من الأيام على قول ود الأمين :) !

Post: #147
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-21-2018, 04:45 PM
Parent: #145

هاك يا محمد، تلاتة بدل الواحد.. حاضرين:)
بس قول لي: (حساب الدوبيا) دا علم السيميا الخيميا ولا شنو؟؟
من كلامك شكلو كدا بقا لي زي ماسونية ماسونية،،، وكابالا كابالا!!

لي عودة بالتأكيد.. لكن سريعا..

١) ابراهيم العبادي يحفظ ويروي دوبيت وغناء غيره من معاصريه وممن سبق في عموم منطقة (الأبواب) التاريخية.
٢) العبادي يقول: كنا نحفظ ونجازي الأوزان والألحان والمعاني ولكن بكلمات مختلفات.. ويضرب أمثلة لــ "تمدين" النص..
٣) يسمي زجلا تقليديا مما جاراه (بالموشح الطويل)..

الشاعر الراحل إبراهيم العبادي - ذكريات الشعر..


العبادي وعبيد عبدالرحمن ودمتري وكابلي وسيرة سرور والآلات الموسيقية.


العبادي وآخرون عن سيرة سرور.

Post: #148
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-22-2018, 04:39 PM
Parent: #147

لماذا لم يغني المغنون مجاراة العبادي وعمر البنا وآخرين للشعر الشعبي الذي جاروه؟. لم يحدث!.

هذا سؤال مهم.. والعبادي لم يقل أن شعر الحقيبة مجاراة للشعر الشعبي السوداني.. وإلا لن يكون منطقياً.. وهو طبعاً يعلم.

معلومة: آخر مقدم لحقيبة الفن أحمد سليمان لا يعرف يعنو شنو "زجل" وعميد كلية الآداب يوسف الحبر نور الدايم لا يعرف ما هو الزجل (دا في زمن العولمة هسا القرن الواحد وعشرين).. العبادي ذكر في شعره وفي لقاءات تلفزيونية عديدة كلمة زجل وموشحات ويعنيهما بمعناهما الإصطلاحي الأندلسي.. راجع مثلاُ الفيديو الذي جئنا به حين الإشادة بعبقرية العبادي.. مداخلتين أعلاه.
هذا هام، وجب أن نضعه في الإعتبار.

Post: #149
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-22-2018, 04:44 PM
Parent: #148

تلاتة توضيحات منتقاة للنقاط الهاشمية "سيدنا هاشم الحسن": (محول من بوست الآيدولوجيات كونه متعلق بحوارنا هنا).

1- الثورات الريفية و2- جرثومة وحدة وادي النيل و 3- الحقيبة ماذا إذا قلنا أنها جزء من المشروع الإنجليزي الثقافي!

1- المقاومة الريفية للعهد الإنجليزي أعتبرتها نزعة للتحرر الجذري "الشامل" كونها غير متحالفة مع إحدى أطراف الإستعمار وبغض النظر عن شعورها الوطني وحتى لو كانت قبائل وطرق صوفية.. المهم هنا أنها نزعات للتحرر الكلي من شقي الإستعمار. وأؤمن بأن تيارات التحرر الكلي تم سحقها مادياً وقد قابلها الإنجليز بعنف شديد ونشهد ذلك في الإعدامات التي طالت قيادات تلك الحركات.. وما تلاها لم ينبني عليها من حركات إستقلالية وإتحادية (تم شرحه مقدمة هذا البوست) وطبعاً للواقع شروطه الموضوعية وليس في الإمكان أحسن مما كان!.

2- الحركة الإتحادية حركة أصيلة وشعبية في نسختها الصحيحة لكنها كما قلنا موبوءة بجرثومة خطيرة وهي التاج المصري (الإستعمار التركي التاريخي لمصر والسودان) ويقولون وحدة تحت التاج .
هذه الجرثومة هي التي تسببت في وفاة آيديولوجيا وحدة وادي النيل وتحولها في عهد جمال عبد الناصر إلى الوحدة العربية.

لاحظ الإرتباك الذي حدث لثورة "إنقلاب" على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ.. تحدثنا الوثائق أن الجنود المصريين مع الثورة وقيادة الجيش مع التاج ولذا خذلت الثوار السودانيين والتزمت الحياد حتى جاءت الأوامر من الملك بإخلاء الجيش المصري الذي تحسر عليه ود الرضي في قصيدة حميمة "يا حليل الجيش الرحل لو قريب اصبح في زحل" من الذاكرة. كل ذلك صب في المستقبل تشويشاً لأحلام وحدة وادي النيل وبرغمه فاز التيار الوحدوي في أول إنخابات ديمقراطية في البلاد ونعلم بقية القصة.

تلك الجرثومة ما زالت تؤجج المشاعر السالبة وهنا نتذكر حديث الإعلامي المصري أنور عكاشة بتبعية السودان لمصر (دا معناها مع الإستعمار التركي لمصر الذي اطاحت به الثورة المصرية عام 1952).. النداء الإختياري بالإتحاد من طرفين شيء ندي محبب ومطلوب وبما يحقق مصلحة الشعبين بالتساوي لكن التبعية شيء قسري.. تلك هي الجرثومة!.

3- عندما نقول بمرجعية الحقيبة في الزجل هذا لا يمنع أصالتها.. وعندما نقول أنها من المشاريع الإنجليزية الثقافية هذا لا يعني أنها حاجة لا وطنية بمعنى دخيلة لأن ثقافتنا كلنا تأثرت بالمدنية الغربية خلال العهد الإنجليزي ومعظم الناس ربما الجميع بلا إستثناء تعاون وعمل مع الإنجليز في مراحل مختلفة والكثيرين أيدوا الإنجليز ضد المهدية أيام الغزو "الفتح" الإنجليزي/التركي للأسباب المعلومة. ثم أخيراً أهدى إبن المهدي سيفه إلى ملك الإمبراطورية العظمى ليعنى ذلك كل معاني الخضوع والإستسلام للملك وللمملكة العظمى.. وهذا الإستسلام ليس مادي فقط بل أيضاً معنوي وثقافي.. وإذا كان الإنجليز 700 فرد فقط فقد هذا لا يهم "الكم" فهم رسموا النظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي (ما هو مشروعهم الثقافي!).

الحقيبة إبداع سوداني أصيل إنبنى على شروط اللحظة التاريخية.. ونحن فقط نحاول أن نستكمشف كيف سارت الخطط الإنجيلزية أو كيف سارت الأمور إنسجاماً معها وهل الثقافة كانت مختلفة عن المشاريع المادية (هنا نراجع بوست الحقيبة الأساسي).

الحقيبة أصبحت جزءا من مخيالنا العام.. مثل أنماط كثيرة في حياتنا تأثرت بالمدنية الغربية في سلوكنا ومظهرنا الخارجي وإرتباطنا بالعالم الخارجي "مثال".

الإحتلال ليس مادي فقط. هم عملوا الخدمة المدنية والقانون والقضاء والكلية الحربية ورسمو النظام الأكاديمي بدقة بداية بكلية غردون حتى توج ببخت الرضاء. وعملو السكة حديد حتى واو ونيالا وبورتسودان وحلفا، ومشروع الجزيرة وخزان سنار وجبل أولياء وعملو الترماي وعملوا اشياء أخرى كتيرة لينتعش الإقتصاد عشان تحقيق فائض لمصلحة المملكة العظمى وعندهم تجارب عظيمة مع شعوب أخرى من قبلنا مثل الهند.. ديل مش ناس ساهلين.. مش قاعدين ليك بدون برنامج ثقافي.. كله كان مرسوم بدقة ماذا يقرأ الشعب وماذا يشاهد وماذل يسمع كله مرتب.. راجع مذكرات البازار (مثال).

ليس قصدي الدخول هنا في سجال مع رؤى هاشم الكثيرة، تلك المنسجمة والأخرى الموازية.. بل دي فقط ملاحظات بعد القراءة الأولى وربما أخرج بشيء جديد من القراية الثانية.. طاب يومكم و صاحبنا الهميم هاشم



Post: #150
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-24-2018, 07:15 AM
Parent: #149






الأكرم : محمد جمال وهاشم الحسن
تحياتي لكما

يبدو أنكما لم تستمعا إلى أغنيات ما تسمى حقيبة الفن ،وأطلقتما العنان لخيال جامح . ربما تدعون شعر الغناء السوداني زجلاً ، ولكن أصوله زجل أندلسي فلا .
*
لكل تعديل في اللغة العربية ، يتبع ثقافة الشعوب ، وكل الدول المجاورة للسودان لغة استخدمتها ، في شعر الغناء . وتقاربت العامية باللغة الفصيحة . وخرجت عن بحور الشعر المُتعارف عليه عند أهل العربية .
*
كما سبق أن أدليت بدلوي : أن شعراء أغنيات ما يسمى بحقيبة الفن ، مختلفي المشارب والأصول الثقافية : منهم منْ تعلموا في الخلاوي القرآنية ، ومنهم من درس جزء من المرحلة الوسطى ، ومنهم من تخرج من كلية غردون التذكارية ، ومنهم الأمي الذي لايقرأ ولا يكتب .
فلا يعقل وصفهم بأنهم نقلوا عن الزجل الأندلسي !
هذه الفرضية ليس لها من أساس.
*

Post: #151
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-24-2018, 09:15 AM
Parent: #150

يا هلا ومرحبا بالأكرم الشقليني،
قلت:
Quote: ربما تدعون شعر الغناء السوداني زجلاً، ولكن أصوله زجل أندلسي فلا .
ولكن، لماذا لا؟ فكل شعر عامي (عربي) أي زجل، فهو في الأصول زجل أندلسي.. لا يوجد أي توثيق موثوق به لأي شعر عامي/شعبي قبل هذا الزجل الذي نشأ في الأندلس.. هو بالضبط كما الموشح (الفصيح)، حيث يمكن أن يكون هناك موشح سوداني/مصري/ مغربي ولكن أصل الموشح سيظل إلى الأبد أندلسيا..
ثم أن التشابهات بين زجل الحقيبة والزجل الأندلسي المملوكي لا نكاد تخفى، ليس فقط لفظيا وفي الاستعارات من الصور والأجواءـ بل، كما زعمي، حتى في بنية كثير من نماذجه التي فارقت البنية التقليدية للدوبيت مثلا، وانتظمت في بناء مختلف مستفاد من الدرس الأندلسي المنحدر شرقا والموثق مرجعيا في المصادر الأدبية من العهد المملوكي.. لو قرأت أعلاه فستجدني زعمت أن قصائد من الحقيبة المتأخرة بالذات قد استفادت حتى من قواعد البناء والتوشيح في الموشحات، تلك كانت عتبتها للتوافق مع الاجتراح اللحني والموسقيقي الحديث.. أنا لا أري ضيرا أو ضررا في أي من ذلك بل أراه استيعابا واستفادة وتجاوزا.. أما ترى إلى شعراء كسعدي يوسف يقاربون حتى الهايكو الياباني؟ أو نازك الملائكة كيف استفادت لشعر التفعيلة من إديث سيتويل؟؟ عادي!!
وما تقوله هنا:
Quote: لكل تعديل في اللغة العربية، يتبع ثقافة الشعوب، وكل الدول المجاورة للسودان لغة استخدمتها، في شعر الغناء. وتقاربت العامية باللغة الفصيحة. وخرجت عن بحور الشعر المُتعارف عليه عند أهل العربية.
فهو قريب جدا مما يقوله محمد جمل ولكنه أقرب كثيرا مما أقوله أنا. بل إننا نطالب ونرجو ونأمل أن ينبري دارسون فيفتونا في مدى خروج أو عدم خروج شعرنا عن بحور الشعر المتعارف عليها. أما اشارتك إلى (تقارب العامية مع الفصحى)، كما استعارات واستعادات الأخيلة والصور وحتى الأجواء فهذا بالذات هو الأساس الذي اتفقنا به على تلك العلاقة بين زجل الحقيبة وهذا الزجل الأندلسي/المملوكي.
من ناحية اخرى، بينما أظن أن محمد جمال يريد القول ـ على الأقل أحيانا ثم يتراجع عنها ثم يرجع إليها ـ بأن الحقيبة (تطابق) وكأنها نقل بالكربون من الزجل الأندلسي أو نسخة أخرى، هيأت له ولها رغبات ودراسات استعمارية قاصدة، وكذا سهلته ويسرته فرضيته بمصدرية ما لللهجة الأندلسية بالنسبة للعامية السودانية، فإنني لا اتفق مع ذلك أبدا..
في اعتقادي أن التشابه بين الزجلين إنما وقع في سياق من التقليد الأدبي الكلي الذي اندرجت فيه الشعرية السودانية عموما بذلك الوقت، وفي سياقات لا نزال نحاول شرحها وتحليلها في عدد من البوستات، وهي في جلّها ميادين اختلاف أكثر مما هي ميادين اتفاق بيننا..
كما أن قولك:
Quote: كما سبق أن أدليت بدلوي : أن شعراء أغنيات ما يسمى بحقيبة الفن ، مختلفي المشارب والأصول الثقافية : منهم منْ تعلموا في الخلاوي القرآنية ، ومنهم من درس جزء من المرحلة الوسطى ، ومنهم من تخرج من كلية غردون التذكارية ، ومنهم الأمي الذي لايقرأ ولا يكتب .
فهو من المتفق عليه عموما كخبر صحبح، ولكن مما زادته حواراتنا هنا؛ فإنهم كانوا شعراء متجايلين، يعرفون بعضهم، ويجيزون واحدهم لشعرية الآخر، وقد ظلوا يتنافسون في مجاراة دائرية لأشعار بعضهم، ولهذا اتفقنا أنهم شكلوا مدرسة أدبية شعرية (حقيبية) لا ريب فيها، ثم اختلفنا على توصيف وعلى علاقات وعلى دور وتقريبا على أي شيء يخص هذه المدرسة، اختلافا كبيرا..
Quote: فلا يعقل وصفهم بأنهم نقلوا عن الزجل الأندلسي! هذه الفرضية ليس لها من أساس.
كما شرحت لك أعلاه: لا اتفاق بيني ومحمد جمال على مفهوم النقل. أنا اسمية تقليدا كما في تقاليد اللغة الأدبية، يقول لك الواحد: أن مدرسة أبولو هي تقليد لشعر المدرسة الرومانسية.. وهكذا، فهل يعقل أن نصف محمد سعيد العباسي بأنه قد نقل عن ابن المعتز أو عن محمود سامي البارودي مثلا؟
ولماذا إذن قال بمثل ذلك حمزة الملك أو محمد المكي إبراهيم أو كتب ومقالات النقد؟
ولكن، هذا التقليد بالضرورة سيؤدي إلى تشابهات لن تخفى!!
وسياقات القول بالتقليد والمشابهات والمطابقات والاختلافات، وحيثيات كل ذلك، متوفرة ومبعثرة بين البوستات المتكاثرة..

باختصار يا باشمهندس، أتفق مع محمد جمال في أن هناك علاقة بين زجل الحقيبة مع زجل العصر المملوكي/الأندلسي، ثم إننا نختلف حول تفاصيل هذه العلاقة نفسها.. وأما بعدها؛ فلا نكاد نتفق حول أي أمر آخر.. على الأقل حتى الآن.. لقد سبق وكتبت، بتصرف؛
Quote: هذا الشعر (الحقيبة) هو شعر عامي سوداني لم ينشأ عن فراغ شعري تام ولم يصطنع عن مؤامرة. وكذا فإنه لم ينتهي فجأة، بل إنه وفي ظروف طبيعية جدا فقد تخلص من التقليد شيئا فشيئا وثم اتصل، بنفس هؤلاء الشعراء، فيما تلاه.. هو لا يزال متصلا في الشعرية الغنائية الراهنة التي حصل فيها ما حصل لكل الشعرية الفصيحة من تغيير وتطور.. وهو شعر بأصول لغوية وتنغيمية في العامية الوسطسودانية قد تطور شكلا وموضوعا في ظروف موضوعية جدا وبواسطة جماعة طليعية من الشعراء القاصدين والمتعمدين لهذا التقليد لنمط أدبي/زجلي تاريخي بعينه مفصّح أصلا فسودنوه مدينيا وكضرورة فنية وحضارية ومدينية.. وقد أستفيد له، كل ما استفيد من هذا التقليد والتشابه، عن المصادر الأدبية العربية، في سياق عام من تفشي التقليد الآدبي الذي فرضته ملابسات تاريخية وحضاريةموضوعية ومعقدة، وليس عبر قرارات فردية أو سلطوية.. هذه الفكرة الأخيرة كثيرا ما حاولنا مقاربتها ومقاربة مبحثك عبرها كما في كثير من الشرح أعلاه..
لا أعرف لو إنك قد قرأت كل شيء في هذا البوست أم بعدك لم تجد الفرصة والوقت، لو فعلت يا باشمهندس فستلاحظ أن هذه الأطروحة الجمالية مغرية جدا بالحوار ولكنها مبعثرة بين البوستات لدرجة قد تصاب بالأرهاق جراء مطاردتها.. ههنا بعض هذه البوستات التي تتعلق بموضوع العلاقة بين الزجلين.. لا تخدعنك العناوين..

1) بوست عن شعر وغناء الحقيبة وكونه اصطناعا استعماريا عن زجل أندلسي، وفيه الخلاصات (أي هذا البوست)
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508353908.html
٢) بوست عن النماذج للمقارنة بين الزجلين الأندلسي والحقيبي
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html
٣) بوست عن الأيدلوجيات التي سادت في المرحلة الاستعمارية والطنية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535822498.html
٤) بوست عن كتاب الطبقات والتفاعلات التاريخية الاجتماعية بوقتها
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509139245.html
٥) بوست عن الأوزان والتفعيلة وبنيات شعرنا وعن أصول العامية الوسطسودانية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509128576.html
٦) بوست عن مرثية بنونة (ما هو الفافنوس) وعن الشعرية السودانية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508433247.html
٧) بوست عن منصور خالد والحقيبة
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1534866226.html
٨) بوست عن سكان السودان عبر القرون.. متى وكيف سادت الللغة العربية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509644942.html
٩) بوست عن دولة بلا هوية ومجتمع متعدد الهويات
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1528642618.html
١٠) عن النزعات العنصرية وأزمة اللون الأسود
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508374653.html

======
يا عزيزنا محمد جمال، صرفتني عن مرافعتي الانصرافية، ههههها؛
يبدو أن مداخلتك الأخيرة (تلاتة توضيحات منتقاة للنقاط الهاشمية) تخص بوست (الأيدولجيات).. ولكن: لو أنك كما تحق فيها القول فأيضا ستحقق معنى ما في هذه الاقتباسات أدناه، أي باجابات كافية عن (كيف ولماذا وأين ومتى) وبحيثيات صحيحة وبدون استطرادات (إنجليزية) مثل قولك هذا:
{"الحقيبة من المشاريع الإنجليزية التي عطلت التطور "الفني" الطبيعي للمجتمع ولم تصنع البديل الوطني ولكن ليست وحدها إذ كل اركان الحياة متعطلة"}
فإذن لما كانت قد طالت بنا هذه البوستات إلى هذا المطال، ؤ تدوِّر بينا المنبر دا على فرد رجل، من زجلي وموالي إلى يا مال الشام يا مالي..
١)
Quote: الحقيبة إبداع سوداني أصيل إنبنى على شروط اللحظة التاريخية.
٢)
Quote: عندما نقول بمرجعية الحقيبة في الزجل هذا لا يمنع أصالتها
٣)
Quote: الحقيبة أصبحت جزءا من مخيالنا العام


Post: #152
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-25-2018, 11:56 AM
Parent: #151

معلومة مهمة في تقديري: هذا البوست عن غناء الحقيبة ومرجعياته الشعرية المحتملة جزء من مشروع كلي اسمه السودان200. والشعر والغناء محور من محاور مشروع السودان200 (كتابة وتوثيق السودان المعاصر 1821-2021) .. أي أننا لا نسعي بالضرورة لإثبات حقيقة نهائية إنما نتجادل لمجرد لفت الانتباه إلى ضرورة توثيق الماضي، فهم الحاضر على امل تخطيط المستقبل.. وذلك هو هدف المشروع.



---
ونجي نقرا هاشم برواقة

Post: #153
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-25-2018, 02:23 PM
Parent: #152



الهدف من الجهد الذي بذل في الحقيبة من حيث النشأة والإختراع هو:
خلق فن جديد محايد تجاه السياسة بقدر الإمكان ويواكب المرحلة التي همها الإستقرار السياسي والإقتصادي بما يحقق فائض أرباح لمصلحة الإمبراطورية العظمى (هذا من ناحية الإنجليز) ومن الناحية الباشوية (المصرية) دمج السودان في مصر بشكل تام سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ثم ثقافيا (الحقيبة ليست وحدها بل كل الفضاء الثقافي ومنه مجالات الكلمة المقروءة والمسموعة مسير بدقة شديدة في ذلك الإتجاه).

يصحب ذلك إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) .. (ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) .. (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخنة. . وحتى أغاني العديل والزين أغاني عزة وإستقلالية وإعتداد بالنفس، مثال (عريسنا ورد البحر وقطع جرايد النخل، يا عديلة يا بيضة ويا ملايكة سيري معا).

هنا أقول بظني في الهدف من الجهد الذي بذل في حقيبة الفن لتكون وتسيطر على المشهد الغنائي الرسمي في السودان والأمر أيضا ذو علاقة بوحدة وادي النيل كما أن كل التسجيلات تمت في في القاهرة وهناك أم كلثوم مختبئة في الخلفية وهي التي اسمت إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان (راجع مذكرات البازار وهو الشخص الذي رعى شعراء وفناني الحقيبة ووثق لها ).


كان دور الغناء والروايات الشعبية مهماً جداً في نقل جينات المجتمع وشفراته الثقافية والعقدية وقيمه ومثله إلى الأجيال المقبلة لأن في ذلك الأوان لا توجد بعد في السودان وسائل البث والتثاقف الحالية من شاكلة الإذاعة والتلفزيون والصحف وطبعا لا توجد إنترنت .. والكتب كانت منعدمة أو نادرة والمدرسة هي الخلوة.

لذا كانت الأشعار والأغاني والمدائح والحكايات الشعبية عندها أدوار حاسمة وخطيرة جداً في المجتمع ليس مثل الآن للترفيه فقط. لذا فقد أهتم الإنجليز بالأداب الشعبية عبر صناعة بدائل لها لها كما بالخلاوي التي أنتجت الدروايش الذين قطعو للتو رأس غردون باشا عبر السعي إلى إستبدالها بالتعليم الحديث وبشكل عاجل.. وكذا فعلو بالمشهد الثقافي كله فنتج عن ذلك فضاء المجال المدني الثقافي الذي يجلل المشهد الواقعي حتى الآن ويجد ذلك تجليه العملي في إنفصام المثقف عن مجتمعه تلك الظاهرة التي نشهدها في حياتنا اليومية الراهنة.

والرقصات المصاحبة لتلك الفنون الشعبية الأصيلة أهمها العرضة والصقرية ويستخدم فيهما السيوف والعصي والكرابيج إضافة إلى البطان.. كانت أمدرمان والخرطوم وكل الارياف القريبة والبعيدة تضج لياليها بالعجاج الذي يضمخ السماء من رقصات شباب متحمسين يعرضون ويلعبون الصقرية ويتباطنون فوق أرضهم المستقلة بسيوفهم وعصيهم البلدية وأشعارهم الشعبية التي تشبه أرضهم ومخيلتهم الإجتماعية .. حتى باغتهم الإنجليز في كرري وأصبحت الخرطوم على حين غرة مدينة بريطانية بين مقرن النيلين (سياسة ومعمار وإدارة وثقافة) وعندها شارع في قلب لندن بإسمها كونها إحدى أملاك التاج البريطاني ولو خلف البحار وسيف المهدي أيضاً ذهب إلى هناك لكنه عاد.. وما يزال شارع الخرطوم بذات الإسم حتى تاريخ اليوم بلندن.

وليس الغناء فحسب بل أدخل الإنجليز أيضاً نوع من الرقص جديد تعويض للرقصات الممنوعة علناً أو ضمناً أو قل على أقل تقدير غير المحبذة مثال العرضة والصقرية. هذا الرقص نفعله حتى الآن وهو جاء مع الحقيبة جنباً إلى جنب .. الرقيص الذي نفعله اليوم بتلقائية في المناسبات العامة والخاصة أصله إنجليزي وإسمه العلمي Cumbia.

Post: #154
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-26-2018, 10:08 PM
Parent: #153


الكلام. . دا للتسلية بداية أيام البحث في الحقيبة، مايو 2017:


إعتقالات وإستدعاءات جديدة من قاضي محكمة "حقيبة الفن" السودانية

المحكمة تستدعي البطل على عبد اللطيف وتسأله هل هو وطني أم وحدوي، ولماذا لم ينادي بسودان مستقل في حل عن الآخرين من بلدان وادي النيل مثلما فعل ود حبوبة وآخرين من قبله بعضهم تعرض للإعدام. وسبب استدعاء البطل على عبد اللطيف ربما جاء بناءا على ملاحظة هامة قال بها القاضي أن كل أو معظم شعراء/رواد االفن الجديد المسمى لاحقا "حقيبة الفن" مع خط وحدة وادي النيل وكانت اجتماعاتهم التي عملو فيها على تشكيل لجان/جمعيات سرية لمناهضة الإستعمار الإنجليزي تتم بالتنسيق مع الجانب المصري وذات الإجتماعات يتم فيها مناقشة صناعة الفن الجديد (الشي الجديد) هكذا أسماه سرور والعبادي ودميتري البازار وآخرين في زمانهم!. ( كلمة "عزة" كانت ايضا الرمز السري لمصر الحرة في خاطر التيار المصري التحرري).

وفي ذات الصدد المحكمة تستجوب السيدين "عبد الرحمن المهدي وعلى الميرغني" حول رؤيتهما لمعنى "الوطن" ومفهومهما للإستقلال الوطني وموقفهما من وحدة وادي النيل.

وقد قدمت أيضاً مذكرة إستدعاء للسيد "جيمس كري" وزير المعارف ومدير كلية غردون التذكارية وستوجه له أسئلة مختلفة لكنها تصب في الكشف عن ملابسات القضية الغامضة: (من وراء فكرة دراسة الدارجة/العامية السودانية التي تشكلت لها لجنة سنة 1905؟. من وراء فكرة تسليح بعض عشائر الرزيقات عام 1915 لمهاجمة جيوش على دينار 1916 وإغتياله بطريقة خاصة وغامضة في نفس العام بعد مقتل 1000 من جنوده في معركة برنجية؟، كانت تلك أول إنطلاقة الجنجويد التي مازالت عرفاً متبع بوعي أو بلا وعي حتى رست على حميدتي وآخرين هذه الايام!.
ثم لماذا وضع السيد جيمس كري قانوناً "سرياً" يمنع قبول الطلاب المنحدرين من أعراق عربية في الكلية الحربية وركز على قبول طلاب من قبائل ذات اصول أفريقية هادفا إلى تحجيم تأثير الحركات التحررية المصرية؟).

هذا وقد أمر القاضي بإعتقالات جديدة من شعراء/رواد الفن الجديد المسمى لاحقاً "حقيبة الفن" شملت محمد بشير عتيق والامي وابو صلاح وآخرين بلغ عددهم سبعة.. وهناك مجموعة رهن الحبس على ذمة التحقيق منذ فترة وأبرزهم: خليل فرح ومصطفى بطران ودميتري البازار وإبراهيم العبادي وسرور.

وقد تم إطلاق سراح كرومة دون إبداء أسباب! .

ابراهيم العبادي في الحبس الانفرادي بسبب كتابه "أستاذ الاغاني" وزياراته المتكررة للقاهرة.. ويبدو أن القاضي يوليه عناية خاصة ولهذا أمر بحراسته بشكل خاص لما يمثله من اهمية كمتهم رئيسي في قضية "حقيبة الفن" ! .
ديمتري البازار يتم استجوابه بدقة حول الاسطوانات التي وصلته من مصر عام 1917 وسفر ه إلى القاهرة مع خليل وسرور.
وخليل فرح يتعرض لمسائلة ساخنة حول عزة في هواك (ماذا يعني ب"عزة في هواك" هل السودان وحده أم مصر والسودان معا "كيف؟" بما انه رجل وحدوي ومن أوائل المؤمنين بوحدة وادي النيل.. هل الملامح السودانية في القصيدة الفخيمة خاصة بالسودان وحده أم بإلاضافة لأم در تشمل بشكل غير معلن القاهرة ايضا؟ وما هو السودان وتاريخه وحدوده عند خليل فرح؟ هل مثلا يشمل أيضا المناطق التي ما زالت مخصصة لاصطياد الرقيق زمان كتابة القصيدة الفخيمة وتلك المناطق تقدر بأكثر من نصف مساحة السودان الحالي؟. !. خليل فرح أكمل العمل بينما هو يقيم بمصر قبل رحيله بقليل. . وعزة أيضا الرمز السري لمصر قبل أن يكتب خليل قصيدته).!

جلسات المحكمة مفتوحة للجمهور.. لكن القاضي قرر منذ بداية انطلاقة المحكمة انه سيطرد من القاعة أي شخص ينفعل إنفعالات مجانية أو يعمل فيها حامي حمى التراث أو حارس أبطال التاريخ!.. كلنا نعلم أن المحاكمة حساسة وغير مسبوقة لكنها مهمة لجلاء القضية الخطيرة!.. عايزين صبر واي زول عنده شهادة مهمة فليقلها أو عنده شخص يشعر بأنه متهم نحن على إستعداد لإعتقاله في الحال. إنتهي التقرير.

----
التصوير الكوميدي/تراجيدي دا عشان الناس تقدر تتابع معاي وتفيد بالاراء والمراجع في قضية معقدة وربما كانت مملة في صورتها البحثية العلمية التي أشتغل عليها حتى الآن ولم تعلن خلاصة البحث بعد.. لسا محتاجين زمن.. وقد تلقيت في الأيام الاخيرة فيضا من المراجع الحساسة كنت لا أحلم بها من أشخاص كثيرين شكرا لهم .. شكرا لكم أجمعين اصدقاء. .. فالأمر ربما يهمنا كلنا! .. كمان تعرضت لكمية من النبذ والشتائم والكلام الفارغ من ناس صادقين في العواطف الجياشة وآخرين مغرضين بس أفهم انه قدر كل من يحاول أن يكشف شيئا من عورات التاريخ المسلم بها في مقام العزة بالنفس والمجد العظيم ولو كانت زائفة !.. ماذا لو اكتشفنا أن معظم هذه الهيلمانة والأسماء الرنانة كانت صناعة استعمارية.. نتيجة شد وجذب بين الإنجليز والاتراك المتمصرنين وان التراث الحقيقي لأمتنا والأبطال الحقيقيين في تاريخنا مغيبين بفعل فاعل. علينا أن نفكر بجدية وبطريقة واضحة مع الذات والآخرين بلا وجل أو خوف أو زيف.. وجب مواجهة ذاتنا وجها لوجه بكل عوراتها التي ربما كانت شنيعة .. الأمم العظيمة لا تصنع على ارضية من الخديعة!
حث_في_حقيبة_الفن_السودانية

محمد جمال الدين

Post: #155
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 07:33 AM
Parent: #154

Quote: اعتقالات وإستدعاءات جديدة من قاضي محكمة "حقيبة الفن" السودانية .. التصوير الكوميدي/تراجيدي دا عشان الناس تقدر تتابع معاي وتفيد بالاراء والمراجع في قضية معقدة وربما كانت مملة في صورتها البحثية العلمية التي أشتغل عليها حتى الآن ولم تعلن خلاصة البحث بعد
عليك أمان الله يا محمد أنا ما كنت قاري الكلام دا قبل ما أفكر في كيف أن الروائي فيك قد أثر أثرا بالغا في الباحث..
وأنا قاعد مستغرب ومتمحن وأقول يا ربي الدراما دي كلها جاية من وين ههههههها!!
قبل يومين أنا اتصورت ليك محكمة ديمتري البازار المنعقدة في بوستك (بوستيهو الخاص) وانتا كممثل نيابة ومولانا القاضي وعينت نفسي محامي (الشيطان) هههههها.
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �

++++
محمد، رجاء خاص، عندي مداخلات طويلة ومتعددة ونهائية، ارجو أن تواصل كرمك وحسن ضيافتك وألا تقطع تسلسلها بالرد عليها بواسطة زر الرد تحت المداخلة مباشرة [رد].. بل ر جاء استخدم زر الرد في أخر الصفحة الذي يقرأ [رد على الموضوع]!!

Post: #156
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 08:52 AM
Parent: #1

Quote: لهدف من الجهد الذي بذل في الحقيبة من حيث النشأة والإختراع هو: خلق فن جديد محايد تجاه السياسة بقدر الإمكان ويواكب المرحلة التي همها الإستقرار السياسي والإقتصادي بما يحقق فائض أرباح لمصلحة الإمبراطورية العظمى (هذا من ناحية الإنجليز) ومن الناحية الباشوية (المصرية) دمج السودان في مصر بشكل تام سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ثم ثقافيا (الحقيبة ليست وحدها بل كل الفضاء الثقافي ومنه مجالات الكلمة المقروءة والمسموعة مسير بدقة شديدة في ذلك الإتجاه).

تعرف يا محمد؛
إذا لم تفض اشكالية التناقض الموضوعي (التاريخي والمفهومي) الذي في (اتفاق) بين الانجليز والمصريين على اصطناع والاستفادة من الحقيبة (عل قدم المصلحة) أو كما بقول المقتبس أعلاه، فإنه، أي هذا التناقض لوحده، سيكفي لدحض القول بالاصطناع.
أنت تقول الحقيبة ظهرت في ١٩١٩-١٩٢٠ وأنها شعر وغناء جماعة بعينها غالبهم من مويدي وخدة وادي النيل.
التاريخ يقول أن مصر في ١٩١٩ كانت فيها ثورة على الانجليز والملكية وبعض الباشوية، وأن بعض مصر الباشوية قد قادت فيها مصر الشعبية.
التاريخ بقول أن الانجليز كانوا يسعون للاستفراد بالسودان بعيدا عن أي مصر شعبية أو باشوية.
وأنهم طردوا المصريين في والجيش المصري في ١٩٢٤.
وفي ١٩٢٤ كانت ثورة (اللواء الأبيض) ضد الانجليز لدرجة الموت وللمطالبة ببقاء المصريين في ضمن مطالب أخرى.

أحذر.. هنا توجد تناقضات تاريخية ومنطقية جسيمة..
+++

لا تزال تقول بأن الحقيبة والكومبيا أو ايا كان اسمها، متلازمان :
Quote: وليس الغناء فحسب بل أدخل الإنجليز أيضاً نوع من الرقص جديد تعويض للرقصات الممنوعة علناً أو ضمناً أو قل على أقل تقدير غير المحبذة مثال العرضة والصقرية. هذا الرقص نفعله حتى الآن وهو جاء مع الحقيبة جنباً إلى جنب .. الرقيص الذي نفعله اليوم بتلقائية في المناسبات العامة والخاصة أصله إنجليزي وإسمه العلمي Cumbia.
قبل يومين فقط أوردنا لك من الشواهد ما ينفي أي رقص سوى رقصة الرقبة المعروفة للبنات، عن الحقيبة. وما يثبت أن الكومبيا والكشف وغيره، مرتبط التم تم الذي لم يكن لأول عهده على علاقة جيدةبالحقيبة ولا بأهلها.. المصالحة الفنية تمت لاحقا حينما كتب شعراء الحقيبة لألحان التم تم..

ليس حسنا ألا تقرأ مداخلات محاوريكــ.
+++++

Quote: يصحب ذلك إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) .. (ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) .. (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخن.
....
والرقصات المصاحبة لتلك الفنون الشعبية الأصيلة أهمها العرضة والصقرية ويستخدم فيهما السيوف والعصي والكرابيج إضافة إلى البطان.. كانت أمدرمان والخرطوم وكل الارياف القريبة والبعيدة تضج لياليها بالعجاج الذي يضمخ السماء من رقصات شباب متحمسين يعرضون ويلعبون الصقرية ويتباطنون فوق أرضهم المستقلة بسيوفهم وعصيهم البلدية وأشعارهم الشعبية التي تشبه أرضهم ومخيلتهم الإجتماعية..

أي أم درمان وخرطوم هذه التي عجاجها قايم؟؟ الله يهدينا ويهديك يا محمد!!
نحاس وعرضة وصقرية وبطان ونقارة وكمبلا وبيبوب وهوسيت وووو دي اشغال قبلية لم تنقطع أبدا ولكنها ظلت هناك، ثم استحالت فولكلورا أو طقسا قبليا، في بواديها وأريافها وقبائلها التي صالحت الانجليز وثم ارتضت فكرة الدولة الواحدة الجامعة ذات السلطة التامة والسيطرة على الجميع ولكن تلك مصالحة على شروط مختلفة من مصالحة أم درمان المدينية مثلا التي من ضمن مظاهرها تكور أغنية الحقيبة من ضمن شروط هذه المدينية وضمن علاقتها الأكثر تأزما مع الاحتلال لاحقا مما هي أزمة الارياف مع الاستعمار..
وعن أي خرطوم نتحدث هنا؟ التي أسسها الأتراك وغالب سكانها في وقت الحقيبة هم إما من الانجليز/اوربيين أو المصريين/الشوام أو سودانين منبتين قبليا سواء من جيش (الفتح) أو بالهجرة إليها بعيدا عن أريافهم أو حتى بتمدينهم الكبير مقارنة بالأرياف.
وأي أم درمان هذه التي تقول بها هنا؟ المدينة التي أسسها المهدي وحكمها تزمت الخليفة الديني لدرجة منع الغناء ولم يكن ليسمح بعرضة غير عرضة الدولة الرسمية! أم أدرمان التي استباحها كتشنر لحنوه على مدى لثلاثة أيام؟ أم أم درمان التي لم تنفرد بها قبيلة؟ أم أم درمان المتنازعة بين السودانيين من بقايا المهدية وبين السودانيين جنود الاحتلال؟
لقد كتبت لك من قبل، وأوردت الحيثيات.... وها أن تعيد، فسأعيده ليقرأ مع أعلاه..
{{تقول يا محمد جمال/البحث؛ أن الاستعمار لم يكن ليسمح بأغاني الفروسية والحماسة التي تحض على الثورة!! وأنا أقول أن سودانيي أم درمان وما حولها من المدائن، قد كانوا في حالة متأخرة من الشعور بالخصاء النفسي وبالمهانة، وما كانت كمثلها حالة لتسمح لهم، حتى ولو أرادوا أن يعيدوها نحاسات وعرضات وصقرية.. ما كان بمقدورهم أن يعرضوا على نحاس منصورة مصادر مهدر الشرف، ولا كان بإمكانهم أن يهزوا بالبشرى الفارسه على بيت دوبيت فخور ولا في ساحة قبتّها مهدومة وقبرها نبيش.. باخي أنا الآن أكاد أبكي بل إنني أبكي على حال (جدودنا العاديين) الذين لم يكن من الممكن لهم ـ نفسيا ـ وبالذات لطليعتهم المثقفة أن يتصرفوا بأي فحولة، وهم مخصيين حتى قعر كينونتهم، حتى في أحلامهم.. لقد خصتهم دولة الخليفة وجبّهم يوم كرري تماما كما أخصت الإنقاذ جيلنا..

إن هزيمة الحلم التي تكاملت بكرري، لم تفرق بين مهدوي ومنكر للمهدية، وبين منتصر ومهزوم من السودانيين.. لقد كانت مذبحة سيكلوجية أريقت فيها أرواح الجميع وأهدرت نفسياتهم.. وأن الحقيبة كانت هي ردة الفعل المباشرة من أناهم المتشبثة بالحياة، ومن غريزة البقاء الفطرية (الهو الفرويدية) على ما حل بأناهم العليا من انكسار المثال/الحلم الوطني والذاتي..

الحقيبة هي ردة الفعل الفنية للمحافظة على حد أدنى من التماسك الذاتي والمجتمعي، تحفظ لهم أنواتهم الماثلة أعناقها لسيف القهر الاستعماري والمسغبة الوطنية.. والأهم تحفظها من حال المذلة الشخصية التي لا تنسجم أو تليق بطبائع وأخلاق الفروسية التي طالما تربوا عليها وعايشوها وطبعت أخلاق أبناء القبائل السودانية ومن خالطهم في المهدية بكل تلك عرضاتها الأسبوعية وحروبها اليومية، من المهم جدا اعتبار الحقيقة التاريخية؛ أن الخليفة عبدالله ود تورشين، قد كان هو آخر من (**فرش فروتو) في تاريخ السودان..

وهكذا الحال، وفي ظل انعدام البلسم الشافي والطبيب المداوي، فإن غريزة البقاء الفطرية قد انفعلت واحتالت على هذه الأحوال، واستفادت من التعليم المتاح، ومن الاختلاط القبلي الموجود في أم درمان، ومن اتصالهم باشكال أخرى من الغناء والتلحين ربما نشأت في المعازل شمال أم درمان..

كلها دوافع ذاتية أبعد ما تكون عن المؤامرة مع الاستعمار، هي تلك التي نشأ عنها هذا الشعر الجديد واللحن جديد، كله بمثابة أو عبارة عن ’كناية‘ نفسية عن الوعد القادم، ولكن باستعادة للماضي البهي أبعد من (أندلس مفقود).. الأستعادة تمت عبر التقليد وبالاستعادة.. لقد تطور هذا الشعر بما يناقض الحاضر الأدبي، عبر نمط شعري عامي مسودن ايقاعا وصالح للغناء للعامة، ثم هو بعده شديد التماهي مع ماض تليد طالما تصوروا وابتنوا معه علاقة نفسية تعويضية احتوائية حميمة جدا طالما ارتبطتتهم خيوطها، عبر الدولة السنارية وعبر التركية السابقة وكذا، فعن طريق آخر، في المهدية ذاتها.. استدعاء هذا الماضي بتركيز على أمجاده، أجدى وخدم وأدى مهمته في أن يبعدهم عن واقعية الحالة الراهنة المزرية وطنيا.. وبما فيه من الطاقات السلوانية والقدرة الشفائية والعبقرية الشعرية واللحنية، ففقد كان حري به أن يتقدم قدما إلى عموم الذائقة المدينية، وليحوز فيها على مقدمة الساحة الفنية الضيقة جدا، وبأسرع مما يمكن لأي ’مؤامرة‘ أو ’بروباقندا‘ استعمارية أن تنجزه.. }}


ثم، ألا تؤمن بمفاعلات الجدل في أي صورة للاجتماع البشري؟ ألا يفترض بأم درمان والخرطوم ومدني أو أي مدينة أخرى أن تنفعل بطبيعة مكونها البشري وبحالته النفسية والروحية والثقافية؟ هل تظن فعلا أن مثل أغنية مثل (أسد اللطام) كانت ستناسب أناسا حتى أنصاريهم الحقيقي كبابكر بدري لا يتفق مع ود حبوبة في بواعث ثورته؟

لو لم تقبل بأن أغنية (نحن ونحن الشرف الباذخ) أو (عزة في هواك) قد صارت هي (الحماسة الجديدة).. فهل تظن أن مثل هذه الأغنية، أدناه، مثلا، أو الأخرى تاليها، من تراث العبدلاب، كانتا ستناسبان دناقلة أمدرمان أو نوبتها أو مسلمانييها أو غيرهم، بل حتى جعلييها وعبدلابها ومن تبقى من تعايشتها والبقارة؟ يا راجل قول كلام غير دا، أم درمان كان هواها حقيبي ولولا الخرطوم وأصحاب خليل فرح الشوام فلربما لم تعرف العود إلا مثلما عرفوه ناس القضارف مثلا، في مصادفات سعيدة أخرى!!


أم أن مثل هذه الخلطة (بين القديم والجديد) التحت هنا، قد كانت أنسب (لاحظ الرميات وتواصل الحقيبة مع الدوبيت والطنبرة ولاحظ لحضور ابراهيم ود الفراش شاعر بربر ذو الارتباطات المصرية والعبادية من كل بد، وبأمثال الشاعر عبيد عبدالرحمن ذو الأصول من بربر.. هذه إشارة لن تخفى عليك إلى أصول الحقيبة وشيجة الصلة بالأبواب وبشعر مدنها وطبعا بود الفكي ومن سبق من الطنابرة)..

Post: #157
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 08:58 AM
Parent: #156

في المداخلة أعلاه وما قبلها وما بعدها، حروف كثيرة خاطئة احتلت أو انطبعت بدلا عن الحروف الصحيحة. كثير من الطاءات مثلا تحولت إلى كافات والكافات استحالت ميمات..
التصحيح صعب وساعتمد على كريم غضكم للبصر عن الأخطاء، وبالأساس على حسن قراءتكم للسياق.. دا حالتو لسع ما وصلنا للمقدمات..ههههها..

في جملة فوق مفروض تقرأ: (استباحها كتشنر لجنوده) كلمة ما حلت محل جنوده!!

Post: #158
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 09:27 AM
Parent: #157

ثم/ كب بسم الله..

أولا: شكر مستحق وفي ضرورة الأطراء على هذا البحث وعلى الباحث، قد يستغرب البعض لو قلت أنني انشغلت بهذا البحث لدرجة خففت عني أو شغلتني عن بعض الهم والهموم الشخصية جدا.. يعني مدين له مباشرة.. فهل بعد هذا اطراء؟ نعم!!
فإنني، أظنني بصدد رفع مداخلاتي الأخيرة حول موضوع الحقيبة، سواء في هذا البوست أو في غيره من المتناسلات منه والمتواشجات معه، وكما ابتدره اشكاليا محمد جمال الدين. لهذا فإنني مرة أخرى يجب أن أؤكد على شديد تقديري ومزيد اعجابي بمباحث عزيزنا محمد جمال، وبكيف يتحرى مواضيعها، وبجرأته الفكرية في تناولها وبطريقة عرضها (ما تفادى التكرار!) وبلغته الروائية وحتى الإيحائية التي تجعلني ابتسم رغم شبهة (الاستكراد) فيها، وبل حتى بمقدرته على حبك الدراما وبناء السيناريوهات..
الحقيقة أنه لن يسع أي منا، لو فقط يتصف بأقل قدر من القدرة على الانصاف، إلا أن يزجي جزيل الشكر والتقدير لمحمد جمال الدين على ما ابتدر ولما كتب هنا أو في البوستات العديدة المتعلقة بهذا الموضوع والتي أثرتنا معرفيا وحواريا وحتى بالفكاهة وبعض مشاغبات..
عليه، وبكل صدق، قبل أن أشرع في هذا التناول النقدي الأخير، يجب القول بأنني أعتقد أن هذا المبحث عن الحقيبة، وخاصة في جزئه الأول عن العلاقة مع الزجل الأندلسي المملوكي، يمكن أن يتكامل مع؛ ١) مباحث أعمق في أوزان وبنيات الشعر العامي السوداني (الدوبيت تحديدا) وكل الشعر المتصل لغويا وتاريخيا بالحقيبة. ٢) وأيضا مع مبحث في علاقات الحقيبة اللحنية مع ما سبقها وما عاصرها وما تلاها. ٣) وكله بداخل اطار من الدرس الاجتماعي الثقافي التاريخي؛
وليصدر متكاملا في كتاب أجزم أنه سيثير ضجيجا وحراكا ثقافيا وعلميا كبيرا..

أما الجزء الثاني (السياسي) من المبحث، ففي ظني أن اشكالاته لا تزال قائمه ولا تزال تراوح في طور الافتراضات.. المآخذ على ايحاءآته وتصريحاته تجعلها أقصر من عتبة الاحتمال، وأطول من القدرة على الاحتمال. هناك إشكال كبير سواء في محض الصحة والوثوقية التاريخية لبعض الوقائع والأحداث، أو من جهة المقاربة والتحليل والارتباطات، أو لجهة غياب الفضاء الاجتماعي والثقافي، أو لغلبة نظرية المؤامرة السياسية.. وكثيرا ما شعرت وكأن المعطيات الأولية تساق قسرا نحو نتائج مجهزة سلفا، وبما ينم عن رغبوية تشكك في العلمية.

في مرحلة ما من ضمن هذا الحوار فقد كنت كتبت التالي تعليقا على تحديد محمد جمال الدين لنقاط مبحثه بنقطتين أساسيتين كما أدناه. وقلت أنهما أصلا محوران واضحان لمن قرأ البوست ولو لمرة.. في الرد التالي [منقول بتحرير لا يخل، من مداخلات سبقت بأعلاه] فقد أجملت ولخصت رأيي في النقطة الأولى وهي عن علاقة نمط الحقيبة بنمط الزجل، وحتى مع معرفتي بتردد محمد بين أقواله الأولية، وبين ما بدا له من أقوالنا الموافقة والمخالفة، فليس عندي ما أضيفه إلى ما قلت في هذا السياق.. وهناك بوست كامل افترعه وخصصه محمد جمال الدين لهذه النقطة/المحور.. ولكن حتى مع ذلك البوست، ففي هذا الرد/التعليق إشارات للنقطة/المحور الثاني الذي عن الخلفيات السياسية والاجتماعية للحقيبة، والذي هو مبعث غالب خلافنا مع خلاصات هذا البحث..


[[سلامات يا محمد؛
تقول: أن المبحث يدور حول
{’’نقطتين في الاساس
1- نمطية شعر الحقيبة اي مرجعية النوع الشعري المحتملة..
2- الخلفيات السياسية والاجتماعية التي نشأ في زمانها فن الحقيبة..
وليس ابعد من ذلك.. مثلا البحث لم يتناول الجوانب الإبداعية ولا الحان وإيقاعات الحقيبة ذلك شي آخر وربما هناك المزيد من الجوانب تحتاج بعد البحث والنظر.‘‘}

نعم، محاور البحث معروفة، ولكن، لأسباب عديدة فإن الأسئلة عن هذين المحورين لا تفتأ توالد.. ورغم اتفاقي معك على استعادة وتقليد الحقيبة للزجل المملوكي الأندلسي ولاستعارتها كثيرا منه، وثم إشارتي لتقليد يتجاوز مجرد الكلمات والأخيلة إلى الشكل البنائي نفسه لكثير من القصائد، مما يستفاد منه الدرس والمعرفة والتعمد. إلا أن هذا لا يحسم لي كل قضايا البوست المبحث.. ولذا فإن غالب ما تبقى من أسئلتي فهو من نوع الأسئلة المضادة.. ذلك لأن ملخص البحث المطروح هنا ومن ثم إضافاتك في النقاش، يترك الكثير من الأسئلة معلقة أو إنك قدمت لها إجابات لا تزال غير مقنعة؛ فمثلا من ضمن تفاصيل أخرى؛ لم يوفر هذا البحث من علاقات الزجلين السوداني والأندلسي المملوكي، سوى التشابهات اللغوية، ولم يهتم بسبر أثر هذا التقليد لا في الموسقة أو الأوزان ولا عن تفاعلاته مع إرث الموسقة السوربية السابق والمعاصر له، ولم يحدد في أي مراحل الحقيبة بدأ هذا التقليد وووإلخ من أسئلة...

ولكن الآن، فللتعليق على كلامك أعلاه عن القضيتين؛

١) الحديث عن نمط ومرجعية النوع الشعري لابد أن يشتمل على تحليل الجوانب الفنية والبنائية واللغوية والوزنية (وهي من الجوانب الإبداعية) فيه وإلا فبم سيتم التنميط وكيف ستعرف حدود التقليد؟ هذا ما حاولت مقاربة بعضه في مداخلاتي.. هناك تقليد للزجل المملوكي الأندلسي، إذن ما هو مداه وما هي تجلياته الأخرى فيما بعد التشابهات اللفظية؟

إن غالب تركيز هذا البحث هو على الـ (صور وأخيلة ومحسنات وكلمات مفتاحية) المستعارة، محمولة على الألفاظ، ولكنه لم يقدم تفسيرا ثقافيا ولاحضاريا لذلك، أو لم يفعل كما فعل محمد المكي ابراهيم مثلا وحذوت أنا حذوه في ما كتبت بأعلاه.. وكذا فقد أهمل البحث كل الجوانب الوزنية والبنائية، وتغاضى عن القوام الأساسي لقصيدة الحقيبة في وبالعامية العربية السودانية (السوربية)، ولخصائص الأخيرة النحوية والصرفية والصوتية التي حتما ستنعكس على إيقاع وعلى تصويت و أوزان عامية الحقيبة..!!

وقد قلنا: ما لم يثبت أن أوزان الحقيبة مفارقة للتقليد الوزني السوداني، فهي إذن في ضمن أنماطه، نعم استفادت من اللغة والأخيلة والبناء الزجلي السابق ولكن هذا محض تقليد بما يعنيه هذا المصطلح أدبيا، ولا شيء أكثر.. ذهبت أنا إلى أبعد من ذلك وقلت أن الشعر السوداني الفصيح بوقتها، فكله من شعر التقليد، وزدت بمحاولة تقديم تفسيرات لهذه الاستعادة التاريخية من مصادر بعينها عبر شرح للأوضاع الاجتماعية والثقافية اللغوية والحضارية التي أملت مثل هذا التقليد وفرضته في السيرورة الأدبية كلها.. ما الغريب إذن أن يكون شعر العامية الغنائي قد بحث عن مثاله من ذات عصر التقليد الذي امتّحت منه أداب الفصحى السودانية في ملابسات مشتركة؟؟
وهذا مثال من زجل لبناني [يوجد في أصل المداخلة] من نمط (الشروقي) للشاعر (خليل ذوكر) ولد يوم نشأت الحقيبة في سنة ١٩٢٢، ولابد أن أصله، ككل زجل، ففي العصر المملوكي تقليدا عن الأصل الأندلسي. لكنه وحتما زجل متأثر بالتراث السرياني وغيره من تراث الهناك. وعلى نمطه المنماز ووزنه الخاص (الوفائي) الذي لابد أنه مستبط في وليتناسب مع عامية الشام.. وثم بعد فهو يشبه أزجال سيد عبد العزيز وصالح عبد السيد أبو صلاح، ولا أجد فيه ما يدعو إلى عدم الاحتفاء، بل هم اعتبروه تطويرا في الزجلية اللبنانية؟

كنت قد تساءلت في البوست الأخر عن نماذج التقليد الحقيبي للزجل الأندلسي؛ كالتالي:-
*على المستوى البنائي، بكم تقدر نسبة شعر الحقيبة الذي تظنه من النمط الزجلي المملوكي الأندلسي؟
*وكم نسبة ما فارق ذلك النمط في شرط الطريقة والبنية؟
*هل التقليد اللغوي وفي الأخيلة والصورة والتصورات، كاف لتصنيف القصيدة زجلا مملوكيا أندلسيا أم لابد من تأثر بنيتها ببنى ذلك؟
*لأي مدى تمت سودنة بنية هذا النمط، بالإضافة طبعا لسودنة لغته، خلال اندراجه في الحداثة الأدبية؟
*على مستوى الأوزان الشعرية، وهي رهن اللهجة وطريقتها العامية، هل هناك أي إشارة لتطور وزني في شعر الحقيبة انطلاقا من بنية الدوباي التقليدية؟

وهي في رأيي أسئلة مهمة جدا، ليس فقط لسبر غور ما جرى من تقليد لزجل الأندلس وفنونه، وهل ما بينهما مجرد تشابه أم هو تطابق/ هل هي سرقة أم تقليد/ ولماذا وكيف حدث هذا/ بل أيضا لحسم موضع الحقيبة في مقصورة القيمة الأدبية والغنائية، أو الحكم برميها في سلة مهملات عدم القيمة كما يشي المقتبس التالي عن صحيفة التحرير:- {“وأشار الباحث جمال الدين إلى أن الكلمات المفتاحية نفسها (الراح والغزلان والرشا والكحيل والثغر والغصن الرطيب والقوام الممشوق والملاحة واللحاظ فتاكة والحواجب تقول هلال والخصر الأهيف وعيون المها وعلى شط النهر وعلى النجيلة جلسنا والرمان وإلخ) نفس الصناعة والإصطناع والأوزان الشعرية. الخلط نفسه بين الدارجة والفصحى. الهدف نفسه: شعر للغناء و”القعدات”. و ذات المواضيع: الغزل ووصف المرأة والطبيعة، والمدهش أن هناك أبياتاً شعرية كثيرة وربما قصائد كاملة متطابقة في الكلمات والمعاني والأوزان، والعجيب أن الأخيلة هي ذاتها لا شيء جديد.. وهذا أخطر شيء.. أهم شيء .. الأخيلة أي الصور الشعرية هي ذاتها.إذن ما الجديد!.. ماهي دواعي فخرنا بالحقيبة إن ثبتت كل أو بعض هذه المزاعم؟"} هذا حسب صحيفة التحرير.. فهذه الظلال السالبة المكثفة هكذا وكأنها تعلن أن المبحث قد ختم على مقولاته بحكم قيمة سلبي، قد جعتلني، ولأول مرة، اقرأ ما جاء بعنوان هذا البوست (الحقيبة أصلها زجل أندلسي) بعين متشككة وليست راضية.. كنت أظن أن البحث عن الأصل هنا هو من باب إثبات كيف تم التجديد عبر التقليد.. وللكشف عن ملابسات هذا التقليد.. وأن كل ذلك من الموضوعي والمعتاد أدبيا ولا عيب فيه ولا يذهب بالفخر..

إن الكلمات المفتاحية والأخيلة وحتى الأجواء والبنية في كثير من زجل شعر الحقيبة وليس كله، المستعارة والمستعادة والمقلدة للزجل القديم، أيا كان مصدره، ليست عيبا يورث الخزي وينفي الفخر!! ألست أنت الذي تقول أن ليس من أغراض هذا المبحث أن يصدر أحكاما بالقيمة؟؟ فهل سؤال مثل (ما هي دواعي فخرنا بالحقيبة؟) لا يتضمن حكما بقيمة سالبة!!
في الحقيقة أظن أن الفخر بالحقيبة واجب علينا ومستحق لها.. فالحقيبة، عبر التقليد والتجويد، هي أولى عتبات الحداثة الشعرية والغنائية السودانية التي تلتها..
وكذا، على هذا النهج التسليبي، هل يمكنك اعتبار أن استعادة وتقليد عصر النهضة الأوروبي للأرث الهيليني مثلا، هو أمر تافه لا يستدعي الفخر، لا جديد فيه ومنقصة كله، فيعاب بذلك؟؟!!

في اعتقادي؛ أن أحكام قيمة سلبية كهذه ما كان سيمكن تفاديها طالما أن البحث يريد تمرير وتكريس الفكرة بأن الحقيبة “فن مصطنع عن مؤامرة شعراء عملاء مع قوى استعمارية تريد أن تقمع نوعية غناء الفروسية السودانية المهيج للمشاعر الوطنية”!! هذا تقريظ لمقدرات لم يدعيها حتى الاستعمار لنفسه. ولا غرو مع رغبوية كتلك أن يتم تهميش المرحلة الغنائية الانتقالية التي مثلها محمد ود الفكي وقد أثبت أثرها إبراهيم بابكر العبادي (رائد الحقيبة المتهم في إشارات وتلميحات البحث بالعمالة الإستعمارية أيضا!). وهكذا الحال، فالبحث لا يزال يتجاهل السيرورة الثقافية والإجتماعية التي نشأت فيها الحقيبة ويركن إلى تفسيرات أسهل لمواطن الغموض منها، كمثل القول بافتعال الحقيبة قسرا عبر تدخلات سلطوية، سواء نسبت إلى جيمس كري أو إلى عمر طوسون!! هل هذا هو السبب في الشعور بالعار منها وبالتالي الدعوة لعدم الاحتفاء بالحقيبة؟؟ ولكن أولا: هل هو سبب حقيقي؟؟!!


٢) وبخصوص الخلفيات والأجواء حول الحقيبة، فللأسف إن إشارات البحث إلى (الخلفية السياسية) هي إشارات محدودة براهن ذاك الوقت السياسي الفوقي الأظهر وليس المتفاعل عميقا، وإنها أيضا قد وردت إما مبتسرة أو متعسفة ومن باب توفير المسوغات لفرضياتك أو لتأكيد مقولتك "بالاصطناع على عين الحكومة"!! لقد أهمل البحث أمورا من السياق السياسي لذاك الوقت هي في غاية الأهمية، كمثل اندراج عدد من شعراء الحقيبة في الثورة وفعل المقاومة! مثل هذا الإهمال لا يمكن عزوه إلا إلى تحيز مسبق بتجاه التأكيد على الإصطناع على عين القوى الاستعمارية.. وهذا مما يجب العودة إليه.. [هذه العودة هنا تاليا].

٣) أما "الخلفيات الإجتماعية”، فلقد أهملها البحث اهمالا ذريعا، وتعامل معها على مستوى قشري وليس في المستوى الأعمق مما ظل يتراكم ويتلاطم على مدى التنامي الاجتماعي المطرد منذ سنار وحتى المهدية وبدايات تمدين المدن وحتى أم درمان وخصوصا في هذه الأخيرة بعد هزيمة كرري واعادة الاحتلال؛ وبالتالي فقد أهمل البحث أثر كل ذلك في اللغة والأخيلة وفي تطورات وتفاعلات الذاتية الوطنية وفي تطلعات الأخيرة الحضارية والثقافية كما كانت بوقتها، وتواصل الإهمال إلى الأسباب التي حتمت من استعانة الآداب والفنون السودانية بالماضي الأدبي وألجأئها إلى التقليد.. كل هذا ومثله مما ورد في مداخلات أخرى بأعلاه.

وهكذا يا محمد جمال الدين، فلتعذرنا ياخي، فحتى وإن اكتفيت أنت من التعليق وتعتقد أن كل الحيثيات متوفرة فيما طرحت، فإنك أيضا تقول: أن المبحث موجود {“هنا لأطلب معلومات جديدة”} وتقول: أن هناك {”المزيد من المهام ذلك أننا سننظر في إحتمالية وجود مرجعية للحقيبة بالمديح والقراءات الدينية والخلاوي وثقافة المسيد كما بالدوبيت والأنماط الشعرية السابقة للحقيبة ومن أهمها أغاني/أشعار الحماسة والمناحة. وسننظر أيضاً في المحيط الأقليمي مصر والشام والجزيرة العربية في تلك الحقبة الزمنية وما قبلها بقليل لنرى كيف الحال عند الآخرين.. هل عندهم أيضاً أزجال مثلنا أم شيء آخر..”} وهذا، مقروءا مع طرحك للمبحث على مشارع الحوار، فبمثابة دعوة للجميع إلى بسط الأراء..]]*انتهى.


المهم، يبدو أنني بعد الاطراء على والاتفاق مع اكتشاف محمد جمال للعلاقة بين الحقيبة والزجل الأندلسي المملوكي، فقد اختلفت معه في كل شي تقريبا.. كله مشروح سلفا في ثنايا هذا البوست وبوست النماذج وأخريات.. هو يقول بأن هناك تطابقا وأنا أقول إنه تقليد وتشابه، هو لا يرى علاقة للحقيبة بعموم الأداب العربية وبأداب عصر(الانحطاط المملوكي بالذات)، أنا اعتقد أن كل ذلك الأدب القديم وبالذات من ذلك العصر المملوكي، هو مثال كل عصر الحقيبة ومصدر من مصادر الهامها، هو يقول أن “المطابقة!!” في اللغة والأخيلة والأجواء والصورة، وأنا أقول باستحالة المطابقة ولكنني أزيد بأن بعض الحقيبة وفوق اللغة، فهي أيضا تقلد حتى البنية وهيكلة الزجل والموشح كما بنية الموال ولكنها تستعير لغتها وخيالها من أكثر من مصدر. هو يقول أن شعرالحقيبة منقطع الصلة بالشعرية السوربية، أنا أقول أن دلائل الاتصال والشواهد عليه في الللغة والبنية والتواتر لا تخفى. هو يقول أن الحقيبة انتهت، أنا أقول ربما طريقة التلحين والايقاعات، ولكن شعريتها متصلة بل منها تولدت شعرية الغناء الحديثة. وهكذا.. لا شيئ أتفق عليه مع مقالات البحث سوى أن للحقيبة علاقة (تقليد) بالزجل الأندلسي المملوكي..

في مرة، او مرات سابقة، فقد لخصت اقوالي عن زجل الحقيبة كالتالي:-
((هي زجل سوداني استعاد تقاليد الزجل الأندلسي المفصّح والمملوكي المعدّل، سواء في اللغة أو الصورة أو المثال، بل وكثيرا ما استعار تقاليده الأولى في البنية والهيكل. وذلك لأسباب تتعلق بتوفر هذا النمط وأمثلته، للدرس وللمجاراة، من المصادر الأدبية لعصر الحقيبة. وأيضا سهلته مقاربة عامية العصر المملوكي للعامية الوسطسودانية. وكل هذا حدث في ضمن استعادات ماضوية فرضت نفسها على النفسية والساحة الأدبية السودانية))

ثم ماذا؟

Post: #159
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 09:47 AM
Parent: #158

ثم ماذا؟ ثمة اختلافات على تفاصيل أدنى أهمية ولكن طريقة محمد في الكتابة الإيحائية ستجعلها تبدو شديدة الأهمية، من مثالها هذا الشاهد المشار إليه في هذا البوست وأصله من بوست آخر لمحمد جمال عن رثائية بنونة (ماهو الفافنوس) في مقاربتها ببعض شعر الحقيبة: كتب محمد جمال: {في مرثية بنونة بت المك (نظرة تقنية في التفعيلة والوزن).. إتخذها مجرد مثال لضرورة إستكشاف البنى الداخلية للشعر الشعبي السوداني بل الشعر مطلقاً!. لاحظت أن المقطع الأول ثلاثي وبقية القصيدة رباعية.. هذا أيضاً ما لاحظته في إحدى أشهر أغاني الحقيبة "يا مداعب الغصن الرطيب" لسيد عبد العزيز}} انتهى..
رغم أن هذا المثال نفسه والمقارنة بين قصيدة بنونة وسيد عبدالعزيز، سيكفي وحده لا مزيد عليه، لنفي تهمة الغربة التاريخية والشعرية عن الحقيبة، أي انقطاعها عن الموروث السوداني، إلا إن الأهم هو أن محمد جمال لم يجادل هذه الضرورة التي قال بها أو يحاولها لاستكشاف البنى الداخلية لأشعار الحقيبة وأوزانها التي يقول أنها مختلفة عن بقية الشعوب المتحدثة بالعربية وهي المقولة التي رددناها بأنه قد وجد أن قصيدة بنونة نفسها، وهي زجل سوداني لا مراء فيه هههها، وجدها موزونة على وزن البسيط كما هو الكثير من الدوبيت السوداني الذي هو على بنية المواليا. وهو أيضا كما ستكون كثير من أشعار الحقيبة التي جارت المواليا وهي غالب شعر العبادي وخليل فرح اللذان مثلا الذان اصطنعا من المواليا قصائد طويلة فاستعانا لذلك ببعض هيكلة الزجل القديمة التي هي أصلا هيكلة مستعارة من نموذج الموشحات ــ وكنت سابقا قد قلت عن نمط المواليا أنه أقرب الأوزان للدوبيت وأن أصلهما في بحر البسيط. وفي بنية المواليا أنه رباعي المصاريع بنفس القافية، أو أعرج ثالث مصاريعه مختلف، ومنه النعماني السباعي (كما في المقامات البغدادية) وفي ديوان خليل فرح من أمثلة المواليا ومن أمثلة التقليد والمشابهة لنمطها العراقي بالذات، ما يستعصي على الحصر. ـــ وربما هذا هو الذي سيشرح القضية الأكثر أهمية هنا؛ ألا وهي؛ استغراب محمد جمال من (ثلاثية الشطرات) في المقطع الأول من القصيدتين (ما هو الفافنوس ومداعب الغصن الرطيب)! وما كان الأمر سيكون مستغربا لو أنه نظر فيما وراء (لغة ومخيال الزجل) إلى بنيته التي أخذت من تقنيات وبنية التوشيح في المطالع والقفلات والأدوار والمخارج وفي المحسنات البديعية التي هي السمة الأساس في أشعار ما يسمى بعصر الانحطاط (المملوكي).. رجاء راجع بوست النماذج.. هذه المداخلة وثلاث أربع بعدها Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعمRe: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم
ولكن، ما ظننت أنه كانت ستكون مشكلة، لو إنه نظر في إرث الشعرية العامية السودانية ذاتها، والتي ما كانت ستبخل وستوفر بعض الشواهد للرد على (شبهة الثلاثي) هذه أو كما أسميتها.. عليه، فلا بأس من بعض استطراد هنا، وأرجو أن يستفيد منه المبحث كما أرجو أن يستفيد من كل قراءآتنا الموازية أو المتسائلة. فههنا واستفادة من دراسات للزملاء القدامى بالمنبر: علاء الدين شاموق والتجاني عمر قش، فسيمكن القول مثلا؛ بأن أقدم قصيدة شعر عربي على الإطلاق هي قصيدة العنبر بن تميم التي قيل إنها من الحداء وقال فيها:

[قد رابني من دلوي اضطرابها
والنأي في بهراء واغترابها
إن لم تجيء ملأى يجيء قرابها]

كما أن في الدوبيت (وغيره من أنماط) هناك حالات يكون فيها المقطع ثلاثياً أو خماسياً وفي حالات نادرة يكون سداسياً، ويشتهر بهذا النوع سكان بوادي السودان الغربية في كردفان ودارفور. وفي بعض المناطق من أواسط السودان الغربية المتاخمة لكردفان، كما أن أغلب شعر (الحكّامات) بغرب السودان ينتمي لهذا النوع الثلاثي..

نموذج؛
[سقتا النَّم علي الجاغوس
الشجرة الظليلة الما نقرها السوس
في راسها النمر وفي ظلها الجاموس]

ونسخة أخرى منه؛
[الشدرة الضليله الما نقرها السوس
فوق رأسها النمر وفوق ضلها الجاموس
شن تمشى وتقول لامات قرين مرشوش]

ونموذج؛

[ألبـــل الفـــوق العديــد مســدارن

قاموا ليهن رجالاً بقطعوا راسمالــــن

ستاتن ببكـــن لمـــن نسن جهالــن]

ونموذج؛
[يا غدير سآلاك
بالساري التملاك
زول دوار ما جاك]

ونموذج خماسي؛
[وردٌت الدونكِي قلت إتأمل
لِقيتْ الصيد، لِقيتْ الريل
لِقيت بَكراً سُمان ومُهمل
قِصيبة السيسبان السيدٌا بَدَر ورَمَل
قمر السبعتين، قَسم الليالي أتجمَل]

وطالما السيرة سيرة دوبيت وأوزان وأنماط، وهي كلها بعضا من ضمن الاختلافات التي أثرناها مع معطيات أو نتائج هذا المبحث الجمالي؛ فطبعا نتفق مع محمد جمال على أن النمط اللغوي للدوبيت، على وحدة خصائص العامية وكونها قوامهما اللغوي الأساسي، فليس هو نمط شعر الحقيبة. بالتالي فالحقيبة، حتى مع التشابه في لغتها مع لغة زجل صفي الدين الحلي (الزجل الأندلسي المملوكي رغم أن صفي الدين في الحسبة عراقي)، فسيختلف نمطها عن نمط زجله بالأوزان والموسقة.. وهذا الاختلاف فتماما كما تختلف أنماط الزجل المغربي عن أصلها الأندلسي وعن الزجل الجزائري عن التونسي عن المصري عن الشامي عن غيرهم. بل فهو مثله كمثل كيف تختلف الأنماط المحلية في كل بلد بأوزانها وأغراضها وغيره. كلها زجل وكل الزجل انطلق من وشابه الأصل ثم خالفه في هذا التفصيل أو ذلك بما فيها الاسم..
خصائص كل عامية هي المحدد الأول للأوزان (البحر والتفعيلات) والتنغيم (التفعيلات والقوافي) وبالتالي فهي المحدد لأكبر الاختلافات والتشابهات في هذه الدائرة اللانهائية من أنماط الزجل ولن ولا يكفي معها القول بأن نمطا ما يطابق نمطا آخر بقرينة التشابه في الألفاظ والمخيال واستعارة الصورة والبيئة.. بينما سيكفي جدا ومنطقي تماما أن نجد ونقول أن زجلا ما قد قلد نسخة أخرى لهذه الدرجة أو تلك.. لقد توفرت لشعراء الحقيبة معرفة أدبية واسعة منها هذه الأمثلة الزجلية الصالحة للتقليد موثقة في المصادر المكتوبة القابلة للدرس بواسطة هؤلاء الشعراء في سياقات الوقت.. لكن وأيضا، فالمهم هو، على شدة التقليد وفرط التشابهات اللغوية، فإن النمط لن يكون نمطا واحدا مع أي زجل آخر حتى لو استعار لغته ومخياله وكلماته المفتاحية كما قلت أنت عن مثال منصور المفتاح.. بل حتى لو استعار بنيته وهيكله كما فعلت كثير من أشعار الحقيبة التي جارت البنية الأصلية والتقليدية للزجل الأندلسي والموشح.. هذا وإلا لقلنا عن الشعر الفصيح لمحمد سعيد العباسي مثلا أنه يطابق شعر العصر العباسي بقرينة اللغة والمخيال والكلمات المفتاحية وكل الذي تجعله سببا للتطابق بين الزجلين الحقيبي والأندلسي المملوكي.. الذي جعل شعر العباسي شديد الشبه بشعر العصور المتقدمة، هو التقليد الأدبي نفسه الذي جعل كثيرا من أشعار شعراء الحقيبة تتشابه مع الزجل المملوكي والأندلسي.. بل إن أوزان شعر العباسي تتطابق مع أوزان شعر ابن المعتز وابي تمام، هل هذا سيجعل شعره مطابقا لشعر العصر العباسي أم مقلدا مشابها؟؟

Post: #160
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 10:01 AM
Parent: #159

وفضلا، قبل قراءة التالي، أرجو تنبيه القراء إلى بعض ما قد يعرفونه أو لا يعرفونه أصلا عن الباحث محمد جمال الدين؛

إن باحثنا الهمام سوى جراته الفكرية، فهو أيضا كاتب روائي ذو تجربة وخبرة في البناء الدرامي يعرف كيف سيطوع بها اللغة لإحداث الآثار النفسية والعقلية التي يرجوها ولتوليد الإثارة وتحفيز التوقع.. فليس صدفة إذن ـ ولا أعني تآمرا بل عمدا مع سبق الإصرار والترصد ومن وعن طبيعة تجربته الكتابية ـ إنه وكثيرا ما يكرر هنا، أن عنايته الكبرى ليست بصحة اللغة وجمال الكتابة، بل بالحقائق وبالمفهوم! هذا مع أن لغته صحيحة تماما وأسلوبه جميل جدا. تكرار هذا الكلام والمعنى الموحي بالعلمية وأن الأمر ليس مجرد تهويمات أدبية، هو مما سيعد ويهيء القارئ لتقبل أو ازدراد المفاهيم المفخخة بالدراما والأحابيل اللغوية، وبتكرار الأحداث الظرفية والمعاني والأمثلة (الوسائل الإيضاحية) وبوسائل كتابية أخرى تصب كلها فيما أطلقت عليه مسمى (استراتيجة بث الشبهات وتوليد الغموض)..

مثال على (استراتيجة بث الشبهات وتوليد الغموض): يكتب بلغة شديدة التلغيم الدرامي عن؛
{أسرار الحقيبة/ كلمة سر الحقيبة/ كلمة سر اللحن/ اصحاب كلمة السر/ لقبه الرسمي/الإسم الحركي/ احالة ودالفكي للصالح العام/ مهام مستعجلة/ اجتماعات ساخنة} وغيرها من التعبيرات كما التي قد تجدها في (الروايات البوليسية) وليست من اللغة المعتادة في الأبحاث العلمية (التاريخية والأدبية هنا) الجادة..
نفس هذه التعبيرات وشبيهاتها ستتكرر في كل مرة لتوليد وتأكيد وترسيخ الأثر المطلوب على القارئ فيحكم مع حكم الكاتب، مثلا؛ بحتمية مؤدى خلاصات الباحث عن اصطناع الحقيبة (أو كما يرغب البحث: الزجلية المصطنعة المطابقة للزجل الأندلسي) برعاية وعلى عين المستعمر الزرقاء..
مثال أخر: لاحظ لكم مرة سيرد الاسم (ديمتري البازار*) في هذه المقتبسات التالية، ودائما، فمسبوقا أو متبوعا بإيحاءات وتصريحات عن علاقاته وعلاقة (عمالته) بتطور فن الحقيبة وإن هذا إلا وهم واضفاء عليه من أهمية لم يدعيها إلا عبر تجارته وبصفة وكيل فنانين وتسجيلات..

المهم؛ أقول ما سأقوله الآن، لأنني مع تعدد بوستات محمد جمال عن الموضوع، وكثرة تكراراته، فقد لاحظت لأكثر من انزياح لغوي وتعبيري فأملت أن تتم بذلك بعض مراجعات اراها ضرورية لاستقامة هذا المبحث على جادة العلم ولعيجا عن التعصب للإفتراضات أو الهوى.. ولكن بالتمعن في الفروقات المعنوية بين البوستات والمقولات، فإنني لم ألحظ نفس القدر من الانزياحات المفهومية والمعنوية أو بعيدا عن المعاني والمقاصد الابتدائية.. ولهذا فما سأقتبسه وأحاوره تاليا هو بعض من آخر الخلاصات التي أوردها محمد جمال الدين لنفس الموضوعات قيد النظر البحثي في عدة بوستات..


كتب محمد جمال الدين كلاما كثيرا وخطيرا عن علاقة الحقيبة مع المحيط السياسي، كرره بصياغات عديدة في هذا البوست ولأكثر من بوست، وجميعها ستؤدي لنفس تلك الاستنتاجات. خطورة هذا الكلام ليست بسبب من الحقائق والأحداث والحوادث التاريخية نفسها، رغم أن شواهده لا تخلو من أخطاء، لكن الخطورة تكمن في إهمال التفاصيل السياقية أو الإحداثيات التاريخية الاجتماعية الثقافية. وكذا فالخطورة أيضا تأتي من منهج مقاربتها وتحليلها وتفسيرها الذي لا يتسم بالحيادية في كل الأحوال. بل كثيرا ما ينحو في بحث فرعي ما، إلى إستخدام فرضيات لم تثبت من بحث آخر، حتى إنه سيمكنك القول أن هناك نزعة توحيدية شمولية تسيطر على الباحث وتفرض نفسها على نتائج بحوثه الفرعية لتصب في بحر النتيجة والخلاصات كلية الطابع التي يرغب في اثباتها.. مشروع السودان ٢٠٠ يتحكم في كل شيء ولا يدع ثمة مسافات كافية للمراجعة وللتراجع وليس كما يزعم محمد جمال أن الأفكار هنا هي رهن الحوار والمراجعة ويكرر ذلك كثيرا ولكنني أعتقده مجرد أو بعض ألاعيب الدراما الإيحائية التي أشرنا إليه ضمن الإشارة لمقدرات الباحث الروائية..

وهذا المقتبس الطويل، المنجم لاحقا لأغراض الحوار، بحسب المحاور، والمحرر بواسطتي نوعا ما لكن دونما إخلال بالأصل، وكان قد ورد مؤخرا في بوست (الآيدلوجيات في تاريخ السودان) وهو النسخة الأخيرة والأكثر ترابطا والأقل تعسفا وحدّة من غيرها، ولكنها بعد، لا تتخلى عن المقولات الأساسية للباحث سواء الصريح منها أو تلميحا، وأيضا، مهم جدا، أنه يوفر مثالا جيدا لتقنيات التوجيه والإقناع التي بطوع بنان الباحث . لهذا كله فهي النسخة التي سأناقشها تاليا بسبيل دحض بعض ما بها من أشباه الحقائق والمغالطات والأوهام قبل أن تصبح (أوهاما خالدة) بحسب تعبير محمد جمال الرائع:

ويليه كامل المقتبس الطويل:

Post: #169
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: جلالدونا
Date: 09-27-2018, 05:03 PM
Parent: #160

كدى نقرا المقال ده مع بعض و نجى نتكلم
المقال عن الموشح كأدب سابق للزجل و اتمنى ان يكون اضافة موجبة للنقاش حول اصل الحقيبة
_______
الموشح فن شعري مستحدث، يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في امور عدة، وذلك بالتزامه بقواعد معينة في التقنية،
وبخروجه غالبا على الاعاريض الخليليلة، وباستعماله اللغة الدارجة أو العجمية في خرجته، ثم باتصاله القوي بالغناء.
ومن الملفت ان المصادر التي تناولت تاريخ الادب العربي لم تقدم تعريفا شاملا للموشح، واكتفت بالإشارة اليه إشارة عابرة،
حتى ان البعض منها تحاشى تناوله معتذرا عن ذلك بأسباب مختلفة.
فابن بسام الشنتريني، لا يذكر عن هذا الفن خلا عبارات متناثرة، أوردها في كتابه "الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة،
واشار إلى انه لن يتعرض للموشحات لان اوزانها خارجة عن غرض الديوان، لا اكثرها على غير اعاريض اشعار العرب.
اما ابن سناء الملك فيقول: "الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص". موشح أو موشحة أو توشيح،
وتجمع على موشحات أو تواشيح من وشح بمعنى زين أو حسن أو رصع.
تعريف الموشح الموشح فن شعري مستحدث يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في امور
عدة وذلك للاتزامه بقواعد معينة في التقنية وبخروجه غالبا على الاعاريض الخليلية وباستعمال اللغة الدارجة أو العجمية في خرجته.
و الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص
بعض شعراء الموشحات أبو حسن علي الضرير المعروف بالحصري وله قصائد عديدة من بينها (يا ليل الصب) وقد كان من شعراء
المعتمد بن عباد ومات في طنجة
مخترع الموشحات
وقد كان مخترع الموشحات في الأندلس شاعرا من شعراء فترة الأمير عبد الله اسمه مقدم بن معافى القبرى.
وقد جاء في بعض نسخ كتاب الذخيرة لابن بسام أن مخترع الموشحات اسمه محمد بن محمود. والمرجح أن مخترع هذا النوع الشعري
هو مقدم بن معافر، وعلى ذلك أكثر الباحثين. على أن بسام لم يجزم حين ذكر هذا الأخير،
وإنما قال: ((و أول من صنع هذه الموشحات بأفقنا واخترع طريقتها - فيما يلقى- محمد بن محمود القبرى الضرير)).
ولعل كون الشاعرين من قبرة جعل ابن بسام يضع اسما محل اسم، فكأنه قد بلغه أن الشاعر القبرى فلانا قد اخترع الموشحات،
فذكر محمد بن محمود ونسى اسم مقدم. وقد وردت هذه الموشحة منسوبة إلى هذا الأندلسي في كثير من المصادر الموثوق بها
مثل جيش التوشيح لابن الخطيب.
و قد قال نقر من الكتاب ان مخترع الموشحات هو باسل الفوزان.
أساس الموشحات
حين يعود كاتب القصة إلى نفسه ليستمد من مخزون تجارية لا يستمد من هذا الرصيد كل ما يَعِنُّ له،
بل ينتقي منه ويختار ما هو لازمٌ لنسيج قصته. فالمواقف والأحداث التي تطالعنا في إحدى قصصه ليست
بالضرورة سلسلةً متصلةَ الحلقات من المواقف والأحداث التي وقعت في الحياة على هذا النسق،
بل كثيراً ما تكون أشتاتاً من المواقف والأحداث التي مر بها أو عرفها، حتى إذا جاءت عملية الإبداع الفني للقصة
راح يختار من هذه الأشتات ما يراه لازماً لتكوين نسقٍ خاصٍ منها، له هدفه المحدَّد، وله مغزاه. وقد تكون الواقعة تاريخيةً
ويجد نفسه مضطراً إلى الارتباط بها أو بمجملها،
ومع ذلك لا يفتأ يستمد من رصيده الخاص من الخبرات ما يكون ملائماً لصياغة هذه الواقعة صياغةً جديدة،
تجعل لها مغزى خاصاً.
تطور الموشحات
وقد كانت فترة نشأة الموشحات، كفترة نشأة أي فن، من حيث مشاهدتها لأولى المحاولات التي غالبا ما يعفى عليها الزمن.
ومن هنا ولبعد الزمن بتلك الفترة، لم تبق لنا من هذه الموشحات الأولى التي نظمها مقدم وأمثاله أي نماذج.
ولكننا نستطيع أن نتصورها موشحات بسيطة التركيب قليلة التعقيد، تتخذ مجالها من الموضوعات الغنائية كالخمر والطبيعة والغزل،
وتكتب كلها باللغة العربية، ما عدا الخرجة، التي تكتب باللغة الأندلسية الشعبية.
كما كانت ترضى بقالبها ولغتها وأغراضها حاجة الأندلسيين حينئذ، وتعكس اختلاط عنصريهما وامتزاج لغتيهما،
وشيوع الغناء والموسيقى بينهم. وقد تطورت الموشحات تطورا بعد فترة من نشأتها تطورات عديدة، وكان من أهمها تطور أصابها في القرن الخامس الهجري،
أيام ملوك الطوائف. ثم تطور آخر بعد ذلك بقليل فرع عنها ما يسمى بالزجل،
حتى أصبح هذا الاتجاه الشعبي ممثلا في لونين: لون الموشحات، وقد صارت تكتب جميعا باللغة الفصحى، ولون الأزجال وقد صارت تكتب جميعا باللغة العامية.
وانتقل هذان اللونان من الأندلس إلى المشرق، فكثر فيه الوشاحون والزجالون. وعرفهما كذلك الأدب الأوروبي، فتأثر بهما شعراء جنوب فرنسا المسمون (التروبادور)،
كما تأثر بهما كثيرون من الشعراء الأسبان الغنائيين. وانتقل التأثير إلى الشعر الإيطالي ممثلا في عدة أنواع، مثل النوع الديني المسمى(لاودس) والنوع الغنائي المسمى (بالآتا).

خصائص الموشحات
بالإضافة إلى الجمع بين الفصحى والعامية تميزت الموشحات بتحرير الوزن والقافية وتوشيح، أى ترصيع، أبياتها بفنون صناعة النظم المختلفة
من تقابل وتناظر واستعراض أوزان وقوافى جديدة تكسر ملل القصائد،
وتبع ذلك أن تلحينها جاء أيضا مغايرا لتلحين القصيدة، فاللحن ينطوى على تغيرات الهدف منها الإكثار من التشكيل والتلوين،
ويمكن تلحين الموشح على أى وزن موسيقى لكن عرفت لها موازين خاصة غير معتادة في القصائد وأشكال الغناء الأخرى.
أغراض شعر الموشحات
الغزل هو الشائع بين أغراض شعر الموشح، لكن هناك أغراض أخرى تعرض لها من بينها الوصف والمدح والذكريات.
تكوين الموشح
يضم الموشح عادة ثلاثة أقسام، دورين وخانة كل منها بلحن مختلف والختام بالخانة الأخيرة
غالباً ما يكون قمة اللحن من حيث الاتساع والتنويع مثلما في موشح لما بدا يتثنى وموشح ملا الكاسات،
وقد لا تختلف الخانة الأخيرة ويظل اللحن نفسه في جميع مقاطعه كما في موشح يا شادى الألحان،
وقد تتعدد أجزاء الموشح لتضم أكثر من مقطع لكل منها شكل وترتيب وتتخذ تسميات مثل المذهب، الغصن، البيت، البدن، القفل، الخرجة.
فن الموشحات الأندلسية... معلومات مختارة :
الموشح ضرب من ضروب الشعر استحدثه المتأخرون بدافع الخروج على نظام القصيدة والثورة على النهج القديم للقصيدة وانسجاما مع روح
الطبيعة الجديدة في بلاد الأندلس واندماجا في تنوع التلحين والغناء
وطريقة نظم الموشح أن تكون ذات اعاريض شتى يجمعها بيت واحد.
أما من ناحية الموضوع والأغراض فالموشح يتضمن عدة مواضيع ويتنوع في الأغراض لكن الغالب عليه الغزل والمدح ووصف الطبيعة
اخترع فن التوشيح الأندلسي مقدم بن معافي القبري وقلده في ذلك ابن عبد ربه الأندلسي صاحب كتاب ((العقد الفريد))
لكنهما لم يبرعا في هذا الفن كما برع المتأخرىن عنهم وأول من برع في الموشحات عبادة القزاز جاء من بعده فلاح الوشاح ((في زمن ملوك الطوائف))
وفي عهد الملثمين برع الأعمى التطيلي ،ويحيى بن بقي، وأبو بكر بن باجة وفي عهد الموحدين برز محمد بن أبي الفضل بن شرف وأبو الحكم أحمد بن هر دوس
وابن مؤهل وأبو إسحاق الزويلي أما المع الأسماء في سماء التوشيح أبو بكر بن زهر وأبو الحسن سهل بن مالك الغرناطي ثم جاء من بعدهم ابن حزمون المرسى
وأبو الحسن بن فضل الاشبيلي ورئاسة فن التوشيح فهي لأبي عبد الله ابن الخطيب صاحب الموشحة الشهيرة ((جادك الغيث)) توفى أبو عبد الله سنة 1374 م،
شاعر الأندلس والمغرب تولى الوزارة بغرناطة وعرف بذي الوزارتين ((الأدب والسيف)) وتعتبر موشحة ابن الخطيب من أشهر الموشحات
وأغناها بالفكرة والصورة والإحساس والتلوين الكلامي
الاعتيادية،
ويتكون أغلب الموشح من القفل والبيت، فمنه ما جاء على أوزان العرب كالمخمسات، فيؤتى بخمسة أقسام من وزن وقافية، ثم بخمسة أخرى من وزن وقافية أخرى،
كقول ابن زهر في بحر الرمل: أيها الساقي إليك المشتكى قد دعونا وإن لم تسمعِ
ومن الموشح ما يدعى باسم المسمطات، كأن يبدأ ببيت مصرع ثم يأتي بأربعة أقسام أو أقل كقول القائل:
غزالٌ هاج بي شجناً فبت مكابداً قرنا
عميد القلب مرتهنا بذكر الهوى والطّربِ
وهناك أيضا المزدوجات من ذوات القافية المزدوجة في كل بيت، كقول أبي العتاهية:
حسبك ما تبتغيه القوت ما أكثر القوت لمن يموت
إن الشباب حجة التصابي روائح الجنة في الشباب
ومنها ما لا وزن فيها، فكل موشحة مكونة من عناصرها الأساسية المعهودة، كمطلع الموشح
وهو البيت الأول لها، وقد يكون من قسمين أو أكثر وهو القفل الأول.
ويليه باقي الأقفال المتفقة مع بعضها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها، ثم الغصن وهو كل قسم من
أقسام المطلع والأقفال إذ تتساوى الأقفال مع المطلع في عدد الأغصان وترتيب قوافيها،
أما الدّور وهو البيت، فقد يكون بسيطاً مؤلفاً من أجزاء مفردة، كما في الموشحة:
عَبِثَ الشوق بقلب
فاشتكى ألم الوجد فلبت أدمُعي
أيها الناس فؤادي شَغِف
وهو في بَغيِ الهوى لا يُنصِف
كم أداريه ودمعي يكُف
أيها الشادق من علمك
بسهام اللحظ قتل السبع
وقد يكون مركباً مؤلفاً من فقرتين أو أكثر، كما في هذه الأبيات لابن سناء الملك:
كذا يقتاد سَنَا الكوكب الوقّاد
إلى الجلاس مشعشعة الأكواس
أقم عذري فقد آن أن أعكف
على خمر يطوف بها أوطف
كما تدري هشيم الحشا مُخطَف
وآخر قفل في الموشحة يدعى الخرجة، فقد تكون عامية أو معربة أو أعجمية،
وهكذا فإننا لا نجد في معاني الموشحات جِدّةً وعمقاً، فتبدو الموشحة كغادةٍ بالغت في الزينة واستعمال المساحيق فخسرت الكثير
من جمالها ولكنها على الرغم من ذلك قد استطاعت أن تحافظ على رشاقتها ومشيتها المرقصة،
ولَمّا كانت الموشحات قد اخترعت في سبيل الغناء كان من الطبيعي أن تنظم في الأغراض التي تناسب هذا الفن كالغزل ووصف الطبيعة،
إلا أنها رغم ذلك خاضت ما تبقى من أنواع الشعر كالمدح والرثاء والهجو والمجون والزهد،
ونظرا لطبيعة الأندلس المذهلة الأخاذة، كان كثير من الشعراء ينجحون في وصف الطبيعة، ووقع اختياري على موشح محمد بن عيسى اللخمي، المشهور بابن لبانة يقول :
في نرجس الأحداق، وسوسن الأجياد، نبت الهوى مغروس، بين القنا المياد
وفي نقا الكافور، والمَندلِ الرطب،والهودج المزرور،بالوشى والعَصبِ
قُضبٌ من البِلّور، حُمين بالقُضبِ، نادى بها المهجور،من شدة الحُبِّ
أذابت الأشواق، رُوحي على أجساد، أعارها الطاووس، من ريشه أَبراد
ونظرة خاطفة على موشحة لسان الدين بن الخطيب في الغزل وذكر الطبيعة ومدح السلطان الغني بالله:
في ليالٍ كتمت سر الهوى
بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها وهوى
مستقيم السير سعدَ الأثرِ
باعتبار الموشحات فتحا جديدا في الأدب العربي فهي تغيير عن نمطٍ واحدٍ من أنماط الشعر، ولا يجب أن نطلب منها أن تكون غذاء الذهن والفكر،
بل يكفينا ما تخلقه في نفوسنا من لذةٍ محببة، وهذا مقطع لابن زمرك في ذكر الصبوح ومدح سلطانه ابن الأحمر:
مولاي يا نكتة الزمان دار بما ترتضي الفلك جلَّلتَ باليُمن والأمان
كلّ مليكٍ وما مَلَك لم يدرِ وصفي ولا عيان أملِكٌ أنت أم مَلَك

نبذة تاريخية عن الموشحات. الموشحات الأندلسية
أجمع مؤرخو الشعر العربي على أن فن الموشحات فن أندلسي خالص، عرف به أبناء الأندلس
ومنهم انتقل متأخراً إلى المشرق، وهو من أروع ما خلف الأندلسيون من تراث أدبي. تعريف الموشحات : ذكر ابن سناء الملك في كتابه [ دار الطراز ]
معرفاً الموشح فقال : ((الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص. وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات ويقال له التام،
وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويقال له الأقرع. فالتام ما ابتديء فيه بالأقفال، والأقرع ما ابتديء فيه بالأبيات)).
سبب التسمية : وقد سمي هذا الفن بالموشح لما فيه من ترصيع وتزيين وتناظر وصنعة فكأنهم شبهوه بوشاح المرأة المرصع باللؤلؤ والجوهر.
بناء الموشح : تختلف الموشحات عن القصائد العربية من حيث البناء ويتألف الموشح من أجزاء مختلفة يكوّن مجموعها بناء الموشح الكامل،
وقد اصطلح النقاد على تسمية هذه الأجزاء بمصطلحات، وهذه الأجزاء هي : 1- المطلع 2- القفل 3- الدور 4- السمط 5- الغصن 6- البيت 7- الخرجة
ومن أراد التوسع في معرفة تلك الأجزاء فعليه بمطالعة نماذج من الموشحات ليتكون له كأمثلة تطبيقية،
على نحو موشحة(لسان الدين بن الخطيب) التي يقول في مطلعها : جادك الغيث إذا الغيث همى يــازمــان الـوصل بالأندلـس
لــم يـكـن وصلك إلا حـلـمــا في الكرى أوخلسة المختلس

Post: #177
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-09-2018, 08:57 PM
Parent: #169

سلام يا جلالدونا،
ياخي طمِّنا عليك، ظهورك بقا نادر ياخي، وعموما، فشكرا على المقال الشارح للموشح وبنيته..
ثم مالك ياخي كلما تظهر تبدأ بكلام الموشحات هذا ثم ما تتمو؟
وأيضا؛ فكأنها اتلخبتت عليك البوستات برضو..
هذا المقال عن الموشحات يا ريت تنقلو في بوست النماذج..
(بوست عن النماذج للمقارنة بين الزجلين الأندلسي والحقيبي)
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html
حيث ستجدنا وقد قاربنا التشابهات والعلاقات وغيرها من المواضيع شاملا اشارتك القديمة للموشحات...
لو نقلته فرجاء أن تنقل معاك هذه المداخلة مني، إلى هناك أيضا.
وكنت هناك قد أشرت للعلاقة بين فن الموشحات وبين الزجل الأندلسي بالذات وثم بالحقيبة..
الأمر يتجاوز تقليد الألفاظ والصور والأخيلة (كلها من علامات الاستعادة الحضارية وليس تقليدا محصورا في الأدب الأندلسي)،
إلى نوع من استعارة عارفة ومتعمدة للهيكل التركيبي والبنية الفنية للموشح والزجلية المعيارية الأولى (أندلسية مملوكية)!

كثيرون كعلي المك والمبارك ابراهيم وغيرهم، قد أشاروا قبلا إلى متشابهات في الحقيبة واستعارات لغوية من الموشحات
كما من غيرها من الآداب العربية القديمة..
وكما ربط محمد جمال بين الحقيبة والزجل الأندلسي المملوكي،
(لا أوافقه في التمادي إلى حد (المطابقة) بينهما، ولا في تفسيره لكيفية حدوث ما أسميه بالتقليد)،
فلقد لاحظتُ (بدون تفاصيل) لاستفادة الحقيبية من (البنية) الشعرية التوشيحية، سواء التي انسربت إلى أصل الزجل،
من طلعات وأدوار وقفلات وخرجات، أو التي استفيدت مباشرة من الموشحات من تصريع وتسميط وغيره..
هذا الأثر التوشيحي موجود منذ الرواد كخليل فرح وحتى عند ود الرضي بأكثر مما هو عند العبادي وأبو صلاح مثلا،
ولكنه سيلاحظ بشكل أكبر في بعض أشعار متوسطي ومتأخري الحقيبة (سيد عبدالعزيز، عبيد عبدالرحمن وعبد الرحمن الريح)
حيث واكب هذا الانتقال التوشيحي انتقالات فالموسقة الجديدة ومتطورا بشعرية الحقيبة نحو الشعرية الغنائية المحدثة.
طبعا حبيبنا محمد جمال لا يريد أن يلتفت إلى كل هذا لأن كهذا التفاعل الشعري العام بواسطة شعراء
عباقرة مع عموم تراث الشعرية العربية وبما يتناسب مع ظاهرة التقليد الأدبي ومتطلبات المرحلة الشعرية،
سيخلخل من أسس نظرياته حول:
١) (التطابق التام) لزجل الحقيبة مع الزجل الأندلسي!!
٢) وإنها اختيار/ اصطناع الأجانب للسودانيين!!
٣) أو إنها من الأثر المغاربي الاندلسي المباشر على السودانيين!!
=================

وبذكر نظريات جمال المغاربية، ربما سيسرك هذا يا محمد، كما سرّني ولكن طبعا بطريقتي:
فبمناسبة الصدور المبارك للطبعة الأولى من (مخطوطة كاتب الشونة أحمد بن الحاج أبوعلي) بتحقيق بروفسير يوسف فضل حسن،
فقد كتب الباحث والكاتب الرائع د. خالد محمد فرح (عاشق الشناقيط مغاربي الهوى أيضا) مقالا رائعا في الاحتفال بها (سودانيايل ٨ امتوبر ٢٠١٨)
Quote: ولو كان بيتر هولت ذا بصر بالشعر العربي أيضاً ، لأدرك التشابه الكبير ، بل التناص البين بين قصيدة أبي البقاء الرَّندِي ( 601هـ/1204م – 684هـ/1285م ) في رثاء الأندلس ، والتي مطلعها:
لكلِّ شئٍ إذا ما تمَّ نُقصانُ فلا يُغرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ
هيّ الأمورُ كما شاهدتَّها دولٌ من سرَّهُ زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
وقصيدة الشاعر السناري المجهول الذي رثا مدينة سنار القديمة ، وعهدها الزاهر ، بقصيدة طويلة من نفس بحر البسيط ، وبنفس الحالة الشعورية التي نُظمت فيها قصيدة أبي البقاء ، وهي تلك القصيدة التي مطلعها:
أرَى لدهريَ إقبالاً وإدبارا فكلُّ حينٍ يُرِي للمرءِ أخبارا
يوماً يُرِيهِ من الأفراحِ أكملَها يوماً يُريهِ من الأحزانِ أكدارا
وكلُّ شئٍ إذا ما تمَّ غايتَهُ أبصرتَ نقصاً بهِ في الحالِ إجهارا
فلا يُغرُّ يصفوِ العيْشِ مُرتشداً لأنَّ إحسانَهُ ما زالَ غرَّارا
( انظر النص الكامل لهذه القصيدة بالصفحات 214 – 219 من الكتاب )
وكما ترى ، فإنَّ حذو الكلام واحدٌ ، وقد نظر فيها الشاعر السوداني إلى قصيدة الشاعر الأندلسي نظراً شديدا بكل تأكيد.
وذلك من شأنه أن يسوقنا بدوره إلى خاطرة ذات دلالة و مضمون تاريخي صميم ، يتمثل في الصلة الواشجة بين الأندلس وسنار ، وهي صلة طالما أشار إليها نفر من الباحثين المعاصرين ، الذين كان في مقدمتهم الدكتور عبد العزيز أمين عبد المجيد ، والذي نحسب أنه أول من أشار في كتابه " التربية في السودان " الصادر عن دار " المطبعة الأميرية " بالقاهرة في سنة 1949م ، إلى أنَّ سنار هي وريثة الأندلس ، وأن الأقدار الإلهية قد شاءت أن تعوض العالم الإسلامي عن فقده الأندلس في خواتيم القرن الخامس عشر ، بقيام سلطنة سنار الإسلامية في مطلع القرن السادس عشر ، أي بعد مرور أقل من عقدين من الزمان.
وربما، طالما السيرة سيرة تقليد، فسيجدر الذكر أن الرُندي (الأندلسي) قد نظر في وقلّد نونية أبي الفتح البستي (الأفغاني) التي قال فيها:
http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx؟id=91613http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx؟id=91613
زيادة المرء في دنياه نقصان وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظ لا ثبات له فان معناه في التحقيق فقدان

وهو أيضا الذي يقول:
أنا العبد ترفعني نسبتي إلى عبد شمس قريع الزمان
وعمي شمس العلا هاشم وخالي من رهط عبد المنان
وأنظر، بل تأمل، في دوران الزمان بالإنسان ما بين بست وبخارستان، ثم أندلس ملقا ورندة، وحتى سنّارنا الزرقاء و(أم قنافذ وجــرذان*)!!
ثم أعد النظر في هذا وفي قضايا التقليد الأدبي وفي الاستعادات الحضارية كتعبير عن الاصطراعات والتفاعلات الاجتماعية النفسية..
وهذه هي قضايا خلافنا مع كثير من خلاصات مجمد جمال.. مبثوثة بطول هذا البوست وعرضه.

* أم القوارض (قنافذ وأرانب وجــرذان) وغضا أو (طندب).. فحسب أخر مباحث م. جمال بتخريج وجيه جدا عضده محمد عبد الله الحسين، هي أم درمان..

Post: #161
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 10:36 AM
Parent: #1

المقتبس الطويل والمهم جدا لما سيلي من مداخلات:
Quote: لم يتم صلح ولا تصالح مع الإرث العشائري/القبلي المشوب بالفخر بالذات والفروسية وإثارة حمية الحرب لدى الفرسان السودانيين (الأشعار والأغاني: الحماسة والدوبيت وغيرهما الكثير. لا بد أنها نماط شعرية وغنائية وظيفية تحمل جينات التمرد (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا وفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) مثل هذا الشعر سيزعج أي دخيل يسمعه طبعا، اليس كذلك!.

إنها على اقل تقدير أنماط أدبية/فنية غير محبذة مثلها والأشعار التي تمجد رجالات الصوفية "الدراويش" بلغة الإنجليز، الذين أستطاعو هزيمة القائد الإنجليزي الفذ وقطع رأسه "في وضح النهار" وهو طبعا الجنرال الإنجليزي العظيم غردون باشا الذي تأسست للتو في العام 1902 كلية تذكارية بإسمه في قلب الخرطوم، تخرج منها في العام 1918 خليل فرح والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وهم من أعظم مؤسسي شعر الحقيبة .. وانا ايضاً لاحقاً درست في نفس مباني الكلية التذكارية وتخرج الالاف منها، ومنهم الناس الخيرين والاشرار، وهذه حاجة جانبية على سبيل المناسبة)!.

إن أغاني الدوبيت والحماسة والمناحة والدلوكة والمديح تعتبر أشعار مقاومة في نظر الإنجليز وهي من أهم الإنماط الشعرية الغنائية في العهود السابقة بداية بالعهد السناري وربما قبله بأمد غير معلوم.

العامل السياسي عضدته عوامل أخرى لا تقل حسما وهي الرؤى المدنية الحديثة الوافدة مع الفتح "الإحتلال" والمفاهيم اللبرالية ومفاهيم الوطنية المضادة للقبلية والعشائرية (يقودها الأفندية) ثم السوق الحديث الذي يتطلب فن حديث يستطيع أن يرضي الأذواق الجديدة. ويرضى في نفس الوقت الإنجليز والمصريين "الأتراك/البشوات" حكام السودان آنذاك.

وعند ذلك يزدهر الفن كما يمكن أن يكون مهنة "نشاط إقتصادي" مثل كل المهن يعتاش منها مشتغليها كلما أمكن بيع الفن كترفيه في السوق مثله وأي بضاعة. وهو بالضبط ما حدث، ففي العام 1930 قامت أول حفلة تجارية في سينما كلوزيوم، نظمها ابو الفن دميتري البازار (هو نفسه قال بذلك في تسجيل إذاعي، وذكر أن لقبه "ابو الفن" يعني الفن السوداني الحديث). وقبل العام 1930 كانت أسطوانات الغناء الجديد تباع في السوق بواسطة دميتري البازار وآخرين.

وفي محاولة البحث عن نمط شعري جديد وفق الضرورات الملحة الف إبراهيم العبادي كتاباً أسماه "أستاذ الأغاني" في الثلاثنيات وطبعه في مصر وجاء به إلى السودان.

ويبدو أن كل شعراء ومثقفي ومغني تلك الحقبة الزمنية كانو مهمومين هماً كبيراً بإيجاد نمط شعري جديد يواكب اللحظة التاريخية الجديدة وبشكل عاجل كما هو واضح من الإجتماعات الساخنة التي تمت في منازل كل من خليل فرح والعبادي والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وسرور واخرين (المرجع: كلام: دميتري وسرور والعبادي والسر قدور وآخرين/تسجيل اذاعي).

كانت تلك الإجتماعات مخصصة لمناقشة خلق/صناعة/إيجاد نمط شعري وغنائي جديد في السودان وفق مواصفات جديدة مختلفة عن الأشعار والأغاني السائدة التي تمجد الفرسان أحياءً وأموات "الحماسة والمناحة والدوبيت" أشعار العزة والتمرد والاستقلال المطلق والفخر بالذات الحرة في الإطلاق . كما المديح الذي يمجد شيوخ الطرق الصوفية بالإضافة إلى وظائفه الأخرى في التقوى ومدح الرسول "راجع أعلاه.. المديح أيضا خطر على العهد الجديد من تجارب الماضي! .. لا بد من صناعة فن جديد لأن الحياة لا تصح بلا فن!.

بتريد اللطام أسد الكدادة الزام
هزيت البلد من اليمن للشام

ادب ساخن حد اعلان الحرب ضد الإنجليز.. أي فنان يتغنى بتلك الملحمة ايام الأنجليز سيعرض نفسه إلى ما لا يحمد عقباه.. اليس كذلك!، طبعا، انت إذن تشجع االتمرد على السلطة الشرعية "حسب تصورها لذاتها" تلك الإشعار/الغناء يتضمن التحريض على أعمال إرهابية بلغة ذلك الزمان!.

(أب كريق في اللجج .. سدر حبس الفجج.. خال فاطنة) ادب ضد الأتراك. دا برضو كلام خطير.

وهناك آلاف الأشعار والأغاني من تلك الانماط كما المدائح أصبحت محرمة بعد الغزو الأنجليزي/التركي في العام 1900 وحتى خروج الإستعمار من السودان، فنرى الأن أغاني المقاومة تلك تحولت إلى صدى لفخر قديم قادم من البعيد المجهول يتغنى بها الفنانون الجدد وغيرهم في القنوات الفضائية المعولمة والقاعات المكندشة في شكل ترفيه يتباع بالقروش في السوق من فنانات رائعات مثل إنصاف مدني وآخرين وأخريات.

وإذ اندثرت المقاومة السودانية الشعبية الأصيلة (نسخة: بتريد اللطام وأب كريق في اللجج).
فأنتقل الإنجليز بعدها إلى مرحلة "رخوة" من التنافس، ليس مع احد غير شريكهم في الحكم "الباشوات" والأخطر عليهم كانت النسخة الأصيلة الشعبية المصرية السودانية (كل الجمعيات السرية الفاعلة كانت تحت شعار وحدة وادي النيل كمدخل للتحرر والخلاص للشعبين معا ومنها الجمعية التي شكلها شعراء حقيبة الفن بكلية غردون التذكارية إضافة إلى دميتري البازار عام 1918 والتي إنبثقت عنها لاحقاً جمعية اللواء الأبيض عام 1924). فأصبح الصوت الذي يزعج الإنجليز هو نداءات وحدة وادي النيل "الشعبية الندية/الاصيلة". وحدة وادي النيل كانت شعاراً مقدساً لدى التحرريين "الوحدويين" في القسمين من وادي النيل وهي تسمية مضادة للإستعمار الإنجلزي/التركي ..نزوع إلى إستقلالية مشروطة بوحدة إندماجية!.

كما اسلفنا للتو تأسست أول خلية لوحدة وادي النيل "حسب شهادة دميتري البازار" في العام 1918 وتم على أساسها فصل دميتري وخليح فرح والعمرابي ومصطفى بطران من كلية غردون. وعلى خلفية هذه الجمعية تأسست جمعية أخرى أشد بأساً وصرامة بدورها تنادي بوحدة وادي النيل وهي جمعية اللواء الأبيض ومن رموزها البارزة على عبد اللطيف وهناك المزيد طبعاً.

في الجانب المصري أهم رموز التحرر الوحدوي من الإستعمار الإنجليزي/التركي هو سعد زغلول "وحدوي شعبي حر".

ولاء معظم شعراء ومبدعي الحقيبة في السودان كان مع هذا الخط (وحدة وادي النيل) . وهم في العادة غير قبليين ولا عشائريين ولا طائفيين إلا تكتيكيا!. وكان معظمهم من طليعة مثقفي البلاد على مستوى التمدن والمدنية.

وعمومً فإن الأفندية في السودان كان يتأرجح ولائهم الغالب بين الخطين: خط الإنجليز بالنسبة للإستقلاليين المنضبطين والخط التحرري الوحدوي.. كان هناك إستقطاب وشد وجذب دائما بين الولاء لخط من الخطوط وتأرجح وعدم إستقرار. ولكن حالة الشد والجذب ليست دائماً فاعلة وحية وإنما كثيراً ما يتصالح الناس مع الواقع القائم كما أن الحركة التحررية ليست بمنأ عن الإختراق وهناك إشاعات مثلاً حول دور دميتري البازار وهو رجل تبناه الإنجليز في الخرطوم وأبوه أغريقي وجده سلاطين باشا "من شهادته بنفسه في حديثه الإذاعي سنة 1974”.
ولا شيء مؤكد والإدعاءات قد تفنقدها البراهين. ولكن على أي حال تلك التحولات والإنفاعلات العظيمة أنتجت واقعاً جديداً أحتاج أدوات تعبير جديدة فكان النمط الشعري الجديد، إحدى تجلياته الفن الجديد، الشيء الجديد "الحقيبة".
وهذا المقتبس موجود بأحد هذه البوستات المتعلقة كلها بالحقيبة، وغالبا فمن (بوست النماذج رقم ٢ في القائمة التحت).. وتعدد البوستات هذا كما يشير إلى تعدد المحاور بتعدد فرضيات مشروع السودان ٢٠٠، فهو أيضا، في اعتقادي، وبقرينة من تكرار مواضيع الحقيبة وتكرار نشر الخلاصات عنها، يعمل كتكتيك في خدمة استراتيحية الاقناع أو ترسيخ الأفكار المراد ترسيخها.. ولكن، وعن تجربة، فالتكرار أحيانا قد يسمح بترهل في المقولات أو قد ينشأ عنه معارضات منطقية.. طبعا كثير من قضايا المقتبس أعلاه قد تمت مناقشتها فيما ناقشناه ولا بأس من مسها لاحقا ولو مسا طفيفا، ولكن الآن، ففضلا انظر لهذه المقتبسات أدناه وهي من أقوال محمد جمال أيضا:
Quote: الحقيبة من المشاريع الإنجليزية التي عطلت التطور "الفني" الطبيعي للمجتمع ولم تصنع البديل الوطني..

الحقيبة مشروع إستعماري هدف إلى إزاحة الفنون الشعبية التي تذكر الشعب بذاته الحرة وكانت بتوصية من جيمس كري وزير المعارف آنها ومدير كلية غردون..
وهي مقتبسات أصرح ما يمكنها في التعببير عن كثير مما كان يقال تلميحا وعبر اثارة الشكوك وتحبيك الدراما.. شكرا محمد..

وهذه قائمة ليست حصرية ولا نهائية ههها، ببوستات محمد جمال الدين النشطة حاليا، والتي بها متعلقات من قضايا هذا البوست. أعترف بأنها أرهقتني ثم زادتني رهقا:)
1) بوست عن شعر وغناء الحقيبة وكونه اصطناعا استعماريا عن زجل أندلسي، وفيه الخلاصات (أي هذا البوست)
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508353908.html
٢) بوست عن النماذج للمقارنة بين الزجلين الأندلسي والحقيبي
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html
٣) بوست عن الأيدلوجيات التي سادت في المرحلة الاستعمارية والوطنية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535822498.html
٤) بوست عن كتاب الطبقات والتفاعلات التاريخية الاجتماعية بوقتها
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509139245.html
٥) بوست عن الأوزان والتفعيلة وبنيات شعرنا وعن أصول العامية الوسطسودانية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509128576.html
٦) بوست عن مرثية بنونة (ما هو الفافنوس) وعن الشعرية السودانية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508433247.html
٧) بوست عن منصور خالد والحقيبة
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1534866226.html
٨) بوست عن سكان السودان عبر القرون.. متى وكيف سادت الللغة العربية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509644942.html
٩) بوست عن دولة بلا هوية ومجتمع متعدد الهويات
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1528642618.html
١٠) عن النزعات العنصرية وأزمة اللون الأسود
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508374653.html
١١) ديمتري البازار والحقيبة والاستعمار
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535808861.html

====
بهذا ينقطع البث لهذا اليوم على أن أعاود قريبا، لو حيينا، برأي وقول على مقولات هذه المقتبسات وبنظر في ثنياها عبر أمثلة مما تناولته..

يا صاحب البوست، لطفا، [رد على الموضوع] وليس [رد] هههههها
أو قول ليك.. بالحجز..

Post: #162
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 10:39 AM
Parent: #161


للمتعة ورهن التعديل..

Post: #163
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 10:47 AM
Parent: #162

للمتعة وبرضو رهن التعديل..
العبادي..
حي ألم البعاد.. وحي...

خليك من جيمس كري، معقولة عبدالقادر رودلف سلاطين شخصيا بعرف كلام زي دا، من بيت الكلاوي وينسيك الفروض والنافلة..

Post: #164
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 11:05 AM
Parent: #1

للمتعة وبرضو رهن التعديل..
العبادي.. وسرور كمان..

Post: #165
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-27-2018, 12:36 PM
Parent: #164

الاغاني جميلة هاشم . . شخصيا من بداية البحث لغاية هسا ما بسمع إلا حقيبة مع متعة الكشف الذاتي!.

لكن جيمس كري ما ساهل وما براه معاه رجل ملقب بأمير العلماء في عصره وهو عمر طوسون باشا.. وديل معاهم فريق من المصريين والشوام في غاية التأهيل.

وقصيدة برضى ليك المولى الموالي مجاراة بديعة لصفي الدين الحلي.. موجودة في بوست النماذج.

أيام بحث الحقيبة تحدثنا عن جيمس كري بعد البحث عنه وعن أحواله واعماله وشخصيته:
Quote: جيمس كري الرجل الذي اخلص في أداء المهام (هو صانع السودان الحديث الحقيقي)!.

اصبح ناظراً لكلية غردون التذكارية ووزيراً للمعارف سنة 1900حدثت أزمة مالية جمع تبرعات بنفسه واسس كلية غردون والتوصية كانت ان يتوقف بناء الكلية، قال لا، هو ح يواصل وجاب تصريح تاني وقال ليهم باللفظ دا "تعالو شوفو الكلية دي بعد 50 سنة ح تعمل شنو في البلد دي".بني وخطط واسس الكلية الحربية.انشا لجنة خاصة لدراسة العامية السودانية سنة 1905 عشان يتم التعرف على العقلية السودانية عبر معرفة تراث الامة وفكفكة شفرات المخيلة الإجتماعية لأاسباب "عملية" سياسية وإدارية وإقتصادية.ادخل الكتب والدراسات والمناهج الثقافية الحديثة إلى السودان.

سمح وساعد بإنشاء معهد ام درمان العلمي وعمل نظمه الادارية بعد إعتراض الحكومة البريطانية عام 1912 فقط على ان يكون تحت الاشراف المباشر له.

اسس وخطط ونظم السلك القضائي وصاغ القوانين.اسس نظام الخدمة المدنية الحديث في السودان.

وعندما كان بالمعاش ارسل رسالة إلى حاكم عام السودان 1934.. قال ليه أنا نسيت حاجة.. اعملو معهد لتاهيل للمعلمين وجا راجع عمل معهد بخت الرضا.

كان بحب إشرب الشاي باللبن وأتريض "يتمشى" الصباح بدري في شارع النيل.. انا هسا واقف في حتة هواياته.لو ان الناس تعمل تماثيل لمستعمريها السابقين لأوصيتكم بعمل تمثال لجيمس كري.. وحده عظيم.. لانه بقدر ما كان مخلصاً للإمبراطورية العظمى أخلص للسودان واحبه.
#بحث_في_حقيبة_الفن_السودانية

Post: #166
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-27-2018, 12:56 PM
Parent: #165

عمر طوسون.. أيام البحث تعرفنا عليه كالتالي:

وحدة وادي النيل والمشهد الثقافي بين مصر والسودان.. وتجديد الفن الغنائي بداية العهد الإنجليزي في السودان.. هندسة الأمير عمر طوسون باشا!

وحدة وادي النيل من أعظم الآيديولوجيات في التاريخ الحديث.. الأمير عمر طوسون باشا أحد أهم مهندسيها.. وهو أيضاً مساهم في تكوين المشهد الثقافي في/بين مصر والسودان بشكل لا مثيل له في زمانه.. وضمن ذلك تجديد الغناء في السودان (الحقيبة).

لقد شغلت وحدة وادي النيل الناس في القطرين (السودان ومصر) حوالي قرن من الزمان وفي العام 1953 صوت السودانيون في أول إنتخابات برلمانية حرة لصالح الوحدة لكن في الختام حدث شيء مختلف وأختار البرلمان الإستقلال في حل عن وحدة وادي النيل بدفع ومساندة علنية وخفية من الإنجليز إذ كانو ما يزالون يحكمون السودان حتى ساعة إعلان الإستقلال.

نداءات وحدة وادي النيل (الشعبية) كانت موبوءة بجرثومة خطيرة لذا دائماً فشلت كون دعاتها في الأساس هم مستعمري مصر والسودان (الباشوات) أسرة محمد على باشا.. والامير عمر طوسون (مهندس وحدة وادي النيل) حفيد والي مصر محمد سعيد باشا بن محمد على باشا الكبير.. لذا عندما جاءت ثورة 1952 في مصر تراجعت دعاوي وحدة وادي النيل الباشوية وتم إستبدالها بنسخ ثورية جديدة من مشاريع الوحدة تجد جذورها في التيار العروبي الإشتراكي الصاعد آنها وهي وحدة شاملة لا تخص السودان ومصر وحدهما بل كل العرب (حلم جمال عبد الناصر) وقد تحقق قدر من الوحدة مع سوريا في بداية الستينيات من القرن الماضي وشكل من أشكال التكامل الإقتصادي بين مصر والسودان لكن لم تتحقق حتى الآن أي وحدة شاملة بين أي من الأقطار المعنية بالرغم من المحاولات العديدة والأحلام العريضة.

الأمير عمر طوسون باشا (حفيد محمد سعيد باشا والي مصر ابن محمد علي باشا الكبير) وهو مهندس الوحدة الباشوية الرسمية (لا الشعبية) بين السودان ومصر (وحدة وادي النيل/ النسخة الرسمية) .. ولقبه: أمير العلماء ومن القابه ايضاً الأمير المستنير (1872-1944).. وهو حسب مؤشرات عديدة توصلنا لها عبر البحث الشامل حول حقيبة الفن السودانية هو من اوصى بنمطية "الزجل" انسجاما مع الخطة الانجليزية وأبدع فيه عدد من شعراء حقبة النصف الأول من القرن العشرين (1920-1950).. وذلك وفق الأدلة الظرفية التي توفرت لدينا.

وفي العام 1934 قلد سرور وسام الإبداع ولقبه بعميد الفن السوداني (الشي الجديد ولاحقا الحقيبة). . ومن المحتمل أنه أيضا من لقب العبادي بأمير شعراء الغناء السوداني.

ومن أعمال الأمير عمر طوسون باشا حول السودان:

1- مصر والسودان 2- مذكرة عن مسألة السودان بين مصر وإنجلترا 3- بطولة الأورطة السودانية في حرب المكسيك 4- المسألة السودانية 5- مذكرة مسألة السودان 6- ضحايا مصر في السودان وخفايا السياسة الإنجليزية 7- فتح دارفور

Post: #167
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 09-27-2018, 02:18 PM
Parent: #166

أسامة الخواض:
{لكن مشكلة الحداثة الغربية أنها اقتصرت على عالمها الغربي، بينما راحت جيوشه تستعمر العالم.. ومن تلك اللحظة التراجيدية ارتبطت الحداثة الغربية بالقهر، وراحت المجتمعات المستعمّرة تبحث عن خلاصها الخاص من خلال الرجوع إلى الماضي}
الشاعر والكاتب: أسامة الخواض في بوست عن المهدية بهذا المنبر.
http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi؟seq=msgandboard=499andmsg=1535346241andrn=113

ماجد السناري:
{يوجد شيء في تاريخنا الحديث اسمه خيانة الإنجليز للحداثة التي لاحت مع قدومهم عندما بان {لهم}أنها لا تنتج إلا صفوة تتحدي الإستعمار الذي ومنها قرر مسار التاريخ السوداني الحديث في إتجاهه الطائفي}
الكاتب والفيلسوف د. ماحد السناري في بوست بهذا المنبر.
Re: ما بين طه جعفر والحي بن يقظانRe: ما بين طه جعفر والحي بن يقظان
========
يا محمد قوم بشّر هز فوق تيجانم سل سيفك وكشر، أو كما غنى خليل فرح..
ألم نقرأ كلامك عن طوسون قبلا؟ بلى فعلنا ولا أزال غير مقتنع،، يعني هو كان أحسن ول أخير من الصاغ صلاح سالم هههها.. أيدلوجيا وحدة وادي النيل سواء الحقيقية أو النسخة المزورة (بتعبيراتك) لا تفهم ولا تحتاج إلى تزقيط الحقيبة في آذان ووجدان السودانيين.. لو عرفوا لمثل هذه الأسرار الوجدانية فلربما ما احتاج صلاح سالم إلى رشوة السياسيين بوقت تقرير المصير!!..
ثم أنك لا تزال تحاول الجمع بين النقيضين (مصر والانجليز) في المؤامرة من أجل اصطناع الحقيبة وهذا غير منطقي وكل قرائنه الظرفية في علية الهشاشة، ولم توفر من الوثائق ما يعضد هذه الاستنتاجات.. ألم تكتب من قبل:
Quote: الأمير عمر طوسون باشا (حفيد محمد سعيد باشا والي مصر ابن محمد علي باشا الكبير) وهو مهندس الوحدة الباشوية الرسمية (لا الشعبية) بين السودان ومصر (وحدة وادي النيل/ النسخة الرسمية) .. ولقبه: أمير العلماء ومن القابه ايضاً الأمير المستنير (1872-1944).
[ليس من دليل واحد أن الرجل كان في سعة من المنصب أو التوافق مع الحكومة أو العرش الملكي تمكنه لأن يهندس أي شيء..علاقته العاطفية مع السودان لا تصل حتى لمرحلة علاقة أحمد العوام باثورة المهدية]

تم تكريمة رسميا عام 1934 بواسطة (أمير العلماء والزعيم الروحي لوحدة وادي النيل) عمر طوسون باشا في حضور وفد ثقافي مصري وتم إعلانه رسمياً بواسطة طوسون باشا ك"عميد للغناء السوداني ومجدده" ويعنون بالغناء السوداني غناء ما عرف لاحقاُ بالحقيبة.
[تكريم سرور تم في سراي عبدالرحمن المهدي، الرجل حاول أن يعبر عن اهتماماته الثقافية فنادوا له سرور من باب المركزية الأمدرمانية ههها. ولكن السؤال هو، هل كان في السودان فنان محترف ومفهوم بالنسبة للمصريين ولو إلى حد ما غير سرور؟]

ساهم في تنفيذ الخطة بشكل حاسم في أرض الواقع الأمير عمر طوسون باشا (حفيد محمد على باشا الكبير) وهو مهندس "وحدة وادي النيل" في نسختها الرسمية كآيديولوجيا لتلاحم شعبي وأرضي مصر والسودان.
[أين تفاصيل الخطة؟ كيف تجمع الخطة بين (مهندس النسخة الرسمية لوحدة وادي النيل) وبين مهندسي الانفراد بحكم السودان الانجليز.. كيف تجمع هذه الخطة بين متهم بالميل إلى الخلافة العثمانية وبين أعداء الخلافة ومحاربيها في حرب انتهت سنة ١٩١٨؟]

وأظن اختيار النسخة الزجلية السودانية جاء على خلفية الدراسة التي قامت بها السلطات البريطانية 1905-1910 في العامية السودانية لأسباب عملية هي فهم مخيال الإنسان السودان بغرض تسهيل أمور الدولة والمجتمع (سلاسة السلطة ) وضمت لجنة العامية مصريين وشوام متميزين في زمانهم اضافة للقيادة الانجليزية برئاسة جيمس كري وزير المعارف ومؤسس ومدير كلية غردون التذكارية يساعده عمر طوسون باشا حفيد محمد على باشا الكبير.
[أين هي هذه الخطة؟ وما تفاصيلها؟ ماذا قالوا فيها عن العامية السودانية وكبف عرفوا ما يناسبها من الأنماط الزجلية؟ من هم الشوام المتميزين سوى أساتذة كلية غردون ورجلي الترجمة بقلم المخابرات صمويل عطية ونعوم شقير؟ هل هي خطة للقوميين العرب لالحاق السودان عربيا لأم خطة للالحاق بالخلافة العثمانية أم خطة لالحاقه بالتاح المصري أم ببقايا الثورة العرابية المناهضين للتاج؟ هنا تاريخ طويل مهدر!!]
البين قوسين بالأحمر هكذا[هو تعليقي].

وماذا عن عمر طوسون:
أمير من آل محمد علي باشا حكام مصر، وحكام السودان اسميا على أيام الحقيبة حين الكل كانوا تحت هيمنة الانجليز. تقول عنه الويكبيديا:
{{كان له ولع بمطالعة كل ما له علاقة بتاريخ مصر والسودان.. وقد حدث وعرض عليه الانجليز عرش مصر فرفض، وأنه كان ذو ميول شعبية ومحبوبا عند الناس، وله نزعات اسلامية منحازة إلى فكرة الخلافة، وعلى علاقة متوترة مع الملكين فؤاد وفاروق، وقد أيد سعد زغلول وثورة ١٩١٩، وكان يدعو دائما إلى وحدة الأمة واجتماع الشمل، ويكره الشقاق والخلاف، ولا يهدأ حتى تسكن الفتنة ويلتئم الصف، ويسعى إلى فض النزاعات بين الأحزاب المصرية، حتى لا ينفرط عقدها أمام الاحتلال البريطاني الذي كان يزكي هذه النزاعات ويشعل نارها.. وأن اهتمامه السياسي بالسودان كبير جدا}}..

وعن هذا الاهتمام قال مصدر آخر: {{إنه كان يعد السودان امتدادا طبيعيا لمصر، وقد كتب ذلك في الصحف وضمنه كتبه ومذكراته. وكان لا يذكر السودانيين إلا بما يليق بهم، ويبدي إعجابه بكفاحهم وجهادهم. وحين شكلت لجنة لوضع الدستور المصري برئاسة حسين رشدي باشا سنة (1341هـ= 1922م) كتب إليهم قبل أن تبدأ أعمالها مذكرا بأهمية السودان وضرورة اعتباره ضمن حدود البلاد كما كان قبل الاحتلال، وبوجوب تشكيل مجلس النواب من السودانيين والمصريين على حد سواء يعمل للمصلحة المشتركة التي لا انفصام لها أبدا، وكان لهذا الخطاب أثره في مناقشات لجنة وضع الدستور.}}..

وجاء في مصدر ثالث: {{أنه قد كتب وساهم في نشر الكثير من الكتابات وأن الذي يخص السودان منها هو؛ كتاب مصر والسودان عام 1927، مذكرة فى المسألة السودانية باللغة الفرنسية 1929، ومذكرة فى مسألة السودان بين مصر وإنجلترا عام 1929 باللغة العربية، وتاريخ مديرية خط الاستواء المصرية فى 3 مجلدات 1937.. أما المؤلفات بالخصوص السوداني التى طبعت على نفقة هذا الأمير فهي؛ ضحايا مصر فى السودان وخفايا السياسة الإنجليزية 1935، وأعمال الجيش المصرى فى السودان ومأساة خروجه منه 1936، وفتح دارفور عام 1916. والأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك.}}

https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86

https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844

عن سيرة طوسون مع الحقيبة تقول الويكبيديا أن {{العبادي هو الذي أطلق علي محمد احمد لقب "سرور" عندما قابله في اليوم الذي اعقب حفل زواج بشير الشيخ فصار اللقب ملازما له طوال حياته . لقب عميد الفن السوداني اطلقه عليه الأمير عمر طوسون باشا إبان زيارته للسودان عام 1934 وفي معيته وفد ثقافي مصري و قد قلده طوسون نيشانا اعترافا بابداعه.}}.

لا شيء آخر في المصادر سيزيد عن هذه الحكايات، سوى أنه قد التقى بسرور في حفل أقامه عبدالرحمن الهدي لتكريم الامير.. كل شيء بيدو بروتوكوليا جدا.. فلماذا إذن يتكرر اسم طوسون كثيرا في هذا البحث رغم أن التمحيص قد لا يفيد فرضية المبحث، حيث أن مصالح طوسون تتعارض مباشرة مع مصالح ونجت وجيمس كري؟

فإذن ولمحاولة الإجابة على هذا السؤال عن تكرار سيرة طوسون، أنا أفهم أن طرفا من المبحث الكلي لمحمد جمال فهو أساسا متعلق بالسياسة والآيدلوجيات التي سادت الفترة المعنية بالحقيبة، وهكذا الحال فهو سيتعلق بالحقيبة أيضا.. وأنه انطلاقا من ذاك الطرف البحثي، فإن المبحث الكلي يجب أن يموضع هذا الأمير الخديووي عمر طوسون، المشهور بحب ورعاية الآداب والفنون في عصره، في زمرة (النسخة المدسوسة والمغشوشة من دعاة وحدة وادي النيل التي هي في الحقيقة نسخة باشوات التيار التركي من حكام مصر الفعليين، والتي بعكس التيار الشعبي الوحدوي، فقد كانت تسعى لإستمرارية حكم الباشاوات لمصر والسودان بعد ذهاب الإنجليز.) وهذا على حد تعبيرات محمد جمال!!

ومع أن أمر تمثيل عمر طوسون لهذه النسخة الباشوية المغشوشة كما يسميها جمال: هو مما يمكن أن يكون عليه اختلاف كبير، وفي تفاصيله دعوة مفتوحة إلى نظر مدقق، وسيحتاج إلى مراجعات تاريخية أشمل. ولكن هذا موضوع طويل سنكتفي الآن بهذه الاشارة إليه ونتركه لحصافة وناقدة القراء، ولنعد لمقولة محمد جمال بين القوسين (بأعلاه مباشرة).. المقولة التي لو إننا سايرناها واكتفينا بظاهر أصول الباشا الأميرية الخديوية ــ مع إن هذه الأصول، وكما رأينا وسنرى، لم تمنعه من الانحياز للثورة الشعبية المصرية على حساب القصر والانجليز ــ لو سايرناها واعتبرنا أنه ممثل تلك النسخة الوحدوية المغشوشة. فسيمكننا عندها أن نفهم ما يريد جمال قوله من إيراده لاسم هذا الأمير لخمس أو ست مرات في مبحثه هذا عن الحقيبة!!

نفهم ذلك الاصرار كالتالي؛ بما أن لهذا الأمير اهتمامات بالسودان، وبالفنون والآداب السودانية، وبالسودانيين من دعاة وحدة وادي النيل من مختلف التيارات سواء غفلوا عن حقيقة نسخته المغشوشة أو وافقوها، ولأن من ضمن هؤلاء الوحدويين كثير من شعراء وفناني الحقيبة، فإذن لا نستبعد أن هكذا علاقة سياسية قد أدت لتدخله المباشر "في التحريض والتشجيع على (اصطناع) شعر وغناء الحقيبة بما يبعد السودانيين عن ثراثهم الشعري والغنائي الحماسي الجهادي المحرض على التمرد والثورة والاستقلال"، وأيضا فالكلام بلغة محمد جمال!! ولو تذكروا فتلك هي بعض فرضية البحث الثانية (بعد مطابقة الزجل الأندلسي)، بل هي ثاني أهم مقولات الفرضية!!
حسن، ولكن ما هي الشواهد والدلائل التي يقدمها البحث بين يدي هذه الشكوك، التي لو وردت في سياق غير هذا السياق المفهوم لخطاب وحدة وادي النيل فقد ترقى إلى درجة الاتهام بالعمالة الثقافية، (ألم تفعل بعد؟؟)!! الإجابة هي؛ لا شيء سوى قرينة ظرفية كمثل تكريمه للفنان محمد أحمد سرور وتعميده عميدا للفن السوداني وذلك عند زيارته للسودان سنة ١٩٣٤ وهي السنة التي ويا للعجب قد حكم فيها بالسجن على محمد أحمد سرور في ملابسات اطلاق النار من مسدسه خلال مشاجرة جرت في حفل، ثم في توسط عبدالرحمن (المهدي) لتخفيض الحكم!! المهدي والأمير طوسون.. شفت كيف الدنيا دوارة!!
لقد سافر خليل فرح، أكبر مثقفي الحقيبة وأنشطهم فيها، وثم هو أصرحهم في التعبير عن والعمل وفقا لمبادئ وحدة وادي النيل، سافر إلى مصر لأكثر من مرة ورافق فيها أشخاصا كأحمد الطريفي الزبير باشا الذي لا يمكن استبعاد اتصاله بالدوائر الباشوية العليا هناك، ثم لم نسمع عن استقبال أو تكريم أو تعميد أو أي اهتمام به من مصريين أو في مصر. لا ضمن الدوائر الأميرية أو الدواوين الملكية ولا حتى الدوارات الشعبية!!
ألا يمكن تفسير تكريم هذا الأمير لسرور كمجرد نشاط دعائي لرجل مهتم بموضوع السودان وبتأمين إلحاقه بمصر، وفي نفس الوقت مهتم بالأداب والفنون؟ فوجدها فرصة ليعبر عن كلا اهتماماته تلك عبر تكريم من أوصت به الحاشية وغالبا لم يسمع به هذا الأمير قبلا..
قالوا له سرور فنان السودان، قال فليكن.. وما كان ذاك التكريم ليكون في منزل عبدالرحمن المهدي لولا أن سرورا قد كان فعلا ومنذ وقت طويل قبل هذا التكريم، هو فنان السودان الأول وأن عمادته الفنية لم تك أصلا في محل الشك محليا رغم أنها لم تحميه من حكم المحكمة في نفس سنة التكريم أو وقته من السجن كما رأينا أعلاه.!!

مع كل هذا، فلنفترض صحة تدخلات الأمير عمر طوسون، عندها فلا أظن أن إرادته الفنية، حتى لو تأكدت، قد كانت ستكون في وارد خدمة الإنجليز أو بالإتفاق معهم كما تقترحه بعض مقولات هذا المبحث. وكيف سيكون ذلك كذلك وهو الذي لم يوافق على عرضهم بملك مصر والصديق لأعادائهم الوفديين من ساسة مصر!!

كما إنني استبعد منطقيا أن اهتمامات هذا الأمير قد طالت بطموحها إلى مبحث في الذائقة السودانية حتى وجدت به أن الزجل مثلا (ايا كان مصدره) سيكون هو البديل المناسب ليحل محل الفنون الشعرية السودانية الأخرى..

ولكن اصبر لترى… جيمس كري أيضا.. هل كان يتنافس مع طوسون على حب السودان ورفعة فنونه؟!


هذا هو الأمير طوسون.. معروضا بلا رتوش ولا أسرار:)
Quote:
https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844
عمر طوسون.. الأمير الذى رفض عرض الإنجليز تولى عرش مصر وانحاز لـ للفقراء

رغم انتسابه إلى القصر الملكى إلا أنه اقترب من الشعب والبسطاء، واستطاع أن يجمع بين الثراء الملكى والتواضع والبساطة لأغلب المصريين الذين عايشهم فى وقته، عُرف عنه الجدية فى العمل، والالتحام بقضايا الوطن والعمل العام والتأليف، بعد أن كان مهموماً بقضايا القطر المصرى والعالم الإسلامى.
دماثة خلقه، التى روى عنها المؤرخون الكثير، تؤكد بالفعل أنه «نبيل» وينحدر من أسرة ملكية حتى النخاع، فكان معروفاً بالمروءة وشهامة ابن البلد والأخلاق، حتى إنه كتب فى وصيته ألا يقام على روحه حداد رسمى، حتى لا يتسبب ذلك فى إزعاج أى شخص مهما كان، واضطر الملك إلى الانصياع لرغبته بعد أن كان طريح «النعش»، حيث صعدت روحه إلى بارئها.
 
هو الأمير عمر طوسون، الابن الثانى للأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد على، مؤسس مصر الحديثة، ولد فى الإسكندرية يوم الأحد 5 رجب 1289 هجرياً، الموافق 8 سبتمبر 1872 ميلادياً، ولما بلغ الرابعة من عمره فقد والده، فكفلته وربته جدته لأبيه وأشرفت على تعليمه، وكانت دراسته الأولى فى القصر ثم استكملها فى سويسرا، وبعد تخرجه تنقل بين عدة بلدان أوروبية.
والدته هى الأميرة فاطمة، وهى إحدى بنات الخديو إسماعيل، تزوجت عام 1871 من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا، والى مصر، وما لبث أن توفى والد الأمير عمر وهو فى الرابعة من عمره لتتولى جدته مهام تربيته.
درس مبادئ العلوم على يد أساتذة مختارين فى قصر أبيه، وعندما شب وكبر سافر إلى سويسرا، لاستكمال دراسته، ومنها إلى فرنسا وإنجلترا، وأكمل علومه، وشاهد أنواع التقدم الاجتماعى والعلمى والصناعى والزراعى فى هذه الدول، ثم عاد إلى مصر.
وكان الأمير طوسون يجيد اللغات التركية والعربية والفرنسية والإنجليزية قراءة وكتابة، وحين بلغ سن الرشد أدار زمام دائرته وشؤونها بنفسه، ومع إشرافه على إدارة أعماله لم ينقطع عن المطالعة والبحث فى مكتبته، وكان له ولع شديد بالاطلاع على كل ما له علاقة بتاريخ مصر والسودان وجغرافيتهما، وتربى على حب بلاده، وشارك فى الحرب الطرابلسية وحرب البلقان.
تزوج الأميرة بهيجة حسن، حفيدة الخديو إسماعيل، فى 14 أغسطس عام 1898، وأنجب منها النبيل سعيد طوسون فى7 يناير 1901 والنبيل حسن طوسون فى أول ديسمبر 1901، والنبيلة أمينة طوسون فى 12 فبراير من عام 1903 والنبيلة عصمت فى 17 مارس 1904، وتوفيت بالأستانة 18 يونيو 1918 ثم نقل جثمانها إلى الإسكندرية ودفنت بمدافن النبى دنيال.
كان الأمير عمر طوسون من أكثر الشخصيات السكندرية شعبية فى النصف الأول من القرن العشرين، فقد كان وجهاً مألوفاً فى المدينة التى تعوَّد أن يطوف بأنحائها مترجلاً من عربته التى تجرها الخيول، وكثيراً ما استوقفه المارة أثناء سيره لإلقاء السلام وطلب الخدمات التى لم ترد أبداً، حيث كان كرمه مضرب الأمثال ولم يكن هذا هو السبب الوحيد الذى أكسبه حب الأمة، حيث ذاعت شهرته داخل مصر وخارجها لوطنيته وتبحره فى التاريخ والجغرافيا، وخبرته الواسعة فى مجال الزراعة وتربية الخيول، واستكشافاته الأثرية وباعه الطويل فى الرياضة، وأعماله الخيرية واستقامته البالغة.
كان الأمير عمر طوسون يعيش حياة تفوق فى بساطتها حياة عامة الشعب، وكان حسن إدارة الوقت والأعمال أحد أسرار نجاحه، حيث اختار الأمير أن يدير أعماله بنفسه، والإشراف على دائرته وأملاكه الشاسعة، وكان مطلعاً على أدق التفاصيل المتعلقة بأعماله، مما ساعد على زيادة أرباحها، واستصلح الأمير الجزء الأكبر من أراضيه، فتحولت إلى مزارع وفيرة الإنتاج، فكان يمتلك تفتيش الخزان بالبحيرة، وتفتيش الدميرة بالغربية.
كان الأمير عمر طوسون، يعتبر أباً لكل من كان يعمل لديه أو يعيش على أرضه، فكان يشارك فلاحى دائرته المناسبات السعيدة، ووفر لهم الرعاية الطبية ببناء مستشفى فى كل دائرة، ومساكن لموظفى دائرته، وخصص من الطعام لكل أسرة، بحيث تحصل على إردب من القمح لكل فرد فيها، وخصص لكل عائلة جاموسة للانتفاع بلبنها، ولكل عائلة عدداً من أشجار النخيل للاستفادة ببلحها.
اعتنى الأمير بالمدارس فى دوائره، حيث كانت المدارس الابتدائية والكتب متاحة بالمجان للأطفال، وكان من يتفوق منهم يتم تعليمه على حساب الأمير فى المدارس العليا، وبنى المساجد فى دوائره، كان هو المسؤول الذى نفذ بناء مقام أبى الدرداء فى الإسكندرية فى منطقة كرموز، حيث يحتفل أتباع ومريدو الطرق الصوفية بالصحابى الجليل كل عام، وتحديداً فى رمضان، وكان الأمير عمر طوسون هو المتبرع الأكبر لبناء استاد الإسكندرية.
ساهم فى تشييد نادى سبورتنج، وكان يرأس مجلس إدارة النادى، منذ أوائل القرن حتى وفاته عام 1944، وتبرع لإنشاء المدارس بالإسكندرية التى خصص لها بعض أملاكه، وتبرع بفيلات لإنشاء المدارس بها، وفتحت كليه الآداب جامعة الإسكندرية فى أحد قصوره، وهو القصر المعروف بـ«نمرة 3» على ترعة المحمودية، وخصص الأمير الكثير من الوقت فى الجمعية الزراعية الملكية، التى تم انتخابه رئيساً لها، عام 1932، وبمجرد توليه رئاسه الجمعية بدأ الأمير إصلاحها، عن طريق وضع الجمعية فى إطار برلمانى وتشريعى ودستورى، مبنى على أساس ديمقراطى.
وكان الأمير عمر طوسون، رئيساً فعلياً أو شرفياً أو عضواً بأكثر من 80 جمعية ومنظمة اجتماعية وخيرية، ومن أشهرها جمعيات المواساة، والشبان المسلمين، والخيرية الإسلامية، والخيرية القبطية، والعروة الوثقى الخيرية الإسلامية، والنادى السودانى، بالإضافة إلى دعم الجمعيات الصغيرة، مثل جمعية فقراء الإسكندرية، فى محرم بك، وجمعية الفقراء فى الجمرك، وجمعية معدومى المأوى، وجمعية الأقباط الكاثوليكية، وجمعية الإحسان النوبية، ومستشفى الطائفة الإسرائيلية وملجأ الأيتام اليونانى. كان الأمير من الأعضاء المؤسسين بنادى روتارى الإسكندرية، والهلال الأحمر المصرى، والكشافة، وجمعية الإسعاف فى المحافظة، بالإضافة إلى كونه رئيساً دائماً لنادى الفروسية، ونادى سبورتنج، وكان رئيساً للجنة الأوليمبية المصرية، والاتحاد المصرى للأندية الرياضية.
شارك الأمير عمر، بدور كبير فى مساعدة القوى الوطنية فى مصر، حيث ساهم بماله وجهده فى مناصرة سعد زغلول والقوة الوطنية فى ثورة 1919، وقبلهم وقف بجوار الزعيم مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطنى، إلا أن هناك أقاويل لبعض المؤرخين، ترجع فكرة الوفد المصرى إلى الأمير عمر طوسون، لكن خوفه من الملك وهاجس العزل من على العرش أخفى هذا السر، إلا أنها تبقى تخمينات غير مؤكدة إلى الآن، لكن بعض المؤرخين ربط طلب الملك فؤاد للأمير طوسون بألا يغادر مصر فى هذا التوقيت، وأن يبقى فى الإسكندرية ولا يسافر إلى القاهرة، بعلم الملك، بهذا الأمر وخوفه من دعمه للثوار.
ونقلاً عن كتاب عمر طوسون أمير الإسكندرية، تأليف الدكتورة سحر حمودة، والذى أشرف على إصداره مكتبة الإسكندرية عام 2005، وتحديداً صفحتى 75 و76 اللتين تحتويان على الوثيقة «السرية»، التى أرسلها السير «ريجنالد وينجت» إلى اللورد هاردتج، مساعد وزير الخارجية البريطانى، فى 24 نوفمبر عام 1918.
قال «وينجت»، خلال الكتاب، إنه التقى حسين رشدى باشا، رئيس الوزراء، للتأكد من موقف السلطان فؤاد، فيما يخص الأمير عمر طوسون، وكان الانطباع الذى أخذه «وينجت» عن رشدى باشا، هو أن السلطان فؤاد كان فى غاية الغضب لانشغال طوسون بالسياسة، خاصة أنه كان يعتبر الأمير «المحبوب»، ذا الاتجهات الدينية المنافس البغيض على عرش مصر، ولهذا السبب أصر على استخدام عدلى يكن باشا، وحسين رشدى باشا للضغط على الأمير حتى يعود إلى منزله فى الإسكندرية.
وأضاف «وينجت»، أن رشدى باشا استبعد أن يقوم السلطان فؤاد، بنفى الأمير طوسون، فى الوقت الحالى، كما عقد وينجت اجتماعا آخر مع محمد سعيد باشا، صديق الأمير، الذى أوضح أن السلطان فؤاد هو من كان وراء منع الاجتماع العام فى التاسع عشر من نوفمبر 1918، بسبب كراهيته لذلك المنافس «الوهمى» على العرش، إلا أن محمد سعيد باشا، أكد أن سعد زغلول كان له دور فى تلك الأحداث، حيث كان على اتفاق تام مع الأمير قبل 10 سنوات، ولكنه تخلى فجأة عن الأمير، وتبنى خطا أكثر «تطرفاً»، وكان وينجت نفسه على ما يبدو مقتنعاً بتطرف زغلول وحزبه، بالمقارنة باعتدال طوسون وإن كان يظن أن لطوسون أهدافاً آخرى «خفية».
وطبقاً لمذكرات مصطفى النحاس باشا، عرض البريطانيون العرش بالفعل على عمر طوسون، بعد وفاة السلطان حسين كامل، وقد أخبر الأمير النحاس باشا بذلك عام 1941، أثناء زيارة النحاس باشا له بمنزله فى باكوس، وينقل النحاس باشا كلمات الأمير كالتالى: لو أن الملك فاروق كان ذا عقل، ويفكر فى شىء من التاريخ، أو كان له نصحاء أمناء لعلم أن العرش عرض علينا قبل أن يُعرض على أبيه، عقب وفاة السلطان حسين كامل، ورفضناه رفضاً باتاً وكان رفضاً بطريقة أغضبت الإنجليز، وجعلتهم يناصبوننا العداء، ولم نبال بعدائهم وانضممنا إلى صفوف الأمة وأعلنا تأيدينا لـ«سعد»، عندما ألف «الوفد»، ولانزال نعلن فى كل فرصة نصرتنا لـ«الوفد»، ولرئيسه الذى خلف «سعد» على الزعامة.
هذا هو الأمير عمر طوسون «الوطنى»، الذى كتب وصية عام 1933، أوصى فيها بمكتبته، التى حوت أكثر من 8 آلاف كتاب، وتبرع بكتبه التاريخية والأثرية للمتحف اليونانى الرومانى فى الإسكندرية، بالإضافة إلى ما اكتشفه من آثار، فى حين ذهبت الكتب التى لا تتعلق بالتاريخ لمكتبة بلدية الإسكندرية، وقام الأمير بتأليف ونشر مجموعة عظيمة من الكتب باللغتين الفرنسية والعربية.
ومن أهم الكتب التى قام بنشرها وطبعها على نفقته الخاصة، وكانت توزع مجانا هى: الجيش المصرى البرى والبحرى فى عهد محمد على باشا عام 1923، وكتاب المدارس الحربية والمعامل العسكرية 1924، وكتاب مالية مصر منذ عهد الفراعنة إلى الآن، باللغة الفرنسية عام 1924 وبالعربية 1932، والصنائع والمدارس الحربية والبعثات العلمية فى عهد محمد على باشا عام 1926، وكتاب مصر والسودان عام 1927 وكتاب كلمات فى سبيل مصر 1928، وكذلك مذكرة فى المسألة السودانية باللغة الفرنسية 1929، ومذكرة فى مسألة السودان بين مصر وإنجلترا عام 1929 باللغة العربية وكتاب وادى النطرون ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطارقة 1931 باللغة الفرنسية والعربية 1935، بالإضافة إلى كتاب الصنائع والمدارس الحربية فى عهد محمد على باشا 1932، والإسكندرية فى عام 1868 باللغة الفرنسية 1933، وبطولة الأورطة السودانية المصرية فى حرب المكسيك 1933.
ومن أعماله أيضاً الأطلس التاريخى الجغرافى لمصر السفلى منذ الفتح الإسلامى إلى 1934، و«البعثات العلمية فى عهد محمد على» ثم فى عهد عباس الأول وسعيد 1934، والجيش المصرى فى الحرب الروسية المعروفة بحرب القرن 1853 إلى1855، طبع 1936، ومذكرة عن مسألة السودان عام 1936 باللغة العربية والفرنسية، ومذكرتان للمرحومين أمير اللواء محمد باشا لبيب الشاهد، وأمير الألألى احمد بك رفعت عن أعمال الجيش المصرى فى السودان 1936.
ومن كتبه أيضاً تاريخ مديرية خط الاستواء المصرية فى 3 مجلدات 1937 وصفحة من تاريخ مصر فى عهد محمد على باشا 1940 وأراضى الدومين والدائرة السنية عام 1942، وتاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية 1942، وصفحة من تاريخ مصر فى عهد محمد على باشا الجيش المصرى البرى والبحرى 1942 ومذكرة بما صدر عنا منذ فجر الحركة الوطنية عام (1918 إلى 1928) وطبع 1942 ومذكرة حول التشريع لتنظيم الوقف 1943.
ومن المؤلفات التى طبعت على نفقة الأمير ضحايا مصر فى السودان وخفايا السياسة الإنجليزية 1935، وأعمال الجيش المصرى فى السودان ومأساة خروجه منه 1936، وفتح دارفور عام 1916.
توفى الأمير عمر طوسون فى 26 يناير 1944، وحسب وصيته فى عدم إعلان حداد رسمى فى حال وفاته، حتى لا يتسبب فى أى إزعاج لأحد، ونفذ له الملك فاروق وصيته، مقتصراً على تشييع الجثمان الذى شارك فيه الوزراء والأمراء وكبار رجال الدولة.
وقرر الأمير قبل وفاته أن تبدأ جنازته من الميدان المواجه لمحطة مصر للقطارات فى الإسكندرية، حتى لا يضطر المعزون للسير مسافات طويلة، وبدأت الجنازة من محطة مصر كما أراد ولف العلم المصرى نعشه، الذى حمله ضباط فى البحرية المصرية، وهى لفتة مناسبة، حيث كان جده سعيد باشا أمير الأسطول، وأحاط ضباط الجيش المصرى بالموكب واصطف أهالى المدينة فى الشوارع، وتجمعوا فوق الأسطح وفى الشرفات، ليودعوا أميرهم المحبوب للمرة الأخيرة، وعند وصول الموكب إلى ضريح العائلة الملكى، فى شارع النبى دانيال، هتفت الجماهير: «فى ذمة الله ياعمر.. الأمة تودعك يا أمير الإسكندرية».
وكان نص وصيته التى كتبها قبل وفاته بـ11 عاماً: «حضرة نجلى العزيزين سعيد طوسون وحسن طوسون، السلام عليكما ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن نعم الله علينا وتوفيقه أن أُشْربت نفسنا حب العلم ونشره، وتأصلت فينا رغبة الاطلاع على ما فى بطون الكتب من أخبار وعلوم، ولما فى ذلك من حسن القصد ونبيل الغاية، اتجهت ميولنا إلى اقتناء نفائس المجلدات، والكتب والتأليف، قديمها وحديثها، بمختلف اللغات، حتى أصبح لدينا مكتبة جامعة فى شتى العلوم، وعلى الأخص فى التاريخ والآثار والأدب، مودعة فى سرايات الرمل والمحمودية والزمالك وديوان الدائرة.
ولما كان من رغباتنا الانتفاع بما حوته هذه المكتبة، فقد رأينا أن نوصيكما بإهدائها، بعد انتقالنا إلى الدار الآخرة، للهيئات الآتية، راجين من الله النفع والمثوبة. أولا: كل ما يتعلق بالجيوش والحروب والمسائل العسكرية بجميع اللغات يهدى، إلى مكتبة متحف الجيش المصرى، ثانياً: كل ما يتعلق بالآثار بجميع اللغات يهدى، إلى مكتبة المتحف الرومانى اليونانى فى الإسكندرية، ثالثاً: ما عدا ما تقدم من كتب علمية وأدبية وتاريخية، يهدى إلى مكتبة الإسكندرية بقسميها الأدبى والإفرنجى، فإن اشتمل كتاب أو مجلد على تأليف فى جملة نواح من التخصص المتقدم يكون الإهداء إلى الهيئة الأكثر ترجيحًا لما اشتمل عليه.
وتابع: «الله نسأل أن يسدد خطاكما، ويوفقكما إلى ما فيه الخير والفلاح والفائدة للعالم أجمع وللأمة المصرية خاصة، والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته، والدكما عمر طوسون».. إلى هنا تنتهى وصية الأمير الراحل الذى غيبه الموت عن دنيانا عام 1944.

=======

http://www.almayadeen.net/books/846951/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8Ahttp://www.almayadeen.net/books/846951/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86-%...85%D8%A7%D8%B9%D9%8A
موقفه تجاه الدولة العثمانية وقضية وحدة وادي النيل

أما موقف طوسون من القضايا العثمانية فجاء في وقت مبكر انطلاقاً من قناعته الإسلامية وإيمانه بفكرتي الخلافة والجامعة الإسلامية مثل مصطفى كامل ومحمد فريد وغيرهما، وانطلاقاً من مساعداته الضخمة للدولة العثمانية في الحرب الطرابلسية ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا وفي الحروب البلقانية. فقد دعا إلى تكوين اللجان وتجول في كل أقاليم مصر المختلفة، ملقياً الخطب ومحفزًا المصرين على مساندة الدولة العثمانية. وفي هذا الإطار، جمع طوسون مئات الآلاف من الجنيهات التي أرسلت إلى أسطنبول في صور نقدية وعينية. وكانت له مساهمات في مساندة مراكش وفلسطين والحجاز وسوريا. لكن هذه المساعدات تتضاءل بالمقارنة مع المساعدات التى أرسلت إلى الدولة العثمانية. وهذا يعكس حقيقة الميول العثمانية الإسلامية لعمر طوسون حتى الحرب العالمية الأولى، هذه الميول تحولت بصعوبة وبطء لتصبح ميولاً عربية.
واهتم طوسون بقضايا أُخرى أهمها قضية السودان وعلاقتها بمصر بل باتحاد السودان ومصر، فأعطى هذه القضية الكثير من وقته وأمواله وكتاباته الاجتماعية والسياسية. ولم يأتِ ذلك من فراغ وذلك لإيمانه بأن بقاء الوحدة بين مصر والسودان فيه ضمانة حقيقية لمستقبل مصر الاستراتيجي السياسي والعسكري والاقتصادي. كما أدرك خطورة انفصال السودان وأنه سيؤدب إلى نقصان حصة مصر من مياه النيل. ومن أجل هذه القضية ظهر طوسون نصيراً للحبشة(إثيوبيا) في حربها ضد إيطاليا، وكتب الكثير من المقالات التي هاجم فيها الاحتلال الانجليزي ودافع فيها عن وحدة مصر والسودان. وقد طالب بفكرة في غاية الأهمية وهي أن يكون أعضاء البرلمان المصري من المصريين والسودانيين وطرح فكرة رومانسية مفادها أن يحكم السودانيون مصر. وإن لم يكن بالمستطاع، أن يحكم المصريون السودان. كما هاجم كل الاتفاقيات المصرية الإنجليزية التي لا تؤكد وحدة على مصر والسودان. وقد اقترب طوسون من السودانيين وقرّبهم منه واهتم بأوضاع السودان تحت الاحتلال الإنجليزي وساهم في بناء المدارس والمساجد فيها وتحمل جزءًا من تكلفة إرسال بعض أبناء السودان في بعثات إلى الخارج واهتم بأوضاع السودانيين في مصر.
 


دوره الوطني تجاه القضية المصرية

كان عطاء الأمير عمر طوسون للقضية المصرية كبيراً وإن لم تسعفه مواقفه وظروف مصر السياسية لمزيد من العطاء. وهناك أكثر من مرحلة مر بها الدور السياسي الوطني لطوسون. المرحلة الأولى بدأت مع بدايات القرن العشرين واستمرت حتى قرب نهاية الحرب العالمية الأولى. ورغم عدم وضوح دوره أو إخفاقه خلال تلك المرحلة بسبب الاحتلال الانجليزي والقيود التي وضعت على ممارسة الأمراء للسياسة، ناهيك عن طابع طوسون المسالم في المعارضة، فإن طوسون حاول المشاركة بشكل أو بآخر، وكان في ذلك من مؤيدى سياسة مصطفى كامل ومحمد فريد أو مؤيداً لسياسة الحزب الوطني القائلة بضرورة جلاء الإنجليز عن مصر. وبقدر ما أدت مواقفه في هذه الفترة إلى تعرّضه لبعض المضايقات السياسية مثل منعه من العودة من فرنسا عند نشوب الحرب. كما أبعدته عن أن يصل إلى حكم مصر بعد عزل الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1914، وكذلك بعد وفاة السلطان حسين كامل في عام 1917.
وأما المرحلة الثانية للدور السياسي الوطني لطوسون فبدأت منذ قرب نهاية الحرب العالمية الأولى وتمثلت في الأساس في دعوته لتكوين وفد مصري للذهاب إلى مؤتمر الصلح في فرساي للمطالبة باستقلال مصر مع السودان. ومع إنه كان صاحب الفكرة فإن سعد غلول وصحبه وبالتعاون مع السلطان فؤاد بل والإنجليز أبعدوه عن رئاسة الوفد المصري. وعندما قبِل بمجرد المشاركة فقط فإنه أبعد عنها أيضاً مع أنه كان يطمح من مشاركته إلى خدمة القضية المصرية السودانية بماله وجهده، بحسب الكاتب.
ورغم فشله في ذلك فقد فشل في تكوين وفد من الحزب الوطني موازٍ للوفد المصري للتأكيد على استقلال مصر مع السودان. ورغم الضربات الموجعة من سعد غلول ورفاقه من أجل إبعاده عن أي دور في الحركة الوطنية، فإن طوسون أصر على المشاركة الإيجابية في مصر وبما يؤيد المطالب المصرية. من هنا كان رفضه لجهود الجنرال اللنبي لاحتواء حركة الأمراء ومشاركته في مقاطعة لجنة ملنر وحرصة على وحدة الأمة برغم اختلافها على تشكيل الوفد واحتجاجه على تصريح رئيس الوزراء البريطاني ونستن تشرشل ومُطالباته المتكررة بحقوق مصر، بل ومحاولاته للإصلاح بين رجال الوفد أنفسهم. ثم رفضه لتصريح 28 شباط فبراير1922، لأنه لم يعطِ الاستقلال الكامل لمصر مع السودان وأرجأ قضية السودان، إذ حث طوسون السلطان فؤاد على التمسك بذلك.
بيد أن القبول بتصريح 28 شباط فبراير 1922 ثم صدور دستور عام 1932 كانا بمثابة مرحلة جديدة في الدور السياسي الوطني لعمر طوسون. فوفقاً للدستور أصبح السلطان فؤاد ملكًا على مصر والسودان وحظي بسيطرة مهمة على البرلمان والحكومة والبلاد.
وكانت قوة نفوذ الملك فؤاد تعني بشكل ضمني إبعاد عمر طوسون الذي فضل الابتعاد عن المشاركة الفعلية في الفاعليات السياسية التي طغت عليها الصراعات الحزبية. وبالتدريج أصبح طوسون يكتفي بالإدلاء بآرائه في بعض القضايا السياسية عندما يطلب منه ذلك أو بالكتابة التى اعتبرها منذ ذلك الوقت خير منبر يعبّر فيه عن رأيه بقدر أوسع من الحرية. بيد أن هذا لا يعني أن طوسون ابتعد تمامًا عن الساحة السياسية حيث شارك بين الحين والآخر في إصدار نداءات للوفاق بين الأحزاب أو في إبداء رأيه في الشؤون المصرية، مثل قضية تعطيل العمل بالدستور أو تشكيل الوزارات أو المفاوضات بين مصر وإنجلترا وكذلك في المسألة السودانية.
   وبعد موقفه الرافض لدستور عام 1930 الذى صنعه إسماعيل صدقي المتحالف مع الملك فؤاد وتعرّضه لهجوم شرس، بدأ الدور السياسي لطوسون يشهد التراجع. وهنا نجده وقد زاد من اهتمامه بأمور أراضيه وممتلكاته وكذلك بالمشاركة في أنشطة الجمعيات وتقديم المزيد من الدور المجتمعي ناهيك عن زيادة اهتمامه بالكتابة والتأليف.

Post: #168
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-27-2018, 04:24 PM
Parent: #167

شكرا هاشم الجهد المقدر في إثراء البوست بالمادة والحوار.
وهنا بإقتضاب ارد على بعض النقاط.
1- مسألة تأطير المشهد الثقافي بعد كرري في صورة جديدة مسألة واضحة بشواهدها. . ولا أتفق مع مقولات الخواص وسناري. . أرى ان الإنجليز جهدوا في نقل المدنية الغربية إلى السودان سياسة واقتصاد وثقافة وقانون أكاديميات وعسكرية وسكك حديد وترماي و قمصان وبناطلين وبدل ومعمار وخدمة مدنية كل شي تقريبا غربي النظام في مجتمع عشائري غيبي صوفي (يعني يسوو شنو اكتر من كدا ).. وعندما هموا بالرحيل حاولو تصعيد أبناءهم الافندية إلى سدة السلطة.. الإستعمار عطل التطور الطبيعي للمجتمع عبر قفزات جلها قسرية نستطيع أن نقول ذلك وعندما رحل الإنجليز ماديا تدحرج المجتمع من جديد إلى لحظته التاريخية المتخلفة تكنلوجيا .. لكن الإنجليز حاولو وسعهم في توطيد المدنية في السودان ! .

الحقيبة حاجة صغيرة جدا في البرنامج الثقافي الكلي (المدنية ) ولا يوجد أي خلاف حول ابتداع ثقافة بديلة لثقافة الدروايش بين الإنجليز وباشوات مصر.. المصلحة مشتركة هنا كل الوقت بين كري وطوسون.. فقط الاهتمام يصعد ويهبط بين الفينة والأخرى.

أيام بحث الحقيبة تحصلت على مئات المراجع ومن الصعوبة بمكان نشر كل شي هنا إلا عند نشر البحث كاملا.. ولكن سأحاول جهدي.

2- طوسون.. إن لم يكن طوسون الأب الروحي لوحدة وادي النيل فمن يكون إذن ؟! .

Quote: وهذا يعكس حقيقة الميول العثمانية الإسلامية لعمر طوسون حتى الحرب العالمية الأولى، هذه الميول تحولت بصعوبة وبطء لتصبح ميولاً عربية.
واهتم طوسون بقضايا أُخرى أهمها قضية السودان وعلاقتها بمصر بل باتحاد السودان ومصر، فأعطى هذه القضية الكثير من وقته وأمواله وكتاباته الاجتماعية والسياسية. ولم يأتِ ذلك من فراغ وذلك لإيمانه بأن بقاء الوحدة بين مصر والسودان فيه ضمانة حقيقية لمستقبل مصر الاستراتيجي السياسي والعسكري والاقتصادي. كما أدرك خطورة انفصال السودان وأنه سيؤدب إلى نقصان حصة مصر من مياه النيل. ومن أجل هذه القضية ظهر طوسون نصيراً للحبشة(إثيوبيا) في حربها ضد إيطاليا، وكتب الكثير من المقالات التي هاجم فيها الاحتلال الانجليزي ودافع فيها عن وحدة مصر والسودان. وقد طالب بفكرة في غاية الأهمية وهي أن يكون أعضاء البرلمان المصري من المصريين والسودانيين وطرح فكرة رومانسية مفادها أن يحكم السودانيون مصر. وإن لم يكن بالمستطاع، أن يحكم المصريون السودان. كما هاجم كل الاتفاقيات المصرية الإنجليزية التي لا تؤكد وحدة على مصر والسودان. وقد اقترب طوسون من السودانيين وقرّبهم منه واهتم بأوضاع السودان تحت الاحتلال الإنجليزي وساهم في بناء المدارس والمساجد فيها وتحمل جزءًا من تكلفة إرسال بعض أبناء السودان في بعثات إلى الخارج واهتم بأوضاع السودانيين في مصر.


فقط وجب أن نراعي التقلبات السياسية المختلفة فقبل عام 1924 مقتل السيرلستاك وعام 1936 ليس كعام 1952 "مثال".. كما وجب ان نضع في الاعتبار الصراع الداخلي بين أعضاء الأسرة الحاكمة على حكم مصر ومعالجة قضية الإستعمار الإنجليزي لمصر كما الموقف من السودان بانجليز وبدون انجليز وفي كل مرحلة زمنية تختلف التفاصيل والمواقف.. لكن هناك أشياء دائما ثابتة!.

Post: #170
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-29-2018, 12:23 PM
Parent: #168

تعليق حول كلام الشابيين الهميمين الخواض وسناري (المقاطع التي جاء بها هاشم أعلاه) وناقل الكفر ليس بكافر "وجه مبتسم بمكر" :) أعنى لا اضعك مع الصحاب في ثلة واحدة لمجرد نقل كلامهم ما لم أعرف تعليقك.

ملاحظة إستباقية: المقاطع دي اعلق عليها من جديد كونها متعلقة بواحدة من شكوك هاشم عن ان نظام الانجليز والباشوات لا يستطيع ابتداع شيء بديع مثل الحقيبة.. في الحقيقة الحقيبة دي حاجة صغيرة جدا في البرنامج الثقافي الشامل إضافة للخطة الكاملة في صياغة جديدة مدنية لمخيال الدروايش. . واظنها لم تكلف شي كثير.. حاجة بسيطة وجانبية بالنسبة للبرنامج الشامل.

Quote: أسامة الخواض: {لكن مشكلة الحداثة الغربية أنها اقتصرت على عالمها الغربي، بينما راحت جيوشه تستعمر العالم.. ومن تلك اللحظة التراجيدية ارتبطت الحداثة الغربية بالقهر، وراحت المجتمعات المستعمّرة تبحث عن خلاصها الخاص من خلال الرجوع إلى الماضي} الشاعر والكاتب: أسامة الخواض في بوست عن المهدية بهذا المنبر. http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi؟seq=msgandboard=499andmsg=1535346241andrn=113ماجد السناري:{يوجد شيء في تاريخنا الحديث اسمه خيانة الإنجليز للحداثة التي لاحت مع قدومهم عندما بان {لهم}أنها لا تنتج إلا صفوة تتحدي الإستعمار الذي ومنها قرر مسار التاريخ السوداني الحديث في إتجاهه الطائفي} الكاتب والفيلسوف د. ماحد السناري في بوست بهذا المنبر.Re: ما بين طه جعفر والحي بن يقظانRe: ما بين طه جعفر والحي بن يقظان


كما حاولت أن أبين وجهة نظري أعلاه أكررها من جديدة للضرورة أن:

الإنجليز جهدوا في نقل المدنية الغربية إلى السودان سياسة واقتصاد وثقافة وقانون وأكاديميات وعسكرية وسكك حديد وترماي ومشاريع زراعية وكلية غردون وبخت الرضا ومعهد ام درمان العلمي "طبعاً" وخدمة مدنية و معمار وتخطيط المدن وقمصان وبناطلين وبدل وطعام وشراب وبارات ومراقص وثقافة وفن وسلوك. وكمان كورة ومسابح حديثة ومطابخ ومطابع ومجلات وكتب وتلفونات وإذاعة وشوارع تغسل بالماء والصابون والمزيد.

و((((((((( الحقيبة ورقص الكومبيا))))))))) دي حاجات ما كانت معزولة من السياق الكلي بمثل هذه الاقواس.. كانت جزء من الكل المركب!.

أمال إيه هي "الحداثة الغربية"؟ .. قل لصاحبنا الخواض وبلغه لطفا التحايا والأشواق إن جمعتك به مرة الصدف.. وأما سناري قاعد معانا وعارف القلوب شواهد!..

نرجع للموضوع.. كل شي تقريبا كان غربي النظام في العهد الإنجليزي و في مجتمع عشائري غيبي صوفي (يعني يسوو شنو اكتر من كدا )!..

وعندما هموا بالرحيل حاولو تصعيد أبناءهم الافندية إلى سدة السلطة (الأزهري وعبود وخليل بك والمحجوب وزروق ومحمد محمد خير وغيرهم كلهم قروهم ولبسوهم البدل والقمصان وعلموهم اللغات والتصرف وحسن البيان) ناس الطوائف والعشائر ديل قاعدين بضراعهم لانهم من مخيال المجتمع ( وتجد ذلك في شعر الخواض نفسه وحنينه إلى تلك العوالم الموغلة في التاريخ) مجرد مثال.

ممكن نقول أن الإستعمار عطل التطور الطبيعي المفترض للمجتمع عبر قفزات جلها قسرية.. نستطيع أن نقول ذلك .. وعندما رحل الإنجليز ماديا تدحرج المجتمع من جديد إلى لحظته التاريخية المتخلفة تكنلوجيا .. وما زال يتدحرج بسرعة أكبر كلما بعدنا من نقطة الإنجليز.. إذ الإنجليز حاولو عمل ما بوسعهم في توطيد المدنية الغربية الحديثة في السودان.

والمشكلة هنا عندنا نحن ديل في الحتة دي مش زول غيرنا.. أو هكذا ازعم!.

Post: #171
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-29-2018, 05:29 PM
Parent: #170

Quote:
Quote: ما بين ديمتري البازار وسلاطين باشا

(((التاريخ: 30-ديسمبر-2011 .. الصحافة العدد:6620 ثقافة(الأرشيف)))

محمد هارون عمر: لابد من كلمات الثناء والإطراء للكاتب عبد الوهاب عوض أبو رامة على كتابه القيم الأغاني الذي استقصى فيه مسيرة الأغنية السودانية في طورها الأول - طور الحقيبة -

والأهم في البحث أنه أرّخ ووثق لتلك الحقبة الرائعة التي تقف شاهداً على الإبداع السوداني وفي احلك الظروف الاجتماعية والثقافية والاجتماعية - وهنا أصاب أبو رامة حينما عزا الريادة لأب الفن السوداني ديمتري البازار «محمد نيقولا كاتيفانيدس» الذي كان صاحب القدح المعلى في اكتشاف المواهب وتعهدها حتى استوت على سوقها.

ثم ازهرت فأينعت، فهو الذي قاد كبار المبدعين سرور؟وكرومة وبرهان وعبد الجليل الى مصر حيث سجلوا بالاسطوانات أصواتهم الرخيمة والى الآن نصغى لها..

وهو الذي اكتشف ابراهيم عبد الجليل وقاده الى مصر حتى حاولت أم كلثوم ضمه الى فرقتها.. يذكر أبو رامة بأن والد ديمتري هو نيكولا كاتيفانيدس من أب يوناني وأم نمساوية هي شقيقة رودلف سلاطين ولم يذكر اسمها.

اما ديمتري «محمد» فأمه دنقلاوية من قنتي وكل هذه لربما تكون حقائق موضوعية لا ريب فيها. الا انني ارتاب في نسب أم نيكولا، أشك في انها شقيقة سلاطين باشا مؤلف السيف والنار. يقول أبو رامة بأن ديمتري ولد في مطلع القرن العشرين.. يحدثنا التاريخ بأن سلاطين زار السودان كرحالة 1874م ـ
ثم قفل عائدا الى القاهرة في 1875م عندها كان غردون حاكما عاماً.. فقام بتعيينه مفتشا ماليا 1879م عندئذ عاد سلاطين في نفس هذا التاريخ ليتبوأ الموقع الجديد وعمره 22 عاما..

ثم عين مديراً لدارفور ومقره في دارا حيث اسر فيها بواسطة الامير محمد خالد زقل بعد قيام الثورة المهدية.. لقد ظل سلاطين في أسره 1883م وصار ملازماً للخليفة ليخدمه.. وهو يسعى للفكاك من الأسر.. ذكر في مذكراته بأنه قابل عشرات الأوروبيين في سعيه الحثيث للحرية، كما وصلته عدة رسائل من عائلته بالنمسا؟وكان يحفل بها بصورة هستيرية.. ويتنامى شوقه للوطن ولأمه ولاخواتها ولاخوانه.. لم تألو الحكومة النمساوية جهداً لتخليصه بجانب دور المخابرات المصرية والانجليزية ولكنها كلها ذهبت أدراج الرياح لم تنجح إلا المحاولة الأخيرة الذكية التي تسلل عن طريقها خلسة ليصل الى مصر بعد رحلة الأهوال والاساطير.. كان سلاطين حريصا على أن يدون كل شاردة وواردة أثناء أسره وذكر كل الأسماء التي كتب لها وكتبت له وساعدته وتعاطفت معه في محنته، كيف ينسى شقيقته وابنها نيكولا لم يذكر أي صهر أو نسيب له في السودان، متى دخلت أخته السودان؟ هل قبله؟أم بعده؟.

إذ كانت أخته وزوجها خارج السودان لماذا لم يذكرهما سلاطين ولماذا لم يراسلوه.. ولماذا لم يراسلهم وهو الوفي لأسرته وأسرته كانت أوفر ـ لقد دعا الخليفة أسرة سلاطين لتزوره إلا أن سلاطين توجس واستبعد الفكرة ظناً منه بأن الخليفة يمكن أن يغدر بأسرته التي يحبها، لم ترقه الفكرة لأنها تنطوي على مخاطر رغم صدق الخليفة في الدعوة.. ان العلاقة المزعومة التي تربط ديمتري المبدع الوطني الغيور وسلاطين باشا مشكوك فيها، على أبي رامة أن يحل هذا اللغز المربك المحير.

اعتقد أنه حتى إذا صحت هذه القرابة فانها لا تقلل أو تحط؟من قدر المثقف والفنان والشاعر ديمتري، فهو قمة سامقة شامخة ثابت ثبات الطود في وجدان الشعب السوداني، لما قدمه من جهود فنية رائعة رفدت الحركة الغنائية بكل ما هو أروع وأغلى وأجمل وأنبل، ألا رحم الله ديمتري البازار الذي نذر نفسه لقضية الفن فكان خالداً خلود الغناء الذي عشقه.( تعليق: 0)


تعليقي من عندي: قصة علاقة البازار بسلاطين باشا ليست مهمة للجدل لأن المهم هو الأعمال لا الأقوال.. هو فعلياً على علاقة بسلاطين باشا وحب وتقدير له في الواقع العملي إلى درجة الإنتماء له بوشائج القربى (وهنا الحقيقة من عدمها ليست ذات قيمة عملية كبيرة ومباشرة.. ممكن تكون قرابة بالحساب مثلاً ولا تهم سلاطين لكن محل إعجاب الحفيد وهذا هو تقديري للأمر في الحقيقة).

اعتقد أن من البازار وأمثاله نستطيع ان نبدأ قراية جديدة لما مضى حتى نضئ الحاضر (نوثق الماضي كي نفهم الحاضر لنخطط الستقبل) إحدى شعارات مشروع السودان200 .. وفي الختام لا يصح إلا الصحيح.. او هو زعمي.


Post: #172
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-03-2018, 11:25 PM
Parent: #171

تعليقي من عندي: قصة علاقة البازار بسلاطين باشا ليست مهمة للجدل لأن المهم هو الأعمال لا الأقوال.. هو فعلياً على علاقة بسلاطين باشا وحب وتقدير له في الواقع العملي إلى درجة الإنتماء له بوشائج القربى (وهنا الحقيقة من عدمها ليست ذات قيمة عملية كبيرة ومباشرة.. ممكن تكون قرابة بالحساب مثلاً ولا تهم سلاطين لكن محل إعجاب الحفيد وهذا هو تقديري للأمر في الحقيقة).

اعتقد أن من البازار وأمثاله نستطيع ان نبدأ قراية جديدة لما مضى حتى نضئ الحاضر (نوثق الماضي كي نفهم الحاضر لنخطط الستقبل) إحدى شعارات مشروع السودان200 .. وفي الختام لا يصح إلا الصحيح.. او هو زعمي.

Post: #173
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-06-2018, 04:34 PM
Parent: #172

نراجع ونقرأ المداخلات من جديد.
هاشم الحسن ماخد إجازة شوية وتبقى مساهماته تضىء المكان إلى عوده الميمون.

Post: #174
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-08-2018, 11:21 PM
Parent: #173

وهذا البوست يقرأ مع بوستي البازار والآيدولوجيات لأنهما مكملان له إضافة طبعا لبوست النماذج بالجوار لذا فانني احرص على رفعهم معا كلما أمكن.. (مجرد تذكرة جديدة )!

Post: #175
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: الصادق اسماعيل
Date: 10-09-2018, 06:12 PM
Parent: #174

هزيمة كرري تمت من الجيش الانجليزي المصري

الجيش السوداني الذي تمّ تجنيده وانسحب بعد الثورة المهدية
عاد وحارب الأنصار وهزمهم. (راجع بابكر بدري)

بابكر بدري أكتر واحد أدانا الوضع الاجتماعي لما بعد هزيمة كرري.

عودة للجيش السوداني الذي شارك الجيش المصري والانجليزي في استعادة السودان:
سكنوا أم درمان
اهتموا بالموسيقى (أدهم اسم مفتاحي)
في مصر علاقتهم شنو بالغنا والزجل وغيره؟

الأحياء الأمدرمانية والذين سكنوها بعد فرار وهزيمة الانصار (المنبتين قبلياً كما قالت كوريتا) حي الضباط الموردة.

التاريخ الاجتماعي لأمدرمان محتاج تشريح أكتر

Post: #176
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-09-2018, 07:35 PM
Parent: #175

أهلاااان بالصادق،
فعلا البوست محتاج لأصوات متعددة ولوجهات نظر أخرى ستفيد مباحثه ومناهج مقارباتها.
والله لي كم يوم عايز أرجع هنا اتم كلامي وما عارف كيف ولا من وين!
فشكرا على المدخل المرجعي دا
Quote: التاريخ الاجتماعي لأمدرمان محتاج تشريح أكتر
.
وشكرا تاني ياخي، فلقد ظللت أعيد وأكرر في مثل هذا منذ بدايات تداخلي في البوست..
نعم التاريخ الاجتماعي في علاقاته بالسياسة والثقافة وغيرها، كمدخل أصيل وليس عرضا أو كما يحتمه التلامس مع التاريخ السياسي الذي أقام محمد جمال عليه المبحث حصرا.
Quote: أما "الخلفيات الإجتماعية”، فلقد أهملها البحث اهمالا ذريعا، وتعامل معها على مستوى قشري وليس في المستوى الأعمق مما ظل يتراكم ويتلاطم على مدى التنامي الاجتماعي المطرد منذ سنار وحتى المهدية وبدايات تمدين المدن وحتى أم درمان وخصوصا في هذه الأخيرة بعد هزيمة كرري واعادة الاحتلال؛ وبالتالي فقد أهمل البحث أثر كل ذلك في اللغة والأخيلة وفي تطورات وتفاعلات الذاتية الوطنية وفي تطلعات الأخيرة الحضارية والثقافية كما كانت بوقتها، وتواصل الإهمال إلى الأسباب التي حتمت من استعانة الآداب والفنون السودانية بالماضي الأدبي وألجأئها إلى التقليد.. كل هذا ومثله مما ورد في مداخلات أخرى بأعلاه.
Quote: ألا تؤمن بمفاعلات الجدل في أي صورة للاجتماع البشري؟ ألا يفترض بأم درمان والخرطوم ومدني أو أي مدينة أخرى أن تنفعل بطبيعة مكونها البشري وبحالته النفسية والروحية والثقافية؟
Quote: عن أي خرطوم نتحدث هنا؟ التي أسسها الأتراك وغالب سكانها في وقت الحقيبة هم إما من الانجليز/اوربيين أو المصريين/الشوام أو سودانين منبتين قبليا سواء من جيش (الفتح) أو بالهجرة إليها بعيدا عن أريافهم أو حتى بتمدينهم الكبير مقارنة بالأرياف.
وأي أم درمان هذه التي تقول بها هنا؟ المدينة التي أسسها المهدي وحكمها تزمت الخليفة الديني لدرجة منع الغناء ولم يكن ليسمح بعرضة غير عرضة الدولة الرسمية! أم أدرمان التي استباحها كتشنر لحنوه على مدى لثلاثة أيام؟ أم أم درمان التي لم تنفرد بها قبيلة؟ أم أم درمان المتنازعة بين السودانيين من بقايا المهدية وبين السودانيين جنود الاحتلال؟
Quote: هناك إشكال كبير سواء في محض الصحة والوثوقية التاريخية لبعض الوقائع والأحداث، أو من جهة المقاربة والتحليل والارتباطات، أو لجهة غياب الفضاء الاجتماعي والثقافي، أو لغلبة نظرية المؤامرة السياسية.. وكثيرا ما شعرت وكأن المعطيات الأولية تساق قسرا نحو نتائج مجهزة سلفا، وبما ينم عن رغبوية تشكك في العلمية.

===
رجاء يا الصادق؛ مغروود في وجهة نظرك الهناك.. هو من آخر بوستاتك السياسية، بعد مسيرة الشيوعي لرئاسة الولاية، قرأت في أوله ثم ضاع مني، لو متذكرو، فبالله برني برابطه هنا..

Post: #178
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-12-2018, 00:55 AM
Parent: #170

محاولة للعودة إلى صلب الموضوع.. لكن كبف بي وين..

الكومبيا!!
تاني كومبيا ورقص وحقيبة؟
الكومبيا أو اي كانت، رقص مصاحب للتم تم وليس للحقيبة!

الانفصال الذي حدث بين نخب أم درمان وبقية سكان الريف، معروف..
للقس سبنسر ترمنقهام (الإسلام في السودان) تعليق متعالي ولكنه ساخر وطريف عن حال تلك النخب.

Quote: تعليق حول كلام الشابيين الهميمين الخواض وسناري (المقاطع التي جاء بها هاشم أعلاه) وناقل الكفر ليس بكافر "وجه مبتسم بمكر" :) أعنى لا اضعك مع الصحاب في ثلة واحدة لمجرد نقل كلامهم ما لم أعرف تعليقك.
ملاحظة إستباقية: المقاطع دي اعلق عليها من جديد كونها متعلقة بواحدة من شكوك هاشم عن ان نظام الانجليز والباشوات لا يستطيع ابتداع شيء بديع مثل الحقيبة.. في الحقيقة الحقيبة دي حاجة صغيرة جدا في البرنامج الثقافي الشامل إضافة للخطة الكاملة في صياغة جديدة مدنية لمخيال الدروايش. . واظنها لم تكلف شي كثير.. حاجة بسيطة وجانبية بالنسبة للبرنامج الشامل.

Quote: أسامة الخواض: {لكن مشكلة الحداثة الغربية أنها اقتصرت على عالمها الغربي، بينما راحت جيوشه تستعمر العالم.. ومن تلك اللحظة التراجيدية ارتبطت الحداثة الغربية بالقهر، وراحت المجتمعات المستعمّرة تبحث عن خلاصها الخاص من خلال الرجوع إلى الماضي} الشاعر والكاتب: أسامة الخواض في بوست عن المهدية بهذا المنبر.

ماجد السناري:{يوجد شيء في تاريخنا الحديث اسمه خيانة الإنجليز للحداثة التي لاحت مع قدومهم عندما بان {لهم}أنها لا تنتج إلا صفوة تتحدي الإستعمار الذي ومنها قرر مسار التاريخ السوداني الحديث في إتجاهه الطائفي} الكاتب والفيلسوف د. ماحد السناري في بوست بهذا المنبر.
=====
محم جمال: ممكن نقول أن الإستعمار عطل التطور الطبيعي المفترض للمجتمع عبر قفزات جلها قسرية.. نستطيع أن نقول ذلك .. وعندما رحل الإنجليز ماديا تدحرج المجتمع من جديد إلى لحظته التاريخية المتخلفة تكنلوجيا .. وما زال يتدحرج بسرعة أكبر كلما بعدنا من نقطة الإنجليز.. إذ الإنجليز حاولو عمل ما بوسعهم في توطيد المدنية الغربية الحديثة في السودان.

يا محمد الاستهلالين الذين أتيتك بهما من كلام أسامة وسناري، يفيدان لاعداد الحوار لاحتمالات النظر في:
أن الانجليز لو أرادو توجيه مستعمَريهم ثقافيا، فالأحرى أن يكون ذلك نحو الانجلفونية وثقافتها، وليس نحو الثقافة العربية. هذا من حيث أن الحقيبة تعبير ثقافي (عربي) لا ريب فيه..
ثم يفيدان عن كيفيات وآليات الخلاص الخاص من خلال الرجوع إلى الماضي.. والاستغادة لحضارية.. هذا ما أعيد وأكرر فيه هنا..
ثم يفيدان عن الفرق بين حقيقة الحداثة وبين مظاهر المدنية المادية التي خدمت مشروع الانجليز المادي أساسا
ولم تكن لخدمة أي مشروع حضاري إلا عرضا عارضا بغير قصد من المستعمر ولا رغبة..
ثم ما هو (توطيد المدنية الغربية) الذي يختزل في انشاء مدارس لتخريج الكتبة والفعلة من أنصاف المتعلمين
الذين يمكن أن يسخر من تحضرهم القس ترمنقهام؟
الأمر لم يتعدى مشاريع لانكشاير وعملانية إدارة المستعمرة على الرخيص،
لا أحد كان يكترث بالشعر العربي ولا بالزجل.
وكمرة أخرى، الحقيبة ليست مشروعا استعماريا!!
الحقيبة مشروع في المقاومة الحضارية..
وتعبير عن تجليها العروبي/الأبوابي بالذات..
الوضع السياسي مجرد كاتليست ولكن المفاعل النووي لكل شي
ففي تفاعلات المجتمع مع نفسه أو نفوسه المتعددة، ومع محيطه/محيطاته..

حتى التم التم (والكومبيا بالطبع:)) والذي نشأ قريبا جدا من معسكرات الجيش الانجليزي
فهو ليس اصطناع وافتعال بقدر ما هو التفاعل الاجتماعي.. وحتى الأغنية الحديثة.

وهذا المبحث، حتى يتكامل حيثية ومنطقا، فلا مهرب أمامه من التحليل الاجتماعي..
==
وسأعود، إلى المقتبس الكبير بأعلاه. إّذ فيه السر، كل السر! هههههها!!



Post: #179
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-12-2018, 01:24 AM
Parent: #178

لا علاقة في اعتقادي للحقيبة بارث أم درمان الثقافي اوان الحقيبة.. كانت قبل قليل مجرد حامية عسكرية ولا تأثير لحفنة جنود اميين راجعين بعد الفتح الإنجليزي!.. دي نجيها لقدام.. هسا أجيب مداخلة قد تكون مفيدة للحوار هنا من بوست البازار:

لا توجد خطة للتوجيه الانجلفوني بل توجد في الاساس محاولة للمعالجة!

Quote: أما الاستهلالات التي أتيتك بها من كلام أسامة وسناري، فقد تفيد لاعداد الحوار لاحتمالات النظر في: أن الانجليز لو أرادو توجيه مستعمَريهم ثقافيا، فالأحرى أن يكون ذلك نحو الانجلفونية وثقافتها، وليس نحو الثقافة العربية. هذا من حيث أن الحقيبة تعبير ثقافي (عربي) لا ريب فيه..يا مسهل. وإلى حين عودة يا عزيزي.. فبكل صدق يا محمد.. أشكرك..بوستاتك ساعدتني على نحو شخصي جدا في تخفيف كثير من توترات، وتأثيراتها السلبية، في الحياة الواقعية.. أنا محتاج لبعض الانقطاع،ربما قريبا، ولكن ليس قبل أن أكمل مفاكراتي معك تفاكيرك..


الهدف هو الإستقرار السياسي والسيطرة العسكرية بهدف الاقتصادية باستخدام كل الوسائل الممكنة ومنها الثقافي.. هدف واضح ومحدد ومحدود.. ما في زول بعمل حاجة تكلفه أكثر مما تفيده.. هذا ما أراه ولرؤى سنارى والخواض الإحترام. ولك أن تأخد "بريك" أو كما قلت .. ودايما نراجع مداخلاتك المتعوب فيها فهي تضيء الجوانب المعتمة وتطرح أسئلة جديدة.. شكرا لجهدك دوما مغلغل ومفيد.





Post: #180
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-13-2018, 00:27 AM
Parent: #179

و نواصل

Post: #181
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-13-2018, 03:31 AM
Parent: #180

ونواصل..
والله الرغبة موجودة بس الوكت ممحوق
ثم أن الطريق متروسة بالمطبات العنيفة.. زي دي:
{لا علاقة في اعتقادي للحقيبة بإرث أم درمان الثقافي اوان الحقيبة..}

فكرت أقول ليك:
مخيّر في اعتقاداتك، ههههه!
ثم فكرت أنك يمكن أن تستبين النصح بضحى الغد وبعد منعرج اللوى، نبقا في تووو لييت ويا ليت هههها.

ولكن، جادا أقول: لو أن البحث اهتم باجتماع المدينة الناشئة من حطام ما بعد كرري واسمها امدرمان..
بــ (سكانها وتركيبتهم وجذورهم وعلاقتهم بالمهدية وبالفكرة الوطنية الناشئة) كما قاربتها في كثير من المداخلات أعلاه.
أو اكترث لعلاقتهم بالسيرورة الأدبية السودانية قبلها والمستغرقة في التقليد.
ثم لو سبر دواعي ذلك التقليد وعلاقته اللغوية والحضارية بالعهدين التركي والسناري،
فلربما اتضحت علاقة الحقيبة بإرث أم درمان الاجتماعي الثقافي وتبين أثر هذا الإرث على التفاعل الثقافي فيما بعد كرري.
هذا الإرث الذي هو في الحقيقة إرث أهل (الأبواب) السنارية في تفاعله لغويا وأدبيا مع الحقبة التركية..
الأمر شديدي التركيب والتعقيد وليس كما تقول عن أم درمان (العشرينات): كانت مجرد حامية لحفنة جنود أميين..

وزي دي:
{كانت قبل قليل مجرد حامية عسكرية ولا تأثير لحفنة جنود اميين راجعين بعد الفتح الإنجليزي!}

أي جنود؟
من ذا الذي قال أن (حفنة الجنود أميين) هم من اجترح الحقيبة؟
هل تشير إلى مداخلة الصادق اسمعيل؟
حسن.. أنا أيضا لا أتفق مع الصادق في ربطه بين هؤلاء الجنود وبين الحقيبة
ولكنه بلا شك محق في علاقتهم بالموسيقى، بداية بالتم تم وفي التطور الموسيقي اللاحق..
ولكن أيضا،
متعلقا بالحقيبة، ففي قولك هذا الغاء تام لأي مجتمع أمدرماني غير هؤلاء الجنود السودانيين/الاستعماريين!
أما في المهدية، بعد الأرانب والقنافذ والدرمان والدرام، ههههه، فأم درمان لم تك مجرد ثكنة عسكرية..
بل في عهد الخليفة فقد أصبحت أكبر مجتمع سوداني متعدد الأعراق والقبائل.. ثم كبرت بعد كرري..
خرج منها أهل الغرب ولكنها لا تزال متعددة قبليا وإن من جهة ثقافية واحدة،
بالاضافة لهؤلاء الجنود السودانيين/الاستعماريين..
وقد سبق وقلنا أن الحقيبة في بعض تجليها هي ردة فعل على وجود هؤلاء الجنود بالذات وعلى ما يمثلونه..
الحقيبة كردة فعل ثقافية وحضارية.. أقرب ما تكون لسليمان كشة من على عبداللطيف..
ولهذا، وبعكس ما تقول/يقول البحث، فهي؛
تعبير عن بقايا المهدويين النيليين (أولاد البحر) فيها وحولها،
كما هي تعبير عمن كانوا من أعداء المهدية وجاوروا أو سكنوا (البقعة)..
لأنهم الكل الآن (بوقتها)، فجميعا أمسوا يواجهون نفس التحدي الحضاري الثقافي المشترك.
وكله من باب ما اسلفته: أن الحقيبة تعبير ثقافي (عربي) لا ريب فيه.. عبر التقليد.
===
===

لا داعي للتكرار بخصوص الاستهلالين، استصحبتهما لضرورة، وقد تجاوز حوارنا الآن ضرورتهما..
ولا لتكرار ما سردنا من اختلاف حول (اصطناع) الحقيبة كوسيلة ممكنة للسيطرة الثقافية
وخدمة للسيطرة الاقتصادية الاستعمارية..
هل خدمت التهدئة المطلوبة.. منذ البداية قلت أنه: ممكن..
ولكنه امكان الصجفة، من باب الضرورة الاجتماعية تحتمت، فصادفت رغبة استعمارية.
هل أصطنعت الحقيبة على عين المستعمر.. غير ممكن..
هي أعقد من ذلك، وعجينتها الأدبية/النفسية/الحضارية/الاجتماعية
أشد تطلبا للخمائر مما كان بوسع المستعمر (جيمس كري أو عمر طوسون!!) أن يوفرها..
!!
====
محمد ياخي ما تخليني أتم بعض كلام على أساس كلامك وبدون مطبات جديدة كبيرة.
في مقتبس منك قدر الليلة وبكرة، منتظرني للتحليل، ولفرز التحريم من التحليل..

Post: #182
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-13-2018, 04:47 AM
Parent: #181

ونواصل.. لكن قبلها..
عازمكم يا محمد والمتابعين
إلى حضرة هذا العبقري الفذ
(الطفل الكبير ــ على حد قوله)
وقد صدق في الربط بين الطفولة والابداع!
الفنان العلّامة والرجل الفهّامة
أستاذنا السر قدور
إنه متـــــعة شاملة !!
ولكن تابع بين الدقيقة ٣٠ و٤٠ عن علاقة الغناء (الحقيبة) والمديح.

والتعديل لإضافة هذا الفيديو الثاني.. الجزء الأول ..
برضو فيه حقائب من الحقيبة.. موزعة على طول الشريط.
وعن بنية قصائدها وكيف تطوت فنيا..

Post: #183
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-13-2018, 09:32 AM
Parent: #182

محاولة للعودة لما لم ينتهي بعد.. أي..
في هذا الرابط Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
كنت قد كتبت:
{وفضلا، قبل قراءة التالي، أرجو تنبيه القراء إلى بعض ما قد يعرفونه أو لا يعرفونه أصلا عن الباحث محمد جمال الدين؛

إن باحثنا الهمام سوى جراته الفكرية، فهو أيضا كاتب روائي ذو تجربة وخبرة في البناء الدرامي يعرف كيف سيطوع بها اللغة لإحداث الآثار النفسية والعقلية التي يرجوها ولتوليد الإثارة وتحفيز التوقع.. فليس صدفة إذن ـ ولا أعني تآمرا بل عمدا مع سبق الإصرار والترصد ومن وعن طبيعة تجربته الكتابية ـ إنه وكثيرا ما يكرر هنا، أن عنايته الكبرى ليست بصحة اللغة وجمال الكتابة، بل بالحقائق وبالمفهوم! هذا مع أن لغته صحيحة تماما وأسلوبه جميل جدا. تكرار هذا الكلام والمعنى الموحي بالعلمية وأن الأمر ليس مجرد تهويمات أدبية، هو مما سيعد ويهيء القارئ لتقبل أو ازدراد المفاهيم المفخخة بالدراما والأحابيل اللغوية، وبتكرار الأحداث الظرفية والمعاني والأمثلة (الوسائل الإيضاحية) وبوسائل كتابية أخرى تصب كلها فيما أطلقت عليه مسمى (استراتيجة بث الشبهات وتوليد الغموض)..

مثال على (استراتيجة بث الشبهات وتوليد الغموض): يكتب بلغة شديدة التلغيم الدرامي عن؛
{أسرار الحقيبة/ كلمة سر الحقيبة/ كلمة سر اللحن/ اصحاب كلمة السر/ لقبه الرسمي/الإسم الحركي/ احالة ودالفكي للصالح العام/ مهام مستعجلة/ اجتماعات ساخنة} وغيرها من التعبيرات كما التي قد تجدها في (الروايات البوليسية) وليست من اللغة المعتادة في الأبحاث العلمية (التاريخية والأدبية هنا) الجادة..
نفس هذه التعبيرات وشبيهاتها ستتكرر في كل مرة لتوليد وتأكيد وترسيخ الأثر المطلوب على القارئ فيحكم مع حكم الكاتب، مثلا؛ بحتمية مؤدى خلاصات الباحث عن اصطناع الحقيبة (أو كما يرغب البحث: الزجلية المصطنعة المطابقة للزجل الأندلسي) برعاية وعلى عين المستعمر الزرقاء..
مثال أخر: لاحظ لكم مرة سيرد الاسم (ديمتري البازار*) في هذه المقتبسات التالية، ودائما، فمسبوقا أو متبوعا بإيحاءات وتصريحات عن علاقاته وعلاقة (عمالته) بتطور فن الحقيبة وإن هذا إلا وهم واضفاء عليه من أهمية لم يدعيها إلا عبر تجارته وبصفة وكيل فنانين وتسجيلات..

المهم؛ أقول ما سأقوله الآن، لأنني مع تعدد بوستات محمد جمال عن الموضوع، وكثرة تكراراته، فقد لاحظت لأكثر من انزياح لغوي وتعبيري فأملت أن تتم بذلك بعض مراجعات اراها ضرورية لاستقامة هذا المبحث على جادة العلم ولعيجا عن التعصب للإفتراضات أو الهوى.. ولكن بالتمعن في الفروقات المعنوية بين البوستات والمقولات، فإنني لم ألحظ نفس القدر من الانزياحات المفهومية والمعنوية أو بعيدا عن المعاني والمقاصد الابتدائية.. ولهذا فما سأقتبسه وأحاوره تاليا هو بعض من آخر الخلاصات التي أوردها محمد جمال الدين لنفس الموضوعات قيد النظر البحثي في عدة بوستات..

كتب محمد جمال الدين كلاما كثيرا وخطيرا عن علاقة الحقيبة مع المحيط السياسي، كرره بصياغات عديدة في هذا البوست ولأكثر من بوست، وجميعها ستؤدي لنفس تلك الاستنتاجات. خطورة هذا الكلام ليست بسبب من الحقائق والأحداث والحوادث التاريخية نفسها، رغم أن شواهده لا تخلو من أخطاء، لكن الخطورة تكمن في إهمال التفاصيل السياقية أو الإحداثيات التاريخية الاجتماعية الثقافية. وكذا فالخطورة أيضا تأتي من منهج مقاربتها وتحليلها وتفسيرها الذي لا يتسم بالحيادية في كل الأحوال. بل كثيرا ما ينحو في بحث فرعي ما، إلى إستخدام فرضيات لم تثبت من بحث آخر، حتى إنه سيمكنك القول أن هناك نزعة توحيدية شمولية تسيطر على الباحث وتفرض نفسها على نتائج بحوثه الفرعية لتصب في بحر النتيجة والخلاصات كلية الطابع التي يرغب في اثباتها.. مشروع السودان ٢٠٠ يتحكم في كل شيء ولا يدع ثمة مسافات كافية للمراجعة وللتراجع وليس كما يزعم محمد جمال أن الأفكار هنا هي رهن الحوار والمراجعة ويكرر ذلك كثيرا ولكنني أعتقده مجرد أو بعض ألاعيب الدراما الإيحائية التي أشرنا إليه ضمن الإشارة لمقدرات الباحث الروائية..

وهذا المقتبس الطويل، المنجم لاحقا لأغراض الحوار، بحسب المحاور، والمحرر بواسطتي نوعا ما لكن دونما إخلال بالأصل، وكان قد ورد مؤخرا في بوست (الآيدلوجيات في تاريخ السودان) وهو النسخة الأخيرة والأكثر ترابطا والأقل تعسفا وحدّة من غيرها، ولكنها بعد، لا تتخلى عن المقولات الأساسية للباحث سواء الصريح منها أو تلميحا، وأيضا، مهم جدا، أنه يوفر مثالا جيدا لتقنيات التوجيه والإقناع التي بطوع بنان الباحث . لهذا كله فهي النسخة التي سأناقشها تاليا بسبيل دحض بعض ما بها من أشباه الحقائق والمغالطات والأوهام قبل أن تصبح (أوهاما خالدة) بحسب تعبير محمد جمال الرائع:
ويليه كامل المقتبس الطويل:}

والمقتبس (من كلام محمد جمال) المعني، يوجد كاملا في هذا الرابط:
Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
====
ولتفكيك ما في المقتبس المعني، فتاليا.. والصبر..

Post: #184
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-13-2018, 10:00 AM
Parent: #183

[١]
من المقتبس..
كتب محمد جمال:
Quote: وإن تم الصلح السياسي [أي بين الاستعمار ومكونات المجتمع السياسية، شرح مني الناقل] [فإنه] لم يتم صلح ولا تصالح مع الإرث العشائري/القبلي المشوب بالفخر بالذات والفروسية وإثارة حمية الحرب لدى الفرسان السودانيين (الأشعار والأغاني: الحماسة والدوبيت وغيرهما الكثير). إن أغاني الدوبيت والحماسة والمناحة والدلوكة والمديح تعتبر أشعار مقاومة في نظر الإنجليز وهي من أهم الإنماط الشعرية الغنائية في العهود السابقة بداية بالعهد السناري وربما قبله بأمد غير معلوم. لا بد أنها أنماط شعرية وغنائية وظيفية تحمل جينات التمرد (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا وفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) [هل ينتمي هذا المثال إلى العهود السابقة للانجليز بالفعل؟ أليست للشاعر الجاغريو في زمن الانجليز أو بعدهم؟] انت إذن تشجع االتمرد على السلطة الشرعية "حسب تصورها لذاتها" تلك الإشعار/الغناء يتضمن التحريض على أعمال إرهابية بلغة ذلك الزمان!. (أب كريق في اللجج .. سدر حبس الفجج .. خال فاطنة) أدب ضد الأتراك. دا برضو كلام خطير. وهناك آلاف الأشعار والأغاني من تلك الانماط كما المدائح أصبحت محرمة بعد الغزو الأنجليزي/التركي في العام 1900 وحتى خروج الإستعمار من السودان. فنرى الآن أغاني المقاومة تلك تحولت إلى صدى لفخر قديم قادم من البعيد المجهول. مثل هذا الشعر سيزعج أي دخيل يسمعه طبعا، أليس كذلك!. إنها على اقل تقدير أنماط أدبية/فنية غير محبذة مثلها والأشعار التي تمجد رجالات الصوفية "الدراويش" بلغة الإنجليز، الذين أستطاعو هزيمة القائد الإنجليزي الفذ وقطع رأسه "في وضح النهار" وهو طبعا الجنرال الإنجليزي العظيم غردون باشا الذي تأسست للتو في العام 1902 كلية تذكارية بإسمه في قلب الخرطوم، تخرج منها في العام 1918 خليل فرح والعمرابي [العمرابي المقصود لا بد أنه المهندس أحمد عبد الرحيم العمري ١٩٠٢-١٩٤١، توضيح مني الناقل] ومصطفى بطران و(دميتري البازار*١) وهم من أعظم مؤسسي شعر الحقيبة..


تعليقي:
[فرق منهجي وتاريخي ومعنوي كبير بين قولك "رجالات الصوفية" مثل محمد شريف نور الدائم السماني ومحمد عثمان الحسن الميرغني والدواليب وكلهم معارض للمهدية، وبين قولك "الدراويش" كما في مصطلح الباشوات والانجليز عن أنصار المهدية. ثم هل من دليل أن عموم مدائح الصوفية التي تمجد شيوخها قد اصبحت غير محبذه أو منعت؟ من شعراء المهدية المشاهير هناك أحمد ود سعد وقد اعتزل خارج أم درمان ومحمد عمر البنا الذي أصبح قاضيا شرعيا للعهدالجديد! ثم كيف يمكن أن يعتبر الانجليز أن دوبيت الحردلو (يابا النقز والانجليز ألفونا) أو شعرا كدوبيت ابراهيم ود الفراش عن (الدون حبابا) مثلا، سيزعجهم أو قد يشكل خطرا عليهم كشعر مقاومة؟ هذا تعميم مخل تترهل به الأفكار..

ثم لا يجب اغفال حقيقة في غاية الأهمية، أن شعر وغناء الحماسة وطقس المناحة (لا داعي لذكر "المؤثرات الصوتية" كالدلوكة، فكله دلوكة) فليس كله مهدويا، بل أن غالبه شعر قبلي محض. كما أنه ليس شرطا في الحيز الجغرافي الذي نبعت فيه الحقيبة أن يكون دوبيتها متعاطفا مع المهدية أو معنيا بالتمرد هكذا باكرا بعد زوالها. ثم أن السياسة القبلية للإنجليز لم تكن أبدا في صدام جذري مع القيم القبلية بل رأينا كيف استعادوا ودعموا مؤسسات القبلية والإدارات الأهلية وثم استخدمتهم السلطات في إدارة الشئون السودانية كلها..

ليس هذا فقط؛ هذه الاستطرادات العاطفية في الفقرة (مثل قطع رأس الجنرال العظيم غردون في وضح النهار) وتكرار المعاني في ذات الفقرة.. فهي من المتعمد ولترسيخ هذه الفكرة المعممة عن المؤثرات والتفضيلات الاستعمارية، ومن ثم ضعها في مقارنة مباشرة مع الحقيبة من باب ذكر شعرائها ومسوّق اسطواناتها "ديمتري" من خريجي كلية غردون بالذات، وهذا، بالمقابلة، فلتأكيد فكرة البحث في
(الاصطناع الاستعماري) ويوفر مثاا جيدا عما يمكنك وصفه بتقنيات التوجيه "المعنوي" وتكتيكات الإقناع التي بطوع بنان الباحث.]

في الرابط أدناه يوجد تعليق عن مناسبة أشعار وغناء الحماسة لأم درمان ذاك الوقت،
وهل كانت ستصلح لمدينة متعددة القبائل ومختلفة التطلعات وتبحث عن ذات حديثة وعن سلامها مع نفسها..
توجد فيديوهات دلوكة حارة وشتم وعرضة وصقرية:)..
Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
==
لو نسيت استخدام كود الاقتباس، فالذي بين معقوفتين/مربعتين [هكذا] فهو كلامي. أيضا سأحاول تلوين الخط بالبني كلما تذكرت.

Post: #185
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-13-2018, 10:14 AM
Parent: #184

[٢]

وكتب محمد جمال الدين:
Quote: [هذا] العامل السياسي عضدته عوامل أخرى لا تقل حسما وهي الرؤى المدنية الحديثة الوافدة مع الفتح "الإحتلال" والمفاهيم اللبرالية ومفاهيم الوطنية المضادة للقبلية والعشائرية (يقودها الأفندية) ثم السوق الحديث الذي يتطلب فن حديث يستطيع أن يرضي الأذواق الجديدة. ويرضى في نفس الوقت الإنجليز والمصريين "الأتراك/البشوات" حكام السودان آنذاك. وعند ذلك يزدهر الفن كما يمكن أن يكون مهنة "نشاط إقتصادي" مثل كل المهن يعتاش منها مشتغليها كلما أمكن بيع الفن كترفيه في السوق مثله وأي بضاعة. وهو بالضبط ما حدث، ففي العام 1930 قامت أول حفلة تجارية في سينما كلوزيوم، نظمها (ابو الفن دميتري البازار*٢) (هو نفسه قال بذلك في تسجيل إذاعي، وذكر أن لقبه "ابو الفن" يعني الفن السوداني الحديث). وقبل العام 1930 كانت أسطوانات الغناء الجديد تباع في السوق بواسطة دميتري البازار وآخرين.


[أما في هذه الفقرة، فسنلاحظ أول ما نلاحظ، مراجعة البحث لما كان قبلا قد أهمله إهمالا تاما، أعني هذه المراجعة للتفاعلات الاجتماعية مع إنها لم تمضي بعيدا أو تغوص عميقا كما يجب ويكفي، ولكن مجرد حدوثها فهو حسنة محمودة.. ومن هذه المراجعة أنه قد تمت الإشارة للتحولات المدينية (الرؤى المدنية الحديثة)، بما ستحيلنا إلى ما يؤطرها ويتعلق بها من التبدلات الحتمية في المفاهيم الاجتماعية والثقافية (المفاهيم اللبرالية/المتحررة عن تزمت المهدية دينيا وعن تعنت القبلية عرفيا)، ومن نمو الأحاسيس الوطنية فوق العشائرية (مفاهيم الوطنية)، وما سيتبع ذلك من التغيير في الأذواق وكذا في التعبير الفني عنها والذي سيحتاج إلى (نشوء سوق فني حديث).. ولكن، الحلو ما يكملشي، فبذكر السوق، وبدلا من الاستفادة من هذه المراجعة والمضي بها قدما لتحليل أثر هذه العوامل في نشوء وتطور فن الحقيبة، فإن الباحث لا يكاد يصبر حتى يعاجل، في ذات الفقرة، إلى اصطياد غرضه في إلحاق الحقيبة بالاصطناع الاستعماري، مستخدما لذلك (هذه المرة استخداما كثيفا) سنارته الأثيرة التي هي (ديمتري البازار) بكل ما يبذره حوله من شكوك وطنية ثم يورد اسمه لثمان مرات أو أكثر في هذه المقتبسات التي هي في الأصل نصا متصلا!

كنت قد قلت من قبل: إنه لا غرابة أو غضاضة لو أن الاستعمار قد سكت عن أو رعى ودعم وتبنى فن الحقيبة الجديد، أو أسهم في نشرها وترويجها بالحفلات والإذاعة والتكريم بالأوسمة إلخ إلخ من أشغال الحكومات وتكتيكاتها. على الأقل من باب التأكيد على إسهامهم ــ كجزء من "عبء المستعمر والرجل الأبيض" ــ في ترقية غناء وفنون الشعوب المستعمرة كما قد ترى هذه الطبقة الوسطى المدينية الناشئة إلى معنى الرقي، وهي التي كانت ـ أصلا وذاتيا ـ تحاول التشبه والتشابي إلى ما بالجوار الحضاري من المثال الفني وفي الوطنية..
وقلت أنه لن تكون ثمة غرابة أو غضاضة أيضا، لو أن الاستعمار قد سكت عن أو حتى دعم وتبنى فن الحقيبة الجديد من باب القيام بأدنى مهام حكومة الأمر الواقع في إدعاء ترقية الفن السوداني (والحقيبة ارتقاء لا شك فيه)، أو كتعبير عن المسؤولية الثقافية الحكومية كما تقوم بها إدارات ووزارات الثقافة.. أو من باب أن غالب شعر الحقيبة، بدفع ذاتي غير مفتعل، انما كان يتعلق بالوجدان العاطفي والحضاري لأهل المدن الناشئة وليس بالمقاومة ضربة لازب (وهو مما استفضنا في شرحه بأعلاه وشرح علاقته بكرري والمهدية والمدينية الأمدرمانية).

فلو إنها خدمته بذلك النزوع الطبيعي فيها وخدمت رغبته في التسكين وفي تهدئة الغضب الشعبي/المهدوي، فتلك لن تعدو قدرها كمصادفة من مصادفات التاريخ، بدليل أن بعض مكونات الحقيبة نفسها ومنذ البداية، فسرعان ما تجاوزت أول عاطفيتها إلى ما انتظمت في فن المقاومة.. أما علاقات السوق والعمل والحفلات العامة فهي بطبيعتها ستحتم التعامل مع الحكومة والحصول على أذوناتها كما استخدام اذاعتها التي توفرت بفضل الحرب التي كان يحارب فيها سودانيون أيضا.. وهي نفس العلاقات التي عبرها تلقت تلك الأجيال تعليمها وحصلت على وظائفها ثم لم يمنعهم ذلك من الانخراط في المقاومة الوطنية عبر أي تجلياتها التي تبلورت آنذاك.. اليس هذا هو حال المعارضين للإنقاذ سياسيا ويعيشون ويعملون الآن تحت ظلالها، بل هم ثمة يحاولون ويبشرون وينشرون أدبهم المعارض عبر الوسائل الإعلامية التي تتحكم فيها؟؟

Post: #186
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-13-2018, 10:53 AM
Parent: #185

[٣]
وكتب محمد جمال الدين:
Quote: وفي محاولة البحث عن نمط شعري جديد وفق الضرورات الملحة الف إبراهيم العبادي كتاباً أسماه "أستاذ الأغاني" في الثلاثنيات وطبعه في مصر وجاء به إلى السودان. ويبدو أن كل شعراء ومثقفي ومغني تلك الحقبة الزمنية كانو مهمومين هماً كبيراً بإيجاد نمط شعري جديد يواكب اللحظة التاريخية الجديدة وبشكل عاجل كما هو واضح من الإجتماعات الساخنة التي تمت في منازل كل من خليل فرح والعبادي والعمرابي ومصطفى بطران و(دميتري البازار*٣) وسرور واخرين (المرجع: كلام: (دميتري*٤) وسرور والعبادي والسر قدور وآخرين/تسجيل اذاعي).


[المقتبس أعلاه يقول: أن ثمة ضرورات ملحة قد استجدت، وأن مثقفي وفناني تلك الحقبة كانوا مهمومين بإيجاد نمط شعري جديد.. ستسمع القول، وعندها فستأمل أن ذلك سيكون مدخلا لتحليل الضرورات الإجتماعية والثقافية التي فرضت ذلك الهم.. ولكن الباحث، ولمرة أخرى، سليجأ إلى اللغة الدرامية {يواكب، بشكل عاجل، اجتماعات ساخنة تمت في منازل بعينها منها منزل (العميل) دميتري البازار ومعه (عصابة) الأربعة الكبار}!! وعندها، الآن، فستشك: ما هي هذه (اللحظة التاريخية الجديدة وما متطلباتها الثقافية العاجلة التي ستنجزها لحسابها هذه العصابة التي من ضمنها عميل للمخابرات الاستعمارية وأخر طبع كتابا في مصر وربما بعض أهله متورطين في تهريب سلاطين؟)!! هل شككت بما يكفي؟ إذن اللحظة المعنية هي لحظة الاستعمار ومتطلباته.. إذن وقعت في الخية الدرامية!! ستنسى أن تنظر في اسم قبيلة (العبادي) وفي طبيعة عمل أبيه كتاجر مواشي وفي علاقة ذلك بدراو وأسيوط وأمبابة وبتصدير الإبل وبقية أهله العبابدة هناك، مما سيشرح طبيعة معرفته بمصر وبمطابعها وبموالها كمثل (نعناع الجنينة) وبزجلها وفنون غنائها، وستغفل عن إنه قد يكون من أسرة حسن سعد العبادي بالذات الذي هو مهدوي كبير طبعت رسالته في مطابع المهدية..
وكذلك فلابد أنك ستنسى أن تتحقق مع الباحث من صحة أماكن هذه الاجتماعات التي أوردها، ومن حقيقة طبيعتها العملية؛ (حتى ديمتري البازار، متحدثا عن علاقته بثلاثي كلية غردون الحقيبي، لم يقل أنهم كانوا يجتمعون اجتماعات (عمل)، بل قال إنه على عهد الطلب ذاك فبصفته إقليميا قد كان يخرج من داخلية الكلية بأيام الخميس والجمع مرة مع العمري إلى أم درمان ومرة مع بطران إلى بحري ومرة مع خليل إلى الخرطوم (أشك في صحبته للخليل ولو إنني أتساءل؛ هل يني الذي كان جرسونا في مطعم أمين السوري حيث اعتاد خليل اللقاء بأصدقائه، هو يني أخ ديمتري أم هو يني البضربو بيهو المثل: عن سكرة يني النايم وبغني؟)، وقال إنهم في هذه أيام الخميس، التي هي أيام الصفقة والرقيص، كانوا يتحرون أماكن اللعبات أي الأعراس ويستمعون للطنابرة ولود الفكي هؤلاء ذاتهم الذين يتنكر هذا البحث لأثرهم في تطور الحقيبة!!).. أي اجتماعات عمل هذه التي نتحدث عنها هنا لشباب غض أقرب للغرارة منه إلى النضج السياسي في ماقبل سنة ١٩١٨.. وعقلا، فإن الجامع المنطقي بينهم لحينها ما كان ولن يكون ليتعدى صدفة الزمالة في الكلية ومحبتهم للغناء والشعر ومغريات الشباب، تلك مسوغات أكثر من كافية لتنعقد بينهم الصداقات الأبدية (الثلاثة من أربعة الكلية هؤلا، عدا دميتري، قد توفوا قبل سن الأربعين)!!..
قلنا ما سبق، ولكن من الذي سيقنع البحث والباحث الذي سيستمر في سرد أجندته هو لتلك الاجتماعات الغير منطقية، فيقول:

Quote: كانت تلك الإجتماعات مخصصة لمناقشة خلق/صناعة/إيجاد نمط شعري وغنائي جديد في السودان وفق مواصفات جديدة مختلفة عن الأشعار والأغاني السائدة التي تمجد الفرسان أحياءً وأموات "الحماسة والمناحة والدوبيت" أشعار العزة والتمرد والاستقلال المطلق والفخر بالذات الحرة في الإطلاق. كما المديح الذي يمجد شيوخ الطرق الصوفية بالإضافة إلى وظائفه الأخرى في التقوى ومدح الرسول "راجع أعلاه.. المديح أيضا خطر على العهد الجديد من تجارب الماضي! .. لا بد من صناعة فن جديد لأن الحياة لا تصح بلا فن!.


[إنني أيضا أجزم أن ثمة اجتماعات وحلقات درس قد انعقدت لأجل الدراسة والتعليم والتجريب وتطوير ومجاراة أشعار الحقيبة. علي المك أيضا يقول: {’’أن مجالس الشعراء كانت من وسائل انتشار الشعر بل تجويده، فهي حلقات للمناقشة والنقد وابداء الرأي بل يمكن أن نسميها ندوات فكرية سياسية.‘‘} وضرب مثلا بمطعم الشيخ أمين السوري حيث يعمل ينِّي جرسونا وحيث يمكنك توقع أن من رواده أشخاص كفؤاد الخطيب. ودار فوز ودار مدام دي باري وفي الكلية كما قصة اختبارهم لشعرية خليل وفي دكاكين سوق أم درمان وفي بيوتهم وكل ذلك.. إنها مدرسة شعرية تبحث عن المعالم الفنية والمحددات التعبيرية وعن بيانها الأول (أستاذ الأعاني للعبادي) كما تفعل كل المدارس الأدبية.. ولكن ومن كل بد فليست كهذه الاجتماعات المشار إليها في المقتبسات عن م. جمال بأعلاه ومن هذا البحث التي تبحث عن تجاوز شعر حكاسة وفروسيات قبلية قد تجاوزة واقع المدن الثلاث على مقرن النيلين.

كما وأجزم قطعا، إن هذه الاجتماعات لم تك تنعقد لأجل خاطر الإنجليز ولنوال رضاهم الثقافي مثلا، بانتاج أشعار مختلفة لا تشكل خطرا عليهم، ووفقا لمواصفاتهم القياسية.. وبأن القصد منها لم يكن سوى تطوير الشعرية والموسقة إلى ما يناسب الواقع الاجتماعي المديني والثقافي الجديد التي سارعت المرحلة بعجلة نموه ،وبالتالي بالتغيير الذي حدث في مطلوباته الفنية.. هنا أم درمان ليست مجرد شعار أو اسم لاحق للإذاعة، بل اعلان عن اكتمال نشوء واقع اجتماعي مديني مختلف الأعراق والأصول والمعارف واللهجة والتطلعات لن تصلح معه ولا له أغاني الحماسة ودوبيت الأعراب بلغتهما وانفعالاتهما القبلية، ولن يكتفي بمحض المدائح النبوية من بعد طويل تزمت المهدوية وقسوتها.. وليس لديه رغبة في المناحات البطولية بينما الهياكل العظمية لآلاف الشهداء لا تزال في العراء..
هنا أم درمان الآن، وليست هناك "كتفية"..
قارن هذا لو أردت بحيثما كان يوجد عبدالرحمن المهدي بجزيرة الفيل قرب ود مدني
ولم نسمع أنه قد التحق بكتفية ود حبوبة.. ثم اختط لأمره ما اختط..]

====
بعض شهادات شيخ شعراء الحقيبة ابراهيم بابكر االعبادي متوفرة بالأعلى في هذا البوست.
تفيد بتأثرهم بمن وما سبقهم، وعن دوافعهم الأدبية والفنية لاجتراح شعر وغناء جديد.
====
دميتري البازار، شخصيته وزمانه، مدخل مغري نحو بحوث تاريخية واجتماعية وسيكلوجية وأدبية..
لمزيد عن رأي ونظر في دراما دميتري البازار، يمكن تحري ذلك في اليوست عن ديمتري، وهذه روابط لمداخلات تخصني هناك متعلقة بالهنا..
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �

Post: #187
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-13-2018, 11:33 AM
Parent: #186

[٤]
ولا نزال في مسلسل تحليل مقولات المقتبس الجمالي الكبير (هنا الحلقة الرابعة).

كتب محمد جمال الدين، في ضمن المقتبس الكبير عنه:
Quote: طبعا، انت إذن تشجع االتمرد على السلطة الشرعية "حسب تصورها لذاتها" تلك الإشعار/الغناء يتضمن التحريض على أعمال إرهابية بلغة ذلك الزمان!. (أب كريق في اللجج .. سدر حبس الفجج .. خال فاطنة) أدب ضد الأتراك. دا برضو كلام خطير.
وهناك آلاف الأشعار والأغاني من تلك الانماط كما المدائح أصبحت محرمة بعد الغزو الأنجليزي/التركي في العام 1900 وحتى خروج الإستعمار من السودان، فنرى الآن أغاني المقاومة تلك تحولت إلى صدى لفخر قديم قادم من البعيد المجهول يتغنى بها الفنانون الجدد وغيرهم في القنوات الفضائية المعولمة والقاعات المكندشة في شكل ترفيه يتباع بالقروش في السوق من فنانات رائعات مثل إنصاف مدني وآخرين وأخريات.

[ما هذا الذي يفعله الباحث في المقتبس أعلاه؟ لقد حذرتكم وإياي.. من تكتيكات هذا الروائي الدرامي حابك السيناريوهات!!
ها هو يعود للتكرار عن أشعار/أغاني الحماسة القبلية، وإلى اللغة الدرامية (تمرد/أعمال إرهابية) حتى يتأكد بذلك من السيطرة الكلية على العقول فتتقبل الخلاصات النهائية التي يخلص إليها عن الحقيبة..
ما الذي يجب أن نتناساه هنا؟ إنه هذه الحقيقة البسيطة التي تقول؛ إنه لم يكن بلا سبب أن أشعار رقية بت محمد إمام عن أخيها عبدالقادر ود حبوبة، هي آخر أشعار البطولة العقائدية المهدوية! تماما كما كانت مقتلة الخليفة وعلي ود حلو هي آخر مقاتل (فرش الفروة) السودانية.. المناحات العظيمة والحماسات الكبرى تحتاج إلى بطولات عظمى لم تعد متاحة مع دوران عجلة الدولة الحديثة التي تحتكر السلطة والقوة وآلة الحرب القاهرة.. وبالمناسبة فهي آداب لم تختفي، بل ظلت باقية ومستمرة وتفتعل فولكلوريا وبالمناسبات في حيوزها القبلية خارجا عن الحيوز المدنية مختلطة الأعراق والقبائل والأصول الثقافية..

للعبادي ولخليل فرح رثائيات مناحية وعلى حد نهج الدوبيت التقليدي، ولكنك تحسها مفتعلة جدا إلا عن سياق شخصي، وإنها بدون سياقات ملحمية بل حتى لم تغنى أبدا لتشتهر.. هل تذكر معي: أم درمان لا تحتاج إلى أعاني الحماس والفخر القبلي.. مناحات ولكن، لا أحد قد اكترث أو كان سيكترث بها.. وأما إلى الأمام قليلا في ضمن المقتبس، فحتى محمد جمال سيعترف ويقر بأن شعراء ومبدعي الحقيبة؛ {هم في العادة غير قبليين ولا عشائريين ولا طائفيين إلا تكتيكيا!. وكان معظمهم من طليعة مثقفي البلاد على مستوى التمدن والمدنية.} على حد كلام جمال عنهم!!]


ويواصل محمد جمال الدين:
Quote: وإذ اندثرت المقاومة السودانية الشعبية الأصيلة (نسخة: [ود حبوبة] بتريد اللطام وأب كريق في اللج). فأنتقل الإنجليز بعدها إلى مرحلة "رخوة" من التنافس، ليس مع احد غير شريكهم في الحكم "الباشوات”. والأخطر عليهم كانت النسخة الأصيلة الشعبية المصرية السودانية (كل الجمعيات السرية الفاعلة كانت تحت شعار وحدة وادي النيل كمدخل للتحرر والخلاص للشعبين معا ومنها الجمعية التي شكلها شعراء حقيبة الفن بكلية غردون التذكارية إضافة إلى (دميتري البازار*٥) عام 1918 والتي إنبثقت عنها لاحقاً جمعية اللواء الأبيض عام 1924). فأصبح الصوت الذي يزعج الإنجليز هو نداءات وحدة وادي النيل "الشعبية الندية/الاصيلة". وحدة وادي النيل كانت شعاراً مقدساً لدى التحرريين "الوحدويين" في القسمين من وادي النيل وهي تسمية مضادة للإستعمار الإنجلزي/التركي ..نزوع إلى إستقلالية مشروطة بوحدة إندماجية!


[انظر وتأمل في أول هذا المقتبس، أرأيت كيف عدنا كرة أخرى إلى سيرة المقاومة وشعرها (استراتيجية التكرار البعلِّم الحمار)؟ هل ترى أثرا لاسم دميتري البازار؟ أحسب، إنها المرة الخامسة ولم ننتهي بعد..!!
يقول: نجحت استراتيجية المستعمر في دحر شعر المقاومة! متى بالضبط؟ هل تم إعداد البديل بعد؟ هنا ستأتي سيرة الحقيبة ولكنها هذه المرة في ارتباط بجمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الأبيض، ولكنها تأتي ضمن خطأ تاريخي؛ فلا أحد سوى الخليل من هؤلاء الأربعة الحقيبيين مذكور في مؤسسي جمعية الاتحاد، وهو فعلا مما لا يمكن وليس منطقيا بوقت يفاعتهم وفصل ثلاثة منهم من الكلية.. أما خليل فرح فقد تخرج في ١٩١٣.]

ويواصل محمد جمال الدين:
Quote: كما اسلفنا للتو تأسست أول خلية لوحدة وادي النيل "حسب شهادة (دميتري البازار*٦)” في العام 1918 وتم على أساسها فصل (دميتري*٧) وخليح فرح والعمرابي [قلنا يقصد أحمد عبدالرحيم العمري] ومصطفى بطران من كلية غردون. وعلى خلفية هذه الجمعية تأسست جمعية أخرى أشد بأساً وصرامة بدورها تنادي بوحدة وادي النيل وهي جمعية اللواء الأبيض ومن رموزها البارزة على عبد اللطيف وهناك المزيد طبعاً…. وهناك إشاعات مثلاً حول دور (دميتري البازار*٨) وهو رجل تبناه الإنجليز في الخرطوم وأبوه أغريقي وجده سلاطين باشا "من شهادته بنفسه في حديثه الإذاعي سنة 1974”.

[وهذا بالطبع وكما أشرنا في الروابط أعلاه، فمن البوست المخصص لديمتري، وأيضا هذا الرابط التالي فمن ذلك البوست.. ولديمتري فغالبا سنعود..
في ظني أن أي شيء مبني على افادات ديمتري سيبقى مجرد كلام مبني على خرافات أشاعها ديمتري وكان يجب أولا التحقق من صحتها وتحقيها درسا قبل إسناد إي حكم عليها.
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �]
===
الذي في الاقتباسات عن الآيدلوجيات والجمعيات ووحدة وادي النيل والاستقلاليين وغيره، فهناك بوست خصصه محمد جمال للآدلوجيات،
إلا أننا يجب أن نعود إليه هنا مع ما تبقى من هذا الاقتباس الكبير... وبالطبع لديمتري ..
هل حسبت معي كم وردت سيرة ديمتري فيما ناقشناه من المقتبس حتى الآن؟ *٨ مرات!!..

وإلى رقم [٥].. الله يحيينا..

Post: #188
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-13-2018, 04:50 PM
Parent: #187

Quote: ثم أن الطريق متروسة بالمطبات العنيفة.. زي دي:{لا علاقة في اعتقادي للحقيبة بإرث أم درمان الثقافي اوان الحقيبة..} فكرت أقول ليك: مخيّر في اعتقاداتك، ههههه!



هههههههه طبعا والا ما يكون اعتقاد.. ثم انا قلت بجي للحتة دي لقدام عشان نشوف الاعتقاد قايم على شنو. . هناك لستة مقدمة هذا البوست بشعراء و فناني الحقيبة وادوارهم ومموليها،

لا يوجد بينهم جندي سابق "عايد" ولم يقل احدهم انه تاثر بادب او فن اي جندي عايد (إشارة الى كلام الصادق اسماعيل ) .. وهناك بوست بالنماذج التي تقول بخلفية الحقيبة ولونيتها الشعرية.

وهناك اقوال وشهادات المؤسس الابداعي الاول للحقيبة إبراهيم العبادي اضافة الى عبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح وعمر البنا واخرين. وهناك دميتري البازار قال كل ما قال في حضور هؤلاء وقالوا ما قالوا في حضور دميتري وكانو بصلحو بعض في أي خطأ يحدث في المعلومات.. المقابلات متوفرة في هذا البوست وكلام دميتري عنده بوست براه لأهميته وشموليته.

وطبعا للفن الجديد ظروف نشأته الخاصة والموضوعية. . الشي المهم هنا السؤال: لكن ماذا كان هذا الفن وكيف نشا وماذا كانت تكلفته؟.

في الظن ان هذا السؤال أجاب عليه البحث بالمصادر والمعلومات والوثائق المكتوبة والمسموعة .. وزاد عليه بالمقارنة المستفيضة بين الحقيبة وخلفياتها الشعرية بحيث تقريبا كل شعر الحقيبة وجد مرجعيته اللونية في زجل العهد المملوكي.. ما فيش رواية.. إن تاثرت كتابة الكاتب بمحاولاته الادبية هذا شي آخر "فني" وليس جوهري .. اذ ان صح ذلك لا يمس جوهر البحث لأن الناس ببساطة ما غبية تستطيع أن تفرز الكلام المدلل عليه ونمق الحديث.. ولو ما هسا، بعد حين.. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .. وليس في الإمكان أحسن مما كان!.

بجيك بهدوء للحتة لقدام وهي اصلا موجودة في متن البوست بس امكن الكلام كتر علينا.

وادعي أنني اعرف قلقك الذي عبرت عنه عدة مرات واقدره.. نحن لسا ما انتهينا.. وكل شي في مواجهة الضوء سيستبين فلا تقلق صديقي الهميم.

Post: #189
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-14-2018, 03:21 PM
Parent: #188

برنامج حقيبة الفن "2" لأول مرة نكتشف امراة شاعرة حقيبة مثل الرجال وبذات اللغة!

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1539351269.html


Post: #190
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-16-2018, 08:34 PM
Parent: #189

Quote: ولكن تابع بين الدقيقة ٣٠ و٤٠ عن علاقة الغناء (الحقيبة) والمديح.

أيوة هاشم. . السر قدور مبدع طويل الأمد ونتمنى له الصحة ومزيد من الإبداع.

ابن خلدون قال المديح (الدارج ) مجاراة للزجال الغزلي الاعظم ابن قزمان الأندلسي وأول من جاراه هو القطب الأعظم ابن عربي الذي جاء بعده بعده في عمر الزمان.
ولدينا أدلة مطروحة في بوست "النماذج" أن الحقيبة السودانية لا علاقة لها بمديح القطب الاعظم ولا مديح الشيخ ود بدر أو البرعي الصغير أو الكبير.. بل مجاراة بديعة ومبدعة وباهرة ومتفردة وعظيمة للزجل المملوكي في الاساس.. وتحديدا أزجال صفي الدين الحلي وتقي الدين الحموي وإبراهيم الغباري 1250-1500 م.. عندنا 470 إنموذج محقق والمزيد.. وطبعا هناك دوما فرصة للمراجعة "فقط ما هي النقطة المحددة اذن"!.
صباحاتك نور







Post: #191
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-16-2018, 09:18 PM
Parent: #190

Quote: ابن خلدون قال


انا ثابت على الكلام دا هاشم.. مش رواية :)



Post: #192
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 10-18-2018, 09:36 AM
Parent: #191

فوق من أجل القراءة
بوست مفيد

Post: #193
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-19-2018, 11:11 PM
Parent: #192

شكرا ابن عبد الوهاب
Quote: فوق من أجل القراءة
بوست مفيد


ذاك من لطفك بنا








Post: #194
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: تماضر الطاهر
Date: 10-19-2018, 11:42 PM
Parent: #193


تحياتي أستاذ محمد جمال الدين
وشكراً على المواضيع القيمة التي تقدمها عبر المنبر
حابة اسألك من فترة..
هل عندك أي بحوث عن روايات وايقاعات المديح النبوي في السودان؟
لا زال الجدل يدور حول الحقيبة والمديح..- كروايات انتجت مجاراة- أيهما أسبق.
،

مع جزيل شكري وامتناني

Post: #195
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-21-2018, 04:36 PM
Parent: #194

أهلا بيك تماضر وشكرا على التشجيع المقدر

Post: #196
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-21-2018, 04:45 PM
Parent: #194

هل عندك أي بحوث عن روايات وايقاعات المديح النبوي في السودان؟لا زال الجدل يدور حول الحقيبة والمديح..- كروايات انتجت مجاراة- أيهما أسبق.. سؤال تماضر


المديح شيء والزجل في معناه الإصطلاحي شيء اخر مختلف البنية والأغراض والصور والاخيلة الشعرية والكلمات المفتاحية.

لم نجد علاقة للحقيبة كنمط شعري بالمديح ولا دراسة الخلاوي كما يشاع بغير دليل.. هذا ما توصلنا له أثناء البحث واتينا بعدد من المدائح وتمت مقارنتها بالحقيبة وثبت عدم وجود مشتركات جوهرية بينهما.

وطبعا لو ان أحدهم اشتغل بحث جديد في نفس الموضوع أتمنى أن يهتم أيضا بالنقطة دي.

Post: #197
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-21-2018, 05:12 PM
Parent: #196

مالت فروع الدوحة تصطنت الزجل
أبو صلاح
وأنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل
إبراهيم العبادي


وردت كلمة زجل عدة مرات في شعر الحقيبة .. تم رصدها أيام البحث.. سآتي بها لاحقا لمزيد من التامل.


Post: #198
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: تماضر الطاهر
Date: 10-21-2018, 06:16 PM
Parent: #197


تحياتي يا أستاذ
مجهودك يستاهل الثناء
علاقتي بالتوثيق لرواة المديح النبوي في السودان بدأت منذ فترة ..ولفتت نظري رواية أو الحان القصائد فهي لاتشبه اسلوب الغناء السوداني ابداً..وهي صعبة تحتاج لإحساس عالي ومقدرة على الأداء وإيقاع داخلي موزون..كما تحتاج لقدرات خاصة للتشويق وتحريك المشاعر..ليصل السامع " الطربان" حد بعيد يدفعه للبكاء والدوران حول نفسه والترجمة وما يشابه من أحوال.
بعض الشعراء أو الرواة المتقدمين..مارسوا الغناء ثم اعتزلوا..والبعض استطاع المزج بين كتابة الشعر بضروبه المختلفة ومن ضمنها كتب المديح.
سامحني إن حدت عن مسار البوست ..لكن..حبيت انتفع من معلوماتك القيمة.
بالتوفيق.

Post: #199
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-21-2018, 09:38 PM
Parent: #198

Quote: تحياتي يا أستاذ
مجهودك يستاهل الثناء
علاقتي بالتوثيق لرواة المديح النبوي في السودان بدأت منذ فترة ..ولفتت نظري رواية أو الحان القصائد فهي لاتشبه اسلوب الغناء السوداني ابداً..وهي صعبة تحتاج لإحساس عالي ومقدرة على الأداء وإيقاع داخلي موزون..كما تحتاج لقدرات خاصة للتشويق وتحريك المشاعر..ليصل السامع " الطربان" حد بعيد يدفعه للبكاء والدوران حول نفسه والترجمة وما يشابه من أحوال.
بعض الشعراء أو الرواة المتقدمين..مارسوا الغناء ثم اعتزلوا..والبعض استطاع المزج بين كتابة الشعر بضروبه المختلفة ومن ضمنها كتب المديح.
سامحني إن حدت عن مسار البوست ..لكن..حبيت انتفع من معلوماتك القيمة.
بالتوفيق.


والله انت المعلوماتك هنا قيمة.. عندما تجدين الوقت المناسب حدثينا عن تجربتك مع المديح.. أثق أنها شيقة!.

Post: #200
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: تماضر الطاهر
Date: 10-22-2018, 02:11 AM
Parent: #199

حاضر يا أستاذ ..بإذن الله
،
شكري وتقديري

Post: #201
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 08:17 AM
Parent: #200

مرحبا بك يا تماضر وعودا حميدا،

نعم يا سيدتي، المديح السوداني، شعرا وايقاعا وفنا أقدم من الحقيبة، وبهذا فقط فهو أكثر أصالة فنيا.
هل هذا يعني انقطاع الحقيبة عن التأثر بزجل الأماديح الصوفية وبعموم أدب المدائح العربية؟ لا.. لا يمكن!
أما المؤكد فهو أن المديح السوداني يحتاج من يبحث جادا في شعره وتنغيمه وفي عبقريات أدائه.. وإلا ضاعت!!

في فيديو اللقاء مع السر قدور (الثاني من حيث التسلسل الأصلي/الأول الحاقا بأعلاه هنا)
والأستاذ السر قدور فهو مادح سابق قبل أن يكون شاعرا ومغنيا،
ستجدين اجابة قد تخفف من أثر قولك التالي:
"ولفتت نظري رواية أو الحان القصائد فهي لاتشبه اسلوب الغناء السوداني ابداً"

فمثلا أغنية (برضي ليك المولى الموالي) التي فيها (أنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل)
فهي من شعر العبادي وتلحين سرور، هي مجاراة تامة لإحدى أماديح حاج الماحي،
ثم ضرب السر قدور عدة أمثلة لكيف استفادت الحقيبة والتلحين للحقيبة وغيرها،
من ألحان وايقاعات المديح ومن طرق أداء المداحين.
صحيح أن غرض زجل المديح يختلف عن غرض أزجال الغناء،
ولكن فهكذا كان الأمر أصلا ومنذ أن سميت أنماط الزجل بأغراضها،
فكان (الكان كان) وكانت (القوما) وجاءت (المواليا) التي تمصرنت (موالا) وتسودنت (دوبيتا) وهكذا..
الأمر ليس كما يقول محمد جمال: أنه لا توجد علاقة بين كامل مكون الحقيبة وبين فنون المديح!!
كل ما في الأمر أن شعراء الحقيبة عندما قلدوا أصل الزجل فقد قلدوه من أجل الغناء الذي حاولوا به تقليد التقاليد المصرية
كما يقول محمد المكي ابراهيم مثلا وآخرون.
ثم سرعان ما تسودن اللحن والايقاع ابتداء من كرومة الذي اصابت عدواه حتى سرور أو كما يقول أحمد طراوة..
ولذا وهكذا فسريعا أيضا ما اندرجوا جميعا، من الزجل والمواليا إلى فنون التوشيح وفنياته البنايئة ثم إلى الجداثة الزجلية بل ولما بعد الحداثة إن شئت.
وهو كله كما ومما اشرنا إليه في بوست (نماذج من الحقيبة والزجل الأندلسي) لمحمد جمال..
ولكن أيضا، فتقليد الحقيبة لم يك معنيا بأزجال أمثال أبي الحسن الشوستري الصوفي الأندلسي المغربي ولا بالكان كان الوعظي،
والذي لم يكن ود حليب أو ودحاج الماحي أو أحمد ود سعد بحاجة لأن يقلدوه أصلا، انتفت حاجتهم لتقليد متأخر وإن كان أصل التقليد متصل بالصلات اللغوية والصوفية.
وذلكم الانتفاء فنسبة لانتفاء البواعث والتحديات الحضارية في ذلك السياق الصوفي المتصل كابرا عن كابر منذ تاج الدين البهاري...
ثم، وتجدر الإشارة إلى أن الحيز الاجتماعي الثقافي الذي أنتج الحقيبة يكاد يكون هو الحيز الذي انتج المدائح..
وهذه إشارة لها ما بعدها.. ونحو ذلك..

Post: #202
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 08:18 AM
Parent: #200

يا محمد جمال سلام عليك وعلى أضيافك

Quote: بن خلدون قال المديح (الدارج ) مجاراة للزجال الغزلي الاعظم ابن قزمان الأندلسي وأول من جاراه هو القطب الأعظم ابن عربي الذي جاء بعده بعده في عمر الزمان...
انا ثابت على الكلام دا هاشم.. مش رواية :)

والله يهدينا ويهديك، ههها
أنا قبيل عامن أول لمّا جبت ليك أبو الحسن الشوستري المشهور بأنه أول من وظف الزجل صوفيا،
ما ياهو خوفا من جنس المغالطات دي:)!!
أما الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي (الأندلسي) دفين دمشق، فحتى لو أشارت بعض المصادر إلى زجله،
إلا أنه مشهور بأنه أول من استخدم التوشيح (المفصيح المعرب) في قصيد التصوف..
يعني بالرغم ورود اسمه في الزجالين، فلم يؤثر عنه زجل (عامي) يصلح في المغالطة دي..
الموضوع ليس بذي اهمية.. إلا لباحث في تاريخ الزجل وليس في زجل الحقيبة..
صحيح أن المديح الدارجي (العامي) هو أيضا زجل ولكننا قد قلنا واتفقنا وأعدنا وكررنا بأن أي شعر عامي هو بالضرورة زجل.
وكله على نهج ابن قزمان.. وزدنا بأن لكل مديح كما لكل زجل خصوصيته التي من خاصية عاميته وخصوصية مكانه وزمانه.. إلى الأمام سر.. ليه مرجعنا الرجعة دي؟

قضايانا الباقية هي التي ستتعلق بالتالي:
Quote: هناك لستة مقدمة هذا البوست بشعراء و فناني الحقيبة وادوارهم ومموليها،
وهناك اقوال وشهادات المؤسس الابداعي الاول للحقيبة إبراهيم العبادي اضافة الى عبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح وعمر البنا واخرين. وهناك دميتري البازار..

مرة أخرى، وبكل أمانة يا محمد، من قارئ (مجتهد وجاد ومحب لهذا الجهد ومقدر لألمعيتك) وبمحض الصدفة فهو أنا، وأظنني قد حاولت وأحاول أن أكون منصفا... فعليه؛
لا اللستة المقدمة (١٤ أم ١٦ شاعر؟) ولا اللغة الدرامية الموحية بالتمويل وتبادل الأدوار وبالتآمر، ولا استنتاجاتك من أقواك هؤلاء السادة الشعراء الحقيبين (التي سمعناها كما سمعتها)
ولا من أقوال ديمتري البازار المفتقرة إلى الدقة أو حتى المصداقية التاريخية كما قلنا هناك، إلا أن يتم تمحيصها،،،
كل أؤلئك وذلكم وتلكم ليسوا بقادرين على اقناعي بأن شعر وغناء الحقيبة انما تم اصطناعه بواسطة الاستعمار، أكان مصري أكان انجليزي أكان ثنائي..
سيلزمك، يلزم البحث، أن تتقدما بحيثية أقوى منطقا، وببرهان من أدلة مباشرة مستقيمة، وليست قائمة على البيان واللغة، حتى يمكن النظر في هذا الأمر مرة أخرى.. لقد راجعناك بما فيه الكفاية!
اعتراضي، كما تعلم، ليس على فكرة البحث أو عليه ولا على الافتراض والاستنتاج، ولكن على اعتبارك أن الافتراض وثم الاستنتاج بناء على الاستنتاج، هو الحقيقة بعينها.
إثارة الأسئلة حول شعراء وفنانين وأشخاص مؤثرين مثل العبادي وديمتري وسرور وغيرهم، سنة أدبية حميدة ونفتقدها في السودان، ولكن اثارة السؤال ليست هي الإجابة..
Quote: وطبعا للفن الجديد ظروف نشأته الخاصة والموضوعية. . الشي المهم هنا السؤال: لكن ماذا كان هذا الفن وكيف نشا وماذا كانت تكلفته؟.
في الظن ان هذا السؤال أجاب عليه البحث بالمصادر والمعلومات والوثائق المكتوبة والمسموعة ..
مرة أخرى، لا، كلامك ليس صحيحا..
فالبحث لم يجب إلا على اقل القليل من الأسئلة التي أثارها.. وحتى الآن، فإثارة الأسئلة هي فضيلة البحث الكبرى.
وفيما عدا، الإجابة الوحيدة الأقرب للكمال، أي الكشف عن العلاقة والروابط بين الحقيبة والزجل الأندلسي المملوكي، (ومن ثم فبالموال لو حبيت، اي بالدوبيت كمان، هههها.)
وحتى هذه الإجابة فبعدك لم تستقر على توصيفها (هل هي مجاراة/نقل/تقليد/ مطابقة/مشابهة)، وأيضا لم تكتنه كل أبعادها (البنائية/الهيكلية) أو (العروضية الوزنية) مثلا،
والأهم فلم تسبر كامل مساربها الاجتماعية والثقافية..
فيما عدا ذلك فلا شيء سوى الافتراضات الجريئة والذكية ولمنها بعد ليست حقائق...
فيما عدا ذلك، فلا المصادر التي تقول عنها ولا المعلومات الوفيرة ولا ما توفر لك ولنا من الوثائق، ولا اللغة الدرامية، ولا كل التحليل الذي قدمته،
قد أجابوا على أي الأسئلة التي تتعلق بظروف نشأة الحقيبة (الفنية/الاجتماعية/الثقافية).. لأن البحث بالأساس لم يبحثها بل طفق يبحث عن المؤثر الخارجي المزعوم.
اقول مزعوم إلى أن تفندني وثيقة بتوصيات جيمس كري التي تنصح أو تأمر العبادي وسرور بفن الحقيبة!!

ثم، أراك لا تزال تقول بالتكلفة من جراء الحقيبة! أي تكلفة؟ تعني خفوت صوت النقارة والنحاس وعجاج العرضة في أم درمان!؟
هاك إذن وأنظر في منشورات المهدية:
Quote: في منشور صادر بتاريخ 19 / 10 / 1884 م ، نهى المهدى عن الملاهي مثل : المعازيف والدلاليك والنقاقير والنحاس لا يضرب الا في وقت الحاجة اليه في دعاء الجيش للجهاد ( المنشورات 166 ) .
أورده تاج السر عثمان (بابو) في مقال له بسودانايل والمرجع بالطبع لا يخفى.
وكل هذا وأكثر منه، قد أشرت إليه بأعلاه.. زكما ترى، لا أزال غير مقتنع.
فيما بعد جمع المعلومات، تحتاج أن تقنعنا بارتباطاتها وكيفيتها وآثارها ونتائجها وتفاعلاتها وووو، وعسى أن يتكامل بمفاكراتنا سداد مقصدك وقوام مبحثك يا محمدنا الجميل..

====
ورغم أنني كنت أدخره للشهادة لاحقا، إلا أن إشارة الأستاذ محمد عباس (نصر) لأحمد طراوة الذي يبدو أنه متفرغ لبوسته الكبير الراهن "حيث لا مناشفة حيث لا بلاشفة"،
هي اشارة لن ولا يمكن تجازوها في هذا المقام.. بل لاحظت لأن كاتب (نفحات من تاريخ حقيبة الفن) قد استعان بتمام مقولات لأحمد طراوة خاصة مما جاء في البوست في الرابط أدناه.
للحق، فقد كانت بهذا البوست الضخم الخضم (الذي كنت حضورا مستمتعا في الندوة المتعلقة به)، متعة ومعرفة كبيرة ولكنها ليست ليست اشكالية بما يكفي لتحفيز التفكير.
فالآن بينما أعيد القراءة رايت كثيرا من الذي أتفق معه كما الذي اختلف معه، وتلك محمدة اكتسبتها من طول معاقرتي لخمر الأسئلة الجمالية المطروجة ههنا...
ولكنكم بالتأكيد لو تصفحتم فستجدون اثنتان وعشرين صفحة مما سيسركم ويمتعكم.. ههنا عينات منها..
http://sudaneseonline.com/board/303/msg/1240379207.html
Quote: الفرضية الاساسية في هذه المحاضرة الغنائية ، هي ان الايقاع و الكلمة و اللحن و منذ العهد السناري السودانى و حتى عشية الاستقلال في منتصف القرن العشرين كلها قد واكبت تطور و نمو الامكانيات و الاتجاهات الموضوعية في المجتمع السودانى ، بل ان الشعر المُغنى ( الليّرك ) قد عكس هذه التطورات بجلاء تام .. سيتم التركيز عبر صيغة السرد التاريخى و استخدام النماذج الغنائية المسجلة علي ابراز العوامل التى مهدت الانتقال للمدرسة الفنية الاولى التى اسسس لها لقاء العبادى - سرور ، ثم تراكم ونمو الخبرة الموسيقية و تطور الشعر الغنائى الذى فتح الباب للمدرسة الثانية مدرسة الغناء الاوركسترالى ... الخيط الرابط في مجمل السرد التاريخى هو خيط صراع السودانين بمختلف اعراقهم في مواجهة الوافد الموسيقى - الغنائى التركى و المصرى و البريطانى ، وذلك لابراز هويتهم الغنائية الخاصة ممثلة في السلم الخماسى بلونيته السودانية ، وهو ايضا خيط العلاقة بين ظهور مارش ود الشريف في منتصف القرن الثامن عشر كاول عمل مسجل على نوتة صول سلاح الموسيقى في جيش الزبير ، ودوباى علي ود محلق و اهل البادية السودانية ، وغناء الحكامات وبت المكاوي عند العهد التركى ، ثم جماعة كبوشية ممثلة في احمد ود بعشوم و محمد ود الفكى حتي لحظة بروز ابو صلاح و البنا و عبقرية كرومة الموسيقية التى مهدت لعبقرية ابراهيم الكاشف
Quote: قيل ان مرجان سيد النقرزان ، ماسنجر الغناء و الرقص المتجول في ساحات حوليات الطرق الصوفية ، كان قد لاحظ ان مختلف ناس القبائل داخل الطريقة الاحمدية و السمانية بمدحون محبوبم المصطفى با يقاعات مختلفة فوحد المديح في الة الطار وفقا لضربة النقرزان الايقاعية اللى قامت عليها رميات محمد ود الفكى و من بعد ذلك العشرين اغنية الاولى لمدرسة الاتجاه الجديد ( الحقيبة ) .. كرومة بعد داك هو اللي غير التواتر و رتابة التكرار بتاع العشرين اغنية الاولى ! بالجد كرومة ثورى ! سلاحو كان الرق و عقلية لحنية لا تهداء لا باليل لا بالنهار ، بنوم علي الالحان و بصحا عليها ! في المحاضرة الغنائية بنجاهد لتوضيح كيف كرومة ود المُغنية مستورة بت عرضو عمل تلك النقلة الثورية في الغنا...

... لكن الجزالة و التدفق كان بدخول التم تم وسط السودان قادما من اعماق الغرب الافريقى ، مرورا بالفاشر الكبير ثم الابيض و كوستى ، ليستقر فترة طويلة في رديف كوستى عند ام بشاير و اختها ام جباير و لينتقل بعد ذلك الي ام درمان ! التم تم ميزانو مرن و ضريتو الايقاعية اوسع من النقرزان و الدليب و المردوم و الكمبا و اشتقاقاتو متعددة علشان كدا جاب النهضة و الجزالة اللي بدت لمن كتب سيد عبد العزيز اغنية انا راسم في قلبى صورة الباسم لتلحن بايقاع التم تم ، و برضو لمن لحن عبد الرحمن الريح اغنية خدارى بالتم تم المُحسن و اداها لكرومة ثم غناها بعد ذلك حسن عطية بتم تم صريح ! قال الفاتح الطاهر وردى لوما كان لحن بلا و انجلا بالتم تم ، ما كان بقت اغنية لانتفاضة جماهيرية ، اغنية وحدت مشاعر مئات الالاف من الناس
Quote: المحور التانى الهام هو غنا ناس الشيخ العدار ، وبت المكاوى ، و احمد ود بعشوم رواد الغنا في التركية ، و اللى بربطم خيط الوجدان الغنائى السودانى مع غنا السلطنة الزرقاء اللى صدح بيهو الفقير الصوفى اسماعيل الدقلاشى ( سيد الربابة ) و العاشق للبنية الجميلة تهجة !! .. الامر المحير فعلا ، منو الكتب داك الكلام الجميل قبل 180 سنة .. الموز روى .. قايم سوا .. فاطرك ضوا .. يا ناس بالنار قلبي إنشوا !! الكابلى بغنى الموز روى بذات الميلوديا الاولى بتاعت التركية !! المجد للكابلى و للرجل رقيق الحال محمد شعفوفة اللي بمرق السير و الاخبار المدهشة للغناء الشعبى القديم !! و اصلا ود حاج الماح كان فنان طمبور قبل ما يتحول للمديح على نهج علي ود حُليب , و شيخ العاقب..

... المحور التالت الهام ياهو محور الدوباى و الشعر القومى وصوت الحكامات اللي شق فضاءات السودان منذ قديم الازمان !! في الدوباى بجى غنا علي ود محلق في السمحة تاجوج في فترة ما قبل التركية

فويطر العنجك الملح الرشيدى .. تاجوج ما اتلقت يا خميلة زيدى !! واضح انو حركة التجارة كانت بتوصل ملح رشيد و دمياط المصرى لحدى السودان و المحلق وصف بياض و جمال اسنان تاجوج بملح رشيد !! يا سلام علي الميتافور و الصورة الشعرية

في المحور دا برضو بجى غنا و دوباى الحاردلو و ابراهيم ود الفراش ..

.. يا خالق الوجود انا قلبى كاتم سرو ، و قلبى المن نشوه للبنات هواى ، و الشافك قبيل ميت عليك باحساسو .. و الحسه لِقاك ظنيتو يقسى خلاصو !! و الزول السمح يوم الخميس واعدنا ! و كل غنا ود الفراش في معشوقتو الدون لِحق و شتن السمحة !!

نهر الغنائية و جُمل اللحن الخماسى السودانى الجارى عبر التاريخ و بشيل من كل تراث و تقاليد القبائل و الجهات الاربعة واصل مسيرتو لغاية تخوم امدرمان ما بعد المهدية ! ودا النهر العامو فيهو ناس محمد ود الفكى و سرور و العبادى و ابوصلاح في بداية القرن العشرين !!

.. كيف انتقل العبادى و ابو صلاح من الدوباى و الرميات الي رحاب الاغنية الكاملة ، ما هى المؤثرات و اسباب ذاك الاستدعاء التاريخى للتجديد ! ؟

.. ليه المغنين و الشعراء انتقلوا الي كبوشية في فترة الحضانة و التشكل الاول ، ثم عادوا بعد داك لامدرمان ! ؟

.. هل السِيرة الهلالية و تغريبة ابوزيد المنتشرة كغنائية في دار قبائل غرب السودان هى سبب لرسوخ و بقاء السلم السباعى العربى في تلك الديار !؟ في اغنية الموز روى كابلى بقول : سِيرة زناتى مع هلال .. ! هل ام كيكي ( الكمنجة ام وتر واحد ) هي حاملة السباعى في غرب السودان ّ ؟

المحاضرة الغنائية هي بالاساس محفل للتحليل و التفكيك ، و اعادة القراءة بمنهج علم التاريخ الاجتماعى ... المحاضرة ساحة النقاش و البحث و طرح مزيد من الاسئلة الحساسة ...

... و ببقى السودان كما قال فضل المولى زنقار : اعز شى عندى .. من برقو للهندي .. !

Post: #203
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 08:35 AM
Parent: #202

Quote: الامر المحير فعلا ، منو الكتب داك الكلام الجميل قبل 180 سنة .. الموز روى .. قايم سوا .. فاطرك ضوا .. يا ناس بالنار قلبي إنشوا !!
الكابلى بغنى الموز روى بذات الميلوديا الاولى بتاعت التركية !!
هذا كلام وسؤال أحمد طراوة..
مرفوع إلى عناية مولانا الملك..
إلى حين فضوة،
عندنا بوست مشترك ينتظرنا.. جهزت مسودته الأولية.

Post: #228
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-02-2018, 01:26 AM
Parent: #200

المديح بحر مهم جدا وكبير اختنا العزيزة تماضر.. نحن في رجاك وح نحاول معاك استنفار العارفين والمهتمين بالمحور المهم دا.

Post: #230
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-05-2018, 09:09 PM
Parent: #200

لماذا خان الإنجليز أدب وفن كبوشية!

توصلت إلى إشارات غاية في الاهمية في تقديري ذلك أن الإنجليز في حل عن الباشوات الأتراك "حكام مصر" ركنو في البدء إلى تصعيد الفن الشعري والغنائي لمنطقة كبوشية قبل الحقيبة بقليل. وشجعو أيقونة الفن الكبوشي في زمانه محمد ود الفكي وبرز عدد من فناني وطنابرة كبوشية من اشهرهم عبد الغفار وغيره الكثير.. (يبدو لي جلياً الإنجليز أيام الإحتلال كانوا على وعي كبير بمرجعيات المخيال الأنثروبولوجي للإنسان السودان، ربما أفضل مما نفعل نحن حتى هذه الحظة"!.

لكن ماذا حدث بعد لحظة لهذه لأعلام كبوشية؟:
محمد ود الفكي رجع إلى كبوشية وهو في قمة صيته وشهرته ووصل حتى أكبر من محمد وردي في قمة مجده وبلا منافس آخر "مثال للبيان".. وبعد ورد في الحكايات المعلنة أن والده منعه الغناء "هذا يبدو غير منطقي لان الأولى أن يمنعه قبل أن يصبح فنان السودان الاول بلا منازع في زمانه وقبل أن يصبح أستاذ سرور ومحط إعجاب العبادي وجموع العارفين في زمانه. أليس منطقياً!.

وعبد الغفار رفض النمط الجديد "الحقيبة" علناً وقاوم ثم رحل إلى مدني. في الحقيقة تم نفيه وضربه هناك ومنعه من الغناء وهو في منفاه "توجد شهادات ووثائق على ذلك".

وما حدث لعبد الله الماحي شيء مختلف إذ أختار النمط الجديد "الحقيبة" وتم الرضى عنه ولو موقتا لكن دون تصعيد مبالغ فيه كما تم لسرور برغم أن هو أول من سجل رسيمياً أغنية حقيبة في مصر عام 1926 كما تحدثنا الوثائق المتاحة.

لماذا إذن حدث هذا؟.. لما لم يواصل الإنجليز دعم أدب كبوشية ذلك الزمان حتى النهاية؟!.

أعتقد أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن: النسخة الكبوشية من الفن شديدة الإعتداد بالذات وتذكر الناس بأمجاد وبطولات الأجداد والعزة والكرامة والإستقلالية.. وقد أختيرت في البدء كبوشية لسببين أساسيين أهمهما الثاني:

1- منطقة مليئة بالتنوع الفني والفلكلوري والكفاءات البشرية التي تسطيع أداء المهام الإبداعية
2- كبوشية تقع في حزام الجعليين العشائري والفكلوري والثقافي.. والمنطقة كانت في معظمها معادية للمهدية وآيدولوجيتها وهي كانت العدو الأقرب للإنجليز قبل أن يتصالحوا مع الزعامات القلبية والصوفية ويؤسسو نظام الإدارة الأهلية.
لذا كان أدب كبوشية مناسبا دون غيرة من الفنون مثال ما لدى الشكرية والبطاحين ولهم أدب شعري وغنائي كثيف في التاريخ وحتى الآن "مثال".

لقد تم إيقاف أدب كبوشية الغنائي بطريقة مفاجئة وعنيفة بما يشبه لغة الصالح العام هذه الأيام ومن ضمنه معاكسة ومطاردة المتمسكين بفن كبوشية والرافضين لنمطية الزجل المملوكية التي كانت البديل وهي بالفعل نسخة لطيفة مجنحة "رومانسية" لا علاقة لها بالواقع العملي ولكنها مسلية وخيالية وبديعة النظم وذات وقع وايقاع جديدين "الحقيبة".. وظل أدب كبوشية الغنائي يلمع حتى الآن برغم التضييق الرسمي الذي تعرض له.
وذلك فيما يتعلق بأدب كبوشية واما فنون وأداب السودان الأخرى فلا ذكر لها أيام العهد الإنجليزي.. لا مجال لها في الإعلام الرسمي.

لا ننسى أن للأنجليز برنامج سياسي وإقتصادي واضح ومحدد ومن أجله تم إحتلال البلاد.. طبعاً دا أظنه واضح.. لكن ذلك البرنامج وحتماً لا بد أن يتبعه برنامج ثقافي ومدني بدأ مباشرة بتأسيس كلية غردون ومعهد المعلمين العالي ثم بخت الرضاء وبين هذا وذاك تم إنتقاء عناصر الأدب والثقافة العامة عبر إدخال إصدارات محددة إلى السودان دون غيرها كما أن أي مادة إعلامية خارجة من السودان لا بد أن تتماشى مع الخط العام للدولة المحتلة.. توجد أدلة مادية على ذلك وشهادات شهود عيان وشهود نافذين ومنفذين.

وأزعم أن الصراع بين كبوشية "الطنابرة" وسرور والعبادي هو في الأصل صراع بين رؤيتين "حكومية" لما يجب أن يكون عليه الفن الغنائي في السودان وهو أمر ذا شأن عظيم في زمانه كون الغناء هو الوسيلة الإعلامية الوحيدة الفاعلة شعبياً في غياب صحف "نادرة" وإذاعة وتلفاز وطبعاً أنترنت مافيش. وأنتصر الخط الثاني وفاز الزجل "الحقيبة" إبداع سوداني من نوع جديد لا سابقة له. وهنا لا تقييم ولا رفض أو قبول.. إنه ما حدث في التاريخ وليس في الإمكان أحسن مما كان.. فقط نحن نود أن نفهم كيف جرت الأمور.

تلك فرضية جديدة لا علاقة لها مباشرة بنتائج بحث الحقيبة الذي أنتهى بنهاية فحص فرضياته المعلنة.. لكن هذه فرضية قائمة بذاتها ونستطيع محاولة إثباتها أو نفيها وفيها إضاءات كثيرة لتاريخنا القريب وفيها فهم للحاضر ومن هنا نستطيع أن نخطط المستقبل (إنها مجرد مثال صغير لعدد كبيرة من الأشياء التي وجب أن ننظرها من جديد لنتحقق منها علمياً وعملياً)!.

هذا طبعاً للمطلعين على تفاصيل الحكاية.. وشكراً لتعاونكم وصبركم معي.. وطابت أيامكم

Post: #204
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 09:09 AM
Parent: #1

[٥]
ونواصل مع تحليل المقولات في المقتبس الجمالي الكبير
(هنا الحلقة الأخيرة وهي الخامسة.. كامل المقتبس المعني، كما الحلقات من ١-٤ فهي في الصفحة السابقة)!!
Quote: ولاء معظم شعراء ومبدعي الحقيبة في السودان كان مع هذا الخط (وحدة وادي النيل) . وهم في العادة غير قبليين ولا عشائريين ولا طائفيين إلا تكتيكيا!. وكان معظمهم من طليعة مثقفي البلاد على مستوى التمدن والمدنية.
في الجانب المصري أهم رموز التحرر الوحدوي من الإستعمار الإنجليزي/التركي هو سعد زغلول "وحدوي شعبي حر".

وعموما فإن الأفندية في السودان كان يتأرجح ولائهم الغالب بين الخطين: خط الإنجليز بالنسبة للإستقلاليين المنضبطين والخط التحرري الوحدوي.. كان هناك إستقطاب وشد وجذب دائما بين الولاء لخط من الخطوط وتأرجح وعدم إستقرار.. ولكن حالة الشد والجذب ليست دائماً فاعلة وحية وإنما كثيراً ما يتصالح الناس مع الواقع القائم كما أن الحركة التحررية ليست بمنأى عن الإختراق.
ولا شيء مؤكد والإدعاءات قد تفندها البراهين. ولكن على أي حال تلك التحولات والإنفعالات العظيمة أنتجت واقعاً جديداً أحتاج لأدوات تعبير جديدة فكان النمط الشعري الجديد، إحدى تجلياته الفن الجديد، الشيء الجديد "الحقيبة".


[بكل اطمئنان تاريخي/اجتماعي يمكنني القول بأن الولاء السياسي لغالب أهل أم درمان في أوائل القرن العشرين قد كان بصدد الانتحاء وحدويا.. فبالرغم من عدم تبلور الآيدلوجيات، كما يصفها محمد جمال، بذلك الوقت الباكر.. فإن التركيبة الاجتماعية للمدينة سترهص بمثل ذلك الانتحاء..
ومرة أخرى، فهذه التركيبة الاجتماعية هي التي اصطنعت لنفسها هذا الفن الجديد من باب الاستجابة للتحدي الحضاري الذي جوبهت به. وهذا فتماما كما تبلورت آيدلوجيا الوحدويين لاحقا، كاستجابة سياسية وحضارية لذات لتحدي الذي جوبه به المجتمع فانتج وتجاوب مع الحقيبة..
وكما أنه مؤكد تاريخيا أن الحقيبة قد سبقت حزب الأشقاء بل مؤتمر الخريجين، فكذا الدرس الاجتماعي، لا يمكن اغفاله، وإلا أدى بنا اهماله إلى متاهة منهجية!!
هل نعرف من الأفندية الاستقلاليين مثلا من كان يقف موقفا سياسيا ضد الحقيبة؟ هل يمكننا أن نفترض مثلا، أن رجلا كــ(عمر البنا) هو ابن قاض مهدوي كبير بل وشاعر رسمي للمهدية (محمد عمر البنا)، يمكن أن يكون وحدويا تاجويا، وبحسب محمد جمال الدين؛ لذا فهو أحد كبار شعراء وفناني الحقيبة؟!
ولماذا نستبعد مهدوية واستقلالية عبيد عبدالرحمن وسيد عبدالعزيز أو محمد أحمد سرور مثلا رغم ما نعرف عن اتصالهم وعلاقتهم بعبدالرحمن المهدي؟ أو فقط هو افتراض قائم على الأصول العرقية أم هل استقصينا تاريخهم السياسي؟
وماذا عن محمد بشير عتيق وعبدالرحمن الريّح، ألا يمكن أن يكونوا انصارا استقلاليين؟ ولم لا؟ كيف ومتى أثبت العكس؟
وماذا عن ود الرضي تلميذ خلاوي العبيد ود بدر المجاهد المهدوي الكبير؟
ومن أدرانا أن ابراهيم العبادي ليس حفيدا لحسن سعد العبادي المهدوي هو أيضا وليس قريبا لحسين أو حسن خليفة العبادي ؟
الشاهد؛ نحتاج إلى بحث مستقل ونتائج مؤكدة قبل الجزم بأن معظم شعراء الحقيبة وفنانيها كانوا مع وحدة وادي النيل!

وماذا عن سعد زغلول، رمز التحرر!!
أهو هنا بمثابة المثال المضاد لعمر طوسون، والمثل على (الوحدويين الشعبيين الأحرار) كما في تقسيم محمد جمال للآيدلوجيات؟
كيف ذلك وهل ستستقيم هذه المقارنة تاريخيا؟
إن الحقيقة هي: سعد زغلول هو أيضا باشا مصري ولكنه من بين الباشوات، فحليف للأمير عمر طوسون بالذات..
وهذا فبعكس مقتضى كلام محمد جمال.. وكحليف سياسي، فمنطقيا أن الأمير هو الأقرب إليه آيدلوجيا من بين كل الباشوات الحاكمين!!
هل الاستعجال لأصدار الأحكام هو الذي غيّب مثل هذه الحقائق التاريخية وفرض عمر طوسون كمتآمر فني لاصطناع الحقيبة متآزرا مع الانجليز الذين رفض أن يسمع اقتراحهم بتنصيبه ملكا؟؟
في مداخلة بالأعلى كنت قد قدمت محاولة لتفنيد دعوى التآمر الطوسوني، قلت فيها: {أنني أفهم أن طرفا من المبحث الكلي لمحمد جمال فأساسا هو متعلق بالسياسة والآيدلوجيات التي سادت الفترة المعنية بالحقيبة، وهكذا الحال فهو سيتعلق بالحقيبة أيضا.. وإنه انطلاقا من ذاك الطرف فإن المبحث سيموضع هذا الأمير الخديووي عمر طوسون، المشهور بحب ورعاية الآداب والفنون في عصره، في زمرة (النسخة المدسوسة والمغشوشة من دعاة وحدة وادي النيل التي هي في الحقيقة نسخة باشوات التيار التركي من حكام مصر الفعليين، والتي بعكس التيار الشعبي الوحدوي، فقد كانت تسعى لإستمرارية حكم الباشاوات لمصر والسودان بعد ذهاب الإنجليز.) هذا على حد تعبيرات محمد جمال!!

ومع أن أمر تمثيل عمر طوسون لهذه النسخة الباشوية المغشوشة كما يسميها جمال: هو مما يمكن أن يكون عليه اختلاف كبير، وفي تفاصيله دعوة مفتوحة إلى نظر مدقق، وسيحتاج إلى مراجعات تاريخية أشمل. ولكن هذا موضوع طويل سنكتفي الآن بهذه الاشارة إليه، ولنعد لمقولة محمد جمال بين القوسين (بأعلاه).. المقولة التي لو إننا سايرناها واكتفينا بظاهر أصول الباشا الأميرية الخديوية ــ مع إن هذه الأصول، وكما رأينا، لم تمنعه من الانحياز للثورة الشعبية المصرية على حساب القصر والانجليز ــ لو سايرناها واعتبرنا أنه ممثل تلك النسخة الوحدوية المغشوشة. فسيمكننا عندها أن نفهم ما يريد جمال قوله من إيراده لاسم هذا الأمير لخمس أو ست مرات في مبحثه هذا عن الحقيبة!!
نفهمه كالتالي؛ بما أن لهذا الأمير اهتمامات بالسودان، وبالفنون والآداب السودانية، وبالسودانيين من دعاة وحدة وادي النيل من مختلف التيارات سواء غفلوا عن حقيقة نسخته المغشوشة أو وافقوها، ولأن من ضمن هؤلاء الوحدويين كثير من شعراء وفناني الحقيبة، فإذن لا نستبعد أن هكذا علاقة سياسية قد أدت لتدخله المباشر في التحريض والتشجيع على اصطناع شعر وغناء الحقيبة بما يبعد السودانيين عن ثراثهم الشعري والغنائي الحماسي الجهادي المحرض على التمرد والثورة والاستقلال!! تلك هي فرضية البحث الثانية (بعد مطابقة الزجل الأندلسي) بل هي ثاني أهم مقولاته!! ولكن ما هي الشواهد والدلائل التي يقدمها البحث بين يدي هذه الشكوك، التي لو وردت في سياق غير هذا السياق المفهوم لخطاب وحدة وادي النيل فقد ترقى إلى درجة الاتهام بالعمالة الثقافية، (ألم تفعل بعد؟؟)!! الإجابة هي؛ لا شيء سوى قرينة ظرفية كمثل تكريمه للفنان محمد أحمد سرور وتعميده عميدا للفن السوداني وذلك عند زيارته للسودان سنة ١٩٣٤ وهي السنة التي ويا للعجب قد حكم فيها بالسجن على محمد أحمد سرور في ملابسات اطلاق النار من مسدسه خلال مشاجرة جرت في حفل، ثم في توسط عبدالرحمن (المهدي) لتخفيض الحكم!! المهدي والأمير طوسون.. شفت كيف!!
لقد سافر خليل فرح، أكبر مثقفي الحقيبة وأنشطهم فيها وثم هو أصرحهم في التعبير والعمل وفقا لمبادئ وحدة وادي النيل، سافر إلى مصر لأكثر من مرة ورافق فيها أشخاصا كأحمد الطريفي الزبير باشا الذي لا يمكن استبعاد اتصاله بالدوائر الباشوية العليا هناك، ثم لم نسمع عن استقبال أو تكريم أو تعميد أو أي اهتمام به من مصريين أو في مصر. لا ضمن الدوائر الأميرية أو الدواوين الملكية ولا حتى الدوارات الشعبية!!
ألا يمكن تفسير تكريم الأمير لسرور كمجرد نشاط دعائي لرجل مهتم بموضوع السودان وبتأمين إلحاقه بمصر، وفي نفس الوقت مهتم بالأداب والفنون، فعبر عن كلا اهتماماته تلك عبر تكريم من أوصت به الحاشية وغالبا لم يسمع به هذا الأمير قبلا.. قالوا له سرور فنان السودان، قال فليكن.. وما كان ذاك التكريم ليكون في منزل علدالرحمن المهدي لولا أن سرورا قد كان فعلا ومنذ وقت طويل قبل هذا التكريم، هو فنان السودان الأول وأن عمادته الفنية لم تك أصلا في محل الشك محليا رغم أنها لم تحميه من حكم المحكمة في نفس سنة التكريم أو وقته من السجن كما رأينا أعلاه.!!
مع كل هذا، فلنفترض صحة تدخلات الأمير عمر طوسون، عندها فلا أظن أن إرادته الفنية، حتى لو تأكدت، قد كانت ستكون في وارد خدمة الإنجليز أو بالإتفاق معهم كما تقترحه بعض مقولات هذا المبحث. وكيف سيكون ذلك كذلك وهو الذي لم يوافق على عرضهم بملك مصر والصديق لأعادائهم الوفديين من ساسة مصر!!

كما إنني استبعد منطقيا أن اهتمامات هذا الأمير قد طالت بطموحها إلى مبحث في الذائقة السودانية حتى وجدت به أن الزجل مثلا (ايا كان مصدره) سيكون هو البديل المناسب ليحل محل الفنون الشعرية السودانية الأخرى..
ولكن اصبر لترى… جيمس كري أيضا.. هل كان يتنافس مع طوسون على حب السودان ورفعة فنونه؟!}]

بهذا الصبر، فقد انتهت مراجعتي للاقتباس المهم الذي رايت أن فيه تلخيصا
لأهم مقولات محمد جمال الدين عن الاصطناع الاستعماري للحقيبة.
ولكن، لم تنتهي بعد، المراجعات في المقولات نفسها..
ومنها، كما يلي...

Post: #205
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 09:26 AM
Parent: #1

[٦]
متابعة واستطراد.. في وحول بعض مقولات البحث/البوست/البوستات..

جعفر ميرغني ـ عن الانجليز والتعليم المغاير ـ (إنه يزاوج الثقافة الوطنية لكل منطقة مع النظم التربوية الحديثة.. ) انتهى.. من تسجيل صوتي للإذاعة السودانية موجود في Archives.org
كتب محمد جمال الدين العبارة التالية
Quote: وأظن اختيار النسخة الزجلية السودانية جاء على خلفية الدراسة التي قامت بها السلطات البريطانية 1905-1910 في العامية السودانية لأسباب عملية هي فهم مخيال الإنسان السودان بغرض تسهيل أمور الدولة والمجتمع (سلاسة السلطة ) وضمت لجنة العامية مصريين وشوام متميزين في زمانهم اضافة للقيادة الانجليزية برئاسة جيمس كري وزير المعارف ومؤسس ومدير كلية غردون التذكارية يساعده عمر طوسون باشا حفيد محمد على باشا الكبير.

وأما عن جيمس كري أو كما عرفة محمد جمال:{مدير كلية غردون ومؤسسها الأول ووزير المعارف في الحكومة وحتى العام 1914 والمشرف على لجنة اللغة العامية السودانية 1905-1910 كما هو أيضاً يعتبر مؤسس معهد تدريب المعلمين "بخت الرضا" كونها فكرته}
فأمره عندنا أيضا أن مثله ومثل تدخلات الأمير عمر طوسون.
لا مجال للظن أن إرادته الفنية، حتى لو تأكدت، قد كانت في وارد فرض أي خيار لغوي وشعري على الوجدان السوداني،
أو إنها قد طالت بطموحها إلى مبحث في الذائقة السودانية حتى وجدت أن الزجل مثلا هو البديل المناسب ليحل مكان الفنون القولية السودانية الأخرى أو كما تخبرنا في صراحة عبارة جمال بأعلاه!
ما هذا الظن بالقدرات المطلقة لهذا السيد الانجليزي وصاحبه الأمير؟
ولماذا هذا الاهمال التام للحراك الاجتماعي والثقافي الحادث للمجتمع وفيه؟
نعم هو مجتمع في محل المفعول به استعماريا ولكن ليس لدرجة أن يتم احتلال وجدانه بشعر وغناء مستورد أو مصطنع..
أعتقد أننا هنا بإزاء حالة من العوز المنطقي وضعف يعتري الحيثيات فيخلخل تماسكها.
بل الحقيقة فلربما أن هذا الاستعمار بالذات قد تسبب في انبثاق الحقيبة من حيث لم يحتسب لها ناهيك عن اصطناعها!
أي في كونها تعبيرا مباشرا عن القانون العام للتاريخ الممشهور بــ (قانون التحدي والاستجابة)..
الحقيبة؛ في مقولة غاية التعميم ولكنها حقيقية، هي الاستجابة الحضارية المقاومة للاستعمار ولتمظهراته السودانية.
بل هي الاستجابة الثقافية والفنية والنفسية، العربسودانية بالذات، للاستعمار وما مثله من تحديات حضارية..

وشاهد آخر مضاد لأطروحة المبحث في الاصطناع الاستعماري؛
إن كبير الحقيبة خليل فرح، وكما هو الأشد انخراطا في التحديث الشعري والموسيقي والغنائي،
فهو أيضا أحد أشد الشعراء الأشد مناوأة للانجليز على تخرجه من مدرستهم في كلية غردون..
بل إنه الأكثر إنتاجا للشعر المقاوم المتحدي بالقصائد الرمزية والمباشرة وذلك مشهور بأدلة لا يمكن اغفالها
(عزة في هواك.. و.. نحن نحن الشرف الباذخ) ولا يبدو أن هذا الأمر قد كان مقتصرا عليه وفقط
بل سنعرف من شهادة هاشم عبدالرازق باليوتيوب (الفيديو متوفر في بوست النماذج)،
أن شيخ شعراء الحقيبة محمد ود الرضي أيضا قد كتب شعرا مقاوما،
بينما هناك نموذج عبيد عبدالنور (يا أم ضفاير قودي الرسن واهتفي فليحيا الوطن)
ولعبيد عبد الرحمن مثال لا استحضره، ولمصطفى بطران وربما لأخرين.

Post: #206
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 09:59 AM
Parent: #1

[٧]
وماذا عن محمد ديمتري اكتفيانوس؟
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �
Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �Re: مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت �

هل هو كما يقول فعلا؟ أي أنه حفيد لرودولف سلاتين لأخته التي تزوجت اغريقيا في السودان؟
وأي أخت هذه التي لم يذكرها سلاطين فيما ذكر عن السودان.. الرجاء مراجعة الروابط أعلاه إلى بوست ديمتري البازار.

ربما ستحتاج سيرة محمد ديمتري البازار إلى مؤرخ ينظر في علاقته بجمعيتي الإتحاد السوداني واللواء الأبيض وبثوار ١٩٢٤. وأيضا في علاقته بريجنالد وينجت وبمستر ويليس بتاع المخابرات وبصمويل عطية ونعوم شقير ومستر بيني مدير البوليس وبالسيد يَنِّي نادل المعطم أو (ينِّي البسكر وبغني) الذي يمكن أن يكون شقيقا لديمتري ذاته.. وثم في علاقته بخليل فرح وبالمثقف المخابراتي أيضا والأستاذ في كلية غردون المثقف الكبير ادوارد عطية، وبفناني الحقيبة وشركات تسجيل الاسطوانات المصرية وبكل شيء، فكل شيء وارد!!
لخليل فرح علاقات أكبر وأشد تأثيرا بمن هم أخطر من ديمتري ومعلوم اتصالهم بالمخابرات ككثير من اساتذته الشوام.. فهو متصل أيضا باللبناني السوري الأردني السعودي فؤاد الخطيب (باشا) أستاذ اللغة العربية في كلية غردون ومدرس الخليل وكثير من زملائه.. هذا رجل خطير بحق، فهو أديب وشاعر وسياسي من قادة الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك ومحكوم عليه بالاعدام وهارب إلى مصر فالسودان، ثم وزير لخارجية الحجاز ثم سوريا الهاشمية فمستشار للملك الأردني الهاشمي ثم لعبدالعزير ملك السعودية.. و هو كما (ينِّي) فمن المذكورين في أشعار الخليل، بل هو ينفرد بقصيدة كاملة. ربما لو بحث مؤرخ خلف هذا الرجل وخلف سيرته السياسية والأدبية لوجدناه أكثر ارتباطا وأكبر تأثيرا على خليل فرح وعلى شعر الحقيبة من دميتري البازار ومن جيمس كري ومن عمر طوسون ومن ساسة المصريين والانجليز مجتمعين!!

لكن، فلنرجع لديمتري؛ إن علاقته بشعر وغناء الحقيبة معروفة ومحصورة بصداقته لهؤلاء الشعراء الكانوا من زملائه في الكلية.. ثم بمبادرته التجارية في تسجيل الأغاني (عبدالله الماحي وزنقار) على أسطوانات وثم القيام بتوزيعها تجاريا ثم تبنيه لغناء ومغنيات التم تم.. ربما لو لم يفعل ديمتري ذلك، لما كان هذا الحوار الدائر الآن.. ولكنه، منطقيا وفنيا فلم يك ليقدر أن يملي على عبقرية سرور أو على انفعالاته المتطرفة، أية أسرار أو تعليمات لحنية..

ولأسباب شرحتها في بوست جمال عن ديمتري، فلا أعرف (بل أشكك) في حدود أو طبيعة علاقته العاطفية مع ذكرى جده (المدّعى) رودولف سلاتين، التي لو صحت، فيمكن ولأسباب نفسية معقدة، أن يرجح الكره فيها على المحبة. ولكنني أعرف أنه قد تعرض للفصل من الدراسة في الكلية لأسباب يقول هو أنها بسبب أنشطته السياسية مع هؤلاء الزملاء أصدقائه. أو، كما ارجح، لأسباب تربوية أو أخرى مسكوت عنها. ذلك أن والد أحد زملائه المفصولين معه، وكان مدرسا في الكلية، قد رفض أن يستأنف قرار فصل ابنه إلى هذا المدير الشهير مستر يوديل [أنظر سيرة الأخير في الشعر البذيء الغاضب لحسين منصور]..

وكذلك نعرف أن دميتري البازار لم يكن شاعرا ولا ملحنا ولا مغنيا يملك من الحيثية الأدبية والفنية ما يؤهله ليقترح أي نمط شعري أو غنائي على الآخرين كما فعل ابراهيم العبادي مثلا وخليل فرح بلا أدنى ريبة ولا شك..

وحتى لو كان البازار عميلا مندسا، فهو أضعف مقدرة فنية من أن يملي مدرسة شعرية بكاملها، ولكنه على أية حال هو قد خدم الفن السوداني من حيث قدر له، وايضا فلم يضر الحركة السياسية الوطنية، التي اشتهر فيها بعض العملاء الآخرين ثم سكت الناس عن فضحهم.. يعني؛ لو كان يمكن أن يكون غير الذي كان، لكان.. مش كدا؟[انظر كتاب (ملامح من.المجتمع السوداني) لحسن نجيلة مثلا]..


فقط، للتذكير:
إشارة:
جمعية الاتحاد السوداني في حوالي ١٩١٩-١٩٢٠عبيد حاج الأمين، توفيق صالح جبريل، سليمان كشة، محي الدين جمال أبو سيف، مصطفى أبوشرف، عبيد حاج الأمين – توفيق صالح جبريل – محي الدين جمال أبو سيف – وإبراهيم بدري – وسليمان كشه .
اللواء الأبيض ١٩٢٣ علي عبداللطيف وعبيد حاج الأمين، صالح عبد القادر، وحسن شريف، وحسن صالح المطبعجي، ومحي الدين جمال أبو سيف

كان خليل فرح عضوا في جمعية الاتحاد السوداني التى تكونت في منزل محى الدين جمال ابوسيف ومن اعضائها المؤسسين توفيق احمد البكرى وبشير عبد الرحمن وكلهم كانوا من طلاب كلية غردون،
وكان هدف هذه الجمعية وحدة وادى النيل ثم صار من اعضائها : مدثر البوشي ، الامين على مدنى ، عبيد حاج الامين ، بابكر القبانى ، توفيق صالح جبريل وغيرهم.

إشارة:
كان السوري فؤاد الخطيب أستاذا للعربية في كلية غردون ومدرسا للخليل وزملائه، ربما لو بحث مؤرخ خلف هذا الرجل وخلف سيرته السياسية والأدبية لوجدناه أكثر ارتباطا وأكبر تأثيرا على خليل فرح وعلى شعر الحقيبة من دميتري البازار وجيمس كري وعمر طوسون مجتمعين..!

إشارة:
كما لاحظنا في المقتبس الكبير الذي ناقشته في الأعلى؛
لقد جرى ذكر السيد ديمتري البازار لثمان مرات.. ولكنه مذكور في البوست بما لا يحصى،
ماذا نقول؟ إنها بعض استراتيجة بث الشبهات وتوليد الغموض..
يجب توطيد علاقة ديمتري المدعاة بسلاطين أكثر مما هي وطيدة، وعلاقته بالبوليس أيضا وبالذات فيما يخص الحقيبة.
ولكن، هذه تكتيكات كتابة ابداعية تجويد للحبكة وتصعيد للدراما، وليست من تقنيات الكتابة البحثية؛
انظر، الله يهدينا ويهديك،
{كلمة سر سرور!!}
كلمة سر الشعر مع العبادي ثم في لحظة ما أبوصلاح وخليل فرح وأخيراً سيد عبد العزيز!!}
وتم تكريمه بواسطة أمير وباشا مصري من دعاة الوحدة المغشوشة!!}
وتم التنسيق مع الشرطة لتنظيم حفل غنائي لأول مرة في البلد!!}
[هذا أصبح تنسيقا للأعمال الحقيبية مع الاستعمار وكأن أعمال سوق الخضار مثلا كانت تتم بعيدا عن مراقبة واوامر برمبل!! ]
{وفكرة الحقيبة جاءت من الاستعماري جيمس كري عبر لجنة لدراسة العامية السودانية!!}
[أين هي توصيات هذه اللجنة؟؟]
[وهل ثبت أن جيمس كري قد درس التاريخ الأدبي للزجل وعرف مناسبته للحقيبة
ثم استدعى العبادي وسرور ليملي عليهما؟]
أو ربما بواسطة ديمتري البازار؟]
هذه الملاحظات والأسئلة ليست للمغالطة، هي فعلا تبحث عن إجابات مقنعة فإن لم تجد سيكفي أن تبقى كتنبيهات!!

Post: #207
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 10:08 AM
Parent: #1

[٨]
عن شبهة لندن وحقيبة الفن:-

لا أظن أن بث أغنية الحقيبة من لندن بواسطة المذيع (صلاح أحمد محمد صالح) يمكن أن يقوم شاهدا على أي موضوعية لأي اصطناع استعماري كما يريد أن يوحي المبحث وكاتبه جماليا. هذا لأنه وبحسب رواية صلاح أحمد محمد صالح نفسه (الفيديو متوفر بالصفحة السابقة) نفسه، فق كانت مصادفة في مجرد برنامج عن (تاريخ الفن السوداني)، وأولى أغنياته فهي بالذات أشهر أغاني العهد المقاومة للاستعمار، وقد تم تقديمه بمحض الصدفة في سنة ١٩٥٣ أو ١٩٥٢ أي في سنة الحكم الذاتي بالتحديد، أو في الوقت الذي كانت تتم فيه مفاوضات الحكم الذاتي قريبا من الاتفاق على خروج الانجليز من البلد. كيف يمكن أن يقوم هذا دليلا على الاصطناع الاستعماري؟..

أما الذي لم افهمه قط فهو اصرار البحث/الباحث على الفصل بين الحقيبة (الأغنية) والحقيبة (الشنطة)، وذلك بتكرار الإشارة لعدم وجود حقيبة حقيقية تحتوي على الأسطوانات المعنية!! ومع إنه صحيح جدا أن ليس لهذا الاسم معنى قد يساعد على تصنيف هذا النمط الزجلي الغنائي وهذا مما يؤسف له، ولكن فيديو الأستاذ صلاح المثبت في هذا البوست يقول بوضوح شديد أن حقيبة ما قد كانت حاضرة وسببا في الاسم الذي لحق بغناء الفترة المعنية.. صلاح قال ما يفيد بأنه؛ في دورة البرنامج الثانية من إذاعة (هنا أم درمان)، فبالفعل كانت توجد حقيبة بعينها وأنه استخدم صوتها فتحا وقفلا كمؤثر صوتي..

طبعا البرنامج بث بالصدفة (شفت كيف!) من لندن (في سنة ١٩٥٣) يعني بأيام مفاوضات وبعهد الحكم الذاتي على نهاية أيام الاستعمار قريبا من عهد الاستقلال (خلي بالك!)، وقد كان اسمه الأول من لندن هو (من تاريخ الفن السوداني). وأما من (هنا أم درمان) فقد كان أول اسم لبرنامج مهتم بغناء الحقيبة، هو (من أغنياتنا القديمة). ويبدو أن كلمة (حقيبة) قد أتت لاحقا في (١٩٥٤) مع عودة صلاح من لندن بعد انتهاء فترة تدريبه كإذاعي.. الواضح من الاسماء المختلفة للبرنامج ومن حكاية صلاح عن (الحقيبة) هو إنه قد استخدمها كمجاز وكناية عن الذكريات الفنية التاريخية القديمة (حقيبة الذكريات/حقيبة أغنياتنا القديمة) وقد اتفق له في ملابسات خاصة بعلاقته مع اسطوانات الغناء ومن وجود فعلي لحقيبة ما..

لكل هذا لا أفهم فيم سيفيد التكرار والاصرار على أنه لم توجد حقيبة حقيقية.. بل وجدت.. فضلا أستمع لتسجيل صلاح الموجود بأول الصفحة الثانية، الذي يقول فيه: إن الاسم (حقيبة الفن) اسم (رمزي)!! يعني مجاز عن ”ذكريات الماضي الفني‘‘،،، ويواصل قائلا: ’’لكن فعلا كانت هناك شنطة تتبع لناس الأخبار، "شنطة تقيلة وليها طبلة كبيرة ومفتاح وليها صوت ينفع كمؤثرات صوتية"!!

يعني، ممكن نقول أن هذه التسمية قد استسهلت الأمر ولم تنتبه لما قد تسببه من التباسات لاحقة تتعلق بالتصنيف الأدبي، وبتنميط زجل (الحقيبة)!!
لكن لاشيء أكثر.. ليست قرينة على أي شيء.. وليست وهما ولا كذبة.. وبالتأكيد فليست تضليلا متعمدا لاخفاء أية حقائق..
وماذا يحدث الآن لو أطلقنا على هذا النمط الزجلي السوداني، شديد التقليد للأنماط التاريخية المصدرية، اسم (زجل الحقيبة)، ثم نشرح؟ لا شيء!!

Post: #208
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 10:17 AM
Parent: #1

[٩]
عن علاقات الحقيبة مع الطنابرة ومحمد ود الفكي وعن سيرورة التطور:-

على مستوى أخر، لم أر وجها لاستبعاد البحث لتأثير ما سبق من الفنون ومن المغنيين كمحمد ود الفكي مثلا ومذهبه في الغناء. فقد أقر بأثرهما الكبير في هذا التحول الفني، كبير الحقيبة نفسه إبراهيم العبادي حين يقول: طورنا الشعر وحسنا من ألفاظه ومعانيه وأجريناه على نفس الحان من سبقونا.. الذي أعتقده؛ أن طريقة ود الفكي في الغناء بزجل غنائي تقليدي بسيط جدا واقل قيمة فنية من الحقيبة، لا تزال تعيش وتتبع في مناطق نهر النيل وجوارها الأبوابي تحديدا.. وكما لم أفهم استبعاد هذا البحث لتأثير الأفراد أمثال ود الفكي على جماعة الحقيبة، فكذلك لا أعرف لم أهمل الإشارة الموضوعية إلى درجته في السلم التطوري للغناء السوداني كنوع وكتنويع ايقاعي وطريقة أداء مختلفة من طبقة أعقد فنيا وتتجاوز الطنبرة التقليدية برمياتها من الدوبيت أو أقل منه، وبكريرها الأبسط تركيبا وأدنى لغة وتنغيما من الطريقة الكبوشية كما اشتهرت بمحمد ود الفكي!! (ملحوظة قد تكون ذات مغزى: الرمية من الـ(رمي) الذي هو معنى من معاني الـ(زَجْل) بسكون الجيم وكلمة (زَجْل) هي جذر الزَجَل بالفتح كما قالت القواميس ودارسو الزجل.. يعني بالسوربية ممكن تقول للرمية زجلة !!) وشاعرنا العبادي قال: ليك اخراج درري الغوالي وأنشي (شعري وزجلي وموالي) في سناك قليل يا جميل.. وفضلا راجع تسجيلات ابراهيم العبادي أعلاه في الصفحة الثانية..

وصحيح أنه منطقي جدا أن أغنية الحقيبة لم تولد من حادثة اضراب الطنبارة، أو أن محمدا ودالفكي لم يسهم فيها بسهم وافر نسبة لعدم استقراره في مركز دائرة الحدث الحقيبي وهو الأمر الذي يحاول البحث تفسيره بما يشبه نظرية المؤامرة ولكن دونما أي حيثيات مقنعة. مع أن العبادي وهو من هو في الحقيبة كان قد قال إنه ظل يتحرى أماكن الحفلات ليتابع أغاني ود الفكي وثم يؤلف شعرا على منوالها الكبوشوي. وكذا فقد ثبت من أقواله إنه كان يعرف ويحفظ أسماء عدد كبير من شعراء ما سبق الحقيبة من منطقة ود الفكي (ألبواب) ومن غيرهم، وإنه كان يردد اشعارهم التي سعى لاحقا في تجاوزها. وقال بالتحديد إنه قد كتب شعرا محدثا (مدينيا) بمعاني وأسلوب جديد ولكنه معمول على ’’أوزانهم‘‘ وملحّن كما جاري ألحانهم (أنظر الفيديوهات أعلاه في الصفحة الثانية)..

وكذلك، فقد عرفنا أن محمدا ود الرضي قد كتب كثيرا للطنابرة، وأن سرورا نفسه قد كان طنباريا عريقا.. كما أن وجود الطنابرة في حفلهم الأخير مع “سرور” وحتى قبيل انقلابه على كبير الطنابرة عبدالغفار الماحي، كلها شواهد كبيرة على تعاون فني مشترك لا يمكن معه أبدا أبدا أبدا استبعاد علاقة الحقيبة مع نوع وفنون ولحون وطريقة ود الفكي والطنابرة..
لكل ذلك فلا أجده منطقيا أن نستبعد مثل هذع العلاقات، بل توجد هنا ملابسات وشواهد تؤكد التأثير والتأثر المتبادل من كل بد.. أعتقد أن اي إشكالية حول هذه العلاقة الفنية ستكون إشكالية في التوثيق للمرحلة أكثر منها إشكالية تلفيق فني واصطناع من العدم.

تقول الويكبيديا: {وكوّن سرور أول ثنائي مع الشاعر العبادي سنة 1919 وبظهورهما انتقلت الاغنية السودانية من أغنية (طنبارة) إلى أغنية حديثة، ومن أشهر أغنيات الثنائي: (ببكي وبنوح وبصيِّح للشوفتن بتريِّح* فرع النقا المميح منو المسك بفيــــــح) ويعتبر سرور حسب روايات الرواة هو مبتدع الاغنية الحديثة حيث كان مجمل الغناء يتم بمصاحبة الطنبور حتى حدث اضرابهم في ليلة من الليالى ما غيَّر وجه وتاريخ الأغنية السودانية.}
وتقول الويكيبيديا: {أن الشاعر و الملحن عبد الرحمن الريح قد قال: إن سرور ظل طوال السنوات التي تلت افتتاح الاذاعة ينشد ’’الدوبيت‘‘!!} وتزيد الويكيبيديا أنه؛ {بعد أن غنى سرور ونجح بشكل أساسى باسلوب الرمية، حاول تطوير الناحية الإيقاعية ومن بناء الجمل الموسيقية. ومن الضرورى أن نشير إلى إنه وعلى خلاف محمد ود الفكي وخليل فرح، لم يكن سرور في ذلك الوقت أحد ملحنى الرميات، بل كان مؤديا فقط. ولكن عندما تفتحت مواهبه واعترفت به الجماهير وصارت تطالبه بالجديد بدأ يلحن مثله مثل سائر المطربين البارزين..} وتستمر الويكيبيديا فتسرد ما قاله الشاعر عبيد عبد الرحمن: {أن سرور هو أول من أدخل الموسيقى في الغناء بالاذاعة وذلك عندما صدح باغنية "المتطوعات" و لقد أداها سرور بمصاحبة عازف العود الموسيقار إسماعيل المعين..}
ما هذا المسرود بأعلاه؟ هذا تسلسل منطقي جدا لسردية التطور الفني عند سرور وفيما حوله.. تطور سريع جدا جدا ليعبر عن سرعة التحولات في الوضع الاجتماعي والثقافي والسياسي أيضا، ملفت للانتباه ومثير للاعجاب ولكنه ليس تطورا مريبا.. والأهم هو أن كل هذه السيرة هي من المتواتر بلا انقطاع عن رواة عدول بلا حصر.. كيف مع مثل هذه السردية المتماسكة يمكنك ألا ترى إلى العلاقات التطورية الطبيعية في تاريخ الأغنية واللحن والموسقة والشعرية الغنائية السودانية؟ هل بعد هذا يمكن الاستمرار في القول بأن الحقيبة قد نبتت اصطناعا بلا جذور وعن لاشيء شعري وفني بينما هاهي أمامنا تتشابك غابة من الجذور والأنساغ المحلية الأصيلة التي نمت متفاعلة في مفاعلات التحول الاجتماعي والظرف السياسي والثقافي..

Post: #209
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-23-2018, 11:38 AM
Parent: #1

[١٠]
بما أنني أود لو ازعم أنني قد قلت كلما عنّ لي. وأنتهيت.. أرجو إلى خير، وبما ينفع البوست وموضوعاته.
فشكرا يا محمد جمال الدين، أن تحملتني وقراءاتي وكتاباتي المؤجلة ثم المطولة..
لم يكن بمقدوري سوى التداخل بهذه الطريقة، فمبحثك مكتمل أصلا بل ومتفرع فرأيت أن لا بد من قراءته قراءة موازية وفي طيها نقدي لكلياته.
كثير من مداخلاتي الأخيرة هذه معدة من قبل، لم اراجعها مؤخرا إلا قليلا، ولكنني وددتها لو تكون في ترتيب قريب من ترتيبك للمواضيع..

الآن يمكنك أن تغالطني/ تغلّطني/ تجري نقدا على نقدي/ تستفيد مما قلته أو ترمي به عرض الحائط.. أنت حر وحر،
وأنا كذلك حر، فقد اوفيت بالتزامي لنفسي بهذه المقاربة تعبيرا عن الإعجاب والتقدير.

بقي أن أثبت شديد تقديري للجهد الكبير والتفكير الجريء الذي بذله لنا محمد جمال الدين في هذا الموضوع وفي غيره من مواضيع.
وأيضا أن أكرر أعجابي الكبير بمقدرته على إثارة الأسئلة المهمة وبجرأته الفكرية في مقاربتها..
في ظني، أن كلا من المبحثين الكبيرين لهذا البوست/المبحث،
قد يصلحان كموضوعات لأبحاث أكاديمية منهجية، على الأقل تستهدى بأسلئتهما التي أثارها الكاتب.
كما أنني أظن أنه بقليل من التأطير المنهجي وتطوير المبحث نحو التحليل الاجتماعي، فهذا مشروع جاهز لكتاب أو كتب ربما..

لقد شننت نقدا، قاسيا ربما، ضد طريقة الكتابة الدرامية التي كثيرا ما لجأ إليها الكاتب في معرض البحث التاريخي،
ولكن رب ضارة نافعة، فهذه الطريقة قد سلطت الأضواء وساعدت في تبئير بعض الجوانب من شخصيات هي بالفعل غاية في الدرامية..
كمثال على ذلك شخصيات كل من ديمتري البازار الذي ناقشنا بعض دراميته بالأعلى وأيضا شخصية الفنان محمد أحمد سرور..
هذا الأخير بالذات فقد ذكرتني شخصيته المبادرة والمبدعة والغرائبية والمغامرة والمحاطة ببعض الغموض،
ذكرتني بالغموض الذي أحاط بشخصية الشاعر الفرنسي (أرتور رامبو) الذي أيضا قد انقدحت عبقريته في عمر مبكر جدا
ليذهل الناس بشعره قبل أن يذهلهم وحتى يومنا هذا بهجر الشعر وبلاده كلها إلى مغامرته الهررية العدنية
التي تشبه مغامرات سرور المصرية السعودية الحبشية وكذا هجره للغناء وأم درمان ليموت في غريبا في أسمرا!!.

++++
ربما سأعود مرة أخرى، بل لابد سأعود لو حيينا، لتحرير وعرض وتلخيص موضع الاتفاق من مواضع الخلاف،
وعسى كله في مداخلة واحدة، تراوح وتصلح لثلاث بوستات على الأقل مما بين يدينا من بوستات جمالية، هههها..
وإلى ذلك الحين، فجاهزين لآي مغالطة،،
وعندها فساستعين بأحمد طراوة وكافة أشياخنا الحقيبيين...ههههههههها..
http://sudaneseonline.com/board/303.html
تكتر تقللل نجيب ليك فيديو حقيبة. ذكرتني، نحتاج واحد الأن هههها...
مما يطلبه المستمعون. الشاب دا فنان شديد ياخي.



Post: #210
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-24-2018, 03:01 PM
Parent: #209

أهلا وسهلا هاشم وشكرا جدا للاهتمام والمتابعة والرصد والتعب.. سعادة بيك ورأيت دوما متعة.. طبعا الكتابة متعبة.. وانا غلباوي :) .. المهم الغلبة ستتواصل ولا غلبة في دنيا العلم بالشي فالمعرفة بحرا ما ليه ساحل.

فقط أريد في هذه العجالة أن أوضح نقطتين الأولى:

الاولى أنني عندما أقول خلاصات البحث أعني النتيجة التي وصلت لها وفق الادلة التي اطلعت عليها من الوثائق المتوفرة وأقوال شهود العيان والنظر في ملابسات الواقع المعاش تلك الأيام التي نشأ في كنفها شعر الحقيبة وأنتهى أيضا في ظلها كلونية شعرية حوالي 1921-1945. وهنا ما عندي اي تصور أن تلك الخلاصات نهائية وإنما أتمنى العكس أن أسمع فرضيات أخرى لكن معضدة بالأدلة المقارنة النافية علميا لتلك الخلاصات المعنية أو فرضيات مضيفة أو مكملة أو أي شي مفيد للعلم افضل بالشي.. ولذا هنا لا تعصب أعمى من المفترض لاننا أمام مزاعم علمية.

والثانية يجب التفريق بين النص الشعري للحقيبة واللحني.. فالنص أصله زجل (بالمعنى الاصطلاحي) واللحن والايقاع شي آخر .. وفي هذه الحالة ممكن تكون مرجعيته في التمتم والسيرة او/و المديح وذلك هو الشأن الآخر (اللحن والايقاع ) غير النص الشعري.

ونجي لقدام نجدد التحية والولاء للولد الهميم هاشم بن حسن وربما اقول شيئا حيال مقاطع من كتابته الجديدة دون أن اكرر نفسي بقدر الامكان... ولو كثير من كلامه الاخير مكرر هههه مساء الخيرات




Post: #211
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-24-2018, 03:12 PM
Parent: #210

لماذا إذن لم تأتي الحقيبة على لونية السلم السباعي اللحنية بما أن نصها من لونية الزجل؟

Quote: والثانية يجب التفريق بين النص الشعري للحقيبة واللحني.. فالنص أصله زجل (بالمعنى الاصطلاحي) واللحن والايقاع شي آخر .. وفي هذه الحالة ممكن تكون مرجعيته في التمتم والسيرة او/و المديح وذلك هو الشأن الآخر (اللحن والايقاع ) غير النص الشعري.


سؤال جايز.. والإجابة قالها بها دميتري البازار دون أن يطرح عليه السؤال: كنا خايفين الناس ما تقبل الغنا الجديد.. تخوف منطقي!.


Post: #212
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-25-2018, 11:52 AM
Parent: #211

تحياتي محمد،
لغاية ما أرجع ليك بقول ما أو يأتي من يقول عن موضوع وشأن (اللحن والايقاع)،
هاك عليك النبي استمتع بالتسجيل دا وأرخي أضانك وعقلك زيييين، لكل كلام عميك عمر البنا وعتيق،
ستجد فيه، كما في كلام العبّادي، مداخلا إلى البدايات الشعرية واللحنية وإلى كرومة.
كرومة.. لم نتحدث عنه كثيرا هنا.. لكن طالما الكلام دخل سوح اللحن والإيقاع.. فلابد إذن من كرومة..



ودي زيادة طراوة من جهات أحمد عبدالفتاح طراوة.. فيها من ضمن ما فيها.. مفاتيح تنوء بها العصبة، لمغاليق عددا.
http://sudaneseonline.com/board/303/msg/1252555016.html

Post: #213
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-25-2018, 06:06 PM
Parent: #212

الفيديو فيه مادة خام قيمة للدراسة والتحليل وقبل ذلك ممتعة.
لم أجد الجزء الأول منه بعد. إن شاء الله يكون عندك فكرة هاشم.

Quote: تحياتي محمد،
لغاية ما أرجع ليك بقول ما أو يأتي من يقول عن موضوع وشأن (اللحن والايقاع)،


تمام في انتظارك أو من شاء من العارفين الذين يودون التعليق أو الإضافة. . الايقاعات والالحان لم تكن في دائرة البحث بل ركز البحث على مرجعيات النص الشعرية المحتملة كما أنت عارف طبعا والظروف السوشيولوجية والسياسية التي نشأ في كنفها شعر وغناء الحقيبة. ولكن طبعا الايقاعات في السودان موضوع كبير وممتع ومتعلق بالموضوع.


Post: #214
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-25-2018, 06:21 PM
Parent: #213

قصيدة أبو صلاح الفخيمة أدناه إنموذج بديع للزجل السوداني "الحقيبة".. ولحسن الصدف أن كلمة (زجل ) وردت في القصيدة بمعناها الاصطلاحي تماما (إنشاد وغناء ): مالت فروع الدوحة
تصطنت الزجل.

شوف يانسيم محبوبي
اين اليوم نزل
اين احتجب بي حسنو
عن طرفي اعتزل
شوف يانسيم زهر الرياض
ليك مبتذل
والنـزهة ليـك لاشك
مسطرة في الازل
مابين اكمام البساتين
لم تزل
تلـتف بيـن اوراقـا
تلتمـس الغـزل
الطير ترنم بالشعر
غني ارتجل
فوق منبر الغصن
الطري السامي الاجلّ
مالت فروع الدوحة
تصطنت الزجل
ام مـن رنين الـورقة
صـداها الخجل
لف يانسيم داخل
الربوع رايق وسل
جـاذب فؤادي الليهو
دون امـر ارتسل
قول ليهو عاشقك
للامر طاع وامتثل
جيب رد خطابو
الاحلي من صافي العسل
ضامر مهفهفة قامتو
والجيد اعتدل
طـال الشـعر لـي
محبك الدرع انسدل
عام صدرو بي ثمارو
الكتف لادن هدل
ايـدينواليـن مـن
قـواطـين الجـدل
في المشية شابه
مشية الخيل في الوحل
فـاق الظبي في
الضمرة والجيد والكَحل
شوف يانسيم من هجرو
كيف جسمي انتحل
مـع انـو سـاكن قلبي
في اقرب محل
مابين اماني الزورة
في رُبّ ولعل
بين نار هواك الشابة
في جسمي اشتعل
يالعابدة تيهك والدلال
الدون زعل
انـا راضـي بي حكم
الغرام مهما فعل




Post: #215
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-25-2018, 06:44 PM
Parent: #214

ثلاث مدارس شعرية لفن الحقيبة "الزجل السوداني": فرضية قيد البحث!

لاحظت خلال البحث أن هناك ثلاث مدارس شعرية مختلفة في الأسلوب ولكنها متبعة ذات اللونية "الزجل":

1- مدر مدرسة الشاعر العبادي والشاعر أبو صلاح أصيل فيها. وهي المدرسة الأم الطاغية ويتبعها معظم شعراء الحقيبة وفنانيها.. تاثرت بازجال صفي الدين الحلي وتقي الدين الحموي وإبراهيم الغباري وهؤلاء كثيرهم تاثر بالحاج بن مقاتل وجميعهم عاش في الفترة بين 1250و 1500م أي زمن العهد المملوكي في مصر والشام وجميعهم أخذوا من الأزجال الأندلسية الصافية قبل أن تتأثر الشعوب اكثر بالأستعمار التركي ثم الجديد الغربي وحدوث تحولات اجتماعية كبيرة أدت بدورها إلى تغيير ما صغير او كبير في اللجهات العربية العامية.

2- مدرسة الشاعر والملحن خليل فرح.. متفردة جدا .. لم اصل بعد بالدقة الكافية إلى تحديد مرجعياتها الاسلوبية المحتملة كما المدرسة الأولى ولكن على وجه العموم اجدها متأثرة بالزجل الشامي القديم.

3- مدرسة الشاعر سيد عبد العزيز وهي خليط بين المدرسة الأولى وشي جديد مختلف الاسلوبية وهو الزجل/الحوزي المغاربي (الجزائر والمغرب).

خلال سرد النماذج المقارنة حاولت أن أبين هذه النقطة المعقدة (المدارس الاسلوبية ) والتي تحتاج المزيد من الدراسات المتأنية.. ولذا برغم التقدم الذي أحرزه البحث حيالها إلا أنني ما زلت اعتبرها فرضية قيد التحقق.

Post: #216
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-26-2018, 03:00 PM
Parent: #215

مما أثار فضولي في نفثات اليراع 1936

ان محمد عبد الرحيم صاحب كتاب نفثات اليراع في الأدب والمجتمع السوداني الصادر سنة 1936م بدأ كتابه بسرد ملامح للغناء في السودان.. وأهدى كتابه بمقدمة ثناء للامير عمر طوسون باشا.. وتحدث بشكل مستفيض عن الحركة الأدبية السودانية (الغناء والشعر) في بداية القرن العشرين وقفز بعدها بشكل مفاجئ الى سرد مؤجز لتاريخ الأندلس وركز على الحركة الأدبية والشعرية انها.
وإن الكتاب تمت مراجعته والمصادقة عليه بواسطة مستر هملتون أحد أعلام الادارة الانجليزية في السودان مما يؤشر من جديد إلى الرقابة المحكمة على الحركة الثقافة والفكرية في سودان ذلك الزمان.

----
بوست من الفيسبوك
https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10217440556589570andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10217440556589570andid=1344875921

Post: #217
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-26-2018, 04:45 PM
Parent: #1

Quote: لماذا إذن لم تأتي الحقيبة على لونية السلم السباعي اللحنية بما أن نصها من لونية الزجل؟

تعرف يا محمد، لو تعمقت في سؤالك دا، فاجابته لوحدها ستكون كافية لنفي أقوالك (السابقة) بالتطابق بين الزجلين السوداني والأندلسي.
أقول السابقة لأنني لاحظت استخدامك المستجد لكلمات مثل (الأثر، التأثير والتأثر) بدل التطابق والباكيج والكليات أو فلا!
شوف، رغم استعارة الحقيبة لكثير من شكليات وآلات التخت المصري، المثلث والرق والصاجات ثم كمان وأكورديون وعود،
بل ومحاولات خليل فرح وغيره حتى أول عهد اسمعيل عبدالمعين، للتلحين بالسلم السباعي،
فإنها جاءت موزونة لحنيا على ايقاعات الغناء السائد وكذا ألحان المديح، الخماسية،
وسوى بدايات لمحاولات على إيقاع مولّف (كالنقرزان) ولا غرابة، ففي ايقاعات المديح توليد وتوليف،
فقد تمتمها بالكامل كرومة، وستجد تفاصيل ذلك في بوستات طراوة..
عمر البنا قال: طريقة الغنا الجديدة بالصفقة، أخذناها من نساء السيرة.. ولا فضل لسرور في ذلك.
كلو سوداني وخليك سوداني!

لماذا؟
لأن شعرها نفسه موزون على التنغيم السوربي (العامي العربي السوداني)..
لأنها كما قال العبادي منشأة على وزن الألحان التي كانت في الساحة.
شعر مثقف لغويا وموضوعيا، لكن بنفس الوزن واللحن..
يعني تصاعد شعري/لحني على خطى الموروث.

دي نقطة أولى.

Post: #218
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-26-2018, 05:13 PM
Parent: #1

Quote: فرضيات أخرى لكن معضدة بالأدلة المقارنة النافية علميا لتلك الخلاصات المعنية أو فرضيات مضيفة أو مكملة أو أي شي مفيد للعلم افضل بالشي..

الفرضيات الأخرى اصلا موجودة، بأدلتها التي تحاول تفنيدها أنت وهذا حسن، ما نحاوله هنا تفنيد فرضياتك الجديدة ما لم تتوفر عليها الأدلة.
كثيرون أشاروا إلى علو كعب الحقيبة الشعري، إلى علاقتها بتقاليد الأدب العربي، بالقرآن، بأمهات كتب السيرة والأدب وحتى بالموشح بالذات..
أنت أول من قال صريحا بعلاقتها بالزجل وقد قدمت ما يكفي من أدلة بين يدي قولك هذا.. فاقتنعنا به،
على الأقل أنا اقتنعت به، وأظنه فتحا أدبيا سيفتح الباب أمام درس جاد للشعرية العامية السودانية ولشدما نفتقده.
الذي لم تقدم عليه الأدلة الكافية هو كل ما عدا ذلك تقريبا من زعومات البوست/المبحث..
هذه هي ما نحن بصدد اختبارها منطقيا.. حتى لا تندرج تلقائيا في الأوهام الخالدة هي الأخرى.

Quote: يجب التفريق بين النص الشعري للحقيبة واللحني.. فالنص أصله زجل (بالمعنى الاصطلاحي) واللحن والايقاع شي آخر .. وفي هذه الحالة ممكن تكون مرجعيته في التمتم والسيرة او/و المديح وذلك هو الشأن الآخر (اللحن والايقاع ) غير النص الشعري.
ألست أنت من تقول أن الزجل اصطلاحا هو (إنشاد وغناء) ــ رغم تحفظي ومعي أبو الفرج الأصفهاني على هذا التعريف ــ إذن كيف ولماذا تريد الفصل والتفريق بين النص الشعري للحقيبة واللحن.. الموشحات والأزجال والمواويل التي كتبت للغناء حصرا، فقد كتبت في بيئة موسيقية بعينها ولتناسبها ايقاعيا.. هذا بديهي.. وهذا سينعكس على أوزانها وبنيانها، أيضا بديهي.. لذا قلنا بأن شعر الحقيبة هو أيضا كشعر الدوباي المربعات أو الربق وغيره، هو ابن البيئة اللغوية/الإيقاعية السودانية وإن شئت، فالأبوابية بالذات.. فصلك للشعر عن الإيقاع، تعسف لغوي وأدبي وموسيقي شديد..

بالله انظر في قصيدة أبوصلاح التي أوردتها كمثال على الأفضلية الفنية للزجل السوداني،
هل يمكنك أن تقراها مربعا مربعا وكل مربع منها مكتمل المعنى؟
هل تجد فيها مطلعا ودورا وقفل وخرجة كما أزجال الأندلس الأولى؟
تعرف لماذا؟
لأنني أظنها من أول شعر الحقيبة.. مربعات من المواليا استطالت لقصيدة.
ولأنني أظن أن تجربة أبو صلاح الشعرية التقليدية، على تفوقها، فهي راسخة في الموال السوداني، منذ الطنابرة والرميات، وبما لا يسهل معه تطبيعها على غير ذلك من أشكال/بنيات شعرية.
وإذن فهو بالذات، أي أبو صلاح، من يمكن أن تجيب لنا تجريته أيضا عن هذا السؤال:
Quote: لماذا إذن لم تأتي الحقيبة على لونية السلم السباعي اللحنية بما أن نصها من لونية الزجل؟

والذي، أي السؤال، سأعود إليه.

Post: #219
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: تماضر الطاهر
Date: 10-26-2018, 05:27 PM
Parent: #218

سلام لصاحب البوست وضيوفه الكرام
وتحايا عذبة وندية لأستاذي العزيز هاشم الحسن
تقبل مودتي وشكري..وأتمنى أن يتواصل هذا المد الجميل هنا وهناك..كما أتمنى أن نتابع ما يتعلق بالمديح وأوزانه بالمقارنة مع الأدب في السودان في بوست منفصل وأنا جد محتاجة مساعدتكم لإستكمال ما بدأت وهي محاولات خجولة للتوثيق لبعض الرواة.


Post: #220
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-26-2018, 06:52 PM
Parent: #219

تحياتي وسلامي بشاعرتنا تماضر صاحبة اللغة الواصلة،
عساك بخير وفي تمام العافية.. طمنينا.
بالأمس كنت بصدد الموشحات ثم شغلتني فيديوهات خبر خاشقجي عليه الرحمة.. سنرجع..

يا ستي، منذ الآن، أعرف أن كتابتك عن المديح ستكون مبحثا رائعا بحق.
ذلك لأنه واضح ومعلن حبك الشديد للمديح وأهله..
وكل مقاربة عن حب ومعرفة فستسهل لها المكاشفات وتنفتح أبواب الدخول إلى الأسرار..
وفعلا، كما قلت لمحمد، إن الشعرية العامية السودانية كلها،
بما فيها أدب المدائح من أول عهدها، وحتى يوم الناس هذا، فهي معماة في الشفاهة والعادة،
وثم ضرورة، فهي تحتاج إلى الدرس الذي يكشف عن أوزانها وعن بنيانها اللغوي وعن هياكلها الفني
وليحدد الفروقات بين أنماطها، ويشير إلى مصادرها ولعلاقاتها بالتراث الشعري في اللغة المعنية..
بالمجمل، كل ما يتعلق بها.. ثم الايقاعات المتنوعة والألحان المتفردة واختلافاتها بين المناطق
وبين الطرق الصوفية وحتى نصل إلى طريقة الإنشاد الجمهورية،
ثم إلى محاذير السر قدور من الاستعانة للمديح بألحان الغناء المحدث..
قضايا كثيرة وكبيرة ومهمة فعلا وضروري أن ينطر فيها على الأقل للحفاظ على هذا الأرث الشعري والفني في المديح.
وللأسف، فمع اهتمامي، لست مطلعا كفاية، وقد لا أعرف إلا أقل القليل أغلبه من السماعيات..
ولكنني من كل بد أتفاعل وأطرب لألحان المديح، وبالتأكيد سأطرب بأي بحث في فنونه تبادرين به
ويا ليت يشاركك فيه طل العارفين وبالأخص أستاذنا العبيد الطيب (ود المقدم) الذي قرأت له مرة ما يفيد اهتمامه بذلك..

بالمناسبة يا تماضر يا (زميلة المنبر الشاعرة )، فصدقا، أنا أتعلم منك أكثر بكثير مما يمكنني أن أعلمك،
فإن لم تكوني من خريجات (الطب البيطري) في حوالي النصف الأول من التسعينات،
فلست إذن أستاذك في أي شيء.. وحتى لو، فعليك الرسول أعفيني من الأستذة دي..
في هذا المنبر، فانت تستحقينها أكثر مني.. ثم إنها محرجة لي بينما أنا أخاطب أساتذتي حقا، بأسمائهم المجردة..

بل لازم تعفيني، :) :( خاصة وانو محمد جمال مرات بقول لي (الولد هاشم) ثم يجعل من الولدنة مسوغا ليغالطني في أي شيء..
مع إني بالتأكيد أسن من (الولد) ديمتري البازار يوم أدّعى إنه هو من اقترح الحقيبة على جهابذتها.اؤلئك. :)!!
هذا بينما محمد جمال (ربما) لم يسمع بكيف موسق (محمد منير) لمدائح الختمية، على الطريقة السوربية الخماسية لا شك فيها،
ذاك وإلا لما سألنا: ((لماذا إذن لم تأتي الحقيبة على لونية السلم السباعي اللحنية بما أن نصها من لونية الزجل؟)).
المديح العامي فأيضا هو زجل، وكثير من الطرق فأصولها في المغرب وكذا كثير من أول مشايخة التصوف الباكر،
فهم من أصول مغاربية (التلمساني/ حمد ابودنانة/ الحسن ود حسونة ربما)، فلماذا إذن لم يأتي المديح على السلم السباعي؟
هل للمخبوت والحربي والدقلاشي علاقات سباعية؟ الله أعلم.. ننتظر البوست المخصص..

وهذه بعض روابط عن المديح وايقاعاته. أرجو أن تعمل معك وأن تنفع.

http://www.wadgraino.net/vb/archive/index.php/t-5551.htmlhttp://www.wadgraino.net/vb/archive/index.php/t-5551.html
http://www.wadelkebeida.net/index.php/ar/art/189-eqaatalhanalmdeeh

https://www.alquds.co.uk/%ef%bb%bf%d8%a3%d9%86%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%82%d8%a8-%d9%81%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%88%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af/https://www.alquds.co.uk/%ef%bb%bf%d8%a3%d9%86%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%82%d8%a8-%d9%81%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d8%ad-...4%d8%b3%d9%88%d8%af/

https://www.facebook.com/alabyadab66/posts/%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7/802843333079134/https://www.facebook.com/alabyadab66/posts/%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A-%D9%...%A7/802843333079134/

https://www.facebook.com/MdyhMkhtart/posts/%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D9%86%D9%82%D8%B3%D9%85-%D9%81%D9%...%A7/467050823469205/

Post: #221
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-26-2018, 07:39 PM
Parent: #219

سلامات هاشم وأقدر تعبك معاي وعارف كترة البوستات قبل عام اي في شهر عشرة السنة الفاتت2017 نبهني مولانا الي ذلك.. ولا بد أنه قالها لحكمة .. ولكن أكون آمين معاك ما شايفها كتيرة بل عادية بس ممكن الناس زمنها أو ظروفها صعبة :) .. دا شي تاني.. برضو طبعا لازم أفكر في العلة دي مادام كمان انت برضو اشتكيت وعلى همتك ونشاطك.

تقول هنا شي مهم كالعادة:
Quote: الفرضيات الأخرى اصلا موجودة، بأدلتها التي تحاول تفنيدها أنت وهذا حسن، ما نحاوله هنا تفنيد فرضياتك الجديدة ما لم تتوفر عليها الأدلة.
كثيرون أشاروا إلى علو كعب الحقيبة الشعري، إلى علاقتها بتقاليد الأدب العربي، بالقرآن، بأمهات كتب السيرة والأدب وحتى بالموشح بالذات..
أنت أول من قال صريحا بعلاقتها بالزجل وقد قدمت ما يكفي من أدلة بين يدي قولك هذا.. فاقتنعنا به،
على الأقل أنا اقتنعت به، وأظنه فتحا أدبيا سيفتح الباب أمام درس جاد للشعرية العامية السودانية ولشدما نفتقده.
الذي لم تقدم عليه الأدلة الكافية هو كل ما عدا ذلك تقريبا من زعومات البوست/المبحث..
هذه هي ما نحن بصدد اختبارها منطقيا.. حتى لا تندرج تلقائيا في الأوهام الخالدة هي الأخرى.


شكرا لفهمك وصبرك هاشم.. وهو العشم فيك .. اظن عارف انك مختلف مع فكرتي وين.. لكن هذ الخلاف جوهري لذا لا يمكنني حتى هذه اللحظة القناعة به إذ انت تقول وهذا طعبا رايك الذي احترم ان: الحقيبة امتداد لما قبلها من أنماط شعرية.. لا أعتقد ذلك. . لكن اؤمن انها تحمل الروح الثقافية السودانية ولذا انا اقول أنها إبداع سوداني متفرد لكن في جسد نمط محدد هو الزجل الأندلسي.. هنا التقى مع كلامك في مستوى جديد .. وحاولت أن أقوله في هذا البوست وعملت بوست خاص للنماذج المقارنة وحاولت اظن الإجابة على سؤال مهم جدا في فهمي: كيف نشأ زجل الحقيبة وكيف مات؟.

هل هو مات؟ نعم!.. لكن الدوبيت والمسدار والمناحة والحماسة والشعر العامودي كلها حية وتجد الآن من ينظمها هذه اللحظة وهي أقدم من الحقيبة. لا يوجد أي نوع شعري مات في السودان بشكل تام من حيث النظم غير نمطية الحقيبة.. كما انا جبت شاعر نظم وفق طريقة الحقيبة بعد أن طلبت منه ذلك لادلل أن نمط الحقيبة ممكنة ولكنه بعد ماتت كنمط ولونية شعرية.. أليس كذلك؟. أظنه! . في بوست جديد بذلك.. وللبوستات ضرورة وليست لأي غرض آخر.. أو هو ظني والا ممكن نلقى حل انا ما مصر حتى الممات :).

تلك هي قضية.. وقضية أخرى ان الالحان ممكن تكون في السلم الخماسي مهما كان النوع الشعري.. عمليا وعلميا ممكن ويتحقق في أرض الواقع.

بجي راجع عارف كلامك مهم وكتير ما هو دا بس.. وفاهم انه إضافة مهمة ونقد بناء ممتاز ومتعوب فيه.. عشان كدا ما ممكن ارد عليه حتة حتة هسا.. وعشان كدا دايما بجيب بعض الأدلة الإضافية والجديدة التي تساند فرضياتي في نفس الوقت أو كما قد ترى.. وسعادة بيك والأخت تماضر.. واعدك تماضر ح نفكر معاك بالقدر الذي نعلم .. مساكم خير وبركة ونور


Post: #223
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-26-2018, 09:55 PM
Parent: #221

معليش يا محمد،
كنت أكتب وأنسق في مداخلتي الأخيرة،
بينما أنت تضيف أخيرتك،
سأقرأها لاحقا.. ونواصل..

Post: #222
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 10-26-2018, 09:49 PM
Parent: #1

يا محمد، قلت عن الفيديو الذي فيه حديث عمر البنا وعتيق:
Quote: الفيديو فيه مادة خام قيمة للدراسة والتحليل
هذا مذهل! كيف يعني؟ أما كان هذا الفيديو من مصادر بحثك؟
الأقوال فيه، على التنافس الواضح بين الجماعتين الحقيبيتين حتى بعد الوقت الطويل الذي مر، فهي شهادة تعضد من أقوال ابراهيم العبادي، عن المتصل الشعري الغنائي السوداني..
وأيضا، فهي تدحض فكرة مدرسة الكادر/المؤامرة/الاصطناعية، ولتعضد مرة أخرى، من فكرة المدرسة الفنية/الشعرية الطوعية.. وأيضا، فهي من ثم، تؤكد أثر المنافسة على التجويد عبر التقليد والتجاوز..
كل هذه اللزوميات والبديعيات لم تتأت لهم من فراغ أو اصطناع يا صديقي!!
أي تجاهل لأقوال هؤلاء السادة، ثم الاعتماد حصريا على أقوال السيد البازار وحده، كأنها أقوال مقدسة،
فهو لا ولن يخدم التأرخة الصحيحة، بقدر ما سيشي بالتعلق العاطفي للباحث بفرضياته.. حذاري!!

Quote: لاحظت خلال البحث أن هناك ثلاث مدارس شعرية مختلفة في الأسلوب ولكنها متبعة ذات اللونية "الزجل"... :
طرأ لي سؤال يا محمد، هل كان هذا التقسيم واضحا لديك منذ البداية أم توصلت إليه في سيرورة الحوارات الدارت هنا أو في الفيس بوك؟
أسأل، ليس فقط لأن مثل هذا التقسيم هو مدخل ممتاز لمبحث آخر مثير. ولكن أيضا لأنه ربما كان قد ساعد كثيرا في تأطير علاقات التقليد ومصادرها في الكتب والحياة وبالطبع، فهنا أيضا..
سؤال أخر كمان، هل كلمة (أسلوب) هنا تكافئ كلمة (نمط) التي تكثر من استخدامها مع الزجل.. لو كافأتها فقد كلفتني اشواطا مرهقة يا محمد، فقط لإثبات ذلك التكافؤ!!
لو لم تكافئها، فسنعود إلى إشكالية ضبط المصطلح كرة أخرى!!

Quote: ١- مدرسة الشاعر العبادي والشاعر أبو صلاح أصيل فيها. وهي المدرسة الأم الطاغية ويتبعها معظم شعراء الحقيبة وفنانيها.. تاثرت بازجال صفي الدين الحلي وتقي الدين الحموي وإبراهيم الغباري وهؤلاء كثيرهم تاثر بالحاج بن مقاتل وجميعهم عاش في الفترة بين 1250و 1500م أي زمن العهد المملوكي في مصر والشام وجميعهم أخذوا من الأزجال الأندلسية الصافية قبل أن تتأثر الشعوب اكثر بالأستعمار التركي ثم الجديد الغربي وحدوث تحولات اجتماعية كبيرة أدت بدورها إلى تغيير ما صغير أو كبير في اللجهات العربية العامية.
لو قبلنا بأن أبوصلاح والعبادي من مدرسة واحدة رغما عن تنافسهما على الساحة.. فإذن ما اختلافها مع المدارس الأخرى إلا لو يكون في النمط.. أو البنية، أو اللغة ومدى تقليدهما؟ هل لا تزال تقول أن النمط عند الـ ١٦ شاعر حقيبة هو هو نمط الزجل الأندلسي لا غير؟ هل مدرستهما فعلا تختلف لأنها تأثرت بما (وثقه وكتبه) الحلي والحموي والغباري وابن مقاتل بينما الآخرون لم يتأثروا بذلك؟
هؤلاء السادة (المملوكيون)، قد كتبوا عن الزجل الأندلسي وشرحوا هيكله البنائي المستمد من الموشح مثلا،
ولكنهم أيضا كتبوا عن أنماط الزجل التي تطورت مشرقيا (الكان كان والقوما والمواليا وتفريعاتها)، تفريعاتها لا تعد ولا تحصى،
ومن تفريعاتها الدوباي/الدوبيت السوداني/ والموال المصري والزهيري العراقي وما لا حصر له..
فيما وراء اللغة والتعبيرات والأخيلة، ألا يمكن ملاحظة العلاقات البنائية الوزنية المباشرة بين أشعار صالح والعبادي
وبين الموال/الدوبيت، أي كذلك مع الفنون الزجلية المشرقية؟
جل أو كل أشعارهما، تقوم على مربعات متصلة..
وأيضا فهكذا هي، الكثير جدا من أشعار الخليل..
قصائده مبنية من مربعات دوبيت عديدة،، تطول فهي القصيد/المربوقة!
ألم تلاحظ أن شعراء الحقيبة الذين تلوا صالح والعبادي
هم أشد وأكثر استخداما للهيكلية الزجلية الأصلية من مطالع وأدوار واقفال ومخارج؟
ود الرضي له في ذلك تجاريب خطيرة، أشرنا إليها في بوست النماذج،
وأما سيد عبدالعزيز، وقد ضربنا به مثلا أيضا، فقد تفنن في التوشيح فنونا عجبا،
فأوصل بذلك اشعار الحقيبة إلى موسقة الكاشف الجديدة، وهي تترنج طربا..

Quote: ٢- مدرسة الشاعر والملحن خليل فرح.. متفردة جدا .. لم اصل بعد بالدقة الكافية إلى تحديد مرجعياتها الاسلوبية المحتملة كما المدرسة الأولى ولكن على وجه العموم اجدها متأثرة بالزجل الشامي القديم.
احدى ميزات الخليل، من ملاحظة في ديوانه، أنه قلق فنيا ومجرب عظيم لكل فن..
لا غرو أن يجد الواحد صعوبة في تنميط اسلوبه الفني لأنه دائما ما ظل يراوح في التجريب وبين الأنماط ،
منذ البداية وحتى النهاية.. حتى في الموسيقى أطنه قد فهل نفس الشيء.. طليعي بحق هذا الرجل!
كثير من زجليات/قصائد خليل فرح، ففيها أيضا محاكاة مباشرة للبنائية الزجلية الأصلية، وللتوشيح..
ولكن أيضا، فكثير منها، مما يتسم بالجودة والجاذبية الفائقة، فهو متأثر جدا بالمواليا على الطريقة القديمة،
أو كأنها بعض من الزهيريات العراقية المنجدرة من المواليا كما الدوبيت..
بل تجده، ومحمد ود الرضي، يحاولان العصي من الألاعيب الشعرية للمواليا بالذات،
ولكن، فكما في الأمثلة المتوفرة من الكتب المرجعية.. وهذا أيضا أشرت إليه في بوست النماذج..
إذن ليس بالضرورة أن التأثر والتقليد إنما تم وجرى حصرا على النموذح الأندلسي الموثق مملوكيا..
بالمناسبة، وأنت تعلم، الحلي والحموي وابن مقاتل، فهم أصلا شوام وعراقيون ثم أتى المصريون!!

Quote: ٣- مدرسة الشاعر سيد عبد العزيز وهي خليط بين المدرسة الأولى وشي جديد مختلف الاسلوبية وهو الزجل/الحوزي المغاربي (الجزائر والمغرب).
إذن ههنا بعض اتفاق، أخيرا ولكنه ليس ولن يكون الأخير.. اتفاءل خيرا!!
سيد عبدالعزيز مدرسة أيضا.. ولكنها مع عبيد عبدالرحمن أكثر سودنة للغة وأكثر استعارة للبنائية التوشيحية/الزجلية.. هذا اعتقادي..
ولا اعتقد أن أي من شعراء الحقيبة ولا من كان قبلهم ولا من جاء بعدهم، قد تأثر مباشرة بأي مؤثر شعري/عامي/مغاربي لم يتم توثيقه في تلك الكتب المرجعية من العصر المملوكي.
كنت قد أشرت مرة إلى أن أحد الباحثين الجزائريين قد رصد ٢٩ نوعا/نمطا من الزجل/الشعر الشعبي في الجزائر..
كما أنني أفهم أن الحوزي والمألوف، بل والملحون الذي هو أكثرها ارتباطا ببنية الزجل الأندلسي، إنما هي أنماط موسيقية بارتباطات أندلسية، بأكثر مما هي أنماط شعرية/زجلية..
ولكن قد ربما يرتبط (النص الشعري الفصيح أو الزجلي) بأي من هذه الأشكال الموسيقية فيتسمى باسمها..
عموما، لربما أكون مخطئا، سانتظر لأرى نماذجا للمقارنة..


Quote: مما أثار فضولي في نفثات اليراع 1936 ان محمد عبد الرحيم صاحب كتاب نفثات اليراع في الأدب والمجتمع السوداني الصادر سنة 1936م بدأ كتابه بسرد ملامح للغناء في السودان.. وأهدى كتابه بمقدمة ثناء للامير عمر طوسون باشا.. وتحدث بشكل مستفيض عن الحركة الأدبية السودانية (الغناء والشعر) في بداية القرن العشرين وقفز بعدها بشكل مفاجئ الى سرد مؤجز لتاريخ الأندلس وركز على الحركة الأدبية والشعرية انها.. وإن الكتاب تمت مراجعته والمصادقة عليه بواسطة مستر هملتون أحد أعلام الادارة الانجليزية في السودان مما يؤشر من جديد إلى الرقابة المحكمة على الحركة الثقافة والفكرية في سودان ذلك الزمان.
يا أبا الجمال، هذه الأمور لن يجدي فيها التلميح.. دعك عن اللغة الإيحائية فضلا..
الرجل في كتابه قد تحدث عن دارفور ونيجيريا أيضا وحتما عن بعض أمور مصر.. ثم، ربما يقرأ أحدنا النص فيفهم منه غير ما يفهمه أخر.. فلابد إذن من سياق متكامل.
نعرف أن أي مهتم بالأدب لو دقق، فقد يلاحظ الأثر الأندلسي على اللغة والأخيلة والصورة، وكثر قد اشرنا لبعضهم،
قد ذكروا علاقة لغة أشعار الحقيبة بلغة الموشحات كما بغير ذلك من لغة النصوص المصدرية العربية،
لكن هل ذكر محمد عبدالرحيم شيئا عن الزجل بالتحديد أو حتى عن أثر الأدب الندلسي على الحقيبة؟؟
طالما تكلم عن الغناء، فهل تحدث عن اتصال تراكمي أم عن انقطاع فجائي في الإرث الغنائي؟
هل تتفق معي أن محمد عبدالرحيم كان أنصاريا قاطعا؟ هل كان محبا أم كارها (للغناء الجديد)؟
وكذا نعرف أن لعبدالرحيم كتابات مبكرة عن علاقات السودان بمصر، وقد
صنفها باحث ألمعي هو (ع ع ابراهيم) كنوع من خطاب رد الفعل لــ (دفع خطاب الإفتراء) المصري؟
لكن هل تظن معي أن عبدالرحيم كان واحدا من المثقفين والفنانين السودانيين (معية سرور) الذين كرمهم
عمر طوسون (عاشق وحدة وادي النيل) في الحفل الذي نظمه له عبد الرحمن المهدي في سـ ١٩٣٤ ـنة؟
هل أسهم طوسون في طباعة هذا الكتاب/الكتب؟
هل تعتقد كما يعتقد آخرون؛ أن كاتب (نفثات اليراع) هو التجاني يوسف بشير؟ التجاني كتب مقالا عن محمد عبد الرحيم جاء فيه عن (النفثات)
Quote: ويسمي مؤلفه الرابع ( نفثات اليراع ) ، ولا يقصره على السودان وحده بل يتناول فيه جغرافية الأندلس وتاريخه من عهد فتحه الإسلامي الأول على يد طارق مولى موسى بن نصير ويمر عليك في أسلوبه الشيق كل حوادث هذا العهد حتى يجيء دور ( الداخل ) وأولاده من بعده إلى آخر من انفلت الملك عن يده منهم . وتختص ناحية أخرى من الكتاب بالحديث عن دارفور ونيجريا ويختمه بفصول قيمة في الأدب والإجتماع

http://www.tawtheegonline.com/vb/showthread.php؟t=3211

هل من رأي يمكن الرجوع إليه، لشاعر ومثقف كبير كالتجاني أو معاوية محمد نور أو حمزة الملك طنبل أو عرفات أحمد عبدالله أو غيرهم، حول الحقيبة وشعرها؟
هذه الأسئلة من باب الإشارة إلى صعوبة المبحث التاريخي وإلى ضرورة تقليب كافة جوانبه قبل اصدار الأحكام.. والله المستعان,.

Post: #224
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-27-2018, 07:32 PM
Parent: #222

كل جهدي هنا أن أبين حقيقة واحدة وكلما دونها ثانوي ان: الحقيبة من نمطية الزجل من حيث الجنس الشعري "الزجل بمعناه الاصطلاحي".. ودي ملاحظة عامة.

Post: #225
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-28-2018, 00:17 AM
Parent: #224

الحقيبة زجل من حيث اللونية الشعرية وليست موشح.. لا أتحدث فقط عن الصور الشعرية بل كلما يتعلق باللونية الشعرية. . واللحن والسلم الموسيقي شي والنص الشعري شي آخر في حالة الحقيبة.. هي زجل على لونية الزجل الاندلسي وهي بعد إبداع سوداني أصيل وبديع لم أقل غير ذلك.. مواصلة للملاحظة عامة.. ونواصل

Post: #226
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-28-2018, 07:13 PM
Parent: #225

Quote: لو قبلنا بأن أبوصلاح والعبادي من مدرسة واحدة رغما عن تنافسهما على الساحة.. فإذن ما اختلافها مع المدارس الأخرى إلا لو يكون في النمط.. أو البنية، أو اللغة ومدى تقليدهما؟ هل لا تزال تقول أن النمط عند الـ ١٦ شاعر حقيبة هو هو نمط الزجل الأندلسي لا غير؟ هل مدرستهما فعلا تختلف لأنها تأثرت بما (وثقه وكتبه) الحلي والحموي والغباري وابن مقاتل بينما الآخرون لم يتأثروا بذلك؟ هؤلاء السادة (المملوكيون)، قد كتبوا عن الزجل الأندلسي وشرحوا هيكله البنائي المستمد من الموشح مثلا، ولكنهم أيضا كتبوا عن أنماط الزجل التي تطورت مشرقيا (الكان كان والقوما والمواليا وتفريعاتها)، تفريعاتها لا تعد ولا تحصى، ومن تفريعاتها الدوباي/الدوبيت السوداني/ والموال المصري والزهيري العراقي وما لا حصر له.. فيما وراء اللغة والتعبيرات والأخيلة، ألا يمكن ملاحظة العلاقات البنائية الوزنية المباشرة بين أشعار صالح والعبادي وبين الموال/الدوبيت، أي كذلك مع الفنون الزجلية المشرقية؟



هم في الحقيقة 14 وباضافة عبد الله الامي يصبحو 15 .. انا بال 16 أعنى أحيانا سرور فهو لا يقل شاعرية زجلية بالإضافة الى مقدرته الفائقة على اللحن والأداء.. لكن الان اعتبرهم 15 لأن دي نقطة جدلية بجدارة. النمط عندي زجل لا موشح ولا غيره .. الحتة دي استهلكت معظم زمن البحث.. الحقيبة زجل كامل الشروط لا علاقة له بالموشح.. قلنا بمميزات الزجل واختلافه عن الإنماط الأخرى من قبل والفرصة متاحة لنتشاور من جديد أن لزم.

الاختلاف عند شعراء ومدارس زجل الحقيبة فقط في الاسلوبية لا غير.

النسخ الأولى التي تمت مجاراتها وسودنتها انتهت الى المدارس الثلاتة التي اعلن عن انتهاء عهدها آخر شعراء الحقيبة عبيد عبد الرحمن وقد قالها في لقاء تلفزيوني موجود رابطه في هذا البوست: (عملت للكاشف شي جديد غير الحقيبة ) يعني غير الزجل المملوكي.. أو هو بالضبط ما حدث عمليا وأنتهى نظم الحقيبة فعليا وظل يردد الناس القديم حتى الآن دون نظم جديد.

Post: #227
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-28-2018, 07:54 PM
Parent: #226

هنا ملاحظة هامة ومعلومات تفصيلية عن مشروع السودان200:

في سوح مشروع السودان200 سنعمل أبحاث ودراسات في كل المجالات الممكنة ويستطيع المهتمين منا أيضا مراجعة بحث الحقيبة بطريقة أكثر توسع وعلمية.. كل شي قابل للفحص من جديد ولا شي نهائي.. دا أظنه منطقي!.


لمن لم يسمع بعد أو غير مطلع على ماذا نعني بالضبط بالسودان200 اجي ببوست من الفيسبوك متعلق مباشرة بالأمر:

عندي طلبين لأعضاء صفحتي الاكارم ... الأول الصفحة وصلت الحد المسموح به للعضوية .. وانا قلت منذ فترة للمتابعين معاي أن معظم همي وشغلي وانشغالي سيكون بمشروع السودان200 معظم الوقت ولمدة التلاتة سنة المقبلة.. فاذا في أي زول الفكرة ما عاجباه وهذا ممكن طبعا ونحترمه فأتمنى يسحب عضويته بنفسه ويذهب الى فضاءات اخرى ربما تروقه افضل، نحن ظروفنا صعبة شوية.. ونكون له من الشاكرين وبكدا مافي زول خسران حاجة.

الحاجة التانية .. اكرر نداء السودان200 وبس.

السودان200.. نداء لتضافر الجهود المخلصة:

فبحلول العام 2021 أي بعد ثلاث سنوات فقط من الآن سيبلغ عمر السودان الحديث 200 سنة. وهذا هو الوقت المقرر لإنجاز المشروع.. 1821-2021.

وهذه مبادئنا:
مبادئنا في السودان200: الاحترام المشترك، لا تمييز على اي اساس كان، لا عنصرية او جهوية، لا إقصاء لا احتكار.. مشروعنا مدني شعبي لا سياسي لا أيديولوجي غير حزبي غير حكومي.. نعمل بجد وصبر ومثابرة في روح الفريق.. وبكل الممكن من الصراحة والشفافية.. ولا تكليف فوق طاقة إي منا، ولا مهمة من المفترض تتعارض مع عمل او حياة العاملين الخاصة .. أنت تعمل بقدر ما تستطيع افضل ما يكون وبقدر إيمانك كفرد حر وصاحب حلم مشترك.. والأهم المقدرة على المبادرة والصبر والمثابرة.. وعدم الانتظار تحديدا عدم انتظار الجماعة او الاخرين انت تعمل ولو جميع الناس تراجعت .. انت تعمل كفرد حر وظف نفسه بنفسه في خدمة هدف نبيل.. هذا المشروع عاطفة ووجدان مثلما هو عقل وخطة مرسومة.. تلك هي المبادىء!.

السودان200 .. نداء عام:

في خلال تلات سنوات من الان اي في سنة 2021 سيصبح عمر السودان المعاصر 200 سنة.. نحن نعمل تضامنيا إلى إنجاز المشروع في هذا المدى الزمني لنقدمه هدية للسودان في عيد ميلاده ال200 وهدية لشعبنا وللأجيال المقبلة.

السودان200 هو مشروع الوعي العلمي بالذات الجماعية لشعبنا والبيئة المحيطة الخاصة بنا. نتعرف علينا ونعرف العالم بنا.. نسجل و ننقل مساهمة حضارية تضاف للتجربة البشرية.

كلنا نستطيع أن نعمل في المشروع.. جميع الأيادي الخيرة والعقول المخلصة عندها فرصة مؤكدة للتعاون والعمل.

السودان200 حركة أمل وعمل ومحفل
للتلاقي الموجب، خطة عمل مصممة لتناسب جميع المستويات الأكاديمية الممكنة ومرسومة ضد الخسارة وضد الفرز وضد الإقصاء وضد الإحتكار.

السودان200 سيمفونية للأمل في مستقبل وطني وإجتماعي أفضل سيمفونية نستطيع ان نعزفها معاً محتفلين بشعورنا المشترك وحلمنا المشترك وعملنا المشترك.

السودان200 مشروع سوداني وطني، مدني، طوعي غير رسمي/غير حكومي غير حزبي غير سياسي غير آيديولوجي يتأسس وينفذ تضامنياً عبر جهود ذاتية سودانية مخلصة.

وهذا نداء عام لتضافر الجهود المخلصة!.

وهنا رابطان للسودان200 يحويان معظم المادة المكتوبة والمسموعة عن المشروع.. الأول خطة المشروع والاهداف والمحاور والجدول الزمني والثاني مسوغات ومبررات المشروع وتحدياته وإمكانية تجاوزها.. هذا مهم!.
وتوجد دوما وسائل للتواصل بهدف المساهمة الموجبة في المشروع سواءا في المناشط الجارية أو الأجهزة الإدارية والتنسيقية "الآن في طور التأسيس" أو حتى بهدف النصح والإرشاد أو/و مجرد الدعم المعنوي:

للتواصل معنا بهذا الخصوص "العملي":

السودان200 .. لجنة المبادرة
تلفون: +31685369261
واتساب: +31684688891
إميل: [email protected]

هنا إستمارة عضوية السودان200 .. "العضوية لا تتضمن اي إلتزامات تنظيمية أو مالية فقط إنتماء للفكرة وفق المبادئ المعلنة":
https://docs.google.com/forms/d/1Fg79yXjFREGDkeDtD-LDc6OyK04zK3NxYTLhDReHNRk/viewform؟edit_requested=true

1- مشروع السودان200 وجدول الأعمال مع نظرة تقييمية شاملة حول المشروع كتابة وتسجيلات صوتية!
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/الخطوات-العملية-لمشروع-السودان200-ونظرة-شاملة-كتابة-وتس...�%21-1518540761.html

2- مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذن نصنع الخبز والحرية!
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1533485590.html


Post: #229
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-05-2018, 07:36 PM
Parent: #227

هنا من جديد بعد بعض الغياب.. طابت ايامكم.

Post: #231
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-05-2018, 09:17 PM
Parent: #229

لماذا خان الإنجليز أدب وفن كبوشية!

توصلت إلى إشارات غاية في الاهمية في تقديري ذلك أن الإنجليز في حل عن الباشوات الأتراك "حكام مصر" ركنو في البدء إلى تصعيد الفن الشعري والغنائي لمنطقة كبوشية قبل الحقيبة بقليل. وشجعو أيقونة الفن الكبوشي في زمانه محمد ود الفكي وبرز عدد من فناني وطنابرة كبوشية من اشهرهم عبد الغفار وغيره الكثير.. (يبدو لي جلياً ان الإنجليز أيام الإحتلال كانوا على وعي كبير بمرجعيات المخيال الأنثروبولوجي لإنسان السودان، ربما أفضل مما نفعل نحن حتى هذه الحظة)!.

لكن ماذا حدث بعد لحظة لأعلام كبوشية؟:
محمد ود الفكي رجع إلى كبوشية وهو في قمة صيته وشهرته ووصل مستوى أكبر من محمد وردي في قمة مجده وبلا منافس آخر "مثال للبيان".. وبعد ورد في الحكايات المعلنة أن والده منعه الغناء "هذا يبدو غير منطقي لان الأولى أن يمنعه قبل أن يصبح فنان السودان الاول بلا منازع في زمانه وقبل أن يصبح أستاذ سرور ومحط إعجاب العبادي وجموع العارفين في زمانه. أليس منطقيا!.

وعبد الغفار رفض النمط الجديد "الحقيبة" علناً وقاوم ثم رحل إلى مدني. في الحقيقة تم نفيه وضربه هناك ومنعه من الغناء وهو في منفاه "توجد شهادات ووثائق على ذلك" وليس هو وحده بل كل من رفض من اهل كبوشية تم التضييق عليه ومطاردته.

وما حدث لعبد الله الماحي شيء مختلف إذ أختار النمط الجديد "الحقيبة" وتم الرضى عنه ولو موقتا لكن دون تصعيد مبالغ فيه كما تم لسرور برغم أن هو أول من سجل رسيمياً أغنية حقيبة في مصر عام 1926 كما تحدثنا الوثائق المتاحة.

لماذا إذن حدث ذلك؟.. لما لم يواصل الإنجليز دعم أدب كبوشية ذلك الزمان حتى النهاية؟!.

أعتقد أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن: النسخة الكبوشية من الفن شديدة الإعتداد بالذات وتذكر الناس بأمجاد وبطولات الماضي والعزة والكرامة والإستقلالية الذاتية.. وقد أختيرت في البدء كبوشية لسببين أساسيين أهمهما الثاني:

1- منطقة مليئة بالتنوع الفني والفلكلوري والكفاءات البشرية التي تسطيع أداء المهام الإبداعية
2- كبوشية تقع في حزام الجعليين العشائري والفكلوري والثقافي.. والمنطقة كانت في معظمها معادية للمهدية وآيدولوجيتها وهي كانت اي المهدية العدو الأقرب للإنجليز قبل أن يتصالحوا مع الزعامات القلبية والصوفية ويؤسسو نظام الإدارة الأهلية.

لذا كان أدب كبوشية مناسبا دون غيرة من الفنون مثال ما لدى الشكرية والبطاحين ولهم أدب شعري وغنائي كثيف في التاريخ وحتى الآن "مثال".

لقد تم إيقاف أدب كبوشية الغنائي بطريقة مفاجئة وعنيفة بما يشبه لغة الصالح العام هذه الأيام ومن ضمنه معاكسة ومطاردة المتمسكين بفن كبوشية والرافضين لنمطية الزجل المملوكية التي كانت البديل وهي بالفعل نسخة لطيفة مجنحة "رومانسية" لا علاقة لها بالواقع العملي ولكنها مسلية وخيالية وبديعة النظم وذات وقع وايقاع جديدين "الحقيبة".. وظل أدب كبوشية الغنائي يلمع حتى الآن برغم التضييق الرسمي الذي تعرض له.
وذلك فيما يتعلق بأدب كبوشية واما فنون وأداب السودان الأخرى فلا ذكر لها أيام العهد الإنجليزي.. لا مجال لها في الإعلام الرسمي.

لا ننسى أن للأنجليز برنامج سياسي وإقتصادي واضح ومحدد ومن أجله تم إحتلال البلاد.. طبعاً دا أظنه واضح.. لكن ذلك البرنامج وحتماً لا بد أن يتبعه برنامج ثقافي ومدني بدأ مباشرة بتأسيس كلية غردون ومعهد ام درمان العلمي العلمي ثم بخت الرضاء وبين هذا وذاك تم إنتقاء عناصر الأدب والثقافة العامة عبر إدخال إصدارات محددة إلى السودان دون غيرها كما أن أي مادة إعلامية خارجة من السودان لا بد أن تتماشى مع الخط العام للدولة المحتلة.. توجد أدلة مادية على ذلك وشهادات شهود عيان وشهود نافذين ومنفذين.

وأزعم أن الصراع بين كبوشية "الطنابرة" وسرور والعبادي هو في الأصل صراع بين رؤيتين "حكومية" لما يجب أن يكون عليه الفن الغنائي في السودان وهو أمر ذا شأن عظيم في زمانه كون الغناء هو الوسيلة الإعلامية الوحيدة الفاعلة شعبياً في غياب صحف "نادرة" وإذاعة وتلفاز وطبعاً أنترنت مافيش. وأنتصر الخط الثاني وفاز الزجل "الحقيبة" إبداع سوداني من نوع جديد لا سابقة له. وهنا لا تقييم ولا رفض أو قبول.. إنه ما حدث في التاريخ وليس في الإمكان أحسن مما كان.. فقط نحن نود أن نفهم كيف جرت الأمور.

تلك فرضية جديدة لا علاقة لها مباشرة بنتائج بحث الحقيبة الذي أنتهى بنهاية فحص فرضياته المعلنة.. لكن هذه فرضية قائمة بذاتها ونستطيع محاولة إثباتها أو نفيها وفيها إضاءات كثيرة لتاريخنا القريب وفيها فهم للحاضر ومن هنا نستطيع أن نخطط المستقبل (إنها مجرد مثال صغير لعدد كبيرة من الأشياء التي وجب أن ننظرها من جديد لنتحقق منها علمياً وعملياً)!.

هذا طبعاً للمطلعين على تفاصيل الحكاية.. وشكراً لتعاونكم وصبركم معي.. وطابت أيامكم

Post: #232
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-06-2018, 04:43 PM
Parent: #231

تحية متجددة لكل المشاركين والعابرين من هنا.. واعرف أن الموضوع صعب وربما مرهق ذهنيا وشعوريا ولكن في الختام لا يصح إلا الصحيح.

Post: #233
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-06-2018, 06:03 PM
Parent: #232

محمد يا أبا الجمايل والجمالات، مشتاقين يا خي ومستمتع معك وبك يعلم الله.
كانت عندي رجعة لمداخلة لك أبكر ظننتها (الأهم) مؤخرا، ولكنني انشغلت بطرب آخر.
ثم قرأت مداخلتك ا(لكبوشية) الأخيرة هادي، وانبسطت بك ومع بساط الريح الحقيبي
إذ يتموج بك/بنا من مسرى فني إلى مسرب تاريخي..

إلى حين عودة يا جميل..

Post: #234
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-07-2018, 08:40 AM
Parent: #1

كيفنك يا محمدنا الجميل..
أهو، بواقي أراء أو إعادات.. لكن ما بقدر ألاحق آراءك بين البوستات.. ويمكن بالروابط!!
١)
Quote: الحقيبة زجل من حيث اللونية الشعرية وليست موشح.. لا أتحدث فقط عن الصور الشعرية بل كلما يتعلق باللونية الشعرية.. واللحن والسلم الموسيقي شي والنص الشعري شي آخر في حالة الحقيبة.. هي زجل على لونية الزجل الاندلسي وهي بعد إبداع سوداني أصيل وبديع لم أقل غير ذلك

يا محمد، ليست هناك قضية بين الزجل والموشح في محكمة الحقيبة.. الفصل بينهما قد حدث مسبقا،، تاريخيا وأدبيا.. الموشخ فصيح والزجل دارجي عامي.. ماف زول بغالط فيها..
كل الزجل هو (شعر بالعامية) لا يشترط فصاحة اللفظ، وهو ملحون (وليس الملحون المغربي/نمط موسيقي أندلسي مغربي)، يعني لا يلتزم بالإعراب،
ومن أي بلد يكون، وفي أي عصر، فهو مفهوميا، ابن شرعي للزجل الأندلسي..
الحقيبة وانطلاقا من جملة ميراثها الشعري المتوفر وقتها، ففعلا وعامدة تماما، وبقصد شعري واع من روادها، وفي ملابسات اجتماعية وثقافية سبق شرحها،
فقد تأثرت خطى هذا الزجل الأندلسي/المملوكي كما رصدته وأوردته الكتب، وبالذات في نمطه المعروف بالمواليا/الموال المتأثر أصلا بالزجل الأندلسي،
وهو النمط الإيقاعي للشعر العامي العربسوداني وإن لم يكترث للهيكلة التوشيحية/الزجلية التقليدية.. أي أن بنيته قامت على المربعات أساسا وليس على تنظيم الزجل الأندلسي
من (المطلع/الأدوار/القفلات/المخرج) وهكذا.. هذا في المبتدأ، استعارة لغوية/تخيلية/نفسية/حضارية وكفى،..
وأما لاحقا، فقد تمدد هذا الأثر الزجلي المرجعي حتى إلى بنية النصوص الحقيبية، حيث استعانت بالبناء الزجلي المعياري القديم، لمزيد موسقة وتنويع..
بل ونوعت فيه أيضا قريبا من الموال..

وكما تتبعت أغراض الزجل الأول وظيفة الموشحات الغنائية، فقد تتبعت بنيته خطتها البنائية.. وهكذا فكل زجل لاخق قد تتبع بنيته غرضه..
وثم هكذا الحقيبة، فقد تتبعت أثر الموشحات مباشرة أو عبر تأثرها بالزجل..
ولكن، هل الحقيبة هي على لونية الزجل الأندلسي حصرا، ونقلا بالضبانة كما يوحي مكتوبك، أم كانت إبداعا سودانيا أصيلا كما يقول مكتوبك أيضا؟ هذا هو السؤال!!
في اعتقادي، أغلب شعر الحقيبة وبالذات أولها عند العبادي، خليل، العمري، صالح عبدالسيد (الذي كان شاعرا غنائيا و"دوبايا" كبيرا قبل الحقيبة) فهي على خطة الموال/المواليا..
مربعات من المواليا/الدوبيت، انتظموها في قصيدة مدينية تناسب الأحوال الإجتماعية.
ستجد عندهم، بالذات العبادي وخليل، شواهدا بنائية للطريقة الزجلية الأندلسية/المملوكية أيضا، بالذات عند خليل فرح الذي جرب كل شيء..
ولكن الفتح الزجلي الأكبر سيبرز شاخصا عند محمد ود الرضي، الذي هو العبقري الثاني للشعر (عندي هو ثاني العباقرة مع أبو صلاح)..
ثم ليتبلور هذا الأثر البنائي لاحقا عند سيد عبدالعزيز وعبيد عبدالرحمن، وذلك رغما عن التسودن المطرد في الصورة والمخيال والألفاظ
عما كانت عليه عند العبادي وخليل وبطران مثلا.. وهكذا حتى نبلغ قنطرة عبدالرحمن الريح وعتيق التي أعادت توزيع هذا النهر الشعري
المتصل إلى يومنا هذا، في جداوله المعروفة لدينا أو ندّعي معرفتها، وهي في أحسن الأحوال معرفة شفاهية ساااااي..
أما عبيد عبد الرحمن الذي قال عن تعاونه مع الكاشف، ما تعتبره أنت نهاية الحقيبة، فلم يكن إلا معبرا عن نقلة زجلية أيضا، هي في الحق أقرب للأندلس بنية،
مع إنها أكثر سودنة في لغتها.. وهذا، في وصف الخنتيلة، فعكس ما تقول به يا زميل!!

Post: #235
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-07-2018, 09:30 AM
Parent: #234

٢) هذه تفصيلة تاريخية غير مهمة لهذه المرحلة من النقاش حول المبحث ولكنها مهمة للتاريخ.. ولما إنك أعدتها رغم ما بدا لي مرة أنك صححتها، فسنراجعها (كنكتة تاريخية) لا أكثر:
Quote: هم في الحقيقة 14 وباضافة عبد الله الامي يصبحو 15 .. انا بال 16 أعنى أحيانا سرور فهو لا يقل شاعرية زجلية بالإضافة الى مقدرته الفائقة على اللحن والأداء..

في الحقيقة يا أبو حميد، يجب أن نشكرك على توفير أسمائهم في قائمة واحدة.. ثم قبولك بمراجعة الصاوي واضافة محمد عبدالله الأمي.. ولكن هل تذكر زميل صاحبنا ديمتري في كلية غردون؟
أعني أحمد عبدالرحيم العمري ١٩٠٢ - ١٩٤١؟ هذا الرجل يبدو لي أنك تخلط بينه وبين محمد أحمد حسين العمرابي!! كيف؟ كنت أنت قد عددتهم هكذا
Quote: شعراء الحقيبة "المتفق عليهم في العموم":
1. الشاعر ابراهيم العبادي
2. // صالح عبد السيد (أبوصلاح)
3. // خليل أفندي فرح
4. // سيد عبد العزيز
5. // أحمد عبد المطلب حدباي
6. // على المساح
7. // عبد الرحمن الريح
8. // احمد حسين العمرابي (أحمد محمد حسين العمرابي)
9. // محمد ود الرضي
10. // محمد بشير عتيق
11. // مصطفى بطران
12. // أحمد محمد الشيخ الملقب بالجاغريو.
13. // عبيد عبد الرحمن
14. // عمر البنا

ثم أضفت لهم الأمي..
ومرة عددتهم لنا ١٦، لم تقل أن سرورا من بينهم، (زملاء وأصحاب وجيل واحد)، فكتبت لك بمناسبتها، أي في ذات مداخلة قديمة.. التالي:
Quote: لاحظت لمراجعتك عدد الشعراء بقائمتك الأولية لشعراء الحقيبة، فبعدما كان العدد الأولي ١٤ شاعرا فقط، فقد أصبح ١٦ ههنا بأعلاه؛
Quote: (غير ال 16 المعلومين وهم زملاء واصحاب وجيل واحد)
أعرف أنك قبلا قد أضفت “محمد عبدالله الأمي” بعد مراجعات الزملاء، فأصبح عددهم ١٥، والآن بما أصبحوا ١٦ فأرجح أنك قد اضفت {أحمد عبدالرحيم العمري (العمرابي) ١٩٠٢-١٩٤١}.. هما الأثنان فممن لم تشملهم قائمتك الأولى. وهذا الأخير بالذات لا أعرف أصلا كيف سقط من تلك القائمة الأولى وهو من الأبكار المؤسسين للحقيبة، وأيضا فهو أحد (فرسان كلية غردون الأربعة) ومذكور في تسجيلات (المشكوك فيه وطنيا بحسبك) السيد ديمتري البازار التلفزيونية.
وما ذلك كذلك إلا لأنك ودوما كنت تورد اسم (العمرابي) كزميل لديمتري، مثلا:
Quote: الجنرال الإنجليزي العظيم غردون باشا الذي تأسست للتو في العام 1902 كلية تذكارية بإسمه في قلب الخرطوم، تخرج منها في العام 1918 خليل فرح والعمرابي
وطبعا أحمد محمد حسين العمرابي (خمرة هواك يا مي) لم يذهب لكلية غردون ولا زامل ديمتري، بل ذلك هو أحمد عبدالرحيم (العمري) ((يا الهواكم أذى في البداية ... النهاية كيف تبقى خيرْ //
سيب حديث ناس مي والجَداية ... صاحِ واذكر ألمي وردايا//
بدري وينو الشمََّت عِدايا ... مـــا هـَجَــرْ في العــــالم عَـــدايا//
مــالو ذنب إن طـرقت يدايا ... وألـقى فيكم شــــرا مستطيرْ))!!

وهناك خطأ آخر طفيف (ربما) في هذا المقتبس.. خليل فرح تخرج في ١٩١٣ ولم يزامل ديمتري البازار في الكلية وهذا الأخير، تعلم، لم يتخرج منها ولا زميلاه العمري وبطران..
إذن أحمد عبدالرحيم العمري، سقط سهوا عن القائمة وربما اختلط عليك العمراب!! أحمد عبدالرحيم أيضا عمرابي ولكن، لاحظ كيف إنه انتسب كما النسبة الصحيحة عربيا (العمري)
وليس كالسودانية (بالآب) البجاوية.. والده أيضا كان أستاذا للشريعة وربما العربية، في الكلية.. وهذا قد يعيدنا إلى الحقيبة كردة فعل حضارية كما عاشها العصر الثقافي كله.. وكله موجود فوق هنا!

"يا الشويدن روض الجنان… بي هواك إزداد الجنان
يا أم نغيماً صافي الشنان ... فرٌ برقو وانفرد السنان
قتلو حاسب قال ليٌ نان .. كيف اكون ذو جبرة وحنان
يا أب فويطراً خزن الجُمان.. فرٌ برقو الهتك الضمان
أمٌا قلبي الكان في أمان .. ولٌي مني وغار من زمان
ياخفيف الروح يا رزان .. فرعك المصقول خيزران"

الجالس على اليسار ممسكا بالماندولين هو محمد أحمد سرور... الماسك (الخيزان) هو الشاعر المنسي أحمد عبد الرحيم العمري (العمرابي).

Post: #236
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-07-2018, 12:18 PM
Parent: #235

سلام هاشم والعود الجميل.

هنا بخصوص الشاعر أحمد العمري.. انا في الحقيقة صممت محددات خاصة لتمييز شعراء الحقيبة من غيرهم وكانت كالتالي: انت يكون الشاعر نظم الزجل وورد اسمه في قصيدة عبد الرحمن الريح "حقيبة الفن الاصيل" والا أن: يكون نظم الزجل واجازه ابراهيم العبادي ولحن له سرور إحدى أو بعض اشعاره.

واذكر أنني لم أجد الشروط تنطبق على الشاعر أحمد العمري بل على الآخر أحمد حسين العمرابي.. وهذا من سيرته المعروفة:

احمد حسين العمرابي انشد الشعر في بداية العشرينات حين قدومه من بلدته كبوشية ....
حيث تكفل به ابراهيم العبادى و امده بانتاج شعراء الدوباى امثال جقود و سلطان العاشقين
و بدرى كما اصلح من شأن تجاربه الاولى.
و لم ينظم العمرابى شيئا في الطنمبور لان أغانى الحقيبة كانت قد بدأت فعلا .

و لم يجابه معارضة من والده كما حدث مع عمر البنا و العمرى و عبيد بخصوص اتجاهه إلى الشعر الغنائى
و مصاحبته للمغنيين و الشعراء.
حيث قال والده عندما اشتكى بعضهم من ذلك
" أولا انا ما عندى ولد سفيه، ثانيا الشبان ديل قدره و اولاد ناس مثله" .

و وجد صعوبة في المنافسة مع شعراء الحقيبة الكبار في ذلك الوقت
و لكن في النهاية في عام 1923 تمكن بمعاونة العبادى من قراءة اغنية "غردة" على سرور الذي اعجب بها فلحنها و غناها
و تعتبر اول اغنية تغنى بها سرور للعمرابى.
---
ولنفكر زيادة في الحتة دي ونشوف هل هناك محددات أخرى غير ما ذكرنا تصلح لضم أحمد العمري أو غيره إلى شعراء الحقيبة الرسميين؟ . . وبجيك راجع هاشم اقرأ معاك بقية الملاحظات المفيدة بلا شي. واسعد دوما بطلتك

Post: #237
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-07-2018, 01:45 PM
Parent: #236

يا هلا أبا جمال،
ياخي ما شايفني برقمهن، خلني الأتمهن سبعة بعدين نطــ لي في حلقي هههههههههههها.
بخصوص محدداتك للقائمة، تبدو منطقية وما كانت ستكون مشكلة لولا كثرة
ايرادك لاسم (العمرابي) مقرونا بزمالته لديمتيري بكلية غردون. بينما الزميل هو العمرابي (العمري).
ديمتري نفسه يكثر من الحديث عن العمري.. ولا يذكر العمرابي الآخر أبدا.
ثم أنك لكثرة ما تورده مع ديمتري باسم (العمرابي)، لخبطتنا.. أليس هذا مسوغا كافيا؟ ههههها!!
صدقني أحمد عبدالرحيم العمري (العمرابي) دا ما تنساهو، كان ذكرو ود الريح ول نساهو..
هو مقل جدا لكنه رائد فيها.. العمرابي الأخر (أحمد محمد حسين) هو أيضا مقل ولكن ليس جدا.
الآن لا استطيع أن أجزم عن أي قصائده، ألحنها سرور أم لم يفعل، ولكنك لابد رأيتهم في الصورة معه،
بكامل الأهبة والأبهة وأدواتهم الموسيقية..
ومثلا فهذه قائمة أخرى من ١٦ اسما وجدتها الآن، منقولة من (النفحات)!
http://www.tawtheegonline.com/vb/showthread.php؟t=4224
وهي تشمل الأحمدين، العمري (العمرابي) والعمرابي.
Quote: اهم رواد حقيبة الفن
الشعراء

1- محمد ود الرضي 1884-؟.
2- صالح عبد السيد ابو صلاح 1890 - 1963.
3- ابراهيم احمد العبادى 1894 - ؟
4- خليل فرح 1894-1932
5- احمد عبد المطلب حدباي 1900 - ؟.
6- سيد عبد العزيز 1900 -1976
7- عمر محمد البنا 1901 - ؟
8- احمد عبد الرحيم العمرابي 1903 - ؟.
9- علي المساح 1900
10- احمد حسين العمرابي 1904
11- مصطفى بطران 1904
12- عبيد عبدالرحمن 1908 -1986
13- محمد بشير عتيق مواليد 1904.
14- الجاغريو 1910
15- محمد علي عبد الله (الامى) مواليد 1918 - 1988
16- الشاعر والملحن عبد الرحمن الريح من مواليد 1918 -1991.

ولو بحثت في الفيس بوك فستجد موقعا عائليا مشهورا لــ (شاعر الحقيبة المشهور أحمد عبدالرحيم العمري)، منه:
Quote: أحمد عبد الرحيم العمري هو من قبيلة العمراب ولد بالمكنية /مركز شندي/مديرية بربر عام1902م ...حفظ القران في خلوة جده بالمكنية ودخل المدارس النظامية الي ان كان بقسم الهندسة الميكانيكية بكلية غردون التذكاريةعام1919م وكان اول دفعته وهي اول دفعة للميكانيكة بقسم الهندسة ...لم يكمل الدراسة وذلك بسبب احتكاكه بمدير الكلية في ذلك الوقت(مستر يوديل) والذي اصر بعدم ارجاعه للكلية الا اذا احضر والده ...ولكن والده رفض الذهاب لمقابلة مستر يوديل...وهم يعرفوا بعض لان والد العمري (الشيخ عبد الرحيم حامد )كان من اساتذة الكلية بشعبة اللغةالعربية...وهو له مآخذ علي سلوك واخلاق مستر ىوديل. التحق احمد العمري بالعمل بمصلحة الاراضي وكان نائب مدير قلم الاراضي وهي وظيفة رفيعة نسبة لكونه درس هندسة حتي السنة قبل الاخيرة


هذا وإلا.. سأقرأ جملتك (الملاحظات المفيدة بلا شي) بدون تصحيح يائها إلى كاف،، كي كدي.:)
++++
باقي الكلام بتمو بكرة أو بعدو الله يحيينا.
++++++
محمد، إلى حين عودة، طلب صغير مهم: لطالما استعنا بأغنية (برضي ليك المولى الموالي)،
لو ممكن تنظر/تسمع الحركة (تشكيل) حرف الـ(جيم) في الكلمة (زجلي) التي في (وانشي شعري وزجلي وموالي)..



Post: #238
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-07-2018, 04:19 PM
Parent: #237

والله "مفيد بلا شك" بالكاف هههههههها بكتب من التلفون بصلحني غلط عشان كدا كم مرة بعدل بعد ما ارسل بس دي فاتت علي :)

ونشوف حكاية أحمد العمري "العمرابي" ونراجع بدقة كلما امكن.. وإذا لقينا مسوغ اضفناه حسب محدداتنا تمام والا كمان نشوف من اعتبره قبلنا من شعراء الحقيبة عملها على اي اساس؟.. وذكرته مع البازار لأن البازار هو من فعل وقال اصبحو شعراء (العمرابي وبطران ) ولم يزد او يفصل .. وطبعا انا في رأسي دايما العمرابيين شعراء حقيبة حتى اصطدمت بالمحددات فكان لا بد من إزاحة العمرابي زميل البازار من اللستة وإلى حين اشعار آخر.. فمن لم يذكره عبد الرحمن الريح ولم يجيزه العبادي ولم يغني له سرور يسقط تلقائيا من القائمة.. إذا لقينا في حل تاني نشوفو شنو!.

وفي الحقيقة نعم كلامك صحيح في حتة سرور ليس هو ال16 بل العمرابي قبل أن اضطر لازاحته من القائمة بحسب وجهة النظر هذه فيصبحو 15.. وقصة سرور حكاية أخرى "معليش للخلط" وشكرا للتنبيه المهم.


ونفكر في حكاية العمرابي دي زيادة!

واخد راحتك وتعال هاني البال.. وانا كلما ألقي فرصة بجي ناطي ليك زي الشيطان :)






Post: #239
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-07-2018, 05:55 PM
Parent: #238

اغنية العبادي برضى ليك المولى الموالي بديعة لا تمل.. وقد صاغها العبادي بابهار وعمل فيها أقصى فنون النظم الزجلي في تقديري.. فهو أمير الشعر حقا.

وأما اشارتك هاشم لتسكين الجيم في "زجلي" فهي لمحة ذكية منك ولم أسمع ان احدهم انتبه لذلك من قبل.. والصحيح في العموم أن تكون الجيم متحركة .. وأعتقد أن لا داعي "وزني" لتسكينها ولا اظنه يجوز وربما مجرد خطأ ورد لغرابة الكلمة وعدم اعتياديتها في ذلك الزمان وربما حتى الآن.

وطبعا ممكن نتحقق من ذلك عبر تقطيع القصيدة كاملة.. ومبدئيا من أخذ العينة المقابلة لكلمة زجلي من البيت الاول وهي "درري" يبدو ان تسكين الجيم خطأ ووجب فتحها: "أخرج درري الغوالي..شعري وزجلي وموالي" وأستطيع تقطيعها كالتالي:

القراءة العروضية:
أخرج دررل غوالي
شعرو زجلو موالي

التقطيع العروضي "لهذا المقطع فقط بغرض التحقق من تشكيله الصحيح"

أخرج دررل غوالي
/ه/ه ///ه //ه/ه
فِعْلن فَعِلُنْ فعولن

شعرو زجلو موالي *
/ه/ه ///ه //ه/ه
فِعْلن فَعِلُنْ فعولن

*تسكين الواو الواردة في نهاية الكلمة وتسكين كل النهايات لدى جميع الكلمات بما في ذلك الجزء الاول.

إن صح ذلك تكون جيم زجل في "شعري وزجلي وموالي" متحركة وليست ساكنة.

Post: #240
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-07-2018, 07:35 PM
Parent: #239

سرور حلة المشكلة يا هاشم :)

ملاحظه غاية الاهمية: بعد كل هذا الجهد وجدت أن سرور ينطق "زجلي" صحيحة وفق ما كتبها العبادي (فات علينا في البدء وتم التركيز على أداء خضر بشير) وهو شي متوقع من مبدعين كبار في حجم العبادي وسرور .. هذا مهم في سبيل معرفة النوع الشعري علميا والاحاطة ببنياته التقنية ومحاولة استنباط مقاييس معيارية لادابنا الشعبية وبل لكل مناشط حياتنا.. فالحضارة لا تقوم بلا وعي شامل بالذات!.


Post: #241
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-08-2018, 05:46 AM
Parent: #240

يا سلام عليك يا محمد، لقطتها طايرة.. بل سليت الفرند الفراهيدي ثم نشرتها بالمنشار قبل أن تقطّعها عروضيا.. هييييع!

لكن سرور مااا حلّ أي مشكلة:)
١) لأنو سرور بغنيها (زجْلي) مسكنة...
٢) لأنو لا يمكن حتى التفكير في أي قدر من عسر التواصل أو سوء التفاهم بين هذين الفنانين بالذات.. هما كالنبيين للحقيبة، والأنبياء لا يخطئون كمثل هذا الخطأ تجاه رسالاتهم.. (رسالاتهم هم وليست رسائل أو أوامر الاستعمار الزجلية!!)...
٢) لأنو تقطيعك العروضي ما مضمون.. ذلك لأنك يا رجل قطعت من كل شطرة نصفها قبل أن تقطّعها عروضيا أو قل" تفعلنها" هههها.. راجع ما قطعته..
٣) لأنو الإشكال الأهم عندي بخصوصها، هنا ليس في البحر/ الوزن/ العروض/ التفعيلات.. بل في الذي أراده العبادي من تسكين الجيم في (زجْل)
بينما هو مستغرق في كتابة الأغنية بشرط الجيم المفتوحة في (الزَجل)
شوف، أمس كنت مرهقا من معافرة منبرية ما فلم أستطع افراد الفكرة، ولذا فقد اكتفيت بارسالها مطوية لحين تفاكر حولها،، قلت نتقاسم عبئها ولم تخذلني..
القضايا التي لامستك منها، هي بالضبط التي أردت اثارتها، ولكن ليس بالضبط نحو نفس النتائج. وسأشرح ذلك.

القضايا هي:

*ضرورة الدرس العروضي والبناء الشعري لشعر الحقيبة ولكل لزجل السوداني.. ضرورة قصوى..
لو يتفرغ مختص عروضي ويجري درسا في بعض مشهورات الحقيبة وغرائيبها ليستحرج لنا النمط/الأنماط الوزنية/الإيقاعية.
فقط تكون بادرة خير لدراسات تشمل كل أنماط الشعر العامي/الشعبي التي تتعايش في السوربية وتأطرها ضمن أطر
عروضية تنضبط بها قبل أن تضيع فيما ضاع من التراث في بحر التجديد والتجريب.

*لدرس شعرية الحقيبة فلا بد، بضمن دروس أخرى، من مراجعة ودرس ما في المكتوب المرجعي عنها، كتاب "أستاذ الأغاني" للعبادي..
هل لديك نسخة منه يا محّمد؟؟
هذا الكتاب قد يكشف، بل سيكشف عن المرجعيات الشعرية/اللغوية والفكرية للحقيبة أو عن كيف تطورت التجربة الشعرية وتصاعد فيها التجريب شعرا ولحنا حتى وصلنا إلى ما تلاها من مدارس.
أنا هنا بالطيع أرفض فطرة الانقطاع كما في زعم محمد جمال وخلاصات بحثه، وأزعم أن شهرية الححقيبة قد اتصلت بداية من شعرائها أنفسهم بما تلاها من التجارب الشعرغنائية المدينية/المركزية.

*ما مفهموم (الزجْل/الزجَل) عند العبادي.. ما بين اللغة والاصطلاح؟
باختصار: أمير الحقيبة اعبادي فاهم وعارف وخبير بالموضوع، سواء لغة أو اصطلاحا.. متفق عليه!
ولكن مبكرا جدا، فقد لاحظت أن سرورا (نعم سرور) وخضر بشير، أن كليهما يقولان (زجْلي) بتسكين الجيم.. قلت أن خضرا ربما لم يراجعها مع العبادي فأخطأ،
فعندئذ راجعتها عند سرور، لمرتين وثلاثة، فوجدته هو أيضا يقولها (زجْلي) بالتسكين.. حينها لم أفكر في الوزن والتفعيلة أو الخروج عنهما، بل فكرت في العبّادي ذات نفسه.. مالو!
أستاذ الأغاني الرائد هذا، لابد وأنه يعرف الفرق بين زجْل وزجَل.. بين الزجْل والزجَل.. بين المعاني اللغوية وبين الاصطلاح وكيف جاء!
وكنت قبلا، هنا في البوست، قد كتبتُ لك بإشارة:
[(ملحوظة قد تكون ذات مغزى: الرمية من الـ(رمي) الذي هو معنى من معاني الـ(زَجْل) بسكون الجيم وكلمة (زَجْل) هي جذر الزَجَل بالفتح كما قالت القواميس ودارسو الزجل.. يعني بالسوربية ممكن تقول للرمية زجلة !!) وشاعرنا العبادي قال: ليك اخراج درري الغوالي وأنشي (شعري وزجلي وموالي) في سناك قليل يا جميل.. وفضلا راجع تسجيلات ابراهيم العبادي أعلاه.]

وما كان ذلك من قولي، وكثير غيره كمثله، كذلك، إلا لأن المختصين من دارسي الزجل قد قالوا (مما أوردنا منه كثيرا بأعلاه) وتلخصه الويكيبيديا كالتالي:

{"استخدمت مفردة (زجل) في اللغة العربية قبل أن يصطلح على استخدامها لفن الزجل الشعري، وسنستفيد من تتبع بعض المواضع التي وردت فيها قبل نشوء فن الزجل الشعري، لندرك السبب في اختيار مفردة (زجل) اسما لهذا الفن الشعري.

1- الدلالة الأولى: الرمي، عرف ابن المنظور مفردة (الزجل) بتسكين الجيم بقوله: "الرمي بالشيء تأخذه بيدك فترمي به"، ومنه زجل الشيء يزجله وزجل به زجلا وزجلت به، ومن الأقوال الدلالة على استخدام مفردة (زجل) بهذا المعنى الحديث: "أخذ الحربة لأبي بن خلف فزجله بها فقتله" أي رماه بها، وحديث الصحابي عبد الله بن سلام: "فأخذ بيدي فزجل بي" أي رماني ودفع بي، وقال الشاعر: بتنا وباتت رياح الغور تزجله... حتى استتتب تواليه بأنجاد الغور: ... ويقال: "لعن الله أما زجلت به"، "وزجلت الناقة بما في بطنها زجلا" أي رمت به.

2- الدلالة الثانية: (الزجل) بفتح الجيم، الصوت الصادر من الجمادات، وعرفتها الموسوعة العربية العالمية بـ"درجة معينة من درجات شدة الصوت، وهي الدرجة الجهيرة ذات الجلبة والأصداء"، ومن ما ورد في ذلك من الأقوال، قولهم: "سحاب زجل": إذا كان فيه الرعد، و"غيث زجل": لرعده صوت، و"نبت زجل": صوتت فيه الريح، ونجد شعرا للأعشى منه قوله: تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل، أي ريح مصوته، وقول أبو الرضا المعري:عبرت بربع من سياث فراعني به زجل الأحجار تحت المعاول.. أي الصوت الصادر من جراء ضرب الأحجار بالمعاول.

3- الدلالة الثالثة: اللعب والجلبة ورفع الصوت، وخص به التطريب، كما جاء في معجم لسان العرب لابن المنظور، أو رفع الصوت المرنم كما جاء في الموسوعة العربية العالمية، فكان يطلق على صوت الحمام، ثم الصوت البشري المطرب. ومما ورد فيه من الأقوال، حديث الرسول محمد: "نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد"، وأنشد سيبويه: له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو زمير، وربما قصد به الغناء، فقيل: وهو يغنيها غناء زاجلا، "وقد يؤكد هذا الارتباط الدلالي بين كلمة زجل ومعنى الصوت العالي المنغم أن كلمة زجالة مازالت تطلق، في بعض الواحات المصرية، على جماعة من الشباب الذين يجتمعون في مكان بعيد ليؤدوا الرقص والغناء الصاخب بمصاحبة آلاتهم الموسيقية".

اصطلاحيا:
يحاول صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمُرخَص الغالي) إيجاد تعليل للربط بين الاستعمال اللغوي والاستعمال الاصطلاحي، فيقول: "وإنما لا يلتذ به ويفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه حتى يغنى به ويصوت فيزول اللبس بذلك".

وهكذا غدت كلمة زجل في الدوائر الأدبية والغنائية مصطلحا يدل على شكل من أشكال النظم العربي، وأداته اللغوية هي إحدى اللهجات العربية الدارجة، وأوزانه مشتقة أساسا من أوزان العروض العربي، وإن تعرضت لتعديلات وتنويعات تتواءم بها منظوماته مع الأداء الصوتي للهجات، ويتيح هذا الشكل من النظم تباين الأوزان وتنويع القوافي وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومة الزجلية، غير أنه يلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من الوزن والقافية وعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزجلية الواحدة.
ونجد تعريفا أكثر تحديدا لأحمد مجاهد يعرف فيه الزجل بـ"شعر عامي لا يتقيد بقواعد اللغة، وخاصة الإعراب وصيغ المفردات، وقد نظم على أوزان البحور القديمة، وأوزان أخرى مشتقة منها".}


قرأت الأحمر؟
لا بد أنه من الدلالة اللغوية الثالثة قد جاء هذا المصطلح (الزجَل)..
وهذا، فلن يعزب عن معرفة العبادي ولا خليل ولا بطران ولا العمري ولا حتى العبقري أبوصلاح.. اخترت أولاد المدارس من الأبكار.. بل أن الشيخ محمد ود الرضي وسيد وعبيد يعرفونه ويشهد شعرهم.
وهؤلاء أيضا يعرفون تاريخ الغناء والشعر السوداني ويعرفون (الرمية) سواء عند الطنابرة أو كما استمرت معهم.. والرمية فإنها هي (الزجْل) بتسكين الجيم!
هل قصد العبادي شاعر (الرميات) القديم أن يقول في أغنيته (زجَله): وأنشيء شعري و(رميتي) وموّالي.. الشعر معروف.. الرمية إياها لفظة الزجْل، التي هي في جناس "غائب" مع لفظة الزجَل.. يعني فيها تورية كمان هههها:).. أنا لا أحب "المؤامرات" التي في التورية فماذا إذن؟
العبادي، بشهادة القصيدة نفسها، يعرف تماما، ومنذما فاجأته النوايا الشعرية، أنه إنما سينشئها على نهج البناء الشعري للزجل الاصطلاحي.. من مطلع (مخمّس التشطير/أي وكأنها مجازفة توشيحية ساذجة) ثم للمطلع قفل.. بالإضافة للزوم ما لا يلزم وأنواع البديع، فهذا شغل شعري معقد جدا ومتعمد جدا ومموسق جدا.. معمول للغناء وللتطريب الفائق.. أنظر كيف تتراوح القوافي بين المربع من الأربع شطرات الأولى (مربع كامل) وبين الشطرة الخامسة مختلفة التقفية والروي.. ثم أنظر قافية شطرة القفل الأولى كيف تعود إلى القافية في مربع المطلع.. بينما قافية الشطرة الثانية في القفل، فستعود لتتناغم مع خامسة المطلع.. ذلك كله في المطلع وقفله فقط.. ثم يأتيك العادي بأربعة أدوار (أبيات زجلية) كل منها يتكون من بيتي شعر كاملي التربيع، أي بتقفية موحدة لأربع الشطرات.. وطبعا أي مربع كامل فسيعيدنا إلى صاحبنا مربع الدوبيت/المواليا.. ثم لكل دور منها قفل يتكون من بيتي شعر أيضا، لكن شطراتهما الأولى مقفاة كما شطرات الدور الأربع بينما الشطرات الأخيرة فهي بتقفية مختلفة.. وسيستمر الحال هكذا لكل الأقفال.. ثم تأتي الخرجة، والتي جاءت هنا بنفس قفل المطلع)!!
يا للشغل الشغل الجميل، هذا بناء زجلي نموذجي، ونقل بالمسطرة من مواصفات وتعليمات الحلي والحموي.. زجَل مع سبق الإصرار والترصد الشعري ــ أو كما قد تجري تعبيرات محمد جمال الدرامية ــ وهو أيضا شعر تنز منه الشاعرية وجمال لا شك فيك.. وقد ربما سبقته رمية (زجْلة) ما من أشعال عمّك العبادي التي يمكن أن تتوقع إنها كانت مع شبق الإصرار أيضا!!

لست عروضيا ولكن، يمكنني المراهنة بأن الأوزان في هذه القصيدة ستختلف ما بين المطلع والأدوار/الأقفال/الخرجة.. وذلك لأنها استفادت من صفة الزجل ما استفاده هذا من صفة الموشح الذي يستخدم فوق الوزن ما يسمى بالأغصان والأسماط التي هي أقرب ما توصف فبالمقاطع.. وقد كنت في بوست (نماذج الزجل) والحقيبة كنت قد قاربت الفكرة التوشيحية الزجلية عبر شعر ود الرضي بالذات وخليل فرح أيضا..

ما الفكرة وراء "مجازفتي" بما سبق أعلاه؟
الزجل، اصطلاحا، سوى إنه عامي، فهو فرع من التوشيح.. وكل ما حاكى أصل البناء الزجلي فهو يحاكي الموشح.. هذا ينطبق على الحقيبة.
هل أشعار الحقيبة الأولى من الموشحات.. لا.. ليست كذلك.. الموشحات فصيحة معربة.. وأحيانا، أكثر تعقيدا مما أخذه عنها الزجل الأندلسي ومحاكاته.
زجل الحقيبة، في عظمه، فهو دوبيت متمدين بالمواليا، أو هو مواليا معدلة سودانيا.. علاقته بالزجل الأندلسي علاقة تقليد متعمد فتشابه، وليس علاقة تطابق.
المواليا زجل مشرقي المنشأ، مملوكي بامتياز، مصري وشامي وعراقي بالذات وسوداني أيضا، وليس مغريبا أندلسيا..
وأوزانها، وموسقتها الخارجية، لو فارقت التقليد الوزني، فستناسب بيئتها اللغوية، أي موسقة لهجتها.


====
مطلع = أحمر ـــ دور/بيت = بني ـــ قفل = أزرق ـــ خرجة = أسود.


القصــ برضي لــــيك الـــــمولى الموالي ــيــدة

لو تحول دون قصدي العوالي برضي أغوص في بحوري وأوالي
ليك اخراج درري الغوالي وانشئ شعري وزجلي وموالي
في سناك قليل يا جميل

برضي ليك المولى الموالي وفيك لازم الصبر الجميل

يا ملاكي، ظروفي العصيبة حايله دونك مالي صيبه
قالي هاك اقوالا مصيبه كل نفساً توجد نصيبه

واليصيبه المولى أليصيبه بالقدر كم عزّ الذليل
كم ربوعاً أجدب خصيبه ومافي فجراً ما عقبو ليل


المكارم خلقي الجبيلة والمحامد سالك سبيلا
ديمه شارب من سلسبيلا من اخاير أخير قبيله

ومن أعالي العايلة النبيلة وكل صميماً لصميم بديل
الليالي الليلة وقبيلا وللجلل معدود الجليل


تشكي كتر النوح العيالك وديمه تشكي أيام زاهيالك
يا مهفهف سيرك أمالك والنسيم الساير أمالك

إنت زاهي ولاهي ويالك من مرائي وصدقك قليل
إنت عاشق بالجد خيالك ومنو ساكن ظلاً ظليل


يا سما الغايات يا ملاكا من تطاول لي نيل علاكا
عشت دم يا حلية حلاكا يا حياة أرواحنا هلاكا

لو صليتو النار ما سلاكا قلبي راضي وهاك الدليل
انو صابر وحامل بلاكا مرة ارحم يكفي القليل


برضي ليك المولى الموالي وفيك لازم الصبر الجميل



*غالب قصائد الحقيبة، هي طبق الأصل من بنية هذا النموذج.. ثم لكل عبقري منهم انفراداته..
خاصة ود الرضي والخليل، ثم سيد عبدالعزيز وعبيد عبدالرحمن، حتى استقام عند عبدالرحمن الريح هذا (الشيء الأكثر جدة من جديد الحقيبة)!!
هل كان التحدي الذي سارع بعجلة التجديد، هو ذاك الذي مثله غناء التم التم؟ نعم كبيرة، ولكن ليس فقط ذلك.. أيضا فلابد من عودة للتفاعلات الاجتماعية/الثقافية/السياسية وهكذا دواليك..
هناك كتابة، هي قطعة فنية لذاتها، ولأنها مكتوبة بحب كبير، عن فنان كبير جدا، ولأنها تؤشر إلى بعض ما في السطر السابق.. فسأضيفها لاحقا.. للمتعة والتأمل!!

Post: #242
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-08-2018, 07:27 AM
Parent: #1

لقد قرأت هذه المداخلة/المقال عن خيانة الإنجليز لكبوشية؛
Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
لمرتين أو ثلاث مرات..
ولم يعجبني.. ما فيه.. ابدا!!
Quote: لماذا خان الإنجليز أدب وفن كبوشية!
لقد تم إيقاف أدب كبوشية الغنائي بطريقة مفاجئة وعنيفة بما يشبه لغة الصالح العام هذه الأيام
ومن ضمنه معاكسة ومطاردة المتمسكين بفن كبوشية..
الصراع بين كبوشية "الطنابرة" وسرور والعبادي هو في الأصل صراع بين رؤيتين "حكومية"
لما يجب أن يكون عليه الفن الغنائي في السودان..

نظرية المؤامرة/الاصطناع.. مرة أخرى.. أو توسعة فيها!!
أخطر ما في الأمر، ولنقلها بطريقة أخرى؛
هوهذا الاعدام التام للكينونة الوجدانية المستقلة، وأي أشكال الفاعلية الثقافية عند المجتمعات السودانية!!

في الحقيقة؛ المقال جيد الكتابة كعادة محمد جمال في الكتابة الجميلة ذات الأحابيل والإغراءات.. مثير، ومستفز ..
ولكنه خلو عن أي مفاصل وثائقية، وعن الحيثية المنطقية المحيطة بجوانبه في شمولية يمكن الوثوق بها معرفيا.
ولذا فقد ينكسر في أول تحدي منطقي أو وثائقي من النوع الذي لا يمكن أن يحتمل أو يتعايش مع الفانتازيا التاريخية..

لم أحبه ولا أتفق معه وما كنت أرغب في تناوله، لأنني لا أثق في امكانية أو جدوى العودة إلى بدء الحوار.
سوى أن تجاوزه وكأنه حقيقة مسلم بها، مضر جدا..أو كما ستضر نظرية المؤامرة بمصداقية هذا المبحث ضررا بليغا.
لم يعد أمامي إذن، إلا تجاوز طريقتي الأولى، ولأقول خلاصة كلامي كباشرة (عموما الحيثيات متوفرة من أول الصفحة التانية)!
وليس فقط لاختلافي مع ما في المقال بالرابط، ولا حتى لتغليطي بعض ما ورد فيه وكأنه الحقيقة، رغم خلوه عن أي وثيقة أو وثاق!
بل فأساسا لأنه (المقال/المداخلة بالرابط) مجرد تكرار بتوسع، ومراوحة من أول وجديد حول فكرة الاصطناع الاستعماري
وحول تهمة التواطؤ الوطني وحبكة المؤامرة السرية.. هذه المرة إلى كبوشية!!
نفس تلك الأمور التي هي أصلا الأضعف (منطقيا) من بين قضايا هذا المبحث طرا!!
وهذا، لعاجل عناية محمد جمال الدين، سيضر، وجدا..

هنا، لمجرد المقابلة؛ في تاريخ الموسيقى السودانية، لما بعد الحقيبة وفيما بعد الاستقلال أيضا، أن رجلا موسيقيا مصريا
اسمه مصطفى كامل ــ وهناك أيضا آخر إيطالي (أوزو مايسترلي) ــ قد ساهم في انشاء وتدريب وقيادة الفرقة الموسيقية بالإذاعة. !!
هذه الفرقة التي، نسبة لانعدام الخيارات والخيالات كذلك، فقد كانت بمثابة الفرقة الموسيقية القومية لكل البلد..
هؤلاء (الأجانب) لابد وقد أثّروا على الموسيقى والغناء في السودان أثرا كبيرا، أنا شخصيا ـ من مقفي المتأخر في التاريح ــ قد لا أحمده كثيرا..
ولكن؛
هل موسيقا الكاشف، عثمان حسين، وردي، الشفيع، أحمد المصطفى، التاج مصطفى الخ الخ الخ كانت مجرد مؤامرة لتغييب
الفن السوداني الأصيل؟؟؟!!!؟؟؟
المووضوع أشد تعقيدا وتركيبا من مجرد حبكة درامية، ذكرتني بحبكة مسلسل مصري عن انقسام عالم ليل (شارع عماد الدين)
بين الوطنيين والمتواطئين مع الإنجليز في ملابسات الزمن الاستعماري..

وهنا أدناه، فهذا مقتبس من مقال جيد، كتبه موسيقي وأكاديمي محترم هو عازف الجيتار د.الفاتح حسين.. قد يفيد المهتمين، شيئا عن تاريخ الموسيقا والغناء.
Quote: فمن الناحية الموسيقية نجد أن شمال السودان يتميز بآلة الطمبور[1] الشعبية والإيقاعات المركبة والغناء الرقص الجماعي وغناء الدلوكة[2] والدوبيت. ويعتبر الدوبيت من أهم المراحل الغنائية في تاريخ الغناء والموسيقى في السودان. كما نجد في شرق السودان أنواعا غنائية متعددة أكثرها انتشاراً غناء الدرفولي لدى قبائل البجا كما تنتشر أغاني الدوبيت والمناحة. ومن أكثر الآلات الشعبية انتشاراً في شرق السودان هي آلة الباسنكوب التي تشبه آلة الطمبور في الشكل وتختلف معه في الحجم والدوزنة.
أوردته لأنني تحريت وتأكدت من اسم مصطفي كامل، فيه..
http://www.arabmusicmagazine.com/index.php/ar/2012-03-12-12-52-35/636-2016-05-31-06-31-32http://www.arabmusicmagazine.com/index.php/ar/2012-03-12-12-52-35/636-2016-05-31-06-31-32

المقال الطروب عن الفنان الطروب، سيلي،، فيه محبة وشفاء وترويح..

Post: #243
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-08-2018, 07:39 AM
Parent: #242

هدية لرواد البوست ولصاحبه.. ممن لم يكتب لمن يستحقون.. النص لزميلنا (المنقطع عن المنبر) الأستاذ عماد عبد الله،
عن الفنان كرومة (عبدالكريم عبدالله مختار (العبادي، أيضا)!
الذي لم يذكره اسمه هنا كثيرا، مع إن الزمن زمن الحقيبة!!
ليس نصا جميلا ومترعا بالمحبة وفقط.. فيه أيضا إشارات قد تفسر التحولات السريعة في الموسيقى والأغنية (الأمدرمانية) ما بين الحقيبة وسيادة التم تم.
يا حبذا لو قرئ مع بوستات أحمد طراوة عن الغناء السوداني (مكتبة أحمد عبد الفتاح طراوة بمكنبات المنبر)..
======

كتبه الأستاذ الفنان: عماد عبد الله
من صفحته في الفيسبوك..
Emad Abdulla
ـــــ
( قصة الولد السوداني الأخدراني القصيروني الجميل ) 
ـــــــــ
**المخاليق والأمكنة:
١- المخاليق:
- مستورة بت عرضو:
( مغنية شعبية ) في امدرمان القديمة. والدة سيدي اللورد كرومة. 
ــــــ
- الأسطى عبدالله مختار العبادي:
والد سيدي اللورد كرومة، كان شغال فني ساعات حريف ( الزمن داك موضة الساعات كانت فنكهة الأفندية السودانيين والمصريين والخواجات). عايلة العبادي من أعرق العايلات الأمدرمانية .. منها طلع الشاعر الجَد جَد وسيد الكلام إبراهيم العبادي .. وملك الغنا وسلطان الطرب الحاج محمد أحمد سرور . 
ــــــ
- اللورد كرومر ( المندوب السامي البريطاني للسودان ):
وصل للسودان أول مرة سنة ١٩٢٢م وتم استقباله في أمدرمان استقبال رسمي وظيطة وظمبليطة بديعة.. بهر الاستقبال ده الست مستورة، وكان ولدها عبدالكريم عاجبها وساري بالها لأنه صوتو سمح وزمنو مظبوط وحابي الغنا والطرب زيها.. طوالي سمتو ( كرومه ) حسب لسانها في نطق اسم اللورد البريطاني المبجل .. فكان هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل .
ــــــ
٢- الأمكنة:
- حي السيد المكي:
من أعرق أحياء البقعة، مؤسسه السيد المكي الشيخ اسماعين الولي، أحد شيوخ الصوفية. السيد المكي هو أحد جدود السيد اسماعيل الأزهري، والشاعر محمد المكي ابراهيم. كان الحي يتوسط امدرمان .. والحياة فيهو مدفوسة بالحكايا والنشاط وحركة الناس. من ضمن الدفيسيبة السمحة دي كان ناس الطريقة الختمية. نشيطين في الحوليات وليالي المديح والبهجات، ده النشاط الفني الوحيد - الإلي حدٍ ما - مشروع ومتاح ومرضي عنه من الناس. استهوت الشغلة الولد الجميل سيدي كرومة .. فأصبح منشد ختمي وقاريء للأوراد .. الولد الأخدراني القصيروني الجميل. 
ــــــ
٣- سيدنا:
- اللورد الجد جد ، عبدالكريم عبدالله مختار ( كرومة ):
- إتولد في حي السيد المكي / أمدرمان سنة ١٩٠٥م. دخل خلوة الفكي عبدالرحمن في الحي وهو طفل، درس القرآن وفك الحرف وجود التلاوات، ومنها دخل مدرسة الهجرة. من الأولية ودوهو أهله لعطبرة يتعلم النجارة في ورش السكة حديد هناك . عطبرة ما دخلت ليهو راسو وهو ود امدرمان القندف . رجع لمحبوبتو امدرمان وفتح دكان مكوجي في حي السيد المكي، ما نفعت معاهو الشغلة خلاها. مسك في شغلة النقاشة والبوهية والجير، أبت ليهو ( لروحه القلقانة ).. هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل . 
- بدا يرتاد مباريات الكورة وشارك فيها .. شويتين انضم لنادي الهلال. اندمج في الوسط الرياضي الضاجي ده واصبح مغني لمات الاصحاب والقعدات .. شوية شوية واتعرف الود كرومة لاعب الهلال المغني، بدا الناس ينادوهو للحفلات .. عرس هنا طهور هناك سماية هنا صبحية هناك. سرقتو شغلانية الغنا بعد ما الناس بقى ما عندها شغلة غير هذا الولد المغني العجيب. ومن وكتها اصبح سيدنا اللورد عبدالكريم كرومه ( صايعاً ).. هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل . 
- كان قصيروني مدغلب أخدراني وسيم قيافة وجيه مشلخ .. واحد من أوجه شباب أمدرمان وأكترهم أناقة وإنتكة. ما بيلبس هدوم إلا تكون من الماركات العالمية الشهيرة والغالية : القفاطين والملافح والجلاليب البوبلين والترلين والسكروتة ، والبدلة لازم كاملة قميص وصديري وبنطلون وجاكيت وطربوش .. كلها منفوشة بالنشا ومكوية زيو وزي أجعص باشا وخديوي . وبسبب حبه وشغفه بالملابس والتقليعات والأناقة ، أصبح زبون دايم لمحلات الخواجات والأقاريق والشوام وأولاد الريف في الخرطوم، كانوا بوصلوا ليهو كل الجديد لحدي عندو. ونفس الشغف عندو كان بالعطور .. يعشق العطور الفرنسية الراقية والبريطانية، لدرجة مصانع الشبراويشي للعطور في مصر المحروسة عملت عطر مخصوص بإسمه وعليهو صورته. بقوا تلاتة شخصيات سودانية بس الاتعملت ليها العطور باسمها: السيد عبدالرحمن المهدي، السيد علي الميرغني، سيدي اللورد عبدالكريم كرومة .. الولد الأخدراني القصيروني الجميل . 
- سيدي اللورد كان خجول حد الصمت، مهذب وراقي وجنتلمان حقيقي في سلوكه، الوحيد في قهاوي امدرمان الشهيرة وكتها البيكون ساكت في خشوع وهو بيستمع للفونوغرافات العتيقة بتطلع من اسطواناتها درر أغاني سادتنا علي الشايقي واللمين برهان وسرور والبنا وغيره من غنى المصريين والشوام .. هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل . 
- سنة ١٩٢٦م كان انضمام سيدي اللورد لفرقة المعلم الاسطى الحاج سرور .. و ما أدراك ما الحاج سرور. المغني نمرة اتنين في الفرقة كان سيدنا اللمين برهان - وده كمان نصيبة تانية براها - اشتغل اللورد فترة مغني تالت في الفرقة بعد السيدين الكبيرين ديل، شويتين وبدا نجاحه يقلق سرور، الناس انسحرت بهذا الولد الاخدراني ابو صوت عجيب وجديد ومختلف. اللورد حس انه ده الوكت اليتخارج فيهو من الفرقة ويسوي لنفسه سكتو براهو، و زي ما جا بالمعروف مرق بالمعروف، وقد كان . و فضل هو وسرور يتبادلوا الاحترام والتقدير وتثمين اعمال بعضهم. من وكتها وبدا صيتو يعلى في امدرمان .. هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل . 
تسابق الشعراء الفطاحل ايامها في طلب ود هذا الشاب الأخدراني الفلتة .. وانبهل شلال سيدي اللورد الإبداعي دفاق و فوار. سنة بعد سنة واصبح اللورد هو القانون الفني، و السلطان هو و شيخ الطريقة. مدعوم بشعر عالي القيمة الفنية، من أعالي القمم الشعرية ايامها: 
* سيد عبدالعزيز : (٥٩ قصيدة) لحنها وغناها كرومة .. أشهرها (أنا ما معيون) . 
* محمد بشير عتيق : (٢٥ قصيدة) لحنها وغناها كرومة .. أشهرها (ناعس الأجفان / أرجوك يا نسيم روح ليهو) . 
* صالح عبدالسيد أبو صلاح : (٢١ قصيدة) لحنها وغناها كرومة .. أشهرها (جوهر صدر المحافل) . 
* عمر البنا : (٢٠ قصيدة) لحنها وغناها كرومة .. أشهرها (زهرة الروض الظليل) . 
* عبدالرحمن الريح : (٧ قصائد) لحنها وغناها كرومة .. أشهرها (لي في المسالمة غزال) . 
* و و و و و .....
- اكاد اجزم إنه تلاتة ارباع الغنا السوداني من بداية الخمسينات وإنت نازل هو من ألحان سيدي اللورد. فاللورد كان مجدد حقيقي وبادع خالق لفنون مختلفة على الاضان السودانية. اللورد كسر دائرة الألحان وأتى بالجن الكلكي أيامها، مرق من عباية الطمبارة والمغني ابو شيالين والأداء المدائحي الديني في اللحن .. وخش في سكة مغامرة جديدة لنج . 
قصيدة - مثلاً - زي (نظرة يا السمحة أم عجن) كانت فلتة أيامها ، خلت كل حسان البلاد يتعجنن ويجدعن النظرة الما بيُحتمل غنجها وأنوثتها القاتلة. وكان سيدي اللورد هو من بعث فيها الجن ده .. فاللحن راقص لا يشبه الألحان الرجولية المعسمة القبالو. قال اللورد إنه: (لقطها من بين تفانين ألحان المديح للسادة أهل الطريقة الاسماعيلية) الكانت زاويتها جنب بيته. كان أهم شي عند اللورد هو الإيقاع، فحياته كلها كان إيقاعها المنضبط هو: الأنيق / الجديد / المختلف / الحديث، وده كان تماما مختلف عن السايد .. كرومة كان مكجن البطء والرتابة والخناتة الدائرية، فرقصت أمدرمان وانفدعت وحمحمت وصهلت ونقزت وماعت على إيقاعاته ولحونه الفريدة . شوية شوية واتغلب الحوار علي شيخه السلطان سرور، وشوية شوية بدا سرور في التلحين على نسق كرومة وطريقته، وتبعه عبدالله الماحي واللمين برهان وعلي الشايقي وغيرهم وغيرهم .. كلهم ركبوا المركب الكرومي. وأصبح سيدي اللورد مدرسة .. هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل . 
( دمعة الشوق ) كانت أسطوانته الأشهر، اصدرها سنة ١٩٣٤م في مصر، منها وتقاصرت قامات المغنين. وبعدها تقازمت ألحان الملحنين قدام جلال وجمال وسطوة لحون هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل . 
من يومها .. كرت سبحة الغناء السوداني، وتعالي البنيان طوفة طوفة، من بعد ما خت ساسو وحجر زاويته هذا الولد الأخدراني القصيروني الجميل .

**الغياب :
- في صباح الأربعاء ٢٩ يناير ١٩٤٧م ، في مستشفى أمدرمان / قسم الباطنية .. أسلم سيدي اللورد الروح لبارئها .. والسبب (إلتهاب رئوي حاد)، وعمره فقط ٤٢ سنة.
فالسلام عليك إلي يوم الدين سيدي .. يوم يسألنا السائل: إنتو منو؟ 
فنجيب كورجة : نحنا ناس سيدي اللورد عبدالكريم عبدالله مختار « كرومة » .. 
ولد سوداني أخدراني قصيروني جميل.

Post: #244
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 12:10 PM
Parent: #243

هلا بيك هاشم والهمة العالية.. قبل كل شي سرور ينطق جيم زجلي بالفتح وليس السكون وهو الأصل وبهذا تكون جهيزة قطعت قول كل خطيب أو كما يقول المثل .. وهذا رابط القصيدة "برضى ليك المولى الموالي" بصوت سرور نفسه:


وتظل أهمية استكشاف التفعيلة والاوزان والبنى الداخلية لقصيدة الحقيبة ولشعرنا الشعبي كله ضرورة حتمية لخلق معايير علمية للفهم الصحيح وفرز الغث من السمين!

Post: #245
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 05:03 PM
Parent: #244



هاشم الحسن
Quote: طرأ لي سؤال يا محمد، هل كان هذا التقسيم واضحا لديك منذ البداية أم توصلت إليه في سيرورة الحوارات الدارت هنا أو في الفيس بوك؟
أسأل، ليس فقط لأن مثل هذا التقسيم هو مدخل ممتاز لمبحث آخر مثير. ولكن أيضا لأنه ربما كان قد ساعد كثيرا في تأطير علاقات التقليد ومصادرها في الكتب والحياة وبالطبع، فهنا أيضا..
سؤال أخر كمان، هل كلمة (أسلوب) هنا تكافئ كلمة (نمط) التي تكثر من استخدامها مع الزجل.. لو كافأتها فقد كلفتني اشواطا مرهقة يا محمد، فقط لإثبات ذلك التكافؤ!!
لو لم تكافئها، فسنعود إلى إشكالية ضبط المصطلح كرة أخرى!!



اكتشفت إختلافات أسلوبية بين شعراء الحقيبة أثناء البحث العام الماضي رأيتها في تلك المدارس الثلاثة (1- العبادي ومعه أبو صلاح "المدرسة الطاغية" 2- خليل "الالتزام الأخلاقي والسياسي والتعابير الانيقة والحساسية اللغوية والتعبيرية الفائقة 3- سيد عبد العزيز "خليط من المدرستين وزيادة".

هذه الاختلافات الاسلوبية التي نقول بها تجد مبررا في المرجعيات الزجلية الأولى التي تاثر بها الشعراء الذين ملكو كلمة السر بالاصالة وهم هؤلاء الأربعة. تم محاولة شرح هذا عدة مرات سابقة.



Quote:
نظرية المؤامرة/الاصطناع.. مرة أخرى.. أو توسعة فيها!!
أخطر ما في الأمر، ولنقلها بطريقة أخرى؛
هو هذا الاعدام التام للكينونة الوجدانية المستقلة، وأي أشكال الفاعلية الثقافية عند المجتمعات السودانية!!


لا أظن توجد نظرية مؤامرة نحن أمام حقائق معضدة بمرجعيات مفصلة ونماذج .. وهي مفتوحة للمراجعة والنقد.. واي زول عنده رأي مثلا أن الحقيبة تجد مرجعيتها الشعرية في الفلكلور الشعري السوداني فما عليه إلا أن يدلل على ذلك بنماذج واضحة كالتي جاء بها بحثنا 470 إنموذج "المعلنة والمنشورة" وهناك المزيد لتأكيد مرجعية نمط الحقيبة في الزجل. وإن الحقيبة بدأت فجأة وانتهت فجأة:

ويبدو أن سنوات حيات العبادي الممتدة من يونيو 1946م تاريخ وفاة سرور وحتى وفاته في يوليو 1981م، كانت فقط في العمل بلجنة النصوص الإذاعية وتوقف عن الإنتاج الشعري.
ولو تلاحظ تلك لحظة نهاية الحرب العالمية وهي نهاية خطة الإنجليز في احتلال البلاد وبالتالي توقف جميع الخطط والبرامج المادية والثقافية .. تم شرحه في مكان آخر.



Quote: هو هذا الاعدام التام للكينونة الوجدانية المستقلة، وأي أشكال الفاعلية الثقافية عند المجتمعات السودانية!!


بل العكس.. تظل الحقيبة ارث وإبداع سوداني مثلها والمدنية ومشروع الجزيرة وجامعة الخرطوم والسكة حديد.. نفهمها ونعيها موضوعيا.. ولكن نتعرف ونرجع إلى فنون السودان الأصيلة التي حالت بيننا وبينها الحقيبة لحوالي قرن من الزمان أو أخذت معظم الوقت تسطو على وسائل الإعلام الرسمية.

وطبعا نعرف ان هناك غالبية من الناس يعتقدون ان الحقيبة امتداد لما قبلها في الضد من خلاصة بحثنا هنا.. في الحقيقة نحن اول من قال بمرجعيات الحقيبة وكيفية تخلقها بتك الطريقة .. ومن يرى غير هذا الراي نحتاج منه امثلة ونماذج مادية وشواهد ملموسة لا مجرد كلام وهناك منه الكثير وكتب تحكي سرديات وقصص وروايات اسطورية خرافية ثبت حتى الآن خطلها.. وفي ذلك تشجيع للبحوث والدراسات في تراثنا الشعبي الادبي والفلكلوري.


Post: #246
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 05:15 PM
Parent: #245

ربما احتاج هذه المقاطع لقدام لمقاربة بعض آراء هاشم الاخيرة:

1-

قصة الولد السوداني الأخدراني القصيروني الجميل (عماد عبد الله ) مقالة جاء بها هاشم أعلاه.

2-

جميع فناني الحقيبة تحت الرعاية والإدارة المباشرة للعبادي وانه من اكتشف وصنع سرور وكرومة قريب العبادي في الدم.

3-

ووفقاً لمبارك المغربي فقد تميز كرومة بالهدوء والحياء الشديد والسلوك المهذب، وكان يحرص على سماع أغاني الفنانين الرواد الذين سبقوه أمثال محمد أحمد سرور، وعمر البنا، وعلي الشايقي، الذين كانت لهم اسطوانات في مكتبة الإذاعة السودانية و الأمين برهان .

يقول الشاعر العبادي «إن من اوائل الذين زاملوا سرور في فرقته الغنائية الأمين برهان، وفى العام 1926م انضم كرومة إلى الفرقة على يد سرور وكان بعدما استقل فنياً عنه، يقتدي به في حسن الهندام وإحكام الصنعة واتقان الألحان والروايات وتجويدها وحسن سباكتها».

4-
زار كرومة مصر في عام 1929 م برفقة الشاعر عمر البنا، والفنان على الشايقى، والتوم عبدالجليل، وحدباي، ومحمد الأمين بادي، كما زارها في عام 1931 م مع الشاعر إبراهيم العبادي، والفنانان محمد أحمد سرور، والأمين برهان، ولم يسجل كرومة خلالهما أي عمل غنائي. وفي عام 1939 م زار مصر للمرة الثالثة بصحبة عمر البنا، والأمين برهان وأبو الجود، وسجل خلالها اسطوانات لحساب شركتي اوديون ومشيان بالقاهرة وحققت اسطوانته دمعة الشوق التي صدرت في عام 1934 نجاحا في سوق التسجيلات الغنائية.

5-
في ربيع 1914 و بينما كان إبراهيم العبادى يتنزه في شوارع امدرمان سمع صوت راعى شاب يرعى قطيعا من الماعز و يغنى من القلب رميات محمد ود الفكى فاعجب بصوته و قوته و عذوبته و قرر ان يتعرف به فقال له " ان من يمتلك صوتا رائعا كصوتك لا يجوز له ان يغنى لنفسه فقط و لقطيعه بل يجب ان يغنى للناس" و كان هذا اكتشاف سرور.. (ويكبيديا ).

Post: #247
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 05:25 PM
Parent: #246

6- يقرأ مع 5 أعلاه صدفة العبادي وسرور:

وفي جولة من جولاته تلك بينما هو يدندن ويترنم بأغاني من سبقوه من الفنانين الكبار فقد أثار صوته الملائكي ذاك ولفت نظر الأستاذ " ديمتري الباذار " – غصبا عنه – فترجل من دراجته وقادها متتبعا ذلك الصوت الطروب وقد طرب جدا عندما سمعه يغني ويغرد باغنية التوم عبد الجليل :

يالقمري المضلل بي ورق الاراك
روح لي حبيب وقوله متين أراك
يالفي قوس حواجبك ناصب لي شراك
بيعك في المحاسن والآرواح شراك
يالغارم فؤادي ويالضارب ضراك
شيل النوم ورجع قلبي الطاش وراك

وقد كانت قصيدة الشاعر أبو صلاح هذه مدخل الحديث بين ديمتري البازار وذلك العصفور الذي اتضح أخيرا لديمتري البازار بأنه شقيق الفنان الكبير التوم عبد الجليل وبعد ذلك لم يجد البازار صعوبة في أن يصل إلى أهل الصبي ويقنعهم بان ذلك الصبي سيكون له شأن عظيم في عالم الطرب والغناء وقد أقنع إبراهيم عبد الجليل نفسه أنه في في يوم من الأيام ستكون له أسطواناته وأغانيه الخاصة – وفي تلك الفترة كان ديمتري البازار يدرس بكلية غردون التذكارية ويساعد والده في إدارة المكتبة التي أسسها والده بمنزلهم الذي كان في مكان لوكاندة فيكتوريا التي التي لاتبعد كثيرا عن ميدان أبو جنزير بالخرطوم .

وقد كان الفنان إبراهيم في ذلك الوقت مولعا وشغوفا بأغاني الفنان عبد الله الماحي صاحب أول اسطوانات لغناء الحقيبة نزلت في السوق .. (ويكبيديا ).. صدف عجيبة!.
يبدو جليا ان دائما هناك جهة تحاول تن توحي أن لا شي مخطط.. هناك عدد كبير من نوع هذه الحكايات!.

Post: #248
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 07:21 PM
Parent: #247

7-
رواية أخرى أكثر إثارة وربما بعص الواقعية لمقابلة البازار لإبراهيم عبد الجليل:

في احدى جولاته مرّ بكلية غردون فوجد الاساتذة (الانجليز) هناك وكانوا يطلبون منه أن يردد جملاته التسويقية حتى يطربهم ثم يشتروا منه وهم ليسوا بحاجة لتلك البضاعة ، في تلك اللحظة لمحه الاستاذ ديمتري البازار وتعقبه حتى بيته ثم نزل من سيارته التي كانت تعتبر من ضمن خمس سيارات فقط في العاصمة المثلثة فسأل الصبي قائلا هل سمعت بالفنان عبدالله الماحي؟ قال نعم فقال ديمتري مارايك أن اعمل لك اسطوانة بنفس طريقة عبد الله الماحي؟ فوافق الصبي على الفور ولكن البازار قال له (الاسطوانة) سنسجلها بالقاهرة وستكون كل نفقاتك على حسابي فذهب البازار إلى والد ابراهيم عبد الجليل الذي قال نحن لانمانع ولكن لنا شرط واحد هو أن يرجع ابننا في اقل من اسبوعين فقط سالما معافى فوافق ديمتري على ذلك وكتب تعهدا ثم اخذه وطار به الى القاهرة وتم التسجيل بأستوديوهات (اوديون) الالمانية.

في الاستديو كان هناك عدد من الاعلاميين نسبة الى أن ام كلثوم كانت ستسجل بعد ابراهيم ولكن كانت المفاجأة هي أن ابراهيم خطف الاضواء من كل الحاضرين وبهرهم بصوته الطروب وهو يسجل اغنية (الشويدن روض الجنان) التي كانت ام كلثوم تشاركه فيها الاداء عن طريق الترديد خلفه بطريقة تلقائية حتى توجهت عدسات وكاميرات الاعلاميين الموجودة هناك صوبه ووقتها قالت ام كلثوم انه (عصفور السودان) فحملت الصحافة المصرية في اليوم الثاني صوره واخباره ثم قابلته ام كلثوم وعرضت عليه أن يدرس في معهد القاهرة للموسيقى على نفقتها الخاصة مع الاقامة ولكن ديمتري اخرج الورقة التي كتب فيها عهدا لوالديه على أن يرجعه سالما آمنا في اقل من اسبوعين وانه لا يستطيع أن يرجع الى السودان بدونه فوافق على أن يأتي اليها في المرة القادمة وبالفعل رجع إلى السودان ومعه ما يقارب ال 95جنيها مصريا مما جعله يشتري سيارة (هيلمان) كأول فنان سوداني يمتلك سيارة ورجع إلى القاهرة مرة اخرى وقابل اخاه التوم عبد الجليل الذي كان يعمل بالجيش المصري في تلك الفترة وكان ذلك في عام 1935م.

نشر بوساطة نجوم لا تأفل في السوداني يوم 13 - 07 - 2015 .. إعداد: سعيد عباس

Post: #249
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-08-2018, 07:55 PM
Parent: #1

سلام يا محمد..
ونعم؛ الأولى فالأولى يا محمد؛
هنا تصحيح واجب: فكلامك التالي هو الصحيح..
Quote: قبل كل شي سرور ينطق جيم زجلي بالفتح وليس السكون وهو الأصل وبهذا تكون جهيزة قطعت قول كل خطيب أو كما يقول المثل .. وهذا رابط القصيدة "برضى ليك المولى الموالي" بصوت سرور نفسه:
يبدو أنني قد وقعت ضحية لتفكير رغبوي لطالما حاولت تفاديه.. ومما جعل الأمور تلـتبس علي أكثر.. هذا الشريط المختلط لخضر بشير وسرور، وما كنت أحسبه أن في ذكر (الزجْل/الرمي) تأكيد للتواصل بتواصل الرميات مع غناء الحقيبة.. وهذا تزيّد!!
ولكن عموما فهو تزيد لا ضير منه؛ فالعبادي قد أثبت مثل هذا التواصل الأكيد، في أحاديثه المسجلة بالفيديوهات المتوفرة هنا بالبوست.. وهو أصلا كان قد كتب وربما واصل طويلا في كتابة الرميات.. أما الأكيد عنها، فهو استمرار استخدام فناني الحقيبة للرمية وإلى حينه.. ثم أن القصيدة كلها زجِل معمول وفقا لتقاليد الزجِل كما في المصادر المملوكية المكتوبة.. وكنت في نفس المداخلة قد أثبت هذا عبر شرح بنيتها بالذات..

ويبدو كذلك، ربما لأن البوست قد طال، فإن عدوى (الرغبوية) قد بدأت تستفحل بيننا هههههها.. خذ كلامك التالي لا يزال حبره طازجا:
Quote: في تلك الفترة كان ديمتري البازار يدرس بكلية غردون التذكارية ويساعد والده في إدارة المكتبة التي أسسها والده بمنزلهم الذي كان في مكان لوكاندة فيكتوريا التي التي لاتبعد كثيرا عن ميدان أبو جنزير بالخرطوم.
والجديث عن الوقت الذي أقنع فيه ديمتري ابراهيم عبد الجليل بالغناء والتسجبل.. لا يمكن أن يكون ديمتري لا يزال طالبا.. الرجل فصل من كلية غردون قبل ذلك.. هو نفسه قال ذلك في الشهادة التي فرغتها أنت على الورق ويبدو منطقيا، وأنه ما أتى بأبيه وبدأ أشغال التسجبلات إلا بعدما اشتغل مع التجار اليونانيين ودرس في اللمدرسة التجارية ووو.. لم يكن طالبا وقتها.. وبالتأكيد، فصديقه العمري أيضا لم يك بوقتها طالبا، بشهادة أهله. ألم يتم فصلهما معا وبطران أيضا؟؟ أما لو ذكر خليل فرح مرة أخرى فسأخبره بأن يجري بعض تمارين التقوية لذاكرته!! عليهم الرحمة..

Post: #252
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 10:00 PM
Parent: #249

مكرر.. اذهب لطفا إلى التالي

Post: #250
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-08-2018, 08:03 PM
Parent: #1

تقول يا محمد،
Quote: لا أظن توجد نظرية مؤامرة نحن أمام حقائق معضدة بمرجعيات مفصلة ونماذج
.. حسن الظن بنواياك ولكنها أعمال الهنا، هي ما نناقش..
كل فكرة الاصطناع الاستعماري وتصويرك الدرامي للعبادي وديمتري كما عملاء المخابرات في الأفلام إذ يتصيدون من يصلح للعمل جاسوسا لصالح منظماتهم..
(في مداخلتك السابقة فقط، هذه الصورة التي قدمت بها علاقة العبادي مع سرور وديمتري مع ابراهيم عبد الجليل).. هي فكرة لا يمكن تمثيلها سوى بنظرية المؤامرة.
الشاهد الأهم عليها هو قولك هذا، قبل دقيقتين:
Quote: يبدو جليا ان دائما هناك جهة تحاول أن توحي أن لا شي مخطط.. هناك عدد كبير من نوع هذه الحكايات!
يعني الحكايات مفبركة للتغطية على شيئ سري لا ينبغي اكتشافه وبالتالي فهي تبث وتروّج مثل هذه الحكايات كما حاولوا ترويج حكاية خروج خاشقجي من القنصلية. حكايات ديكوي كاموفلاجية للإلهاء .. بالله في نظرية مؤامرة أكثر من كدا!!
أعتقد أنها أيضا مشكلة تسببت فيها التباسات رغبوية بأكثر مما هي مشكلة تاريخية.. كيف.. لأن الافتراضات ليست تاريخا إلا بعد إثباتها بوسائل البحث التاريخي .. أما محاولة اثبات الافتراض بافتراض غيره، فلابد لذلك من اللجوء إلى حبكة خاصة.. اختلاق درامي يقدم الرؤية الفنية وكأنها الحقيقة..
=====

Quote: نعرف ان هناك غالبية من الناس يعتقدون ان الحقيبة امتداد لما قبلها في الضد من خلاصة بحثنا هنا.. في الحقيقة نحن اول من قال بمرجعيات الحقيبة وكيفية تخلقها بتك الطريقة .. ومن يرى غير هذا الراي نحتاج منه امثلة ونماذج مادية وشواهد ملموسة لا مجرد كلام وهناك منه الكثير وكتب تحكي سرديات وقصص وروايات اسطورية خرافية ثبت حتى الآن خطلها.. وفي ذلك تشجيع للبحوث والدراسات في تراثنا الشعبي الادبي والفلكلوري.

١)
نعم، وشكرا.. خلاصة البحث تقول بانقطاع تام للحقيبة عن أي مرجعيات سودانية.. وليس متفقا عليه كما تعلم.
قصيدة الأستاذ العبادي التي لا نزال في سيرتها (برضي ليك المولى الموالي) تقول بغير كلامك عن الانقطاع.. بل إنها تقول بالاتصال والتواصل الحميم مع الإرث.. تقول بذلك رغم أنها، حتى على مستوى بنيتها وليس فقط لغتها، فعلى نهج الزجل الأول القياسي.. فكيف ذلك إذن يكونن كذلك؟ لأن قوامها اللغوي يقول به.. والأهم لأن قوام بنيائها الشعري، أي الأدوار الزجلية، تصرخ بذلك، فهي على نهج المواليا/الدوبيت المتأصل في السوربية والذائقة الوجدانية.. مرة أخرى يمكن أن نسأل فيديوهات العبادي!!

نعم يا محمد، فضل كبير منك ومأثرة تحسب لك أن كشفت ووضحت جليا علاقة الحقيبة المرجعية بالزجل المملوكي الأندلسي.. لكنك اكتفيت لهذه العلاقة بالارتباطات اللغوية واستعارات الصورة والمخيال.. هذه الارتباطات ذاتها يمكن أن تقال عن علاقات في أشعار عبدالله عبدالرحمن ومحمد سعيد العباسي والطيب السراج بأشعار لبيد والشنفرى وأبي نواس والحطيئة الخ.. ألم يستعيروا في تقليدهم ذاك نفس تلك اللغة والصور والأخيلة بل والمواضيع!! بلي فعلوا وقد شرحنا الملابسات التي هي هي ملابسات الحقيبة مع الزجل، ثم لم نجد أي بحث أدبي يقول بمطابقة شعر العباسي لشعر أبي تمام.. بل استعارة/استعادة/تقليد!!

وحتى من قبل، فالذين ربطوا بشواهد (لغوية) بين لغة الحقيبة واللغة القرانية أو الشعر القديم أو لغة الموشحات أو في لغة المديح والدوبيت أو الشوشاي والهوهاي.. أليسوا هم أيضا كانوا على صواب.. المقاربة اللغوية ذاتها ستسمح بذلك كما سمحت بربطك الحقيبة إلى الزجل الأندلسي/المملوكي.. يجب ألا ننسى، اللغة والبيئة اللغوية وهي كذلك الوسيط الوجداني للحقيبة، كانت وظلت هي العربية السودانية (السوربية) بلهجتها الوسطية وبخصائصها الذاتية ومنها الخصائص الصوتية أي بالضرورة الإيقاعية والتنغيمية..

أما الجديد والمهم حقا في ما فعلته أنت، فهو أن قولك الأصوب، بالزجل، فيه وعد بأن سيفتح الباب لدرس البنية الشعرية أيضا ـ وهذا مما حاولنا اضافته هنا ـ ولدرس المركب العروضي فيها ـ وهذا ما حاولنا معك التحريض عليه، ولدراسة علاقاتها بالأنماط الزجلية والشعرية الأخرى؛ وهو ما قاربناه بنظرة في القصيدة العبادي أعلاه وقبلا في قصائد لود الرضي وسيد عبدالعزيز وخليل فرح.

٢)
كلامك هنا: (في الحقيقة نحن اول من قال بمرجعيات الحقيبة وكيفية تخلقها بتك الطريقة)، ناقشت جزءه الأول في (١)، أما عن (كيفية تخلقها)، فإذا كنت تعني أن القول هو الإثبات، فللأسف يا محمد لا نزال نراوح مع افتراضاتك عن كيف تم هذا التخلق.. وبينما نعتقد بضرورة التحليل الثقافي الاحتماعي لا تزال أنت تعزو الأمر إلى خطة/مؤامرة استعمارية!! وهذا غير مقنع..
الافتراضات ولو افترضت عن تحليل منطقي، فهي لا ولن تغني عن اليقين التاريخي متوسلا إليه بوسائل الإثبات كما في درس التاريخ..

٣)
كلامك هنا: (ومن يرى غير هذا الراي نحتاج منه امثلة ونماذج مادية وشواهد ملموسة لا مجرد كلام وهناك منه الكثير وكتب تحكي سرديات وقصص وروايات اسطورية خرافية ثبت حتى الآن خطلها).. لا أعتقد أنه كلام صحيح أو منهجي.. هذا بحثك والخلاصات المثيرة للجدل فيه هي خلاصاتك وقبلها أدوات التحليل وطريقة استخدامها.. باختصار أي دعاوى فيه، لما لم تثبت (كما ثبتت علاقة الحقيبة بالزجل) فمن حق القاريء ألا يقبلها وأن يسائل أدلتها ومناهج الباحث في مقاربتها.. لسنا بصدد أطروحة مضادة بعد، بل في هذه المرحلة من التعامل من بحثك، وخاصة جزئه الثاني، فالأمر لا يحتاج إلى نماذج مضادة ــ لحسن الحظ أن نماذج الزجل في الجزء الأول مقنعة بالنسبة لي ــ بل سيحتاج الكل إلى النظر إلى نفس ما أتيح لك من معطيات، ثم في تحليلها، ولمقارنتها ومقاربتها إلى معطيات أخرى لتحديد مدى موثوقيتها أو رجاحتها، أومثالا؛ كما فعلنا بشهادة ديمتري البازار.. أما لو افترض الباحث افتراضا ما من هذه المعطيات، فتفنيده أو مجرد التشكيك فيه أو حتى اكتشاف عدم احاطته بكافة المعطيات، أي واحدة من هاته أو كلهن، قسيكون ذلك كافيا لعدم اعتباره حقيقة نهائية، بل يبقى مجرد افتراض يبحث عن برهانه.. أما برهنة الافتراض بافتراض، فرغبوية ساي.. حقتي أنا قدمت عنها نقد ذاتي فوق هناك ههههها!

Post: #251
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-08-2018, 08:11 PM
Parent: #1


فيما يتعلق بالمقاطع من نص عماد عبدالله عن كرومة:
Quote: ربما احتاج هذه المقاطع لقدام لمقاربة بعض آراء هاشم الاخيرة:

أرجو ألا تنسى إنها كتابة ابداعية.. وفيها كثير من الدراما بل والميلودراما أيضا..
هذا مع أن التأريخ الفني لكرومة كما النص الجميل، ومنطقيا، يربطا استعدادات كرومة الفنية الكبيرة بتجربة والدته وليس بوالده..
وما كانت حركة مني ساي كدي لما فوق وضعت (عبادية) والده بين بين وردة القوسين.. عارفها حتعجبك قرابته القبلية (لأستاذ الأغاني).. ههههههها.

ومع هذا، فهذا النص الأدبي العاطفي الجميل، لعماد عبدالله، فهو عندي أجمل وأوثق تاريخيا من كلام (نجوم لا تأفل) الذي أتيت به كرواية أخرى رغم أنه فهو أيضا من كلام البازار ولو تناقض مع كلامه الأول ثم مبهرا بتحشية وتوشية.. والأخطر فيه هو أن:- كون ابراهيم عبدالجليل هو أول فنان سوداني يمتلك سيارة (سايق الهيلمان)، فذلك ومباشرة سيناقض بعض حبكتك القديمة لسرور وأدواره السرية وعربيتو الأولانية.. ستختل وربما تسقط رواية أن (العميل سرور) هو أول من اقتنى سيارة خاصة مع الحاكم العام والسيد عبدالرحمن!!
=======


بعض خواطر تاريخية خطر ت لي الآن فقط..

١) الا توجد في المكتبات/ دار الوثائق أي كتب أو كتابات ومقالات صحفية عن الحقيبة، أي كتبها معاصروها من المثقفين؟
٢) ألا توجد في وثائق الجامعة/كلية غردون ما يفيد عن الرباعي الحقيبي (خليل وبطران والعمري وديمتري)؟
٣) ألا يمكن التوفر على نسخة من توصيات لجنة جيمس كري الثقافية/التعليمية مما قد بتعلق بالفن أو حتى اللغة؟
٤) هل يخلو كتاب سمعت عنه لمحمد عثمان بدري عن تأرخة للحقيبة، أين يوجد الكتاب؟
٥) وهل توجد أي نسخة لكتاب العبادي استاذ الأغاني؟
وهذه أمثلة، ولكن مؤكد أن هناك كير غير ذلك، والأقدم فالأقدم..
وكلها ستشكل مصادرا وثائقية يمكن أن تجرى عليها مناهج البحث التاريخي والأدبي..

في قرأءة قريبة رأيت كيف راجع الأستاذ هاشم صديق، مراجعة منهجية مقنعة تماما، لمقولات أستاذه السر قدور عن تأريخ الكتابة المسرحية
وقد كان بخصوص أمور تاريخية متعلقة بالأستاذ العبادي بالذات.. وعن مسرحه..راجع تاريحها من نسخة المسرحيات المطبوعة،
ومن الصحف التي أعلنت عن العروض أو أوردت أخبارها..
====
شكرا يا محمد.. على السويدي:)

Post: #253
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 10:04 PM
Parent: #251

Quote:
يبدو أنني قد وقعت ضحية لتفكير رغبوي لطالما حاولت تفاديه.. ومما جعل الأمور تلـتبس علي أكثر.. هذا الشريط المختلط لخضر بشير وسرور، وما كنت أحسبه أن في ذكر (الزجْل/الرمي) تأكيد للتواصل بتواصل الرميات مع غناء الحقيبة.. وهذا تزيّد!!ولكن عموما فهو تزيد لا ضير منه؛ فالعبادي قد أثبت مثل هذا التواصل الأكيد، في أحاديثه المسجلة بالفيديوهات المتوفرة هنا بالبوست.. وهو أصلا كان قد كتب وربما واصل طويلا في كتابة الرميات.. أما الأكيد عنها، فهو استمرار استخدام فناني الحقيبة للرمية وإلى حينه.. ثم أن القصيدة كلها زجِل معمول وفقا لتقاليد الزجِل كما في المصادر المملوكية المكتوبة.. وكنت في نفس المداخلة قد أثبت هذا عبر شرح بنيتها بالذات.



افهمك هاشم.. واعجبني جدا تحليلك البنيوي للقصيدة الزجلية الفخيمة للعباديوازعم انني اصبحت اعرف افضل نقاط الاتفاق والاخلاف بين وجهتي نظرينا

Post: #254
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 10:19 PM
Parent: #251


هنا نقطة مهمة هاشم اظن فيها فهمت الفكرة ليست كاملة ربما بسبب قصوري وتقصيري في الشرح:
Quote: والجديث عن الوقت الذي أقنع فيه ديمتري ابراهيم عبد الجليل بالغناء والتسجبل.. لا يمكن أن يكون ديمتري لا يزال طالبا.. الرجل فصل من كلية غردون قبل ذلك.. هو نفسه قال ذلك في الشهادة التي فرغتها أنت على الورق ويبدو منطقيا، وأنه ما أتى بأبيه وبدأ أشغال التسجبلات إلا بعدما اشتغل مع التجار اليونانيين ودرس في اللمدرسة التجارية ووو.. لم يكن طالبا وقتها.. وبالتأكيد، فصديقه العمري أيضا لم يك بوقتها طالبا، بشهادة أهله. ألم يتم فصلهما معا وبطران أيضا؟؟ أما لو ذكر خليل فرح مرة أخرى فسأخبره بأن يجري بعض تمارين التقوية لذاكرته!! عليهم الرحمة.


طبعا أعني ان الروايات متضاربة والحقيقة مخفية "نحاول الان كشفها" وما البازار وغيره الا جزءا من الخطة.. كل شي مشكوك فيه.. لكن لا شك أن البازار دوره الخفي لا يقل عن العبادي ان لم يكن اخطر.. فشي طبيعي إذن تكون هناك قصص غريبة مخالفة للحقيقة! .

Post: #255
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2018, 11:14 PM
Parent: #254

Quote: ١) الا توجد في المكتبات/ دار الوثائق أي كتب أو كتابات ومقالات صحفية عن الحقيبة، أي كتبها معاصروها من المثقفين؟
٢) ألا توجد في وثائق الجامعة/كلية غردون ما يفيد عن الرباعي الحقيبي (خليل وبطران والعمري وديمتري)؟
٣) ألا يمكن التوفر على نسخة من توصيات لجنة جيمس كري الثقافية/التعليمية مما قد بتعلق بالفن أو حتى اللغة؟
٤) هل يخلو كتاب سمعت عنه لمحمد عثمان بدري عن تأرخة للحقيبة، أين يوجد الكتاب؟
٥) وهل توجد أي نسخة لكتاب العبادي استاذ الأغاني؟


لا يوجد شي من هذا حتى الآن للاسف. . شخصيا سعيت لذلك لمدة عام كامل وعاونني متطوعين هميمين.. وكتبت لكل الممكن من الناس وتواصلت مباشرة على سبيل المثال مع معاوية يس والسر قدور والعشرات الآخرين من أمثالهم واحفاد دميتري البازار الاعزاء وهو شخصية تاريخية عامة مثله والإمام عبد الرحمن المهدي والميرغني الكبير والاخرين وحاولت المزيد.. ومسؤول عما اقول.. ولا شي!

Post: #256
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-09-2018, 08:32 AM
Parent: #255

تحية خاصة لهاشم بن الحسن.. كدا بس بدون نقاش ولا كلام .. محبة وسلام
صباح النور عليك يا زهور
صباحك يوم يقاس بدهور
يالزهر الفي رياض وزهور

هلال محياك المابي ظهور

هلال ماهلت مثله شهور
زاهر طاهر ما المغرور

عليه جناح الرضا مفرور

صباحه سعادة وكلو سرور

جماله يغني عليه سرور

Post: #257
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-09-2018, 11:07 PM
Parent: #256

هشام شريك بالاصالة.. وإن اراد!

Post: #258
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-10-2018, 08:54 PM
Parent: #257

سؤال ما
Quote: رواية أخرى أكثر إثارة وربما بعص الواقعية لمقابلة البازار لإبراهيم عبد الجليل:

في احدى جولاته مرّ بكلية غردون فوجد الاساتذة (الانجليز) هناك وكانوا يطلبون منه أن يردد جملاته التسويقية حتى يطربهم ثم يشتروا منه وهم ليسوا بحاجة لتلك البضاعة ، في تلك اللحظة لمحه الاستاذ ديمتري البازار وتعقبه حتى بيته ثم نزل من سيارته التي كانت تعتبر من ضمن خمس سيارات فقط في العاصمة المثلثة فسأل الصبي قائلا هل سمعت بالفنان عبدالله الماحي؟

قال نعم فقال ديمتري مارايك أن اعمل لك اسطوانة بنفس طريقة عبد الله الماحي؟ فوافق الصبي على الفور ولكن البازار قال له (الاسطوانة) سنسجلها بالقاهرة وستكون كل نفقاتك على حسابي فذهب البازار إلى والد ابراهيم عبد الجليل الذي قال نحن لانمانع ولكن لنا شرط واحد هو أن يرجع ابننا في اقل من اسبوعين فقط سالما معافى فوافق ديمتري على ذلك وكتب تعهدا ثم اخذه وطار به الى القاهرة وتم التسجيل بأستوديوهات (اوديون) الالمانية.في الاستديو كان هناك عدد من الاعلاميين نسبة الى أن ام كلثوم كانت ستسجل بعد ابراهيم ولكن كانت المفاجأة هي أن ابراهيم خطف الاضواء من كل الحاضرين وبهرهم بصوته الطروب وهو يسجل اغنية (الشويدن روض الجنان)
التي كانت ام كلثوم تشاركه فيها الاداء عن طريق الترديد خلفه بطريقة تلقائية حتى توجهت عدسات وكاميرات الاعلاميين الموجودة هناك صوبه ووقتها قالت ام كلثوم انه (عصفور السودان) فحملت الصحافة المصرية في اليوم الثاني صوره واخباره ثم قابلته ام كلثوم وعرضت عليه أن يدرس في معهد القاهرة للموسيقى على نفقتها الخاصة مع الاقامة ولكن ديمتري اخرج الورقة التي كتب فيها عهدا لوالديه على أن يرجعه سالما آمنا في اقل من اسبوعين وانه لا يستطيع أن يرجع الى السودان بدونه
فوافق على أن يأتي اليها في المرة القادمة وبالفعل رجع إلى السودان ومعه ما يقارب ال 95جنيها مصريا مما جعله يشتري سيارة (هيلمان) كأول فنان سوداني يمتلك سيارة ورجع إلى القاهرة مرة اخرى وقابل اخاه التوم عبد الجليل الذي كان يعمل بالجيش المصري في تلك الفترة وكان ذلك في عام 1935م.

نشر بوساطة نجوم لا تأفل في السوداني يوم 13 - 07 - 2015 .. إعداد: سعيد عباس



أتمنى أن نتحقق من مصادر صاحب المقالة. . فهي خطيرة الاختلاف حيال القصة السائدة. . عربية أم عجلة؟.. كلية غردون أم الشارع العام؟.. ويبدو ان البازار عامل ثابت في القصة.. فما القصة!

Post: #259
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-11-2018, 08:05 PM
Parent: #258

ذكريات إبرهيم العبادي ومجاراة الشعر الشعبي السوداني.. لاحظ المجاراة للشعر السابق والسائد في السودان مختلفة عن مجاراة الزجل.. هذا هام للمتابعين معنى الحكاية!


Post: #260
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-11-2018, 08:30 PM
Parent: #259

لقاء صريح ونادر بين الشاعر ابراهيم العبادى و الاديب الطيب صالح.. وتعليقي عليه!

من ضمن ما جاء في اللقاء انشاد العبادي قصيدة فى اول مؤتمر للخريجين .. و قصة ارتجاله لقصيدة القفة 1926 .. وعلاقته بالشاعر توفيق صالح جبريل ومانظمه فى حفل زواج اخيه ابراهيم صالح جبريل 1919 وحديث عن مهرجان العرس.. ومانظمه فى موقف اضراب الطنابره وموقف سرور في حفلة التاجر بشير 1919 (لأول مرة نعرف تاريخ هذا الحفل بالضبط).. وما ما ارتجله فى سكرتيره احد الوزراء .. وهناك حديث عن قصيدة دفاع عن امرأة جميلة "خادمة" عند أحد الأثرياء.. والعبادي ينطلق من مخيال زمانه وليس هذا الزمان طبعا الذي نرفض فيه جميعنا التمييز على اي اساس كان أو هو الصحيح الذي لا يصح شي غيره.

ملاحظات:
هذا اللقاء مع العبادي اهمه الحديث في الفترة من 1914 إلى 1919 ولو نلاحظ أن كل الشعر الذي انشده العبادي لا توجد من بينه أي اغنية حقيبة ولا يسير على نمط الزجل اذ أنه شعر يأتي في لغة سودانية عامية بسيطة وواضحة : "عامية الوسط النيلي" لا يشبه نمط الحقيبة وصنعته وسجعه والذي جاء بعده مباشره وكان رائده العبادي نفسه.

ويبدو أن كل تلك القصائد تم غناها بواسطة سرور وربما اخرين لكن لم تسجل لاحقا في اسطوانات كما حدث لغناء الحقيبة "الزجل".. ويبدو أن نشأة العلاقة بين سرور والعبادي مختلفة عن الروايات السائدة.. وحاجة أخيرة مهمة بل الأهم: هل اضرب الطنابرة عن الغناء للأبد بارادتهم؟ كيف يكون ذلك؟ وهل هو اضراب ام امتناع/ايقاف؟ مع العلم أن غنا الطنبور هو من أشهر أنواع الغناء في ذلك الزمان والأكثر سيادة ولا يغنيه أو يتخصص فيه المشتغلين مع سرور وحدهم بل الآلاف.
لكن في الحقيقة هناك عوامل سياسية واجتماعية جديدة "العهد الانجليزي/التركي" الذي تلى انهيار المهدية أدت تلك العوامل إلى منع غناء الطنبور في العاصمة لأسباب سياسية واجتماعية وبكل السبل الممكنة ومن ضمنها العنف الجسدي.. لدينا امثلة على ذلك قلنا بها في خلاصات بحث الحقيبة.
---
وصلني هذا التسجيل النادر اليوم 11 نوفمبر 2018 عبر إحدى قروبات السودان200 وأحببت التعليق عليه لما فيه من مادة تاريخية قيمة.. وأتمنى من جميع الاعضاء والمهتمين إرسال ما لديهم من وثائق تاريخية مقروءة أو مسموعة أو مصورة عبر وسائط المشروع كلما كان ممكنا.
https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10217572569329806andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10217572569329806andid=1344875921

Post: #261
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-12-2018, 12:41 PM
Parent: #260



نسمع ولو فيه جديد، ربما نقول.. شكرا محمد..

Post: #262
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-12-2018, 10:47 PM
Parent: #261

Quote: نسمع ولو فيه جديد، ربما نقول.. شكرا محمد


طبعا فيه جديد ومهم جدا وتحدي لكثير ممن تحدثوا او كتبوا في الحقيبة وفيهم أعلام مهمة ونحن نحترم!

Post: #263
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-12-2018, 11:42 PM
Parent: #262

سلام محمد،
شكرا كتير ياخي، على الزهور والورد
وعلى كل كلامك الطيب اعلاه،
وشكرا أكترمنه، على كرمك وسعة احتمالك لطويل زيارتي.
لكن كلما نقول انتهينا.. ترجع لينا بي شيتن كُتر..

Quote: العهد الانجليزي/التركي" الذي تلى انهيار المهدية أدت تلك العوامل إلى منع غناء الطنبور في العاصمة لأسباب سياسية واجتماعية وبكل السبل الممكنة ومن ضمنها العنف الجسدي.. لدينا امثلة على ذلك قلنا بها في خلاصات بحث الحقيبة.

التسجيل ولا شك فيه الكثير مما سيثير الاهتمام.. وبالضرورة، فمباشرة سيحيلنا إلى صهد المفاعل الاجتماعي الثقافي أياه..
ولكن بخصوص المقتبس بأعلاه؛ ليه ما عايز تصدّق الراجل؟ شوف نوع الأريحية الكان بتكلم بيها دي!
ثم أن أستاذ الأغاني، وللمرة الوحيدة ظنيتها، شفع شهادته على موضوع اضراب الطنابرة بالقسم..
قال ليك: في حفلة بشير الطنابرة اختلفوا مع سرور، ومن يومها وعييييك يا الحقيبة.. ورقص الرقبة..
بل حكى عن تنظيم لقاءات جماعية متعمدة بينه كشاعر وبين أميرات شعرها.. هذا أيضا كما قاله حدباي عن خليل فرح.
الزول دا خلي بالك بمثابة (دون كورليون) للحقيبة.. ولعدم تصديقة أثمان باهظة.. هههها!

طريفة من طرف أشعال الأب الروحي:
امس قرأت أن شاعرنا الجميل وقريب خليل فرح، محمد علي عبدالله الأمي
إنه قد كان ثاني الحقيبيين ممن نشروا ديوانا مطبوعا ١٩٤٦، بعد العبادي ١٩٣٤.
وإنه أيضا قد كان بمثابة (الهيتمان) السروري في ود مدنى هههها..
والمسئول المباشر عن التأكيد على انزواء عبدالغفار وجماعته من عموم الساحة الفنية.
لكن أظنو الكلام دا مرّ بيك من قبل.. بل سيوافق شنه طبق كلامك... ههههها.
كتبوا عنه:
Quote: كان هناك فصام بين شخصيتين.. إحداهما لشاعر بالغ الرقة والأخرى لإنسان يصعب التعامل معه.
إذ كان متحفزاً على الدوام وقد استفاد الحاج سرور من الشخصية الأخرى بعد الانقلاب الذي قام به سرور
على مغني الطمبور الأول في زمانه (الطمباري عبدالغفار الماحي) ولم تشفع لعبدالغفار هجرته إلى مدني تاركا
أمدرمان لسرور حيث لاحقه الحاج إلى هناك وسلط عليه أصدقاءه المقيمين بمدني ومنهم محمد علي الأمي،
الذي تصدى لعبدالغفار المغلوب على أمره ومنعوه من الغناء في مدني وتربصوا به مما أسدل الستار على غناء
الطمبور واختتمت الحياة الفنية لشيخ الطمبارة عبدالغفار على يد أصدقاء سرور وعلى رأسهم الأمي.
المقالين أدناه لنفس الكاتب وربما من أصل واحد للمقال،
ولكن لاحظ للاختلافات بينهما. آفات الزمن والنقل!!
https://www.sudaress.com/sudanile/48281https://www.sudaress.com/sudanile/48281
http://www.sudanile.com/index.php؟option=com_contentandview=articleandid=74664:2014-11-19-20-31-46andcatid=34:0-6-8-3-1-6-8andItemid=55

Post: #264
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 11-13-2018, 00:50 AM
Parent: #263

Quote: نلاحظ أن كل الشعر الذي انشده العبادي [في التسجيل مع الطيب صالح] لا توجد من بينه
أي اغنية حقيبة ولا يسير على نمط الزجل اذ أنه شعر يأتي في لغة سودانية عامية بسيطة وواضحة :
"عامية الوسط النيلي" لا يشبه نمط الحقيبة وصنعته وسجعه والذي جاء بعده مباشره وكان رائده العبادي نفسه.
ويبدو أن كل تلك القصائد تم غناها بواسطة سرور وربما اخرين لكن لم تسجل لاحقا في اسطوانات
كما حدث لغناء الحقيبة "الزجل".. ويبدو أن نشأة العلاقة بين سرور والعبادي مختلفة عن الروايات السائدة..

نعم، ولكن لا غرابة في ذلك.. فهو أيضا زجل، وعلى غالب نهج وأسلوبية العبادي، ولكن كله مما يعرف بشعر (المناسبات والإخوانيات)
وهو كثير بين السودانيين حتى إنه قد يغلب على دواوين بعض شعراء تلك الفترة وما تلاها..
هو زجل ولكنه لم يكتب للغناء. وعادة فلا يتفنن له شعراؤه (كما لم يفعل العبادي)، من فنون البنية الشعرية
أو من الجزالة اللفظية، وفي تحلية الألفاظ باللطيف والمعاني بالبديع، وفي استعارة الأخيلة والصور الأدبية،
أو بتجميل الكل بهذه الموسقة العجائبية التي كانوا يتفننون لها الفنون، لنص سيغنيه سرور في حضرة البدور..
نجرة القفة وتلك التي قطعها في (أحمد الصرماتي) أو الأخرى في بنات البرتكان والرمان.. لا شيء فيها يختلف
عن أسلوبية ولاعن لغة العبادي.. هي شعر مناسبات فقطـ، قطع أخضر.. ولم تكتب للغناء..
يبدو لي أن هذا التسجيل بالذات كان في وعن موضوعة شعر الإخوانيات وعن طرفها الشعرية..
لو توفرت تسجيلات أخرى ـ لن يغلبك ايجادها ولو من تحت قعر الواطــة ـ فلابد أنها ستتطرق لغناء الحقيبة..
ومع محاور من طبقة الطيب صالح، يمكنك توقع الكثير..
هناك أكثر من إشارة إلى أن هذه الأشعار قد قيلت بينما الحقيبة في عز اكتظاظها بالغناء.. وليست مجرد تجربة أسبق، فانقطعت بالحقيبة.
العبادي ايضا كتب شعرا عن أهله، وعن الصعود إلى القمر، وفي الرثاء، بل وفي فتحية، كما أخبرنا هو.. وكله لم يغنى!!

Post: #265
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-13-2018, 01:25 AM
Parent: #263

دا عنف مريع:
Quote: كان هناك فصام بين شخصيتين.. إحداهما لشاعر بالغ الرقة والأخرى لإنسان يصعب التعامل معه.
إذ كان متحفزاً على الدوام وقد استفاد الحاج سرور من الشخصية الأخرى بعد الانقلاب الذي قام به سرور
على مغني الطمبور الأول في زمانه (الطمباري عبدالغفار الماحي) ولم تشفع لعبدالغفار هجرته إلى مدني تاركا
أمدرمان لسرور حيث لاحقه الحاج إلى هناك وسلط عليه أصدقاءه المقيمين بمدني ومنهم محمد علي الأمي،
الذي تصدى لعبدالغفار المغلوب على أمره ومنعوه من الغناء في مدني وتربصوا به مما أسدل الستار على غناء
الطمبور واختتمت الحياة الفنية لشيخ الطمبارة عبدالغفار على يد أصدقاء سرور وعلى رأسهم الأمي.


هذا ان صح يعني جريمة وإجرام في حق شخص بعينه وبريء.. وطبعا لا تقييم فقط نعاين التاريخ بعيون الحاضر لوهلة والتاريخ هو التاريخ! .. بس اظن قصص الحقيبة كلها لا بد أن تراجع من جديد!

Post: #266
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-13-2018, 01:38 AM
Parent: #265

Quote: وتربصوا به مما أسدل الستار على غناء
الطمبور

كيف الكلام دا ؟!. وهو مكتوب في النت من مصادره المحترمة قبل بحث الحقيبة!

Post: #267
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-18-2018, 10:02 PM
Parent: #266

ح نرجع لتأمل النقاط الجديدة التي اثارها هاشم.. عليه السلام

Post: #268
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-20-2018, 01:33 AM
Parent: #267

ونواصل.. مع اعتبار نقاط هاشم أعلاه

Post: #269
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-21-2018, 00:12 AM
Parent: #268

هاشم.. جاييك لقدام لخليل فرح (بالوضع في الحسبان المدارس المفترضة التي قلنا بها أعلاه).. لاحظت الليلة ان "عزة في هواك" مختلفة شوية عن نمطية الزجل المعتادة.. شغال هسا بعاين لبنية القصيدة واللغة.. عملت مشوار ما في القراءة بما في ذلك الوزن والتفعيلة.. أظن خليل دا محتاج عناية أكثر من المهتمين والدارسين دعك مننا نحن.. لكن اظننا سنحاول!

Post: #270
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-25-2018, 00:07 AM
Parent: #269

وربما نكون لوهلة مع الخليل

Post: #271
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-26-2018, 09:02 PM
Parent: #270

ايوة.. لسا شغال في حكاية عزة وكيف ولما هي مختلفة عن نمط الزجل!.. وكيف هذا الخليل ربما كان ذو خط مختلف عن عصره ومعاصيره!

Post: #272
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-26-2018, 09:39 PM
Parent: #271

هنا ملاحظة مهمة في تقديري.. البعض في العادة يقرأ آخر صفحة أو آخر كلام ليأخذ فكرة عن عنوان الموضوع كونه ما عنده زمن.. هذا مقدر وقدر معلوم عندنا كلنا .. لكن هذا لن يجدي مع هذا البوست.. كون المقدمات هذه المرة من المرات أهم من النتائج.. أو هو اعتقادي!

ارجع اقرا من اول صفحة يا زول😅 لو تستطيع.. من هنا جاء مشروع السودان200! .. والا الظروف مقدرة كونك لا تستطيع تحية وسلام


Post: #273
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-29-2018, 09:32 PM
Parent: #272

هاشم ما نسيناه.. هاشم بتنسي😅

Post: #274
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-05-2018, 02:26 AM
Parent: #273

وهو تأمل في الماضي القريب ليصح المستقبل القريب.. أو هو الأمل!

Post: #275
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 12-05-2018, 05:45 AM
Parent: #1

سلام وأشواق يا صديقي أبا الجمالات محمد،
يا أخي تعرف،، منذ أن قلت لي كما قال زين العابدين بن علي للتوانسة، إنني أفهمك.. أفهمك:).
وذلك في مداخلة لك ليست بعيدة عن هنا،، ههههههههها..
فمنذها قد عرفت أنا؛ أن مقصودي هنا قد تم، وأن كلامي قد انتهى، وأنه لم يعد لدي مزيد قول أضيفه ليضيف لهذا الحوار التفصيلي أو لمجمل موضوع البوست.
وأصلا، فمن بعد إعجابي ببحوثك وجرأتها، وبهذا المبحث بالذات، والذي طالما عبرت عنه كثيرا، فالهدف كان أن أسهم، ولو بقليل، في القاء الضوء على
ما رأيته مهملا، أو ناقصا، أو حتى خاطئا.. ولكن ليس بغرض مغالطة أي دوقما أزعجتني أو لمحض التغليط لمن صحت منه مثل هذه العزائم كمثلك.
بقدر ما أن هدفي كان ولن يريم، هو للإسهام في تحفيز هذا التصاعد الممكن، بشواهده لهذا الإمكان، ولتفادي ما يجوز أن يحدث من قصور، ونحو الإكتمال..
الاكتمال الممكن طبعا وتشهد به الإرهاصات والتجليات وأكيد مقدراتك وطموحاتك المشهودة.. أما الكمال فنعرفه، مستحيل..

ومؤخرا.. فكل يوم يومين وأنا أطل إطلالة هنا، علِّي ألم بما وعدتنا به من (نظرة) في الخليليات..
فمنذ وقت، وأنا أيضا مهتم بخليل فرح وبشعره ولكن من زاوية منحرفة، ولو إنها ليست بعيدا، عن محاور الهنا.
المهم.. كل ما أطل أجدك وأنت تماطلنا.. أنجز وعدك يا خي فقد أنجزتهم هندهم ما وعدت.. أو عنَّها لم تنجز.. أنجز أنت.. متابعون:).
=====
Quote: هنا ملاحظة مهمة في تقديري.. البعض في العادة يقرأ آخر صفحة أو آخر كلام ليأخذ فكرة عن عنوان الموضوع كونه ما عنده زمن..
هذا مقدر وقدر معلوم عندنا كلنا .. لكن هذا لن يجدي مع هذا البوست

تعرف يا محمد.. هذا المقتبس وهذه الملاحظة فعلا مهمة.. أقول لك/لكم لماذا؟
بعد اقتناعي بأنني قد قلت كلما أمكنني وما يفيد، فقد كنت فكرت أن أنهي مشاركاتي هنا بإثبات إتفاقنا ولو نذرا يسيرا (أظنه كبيرا في أهميته)،
ثم التقدم بقائمة (طويلة) أرصد فيها اختلافاتنا.. للتسهيل على المتابعين ولنا، ربما، ولكن أيضا للتأريخ.. ربما كان ذلك ليكون صحيحا..
ولكن.. لأن ما في هذا المقتبس صحيح تماما هو أيضا، ولأن اتفاقي واختلافي هنا لم يكن من باب البلهنية ولا لمجرد التكسبات المنبرية وفقط،
بل هو يقوم على نقاش وحوار جاد، ما كان ستتوفر له الأرضية أصلا، لولا الأشغال الفكرية الكبيرة والحفريات التاريخية العميقة التي قمت بها أنت يا محمد.
لذلك فقد اهتديت بهذا المقتبس إلى الأصح أو كما أزعم أنه هو.. ألا وهو: أنت (فهمتني) وهو مقصودي الأول..
قلت: هذا يكفي.. محمد جمال الدين سيعرف أين يجد مواطن الاتفاق والاختلاف وحيثيات كل شيئ..
أما لمن أراد أن يقارب هذا الموضوع (الجمالي) الأدبي والفكري والسياسي والتاريخي والثقافي الخ الخ،
من كل جوانبه، بتجرد وبموضوعية وباحترام مستحق للجهد المبذول فيه، فما عليه إذن إلا أن يبدأ من
أول كلمة في هذا البوست وحتى أخره. ثم فلينظر في متعلقات (من فصول وأجزاء أخرى)
غالبها في بوست (النماذج) وبوست (ديمتري البازار) وبوست (الأيدلوحيات).
هذا أقل القليل.. أما للمستزيد، فهنا أيضا سيجد قائمة بالبوستات لغالب مشروع محمد جمال الدين،
وبالذات المتعلقة بالذي هنا.. فهي متوفرة في هذا البوست.. وربما قد زاد عليها محمد جمال الدين كيل بوستات :).
=====

ما الذي بقي لي أن أقوله...
كثير من الشكر ومتون من الإمتنان.. سيعجز عنها الكيبورد ولكنها منحوتة في العقل ومرسومة في القلب.
لقد أمتعتني.. حثثت رواكد تفكيري (فانبعث إليك أشقاها) بما فرضته من تحديات بحثية وفكرية وحتى (طربية) خالصة لوجه النغم.
لقد احتملتني.. بأريحية نادرة.. هذه مكرمة منك تقول الكثير عنك إنسانيا، كما عن سعة احتمالاتك الفكرية ومرونتها.
لقد زدتني معرفة بأمور لا حصر لها. التعرف عليها ومحاورتها ومقاربتها شغل حيزا من وقتي ربما كان سيهدر في غير ذلك.
أشكرك جدا جدا وجزيلا جزيلا.. على ما وفرته للمنبر من (مثاقفة) حقيقية، ومن حوار مجدٍ، وعلى ما ستوفره.
ومن إثارتك لقضايا عديدة كبيرة هامة وملحة وتستحق التداول والتبادل حولها. وعلى ما ستثيره.

فقط.. أرجوك أن تتقبل شكر عميق وخاص جدا.. على جهدك النوعي الكبير والخاص جدا..
وأطيب أمنياتي أن تتكلل مساعيكم (أنت ومن معك) كلها بالنجاح... أعني مشروع السودان 200.
====
شوية شوية سأغيب عن التداخل في المنبر.. استدعاءات الحياة.. ولكنني كما دوما، أتابع واستفيد.. كتِّر من الفوائد.


Post: #276
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-06-2018, 02:10 AM
Parent: #275

سلام عليك وسعادة بيك هاشمنا المبدع الصبور الرزين.. لك ما تشاء ولك الود والمحبة وزيادة.

هذه تحية على الماش.. وبرجع ليك للاعتبار الذي يستحقه صبرك.. ما استطعنا اليه سبيلا!








Post: #277
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-07-2018, 02:12 AM
Parent: #276

ودوما هنا أو كما نتمنى

Post: #278
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-09-2018, 01:52 AM
Parent: #277

لازم نتحقق من كل الادعاءات بتاعة الحقيبة.. ونتمنى أن نسمع من أصحاب القصص الأسطورية الخرافية ونذكر منهم حسب ما أورد صاحبنا المبدع هاشم الحسن.. قال بأحمد القرشي وطراوة ومعاوية يس واخرين.. أين هم؟!.
ونتمنى أن نسمع منهم ما يفيد.. ولهم ود وسلام:
قصص الحقيبة العجيبة هل هي حقيقة أم وهم؟!.

ما علاقة ذلك بالصراع الاجتماعي والسياسي في بحر الزمان؟!.. هل هو غنا ورقيص بس؟!.





Post: #279
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: هاشم الحسن
Date: 12-09-2018, 02:24 AM
Parent: #278

أصحاب القصص الأسطورية الخرافية!!
=======================!!
هوي يا محمد جمال الدين:)
أني متين قلتا ليك أصحاب أساطير وخرافة؟
بالكتير أكون قلت إنهم يكتبون عنها بمحبة.
المحبة قبل المعرفة.. وهذه، فهؤلاء أهلها..
وقالوا: الما عندو محبة.. ما عندو الحبة!!

=============

وين الوعود الخليلية؟ :)

Post: #280
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-11-2018, 02:27 AM
Parent: #279


اي والله هاشم انت قلت محبة وشغف بالكلمة واللحن والشعور.. أنا قلت القصص الخرافية.. وما أزال اقول
Quote: أني متين قلتا ليك أصحاب أساطير وخرافة؟
بالكتير أكون قلت إنهم يكتبون عنها بمحبة.
المحبة قبل المعرفة.. وهذه، فهؤلاء أهلها..
وقالوا: الما عندو محبة.. ما عندو الحبة!!


وانا ايضا احترم هؤلاء واحب لأنهم مبدعين فعلا وحقا كما سبقونا في البحث وفي الشعور.. ولكن بعد قصص الحقيبة عندي شخصيا ثبت لي معظمها خرافة واساطير اولين.. ولها محب!.. والله كل يوم بسمع حقيبة دا فن لم يتكرر ابدا لا عندنا ولا الشعوب الأخرى.. اخوك من رهط الخرافة .. والله جد :)

طبعا مع مراعاة الحقائق الموضوعية وان شئت قل العلمية.. طابت ايامك



Post: #281
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-14-2018, 01:50 AM
Parent: #280

وسعادة بالحوار النير المثابر الصبور.. ونواصل.. نحو مشروع السودان200

Post: #282
Title: Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-17-2018, 09:32 PM
Parent: #281

ونواصل