إفتتان بالتاريخ تأخّر جداً:بلقيس سودانية؟

إفتتان بالتاريخ تأخّر جداً:بلقيس سودانية؟


06-01-2016, 08:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1464767801&rn=0


Post: #1
Title: إفتتان بالتاريخ تأخّر جداً:بلقيس سودانية؟
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-01-2016, 08:56 AM

08:56 AM June, 01 2016 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصرمن كان يظن أن ينتهي بي المطاف بعد كل هذه السنوات لكي أفتتن بالتاريخ ؟
من كان يظن بعد الجفوة التي امتدت لعقود أن يشملني التاريخ بغواية لا فكاك منها؟
كيف و لم يكن التاريخ يمثل لي و لا لامثالي من ممن عاصرنا في قاعات الدرس طيلة سنوات دراستي المبكرة أو اللاحقة إلا مادة ثقيلة الدم.
مادة محشوة بالأحداث المتنافرة و التواريخ المغيتة التي كم شوّشت ذاكرتي الغضة.
و كيف تغويني أحداث التاريخ التي تدور حول اعتلاء العرش و موت قائد أو ميلاد ملك أو إعتلاء آخر؟
و كيف تستميلني أخبار الغزوات و الانتصار و الإندحار المتكررة في كل عصر و كل زمان و مكان؟

Post: #2
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-01-2016, 09:08 AM
Parent: #1

باختصار لم تكن مادة التاريخ ضمن المواد المحببة لدي. و لم أكن أحس أبداً بجاذبية في قراءة مادة التاريخ.
فنفرت منه نفور الصحيح من المجذوم. كما نفرت منه و من سيرة الملوك و الاباطرة غير العطرة .
و كم سخرت من مقالاته الطوال كطول ليل إمرؤ القيس الذي اشتكا منه( فيا ليلٍ كأن نجومه..) و التي تحتاج حفظ عشرات الصفحات.
فكانت مادة التاريخ و الحال كما ذكرت ،
و التي واجهتها نعومة أظفارنا كما يواجه الرضيع قطة شرسة .فكانت بحق مادة مملة و جافة العرض و الإعداد،
فتسرّب جفافها إلى أرواحنا الغضة إلى قلوبنا الواجفة فازددنا منه عزوفاً و نفورا نمت بيننا جفوة بائنة استمرت سنيناً و عقوداً.

Post: #3
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-01-2016, 09:27 AM
Parent: #2

مع العلم أنني منذ الصغر أفتتنت بالقراءة الحرة و الإطلاع العام و وجدت عالمي السحري فيهما.
و قد بدأ ذلك بقراءة القصص و الحكايات المسلية التي اخذت بمجامع قلبي و عقلي و وعي الباكر إلى دهاليزها الغامضة السحرية.
فجالت بي القصص و الروايات في عالم الخيال اللامحدود و السحر و الغموض.
كما نقلني إلى كل أنحاء الدنيا.فزرت المدن و طفت البحار و السهول و الهضاب و عرفت الشعوب و القبائل و البلاد و المدن. و سبرت أغوار النفس البشرية و المشاعر الإنسانية.
فذقت آلام الفراق و لوحة الحب و آهات العشق و الخوف من الموت و طغيان الأشرار و خبرت الخير والأخيار.
و عرفت الكثير عن الإنسان و الدنيا.
و لكن ما زادني ذلك إلا حباً للإنسان و الدنيا و شغفاً بالمعرفة و الإطلاع .
و شعرت أكثر بالدهشة و الحيرة و بالتباس الآراء و إنشعاب الدروب و السبل.

Post: #4
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-01-2016, 10:20 AM
Parent: #3

دلفت و أنا في بداية الشباب دون قصدٍ مني إلى دروب الشعر. حيث كانت لمناهج اللغة العربية في المدرسة المتوسطة و الثانوية أكبر الأثر في الإفتتان بالشعر التقليدي> فعرفت فطاحيل الشعراء الجاهليين. صفّقت في إعجاب خفي لعمرو بن ابي ربيعة ( قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ ) في فورة صبا و مراهقة مبكرة تتوق لأن تلج- مترددة في عالم الجنس الآخر. فدخلنا معه خدور من تشبب بهن متلصصين. و كأننا كنا نخفي وجوهنا و آثار أقدامنا خشية افتتضاح أمرنا، و نحن نتابع خطراته السرية و حوارته الجريئة:فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍفَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِو كم رفعنا أيدينا افتخارا مع عنترة. و هو يُعْمِل سيفه يمنة و يسارا. و هو ما زال يرميهم( بثغرة نحره ولبانه حتى تسربل بالدم). كما سهرنا في لوعة الشوق على إيقاع شعر إمرؤ القيس البليغ الوصف و إيقاع اللام المكسورة (ألا أيها اليل ألا انجلي بصبح و ما الإصباح منك بأمثل). و كانت نونية عمرو بن كلثوم المطواعة تتجاوب مع لساننا في طلاقة تمد لسانها لبضع سنوات من العمر قليلة لا زالت تجهل الكثير رغم إدعائها الكاذب.

Post: #5
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-01-2016, 10:28 AM
Parent: #4

مرت السنون و كبرنا.
و قد نلنا من العلوم ما ظننا أننا قد تسمنا به قمم العلم و المعرفة و الثقافة. و كانت الكتب الثقافية و المجلات الأدبية مبذولة لمثلنا في كرم في الأكشاك و المكتبات التي كانت منتشرة في كل مكان في العاصمة المثلثة( و حتى المدن الإقليمية).
فتعرّفت على نزار قباني شاعر الغزل المعاصر و قاموسه اللغوي> الذي كانت مفرداته تتراوح بين التعبير عن مشروعية الحب و العشق و رفع رايات التمرد و الثورة على التقاليد و رفض القيم القديمة.
فرددنا شعره في جرأة كجرأة قافيته و مفرداته. كما قرأنا غضبة الهبباي لصلاح أحمد ابراهيم و (أمتي) لمحمد المكي ابراهيم.
ثم بعد أن قويَ عودنا الفكري و الثقافي و تغذت ذائقتنا اللغوية بالجديد من المفردات التي وردت في قصائد الشعر الحديث بموسيقاه و إيقاعه الشعري الجريء>
فتعرّفت على قصائد السياب و صلاح عبدالصبور و حجازي ثم نجيب سرور.
أما الروايات العالمية فقد قرأنا تقريباً كل ما أنتجته المطابع المصرية بسعر بخس من روايات هيمنجواي و سومرست موم و و قرأنا البؤساء و غادة الكاميلي و الخال فانيا.
فصرنا نعرف تشيكوف و موم و إدجار آلان بو و كأنهم كانوا يسكنون غرفنا و يقاسموننا وسائدنا.

Post: #6
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-01-2016, 05:41 PM
Parent: #5

أعتذر لعدم إكمال المقال لأسباب قاهرة .إن شاء الله سأواصل غداً.لأن المقال لم يكتمل بعد.

Post: #7
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-02-2016, 07:40 AM
Parent: #6

بإختصار ..
كنا نقرأ كل يقع في أيدينا . فعرفنا الفلسفة الوجودية و انبهرنا بسارتر دون ان نتعمق في فلسفته الوجودية.
و انبهرنا بماركس دون أن نتعمق في الماركسية. و شغفنا بالناصرية زمنا كما افتتنا بالقومية العربية في قراءت عجلى و ذهن غير مركز عنها.
و فُتِنّا بالاشتراكية زماناً طويلة دعمتها قراءات منتظمة في مجلات (الطليعة) و (روز اليوسف) بكتابات عبدالستار الطويلة و أحمد بهاء الدين و محمود أمين العالم
.كما أعجبت و شغفت بمجلة الأسلوب الرشيق و الكتابة السهلة الممتنعة ..مجلة (صباح الخير).. و أفكار (نادية عابد) الجريئة عن العلاقة بين الرجل، و المرأة و التحرر.
و كتابات أحمد بهاء الدين الوقورة. و صلاح حافظ الجريئة. و كاريكتريات صلاح جاهين، و الليثي، و حجازي، و رمسيس وغيرهم.
بمرور السنون تكدست المطبوعات المختلفة و تناثرت في مختلف الاماكن في الغرفة الوحيدة المخصصة للرجال و الصبيان و الضيوف و الزائرين العابرين أو المقيمين في المنزل المعمور أياما أو شهورا أو سنوات.
و توزعت الكتب و الصحف و المجلات في فوضى تمد لسانها للترتيب الذي تقوم به الشقيقة الوحيدة بمساعدة أكيدة للأم>
الأم التي كم ضاقت ذرعاً بفوضانا الشائنة. حيث امتلأت أركان المنزل بالكتب و الصحف و المجلات.
و التي ضاقت بها كذلك اسفل المراتب و السرائر و تحت الوسائد و فوق النوافذ و داخل الكراتين..
التي ضاقت بالصحف و مجلات تسببت في كثير من الاحيان في تضجّر الوالدة أو الأخت أو الاثنين معا .
و لكن و الحق يقال كان لهذا التنوع في المصادر الثقافية من كتب و صحف و مجلات و كذلك كان لتشتتها في نواحي البيت المختلفة دور مهم في تسرب لذة الإطلاع و عدوى القراءة لمعظم إخواني بل و حتى للاصدقاء و زوار المنزل من الشباب الذين نهلوا منها دون ترتيب و دون نظام.
فكانت المحصلة إلمامهم بكثير من المعلومات و الثقافة العامة و التي قد تكون مهدت الطريق فيما بعد لقراءات جادة فيما بعد.
طيلة تلك المرحلة كانت القراءة في معظمهاللتسلية فقط. . فكانت المعلومات و المعارف تتسرب إلى عقولنا في تؤددة. و تتراكم في العقول في إتئاد. دون أن تحس به مشاعرنا .
و هكذا نمت عقولنا و ازدادت معارفنا دون نظام معين فكنا نقفز من رواية لقصة و من قصيدة لمقال... لقصة مشوقة ..وهكذا.
و لكننا بحساب العلم و الثقافة و المعرفة كنا لا زلنا نقف عند الساحل. حيث لم تكتمل لدينا ملكة النقد و التساؤلات المنطقية.
و إن كانت بروق التسآلات العابرة تتغشى عقولنا مرة فمرة فما نجرؤ أن نبوح بها.
و لكنها كانت تزيدنا قلقاً وحيرة. و تشعرنا بضآلة ما اكتسبنا من علم و معرفة.










Post: #8
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-03-2016, 11:34 AM
Parent: #7

الافتتان بالتاريخ- بداية مبكرة
كانت أولى بوادر الإفتتان أو الوعي بالتاريخ بشكله الواضح، و المؤثّر ‏قد أتاني بعد ذهابي لمصر للدراسة. حيث أن البحث عن هويتي ‏كسوداني كانت هي الباعث و المحرك الأول بالنسبة لكي أعود لكي ‏أتعرف على التاريخ ( تلك المادة التي كنت اراه مادة جافة و صارمة و ‏ثقيلة على النفس).‏
‏ بالتالي كانت عودتي للتاريخ حينئذ من باب الغربة و الإغتراب و البعد ‏عن مجتمعي الأصلي. فكنت محتاجاً، لكي أظل متماسكاً نفسياً و ‏وجدانياً في ذلك المجتمع الغريب بالنسبة لي، أن أبحث عن العضد و ‏السند. فكان تاريخ بلادي القديم هو ملاذي و ملجأي كعضد نفسي و ‏وجداني،ثم كسند فكري لاحقاً.‏
‏ بالتالي فإن ما بات يسمى اليوم ب(الوعي بالهوية) كان هو دافعي ‏الأول للتعرف على تاريخ بلادي. و حقيقةً لقد بدأ ذلك التوق نحو ‏معرفة التاريخ يضج في داخل الفكر و الوجدان و يدق على نافذة ‏الوعي المبكر بقوة منذ أن وطئت قدماي أرض مصر. و لم اكن بالطبع ‏أدري في ذلك الوقت ما معنى الهوية و ما معنى وطن أو مجتمع ‏غريب. كما أن مفهوم الهوية حسب مقولات علماء النفس و الأجتماع ‏في ذلك الوقت لم يكن مفهوماً قد تحددت معالمه كما هو اليوم. كما ‏لم يكن هذا المفهوم يحتل حيزاً يذكر في الجدل الثقافي و الفكري كما ‏هو حادث اليوم. و لكنني اليوم استطيع تفسير ما واجهته و ما عانيته ‏في ذلك الوقت بأنه كان (أزمة هوية) حسب تفسيرات وتعريفات علماء ‏النفس و الأجتماع بعد أن تكشّفت معالمه كمفهوم قائم بذاته في ‏السنوات الاخيرة. ‏
أتذكر بعد أن قضيت أياماص أو اسابيع في مصر داهمني إحساس ‏غامر بضرورة اللجوء إلى تاريخنا و إرثنا الحضاري للتعرف عليه و ‏التسلح به و التقوّي به و أنا في خضم مجتمع ذو هوية مغايرة و ثقافة ‏إلى محتلفة. إذا كان من المستحيل بالنسبة لي أن أغيّر جلدي و أن ‏أتنكر لهويتي و أن ألن إنتمائي لذلك المجتع أوالتماهي معه. حيث ذلك ‏كان سيكون ضد الواقع و مناقضاً لطبيعة النفس البشرية و لطبيعة ‏الأشياء. فالإنتماء و التماهي مع مجتمع ما أو مجموعة عملية تحدث ‏مع النفس و داخل النفس و تشمل عدة مراحل تتضمن: البحث، و ‏الاستقصاء، و الجدل، و طرح التساؤلات.كما تشمل الحوار الداخلي و ‏الإجابة على التساؤلات. و أخيراً يجيء الإقتناع الفكري و التماسك ‏الداخلي النفسي و الوجداني العميق. لذلك كان الخيار الواقعي و ‏المنطقي المتاح بالنسبة لي في ذلك الوقت هو اللجوء لأقرب الخيارات ‏و اكثرها منطقية و واقعية.و هو الإنكفاء على هوية مجتمعي و ثقافته ‏و تاريخه. إذ لم يكن الإندماج او الذوبان في المجتمع الجديد منطقياً ‏او مقبولاً بالنسبة لي، رغم إعتزازي به و اعتزازي بالعيش فيه و ‏التعامل معه و مع مكوناته جميعها لأقصى حد. ‏
و هكذا وجدت نفسي منساقاً بكل ذلك القلق و بكل ذلك التشتت و ‏مدفوعاً ببعض وعيٍ و رغبةٍ غامرةٍ و دافعٍ محدد الاتجاه، للبحث و ‏التنقيب عن نفسي و عن من اكون، و عمن هم الذين أتيت منهم و ‏أنتمي إليهم.‏
كما ذكرت لم أكن أفهم في ذلك الوقت المبكر أن ما دفعني للبحث في ‏تاريخ بلادي و ثقافته و استكناه ماضيه و إرثه التاريخي و الحضاري ‏هو الوعي بهويتي الوطنية كسوداني. كما أن ذلك الوعي ما كان ليجد ‏طريق إلى نفسي و فكري لو لم أسافر إلى مجتمع غريب عليّ. ‏
والآن، و الآن فقط استطعت أن أفهم و أفسّر السر وراء ذهابي و أنا ‏في ريعان شبابي المبكر لملازمة مكتبة جامعة الخرطوم و دار الوثائق ‏بحثاً عن وشائج و اواصر تربطني بأجدادي و ملوك بلادي الغابرين من ‏لدن تهارقا و بعانخي و شبكة و شبتاكا..إلخ.
بالتالي فإن الالتجاء ‏للتاريخ هو الذي مكنني من أن أصنع هوية وطنية غير محددة المعالم ‏و لكنها قوية بما يكفي لأعتمد عليها في مواجهة هوية مجتمعية مغايرة ‏أحسست بها تضغط عليّ لكي أبحث عن هوية لم أكن أظن أني كنت ‏سأحتاج إليها لو لم أفارق وطني و مجتمعي.‏
عدت إلى مصر بعد إنتهاء العطلة السنوية. و التي قضيتها حاملاً ‏دفاتري متنقلاً بين المكتبات و المتحف القومي و بيت الخليفة .
قضيتها ‏في البحث و التنقيب ( دون أن أملك ما يكفي من أدوات للبحث و ‏التنقيب ).
كنت أبحثً عمّا يسعفني بما يسد الرمق و يشفي الغليل، و ‏يُشبع التوق إلى المعلومات التي تسعف فيما يشبه التشبّذ باواصر و ‏وشائج تاريخية و حضارية ...
..........استطيع بها أن أقول للعالم أن وطني كان ‏عضو مؤسس في نادي الحضارة العالمي، و إن كان اليوم نسياً منسيا ‏لأسباب شتى.‏
و اليوم، و بعد أن مرت السنوات، و تدرجنا في مراقي العلم و الثقافة و ‏التعلم عرفت أن ما كان قد دفعني للبحث عن تاريخ بلادي في ذلك ‏الوقت المبكر، كان هو ما يسمى اليوم بالبحث عن الهوية و الإنتماء ‏أو أزمة الهوية. ‏
إن ما ذكرته آنفاً كان عبارة عن البدايات الأولى ،بدايات إفتتاني بالتاريخ في مراحه الأولى.
حيث أن ذلك الافتتان بالتاريخ كان قد خمد أو قلّ ‏بإهتمامي بمجالات أخرى،
كما سأشرح فيما بعد. ‏
أواصل

Post: #9
Title: Re: إفتتان متأخر جداً بالتاريخ
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-03-2016, 01:14 PM
Parent: #8

إفتتان جزئي بالتاريخ:‏
إن ما ذكرته آنفاً ذلك فقد كانت بداية أولى بدايات إفتتاني بالتاريخ في ‏المرحلة الأولى. حيث أن ذلك الافتتان بالتاريخ كان قد خمد أو قلّ ‏بإهتمامي بمجالات أخرى، كما سأشرح فيما بعد.‏
كانت البدايات الاولى لمعرفة التاريخ و عمري أربعة عشر عاما.إذا ‏جاء الأمر مصادفةً.ًو ذلك بعد مشاهدتي لفيلم اسمه (أطول يوم في ‏التاريخ) و هو فيلم يحكي عن إنزال قوات الحلفاء في ساحل نورماندي ‏و هو الهجوم الي يعتبر بداية هزيمة القوات الأمانية خلال الحرب ‏العالمية الثانية.‏
‏ و كنت في تلك الفترة أشتري النسخة العربية من مجلة (المختار- ‏ريدر دايجست) و التي جاء فيها ملحق يتحدث عن كتاب( أطول يوم ‏في التاريخ) للكاتب كورنيليوس ريان و هو الذي استند عليه الفيلم ‏المشار إليه و بنفس الإسم.‏
‏ و كنت في ذلك الوقت متأثراً لدرجة الإعجاب بنجوم السينما الذين ‏كانوا في معظمهم امريكيين.
و كان الفيلم يحتشد فيه أكثر من 40 نجم ‏من نجوم السينما في ذلك الوقت.‏
فكان ذلك مدعاةً لي لان أُعجب بكل تفاصيل الحرب العالمية الثانية ‏خاصة و انني قد حفظت من خلال الكتاب اسماء القادة من الامريكان ‏و الإنجليز.
و قد استمر ذلك الإعجاب زمنا. إلى ان دخلت المرحلة ‏الثانوية.‏
و كان استاذ التاريخ في تلك المرحلة الدكتور حيدر ابراهيم.و هو الذي ‏شكل لنا قدوة ثقافية و نموذج فكري لشباب ناهضين تستهويهم الثقافة ‏و المعلومات عن كل ما يمتّ للثقافة بصلة.‏
‏ فكان الدكتور حيدر ابراهيم هو نجم للقاءات و الندوات التي تعقد في ‏المدرسة و التي كان مدارها الشان الثقافي بشكل عام.‏
و بما انه كان استاذاً لمادة التاريخ فكان ذلك بعثاً جديداً بالنسبة لي ‏للإهتمام و قراءة كل ما يتعلق بالحرب العالمية الثانية.‏
‏ بعد ذلك انشغلت بالإهتمامات الاكاديمية خاصة أنني كنت قد اخترت ‏المساق العلمي
و لكني كنت لا زلت أرى في التاريخ مادة ثقيلة على النفس ‏و المزاج و عصية على أن تكون مادة ممتعة. ‏
اواصل ‏


Post: #10
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 06-03-2016, 01:47 PM
Parent: #1

كما قرأت لأحدهم - لا استحضر اسمه الآن -

"التاريخ أدب روائي"

كثير من الأحداث جاءت إلينا كما أراد كاتبوها ... لا كما حدثت

ولعل تلك التجربة الجميلة التي أجراها أستاذ تاريخ في المدرسة حين سأله طالب عن اختلاف روايات التاريخ

قال الاستاذ للطالب خبراً في أذنه وطلب منه ان ينقله همساً لزميله ثم هكذا ،،، حتى وصل الخبر لآخر طالب في الفصل ، فناداه وطلب منه أن يقول ما لديه ،،،

فوجد كل طالب في الفصل أن ما قاله الأخير يختلف تماماً عما وصل إليه أو نقله

هذا هو التاريخ

مودتي


Post: #11
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-03-2016, 09:17 PM
Parent: #10

أهلين الأخ هاني
و شكرا على الفكرتين الحلوتين بخصوص التاريخ
و هي أن"التاريخ أدب روائي"
و ( كثير من الأحداث جاءت إلينا كما أراد كاتبوها ... لا كما حدثت)
فعلا وجهتي نظر تستحقان التوقف عنهما.
تشكر يا حبيب

Post: #12
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: باسط المكي
Date: 06-03-2016, 09:24 PM
Parent: #11

محمد الحسن سلامات
البوست دسم وروعة وواصل وانا من عشاق التاريخ
جد متعة .. واحب برامج الحضارة السودانية لدكتور علي ميرغني
شكرا لك تقبل مروري

Post: #13
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-04-2016, 10:46 AM
Parent: #12

الأخ باسط
شكرا لتعليقك المشجّع و شكرا كذلك للمتابعة.
إذن نترافق في حبنا للتاريخ
و دام الحب و المودة بيننا يا أخي العزيز.

Post: #14
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-18-2016, 11:24 AM
Parent: #13

خلال وجودي في مصر(الاسكندرية) اتيحت لي فرصة عظيمة للإطلاع ‏على امهات الكتب التي كنت اسمع بها و لم تتاح لي الفرصة بالعثور ‏عليها. فقرأت الحرية لنيكوس كازانتازاكيس و زوربال يوناني و رسالة ‏إلى جريكوز كما اصبحت زبونا دائما لمجلة المسرح الصادرة من ‏القاهرة
و المجلات الادبية مثل ادب و نقد و مجلة فصول و كذلك مجلة ‏الطليعة السياسية.
المهم نهلت من الثقافة في مصر و التي كانت في ‏فترة الثمانينات صنو لبيروت في النشر.
و لكن في تلك الفترة انزوت ‏قراءىة التاريخ من ضمن اهتمامااتي و التي كانت قد وجدت مني ‏اهتمام كبيرا اول وصولي إلى مصر كما ذكرت آنفاً .
حيث كنت في تلك ‏الفترة مدفوعاً ببوادر الإحساس بالهوية الوطنية.‏
خلاصة الامر استفدت الكثير من وجودي في مصر لتعزيز المعرفة في ‏الثقافة العامة و الادب و المسرح.‏
بعد انتهائي من الدراسة الجامعية في مصر و عدت إلى السودان حيث ‏باشرت هوايتي الرئيسية و هي الإطلاع و قراءة القصص و الشعر و ‏المسرح.‏
و لكن بعد عودتي إلى السودان حدث حادثة جعلتني أعود إلى التاريخ ‏بقوة و لكن من مدخل ديني للتعرف على الإنجيل و التوراة(العهد القديم ‏و الجديد).
و ذلك بقراءة مقالة دسمة للدكتور جعفر ميرغني منشورة في ‏صحيفة عربية يكتب فيها جهاد الخازن بعنوان: هل بلقيس ملكة سبأ ‏سودانية؟ و الغريبة أن تلك الصحيفة(نسيت اسمها) كانت لا تأتي إلى ‏السودان و لكن ذلك العدد أتي لإحتوائه على هذه المقالة
و الأهم من ‏ذلك كله لمقالة هامة كتبها جهاد الخازن تعليقا على اجتماع المؤتر ‏الإسلامي العربي
و الذي كان في رئاسته الدكتور حسن الترابي رحمه ‏الله.و كان المقال تغطية لإجتماع خطير كانت له تداعيات خطيرة فيما ‏بعد.‏

Post: #15
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-18-2016, 07:56 PM
Parent: #14

أشتريت الصحيفة الصادرة من باريس كما ذكرت و التي كانت تحمل ‏لمقال لدكتور جعفر ميرغني بعنوان:
هل بلقيس ملكة سبأ :سودانية؟ و ‏كان ذلك في أحد أحد الأيام بين سنة 1990 أو 1991 أو 1992 لا ‏أذكر بالتحديد.
كان العنوان جذابا بالنسبة لي و مثيراً للانتباه و مولداً ‏لفضول كان مشتتاً بين أجناس ثقافية متنوعة. فذهبت إلى البيت لأفرأ ‏ذلك المقال الدسم الذي يحتاج كل سطر فيه لساعات لإستيعابه.
كان ‏المقال مليء بالمعلومات التي كانت جلّها جديدة بالنسبة لي. و كانت ‏المعلومات مرتبطة ببعضها البعض.
و كل معلومة تقود لأختها في ‏تسلسل تصعب معه المتابعة والاسترسال.
كان المقال يتحدث عن ‏التداخل الحدودي بين مصر و السودان و علاقات التنافس و التحارب ‏و الغزو المتكرر
بين البلدين في العصور القديمة. تضمن المقال ايضاً ‏سيرة للعلاقات اليونانية القديمة مع السودان
و تحدث عن ميناء ‏عيذاب الذي كان معروفاً كميناء كمنفذ بحري هام للحجاج من مصر و ‏شمال افريقيا إلى أن حتى دمره السلطان سليم التركي.‏
كما يتضمن المقال ربط بين قصة سيدنا سليمان و بلقيس ملكة سبأ و ‏كيف أنها بحسب الأسم و بحسب كثير من القرائن التاريخية و ‏المنطقية
بأنها كانت إحدى ملكات السودان القديم .كما يفنّد المقال ‏مستخدماً أدلة منطقية
كيف أن بلقيس ملكة سبا لا يمكن أن تكون من ‏اليمن. كما أورد بعض الدلائل و القرائن
التي تدل على أن سبأ اسم ‏متداول في السودان لوجود كثير من المناطق التي تحمل هذا الاسم.‏
المهم أحدث لدي ذلك المقال زلزالاً فكرياً شديداً لما تضمنه من ‏معلومات قيّمة و ثرة
و بأسلوب علمي دقيق من قلم باحث متعمّق و ‏متمرس.‏
و حقيقة فقد صادف هوىً قديم في النفس كما صادف عقلاً خالياً من ‏تلك المعلومات
فانطبعت في الذهن بشكل أقرب للامتثال و التماهي ‏الفكري منه للنقد.
فقرأت المقال مرتين و ثلاث و عشرة( رغم أن المقال ‏يفوق العشرة صفحات (بحجم ورق الكتاب).‏
كان لقراءتي ذلك المقال أثراً بعيداً و تداعيات متعددة ادت Yلى بعث ‏إهتمامٍي بالتاريخ مرةً أخرى
بعد مرور عدة سنوات على إهتمامي الأول ‏به. ‏
وسوف ابدا بذكر تلك التداعيات و التطورات في الصفحات التالية.‏

Post: #16
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-21-2016, 10:58 AM
Parent: #15

أثار مقال د. جعفر ميرغني ( هل بلقيس سودانية؟) رغبة عارمة في سبر أغوار التاريخ في مسآلة الكتب و الكتابات عن حقيقة هذا الأمر الذي جاء به د. جعفر ميرغني؟ هل هي حقيقة جديدة أم معروفة و متداولة؟ و كيف قابلت هذه الكنداكة سيدنا سليمان و كيف و متى؟ و كيف كانت هي؟ و كيف كنا نحن؟
كانت ثقافتي الإسلامية ضعيفة في ذلك الوقت و لكني حاول أن اراجع القرآن لاعرف مدى صحة هذه المعلومة:بلقيس سودانية.
المقال منطقي للغاية من حيث المعلومات و الاستناجات. و لكن هذه المعلومة أليست جديدة على العالم العربي و الإسلامي؟ كلنا يعرف ان بلقيس ملكة سبأ هي في اليمن. ألا يحدث هذا المقال سيلاً عرم من النقد و المعارضة؟
لم أجد بطبيعة الحال تفصيل في القرآن.
إذن لا بد أن ألجأ للتوراة و الإنجيل (العهد القديم و الجديد).
ذهبت إلى مباني كومبوني أمام سينما كولزيوم. و اشتريت (العهد القديم و الجديد) لأول مرة أشاهدهم لأول مرة سأقرأهم هل حقا أنا ألمس الإنجيل بيدي؟
هل حقا أنا امام توراة موسى؟
كانت تلك اسئلة مبكرة جداً لشاب طموح يريد أن يعرف كل شيء. يريد أن يرتاد آفاق المعرفة ان يسبر اغوار التاريخ.
رجعت البيت على عجل و أنا اكاد اشم رائحة أجدادي القدماء في الكتاب الديني.
هذا تهارقا/أو ترهاقا كما تعودنا و الِفْناو هذا بعناخي و هذه الكنداكة اماني و قام الملوك السودانيون ينفضون الغبار عن ملامحهم ليقابلوا حفيدهم الذي جاء يبحث عنهم.
فتحت الكتاب الديني و أنا اكاد ابصر بين دفتيه الهدهد في رحلته الاستقصائية إلى ارضنا العذراء البكر
الهدهد عابرا الفضاء الكوني في رحلة قارية قديمة مرسل من سيدنا سليمان .
الهجدهد في رحلة تاريخية إلى ارضنا الأم المنسية أرضنا التي تحتضن التاريخ و يحتضنها.
الهدهد حاملاً رسالة إلى امنا بلقيس
اي خواطر هذه و أي مشاعر؟
فتحت العهد القديم/التوراة و بدأت أبحث.
سيكون بحثي عن سيدنا سليمان بالطبع .
و لكني بحثت و بحثت و ما وجدت. و في الأخير وجدت صفحة بعنوان(أناشيد سليمان) و وجدت ما كنت أبحث عنه.

Post: #17
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-22-2016, 10:31 AM
Parent: #16

ظللت مدة طويلة أسير ما وقر في ذهني من أن بلقيس ملكة سبأ سودانية و بقيت متأثرا بذلك حيناً من الدهر. و لكن لا أقول تزلزل هذا الاعتقاد بل حلت مكانه العديد من التساؤلات و أصبح موقفي موقف الناقد الذي لم يكتفي بالتلقي السلبي بل تحول إلى موقف أكثر إيجابية.و ذلك بعد أن بحثت كثيرا عن هذا الموضوع و بخاصة ما قرأته من الكتابات الأثيوبية التي تشاركنا نفس الإدعاء ..و إن كان إدعاءه أعلى صوتاً لارتباط ذلك اللقاء بين ملكة الجنوب أو سبأ بالملك سليمان حيث ارتبطت تلك القصة التاريخية باواصر ممتدة في الزمن و موصولة في التاريخ و الجغرافية لربطهم تلك العلاقة بين الملك سليمان و ملكة سبأ بزيجة نتج عنها إبن مقدس ارتبطت سلالته بحكم اثيوبيا.و هكذا تم حبك قصة ذلك اللقاء الغامض ليصير مرتبط بالتاريخ و الثقافة و بالواقع المتشيّء.
و هكذا احالتني تلك المقالة لدكتور جعفر ميرغني إلى الولوج مرة أخرى و لردحا من الزمن إلى التاريخ.
بالرغم من أنني لم أصل إلى حقيقة قاطعة حول من تكون ملكة سبأ
إإلا أن تلك المقالة ايقظت داخلي اهتمام بتاريخ كنت اجهله و علاقات لم أكن أهتم بها.
أولاً جعلتني اهتم بمنطقة الشرق السوداني و الأثيوبي و الإريتري و ما وراء البحر الأحمر. اكتشفت أن لنا تاريخ موغل في القدم و علاقات عميقة مع هذا الشرق.
و عرفت أن هذا الشرق مليء بالغموض الذي لم يكتشق بعد.
كل ذلك جاء من قراءتي لتلك المقالة و التي فتحت ذهني لكثير من الحقائق و جعلتني اكثر حساسية لكل ما يكتب أو يقال عن هذا الشرق.
من بين ما عرفت أأنا كنا معروفين ليس فقط لدى شعوب الشرق الأوسط و شمال أفريقيا من خلال ميناء عيذاب
و بالهجرات التي تمت إلى منطقة البحر الأحمر من بلاد العرب و لكن حتى العلاقات القوية التي ربطتنا بالإمبراطورية الرومانية
من خلال البحر الأحمر و الكنوز التي تذخر بها تلك المنطقة و عرفت أن علي بابا ( و الأربعين حرامي)
إنما هو شخصية كانت موجودة في منطقة البحر و ارتبط تاريخه و قصته بالحكم الروماني.
و لا زالت منطقة الشرق و البحر الأحمر عجائبه باقية لا تنقضي و لم تكتشف كلها
و هي بانتظار البحاث من علماء التاريخ و الآثار و الفولكلور الذي نحن مقصرون فيه لدرجة الشح.

Post: #18
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-22-2016, 08:28 PM
Parent: #17

من اهم الاستدلالات التي استند عليها جعفر ‏ميرغني في إدعائه بان بلقيس سودانية ما يلي:‏
‏- ان اسم بلقيس يتكون من مقطعين بلاق و إيس ‏تعني سيدة ابلاق او ابلاق( و هي المدينة الحدودية ‏
التي كان المقر المقدس لإيزيس التي كان يحج ‏إليها الزوار من مصر او السودان.
و كانت إيزيس ‏توصف بانها سيدة ابلاق /بلاق لذا يجوز ان يطلق ‏عليها بلاقيس اوبلقيس.‏
‏- ان اليمن لم تعرف في تاريخها المكتوب أي حكم ‏لإمرأة بينما كان ذلك معروفا في السودان القديم.‏
‏- المنطقة الحدودية الشمالية للسودان كانت ‏منطقة معروفة بوجود الذهب. و الذي كان سيدنا ‏سليمان يحتاج للذهب لبناء الهيكل.
‏- بعض الاستلالات المبنية على التراث الشفاهي و ‏الاساطير
مثل قصة سواكن التي كانت تسمى ‏سواجن التي سجن فيها سيدنا سليمان الجن بعد ان ‏حبلت الجواري.‏
‏- كان يطلق على والدة ترهاقا سباويت الثانية اي ‏سيدة القطرين (السودان و مصر)
لاحظ كلمة سبأ ‏في (سباويت) و كلمة سبا موجودة في اسماء ‏الذكور من الحكام مثل
( سباتاكو و سباكوز كما ان ‏كلمة سبا موجودة في عدة مناطق فيالسودان من ‏اشهرها سوبا( تحريف لكلمة سبأ).‏
هذه بعض القرائن التي اوردها الدكتور جعفر ‏ميرغني
للاستلال على أن بلقيس ملكة سبأ هذه ‏سودانية و قد اوردتها هنا باختصار .‏

Post: #19
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: Mannan
Date: 06-23-2016, 05:01 AM
Parent: #18

المنطقة النوبية مليئة بكلمة ساب فكل قرية نوبية بها "كونج" أى وجه و "ساب" وهى الظهر او الخلف وهناك سوبا العاصمة التاريخية لآخر مملكة نوبية مسيحية وهناك قرية سبو بالقرب من كرمة أقدم منطقة حضرية فى العالم وهناك شيبا شمال البركل وبالقرب منها قرية عسوم ( أكسوم) وقصص كثيرة عن سيدنا موسي وميلاده جنوب حلفا ومدينة عبرى وعلاقتهم بالعبرانيين ومنطقة السكوت وسكوت هى عيد الحصاد عند اليهود وهناك منطقة دبيرة شمال حلفا وديبورا قديسة يهودية وكان النوبيون الى وقت قريب يأخذون الأطفال للتعميد فى النيل ويرسمون صليبا على وجه الطفل ويلقون قاربا صغيرا به قرص خبز و نار فى النيل ويغنون لمارى مارينتود أى ابن ميرى...

Post: #20
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-23-2016, 10:35 AM
Parent: #19

شكرا الأخ منان على هذه المعلومات القيّمةز
نحن في انتظار المزيد ز سطور قليلة اتحفتنا بها لكنها تتضمن معلومات في منتهى الاهميةز
في انتظارك دوماً و دمت

Post: #21
Title: Re: إفتتان بالتاريخ جاء متأخر جداً
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-02-2016, 02:43 PM
Parent: #20

المهم استغرق مني ذلك الموضوع زمناً من البحث و التنقيب .و لكنه كان بحث مضني ‏لشخص مشتت الذهن و الأغراض مثلي و لتنوع مصادر البحث و مواقع المكتبات و قلة ‏مواردي المالية. لكن الحمد لله النتيجة كانت الإلمام بكثير من المعلومات حول تاريخ ‏السودان. و تضمن البحث زيارات متعددة لمتحف السودان القومي و لبيت الخليفة و ‏رغبة جارفة لزيارة النقعة و المصورات. و لكن لعدم الإهتمام بمثل تلك المواقع ‏التاريخية و عدم تذليل الوصول لها لم تتسنى لي زيارة النقعة و المصورات إلا العام ‏الماضي فقط.و كانت زيارة بمجهود شخصي بحت و إصرار شخصي برضه برفقة و ‏عون صديق أحضر عربة بوكس لاستطلاع تلك المواقع.‏
و لكننا لم نجد أي دليل أو مرشد بل حتى المنطقة المسورة لم نجد من يحرسها و ‏الطريق كان غير معبد ...عبارة عن رمال موحلة.‏
تاريخ بلد موغل في الحضارة القديمة و على بعد 170 كيلومتر من العاصمة و على بعد ‏عشرين كيلومتر من المدينة الرئيسية في المنطقة لا تجد من يشيد طريق إلى تلك ‏المنطقة الأثرية الهامة و لا كشك لبيع الاناتيك و لا دليل سياحي أو مرشد و لا نقطة ‏اسعاف.‏
منتهى الجهل و التجهيل و الغفلة و السفسطة الفارغة و التفلسف على الفاضي لإنسان لا ‏يعرف تاريخه و لا قيمة تاريخه.‏