المشي دا ما حقي

المشي دا ما حقي
صديق (بانكر) تعاقد معه أحد البنوك الخليجية مباشرة من السودان .حزم حقائبة وذهب الى الغربة عازبا في الاول .. وجد الفرع الذي تم توظيفه به في أحد الاحياء الراقية بالعاصمة. وسكن البنك موجود في ذات العمارة .. فقط ينزل ويطلع بالاصانصير . هذا أكبر مجوهد يبذله خلال اليوم .شهرين فقط و بدأ الكرش يتدلى والركب تنتح والوجه يتكور والبناطلين تضيق .الكبسة عملت عمايل . ذهب الى الطبيب بعد التحاليل . قال له الطبيب أنه عندك ارتفاع عالي جدا في الدهون والكلسترول ( الكلام دا ما بينفعش أنت كدا بتدمر ). طيب الحل يا دكتور؟ .. لازم تمارس رياضة على الاقل تتمشى ساعة في اليوم ..قال بسيطة ...غشى محل أحد الملابس الرياضية اشترى بدلة رياضية كاملة وحذاء رياضي ومن بعد العشاء نزل بعد ان لبس اللبسة الرياضية الكاملة بادئا مشروع المشي .. ومشى في الشارع حقيقة أول مرة ينتبه الى أن الحي جميل والفلل فاخرة محاطة بالحدائق والشارع تحفة الاشجار الظليلة والاضاءه الخافتة الرومانسية .. مما أغرته بالمشى .. مشى ومشى وكلما ابتعد قرر الرجوع طمع أكثر وتحمس لهذا الجمال والجو البهيج وخاصة أن الشارع يكاد يخلو من المارة الا من سيارات عابره في أوقات متفرقة .
فجأة يسمع صوت سيارة ضخم من خلفه تتوقف بصوت مرعب وينزل منها عساكر مدججون بالسلاح ومدبجون بالزي الكامل والسيارة نوع همر العسكرية المصفحة التي يستخدمها الجيش الامريكي . نزلوا وشهروا أسلحتهم في وجهه وقالوا بلغة انجليزية أرفع يديك الى الاعلى ولا تبدي أي حركة والا سنضطر لضربك .. الحمد لله لغته الانجليزية سليمة فهم حديثهم رغم لكنتهم الامريكية وكذلك سحناتهم رفع يديه . وظل الوضع كذلك لعدة ثوان .. هم موجهون أسلحتهم ويدور بينهم حوار ,
- سأل أحدهم ما ذا بعد هل نضربه طلقة ؟.
يرد الآخر : كيف نضربه وهو نفذ ما طلبناه منه .
يقول الثاني : أذا نعتقله ؟
- بأي تهمه نعتقله هو لم يقاوم أو يفعل اي شئ ضدنا ثم نحن أصلا لايوجد لدينا مكان نعتقله فيه .
- نسلمه لشرطة البلد .
- اذا سلمناه الشرطة هذا يتوجب أن نفتح ضده بلاغ وسيتحول الموضوع الى قضية وقد يستوجب احضارنا من بلادنا للمحكمة ثم بأي تهمة سنفتح بلاغ هل نقول انه كان يتمشى أمام السفارة ؟ .
كل هذا الحوار يدور وصاحبنا لازال رافع يديه ..والعرق يتصبب منه رغم برودة الجو . يسب للاطباء بل للمصرين من أسوان لحجر رشيد ذاته .
أخيرا ينقذ الموقف أحد المواطنين كان يقود سيارته شاهد الموقف ..توقف وجاء ناحية الامريكان سألهم وقالوا له أن هذا الشخص تجاوز منطقة الحظر .. تركهم وعاد الى صاحبنا يستفسر منه .
- كيفك يا يازول ايش جابك هنا وين تشتغل .؟
- والله يا سيد أنا موظف بنك وهذه بطاقتي وجديد في البلد لي شهرين .. زرت الطبيب وقال لي أنه صحتك في خطر لازم تتمشى واليوم أول يوم أتمشى فيه .
أقتنع الرجل بحديثه وراح أقنع الجنود انزلوا اسلحتهم وركبوا سيارتهم وعادوا من حيث أتوا . اما المواطن قال لصاحبنا خلاص تعال أركب أوصلك للسكن . لكن أنصحك يا زول أذا قررت تتمشى تاني دور حول عمارتك انشاء الله مائة مرة لاتذهب بعيد أنت لا تدري أنه هذا حي دوبلوماسي ؟
- متشكر يا شيخ انا لاعارف حي دوبلامسي ولا اعرف حتى اسم المنطقة وتاني لا بتمشى حول العمارة ولا حتى داخل الشقة .. يلا خلي الكلسترول يطلع عينا ذاته
هههههههههههههههههههه

هذه القصة الواقعية رغم طرافتها إلا أنه فيها موعظة مهمة للناس العلي نياتهم صاحبنا هنا انفذته اللغة الانجليزية لذا أتصرف مثل ما طلب منه وحيرهم ..ناس كثيرين راحوا فيها لانهم مافهمر المطلوب وتصرفوا خطأ وأعطوا تبرير لقتلهم والإعلام حولهم لارهاببين