الرّاعي...!!!

الرّاعي...!!!


01-31-2017, 07:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1485844890&rn=0


Post: #1
Title: الرّاعي...!!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-31-2017, 07:41 AM

06:41 AM January, 31 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

**********
1
لا بأسَ أن ترى بأن هذا الكونِ إيسكريم
تلذّذَ كثيراً بما تُجيدُهُ أيها الكائنُ غيرُ المُصابِ مثلي
بداءِ السُّكّرِ
واقضِمْ لي معكَ قِطعةً ضخمةً من شِريانِهِ.

2
أنسى دائماً أن أُغيّرَ قِطعةً مُهملةً في سريري.
كُلُّ مساءٍ
أتي بتعبٍ شاهِقٍ مُشوّهٍ مُوزّعٍ بين مفاصِلي
لأُبعثِرهُ على الفِراشِ وأنهضُ دونهُ.
التقِطُ التّعبَ من قلبِ الشّارِعِ، أزِقّتهِ، القلوبِ المشلولةِ والمُفعمةِ، الرُّوائحِ الدّبِقةِ، الياسمينِ، تهدُّجاتِ الطّيرِ، أنينِ الأراجيلِ، تفلُّتاتِ الزّنجبيلِ، يقينِ الشّحاتينِ وكركراتِهم، ...
لكني أنسى أن أُغيّرَ قِطعةً مُهِمةً تشبهُ تكتكاتِ السّاعةِ في قِطارٍ
قِطعةٌ مُهملةٌ في طرفِ السّريرِ يسمونها:
ضحكتي في زمانٍ تلِيدٍ.

3
زهرةٌ بين أنامِلِكَ هذا الوجُودَ
فصُنْ عبقَ روحِها بالموسيقى
والأغنياتِ
أصعُدَ إلى بتلاتِها بالقُبلِ
حتى ترتويّ بالضُّوءِ
ولا تُفلِتَ وتينَكُما
فيلقّفُكَ العذابُ.

4
قالوا: مضى
قُلتُ: جاءَ
فالذي يشتِلُ بساتينَ عِطرٍ
لا تُغادِرُهُ الحياةُ..!!
إلى روحٍ تبقى مُرفرِفةً في اﻷرجاءِ:
سعودي دراج

5
الشّارِعُ السّاعةَ
قِطعةُ سُكرٍ
يذوِبُها شوقي إليكِ..!!

6
العتمةُ أيضاً تسألُ عَنكِ
لتُضِيء..!!

7
مذ قايضتُ عُزلتيَّ بامرأةٍ
تعلمتُ أن العُزلةَ في الجموعِ
وأن الكلامَ يُروى من ينابِيعِ أُنثى
حتى وهي تُخفي تحت كدحِها:
نقصيَّ المُتفاقِمِ.

7
يثفُلُ الشّارِعُ ثلاثاً عن يمينِهِ:
لصهِيلِ الرُّوحِ الذي اِصطادتهُ الحناجِرُ
ووشتهُ المُوسيقى بكواكِبِها المُدجّجةِ.
لحيرةِ العِطرِ في التّخفيّ.
وعن يسارِهِ يثفُلُ واحِدةً فحسبُ
يُقالُ بأنها لي..!!

8
أيُّ قُدرةٍ تدّعيها أيها اللّيلُ
وها ضُوءُ عينيها يُبدِّدُكَ..!!

9
بارتْ بجنبِيكَ البلادُ
ولقد عَرِضتْ نِخاسةً
كُلَّ النُّعوشِ الماشيةِ
والرّيحِ والأورادِ
ولم تُخبِئ سَطرَ أُنسٍ
من سفاهاتِ الطِّلابِ
بقلبِكَ المقدودِ من عبطٍ تردّدهُ شِفاهُكَ
في ذِهنِ العِبادِ..

10
الرّاعي...!!!
ـــــــــــــــــــــ
أُمسِكُ بخيوطِ الليلِ
بصمتِهِ المُتفحِمِ
بخُطواتِهِ الخُفاشيةِ المُتقافِزة.
أُمسِكُ بحريرِ الغَطرسةِ التي يتدلى بها
على الكونِ.
أُمسِكُ بحوقلاتِهِ وهو يمرِّرُ أنفاسَهُ العطِنةَ
على أطفالٍ يستلقونَ تحت سترِهِ المُخادِعِ
حيث يمرِّرُ ﻷجسادِهم الهزيلةِ زمهريرَهُ وزواحفَهُ.
أُمسِكُ بالنبوءاتِ المُضطرِدةِ
التي يلوكَها الكذِبُ والتدليسُ
لرُعاةِ الليلِ.
أُمسِكُ بالنوافِذِ التي تستلقيّ في الهواءِ
تفتحُ على أشُدِّها
كي يستيقظَ الموتى ويمضونَ تحت جُنحِ الليلِ
ليمارسوا دون إنسانيةٍ:
صلاتَهم التي يخادِعونَ بها بعضَهم ويباهونَ بعلاماتِها المحفورةِ بالموسى.
أنا أُمسِكُ اﻷصواتَ حتى يختبئُ في جحرِهِ الباغي
فلا يُلقي قنابلَهُ على ملامِحِ الكونِ البريئةُ لم تزل.
أُمسِكُ الضحكةَ والقُبلاتَ والكلماتَ الحنونةَ والدُّعاباتَ المملوءةِ بالشذى وهدهدةَ الطفلِ والطِفلَ ورشفاتَ الشّاي و...
أُمسِكُ بكُلِّ طِيبٍ كي لا يتخطفَهُ الليلُ.
أُمسِكُ باسمي سالِماً ليجتازَ خُدوشَ الليلِ
بهيجاً كصباباتِ الورودِ
مُشفراً بالحنينِ
غريباً كما بدأ أولِ مرةٍ في التشيؤ
بسيطاً كسرابٍ يخالِجهُ الماءُ
ويشملهُ الكوثرُ في احترازاتِهِ.
31/1/2016م