جُنديُّ الرُّوحِ

جُنديُّ الرُّوحِ


01-24-2017, 10:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1485249947&rn=0


Post: #1
Title: جُنديُّ الرُّوحِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-24-2017, 10:25 AM

09:25 AM January, 24 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


^^^^^^^^
1
اضطرار)
ـــــــــــــ
كُنتُ مُضطرًّا
أن انتخِبَ الحيدُ
بفِطنةِ الهارِبِ اللائذِ بشفافٍ
لا يخطئهُ قلبُ الحبيبةِ.
موّهتُ بدنَ التّبلُّدِ على الشِّقُّوقِ
ركلتُ أنفاسيَّ إلى الدّاخِلِ
غِبطتي عُشبٌ يُراقِصُ الموجَ
أكتُبُ على سبورةِ الأصدافِ:
أحِبُّكِ...
انتهى الدّرسُ.
كُنتُ مُضطرًّا
على إِجابةِ زوبعةِ الماءِ
أنا أسئلتُها الكفِيفةُ
وحُرقتُها إن تناولتَها براكينُ الإِنصاتِ
إلى طُبُولٍ عتِيقةٍ/أعني:
تزجُّجاتُ النّزقِ
ولا أرمي بإيماءةٍ ما صوبَ كتِفٍ يُلاصِفُكِ...
أه أنتِ كُلُّ الزُّوابِعِ والطُّبُولُ والصّدفُ.
أنتِ الطُّوعُ وأجوِبةُ الماءِ.
كُنتُ
مُضطرًّا
لمُلامسةِ
الأنامِلِ
إني حيِّدٌ مع الأسفِ!

2
اِمرأةٌ تُنّحيَّ العتمةَ
******
كيف لا يعتليَّ ظهرَ اللّيلِ إِشراقٌ
يُفتِّتُ جُثتَهُ الضّخمةَ
يُحيلهُ إلى محضِ ذِكرى هشّةً
تلتهِمُها أُخرى عابِرةً في مجرةٍ نائيةٍ
تلِجُ في العدمِ بلا أثرٍ ورائِها؟
كيف لا يترنّحُ الشّجوُ فرط امتِلائهِ بنبيذِ النّشوةِ البِكرِ
من عِنبٍ ممسوسٍ بالأنامِلِ السّاحِرةِ المُخضّبةِ
وأنتِ
تُحاصِرينَ اللّيلَ وهو يسعى لنحرِ وثوبيّ إليكِ؟

3
أيها السّاريُّ في الدُّجنةِ
باِتِّجاهِ القمرِ البعيدِ
اِتَّئدْ
فخلفَ ركبَكَ المُتقافِزِ
قمران
ييمِّمانِ شطرَكَ
فإذا أنتَ مدارهُما
ومحطُّ عذوبتهُما
.....
أيهذا السّاريُّ حسبك
أن اِلتفتَ
فلا نهرَ إلا الذي تروِهِ باِبتِسامِكَ النّورانيِّ
ولا ماءَ إلا أسفلَ وجدِكَ.

4
لا يُمكِنُكَ أن تكُونَ سِواكَ
هذا وأنتَ هو الأخرُ!

5
لمن أرادَ جرّ العربةِ
أنتَ ليس حِصانِها
أو حتى حَدوتِهِ
إن دفعتَ إلى اليابِسةِ
نهراً جفّتْ بمجراهِ الحرائقُ
..
يُمكِنُ للعربةِ أن تقعِدَكَ بمحلِ السّائسِ.

6
يرتُقونَ بإِبرةِ الكُجورِ
شرايينَ الكُونِ النّازِفةِ
صاعِدةً هابِطةً في حذقٍ
دون أن تحمِلَها يدُ ساحِرٍ
خيطُها أهازيجُهم
تثنِّيها في الجِراحِ إيقاعاتُهم
هَردبجَا هَردبجَا هَدَربجَااااااا
تُم تُم تُمتُمتُام تُم تُم
هَردبجَا كَا هَردبجَا كَا
تُمْ
صِغارُ السَّحرةِ بأصواتِهم القِرمِزيّةِ
بملامِحِهم الدّءوبةِ
يشدُّونَ جِلدَ الكُونِ
يكشِطُونَ الدّمَ لتّتضِحَ مسامُهُ المُعبأةَ بالسَّلمِ والزّهرِ والحُبِّ.

7
قال:
ألقيتُ صمتيَّ المُكرّسَ لوهوهاتِ الشّارِعِ
في خضمِّ اﻷخيلةِ
وبجنبيهِ محض حرفينِ:
صادٌ
هاءُ..!!

8
خُذْ رعشتَكَ من فمي
أيهذا القلبُ المملوءُ
بعِطرِ نبضِها..!!

9
من شجَّ حنينَ الشّارِعِ
وغطى عينيهُ بمرايا الرِّيحِ؟
قال غيابي..

10
لا أخفيّ شيئاً في ذاكِرتي، ولِم؟
فكُلما نبضَ حرفي قال أُحبِّكِ
بشكلٍ ما..!!

11
أنظُرُ إليها
تُخطّطُ قلبي قوارِبَ
وترسِلُها بنهرِ رقتِها..!!

12
حين يتوقفُ الشّارِعُ بمحطةٍ
لاِحتِساءِ قهُوتِهِ
يسمعُ أُغنيةً قادِمةً من سحيقِهِ
لما كان نزوةٌ في خفقِ جبلٍ..!!

13
الشّارِعُ الصّاعِدُ إلى قمةِ الجبلِ
ويتلوّى كحيّةٍ تُبدِّلُ قميصَها
حبسَ أنفاسَ الصّخرِ برقصِهِ الغجريِّ..!!

14
الشّارِعُ مثلما خرجتَ إليهِ يستقبِلُكَ
فدَعْ في زوايا النّومِ عبُوسَكَ..!!

15
الشّارِعُ امرأةٌ باسِقةٌ
تتلُو مرايا اﻷرضِ للعابِرِ
ملامِحَها
فيعشى فرط الضَوءِ..!!

16
أنا والشّارِعُ كهاتينِ
وأشِرتُ بفزعيّ إلى:
كُلَّ شارِعٍ في يدِهِ غيم..!!

17
كدسَ الشّارِعُ غواياتَهُ في غِيابي
ولقد بلغتْ أصابعيّ من الكِبرِ عتيّا..
فهل سيُعينُها هذا القلبُ الطّفلُ النّزقُ
على رقصةِ الشّارِعِ
فيتحوّلُ نبضُهُ إلى محضِ يدٍ..!!

18
إلى صديقتي الجميلة سلوى حبيب...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كُنتُ ساهِماً
اصطادُ جُنديَّ الرُّوحِ
كيما يتّصلَ بنبضِ صديقتي المُدمّى
فجرّني من كُمِ اِنتباهي:
الشَّـــــــــــــــارِعُ
وألقاني بحظيرتِهِ..!!

19
ما الذي
-على أربعٍ-
أركضُ عليه..
فيما هو كأبدٍ
يركضُ إلى جواري...
ويشرِّعُ أحضانَهُ
ﻷنتمي مُجدداً
إليه؟

20
أُهرِبُ إلى المساءِ مِزاجي
على ورقةٍ حوّلتُها إلى سهمٍ
فيمزِقُها التجوّلُ في النّهارِ.
24/1/2016م