جَمرُ العابِرِ

جَمرُ العابِرِ


11-29-2016, 07:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1480400334&rn=0


Post: #1
Title: جَمرُ العابِرِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-29-2016, 07:18 AM

06:18 AM November, 29 2016

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

ـــــــــــــــ
1
وهذا اللُّهاثُ الحمِيمَ:
شطُّ القلبِ، موسقةُ كُلُّ يومٍ
ومِكنسةُ القلق..

2
كأني نسيتُ الشّارِعَ
لمطحنةِ اللّيلِ
فليس بجيبيّ اﻷنَ
خلا النُّعاس..!!

3
كيف لكفيّ اهتدى الشّارِعُ
وكفي أصابِعُ مغمورةً في الرّحيل..؟؟

4
الشّارِعُ ينهلُّ من ذِكرياتيّ ملامِحَها
ويوزِعُ نبضيّ على السّابِلة..

5
بردٌ يبدِّدُ اﻷخيلةَ
فيما الرُّوحُ تتأرجحُ بالرِّيحِ
والشّارِعُ يسويّ هيئتَهُ..

6
أيُّ لِسانٍ اِحتملَ حُرقةَ الرُّوحِ
أيُّ فضاءٍ تلقّفه..!!

7
والشّمسُ في يأسٍ تمدُّ لسانَها الطويلَ
لتنهلّ ماءَ اليمِّ..
اتكأنا على النّظرِ
وشغفِ القلوبِ بالبحرِ
وأجسادنا ثقبتَها الرّعشاتُ...
لنرقبَ اِتساعَ حدقتيّ البحرُ
وهو يقهقهُ من نزقِ الشّمسِ..!!
...
حدثني البحرُ
عن بناياتٍ تطعنهُ بالفضولِ
وأنه يتوخى السّهو البشريَّ
ليُهندمَ روحَهُ
يضعُ عِطرَهُ
يتهيأُ للغواية..!!

8
الأرصِفةُ رحيقُ الشّارِعِ
وماءُ وجودِهِ النّميرِ
ضحكتُهُ كذلك
وشبابُهُ الأنيقِ...

9
الحياةُ جُرحُكَ المفتوحِ
وأنت طبيبُهُ
لن تنجوا حتى يندملَ
بالحُبِّ والصّلوات.

10
الشّارِعُ المُنتزعُ من ضُروسِ الجبلِ
تدلّى كلِسانٍ مشروخٍ بالعابِرينَ والقابِعينَ
على أرصِفتِهِ.

إلى نجوى دفع الله

11
أموسقُ بموسيقى اسمِكِ
سمواتي
فيما اتسلى بما تبقى في الكونِ
من موسيقى تسعى نحو عينيكِ في سكون.

12
وتخرجُ في جُنحِ خَفاءٍ
بحفيفِ الخطوِ وراءَ نداء
فتراكَ نوافِذُ مُلئتْ بما
نالتهُ من محياكَ الوضاء
.
.
.
روحُكَ يا أبتي
هي نبعُ الأضواء.

13
جَمرُ العابِرِ
........
كُنتُ من المارّة
اتطلّعُ إلى وجهي في الشَّارِعِ
أسوي هيئتَهُ على عينيهِ
يقهقهُ من بُثُورِ الحُبِّ والاِرتباكِ
يناولني ابتسامةً إسمنتيةً…
أهرولُ إلى الحبيبةِ
أنغام قِيثارٍ ولون.
كُنتُ من المارّة
أنصبُّ في مِقعدٍ قُبالة الشّارِع
أهشُّ بالشُجونِ تمزُقَ الوقتِ
على يدِّ المسافةِ
نطمرُ هوةَ الأوجاعِ بالثرثرة
نشيّدُ بِلاداً من الأمنياتِ
ثم ندعُها أخر المطافِ لصبيّ المقهى
ليغسلَها في كؤوسِ الشّاي
بِلادي محضُ تبغٍ للأنس
قهوةٌ للحنينِ والأخيلة
كُنتُ من المارّة
أطوي بقدمينِ من قلقٍ
الشّارِعَ وتعرُّجاتَهُ
حتى يلحقني حصاهُ بالرّمل
يُسوي بدني بغبارِهِ الكالح
خرائطَ مُدنٍ وأنهارٍ مقدسة
كُنتُ من المارّة
أقدسُ الأطلالَ
أرنمُ قُبالتها رقصَ الدرويشِ
وروحَهُ الظامئةَ لحورٍ في الخدورِ
أمزقُ الحُجبَ بالتراتيلِ والنحيب
حتى التحقتُ بالمُفترق
كُنتُ من المارّة
أضربُ بفُرشاةِ النّسيانِ
على قُماشةِ الذّاكِرةِ
عسى أن أبدّدَ الحليبُ والأزقةَ
والبلد
كُنتُ من المارّة
أحترقُ
وأحترقُ
وما من مصبٍّ لرماديّ
خلا الأرق.
29/11/2015م