الحانةُ النّائِيةُ

الحانةُ النّائِيةُ


03-30-2017, 07:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1490854442&rn=0


Post: #1
Title: الحانةُ النّائِيةُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-30-2017, 07:14 AM

06:14 AM March, 30 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

*********

1
أخلِّي مقعداً إلى جوارِي للحُبِّ
تعِبَ من التّحلِيقِ
من المُكُوثِ في الشّارِعِ
ينتظِرُ اِلتِقاءَ عاشِقينِ
من التّردُّدِ على البُيُوتِ
كيما تُعيرُهُ اِمرأةٌ شغلَها زغبُ صِغارٍ عنهُ
من وُرُودٍ لا تذبُلُ طيَّ جسدِهِ
من أسئلةٍ مُعلّقةٍ على رأسِهِ تتدلّى كلما لاحتْ حبِيبةٌ على البابِ
من حكايا فاشِلةٍ في المُتُونِ
من اِهتِمامِنا الكثيرُ بهِ ومُحاولاتِنا المُستمِيتةِ سجنَهُ في الأُطُرِ
....
سنتحدّثُ اللّيلةَ عن أشياءٍ لا يُذكرُ فيها فينفِرُ
ربما نُشاهِدُ فيلماً بُولِيسيًّا
أو نطِيرَ إلى حانةٍ في قريةٍ نائِيةٍ على مجرّةٍ ما...

2
بالكادِ أخطِفُ نظرةً إلى جِنانِ عينيكِ
أنا البُستانِيُّ شحِيحُ الكلامِ
شغُوفُ السّفرِ.

3
لا بأسَ
قلبُكَ وطنٌ
حبيبتُكَ كذلك
والأشواقُ الغائِصةُ كنصلٍ في لحمِ الرُّوحِ وطنٌ أيضاً
فقُلْ وطنِي في الجُبِّ أو الجُبّةَ.

4
قال:
قاعِداً في وِحدتِي
أنا ظِلُّها الرّجِيمُ
الذي رشقتهُ محبرةُ الخُلُودِ
في رحِمِ الحنوِ.

5
والشّارِعُ النّاشِبُ دمعُهُ في سماءِ رُوحِهِ المُتأرجِحةِ
الشّارِعُ الذي انتاشتْ اﻷحلامُ ملامِحَهُ
ثقبتَها بأحزانِ الكونِ الهاطِلةُ من نوافِيرِ الشّرِّ الشّرِهِ
الشّارِعُ الذي تتآزرُ منادِيلُ اﻷشواقِ لِلسّلامِ
على عرقِ نبضِهِ المِدرارَ
الشّارِعُ برِيدُ الرُّوحِ وبردِها
قصرُ الرُّؤى وطامِرُها
جنةُ العُشّاقِ ولظاهُم
.
.
.

6
اِستهوتنِي مِشيةُ الجُنُودِ إلى قبرِي
فخبّطتُ بأجنِحتِي أُحيّيهِم
ورفرفتُ نحوَ الفجرِ.

7
لوّنَ النّشيدُ حُرُوفَهُ
لما تهادتْ عيناكِ
نحوهُ.
والشّارِعُ اِستدانَ
من موجِ البحرِ
رقصَهُ.
والقلبُ، ذاتُ القلبِ
المُزخرفِ بلعثماتِهِ
دقّ قلبُهُ.
واِنبرى يتلُوا نبضَهُ
حاسِراً بعينيكِ
زهوَهُ.
واِنتظمتْ دورةُ كُلُّ شيءٍ
فالماءُ بين ضفّتِي رُوحِي
استعادَ شجوَهُ.
وابتلّتْ مسامُ اِسمِي
فنّدَ في كُلِّ مُوسِيقى
ازدهتْ موسقتُها
أو ترنّمتْ أخيلةٌ تكوُّنِها
لِعِشقِهِ.
أحترِقُ باﻷشواقِ
ولا محِيص
عن هدهدةِ القلبِ
وزجرَهُ.

30/3/2016م