حفارو القبور

حفارو القبور


11-26-2016, 08:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1480144126&rn=0


Post: #1
Title: حفارو القبور
Author: د.محمد حسن
Date: 11-26-2016, 08:08 AM

07:08 AM November, 26 2016

سودانيز اون لاين
د.محمد حسن-
مكتبتى
رابط مختصر


وانا اشاهد الصور التي اطلقها منسوبو النظام في وسائط التواصل الاحتماعي عن رجال الامن الذين يحفرون
100 قبر
تذكرت قصيدة بدر شاكر السياب حفار القبور
فاقتبست منها هذا الجزء
بين القبور الموحشات

و على الخرائب و الرمال و كان حفار القبور

متعثر الخطوات يأخذ دربه تحت الظلام

يرعى مصابيح المدينه و هي تخفق في اكتئاب

وز يظل يحلم بالنساء العاريات و بالخمور

و تحسست يده النقود و هيأ الفم لابتسام

حتى تلاشى في الظلام

-2- النور ينضح من نوافذ حانه عبر الطريق

و تكاد رائحة الخمور

تلقى على الضوء المشبع بالدخان و بالفتور

ظلا كألوان حيارى واهيات من حريق

ناء توهم في الدجى الضافي على وجه حزين

و تلوح أشباح عجاف

خلف الزجاج تهيم في الضوء السرابي الغريق

و يشد حفار القبور على الزجاجة باليمين

و كمن يحاذر أو يخاف

يرنو إلى الدرب المنقط بالمصابيح الضئال و تحركت شفتاه في بطء و غمغم في انخذال
أظننت أنك سوف تقتحم المدينه كالغزاه كالفاتحين و تشتريها بالذي ملكت يداك
بأقل من ثمن الطلاء القرمزي على شفاه أو في أظافر لاحقتها ذات يوم مقلتاك
سأعود لانهد تعصره يدي حتى الذهول حتى التأوه و الأنين و صرخة الدم في العروق
و السكرة العمياء و الخدر المضعضع و الأفول و الأذرع المتفترات يلون الضوء الخفوق
هزاتها المستسلمات و ينفح الدم و العبير

ظل لهن على السرير

الأذرع المتفترات و زهرتان على الوساد

نسجتهما كف مخضبة الأظافر زهرتان

تتفتحان على الوسادة كالشفاه و تهمسان

نغما يذوب إلى رقاد

و تألق الجيد الشهي و لفحة النفس البهير و النور منفلتا من ال|أهداب تثقله الطيوب
قلقا كمصباح السفينه راوحته صبا لعوب و تخافق الأظلال في دعة ووسوسة الحرير
و الحلمتان أشد فوقهما بصدري في اشتهاء حتى أحسهما بأضلعي و أعتصر الدماء
باللحم و الدم و الحنايا منهما لا باليدين حتى تغيبا في صدري إلى غير انتهاء

Post: #2
Title: Re: حفارو القبور
Author: د.محمد حسن
Date: 11-26-2016, 08:13 AM
Parent: #1

وجزء من قصيدت الرائعة
المخبر



أنا ما تشاء أنا الحقير

صبّاغ أحذية الغزاة و بائع الدم و الضمير

للظالمين أنا الغراب

يقتات من جثث الفراخ أنا الدمار أنا الخراب

شفة البغيّ أعفّ من قلبي و أجنحة الذباب

أنقى و أدفأ من يدي كما تشاء أنا الحقير

لكن لي من مقلتي إذا تتبعتا خطاك

و تقرتا قسمات وجهك و ارتعاشك إبرتين

ستنسجان لك الشراك

و حواشي الكفن الملطخ بالدماء و جمرتين

تروعان رؤاك إن لم تحرقاك

و تحول دونهما ودونك بين كفيّ الجريدة

فتندّ آهتك المديدة

و تقول أصبح لا يراني بيد أن دمي يراك

إني أحسّك في الهواء و في عيون القارئين

لم يقرأون لأن تونس تستفيق على النضال

و لأن ثوار الجزائر ينسجون من الرمال

و من العواصف و السيول و من لهاث الجائعين

كفن الطغاة ؟ و ما تزال قذائف المتطوعين

يصفرن في غسق القنال

لم يقرأون و ينظرون إليّ حينا بعد حين

كالشامتين ؟

سيعلمون من الذي هو في ضلال

و لأيّنا صدأ القيود لأينا صدأ القيود

لأيّنا

نهض الحقير

و سأقتفيه فما يفرّ سأقتفيه إلى السعير

أنا ما تشاء أنا اللئيم أنا الغبيّ أنا الحقود

لكنّما أنا ما أريد أنا القويّ أنا القدير

أنا حامل الأغلال في نفسي أقيد من أشاء

بمثلهنّ من الحديد و أستبيح من الخدود

ومن الجباه أعزهن أنا المصير أنا القضاء

الحقد كالتنور في إذا تلهّب بالوقود

الحبر و القرطاس أطفأ في وجوه الأمّهات

تنورهنّ و أوقف الدم عن ثدي المرضعات

في البدء كان يطيف بي شبح يقال له الضمير

أنا منه مثل اللص يسمع وقع أقدام الخفير

شبح تنفّس ثمّ مات

و اللص عاد هو الخفير

في البدء لم أك في الصراع سوى أجير

كالبائعات حليبهنّ كما تؤجّر للبكاء

و لندب موتى غير موتاهنّ في الهند النساء

قد أمعن الباكي على مضض فعاد هو البكاء

الخوف و الدم و الصغّار فأي شيء أرتجيه

فعلى يديّ دم و في أذنيّ وهوهة الدماء

و بمقلتيّ دم و للدم في فمي طعم كريه

أثقل ضميرك بالآثام فلا يحاسبك الضمير

و انس الجريمة بالجريمة و الضحية بالضحايا

لا تمسح الدم عن يديك فلا تراه و تستطير

لفرط رعبك أو لفرط أساك و احتضن الخطايا

بأشدّ ما وسع احتضان تنج من وخز الخطايا

قوتي و قوت بني لحم آدمي أو عظام

فليحقدن علي كالحمم الأنام

كي لا يكونوا إخوة لي آنذاك و لا أكون

و ريث قابيل اللعين سيسألون

عن القتيل فلا أقول

أأنا الموكل و يلكم بأخي فإن المخبرين

بالآخرين موكّلون