سهمٌ إلى العدمِ

سهمٌ إلى العدمِ


01-28-2017, 11:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1485598744&rn=0


Post: #1
Title: سهمٌ إلى العدمِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-28-2017, 11:19 AM

10:19 AM January, 28 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


************
1
حُرقةُ النّاي
^^^^^^
نزعتُ من صَدريّ الآهاتِ
تلك حرافةً وعِرةً
أن تتشبّثَ بقلبٍ خالٍ من التّأوّهِ، ليس بإمكانِهِ إن اِصطادَكَ حَزنٌ أن يدفعَهُ بهواءٍ ساخِنٍ إلى الخارِجِ!
هبْ أن امرأةً روحُها حانةٌ، اِبتِسامتُها أعاصيرُ، جسدُها غمامٌ راقِصُ، أنوثتُها مدائنُ مُكدّسةً بالخيالِ، أصابِعُها موسيقى هارِبةً...
تسيرُ حثيثاً إلى إِغلاقِ غابتِكَ المُتشبِّثةَ بقارِبِها؟
أو إن ذاتَ القارِبُ ثقبتهُ إِبرةُ الغيّابِ؟
ألا تظُنَّ وأنتَ تشُدُّ غِطاءَ الشَّوقِ على نحيبِ الوحشةِ أن أضخمَ قطرةٌ غطتْ الثُّقبَ؟
القارِبُ على مِصراعيهِ لما تُرتِّلَ في السِّرِّ من اِحتِشادٍ
القارِبُ قلبٌ كذلك.
بمنجاةٍ من شرهِ الحنينِ الموشّى بأزهارِ القُبلِ
بمنجاةٍ من التُّوغُّلِ في اِرتِشافِ المِزاحِ حين العِناقِ
بمنجاةٍ من الاِندِماجِ...
فخلِّني شاخِصاً لتنشِّينِ الكدرِ
مُذْ كُنتُ حشوةَ قصبٍ لنّاي
حتى اِستنقذتنِيّ الصرخةُ وسِرتُ تنتاشُني الأشجانُ
تلك حرافةً قاتِلةً
....
ما الذي يعيدُ ظِلّي إلى ظِلّها ليَظِلّهُ بنهرِ الرّتقِ، بوسعِهِ الشّاسِعِ، بنداه...؟
أحمِلُني على صفقٍ جفّ فرطُ الإِفراطِ في التّشبُّثِ بآتٍ
أحمِلُني كآهةٍ غفتْ أوانُ النّزعِ
كحِيلةٍ بائسةٍ من تشتّتِ الكلامِ
كتكدُّسٍ خطرٍ في الأخيلةِ الغُفلِ
أحمِلُني كرجاءٍ حارٍ
لظِلٍّ تبقى منهُ خيطُ شمسٍ أخيرٍ
....
أن تبقى دامياً يدويُّ بقلبِكَ تقاطُعُ الأنصالِ
مرِّرَ إلى القارِبِ القريبِ نهرَكَ الضّائعَ
واِنسلَّ للنِّسيانْ.

2
قال:
أنا حيثُ أسقطتنيّ
أخِرُ عِبارةٍ في القصيدةِ.

3
في رقصةِ الحُرُوفِ بالمتنِ
لما جمعتُ ضَفتيهُ
وانصرفتُ
ألفيتُ موسيقى روحي
قد اِستغفلتني
وبقيتْ لتعبِّئَ الحُرُوفَ
بخيمياءِ الجذبِ..!!

4
مساءٌ أخرُ سيسهرُ فيه النّزقُ وحيداً
حافياً
واضِعاً يدَهُ في جيبِ سترتهِ الدّاكنةَ
وطائشاً لُبُّهُ..!!

5
وصلتُ إلى البيتِ من البيتِ
الشّارِعُ بيتُ اليتامى والصّعاليكُ مِثلي

6
لن يفتِكَّ بالشّارِعِ
خلا اختيالَهُ في قلوبٍ العابِرينَ
بشرايينِهِ المٌتكلِّسةِ..!!

7
ما خبأتَ بقلبِكَ
أيها الشّارِعُ
ويلوحُ على ملامِحِكَ
بين آنٍ وآن..
الوجُومُ الذي يهزُّ الوِجدانَ
وملمسُ الصّدأِ ببُرتُقالِ روحِكَ
والاِحتِقانْ.

8
الشّارِعُ الذي لم ينمْ ليلةً في المجرّةِ
لم يزدرِدْ هيئتَهُ النُّعاسُ
وإنما مكرُ الأرواحِ الحجريةْ..!!

9
بإِخفاقٍ طفيفٍ
يُسدِّدُ الرّائي سهمَهُ
إلى العدمِ..
يمزُجُ دمَهُ الذي من لُغةٍ
بأريجِ الكلامِ الكفيفِ
فيحُطُّ باﻷرواحِ شجنٍ عنيفٍ
وقودُهُ الذُّواتُ المُتّحِدةِ
والرُّؤى..
أيُّ بأسٍ لمطرٍ يتسلّقُ اﻷخيلةَ
دون راءٍ يحلُبُ قلبَهُ
ويصنعُ من تقاطُرِهِ:
مُدناً و ريف..!!

إلى سولارا الصباح

10
قال:
تُرى ما كُنتَ سأكتُبُ بقلمِ اللّحظةِ
لما يغمُرني من ذِكرى
عن أنثى لا تأكُلُ الأيامُ عِطرَها؟

11
والموسيقى
الحارِسُ الشّخصيُّ لبابِ العُزلةِ
تصُدُّ عنكَ العطنَ
وتدعُكَ نهباً للشُّجُونِ.
27/1/2016م