من هُوّةِ المعنى

من هُوّةِ المعنى


01-26-2017, 08:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1485415053&rn=0


Post: #1
Title: من هُوّةِ المعنى
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-26-2017, 08:17 AM

07:17 AM January, 26 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

***********
1
قيدُ شقشقةٍ قلبُكَ
عيناكَ بيتُ وصايايّ
الشّارِعُ نهرُكَ.

2
تلفّع بالبّردِ يا قلبيّ السّكــران
يُوشِكُ بارودُكَ على الاِشتِعال
ضُمّ إليكَ الأُغنِياتَ والأشجان
لن تُقرأ خُطُوبَكَ خلفَ الظّلال
قد رُمي بينكَ جوهرَ الإِنسـان
فبات هزيمُكَ براكينُ الجِبـــال
فخُذْ أنفاسُكَ من كوثرِ الرّيحان
لتستأنِفَ السّيرُ بشِــراكِ التّلال

3
لم أزلْ أُعانِدُ يديَّ
ودّتْ لو ألقتْ بثراكِ حدائَقها
يوشِكُ أن يجفَّ أريجُها
وتهجُرُها العصافِيرُ.

4
مساءٌ وأُذناهُ في شفقِ اﻹِرهافِ
مساءٌ والعبقُ يرِنُّ كوترٍ في القلبِ
مساءٌ والعينُ على العينِ ضِفافُ
مساءٌ والحِسُّ يسِرُّ إلى الحِسِّ
بأن
مساء لكِ و
مساء أخر لكِ
بأنجُمِهِ والهمسِ...الخ

5
القلبُ الذي كان يعملُ في مقهىً
يُوزِعُ دقاتَهُ المُتناغِمةَ ومِزاجِ البُّنِّ
هزِلَ وانكمشتْ معالِمُهُ
وأصبحَ لافِتةً يستنِدُ عليها الشّارِعُ..!!

6
وبعد أن غنتْ وزُلزِلَ المكانُ
وراحَ الغّرقى والأُغنياتِ
يستعِيدونَ أشكالَهُم التي اِصطحبُوها
لمِهرجانِ المُوتى..
طفِقَ النّعشُ الجاثِمُ على المنصّةِ
يهِشُّ عن لِحيتِهِ المُنكسِرةِ
سِربَ ذُبابٍ حطَّ ليلعقَ آثارَ شرهِهِ المُعلنِ..!!

7
الشّارِعُ بشمسِهِ المُنحنيةِ
لتشربَ عرقَ الجِباهِ التي تُخطّطُ ملامِحَهُ
لا ينسى أن يُحذِرَهُم
من التّلاعُبِ بمواصفاتِ أنفِهِ.
لا أحدّ يعرِفُ السِّرَّ عدّايّ
ولن أُخبِرَ عنهُ..!!

8
الشّارِعُ لا يرعوي من إِظهارِ حُسنِهِ الخفيَّ
لقلبي الذي مشتْ عليهِ التّجارُبُ
وطرحتهُ كالأسفلتِ ﻷقدامِها الخشِنةِ
لكنهُ لما يزلُ يُثرثِرُ نبضُهُ لإعادةِ مشاهِدِ المشيّ..!!

9
الشّارِعُ على المهلِ
يرشُفُ غيمَ الصّباحِ العجُولِ
فيما يتصفّحُ أنفَهُ بغِبطةٍ:
أثارُ السّهرِ بأرواحِ العابِرين..!!

10
وأهملنيّ اللّيلُ
لم يضعَ عليّ غِطاءَهُ
ويُخبئُنيّ عن عينيّ السّهرِ..!!
إلى: الطيب المشرف...

11
الموسيقى
شُرفةُ الرُّوحِ
عُرسُ الجسدِ
شجرةٌ باسِقةٌ في جنةِ الأُنسِ
أنثى مخبُوزةٌ بالغنجِ
الموسيقى...

12
أناوِلُها الشّارِعَ
تُقرِّبَني من السِّحرِ
يداها ندىً وغوايةٌ
روحيّ أزِقّةٌ وشِعرُ..

13
يوزِعُني ليلُكِ الأنِيقَ على طاوِلةِ الضُّوءِ
أنا أوراقُ لعِبُكِ الأربعةَ عشر.

14
التّحلّيقُ في العتمةِ
رِهانٌ مُتوحِّشٌ
كي نخطّطَ بحذقٍ
ليبقى النّهارُ إلى الأبدِ.

15
لا بوصلةٌ لثرثرةِ دمي
أصابِعيّ من تينِ الغِوايةِ
جِهاتيّ وميضُ المرايا
ألحانيّ الشّارِعُ.

16
بداخِلِ قلبيّ المفتوحِ
كأنهُ الشّارِعُ
يسيلُ شذاكِ أنهارا..

17
من هُوّةِ المعنى
بمخالِبِ نَسرٍ تسعى
إلى السّطحِ المعاني..
26/1/2016م