ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء ولا شنو: كتاب الراية

ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء ولا شنو: كتاب الراية


08-11-2017, 09:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1502482906&rn=0


Post: #1
Title: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء ولا شنو: كتاب الراية
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-11-2017, 09:21 PM

08:21 PM August, 11 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله عثمان-
مكتبتى
رابط مختصر

الزول ده مش كان بكتب في الراية؟!

Post: #2
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-11-2017, 09:22 PM
Parent: #1

ملاذات آمنة
أبشر الماحي الصائم

عندما يفشل الكاتب يرسم ..


* هل ثمة علاقة بين ارتفاع سعر الدولار .. وزيارة الرئيس إلى دولة المغرب الشقيقة .. حيث يستمتع الملك سلمان بن عبدالعزيز
(باجازته السنوية) .. ونحن في المقابل .. (الدولار خلانا من البلد هجينا) على عشم (الملك يحجينا)

فرؤية شيخ العرب تقول .. مع التخفيف .. (زول فات جرى تجري القبيلة وراه) .. فالشئ بالشئ يذكر .. وفي رؤيتنا (المضهب يفتح خشم البقرة) .. لا أعرف في أي سياق نضع (هبرتنا) هذه .. وفي ادب القوم (الهبرو ملو) .. أقول ذلك لأن الإعلام الرسمي قد احتفل بالملك الذي هو في اجازته السنوية .. ولم يحتفل بالملك (صاحب الدار) .. ويفترض أننا قد ذهبنا إلى الرباط وليس إلى طنجة حيث يقيم الملك الضيف ..
.. (مربط الفرس) ..

علي أن حكاية دولارنا في هذه التراجيديا تصلح لها اهزوجة مصطفي مضوي .. لأهل الاقتصاد .. (الوليد الضيف غرقتنو كيف يافجيعة امه الساكنة في الجريف) ... ولا أظن هنا ثمة مقام (لمصطفى الآخر) الذي يشدو .. ولازلنا مع سعر الدولار .. (بغني عليك غناوي الحسرة والاسف الطويل) ... فقد قال حمدي (إن الدولار سيبلغ الخمسين جنيها) .. ونحن الآن في العشرين .. فتتداعت لي رائعة العباسي (يابنت عشرين والأيام مقبلة ماذا تقولين في موعود خمسين) .. ولو تحدث ذلك الاقتصادي الذي يتدثر بالصمت لما وسعنا إلا نستدعي تلك التراثية (العجب سبعين كان تفك الحد) .. لأن الرجل سيبشرنا بالسبعين (ويفوت الكبار والقدرو وكان شافوه ناس حمدي هسه كانو يعرضو)

ولا أعرف أين موقع (طه) في هذه المعادلة .. طه الذي كان في مقام هتاف (لرحيل المتلو نقصان للعرب في الجمله .. هو الكان يقود السراري ويعبي الحمله) .. كان موئل فزعتنا للخليج والجزيرة العربية ... واليوم هو في مقام (ديل عرب صعيد والله مو شكرية) .. ونتساءل .. والحال هذه .. (الرجل هسه شايت وين) ... هل هو رجلنا هنالك .. أم رجل هناك لهناتنا هنا ... (وطن النجوم انا هنا) .. لنقابله بهتافات (بتتجاسر علي شيخ العرب بتهدو ياطه قبلك راحوا فيها الهدو) ... ونحن (نجمة نجمة الليل نعدو) في انتظار الدولار ..

اذن نحن في انتظار (طنجة) هذه المرة .. فلعمري منذ متى كان النفط والتاربخ يتدفق من هناك .. من الغرب إلى الشرق .. بحيث يصلح لنا في أبواب طنجة هتاف أهلنا الشكرية أمام باب قصر المك نمر (يامك دار جعل نحنا رزينا وبموت ود كين .. جنيهنا .. كل القبيلة حزينة) .. (امحمد بقول بنسبك اتعزينا رسلينا (طه) قبال ماتجي تعزينا) ..

أرجو أن لا يقابلنا الرجل بنشيد (اريتكم رجال التابا انتو الستره تب مافالكم) .. لأننا نحن الذين يفترض ان تشد الرحال إلينا .. فنحن (هيلنا البارك وهيلنا السارح) .. ونسرح بعيداً .. والأنهار تجري من تحت ارجلنا .. كان يمكن ان نخلف رجل على رجل وننشد (نحنا الخرس نملاهو نكرم ضيفنا وفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) ..

فلعمري إن ازمتنا تكمن في التفريط في إرادة الإنتاج .. والإفراط في ممارسة المهرجانات والمؤتمرات السياسية .. ف (ألهيلكم تمام فيها مابتنغلبو تعرفو للقنيص ترعو وتعرفو تحلبو) ... الاحتشادات والتجمهرات ... نحتاج في المقابل أن نحتشد في الحواشات ومراعي السعية ومكمن المنتوجات .. فقد بلغ بدولة الماشية والثروة الحيوانية أن تستورد الألبان المجففة .. أي جفاف وجفوة هذه يا أهل (الضأن الحمري) والبلدي والكباشي .. .. و (كباشي كان يرضي يوصلنا ود بنده) ... فقد تقطعت بنا السبل ... (وزولنا عليك أمان الله) سرب سربه خت الجبال غربه .. أدوني لي شربه خلوني النقص دربه ..

مخرج ... يا جماعة الخير إن الذي نخرج للبحث عنه في طنجة وبسطام .. نتركه وراء ظهورنا هنا في (أرض الفرص والأنهار) .. أرض السمر .. على أن الحصار الحقيقي هو الذي نفرضه نحن علي انفسنا ونيلنا وارضنا ... يفترض أننا نترك الترحال والتساؤب ونرفع الحصار.. ونبدأ كتابة التاريخ على ارض السمر والأنهار ... تصبحون على خير ...

Post: #3
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-12-2017, 03:52 AM
Parent: #2

الدولار امس - بحسب الراكوبة- ٢٢ الف جنيه للدولار الواحد

Post: #4
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عباس محمد عبد العزيز
Date: 08-12-2017, 07:44 AM
Parent: #3


استاذ / عبد الله عثمان

تحياتى وسلامى

..فلعمري إن ازمتنا تكمن في التفريط في إرادة الإنتاج .. والإفراط في ممارسة المهرجانات والمؤتمرات السياسية .. ف (ألهيلكم تمام فيها مابتنغلبو تعرفو للقنيص ترعو وتعرفو تحلبو) ... الاحتشادات والتجمهرات ... نحتاج في المقابل أن نحتشد في الحواشات ومراعي السعية ومكمن المنتوجات .. فقد بلغ بدولة الماشية والثروة الحيوانية أن تستورد الألبان المجففة .. أي جفاف وجفوة هذه يا أهل (الضأن الحمري) والبلدي والكباشي .. .. و (كباشي كان يرضي يوصلنا ود بنده) ... فقد تقطعت بنا السبل ... (وزولنا عليك أمان الله) سرب سربه خت الجبال غربه .. أدوني لي شربه خلوني النقص دربه ..

هذا هو الحل
شكرا جزيلا للسياحة التراثية فى الواقع اليومى المعاش لعمرى بلاد انت من ابنائها لن تعدم الحيلة فى الخروج من النفق
راجع

Post: #5
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-12-2017, 12:39 PM
Parent: #4

الله يكرمك يا أخ عباس محمد عبدالعزيز
أوافقك فيما ذهبت اليه
ولكن
المكتولة ما بتسمع الصيحة

Post: #6
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-12-2017, 12:40 PM
Parent: #5

مقال من ايام آخر حكم ديمقراطى.

الكاتب: أحد الكتاب الإسلاميين

الصحيفة إحدى صحف الجبهة القومية الاسلامية.

الموضوع إجازة الصادق المهدى فى المغرب
......
هكذا هم قادة الطائفية الذين تبوأوا المناصب فى البلاد دون حظ من خبرة او علم وانما فقط بحكم الانتماء للبيت الطائفى بعد بيع الوهم للانصار بامتار فى جنة الله وكانهم وكلائه فى الارض.
من المضحكات المبكيات ان يفر بن الاكرمين بإسرته وعشيرته الاقربين الى شواطئ الاطلسى فى المملكة المغربية بينما البلاد تغرق فى الخريف وتفتك بها الكوليرا ويموت ابنائها بفعل الاهمال الحكومى فى مجارى السيول وبفعل الصقع الكهربائى بينما رئيس وزرائنا يستمتع بمغيب الشمس فى الاطلسى ويقضى يومه بزيارات اضرحة الاولياء والصالحين.
انها لمن مبكيات العصر ان يقوم رئيس وزرائنا بزيارة ضريح ابن بطوطة وشرب الشاى بالطقس المغربى بالنعناع.ترى ما هو شعور بن بطوطة لو علم بزيارة رئيس وزرائنا الذى لم يكف هدير ماكينات طائرته منذ ان دخل القصر الجديد ولا يرى فى البلاد الا كما يرى المذنب (هالى) كحدث كونى نادر الحدوث.
لك الله يا بلادى فان ابناء المصارين البيض لا يحسون بالامك فمتى بات رئيس الوزراء دون عشاء وهل يعرف رئيس وزرائنا كم يبلغ طبق البيض فى عاصمة بلاده.
يا جماهير شعبنا لابد من الثورة على الطائفية واقتلاع نظام السادة حتى ينعم الشعب بمقدراته ترى كم تكف هذه الرحلة من خزينة الدولة وكم من خيمة كان يمكن شرائها بثمن كباية الشاى بالنعناع وهى عدم النعناع فى بلادنا.
الا يحس الصادق بالخجل وهو يزور هذه البلدان وما فيها من طرقات وابنية وترتيب ونظافة وهو يحكم بلد عاصمته عبارة عن مكب نفايات وبركة كبيرة من الوحل ملئوها الباعوض والذباب.
اين نواب ما يسمى حزب الامة الا ينتمون لهذه الامة ام انهم ايضا لا يعرفون لرئيس الوزراء مكان ويتابعون اخبارة من البى بى سى.
يا شعبى انظر كيف اضاع سادتك هيبة وطنك وبددوا ثرواتك.
ولنا عودة.
***

Post: #7
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-12-2017, 04:47 PM
Parent: #6

ديل منو ديل يا جماعة البكتبو الكلام ده؟!
ديل ما هم ذااااااااتهم!!!
اليوم الجمعة 11 اغسطس 2018م .... التيار
*******

لا يا سيد حمدي!.. حان وقت الحقيقة!.
عثمان ميرغني
*****
السيد عبد الرحيم حمدي وزير المالية الأسبق- عادة- تثير تصريحاته عاصفة من ردود الفعل، كما نقلت عنه الوسائط قبل يومين قوله إن الدولار سيواصل الارتفاع في مقابل الجنيه السوداني ليتخطى حاجز الـ(50) جنيهاً.. إن لم تتغير (السياسات الاقتصادية)!.

ورغم أن الرقم يبدو وكأنما حمدي اختاره على سبيل المبالغة والتهويل بحكم الواقع الاقتصادي إلا أنه غير مستبعد إذا استمرت طفرات الدولار بالوتيرة الأخيرة.

لكن في تقديري أنه لا حمدي ولا غيره من الخبراء الاقتصاديين قادرين على تقديم وصفة ناجعة طالما ظل التفكير منحصراً في الدائرة الاقتصادية.. فالسودان (لا) يعاني من مشكلة اقتصادية.. وللتأكيد أكررها السودان (لا) يعاني من مشكلة اقتصادية.. ولا يحتاج إلى دخول غرفة الانعاش الاقتصادي.. المشكلة الحقيقية (سياسية!).. وحلها لن يكون إلا بالإقرار بذلك.

ولكن بكل أسف الحكومة لا تعترف ولا تنوي الاعتراف بحقيقة الأزمة السياسية.. فهي لا تزال تظن وتتوهم أن حكاية الحوار الوطني التي أفضت إلى قسمة المقاعد الدستورية هي الحل الناجع للأزمة السياسية.. هذا محض وهم وتوهم خطير.

الأزمة السياسية التي يجب الإقرار بها أن حزب المؤتمر الوطني وبعد أكثر من 28 سنة من الحكم الاحتكاري برهن بالدليل القاطع على فشله الوخيم في كافة القطاعات وعلى رأسها السياسي.

الحساب ولد، فالأمر ليس مجرد محاججة أو محاككة سياسية.. بالأرقام ما ارتكبه المؤتمر الوطني في حق الوطن والشعب السوداني مهول، لا يقارن بكل ما فعله.. فلو قارنا– مثلاً- كل ما أنتجه البترول الذي يفتخر حزب المؤتمر الوطني أنه أحد إنجازاته المهمة، بما أتلفه المؤتمر الوطني من المال العام في مختلف المجالات، لكان الفارق مخيفاً.. المؤسسات التي هُدِمت مثل مشروع الجزيرة، والسكك الحديدية، والخطوط الجوية- وحدها- تفوق كل واردات النفط.. فضلا عن بند واحد مثل فدائح العقوبات الأمريكية على السودان وهو رقم لا يمكن حسابه بالأرقام المنظورة.

كل هذا دون حساب لما فقدناه من أرض جنوباً وشمالاً وشرقاً.. وقبلها كلها.. الإنسان السوداني الذي تعتصره الأزمات اعتصاراً لتعيد توليفه وإنتاجه في شكل جديد فاقدا لكثير من الموروثات القيمية التي كانت سمته وفخره.

لا بد من إيجاد معادلة تراضٍ تنهي حكم حزب المؤتمر الوطني، وتسمح لعقلية جديدة أن تتولى إدارة البلاد.. 28 سنة من الفشل تكفي- تماماً- والوطن أولى من الوطني.. حان الوقت ليجرب السودان وصفة جديدة.. لا تعتمد على الأيديولوجيا والعقول (المعلبة) التي لا تستطيع استلهام الحكمة واستنطاق البصيرة المنفتحة على الهواء الطلق.

بالله عليكم اخرجوا من حكاية (أزمة اقتصادية).. السودان لا يعاني- إطلاقاً- من أزمة اقتصادية.. هي أزمة سياسية.. معلومة السبب والعلاج.. حزب واحد احتكر الماضي، والحاضر، ويصرّ على احتكار المستقبل.

حان وقت الحقيقة!.

التيار

Tweet

Post: #8
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-12-2017, 04:53 PM
Parent: #7

د. خالد التيجاني النور ايضا من كتاب الراية!!



هذا هو الفرق: عندما يُكافح الفساد في إثيوبيا ويسرح في السودان

بقلم: خالد التيجاني النور

أعاد نبأ اعتقال وزير الدولة للمالية والتنمية الاقتصادية وعشرات المسؤولين ورجال الأعمال في إطار حملة مكافحة تشنها الحكومة الإثيوبية على الفساد، والذي تداولته وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي السوداني بكثافة، أعاد إلى ساحة الجدل في الفضاء العام طرح الكثير من التساؤلات والمقارنات بين الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلدين، وبالضرورة امتد الجدل إلى تقويم سلوك وأداء قيادة الحزبين الحاكمين في كل من الخرطوم وأديس أبابا.

ما بدا حدثاً مثيرا للانتباه في السودان أن تقدم سلطة عالمثالثية حاكمة في الجوار في مكافحة الفساد حد تجريد وزير رفيع من حصانته البرلمانية والقبض عليه تحت طائلة المحاكمة، فضلاً عن أن يمتد الإجراء ليشمل قرابة الخمسين مسؤولاً تنفيذياً ورجال أعمال متورطين في ممارسات فاسدة جرى فيها الاعتداء على الأموال العامة، هذا الحدث الذي بدا لافتاً، وربما مثيراً للحسرة عند الكثرين هنا، لم يكن كذلك هناك بكل هذه "الحمولة الدرامية".

ببساطة لأن هذا هو ديدن السلطة الحاكمة للجبهة الثورية للشعوب الإثيوبية في أديس أبابا بقيادة "الجبهة الشعبية لتحرير التقراي"، ولم تكن هذه الحملة الجديدة الحاسمة في مواجهة الفساد التي بدت لنا هنا جريئة للغاية سوى ممارسة معهودة في سجل هذا السلطة الحاكمة وقيادتهت التي طالما اتسمت بقدر كبير من الرؤية المبصرة والجدية والاستقامة على تحمل مسؤولية في إدارة بلد في حجم إثيوبيا بكل تعقيداته.

لذلك فإنه من قبيل التبسيط المخل اختصار قراءة هذا الحدث وتقزيمه في جانبه المثير أو كيف تحارب هذه الدولة المسؤولة جرائم فساد ليست بدعاً وتحدث في كثير من بلدان العالم، وليس هذا من قبيل تقليل أهمية شأن هذا الحدث، بل من باب أن المنظور الأشمل كمدخل لتحليل ما وراء هذه الخطوة يشير إلى هذه مناسبة أخرى لللتعرف على نمط إدارة الدولة الإثيوبية تحت حكم تحالف الجبهة الثورية للشعوب الإثيوبية، وإلى أي مدى نجح في قيادة هذا البلد الذي يحل ثانياً في القارة الإفريقية من حيث عدد السكان، وبنسبة عالية لتفشي الفقر، ليكون في مقدمة الدول الأسرع نمواً ليس في القارة فحسب بل كذلك على مستوى العالم.

ولعله من المهم أن نسلط الضوء على طبيعة وحيثيات الحدث الراهن قبيل أن نمضي قدماً، فوزير الدولة للمالية والتنمية لاقتصادية آلمايوغوجو الذي طالته حملة مكافحة الفساد الإثيوبية، ليس مسؤولاً عادياً، فهو من أركان الحكومة منذ أن تم تعيينه في المنصب في آخر حكومة شكلها الزعيم الإثيوبي الراحل ملس زيناوي في أكتوبر 2010، قبيل عامين من رحيله المفاجئ، واحتفظ بمنصبه في عهد خلفه رئيس الوزراء الحالي هايلي مريام ديسالين.

لم تأت إقالة واعتقال آلمايو غوجو اعتباطاً، بل حدث ضمن سلسلة سياسات إصلاحية قادتها الحكومة من بينها تحقيقات طويلة قادها النائب العام أعقبت الاضطرابات العنيفة التي شهدتها إثيوبيا العام الماضي، لا سيما في مناطق الأرومو والأمهرا احتجاجاً على اتهامات للحكومة بالتهميش السياسي والاقتصادي, واجهتها السلطات بقوة أدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف، وأعلنت حالة الطوارئ في البلاد لستة أشهر. بيد أن ما حدث هو أن الحكومة في أديس أبابا لم تكتف بالقبضة الحديدية في مواجهة المحتجين، والاكتفاء بإنكار أن هناك أسباباً حقيقية لهذه الاحتجاجات تقتضي الحكمة معالجتها، حيث سارعت إلى تقصي جذور الأزمة والتعامل مع مسببات الاحتجاجات بخلفياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت أول إجرءاتها هي التراجع عن مشروع توسيع العاصمة أديس ابابا الذي أثار احتجاج المناطق المحيطة التي ستتأثر بذلك التي يقطنها الأرورمو، ثم جرى إعادة تشكيل الحكومية بما يضمن تمثيلا أكثر شمولاً واستيعاباً لمكونات التركيبة الإثيوبية المتنوعة.

غير أن المهمة التي كانت أكثر أولوية هي تنظيف البيت من الداخل والتي هدفت بشكل أساسي لمحاربة الفساد في أوساط منسوبي الحكومة الذي أدى إلى تبديد الأموال العامة المرصودة للمشروعات التنموية لتذهب إلى تحقيق مصالح ذاتية ضيقة لأفراد على حساب المصلحة العامة، قاد النائب العام هذه التحقيقات التي استغرقت أشهراً قبل أن تسفر عن توجيه الاتهامات إلى لائحة طويلة من المسؤولين الحكوميين المتواطئين مع رجال أعمال ومقاولين لتنفيذ مشروعات إنمائية بطرق غير مشروعة أفقدت الخزينة العامة موارد ضخمة.

أثبتت تحقيقات النائب العام جديتها حين طالت الشبهات مسؤولاً يتولى منصب الوزير الحساس في وزارة المالية والتنمية الاقتصادية، ليست المسؤولة عن الولاية على المال وحمايته فحسب، بل هي المعنية أيضاً بقيادة التنمية الاقتصادية في البلاد والتي تشكل عصب رؤية وروح سياسة الحكومة الإثيوبية. إذاً ما الذي جرى هل اكتفت السلطات بمحاسبة صغار المسؤولين في حملتها على الفساد، واعتبارهم كباش فداء لفساد الكبار، هل تحايلت على الوقائع باللجوء إلى تغطية تورط مسؤول في درجة وزير خشية أن يشوه ذلك صورة السلطة والحزب الحاكم، هل عمدت إلى حمايته من المساءلة والمحاسبة باختراع مبررات تعفيه من المسؤولية؟.

ما حدث ببساطة أن السلطة الحاكمة في إثيوبيا لم تخادع نفسها بإدعاء محاربة الفساد، ثم ترك المفسدين يمرحون ، أكدت جديتها التامة ومسؤوليتها الأخلاقية والوطنية حيث التزمت بترك القانون يأخذ مجراه، وجعلت المواطنين يرون بأعينهم العدالة وهي تطبق، وليست مجرد شعارات للزينة، والأهم منذ ذلك أن مكافحة الفساد تتم في إطار مؤسسي وليس بإجراءات فردية اعتباطية أو بمجرد تصريحات صحافية لا يترتب عليها أي فعلي حقيقي على أرض الواقع، أو بإدعاء مكافحة الفساد بإنشاء هيئات بلا صلاحية ولا دور، فالتحقيقات التي جرت في إثيوبيا قام بها النائب العام في سياق مهامه وصلاحياته المعتادة.

إذاً ما هو الجُرم الذي ارتكبه الوزير آلمايو غوجو وقاده إلى هذا المصير؟، كشفت تحقيقات النائب العام أن وزير الدولة للمالية والتنمية الاقتصادية أرسى لشركتين من القطاع الخاص تنفيذ مقاولتين يبلغ مجموع قيمتهما ستة وعشرين مليون دولار دون أن تتقدما بطلب للمشاركة في عطاء كان مفتوحاً لهذا الغرض، واشتبه بأن تلقى رشوة مقابل ذلك، ولما كان الوزير محل الاشتباه عضواً في البرلمان، فقد عرض النائب العام على البرلمان حيثيات الاتهام الموجه للوزير طالباً رفع الحصانة البرلمانية عنه حتى يتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه، وهو ما حصل عليه فقد صوت كل النواب برفع الحصانة عن الوزير الذي كان حاضراً للجلسة الطارئة التي عقدت خصيصاً لهذا الغرض، وامتنع عن التصويت، قائلاً إنه يؤمن بأن الحصانة الوحيدة هي العدالة.

هذا المشهد بكل هذه التفاصيل قد لا يكون مثار استغراب في أي نظام ديمقراطي راسخ التقاليد، ولكنه بالتأكيد ليس حدثاً عابراً في بلد لا يزال يتلمس طريقه للتحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولا تزال قيادته تعمل على تجاوز التحديات الكبيرة في بلد تكتنفه الكثير من المشكلات لا سيما الاجتماعية مع تفشي الفقر، والواقع أن القيادة الإثيوبية التي تسنمت إدارة البلاد منذ العام 1991، أثبتت جدارتها على مدار ربع القرن المنصرم ، لا سيما في ظل التأسيس للنظام الجديد الذي تعهده الراحل ملس زيناوي بقيادة بصيرة وحكيمة ورؤية ثاقبة، وبقدر عال من الحس بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية، وما التصدي لمظاهر الفساد على ضآءلة حجمها مقارنة بما نشهده في كثير من بلدان المنطقة إلا أحد مظاهر هذه القيادة المسؤولة بحق عن مصير شعب يتطلع للخروج إلى آفاق جديدة.

وفي الحقيقة فإن هذه الحملة التي قادتها الحكومة الإثيوبية على الفساد ليست طارئة ولا جديدة، بل هي امتداد لإرث عريق لثوار الجبهة الشعبية منذ أن آلت لهم السلطة في مطلع التسعينات من الإلتزام الحقيقي بنظافة القيادة، وتقشفها، وحرصها على عدم الوقوع في براثن إغراءات السلطة وغوايتها، ذلك أنها لم تتردد منذ أوائل عهدها من تقديم أي مسؤول مهما ارتفع شأنه إلى العدالة، إذا حامت حوله شبهات مهما صغرت، ولعل أبرز الأمثلة في هذا الصدد محاكمة أول رئيس لوزراء العهد الجديد تامرات لايني بسبب ممارسات فاسدة، وإن لم تكن كبيرة في حمها، إلا أنها كانت كفيلة لأن يقضي جراءها سنين عدداً سجيناً، لم تشفع له سابقته ولا مكانته من الخضوع للمساءلة والحساب، لم تكن المسألة تتعلق بحجم ما اقترفه من فساد، بل بقيمة القدوة والمثال القيادي.

لم تنجح إثيوبيا في تسجيل نجاحات اقتصادية باهرة في السنوات الماضية جعلتها في مقدمة الاقتصادات الأفريقية الناهضة، ومن بين الاقتصادات الأسرع نموا في العالم، من فراغ بل كانت نتيجة مباشرة لثمرة النمط القيادي والواعي والمسؤول الذي توفر لها، فقد تبنت سياسة الدولة الإنمائية التي تقود التحول الاقتصادي والاجتماعي في واحدة من أكثر التجارب نجاحاً، لم تتخل الدولة عن مسؤوليتها تجاه مواطنيها بالهروب للاختباء وراء سياسة "السوق الحر" بلا مقومات موضوعية، بل تحملت المسؤولية كاملة في تبني نظام اقتصادي مرن جمعت فيه بين أفضل ما في سياسات التخطيط المركزي وتدخل الدولة المحسوب في إدارة الاقتصاد، وبين تحريك القطاع الخاص في توازن كفل لإثيوبيا أن تسجل معدل نمو بنحو عشرة في المائة طوال العقد الماضي، ولم يكن نمواً يعتمد على مؤشرات بلا حس اجتماعي، بل كان سبيلاً لتحقيق تنمية أخرجت ثلث السكان من دائرة الفقر في فترة عقد واحد من الزمان.

ومحاربة الفساد بهذا المعنى ليست مجرد إجراءات لاعتبارات أخلاقية، بل هو جزء اساسي من مكونات نجاح هذا النموذج الإنمائي الذي يعني حقاً ضمان أن تذهب كل الأموال العامة والموارد إلى تحقيق التنمية التي تسهم في الحد من الفقر، وتؤكد على مشاركة عامة الناس لثمرات النمو، وليس ان تستأثر بها الطبقة الحاكمة وحاشيتها، وليس الغرض هناك القول إن النموذج الإثيوبي مثالي أو انها واحة من الديمقراطية، بل يواجه في الحقيقة الكثير من القصور والعثرات، ولكن المؤكد أنه يتوفر على إرادة سياسية حقيقية وقيادة فاعلة ومسؤولة، وآليات حاسمة لمعالجة اختلالاته، ولذلك يستطيع تصحيح الأخطاء، والتفاعل مع التحديات المتجددة.

لا نحتاج هنا لإيراد أمثلة للمقارنة بين النموذج الإثيوبي القيادي الحاكم، وقد آتينا آنفاً على طائفة من ملامحه، وبين ما نشهده في السودان في ظل العهد الإنقاذي الذي يماثل في عمر الوجود للسلطة نظيره الإثيوبي، ولعل النتائج واضحة على أكثر من صعيد لا يتسع المجال هنا للتفصيل فيها، ويمكننا الإشارة فقط إلى كيفية التعاطي مع الفساد، كيف تجتهد القيادة الإثيوبية على مواجهته باعتباره معوقاً لحق الشعب في التنمية، وبين ما من نشهده هنا من اجتهاد حكومي على حماية المفسدين من أن تصلهم سلطة القانون ويد العدالة، وكم شهد الناس كيف تجتهد السلطات بما في ذلك البرلمان المنوط به الرقابة على أداء الحكومة في التحايل على تقارير المراجع العام، بكل مكانته الدستورية والقانونية وحيدته، وبدلاً من أن يساق الفاسدون إلى العدالة، تعمل السلطات بكل قوة لتؤمن لهم التحلل من جرائهم، والهروب من مواجهة العدالة، فهل يمكن لأي نظام حكم أن يستقيم عندما تغيب فيه سنة إقامة العدل، دعك من أن يكون رافعاً لشعارات باسم الإسلام.

لذلك تتقدم إثيوبيا نحو أهدافها بكل عزيمة وإصرار مع كل مشكلاتها، ولا يزال السودان يقبع ليس في مكانه، بل يزداد الفقراء فقراً، وينضم إليهم المزيد من الفقراء، وأسألوا الحكومة لماذا تصر على إخفاء نتائج أحدث تقرير أجرته السلطاته عن معدلات الفقر في البلاد؟ّ؟

عن صحيفة إيلاف

Post: #9
Title: Re: ياخوانا الجماعة ديل بقو شايتين عكس الهواء
Author: عباس محمد عبد العزيز
Date: 08-12-2017, 05:56 PM
Parent: #8



لا نحتاج هنا لإيراد أمثلة للمقارنة بين النموذج الإثيوبي القيادي الحاكم، وقد آتينا آنفاً على طائفة من ملامحه، وبين ما نشهده في السودان في ظل العهد الإنقاذي الذي يماثل في عمر الوجود للسلطة نظيره الإثيوبي، ولعل النتائج واضحة على أكثر من صعيد لا يتسع المجال هنا للتفصيل فيها، ويمكننا الإشارة فقط إلى كيفية التعاطي مع الفساد، كيف تجتهد القيادة الإثيوبية على مواجهته باعتباره معوقاً لحق الشعب في التنمية، وبين ما من نشهده هنا من اجتهاد حكومي على حماية المفسدين من أن تصلهم سلطة القانون ويد العدالة، وكم شهد الناس كيف تجتهد السلطات بما في ذلك البرلمان المنوط به الرقابة على أداء الحكومة في التحايل على تقارير المراجع العام، بكل مكانته الدستورية والقانونية وحيدته، وبدلاً من أن يساق الفاسدون إلى العدالة، تعمل السلطات بكل قوة لتؤمن لهم التحلل من جرائهم، والهروب من مواجهة العدالة، فهل يمكن لأي نظام حكم أن يستقيم عندما تغيب فيه سنة إقامة العدل، دعك من أن يكون رافعاً لشعارات باسم الإسلام.
جرائهم، والهروب من مواجهة العدالة، فهل يمكن لأي نظام حكم أن يستقيم عندما تغيب فيه سنة إقامة العدل، دعك من أن يكون رافعاً لشعارات باسم الإسلام.

دعونا
نحفظ هذه الوصفات ونجمعها فى كتاب حتى يتمكن اصحاب الهمم العالية من احداث التغير المطلوب والعدالة والنهوض بالسياسة والاقتصاد مع الرفاهية للمواطن