توقيف مسلح في شارع العرضة - صور

توقيف مسلح في شارع العرضة - صور


08-01-2016, 08:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1470038005&rn=0


Post: #1
Title: توقيف مسلح في شارع العرضة - صور
Author: عبدالرحمن أحمد السعادة
Date: 08-01-2016, 08:53 AM

08:53 AM August, 01 2016

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن أحمد السعادة-المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر




كيف نجوتَ؟ :

من احتكر الحكم احتكر المبادىء، وكتب بقلمه ما تراءى له أن يكتب. ومما كتب
أن جعل للخدمة الوطنية حدًّا لا نجاة منه إلا لمن بلغ لجج الشيخوخة، ومن ألم به
داء عضال. وتحت فهم جبريتها ومع حلاوة النصر ومرارة الهزيمة تتزايد شراهتها
فيُظن إبان الحروب الأهلية أنها قد تحمل الناس عنوة إلى بأس مُعتَذَرعنه، فيتحايل
عليها بعض الذين تنطبق عليهم مضطرين لأسباب أقوى منها لا جحدًا لواجبها،
ولوأيقنوا بها لقتال عدوٍّ لتسابقوا إلى مقدمة الصفوف.
وربما فُطِروا مؤمنين بالتسامح والتعايش بين أهل بلادهم، وعلى رأي مخالف
لرأي طالبيهم لأدائها وإن لم يُصرَّح به مخافة التخوين وإيثارًا للسكوت
بزمن فتنة خفت صوت الحكمة فيها فأصبح غريبًا وتلهَّت عنه الترجمة.
وفي أجواء أعراس الشهداء نأى من لا يرغب أن يكون المحتفى به
ولا أن يكون من الحضور لذلك العرس وحفله ولا الاقتراب من خيمته.
وظل كذلك إلا حين طوت به الحافلة شارع العرضة وتوقفت مأمورة عند
ود البشيربمشارف أم بدة بالقرب من خيمة أخرى منصوبة على الأرض بأوتاد
متينة، موثوقة بحبال غليظة كسفينة راسية.
فصعد من المعترضين ذو ضالة تقاذف من عينيه الغضب وهو مستعل بثقافة
الأمر يتطاول على درج السلطة، يمشي مشية بهامة نسر لم يهبط على كتفه.
والأنفاس مكتومة حتى من كبار السن فالمرء في هذا الزمان لا يأمن على نفسه من الغوائل.
حدج بالركاب والنساء ينظرن ببهت وصاح منتهرًا :
- انزل، انزل.
نزل شاب في ريعان العمر كمسمار نُزِع من الخشب نزعًا فالتوى.
ودعا ثانية في وجه ثانٍ :
- وأنت، قم، انزل.
نزل الثاني على صمت دس كلامًا لا يعلم حدته إلا الله.
ومس القلب المتمرد طائف وسواس، وما انفك يقرأ خاشعًا ما تيسرمن الذكر الحكيم
لئلا ينكشف أمره إن تحركت شفتاه.
قُبِض ثلاثة ممن كانوا على متنها وهم لا يعرفون إلى أين سيؤخذون، فهمهمت إمرأة بقولها:
- لكن أمهاتهم لم يسمعن بما حدث لهم!.
لم يجبها مجيب، وانطلقت الحافلة بعد سقوط من سقط وشرع ركابها يتبرمون باستياء حينًا،
ويسبون حينًا، فقال عبدالحفيظ بهمس مكبوت :
- الحمد لله.
ونزل بسوق ليبيا بقلب المطارَد مطارِدًا دنياه، وقد سلِم في ذهابه وإيابه، وصار كلما مر بالخيمة
لا يفكر إلا في الشر الذي اعترضه سالفًا وأراد أن يحرم عليه البيع الحلال. ومضت أيامه
آمنة وأخذه النسيان حتى أتاه صاحب له في السوق كان معه بالرحلة الموقوفة حيث صِيد مع من صِيد
فسأل بفضول شديد :
- كيف نجوتَ في ذلك اليوم؟.
فأجاب عبدالحفيظ بتعجب سائل :
- أنا؟!.
فقال صاحبه مستنكرًا :
- لا، أنا! كيف نجوتَ؟.
- نجاني الله.
- لكن كيف؟.
- أنت الآن حر.
- ولا هَم لي .
- فلتحمد الله.
- الحمد لله على كل حال، وحالك حين افترقنا كحالنا ولا شيء يميزك عنا فبحثت
عن سبب يجعلك ناجيًا دوننا فلم أجد.
فقال عبدالحفيظ باسمًا :
- البركة في صلعتي.
فقهقه صاحبه وقال :
- فلتقل لي ذلك أولاً.
واسترجع عبدالحفيظ ذكريات أصحابه وهم يسخرون من صلعته وقال :
- عارية وقد سترني الله بها.

عبدالرحمن السعادة

Post: #2
Title: Re: توقيف مسلح في شارع العرضة - صور
Author: عبدالرحمن أحمد السعادة
Date: 08-01-2016, 02:48 PM
Parent: #1



يُحكى أنَّ:



يتبع ...

Post: #3
Title: Re: توقيف مسلح في شارع العرضة - صور
Author: عبدالرحمن أحمد السعادة
Date: 08-02-2016, 08:04 AM
Parent: #2



يُحكى أنَّ رجلاً بأيام استعار حرب الجنوب الضروس اشتغل ببيع الأعشاب كأدوية،
وكان بائعًا جوالاً، وقصد ذات يوم سوقًا بطرف الخرطوم وعرض ما عنده وتكاثر
حوله الناس من مشترين وفضلاء فبدأ بتزكية بضاعته ورفع منها دواء وقال :
- هذا لآلام الظهر والمفاصل، تغليه بالماء ثم تأخذ منه بالجرعات؛ جرعة واحدة
وسترى الأثر، وبالجرعة التي تليها سترى الفرق بينه وبين غيره، وبعد الجرعة
الأخيرة ستأتيني بإذن الله شاكرًا.
وظل يعدد مآثر صيدليته وامتيازها في الجمع بين علاج الأمراض ورخاء أثمانها.
وفي غضون حديثه المتبحر رفع أحد الثعالب عودًا قصيًّا وسأل عنه فأجابه الرجل
بأنه للصداع النصفي فقام المتفرج الماكر بوضع العود في غير محله، وعاد يسأل
عن عين العود بعد دقائق ابتلاء لمعرفة صاحب الدواء بصنعته فكشفه الرجل بفطنته
وغضب عليه وزجره .
وعرض نبات القرض وقال إنه بالإضافة إلى فعالية نجاعته في العلل العضوية تتجلى
آثاره في العلل الروحية فهو دواء متعدد المذاهب بتعدد قراءة قراء عظام عليه وهم
ممن تباعدوا عن الإعلام، فاليأخذ الحريص على من يميل إليه.

Post: #4
Title: Re: توقيف مسلح في شارع العرضة - صور
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 08-03-2016, 02:32 AM
Parent: #3

يا سعادة
سكتنا على الضيم دهرا طويلا، بل قل هربنا من مواجهة الظلم هروبا كبيرا
مرقناها في أمريكا و كندا و استراليا و إسرائيل و بلاد أخرى كثيرة، فكان أن استفحل الضيم و استشرى الظلم
و لعب بنا النظام كيفما شاء و من لم تمرقه صلعته مرقنه كرعينه او تأشيرته او كيس لجؤه و لله الأمر من قبل و من بعد.

Post: #5
Title: Re: توقيف مسلح في شارع العرضة - صور
Author: عبدالرحمن أحمد السعادة
Date: 08-03-2016, 09:28 AM
Parent: #4



الأخ د. سيف النصر محي الدين
تحية طيبة

لقد صدقت.
ومن ثبت وقاتل كانت الحرب والتدمير.
ومن ثبت وسالم طعنته رماح الاقتصاد المتهالك وأثخنت جراحه حتى مماته.
ولكن أظن - والله أعلم - أن مثل هذا الفرار جاء من أصل جبلة نفس المتسامح الذي يأبى قتال أخيه.
نسأل الله أن يرفع عن شعبنا الظلم بأن تتوافق أطياف القوى السياسية المختلفة في إيقاف الحرب
ونشر السلام والحرية والتصالح والتآخي والاحترام والاعتراف بالحق.

شرفت البوست بحضورك
لك مني أجزل الشكر والأماني


Post: #6
Title: Re: توقيف مسلح في شارع العرضة - صور
Author: عبدالرحمن أحمد السعادة
Date: 08-04-2016, 08:18 AM
Parent: #5



فلما أحس عدم إقبال الناظرين على الشراء، أمسك بعود غريب وقال لهم :
- هذا دواء المحبة.
فصمتوا فصاح قائلاً :
- هذا عِرق المحبة.
معتقدًا أن هذه الجملة ستقع على المتفرجين موقعًا عظيمًا وتحدث فيهم زلزالاً كبيرًا فيتهافتون عليه بقلوب جرحها النوى
وكاد أن يقتلها الشوق إلى الأحبة ، ولكن لم يقبل إليه أحد وظل الركود سيد الموقف.

Post: #7
Title: Re: توقيف مسلح في شارع العرضة - صور
Author: عبدالرحمن أحمد السعادة
Date: 08-05-2016, 11:14 AM
Parent: #6

فلام نفسه على مجيئه لهذا السوق غير أن من المحال أن يخرج منه كما ورده ،
فطفق ينظر إلى المتجمهرين مستغرِقًا فاحصًا بعينيه الحاذقتين وبصره الثاقب،
فرأى أغلب الجمع الذي أمامه شبابًا فاستهدى برأي من عركته التجارب حين انتقى
من أقاصي عروضه شيئًا أشبه بنبات جاف مسحوق ولوّح به في ثقة وتلفَّت وأرسل
نظره إلى أبعد ممن أراد أن يبيع لهم وهمس بصوت يفيض بالجد :
- هذا للخدمة الإلزامية.
فانكب عليه الشباب وباع حتى تبسم في فرح من أهدى السلام لشعب نبذ الاقتتال.