بماذا عَرًف النواب “المعينيين” أنفسهم داخل البرلمان السوداني “المنتخب”؟

09:32 PM May, 15 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

الخرطوم: خرطوم بوست

إستقبل البرلمان السوداني، اليوم الأثنين، النواب الذين تم تعيينهم بمراسيم جمهورية بمقتضى مقررات الحوار الوطني الذي جرت فعالياته على مدى ثلاث سنوات ماضية وقاطعته معظم القوى السياسية المؤثرة، وأدى ثلاثون نائباً جديداً من جملة 55 قسم العضوية أمام رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر، فيما ينتظر أن يؤدي البقية اليمين على مدى اليومين المقبلين.

ووسط تكبير وتهليل وتصفيق النواب القدامي “المنتخبين” كترحيب بالوادفين الجدد، لم يجد الأعضاء المضافيين بالتعيين مخرجاً خلال المداولات البرلمانية غير الإنتساب “للحوار الوطني” لتعريف أنفسهم مع تحاشي عبارة نائب “معيين” ربما لتفادي حرجاً يشعرون به إزائها.

http://www.up-00.com/

وتقتضي مضابط الجلسات البرلمانية من ناحية لائحية، أن يعرف العضو الذي يتداول في البند المطروح نفسه بدءاً باسمه كاملاً والدائرة الإنتخابية سواء تمثيل جغرافي أم نسبي، إنتهاءاً بالحزب الذي أتى عبره.

ولكن النواب الجدد الذين حضروا لمباني البرلمان في مدينة أمدرمان مبكراً وحرص معظمهم على إرتداء “الفل سوت” وفقاً لما رصدته “خرطوم بوست”، لم يجدوا غير “الحوار الوطني” ليكون لهم اباً شرعياً يرعاهم داخل “القبة” البرلمانية المنتخب أعضاءها بواسطة الشعب.

وسبق وأن إنتقد تحالف النواب المستقلين الذي يقود خطاً مناوئاً للنظام الحاكم، مبدأ إضافة أعضاء جدد بالتعيين، لأن ذلك –حسب رأيهم – يشوه البرلمان المنتخب ويسلب حق الشعب في إختيار من يمثله في المؤسسة التشريعية القومية والولائية.

الشعبي بين قوسين

http://www.up-00.com/

وبدأ القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام، أبزر النواب المعينيين هادئاً في أول حديث له أمام البرلمان، وعرف نفسه بذكر أسمه ثم “الحوار الوطني” وقال :”وبين قوسين المؤتمر الشعبي” دون الاشارة لصفة “معين”، هذا قبل أن يؤكد بأن إستقبال البرلمان لهم فاق التصور، ليدفعه للقول:”نحن أتينا المجلس الوطني، وملتزمون بـ”المانديت” الأصلي بالإنحياز لثوابت الأمة والوطن”.

أما زميلته في حزب المؤتمر الشعبي، نوال خضر نصر الأمين التي بدأت ساخنة وناقدة، نأت بنفسها عن الانتساب للحوار الوطني، وأكتفت بأنها نائية جديدة عن الشعبي بعد ذكر اسمها.

فيما كان النائب المعيين، تاج الدين صديق وهو ينتمي لفصيل يعرف بـ”المجتمع الدارفوري” فقد كان أكثر وضوحاً، حيث عرف نفسه بأنه عن “الحوار الوطني” ولا يخفي على ملمحه التفاخر والتباهي بهذا الوصف.

دبلوماسية رحمة



ومع شبهة “الورطة” التي وقع في مصيدتها النواب الجدد، كان القيادي بالمؤتمر الشعبي بشير أدم رحمة، أكثر دبلوماسية عن زملائه الآخرين في مواجهة الموقف الذي وصف بـ”المحرج”، وقال نصاً :”الاعضاء يذكرون أحزابهم ولكن طالما نحن داخل البرلمان فإننا نمثل حزب السودان لنمضي بالوطن الى الامام”، واستدرك :”ما دام الناس تذكر أحزابها فانا من المؤتمر الشعبي”.

مجرد موظفون

ويرى النائب المستقل مبارك النور، أن ما حدث للنواب الجدد كان طبيعاً ولا شي يدعو للإستغراب، ولم يستبعد أن يكون انتسابهم للحوار الوطني صيغة جاهزة منحها لهم المؤتمر الوطني.

وقال في تعليق لـ”خرطوم بوست”، أن النواب الجدد لم يكن لهم وضع أكثر من ذلك ولم تكن لهم اي جرأة لانتقاد سياسات الحكومة التي تملك سلطة تعيينهم وفصلهم “فهم مجرد موظفين”، وقطع بانه لن تكون هناك معارضة حقيقية غير النواب المستقلين الذي أتوا عن طريق الانتخاب.

ولكن النائب “المنتخب” عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، د. الطاهر الريح أوعيسى، يرى عدم وجود أي حرج في ان يتصف النواب الجدد بالحوار الذي أكد بأنه منحهم شرعية مماثل للنواب المنتخبين حيث يتمتعون بكافة الامتيازات والصلاحيات النيابية.

وتوقع عيسى الذي كان يتحدث لـ”خرطوم بوست” أن يشهد البرلمان جدل حاد خلال المرحلة المقبلة في كل موضوعاته المطروحة حيث “تضم قائمة النواب الجدد كفاءات واشخاصاً يتمتعون بخبرات سياسية وعلمية واسعة”، وقال :”معظمهم كفاءات إن لم نقل جميعهم وستكون لهم بصمة في القوانين المنتظر إجازتها في المرحلة المقبلة”.

ترحيب رسمي

وفي السياق، رحب رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر بالنواب الجدد بعد أن أدوا القسم أمامه، وقال :”نرحب بكم في دار التشريع والرقابة والشعب، والعمل الدستوري والقانوني واللائحي”.

وطالبهم باستخدام الأساليب الموضوعية والعلمية ذات اللفظ الفصيح الآنيق والحجة الناصعة، الدامغة، السليمة، والمعلومات الوافرة خلال مداولاتهم للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية التي يناقشها البرلمان.

سلام زهير عرفوا انفسهم بانهم تمومة جرتق هههههه
تحياتى
يا ظريف