يتصوّرُنِي الشَّارِعُ حجراً

07:18 AM May, 04 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

********
1
قتلتُ الظِلَّ
يقُولُ الغارِقُ في الأوتارِ
قتلتُ المَعنَى، نادمتُ النِّسيانَ.

2
أُعدِلُ وجهِي لِلمِرآةِ ونافِذةِ البيتِ
فيَحزَنُ قلبِي
أُعدِلُ قلبِي المُنفرِدَ لِامرأةٍ
يتشظّى في عينِيها
فتُخبِّئُ أنفاسُ الوجدِ بِوجهِي
قُبلتِها
فأرانِي نهراً مشحُوذاً بين مراياها
وأرانِي ألواناً وجِهاتٍ..

3
ويتصوّرُنِي الشَّارِعُ حجراً
وحينَ يُهَمُّ بأن يُشِيرَ إليَّ
يجِدُنِي إِصبعَهُ، العينَ اليُسرَى
وقلِيلاً من أشَواقٍ صَماءٍ في جنبيهِ.

4
تبدِينَ شارِدةً
أ بِرحابِ الوهلةِ التي
قضيناهَا في سماءِ الأُنسِ
نزلتْ سماءُ طرَفَكِ
أم بعدُ تعتزِمينَ؟

5
حدّقَ، مثل اللّيثِ في طرِيدتِهِ
واِحتقبَ من أهواءِ رُوحِهِ
الطّلاسِمَ
حدّقَ، كغابةٍ في اللّهبِ
واِستأثرَ بِالزّهرِ من حدائِقِهِ
حدّقَ...
ما ليس لدى الأوراقِ
سِعاتٍ لِزُهُوِّهِ
واِنفِرادِهِ
حدّقَ في اﻷرجاءِ
بِعينِينِ كنصلٍ مشحُوذٍ
ثم ماذا أيها النّورسُ المشجُونُ؟

6
نّايُ اللّيلِ الغارِفِ من أهواءِ اﻷنجُمِ
ورّطنَا في اﻹصغاءِ
لِممسُوسِ الرُّوحِ
الطّالِعِ من غاباتِ الشّجنِ
بشجُوٍ مُحتشِدٍ لِلعُشاقِ
فأنِرنَا قاعاتَ الأجسادِ
بِنبضِ الإِغواءِ
سَرينَا في الرّقصاتِ
بِخِفّةِ فُرشاةٍ حُبلَى باللُّونِ بِباحةِ لوحة
أرهقنَا اﻷوتارَ وحَلقَ الدِّروِيشِ
وليلى
(يا ليلى ليلك جنّ
معشوقك أوّه وأنّ)
فأمرنَا اﻷجنِحةَ بالكفِّ
ولِداخِلِ أرواحِنَا التي تشظّتْ
مُسّتْ
طِرنَا.
4/5/2016م