أُعقِّمُ الذّاكِرةَ بِاسمِكِ

05:36 AM May, 31 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

*********

1
ثمة نافِذةٌ صغِيرةٌ بِقلبِ كُلِّ طِفلٍ
منها يخرُجُ لِلكونِ نبضُ الحُبِّ
فيتّصِلُ نُهُوضُهُ
وإن كان يعرُجُ من سخفِنَا...

2
ثمة بشرٌ يُحصُونَ عليكَ إِخفاقَ خفقِكَ
بِدعوَى أن القلبَ دقِيقٌ كالسّاعاتِ السُّويسريّةِ
(والحياةُ دقائِقٌ وثوانٍ).
وآخرُونَ يقبلُونَكَ في طبعتِكَ غير المُنقّحةِ
في كُلِّ تقدِيمٍ لكَ وتأخِيرٍ
في كُلِّ حالٍ بِاختِصارٍ.
فإلى أيهما تنتمِي رُوحُك صدِيقتِي/صدِيقِي؟
إلى أيهما تركن؟
ولماذا؟

3
إن لم يكُنْ لديكَ سِواكَ
فلن اقترِحَ عليكَ الإِيابَ عنكَ.

4
أُعقِّمُ الذّاكِرةَ بِاسمِكِ
فتطهّرُ من الجِراحِ.

5
الشّارِعُ يُدرِّمُ أظافِرَ المسافاتِ بين النُّفُوسِ
يُقرِّبُ بِتفوُّقٍ كبِيرٍ على المِيكرسكوب
كُلَّ أنفاسِ الوِئامِ لِلقُلُوبِ المُنصِتةِ بِظِلِّ أرصِفتِهِ
ستلمسُ إن مشطتَ بِنبضِكَ صُورتَهُ هذه
أن الحاجة (نور) وشقيقتي (نجوى دفع الله)
رفعتا بصري الحياةِ
فعمدتْ هذا الشّارِعَ بِظِلالِ الحُبِّ.

6
سأقضِمُ الأيّامَ القادِمةَ بِشفتِي، بِأنفاسِي اللّهابةِ
مُشتعِلٌ جسدِي جرّاءَ وطأةُ الحُمى
جرّاءَ كُلِّ ماضٍ أحمرُ القسماتِ تركَ فراشاتَهُ وغِناءاً وجمرا...
ها
أنها مدائنُ تسعى من شفتِي
خواطِرُ
وأُناسِي وجِنٌّ وعفارِيتُ زُرقُ...
ها أنه اِنتِقائِي المُتّقِي لِحربِي، زُرقةٌ مِلءُ البصائِرِ والبصرِ
كُلّهُ لكُمْ
ولِي
اِنفِجارٌ قانِي.

7
تعالَ
وقِّعْ حُضُورَكَ هنا أيُّها الحُبُّ، بِجانِبِ هذا البريقِ، بين الشّهقةِ وخطفةِ الموتِ.

8
يسألنِي اللّيلُ:
كيف مشيتَ إلى الصُّبحِ
كان لديّ حدِيثٍ أُكمِلُهُ لكَ؟
فتعالَ السّاعةَ عنهُ، دعهُ مشغُولاً بِوُضُوحِ مفاتِنهِ الهرِمةِ
تعالَ نتِمُّ جرائِمُنَا خلفَ الرِّيحِ.
31/5/2016م