مفهوم الوطن من منظور سوداني..

مفهوم الوطن من منظور سوداني..


02-13-2017, 09:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1486976178&rn=0


Post: #1
Title: مفهوم الوطن من منظور سوداني..
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 02-13-2017, 09:56 AM

08:56 AM February, 13 2017

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

هنالك من ينظر اليه من منظور (اولاد البلد) , واولاد البلد هنا تعني اولاد العرب بفهم السودانيين , هؤلاء لا يرون في الشرقاوي الا مجرد حبشي دخيل وافد الى السودان و لا يرون في الغرباوي الا تشادي جاء الى السودان لكي يعمل في مشروع الجزيرة و المشاريع الزراعية في القضارف ,
اصحاب هذه النظرة المتوارثة التي اخذوها من ابائهم و اباؤهم اخذوها من اجدادهم و بالتالي سيطرت هذه النزعة في وعيهم ولا وعيهم واصبحت سلوك موجه لهم و بحكم انهم حظوا بالوظيفة الرفيعة في الدولة ما بعد خروج المستعمر قاموا بتجسيدها كما اراد لها الانجليز ان تكون , اراد البريطانيون ان تكون هنالك بذرة لاختلاف و شقاق بين المكونات الاثنية لذلك مهدوا لها باختيار افضل من يستطيع تنفيذ هذه الاستراتيجية فوجدوا هؤلاء و بذروا فيهم هذه البذرة السيئة المنبت..
جنوب السودان لم ينفصل الا بسبب نظرة هؤلاء الى المواطن الجنوبي , قبل الانفصال بشهور اجري استطلاع للرأي وسط الجنوبيين الذين سكنوا العاصمة المثلثة طيلة سنين الحرب الاهلية وكانوا مجموعة من الاسر و الافراد , كان السؤال : لماذا لم يتم تغليب خيار الوحدة مع الشماليين وفضلتم الانفصال ؟ فكان رد احدهم للمذيع بان انظر الى هذه الاسر وهؤلاء الشباب الذين ولدوا في مدن شمال السودان و حدد لي واحد منهم من اب او ام شمالية ؟؟؟؟؟؟؟ فالوحدة لا تتم في وسط مجتمع يجاهر بالتمييز العرقي في صحافته و اعلامه و درامته و نكتته المحكية ...
قبل يومين فتح الاخ دينق بوست انتقد فيه الاخت بسمات في عبارة خرجت من فمها بتلقائية كل انسان شمالي دون تحرج لوجود مثل هذا المفهوم في عقله الباطن و العبارة كانت ( ما عارفة كراهيتك لينا عشان شنو) وهذه العبارة مجسدة في عقول غالبية الشماليين و تحديداً الشمال النيلي ذو الاقلية السكانية مقابل تعداد السودان الكبير , هؤلاء يوصمون الشرقاوي والغرباوي و الجنوبي بالحاقد لمجرد حديثه الطموح عن وطنه و ما يجب ان يكون عليه حال الوطن من احقاق للحقوق و عدل بالقسطاس المبين بين الجميع ,
هؤلاء يختزلون الوطن في انفسهم ,
استحضر ايام ظهور حركة تحرير السودان (عبد الواحد محمد نور) وكانت اول حركة ثورية من دارفور تنجح في تركيع نظام الخرطوم على مدى تاريخ المحاولات العسكرية لمناهضة للنظام من جبل مرة ,
استحضر ان احد اصحاب هذا المنظور لرؤية الوطن قال بالحرف الواحد :( ياخ معقولة الغسالين و بياعين الترمس يحكموا السودان؟؟) ههههههههههههههه , سبحان الله لم تمر سنوات قلائل حتى رأينا حفيد المهدي القائل مقولته الشهيرة عندما اقتحم الجسور خليل ابراهيم امدرمان :(البشير جلدنا وما بنجروا في الشوك),,,, هذا الكاذب اليهذي ذهب ذليلاً لكسب ود الثائر الجيفاري عبد الواحد محمد نور في فرنسا و بلع هذه العبارة الداعمة لمشروع (اولاد البلد) ..
سؤالنا البديهي : البوديكم شنو لطلب ود بياعين الترمس و الغسالين ؟؟؟؟

المنظور الثاني لمفهوم الوطن:
من خلال مسيرة الوطن المكلوم من بعد الاستقلال و الى اليوم عبرت مياه كثيرة تحت جسر الدويلة الصنيعة ,
اكتشف المستنيرون من ابناء السودان ان الاستقلال ما كان الا عملية انتقال سلسلة للسلطة من يد المستعمر الى يد وكيل المستعمر من مواطني البلد,
قامت الثورات و الاحتجاجات الرافضة لممارسات الدويلة الوكيلة ,,
في بداياتها كانت محاولات مثل تمرد توريت و حركة اللهيب الاحمر و تحرك سوني,,
تطورت ووصلت الى مفهوم السودان الجديد عبر الحركة الثورية الاقوى و الاكثر اقناعاً وهي الحركة الشعبية ,,

هذا المفهوم الثاني للوطن تتجسد رؤيته في الرجوع الى الوتد الاصلي الذي نبع منه الشعب السوداني بكل اطيافه وهو الافريقانية و الاعتزاز و التمسك بهذا الانتماء لانه يمثل الحقيقة ,,
وهذا المفهوم وجد حيزاً كبيراً من التمدد شمالاً حتى حلفا ,,
و الان المعركة محتدمة بين المواطنين السودانيين حملة هذين المفهومين ,,,

ان اكثر ما اضر بالبلد و هدد امنها وزهق ارواح مواطنيها هو عملية اختزال الوطن في المفهوم الاول ,,,
هذا المفهوم الناشز خلق جفوة وفجوة كبيرة بين ابناء التراب الواحد ,,

اتذكر في الخرطوم عندما كنا حديثين عهد بها سمعت حوار دار بين اثنين في الشارع العام و احدهما سائق عربة حدثت له مشادة كلامية مع سائق اخر اثناء تزاحمهما في الطريق فما كان من احد المارة الا وان ربت على كتف احد السائقين وقال له :(خليك ود عرب ياخ) , اي بمعنى ان لا تدخل في جدال مع احمق و ان الحماقة ليست من شيم اولاد العرب (بالمفهوم السوداني) ,,

الخلاصة:-
لا يوجد وجدان مشترك بين السودانيين..
عندما يذبح شخص في دنقلا لا يحرك هذا الحدث البشع ساكناً في سكان الجنينة وعندما تغتصب معلمة في الجنينة هذا لا يحرك ساكناً في من يسكن دنقلا...

هذه هي الحقيقة المرة ...