مطر الرشاش:شاعر الطبيعة الكردفاني محمد عبد الله ابكر

05:55 AM September, 12 2017

سودانيز اون لاين
Kabar-كـــندا
مكتبتى
رابط مختصر

في خيط صديقنا ول ابا بريمة..كتب صديقنا ول ابا علي عبد الوهاب عثمان يقول:

Quote: التحية للاحباب بريمة وكبر .. شخصياً أعشق كتاباتكم وعمق معرفتكم باصولكم .. كنت أتمنى منكم تسجييل حلقات تلفزيونية .. لتعم الفائدة .. أيام العيد وفي قناة الخرطوم تم إستضافة فنان رائع جداً جداً ( حسين وادي ) يجيد أغاني إبراهيم موسى آبا .. وأنا شخصياً كنت أحب هذا الفنان رحمه الله .. وخاصة تلك الاغنية الرائعة ( حالف يمين يا عشه ) رغم أني لا أفهم بعض العبارات التي فيها خصوصية المنطقة ( المراح النشه ) ( النمور في الخشه ) ولكن هذا الفنان الذي أشرت إليه .. رائع رائع جداً وعلى ما أذكر هو من أبناء نيالا .. دارفور كردفان .. فن وجمال وثراء وإثراء للوطن .. وأجمل ما فيهم إعتزازهم بثقافتهم وتراثهم .. التحية للجميلين بريمة وكبر ..

وتوقفت في تساؤل صديقنا على عثمان عن اغنية (مطر الرشاش) واشارته بان بعض المفردات تحتاج بعض الإضاءات.. ولأن طبيعة خيط صديقنا بريمة لا تحتمل التطويل والشرح ، فلقد قررت ابتدار هذا الخيط..لتسليط الأضواء على هذه الأغنية وشاعرها الأستاذ محمد عبد الله ابكر..

كتر خيرك يا علي عثمان على التشجيع ، والمنابر والقنوات يا صديقي هي محطة لابد ان نمر عليها ذات مرة لوربنا حيانا ، مع ان كل ما نقول ونكتب في هذا المنبر يجد طريقه للتناول (طبعا ناس كتيرة بتتبناهو وبتقولوا زي كانهم داقين فيهو حجر دغش..!!..المهم الفكرة تصل)..

كتر خيرك للأشارة للفنان الأستاذ حسين وادي ، وهو فعلا تجربة كبيرة ، وصوته يشبه الى حد كبير صوت الليجند ابراهيم موسى ابا..!

سوف اضيف لمحة نادرة ، وهي جلسة اصدقاء ، ادارها الباحث الكردفاني الأستاذ محمد عيد عبد الرحيم ، وفيها استضافة نادرة للشاعر محمد عبد الله ابكر ، شاعر اغنية مطر الرشاش..وفيها بعض من اعماله واشعاره..!

الأغنية غناها الفنان الليجند صديق عباس..وسوف اضيف نموذج لها بصوت صديق عباس ..ثم نكتب النص ونقدم بعض الإضاءات عنه..!

كتر خيرك يا علي ، وهي لفتة جميلة ، تجعلنا نتذكر ونتذكر..

كبر

الأستاذ الشاعر محمد عبد الله ابكر ، ظاهر بلبسة داكنة اللون..

الجلسة في مدينة الأبيض 2008

التحية لأخونا الباحث محمد عيد عبد الرحيم..

كبر

نص (مطر الرشاش) للشاعر محمد عبد الله ابكر:
مطر الرشاش ..الرشا
فوق دار كردفان الهشة
انا عقلي طار وطشا
ورا المراح النشا
الوراهو ، سايرات ناس عشه
***
بت التلب اب قشة
اخت النمور الساكنة في الخــُشة
جات لابسة السوار اب نقشة
باحلى العطور مترشة
***
صابت عقولنا الدهشة
نحن القبيل قلنا ما بنتغشا
زينة البنات يا عشه
رحماك بي عقيلا طشا
***
حالف يمين يا عشه ،
ما اضوق ، والله ، للنوم هبشه
لو ما حنيتي يا عشه ،
يا ست البكيرة الغبشه

هذا تسجيل قديم للأغنية ، وفيهو يذكر الفنان صديق عباس ..ارض البطانة..

وهو النموذج الذي قمت بافراغه ..نسيت ارض البطانة..

في التسجيلات الجديدة ، عادة ما يبدا الفنان صديق عباس من المقطع الثاني (بت التلب اب قشة)..




كبر

الشاعر الأستاذ محمد عبد الله ابكر ، من اكثر شعراء كردفان وصفا لطبيعتها ، ويتميز شعره بالتصاوير الكثيفة ، والتعبير عنها بمفردات كردفانية موغلة في المحلية ، وهو يعد اخر عمالقة الذاكرة الكردفانية الشعرية..
وخير مثال لهذه الأقوال هي قصيدته الشهيرة (مطر الرشاش) والتي لحنها وغناها الأستاذ الفنان صديق عباس...وهي ظهرت في اواخر الستينات وبداية السبعينات ، حيث كان التنافس بتقديم اعمال كردفانية بحتة..!
في هذه القصيدة ، يمتثل الشاعر محمد عبد الله ابكر الى تقاليد الشعر العربي القديم ، حيث يكثر وصف الطبيعة ، ثم المدح ، ثم الغزل..أضافة لوصف المحبوبة وانعامها وارومتها الكريمة..

(الرشاش) هو بداية فصل الخريف في كردفان ، وغالبا يكون في الشهور اواخر مايو ، يونيو وبداية يوليو..وفيها لا تكون الأمطار كثيفة ، وانما متناثرة ومتباعدة في زمن هطولها..ويتميز النهار بطول الساعات النسبي..فيقولون (نهار الرشاش طويل ، وليله قصير ، ونهار الشتاء قصير وليله طويل)..
(دار) وهي تعني اقليم بالمفهوم المعاصر ، و(الهشة) ، صفة الرمال ، حيث ان معظم الأراضي في كردفان ، خصوصا الأجزاء الشمالية منها ، فهي اراضي رملية..ويسمونها ارض (القوز/القيزان)..
(انا عقلي طار وانطشا) ، أي اصابه الخبل والجنون بفعل الجمال الذي راه..
(المراح)..المجموعة من البهائم (ابقار ، ابل ، اغنام..الخ)..واقل العدد فيه يكون ثلاثين..
(النشا)..ويقولون (البهائم نشت) سواءا كانت ابل او ابقار او اغنام ، أي انطلقت نحو المرعى ، وعادة يكون زمن ذلك في الصباح الباكر..وحينما تعود من المرعى يقولون (البهائم دخلت) أي رجعة الى مقرها (الفريق/الدكة) ..
و(نشت) تختلف عن (ظعنت) ، والظعن هو المسير من محطة الى اخرى..!
(سايرات) أي ماضيات او ماشات..وعادة المرأة الكردفانية البدوية ترعي بالبهائم سواءا كانت ابقار او ابل ، وفي عملية الرعي ، تمشي خلف المراح لتسهل لها عملية المراقبة في الفلاة..وغالبا ما تمارس صناعة (ضفارة) البروش اثناء الرعي..!
(بت التلب) ، التلب معروف وهو الجمل الكبير..وهنا يمدح والدها بانه له مقام عالي ورفيع بين المجتمع..
(اخت النمور الساكنة في الخشُة) ، وهنا يمدح اخوانها الشجعان ، (الخشُة)..مجموعة من الأشجار أو الأعشاب المتماسكة والمتلفة بكثافة ، والتي تخفي ما بداخلها..خصوصا الحيوانات الكاسرة (نمور ، اسود ، الخ)..والإختباء فيها يمكن الكائن من المراقبة الدقيقة لما حوله..
(السوار) اداة زينة توضع على المعصم ، وفي كردفان غالبا ما يصنع من الفضة..وهناك انواع منه مثل الجبيرة والتي تكون مفلطحة ورفيعة ، والسوار الذي يكون مدبب واكثر سمكا.. مثل هذه الأسورة كانت تزين بنقوش ورسومات تكون ظاهرة فيها..!!
(باحلى العطور مترشة) ، أي متعطرة..
(صابت عقولنا الدهشة) أي التعجب والإنبهار من الجمال الذي رأيناه..
(نحن القبيل قلنا ما بنتغشا) أي كنا نظن اننا لن تبهرنا الأشياء..
(زينة البنات يا عشه) أي اجملهن..
(رحماك بي عقيلا طشه) أي رفقا بنا وبعقولنا التي اصابها الجنون والإنبهار بفعل مشاهدتها لهذا الجمال..
(حالف يمين) أي اقسم..الا انام مطلقا ان لم انال عطفك وحنانك..
(ست البكيرة الغبشا) ، بكيرة تصغر بكر ، وهو يقصد ان لها ناقة او بقرة ، بكر اي انجبت لأول مرة ، والغبشا هو لون هذه البكر..

كبر

من اجمل البوستات ... متابعيين
-----------------------------------
-سؤال للاخ كبر : هل يصلح بان نقول (غيمة رشاش) اي بمعنى الغيمة التي تهطل في اوائل موسم الخريف

ولا يمكن بأي حال قراءة هذه السطور وسماع هذه الألحان الفريدة
إلا باستصحاب معدات السمع والتطريب .. وأعني بها
ريحة الدعاش (هيمسلف) حينما تلامس قطرات المطر الخجول
تراب الأرض للمرات الأولى .. ريحة الطين .. والنبات .. والجو

Quote: (الرشاش) هو بداية فصل الخريف في كردفان

تصدق يا جميل .. كلما جلست إلى نفسي .. تجدني أرجع بالوراء
لتلك الأزمان .. وأحياناً تزورك بلا استئذان
بل ولا أبالغ إن قلت تطوف في حواسي ريحة المحريب مع المطر
وبعض نباتات أخرى نسيت أسمائها في زحمة الحياة
ولكن رائحتها وشكلها ولونها عالق بذاكرتي

كبر .. شربت من موية المطر الباااااردة صباح يوم المطرة الليلية ؟
أعذب (وأنظف) ماء شربته على الاطلاق
حيث لا مبيدات .. ولا بلاستيك .. ولا مواد مصنعة
تراب نقي .. أرض فضاء .. وسماء خالية من الأبخرة والسموم

مالك علينا ياخ .. الله يسامحك

مودتي ليك وللمعاك

حبيبنا الجميل كبر .. لك التحية ،،
شكراً كثير على هذا البوست الرائع ..
العشق لأغاني كردفان بالنسبة لجيلنا في اللاشعور ..
لأننا كنا في عز الشباب أيام ظهرت موجة الاغنية الكردفانية التي إجتاحت السودان
أبراهيم موسى ، عبدالقادر سالم ، عبدالرحمن عبدالله وصديق عباس ... إلخ
أذكر ذلك الزمن الجميل كنت معلم في منطقتنا في الشمال .. وأذكر أن الاذاعة كانت تبث
هذه الاغاني يومياً أيماناً منها بجمالها وإرتقائها بالذوق العام ..
حبيبنا كبر .. السودان ده كان يتوحد ويتواصل بالفن الراقي أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي اليوم
تخيل مثل أغنية ( حالف يمين يا عشة ) يرددها التربالة في أقصى الشمال حتى لو كانت المفردات غير معروفة
ولكن النغم والحنين واللحن وطريقة الاداء والصوت الجميل الغير مصطنع جعلتها من الاغاني المحببة إلى النفس
وبالاعجاب والطرب يتسامى الاحساس بالحب إلى المنشأ والطبيعة الحاضنة لهذا الجمال ..

الحبيب كبر .. في إنتظار حروفك المضيئة .. ونحمد الله أن وهبنا شخص بمقدراتك ..
التحية لك وللحبيب بريمة .. بلا مجاملة أنتم تقدمون خدمة لهذا الوطن من خلال طرحكم الجميل
وحروفكم الرائعة ..

الحبيب كبر .. واصل ..

الأصدقاء..

ول ابا علي ..

الصديق مازن

كتر خيكم على المرور..

وسوف نعود للمفاكرة بالتفصيل..

كبر

ول أبا كبر وول أبا علي عبد الوهاب والضيوم الكرام

يا ول أبا كبر .. والله كردفان جميلة .. قعده رهيبة .. وتحية لول أبا محمد عيد ..



أنا موقوف .. عندي مداخلة واحدة في اليوم .. بكون متابعكم من منازلهم.

بريمة

الحبيب بريمة .. معقول .. بريمة موقوف ..
أناشد بكري وبشدة رفع الحظر عن بريمة ..
أحد الاقلام التي تثري المنتدى ..
موهوب ومتمكن في كتاباته وسرده
رجل موسوعة ومنجم تراثي من الذهب الخالص
رغم أنه في أكثر بلاد عالم تطوراً ومشاركاً في هذا التطور
إلا أنه لم يفرط في إبجديات إنسان الغرب المترع بكل أنواع الجمال والنخوة
حسب ما يكتبه عن التراث .. كنت مفتكر الحبيب بريمة في أرذل العمر ولكني وجدته في ريعان الشباب حفظه الله ..
الحبيب بكري .. المنبر بدأ يصاب بالجفاف وتحول الكثير إلى حداثة التواصل ناس الفيس البوك .. فمن الاجدى المحافظة
على أمثال بريمه لما له من ثراء يغنيك عن الكثير من الغثاء ..

حبيبنا كبر .. ستكون مهمتك صعبة .. لتغطية هذا الفراغ ..

مودتي .. وأتأسف لهذا الخبر .. ( تحديد كوته لبريمه )

يا سلام يا كبر,
أثرت فى داخلى لواعج من ذكريات جميلة عشتها بكردفان الجميلة.
والدى رحمه الله كان استاذا بمدرسة خورطقت الثانوية , خورطقت كما يعلم الجميع كانت تبز كثيرا من جامعات هذه الأيام.

أيامها كانت تجرى مسابقات بين الداخليات فى كل الضروب , والدى عليه الرحمة كان مشرفا على داخلية "ود التوم"
فى مجال المسرح كان التقليد أن يكون المذيع و مقدم الفقرات أحد أبناء المشرفين عندما تكون داخليته منافسة.

كانت الداخليات تتبارى و تتنافس فى الفوز بعمالقة الغناء فى الأبيض , أيام فرقة فنون كردفان و عهدها الذهبى.

أذكر أن "ود التوم" حظيت بمشاركة الفنان المرحوم صديق عباس, وقتها كنت أقدم فقرات برنامج المسرح, ما زلت أتذكر صوت المرحوم صديق عباس و هو يصدح باغنية "مطر الرشاش"

رحم الله تلك الأيام الجميلة , الأيام التى كان فيها السودان عملاقا فى كل شىء

لك كل الود...

خور طقت كانت تذخر وقتها بأساتذة و قامات أمثال عصام حسونة, عبدالجبار عبد االهادى, صالح آدم بيلو , أبو على كرار و صحبهم من كبار التربويين...

ول ابا بريمة..حبابك يا صديقي
ككيف يعني موقوف؟..
كتر خيرك على المرور..
ونناشد صديقنا بكري ابوبكر ان يفك الحظر عن ول ابا بريمة..فهو قلم مهم ويعرف كيف يصنع الفرق..!
وعندنا حاجات كتيرة يا بكري يا صديقي..محتاجة شغل نفير..

اسامة صديق..حبابك يا صديق
كتر خيرك على المرور..والتحية لروح الوالد استاذنا الجليل..
نفس التقليد يا صديقي ، تنافس الداخليات..عشناه في مدينة الدلنج ايام طيب الذكر معهد التربية الدلنج ، وشهدنا مسرحيات مثل خطوبة سهير ، بامسيكا ، المك نمر ، اكل عيش ، وغيرها من مسرحيات جميلة وعظيمة..
هل تصدق يا اسامة ، ذات انتكاسة خورطقت بقت معسكر دفاع شعبي..!!!
اما كردفان الأخرى ، كردفان الريف والملامح الجميلة لازالت موجودة..الغيوم تغشى الريف في المواسم المعهودة..والأشجار تلبس تياب الخضرة زي الترتيب..هي كما هي..وكتر خير استاذنا الشاعر محمد عبد الله ابكر الذي لازال امينا في حبه لها..يكتبها وينسجها حروف انيقة وتصاوير باهرة..!

عمر ابو عاقلة..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على المرور..

هل تصدق ، اكتب هذا الخيط والمطرة تهتف عندنا هنا في مدينة كالقري..مطرة سراية يا صديقي تطول الليل..!
كائنات الرأسمال ، الدخلت امسودان مسخت علينا الدعاش..مرة اسم عطر ومرة اسم جبنة ومرة اسم شنو كده ما عارف..!
ما شاء الله ذكراتك قوية ..عبير الأمكنة يا صاحب سرو باتع شديد..!
العشب اليابس ، ياخي حتى الأشجار الميتة ، لم تطقها ريحة الدعاش والمطرة براهو بتخلق جو..!
الأهم موية النقوع..تخت ليك قرعة والمطرة تنقط فيها..وتاني يوم تشرب..ياخي تحس انك داير تصارع الشجر ذاتو..زهو عجيب..!
اهديك هذه اللمحة..واكيد ح تتذكر كتير..

صديقنا مازن..حبابك
بالنسبة لسؤالك..بالطبع يمكن ان نقول غيمة رشاش وان كانت غريبة شوية على البيئة الكردفانية..
الطريفة ، ان الشاعر اختار مطر الرشاش..وهذا النوع من الأمطار في البيئات الكردفانية نوع مزعج للغاية..وبيدخل البهائم والزراعة في مشاكل كتيرة للغاية..يعني زي ما تقول مطر عدواني..وطبيعتو زي ما بيقول ناس الإرصاد الجوي (امطار خفيفة متفرقة مصحوبة بزوابع رعدية)..يعني ما بيدي فرصة للعشب الجديد يظهر ..وفي نفس الوكت بيكون اتلف العشب القديم..!

من كلمات الشاعر محمد عبد الله ابكر ، ومرة تانية نقدم اضاءات للمفردات..

المحلب الرّمّا


المحلب الرّمّا
بنضايرا بنلما
الزول فريد امّا
في قليبي بنضما
**
ما زمان وصوني
على الوصية في الذمه
**
زارعينا في الباجه
مطيرتا قلواجه
قلبي الحرق صاجة
ناولوني تلاجه
طول للنهار والليل
انا عيني لجلاجه
**
شيشك لي بشيش
يا الصيد ،
جفا المنام عيني ،
لا غمضة لا رميش
كن قافا ، نسير نمد شقيش

مرحبا الأخ الحبيب كبر.

تأبى كتاباتك إلا أن تثير فينا مزيدا من تلك الذكريات الجميلة ، عشقى لكردفان لا يقل عن عشق أهلها لها.

عشنا أيضا فى الدلنج بعضا من أجمل سنوات العمر ، فالوالد عمل بمعهد التربية الدلنج أيضا ، ما زلت أذكر احتفالات و منافسات المعاهد المختلفة بالسودان و اجتماعها للاحتفال و المنافسة، و لو تذكر كان يشار لذلك بلوحة ضخمة تخط فى الجبل المقابل للمعهد و القريب من طريق المطار "عيدنا ال....."

أذكر من الأساتذة استاذ الفكى عبدالرحمن و الطيب عبد الله مدير المدرسة الإبتدائية "مدرسة التدريب" و الاستاذ ابراهيم الماحى. أيضا أذكر أمين المكتبة عمنا كوكو.

لين ذاك الزمن الجميل يعود.....

ا

Quote: الأغنية غناها الفنان الليجند صديق عباس

سلام ول ابا كير وضيوفه الافاضل
الواحد ما عارف يبدأ من وين وأنت فتحت بوابة ذكريات فوارة زي خور ابوحبل، خريفاً!
كان الراحل صديق عباس " ليجند" بكل ما حملت الكلمة من معاني التفرّد والإبداع!
أذكر ونحن في سن التاسعة، وهي سن لا يُسمح لك فيها بتخطي حدود جغرافية معينة، كنا نهاجر سراً من القبة إلى حي المواليد لنحضر حلقة الجمعة الغنائية التي كان الفنان صديق عباس يقيمها في منزله، حيث كان يستضيف فيها فنانا ويحاوره في بعض الأغاني ومناسبة كلماتها وتلحينها..إلخ، وكان الحضور اساتذة من زملائه في كلية المعلمات ومداس أخرى. وأذكر من بين ضيوفه: ابراهيم موسى ابا ، والعميري، وعبد الرحمن عبد الله، وعبد الفتاح عباس، و حيدر محمد احمد، والراحل أحمد محمد هارون الذي غادرنا قبل يومين عليه شأبيب الرحمة، وآخرين. ودي حاجة أظنه سبق فيها البرامج الحوارية!!
وانا استعيد هذا الشريط "النوستالجيك"، إتذكرت تعليقك عن غياب السيوسيولوجيا في المشهد السوداني. وكنت قبلها اتساءل عن سر اللامبالاة تجاه توثيق حاجاتنا، هل لاننا مجتمعات عفوية ؟، الله اعلم.
مشكور كتير ول ابا.
محبتي

حبيبنا كبر .. مودتي
,وإكتمل نصاب الابداع بحضور الرائع الفاتح ميرغني

التحية لكم ..

اسامة..حبابك يا صديقي
هل تصدق الأسرة حتى الآن موجودة بحي المعهد..وصار اسمه جامعة الدلنج..وتبلدية استاذنا جعفر عثمان ، حتى الآن موجودة والناس بتجي تتصور جنبها..
عمنا كوكو حسن ، رحمه الله ، كان جارنا..في بيوت المعهد الغربية..ثم انتقلت الى حي اقوز..
اللوحة لازالت موجودة ، ولكن مكتوب عليها اسم مكوكية الدلنج..!
المدينة اتوسعت وصارت ليها احياء عديدة..وهناك لمحة تعريفية عنها في الوكيبيديا..
الناس القدام ياهم بنفس الحنية والطيبة والنكتة الحاضرة..مع انو المدينة ازدحمت شديد..
زمان الواحد من المعهد لغاية مكتبة الصفراوي في السوق..بيصل في ساعتين..في كل مربوع بتلاقي زول تسلم عليهو وتاخد ليك عشرة ونسة..!
زرتها في سنة 2012 و2015..وكل مرة بقول لشقيقي الأصغر (بدا من مدارس المعهد لغاية التخرج في جامعة الدلنج والعمل كمحاضر فيها) داير امشي كداري من المعهد لغاية السوق..وبيقول لي مافي زول ح يعرفك يا قريبي اخير تركب معانا في العربية..!
وفعلا..بمشي كل يوم المشوار ده..ومالاقاني زول بيعرفني نوهائي..فقط مرة واحدة شابة معلمة في الإبتدائية وعرفتني ..!!
ميادين الكورة بتاعة المعهد بقت داخليات..!!!!
الحاجة الوحيدة الأدهشتني ..عملوا ترميم لملعب التنس الكان جنب نادي الأساتذة..!
يا ريت تلقى فرصة تزورها..فلازالت مدينة مدهشة..او كما يخيل لي..





هذا الفيديو..شغل صديقنا هيثم (عضو معانا في المنبر) وفيه ملامح لمدخل الدلنج وجبل عيدنا..وعلى يدك الشمال بتلاحظ سور ابيض وده سور المعهد/الجامعة اتعمل في التسعينات..!!

كتر خيرك..
كبر

حضرنا .. يا سلام .. والله بوست ينعش الروح .. هنا بعض كتابة لي في السابق عن البيئة الكردفان .. فيها شيئ عن التراث الكردفاني ..

كل مسافر فى كردفان يعرف "زراف قلوه" فى جنوب الابيض، وهى أشجار تبلدى كثيرة وعامرة، نبتت فى تل رملى عالى، تتراءى للمسافرين من بعد حينما يقصدون الأبيض كأنها حدائق بابل المعلقة، فتسمعهم يقولون "زراف قلوه ظهر" وهناك تسمع "أب قبه فحل الديوم" وهم يقصدون به مدينة الأبيض.

أشجار "زراف قلوه" ذات طعم خاص للبقارة الذين يأتون مشياً على الأرجل لمسافات بعيدة يقصدون الأبيض لتسويق بهائمهم، فحينما يرون رؤوس تبلدى زراف قلوه ترتع بهائمهم ويقيليون من حرور الشمس وتعب المشى، زراف قلوه بالنسبة لهم هى المحطة الأخيرة فى مسيرة طويلة ربما تصل أيام وليالى، فحينما يرونها يستريحون من أناء السفر وتسرى فى عروقهم نكهة المدينة أو قرب دخلوها .. تحت تبلدى "زراف قلوه" يستلقى الرعاة تحت ظلال أشجارها ويعملون عصيدتهم ويشربون قهوتهم التى يحملون عدتها معهم. ثم ينزعوا ملابسهم المتسخة والتى هى للرعى فى البادية ويستبدلونها بملابس نظيفة مخزنة في جربات عتيقة وقد أحضرت الملابس خصيصاً للسوق فريتدونها، فتزدان هيئتهم ثم يواصلون سيرهم بطيئاً نحو السوق لجنى ثمار رعيهم.

يعرف الرعاة كل أشجار المنطقة وتواكيها وعتاميرها وفيوضها وأوديتها ... وتختزن تلك الأشجار ذكرياتهم التى ينسجونها تحت أقصانها ... ففى بادية البقارة، جنوب الأبيض وغرب مدينة كازقيل الجملية وفى منطقة عضاى خديجة توجد تبلدية كبيرة معمرة قبل أن يهلكها الجفاف الذى ضرب كردفان في ثمانينات القرن المنصرم، كانت تلك التبلدية بمثابة ذاكرة حية للأجيال، فقد دأب الحاكم الأنجليزي والأتراك علي السواء أن يجمعوا تحتها كل عمد ونظار قبائل الحوازمة فى موسم الخريف حينما تحط رحالهم فى ديار مخرفهم، فالذين يجمعون ضرائبهم تنحت أسماءهم فى جزعها، وعدد رؤوس بهائم أتباعهم والمبالغ التى جمعوها منهم، تلك الكتابة عندهم هى عبارة عن تقدير وعرفان لدورهم وعظمة شأنهم فى القبيلة. كان من بين العمد بعضهم الذين يشتهروا بالدهاء، فهم وحدهم يعرفون تلك الحيلة الماكرة واللعبة الخبيثة التى يضمهرها لهم المستعمر، فحينما يقوم أحدهم ذاهب للأجتماع، يقول لأتباعه "التركاى اليوم ما بلقها فينى" يقصد لن يخدع لهم، لكن حينما عرف الأنجليز والأتراك دهاءهم صاروا يكتبون إسماء الذين لا يدفعون ضرائبهم ملقوبة أو منكسة دلالة على عدم سداد ما عليهم من ضرائب وذلك تبخيس لهم وتقليل من شأنهم. تلك التبلدية تسمى تبلدية الناظر، فى جزع تلك التبلدية تجد كل الأسماء مسجلة عاماً بعد عام، وتظل تلك الأسماء منحوته لأزمان طويلة ومع نمو جزع شجرة تبلدية الناظر تصل بعض الأسماء إلى إرتفاعات عالية على جزعها، فيأتى الرعاة بعد نزول الخريف يطوفون حولها كالطائف حول الكعبة المقدسة لأداء شعائره .. يرون اسماء زعاماتهم ومشياخهم ونظارهم، من مضي منهم ومن هم علي قيد الحياة يعددون مآثرهم.

تبلدية الناظر، أيضاً ، تمثل معلماً أخراً، فهى البقعة التى تجتمع حولها كل القبائل فى أوقات المناسبات كالصراع والنقارة والمردوم، فتنعقد عندها المصارعة وتسمعهم يقولون "الصراع فى تبلدية الناظر فى عضاى خديجة يوم الخميس" فالذين يوجدون جوار الأبيض فى الخراسان، أو كازقيل أو الأبنوية أو الجنزير أو اللابده وغيرها من المناطق المجاورة يعرفون أين تقع تبلدية الناظر فتراهم يأتون جماعات وأفواجاً وهم يتغنون متجهين إلى تبلدية الناظر.

الدارة سخنت بعزّل تيراني .. أنا ما بريد المباوي .. الحابس "كجار" بشيلا طوالي .. كجار هو الأسم الوحيد لخور أبو حبل الذي يعرفه البقارة .. فهو يكجر لهم .. أي يمتلئ ويفيض بالماء في فترة الخريف .. فيحبس حركتهم .. وهنا كجار يرمز للقب المصارع البارع .. التوم شنتو، من قبيلة الحوازمة .. أبن عمي ..

بعد مضى ربما قرون وتبلدية الناظر شامخة تتهادى أوراقها بلطف مع نسائم خريف كردفان وهى صامدة كالطود، جيلاً بعد جيل، فهم أما يتحاكمون تحتها أو يقومون أفراحهم حولها، فقد حانت لحظة القدر الأليمة، سقطت تبلدية الناظر مع بداية تباشير الخريف ولم يكن حينها وصل الرعاة إلى منازل الخريف، ظلت تبلدية الناظرة مكان يزوره العرب الرحل قرابة العامين، فيأتون يبحثون عن الأسماء المسجلة، ثم يتفرجون فى كيف أن جزعها تكون من طبقات بعضها فوق بعض، تنسلخ وتتقشر تلك الطبقات دريجياً نحو مركزها، تلك الطبقات هى بمثابة عمر تلك الشجرة المديد، فكل طبقة تمثل نمو خريفاً كاملاً. لم تنقطع ذاكرة الأجيال عن تبلدية الناظر، بل ظلوا يرقصون فى ساحتها، ويعقدون صراعاتهم وألعابهم فى مكانها، تسمعهم يقولون " الصراع فى مكان تبلدية الناظر يوم الخميس القادم"، هناك الذين ولدوا ولم يروا تبلدية الناظر ولكنهم حتماً يعرفون أين مكانها وقصتها وتأريخها وإرتباط الجميع الوجداني بها.

كردفان من أقصي شمالها إلي جنوبها .. تمتلك مخزون تراثي وإنساني ثر .. تتعدد مظاهره وأشكاله .. وتتنوع منابعه .. وفي كل منبع من تلك الينابيع تجد أبداعاً يندر أن تجد مثله في غير كردفان مملوء بالحنين والشجن.. وتلك هي عروس الرمال .. كردفان.


بريمة

كتب ول ابا الفاتح ميرغني:

Quote: والراحل أحمد محمد هارون الذي غادرنا قبل يومين عليه شأبيب الرحمة،

ول ابا الفاتح ميرغني..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على المرور هنا..

بالضبط يا صديقي ، يحيرني كثيرا امر غياب السيوسيولوجيا..ياخي الغنية الكردفانية براها محتاجة نقة:توثيق نصها المفارق ، الحانها ، ادائها ، وفوق ذلك الناس الذين يقومون بانجاز هذا الإبداع بكل تفاصيله..!
التحية لروح الأستاذ احمد محمد هارون ، وهو قد خربش اللوحة الفنية ووضع بصمة خاصة ، اشبه ببصمة الأستاذ محمد عبد الله ابكر..في غنية (مطر الرشاش)..

هذا الخبر يا صديقي ، جعلني اذكر الثنائي الرائع (ثنائي كردفان) ، لقد رحلت الأستاذة الفنانة المخرجة فاطمة عيسى في العام الماضي (اسماء في حياتنا ،ايقاع الصباح ، صباحك يا بلد ..الخ) ، وهي التي شاركت امبلينا في تاسيس اول ثنائي نسائي في السودان ، وادت معها بعض الأغنيات ، منها الأغنية الجميلة (قول الناس) أو (ارحموني يا ناس وحنوا عليّ)..وهي من كلمات والحان الأستاذ احمد محمد هارون..!



من قبل ذكرت ان الفنانة الشابة انصاف فتحي ، يذكرني صوتها بصوت الأستاذة امبلينا السنوسي ، ولم تخذلني انصاف ، حيث شاركت في حلقة سمر مع الأستاذة امبلينا السنوسي ، الحلقة نشرت في اليوتوب في يونيو 2017 قبل اشهر من وفاة الأستاذ احمد محمد هارون ، وبعد سنة من رحيل الأستاذة فاطمة عيسى..
واسمح لي عبرك وعبر الجميع هنا تحية هؤلاء المبدعين جملة..واهديك الغنية بتصورين: الأول للثنائي الكردفاني (فاطمة وامبلينا) والثاني امبلينا وانصاف..



التحية لصديقنا يحي قباني الذي وثق غنية ثنائي كردفان في مكتبة الأغنية السودانية..واهديه الحلقة كاملة ، وهو ابتدر خيط مجاور لغنية انصاف (يا كباري)..

كتر خيرك يا صديقي ، وانت تلتفت للتفاصيل الصغيرة..وريتنا نوفق في كتابة سيوسيولوجيا الغنية السودانية عامة ، والكردفانية خاصة..

كبر

ول ابا علي عثمان..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على المرور والتشجيع..
الشباب ديل يا صديقي لو لقوا فرقه بكتبوا ذاكرة اجيال..ربنا يهون..
كبر

ول ابا بريمة..حبابك يا صديقي
الف حمدا لله على السلام..ونتمنى ان يكون الحظر فك شوية..لأن وجودك ضروري يا صديقي..لتكتب الحاجات المفارقة والتي تضيف للناس بعض الحاجات الغايبة..

كتر خيرك على هذه القطعة التي احتوت على تفاصيل اهلنا هناك..واستوقفتني فكرة المعالم (زارف قلوه ، اضاي خديجة ، تبلدية الناظر، وادي كجار)..فانسان تلك البيئة يكتب معالم الأشياء عبر الأشياء نفسها..فاستاذنا الشاعر محمد عبد الله ابكر..حينما وصف المراح حدده بعلامة (سايرات وراهو ناس عشه) أي لا يعني أي مراح والسلام..وكذا اهلنا.. فاشجار التبلدي كثيرة..ولكن هناك واحدة متميزة وتكون نقطة لتحديد معالم المكان..وكذا ألأضاة..فقد تكون هناك اكثر من اضاة..ولكن كان التمييز باسم (خديجة)..ومؤكد لو بحثت في تاريخ تلك الأضاي ستكون هذه خديجة ربما غرقت في تلك الأضاي..!

رحلة السوق كانت برنامج يا صديقي ، ومثلما قلت..قد تمتد الرحلة لأيام..ولمسافات طويلة..وتكون ذكرة طيبة لمن يجربها لأول مرة من الشباب..خصوصا ممن يزورون الديم (المدينة) لأول مرة..!

كازقيل لازالت حية تشتهر بملامحها الجميلة ، خصوصا فكرة الجبنة المضفرة..!

وخور الإبنوية تم تدجينو..لأن الجماعة عملوا كبري متين..وذلك الخور كان مشهور ايام السفر بين الدلنج وألأبيض..مرة بيتنا فيهو يومين..!

التنوع الكردفان يا صديقي ، مثلما قلت مخزون ، ويحتاج الإكتشاف والتوثيق..وأي لمحة عنه تعني كتابة ذاكرة للأجيال..

كتر خيرك يا صديقي..
كبر

ول ابا الفاتح ميرغني..حبابك يا صديقي
اتمنى يا صديقي ان تجد فرصة وتوثق لملامح مدينة الأبيض..والدعوة عبرك لكل بنات وابناء مدينة الأبيض الجميلة العريقة..ان يوثقوا ملامح هذه المدينة..

بحثت في اليوتوب..وكنت متصور اجد مواد كثيرة عن تفاصيل مدينة الأبيض..خصوصا فيديوهات الهواة لأنها اكثر تلقائية وبتكون قريبة من تفاصيل الناس العادية البعيدة عن فكرة الثقافة الرسمية..ولم اعثر على مادة تشفى الغليل..

بالمدينة حاضرة ومركز ثقافي مهم للغاية..ولقد قدمت مساهماتها في المشهد السوداني العام..والكل متشوق لمعرفة ملامحها ..!

التحية لصديقنا هيثم طه (زميلنا بالمنبر) صاحب تجربة سودان فيديو..التي جاب فيها معظم انحاء السودان ، وبامكانيات ذاتية بسيطة وقام بتصوير ملامح المدن البعيدة النائية..!



صديقنا هيثم التقط لمحة جميلة من مدينة الأبيض..ونعرضها هنا وهي مادة قصيرة للغاية (ثلاث دقائق)..ونتمنى ان تكون مدخل لأهلنا في مدينة الأبيض للإنتباه لتوثيق ملامح هذه المدينة الجميلة..!

ودمتم..
كبر