الشتات (الإغتراب) هو المجموع الخُضرى للحنظلة.

09:54 AM November, 25 2016 سودانيز اون لاين
حسين أحمد حسين-UK
مكتبتى
رابط مختصر

لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ولكنَّ صدورَ الرجالِ تضيقُ،

أعلاه قولٌ بليغٌ لشاعرٍ بريئ، لم يعبأ بالمستضعفين الذين قالوا ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، الذين استفزَّهُمُ الساسةُ، فحملتهم سهامُ القهر فى رحلةٍ وحيدة الإتجاه.

يتبع ...

وحتى قول سيدى الإمام الشافعى عاشقِ الرحيل: "طوبى لسهمٍ لا يصل"، هو أيضاً قولٌ بديعٌ فى الرحيل، لكنه يصلحُ فقط لمسافرين - بلاحدود.

يتبع ...

يا أيُّها الظاعنُ؛ عُدَّةُ الظاعِنِ دَوْسَرٌ وبندقية، وعَلَمُهُ ما تَهُزُّ الريحُ من خَيْمَتِهِ.

عَلَمُ الظاعنِ ليس على ساريةِ القصر، ولكنَّه على قِمةِ هودجِ زوجتِهِ.

يقول المجنون عليه المحبة والسلام،

بِلادى لو فَهِمْتِ بَسَطْتُ عُذرِي ... إذا ما القلبُ عاودَه نُزوعُ
بها الحسنُ المباحُ لمن بغاهُ ... وجَزْعٌ - لِلْغرِيب به - مُريعُ
إلى أهْلِي الْكِرَامِ تُشَاقُ نَفْسِي ... فهل يوماً إلى وطني أريعُ

أيّها الراكبُ الميمِّمُ أرضيْ ... اِقْرَ منّي بعضَ السلامِ لبعضِيْ
إنّ جسميْ كما تراهُ بأرضٍ ... وفؤادِيْ ومالكِيهِ بأرضِ
قُدِّرَ البينُ بيننا فافترقْنَا ... وطوَى البينُ عن جفونيَ غمضِيْ

(عبد الرحمن الداخل).

منذُ دخولى الثانوية العامة كنتُ أُرَدِّدُ عبارةً لا أعرفُ لها قرارةً فى الحُشاشةِ والوجدان غير كُرْهى للحَرّ، وعِشقى للغة الإنجليزية؛ والعبارة هى: "خُلِقنا لأوروبا، وأوروبا لم تُخْلُقْ لنا".

ما أنْ جِئتُ إلى أوروبا بتقديرِ العلىِّ العظيم، إلاَّ وواجهتنى خمسُ صدماتٍ فى اليوم الأول، دفعتنى لِأكتبَ عن: "الغريب".




ردَّ اللهُ خط هيثرو، وردَّ اللهُ سودانير سيرتَها الأولى.

حباب حسين أحمد حسين حيث كلام يندى الجبين يا ريت كل شئ يهين
حتى ولو بعد سنين فها نحن يعاودونا الحنين من حين على وطن سرقه
الكوز اللعين بأذن الله مصيره إلى سجين ومن معه من زمرة الشياطين
امين امين امين

صديق مهدى على

حباب حسين أحمد حسين حيث كلام يندى الجبين يا ريت كل شئ يهين
حتى ولو بعد سنين فها نحن يعاودونا الحنين من حين على وطن سرقه
الكوز اللعين بأذن الله مصيره إلى سجين ومن معه من زمرة الشياطين
امين امين امين

مرحباً بالكريم صديق مهدى على،

نعم يا عزيزى قد يُسْرَق الوطن ويُسْرَق العمر متى ما أنجبتِ الأرضُ ساسةً أنانيين. غير أنِّى لا أُبَرِّئُ نفسى والإنتلجنسيا السودانية من استطالة ما يُحيقُ بنا من ظلمٍ، كوننا هربنا وخلفنا وراءنا شباباً غض الإهاب ضعيف التجربة وفى كامل اليتم فى كلِّ شئ، ثمَّ طفقنا نبكى وطن الحبيب ومرتع الصِّبا والمنزل الأول.

فى البدء كانت ممانعة النظام ممكنة، لأنَّنا كنا نمانعُ أخوانوية سودانية لم تتشعَّب بعد. أمَّا الآن فهذا الشباب الغض يُقاتل تنظيم الأخوان المسلمين العالمى بماله وعدِّه وعتادِهِ، وبملحقاته من الدواعيش وكل المسميات الإرهابية الأخرى، وبأركانه الأربعة: قطر، إيران، تركيا، والخلايا النائمة فى المغرب العربى التى تحاول الاستيقاظ فى ليبيا.

أقول ما أقول، ومن يمنع القلوبَ من الحنين للوطن يا حبيب، وهذا حفيدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشريف قتاده أبوعزيز بن ادريس بن مطاعن رضى الله عنه يقول:

بلادي وإنْ جارتْ علىَّ عزيزةٌ ... وأهلي وإنْ ضنوا علىَّ كرامُ

وهذا لعمرى بيت لا يخرجُ إلاَّ من مشكاةِ آلِ البيت.

كل الود.

يا وطنى سألتُكَ بالذى بينى وبينكَ حين آتى إليكَ،
خِفَّ خُطاكَ والْقانى على درجِ النزولِ،
وغَطِّنى بكَ إنَّنى عُريانَ إلاَّ مِنك.