كسر - مقال لسهير هبدالرحيم

كسر - مقال لسهير هبدالرحيم


11-08-2016, 11:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1478645417&rn=0


Post: #1
Title: كسر - مقال لسهير هبدالرحيم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 11-08-2016, 11:50 PM

10:50 PM November, 09 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


من يوم أن صدرت قرارات رفع الدعم لازمني شعور بالخجل عن ماذا يمكن أن نكتب لهذا الشعب وماذا نقول له.....!!؟ هل نقول له أصبر فنكون قد كذبنا عليه لأن بوابات الصبر لا تنتهي بالفرج عند هذه الحكومة.....أم نقول له أخرج إلى الشارع وانتفض وفي هذه المحرش ما بكاتل.....
يعني بي صراحة الزول خجلان جداً وشدة ما خجلانين كأنه نحنا الإعلاميين من قمنا برفع الدعم...... الغريب في الأمر أن الحكومة الرفعت الدعم ما خجلانة....... وديل طبعا لا عليهم حرج...... لأنهم تعودوا على فعل كل ما يخجل دون أن يطرف لهم جفن. قصة رفع الدعم هذه تشبه قصة (الكسر ) في السوق.. الكسر الواااحد ده ، ففي سوق الكسر يقوم مجموعة من (المحتالين) بأداء تمثيلية يتشاركون بطولتها تحت مسميات (الضحية) و(القراي) و (الشيالين) ، في تلك التمثيلية يكون (الضحية) هو من يقوم بكتابة الشيكات وتحريرها وهو في ما بعد الذي يدخل السجن ويشيل وش القباحة ، أما (القراي) فهو الشخص الذي يقرأ صاحب البضاعة المراد شراءها وكسرها في السوق وهو من يقوم بمهمة تلميع الضحية ووصفه بالأمانة والنزاهة والحديث عن ممتلكاته الوهمية ومشاريعه وعقاراته وإقناع صاحب المال باستلام الشيكات مقابل المال أو البضاعة ، أما (الشيالين) فهؤلاء الذين يقومون بدور الواسطة بعد دخول الضحية إلى السجن وارتداد شيكاته ؛ فيذهبون إلى صاحب المال في منزله أو متجره ويحكون عن ظروف الضحية السيئة وأن والده على فراش الموت ووالدته تعاني من السكري والضغط ، وأنه إبنهم الوحيد والذي يحمل مسؤولية الأسرة و يعول إخوته الصغار وأن (المال تلته ولا كتلته) وبعد أخذ وعطاء يتنازل صاحب المال (الضحية الحقيقية) عن جزء كبير من المبلغ و يطلق سراح الضحية من السجن مقابل أن يحصل على جزء يسير من أمواله.

إلى هنا يكون (الضحية) قد قضى فترة بسيطة في السجن يغادر بعدها ويجتمع هو والشيالين والقراي ويتم قسمة أرباح المبلغ على ثلاثة.

مثلاً إذا كان المبلغ مليار بالقديم يتم إرجاع مبلغ 600 مليون لصاحب المال ويحصل الضحية على 200 مليون والقراي على 100 والشيالين 100.
الآن الحكومة تمارس معنا سياسة الكسر فيأتي وزير المالية والذي يقوم بدور الضحية الشايل وش القباحة ويقنعنا بشيكات وسندات وهمية يمهد له هذه المهمة القراي والذي يقنعنا بأن السياسات الاقتصادية ستعود علينا بالخير الوفير.. والقراي هنا هو مجلس الوزراء الذي يشارك وزير المالية مهمة تغبيش الحقائق وعقب وقوع الفأس في الرأس والتدهور الاقتصادي يتم التضحية بوزير المالية ثم يأتي دور البرلمان الذي يقوم بمهمة الشيالين ويقعدوا يحكوا لينا عن الانهيار الحاصل ولازم نعتق وزير المالية ونقبل بما كتبه الله علينا مقابل أن نتنازل عن جزء كبير من أموالنا وثرواتنا.. فنقول نحن الشعب السوداني خلاص المال تلته ولا كتلته.. قبلانيين أخصموا القروش وأدونا الباقي. فيخرج وزير المالية من الإحراج ويجتمع مع الحكومة والبرلمان ويتقاسموا ما تنازلنا عنه.. ويلقوا إلينا بالفتات ....

هذه هي الحقيقة لا فرق بين ما تمارسه الحكومة معنا وما يقوم به المحتالون في سوق الكسر.
الشاهد في الأمر أن المحتالين الذين يتعودون على الكسر لن يبارحوه لأن كسبه سريع ومريح ولا يحتاج إلى جهد أو عمل أو (تنمية) ..... يكفي فقط أن تحتال على أحدهم حتى تحصل على جزء من أمواله.

خارج السور:

الحكومة تعودت على الكسر ولن تبالي.. ولكنك أيها الشعب المسكين هل ستصمت على تمثيلية الكسر حتى تفقد كل مدخراتك؟..


*نقلا عن التيار