الشعراء المخدوعين

الشعراء المخدوعين


11-10-2016, 08:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1478761242&rn=0


Post: #1
Title: الشعراء المخدوعين
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-10-2016, 08:00 AM

07:00 AM November, 10 2016

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

------------------------
لعل الشعراء من البشر الأكثر قدرة على السقوط في براثن الأيدلوجي،
أكثرهم قرباً إلى انطلاء الخديعة عليهم،
أي خديعة كانت أحكمت أم لم تحكم،
أنهم الأكثر هشاشة،
المنخورون من الداخل حد أن كل من سلم عليهم ظنوه أصدق صديق،
قليل من الشعراء،
وعلى وجه الخصوص القدماء،
من لم يسقط في براثن السياسي والخطل،
قليل من سدد موقفه وصادم واقفاً حتى غادر،
في الحقيقة أني أنظر بعطفٍ كبيرٍ لهم،
بدأ الأمر معي حين كنت أرى من قرأت لهم نصوصاً باهرة الصلابة في مقاومة الطغيان،
ورأيتهم بأم عيني يتسللون إلى الوراء ويقعدون في أحضان ذات ما قاومته كتاباتهم...
تكرر الأمر مرة فثانية فهرعت إلى دراسة الأمر على وجوهه الكثيرة فألفيته في هذا التكوين المتآكل لهم، التكوين الداخلي الهش الذي تصرعه نظرة وقبلة ووردة وبحيرة تموت...
أرى هذا ماثلاً أمامي الأن،
أراه في أصدقاء مشينا في الضد مرات ومرات لكنهم اصطدموا بالعاصفة فانحنوا ولم يعد بمقدورهم رفع رؤؤسهم مجدداً...
ويظل ظني الدائم، قل ما أراه بشكل قاطع،
أن يبقى الشاعر بعيداً عن السياسي أبداً،
لا يضع نفسه أمامه البتة وإن كالت له الدنيا ما كالت،
يبقى بمنأى عن هذا الدرب الوعر،
يكتب قصيده،
يكتب حريته،
يكتب إنسانيته .......
حتى يمضي..
حقيقة إني أقول ذلك بأسف مميت،
وحقيقة إني عايشته بمرارة،
رأيته عياناً للأسف في كثيرٍ ممن لا أصدق أنهم سيحيدون عن الدرب قيد أنملة...
وعلى الرغم من ذلك طفقت أبحث عن عذرٍ لهم،
وعذرتهم وإن لم يكن عذري لهم حقيقي وصحيح...
لا تعميم في الأمر بالطبع
ولا ينبغي لي
ولست في أي موقعٍ إلا موقع الأسف على الخذلان.