يوميات حافلة

08:27 AM March, 11 2017

سودانيز اون لاين
درديري كباشي-
مكتبتى
رابط مختصر

يوميات حافلة
1
شعبي شعبي شعبي
عربي عربي عربي عربي
مركزي مركزي مركزي
النداءات المألوفة من السبابة أي المروجين في موقف المواصلات العام تنطلق من هنا وهناك مع حركة دؤوبة للمواطنين حول الحافلات ..
بعضهم يحمل أكياس الخضر وبعضهم طلاب ثانوي وجامعات من الجنسين ..
- يا ولدي الحافلة دي ماشة وين ؟
- مركزي يا حاجة .
- ما يتمروا بمقابر فاروووووووووووق ..
- كيف دا طريقنا ذاتوا .
- أنا نازلة الديم قبل شارع واحد واربعين .
- طوالي أركبي يا حاجة .
- مركزي مركزي مركزي يا جماعة نفر مركزي مركزي نفر يا جماعة .
- يازول أنت من قبيل ما قعد تقول نفر ؟
- طيب هسع مالك يا أبو الشباب ؟؟؟.
- ما خلاص الحاجة دي بعد ما جات هي ما نفر ولا الفهم شنو ؟ نادي المعلم بتاعك دا خلينا نتحرك الحر فسخنا .
- ما لسع في سلم وشماعة وفي كرسي نص ..
- طيب قعد تقول نفر لشنو ؟؟.
- ياخ ما هي دي طريقتنا أنت أول مرة تركب مواصلات عامة ولا شنو ؟
- طريقتكم تغشوا الناس ؟؟
- يا زول هوي ما تعمل لينا فيها ضبان ضكر ما قادر تصبر أنزل أركب تاكسي .
- أنت توريني أنا اركب تاكسي ولا طيارة .
- يا جماعة استهدوا بالله الدنيا حر خلونا نتحرك أنت ما تنادي السواق دا؟ .
- يا جماعة السواق ما ياهوداك قاعد مع ست الشاي ويعاين للحافلة لو اتملت هو براه بيجي ما محتاج أناديه .
- وأنت عايزها تتملي كيف أكثر من كدا ؟ ناديه ياخ ما ترفعوا ضعطنا في الحر دا .
- ياهو داك عايزين تنادوه نادوه أنا لكن لو الباب دا ما اتستف بالركاب ما بناديه .
- ياتو فيهم ..
- هو داك ابو جلابية سمنية وطاقية حمرة وخاتي سفة دقار لوري ..
- اسمه منه ..
- ما أبقول ليك اسمه يا جماعه انتو عايزين تقطعوا رزقنا ولا شنو .
وبدأت النداءات ,
- يا بو طاقية يا معلم يا ابو سفة ..
- شنو يا جماعة مالكم تكوركو .
- ما تجي تحركنا ياخ ..
يتحرك متثاقلا يجر رجليه جرا .
- يا جماعة الحافلة دي لسع فاضية .
- فاضية شنو أنت عايز تركب الناس فوق بعض ولا شنو ؟
- ياخ انت اتحرك حا يركبوا معاك الناس في الطريق .
يصل السائق من بابه الأمامي يركب ويشغل محرك الحافة ومن ثم يظبط وضع المرايات وبالمرة كذلك يعدل وضع طاقيته ويلفها لفة لفتين ( يبرمها ) كأنها جزء من قيادة السيارة .. واضح أنه يطيل الأجراءات طمعا في مزيد من الركاب .
ومن ثم تتحرك الحافلة ..
بعد ما تتحرك الحافلة
يتفرغ الركاب لبعضهم بعض ويبدأ فتح المواضيع من العدم .
شاب مبروم الشعر يلتفت ناحية الحسناء التي تشاركه المقعد ويبدو أنه ثعلب نسائي لا تعجزه المداخل .
- أنا مشبه عليك بس ما متذكر شفتك وين ؟
- مشبه علي أنا ؟
يقطع الحوار الكمساري
يلا حساب حساب يا جماعة . حاسبونا .قالها وهو يطرق أصابعه كحركة مألوفة
- تفضل نفرين لو سمحت .
- أنت بتدفع لي كمان بس عشان مشبه علي ؟؟ .
- لو الحكاية بتزعلك بلاش أدفع عليك .
- لا بس قصدي أنت استعجلت شديد ..
- بصراحة عايز اتخلص من الكمساري عشان ما يشوش علي الذاكرة و اتذكر أقول أنا شفتك وين .
يتبع

يوميات حافلة
2
وفي الحافلة تفتح مواضيع السياسة والرياضة والمسلسلات .. عادة كل أثنين لن يعجزوا أن يجدوا موضوعا مشتركا .
الكبت السياسي و التشدد الأمني لم يمنع السودانيين من تناول المواضيع السياسية بجرأة ونقد لازع في الأماكن العامة.
احد الركاب يقلب جريدة يومية .
في المقعد الخلفي يلتقط أحد الركاب عنوانا جانبيا ليفتح موضوع مع جاره الذي لا يعرفه .
- أنتو الصادق المهدي دا رجع لشنو ؟
- هو نحن عرفناه مرق لشنو عشان نعرفو رجع لشنو ؟
يقاطعهما ثالثا بغضب ظاهر يبدو من هيأته انه من أنصار المهدي بطاقيته المخروطية وجلابيته ذات الفتحة الدائرية الكبيرة بدون زارير وجيب من الخلف .
- زول راجع لبلدوا أنتو عايزنه يجيب سبب لرجوعه ؟. ما المغتربين ديل ماشين وجايين في زول قال لهم رجعتوا مالكم ؟؟.
- لا يا ابو الشباب الصادق شخصية قومية وخطواته محسوبة وراجل سياسي درجة أولى لازم أي خطوة يعملها عندها علاقة مباشرة بالحراك السياسي . أنت كمان ما تاخد المواضيع بعصبية .
- يا عمنا ما تقعد تتفلسف تلف وتدور زول رجع بلدو عايز منه شنو ؟
- اهدأ يا ولدنا بعدين خلي عندك أدب ما في داعي للكلام الزي كدا يلف ويدور كلام و فارغ .
- كلام فارغ دي لي أنا ؟؟.
شنو يا جماعة أنا سألت سؤال عابر عايزين تحولوه لشكلة أهدوا أنا عافيك يا ولدي .
- وتعفي لي شنو أنا عملت ليك شنو عشان تعفيني ولا ما تعفيني ؟؟.
- يا جماعة استغفروا أهدوا .
- أها أنت ما قلت لي شفتني وين ولا مشبهني على منو ؟
- اهاهاها معليش أنا انشغلت بالشكلة السياسية القدامنا دي ونسيت نحن كلنا نتحدث عن شنو .
- بالسرعة دي لحقت تنسى أنا لسع ما قمت من جمبك .
- لا معقولة أنساك كيف أقدر أنا هاهاهاهاها.
- اهي هي هي جابت ليها غنا كمان .. أها قول لي شفتني وين .
- كان في تدشين رواية يوم الخميس بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم ما كنت هناك ؟؟( الولد بتاع ثقافة )
- هاهاها لا كان كدا دا شبه شديد أنا ليوم الليلة ما عارفة قاعة الشارقة دي بوين ؟
- ومال أنت بتدرسي وين أصلا ؟؟.
- أنا بدرس إقتصاد بجامعة الأحفاد
- يا محاسن الصدف حقيقة القلوب عند بعضيها .
- الصدف في شنو ؟ أنت كمان بتدرس في الأحفاد أهي هي هي
- هاهاهاها لا العفو لكن بدرس إقتصاد في جامعة الخرطوم .
- أها عشان كدا قلت قاعة الشارقة .
- طبعا نحن ما بنفوت أي ندوة في قاعة الشارقة دي .
***
يا ولدي لسع ما وصلنا مقابر فاروق ؟؟..
- قربنا يا حاجة أصبري شوية .
تنزل الحافلة من الشارع لتنزل بعض الركاب والكمساري ينادي المنتظرين .
مركزي مركزي مركزي ..-
- باقي ليك أنت الهلال ممكن يشيل الدوري السنة دي ؟؟ .
- يمين السنة دي تشموه قدحة .
- قدحة شنو يا بتاعين الخرد ..
- الخرد ديل ما ضوقوكم سمهم هاهاهاها .
- قصدك العقرب مش كدا
- آآآآآآآآآآ ي العقرب دا سمه ما حار .
مركزي مركزي مركزي .. يا حاجة خلاص وصلنا أنزلي مركزي مركزي مركزي .
يتبع

(*)

الله يوصلنا المركزي ..

تحياتنا ابو الدر ..

الله يوصلنا المركزي .. تحياتنا ابو الدر ..
------------

بالسلامة انشاء الله يا عمدة

يوميات حافلة
3
وتتحرك الحافلة بعد ما نزلت الحاجة وركب بعض الركاب الجدد ..
وتعلق بعضهم بباب الحافلة ..
يلا يا جماعة الركبوا جداد حاسب حاسب أنت يا الفي الباب .
- خلينا ننزل بعدين نحاسبك ..
- أخليك تنزل بعدين ألم فيك كيف عايزني اقعد اجرى وراك ولا شنو؟؟ .
- يا ود أنت غبي ما شايفني ماسك بيدي الاتنين كيف أدخل يدي في جيبي .
- كلامه صاح خليه ينزل أول .
- ماشي طيب يلا يا أبو فنلة خضرا حاسب ..أنت برضو ماسك بيديك الاتنين ؟؟
- هاك يا غبي هسع انا قلت ليك لغاية ما أنزل ؟؟..
- والله الناس بقت أخلاقها في نخرتها ..
-- لو سمحت يا ولد نزلنا المغتربين ..
- بالله أنت كمان نازلة المغتربين ؟؟
- اهي هي هي ما تقول لي محاسن الصدف برضو ؟؟؟.
- هاهاها والله ختفتيها من خشمي أوعى كمان تطلعي شهادة عربية وعايزة تعملي تأشيرة خروج زيي كدا ؟
- اهي هي هي والله لكن الليلة محاسن الصدف شغالة معانا تش .
- أسمع يا كابتن نزلنا المغتربين لو سمحت .
- المغتربين يا معلم ..
ينزل جوز (محاسن الصدف) قرب مبنى شئون المغتربين . كما يركب آخرون .
- والله بنت الناس دي الليلة الله يستر عليها ساي ,
- هاهاهاها بالله أنت كنت متابعهم زيي كدا .
- الولد صــــــعلوك وظاهر عليه بتاع بنات ..
- لكن شفت كيف ياخ ؟؟ شوف البت دي جرجرها كيف لمن خلاها تحس كأنه تعرفه ليها عشرات السنين .
- ما هو نوع الشفـــــــــــوت ديل هم المضيعين بنات الناس ..
- ياخ ما يمكن يكون كلامه صاح والصدفة جمعتهم ..
- صدفة شنو يا عمك أنت كمان كنت متابع الحوار زينا كدا ؟؟.
- أنت شنو الخلاكم تشكو فيه؟؟؟ تعرفوه قبل كدا ؟
- ياخ نعرف له شنو نحن كان ما متنا شقينا المقابر قبل كدا ..
- لا قصدي كيف عرفتوه ؟؟..
- ياخ البت دي من ركبت أول شئ هو بسرعة زح ليها من المقعد ودخل لجوة عشان هي تقعد جمبو .. أها بعد داك دخل فيها شمال بأساليب الثعالب ديك من نوع مشبهك وشفتك وين قبل كدا .. ودفع ليها وجراها ليك في الكلام لغاية ما نزل معاها .
- المشكلة كمان بنات المغتربين ديل يجن من هناك من قفلة الشقق ما فاهمات حاجة ويكونن ضحايا لنوع الصــــعلوك دا ويروحن فيها .
- يا جماعة قليل من حسن الظن ما بيضر .
- حسن الظن بتاع شنو يا عمنا نحن الأفلام دي ما عايشنها من كنا طلاب في الثانوي .
*****
-أنت يا سعاد أمس مالك ما شفناك في السماية ؟ سماية بت علوية ..
- والله يا زينب بعد ما لبست وكويت توبي وبخرته أكان الطاهر يجيني ليك داخل معاه تلاتة ضيفان .
- طيب ما كان تسخني ليهم من التلاجة و خلي بناتك يغرفوا ليهم ..ما عندك طبايخ جاهزة ؟؟.. عاد دي سماية تتفوت كمان ..
- المشكلة جا شايل معاه لحمة قال الا تتحمر ليهم ودي البنات ما بيقدرن عليها .
أها الحصل شنو في السماية نعلوا ما فاتني كتير ؟؟.
- غايتو فاتك جنس شي ؟
- عملت شنو هي البوبارة كمان ؟
- اسكتي ساي جايبين فنانة بعد الغداء وداقين صيوان في نص حوشهم الكبير داك . والأكل دا أسكتي خليه جايبين ليهم طباخات تقول شغالات في فندق ..
- أها ما رقصت ليكم رقيصها حق العوارة داك ؟
- أهي هي هي والله أنت ما بتخلي حاجة بس ربنا عايز يحفظها من لسانك الطويل دا .
- لا بالجد عليك الله ما رقصت ؟؟ .
- كيييف يقصر الملح الفنانة غنت ليها غنية حبشية بتاعة زار كدا . الساعة التلبشت لينا وبقت تعمل في حركات وقلعت عيونها ونكشت شعرها . هاهاهاهاها .
- والله دا فلم فاتني الله يجازيك يا الطاهر كله منك ومن حركاتك البايخة دي .
- الصحافة يا جماعة الصحافة واحد وتلاتين في حد نازل ؟؟
شتات يا معلم ..
يتبع

ممتعه يا درديري. لا يمكن تتصور نوع الكتابة دي تأثيرها
كيف على زول عايش بعيد. نقاش زي دا هنا و لا في
الاحلام. هنا أدب شديد و غباء اجتماعي لا معنى له.

ممتعه يا درديري. لا يمكن تتصور نوع الكتابة دي تأثيرها كيف على زول عايش بعيد. نقاش زي دا هنا و لا في الاحلام. هنا أدب شديد و غباء اجتماعي لا معنى له.
--------------------------------------

نشكرك يا دكتور مصطفى على الطلة والأطراء

لكن كمان وقفتني وقفتك في حكاية غباء اجتماعي انا كنت احاول انقل الصور والحوار كما هما دون توقف أو تأمل عميق

الناس في مجتمعنا يبنون قراراتهم واحكامهم وينفذوا عقوباتهم بناءا على لحظات نظر وسمع عابرة

يوميات حافلة
4
وتستمر الحافلة في طريقها لآخر محطة..
- يلا ياجماعة حاسبونا الناس الركبوا هسه وما دفعوا .. حاسب يا أبو نضارات .
- حاضر ياخ حاضر مالك أنت شفقان كدا ؟؟
وبدأ أبو نظارات يقلب في جيوبه ..
- يا جماعة أنا اتنشلت ..
- أهااااااااااا من قبيل ما تقول ما عندي بدل الحركات البيش دي ؟؟
- يا ود أنت حيوان ولا شنو ؟ أقول ليك أتنشلت يا جماعة عندي محفظة فيها دولارات وريالات .
- يا زول كدي فتش جيوبك كويس ... فتشتها ياخ ما في لازم اتنشلت .
- يمكن وقعت منك قبل ما تركب ..
- لا لا متأكد لمن ركبت كانت معاي ..
- كدي فتش كويس ياخ دور الجيب الخلفي .
- يا جماعة الكلام دا ما ينفع لازم نمشي مركز الشرطة نتفتش هناك .
- يا زول دا كلام شنو ؟ انت بتتهمنا نحن ؟؟..
- لا أتهمكم ولا تتهموني .. أنا عايز قروشي ومـتاكد ركبت الحافلة دي كانت معاي .
- يا جماعة الزول دا كلامه صاح يا كابتن حول الحافلة دي لأقرب مركز شرطة .
- يا جماعة الكلام دا ما صاح خليكم عاقلين .
- شنو هو الصاح طيب يا أبو الأفكار عندك طريقة تاني ترجع للزول دا محفظته .؟؟.
- يا جماعة مالكم في شنو جايطين .
- يعني عامل ما سامع ؟؟الزول دا محفظته اتسرقت ولازم الحافلة دي تتحرك لمركز الشرطة والناس دي كلها تتفتش هناك .
مافي مشكلة ..... يبدأ السائق يعدل في مسار الحافلة ..
قبل ما يقطع الحوار أحد الركاب .
- ياخ محفظتك ياها ديك واقعة تحت الكنبة .
- ايوا صاح ياها ديك .
ويبدأ الراكب يفتحها ويتأكد من المبلغ الذي بداخلها .
- مظبوطة ياها محفظتك ؟
- أيوا صاح مظبوط الحمد لله ..
- دق ليه هنا يا ولد ..
- لحظة يا معلم في حد نازل ..
وينزل الشخص الذي دلهم على المحفظة . وتتحرك الحافلة من جديد ..
ويهمس أحد ركاب الكنبة الخلفية لجيرانه .
- يا جماعة الراجل النزل دا هو النشل المحفظة .
- يا راجل أنت شفتو بعينك .؟؟
- ومال شفتو بأضاني ؟؟
- طيب ما اتكلمت مالك ؟
- اتكلم شنو أنت بصحك ديل عصابات والله يلموا فيك يخلوا ريحتك طير طير .
- يعني هسع صاحبك المغترب المسكين قروشه كانت حا تروح عليه .
- بس هو يستاهل زول عنده محفظة مليانة دولارات يركب مواصلات بخمسة جنيه ما كان يركب تكسي أو حتى يأجر ليموزين .
- ياخ المغتربين ديل مساكين تلاقي فيها رسوم جامعات أولاده وفيها ضرائب وبلاوي متلتلة راجياه ..
- قال مساكين قال .. مسكين أنت ياخ شايف أنا بعد الشيبة دي عمري ما لمست دولار بيدي تقول لي مساكين هاهاهاهاها ..
- أها أنت قلت لي شفته لمن نشل المحفظة والرماها في الأرض شنو ؟؟
- ما هو نفسه رماها لمن سمع إصرار صاحب المحفظة أنه نروح قسم الشرطة .
- أتاريه هو كان أكثر واحد صوته عالي وقال كيف تتهمنا بالباطل ..
- هاهاها زي ما بيقولوا الحرامي في رأسه ريشه .
- طيب قلت لي أنت شايف الحركات دي كلها وساكت صحي الخواف ربى عياله .
- ما كلنا خوافين وقاعدين نربي عيالنا بالخوف ,
- هاهاهاهاها والله صدقت في دي ..
يلا يا جماعة آخر محطة وصلنا مركزي مركزي انزلوا سريع .
- يا جماعة نحن ما راجعين عايزين نتغدا
يتبع

ياخوانا الريحة ..
ريحة التسالي ..
ريحة فول الحجات ..
حتى لو ريحة العرق! ..

دايماً بقول لأخواننا الروائيين ( بالله ما تنسوا حتة الريحة دي). .
ما تتخيل يا أستاذ درديري الحاجة دي بتأثر فيني وفي القراء كيف ..
دايماً الروائح مربوطة بصورة مباشرة عن الموقف العشتو ..
و في ريحة خاصة بتكون داخل حافلات المواصلات ..
دي ما بنقدر نصوّرها ليكم .. إنتوا أدرى بالتصوير ..

حضور و متابعة لصيقة للبوست الجميل ..
واصل وفي انتظارك ..

ياخوانا الريحة .. ريحة التسالي .. ريحة فول الحجات .. حتى لو ريحة العرق! .. دايماً بقول لأخواننا الروائيين ( بالله ما تنسوا حتة الريحة دي). . ما تتخيل يا أستاذ درديري الحاجة دي بتأثر فيني وفي القراء كيف .. دايماً الروائح مربوطة بصورة مباشرة عن الموقف العشتو .. و في ريحة خاصة بتكون داخل حافلات المواصلات .. دي ما بنقدر نصوّرها ليكم .. إنتوا أدرى بالتصوير .. حضور و متابعة لصيقة للبوست الجميل .. واصل وفي انتظارك ..
----------------------------------
شكرا يا سامر وملاحظتك مهمة جدا وتستحق الرعاية

فعلا الأماكن والوسائل العامة تشكل الريحة فيها جزء كبير جدا ومهم من الواقعية

خاصة ريحة السجائر والتمباك والتسالي والفول كما ذكرت أضافة للخضر والفواكه خاصة الموز والتفاح التي يحملها الركاب عادة .. أضافة لرائحة العرق والبنزين ودخان العادم ..

والأغرب كل هذه الأرياح تمتزج في بعض وتنتج رائحة ليست عفنة لكن نفاذة ترتبط لك بالأحداث وتتحكر في الذاكرة ..

و نستعد للفردة الراجعة وحكاوي جديدة ن عالم الحافلات

يوميات حافلة
5
في آخر محطة حيث يوجدد كبير من المطاعم والباعة المتجولين وبائعات الشاي ..
المكان يعج ويضج بالأسواق والألوان والروائح وهي مزيج من رائحة الشواء الشهية ورائحة البن ومع دخان عوادم السيارات . وكذلك مزيج من الأصوات الكماسرة والركاب وابواق السيارات وصفارات رجال مرور . يركن بعض السائقون حافلاتهم استعدادا لتناول وجبة الغداء .
وعلى بال ما تتحرك الحافلة من مسارها يطاردها بعض الركاب والكمساري يزجرهم بحجة الغداء .
- يا جماعة ما راجعيم قلنالكم ما رجعين يا ناس عايزين نتغدا .
أمام احد المطاعم يركن السواق الحافلة وينزل مع مساعده ..
ويلتقى بشلة من زملائه ..
- أووو قدورة اتفضل ..
- متشكرين يا شباب بالعافية ..
- تعال يا ولد عندكم شنو الليلة .
- عندنا لحمة محمرة لحمة طوة بلدي بالتقلية بلدة بالشريفة بامية مفروكة ضلع لحمة بالفرن فاصولية بامية طبيخ قرع ورجلة ..
- ناكل شنو الليلة يا قبورة .
- والله يا عمنا كان جيهتنا بلحمة محمرة كدا مع فاصوليا .
- كسرة كيف ؟ خلاص يا ابو الشباب هات لينا واحد فاصوليا وواحد لحمة محمرة وبلدي بالشريفة .. وأهم شي جك موية بارد ..
- أبشر يا معلم .
- قدورة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
- اوووووووووووووو زردية وينك يا راجل ؟؟؟؟ رجعت لخطنا تاني .
- يازوووو ل لقيت خط شعبي امدرمان دا خط ميت خلاص .. تخيل الناس اليركبوا معاك من الخرطوم ما ينزلوا الا في سوق ليبيا .. تقول ما شين فاتحة هاهاهاهاها .
- يعني فردتك بعدد ركاب الموقف بس ..
- أيوا بالظبط كدا ... خمسة وعشرين نفر تاخدهم من الموقف أها تاني لا في زول يركب ولا في زول ينزل .. جريت معاهم اسبوع كدا لقيت الحكاية ما مغطية حق البنزين ..؟ طوالي قلبت جلب يا معلم قلت أرجع لجماعتي مالي و الهوا هاهاهاها ها.. بعدين سيد الحافلة زاتو ما يصدقك لمن تديه الغلة ..
- من زمان ما قلنا ليكم خطنا دا ما في زيه في العاصمة كلها .. بعدين يركبوا معاك مغتربين مرطبين مرات يخلوا ليك الباقي ما شايف قبورة دا روق كيف لمن عمل ليه جضيمات .هاهاهاهاها.
- آآآآي شايفكم مبسوطين تضربوا في اللحوم ساي .
- أنتو ما هناك تلاقيكم ضاربين مشاوي قندهار وسوق الناقة ما مقصرين .
- يا زول مشاوي بتاع شنو والله العدس الفول يتبادلوا فينا زي حمد والديبة هاهاهاها أقول ليك الدخل يا داب يغطي البنزين أها لمن نطلع مصاريفنا عمك يعاين للباقي كدا بشك .. صحيح هو ما يسألنا لأنه هو بنفسه اختار لينا خط أم درمان دا . قلنا ليه يا عمك الخط دا يهلك العربية وما فيه دخل .. أها يا جماعة ما أطول عليكم .
- ياخ ما تتغدا معانا يا زردية ياخ .
- شكر بالهنا يا قدورة ياخ نشوفكم بعدين انا عندي جماعة منتظرهم .
- يلا سلام يا زردية .
- أها يا قبورة بعد مليت كرشك دي يلا خلينا نرجع نمسك الخط تاني .
يلا جماعة : عربي عربي عربي عربي ..
تبدأ الحافلة تمتلئ من جديد .
يتبع

**

يازول ياجميل يديك العافية متابع إبداعاتك وقلمك الباذخ ياريت (ترش لينا حاجة كدة من أرض المحنة والجمال كسلا ) ولا بقيت خرطومي ياالدرديري

يازول ياجميل يديك العافية متابع إبداعاتك وقلمك الباذخ ياريت (ترش لينا حاجة كدة من أرض المحنة والجمال كسلا ) ولا بقيت خرطومي ياالدرديري
----------------------
لا والله حكاوي كسلا كثيرة وأصلا أنا مشحون بكسلا حتى ما ذكر في الخرطوم قابلني معظمه في كسلا

لكن العاصمة لأنها مشتركة وقومية ..
حتى لا تصبح الكتابة خاص في الخاص

يوميات حافلة
6
من ضمن الركاب يدخل شلة من الشباب بحلاقاتهم العجيبة و لبساتهم على الموضة وفوضتهم المألوفة يخلقوا ضجة متوجهين للكنبة الخلفية .
- يلا يا كابتن شغل لينا الحوت لو سمحت .
- لهيب الشوق يا معلم .
- لو ما عندك نحن عندنا .. أديه الشريط المعاك يا سكسك .
يجتمعوا محتلين الكنبة الأخيرة .
زمن ثم يتقاطر الركاب .. رجالا ونساء شيبا وشباب تمتلئ الكنبات عدا القليل .
يستجيب لهم السائق في تشغيل شريط الفنان محمود عبد العزيز يبدو أنهم وافقوا هواه .
وبدأوا يتغنوا معه باعلى صوت .
- فاض بي لهيب الشووووووووووووووووق ..
- الحلوة ست الناس ياريتني في بالها .....
بدأت همهمات الركاب بعضهم ممتعضا وآخر متجاوبا وسعيدا .
- غايتو أولاد الزمن دا الله يهديهم ساي .
- قولي الله يكفينا شرهم .أدب مافي ..حليل زمن الصغار يحترموا الكبار .
- هسع عملوا ليك شنو يا حاجة ماهم في غناهم دا مبسوطين بس قولي الله يديم السعادة .
- هي لكن السعادة دي على حساب الناس دي حافلة عامة فيها العيان وفيها المصدع وفيها الرضيع .
- أولادنا كلهم كدا يا خالتي ..
- كلامك صاح يا حاجة .. موجها حديثه للأولاد .. يا أولاد ما تخلوا عندكم أدب وتحترموا الناس الراكبين معاكم ديل .
- يا حاج هسع نحن هبشنا لينا زول مبسوطين ونغني
فجأة يصمت الأولاد ليس بسبب نهرة الحاج أو لأنهم قرروا أن يتلزموا الأدب .
فقط لأنه ركبت بنت شابة في طور المراهقة لا يتجاوز عمرها الستة عشر تلبس بلوزة محزقة وكذلك اسكيرت ضيق بدون طرحة رغما عن جسدها الممتلئ وجمالها الأخاذ كانت بدون طرحة تغطي صدرها ورأسها وبصحبة أمها .
- شفت القنبلة الركبت معانا دي يا سكسك .
- يازول عطرها غير جو الحافلة كله ..
- أنا ماشي قدام يا جماعة .
- أقعد محلك يا #################### .هاهاهاها ..
ومن ثم تتحرك الحافلة وتتجاوز موقف المحطة الأخيرة متجهة ناحية السوق العربي .
يعود الشباب للغناء من جديد ..
فجأة يقطع صوتهم صوت صراخ البنت .. ويعقبها سيل من الشتائم منها و من أمها .
موجها ناحية أحد الشباب الذي كان يجاورهم في المقعد .
( يا قليل الأدب يا يا#################### يا ماعندك أدب أنت ما عندك ولايا ما عندك أخوات في البيت ؟ ) وتعقبها خبطات بشنطة اليد على رأسه ..
الشاب يحاول يبرر موقفه .: يا جماعة والله ما قاصد دخلت يدي في جيبي عايز اطلع المحفظة .. والله ما قاصد اقرصها ..
ويستلم باقي الركاب الشاب في سيل من التوبيخ بعد ان تسكت البنت وأمها ويتركوا لهم هذا الدور .
( أنت ما عندك أدب . ما بتخجل .. ما عندك أخوات )
يطلب الشاب من الكمساري ايقاف الحافلة وهي لم تتجاوز حي الصحافة بعد ما تيقن تماما ألا جدوى من دفاعه عن نفسه ..
توقفت الحافلة ونزل منها الشاب يلعن في حظه .
يعم صمت قصير قبل ما ينطق أحد شباب الخلف بجملة غيرت الحوار مائة وثمانون درجة .. مثل ما يعمل العطشجي في خطوط السكة حديدا مغير مسار القطارات .
قال : يا جامعة الشاب دا ظلمتوه ساي .أنا والله لو قعدت جمبي البت دي بشكلها دا صراحة ما اقدر أمسك نفسي خلي أقرصها .كان تدقوني كان تكتلوني ..
أيضا بعد صمت قصير يبدو انها دهشة لهذه الصراحة العجيبة وعلى قرار الواضح ما فاضح .
- آآآي واله يا جماعة البت لبسها شاز شديد وديل شباب مراهقين ومحرومين ..
آآآآي والله تقول شنو بس . بالله زي دي كيف مرقت من بيت أبوها ... وكمان أمها معاها .
تحس البنت وأمها بأن السياط توجهت نحوهما بفضل صراحة هذا الشاب المجنون .. ولم يجدن بد من طلب السايق ايقاف الحافلة ونزلن ؟
وأستمر الحوار على ذات المنوال من جديد ..
يا جماعة غضوا ابصاركم ..
حتى كان غضينا يا عمنا أنت ما شامي الريحة ..
- هاهاها والله الريحة كعبة بيني وبينكم يا أولادي .
يتبع

...

وميات حافلة
7
وتستمر الحافلة في مشوارها .. بعد ما هدأت الضجة التي حدثت بسبب الحسناء الصغيرة المتبرجة ..
ركاب ينزلون ويصعد آخرون .
وتتغير المواضيع والحوارات
خاصة عندما يكتشف الركاب الجدد وجود معارف لهم بداخل الحافلة
يبدأ الموضوع بسلام حار
وجمل مألوفة من نوع
وينك يا راجل .. عاش من شافك ... شنو من ديك وعيك .
والله مشغوليات يا حسن يا أخوي ..
والموضوع عملتوا فيه شنو ؟
( عادة يكون في موضوع يجب أن يعملوا فيه شئ )
وكذلك النسوة .لهن حوارهن ومواضيعهن .
كل ذلك من باب تمهيد لصفحة جديدة من مشوار الحافلة اليومي أو بالأصح في مشوار من مشاوير الحافلة اليومي .
وكل هذا السرد نتج من مشوار ذهاب وإياب فقط .فما بالك بباقي اليوم والأسبوع والشهر .. يمكن أكثر عمل أو حتى مغامرة تمنيت تجريبها وهو قيادة حافلة مواصلات عامة لمدة شهر واحد فقط .. نعمة لا يحس بها أصحابها .
لازال الشباب في الخلف يرددون الغناء مع الفنان محمود عبد العزيز .
( الحجل بالرجل يا حبيب سوقني معاك )
( الللا اللللا والا لاليللا )..
يركب ثلاثة نسوة يحملن عمود الطعام ذو الطبقات الشهير .. والذي غالبا ما يستخدم في نقل الطعام لأماكن بعيدة كالمشاركة في بيت عزاء أو مساندة مريض بالمستشفى .
- هاي أزيكم يا ناس ستنا ..
- أهلاااااااااااااااا خديجة ازيك كيفنك اولادك يديك العافية الله يسلمك الله يعافيك . يكثر خيرك .. مالك نحفانة كدا .. اسكتي ساي انا الحصل بي هين .. انشاء الله عدوك يا بت أمي . ازيك الايعافيك الايسلمك.
من عجائب أهلنا في السودان حتى السلام له صيغة مختلفة عند النساء ..
- أها خير على وين كدا بعمدانكن ؟؟
- ما سمعتي ولا شنو ؟.
- يطرشني ..
- عادل ولد فاطمة ما حصل له حادث رقدوه مستشفى كسر ايدو و كراعوا .
- سجمي والله ما في زول قال لي .
- أها عملوا ليه عملية الصباح والناس كلها مقيلة هناك ..
- أنا من رحلت سلمة الجن دي الناس ديل بقوا ناسيني عديل تلفون ساي ما بتذكرونا بيه .. الليلة يا عادل العديل والله عين وصابته الولد الطيب البيخدم الناس بعربيته وضراعه طالع ونازل .
- طيب وقت بقى مأثرك كدا ما تمشاكي معانا .
- أمشي وين والله عندي مشوار غادة بتي منتظراني لابسة عندهم عربية جاياهم ماشين لينا عزا في اسكان ام درمان وأنا مشوار زي دا ما بقدر أمشيه براي مرة تانية .
- خير ماتليكم منو ؟
- راجل كبير من أهل ناس صلاح راجل غادة بتي جده خال أمه .. ما بتعرفوهم انتو .
- أها البركة فيكم نقول شنو عاد ..
- قولي لخديجة اتلومتي واتكومتي ..عادل ولدي يحصل له حادث ما بتكلمني ..
- أعذريها مسكينة هي ذاتها الخلعة الدخلتها ما بمترق منها بالساهل .. عادل دا ياهو سندها وضراعها .
- أيا والله صدقتي الله يعينها .
المغتربين المغتربين يا جماعة في زول نازل
يتبع

إبداع حد الإمتاع ..

حضور ومتابعة ..

ليك تحياتي يازول يانيل

أخوك / خالد الأرباب

إبداع حد الإمتاع .. حضور ومتابعة .. ليك تحياتي يازول يانيل أخوك / خالد الأرباب
---------------------------------
هلا يا عمدة

شرفتنا كتير والله

انشاء الله متعة دائمة

يوميات حافلة
8
ومرة أخرى من محطة جهاز شئون المغتربين يركب ركاب جدد وينزل آخرون . وبطبيعة الحال معظمهم مغتربين ..
وغالبا تلاقيهم بادين موضوع يكملوه في الحافلة و يواصلوا في نقاشهم عادي غير مكترثين بباقي الركاب .
- أها شفت يا خالد قال لي أنت آخر مرة دفعت متين ؟.. قلت ليه الورق ما قدامك ..
قال لي أنا بسألك أنت بلاش لأااامة .. هسع كلامي دا فيه لأااامة عليك الله يا خالد .
- انا عارف ؟ الناس ديل كرهونا ذاتهم هسع كان ما جبت معك ايصالاتك عايز يصدقك بالكلام ولا يرجعك يقول لك أمشي جيب الايصالات ؟؟ .. ولو قلت له ضاعت يدفعك من أول وجديد .
- والله صحي كلامك الواحد يفكر تاني ما يرجع البلد دي زاتو ..أها أنت عملت شنو؟ أشرت ؟
- أنا بس باقي لي كرت الخدمة الالزامية قالوا مكتبهم هناك جمب وزارة الخارجية وانت عملت شنو في النهاية دفعوك كم .
- أنا غايتو دفعت ليهم تلتمية وقلت لهم تاني ما عندي . عليك الله نحن الواحد يجي يزور أهله بعد تلاتة سنين غربة القروش البيشلوها منك الناس ديل أكتر من البيشلوها اهلنا .
- وقبلها منك ؟
- ما يقبلها ؟؟ والله تاني يشمها قدحة ..
- أها انشاء الله اشرت .
- الحمد لله بعد كدا تاني نلحق نحجز الباخرة ويا بورتسودان جاك زول .
----
لازال شلة الشباب في الخلف يرددون الغناء مع محمود عبد العزيز .
أداني التحية
دموعي سالت
المنام ابا ليا
العجب حبيبي
علق المغتربين بعد ما فرغوا من حوارهم التفتوا ناحية شلة الشباب .
- هييع والله الجماعة ديل رابنها سااااي .
- بختهم لا عليهم ضرائب ولا تأشيرة ولا جواز ولا كلام فارغ .
- صحي كلامك نحن اتشالقنا واتغربنا ضيعنا شبابنا في الصحراء .
- وعلى قول المثل يلمها النمل وياطاها الفيل .
- صدقت يجي يقلعوها مننا ديل وكمان زعلانين ما راضين بقدر الندفعه دا تقول كانوا مجدعين معانا هناك في الصحراء . ما عارفين الريال دا نحن قعد نطلعوا كيف .
وكذلك شلة النسوة .
- أنتي يا دي الحافلة مالها تقول عليها سيرة عرس ؟
- اهاهاهاهاها بري يا أختي الأولاد ديل من ركبوا شغالين غنا وصفقة . قدر ما ناغمنا ما في زول هببو لينا .
- اها ما قلتي لي الدكتور قال لك شنو؟؟ .
- قال لي عندك دهون وكرسترور ولا شنو ما بعرفه .
- ودا جنسو شنو كمان مرض جديد .
- لا قال بيجي من أكل الزيت والبيض ..
- وأنت البيض قعد تلقي وين مربية جداد في البيت ؟؟؟ .. هاهاهاها .
- بري جن الدكاترة دا ...في زول كمان بغالطهم .
- أها قال لك تاكلي شنو ..
- قال لي تشربي لبن قليل السجم ولا شنو كدا ما عارفه ..
- هاهاهاها قصدك قليل الدسم ..
- أها دا يلقوه وين كمان ؟
يتدخل أحد الرجال الذي يبدو متصنتا .
- تحلبي ليك بقرة صايمة .
ينفجر الركاب بالضحك وخاصة شلة الشباب من الخلف.
تعود لها صديقتها يبدو انها مثقفة صحيا لتشرح لها ماذا تعني قليل الدسم .
- قليل الدسم دا شفتي اللبن بعد ما تفوريه مش بيعمل جمادة ؟
- أيا معروف جمادة اللبن .
- أها الجمادة دي أنت كنتي بتعملي بيها شنو ؟؟ .
- أعمل بيها شنو كمان ؟؟ بفركها مع اللبن تاني لغاية ما تذوب ..
- أها بدل ما تفركيها تمرقيها من اللبن .
- يعني آكلها ؟؟
- لا تاكليها شنو دي ما ياها الدسم زاتو تمرقيها أديها الشفع ياكلوها بالسكر وتشربي اللبن بدونها هي .
- بس يا هو دا قليل الدسم ؟؟.
- بس ياهو دا .
- والله الدكاترة ديل بيعقدوا المواضيع يعني هسع كان قال لي تشربي لبن بعد تطلعي منه الجمادة ما كان فهمت .. هسع أنا لي أسبوع بفتش لي في زول عنده لبن قليل الدسم ما في زول قال لي عينك في رأسك ولا يجيبوه من وين ..
------
يلا يا جماعة وصلنا العربي انزلوا سريع .
براحة يا جماعة خلوا الناس تنزل في الأول
يتبع

.

يوميات حافلة
9
وقت الذروة هو الوقت المحصور بين الساعة الثالثة عصرا والخامسة مساءا .. حيث يخرج الطلاب من جامعاتهم ومدراسهم والموظفين من دواوينهم ويتكدسون في الموقف العام .
يظهر الشح وتبدأ الزحمة نحو أي حافلة تدخل الموقف .
ينتهي دور السبابة الذين عادة ما يوجهون الركاب في الأوقات العادية مقابل عمولة يأخذونها من كل سائق يساهمون في جلب الركاب له .. أو هم يدعون ذلك لأنه أي مواطن حضر لموقف المواصلات العامة حتما اتى ليركب لا لأي غرض آخر .. لكن لا أحد يجزم أنهم لا يستحقون هذه العمولة فهم على الأقل يساعدون الراكب في أن يميز مواصلات منطقة من أخرى .
الزحمة في وقت الذروة أعتقد أن سببها مزدوج أولا بسبب تكدس المواطنين في الموقف بعد خلاص دوامهم اليومي في وقت واحد محصور بين الثانية ظهرا والخامسة مساء . ثانيا بعض اصحاب الحافلات الجديدة يخافون عليها من التخريب بسبب الازدحام وقت الذروة فيسحبوها في هذا الوقت تحديدا .. بذلك يصبح للأزمة سبب مزدوج كثرة الركاب وشح الحافلات ..
والزحمة ايضا ولدت حيل وظواهر جديدة من الذين لا يستطيعون المزاحمة في الباب خاصة النساء والبنات طالبات الجامعات .. فتجري كل واحدة ناحية الشباك لتحجز مقعدا واضعه عليه حقيبتها أو أي أغراض تحملها مثل الكتب والدفاتر .
ومن ثم بعد ينجح الرجال في الدخول يتفاجأوا بأن معظم المقاعد أصبحت محجوزة
غالبا ما يستسلموا لهذا لأمر الواقع لكن قد تتولد مشاكل اذا كتشفوا من سلك نفس السلوك هو رجل أو طالب .أي حجز مقعدا واضعا أغراضه وجاء يتقدل يركب براحته ليجلس .. (تجد الشكلة دورت)إذ أن من يركب بعد عناء ومدافعة في الباب لن يستسلم بسهولة وينزل وهو يرى مقعدا أمامه خالي وبه حقيبة رجالية أو حزمة جرائد أو بطيخة .. فهو يعلم ان صاحبها رجل ..إذا كنت رجل فأسلك سلوك الرجال وانتزع مقعدك إنتزاعا .. هذا هو المفهوم السائد . هذه فكرة عامة عن وقت الذروة والمفارقات التي تحدث فيه .. في وقت الذروة رغم أن الحافلة تمتلئ بسرعة لكن أيضا لاتتحرك بسرعة بسبب المشاكل والخلاف على المقاعد .. خلونا نرجع لحافلتنا بعد هذه الفكرة التي قصدت أن تكون مختصرة لكنها جرت .
- براد الشاي دا أنا كنت خاتاه في المقعد دا عايزةأعرف الزحاه من مكانه منو ؟
- ياحجة ما تقعدي ولا تنزلي خلينا نتحرك .
- ما بنزل والمقعد دا حقي لأني كنت حارساه ببراد الشاي دا .
- يا حاجة الطلبات بيحجزوا بكتبهم وشنطهم لكن براد شاي دا شنو ؟
- ما بعرف يعني حا يكون جا جاري قعد في المقعد براه ما لازم في زول جا ختاه وانا ما عندي كتب ولا كراسات أها أحجز بشنو ؟؟؟.
- يا قبورة في شنو ؟؟ ما تخلونا نتحرك .
- دقائق يا معلم في مشكلة هنا ..
- في شنو كمان ؟
- الحاجة دي قالت حجزت المقعد ببراد شاي والبنات الظاهر ما شافو البراد خطوا شنطهم وجوا قعدوا .
- يا بنات هوي خلن عندكن أدب .. شوفوا قلت أدبهم بالله !!!!!!! كأنه ما قعد اتكلم معاهن مقبلات على الشباك ولا شغالات بي . عايزة أعرف الحرك البرد دا من محله وختاه في الواطاه منو ؟
تلتفت عليها احداهن .
- شنو يا خالة مالك ؟؟
- يخلخل ركبك .. مالي ؟؟ ملالة .
-أعوذ بالله ؟
- أها أنت كمان مالك تتعوذ شفت شيطان ولا كلب ؟
- يا مرة هوي أنت ما عندك أدب ولا شنو ؟؟ .. والله أطرشك كف أوزن ليك رأسك المانصيح .
- شنو ؟؟ يا سلام كدي .. تطرشني كف أنت ما مسولل ما معولق يا مطوطح يا مللوح ..
- ياعمنا أعمل نايم المرة الظاهر ما مظبوطة .
رغم أن قائلها قالها شبه هامسا إلا أنها سمعته .. ويتفاجأ بأن نصف شعر رأسه (مخموش) بأصابعها وتشده فيه لأعلي بكل قوتها ..
- أنا ما مظبوطة يا ود ال .... وسيل من الشتائم .
خاف البنات من هذا الوضع ونزلن من الحافلة مسرعات قبل أن تعود لهن .
يا جماعة استهدوا بالله خلاص يا حاجة البنات خلوا ليك الكراسي أقعدي براحتك .
فكي الولد المسكين دا ذنيبه شنو هسع ؟
- ولد مسكين أنت عارفه قال شنو ؟؟
جلست على المقعد وعيناها تتقدان شرارا نحو الرجلين الذين هاجماها باللفظ فقط .
ولا زالت تردح وتعيد في الكلام (تنقنق )
- كمان قال يطرشني كف هسع عليك الله أنت أحرف جزار يطلع منك خمسة كيلو لحمة ؟؟؟؟
تصدر همهمات ضحك مكتوم من باقي الركاب ..
حاول الرجل يتفاداها بالنظر ناحية الشباك الآخر .
وتلفتت ناحية الشاب .
- أها والتاني دا كمان العامل زي مسمار النقلتية دا .. أبو رأس دا ؟؟ تعرف لي شنو أنت تقول علي ما مظبوطة ؟؟؟
- يا معلم ما تتحرك خلاص المشكلة انتهت .
- يلا أقفل الباب يا قبورة ..
تتحرك الحافلة هذه المرة
مع صمت مطبق من جميع الركاب .
ولا زالت المرأة الشريرة كل مرى تعيد الكلام .. ثم لا تنسى تذكر البنات الهاربات بأنهن سبب المشكلة ثم تعود للشاب ( ابو خنفس ) .. ثم ترجع للرجل الذي أدعى أنه ممكن أن يضربها بالكف .. وصاحبنا تعثمت رقبته من النظر خلال الشباك لم يتلفت الى داخل الحافلة حتى وصل مقصده ؟
اكتملت هذه الفردة كحصة في فصل الدراسي
لا تسمع سوى صوت المرأة التي
ما برحت تعطي دروسا
في قلة الأدب
بل قل في الجنون
يتبع

-

سلامات ياصاحب
قصص ممتعة للاخر ، بس بالطريقة دي حاتضيع ناس كتار
لانه حافلتك دي شايلها قصص الشعب كله وحايمة بيهو
يعني مثلا:
البت النزلت المغتربين ديك في ناس منتظرين نهايتها
أها ديل يقوموا ينزلوا المغتربين ولا يواصلوا معاك في الحافلة دي ؟

سلامات ياصاحب قصص ممتعة للاخر ، بس بالطريقة دي حاتضيع ناس كتار لانه حافلتك دي شايلها قصص الشعب كله وحايمة بيهو يعني مثلا: البت النزلت المغتربين ديك في ناس منتظرين نهايتها أها ديل يقوموا ينزلوا المغتربين ولا يواصلوا معاك في الحافلة دي ؟
----------------------------
الحياة كلها كدا يا صاحبي في المستشفى في السينما في الطائرة

كلها قصص مبتورة


تموها خيال

بس حسن الظن واجب


عطفا على مداخلة الدكتور مصطفى مدثر

يوميات حافلة
10
ظلت الحافلة صامتة في مشورها والركاب كل واحد لامي خشمه عليه تحسبا لأي عبارة تفلت منه تلتقطها تلك المرأة الشريرة التي لازالت تنق فيما جرى لها .أخيرا ختمتها وقال ( هااا .. رجال آخر زمن .. دق ليه هنا يا ولد ) .. نزلت في أحدى المحطات تاركة الجميع يتنفس الصعداء ويصفقوا أياديهم مع بعض دون أن يعلق أحدهم ..
أبو تفة لافتا نظر عمه الذي لازال ( يبحلق عبر الشباك ).
- خلاص يا عمنا المرة نزلت .
ألتفت العم آخيرا وظل يمسد في رقبته بعد أن ظل ملتفتا قرابة ربع ساعة وطيلة المشوار حتى موعد نزولها .
- أظنك الليلة محتاج لعلاج طبيعي لرقبتك دي ..هاهاهاها .
- والله ما اكذب عليك يا ولدي المرة دي هرشتني عديل كدا .. غايتو لو عندها راجل الله يكون في عونه .
- راجل شنو دا يكون استشهد زماااااان ..هاهاهاهاها ..
- هاهاهاهاها يكون مات كاضم ..
وصلت الحافلة آخر محطة من جديد .
السائق : يا قبورة ما تركب ناس تاني أنا مصدع عاوز اشرب لي قهوة ولا شاي المرة ديك رفعت ضغطنا .
- حتى السواق رفعت ضغطه ..
- صدقت يا معلم كلنا محتاجين لينا لقهوة ولا شاي .
- انا غايتو عايز لي كباية ليمون باردة .. معطت لي شعري عديل كدا .
غايتو يا عمنا كان لحقت ضربتها كف كان لهسع راكبة في صدرك هاهاهاهاها .
- يازول ها أنا من عاينت لعيونها عرفتها ما النوع اليتهبش أو يتهرش لو الشباك دا كان باب كان اتخارجت زي البنات ديك وسبت لها الحافلة . أرح اشرب معانا شاي .
- متشكر جدا يا عمنا حقيقة عندي مواعيد مع اصحابي في سوق شرق متفقين نتغدا مع بعض فرصة سعيدة .
يحول قدورة حافلته من المسار ويركنها قرب إحدى ستات الشاي ونزل ليتناول فنجانا من القهوة كما ذكر .
بينما هو جالس يتجاذب الحديث مع مساعده قبورة . يقف قربهم شاب يرتدي بنطلون جينز وفنلة تي شيرت خضراء ويلبس نظارات كثيفة ( قعر كباية كما يقال ) وكث الشعر ( خنفس ) وحذاء رياضي ويعلق في كتفه شنطة جلدية من التي اعتاد ان يحملها الشباب,
- لو سمحت يا معلم أنت صاحب الحافلة دي ؟؟
رفع قدوره رأسه قبل أن يرد بتركيز : أيوا خير أنا سائق الحافلة دي .
- عايزنك لمشوار خاص .
- من وين لوين ؟
- من الحاج يوسف لأمبدة ؟
- لا لا لا لا يا أخوي دا مشوار بعيد جدا معناها اليوم كله راح .
- نديك مايتين ألف ..
- كم؟؟
- ميتين ألف .
المبلغ مغري جدا وهذا مبلغ يكاد يعادل دخل يومين مما جعله قدورة يشك في الأمر .
- شوف هنا انا لا بشيل كراتين ولا شوالات ولا أي حاجة مقفولة .
- لا لا ل انحن ركاب فقط يعني بشر هاهاهاها .
- عندكم شنو عقد ؟؟
- يعني ؟ زي كدا
- زي كدا كيف يعني طلاق مثلا هاهاهاها .
- لا يا أخوي فال الله ولا فالك .
- اها طيب شنو؟؟ .
- عندنا زي ما تقول كدا ندوة ..
- أها . رجال ونسوان وشفع ؟؟.
- لا فقط رجال .
- همممممممم طيب مافي مشكلة أرح أركب .. يلا يا قبورة عندنا مشوار خاص الليلة ترتاح من الفرد باقي اليوم كله .
ركب الزبون في المقعد الأمامي وتحركت الحافلة ناحية منطقة الحاج يوسف .
يتبع

جميل يا درديري يديك العافية

المرّة دي لا تعليق على القفلة
كويس خليتها مفتوحة كل واحد يقفلها بمزاجه

جميل يا درديري يديك العافية المرّة دي لا تعليق على القفلة كويس خليتها مفتوحة كل واحد يقفلها بمزاجه
-----------------------------
هههههههههههههه

وأيه رأيك كمان لسع ما قفلتها

باقي فيها كتييييير

المهم
الجميل

طلتك

يوميات حافلة
11
يتحرك قدوره بحافلته ناحية الحاج يوسف بصحبة الزبون الجديد مغيرا مساره اليومي بشارع المطار أولا ثم حتى يصل كبري بري ويعبر الى الخرطوم بحري من هناك متجهين شرقا ناحية حارة الحاج يوسف او ضاحية الحاج يوسف كما يقول المذيعون .
والشاب الزبون يوصف له ( لف من هنا بعدين أخد يمينك .. أمشي طوييييييييييييييل لغاية الجامع دااااك شايفو ..أيواااا بعد الجامع شايف البقالة ديييييك خليها يمينك ولف شمال .. بس أركن لي هناك بعد شوية نحن بنجيك ..
نزل الشاب وترك قدوره ومساعده .
- أنت هنا في شنو يامعلم ؟ يعني لا بكا ولا عرس لا في ناس يزغردوا ولا في ناس يبكوا .
- يا اخوي نحن مالنا ومالهم المهم نوصلهم ونقبض الشرتيتة ... يمكن المناسبة تكون في المحل الماشين له .
أخذ قبورة الفوط وبدأ يملأ فراغه في تنظيف السيارة ومسحها من الخارج .. كما أنشغل المعلم قدورة أيضا بنظافة الطابلون الداخلي في قمرة القيادة وتعليق بعض الزينة والملصقات التي اشتراها سابقا ولم يجد لها وقتا مناسبا .. فقرر أن يتسلى بها ويملأ فراغه .
بيد أن أو بينما بدأ الركاب يتوافدون أفرادا وزرافات كل مرة يصل واحد او اثنين ويركب في الحافلة .
معظمهم يدور بينهم حوار شبه هامس ..
يرتفع عند بعض الإنفعالات في جمل مبتورة من نوع
( يستحيل نخليها ليهم... دا عرقنا ياخ )
يتوقف قدورة من المسح ينظر لهم في المرآة سرعان ما يعودون لهمسهم من جديد ..
ثم يرتفع الصوت بجملة جديدة من نوع ( كضاب والله كضاب ما يقدر يعمل حاجة ..) بنظر قدورة ناحية المرآة ثم يعود الهمس من جديد ..
حتى أمتلأت الحافلة وتوجهت عبر مدينة الخرطوم بحري ومن ثم كبري شمبات نحو أم درمان ومن هناك الى ضاحية أم مبدة ..
أيضا مم هناك كذلك تولى الشاب التوجيه من جديد .
شمال يمين شايف الكشك الأحمر داك . العمارة الفيها صهريج أزرق ... لف بلفتها
أيوا هنا ..
حتى توقف أمام بيت به حوش كبير وباب قراج ضخم ..
بدأ ركابه ينزلون
لم يكترث قدوره أن باب القراج لم يكون مفتوحا على مصراعيه كما يحدث عادة في المناسبات انما كان يغلق خلف كل داخل جديد .
أعمته الفلوس عن هذه الدقائق الصغيرة ..
حتى حضر لهما الشباب : أها تنتظرونا هنا ساعة واحدة نخلص الندوة ولا تمشوا تاخدوا مشوار وترجعوا لينا من جديد .
قدوره حسبها سريعا في نفسه وقال لو ذهب ربما لا يعرف طريق العودة وأصلا هو في هذا اليوم غطى غلة يومين فهو لا يحتاج لمشوار جديد وخاصىة كما يعلم أن خطوط أم درمان غير مغرية إذ يركب الناس من مكان واحد ولا ينزلون الا في الموقف العام .. لا يوجد تجديد دخل اثناء سير المشوار الواحد ( الفردة) فقال بلاش أحسن ينتظر على الأقل يكمل تزيين السيارة ويواصل قبورة في نظافته ..
رد :أحسن ننتظركم مافي مشكلة ..
فتح الشاب شنطته وسلمه نصف المبلغ المتفق عليه على أن يكمل لهم باقي المبلغ بعد العودة . سعد قدورة بالمائة ألف فتح الدرج وقفلها هناك . وظل مشغولا بعمله الذي بدأه .
كما نزل قبورة وانشغل بنظافة الحافلة .
قبيل المغرب حضر الشاب مرة أخرى وأصر عليهم أنهم ينزلوا يشربوا شاي المغرب .. رفض قدورة وقال انهم سينتظرون بعد الحاح واصرار عجيب من الشباب رضي أن ينزل هو ويترك قبورة في حراسة الحافلة ومتابعة نظافتها .
دخل هناك بذات الباب الكبير بمصاحبة الشاب ..
ووجد داخل البيت يوجد صالون كبير به عدد كبير من كراسي البلاستيك البيضاء مرصوصة في شكل قاعة محاضرات وأحدهم من أمام الحضور يخطب فيهم .
جلس في أحد الكراسي بجوار رجل شايب يلبس جلابية وعمة سلم عليه .
- رد الشايب ردا مقتضبا وعاد للتركيز مع المتحدث .
حاول قدورة أن يجره في الكلام ليفهم منه ما يحدث هنا .
إلا أن الشايب كان مركزا لم ينشغل به .
حاول يركز هو كذلك مع المتحدث الرسمي عسى ولعل يفهم ما يحدث .
- نحن الثورة دي ثورتنا نحن .؟.. نحن الدفعنا ثمنها من عرقنا ودمائنا .. ما بنتنازل بالسهولة دي لا للانتهازيين والحرامية ونطلع صفر اليدين .. سرقوا ثورتنا .
قدورة موجها السؤال للشايب : يا عمنا ثورتكم ياتا السرقوها وسرقها منو ؟
نظر له الشايب ثم أومأ بوجهه فقط ( حنكه) ناحية المتحدث بمعنى ركز في كلام المتحدث .
حاول يركز لكن يبدو أنه أتى متأخرا إذ أن الحديث في خواتمه لم يفهم شئ .. حب يخفف دمه ربما حرك هذا الشايب ثقيل الدم .
- هي الثورة ولا أمبده ؟؟؟ هاهاهاهاا
رمقه الشايب بنظرة نارية سريعا ما أعادته للتركيز.
بعد قليل انطلقت بعض التكبيرات والتهليلات ..
- الاالاالاالاا في شنو يا عمنا ؟؟ ما تورينا هنا في شنو ؟
- أنت ما عارف ومال جايي لشنو .؟؟
- قبل ما يرد قدورة تحدث كركبة وجلبة في الباب إذ يدخل مسلحون بلباس مدني يقتحموا المكان ويقف الجميع مذهولين رافعين أياديهم كما يحدث في الأفلام .
قدوره يرفع يديه ويبدأ (الجقلبة)
انا ما معاهم والله أنا ما معاهم يا جماعة أنا سواق الحافلة .. قالوا لي أدخل أشرب الشاي .. حتى اسألوا عمنا دا
يا عمنا انا معاكم ؟
- هو المعاهم منو زاتو يا ولدي .
- يا سلام ؟؟ ياداب رديت يا معفن ..
هههههههههههه
يتبع

12
جمع المسلحون كل الحضور أمامهم واختار قائدهم عدد منهم يبدو أنهم زعماء ومنهم الذي كان يخطب في الحضور واركبهم معه في عربته الجيب الخاصة
وأمر العساكر أن يركبوا الباقين في الحافلة ويسوقها قدورة نفسه على ان يجلس معه أحدهم في المقعد الأمامي موجها ناحيته السلاح مع أوامر .
- لو فرفر أو عمل أي حركات تديه طلقة طوالي سامع يا عسكري .
- حاضر سعادتك ..
قدورة زفوه أمامهم كل مرة يتلفت لأحدهم
- يا جماعة أنا والله ما معاهم . ياخ أنا سواق الحافلة دي .
- اتحرك يا كهنة ما عايزيين كلام كتير .
عندما وصلوا للحافلة وجدها فرصة ليستعين بمساعده قبورة في أثبات براءته .
يا قبورة يا قبورة تعال وري الناس ديل يا قبورة .
لكن لم يظهر قبورة ..
- يا جماعة المساعد حقي مشى وين ؟؟ يا قبورة ..اخيرا انتبه إلى أن الفوطة التي كان ينظف بها الحافلة مرمية في الأرض وجوارها فردتي نعاله .. وأثر حفر أقدام حافية في الأرض مما يدل على أن فرفرة ما ومقاومة حدثت هنا .. شعر أن الأمر أخطر مما يتصور .
- يا جماعة المساعد حقي وديتوه وين ؟
- يا زول أركب في الحافلة بتاعتك دي ودورها ما تعمل لينا سافوتة في رأسنا .
التفت وجد صاحبهم الذي جرهم في هذا الخازوق يمشي بصحبة أحد العاساكر ناحية الحافلة .
- أنت يا كابتن ما تتكلم وري الجماعة ديل أنت مش اتفقت معاي من الموقف وما وريتني عندكم شنو .. مش قلت ليك عقد ولا عرس قلت لي زي كدا ؟
- يا زول أركب ما تتكلم مع المتهمين .
أخيرا استسلم للأمر الواقع وقاد حافلته وبطرف عينه ينظر للعسكري الذي يجاوره وهو يحمل المسدس ..
أمشي بالشارع دا .. لف يمين ... أمش طوااااااالي لف شمال .... أمشي طوالي
الى أن وجد نفسه أمام مبنى ضخم فيه بوابة هائلة فتحت وطلب منه أن يدخل الحافلة في الداخل ..
*********************
في اليوم التالي قريب الظهر كان قدورة يقود حافلته بوجهه المورم وعيونه الدامية . وكان يلف رأسه بشال ..
متحاشيا قدر الأمكان أسئلة زملائه ..
- شنو يا معلم قدورة كفارة مالك .. قرصك نحل ولا شنو .
رد هبط عليه من المساء :
- أيوا نحل ياخ مشينا لينا رحلة كدا مع الشباب في مزرعة فيها نحل كتير طلع عينا ياخ .. وين قبورة ما جا الموقف ؟؟ .
- هو زاتو قبيل جا كان مورم كدا سأل منك ومشى برضو ما قال حاجة في النهاية بعد ما انتظرك شوية مشى . أها عايز ليك مساعد .. ولا يا هو داك قبورة رجع .
عاد قبورة وصديقه ينتظره في الحافلة ..
اول ما شاهد منظر صاحبه بدأ يضحك ..
- تضحك يا معفن انت ذاتك ما مورم زيي أها حصل ليك شنو ليه مشيت خليتني .
- يا زول أنا قاعد انضف وأغني مبسوط بس احسك لك في لبعة في ضهري ووحد خانقني ليك من القميص انا قايلهم رباطة ولا حرامية .. بس شفت ليك العربات والأسلحة عرفت دا هوا كبير نحن وقعنا فيه .. اها بدوا يحققوا معاي يسألوني الجابكم هنا شنو .ز حكيت ليهم حكاية صاحبك أبو نضارات .ز وسألوني من اسمك ..أها في النهاية ضربوني كفين تلاتة وقالوا لي تمشي من هنا .. جري لو اتلفت حا تندم . يمين ختيت نمرة أربعة وفتحت فتح ..
عرف المعلم أن إفادة قبورة ربما هي التي ساهمت في إنقاذه لأنها تطابقت مع روايته في التحقيق ...ز
.- أها وأنت عملوا معاك شنو وجوة كنتو تعملوا في شنو .؟؟
- والله انا ما فاهم أي حاجة يا قبورة كان في ناس يتكلموا حتى كلامهم ما حضرته من البداية عشان أفهم هواهم شنو الناس ديل .. بديت اسأل بلا اشوفها ليك كتمت في رأسنا .. في عمك كدا قاعد جمبي فكرت اتحامى بيه يشهد معاي عمك زاتو اتاريه كايس المخارجه لروحو ونكرهم ليك حطب هاهاهاها . هاهاهاها والله الدنيا دي ما في أمان ..
اها نرجع لفردنا عادي ولا كيف ؟
- أيوا نرجع خلي نمرتنا تجي .
- اها تاني تطلع مشوار خاص ..
- علي باليمين تاني كان جاني عريس بحنته وأمه تزغرد بوراه شايلة دلوكتها ما أطلع معاه بس خلينا في خطنا دا يا زول الشفقة تطير ياخ .
يتبع

يوميات حافلة
13
عد باقي اليوم كالمعتاد
بدون حوادث تستحق التدوين
حوارات الركاب المعتادة
عبارات السلام التي تلازم كبار السن عادة متبوعة بالآهات تعبيرا عن الألم من المشي
( أحيييا..... أزيكم يا أولادي )
( اهلا يا حاجة الله يسلمك .. ساعدها يا ابو الشباب أرفع معاها الأكياس )
( اححححححححححح مساء الخير يا اولادي)
( اهلا يا عمنا )
عربي عربي عربي عربي.
( يا اولادي الحافلة دي تجي بقدام الاسبتالية )
( ايوا حاجة أركبي )
( عليك الله ما تنسى تنزلوني هناك )
( حاضر يا حاجة )
والبنات يركبن أيضا وهن يواصلن في حوارهن ..
( قلت له والله تبالغ يا عصام لكن تاني أصلي ما بصدقك )
( يخسي عليك تبالغي يا غادة شنو الخلاك ما تصديقه )
( مواقف كتيرة بقولها ليك بعدين لمن ننزل )
وكذلك الشباب ..
( أها خميسنا كيف الليلة يا شباب )
( نخش كورة الهلال أول بعدين نشوف الباقي كيف )
( والله الليلة تنضربوا ضرب )
( ننضرب نحن قايلنا حمام زيكم )
( دا مزمبي ياخ متعودين على ضربه في المقبرة )
( ما زمبي دا يعني أنتو ما ضربكم قبل كدا والوحدات كيف هاهاهاها )
- يلا جماعة عربي عربي أدخلوا جوة يا شباب الحافلة فاضية ... عربي عربي عربي ..
و تتحرك الحافلة .
قدورة أصبح مهموما .. كيف سيبرر لعمه صاحب الحافلة غيابه أمس وعدم توريد الغلة وأين باتت الحافلة ..
هو معتاد بعد نهاية اليوم يورد الغلة اليومية مائة وخمسون ألف بعد ما يخصم حق البنزين ويومية الكمساري ويصير باقي المبلغ من نصيبه .ثم يترك الحافلة أمام بيت صاحبها ويركب مواصلات لبيته هو والصباح بعد الفجر يحضر ليبدأ دوامه .. لكن أمس باتت الحافلة بعيدا عن بيت صاحبها .. لو عرف صاحبها أين باتت ربما فصله من العمل .. ولو خبأ الموضوع ربما فتح رجال الأمن التحقيق وعادوا لاستلام الحافلة وأضطر بعد ذلك أن يصارح صاحب الحافلة وانكشف المستور بعد فوات الأوان .
مشوار أول أمس كان ممكن يصفي منه مائة وخمسون ألف لو استمر اليوم بصورة عادية ..أي كانت ندوة عادية او حتى عقد زواج وخرج منه بالمائتا ألف ..أصبح يفكر ويفكر ..هو كان فاكر الموضوع خلص بمجرد ما خرج من المعتقل .. لكن الآن ظهرت له حقيقة جديدة تخصه هو .. هل يصارح صاحب الحافلة ويريح ضميره من الهم . وهو في تفكيره يجد نفسه مضطر يمسك فرملة قوية لأنه طفل صغير عبر الشارع وكاد أن يدهسه .
ثار الركاب بعد ما ضرب معظمهم رأسه بالمقعد الذي أمامه .
- ياخ ما تحاسب )
انت جاري كدا مالك ؟؟
أنت شايل بهايم ؟
رد مغتاظا .
يعني كنتوا عايزيني أضرب الولد الصغير ولا فهمكم شنو ؟
- انت من أول ما تمشي براحة جاري كدا مالك .
- انا لا جاري ولا شي هي دي سرعتنا العادية المصرح بها ناس المرور ..
- يا جماعة سلامة سلامة . الحمد لله ما في زول اتعوق ..
هدأ الركاب من جديد .
- يا أولادي لسع ما وصلنا الاسبتالية ..؟؟
- قربنا يا حاجة أصبري شوية ما تخافي نحن كلنا مركزين معاك ..
- اها ما قلتي لي عصام كذب عليك في شنو ؟؟.
- وووووب علي من (شمشرتك) ما قلنا ليك خلي لمن ننزل .
- يخسي عليك يا غادة ما تتكلمي براحة ما بقدر أصبر لغاية ما نصل ..
- عرفت ليكم يا شباب الليلة في حفلة كدا ( قابضا يده ورافعا إبهامه )
- وين دي وبمنو .؟؟
- حفلة بفرفور وود البنا .
- وين ياخ أنت تنقط كدا ما تكب الجاز مرة واحدة .
- زواج أخت زميلتنا في الكلية في قاعة اسمها ألف ليلة وليلة قالوا في شارع النيل جهة الجريف والحتات ديك .
- يا زول كان كدا ضمنا عشانا وخميسنا فل ..
يلا المستشفى يا جماعة مستشفى الخرطوم .أنزلي يا حاجة .
- كتر خيرك يا ولدي .
قليل وتصل الحافلة للموقف العام .
يتفرق الركاب ..
قدورة لقبورة
خلاص ما تركب زول تاني نمشي بعد كدا نسلم الحافلة ونورد الكاش العندنا دا وخلاص
- شنو يا معلم مالك ؟
- ياخ مصدع شديد .
- النحل لسع مؤثر معاك .
- هاهاهاهاهاها اسكت يا رمة أنت نحلك خلاص برد .
يتبع

اليوم أنا مبسوط عشان اتعلمت أرفع الصور من جديد

...

يوميات حافلة
14
تحرك عبد القادر بحافلته ناحية بيت صاحبها بحي جبرة .. ومعه مساعده قبورة ..
تفادى الشوارع التي تمر بها المواصلات العامة حتى لا يقابل بزحمة والحاح طالبي الخدمة أي الركاب .
- أها يا معلم عمك حتقول له شنو ؟؟ .
- والله يا قبورة أنا مفكر اصارحه بالموضوع زي ما هو .
- يا زول يمكن الكلام دا يجيب لينا هوا ويقلع مننا العربية .
- يا عم الرزق على الله .أنا احب اتخلص من الحاجات زي دي أول بأول ما أحب اكون داسي في نفسي حاجة من زول بعدين يتلحني وسواس .. يا ربي يكون عرف وما عارف ..وأي كلام يقوله أقعد أأول واقول معناها عرف في كم بس أجيب من الآخر واحكي له الحصل كله وزي ما تجي تجي .
- يا زول خير أنت أصلا ما عملت حاجة غلط مش كنت قعد تورد له اليومية المتفق عليها كاملة ؟؟ .. يا زول ما شفت السواقين بيعملوا شنو ؟؟؟ .
- أها يعملوا شنو .؟؟.
- يا زول نادر ما يسلموا التوريدة كاملة . مش قطع الغيار حسب الاتفاق تقع على صاحب العربية ؟؟؟.
- أيوا أها طيب .؟؟؟
- يا زول يسلموه ليك خمسين ألف ولا مائة ألف والباقي فواتير قطع غيار .
- يعني هم ما يكون اشتروا قطع غيار ؟؟.
- والله يا عمنا أنت زول على نياتك . قطع غيار بتاع شنو .؟؟
- طيب يجيبوا الفواتير من وين ؟
- يشتروها طبعا ..
- يشتروا فواتير ؟؟
- ومال إيه أنت في حالك ما جايب خبر بس قهوتك وشايك وتضرب اللحوم وتمشي تنوم هاهاهاها ..والله لو خالطت الناس ديل كان بقيت شيطان رجيم .
- لا كدي خليك مني أنا ... الفواتير يشتروها كيف كمان انا ما فاهم ؟
- ياخ متفقين مع بتاعين قطع الغيار تديه عشرة الف جنيه أو قول تلاتين ألف جنيه يديك فاتورة قطع غيار بمائة ألف .أها أنت خسران حاجة ؟؟ .
- يا راجل طيب لو طلب منهم يحضروا القطع القديمة ؟؟
- ودي مشكلة كبيرة يعني ؟؟ أي كوشة ( مكب نفايات ) في المنطقة الصناعية ممكن تملا منها شوال فلاتر وقماشات وتروس وتوديها له . وكمان حسب الفاتورة .أها عايز يغالطك كمان ويقول ما فكوها من العربية ؟؟
- أعوذ بالله منهم . أها أنت اشتغلت مع واحد من ديل قبل كدا ؟
- يا زول أنا كمان زيك كدا جني وجن اللف والدوران اي واحد الاقيه بتاع حركات زي دي طوالي ازوغ منه .. يا عم دي حديدة تقم تنقلب بينا ولا تولع فينا نار .. وكل شي ولا غضب الله دا .
- والله ياخ معاك حق . ياخ أنت شككتني يا قبورة .. طيب نحن هسع المشاوير الخاصة دي ما تعتبر لف ودوران زي السيرات والرحلات الخاصة..
- لا يا عمنا ياخ أنت الاتفاق بينك وبين صاحب الحافلة هو تورد له مائة وخمسين ألف في اليوم صاح ولا ما صاح .. المهم ما تتحايل على المبلغ دا زي الجماعة ديك .. لكن بعداك ما فارقة تجيب المبلغ من مشوار واحد من مشوارين من مائة مشوار هو ما يهمه المهم آخر اليوم يستلم حقه .
- والله كلامك مظبوط كدا ريحتني كان كدا أنا احكي ليه الحاصل بقلب قوي .
- ولا يهمك يا عم .. ولو عمل معاك مشاكل وقعد يقول كاني ماني أرمي له مفتاحه .أنا عندي زبائن كدا كلهم عارفنك زول نزيه ويتمنوا لو تجي تسوق ليهم عرباتهم وممكن يخفضوا ليك التوريدة يخلوها ليك مائة وتلاتين لو عاوز بس كيف أنت توافق .
- لا لا ياخ خلينا مع عمنا دا إلا إذا أبى هو .
****
فعلا وصلوا بيت عمهم وحكى له قدورة عن كل ما جرى لهما .
تأثر الرجل جدا .. بل أصر أنه يترك التوريدة كلها لقدورة ليتعالج بها هو ومساعده .. بعد إلحاح شديد ورفض من قدورة اتفقوا أن يقتسموا المبلغ بينهم .. وكذلك ترك له الحافلة يبيتها معه ويذهب بها العيادات إذا رغب ..
خرجا منه بإنطباع جيد وامتنان بل رغبة في الإخلاص والتفاني في المحافظة له على سيارته بقدر حسن نيته وطيبته .
- ياخ عمك طلع راجل سكرة ياخ ساكت كنا ملاوزين منه ..
- ما قلت لك الواضح ما فاضح هسع لو حاولنا نغشه ونداري الموضوع ونقول نحل وكلام فارغ تاني لو ظهرت الحقيقة ما يثق فينا ..
- كلامك مائة مائة يا معلم . هسع نرجع الموقف ولا نمشي بيوتنا ؟؟.
- لا ياخ خلينا أوصلك وأمشي البيت ارتاح بكرة الصباح نتقابل .
- تمام يلا نتحرك .
يتبع

يوميات حافلة
15
عودة من جديد لصباح جديد يسبق شروق الشمس
تبدأ الحافلات تفد على الموقف تباعا وتصطف حسب الأقدمية .
من يأتي أولا يقف في الصفوف الأولى وهكذا يشبهون المصلين في يوم الجمعة ..
نسمة الصباح تنعش القلوب وتنثر الفرح باريحية بين الزملاء
- صباح الخير يا معلم قدورة .
- أهلا هارون الله يبارك فيك كيف أولادك ؟.. عم صالح كيفك ؟.
- الله يبارك فيك يا ولدي ويوسع رزقك .
- اليوم الخميس دا انشاء الله تكون فيه الرزقه كاربة .
- انشاء ربنا ما شق حنكن ضيعوا .. رزقنا في ..
- شاي حليب وزلابية بجنيهين يا عشة .
- حاضر يا قدورة ... لسع وشك مورم من حكاية النحل ديك ؟
- هي حكاية النحل وصلتكم هنا هاهاهاها .
- كيف ياخ هو في شي بتدس الزمن دا ؟ . شفت تجيب قرض وتسحنو وتخلطوا بزيت السمسم وتمسح وشك قبل ما تنوم الصباح تلقاه زي الورد .
- شنو كمان بقيتي دكتورة أعشاب ..
- هي الأعشاب دايرة ليها دكترة ؟؟ طول عمرنا قعد نتعالج بيها ..
- خليك من علاجي أخبار العرس شنو ؟
- عرس وين ؟؟ العريس ما طفش ..
- اهاهاهاها .. متين طفشتيه عملتي ليه شنو ؟
- ما عملت ليه أي حاجة هو طماع .... طمعان في القريشات القعد نجمع فيها زي دم الحجامة دي .
- ليه قال عايز شنو؟؟ .
- قال شنو شرطوا الأول تبيعي دهبك وتشتري لي ركشة ألقط بيها ..
- طيب ما فكرة كويسة ..
- قدورة أنت ما نصيح ؟؟ هو زول ما عنده مصدر رزق عايز يفتح ليه بيت ؟؟ ما يتلم لغاية ما بيقى زي الرجال ويعمل له مصدر رزق بعدين يفكر في العرس ..
- في دي معاك حق .
- أها أنت كيف ما تدق صدرك وتعرسني ..
- أنا كمان ما عندي مصدر رزق .
- اهاهاهاهاها تزوغ يا جبان ؟؟
- هاهاهاهاها والله ما زايغ ولا شي أنت عاجباني من يوم جيتي الموقف دا مكسره فيني ضلع .
- عارفاك ..
- اها عارفة شنو كمان ..أنا ما حصل كلمت زول ..
- يا اخوي نحن النسوان ديل ما بنحتاج لزول يكلمنا من عيون الراجل بنعرفه هو عايز شنو بالظبط .. في واحدين نديهم بالجزمة لأنهم يستاهلوا .. وفي ناس نظراتهم إعجاب بس ما فيه أي رغبة تانية ..في ناس نظام بعيونك تقول لي تعال وتعال وبقليبك تقول لي ما في مجال ..
- هاهاهاهاها اها أنا من ياتو نوع ؟؟
- كدي قول أنت بس .أكيد عارف نفسك .. تخت نفسك وين ؟؟
- أنت قاصدة أنا من النوع التالت ..
- أيوا صاح أنت من النوع التالت ..
- أها كيف عرفتي بقليبي أقول لك ما في مجال .
- السبب لأنك انت زول مؤدب ولد ناس رغبتك ما يتكون زي الناس البيلفوا ويدوروا عايزين يشبعوا شهوتهم ويزوغوا .بالبلدي كدا أنت عايزني في الحلال .. لكن في تقل كبير جاريك وراه ومانعك من الخطوة دي ..إحتمال يكون عندك أخوان صغار تصرف عليهم بنات يدرسوا عاوز تزوجهم ..أهلك من النوع العنصري المتعصب ما يقبلوا ليك تتزوج ست شاي قابلتها في الموقف .. حاجات زي دي .
- سكت قدورة أصبح ينظر لها بتركيز شديد دون ان يعقب وهو ( يشفط ) في كباية الشاي السخن بالحليب . ويقلب في قطعة الزلابية في يده دون أن يقضمها .
- سكت مالك ؟؟ حيرتك مش ؟؟
قبل أن يعقب ينتبه لنداء مساعده قبورة أنه الحافلة أمتلأت بالركاب ..
وضع لها الكباية على تربيزتها نظر ناحيتها طويلا ابتسم .. هز رأسه يسرة ويمنى ومضى ناحية حافلته .
شغل الحافلة .. خلاص نتحرك ؟
- دقيقة باقي مقعد واحد .
يدخل الراكب الناقص .
يلفت نظر الجميع بسلامه الغريب الطويل بصوت عالي ..
- السلام عليكم ورحمة الله تعال وبركاته .. رجالا ونساء شيبا وشبابا بناتا وأولادا .. طلابا وموظفين .
وعليكم السلام رد احدهم .
جلس على المقعد الباقي أمام الجميع مجاورا بنت شابه بجوار أمها .
البنت تهمس لأمها : يا أمي لراجل دا شارب حاجة ؟؟
يسمعها :
- آآآآآي شارب .. شارب بقروشي و بضراعي لا شحدت ولا سرقت .. مكلمة أمك لييه ؟؟ أنا كنت شارب بقروش أمك ولا بقروش أبوك ولا بقروش أخوك ولا بقروش أختك ولا بقروش الركاب ديل ؟؟..
أنا زول بشرب بضراعي وعرق جبيني ..
نحن كدا مما قمنا شعارنا الأول هو نشرب مما نعرق ..
تنفجر الحافلة بالضحك .
الأم وبنتها يظلن مرعوبات والبنت تنكمش ناحية أمها .
- يا زول هوي ما تحترم نفسك .
- كيف يعني احترم نفسي أنت هسع شايف أنا ببهدل في نفسي ؟؟
- أذا بليتم فاستتروا .
- طيب أنتو مالكم ما بتنستروا ؟؟ما مبتلين وفضايحكم مالية الجرايد ؟
تنفجر الحافلة بالضحك من جديد .
- أعوذ بالله منك الله يهديك ..
- الله يهيدني أنا لكن يهديكم أنتو قبلي لأنه أنا في سكري دا بس .. لا بضرب زول ولا بسرق قروش زول ولا بعذب زول .. وبسكر بقروشي وعرق جبيني أمشي بيتي آخد نومة كدا الصباح عادي انزل الشغل ما عندي أي مشكلة مع زول .. ولا في زول بيكرهني لكن انتو النايس مش طايقة خلقتكم دي ..
- أنت بتتكلم عن منو ؟؟ نحن منو ؟
- أنتو منو ؟؟ حلوة دي : انتو ناس عدس الوابل الما يحتاج توابل ..
تنفجر الحافلة بالضحك من جديد ..
لو سمحت يا ولد دق ليه هنا : أنا نازل هنا وخليتا ليك زاتو .
- يا ريت لو تنزلوا وتخلوا لينا البلد كمان .
هاهاهاهاهاها .
- والله أنت منقة بس .
- شكرا شكرا شكرا يا شباب . عجبتكم ؟
- زي الورد ..
يتبع

.

يوميات حافلة
16
لا زال السكران يخلق جوا مرحا داخل الحافلة لتعليقاته السياسية اللازعة والجريئة . تقترب الحافلة من مقابر فاروق .
- بالله لو سمحت يا كابتن دق ليه هنا . خلاص وصلنا يا جماعة أرجو العفو والعافية واي زول غلطنا في حقه يمسحها لينا في وش الكمساري دا هاهاهاهاها عشان أنا نازل ..
تتعالى الضحكات .
- وأعفي لينا يا أخت أنت وبتك الخافت مني دي .. بالمناسبة انا إنسان مسالم جدا .. بعدين يا بتي أنا عندي بت قدرك كدا .. بس أنت أحلى شوية كمان ... ما الحق يقال يا جماعة ولا شنو بالاي ..
تقف الحافلة قرب المقابر وينزل المخمور سائرا بمحازاة سور المقبرة .. رغم عدم قدرته على المشي في خط مستقيم إلا أنه كان عارفا طريقه تماما كما يبدو ..
تحركت الحافلة
لكن لازالت سيرته تتداول بين الركاب كأنها فتحت لهم موضوعا للنقاش
عن السكر وعواقبه ..
وترددت جمل من نوع :
- الغريبة في ناس السكر ما يأثر في شغلهم .
- والله أنا أعرف سواق حافلة قزازته دي ما بتفارقه لكن يستحيل يعمل حادث .
وجمل من هنا وجمل من هناك حول هذا الموضوع .
يخف النقاش تدريجيا .
كل ما وقفت الحافلة أجرت ما يشبه عملية التبديل للركاب
ينزل قدامى ويركب جدد
فيقل عدد المدركين للموضوع حتى يتلاشى تماما ويفتح موضوعا جديدا
خاصة في خط حيوي ونشيط مثل هذا الخط ..
قليلا ما يركب شخص من الموقف العام وينزل في آخر محطة .
إنما الحافلة دوما في حالة تعبئة وتفريغ وهي تسير
وهذا ما جعل هذا الخط مفضلا لقدوره وصحبه منسائقي الحافلات .
و عندما يركب شلة مع بعض مثل زملاء عمل او طلاب او جيران عادة ما يدخلوا ومعهم موضوع مطروحا للنقاش .. يكمل نقاشه داخل الحافلة .. وقد ينضم لهم آخرون خاصة لو كان الموضوع عاما مثل مباريات كرة القدم أو حلقة في مسلسل ما ..وكذلك السياسة في حالة القرارات الجديدة .
وقفت الحافلة في محطة المغتربين المعتادة
هذه المرة يركب أحد الركاب .. وهو يحمل في يده تلفون ويبدو منفعلا .وهو يتحدث على التلفون مواصلا حديثه .. يدخل يده في جيبه ليحاسب الكمساري
دون أن يقطع حديثه في التلفون ..
وترتفع وتيرة صوته كل مرة ..
هكذا
- اها آخر مرة هو قال لك شنو ؟
طبعا لا أحد غيره يسمع الطرف الآخر
لكن ارتفاع صوته يجذب أنتباه الآخرين الذين يبدأون الصمت وينصتون .
- ما هسع أنا ما فهمت كلامك .. عايز يشتري ولا ما عايز يشتري ؟؟..
- اسمعني .. اسمعني يا حمد أنا الكلام دا كله ما يهمني ما تقعد نلف وتدور لي أنا مالي وماله ياخ شخص طيب ومجامل ياخ أنا عايز اناسبه؟؟؟ .أنا عاوز ابيع له حاجة هوعاوز يشتري ولا ما عايز يشتري ؟؟ من الآخر كدا .
- شنو ؟
- قولها تاني ما سمعتك ..
- أعمل له خصم تاني ؟؟؟
- شوف هنا يا حمد زولك دا اذا عايز يعمل فيها انتهازي ويستغل ظروفي وحوجتي عشان ابيع له قل له تلقاها عند الغافل دا حلمك أنت يا غشيم ؟ انا عندي عشرات الحلول والبدايل ممكن أحل بيها مشكلتي قبل ما ارجع .. ومن الآخر كدا قول له عثمان قال لك ما عايز ابيع خلاص قررت كدا وغيرت رأيي ..
يقفل التلفون ويجر نفسا طويلا متأففا ويخرج زفيرا حارا .. يلتفت يجد كل ركاب الحافلة تقريبا ينظرون نحوه بعيوت جاحظة وتركيز عالي يقتلهم الفضول .. نفسهم يشاركوا في هذا الموضوع الساخن اللذيذ مثل البيتزا الحارة . ولكن لا يجدون خيطا ينفذون منه إليه .. وبعد ما رفع رأسه نظر إليهم تمنى أكثر من واحد أن يستعين بهم ويطرح عليهم فرصة الأستشارة بعبارات معهودة في هذا النوع من الحوار .. تمهد لهم أو تدعوهم للمشاركة ( والله ناس الزمن دا ما عندهم رحمة أبدا )
ليتقط الأشارة أحدهم ويرد بعبارة من نوع ( خير يا أخونا انشاء الله ما في مصيبة كبيرة ياخ الدنيا ما مستاهلة ما في داعي ترفع ضغطك في الفاضي )
معظمهم انتظر تلك الإشارة .. لكن هيهات يبدو أن صاحبهم قرر أن يقطع همومه في داخله هو فقط .. إذ لا زال يبدو غاضبا يضرب المقعد الذي أمامه كل مرة بصورة تعبر عن غضب عارم .
يرن تلفونه مرة أخرى ..
ويغفل هو عن الرد ..
أكثر من مرة ..
كذلك يرفض الرد ..
ما بقى على جاره إلا أن يخطف منه التلفون ويرد هو بدلا عنه .
وأخيرا يرد قبل ما يسمع الطرف الآخر .
- يا حمد ما قلت لك الموضوع دا بالنسبة لي أنتهى ما عايز فيه نقاش .متصل علي لشنو ؟؟؟.
دا أنت ذاتك وليك نفس تتصل علي كمان ؟ ياخ أنت زول غدار بصراحة وعايز تستغل ظرفي أنا عارفك وعارف حركات السماسرة من أمثالك . أسمعني يا خالد أنا زي ما قلت لحمد من الآخر كدا خلاص غيرت رأيي ما عايز ابيع .
- وين أجيك وين .. عند المحامي ؟؟. نفس المحامي ؟؟... ولا تعريفة ما بخصمها تاني ..
خلاص انا حا أركب تكسي وأجيكم هناك
مخاطبا الكمساري هذه المرة :
دق له هنا ..لو سمحت .. لو سمحت نزلنا هنا .
ينزل من الحافلة .
ويترك باقي الركاب كأن على رؤوسهم الطير كما يقال
يقتلهم الفضول
ولكن لا يجدون منه ما يبرد به فضولهم .
ولا حتى طرف خيط .
بعد صمت قصير يحاول أحدهم أن يطرح أي موضوع حتى يخرجهم ويخرج نفسه من هذا الحرج .
- أنتو المريخ الليلة حا يعمل شنو ؟؟
يتبع
بالصحي أنتو المريخ الليلة حا يعمل شنو

( الجملة الأخيرة دي ما تبع الرواية )
هههههههههههههه

Quote: بالصحي أنتو المريخ الليلة حا يعمل شنو ( الجملة الأخيرة دي ما تبع الرواية )

ههههههههههه حلوة يا درديري الخيال مع الواقع...لحدي هسي سواق حافلتنا ما عتًر ليهو
بوليس حركة (العدو اللدود) وعند السواقين و الكماسرة مصطلح لبوليس الحركة...
الفردة الجاية لازم يكون فيها ايصال

ههههههههههه حلوة يا درديري الخيال مع الواقع...لحدي هسي سواق حافلتنا ما عتًر ليهو بوليس حركة (العدو اللدود) وعند السواقين و الكماسرة مصطلح لبوليس الحركة... الفردة الجاية لازم يكون فيها ايصال
----------------------------

كيف يا ناصر أكيد فيها الأبيض ( دميرك ) ههههههههههههههه

نورتنا

*

يوميات حافلة
17
ترك صاحب المشكلة الحافلة وباقي الركاب يقتلهم الفضول ليعرفوا سر تعصبه وانفعاله ما هو الشئ الذي يريد ان يبيعه مضطرا . ونوع هذه التأثيرات تظل فترة قصيرة في ذهن الركاب قد تمتد قليلا لو عبر أحدهم عن تأثره بها .. بجملة من نوع .
- والله غايتو زولنا دا إظنه ممكون مكنة العدو..
- يا زول السودانيين زااااتهم طبعهم اتغير ياخ بقوا طماعين وجنهم قروش وما خايفين الله في حق المساكين .
- خصوصا مع المغتربين ديل .. الواحد مسكين تلاقيه سنتين تلاتة ما جا البلد يلم في الريالات والدراهم أها يجي يلم ليك فيه سمسار ملعون .. يضربه ليك في نص النهار أها يخليه يطربق كدا ويشاكل في ضله هاهاهاهاهاهاها ..
- والله صدقت يا عمنا الله يعينهم ساي . والواحد أجازته ضيقة لا عارف يطارد الجوازات ولا التأشيرة ولا يروح مجاملات الأهل ( فووو) كدا يلقى ليك الإجازة كملت ..
يركب ثلاثة جدد بشأكل مختلفة هذه المرة بناطين جينز وأحذية رياضية
فنايل تي شيرتات وشعور مفلفلة وأساور بلاستيكية ومعدنية في اليد وهم أيضا بادين موضوع من تحت ..
ينصت مغتابي صاحب السمسار ليتابعوا الموضوع الجديد هذه المرة .
- بالله شوف أنا المرة دي قلت لها طالما إسمه زي اسمي ( ديفنتلي) هو أخوي .
- الناس ديل يحيروا الواحد يعاين ( للديكيومنت ) قدامه ويسألك كأنه ما بيعرف يقرأ .
- أها أنت (الفاكيشن ) بتاعتك باقي فيها كثير..
- (نوت مور ذان تو ويييك ) ..
- أها أنت حجزك ثروا فرانكفورت ولا دايركتلي تو هيثرو ...
- نونونونو نايظر نورر ..
- أها بوين كمان .؟
- أنا الخرطوم دبي نيويورك ..
- يا سلام والله كان نفسي أمر بدبي دي الناس يحكوا عنها .
- مريت بيها قبل كدا .. دعاية أكبر من اللازم ولا تجي ربع سان فرانسسكو ..
- معقولة ؟ ومال وين برج خليفة ومترو دبي ..
- ما هي نفس التكنلوجيا بتاعة اليو أس أيي .. لكن طبعا هناك الأصل وهنا التقليد مافي مقارنة ..
- أنت عارف ياهو داك الفاتح سايق التوسان الأبيض ..
- ناديه ناديه ناديه .
يبدأوا ينادون بشباك الحافلة ..بأعلى صوتهم
يا الفاتح ... الفاتح ... الفاتح ..
دون إكتراث لأزعاج الركاب الذين بدأ عليهم الأستياء
يسمعهم تتوقف السيارة .
- لحظة يا معلم أقيف لينا هنا .أها حسابك كم يا ماي فريند .
- ما تشيل منهم يا قبورة ... مشوار قصير ما يستاهل ..
متشكرين يا معلم ثانكيو ثانكيو فيري ماتش..
كمان نحن نكون أحسن منك ..
هاك دي مائة دولار اقسمها مع عمك يا قبورة .
- شكرا يا فرد ما عدمناكم ياخ ..
- يمين يا معلم الليلة غدانا ما أقل من حوش السمك ..
- شفت كيف ؟ تزرع المعروف سريعا تحصده فورا ..
الركاب وخصوصة أصحاب القطيعة ( الغيبة السابقة) أخرصتهم الدهشة في هذه المسرحية القصيرة التي دارت أمامهم ..
أحد الأعمام بعد ما صفق يديه ..
والله السودانيين ديل يحيروا !!!!!!!!!!!!!!!
- هاهاهاها كيف يا عمنا ؟؟.
- الواحد يغترب في الدول الأروبية دي سنتين نص كلامه يبقى أنقليزي .. لكن يقعد في مصر عشرين سنة كلامه ما يبقى مصري ..
تنفجر الحافلة بالضحك على هذا التعليق الساخر ..
وتستمر الحافلة .
يتبع

-

هههه تصدق افتكرتها حافلة بالليالي الملاح تقوم تطلعا لينا حافلة ركاب ؟
غايتو منك خوفة أصلو الواحد ما يقعد جنبك ..
من يديك ضهرو تطلع منو فلم عديل ..
واصل ماتخلى فيها فردا ناقص وكت وصلتها نو نو ترانا قاعدين.

نسيت أقوليك عينك السرية راصدة للتحولات الثقافية والسلوك المجتمعي في هذا العمل.

هههه تصدق افتكرتها حافلة بالليالي الملاح تقوم تطلعا لينا حافلة ركاب ؟ غايتو منك خوفة أصلو الواحد ما يقعد جنبك .. من يديك ضهرو تطلع منو فلم عديل .. واصل ماتخلى فيها فردا ناقص وكت وصلتها نو نو ترانا قاعدين.
---------------------------------

ههههههههههههههههههه نورت يا مولانا

تعرف أطول فترة في حياتي أنا قضيتها في الخرطوم كانت لمدة شهر قبل التخرج من الجامعة بسنة في مطلع التسعينات . كان عندنا تريننق في بنك السودان

وكنت موزع بين بيوت اعمامي في الصحافة وشمبات ( شوف التباين في هذا الخط الطويل تقريبا أربع أو خمس خطوط مواصلات )

معظم الأحداث دي واقعية حضرتها في المواصلات . وحقة النشال الواقعية وصلت مركز الشرطة فعلا قبل ما يركب البوليس ويبدأ التفتيش سقطت المحفظة أرضا .
وحادثت البراد والمرأة الشريرة ..

لكن على قولك أنا حاولت عصرنتها وربطها بواقع اليوم مع الخيال وظهور جهاز شئون المغتربين في الخط

لكن ركزت على خط الصحافة بالذات لأنه اكثر خط يجمع أهل السودان من جميع الأركان .. ويربطهم مع المغتربين في الخارج عند زيارتهم للديار وخاصة بعد ظهور جهاز شئون المغتربين في الصورة واكساب هذا الخط حيوية وأهمية ..

يوميات حافلة
18
تدخل الحافلة المحطة الأخيرة كالعادة وقت الغداء
قدورة : ما تركب ناس يا قبورة نمشي نتغدا
قبورة : المرة دي يا معلم زي ما اتفقنا سمك عديييل ...سمك بس ..
يتدخل عمك وهو ينزل : هوي يا قبورة ما تقعدوا تصرفوا قروشكم كلها في الأكل والكلام الفارغ لموا القروش أنتو ما عايزين تعرسوا ؟؟؟..
- يا عمنا فكنا ...يمين ماية دولار دي غنماية ما تجيب خلي تعرس لينا مرة .خلينا نتمتع وناكل لينا لقمات طاعمة وقت ربنا قسمها لينا ..
- يا زول هوي الظاهر عليكم ما جايبين خبر ما عارفين الدولار بقى بكم ؟؟
- يعني حايكون بقى بكم والتوب الواحد بقى بستمائة ألف تقول لي نعرس يا عمنا .
- هاهاهاهاها والله يا ولدي معاكم حق أكلوا واتمتعوا يلا خربانة خربانة .
- ما تتغدا معانا يا عمنا ؟؟ ..
- شكرا شكرا يا أولادي بالهنا ..
- عربي ياولد ؟ ماشين عربي ؟؟.
- لا يا حاجة ما راجعين نحن مارقين من الخط ماشين نتغدا .. يلا يا جماعة خلونا نتخارج من الشارع .
قفل قبورة باب الحافلة وتحول للمقعد الأمامي مجاورا السائق قدورة ..
- أها يا قبورة أنا ما بعرف لي أي محل سمك قريب ..
- يا شيخ أنت عايش في أرض النيلين ما عارف محل السمك بوين ؟
- ياخ نحن مع حملنا التقيل دا اللحم في تلتة تقول لي سمك ؟؟
- نمشي الموردة شارع النيل ؟؟ عند عوضية سمك ..
- لا يا أخوي موردة بتاع شنو هنا مافي محل قريب ؟؟. اليوم كله راح يضيع لو رحنا هناك .
- طيب أنا أعرف محل في حي الرياض شارع المشتل ..
- أيوا دا معقول ممكن نمشي .
- لكن الدولارات ما نفكها أول ؟؟
- خلينا نتصرف من دخل الحافلة .. وبعدين نفكها وين هنا لو عاوزين نفكها .. ما بتفكة إلا في السوق العربي ..
- بس أنا خايف ..
- خايف من شنو كمان ؟
- يمكن تطلع مزورة بعد نصرف ونتمنجه بعدين نركب ماسورة ..
- لا يا زول فال الله ولا فالك . أنت ما شايف الجماعة كانوا يرشوا انجليزي كيف ؟؟ دي دولارات جاية من الفرن عدييييل كدا مش حقت هنا ..
- والله كلامك صاح الأولاد الخواجات ديلك يكونوا جايبنها من أمها ..
- أها شارع المشتل دا بوين كمان ؟..
- شايف تمشي بشارع عبيد ختم بعد ما تفوت المبنى بتاع سكر كنانة أول شارع على يمينك ..
- أيوا صاح صاح اتذكرته .
ويتحرك الصديقان ناحية مطعم السمك ..
ويصلا فعلا أمام المطعم الفخم والذي هو عبارة عن منتجع .. به حوش مفرش بالعشب الخضر ومباني من الخوص والخشب في شكل فلكلور شعبي و نوافير .. والبخور منطلق .. يدخلا بأندهاش ..
ماأثار دهشتهم أكثر جل العاملات حسناوات من الجنسية الأثيوبية جميلات مع الزي الموحد المحذق والمكياج .
دخلا مترددين يجران رجليهما جر ..
تستقبلهما أحداهن مشجعة ومرحبة ..
( أهلان مرحبا تفدلو )
منظرهما أشبه بعادل إمام في فلم ( رجب فوق سطح صفيح ساخن عندما زار مطعم الكباب الفاخر في القاهرة لأول مرة وهو قادما من الأرياف )
أخذتهما المضيفة الى أحد العريشات التي كانت مفروشة بكراسي قصيرة بدون تكاية ظهر ( بنابر ) وطاولة دائرية .. ومعلق بالداخل كثير من أغراض التراث والفلكلور الشعبي كطباقة السعف والمعاليق و لمبة الجاز الفانوس القديم . وكذلك مبردة بمكيف مائي يعطيها جو ورائحة أشبه بدعاش المطر ..
- أيش تلباتكم ؟؟؟؟
- ورونا أنتوعندكم شنو ؟؟ .
- (عندنا بلتي وهامور وجامبري وبياد وسمك فريت وتحينة وسلتة خدرا ..)
- بلطي بس يا معلم أنا السمك عندي هو البلطي دا ؟
- خلاص أعملوا لينا أتنين كيلو سمك بلطي مع السلطات صحن من كل نوع ..
- ما عايزين سمك فرايت ؟؟؟
- فرايت دا يعني شنو يا معلم ؟
- أنا عارف ياخ؟؟ . فرايت دا شنو يا حلوة ..؟؟
- (شكرا شكرا .. فريت دا يعني لحم سمك سافي بدون عدم وبدون شوك) .
- خلاص أعملي لينا منو نص كيلو ؟..
تسجل في النوتة .
- تشربوا حاجة كمان ؟
- عندكم شنو من المشروبات .
- عندنا مشروبات غازية وعندنا مشروبات شعبية .
- مشروبات شعبية زي شنو ؟؟ .
- عندنا تبلدي وعندنا قوديم وعندنا عرديب وعندنا قمر الدين وعندنا شعير وعندنا شربوت كمان ؟ بمناسبة تبلدي يعني قونقليز ؟؟ ..
- شوف زولتك بتشرح لينا تبلدي يعني شنو يا قبورة ؟؟ هاهاهاها بقينا أغراب في بلدنا والله ؟
- ليها حق يا معلم أول مرة تشوف خلقنا دي بهنا ؟؟
- ( ها أيش تلباتكم من العسيرات )
- هاتي لينا جك شربوت ؟؟
- يا زول أنت جنيت ولا شنو . نحن لسع شغالين سايقين في خط عام الشربوت يقوم يفوت بينا يضيعنا في البلد دي .. هاتي قوتقليز جك وجك شعير .
- حادر .. نس ساعة تكون تلباتكم جاهزة .
- نس ساعة ما كتيرة يا أخت نحن شغالين .
- (تيب عشان عيونكم انا أخليها يعملوا ليكم خدمة خاسة وتتلع ليكم التلبات في ربع ساعة ) .
- نكون شاكرين جدا يا حلوة ..
تتبسم في خجل مصطنع وتذهب ..
- أخخخخخخ شوف يا قبورة الناس عايشة كيف ونحن ضايعين اليوم كل نشم في ريحة البنزين ونتشاكل مع الركاب ؟
- قسم يا معلم .. أهو ربنا الليلة أكرمنا بالماية دولار دي .. يمكن كان دي ذاتها ما نشوفها ..
- صدقت يا صاحبي فعلا الحمد لله .
يقطع ونستهم شباب ( حناكيش ) يدخلون عليهم في القطية .
- يا شباب أنتو سايقين الحافلة البرة دي ؟؟
- أيوا خير في شنو ؟؟
- عايزينكم بكرة مشوار خاص ..
قدورة تذكر الحادثة السابقة .
- لا لا لا لا يا شباب أنا ما قعد أطلع مشاوير خاصة ..
- لا كدي أهدى يا أبو الشباب نحن مستعدين ندفع لك نص مليون ..
- شنو ؟؟
قبورة :أهاااااا يا معلم شنو بتاعتك دي هي الضيعتنا المرة الفاتت ..
يتبع

يوميات حافلة
١٩
بعد ما اغرى الشباب المرفهين قدورة بمبلغ كبير لرحلة برية مدة يوما واحدا ،اثارت دهشته حفيظة مساعده قبورة يبدو انه لازال يعاني اثر الحادثة السابقة بسبب اغراء المال حتى سقطوا في شرك معد لسياسيين معارضين .
همس قبورة في اذن معلمه قائلا يا زول ما تورطنا تاني
انت ما تتوب.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قدورة :كدي خلينا نعرف هم ماشين وين وعندهم شنو
يقاطعهم احد الشباب :اها قلتوا شنو يا معلمين موافقين ولا نشوف غيركم؟
؛خلونا نعرف انتو ماشين وين في الاول ؟
يتدخل احد الثلاثة :ماشين جبل مرة
: ماشين وين؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
:لا لا ياخ جبل مرة شنو جبل اولياء جبل اولياء .
: الحمد لله جبل مرة دا نتو عارفنه وين ؟
:نحن نفصد الجبل القريب من النيل وفيه خزان
ما بعيد من الخرطوم :
: اها ماشين جبل أوليا دا عزابة ولا عوايل،. ؟؟؟:
يعني كدا وكدا
: كيف يعني كدا وكدا ؟؟؟؟ يا عزابة يا عوايل .
: انت تقصد شنو بعوايل ؟؟؟ .
عوايل يعني رجال مع زوجاتهم واطفالهم
: اها فهمناك نحن معانا بنات
: زوجاتكم معاكم يعني ؟
:زوجاتنا؟؟؟ هاهاهاهاهااااااي ما مشكلة يعني تقدر تقول كدا .
انفعل قدورة وشعر بالغضب يكاد يفجر رأسه وهاج فيهم
:امشوا من هنا يا صعاليك يا كلاب كمان عايزين تشغلونا قوادين.
: ريلاكس يا اونكل مالك انفعلت كدا ممكن نوصل لك المبلغ مليون ...
والله لو ما طلعتوا من القطية دي افرتك البنابر دي في راسكم يا معفنين.
خرج الشباب مسرعين وهم يرون الغضب الساطع في عيون قدورة ..
اما قبورة وقف مندهشا لم يعلق او يدري كيف يتصرف اول مرة يشاهد قدورة في هذا الكيف من الغضب بل كاد ان يرتكب جريمة فعلا .
الجلبة والصوت العالي لفت نظر الموجودين والعاملين
حتى مدير المطعم جاء ودخل عند قدورة محاولا فهم الحاصل .
قدورة لسع في انفعاله: ديل اولاد صعاليك كمان عايزين يشغلونا قوادين في اخر عمرنا.
مدير المطعم ممازحا وحاولا تلطيف الجو : آخر عمرك كيف يخ ؟؟ انت لسع شباب ما شاء الله كدي احكي الحاصل بالظبط يمكن انت فهمت غلط ؟؟؟
وبدا يحكي له ..
اها يا استاذ انا فهمت غلط برضو ؟؟؟ ولمن عرفوا رفضي ما حاولوا يصححوا فهمي لكن زادوا القروش معناها هم وحلانينن في ال################ة أولاد الكلب ..
اها انا غلطان وفهمت غلط برضو؟؟
:لا والله عداك العيب عشان كدا انتو اليوم ضيوف عندي ما تدفعوا الحساب تعالي يا اببا الشباب ديل حسابهم خالص
: لا شاكرين يا شيخ نحن حا ندفع
:لا اسمع موضوع الغدا دا خلاص فرغنا منه انا عايزكم في شغل تاني بعد تتغدوا تعالوا عندي في المكتب .
يتبع

-

ياحاج الدرديري.....سرد ممتع

اقتباس
(واركبهم معه في عربته الجيب الخاصة)


الموضوع دا قلب بكاسي ياخ انت من زمن نميري الجيب واللاندروفر ههههههههههههههه


سرد ممتع
تحياتي

ياحاج الدرديري.....سرد ممتع اقتباس (واركبهم معه في عربته الجيب الخاصة) الموضوع دا قلب بكاسي ياخ انت من زمن نميري الجيب واللاندروفر ههههههههههههههه سرد ممتع تحياتي

------------------
سلام يا يوسف وشكرا على الطلة

الظاهر نحن الداتا دي لسع ما حدثناها هههههههههههه

يوميات حافلة
20
تناول قدورة وقبورة وجبة غدائهم كأمراء بعد أن حولتهم الصدفة من زبائن الى ضيوف عند صاحب المطعم أو المنتجع .
وقف العاملين في خدمتهم قدموا لهم المشروبات والشاي وزودوا لهم الطلبات .
فأستمتعوا بوجبة السمك كما ينبغي الاستمتاع بها ..
قاما لغسل يديهما سألا أحد البنات عن مكتب المدير
قادتهما إليه .
- اهلا أهلا بالأبطال مرحب بيكم ياخ .
- هلا يا عمنا كتر خيرك على الوجبة دي ونحن جينا بناء على دعوتك .
- أكيد انا كنت منتظركم .
- أها خير انشاء الله .
- عايزكم تشتغلوا معاي يا ........ اسم الكريم منو ما تعرفنا .,
- انا عبد القادر عثمان ومشهور بقدورة .
- وأنت يا كابتن .
- أنا اسمي حاتم عمر ومشهور بقبورة ..
- قدورة وقبورة هاهاهاها اساميكم جميلة أتو ناس الموقف عندهم القاب زي لعيبة الكورة ؟؟؟.
- ايوا تقدر تقول كدا معظمهم عندهم القاب ..
يبدو أن صاحب المطعم لم يدخل مباشرة في طلبه بل يريد أن يخلق جوا من الألفة بينه وبين قدورة وقبورة ... وهو كرجل أعمال متمرس على أن جو الألفة والأريحية هو الذي يمكنك أكثر من تحقيق أهدافك وصفقاتك دون تكبدا كبيرا في الخسائر . مواصلا .
- أها كيف الغدا انشاء الله عجبكم .
- أكلكم لذيذ جدا ونضيف ومحلكم جميل ومغري ..
- ما حصل جيتونا هنا ؟
- أنا غايتو ما حصل جيت لكن قبورة الظاهر جا لأنه هو وصف لي المحل .
- جيتنا هنا يا قبورة .
- أيوا صاح جينا قبل كم شهر مع أصحابي وضربنا بلطي كدا لمن عرفنا حاجة ..
- هاهاهاها أها سمكنا كيف عجبكم ؟؟..
- رهيب جدا يا عمنا ..
- حا تجونا تاني أكيد ..
- وين يا عمنا تلاقي فاتورتكم بالشي الفلاني .. على فكرة نحن لهسع ما عارفين أكلنا كلف كم .. عشان نعمل حسابنا وأنت ما اديتنا فرصة ندفع .
- عايزين تعرفوا فاتورتكم بكم ؟
- أريت عشان نعمل حسابنا ؟؟
- أنتو دخلكم كم في اليوم ؟
- غايتو قبورة يوميتو ثابته خمسين وأنا بعد ما أورد مائة وخمسين الباقي حقي وما بيفوت المائة ولا المائة وخمسين ..
- طيب كيف كنتوا حاتدفعوا فاتورة الغدا دي ؟
- لا يا شيخ هي حاتكون كم ؟ مائة ولا ومائة خمسين ؟
ضحك بشدة وتناول الفاتورة من مكتبه وعرضها عليهم .
- لا حول ولا قوة الا بالله خمسمائة ألف ؟؟ اصلو نحن أكلنا خروف ؟
- خروف ؟؟ هاهاهاها قاعدين في مكان سياحي ويخدم فيكم بنات جميلات وطريقة تقديم الأكل ومكيف ضارب في رأسكم ..أنتو لو مشيتو سوق الناقة وأكلتوا خروف زي ما قلت يمكن ما تحصل المبلغ دا .. لكن شوف الفرق بين المكان والقعدة وقارن .. لكن ما قلت لي كنتوا كيف حاتدفعوا المبلغ دا ؟؟.
- والله صراحة يا عمنا واحد مغترب مقندل كدا هدى لينا مائة دولار .. بس عشان عفيناه من الحساب وهو ركب مشوار قصير ما يتعدى ميتين متر ؟؟
- يا سلام شايفين المروة والشهامة والرجولة هي وفرت ليكم فرصتين في يوم واحد كمان لو اتفقتوا معاي ممكن تستمر معاكم للأبد .
- خير نحن حا نتفق معاك على شنو ؟؟.
- عايزكم تشتغلو معاي ؟
- نشتغل شنو ؟
- كدي وروني أول أنتو مؤهلاتكم شنو ؟؟.
قدورة : أنا خريج ثانوي امتحنت شهادة وما قدرت أقرأ الجامعة لأنه ابوي مرض بعد ما امتحنت اتشل عديل كدا وبقى راقد في البيت .. وكان عندنا حافلة أضطرينا نبيعها عشان نعالجه بثمنها وبعدها أنا بقيت اشتغل في الموقف سواق عشان أصرف على البيت وعلى أخواني الصغار وأصلا من أنا طالب كنت اشتغل مع ابوي في الخط والشغل ما غريب علي .
- وأنت يا كابتن
- والله يا عمنا أنا ياداب من الابتدائي وشتت ( غادرت فصول الدراسة)
- يعني ما تعرف تقرأ وتكتب ؟؟.
- كيف ياخ ؟؟ أعرف الحمد لله ..
- طيب أنا بصراحة عندي مدرسة بنات خاصة فيها بصات وحافلات .. لو تقبلوا تشتغلوا معاي وظيفة مزدوجة سيكيروتي يعني حراسة وسواقة الحافلات .. الحقيقة شهامتكم ومروتكم اليوم عجبتني جدا وأنا انسان مؤتمن على أعراض ناس والبنات يتعرضن لمشاكل في الشارع دائما من الصعاليك وانا محتاج لرجال زيكم كدا .. قلتوا شنو .؟
قدورة بعد تردد : أنا والله ياخ عمنا صاحب الحافلة دي صاحب أبوي وزول ما بيقصر معانا صعب اخليه بدون سبب .
قبورة مقاطعا
- لا لالا لادقيقة يا عمنا كدي ورينا نحن حا نكسب كم والميزات شنو .. يا معلم قدورة دا رزق ما فيه مجاملة لزول لا تقول لي صاحب أبوي ولا طيارة معاك ..
- هاهاهاها برافو عليك يا قبورة ..أنت شوف الوضع يا قدورة لو كان وضعك الأنت فيه أفضل لاتجاملني ومن حقك ترفض وكمان لا تجامل صاحب الحافلة على حساب راحتك وراحة أهلك ؟
- طيب قول لينا عرضك وأدينا فرصة نفكر ؟
يتبع

.

***

يوميات حافلة
٢١
لازال قدورة ومساعده قبورة مع صاحب المطعم يغريهم للعمل عنده
انا اقول لكم من الاخر
يا قدورة انت قلت تكسب مية في اليوم واحسن الاحوال مية وخمسين
انا حا اديك ضعفها مايتين في اليوم كيف معاك .
بالنسبة لقبورة هو يوميته خمسين حا نديه ماية في اليوم
بس مع فرق بسيط نحن طبعا ما بنصرف راتبنا يوميا زي ناس الفرن
نحن رواتبنا شهرية
قدورة: يعني الراتب حيكون ستة مليون في الشهر؟
- لا يا حبيب انت حسبتها كيف ؟ ما تقول تلاتين في ميتين
- ومال انتو تحسبوها كيف؟
- ما تنسى المدرسة بتشتغل عشرين يوم في الشهر يعني تطلع معاك اربعة
- طيب الاربعة لو قسمتها على تلاتين حا تطلع يوميتي اقل من يوميتي الحالية
- ما تنسى كمان انه هو دخل ثابت ومضمون
- طيب في الاجازات حا تصرفوا لي راتب زي المدرسين ولا تفكوني عكس الهوا القط رزقي. من جديد.
- صحي والله دي لسع ما فكرنا فيها لكن خليها بوقتها ياخ انا حتى فكرت انه اسيب لك الحافلة تلقط رزقك وتدينا الفيها النصيب زي ما كنت تعمل مع صاحبك .
- طيب هي حافلة مدرسة ما مرخص لها تشتغل مواصلات حا تدخلنا في مشاكل مع ناس المرور .
- بنلقى ليها حل ياخ المهم نتفق مبدييا
- خلاص ادينا فرصة نفكر .
اراد قدورة ان يختصر الحوار شعر ان الرجل يريد ان يستفيد منهم مقابل اقل مبلغ ممكن يدفعه لهم لكن يحمد الله انه لم يخضع بالعرض الذي هو في الظاهر كبير ومغري
- خلاص كلام جميل هو دا كرتي اول ما توافقوا تعالوا عندي نكمل اجراءات توظيفكم
وكمان اديني رقمك يا قدورة لو لقيت حل او اقتراح للامور العالقة ممكن اتصل عليك .
خرج قدورة برفقة مساعده وهم يتلقون تحايا الوداع والابتسامات من عاملات المطعم .
قبورة لم يفتح فمه متدخلا في الحوار وبدا كانه خارج الشبكة
اول ما خرجوا من المطعم انبهلت اسءلته
- شنو يا معلم شايفك ما ارتحت لكلام الزول دا -
-يا اخوي اخير لينا حافلتنا وموقفنا داك .
- ياخ قول انت بس ما عايز تفارق عشة .
- شنو ؟ دا كلام تقوله و القال لك منو انا عندي علاقة بعشة ولا غيرها .
- يا عمنا هو الحب بيتدارى ؟
- قبورة بطل تخاريفك دي بعدين الراجل عايز يغشنا يقول لك حايدفع لك مية في اليوم وراتبهم بالشهر وهم بشتغلوا عشرين يوم في الشهو اها لمن تضربها حا تلاقيها خسرانة معاك
- يا اخوي انت قايلني ما بعرف احسب انا حا تطلع معاي يوميتي اكثر من ستين الف.
- طيب في الاجازة تعمل شنو ؟
- في الاجازة ارجع الموقف
- خلاص امشي ارجع قول له انا موافق قبل ما نبعد من عنده
- لا يا عم خلينا نتحرك وافكر زي ما انت قلت
ويتحركوا من الموقف عايدين لاخر محطة من جديد
عربي عربي عربي
يتبع

يوميات حافلة
22
عادت الحافلة الى الموقف بآخر محطة للعودة الى الموقف العام في فردة بين الثالثة والرابعة عصرا .
آخر محطة مثل الموقف العام تكون مكتظة في لحظات الذروة ..
أول ما وصلت الحافلة تقاطر نحوها الركاب .
بنفس خلطتهم بين الطلاب والموظفين نساءا ورجالا .
عربي عربي عربي .
- يا معلم ما تشغل لينا أبو السيد بعد الغدوة الكاربة دي ياخ .
- قلت لي ضارب السمك واقف لمبة .
- يا زوووول وملح كمان هاهاهاهاها ( مجانا )
يلا عربي عربي يا جماعة .
- يا ولدي ما عفصت لي توبي .. الشفقة لزومها شنو أولاد آخر زمن .. تزاحموا النسوان في الحافلة ؟؟؟.. ما في اختشا ؟؟.
- يا حاجة معليش ما قاصدك والله .
- أنت كمان يا راجل ما ترجع ورا .. تتلصق مالك ؟؟..أجي كمان .
- يا ولية ما تركبي هسع في زول هبشك ؟
- خلوها تركب يا شباب لسع في حافلات كتيرة جاية ورانا .
- يلا عربي عربي عربي .
ينطلق صوت الكاسيت بصوت الفنان مصطفى سيد أحمد .
بقيت أغني عليك
أغاني الحسرة والأسف الطويل
عشان أجيب ليك الفرح
رضيان مشيت المستحيل .
يلا يا معلم حرك ياخ جاهزين .
وبدأت الحافلة منطلقة من آخر محطة ناحية السوق .
ومعاك لآخر مدى
فتيني يا هجعة مواعيدي القبيل
بعتيني لحضن الأسى
وسبيتيني للحزن النبيل ..
يا سلام عليك يا معلم .. حافلتكم كدا .
- تعرف أول مرة اشوف بتاع حافلة يشغل مصطفى سيد أحمد ..
- صحي كل الحافلات شغالين ليك زنق ومش عارف ليك الغنا بتاع الشباب الما مفهومين ديل ..
- يلا جماعة المغتربين النازلين ينزلوا
عربي عربي عربي .
- إحسان .؟؟؟؟
- أهلاااان بدرية كيفك شديدة أولادك أخبارك الله يسلمك الله يعافيك .. على وين كدا في الحر دا ؟
- والله ما شة مقيلة مع علوية حماتي مرقت من الحبس ..
- بالله هي تمت الحبس سبحان الله شوفي الزمن دا جاري كيف بالله هسع وفات صديق تمت أربعة شهور ؟؟ .
- أيوا والله ياختي كله مخصوم من عمرنا .
- يلا حاجة حاسبينا .
- هاك نفرين يا ولدي ..
- والله ما تدفعي يا إحسان ..
- أجي أنا الفكة جاهزة عندي؟؟
- أنا حلفت ..
- ما كان تحلفي والله الحالة واحدة .
يركب أربعة من المغتربين يعلوهم الغضب يبلبسون جلالايب سودانية وطواقي رجال في مقتبل العمر أي الأربعينات من أعمارهم .
أحدهم يرقي ويزبد والآخرين يهدؤونه .
- والله الحكومة دي كرهتنا وطلعت عينا ياخ .
- يا زول أهدا خلينا نأشر ونتخارج نرجع من البلد دي .
- هو نحن كان خليناها ليهم ما يريحونا .
- تقول شنو تقول نحن أعداء بتاعنهم .
- بالله شوف البليد دا أقول له الجواز القديم ما معاي يقول لي لازم تجيبو.. أجيبه من وين أنا هسع .؟؟
و صوت مصطفى سيد أحمد لا زال ينطلق من سماعات الحافلة ..
ولا نحن مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في أيدا جواز سفر .
- والله الطيور مرتاحة لا تعرف ليها خرطة ولا جواز سفر ولا زفت تسافر زي ما هي عايزة .
- والله الطيور نحن نجهناها ( حسدناها ) لمن جبنا ليها أنفلونزا الطيور .
تنفجر ضحكة من ركاب الحافلة .
أما الغاضب لازال يشتم ويسب الحكومة .
أحد الركاب الملتحين كان ينظر إليهم بعين غاضبة .
كأنه يتربص فرصة ليتدخل أو يحفظ أشكالهم .
أحد الأربعة أنتبه له . ورطن بلغة من لغات الشمال الأقصى يبدو محذرا صاحبه الغاضب .
ألتفت الغاضب ناحية الشخص الذي يرمقه .
و بعدها تغيرت لغة الحوار بينهم لكن لم تخفي حدة الغضب .
أصبحت تتسلل الى جملهم بعض العبارات العربية التي يبدو لا يوجد لها نظير في لغتهم المحلية .
فتسمع كلاما تصحبه نهرات وتتخلله كلمات عربية من نوع .. كيت كيت كيت كيت حكومة .. كيت كيت كيت بنت كلب ..كيت كيت كيت حرامية ..
بعض الشباب أصبحوا يتابعونه غضبتهم بغلتها المختلفة ويضحكون كلما عبرت عبارة عربية ما وسط الكلام ...
ولازالت الحافلة تسير نحو الموقف العام .
وصلت
يتبع

Quote: في مقتبل العمر أي الأربعينات

e: في مقتبل العمر أي الأربعينات

ههههههههههههههههههههه فقري فقارة

أنا قاصد من الناحية التانية حتغالط كمان ..

بعدين الأربعين هي عمر النبوة يعني بداية الحياة الناضجة

...

يوميات حافلة
23
وعادت الحافلة أخيرا الى الموقف العام بعد مشوار حافل بالحكاوي والمواقف ووجبة السمك الدسمة .
صف قدورة حافلته في الصف في أنتظار دورها وذهب ناحية عشة ست الشاي بعدما ما كلف قبورة بالذهاب لصرف الدولارات من الصرافات بالسوق العربي ليقتسموا المبلغ ..
- شنو يا شيخ مالك طولت كدا فردة واحدة الصباح تاني ما نشوفك .
- أشتقتي لي يعني ولا شنو ؟
- هاهاهاها .انا بقدر أقولها لكن انت بتقدر تقولها ؟؟؟.
- تقدري تقولي شنو ؟
- أقدر أقول أشتقت ليك والقعدة غلبتني من الصباح فاقداك والله .. أها أنت قول زيي كدا كان راجل .
شعر قدورة بالخجل ضحك وطأطأ رأسه .
- تفصل ؟؟ ما قلتو نوبة ؟؟ هاهاهاها
- والله صراحة اشتقت ليك بس في حاجة كان حكيتها ليك ما حاتصدقي .
- شنو هي ما حا أصدقها .
- جاتني فرصة شغل أحسن من الموقف بكتير ووظيفة محترمة والله ما قدرت أقبلها وجبت أعذار ضعيفة عشان ما أبعد من جمبك .
- تتكلم جد ؟ظ ..كان كدا أنت زول جادي أنا قايلاك زول بتاع شاي وقهوة ساي؟؟ هاهاهاها .
- بتاعين الشاي والقهوة ما يحبو ..
- ما شنو ؟
- ما يحبو ؟.
- تاني قولها عليك الله ..
- عجتك ؟ أها ما يحبو ؟
- يعني أنت بتحبني ؟
- وأنت شايفة شنو ؟
- طيب ما تقولها أنت بخيل ولا خواف .؟؟
- ما قلتها هسع ؟
يقطع حوارهما زبون .
- شاي يا أخت .. يا أخت شاي . سكر تقيل لو عندك نعناع يكون كويس .
- حاضر من عيوني .
قدورة شعر بالانقباض .. وكاد ينهرها ..
استلم الزبون كباية الشاي دفع ثمنها وانصرف .
- مالك مزاجك اتعكر كدا هسع ما كنا حلوين ؟؟
- كيف تقولي للزبائن من عيوني ؟؟
- أجي دي ما لغة السوق نجذب بيها الزبائن ؟
- الزبائن تجذبيهم بشغلك النظيف ما تدلعي ليهم أو تدلعيهم .
- أجي كان كدا دي غيرة عديل .. والله ما كنت قايلاك جادي للدرجة دي ..
- خليني من جادي ولا ما جادي .. نحن لازم نتزوج يا عشة ..
* معقولة أنت فجأة كدا تبدأ من الآخر الصباح ما فهمتني أنه الخطوة دي مستحيلة ؟
- أصلا مستحيلة أنا أبوي مشلول راقد في البيت وأخواني صغار أصرف عليهم . وأنا كل يوم اتعذب أشوفك تضحكي مع الزبائن ويشاغلوا فيك أنا بتقطع من جوة .
- لكن أكيد كان اتزوجنا أنت ما حا تخليني اشتغل وأنا كمان زيك عندي أخوان صغار وأمي عيانة ومعتمدين علي ..
- أها طيب الحل شنو ؟
- أنت ما توريني الشغلانة اللقيتها وخليتها عشاني دي .. ممكن يكون الحل فيها هي .
طيب أنا أحكي ليك حكايتها من الأول
يتبع

-

يوميات حافلة
24
وبدأ قدورة يحكي لعشة عن حلم الشغل الجديد الذي رفضه لأجلها :
ياما نحلم نحكي ليك
عن المسافة ونشتهيك
عن سفن بالشوق بترسم
في بحيراتك ضفافها ونشتهيك
عن ملامح غنوة طلت
في عيويناتك هتافها وبنشتهيك
عن حقيقة نهاتي بيها
وفي أساطير الخرافة
يا صباحات المواني
حتى لو دربك ترنح
في مشاوير الأغاني
والجرح إرتد بينا
لي زمان الآهة تاني
يانا لا بنتحاشي صدك
لا بتموت فينا الأغاني
يا غنانا المشتهنو
ياني موعود بي زمانك
بي إرتعاش صرخة وجودك
يوم يطل ميلادي منو
لما إتوسد صباحك
ياتوا ليل يفصلني عنو ..

- ياااااها يا قدورة معقولة تفوت فرصة زي دي كيف ؟ الراجل مشتريكم عديل ؟
- لكن شغل زي كدا حا ياخد يومي كله وما حا أقدر أجي الموقف وأشوفك .
- ياخ ما مهم نتقابل كل يوم أهم شئ مستقبلك . اللقاء هين طالما نحن موجودين في بلد واحد .
سكت قدورة وسرح .
ثم عاد لها أنت مش قلتي لي عندك شهادة سودانية زيي والظروف منعتك من قراية الجامعة ؟
- أيوا عندي أوريك ليها ؟؟
- لا لا لا العفو أنا مش ما مصدقك أنا بفكر في حاجة تانية ؟
- حاجة زي شنو ؟
- نحن ما نشوف الرجل دا ويشغلك أنت كمان وتسيبي شغل الشاي دا ..
- أسيب شغل الشاي ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
- آآآآي شغل الشاي اندهشتي تقولي شغالة في وكالة ناسا للفضاء .هاهاهاهاها
.
- هاهاهاهاها هوي ما تسخر يا قدورة من أكل عيشنا ..
- هاهاها العفو ياخ .. العمل الشريف ما فيه عيب .. لكن فيه الشبهة بصراحة كدا بالشغل في المواقف العامة لأنه موقف عام لامي الجهلاء والصعاليك والمدمنين تعدي يومك كله صراع ومقاومة حياة صعبة جدا كدي تعالي نحاول نغيرها .
- لكن يا قدورة قول وافق أتنو قدم ليكم عرض كبير لأنه محتاج ليكم لكن أنا في احتمال كبير حتى لو وافق يديني راتب ضعيف ما يعيشنا انا وأخواني ..
- يا عشة نحن لو قعدنا نخت متاريس من رأسنا حياتنا عمرها ما حا تتغيير . خلينا نجرب ما نحكم قبل ما نخوض التجربة ..
- وأسيب محلي هنا في السوق وتجي واحدة تآخده وتلهف زبايني ؟.
- أها شايفة دا هو الوسواس البيخلي الانسان مكسر في محله .. الحياة عشان تتغير لاوم تجازفي . وبعدين أنت ما موظفة عشان تقدمي استقالتك مثلا وتفقدي وظيفتك .أنت شغالة أعمال حرة بمزاجك حتى لو المحل دا ما نفع معاك ممكن ترجعي تشتغلي في حتى تانية وتكون أحسن من دي.
- والله أنت دخلت لي ضبانة في رأسي . خليني أفكر شوية وأحسبها ..
- شوفي هنا أنتي لو ما عايزة تمشي معاي أنا ما فايت الموقف دا وحا أبقى ليك شوكة حوت هنا .
- هاهاهاهاها أحلى شوكة حوت في الدنيا انشاء الله تحنقني وأموت وارتاح .
- بعد الشر .
- يا معلم أنت وين من قبيل نناديك الحافلة اتملت ياخ .
- أووووو أنا نسيت نفسي أها نكمل بعدين .. هاكي حق الشاي ..
- ما تخليه المرة دي ... لأنه مختلف .
- المجان حا نشربه بس أنت ليني رأسك . يلا مع السلامة .
- حرك يا معلم ..
- صبر يا جماعة جايين ... الشفقة عليكم شنو ؟
- الحر فسخنا ياخ .
يتبع
-

السعادة هي
ان تكون مفلس وعدمان حق المواصلات
يقولوا لك طلع هدومك للغسيل
تفتش في جيوب البناطلين
تلقى لك ورقة من فئة الخمسمية منسية في الجيب الخلفي
ياااااااااااااااااااااه
£££££££££££££££££
اها تتبسم كدا مالك؟؟
لا بس اتذكرت نكتة قديمة
ههههههههههههه

الأستاذ الأديب الرائع درديري

حقا متعة ما بعدها متعة ... يعطيك العافية

الجميل في حكاويك وما يميزك يا أستاذ إنك تشعر القارئ
كأنه جزء من الرواية أو هو يعرف واحد من ابطال الرواية
وهذا ما لا يستطيع عليه كتير من الكتاب أو الرواة و الأدباء ...

لك التحية والإحترام ولضيوف البوست الكرام

لأستاذ الأديب الرائع درديري حقا متعة ما بعدها متعة ... يعطيك العافية الجميل في حكاويك وما يميزك يا أستاذ إنك تشعر القارئ كأنه جزء من الرواية أو هو يعرف واحد من ابطال الرواية وهذا ما لا يستطيع عليه كتير من الكتاب أو الرواة و الأدباء ... لك التحية والإحترام ولضيوف البوست الكرام
-----------------------------------

أشكرك جزيلا يا محمد القاضي وانشاء الله نكون دوما عند حسن ظنك

.

يوميات حافلة
25
عاد قدروه لحافلته قاطعا حواره الرومانسي مع عشة
ناداه الكمساري بأن الحافلة جاهزة للتحرك .
الحافلة هذه المرة وضعها مختلف .
سمع صوت نحيب مكتوم ..
نظر في المرآة وجد من الركاب عدد من البنات الشابات والنسوة بوجوه مورمة وعيون محمرة تنهمر منها الدموع ..
وكذلك معهم رجال شباب وشيوخ يصبرونهم كما يبدو عليهم الحزن.
تقريبا أكثر من نصف الركاب كان من هاتين المجموعتين .
- يا بت ما تهدي خلاص .استغفري استغفري يا حاجة .
- كلنا رايحين يا حاجة ..
- الليلة يا أبوي .. نلقاك وين ؟؟ تاني يا أبوي معقول ما نشوفك .. وااااااااااااااااااع ااااي.
- يا بت استغفري أدعو ليه بس دا هو البينفعو .
- خلاص يا بت نحن في مواصلات عامة .
- واي . واي .. واي .. واي . واي .. واي .
- يا بنات هوي خلونا نصل البيت بلاش كلام فارغ ما تخلونا نصرف ليكم قدام الناس .
- الليلة يا أبوووووووووووي الليلة يا أبوي .
- خالد كيفكم ...الفاتحة ....
- الفاتحة ..
- الجنازة اتحركت من المستشفى ؟؟.
- أيوا الجنازة رفعناها في البوكس مع ناس عمي رمضان ومشوا على البيت .
- حا تدفنوا في مقابر الصحافة ولا مقابر فاروق ؟؟.
- والله ما عارف اتفقوا على شنو لكن غالبا فاروق هي الأقرب .
***
همسات جزء من الركاب الذين ليس لهم علاقة بالموضوع .
- أنت الجماعة ديل ما كان يأجروا حافلة خاصة بدل ما يقعدوا يتعاوروا لينا هنا في الحافلة العامة .
- ياخ يمكن ظروفهم ما تمكنهم يأجروا حافلة .
- طيب ما ينكتموا لغاية يصلوا بيتهم .
- أعذرهم ياخ الحزن سلطان .
*****
- الليلة يا العديل يا أبو إخلاص .. الليلة أخلاص بتجن الليلة إخلاص الما حضرتك ..
- يا حاجة أهدي يعني حا تغير شنو كان حضرت ولا ما حضرت . اليوم واحد .
- الليلة بتي حا تجن كلمتوها يا عاطف .. في زول ضرب ليها تلفون ؟
- عثمان عمي ضرب لزوجها عصام قبيل ..
- الله يازى عمك الشليق دا ما كان يصبر شوية كدا يكون خلعها هسع .
- يا أمي هو كلامه صاح يمكن تسمع الخبر من ناس تانيين يجوا داخلين يخلعوها .
- في دي معاه حق اصلا نحن من ظهرت المقوشرات دي ( الموبايلات ) ما ضقنا عافية .. الليلة يا عديل يا أبو عاطف وعمر .
- ىا حاجة أهدي أهدي .
- حا سبوا يا جماعة .
- هاك يا ولدنا حساب الجماعة ديل كلهم الكنبات التلاتة القدام والكنبتين ديل وخالتك وعمك القاعدين قدام خالص .. يعني عشرة أنفار .
- يا ولدنا دق ليه شارع واحد وأربعين .
ونزل جميع أهل العزاء .
- لاحظ باقي ركاب الحافلة أن البنات الشابت كان يجرين ويلولون ناحية أحد الزقاقات كأنهن سيلحقن شئ ما .
- براحة يا حاجة أنزلي .
وفرغ نصف الحافلة لتترك مادة دسمة لباقي الركاب في مناقشة الظاهرة .
- والله نحن عاداتنا البايخة أصلو ما بنخليها .
- يا خ دا حزن طبيعي فقد زول عزيز عليك مسألة ما ساهلة .
- نحن ما بنتكلم عن الحزن . هو شعور طبيعي ما قلنا حاجة المشكلة في التعبير عن الحزن دا .
- التعبير نفسه سلوك طبيعي .
- والله لا طبيعي ولا شئ .. بالعكس تحس أنه الناس تتبارى وتتسابق في التعبير .. بالذات النسوان كل واحدة عايزة تثبت أنها متأثرة أكثر من التانيات ..
- والله كلامك صاح بعدين الواحدة ما تفكر بعقل تفقد عقلها وتخلي الشيطان يلعب بيها كل مرة تجيب كلام أهبل يضحك عليها الناس ..
- عشان كدا أن أقول مفروض الواحدة مفروض تحاول تضبط نفسها على الأقل في الأماكن العامة المطارات والمستشفيات والمواصلات العامة لأنه دي محلات فيها ناس كتار ما عندهم علاقة بموضوعك ولا يهمهم يعرفوه .. يبقى ما في داعي تزعجهم ..
يلا يا جماعة آخر محطة في زول نازل .
يتبع

*.*.*.*.

.

*

غايتو يا درديري حافلتك دي كان وقفت في محطة ابراهيم مالك انزل طوالي بتلقاني راجيك . .