ايام فى باكستان

00:21 AM June, 01 2016

سودانيز اون لاين
د.محمد بابكر-بحرى الشعبيه
مكتبتى
رابط مختصر

فى زيارة لابن عمى ميرغنى حسن (عليه الرحمه) لمنزلنا وكان حينها يدرس بمدرسة الجيلى الثانويه سالنى ماذا تنوى ان تكون مستقبلا . قلت له اننى اتمنى ان اكون صحافيا عرف والدى ذلك واذكر انه غضب جدا لذلك واذكر انه زجرنى وحذرنى من هذا الخيار ولم اتبين اسباب ذلك الا بعد ان تقدمت بى الايام وعرفت الصحفيين وكيف ان القلم النظيف ليس اقل من الغول والعنقاء والخل الوفى وكيف انها حقا مهنة المتاعب ولعل ابى لم يرد لى لا المتاعب ولا ان اكون من اصحاب الاقلام الرخيصه...
رغما عن التحاقى بمهنة الطب والتى ساتى على تفاصيلها لاحقا الا اننى ظللت اساهم ببعض المشاركات فى بعض الصحف و المواقع الالكترونيه ربما لرغبة دفينة فى ان الج هذا المجال هذا المجال لكننا نمشى ما كتب علينا من خطى
واواصل

عمل عمنا الدكتور عمر الحاج سليمان(الفاروق) بهيئة الصحه العالمية بالعاصمه اسلام اباد وقد كان منزله قبلة لاهله واصهاره بل ولكل السودانيين .. كان (امد الله فى ايامه) يتمتع باحترام الكافه.. وللامانه فاننى لم ار الا القليل من امثاله فى الكرم وقضاء حوائج الناس ولعله من الذين حببهم الله فى الخير وحبب الخير الى نفوسهم ونسال الله ان يكون من الامنين من عذاب يوم القيامه..
بعلاقات(الفاروق) التحق العديد من افراد اسرته المباشره والممتده بالجامعات الباكستانيه وبهذا انيرت دور هؤلاء بالعلم وساعدوا اسرهم وقد كنت ضمن هؤلاء
واواصل.

بعد ظهور نتائج الشهاده السودانيه ابلغنى والدى بان ( عمك عمر ) قال يرسلوا ليهو الشهاده.. وبعد ذلك باسابيع قيل لى بان هنالك فرص لدراسة الانتاج الحيوانى وكانت دراسه غير معروفه وقتها ابديت عدم رضا بذلك ..على كل بعد بعد عدة اشهر اتى ابى بقصاصه بحجم نصف ورقة ال A4 صادره من وزاة الاقتصاد الباكستانيه ومفادها انه قد تم قبولى بكلية طب روالبندى..كليات الطب والصيدله والهندسه فى باكستان تشرف عليها وزارة الاقتصاد وبقية الكليات تشرف عليها وزارة التعليم..كان ذلك فى منتصف سبتمبر وكان على ان اغادر حالا لان الدراسه تبدأ فى بداية سبتمبر ..اذكر ان والدى (عليه الرحمه ) اشرف بنفسه على كل تفاصيل سفرى بدءا من شراء الملابس مرورا بشراء الدولارات ونهاية بالحجز على الخطوط الجويه الكويتيه..تجربتى مع السفر كانت متواضعه لم تتعدى زيارة قصيره للقاهره , لذا فان كامل السيناريو كان محاطا بمهابة لا يحسها الا من يتجه صوب المجهول واواصل.

بالنسبة لى ( كابن قريه) وكشاب قادم من عمق الطبقة الوسطى كانت تفاصيل مطار الكويت الدولى مبهره فالحركه دائبه والاضواء قويه خصوصا ان السودان كان على تلك الايام ضنينا على ابنائه بالضياء ..الكويت كسائر دول البترودولار تفاجأ فيه بمظاهر الثراء وبالاستخدام المفرط للتكنلوجيا ولكن بقليل من التأمل تلحظ ( البون ) الشاسع بين انسان تلك الدول وبينما ترمى اليه التكنلوجيا..
قضيت حوالى الاربعة عشره ساعه لم تخلو من المفاجأت , فقد اكتشفت ان كل ما احمله من دولارات لا يساوى مبلغا يذكر فى الكويت فالدينار الكويتى يعادل ٣ دولارات ويزيد ..اضافة الى ان الغرفة التى اقمت فيها تذكرك بالف ليله وليله وبحذر( القروى ) قررت الا اتعامل مع اى من محتوياتها الا ان ذلك لم يعصمنى من المفاجأت فقد رن جرس الهاتف ليخبرنى موظف الاستقبال بلهجة لم اعهدها عن شيئ يتعلق بالسفريه الى روالبندى ..لم افهم تفاصيل المحادثه فوقتها لم تكن هنالك قنوات فضائيه ولم نك بعد قد تعودنا على اللهجات الخليجيه وكان اقصى ما عرفناه هو لهجة سميره توفيق فى مسلسل(فارس ونجود) المهم فى الامر ان طائرة الخطوط الجويه الباكستانيه اقلعت بنا فى سفرية طويله لتحط بنا فى مطار روالبندى وكان فى استقبالى العم عبدالله الحاج او (عبده) كما يسميه بعض افراد الاسره...اخذتنا سيارة العم عمر الى منزله فى F/6/3 فى العاصمه اسلام اباد وهو من احياء اسلام اباد الراقيه..كان الجو غائما وممطرا وهذا بدوره كان مدعاة للراحه خصوصا لذلك القادم من بلاد لم تعرف الامطار لعقود ولم تتسم بالخضرة رغما عن وقوع اغلب مدنها وقراها على خاصرة اعظم انهار الارض
واواصل.

فى تلك الايام كان الاستاذ محمد المكى ابراهيم ( ودالمكى) سفيرا للسودان لدى باكستان ولمن لا يعلم فود المكى هو شاعر (الاكتوبريات) المعروف واذكر انه وبعد ايام قليله من وصولى لباكستان كان ان التقيته على دعوة عشاء بمنزل (عمنا عمر) ..كان (ودالمكى) عذب الحديث جم الادب ..لماح وبمرور الايام توطدت العلاقه به لكن المدهش اننا لم نهنأ به كشاعر ربما لحساسية وضعه كسفير او لطبيعة الحركة الطلابيه فى باكستان والتى كانت تعتورها انذاك امراض الاصوليه و جنينية اليسار..
ذهبت للكليه لاكمل اجراءات التسجيل ووجدت امامى مجموعه من الطلاب السودانيين اذكر منهم محمد ابراهيم سليمان وقد كان رجلا خلوقا على انتمائه للاخوان المسلمين وهو الان مدير لاحدى فروع الهيئه الاسلاميه للاغاثه .انيس عبدالملك يقيم الان فى نيوكاسل وقد تخصص فى الامراض النفسيه. الطيب احمد النعيم وقد كان ذو ميول جمهوريه وهو شقيق البروفيسور عبدالله احمد النعيم استاذ القانون المعروف ومن اهم مترجمى اعمال الاستاذ محمود محمد طه عليه الرحمه وللغرابه فان الود ظل محفوظا بين محمد ابراهيم والطيب رغما عن العداء التاريخى بين الاخوان المسلمين والجمهوريين واعزى ذلك للخصائص الشخصيه لكلاهما..الطيب تخصص فى جراحة العظام ويعمل حاليا بالبحرين.. واواصل.

Quote: بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت محمّد المكي إبراهيم الله يا خلاسيه يا حانةٌ مفروشةٌ بالرمل يا مكحولة العينين يا مجدولة من شعر أغنية يا وردة باللون مسقيّه بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين يا بعض زنجيّه يا بعض عربيّه وبعض أقوالى أمام الله *** من اشتَرَاكِ اشترى فوح القرنفل من أنفاس أمسيه أو السواحل من خصر الجزيرة أو خصر الجزيرة من موج المحيط وأحضان الصباحيّه من اشتراك اشترى للجرح غمداً وللأحزان مرثيه من اشتراك اشترى منى ومنك تواريخ البكاء وأجيال العبوديه من اشتراك اشترانى يا خلاسيه فهل أنا بائع وجهى وأقوالى أمام الله *** فليسألوا عنك أفواف النخيل رأت رملاً كرملك مغسولاً ومسقياً وليسألوا عنك أحضان الخليج متى ببعض حسنك أغرى الحلم حوريه وليسألوا عنك أفواج الغزاة رأت نطحاً كنطحك والأيام مهديه *** ليسألوا فستروى كلُ قمريه شيئاً من الشعر عن نهديك في الأسحار وليسألوا فيقول السيفُ والأسفار. *** يا برتقالة قالوا يشربونك حتى لا يعود بأحشاء الدفاق رحيق ويهتكون الحمى حتى تقوم لأنواع الفواحش سوق والآن راجوا فظلّ الدن والإبريق ظلت دواليك تعطى والكؤوس تدار *** هزّى إليك بجذع النبع واغتسلى من حزن ماضيك في الرؤيا وفي الإصرار هزّى اليك فأبراج القلاع تفيق النحل طاف المراعى وأهداك السلام الرحيق الشرق الأحمر والنعمى عليك إزار نجرى ويمشون للخلف حتى نكمل المشوار *** طاف الكرى بعيون العاشقيك فعادوا منك بالأحلام ما للعراجين تطْواح وليس لأطيار الخليج بغام النبعُ أغفى وكلّ الكائنات نيام إلا أنا والشّذى ورماح الحارسيك قيام. *** متى تجاوزتهم وثباً إليك أجئ شعرى بليل وحُضنى بالورود ملئ فلتتركى الباب مفتوحا وحظى في الفراش دفئ ولتلبسى لى غلالات الشذ ى وغناء النبع والأشجار فلى حديث طويل مع نهديك في الأسحار يا برتقاله ساعات اللقاء قصار تأملينى في الصباح أطلْ البحر ساجٍ وتحفافُ النخيل غزل وبركة القصر بالنيلوفر ازدحمت والنحل أشبع كاسات الزهور قبل واننى الآن أزهى ما أكون وأصبى من صباى ومكسياً من النور الجديد إزار تأملينى فإن الجزر أوشك - إنى ذاهب- ومع المدّ الجديد سآتى هل عرفتينى؟ في الريح والموج في النوء القوى وفي موتى وبعثى سأتى فقولى قد عرفتينى وقد نقشت تقاطيعى وتكوينى في الصخر والرمل ما بين النراجين وإنى صرت في لوح الهوى تذكار والآن *** لا شابعاً من طيب لحمك أو ريّان منسكب نهديك أمضى فأوعدينى أن ستدعونى الى فراشك ليلا آخر وتطيليه علىّ بشعرك في زندى *** ولونك في لوني وتكوينى فنيتُ فيك فضمينى الى قبور الزهور الاستوائيه الى البكاء واجيال البعوديه ضُمّى رفاتى ولفّينى بزندك ما أحلى عبيرك ما أقواك عاريةً وزنجيه وبعض أقوالى أمام الله

لحق بى بعد اسابيع صديقى يوسف عبد الوهاب ابراهيم(الكلس) وقد مضينا معا فى مشوار الطب ولسنوات..انضم خلالها لجماعة الترابى ولكنه ظل صادقا صدوقا وقد تشاركنا السكن ولسنوات وقد شهدنا تكون ما عرف بظاهرة الافغان العرب ابان فترة(الجهاد) الافغانى وقد استضاف يوسف فى شقتنا انذاك الشيخ عبدالله عزام وهو المؤسس لما عرف بمكتب الخدمات وهو الجهه التى اشرفت على تجييش الالاف من الشباب العرب والقذف بهم فى المحرقه الافغانيه وقد قضى الاخير فى صراع بينه وبين اسامه بن لادن والذى ورث جيوش الافغان العرب وخاض بها مغامرات مافتئت تغير وجه التاريخ .يوسف تخصص فى امراض القلب وهو الا فى الخرطوم..واواصل.

قبل قدومنا لباكستان بعام توفى ابوالاعلى المودودى (عليه الرحمه)..وهو مؤسس الجماعه الاسلاميه فى باكستان واول امير لها واعتقد ان عمنا عمر قد التقاه فقد سمعت على لسانه عددا من القصص عن المودودى .. يعد المودودى صاحب فكرة (الحاكميه لله ) والتى تلقفها الراحل سيد قطب وكانت بيّنة فى كتاباته وقد شكلت هذه الكتابات نواة لما نشهده من غلو على ايامنا هذى..

ولحقت بنا شابه اسمها (...) ..و(...) كانت على قدر من الجمال واذكر انها عانت كثيرا بسبب ذلك, فالفرز الصارخ بين البنات والاولاد فى المجتمع الباكستانى يجعلهن عرضة للكثير من المشكلات واذكر ان زميلتنا هذى قد اقامت علاقه مع احد الزملاء الباكستانيين واسمه (...) وقد بلغ (...) بالعلاقة منتهاها حيث سافر الى السودان وتقدم طالبا يدها الا ان الامر على تلك الايام كان غاية فى الصعوبه ولو عاشوا قصتهم فى ايامنا هذى لتوجت بالزواج فما اكثر من تزوجن بالاجانب وعلى تلك الايام لم يعرف اهل السودان سوى زيجة (تحيه زروق) من زوجها الفرنسى وعلى ذكر( تحيه) فقد مثلت مع مكى سناده احدى قمم المسرح السودانى انذاك وحينها شغف الناس بمسرحيتهما (خطوبة سهير)..( ...) اكملت دراسة الطب وتزوجت من احد الزملاء وعاشت لفترة طويله فى العاصمة البريطانيه لندن ولا ادرى اين هى الان واواصل..

لم تكن كل ايام وليالى باكستان جميله فبعد فترة قصيره من قدومنا وبدء الدراسه زارنا شاب اسمه عمر وقد عرفنا اكثر من عمر كنا نميز بينهم بالمناطق التى اتوا منها فهنالك عمر الكويتى وعمر الاسبانى وهو من زارنا شاكيا من الام فى ( الكلى) ..اخذه محمد ابراهيم سليمان الى احدى مستشفيات الكليه وتسمى بالDHQ وتقع على احد اكبر طرقات مدينة روالبندى..قرر الاطباء اجراء عمليه جراحيه لاستخراج الحصاوى المسببه لالامه..لم تكن تقنيات التفتيت قد عرفت بعد..قرر اجراء العمليه يوم الخميس صباحا فيما اذكر وقد زرته قبل ذلك بيوم تحدثنا كثيرا وضحكنا كثيرا واذكر اننى قلت له ان الجراحين سيعودون به الى نقطة الصفر فضحك قائلا (ماتزيدا شويه يابوحميد على الاقل نفكر فى العرس)..سافر محمد ابراهيم الى بشاور ويومها قال ساعود مساء الخميس للمستشفى مباشرة لزيارة عمر..اجريت العمليه الا اننا لم نستمع لضحكات عمر ثانية..رحل وهو فى ريعان الشباب وتماما كما قال(ودالمكى) عن القرشى---لم يذق هناءة الزفاف--بالنسبة لنا فان للفاجعة عدة اوجه فهى فقد لزميل عزيز وهى اولى المواجهات مع الموت ومن قبل شباب لا يملكون من التجربة زادا يواجهون به الغيلاء ..تركت هذه التجربه فى نفوسنا الكثير لكنه حال الفانيه لا تجمع الا لتفرق ولا تكمل الا لنقصان رحم الله صديقى عمر واسكنه عالى الجنان واواصل..

لم تكن الايام الاولى للدراسه بالامر الهين فعقبة اللغه كانت كأداء وقل ظللت لاكثر من ستة اشهر اعانى فى فهم الاخرين وقد كنت مندهشا لقدرة الباكستانيين على كتابة كامل المحاضره والملفت ايضا انك قلما وجدت باكستانيا ذو خط ردئ وقد عرفنا وبعد سنوات ان السر فى ذلك ان فى منهجهم مادة اسمها (الخط) وقد حدثنا الاسلاف عن استاذ (الخط) فى المدارس السودانيه ولكننا لم ندركه..
فى هذا الجو الممزوج بالتطرف والحرمان يصار الى كارثه اذا( شغل) احدهم احدى الاغنيات السودانيه ولا زلت اذكر ما تفعله بنا اغنية(الطير الخدارى)للحو واواصل.

رغما عن ان العاصمه اسلام اباد وتوأمها روالبندى رغم انهما تقعان على سفوح الهملايا ورغما عن الشتاء الفظيع الذى ياتى عليهما الا ان الاحساس به لم يكن كبيرا فقد كنا فى مقتبل العمر واذكر اننا نادرا ما استخدمنا ملابس نتقى بها البرد.
كان صديقى الطيب احمد النعيم مولعا بالسينما ولكى تشاهد فيلما اميريكيا كان عليك ان تذهب الى اسلام اباد وتحديدا الى (NAFDEC) وهى عباره عن مبنى يحتوى على مجموعة دور تقدم فيها مجموعة افلام فى نفس الوقت وبلغات مختلفه من ضمنها الانجليزيه يقابل ذلك عندنا فى السودان( مؤسسة الدوله للسينما) والتى ضاعت ضمن الكثير من اسباب الجمال التى فرط فيها اهل السودان.
شاهدنا فى تلك الايام افلام عظيمه امتعتنا وفتحت اذهاننا على الاحداث الكبيره كالحربين الكونيتين والحرب البارده وتناول الغرب لقضايا الدين وحقوق الانسان..ونادرا ماشهدنا فيلما باكستانيا فبالاضافه الى حاجز اللغه فان افلامهم تتسم بالطول الشديد وهى من الخصائص المشتركه بينهم وبين الهنود وتندرا يوصف اهل السودان القصه الطويله بالفيلم الهندى..
من الافلام التى تزال عالقه فى الذهن The Wind and the Lion وGuns of Naveron وHeaven can wait وهو كوميديا اميريكيه تسخر من فكرة الموت والبعث والحساب ولازلت محتارا كيف سمح بعرضه فى باكستان, ايضا من الافلام الجميله التى ولعنا بها انذاك سلسلة ال Pink Panther والتى قام ببطولتها الراحل Peter Sellers عليه الرحمه.
من الطرائف التى حدثت فيما يتعلق بموضوع السينما هى اننى اقنعت صديقى يوسف عبدالوهاب بضرورة تسجيل اغنية فيلم Seven Nights in Japan وقد كان هدفى الاساسى هو ان يقبل يوسف بحمل جهاز التسجيل ..المهم اننا اخذنا الجهاز وسجلنا الاغنيه وظللنا نسمعها لشهور ولم اجد بعد هذه السنوات سببا لهذا الجهد سوى جمال المغنيه اليابانيه واواصل.

لم نعانى كثيرا من ادواء الغربه فقد كان منزل (الفاروق) ملاذا لنا تلتقينا فيه اسرته بحفاوة لا توصف وكانت زوجته(صفيه مهدى عبدالمنعم) بشوشة حين تلقانا ولم ارها طوال تلك السنوات عابسه او ضجره.التقينا باخوتها, الخلوق عصام والمغفور له باذن الله ماهر وزارت الباكستان عبله مهدى والتحقت بنفس الكليه التى درسنا فيها ماجده مهدى والتى تزوجت لاحقا بالدبلوماسى محمد الياس.
توطدت علاقتى بالعم عبدالله الحاج وصرت ازورهم بانتظام وقد درس بجامعة الهندسه بلاهور وهى مدينه تبعد حوالى الخمس ساعات من روالبندى. بعد حوالى الشهر من بداية الدراسه اضطربت الاحوال فى البلاد وشهدت الكليه اعمال عنف توقفت على اثرها الدراسه لاكثر من شهر.فى هذا الشهر تعرفت على صديقى عاصم كروم وهو من ابناء المزاد بحرى وقد درس تكنلوجيا الغذاء بجامعة الزراعه بفيصل اباد , عرض على عاصم مرافقته للهند بالنسبة لى كانت زيارة الهند شيئا ممتعا لكن العقبه كانت كيفية اخبار العم عمر بذلك وللغرابه لم يبد اى اعتراض فقط سالنى عن الكليه وحينما عرف انها مغلقه لم يعترض.
لتزور الهند من باكستان عليك ان تعبر الحدود من لاهور الى امرتسار على الجانب الهندى وامرتسار هى المدينه المقدسه لطائفة السيخ وفيها المعبد الذهبى وهو الذى تسبب فى مقتل رئيسة الوزراء انديرا غاندى حينما امرت باحتلاله وادخلت فيه الجنود مما الب عليها الطائفه فدفعت حياتها ثمنا لذلك واواصل.

كانت باكستان تدار بالاحكام العرفيه عقب الانقلاب الذى قاده الجنرال ضياء الحق وقد شهدت هذه الفتره احداث كبيره اهمها اعدام رئيس الوزراء المنتخب ذوالفقار على بوتو وقد تزعم الاخير حزب الشعب وهو حزب الطبقه الوسطى لكنه يخاطب اشواق السواد وشعاره الاساسى(المأكل الملبس والمسكن) مثل اعدام الرجل علامه فارقه فى تاريخ السياسه ليست فى باكستان بل فى مجمل شبه القاره الهنديه ومن الغرائب ان الرجل قد تنبأ باعدامه وقد صدر له كتاب يحكى ما سيحدث فيما لو اغتيل وحمل الكتاب عنوان If I am assassinated واواصل..

تصل الى امرتسار من لاهور على القطار لتستكمل اجراءات الهجره على جانبى الحدود وهى حدود مصنوعه فالناس على الجانبين يتحدثون نفس اللغه ويلبسون نفس الملابس بل ان الاقليم المقسوم يحمل نفس الاسم فى كلا الدولتين(البنجاب)..بعد الدخول الى الهند تستقل القطار الى عاصمة البلاد(دلهى) وهى مقسمه الى جزئين(دلهى القديمه) Old Delhi واغلب سكانها من الفقراء ودلهى الجديدهNew Delhi وهى العاصمه السياسيه حيث يسكنها الاغنياء والمنتمين الى الطبقة الوسطى وهى الطبقة التى تدير دولاب الدوله ولهذه الطبقه سطوة واثر لا تخطئه العين وقد توصل اباء الهند انه ولأدارة دولة ناجحه لابد من النهوض بهذه الطبقه والزائر للهند يدرك مدى رسوخ الخدمة العامه وكم هى عظيمه المؤسسات التعليميه هناك وعلى ذكر التعليم فان بالهند احد اكبر مؤسسات التعليم الطبى فى العالم والمعروف بمعهد عموم الهند الطبى All India Medical Institute .خريجوا هذا المعهد تجدهم فى كل بقاع العالم ليس كأطباء فحسب بل كقادة لمراكز البحوث.
يشبه السودان الهند فى كثير من التفاصيل وكان من الممكن ان يستلهم ساستنا هذه التجربه الا انهم جعلوا من التعدد مدعاة للتشظى وخربوا اكبر مشروع زراعى فى افريقيا وبدعوى التوسع فى التعليم دمروا اعظم المؤسسات التعليميه وانقضوا على خدمة مدنيه تشابه تلك الموجوده بالهند . واليوم تقف الهند كمساهم رئيس فى الاقتصاد العالمى بينما تقف بلادنا فى مواجهة المجهول.
تسير الاداره المحليه لدلهى رحلتين لا غنى لاى زائر منهما, الاولى يسمونها (حول دلهى) Around Delhi ويشاهد فيها الزائر معالم المدينه واميزها قلاع المغول وضريح الراحل جواهرلال نهرو وهو اول رئيس للهند بعد الاستقلال..الرحلة الثانيه تسمى(حول امبراطورية المغول) وهى رحله طويله مقارنة بالاولى وتبدأ فى الصباح الباكر لتنتهى بعد مغيب الشمس اهم ما يشاهده الزائر فى هذه الرحله هو( تاج محل) ويعد هذا الصرح احد عجائب الكون وهو حقا كذلك وبقصته اواصل.

مكثنا طوال ايام زيارتنا للهند فى معسكر للسواح Tourist Camp ولم يك صديقى عاصم متحمسا لزيارة تاج محل وقد فشلت كل محاولاتى فى اقناعه وكان ان ذهبت بمفردى فى نهاية المطاف..حرصت على زيارة اثار المغول ربما لسببين اولهما ولعى بالتاريخ وثانيهما قناعتى بان الهند احد اضخم مستودعات الحكمة والاسرار , بدأنا بزيارة عدة قلاع ومراقد لزعماء المغول وقد ظل الدليل السياحى يحدثنا عن تلك المواقع بلغة انجليزية طلقه لكن الطريف اننى اكتشفت ان علاقة الرجل مع الانجليزيه تنحصر فيما يتلوه عن تلك المواقع وفى عبارات حفظها عن ظهر قلب وهذه خاصية تميز سكان شبه القاره الهنديه فلأجل الكسب يجودون اسبابه وبمثابرة تدعو للاعجاب.
تاج محل هو قبر كبير غاية فى الجمال يقع في حديقة خارج مدينة أغرا. في شمال الهند الوسطى. بنى الامبراطور المغولي شاه جهان تاج محل كذكرى لزوجته ممتاز محل. وقد بدأ العمل بالبناء بعد وفاة زوجته في العام 1631. واشترك في البناء حوالي 20 ألف عامل أمضوا أكثر من 20 سنة في بناءه وتنظيم حديقته. جثمان كل من شاه جهان وزوجته ممتاز محل يرقدان في قبو تحت بناء عالٍ ثماني الجوانب من الرخام الأبيض. هذا النصب التذكاري يقف على وسط منصة رخامية كبيرة. أربعة مآذن عالية ترتفع من زواياه الأربعة. ومسجدان متشابهان من الرخام والحجر الأحمر يحيطان بالنصب ومجموعة المباني تقف في حديقة مسورة حيث بركة طويلة تعكس صورة النصب مع القبة.ومن الغرائب المرتبطه بهذا الصرح انه وفى يوم ١٤ من اى شهر عربى وحين يكتمل القمر تضاء كل زواياه وتسهل الرؤيه بداخله بعد ان تتهاوى ظلمته بفعل الاضواء التي يبعث بها( بدر التمام) واواصل.

لا تكتمل حكايا دلهى الا بالحديث عن عالمها السفلى او ما يسمونه بقاع المدينه حيث المواخير وحوانيت البغاء وهى عوالم ترعاها الدوله فبيع الخمور يخضع لرقابة صارمه ومجتمع المومسات يشرف عليه صحيا قسم خاص بوزارة الصحه..وفى هذه العوالم تلتقى الكتاب والادباء والمؤرخين يحدثونك عن الهند وعن اباء الحكمه فيها عن غاندى ونهرو وطاغور وتأتى على الناقمين على المجتمع والملفوظين من قبله..فى هذه العوالم ترى الناس على سجيتهم لا يتجملون ولا يخفون سخائم نفوسهم واوضارها يسمون الاشياء باسمائها ربما حدثوك بلغة تنكرها الآذان ولكنها مباشره وصادقه واحيانا آسره..
وفى هذه العوالم تتاح لك رؤية النفس البشريه وهى فى انكسار تعجز الحروف عن وصفه وكذلك تراها عاكسة لقسوة مخيفة ومرعبه فتجارة الجسد مثلا فى شبه القاره الهنديه عموما وفى الهند على وجه الدقه يتحكم فيها(بارونات) كما انها محصوره فى اسر يتوارثها فيها الافراد جيلا بعد جيل..شخصيا ارى ان مصطلح (قاع المدينه) لا يعبر بصدق عما نراه فى هذه العوالم بل على العكس تماما فهى ربما كانت (اسطح) لهذه المدن نرى فيها حقيقة مايجرى فيها..واواصل

من المناظر التى لا ينساها زوار العاصمه الهنديه منظر صبايا دلهى وهن يخرجن للمدارس صباحا ولئن حبا الله شعوب تلك البقاع بجمال فتان فان الانهر والخضره تحتويان المكان وكانما اراد الله بارادته العاليه ان يهيئ الى ما يسر النفس فى بقعة واحده واواصل,,

حاول اباء الهند الاوائل القضاء على الطبقات ومن ثم التاسيس لمجتمع يتساوى فيه الجميع..والهند من الدول التى عرفت تمييزا مريعا وعرفت الظاهره المعروفه بال( المنبوذين) وهى ظاهره استهدفها غاندى بنفسه واواصل..
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%B0%D9%88%D9%86

توالت الايام والليالى وللهند واهلها القدره على الادهاش فما من يوم يمر الا وامتعوك بالدهشة تارة بالمثابره وتارة بالصبر وكثيرا بالقدرة على التسامح وهذا هو السر فى اتساع الهند على من فيها من قوميات ولغات واديان..صحيح ان الهند تشهد ما بين الحين والاخر توترات بين الهندوز والمسلمين لكن للدوله وعبر مؤسساتها الراسخه القدره على الحل والاحتواء.
من المعالم الرئيسه فى نيو دلهى باليكا بازار وهو سوق مبنى بكامله تحت الارض وفوقه اى على السطح حديقه ضخمه يتحلق حول اشجارها وورودها العشاق. وباليكا بازار اقرب للاسواق الشعبيه ك(سعد قشره) بالخرطوم بحرى لكنه اكثر نظافة وتنظيما..من الاشياء المدهشه اننى وجدت طوابع سودانيه قديمه فى احداها صورة السيد عبدالرحمن المهدى (عليه الرحمه) ارانى لها الرجل حال معرفته لجنسيتى وهى احدى خصائص التجار الهنود..فرحت جدا بهذه المجموعه من الطوابع واشتريتها برغبة ان اريها لاصدقائى لكننى لم انعم بذلك لانه وفى اول زياره لأبو الزيق كان ان مزق الطوابع شاتما لمن تحمل صورهم واصفا اياى (بعدم الموضوع) ..لا ادرى كيف تحملت هذا ؟ ربما لصغر سنى انذاك والهاله التى تحيط بالرجل فزكريا جاء الى الهند طالبا لكن الايام امتدت به ليصبح احد معالم نيودلهى فما من قادم للمدينه الا وزاره خصوصا اؤلئك الموسومين بالتقدميه ..لزكريا القدره على تصيد القادمين لدلهى وله القدره كذلك على ارضاء الناس رغما عن ان تلك من الغايات التى لا تدرك.. سمعت مؤخرا انه عاد الى السودان واستقر بامدرمان ربما ليشكل احدى شخصيات المدينه فالرجل عاش ضوضاء نيودلهى ولا ادرى كيف سيتحمل رتابة وصمت امدرمان ..واواصل

من الاشياء المدهشه فى الهند الطريقه التى يقودون بها السيارات ووسائل النقل فاضافة الى الزحام الذى عرفت به اغلب مدن الهند فان الالتزام بقوانين المرور لا يعتبر قاعدة ..مدينه بومباى يسكنها حوالى22 مليون نسمه وهو بالتقريب عدد سكان السودان وفى كلكتا يسكن عدد مقارب وعلى ذكر كلكتا فان اهل السودان يصفون الشاى ب(بالكلكتى) تدليلا على جودته ولا ادرى من اين اتى هذا الوصف لم تتبق لنا ايام كثيره فى الهند فقد اتتنا الاخبار بان الدراسه فى طريقها للاستئناف لكن الطريف اننا وبعد نهاية هذه الرحله قررنا ان نزور السفاره السودانيه بدلهى لاخذ بعض الصحف ولنفاجأ بان(الرئيس القائد) وقتها قد هنأ الامة السودانيه بعيد الفطر المبارك والذى لم نسمع به علما بان المعسكر الذى اقمنا فيه كان يقع على خاصرة دلهى القديمه وهى بقعة يسكنها من المسلمين ما يضاهى تعداد ولايتى الخرطوم والجزيره مجتمعتين ويالها من ايام...
وقبل ان اطوى صفحة هذه الزياره فاننى لن انسى ان احدثكم عن الهند كاكبر مستودع للحياة البريه وبالاضافة الى وجود احد عجائب الدنيا السبع(تاج محل) فالهند اليوم تعد احدى قلاع العلم والتقدم وتحسب كاحدى الدول المتقدمه من ناحية التسلح رغما عن وقوعها فى واقع اقليمى معقد..اين نحن من هذا .واواصل

بعد العوده الى باكستان انقضت الايام لتتراكم معرفتنا ببلاد جديده وباناس جدد بل وبانفسنا ,,تتكون باكستان من اربعه اقاليم ومركز لاهور هى عاصمة اقليم البنجاب وكراتشى هى عاصمة اقليم السند وبشاور عاصمة اقليم الNWFP وهو الاقليم المتاخم لافغانستان وتسكنه قبيلة البتان وهم قوم اشتهروا بشدة البأس واخيرا كوته وهى عاصمة اقليم بلوشستان وهو اقليم متاخم لايران ويعد من اغنى المناطق بالغاز الطبيعى والعاصمة الاتحاديه لباكستان هى اسلام اباد وتخضع لأدارة المركز مباشرة بعض مناطق القبائل ولعلكم سمعتم بها كهدف للطيران الامريكى باعتبارها ملاذا لمقاتلى طالبان واواصل.

تتيح لك الدراسه بالخارج شيئان اولا التعرف على مثالب العنصريه ومدى ايلامها فالكثير منا ياتى من مجتمعات تعتز باصولها وحين تمارس عليه العنصريه يكون ذلك اول الدروس فى سبيل التخلى عنها وربما العوده الى ما نادى به المصطفى (ص) من نهى عنها لانها منتنه. الشيئ الثانى الذى تتيحه لك الغربه هو الاختلاط باعراق مختلفه وباكستان كانت على اياما قبلة لكثير من الشباب العرب بغرض الدراسه وقد مثلت الجاليه الفلسطينيه اكبر هذه التجمعات . وللفلسطينيين خواص لا تخطئها العين اولها الاصرار والمثابره على ان قضيتهم هى محور قضايا العرب والمسلمين ولعلهم نجحوا والى حد بعيد فى فرض ذلك كذلك تميزوا بالقدره على القياده وطلاقة اللسان ويصفهم البعض بالقدره على التامر لكننى لم الحظ ذلك ربما لطبيعة المجتمع الطلابى انذاك .التنظيمات الطلابيه كانت كثيره وممثله لكل الاطياف واكثر ما تميزت به اننى لم احصر نفسى صمن هؤلاء او اؤلئك رغما عن اننى كنت مصنفا ضمن قوى اليسار. كان لى اصدقاء من منظمة فتح التابعه لياسر عرفات والجبهه الديمقراطيه التى يقودها نايف حواتمه والجبهه الشعبيه التى قادها انذاك جورج حبش والشهير بحكيم الثوره الفلسطينيه . وكان لى بعض الاصدقاء من حماس وكذا حزب التحرير الاسلامى والذى يؤمن بقتل الحاكم واقامة الخلافه وللغربابه فقد اصبح لهذا الحزب فرع فى السودان ويرجع تاسيسه لتقى الدين النبهانى من الاردن ولا زلت اذكر صديقى الراحل احمد يونس وهو من فلسطين لا زلت اذكره وهو متحمسا لافكار حزب التحرير وكيف انه كان يرى النصر قريبا ..قضى المسكين فى حادث مرور حين كان يقود دراجته الناريه فى احدى شوارع لاهور قرب جامعة الهندسه التى درس فيها العم عبدالله الحاج. كان صديقى محمود الخواجه وهو من قادة الجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين فى باكستان وممن اعتقلوا فى معتقل انصار كان دايما ما يقول ان الطريق الى القدس يمر عبر اسقاط كل الانظمه العربيه وقد كانت مجلة الهدف هى لسان حال الجبهه وقد تعلمنا منها الكثير .كان هنالك اتحاد يجمع العراقيين واسمه اتحاد طلبة وشباب العراق وقد كان فى طبيعته اقرب الى العصابه من الى تجمع طلابى فقادته يلفهم الغموض ولا يختلطون كثيرا ببقية الطلاب . السوريون كان لهم اتحاد تابع للنظام لكن المناوئين له كانوا كثر . لم يكن هنالك تواجد كبير للمصريين وحتى من ياتى منهم لا يقضى اكثر من عام ليذهب بعدها لاستكمال دراسته بمصر واواصل

من الاشياء التى تتميز بها باكستان هى الاكل الذى لا تستطيع التعود عليه مهما مكثت فالباكستانيين يستخدمون البهارات بشكل لا يوصف وتشكل (الشطه) عنصرا اساسيا.لذا يلجا العرب والاجانب للاتيان بطباخ يصنع لهم طعامهم واغلب الظن ان طعام الاجانب يكون اقرب الى طعام المستشفيات لان الطباخ الباكستانى يجرده من كل المحسنات باعتبار ان هؤلاء الناس لا يريدون بهارا فى طعامهم.. من اكثر الفترات صعوبة حين تخلوا الداخليات من الباكستانيين بسبب العطلات .حينها لا تجد من يصنع لك الطعام ولا من يغسل الملابس وبلغة اخرى تصبح المدينة الجامعيه تماما كما مدينة الاشباح.
الشعب الباكستانى وعلى ما تتميز به بعض مكوناته من عنف فهو يحتفظ لطلاب العلم من الاجانب بمكانة خاصه وللمسلمين منهم على وجه التحديد. وقلما تعقدت الامور فى وجهك اذا عرف محدثك انك مسلم وهى حيله استخدمها الكثير من الخبثاء للخروج من بعض المازق واواصل

للباكستانيين لعبه شعبيه اسمها الكركت وهى لعبه ممله للغايه وتستمر احيانا لعدة ايام قبل معرفة النتيجه النهائيه واكثر اشكالها تطورا وسرعة هى حين تستمر ليوم واحد ولم اعرف من الاجانب من تعلق بهذه اللعبه الا زميل واحد اسمه الشريف بانى وقد درس الشريف الهندسه بلاهور وهو الان مقيم بكندا . لعبة الكركت تنافس على بطولتها دول قليله اذكر منها الهند وبريطانيا والويست انديز ونيوزيلنده واستراليا وللغرابه حينما اتيت لبريطانيا لم اجد لها اى شعبيه واواصل

عالم السياسه فى باكستان عالم غريب ومخيف ويتسم بالعنف والباكستانيين ودودين للعايه فى حياتهم اليوميه لكن حين ياتى الامر للسياسه فكانك ترى شعبا اخر فالقتل يصبح ممارسة عاديه وكذا العنف بين الطلاب .واواصل

لولا انواء السياسه وحمق النخب لكانت باكستان من اعظم الدول فهى دوله زراعيه من الطراز الاول ولها جامعه خاصه بذلك اسمها جامعة الزراعه درس فيها ابن خالتى حسن فزع و عصام مهدى عبدالمنعم والراحل ماهر مهدى عبد المنعم ولباكستان مراكز ابحاث زراعيه تعمل على تطوير انواع الارز والمانجو مما جعلها من الدول الرائده فى تصدير المنتجين ورغما عن ان الباكستان ليست دوله نفطيه الا ان لها كليه لهندسة البترول درس فيها العديد من السودانيين من ضمنهم عمنا عبدالله الحاج وبدلا من من تصدير النفط صارت باكستان ثصدر مهندسى النفط وهى فكره تنم عن بعد النظر والسياسات الراشده وما احوجنا نحن فى السودان الى ذلك بدلا من التخبط وايهام النشء بدرجات علميه لا تزيدهم الا جهلا ولا تؤهلهم للمنافسه فى سوق العمل العالمى .
فى نفس الجامعه والتى تعرف بجامعة الهندسه تدرس كل فروع الهندسه من معمار ومدنيه وكهرباء وغيره وللباكستان كلية طب خاصه بالجيش اضافة الى اكثر من 15 كلية طب تشرف على القبول فيها وزارة الاقتصاد ويتم الاشراف على ادائها من قبل المجلس الطبى الباكستانى وتنظر الدوله الى هذه الكليات اضافة الى توفيرها للطبيب الذى يعمل محليا اضافة الى ذلك فانها تعامل كمراكز لاعداد الكوادر التى تصدر الى خارج البلاد خصوصا منطقة الخليج والكادر الطبى الباكستانى مشهود له بالكفاءه ليس فى دول الخليج فحسب بل فى الدول الغربيه كذلك واذكر اننى حينما اتيت للتخصص فى بريطانيا اذكر اننى لم اواجه كثيرا من العقبات التى يواجهها الوافدون . لا ادرى لماذا تذكرت بان وزير ماليتنا قد ربط بين تصدير الاطباء والنبق ربما بغرض التقليل من شان الاطباء ولو اوتى قليل من الحكمه لعرف ان هنالك دول لا تملك من صادرها الى العالم سوى المؤهلين من ابنائها واواصل

د.محمد بابكر



بوست مريح للغاية ،
عبق الماضي و صندل الحاضر ،
مد الله أيامك كلها سعد ،
تحياتي لكل أفراد أسرتكم الكريمة ،
أشواقي ،

،،،،،،،






عزالدين عباس الفحل
ابوظبي

=

لم أرد أن أقاطع هذا الوصف الدقيق، وهذا السرد الآسر الجميل كجمال تاج محل، وهذه اللغة الصافية الخالية من الشوائب والعيوب.

ولكني توقفت عند هذه المعلومة، وهي مسألة بسيطة لكنها تحتاج لبعض المراجعة:

Quote: يعد المودودى صاحب فكرة (الحاكميه لله ) والتى تلقفها حسن البنا وبنى عليها حركة الاخوان المسلمين فى مصر..

فأغلب الظن يا دكتور أن كتابات المودودي كان تأثيرها واضحاً في أفكار (سيد قطب) الذي أخذ عن المودودي فكرة الحاكمية والنزعات التكفيرية.
أما (حسن البنا) فهو من أثّـر في (أبي الأعلى المودودي) وليس العكس.

لكم التحية يا دكتور وآسف على التشويش
...
..
.

الأخ عزالدين
كتر خيرك وان شاء أكون عند حسن ظنكم..

Quote: لم أرد أن أقاطع هذا الوصف الدقيق، وهذا السرد الآسر الجميل كجمال تاج محل، وهذه اللغة الصافية الخالية من الشوائب والعيوب.ولكني توقفت عند هذه المعلومة، وهي مسألة بسيطة لكنها تحتاج لبعض المراجعة:Quote: يعد المودودى صاحب فكرة (الحاكميه لله ) والتى تلقفها حسن البنا وبنى عليها حركة الاخوان المسلمين فى مصر..فأغلب الظن يا دكتور أن كتابات المودودي كان تأثيرها واضحاً في أفكار (سيد قطب) الذي أخذ عن المودودي فكرة الحاكمية والنزعات التكفيرية.أما (حسن البنا) فهو من أثّـر في (أبي الأعلى المودودي) وليس العكس.

ا
لاخ الصادق كتر خيرك يا رجل ومافى تشويش ولا حاجه وشاكر جداً لهذا التنبيه .. صحيح أن الحاكمية والتكفير أول ما ظهرا فى أدبيات الأخون المسلمين كان ذلك فى كتابات الراحل سيد قطب وصحيح ان الراحل قطب هو من تأثر بالمودودى وطرائق تفكيره والصحيح ايضاً هو ما تكرمت به بان المودودى هو من سار على خطى الامام البنا اذ انشأ الجماعة الإسلامية بعد ثلاثة عشر عاماً من تأسيس الامام البنا لجماعته فى مصر..شاكر جدا لهذا التنبيه و آسف لهذا الخلط وسأقوم بتصويبه ..

من اكبر الجاليات العربيه فى باكستان على تلك الايام كانت الجاليه اليمنيه وقد كان هؤلاء الطلاب مبتعثين على نفقة السعوديه لهذا كانت تبدو عليهم اثار النعمه رغما عن خلفياتهم الفقيره وللامانه فقد كانوا مميزين واذكياء وقد امتدت علاقتنا ببعضهم حنى اليوم . كان هنالك اعتقاد كبير بان اليمنيين يشبهوننا فى كثير من الخصال غير اننى كنت ارى غير ذلك فالسودانى مجامل وخجول وتلك صفات يفتقدها اليمنى فمن العادى ان يسالك اليمنى عن فلان الاعور او الاعرج ورغما عن ان الرسول (ص) قد قال ان الحكمة يمانبه الا ان من عاشرناهم افتقدوا للحكمة تماما ..تتنازع الجاليه اليمنيه تيارات الناصريه والاصوليه وقد مثل كثيرا من الشباب اليمنى وقودا لما عرف بالجهاد الافغانىى ..من الصفات التى تميز بها اليمنيون العيش فى مجموعات على اساس القبيله وهو سلوك يعكس ما يجرى اليوم فى اليمن. الوجبات اليمنيه لا يستسيغها الشباب السودانيين الا لانها خاليه من (الشطه) عدا عن ذلك فهى رديئه ..اليمنيون يتسمون بالكرم ولكنه كرم محسوب ولا يتم الا فى اطار العشيره او المجموعه السياسيه واليمنى مباشر فى علاقاته لا يقيمها الا مع من يحب واذا كره احدا لا يقيم معه علاقه بل يخبره بذلك.اليمنى ليست لديه المنطقة الرماديه والتى تقع فيها كل تفاصيل الحياة من جمال وقبح حب وكره بشر يتمتعون بمزايا ومثالب لذا تجده فى اغلب الاحوال راسما لقسمات صارمه لا يحتاجها العاديون من بنى البشر واواصل.

كان من اكثر اللحظات شجنا وتاترا حينما نستمع لاغنيات حبيبه الى النفس كتلك التى تتغنى بالغربه ولا زلت اذكر الاثر الذى كانت تتركه اغنية صلاح ابن الباديه (الشوق والوطن) والمعروفه ب(ياجنا) والتى كتبها كلماتها الشاعر هاشم صديق .. ولهاشم اسهامات عديده شكلت الملامح الاساسيه للمشهد الثقافى فى تلك الفتره فهو من كتب (الملحمه) التى تغنى بها العملاق محمد الامين امد الله فى ايامه وهو من كتب احدى اعظم المسرحيات فى تاريخ المسرح السودانى(نبته حبيبه)..وبالعوده الى الشوق والوطن وصلاح ابن الباديه فقد مثل صلاح احد الامثله الناصعه لامكانية التدرج عبر مدارج الابداع فى سودان تلك الايام فقد اتى الفتى(صالح الجيلى ابوقرون) من ابوقرون لتحتضنه عوالم الابداع ليتحول من تربال وسواق بص يملكه سكان قريته الصغيره الى نجم لا تخطئه العين ولعل صلاح بخلفيته الصوفيه قد تمكن من الصبر على مصاعب حياة المدينه فقدم درر الغناء السودانى وكانت الشوق والوطن واحدة منها امد الله فى ايامه ومتعه بالصحة والعافيه.

كان للشباب السودانى انذاك مغامرات عديده وكثيرا ما ابتعدت تلك عن الصبايا السودانيات ربما لقلة عددهن وربما لان طبيعة المجتمع الباكستانى المغلقه قد القت بظلالها لذا اثر البعض ان يقيم علاقات مع اثيوبيات ولا زلت اذكر ذلك الزميل الذى ربطته بفتاة اثيوبيه قصة حب عنيفه سارت بها الركبان ولكن سرعان ما اختفى من حياتها حينما قفل راجعا الى السودان ولعلها خصائص تلك الفتاة هى التى انقذتها واعطتها القدره على مواصلة الدراسه وهى تجربه تجعل من الكثيرين بقايا حطام. وعلى ذكر الاثيوبيين فالكثير منا يتعامل معهم من مواقع الاستعلاء مع ان قليل من التامل فى تفاصيل حياة هذا الشعب تاتيك بكثير من الخلاصات فهم شعب ذو حضاره ضاربه فى عمق التاريخ ويتسمون بادب جم ويحترمون القادم الى بلادهم وهذا ما عرفناه من سيرة الصحابة الاوائل ونشاهده اليوم باستضافتهم لمجاميع ضخمه من اهل السودان بعد ان ضاقت بهم البلاد بما وسعت. وتتسم هذه المجتمعات بجمال خلاب يشمل المكان والانسان ويمتد الى الموسيقى والتعامل اليومى..كل ذلك نقابله نحن اهل السودان بالاستعلاء والجحود واواصل...

من الاشياء التى تلحظها فى باكستان التمايز الطبقى المريع فاغلب اهل البلاد يعملون فى الزراعة وقليل منهم فى الصناعه ولكلا المجالين بارونات ويمتد هذا التمايز ليشمل طريقة الحياة من ملبس وغيره فحسناوات اسلام اباد يتبعن الموضه غير عابئات باللباس التقليدى والذى تتمسك به الطبقة الوسطى وهى طبقه ضعيفه اذا ما قورنت بالهند لكن للخدمة المدنيه فى باكستان سطوة لا تخطئها العين وكثيرا ما مثلت طوقا لنجاة البلاد فى كثير من المنعطفات..وعودا الى الملبس فى باكستان فهى البلد الوحيده فى العالم التى يتوحد فيها اللبس رجالا ونساءا ويتكون من سروال وقميص تضاف اليه الطرحه فى حالة النساء..ونساء باكستان يتميزن بجمال لا ينافسه الا الجمال الهندى لكنهن يفتقدن الى القدره على الاختلاط بالاجانب ولا اذكر اى زيجات بينهن واى من الجنسيات الاخرى واواصل

تتوالى الايام والليالى ولنذهب انا والعم عبالله الحاج الى الهند وقد كانت هذه زيارتى الثانيه لارض العجايب وعبدالله لا يختلف كثيرا عن عاطف كروم فى عدم رغبته فى زيارة المواقع الاثريه فقد كان يومنا يبدا ليلا وكما ذكرت سابقا فان دلهى تفوح جمالا حينما تغيب الشمس وتعتبر نيودلهى من اجمل عواصم العالم فيما يلى حياة السهر خصوصا ان ذلك ارتبط بفترة الشباب بالنسبة لنا . من الاشياء الغريبه التى حدثت لنا انا والعم عبدالله هو ذلك اللقاء الذى جمعنا بالعراف الهندى الذى الح علينا فى ان نسمح له بقراءة الكف وكان اول ما فعله اخبارنا باسماء امهاتنا ثم قرا لكل منا كفه ومن الاشياء التى ذكرها لى اننى ساكمل دراسة الطب واننى لن اعمل فيه طويلا ولكننى ساعود اليه واننى ساعيش الى عمر متقدم واننى وبعد هذا العمر المديد ساموت بصورة سهله حيث سيحاولون ايقاظى ليعرفوا بان ان الامر قد قضى . ومن الغرائب انه ذكر لى باننى ساتزوج مرتين وان زوجتى الثانيه يبدا اسمها بالفاء واننى ساتى برفقتها الى الهند واننى سالقاه مرة اخرى . من الاطفال سيكون لى بنتان وولد . باختصار هذا العراف كان مدهشا ولعل العرافة نفسها تعد من اسرار الشرق وكثيرا ما قلت انه من سوء حظ البشريه ان هذا النوع من المعارف قد وجد فى الشرق لانه لو وجد فى الغرب لاخضع للبحث العلمى ولسبر غوره ولخرج من عالم الاسرار الى عالم المعارف المتاحه للجميع واواصل.

الغريب ان الاسلام يمنع اللجوء الى العرافيين لكن هذه التجاره تروج للغايه فى منطقتنا وفى مجتمعات النساء على شكل قراءة الفنجان والوداعيات وتجدها ايضا فى مفردات الشعر والغناء وتتراوح بين الرغبة فى معرفة ما تخبئه الايام واللجوء ال من يسهل امر الدنيا والمضحك اننا نسميها بالخيره حتى نعطيها طابعا دينيا ونجعلها مقبوله واواصل

كنا وعلى وجه ما نحافظ على علائقنا الاسريه ولعل ذلك ما ورثناه من ابائنا وامهاتنا فرغما عما يبدو من خلاف سياسى هنا وهناك لم يكن من المستغرب ان تجد ابن خالتى حسن فزع والمحسوب وقتها على الاخوان المسلمين فى جلسة تجمعنى به والعم عبدالله الحاج وكنا وقتها موسومين باليساريه..وعلى ذكر المهندس حسن فزع فللرجل مكانة عزيزة فى قلبى وعدا عن علاقة القربى فلحسن خصائص عز ان تجدها فى هذا الزمان فهو (فارس) بالمعنى التقليدى للكلمه ذهبت لزيارته مرة فى احد المستشفيات وكان على موعد مع جراحة تذهب باحد اصابعه جلست معه قبل العمليه بحوالى ساعه فسالنى عن الاهل فردا فردا وضحك ومازحنى ساخرا من المرض ولعله اراد بذلك ان يطفئ نيران قلقى عليه وتلك لعمرى من صفات مغاوير عصر قرأنا عنه ولم نعشه..حسن متدين تدين وسطى ويجد العذر لمن يخطئ ولعلها سمة من عرف الدين فعرف نقائص البشر ولحسن اهتمامات تتراوح ما بين الاهتمام بالادب وشأن الحياة العام وقد حدثنى شعراء مُجِيدِين كيف انه شجعهم واخذ بيدهم ..لا تمل الحديث معه وكم اتوق لجلسة تجمعنى به نستعيد بها ذكريات مضت ومعها العزيز من ايام العمر واواصل.

كان النشاط السياسى فى الجامعات الباكستانيه عنيفا للغايه ولا يخلو صراع من ضحايا ودائما ما يكون الصراع بين الجمعية الاسلاميه للطلبه وهى الذراع الطلابى للجماعة الاسلاميه والتى اسسها الراحل ابو الاعلى المودودى وبين فدرالية الطلاب المسلمين وهو الفصيل الطلابى للتجمع الاسلامى وهو حزب اسسه مؤسس الدوله محمد على جناح وبالرغم من ان كلا الفصيلين يتسميان بالاسلام الا انه اى الاسلام لا يمثل الا وسيلة يغررون بالطلاب عبرها..طلاب الجمعية الاسلاميه اتسموا بقدر من الانضباط على الاقل فى العلن هذا اذا ما قورنوا بخصومهم..اما بالنسبة للصراع السياسى وسطنا كسودانيين فلم يكن بنفس حدة صراع زملائنا من الباكستانيين وذلك لعدة اسباب منها ان المناخ العام يتيح حرية واسعة للاخوان المسلمين فى مقابل حركة محدوده للموسومين بالشيوعيه اضافة للارهاب الفكرى الذى خلقته اجواء الجهاد فى الجارة افغانستان..ما اندهش له حقا ان القادة الذين اشرفوا على تجنيدنا انذاك تحولوا الان الى النقيض فاحدهم انضم الى عبدالحى يوسف وهو بلاشك على مرمى حجر من فكر القاعده وبعضهم هادن النظام بل وانحنى اليه..اننى لا استنكف خيارات الناس فانا نفسى لم اعد ابن التاسعة عشر الذى تحمس للاشتراكية وبلا عمق ذلك الحماس الذى يعميك عن البداهات الملقاة على قارعة الطريق واهم هذه البداهات الا مستقبل لاى فكرة مهما كان نبلها مالم ترتبط بالديمقراطيه وحقوق الانسان..اقول اننى لا انكر على الناس تغيير مواقفهم لكن ان ينتقل الانسان الى معسكر الخصم وفى ظل سعار وهجمة امنيه هذا ما يدعو للتامل واواصل

اتاحت لنا الدراسة فى باكستان ان نلتقى بمجموعات كبيره من الطلاب الاسيويين ولازلت اذكر صديقى من اندونيسيا والذى حدثنى طويلا عن بلاده وعن سوكارنو وعن كيف انقض سوهارتو على نظامه وكيف نكل بالشيوعيين الاندونيسين فى مشهد ماساوى يشبه فى كثير من تفاصيله ما حدث فى السودان فى يوليو ١٩٧١ حينما استعاد نميرى سلطتة بانتصاره على ما عرف بحركة هاشم العطا تلك العودة التى استتبعها بتقتيل وملاحقات بلغت اوجها باعدام الراحل الاستاذ عبدالخالق محجوب والراحل الزعيم العمالى الشفيع احمد الشيخ..اقول ان المشهد الاندونيسى يشابه فى تلك المرحله ما حدث فى السودان الا ان ما حدث لاحقا ربما اختلف كثرا فالشيوعيين الاندونيسيين قيموا تجربتهم فى وثيقة قيمة تعد من اعظم ما نشره حزب سياسى كما ان الشعب الاندونيسى اعاد الاعتبار لسوكارنو واسرته بان جاء بكريمته رئيسة للبلاد..اتيح لى لاحقا ان ازور اندونيسيا وان اتشرف بزيارة باندونج وان ارى تلك القاعة التى عقدت فيها اولى اجتماعات دول عدم الانحياز حيث يخبرونك اين جلس عبدالناصر واين جلس نهرو ومع من واين التقى جومو كنياتا وسآتي بشيء من التفصيل علي هذه الرحلة حينما احدثكم، عن زميل اندونيسي آخر استضافني لاحقا .
حين تستمع للدليل السياحى وهو يخبرك عن هؤلاء الزعماء تتذكر قصيدة الراحل تاج السر الحسن اسيا وافريقيا تلك الانشودة التى اذدادت خلودا بغناء الكابلى لها واواصل.

Quote: Ali Ahmed · Habib Public School أحب أدب الرحلات , وصف جميييل ورااائع وأنطباعات روعة , تحياتى لك دكتور محمد بابكر

شكراً للاخ على أحمد وأواصل..

سلامات محمد
واصل هذا السرد الجميل و أرجو أن تفصل في الحيثيات التي بنيت عليها خلاصاتك (وأنت تمتلك كامل ال داتا data )حتى لا تبدو وكأنها انضباعات تخصك
ولك خالص الود

د. محمد بابكر
منذ أو وجدت العنوان (أيام في باكستان) أحسست باني سوف اقرأ شيئاً مفيداً و جديداً.

خاصة و اني أود أن أعرف تلك البلاد التي عايشنا بعض مواطنيها في الخليج.

اللغة ممتعة ..و كذلك السرد و التحليل فيه كثير من العمق الذي يفيد بالتعريف بكثير من جوانب الحياة في تلك البلاد.

أتمنى لو تتحدث بتأني و تفصيل عن الجوانب الإجتماعية سواء لحياة الطلبة أو الباكستانين.

إنه فعلا موضوع يستحق المتابعة

Quote: د. محمد بابكر منذ أو وجدت العنوان (أيام في باكستان) أحسست باني سوف اقرأ شيئاً مفيداً و جديداً. خاصة و اني أود أن أعرف تلك البلاد التي عايشنا بعض مواطنيها في الخليج. اللغة ممتعة ..و كذلك السرد و التحليل فيه كثير من العمق الذي يفيد بالتعريف بكثير من جوانب الحياة في تلك البلاد. أتمنى لو تتحدث بتأني و تفصيل عن الجوانب الإجتماعية سواء لحياة الطلبة أو الباكستانين. إنه فعلا موضوع يستحق المتابعة

الأخ محمد عبدالله
شاكر لك مرورك وتعليقك وسأحاول ما استطعت أن آتى على تفاصيل الحياة اليومية لسكان البلاد ولنا كطلاب آنذاك وآمل أن تسعفنى الذاكره فهذه الأحداث مضى عليها أكثر من ربع قرن..تحياتى

Quote: سلامات محمد واصل هذا السرد الجميل و أرجو أن تفصل في الحيثيات التي بنيت عليها خلاصاتك (وأنت تمتلك كامل ال داتا data )حتى لا تبدو وكأنها انضباعات تخصك ولك خالص الود

مرحب اسامه
ليتك شاركتنى ببعض التفاصيل يا عزيزى فقد مرت عقود على هذه الأحداث ولم يبق منها الا القليل وهو بلا شك يتأثر بالخاص وانت سيد العارفين فأن تداخل العام مع الخاص يبدأ مع البعض ويتواصل مع آخرين وكما تعلم فإن الإمساك عن بعض مما نعرف ، كتغييب بعض الأسماء مثلاً انما يأتى فى إطار احترام خصوصية من ذكرنا وهو مما لا يفسد سياقاً ولا يضيع تماسكاً لنص. سعدت لمرورك وفى انتظار مساهماتك مع تحياتى..

قيض لنا الله ان نلتقى بعدد كبير من الزملاء وهؤلاء جاءوا من مناحى عديده وبعضهم انحدر من اسر عريقه من هؤلاء اذكر ابنى الشاعر مبارك المغربى الرشيدوعبدالعزيز الاول درس زراعه فى نفس الجامعة التى درس بها ابن خالتنا حسن فزع وقد عرف الرشيد بالهدوء والوداعه وظل على هذا الحال الى انتهى من دراسته وقفل راجعا للسودان..على النقيض من ذلك كان عبدالعزيز والذى عرف بالمعلم فقد كان عبدالعزيز مقبلا على الحياة وصخبها وهذا ما جعله يغادر الى الهند ليكمل دراسته فيها رغما عن أن الكلية التى بدا فيها دراسته كانت من اعظم الكليات بجامعة البنجاب وهى الكلية التى تخرج فيها عالم الفيزياء الباكستانى المعروف البروفيسور محمد عبدالسلام وهو الحاصل لاحقا على جائزة نوبل فى العلوم ..وعلى ذكر مبارك المغربى فهو من اميز الشعراء المحدثين وقد عمل الراحل بمصلحة البريد والبرق ثم مدرسا في أم درمان ثم ضابطا بشرطة السجون، ثم قاضيا بالدرجة الأولي وتميزت اشعاره بالاشاره الى الارض والوطن حتى وهو يتغنى للمحبوبه.. دواوينة الشعرية هي عصاؤ قلب (1954) وألحان الكروان (1960) ومع الاصدقاء (1960) ومن أناشيدي (1970) ومن الوجدان (1980 ) وحداء الاستقلال (1981).وقد توفى عام1982..تغنى له مجموعه من الفنانين ابرزهم عبدالدافع عثمانوالطيب عبدالله وصلاح بن الباديه.

الشاعر مبارك المغربى

ارض الحبيب غناها الطيب عبدالله وقد كتب كلماتها الراحل مبارك المغربى

كنت قد اتيت على ذكر البروفيسور عبدلسلام وقلت انه درس ودرس فى جامعة البنجاب وذكرت انه فاز لاحقا بجائزة نوبل ولا يفوتنى ان اذكر ان عبدالسلام ينتمى الى الطائفة الاحمديه وهى طائفة مكفره من قبل الحكومه والمجتمع.. الغريب ان هذا العالم قد درس فى نفس الكلية التى درس فيها العلامه محمد اقبال وهو المعروف بشاعر الشرق وسناتى على اقبال وحياته واشعاره بالتفصيل.
عاش عبد السلام حياته مشغولاً بالعوائق التي تقف أمام تقدم العالم الثالث في العلم والتعليم، وكان يرى أن الفجوة الكبيرة بين الدول الصناعية الكبرى والنامية لن تضيق إلا إذا استطاعت الدول النامية أن تحكم نفسها في مستقبلها العلمي والتكنولوجي، وأن ذلك لن يتحقق من خلال استيراد التكنولوجيا من الخارج، بل من خلال تدريب نخبة من العلماء المتميزين والزج بهم في مجالات العلم المختلفة، وقد سجل رؤيته عن الحاجة الملحة للعلوم والتكنولوجيا في العالم الثالث في كتابة "المثاليات والحقائق ". ولم يتأخر في مد يد العون لشباب العلماء من العالم الثالث، وصرف جزءا من أمواله لمساعدتهم.بعد صراع طويل مع المرض توفي ودفن في قريته التي ولد فيها وهي قرية جهانج مسقط رأسه بمقاطعة لاهور في 21 نوفمبر 1996.


بروفيسور عبدلسلام

وعلى ذكر جامعة البنجاب والدكتور محمد اقبال فاقبال وهو اسم منتشر فى باكستان ويتسمى به به الذكور عوضا عما نعرف فى بلداننا والدكتور اقبال يعرف فى الباكستان بالعلامه اقبال وهو مفكر وشاعر عظيم..واقبال هو صاحب فكرة وطن المسلمين وهو من اقترح ان يسمى بباكستان.. اصل إقبال يعود إلى كشمير، ونزح جد إقبال إلى سيالكوت التي نشأ فيها إقبال ودرس اللغة الفارسية والعربية إلى جانب لغته الأردية، رحل إقبال إلى أوروبا وحصل على درجة الدكتواره من جامعة ميونخ في ألمانيا، وعاد إلى وطنه وكان وثيق الصلة بأحداث المجتمع الهندي حتى أصبح رئيسا لحزب العصبة الإسلامية في الهند ثم العضو البارز في مؤتمر الله أباد التاريخي حيث نادى بضرورة انفصال المسلمين عن الهندوس ورأى تأسيس دولة إسلامية اقترح لها اسم باكستان، توفي إقبال 1938 اى قبل قيام باكستان بحوالى عشر سنوات بعد أن اشتهر بشعره وفلسفته، وقد غنت له أم كلثوم إحدى قصائده وهي "حديث الروح".

Quote: حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عنـاءِ هتفت به فطار بلا جناح وشق أنينه صدر الفضـاء ومعدنه ترابي ولكن جرت في لفظه لغة السماءِ لقد فاضت دموع العشق مني حديثاً كان علوي النداءِ فحلق في ربى الأفلاك حتى أهاج العالم الأعلى بكائـي تحاورت النجوم وقلن صوت بقرب العرش موصول الدعاء وجاوبت المجرة علّ طيفاً سرى بين الكواكب في خفاء وقال البدر هذا قلب شاك يواصل شدوه عند المسـاء ولم يعرف سوى رضوان صوتي وما أحراه عندي بالوفاء شكواي أم نجواي في هذا الدجى ونجوم ليلى حسّدي أم عوّدي أمسيت في الماضي أعيش كأنما قطع الزمان طريق أمسي عن غدي والطير صادحة على أفنانها تبكي الربي بأنينها المتجدد قد طال تسهيدي وطال نشيدها مدامعي كالطّل في الغصن الندي فإلى متى صمتي كأني زهرة خرساء لم ترزق براعة منشد قيثارتي ملئت بأناث الجوى لابد للمكبوت من فيضان صعدت إلى شفتي خواطر مهجتي ليبين عنها منطقي ولساني أنا ما تعديت القناعة والرضا لكنما هي قصة الأشجان يشكو لك اللهم قلب لم يعش إلا لحمد علاك في الأكوان من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا من كان يدعو الواحد القهارا عبدوا الكواكب والنجوم جهالة لم يبلغوا من هديها أنوارا هل أعلن التوحيد داع قبلنا وهدى القلوب إليك والأنظارا ندعوا جهاراً لا إله سوى الذي صنع الوجود وقدّر الأقدارا إذا الأيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن يرضى الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا وفي التوحيد للهمم اتحاد ولن تبنوا العلا متفرقينا ألم يبعث لأمتكم نبي يوحدكم على نهج الوئام ومصحفكم وقبلتكم جميعاً منار للأخوة والسلام وفوق الكل رحمنٌ رحيمٌ إله واحد رب الأنام

د.محمد بابكر



متابع معك بشغف ،
في الخليج العربي ،
تعرفت علي الباكستانيين ،
بكل قبائلهم ،
حقيقة تقال الباكستان شعب به نخوة ،
و أقرب إلي السودانيين ،
هم قبيلة البتان ،
و يقال أن جدهم هو الصحابي خالد بن الوليد ،
لا أدري هل المعلومة دي صحيحة ،
أم فبركة نت ؟
و بين قبيلة البتان و قبيلة البنجاب ،
كجمع البترول بالنار ،
أشواقي ،
،،،،،،،






عزالدين عباس الفحل
ابوظبي

Quote: د.محمد بابكر متابع معك بشغف ، في الخليج العربي ، تعرفت علي الباكستانيين ، بكل قبائلهم ، حقيقة تقال الباكستان شعب به نخوة ، و أقرب إلي السودانيين ، هم قبيلة البتان ، و يقال أن جدهم هو الصحابي خالد بن الوليد ، لا أدري هل المعلومة دي صحيحة ، أم فبركة نت ؟ و بين قبيلة البتان و قبيلة البنجاب ، كجمع البترول بالنار ، أشواقي ، ،،،،،،، عزالدين عباس الفحل ابوظبي

الأخ عزالدين
تحياتى
حقيقة لا علم لى بنسب البتان وما سمعته وربما من باب التندر عليهم انهم بقايا يهود ..
أهل البنجاب أهل استقرار وقد عرفوا الحياة على ضفاف الانهار على عكس البتان الذين قُدر لهم العيش فى طبيعة جبلية قاسية طبعت حياتهم ولغتهم ..فى المستويات الدنيا ربما رأيت ما ذكرت من مشاحنات يومياً لكننى التقيت بأساتذة الجامعات وجنرالات الجيش من قبيلة البتان وممن يعيشون فى إقليم البنجاب ولعل هذا يمثل احدى نجاحات النظام الفدرالى الراسخ والذى أتينا على ذكره..تحياتى مرة أخرى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابع ومستمتع بهذه السياحة واللغة الجميلة

Quote: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابع ومستمتع بهذه السياحة واللغة الجميلة

وعليكم السلام يا ود الخليفه
شرفتنى بمرورك ياخى..وأواصل

الدكتور محمد بابكر,,,,
هل مر بيك إسم الدكتور أحمد التجاني عربي سعد وهو درس الطب في Islamabad Medical College كما أظن وكذلك عاصم تيتاوي كما أظن درس هندسة زراعية

Quote: الدكتور محمد بابكر,,,, هل مر بيك إسم الدكتور أحمد التجاني عربي سعد وهو درس الطب في Islamabad Medical College كما أظن وكذلك عاصم تيتاوي كما أظن درس هندسة زراعية

الأخ aosman بلحيل احمد التيجانى صديقنا ودرس فى نفس الكلية التى درست فيها Punjab Medical College والرجل لا زال بالباكستان وقد استقر به المقام بالعاصمة ويعمل باحدى مراكز الكلى .. تحدثت معه قبل فتره وهو بخير والحمدلله.
عاصم تاتاى درس الآداب بجامعة البنجاب وعمل فترة بوزارة الخارجيه ولا أعرف اين هو الآن.
شقيقه مختار تاتاى هو الذى درس بجامعة الزراعه و لم التقيه منذ ان افترقنا فى باكستان.

دكتور محمد بابكر وضيوفك الأكارم،

ياسلام...

وأنت تبحر بنا عبر تلك السياحة الماتعة إلى الباكستان عندما كان على رأس سفارتنا فيها صاحب الإكتوبريات...


ليتنا عدنا أو عادت الأيام.....................

نتابع...

Quote: دكتور محمد بابكر وضيوفك الأكارم، ياسلام... وأنت تبحر بنا عبر تلك السياحة الماتعة إلى الباكستان عندما كان على رأس سفارتنا فيها صاحب الإكتوبريات... ليتنا عدنا أو عادت الأيام..................... نتابع...

كيفك استاذ نصرالدين
سعدت بمرورك وشاكر على المتابعه واواصل..

الاقليم الذى درسنا فيه هو اقليم البنجاب وعاصمته لاهور ويتحدث سكانه اللغة البنجابيه وهى من اللغات الثريه جدا ويحتاج الامر منك الى قليل من الاختلاط مع اهل الاقليم لتفاجا باشعار مليئة بالحكمة والمعانى العميقه وبقليل من التامل تكتشف ثراء موسيقاهم واغانيهم ..كل ذلك مصحوبا بخضرة اسره وجمال اسر لا تخطئه العين ..من اشهر اهل الغناء فى البنجاب السيده نورجهان وهى لا تقل شهرة عن سيدة الغناء العربى ام كلثوم ولا تنحصر شهرتها على اقليم البنجاب بل تتعداه الى كل كل شبه القاره الهنديه خصوصا الاقليم المسمى بنفس الاسم فى الهند واقليم البنجاب الهندى هو امتداد للاقليم الباكستانى ويتحدث سكانه نفس اللغه ويتغنون بنفس الاغانى ولا تفصلهم الا حدود مصنوعه..اواصل

من اشهر الاغنيات البنجابيه و التى تغنت بها العديد من المغنيات ولقرون قصة تلك الفتاة التى فقدت زمامها وهى اغنية طريفه تشبه فى بعض تفاصيلها اغنية صلاح الباديه لخاتمه الجنن البنوت..واواصل

اترككم فى جولة حول العاصمة الباكستانية اسلام أباد على أن اواصل غداً بإذن الله..

ساحدثكم اليوم عن اسرة بوتو وهى الاسرة التى اسس عميدها ذوالفقار على بوتو حزب الشعب الباكستانى وهو حزب كبير ويحوز على الاغلبية فى اقليم السند حيث جذور اسرة بوتو
لنعد للماضي بغية الاقتراب من أسرة بوتو، فذو الفقار علي بوتو ذاع صيته إبان حكم الرئيس الباكستاني إسكندر علي ميرزا، حين تولى منصب وزير التجارة وهو أول منصب يشغله مدفوعاً بعناية من ميرزا .
ميرزا وبوتو كلاهما متزوج من إيرانية؛ فميرزا اقترن بزوجته ناهد وهي الزوجة السابقة للمندوب السامي الإيراني في باكستان (عندما مات ميرزا نقل جثمانه إلى طهران!!)، وبوتو تزوج من نصرت أصفهاني الإيرانية التي أنجبت فيما بعد بنظير بوتو.
دخل بوتو الأب حياته السياسية مشدوداً إلى شخصية كاريزمية أثرت فيه وتأثر بها وأشرب فكرها من بعد إلى ابنته بوتو، وهو محمد علي جناح الذي أسس دولة باكستان وترأسها بين العامين 1947 و1948 (وترأس حكومته لياقت علي خان بين العامين 1947و1951) وعمل على فصلها عن الهند في خطوة ما زال الجدل يدور إلى اليوم حول جدواها على المسلمين وتأثيرهم في شبه القارة الهندية (على الرغم من أن فكرة انفصال باكستان ذاتها منسوبة إلى الشاعر السني محمد إقبال).
على أن الشخصية التي قدمت دعماً أعلى في تولي شؤون الحكم في باكستان لبوتو كان الجنرال ايوب خان الذي ترأس حكم باكستان بين العامين 1969 و1971 وقلده منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في عهده، ولعل هذا ما أدخل بوتو الى عوالم السلطه ليتولى منصب رئاسة الدولة ثم الحكومة من العام 1971 إلى 1973 رئيساً ثم 1973 وحتى إعدامه في العام 1977 رئيساً للوزراء على يد الجنرال ضياء الحق.
اواصل

وعقب إعدام بوتو ، كانت باكستان على موعد مع ابنته بينازيرالتي أفسحت لها عملية اغتيال الجنرال ضياء الحق بتفجير طائرته في أغسطس من العام 1988 المجال للدخول الى عالم السياسة وهو ما كان يريده والدها الراحل الا أن الامر بالنسبة الى بينازير كان أكثر من ان تصل الى السلطة فقد كانت تريد أن تثأر لوالدها ولكن على طريقتها كزعيمة حقيقية ووفق ما ظلت تردد دواماً من ''أن الانتقام الحقيقى من الدكتاتور هو ان تبنى مجتمعاً ديمقراطياً''.
.لم يتم حتى الآن الكشف عمن قتل ضياء الحق غير أنه من المؤكد انه وبرحيل الدكتاتور فإن بينازير قد بدأت فى استعادة دورها.
أدناه وثائقى يشرح دور اسرة بوتو ويركز على الراحلة بينازير والتى قضت فى دروب السياسة وقبلها أخويها شاهنواز ومرتضى ولعلها من غرائب السياسة فى شبه القارة الهنديه أن تدفع بعض الأسر بكامل افرادها لأجل بلدانها وما حكاية أسرة نهرو بالهند ببعيدة عن ذلك.
تظل السيدة بينازير بوتو من اهم الساسة الذين عرفتهم سوح السياسة ليس فى باكستان فحسب بل وفى كامل العالم الاسلامى ، فبظهورها وغيابها كشفت بينازير عن عمق المشكل الثقافى فى منطقتنا و ابانت لنا كم هو طويل طريقنا نحو الديمقراطية والتقدم الاجتماعى, وأواصل

وتتوالى الايام واعود فى اول عطلة سنوية للسودان وقد كانت هذه العطلة من اميز ايام حياتى . فيها احسست بدفء الحياة الاسريه مقارنة بيباب الغربة وقسوة لياليها وقد كانت اقسى اللحظات حينما انتهت العطله وكان على ان اعود للباكستان ,,فى هذه العطله استانفت هواياتى القديمه من ذهاب للمسرح والسينما وكم كانت ممتعة السينما على تلك الايام حيث كانت قاعة الصداقه تخصص اسبوعا للفيلم الاميركى واسبوعا للفرنسى واخر للعربى وعلى ذكراسبوع الفيلم العربى فقد كانت السينما المصرية على تلك الايام فى مجدها ولازلت اذكر الروائع التى استمتعنا بها ومنها على سبيل المثال فيلم(السقا مات) والذى قام بدور البطولة فيه عزت العلايلى.فريد شوقى.شويكار.تحية كريوكا.امينة رزقوفيلم(افواه وارانب) والذى قامت بالبطولة فيه سيدة الشاشة العربيه فاتن حمامه رحمها الله ..واواصل

على تلك الايام لم تكن الأقراص المدمجة قد ظهرت بعد وقد كانت أشرطة الكاسيت هى المستخدمه واظنها الآن اختفت إلا فى بعض البلدان. .كان من الاشياء القيمة التى يمكن أن تبعث لك من السودان مجموعه من التسجيلات لفنانك المفضل وفكرة الفنان المفضل فكرة سودانيه خالصه لم أسمع بها لدى اى من شعوب الأرض. .وتكتسب هذه التسجيلات قيمة أكبر اذا ما ظهرت لهذا الفنان اغنية جديده فسرعان ما تنتشر هذه الاغنيه وسط الطلاب وتجد طريقها لجلسات الانس والتى كانت تجمعنا ببعض الزملاء الذين يجيدون عزف آلة العود وأذكر منهم مثالا لا حصرا صديقى المقيم حاليا بدولة قطر محمد المبارك فوراوى. أيضا من الاشياء التى كنا ننتظرها الفول المصرى ولم تك الصين قد بدأت فى إنتاجه انئذ. على تلك الايام كانت الموضه أن نطلق شعورنا ولعلها صرعة أتت من أوروبا وكان الخلال هو أحد أهم المقتنيات والخلال لمن لا يعرفه هو مشط يستخدم أساسا لتمشيط الكثيف من الشعر وقد كان يصنع محليا من قبل قبائل شرق السودان والمشهورة بإطلاق الشعر كأحد عاداتها. .سرعان ما صنع الخلال فى الصين لكنك لن تجده إلا فى الأسواق السودانيه لذا كثيرا ما توصى الزملاء بأن ياتو لك بخلال ضمن ما تريده من السودان. .الطحنيه أيضا كانت من الاشياء التى يشتاقها البعض إلا أنه وللمفارقه أن الطحنيه وقبل تخرجنا بسنوات صارت ضمن السلع التى يمكن أن تجدها فى الأسواق الباكستانيه. .عوده على ذكر الاغنيات أذكر أن اغنية ابوقطاطى (سوات العاصفه ) والتى تغنى بها الراحل وردى مثلت إحدى الالحان التى هام بها الشباب آنذاك ولعل كل من رددها كان يعنى بها ليلاه واواصل. https://soundcloud.com/user1506791/fathe_sd-yahoo-co-uk-15

سأحدثكم اليوم عن إقليم السند وعاصمته كراتشى . سكان الإقليم أغلبهم من السنود ٦٠ فى المائه والبقية يعرفون بالمهاجرين .
من المدن الرئيسية فى الإقليم حيدراباد وتعتبر من أهم المدن بالنسبة للسكان الاصليين ففيها يتمتعون بالأغلبية وفيها تشاهدهم بملابسهم المميزة على خلاف كراتشى التى يغلب عليها طابع ''الكوزموبوليتان''.
يعتبر نهر السند من أكبر أنهار البلاد وقد شهدت ضفافه واحدة من أعظم حضارات شبه القارة الهندية .
بدأت علاقات هذا الإقليم بالعالم العربى منذ عهد الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب وهى علاقات تراوحت مابين التجارة المتبادلة ومحاولات الغزو من قبل الدولة الاسلامية والتى لم تنجح الا على يد القائد محمد بن قاسم والذى بعثه الحجاج بن يوسف الثقفى إبان حكم الأمويين.
يعد إقليم السند من أكثر أقاليم الباكستان اضطراباً وتنتشر فيه ظاهرة قطاع الطرق والمعروفين بال''داكويت'' وهؤلاء بالرغم من أنهم خارجين على القانون وكثيراً ما يقعون تحت طائلته الا أن الأدب الشعبى يتعامل معهم كأبطال وفرسان وقد تحدثت الى الكثيرين من السكان المحليين ممن يعتبرونهم تعبير طبيعى لما يعانى منه الاقليم من مظالم وتجاهل من حكومة المركز وتشبه هذه الظاهرة ما عرف سابقاً بالهمباته فى السودان رغماً عن أن الأخيرة لم تأخذ بعداً سياسياً فيما أعرف.
يعد الإقليم معقلاً لحزب الشعب الباكستانى والذى أسسه الراحل ذوالفقار على بوتو والمنحدر أصلاً من أصول سنديه الا أن أحزاباً قومية تكونت مؤخراً إضافة الى الحركة القومية للمهاجرين .
توزع الطلاب السودانيين على جامعات مدينتى كراتشى وحيدر اباد وفى تخصصات مختلفة وقد انتشرت الانشطة بعد تكوين اتحاد الطلاب السودانيين مما كان سببا فى زيارات متبادلة بين أولئك الدارسين فى الشمال ومن درسوا فى منطقة السند و من ثم توطدت العلاقات بين هؤلاء وأؤلئك الى يومنا هذا.
لا يكتمل الحديث عن اقليم السند الا بذكر شاعر السند العظيم شاه عبد اللطيف بتاى والذى عاش فى الفترة من 1689 – 1752 فهو الى جانب انه شاعر فهو مفكر وصوفى ويعتبره الكثيرون إمتداداً للشاعر الفارسى ''الرومى'' ومن الموضوعات التى نضح بها شعر بتاى تماما كما الرومى تلك الأسئلة المقلقة من شاكلة لماذا خلقنا وما جدوى وجودنا على هذه الأرض وماهى علاقتنا بالخالق وقضايا البعث والحساب .ترجمت اعمال بتاى الى لغات عديدة منها الانجليزية لكننى لم ات على ترجمة عربية لها وأواصل.

يقع إقليم بلوشستان جنوب غربى البلاد وتسكنه قومية البلوش والتى تتوزع بين ايران وباكستان وتخوض بعض مكوناتها صراعاً بحجج التهميش على الجانب الباكستانى و لاسباب طائفية فى ايران.
عاصمة الاقليم هى كويته وهى من أقل مدن البلاد نماءاً حالها حال بقية الاقليم هذا بالرغم من أن بلوشستان هى الأغنى من حيث انتاج الغاز الطبيعى فى باكستان.
الطبيعة فى بلوشستان جبلية قاسية و يشهد الاقليم فى العادة شتاءاً قارساً وتساقط للتلوج لكن المدهش ان سكان الاقليم يتمتعون بوداعة وطيبة لا تتناسب مع الطبيعة التى يعيشونها.
من المناظر المألوفة فى كويته حلبات الرقص فى شوارعها خصوصاً اثناء الاعياد والمهرجانات ذات الطابع القومى والبلوش، على عزلتهم أقل تقليدية من بقية السكان فى ياكستان لذا من المألوف رؤية رقصات مختلطة بين النساء والرجال وهو ما يندر مشاهدته فى بقية الاقاليم.
للإقليم برلمان إقليمى ورئيس وزراء إقليمى إضافة للعلاقة الفدرالية مع المركز وهى علاقة يشوبها الشد والجذب خصوصاً حينما تسيطر الأحزاب ذات الطابع القومى على الإقليم.

ببلوشستان مجموعة جامعات ذات سمعة جيده اشهرها University of Balochistan و Bolan University of Medical and Health Sciences وهذه تشمل كليات الطب والصيدلة وطب الاسنان كذلك Balochistan University of Engineering and Technology و هنالك وجود مقدر للطلاب الأجانب الا اننى لا أذكر من السودانيين ممن درس فى كويته الا صديقى محمد عبدالله ذلك الرجل الرائع والذى عرفناه مبتدئاً لدراسته بلاهور ومكملاً لها فى كويته ، وقد كان ضابط الايقاع الراتب لفرق الغناء وأذكر انه كان مجيداً لذلك محمد اشتهر بيننا برمضان ولا أذكر سبب التسميه وهو من ابناء الفتيحاب ،آخر عهدى به حينما التقيته فى زواجه و يعمل حالياً فى إحدى صيدليات امدرمان.. وأواصل

تحياتى يا دكتور محمد
بوست توثيقى رائع الاسلوب وغزير المعلومات بجهد قليل وترتيب بسيط يمكن أن يتحول إلى كتاب

تحياتى يا دكتور محمد
بوست توثيقى رائع الاسلوب وغزير المعلومات بجهد قليل وترتيب بسيط يمكن أن يتحول إلى كتاب

الاخ عبدالرحيم
شاكر لك المرور ورمضان كريم وكل عام وانت والاسرة بألف خير.
واواصل

أقليم خیبر بختونخوا و يعرف با NWFP ويقع فى الشمال الغربى من البلاد و يسكنه البشتون او البتان والهندكوه و بعض الأفغان واللغة السائدة هى البشتو عاصمة الاقليم هى مدينة پشاور والتى تقع قرب بوابة خيبر الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
يعد ال NWFP من أكثر الأقاليم اضطراباً فهو مجاور لأفغانستان وقد شكلت عاصمته بشاور إبان الاحتلال السوفيتى لافغانستان مركزاً تدير منه المخابرات الأميركية كل شئونها المتعلقة بالازمة الافغانية ومثلت بشاور مركزاً للقادة الافغان ومنها انطلق مركز الخدمات بقيادة الراحل الدكتور عبدالله عزام والذي قام بتجييش الالاف من الشباب والطلاب العرب قاذفاً بهم فى المحرقة الافغانيه وقد ظل مثابراً على ذلك حتى رحيله ليجد هولاء الشباب انفسهم تحت قيادة بن لادن ولتبلغ الملهاة قمتها بحوداث ١١ سبتمبر والتى جعلت من الاف الشباب طرداء بعد أن أعتقدوا ولسنوات بأن فى إمكانهم القيام بدور الصياد.
تواصلت الاضطرابات حتى بعد الانسحاب السوفيتى فالصراع فى أفغانستان واصلته وجوه جديدة فشكل عاملاً للاضطراب هذا اضافة الى تجارة المخدرات الرائجة على حدود الاقليم مع أفغانستان .
الطبيعة نفسها لم ترحم الاقليم فهو من أكثر المناطق تأثراً بالزلازل والطقس القاسى ، كل هذه العوامل رسمت ملامح قاسية على وجوه السكان فالتجهم هو ما يميز أغلبهم ونادراً ما تجد من يمازحك لكنهم أهل سخرية مُرَّة على كل حال واشتهروا بالشدة والوفاء فى علاقاتهم. تنتشر جرائم الشرف فى الاقليم رغماً عن المجهودات الكبيرة التى تبذلها الدولة.
بشاور بها جامعة ضمت كل الكليات وسميت كلية الطب بكلية طب خيبر وممن درسوا فيها زميلنا محمد بدرالدين وقد كان من جماعة الترابى وتزوج بأحدى كريماته. محمد يدير مركز للكلى بالعمارات وقد كان الرجل على درجة من الهدوء والأدب. لا اذكر الا قلة من الاجانب والسودانيين الذين درسوا فى بشاور وربما كان ذلك بسبب اضطراب الاحوال.
على تلك الايام كنا نحصل على (السويترات) والتى تأتى كدعم للمجاهدين بأسعار زهيدة وكنا نبتاع الراديوهات الروسية الصنع والمدهش انها وعلى رخصها كانت تلتقط المحطات العربية بما فيها راديو امدرمان.
وأواصل..

الرحمة والمغفرة لزميلنا عزالدين بشير الطيب ونسأل الله العلى القدير أن يجمل آله وذويه بالصبر وحسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون.

كشمير هي منطقة جغرافية تقع شمال غرب شبه القارة الهندية .الإقليم يتوزع بين ثلاثة دول هى الهند، باكستان والصين وقد ظل الأقليم متنازعاً عليه ويشكل مشكل كشمير نزاعاً دائماً بين الهند والصين من جهة والهند وباكستان من جهة أخرى ويسمى الجزء الواقع تحت الإدارة الباكستانية ب(آزاد كشمير) اى كشمير المحرره .
خاضت باكستان عدة حروب بسبب هذا الإقليم وتعتبر آزاد كشمير من أجمل بقاع العالم وعاصمة الجزء الباكستانى هى مدينة مظفر اباد ويبلغ عدد سكان الاقليم حوالى ٤ ملايين يتمتعون بحكم ذاتى وللاقليم رئيس ورئيس وزراء ـ مدعومًا بمجلس وزراء ـ هو رأس السلطة التنفيذية ، وتشكل وزارة شؤون كشمير في الجكومة الباكستانية حلقة الوصل بينها وبين حكومة آزاد كشمير.
ما يميز كشمير أن نسبة التعليم فيها تقارب ال ٧٠% وهى نسبة كبيرة إذا ما قورنت ببقية المناطق فى الجمهورية الإسلامية.
هنالك خمس جامعات بالاقليم ولكننى لا أعرف أى من الاجانب درس فى إحداها وربما عاد ذلك للتعقيد الادراى وربما لوعورة الطرق التى تصله ببقية الدولة. قدر لى ان ازور عاصمة كشمير إضافة الى ميربور وهى المدينة الثانية فى كشمير وقد كان ذلك بدعوة من صديقى الدكتور خواجه عبدالحميد. كانت هذه الزيارة سانحة للتعرف على حياة الكشميريين والتى تشبه حياتنا فى كثير من تفاصيلها بدءاً بالعيش البسيط وملامح الفقر التى لا تخطئها العين رغما عما حبيت به كشمير من طبيعة ساحرة ولن أنسى قصة شقيقة الدكتور خواجه والتى قضت بسبب الفشل الكلوى حيث لم يكن فى مقدور الاسرة آنذاك توفر كلفة الغسيل لمرتين فى الاسبوع وهو ما لم يكن الا فى مقدور الاغنياء والذين قلما واجهوا هذا المرض اللعين. لا زال خواجه يذكر هذه القصة المؤلمه متحسراً ومتمنياً لو أنها عاشت لتراه استاذاً للعيون فى كبريات جامعات الأقليم ، قلت له كذا حال الدنيا يا صديقى فاننا نحوز المال ونراكم التجارب عندما تقل جدواهما وحينما لا يسمح العمر ببدايات جديده ولا نجدهما حينما نكون فى مقتبل العمر رحم الله شقيقة صديقى خواجه فإنه يذكرها وكأنما كان رحيلها بالأمس وأواصل.

من القادة السياسيين الذين زاروا باكستان إبان وجودنا فيها د, حسن الترابى والذى تمتع أتباعه بوجود مقدر وسط الدارسين والسيد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة و طائفة الانصار.
دكتور الترابى أقام محاضرته عن الوضع الراهن فى السودان وسط هتاف وضجيج مريديه وقد كان حديثه فى المجمل دفاعاً عن تجربة الشريعة فى السودان لم تخلُ المحاضرة فى خواتيمها من الاعيب لا تليق بالقادة على شاكلة أن يبعث له بأسئلة إفتراضية لم يسألها أحد والغرض منها التنكيل بهذا الكيان أو ذاك وأذكر مثالاً أن أحد الأسئلة المدبرة كان بغرض النيل من جماعة أنصار السنه وآخر استهدف حركة الطلاب المستقلين وأذكر أن السؤال قد صيغ بطريقة ساذجة ومضحكة(أنا مستقل بماذا تنصحنى؟).
لم يدخر الترابى جهداً فى أن يمجد نفسه من حيث المؤهلات وعدد اللغات التى يتحدثها والكتب التى قرأها ويومها تساءلت عما هى الاسباب التى فتنت هولاء الشباب بزعيمهم هذا ، فليس للرجل قدرات خارقة و لعل أكثر ما يجيده هو الإعتداد بنفسه وتحقير الآخرين إتخاذهم هزواَ وهذه ليست من صفات القادة لكن الحياة لا تكتمل الا بوجود الغريب من الأفكار والبشر وحقاً لله فى خلقه شئون.
السيد الصادق المهدى استضافته جامعة القائد الاعظم محمد على جناح بالعاصمة إسلام اباد وهى جامعة مخصصة للدراسات العليا ولم يدرس فيها من السودانين سوى صديقنا سعد أحمد على والذى حصل منها على الماجستير فى العلاقات الدولية لكن المطاف انتهى به ضابطاً إدارياً . وأذكر أن السيد الصادق قدم يومها بلقب دكتور الا أن الرجل قام بتصحيح ذلك قبل بداية حديثه و ارحج أن هذا الخطأ لم يكن الا بولع الباكستانيين بالألقاب والاحتفاء بحامليها. لم يتحدث زعيم حزب الامة عن السودان لكنه تناول قضايا المسلمين و كيفية حل مشكلاتهم. بدا الرجل متواضعاً و لم ينل بحديثه الذى أجراه مع الطلاب السودانيين بدارهم لم ينل من خصومه بأى من شاذ القول أو منكره على النقيض من صهره الذى أتخذه خصومه مادة للتندر وإضحاك مستمعيه وأواصل,

القوانين فى باكستان تحظر التعاطى والإتجار فى الخمور بالنسبة للمسلمين وذلك وفقاً لقوانين شرعتها حكومة بوتو الأب فى سبعينيات القرن الماضى.
تعداد غير المسلمين فى الجمهورية الإسلامية حوالى ٣% يسمح لهم بشراء وتعاطى الخمور والمصنع الوحيد للخمور هو الحكومة نفسها وتمتلك الدولة احد أكبر مصانع الخمور فى المنطقة و يسمى المصنع بإسم(مَرِى) وهى منطقة جبلية سياحية يزورها السواح من كل أنحاء العالم ويقوم المصنع بإنتاج كل أنواع الخمور بدءاً بالبيره مروراً بالوسكى ونهاية بالجن والمضحك أن منتجات المصنع يكتب عليها Made in Pakistan على غير كل المنتجات الأخرى التى تنتجها باكستان والتى عادة ما تُزيل بعبارة Made in The Islamic Republic of Pakistan والأكثر إضحاكاً أن الحجة التى تصنع بها الخمور أنه لا يليق بالجمهورية الاسلامية أن تستورد الخمور فى حين أنها تريد أن توفر لرعاياها من غير المسلمين حقهم فى تعاطى الخمر وفى ذلك مفارقة إذ أن لغير المسلمين ما هو أدنى من ذلك مما لا يتمتعون به من حقوق. و المفارقة أيضاً أن أغلب منتوج ''خمارة مرى'' تلك يستهلكه المسلمون عَبر حيل تتراوح ما بين شراء تصريحات الخمور من غير المسلمين أو الشراء المباشر من أحيائهم. وأواصل

وصلتنى هذه الرسالة من الأخ عزالدين عثمان

Quote: ا سلام اخي وصديقي د. محمد..لك الشكر علي إثارة الشجون واحياء ذكريات كادت تموت ويطالها النسيان..وهي سرد احترافي لعالم جليل وصاحب ذكاء متقد ادعي انني من اوائل المكتشفين له ويكفي انني تخذتك صديقا واخا في وقت مبكر..وزاملتك سكنا حين كان الفكر الجمعي في اوجه ولا يملك الكثير من الطلاب سوي العيش والموت مع الجماعة. قد كان ومايزال عرسا..... ان لم يكن في الامر مبالغة فقد كانت من اجمل فترات العمر والتي شكلت الكثير من سمات حياتي خاصة وانها من سنوات وايام الشباب المليئة بالحماس والمشحونة بتطلعات الحياة ..واحسب اننا كنا نراها سويا زاخرة بكل الطموحات المشروعة وغيرها.... قرأت بشغف شديد كتاباتك الانيقة ولا اقول حسدك علي الذاكرة المتقدة ولكن اكتفي بما شاء الله وتبارك الله ولا قوة إلا بالله.... لا اخفي عليك اخي التهامي للكلمات التهاما لاصل لبعض اشارة لايام خلن عشناها معا..انا وانت ...ابدعنا فيها وعملنا سويا وسط خضم من الطلاب...كانوا يماثلونا عمرا وتطلعا...ونتفوق عليهم وعيا وعملا وهمة... تذكرت اياما مضن ونحن نجلس في غرفتنا باسلام اباد بالطابق الثالث نتذاكر دروسنا كل في مجاله والليل قد انتصف فاذا باول زلزال يحدث لنا ونحن القادمون من بلاد لا تعرف الزلازل وهرولتنا مع الجميع الي اقرب ميدان وقد عرفنا بعدها ان الهروب لازم بين الهزة الاولي وما يليبها من هزات قد تكون هي المدمرة .... طاف بذهني مجموعة من الاحداث وقد ظننت انك ستفرد لها قسما خاصا مما سردت...ومما طاف بذهني مناكفات جمعية الوجدان ...وما كانوا يرددون من شعر حلنتيشي وما قابلناه انا وانت من تصدي بقيام جمعية النهوض بالادب العربي وانت رئيسها...ومجلة النهضة وانت رئيسا لمجلس ادارتها وقد كنت سكرتيرا لتحريرها..وما عانيناه سويا في سبيل تأليفها وتصميمها وتصويرها من مصروف دراستنا وارسالها. بعناية لكل أنحاء باكستان وما حوته من مناكفات وكتابات واشعار ساهم فيها نخبة من طلاب ذلك الزمن الجميل....اتذكر كتابات محمد احمد عثمان ...اتذكر تعقيبات بشارة ومحمد التيجاني وصدق التجاني ومناوشاتنا للكلس وازهري وابناء فزع..وبقية العقد الفريد.... تذكرت احتفالنا باعياد الاستقلال بفيصل اباد والحفل المهيب الذي اقمناه وجمع الطلاب في مشهد لا اظن ان مثله قد يتكرر... تذكرت الكثير وارجو ان تدلف علي تلكم الحقبة...رغم ما اعلمه من بعض التقاطعات التي صارت تاريخا ...حتي في عالم الكواليس تعتبر صالحة للنشر بتقادم الايام والسنين.... اخي الحبيب انها محاولة متواضعة لاستثارة عقلك النابه لتذكر بعض رؤوس المواضيع لتواصل سردك الجميل فانت الاقدر والاحق بامتاع زمرة المتابعين بشغف ولهفة.... واظن ان اللوحة الرائعة لا يضيرها ان تدلف لعالم وأجواء السفارة في ذلك الحين...خاصة وقد ورد ذكر شاعرنا الكبير ود المكي...فلا بأس من تذكر الطريفي احمد كرمنو..واحمد التجاني والسفير عوض الكريم فضل الله وشلة لاهور التي زاملتها وقد ورد ذكر عبد العزيز المغربي فلا باس ان نذكر ابراهيم فضل الله والفاضل الطاهر وعاصم تاتاي واحسب ان خمستنا من اوائل زملاء محمد اقبال بال Government Colledge بلاهور... لا اود ان اطيل...كل عام وانت بخير وعافية وحفظك الله .وحفظ اسرتك ودعواتي تلاحقك بتمام الصحة والعافية...

ولعزالدين أقول أن هنالك الكثير مما يمكن أن يحكى يا صديقى لكننى أتجنب ملامسة الخاص ما امكننى ذلك ، ببساطة لأن المقصود بهذا البوست هو التعريف بتلك البقاع ، جغرافيتها ، انسانها و حياته .. أقر اننى وبفعل الزمن لم أتذكر الكثير من الأحداث الهامة لكن العزاء أن لى أصدقاء أمثال عزو ممن يسعفون ذاكرتى ويذكروننى بزمان جميل..

صورة تجمع بين الأخوين عزالدين عثمان يمين الصوره والأخ السفير عاصم تاتاى على يسارها..كلاهما درسا فى ال Government College ذلك الصرح الذى خَرَج العلامة إقبال والبروفيسور محمد عبدالسلام..

لسائر المدن الباكستانية (حدائق خلفية) إن صح التعبير وهى أماكن تتعامى عنها السلطات ولا تلاحق مرتاديها من الباحثين عن حياة المواخير و حوانيت البغاء.. ..فى لاهور يسمى هذا الجزء من المدينة بال(هِرَمَنْدِى) وهذا يعنى باللغة البنجابية( سوق الجواهر) و يرجع تاريخ انشاء هذا السوق الى أيام المغول حيث تمارس النساء رقصة (المُجراس) فى مقابل ما يدفعه مرتادى هذه البيوت وغالباً ما تمارس هؤلاء النسوة مهنة الرقص كغطاء للبغاء مدفوعات بالعوز والغيلاء.فى هذه الأماكن تنظم قطاعات مقدرة من الطبقة الوسطى جلسات السُكر والمجون ويقع هذا الحى على خاصرة أكبر مساجد شبه القارة الهندية.يرتاد بعض الطلاب الأجانب هذه الأماكن بدوافع مختلفة منها الفضول و منها النزَق خصوصاً أن أغلبهم يلتحق بالدراسة فى سن حرجة وتنعدم الرقابة على معظمهم لكن المضحك وربما المبكى فى آن أن كثير من هذه المغامرات تنتهى بالوقوع تحت يد الشرطة والتى لا تفعل شيئاً سوى الإستيلاء على ما تبقى من مال فى جيوب هؤلاء الضحايا المساكين و اواصل

من أهم المشكلات فى باكستان الى جانب الإحتقان الطائفى بين الشيعة والسنة والتطرف ، الى جانب ذلك تأتى مشكلة المخدرات كإحدى أكبر التحديات التى تواجه البلاد.
و في باكستان يزرع الحشيش والأفيون والأخير يُحول إلى هيروين عبر عملية كيميائية بسيطة، معظم ما يهرب من مخدرات يأتي من أفغانستان والتى صنفتها الأمم المتحدة كأكبر منتج للمخدرات في العالم ، تنتتج افغانستان 90 % من انتاج الهيرويين في العالم.
كان من العادى جداً على أيامنا أن تطالع فى الصحف اليومية أخباراً عن القبض على شحنات ضخمة من الهيروين خصوصاً فى ميناء كراتشى وقد كانت أوربا هى المستهدف الأول بهذه السموم ومن المضحك أن الكثير من الباكستانيين يعدون تهريب المخدرات فصلاً من فصول الحرب ضد أعداء الإسلام وقد ألتقيت بعضاً ممن يشتغلون بزراعة الأفيون وممن كانوا على قناعة بأن ما يفعلونه هو حرب مقدسة تستهدف أعداء الله والجمهورية الإسلامية.
يقدر عدد المدمنين فى باكستان وحسب إحصاءات حديثة بحوالى مليون شخص معظمهم من الشباب وهذه أرقام تعكس أن البلاد قد تحولت من معبر إلى دولة مستهلكة.
ينتشر مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) بين اؤلئك الذين يتعاطون الهيرويين وذلك بسبب إستخدامهم للحقن الملوثة وقد سمعت مؤخراً بمنظمات طوعية تقوم بتوفير حقن نظيفة للمدمنين بحجة أن المدمن سيحصل فى نهاية المطاف على حقن فمن الأفضل أن يحصل عليها نظيفة تجنبه خطر الإصابة بالايدز.
ينتشر الحشيش بصورة كبيرة بين الطلاب و الغريب أن الباكستانيين يستهجنون شرب الخمر ولا يرون كبير ذنب فى تعاطى الحشيش . لم أعرف سوى حالات بسيطة بين الطلاب السودانيين ممن وقعوا فى فخ المخدرات وقد كان البعض ميالاً لتعاطى الخمر عوضاً عن ذلك.
من الأصدقاء الذين عرفتهم و ممن إنغمسوا فى دروب المخدرات ذلك الشاب المصرى اللطيف والذى لم يترك نوعاً من المخدرات الا وتعاطاه وقد كان المسكين منحدراً من أسرة غنيه أظنها آثرت إرجاعه قبل أن يكمل دراسته وبعد أن صار على حافة الهلاك.
لى العديد من الصداقات فى باكستان ولا زلت متواصلاً معهم فى السابق عبر التلفونات ومؤخراً عبر وسائل التواصل الإجتماعى وقد صار بعضهم أساتذة فى الجامعات ولكنهم وحينما يحدثونك عن رحلاتهم المشتركة يأتون على ذكر تعاطى الحشيش كشيئ عادى وهذا يعكس أن باكستان ربما كان عليها أن تخوض حرباً طويلة كتلك التى خاضها الراحل(ماوتسى تونق) ورفاقه فى الصين ضد الأفيون تلك الحرب التى عرفت بحرب الأفيون وهى إحدى المآثر الإنسانية و أواصل...

وصلنا للباكستان ونحن لا نعرف من أسباب الجمال سوى الغناء السودانى ، تعلق البعض بعثمان حسين وآخرين بوردى وزيدان إلى آخر قائمة عقد المبدعين وذهبنا بإنطباع أن (الجمال الأصلى فى السودان) لكننا سرعان ما إكتشفنا معايير جديدة للجمال واكتشفنا أيضاً أن ملامح البشر تختلف من بقعة الى اخرى لكن المؤكد أن الفقر والعوز يرسمان آثاراً لا تخطئها العين.
تعرفنا فى هذه الفترة على أم كلثوم و فيروز وعبدالحليم حافط و لا زلت أذكر تحلقنا حول الشاى الأحمر أو الكوتشينة مع خلفية غنائية لأحد هؤلاء العمالقة و اواصل

على غير المجتمع الباكستانى المحافظ والمنغلق لم يك السودان قد شهد موجات الهوس التى يعيشها الآن فتلفزيون الدولة كان منفتحاً على الثقافات الإنسانية المختلفة وكان يبث المسلسلات الأمريكية مساء كل أحد و يعرض أغنيات الفِرَق الغربية والتى إشتهر منها آنئذ ABBA و ال Silver Convention و ال Boney M وكنا وقتها قد شاهدنا جون ترافولتا فى رائعته Saturday Night Fever .
كل ذلك جعلنا متقبلين للآخر إذا ما قورنا برصفائنا الباكستانيين والذين لا يرون هذا العالم الا بمنظورٍ يضعك فى إحدى خانتين ، عدو أو صديق. هذا المناخ مثل حاضنة لما نشهده اليوم من تطرف وغلو وقد كان له أثر ما حتى على فصائلنا السياسية الطلابية وهذا ما سنأتى عليه لاحقاً واواصل..

حينما بدأنا الدراسة لم يك هنالك من نشاط سياسى يُذكر ولم تشهد الساحة الطلابية السودانية أى نشاط مقارنة بما عجت به مجتمعات الطلاب من الدول الأخرى لكن المتأمل لمجاميع الطلاب السودانيين فى مدن الجمهورية الإسلامية المختلفة لا تخطئ عينه نشاط الإسلاميين وحرصهم على إستقبال الطلاب الجدد و القيام بمساعدتهم وربما تجنيدهم .
فى مقابل ذلك كان اليسار غائباً ولم يك لأحزاب الأمة أو الأتحادى أى أثر.
مدينة فيصل أباد وجامعتها الزراعية مثلا معقلاً للإخوان المسلمين، جامعة الزراعة تُدَرس كل فروع الزراعة بنوعيها الزراعى والحيوانى. أغلبية الطلاب السودانيين آنذاك درسوا فى هذه الجامعة وقد كانت أعمارهم متقدمة مقارنة مع القادمين للتو من مرحلة الثانوية ولعل من أهم أسباب ذلك هو أن الجامعة قد وفرت فرصاً لمن أكمل دراسة معهد شمبات الزراعى أن يكمل دراستة ليحصل على درجة البكالريوس بعد عامين.
كِبَر سن هؤلاء إضافة لإعتمادهم الخطاب الدينى أكسباهما هيبة وإحترام لم تكن فضائح الإسلاميين قد قوضتهما بعد.
قام الإتجاه الإسلامى بمبادرة إنشاء الاتحاد العام للطلاب السودانيين حتى يتخذه واجهة للعمل وسط الطلاب و التحدث بإسمهم إن دعا الأمر.
أُختير أعضاء اللجنة التمهيدية من كل أنحاء باكستان وعقدت اللجنة أول إجتماعاتها بفيصل أباد حيث صاغت مسودة الدستور وخططت لعقد إجتماعات الفروع لإختيار لجان الفروع وإختيار أعضاء المجلس العام والذين ينتخبون اللجنة التنفيذية للاتحاد العام.
ظن الإخوان المسلمين أنهم وبتكوينهم للإتحاد ستكون لهم اليد الطولى وسط الطلاب لكن يبدو أن الرياح لم تأت بما تشتهى السفن و أواصل...

غداً أواصل بإذن الله

والله ما قصرت يا دكتور
لكن رأيت عنقريبا بل عناقريب
في واحده من الصفحات أعلاه
سؤالي هو هل ذهب عنقريبنا الى
هناك أم أتى عنقريب الباكستان
إلينا

Quote: والله ما قصرت يا دكتور لكن رأيت عنقريبا بل عناقريب في واحده من الصفحات أعلاه سؤالي هو هل ذهب عنقريبنا الى هناك أم أتى عنقريب الباكستان إلينا

تحياتى يا عمر
أغلب الظن أن(العنقريب) قد أتانا من شبه القارة الهندية لأننى شاهدت (عناقريب) تعود الى إمبراطورية المغول .. وأظن أقدم(عنقريب) معروض عندنا يعود للدولة المهدية والله أعلم..

تكون إتحاد الطلاب وقد كان برئاسة الأخ حسن فزع وهو مهندس مقيم حالياً بالبحرين وعضوية بعض العناصر غير المنتمية للإسلاميين لكن الغلبة كانت لهم ..أجيز الدستور عبر الفروع وتكونت الإتحادات الفرعية .
كان من خطط الإسلاميين أن يؤسسوا داراَ للاتحاد بالعاصمة اسلام أباد وللحقيقة وغض النظر عن أهدافهم فإن الدار كان ملاذاً لكثير من الطلاب إبان إنتظارهم لاجراءات القبول المعقدة والطويله فى بلاد لا تتحدث لغتهم ولم تألف سحنتهم ومن أكبر الأخطاء التى ارتكبناها أننا كقوى مناهضة للإخوان المسلمين آنذاك استهدفنا هذى الدار بإعتبارها معقلاً للتجنيد لصالح الاتجاه الاسلامي (وربما كان ذلك صحيحاً) لكن الصحيح أيضاً اننا تسببنا فى ضياع أحد أهم عوامل المساعدة لشباب غض ما كان له أن يكون ضحية لصراعات ليسوا طرفاً فيها . و أواصل...

أسف للانقطاع و غدا أواصل..

سأواصل ابتداءاً من الغد ايام فى باكستان..

بعد ان تم تكوين الاتحاد العام للطلاب السودانيين و هو الاسم الذى اختاره الاسلاميون لاتحادات السودانيين بالخارج ، كان من الطبيعي ان يعتور الصراع بين المكونات السياسية الطلابية خصوصاً ان الإسلاميين كانوا يسيطرون على كل مناحى الحياة الطلابية السودانية و كان من الطبيعي ان تظهر تيارات مناوئة لهم . ما خدم الإسلاميين هو أعدادهم الكبيرة خصوصاً فى جامعتي الزراعة و الهندسة اضافة الى عامل العمر فقد كان اغلبهم من كبار السن خصوصاً اذا ما قورنوا بالقادمين الجدد. بدأ الصراع بدءاً بين الإسلاميين من جهة و الديمقراطيين و الشيوعيين من جهة اخرى كان هنالك وجود لحزب الأمة و بقيادة اخونا الصادق جادالله مخير و هو من الشخصيات المحترمة كذلك من الاتحاديين اذكر اخونا محمد خير و قد كان للرجل إسهامات لا تخطئها العين ، لم ينجح الديمقراطيين فى ان يفوزا بقيادة الاتحاد الا مرة واحدة و قد تسيد الاسلاميون على قيادة الاتحاد و لسنوات طويلة الى ان حدث ما فاجأ كلا التنظيمين و لم يكن ذلك سوى ظهور " حركة الطلاب المستقلين و أواصل

كان ظهور التيار المستقل بين الطلاب السودانيين فى باكستان تماماً كما التسونامى ففى زمن قياسى استقطب التنظيم غالبية الطلاب السودانيين بالباكستان . و استولى على قيادة الاتحاد العام و معظم الفروع ، هذا طبعاً باستثناء المعاقل التاريخية للتنظيمين ( العقائديين) كما كان يحلو للبعض تسميتهما.يرجح الكثيرون اكتساح وانتصار التيار المستقل لتوافق شعارات التيار للمزاج العام و وسطيته و ربما كان ذلك صحيحاً لكن الصحيح أيضاً ان هذا التيار نجح فى تقديم قيادات يحترمها الطلاب اذكر منهم مثالاً لا حصراً الأخ ياسر ميرغنى و الأخ الراحل عثمان عبدالحفيظ و الأخ المهندس نزار يوسف اضافة الى شيخ العرب حسين فضل الشهير بخليفة و اخرين كثر ممن لا يتسع المجال لذكرهم. بمرور الايام و بعد مغادرة مقاعد الدراسة تغيرت الأفكار و تبدلت القناعات فصار من العادى ان تجد احد قيادات الديمقراطيين فى صفوف الاصولية الاسلامية و تجد احد دعاة الاعتدال حاملاً للسلاح أو احد غلاة الإسلاميين معتقلاً لدى نظام يطبق مشروعاً قضى جل سنى شبابه للدفاع عنه.. ربما قال قائل انها طبيعة الأشياء و انها قلوب البشر و التى لا تبقى على حال لكننى أقول ان المواقف التى رأيناها إبان تلك السنوات كان الشباب فى طور التكوين و ما يحاسب عليه المرء حقاً هو ما يتخذه اليوم من مواقف ، بعد ان تجاوز الكثيرون منهم العقد الخامس بل ربما بدا غريباً ان يحتفظ البعض بقناعاته و مواقفه و خطابه بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة و أواصل .

لم يتح لى ان أتعرف على الطريقة التى تعمل بها التنظيمات السياسية هذا طبعاً باستثناء تنظيم الجبهة الديمقراطية و التى كان لى شرف الانتماء اليها وسآتي لاحقاً بشىء من التفصيل على ذلك .بدا الهم الأساسى للفصيل الطلابي لجماعة الترابى هو الاستحواذ على كامل حياة القادمين الجدد من الطلاب بدءاً من المساعدة فى الحصول على القبول مروراً بالإجراءات الأولية من فتح حساب بالبنك و نهاية بالتأكد من اسكانك مع كادر مدرب يقوم بمراقبتك و خدمتك ليل نهار حتى انضمامك للتنظيم . تقوم عقيدة التنظيم على التبشير بتطبيق الشريعة و معاداة الشيوعية و نشر الدعاية المناوئة لها من شاكلة ان الشيوعيين يتزوجون أخواتهم و يعملون على نشر الرذيلة والانحلال . بدا جلياً ان التنظيم لم يك بحوجة الى استخدام العنف لأسباب خاصة بباكستان الا ان ذلك لم يك هو السائد فقد شهدت الساحة بعض حالات العنف المحدودة و مع ذلك فان العين لا تخطيء بذرة العنف فى كوادر التنظيم و لن أنسى كيف كان احدهم يتلذذ وهو يوصف لى عمل المشنقه و كيفية الإعدام بها و قد اصبح الرجل فيما بعد طبيباً و لن أنسى آخراً وهو يقول لى مشيراً للراحل محجوب شريف " زولكم ده انا أكان لقيته فى فوض بقتله ليكم" !!! وأواصل

تمضى الايام و أتعرف على احد الزملاء من اندونيسيا و لانه لم تك للرجل اى اهتمامات بالسياسة فقد كان ضنيناً فى ما يسرده على من معلومات عن بلاده و لعل أفضل ما أتاحه لى هو استضافته لى فى رحلة حرصت ان أزور فيها باندونج تلك المدينة التى استضافت أشهر دورات دول مؤتمر دول عدم الانحياز و قد حرص الرجل بصبر بوذى على تلبية رغباتى فهيأ لى زيارة باندونج و القاعة التى أقيم فيها المؤتمر حيث يحدثك الدليل السياحى عن المؤتمر و جلساته و أين جلس عبدالناصر و نهرو و جوموكنياتا و و أين أقاموا فتشتم عبق التاريخ .. و أواصل

سلامات يا محمد
شكرا على الكتابة الممتعة و الذكريات النضرة.

تسلم اخى سيف النصر و أواصل ..

الأخ د. محمد بابكر,
أحسن الله عزائكم في الدكتور أحمد التجاني عربي سعد نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

الأخ aosman شاكر على المرور و ليرحم الله اخونا احمد التيجاني و أواصل .

الرحلة الى جاكارتا من لاهور تستغرق حوالى تسع ساعات مروراً بكوالالمبور و على تلك الأيام لم تك ماليزيا قد تبوأت مكانها وسط النمور الآسيوية بل كان الفقر يمسك بتلابيبها ، قضيت حوالى الأربع ساعات فى صالة الترانزيت لأواصل رحلتى الى جاكارتا و بتفاصيل رحلتى الى اندونيسيا أواصل غداً.

و لانني مولع بالتاريخ و السياسة قلت لمضيفي بان جاكارتا لن تكون الا معبرا لزيارتي لمدينةباندونج تلك المدينة التي لم اعرف عنها حتى ساعتها سوي انها استضافت احد اهم مؤتمرات عدم الانحياز و قد خلدها الراحل تاج السر في رائعته "آسيا و افريقيا" التي تغنى بها الكابلي، باندونج عاصمة مقاطعة غرب جاوة، و هي ثالث مدينة،من،حيث،الكبر و الاهمية ، المدينة محاطة بالجبال البركانية من كل الجهات و هذا شكل لها حماية من الاعتداءات على مر التاريخ لكنه بالمقابل كان خطرا عليها فقد كانت على الدوام عرضة للبراكين.
تعتبر باندونج مدينة حديثة اذا ما قورنت بجاكارتا فقد اسست 1906 حينما نجح الهولنديون في تجميع العديد من القري و من ثم شرعوا في زراعة الشاي ثم شقوا الطرق لوصلها بالعاصمة جاكارتا و التي تبعد منها بحوالي 180 كيلومترا و هي رحلة ساعتين بالحافلات رغما عن ان باندونج مدينة ساحرة الا انها تعاني من مشكلة موسمية متمثلة في الفيضانات و مشكلة يومية مزمنة و هي الزحام الشديد و فوضى حركة السير .

بالرغم عن المشقة الشديدة التي يجدها المسافر الي باندونج الا ان ذلك سرعان ما يتبدد حينما تتجول في شوارع تلك المدينة الساحرة و التي يسمونها بباريس جاوة .العاصمة جاكارتا مدينة تشبه العواصم الاسيوية من حيث المباني و الزحام و الحركة الدؤوبة و الشعب الاندونيسي شعب يغلب عليه طابع الهدوء و التأدب خصوصا مع الاغراب و اندونيسيا من الاماكن التي تتمنى زيارتها لاكثر من مرة. و اواصل