قناديل محاسن

قناديل محاسن


04-30-2015, 02:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1430400314&rn=0


Post: #1
Title: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 04-30-2015, 02:25 PM

02:25 PM Apr, 30 2015
سودانيز اون لاين
ابو جهينة-السعودية _ الرياض
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



إلى محاسن ، تلك الفتاة الجميلة التي رأيتها لمرة واحدة في رحلة بالقطار بين الخرطوم و عطبرة عام 1974، حادثتها ، فعرفت أنها ضريرة ، و لكنها كانت تحمل قلبا بصيرا و ذهنا متوقدا ، أهديها هذه القصة بعد أن روتْ لي بعضا من مكنوناتها :

***


***


أنامل أمي التي تتحسس جسدي ، هي كل صلتي بهذا العالم الذي لا أعرف له شكلا أو لونا.
تحادثني بصوتها الحنون و تغني لي ، و هو كل ما أود سماعه كل يوم دون ملل أو كلل.
ترعرعت ، ونموْت ، وكبرت ، والدفء والأمان يعنيان لي حضن أمي.
صوتها يعني أنني أتمتع بحاسة عوَضني الله بها عن بصري.
إن إبتعدتْ عني أحس وكأنني أسبح في فضاء دون أجنحة ، وأحس أن شيئا سيتلقفني ويطير بي ، و لكن ما أن تلامسني ،أحس بمعنى وجودي.

ترى ، كيف شكل أمي؟
كيف شكلي ؟ و شكل إخوتي و أبي و كل هؤلاء الذين أسمع أصواتهم و أعرفهم ؟

أتحسس أطرافي ، وأتخيلها كما لمستها.
أتحسس شعري . كيف هو هذا الناعم المجدول ؟
منذ نعومة أظافري و أنا أسمع ( كم هي جميلة هذه الطفلة ، و لكن خسارة ...... ).
لا يكملون العبارة. لم أكن أفهم معنى أن أبصر أو لا أبصر.

خالتي كانت تأتي من البلد ، أعرفها من رائحتها المميزة المعطونة بعرق السفر الطويل وعناقها الحار.
أناديها و أنا أبحث عن مصدر صوتها مهرولة أتعثر في ملابسي ، و يداى الصغيرتان تمتدان بلهفة نحو مصدر رائحتها و صوتها و صراخي يسبقني :
( خالتي خديجة .... خالتي خديجة )
و أرتمي بين ذراعيها المفتوحتين ، فترفعني لتقبلني ، فأحس بدمعاتها تبلل خدي.
كانت تحبني بجنون ، لا ترضى أن يغضبني أحد.

عاهتي كانت سببا في أن يدللني الجميع ، و لكن خالتي كانت تحبني لدرجة كبيرة.
كل ما تجنيه من ثمن محصولها ، كان يتحول إلى ملابس لي و أحذية وحلويات ولعب وهدايا.
عندما تسافر عائدة إلى البلد ، أنام ليلتها في حضنها و أنا أبكي طوال الليل ، أنتفض مذعورة من النوم وكأنها ذهبت وتركتني دون وداع.

عندما كبرت، وصرت فتاة ناضجة ، كنت أسمع كلمات الإطراء من الجميع : سبحان الخالق ، كل شيء فيها جميل ، و لكن لله في خلقه شئون.
يقولون أن جمالي منقطع النظير،
ويبدو أن عيناى اللتان لا تريان شيئا، قد أضفتا سحرا خاصا على تقاطيع وجهي، فكلما سمعت صوت أحد ، لا تستقر عيناى على هدف محدد في محاولة يائسة للمشاهدة ، فتجولان في غير ما هدف ، و تستقران في سكون قانعتان في محجريهما في هذا الظلام السرمدي.
يقولون أن هذه الحركة والإستكانة لهما فعل السحر .

بنيت عالما خاصا بي.
عالما لا أستطيع أن أصفه لأي أحد ، إلا لخالتي خديجة.
لا أدري سر إرتباطي الوثيق بها ، و لكن يبدو أن السبب هو أنها كانت بجوار أمي المريضة طوال أشهر الحمل و حتى الولادة ،
و مكثتْ معنا حتى تماثلت أمي للشفاء. لذا كانت يدا خالتي أيضا هما أول شكل من أشكال عالمي الخاص الذي بنيته في خيالي الغائص في هذا الظلام الدامس.

أمي كانت تعني لي شيئا يحيط بي من كل جانب ، تماما كجدران الغرف التي أتحسسها ، صوتها كان يأتيني فينتشلني من تفكيري المستمر عن العالم من حولي.

أبي ، كان كلما إقتربت منه ، يقبلني على رأسي ، وأحس أنه لا يريد أن يتحدث عن مشكلتي. و لكنني كنت أحس أنه كقطع الأثاث التي أتحسسها ، قوية ومتينة .

إخوتي كانوا دائما في عراك مستمر معي بسبب تدليل الكل لي. لذا كانوا يعطونني شعورا دائما بالتحفز والإستعداد للملاسنة.

كبرت ، ويقولون أنني صرت مكتملة الأنوثة وجميلة لحد بعيد.. لا أدري ماذا يقصدون. لا أعرف الفرق بين أن أكون جميلة أو غير ذلك.
ما عكس صفة جميلة ؟ لا أدري.

من بين كل الذين يترددون على بيتنا من أهل وجيران ومعارف، كان هناك صوتا واحدا يجعلني أرهف السمع وأتابع صوته.
ألتقط نبرات صوته من بين عدة أصوات مجتمعة. فيدق قلبي بشدة، وأتلعثم في الرد على تحيته التي أحس أنه ينتقي كلماتها بعناية.
ليته يصافحني ، لديَ مقدرة على معرفة الناس أحيانا من حرارة أياديهم و دفئها.
يا ترى ، كيف تبدو يا ( تاج السر ؟ )
هل أنت جميل كما يقولون عني ؟
لا فرق عندي ، و لكن صوته يقتحم روحي الغائصة في جسدي.
سألت أختي يوما : ما معنى تاج ؟
قالت : التاج هو شيء من الذهب و مرصع بالجواهر والفصوص ويضعه الملك على راسه رمز ملكه .
قلت : كيف ؟
قالت : زى طاقية أبوي، بس هي من الدهب، والدهب زى خاتم أمي الكبير الفي أصبعها.
قلت لها : إذن ما معنى تاج السر ؟
فقالت : أختي : يعني واحد بيحفظ سر الناس ، فيقوموا يدوهو أسرارهم كلها، و يبقى ليهم زى رمز كبير لأسرارهم ، أو ملك على أسرارهم. فهمتي؟

يا ترى يا تاج السر ، هل أنا سر في مملكتك ؟
أعجبني شرح أختي ، فتخيلت نفسي أحدى رعاياه ، يتعهدني بالرعاية و الإهتمام ، ويخاف على .
أحس بأنه يكمل نقصا في روحي الهائمة في بحر متلاطم من ليل بهيم.
يفرهد الفرح في داخلي ، فأبتسم و أنا مطمأنة و مرتاحة البال.
أتخيله شيئا يومض داخل حناياى عندما يسألني ( كيف أصبحت ؟ ) و ( كيف أمسيت ؟ )
أسئلة كهذه تجرحني إن سألني إياها الآخرون ، لأنني أدري أنهم يدرون أن مسائي و صباحي سيان ،

إلا أنني أنتظر أسئلته هذه منه فقط ، وأتعمد الإطالة في الرد عليه :
تاج السر ؟ مش كدة ؟ الحمد لله أنا كويسة ، كيف ناس البيت ؟ و كيف الوالدة ؟
و أطرح عليه الأسئلة متقطعة، حتى أحظى بأطول وقت ممكن من صوته الذي يهدهد كياني المتعب.
شكل آخر ( لتاج السر ) جسَدته في مخيلتي الجرداء.
كنت في صغري ، أرهق عقلي في بناء عالم خاص بي.
عالم أبني بيوته وأشجاره و أنهاره وطعامه وشرابه بتصوري الخاص.
كلمات أسمعها من إخوتي وأولاد و بنات الجيران ، فأسألهم عن مكنوناتها ، فيصفونها ، فأرسمها في خيالي وتظل محفورة لفترة طويلة، أجلس أشكلها بحدس لا أدري إن كان صائبا أم مخطئا.
فأضع أمي في خانة البيوت والحجرات.
وأبي ، أتخيله مصدرا للأكل و الشرب ، و كأنه يحملهما بين يديه طوال الوقت.
وخالتي خديجة ، أتخيلها دائما حفل صاخب مملوء بالفرح والزغاريد.
وإخوتي أتخيلهم أشجارا لا أسمع حفيفها ، و لكنني أرتطم بهم في مشاحنات يومية.

و لكن بعد أن كبرت ، صار ( تاج السر ) هو همي الذي أنام عليه ، و شغلي الشاغل إن أصبح الصباح.
فاجأتني أمي ذات يوم : إبتسامتك الحلوة دي يا محاسن بقينا ما بنشوفها إلا لما يجي تاج السر ، يا ربي السبب شنو ؟
فاجأني السؤال ، ليتني كنت أستطيع أن أرى وجه أمي لأرى تعابير وجهها ،
بالرغم من أن صوتها كان يغلفه المزاح ، فقد ران صمت طويل بيننا ، قطعته أمي :
إنت حلوة حتى بدون إبتسامة يا بتي.
هل لاحظوا شيئا ؟ معنى ذلك أنهم يعرفون ، و ربما يتحدثون في غيابي عن مشاعري نحو تاج السر.
واخجلتاه.
كأنهم فاجأوني في غرفة نومي عارية.
لا أدري إن كانوا يتغامزون عندما كانت أساريري تنطلق بالفرح و تفرهد بالحبور عند حضوره.
إنزويت في ركن قصي ، لم أعد أختلط بالحضور.
لم يأت تاج السر ليسأل عن سبب إحتجابي.
هل مشاعري نحوه من طرفي فقط ؟
فاجأني تساؤل أخافني : هل تظنين أنه سيحب فتاة عمياء ؟
تسليتي الوحيدة كانت أن أجلس وسطهم و أستمع إليهم و أحفظ عن ظهر قلب كل ما يقولون.
حاولوا مرارا أن يعرفوا سبب إكتئابي.
أمي تعرف السبب ، و لكنها خافت أن تعيد الكرة و تنطق إسمه أمامي ، تعرف أنني حساسة لدرجة كبيرة.
مسكينة أمي ، أنا أعرف أنها لم تقصد أن تجرحني.

( كيف أصبحت يا محاسن ؟ )
جفلت ، ثم هببت واقفة . لم أرد عليه ، أعطيته ظهري.
وضع يده على كتفي.
لأول مرة يضع شخص غريب عني يده على كتفي.
شعرت و كأن شحنة من طاقة قد هزت كياني. و خرجتْ مني شهقة عفوية وتقدمت عنه خطوات مبتعدة.
تصبب العرق باردا يبلل عنقي.
( إنت زعلانة مني ؟ ).
أردت أن ألتفت و أجعله يتفرس و يتمعن في وجهي ، و لكني خفت أن يكون هناك من يسترق السمع أو ينظر إلينا.

قال : ( وين ناس البيت ؟ ).
عندها إلتفت إليه ، و أنفاسي تتلاحق ، و وجهي مشحون بالإنفعال.
قلت له : هل يعرفون ؟
قال : يعرفون ماذا ؟
هل يصطنع الغباء أم أنه بالفعل لا يدري ؟
إذن أنت أيضا لا تدري ؟
أنا أدري شيئا واحدا ، هو أنك إنسانة فاضلة تستحق كل خير.
قلت و أنا أزدرد ريقي و بشجاعة لا أدري من أين أتيت بها : الخير في داخلي لا يكتمل بي وحدي. أشعر بأن هناك من يكمل لي ذاتي.
ران صمت عميق.
ليتني أقرأ ما يجول في خاطره. أنتظر إجابته و الأمل شعلة تتقد و تفرهد في داخلي.
قال و كأنه يعاني صعوبة في النطق : جئت أدعوكم لزفافي الأسبوع المقبل.
لأول مرة أحس أن شيئا إنطفأ داخل صدري .
إنكمش جسدي كله.
أحسست أن كل ما بنيته في وجداني قد إنكسر و تناثر قطعا مسنونة و مدببة إنغرستْ في كل أنحاء جسدي.
إنهارت كل الصور التي جمعتها كل هذه السنوات ، أصبح رأسي فارغا من كل ما تصورته. بدا صوته و كأنه دبيب أقدام على الأرض تبتعد رويدا رويدا.
أسرعت إلى غرفتي و أنا أصطدم بكل شيء أمامي ، و هو طريق كنت أحفظ كل تفاصيله و منحنياته.
أحسست أنني غريبة حتى عن نفسي.
بكيت كما لم أبك من قبل.
خيل إلي أن رائحة خالتي البعيدة في البلد قد عادت لتعبق جو البيت و تملأ خياشيم أنفي..
وددت لو أنها الآن هنا ، لأهرول نحوها فاتحة ذراعي و أقفز إلى حضنها لأعود أحس بذلك الشعور الذي أحسسته في طفولتي.

Post: #2
Title: Re: قناديل محاسن
Author: درديري كباشي
Date: 04-30-2015, 04:44 PM
Parent: #1

خيله شيئا يومض داخل حناياى عندما يسألني ( كيف أصبحت ؟ ) و ( كيف أمسيت ؟ )
أسئلة كهذه تجرحني إن سألني إياها الآخرون ، لأنني أدري أنهم يدرون أن مسائي و صباحي سيان ،
--------------------------------------------------

يا سلام يا أبو جهينة

أول مرة أجد نفسي أمام الدنيا في نظر كفيف

لم تخطر في بالي يوما ..

لأن لا أحد يستطيع أن يعبر عنها أو يتخيلها سواهم ..

نسأل الله أن يخفف مصابهم

خيرا فعلت وصغت هذذه التحفة الرائعة

Post: #3
Title: Re: قناديل محاسن
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-30-2015, 05:26 PM
Parent: #2

توقيع حضور


لهذه الاناقة فى السرد والحكى
والمعنى


شكرا نسيما

Post: #4
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ناصر حسين محمد
Date: 04-30-2015, 05:29 PM
Parent: #3


رائع كانني أعرف محاسن
التحية لها اينما كانت


Post: #5
Title: Re: قناديل محاسن
Author: صديق مهدى على
Date: 04-30-2015, 06:05 PM
Parent: #4

سلام أبو جهينة و ضيوفه الكرام شى جميل الإنسان يحس بالآخر بس اوعى أخونا أبو جهينة يكون مشى بعيد
تحياتى
صديق مهدى على

Post: #6
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-02-2015, 08:37 PM
Parent: #5

درديري سلام مربع

لا تزال هذه الفتاة مرسومة في مخيلتي رغم ان الحدث كان قبل اكثر من ثلاثين عام

لا زلت اتساءل يا الدرديري عما يكابده الذي ولد اعمي وكيف يتصور الناس من حوله والاشياء.
هذه الفتاة اعطتني بعضا من خيوط كثيرة والتي اضفت اليها من بهار القص

دمتم

Post: #16
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-06-2015, 08:52 AM
Parent: #5

تحياتي أخي صديق مهدي

الإحساس بالآخر مفقود هذه الأيام نظرا لدولاب الحياة المتسالرع ومعارك الإنسان مع حياته الخاصة

أما بعد
***
بس اوعى أخونا أبو جهينة يكون مشى بعيد
***

رغم إني لم أفهم المقصود : إلا أنني مشيت بعيد فعلا في تخيل حياتها من بعض شذرات من كلامها

دمتم

Post: #10
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-03-2015, 06:51 PM
Parent: #4

تحياتي أخي ناصر

محاسن في كل حى وقرية
إنتابتني نوبة من الإنعتاق وكأنني عشت معها سرمدية ظلامها ثم إنبثق نور

دمتم

Post: #7
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-03-2015, 08:13 AM
Parent: #3

تحياتي أخي حرسم

لك الشكر على المرور البهي

Post: #9
Title: Re: قناديل محاسن
Author: د.محمد حسن
Date: 05-03-2015, 08:45 AM
Parent: #7

الاديب القاص ابو جهينة
استلذ بقراءة ماتكتب
فانت رجل متعدد الابعاد لذا منك الابداع
هذا الشكل من الكتابة السهل الممتنع
والسرد اروائي الذي ينقلك الى مسرح الحدث فتعيش التفاصيل
اولا قرأت هذه القناديل على اهتزاز عربات القطار
ومن لم يسافر بالقطار السوداني فهو لايعرف السودان واسرار قاطنيه
لا ادري يا ابو جهينة ولكن الليل في القطارات جميل وطويل وعميق
الا تتفق معي ؟

Post: #11
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-04-2015, 09:54 AM
Parent: #9

تحياتي د. محمد حسن

***

من لم يسافر بالقطار السوداني فهو لايعرف السودان واسرار قاطنيه
لا ادري يا ابو جهينة ولكن الليل في القطارات جميل وطويل وعميق
الا تتفق معي ؟

***

أتفق معك كما وكيفا.
كنت أعشق السفر بالقطار من عطبرة إلى وادي حلفا
ففي القطار تتعرف على أنماط من الناس وتخرج بحكاوي وتجارب لا حصر لها,

دمتم

Post: #8
Title: Re: قناديل محاسن
Author: محمد خضر بشير
Date: 05-03-2015, 08:40 AM
Parent: #1

تحية واجلال لأستاذ أبو جهينة

قصة جميلة وموغلة في السرد و الاسهاب ... لقد كتبت بروح حقيقية مما أضفى الجمال و البهاء عليها ...
تسليط الضوء أبرز صورة مبهرة لم تكن مشاهدة ...المتعة في تقاسيم الحكي والكلام ما بين إطراء ..
وثناء وترحيب وشوق وحنين ...إلى ظلام وعتمة ونحيب وإنهيار أمل كبير

لك الود

Post: #14
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-05-2015, 08:49 AM
Parent: #8

تحياتي أخي محمد خضر



***

تسليط الضوء أبرز صورة مبهرة لم تكن مشاهدة ...المتعة في تقاسيم الحكي والكلام ما بين إطراء ..
وثناء وترحيب وشوق وحنين ...إلى ظلام وعتمة ونحيب وإنهيار أمل كبير

***

رغم طول المدة منذ قابلتها: إلا أن صوتها وهي تحكي لي جزءا من حياتها في ظلام سرمدي ، جعلني أتمادى في السرد وأسهب في وصف الشخصيات التي عاشت في كنفها.

دمتم أخي

Post: #12
Title: Re: قناديل محاسن
Author: جورج بنيوتي
Date: 05-04-2015, 01:24 PM
Parent: #1

Quote:

(فأضع أمي في خانة البيوت والحجرات.
وأبي ، أتخيله مصدرا للأكل و الشرب ، و كأنه يحملهما بين يديه طوال الوقت.
وخالتي خديجة ، أتخيلها دائما حفل صاخب مملوء بالفرح والزغاريد.
وإخوتي أتخيلهم أشجارا لا أسمع حفيفها ، و لكنني أرتطم بهم في مشاحنات يومية)




..أوليست أبجدية الحروف :محاسن - نسامح - محسنا-

ثم : أوليست روابط بصيرة صحوٍ نافذة في الوصفِ جلية في ابتدار التكوين؟

تماما مكتملا فيما جادت به أريحية السرد الجميل


ممتع.

Post: #13
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ودقاسم
Date: 05-04-2015, 02:35 PM
Parent: #12

جميل يا صديقي
تقمص شخصية الكفيف والغوص في دواخله
ومشاعره تجاه من هم حوله
لك الشكر أيها الرجل الجميل

Post: #15
Title: Re: قناديل محاسن
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-05-2015, 09:10 AM
Parent: #13

"بيوت من طين لا تجرفها السيول**"
من وحي وعنوان أحد قصص (أماندا والأبنوس)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُنقرُّ خلفَ البابِ: الأرض،
وتنسى بغمرةِ ما اكتالتْ:
طَرقاتَ الأتي المُرتقبِ..
امرأةٌ وارتْ زهرًا في سطوتِهِ،
وامتشقتْ لنِداءِ الأفواهِ والحُمى:
حِيلًا خرقاءَ وأسئلةً جمةْ..
ماذا تفعلُ وقد أينعَ في الدارِ:
الوجعُ!!
ماذا تفعلُ وقد فتلَ الطوفانُ:
حِبالَ القسوةِ في بَلدٍ أغفتْ فيهِ:
عينُ الرّحمةِ والعدلْ!!
ماذا تفعلُ وقد سقطتْ في جُبِ النسيانِ:
قضايا الإنسانِ،
وصورةُ زوجٍ اقتنصّ القسوةْ!!
** العنوان من المجموعة القصصية (أماندا والأبنوس) من قصته التي يتقاطع معها النص أعلاه مسمى وفحوى (بيوت من طين لا تجرفها السيول) للقاص: جلال الدين داود (أبو جهينة).
جدة – 8/7/2008م



http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=18804andpage=3http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=18804andpage=3

Post: #18
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-06-2015, 08:57 AM
Parent: #13

تحياتي أبا طلال

مرورك ينبش أيام الرياض الخوالي وزخم الحكي والمداخلات والمساجلات

شكرا

Post: #19
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-06-2015, 09:01 AM
Parent: #18

أديبنا وشاعرنا الفخيم بلة

مرورك دوما يحيط بالنص إطارا زاهيا :

***
تُنقرُّ خلفَ البابِ: الأرض،
وتنسى بغمرةِ ما اكتالتْ:
طَرقاتَ الأتي المُرتقبِ..
امرأةٌ وارتْ زهرًا في سطوتِهِ،
وامتشقتْ لنِداءِ الأفواهِ والحُمى:
حِيلًا خرقاءَ وأسئلةً جمةْ..
ماذا تفعلُ وقد أينعَ في الدارِ:
الوجعُ!!
ماذا تفعلُ وقد فتلَ الطوفانُ:
حِبالَ القسوةِ في بَلدٍ أغفتْ فيهِ:
عينُ الرّحمةِ والعدلْ!!
ماذا تفعلُ وقد سقطتْ في جُبِ النسيانِ:
قضايا الإنسانِ،
وصورةُ زوجٍ اقتنصّ القسوةْ!!

***

طلب يا بلة :

أرجو إحاطة قناديل محاسن بزخم مثل زخم ( بيوت من طين لا تجرفها السيول )

دمتم

Post: #17
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 05-06-2015, 08:55 AM
Parent: #12

جورج بنيوتي
تحايا مقيمة وسلام كبير أستاذنا النحرير

***
أوليست أبجدية الحروف :محاسن - نسامح - محسنا-

ثم : أوليست روابط بصيرة صحوٍ نافذة في الوصفِ جلية في ابتدار التكوين؟

تماما مكتملا فيما جادت به أريحية السرد الجميل

***

شكرا وكفى

Post: #20
Title: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة...
Author: عمار عبدالله عبدالرحمن
Date: 05-06-2015, 09:27 AM
Parent: #17

شكرا ابوجهينة

Post: #21
Title: Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة...
Author: ابو جهينة
Date: 05-07-2015, 08:39 AM
Parent: #20

أخي عمار

لك الشكر على مرورك