فاطمة احمد ابراهيم شمعة نضال ،،

00:03 AM August, 13 2017

سودانيز اون لاين
النعيم موسى-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

فاطمة احمد ابراهيم عقل ينتفع به في العمل النضــالى ،،!
======================================================
هي إنسان أولا قبل أن تكون شيئا آخر.. كائن يعلي من قيمة الإنسانية إلى درجة التقديس الذي تستحقه . هي التي توقفت حياتها السياسية على قضية الحرية بمعناها المجرد حرية العقل والضمير واليد، حرية المعتقد والإيمان والممارسة..
هي التي لا تنفصل عن مجتمعها، ولا تنزوي بين معتقداتها وأفكارها بحيث تجعل منها سياجا يطوقها.. ولا تستعلي على الناس بممارساتها، بل هي التي نعتقد أن العناية الإلهية قد اختارتها لقيادة الأمة وزعامتها.. هى التي تؤمن بأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل هى ضمير المجتمع، الممثل لقيمه العليـا في أبهى صوره.. هى القدوة في الممارسة و السلوك الموضح الشارح لقيم الحرية والعدالة و المساواة، هى الملهم للآخرين، وهى التي تؤمن أن شعبها يستحق الأفضل والأحسن،
ليس (فاطمة) كهؤلاء المختبئين وراء ربطات أعناقهم من النوع الممتاز، أصحاب النفوس التواقة إلى الحلول السهلة المائعة التي لا لون لها، اللاهثين وراء المظاهر الخداعة، والإثراء المذموم.هؤلاء هم السياسيون، ليس هي كمثلهم طبعا، الذين يملؤون الدنيا ضجيجا، ويظل إناء أفعالهم فارغـا، هي ليست كالذين لا تعنيهم مصلحة الشعب والوطن إلا بقدر ما تقربهم من السلطة، أو تحفظ لهم زعامتهم ومكانتهم في حياتهم، ويضمنون توريثها لأبنائهم بعد مماتهم.. هي التي كرست حياتها لملاحقة تطلعات شعبها، فهي لا تظهرضعفا في المواقف ولا تنكسر امام جبروت الطغاة وارجوزات المناصب السياسية ولا يبدو عليها ضحالة الفكر حين تشتعل المعارك الكبرى للوطن.
نحن زعماؤنا وقادتنا في العمل العام كثيرون، ولكن ليس من بينهم مناضل جسور كجسارتها ونبوغها وتطلعاتها الفكرية و الثقافية .. هم سياسيون فحسب، ولكن هي تجمع بين السياسة والإنسانية تهتم بقضايا شعبها كإهتمام الأم برضيعها، لا تكاد تجد لها موقفا يهتز في وينكسر امام جبروتهم، تعددت الزعامات وعز الفعل، وتعددت المواقف وعز الحزم والحسم وهي ثابتة شامخة كشموخ الجبال وثباتها عند الزلازل .. نحن نحتاج إلى أبطال مثلها يلهموننا لنعرف قيمة الحيـاة، ومن ثم نعرف القيمة الحقيقية لكوننا بشــر، ويعيدون إحساسنا بالتاريخ وبانتمائنا إلى الأرض والوطن، نحتاج إلى ملهمين بقيمة فاطمة احمد إبراهيم لنرتقي بعقولنا الى دأب الثريا وننهل من علمها وثقافتها..
هذا لا يعني أنه ليس لنا أبطال، بل هم كثر وفي كل العصور، غير أن ما ينقصهم هو الشجاعة الكافية كشجاعتها وإنسانيتها لتتقدم الصفوف، واقتناص قبس الشرارة ووضعها في المشعل ورفعها فوق الهامات منارا يضيء درب الساعين إلى الحقيقة والخلاص..نريد عقول مثل عقلها في الجمعيات والنوادي وحركات التغيير، يقومون بأعمال عظيمة، ويقدمون تضحيات جسيمة، يحملون الوعي وينشرون المعرفة، ويأخذون بأيدي المرضى و العجزة والأيتام، لا نريد أناس عاجزون عن التقدم لقيادة الوطن. بعضهم مكبل بأحزاب القادة و الزعماء، وبعضهم مقيد بالعرف والعادة.
نحتاج إلى مناضلين حقيقيين مثلها لا نريد مناضلين منزوين عن شعوبهم، متقوقعين داخل أفكارهم، لا يجدون مساحة للتعبير عن ذواتهم ولا عن الآخرين بسبب ظلم الساسة وفساد الساســة وانحطاط القيم .. ضحايا زمن المسخ والرداءة والخبث..
رحمك الله ايتها المناضلة الخالدة في وجدان الشعب،،
إنَّا لله وإنا اليه راجعون،،

لها الرحمة والمغفرة