غِناءُ الرُّؤى..

غِناءُ الرُّؤى..


04-25-2017, 07:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1493101502&rn=0


Post: #1
Title: غِناءُ الرُّؤى..
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-25-2017, 07:25 AM

06:25 AM April, 25 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

***
1
حين أُغنِي
مِلءُ ألحانِيّ حَزنٍ
طائِرُ القلبِ ساجٍ
في بساتِينِ العاشِقين
حين أُغنِي
يمِيلُ النّهارُ لِنهرِ عينِيّ
حين يمُورُ في الكفِّ حنِينٌ
حين أُغنِي
يُفجِّرُ الورقُ شهواتَ قلبِي لِلغوايةِ
يَشرعُ في حثِّ مسافاتِي
على مُعانقةِ الأنينِ

2
ما فعلتَ
حتى اِشتعلَ قلبُكَ
كغابةٍ أفنتْ شبابَها
في توزِيعِ الدِّفءِ
لِلوحشةِ؟

3
أيُّ دورٍ لِلدّقائِقِ في حلحلةِ القيدِ عن قلبِكَ المأسُورِ
خُضْ في أسرِكَ ولا تأبهَ لِنزِيفِكَ
إنكَ لا محالةَ ستتكدّسُ بالكأبةِ
إن نفرتَ من جبرُوتِ العِشقِ.

4
سألتنِي اِمرأةُ البَهارِ
الرّابِضةُ في مُخيّلةِ شُرطِيُّ مُرورٍ عجُولٍ
عن السّاعةِ
التي يتكدّسُ فيها الشّارِعُ بِالعابِرين
فاِبتلعنِي الزِّحامُ
قبل أن أُداعِبُ عينيهَا بأُغنيّةٍ فاجِرةٍ.

5
مثل لحظةٍ مُحطّمةٍ في ذِهنِ ساعٍ إلى حتفِهِ
أضعُ الكلاَم في مِفرمةِ الزّمنِ
فيفِرُّ نحو أبوابٍ مُشرعةٍ
ويربِضُ لِقلبِي بأنصالِهِ الحادّةِ.

6
الفيتوري...
ــــــ
وزرعتَ في فضاءٍ ضخمٍ
عِطراً شبّعتَهُ الوسامة..
فلأيّ الجِهاتِ اِستدِرنَا
أدركتنَا مِنكَ علامة..
يا عازِفَ الطَلِّ واﻷطلالِ
متى غمرتَ الكونَ بِالغِيابِ
أنتَ فيهِ الشّهِيدُ والشّاهِدُ
أنتَ مرايا المَدَى والعِبابُ
ها إن الصّباحُ يسألُ عنكَ
واللّيلُ الباسِقُ والصِّحابُ
وها إن الغُزاةَ يستعِدُّونَ
لاِحتِطابِ الكونِ بالخراب..

7
رُؤيا أُخرى
إلى محمد مفتاح الفيتوري
ـــــــــــ
والِجاً في اِبتِدائِكَ
تُفتشُّ عن صنمٍ يقتفِيكَ
ساكِنٌ في خُضُوع.
صنمٌ تُوشِكُ من خَشيةٍ
أو من ضلالٍ مكِينٍ
أن تُزيّنَهُ بِالشُّمُوع.
أمِن شجنٍ جارِفٍ
عطرتْهُ الأراجيزُ
واِحترقتْ في زواياهُ
قِصصُ الصّقِيع...
سلبتكَ النُّوايا
نزقاً
واِقتِراباً
من قلقٍ يُشِعُّ
في شظايا النّفسِ
يُؤجِّجُ النّجيع.
أو
بينما تُرتِّبُ لِتيّارِ الأوجاعِ فِيكَ
داهمَ الصّنمُ وِحدةً
تحتدُّ
تحتـدُّ
تحتتتتتتتتدُّ
كُلّما أوقدَ وجدُ أناكَ
دماً حبستْهُ الحياةُ
في عُرُوقِ الاِلتِياعِ
والتّفجُّعِ الرّفِيع.
فقُمْ بِاتِّجاهِ الإِيابِ
إلى حيثُ أنتَ
وإلى حيثُ مطرٍ من الضّوءِ
بين ثنايا الاِبتِداءِ
والاِنتِهاءِ
وحيثُ لا اِحتِماءَ
في حوافِ الشُّرُودِ
القتِيلُ المُريع.
تحتضِنُ الأُفقَ القابِعَ في سِلالِ النّدى
أنهُ أنتَ دُونما
صنمٍ
يختِّلُ الطِّفلَ
ويختلِيّ بالمآقي
يُسلسِلُ الدّمعَ الخلِيع.
25/4/2016م