سلامة المُواطنين أولاً -مقال سهير عبدالرحيم

سلامة المُواطنين أولاً -مقال سهير عبدالرحيم


12-12-2016, 11:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1481581068&rn=0


Post: #1
Title: سلامة المُواطنين أولاً -مقال سهير عبدالرحيم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-12-2016, 11:17 PM

10:17 PM December, 13 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


السبت مساءً، قرّرت أن أزور للمرة الثانية ساحة المولد النبوي الشريف وأن اشتري عرائس وحلاوة لكوم وسمسمية وفولية وجوزية وغيرها، وقلت في نفسي أسمع لي مدحة مدحتين كده واتفرّج على الناس وأسجِّل مُشاهداتي واطلع.
وعلى امتداد الشارع العام قبالة المولد، كان هناك تواجد مكثف لشرطة المرور بغرض منع الزحام والتوقف الخاطئ ومن أجل أيضاً سلامة المُواطنين الذين توافدوا بكميات كبيرة ناحية ساحة الاحتفال للتعبير عن حبهم له صلوات ربي وسلامه عليه.
وكعادة السودانيين الاحتفاء بأي حدث أو التجهيز له يكون في اللحظات الأخيرة من عُمر ذلك الحدث: حيث حدث تسابقٌ محمومٌ لشراء الحلوى والترويح عن النفس في تلك الأجواء الصوفية باعتبار أن يوم السبت ذاك هو يوم (القفلة) وآخر أيام الاحتفالات.
بمجرد دخولي ساحة المولد، وقفت عند أول بائع وسألت عن أسعار عروسة المولد وفي ذهني الطرفة المُتداولة والتي تحكي أنّ أحدهم سأل البائع عن عروس المولد وهو يرغب في الشراء، فأخبره البائع أن سعرها 350 جنيهاً، ولما تفأجأ بالسعر سأله خلاص ما عاوز عروس عاوز واحدة مطلقة.
سألت عن العرائس فوجدت أسعارها تتراوح ما بين 60 جنيهاً الى 550 جنيهاً، وفي الحقيقة كانت عرائس باهتة لا شكل ولا طعم ولا نكهة لها، حقيقة لم أدر هل اختلفت نظرتنا لعروس المولد وبهت ذلك الألق الطفولي أم أن الأشياء لم تعد هي الأشياء.
عقب ذلك تجوّلت في خيم الطرق الصوفية واستمعت لكثير من الأهازيج وسط أصوات الطبول وترانيم المُحبِّين.
ما لفت نظري مُحاولة جهة ما لم أدر ما هي والى أية جهة تتبع، مُحاولتها إطلاق ألعاب نارية بكثافة من قلب ساحة المولد.
الألعاب كانت كثيفة ومُثيرة ورائعة، ولكن الخطأ كان من مَنصّة الانطلاق حيث كانت حشود المُواطنين تقف على مسافات مُتباينة من منصة الانطلاق، وحدث أن بعض الألعاب تفرقعت عرضياً عوضاً على أن تنطلق عمودياً فحدث هرج ومرج وفزع وسط المُواطنين وحانت لحظات هروب من مكان الإطلاق أدت الى تدافع المُواطنين ورجال الشرطة على حد سواء.
ولأول مرة اشاهد رجال شرطة يهربون هم والمواطنين في آن واحد ؛ ولأني لا اثق في الاحتياطات الامنية واجراءات السلامة في تلك الممارسات ولأني تابعت حدوث حرائق حتى في دول مُتقدِّمة أخرى حول العالم بسبب الألعاب النارية ، فقد توقّعت حُدوث كَارثة وسحبت الأطفال الذين كانوا بصحبتي وغادرت سريعاً موقع الحدث.. وظللت أرقب الألعاب من موقعٍ بعيدٍ.
ما ينبغي قوله...... احتفلوا......وافرحوا لمولد الحبيب صلى الله عليه وسلم ولكن توخوا الحذر وسلامة المُواطنين مُهمّة.


خارج السور:

أسعار حلاوة لكوم جعلتها تقول أنا الجميلة ومستحيلة!


*نقلا عن التيار