رُوحٌ على الكفِّ

رُوحٌ على الكفِّ


04-27-2017, 07:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1493274131&rn=0


Post: #1
Title: رُوحٌ على الكفِّ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-27-2017, 07:22 AM

06:22 AM April, 27 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


********
1
أنتِ وحِيدةٌ في كونٍ خاوٍ
إلا من الرُّعبِ
وأنا بِقلبٍ مُتحجِّرٍ
فرطُ الرّصاصِ المُنهمِرَ عليهِ.

2
هل أنتِ حقلُ الألغامِ
الذي زارتهُ رُوحِي العَطشَى
فمُتُ؟

3
أين شظاياك يا قلبي
قد أعرفُ كيفَ أُركِّبُكَ؟

4
..........................
..........................
..........................
..........................
..........................

5
يُصغِي الوجعُ إلى صوتِهِ، يُغنّجَهُ، يُصغِي ففي الإِصغاءِ لوحاتٍ يستطعِمُها الوجعُ، يتلذّذُ بِالنّهلِ من معِينِ عينيها الدّافِقِ، يُصغِي الوجعُ لاِرتِطاماتِ التّأوهِ بالجزعِ واِرتِدادُها إلى محلِّها ككُرةِ تِنِسٍ، يُصغِي الوجعُ لِجمهرةٍ من الدُّمُوعِ تتضافرُ لِتكتُبَ مواقِعَها في العينينِ فالخدّينِ فالزّهرِ الميّتِ في يبابِ الكونِ، يُصغِي الوجعُ لِجزائِرَ تطأُ القلبَ بالحنِينِ وتُنبِّتُ زقُّوماً وطِيناً يتكاثفُ لِيصعدَ شهِيداً تلو شهِيدٍ إلى حيثُ تنفتِحُ لِمقدمِهِ براحاتٍ وبراحاتٍ ويدعُنا بالأشجانِ المُتهدِّلةِ مُترفِينَ، يُصغِي الوجعُ، يُصغِي
يحترِقُ فينا
شبحُ إِنسانٍ كان لِيظِلَّنا من كُلِّ هذا العسفِ لو أنّا كُنّا بِجانِبِهِ وأسقطتنَا رصاصةٌ أو سحلنَا شبحٌ مُتعرِقٌ كان يعبُرُ مِراراً جِوارَ أخيلتِنا ولا نراهُ.
يُصغِي النّهرُ.

6
لا، لن أدعُوكَ لِتخرُجَ، على يديكَ رُوحُكَ الوحِيدةُ التي قدِمتَ بها لِلحياةِ، وزّعتْ بينها ومِنها أحلامُ غدٍ مؤسّسٍ، حلمتَ مثلاً باِمرأةٍ بارِعةِ الدّلالِ فارِعةِ الهُوى عُشبيّةِ الرُّوحِ، ...الخ، حلمتَ بِسيّارةٍ تطوِهَا حين تبلُغُ وجهتَكَ مِثلما تُطوى دُنيا عريضةً بِطلقةٍ رخِيصةٍ، تضعُ سيّارتَكَ بِجيبِ قمِيصِكَ العُلُوِيّ، ويضعُونَ الحياةَ في رمسٍ قد يأتِي وقتٌ ويكُونُ ثُقبَ جِدارٍ أو فِنجانَ قهوةٍ لِحاكِمٍ،
لن أدعُوكَ أبداً في زمانٍ آتٍ لِتلقَى حتفَكَ بِأحلامٍ ستتخلّى عنكَ تتوزّعُ في مُحِيطِكَ، فيأخُذُ ما بِجِيبِكَ لاهٍ وينكحُ فتاتَكَ عابِرٌ غرِيبٌ كان قد دعاكَ لِلخُرُوجِ.............الخ.
لكِنّي سأقُولُ بِمِلءِ أنفاسِي
قُمْ بما يُناسِبُكَ وأنا سأقِفُ بِقُوّةٍ معهُ معكَ، كأن ترقُصَ اللّيلةَ فوق سطحِ البيتِ، أن تُعبِّئَ رُوحَكَ بِالخمرِ حتى تُحلِّقَ بِكَ في الأقاصِي، أن تجرحَ أحاسِيسَكَ بِضحكةِ جارتكُمْ على شكلِكَ المُبعثرِ، أن تسهرَ على فِيلمٍ تافِهٍ، أن تثُوَر بِحناجِرٍ خناجِرٍ ورُوحٍ على الكفِّ.....
أما أنا يا صدِيقِي فسأبقى هُنا في رِمسِي أُغازِلُ الوقتَ بمللٍ بليلٍ.
27/4/2016م