العصيان والطوفان من ادب المقاومة

العصيان والطوفان من ادب المقاومة


12-02-2016, 02:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1480685389&rn=0


Post: #1
Title: العصيان والطوفان من ادب المقاومة
Author: عبدالله الأسد
Date: 12-02-2016, 02:29 PM

01:29 PM December, 02 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله الأسد-كندا
مكتبتى
رابط مختصر


لشباب الوطن الصامد الذين نفذوا العصيان المدني بنجاح لثلاثة أيام 27-28-29 نوفمبر 2016
--------------------------------------------------------------------------------------
العصيان والطوفان
*******************
بلد البشائر قد بدا العصيان والطوفان فوق سماكِ
صدق الرِّهان الحر بين شبابنا
عصيانهم وصمودهم ونجاحهم لحماكِ
رغم الطُّغاة ورغم أنفِ زعيمهم
رغم الوعيد ورغم سجن ضَناكِ
الشعبُ أقدر مَن يُعيد حياته
فكَّ القيود ودحَر من مسَّاكِ
منذ الحصار المُر حول بيوتنا
السلك شاك أمامنا ووراكِ
مهلًا عروسَ النيل مهلًا اصبري
ما عاش باغٍ فيكِ أو أغواكِ
فصَلُوا الجنوبَ تأمَّروا ولأنهم
فرضوا شريعتهم لسفك دماكِ
كذبًا باسم الدِّين داسُوا شبابنا
حكموا بجَلدكِ واستباحوا عراكِ
أرض الجزيرة أجدبت وأخالُها
تستجدي عَيش الخبز من أعداكِ
دارفور تغرق بالدماء رمالُها
والجنجويد يحرق ما بَنتْهُ يداكِ
غاب الخريف وكردفان تغيَّبت
أين التبلدي وأين صوت غناكِ
كافوري حصنٌ زائل وقصورُهم
من كَدِّ مسكينٍ ومال فداكِ
استرجعي الماضي وبابك مشرَع
طال انتظاري خلف باب فناكِ
ما انفكَّت الإنقاذ وَثْبة واهم
وتخالف اللصانِ في مرساكِ
لصٌّ أراه منافقًا ومراوغا
بالدين والتشريع كم غشاكِ
لا يدر في التاريخ من يهواكِ
لا يدري قاموس الهوى تفكيره
لا يدري حب الناس حين تراكِ
من نخلة ماتت وكُفِّن جزعُها
من جيش جوع في الشوارع شاكي
من سوط جلاد تَعفَّن إبطُه
دنس كرامةَ حرمةٍ في حماكِ
وإلى متى كذبٌ ووعدٌ زائف
تحيا بلادي وجُل من سواكِ
من أي دباباتهم وصلوا هنا
نيرانهم حرقت ثياب وفاكِ
ومدرعات بالدماء تخضَّبت
صاحت تكبِّر فوق ذبح ضناكِ
وخناجر ابن أبية خلفنا أشهرت
قتلوا الحسين وعلقوا قتلاكِ
لله عمري في المنافي عالقًا
ولديَّ حلمٌ فيكِ لا ينساكِ
لا زال نهر النيل مَهْد حضارتي
وبكيت في المنفى الذي أبكاكِ
أبكيكِ في كل البيوت مأتم
أبكي شبابًا مات من شهداكِ
أبكيكِ في أرض المنافي لعلها
دول الخليج وأصبحت منفاكِ
يا غربةَ الأشباح اني لا أضيع هنا؟!
ليلي تسهَّد في ليالي عناكِ
ما عاد يعرفني الطريق ولا أنا
بعيون شرطيٍّ أرى عيناكِ
ما عدت أعرفها الوجوه تغيرت
بحذاء قوم يسفكون دماكِ
من أين جاءوا هؤلاء تكلَّمي؟
من أي جُحر يزحفون وراكِ؟
لا تيأسي بلدي فنصرُك قادمٌ
ما دام قلبٌ في المنافي يراكِ
اسمٌ نراه على السماء مسطَّرٌ
وطنُ النجوم وعزَّةٌ في هواكِ
كم جار دهرٌ فيك من تاريخنا
ولَكَمْ تسلَّط ظالم ومكابر بسلاحه ورماكِ
سيعود يوم النصر ميمونًا هنا
وجحافل الثوار والعمال يوم لقاكِ
سيعود طيرُك في الربيع مغرِّدًا
سيعود سيف النصر من منفاكِ
وسنرمي حتمًا في الزبالة عهدهم
ويطلُّ فجرٌ ممسكٌ بيداكِ
عبدالله الأسد