الموتُ المُؤجَّلُ

الموتُ المُؤجَّلُ


05-25-2017, 08:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1495698871&rn=0


Post: #1
Title: الموتُ المُؤجَّلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2017, 08:54 AM

08:54 AM May, 25 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


***********

1
اِلتفِتْ إليَّ يا وجهِي الهارِبِ
أعلى قوارِبِ الضّوءِ النّفاثةِ
أم طيَّ الرِّيحِ الواثِبةِ من هوىً هوى في الذِّكرى والأسى
أم...؟
اِلتفِتْ إليَّ لِنتوحّدَ نحوَ صوبٍ
تلتئِمُ جِراحُنَا
أيهذا الوجهُ الشّارِدُ
قُلْ أنّكَ ستُرافِقُنِي
فاِرتفعَ إلى موتٍ مُؤجّلٍ.

2
قال الشّارِعُ:
سأٌلقِّنٌ المسافةً درساً قاسِياً
أهرُسُهَا بين (مس) و (افة)

3
قالت:
سأسهرُ أحرُسُ نُجومَكَ الضّائِعةَ
أدُسهَا بِجيبِ المسافاتِ
واحِدةٌ واحِدة
أُراكِمُ بينِي حنِينَ النُّجُومِ
برِيقَها
غواياتَها المُتفجِّرةَ/أحابِيلَ الغنجِ...
لأُزلزِلَ عُزلتَكَ
أدُكُّ ضلالاتَكَ الحائِرة.

4
حقِيقةً
كُنتُ أجمعُ لكَ
شوقاً مزّقتُهُ سِكِّينُ الوقتِ
والمساءُ في اِبتِسامتِهِ البلهاءِ
كان يُطفِئُ مِصباحَ الشّارِعِ
ويجلِسُ على طرفِ الكُرسِيِّ
يُراقِبُنِي
وحين أكادُ أتمَ صُورةً كامِلةً
يُفسِحُ طرِيقاً لِلرِّيحِ
لم أفعلْ شيئاً هذه السّاعةَ
كُنتُ أُراقِبُ أشواقيَّ
تتأرجحُ في الفضاءِ
وتحُطُّ بِغيرِ ما مكان.

5
الصّوتُ الجائِرُ
ـــــــــــــــــــــ
ها إنّهُ صوتِي الوحشِيُّ
لا يقدِرُ على الهربِ من نافِذةٍ مُوصدةٍ
فيرتدُّ إلىَّ
يأخُذُ فرشَ السّرِيرِ
إلى جِهةِ القلقِ
يرتعِشانِ جمِيعُهُمْ
واصطدِمُ بِحبائِلِي الجائلةِ في غُرفةِ النّومِ
جائِعةً ولا طرِيقَ إلى المطبخِ
فالبيتُ كُلُّهُ هُناكَ
يعرِضُ اِحتِياجاتَهُ المُذابةَ
على الثّلّاجةِ التي تعوِي
وصوتِي
كُلّمَا حاولتُ خنقَهُ
افلتْ مع الغِبارِ الذي يتسلّى على إِيقاعِ كلِماتِي
ولا أعرِفُ كيفَ تسللّ عبرَ النّوافِذِ المخلُوعةِ!!

6
الصّادِقُونَ لا تحتمِلُهُمْ حياةٌ مُزيّفةٌ.

7
بِالهُدوءِ المُحتّمِ لِمُوسِيقى هادِرةً كي تتسرّبَ في مفاصِلِ أُغنيّةٍ أضعتُ إِيقاعَ اللّحظةِ في مِلء الفواصِلِ بِالتّوابِلِ فاِنثنتْ قدمُ اللّيلِ حتى غاصتْ في عاصِفةِ النّهارِ.

8
نمطٌ مُغايِرٌ
ـــــــــــــــ
1/
الأمرُ لم يعُدْ كما كان...
الأيّامُ امتطتْ المُضِيَّ
داستْ بِأقدامِ مقتٍ على أفئِدةٍ
تتناثرُ بِهُدبِ المكان.
الإِلهُ لم يعُدْ يأبَهُ لِلألوانِ
يُدخِلُهَا في غيبُوبةِ الرّتقِ
يحتويها / يُفرِّخُ العتمةَ...
فيتغشّى نُعاسُ البصِيرةِ السّابِلةَ...
تزدادُ سِعةُ الضّوءِ...
يلعقُها الزّمان.
2/
أنتَ فتحتَ برِيقَ الفُجاءةِ
أقحمتَ الرِّيحَ في سُنبلةِ الوقتِ
ماطلتَ الغيمَ
شقّقتَ التّيهَ بحسراتٍ كفيلّاتٍ بإثارةِ البلبلةِ في أنفاسِ العصافيرِ
في زوايا الشّجرِ
أنتَ من حجرٍ
ومن ياقوتةٍ سطتْ على اللّيلةِ
رمّلتِ السّماءَ في قِنديلٍ وحِيدٍ تُزيّتُهُ
أنتَ من عبثٍ
تهجأتَ جسدَ النّدى
نثرتَ على يديهِ قبساً ودندنةً مشرُوخةً بِالذّهابِ
أنتَ من لونٍ
من تفاصِيلِ التّشيؤِ
من كِبرِياءٍ مطعُونِ الأوان.
3/
فيمّ تمنحُ خُطُواتِكَ النّواحَ
تخدِشُها بِالسِّرِّ
بِعبقِ العُتهِ
تتبارى ألسِنتُها في شجِّ أوتارِكَ بِالنُّضُوجِ!!
أنتَ عاينتَ المسارَ
واِرتضيتَ الدّقَ على مسامِيرٍ مُخلخلةٍ بِجِدارٍ بِلا جِدارِ
فاِرتخِي لِلحنان.
4/
كيف تبتسِمُ
تفتحُ وجهكَ على ضِفّتيهِ
كما الشّوارِعِ الخلفيّةِ لِتضارِيسِ الرُّوحِ
تُحدِقُ بِشراسةٍ سافِرةٍ في خُطواتِ الموتِ!!
أنتَ من مُجابهةٍ
من عُنفُوانٍ
من هُرُوبٍ إلى أحضانِ مُقتفِيكَ
أنتَ من عِنادٍ باهِرٍ
من جُنُونِ جان!!
هذا الموتُ ضفِيرةٌ مُعلّقةٌ في جسدِ رُوحِكَ...
تحتضِنَهُ/
يفِرُّ عنكَ/
لِيُباغِتَكَ كما كان!!
5/
وفيما يحلُبُ المساءُ أخرَ قطراتِ نُبوءاتِكَ النّابِحةِ بِالخرابِ
تنسلُّ إلى حيثُ ترقُدُ هواجِسُكَ على وِسادةٍ تبرُزُ منها دبابِيسُ العُزلةِ...
أنتَ الآن مطعُونٌ بِالإيابِ و التّناهِيدِ
تكشِطُ الأرجوان!!
25/5/2016م