وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..

وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..


05-30-2008, 10:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=469&msg=1261380815&rn=0


Post: #1
Title: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 05-30-2008, 10:12 PM







مقبرتهم الجماعيه تذكرني بمقبرة سيد شهداء شباب اهل الجنة, من شهداء احد,

علي مشارف المدينة المنورة وتحت سفوح جبالها, وهكذا اختار ابني العميد ابراهيم تاج الدين عجوبه,

بطل الرماية, ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمي ) ان يكون سيد شهداء (البقعة) وان يدفن هو ورفاقه من

الشهداء علي مشارفها وتحت سفوح جبالها مثلما استشهد من قبله المستشهدون علي مشارف تلك الجبال,

فجبال كرري وجبال المرخيات صنوان, ان تري الموت بام عينيك وان تقدم عليه دون وجل او خوف, وان تموت

واقفا, مبتسما مستبشرا, هكذا كانت صورة ابراهيم قبل دفنه في مثواه الاخير, وكان نعم المثوي في

ملحمة الكيلو*5* علي طريق شريان الشمال, وكانه اراد ان يقول لمحبيه الرائحين والقادمين....

(اناهنا..ياوطني..انا النجم الساطع من ثري الاوطان, ودعوني حين تغادرون واقرونا السلام حين تعودون,

حبوني كما احببتكم, من اجلكم ومن اجل احفاد احفادكم بذلنا دماءا لم تكن رخيصة, كانت دماء شباب

ارواحهم حري, لم يتجاوزوا الثلاثين او الاربعين من العمر...)

عندما كرمني مركز عبدالكريم ميرغني, كان ابني ابراهيم الوحيد من اهلي الذي دعوته لحضور ذلك التكريم

وهو تكريم لا ادرى ان كنت استحقه او لا استحقه, ولكن حين ياتينا التكريم من (البقعة) ام درمان ,

لا بد ان نخر له ساجدينا حامدين شاكرين, وقد اردت ان يكون ابراهيم شاهدا ياتي من بعدي ليحكي عظمة التكريم

لاهلي , كنت حريصا علي اطلاعه علي كل شؤون حياتي وكتاباتي ,وهو يعرف انني قلما افاخر امام الاخرين بما انجزته

في حياتي , لانني اعلم, علم اليقين , بان هناك من سياتي ويفوقني فيما كرمت فيه , او هناك الان من هو جدير بالتكريم

افضل مني والاجدر بتكريم ام درمان له , فقد كرمته ام درمان بان يكون اول شهدائها في بدايات هذا القرن , الحادي والعشرين

يوم السبت 10/5/2008 يوم لاينسي , وقد سطره شهداؤه باحرف من نور....

من منكم ياسادتي الحضور يتذكر , ليلة تكريمي بمركز عبد الكريم ميرغني , حتما ستذكرون ما قلته ,وكأن القدر قد كان يخبئ

لي اعظم تكريم في روح ابراهيم ,وهو من الحضور , وهو لا يدري وان لا ادري , من منا سيموت قبل الاخر , وقد كنت اتمني ان اسبقه للاخرة ,

فانا ثور اكمل كراءه كما يقول الصوفيه....

وقد تحدثت في تلك الليلة عن القتل الطقسي والموت في روايات الطيب صالح , وانا اول من تناول هذا الموضوع من ضمن النقاد قاطبة,

وعندما تحدثت عن القتل الطقسي , قرنته بالشهاده بصورة او باخري ,وقرنته بالعبادة لدي شعوب وادي النيل , ومن هو الجدير بالنيل

الافعي , النيل الاله , اكثر من ابناء السودان , وعلي راسهم ابني ابراهيم , كان عاشقا للنيل في الشمال , اسفل جبل ابن عوف ,

وقد اخبرنا اهلنا بان النيل مبارك في تلك المنطقه , ببركة (ابن عوف) وهو صالح الجبل , ومن صلاحه انه القم التماسيح حجرا ,

فلم تلتهم ولن تلتهم انسانا في تلك الضفاف , طالما ان ( ابن عوف) يطل من مرقده علي النيل من عل , ومثلما اطل ابراهيم علي

(بقعة ام درمان) المؤمنة فزادها امنا وسلاما علي مامنها وسلامها....

في تلك الليله , ليلة التكريم , وكان ابراهيم شاهدها , وكان في حياته , رغم انه الوحيد بين اخواته الاربع , كان يتحدي الصعاب,

ويجتازها بجدارة , ولم يدلله والداه , اذ قرر ان يقطع النيل عوما وهو صبي يافع , من الضفة الغربية الي الضفة الشرقية اسفل جبل

(ابن عوف) , لم يمنعاه , وعندما رغب في الالتحاق بالجيش , لم يخافا عليه من الموت , فقد كان يغيب وياتي محاربا, وسيارته ( الثاتشر)

قبل سنوات مرصعة باثار الطلقات من كل جانب , نتمني ان تضع الحرب اوزارها , ولا نجرؤ علي سؤاله عن الي اين هو ذاهب , او من اين

هو ات ,شهدته وابصرته بعيني عندما قررت العودة بعد نفي اختياري قارب الخمسة عشر عاما عن بلد احببتها بكل كياني ,كما احبها

ابراهيم ,ذلك الابن المبارك في حياته وفي مماته ,عهدته صغيرا وانا عائد من مصر في النصف الاخير من الستينات من القرن الماضي

كنت محبا للطفوله , فكان مقربا مني , وكانت والدته تندهش لرجة تقربه مني , وتبادله للحديث معي , وهو يافع مقل في الحديث ,

وخاصة في سفاسف الحياة , كنت اغني له فيطرب , كنت ادندنه , فينام , وقد فرقت بيننا الايام والسنوات , ولكن رغم منفاي الاختياري ,

كنت اراه او احادثه عندما ياتي للمملكة العربية السعوديه حاجا او معتمرا او متدربا , وعندما عدت , استمرت بيننا علاقه حميمة ,

ما كنت اساله عن مجال عمله , الا بما تجود به نفسه عن طيب خاطر , اذا قال لي انه مسافر في مهمة , لا اساله الي اين , فعمله يتطلب

السرية والكتمان , وهو كفء غير ثرثار ولا يتعلق ولا يتحدث في توافه الامور , ولا يتحدث عن احد بسوء , ومنه تعلمت التسامح , وخاصة

في الشؤون العائليه , وشؤون ذوي القربي , لا يعرف الضغينة ولا الغبينة ولا يتظلم , ياتينا زائرا فيتوضاء ويصلي ,واذا قمنا للصلاة

جماعة , قدمناه علينا , علي الرغم من ان بيننا من يكبرونه سنا من حفظة القران , ورث الصرامة والجدية المرحة من اجداده الذين

لا تهزهم مصيبة مهما بلغت ,فهي من قدر الله ونعمائه , كما يفهمونها , ورث الورع والتقوي عن ابيه , ولصرامته وورعه دعوته الي حفل

التكريم , فقد اجتمعت فيه محاسن العائلة كلها , وكان الطبيب المداوي الذي يضمد جراحاتها ويواسيها...

في يوم التكريم, كان يبتسم بين الحين والاخر ,وقد اختار الجلوس في المقاعد الخلفية , بينما اختار الاستاذ ابراهيم اسحق الروائي

المعروف ورئيس اتحاد الادباء الجلوس في المقاعد الامامية , ولفت نظري ابتسامة متشابهة منهما , وكانهما علي ايقاع واحد , رغم

تباعدهما في المجلس ,وفي تلك اللحظات تذكرت ابتسامات ابي , وقد كانت ابتسامته عريضه , مليئة بالحياة , وقد قلت للحاضرين

بانني اري في وجه ابراهيم اسحاق وجه ابي , وذهبت مذهبا اكثر من ذلك , مشيرا الي العلاقة التي تربط بين الشايقية وبين دارفور


وفي لمحة سريعة ذكرت بان هناك ادلة تاريخية علي اصول مستركة بين الدارين , تلك الابتسامات ما قدرت انها ستكون ابتسامة العشاء

الاخير بالنسبة لابني ابراهيم , والتي اراها منه , فقد سافرت بعدها مباشرة , كنت خائفا في تلك الليلة , ففي الليلة السابقة

قد قتلت ثعبانا صغيرا في مدخل بيتي , لا ادري من اين جاء ,قال لي البعض بأن عواصف الصحاري الهوجاء قد حملته في ليال حالكة

الظلام , لم اتفاءل بقتل صغير الافاعي , ونحن نخشي منذ الصغر قتل الافاعي , وبدلا من ان اقول قد قتلناها , نقول احييناها ,

ولكي نبالغ في طقوسنا , نخبرها اثناء قتلها بانه قد احياها ( شريف ) اهله في الريف , ونقصد بالريف مصر البعيدة , امعانا

في ابعاد التهمة عنا , ولكي نبالغ في تضليل الافاعي , وهي عندنا اما ان تكون وليا صالحا او شيطان رجيما , وفي كلا الحالتين

لا تحمد عاقبة قتلها , اي احيائها , فنقول لها , لطمانة انفسنا , باننا قد اخذنا بقتلك ثار ( بابكر الصديق )..

وفي تلك الليلة , ليلة التكريم , اخبرنا الاستاذ الدكتور والصديق ( عبدالله حمدنا الله) بان الحية او الافعي قد لدغت سيدنا

ابي بكر الصديق وهو في الغار مع سيد الاخيار ,ورغم ذلك خشيت من انتقام الافاعي , وقد قيل لنا بانها تاخذ بثارها من بين الاخيار ,

وقد عبرت عن مخاوفي في تلك الليلة ليلة التكريم صراحة , فهل كانت الافعي في تلك الليلة وليا صالحا ام شيطانا رجيما...

ارجح بان الافعي كانت حفيدة ولي صالح من اهل السودان , والا لما كرمنا باستشهاد ابني ابراهيم , فهل هو حقا سيد شهداء (البقعة)

كما لقبته بذلك مؤسسة (روان) , او انه في مرقده شبيه بمرقد سيد شهداء شباب اهل الجنة؟.., وهل اراد بمرقده ذلك ومرقد صحبه ,

ان يقول مع من استشهدوا معه , وينشدون نشيدا موحدا كورالا تردد جبال المرخيات صداه:

وطن النجوم انا هنا....

حدق..اتذكر من انا!!!

وعزاؤنا- نحن اهل والديك , ياابراهيم , موصول لزوجتك ( افراح الخواض) رفيقة دربك في احلك ظروف الحياة , ولصغارك , فقد تركتهم زغب

الحواصل , ونتمني من الله ان يظلهم بظله ويغطيهم بجناح جبريل , وهل هناك اعظم من ظل الله للشهداء ولايتامهم واراملهم من الذراري؟؟

Post: #2
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 05-31-2008, 03:23 AM
Parent: #1





مقبرتهم الجماعيه تذكرني بمقبرة سيد شهداء شباب اهل الجنة, من شهداء احد,علي مشارف المدينة المنورة وتحت سفوح جبالها, وهكذا اختار

ابني العميد ابراهيم تاج الدين عجوبه,بطل الرماية, ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمي ) ان يكون سيد شهداء (البقعة) وان يدفن هو

ورفاقه من الشهداء علي مشارفها وتحت سفوح جبالها مثلما استشهد من قبله المستشهدون علي مشارف تلك الجبال,فجبال كرري وجبال المرخيات

صنوان, ان تري الموت بام عينيك وان تقدم عليه دون وجل او خوف, وان تموت واقفا, مبتسما مستبشرا, هكذا كانت صورة ابراهيم قبل دفنه

في مثواه الاخير, وكان نعم المثوي في ملحمة الكيلو*5* علي طريق شريان الشمال, وكانه اراد ان يقول لمحبيه الرائحين والقادمين....

(اناهنا..ياوطني..انا النجم الساطع من ثري الاوطان, ودعوني حين تغادرون واقرونا السلام حين تعودون,حبوني كما احببتكم, من اجلكم ومن

اجل احفاد احفادكم بذلنا دماءا لم تكن رخيصة, كانت دماء شباب ارواحهم حري, لم يتجاوزوا الثلاثين او الاربعين من العمر...)

عندما كرمني مركز عبدالكريم ميرغني, كان ابني ابراهيم الوحيد من اهلي الذي دعوته لحضور ذلك التكريم وهو تكريم لا ادرى ان كنت استحقه

او لا استحقه, ولكن حين ياتينا التكريم من (البقعة) ام درمان ,لا بد ان نخر له ساجدينا حامدين شاكرين, وقد اردت ان يكون ابراهيم

شاهدا ياتي من بعدي ليحكي عظمة التكريم لاهلي , كنت حريصا علي اطلاعه علي كل شؤون حياتي وكتاباتي ,وهو يعرف انني قلما افاخر امام

الاخرين بما انجزته في حياتي , لانني اعلم, علم اليقين , بان هناك من سياتي ويفوقني فيما كرمت فيه , او هناك الان من هو جدير بالتكريم

افضل مني والاجدر بتكريم ام درمان له , فقد كرمته ام درمان بان يكون اول شهدائها في بدايات هذا القرن , الحادي والعشرين

يوم السبت 10/5/2008 يوم لاينسي , وقد سطره شهداؤه باحرف من نور....

من منكم ياسادتي الحضور يتذكر , ليلة تكريمي بمركز عبد الكريم ميرغني , حتما ستذكرون ما قلته ,وكأن القدر قد كان يخبئ لي اعظم

تكريم في روح ابراهيم ,وهو من الحضور , وهو لا يدري وان لا ادري , من منا سيموت قبل الاخر , وقد كنت اتمني ان اسبقه للاخرة ,فانا ثور

اكمل كراءه كما يقول الصوفيه....

وقد تحدثت في تلك الليلة عن القتل الطقسي والموت في روايات الطيب صالح , وانا اول من تناول هذا الموضوع من ضمن النقاد قاطبة,

وعندما تحدثت عن القتل الطقسي , قرنته بالشهاده بصورة او باخري ,وقرنته بالعبادة لدي شعوب وادي النيل , ومن هو الجدير بالنيل

الافعي , النيل الاله , اكثر من ابناء السودان , وعلي راسهم ابني ابراهيم , كان عاشقا للنيل في الشمال , اسفل جبل ابن عوف ,

وقد اخبرنا اهلنا بان النيل مبارك في تلك المنطقه , ببركة (ابن عوف) وهو صالح الجبل , ومن صلاحه انه القم التماسيح حجرا ,

فلم تلتهم ولن تلتهم انسانا في تلك الضفاف , طالما ان ( ابن عوف) يطل من مرقده علي النيل من عل , ومثلما اطل ابراهيم علي

(بقعة ام درمان) المؤمنة فزادها امنا وسلاما علي مامنها وسلامها....

في تلك الليله , ليلة التكريم , وكان ابراهيم شاهدها , وكان في حياته , رغم انه الوحيد بين اخواته الاربع , كان يتحدي الصعاب,

ويجتازها بجدارة , ولم يدلله والداه , اذ قرر ان يقطع النيل عوما وهو صبي يافع , من الضفة الغربية الي الضفة الشرقية اسفل جبل

(ابن عوف) , لم يمنعاه , وعندما رغب في الالتحاق بالجيش , لم يخافا عليه من الموت , فقد كان يغيب وياتي محاربا, وسيارته ( الثاتشر)

قبل سنوات مرصعة باثار الطلقات من كل جانب , نتمني ان تضع الحرب اوزارها , ولا نجرؤ علي سؤاله عن الي اين هو ذاهب , او من اين

هو ات ,شهدته وابصرته بعيني عندما قررت العودة بعد نفي اختياري قارب الخمسة عشر عاما عن بلد احببتها بكل كياني ,كما احبها

ابراهيم ,ذلك الابن المبارك في حياته وفي مماته ,عهدته صغيرا وانا عائد من مصر في النصف الاخير من الستينات من القرن الماضي

كنت محبا للطفوله , فكان مقربا مني , وكانت والدته تندهش لرجة تقربه مني , وتبادله للحديث معي , وهو يافع مقل في الحديث ,

وخاصة في سفاسف الحياة , كنت اغني له فيطرب , كنت ادندنه , فينام , وقد فرقت بيننا الايام والسنوات , ولكن رغم منفاي الاختياري ,

كنت اراه او احادثه عندما ياتي للمملكة العربية السعوديه حاجا او معتمرا او متدربا , وعندما عدت , استمرت بيننا علاقه حميمة ,

ما كنت اساله عن مجال عمله , الا بما تجود به نفسه عن طيب خاطر , اذا قال لي انه مسافر في مهمة , لا اساله الي اين , فعمله يتطلب

السرية والكتمان , وهو كفء غير ثرثار ولا يتعلق ولا يتحدث في توافه الامور , ولا يتحدث عن احد بسوء , ومنه تعلمت التسامح , وخاصة

في الشؤون العائليه , وشؤون ذوي القربي , لا يعرف الضغينة ولا الغبينة ولا يتظلم , ياتينا زائرا فيتوضاء ويصلي ,واذا قمنا للصلاة

جماعة , قدمناه علينا , علي الرغم من ان بيننا من يكبرونه سنا من حفظة القران , ورث الصرامة والجدية المرحة من اجداده الذين

لا تهزهم مصيبة مهما بلغت ,فهي من قدر الله ونعمائه , كما يفهمونها , ورث الورع والتقوي عن ابيه , ولصرامته وورعه دعوته الي حفل

التكريم , فقد اجتمعت فيه محاسن العائلة كلها , وكان الطبيب المداوي الذي يضمد جراحاتها ويواسيها...

في يوم التكريم, كان يبتسم بين الحين والاخر ,وقد اختار الجلوس في المقاعد الخلفية , بينما اختار الاستاذ ابراهيم اسحق الروائي

المعروف ورئيس اتحاد الادباء الجلوس في المقاعد الامامية , ولفت نظري ابتسامة متشابهة منهما , وكانهما علي ايقاع واحد , رغم

تباعدهما في المجلس ,وفي تلك اللحظات تذكرت ابتسامات ابي , وقد كانت ابتسامته عريضه , مليئة بالحياة , وقد قلت للحاضرين

بانني اري في وجه ابراهيم اسحاق وجه ابي , وذهبت مذهبا اكثر من ذلك , مشيرا الي العلاقة التي تربط بين الشايقية وبين دارفور

وفي لمحة سريعة ذكرت بان هناك ادلة تاريخية علي اصول مستركة بين الدارين , تلك الابتسامات ما قدرت انها ستكون ابتسامة العشاء

الاخير بالنسبة لابني ابراهيم , والتي اراها منه , فقد سافرت بعدها مباشرة , كنت خائفا في تلك الليلة , ففي الليلة السابقة

قد قتلت ثعبانا صغيرا في مدخل بيتي , لا ادري من اين جاء ,قال لي البعض بأن عواصف الصحاري الهوجاء قد حملته في ليال حالكة

الظلام , لم اتفاءل بقتل صغير الافاعي , ونحن نخشي منذ الصغر قتل الافاعي , وبدلا من ان اقول قد قتلناها , نقول احييناها ,

ولكي نبالغ في طقوسنا , نخبرها اثناء قتلها بانه قد احياها ( شريف ) اهله في الريف , ونقصد بالريف مصر البعيدة , امعانا

في ابعاد التهمة عنا , ولكي نبالغ في تضليل الافاعي , وهي عندنا اما ان تكون وليا صالحا او شيطان رجيما , وفي كلا الحالتين

لا تحمد عاقبة قتلها , اي احيائها , فنقول لها , لطمانة انفسنا , باننا قد اخذنا بقتلك ثار ( بابكر الصديق )..

وفي تلك الليلة , ليلة التكريم , اخبرنا الاستاذ الدكتور والصديق ( عبدالله حمدنا الله) بان الحية او الافعي قد لدغت سيدنا

ابي بكر الصديق وهو في الغار مع سيد الاخيار ,ورغم ذلك خشيت من انتقام الافاعي , وقد قيل لنا بانها تاخذ بثارها من بين الاخيار ,

وقد عبرت عن مخاوفي في تلك الليلة ليلة التكريم صراحة , فهل كانت الافعي في تلك الليلة وليا صالحا ام شيطانا رجيما...

ارجح بان الافعي كانت حفيدة ولي صالح من اهل السودان , والا لما كرمنا باستشهاد ابني ابراهيم , فهل هو حقا سيد شهداء (البقعة)

كما لقبته بذلك مؤسسة (روان) , او انه في مرقده شبيه بمرقد سيد شهداء شباب اهل الجنة؟.., وهل اراد بمرقده ذلك ومرقد صحبه ,

ان يقول مع من استشهدوا معه , وينشدون نشيدا موحدا كورالا تردد جبال المرخيات صداه:

وطن النجوم انا هنا....

حدق..اتذكر من انا!!!

وعزاؤنا- نحن اهل والديك , ياابراهيم , موصول لزوجتك ( افراح الخواض) رفيقة دربك في احلك ظروف الحياة , ولصغارك , فقد تركتهم زغب

الحواصل , ونتمني من الله ان يظلهم بظله ويغطيهم بجناح جبريل , وهل هناك اعظم من ظل الله للشهداء ولايتامهم واراملهم من الذراري؟؟

Post: #3
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 05-31-2008, 05:09 AM
Parent: #2

UP

Post: #4
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 05-31-2008, 12:38 PM
Parent: #2


مقبرتهم الجماعيه تذكرني بمقبرة سيد شهداء شباب اهل الجنة, من شهداء احد,علي مشارف المدينة المنورة وتحت سفوح جبالها, وهكذا اختار

ابني العميد ابراهيم تاج الدين عجوبه,بطل الرماية, ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمي ) ان يكون سيد شهداء (البقعة) وان يدفن هو

ورفاقه من الشهداء علي مشارفها وتحت سفوح جبالها مثلما استشهد من قبله المستشهدون علي مشارف تلك الجبال,فجبال كرري وجبال المرخيات

صنوان, ان تري الموت بام عينيك وان تقدم عليه دون وجل او خوف, وان تموت واقفا, مبتسما مستبشرا, هكذا كانت صورة ابراهيم قبل دفنه

في مثواه الاخير, وكان نعم المثوي في ملحمة الكيلو*5* علي طريق شريان الشمال, وكانه اراد ان يقول لمحبيه الرائحين والقادمين....

(اناهنا..ياوطني..انا النجم الساطع من ثري الاوطان, ودعوني حين تغادرون واقرونا السلام حين تعودون,حبوني كما احببتكم, من اجلكم ومن

اجل احفاد احفادكم بذلنا دماءا لم تكن رخيصة, كانت دماء شباب ارواحهم حري, لم يتجاوزوا الثلاثين او الاربعين من العمر...)

عندما كرمني مركز عبدالكريم ميرغني, كان ابني ابراهيم الوحيد من اهلي الذي دعوته لحضور ذلك التكريم وهو تكريم لا ادرى ان كنت استحقه

او لا استحقه, ولكن حين ياتينا التكريم من (البقعة) ام درمان ,لا بد ان نخر له ساجدينا حامدين شاكرين, وقد اردت ان يكون ابراهيم

شاهدا ياتي من بعدي ليحكي عظمة التكريم لاهلي , كنت حريصا علي اطلاعه علي كل شؤون حياتي وكتاباتي ,وهو يعرف انني قلما افاخر امام

الاخرين بما انجزته في حياتي , لانني اعلم, علم اليقين , بان هناك من سياتي ويفوقني فيما كرمت فيه , او هناك الان من هو جدير بالتكريم

افضل مني والاجدر بتكريم ام درمان له , فقد كرمته ام درمان بان يكون اول شهدائها في بدايات هذا القرن , الحادي والعشرين

يوم السبت 10/5/2008 يوم لاينسي , وقد سطره شهداؤه باحرف من نور....

من منكم ياسادتي الحضور يتذكر , ليلة تكريمي بمركز عبد الكريم ميرغني , حتما ستذكرون ما قلته ,وكأن القدر قد كان يخبئ لي اعظم

تكريم في روح ابراهيم ,وهو من الحضور , وهو لا يدري وان لا ادري , من منا سيموت قبل الاخر , وقد كنت اتمني ان اسبقه للاخرة ,فانا ثور

اكمل كراءه كما يقول الصوفيه....

وقد تحدثت في تلك الليلة عن القتل الطقسي والموت في روايات الطيب صالح , وانا اول من تناول هذا الموضوع من ضمن النقاد قاطبة,

وعندما تحدثت عن القتل الطقسي , قرنته بالشهاده بصورة او باخري ,وقرنته بالعبادة لدي شعوب وادي النيل , ومن هو الجدير بالنيل

الافعي , النيل الاله , اكثر من ابناء السودان , وعلي راسهم ابني ابراهيم , كان عاشقا للنيل في الشمال , اسفل جبل ابن عوف ,

وقد اخبرنا اهلنا بان النيل مبارك في تلك المنطقه , ببركة (ابن عوف) وهو صالح الجبل , ومن صلاحه انه القم التماسيح حجرا ,

فلم تلتهم ولن تلتهم انسانا في تلك الضفاف , طالما ان ( ابن عوف) يطل من مرقده علي النيل من عل , ومثلما اطل ابراهيم علي

(بقعة ام درمان) المؤمنة فزادها امنا وسلاما علي مامنها وسلامها....

في تلك الليله , ليلة التكريم , وكان ابراهيم شاهدها , وكان في حياته , رغم انه الوحيد بين اخواته الاربع , كان يتحدي الصعاب,

ويجتازها بجدارة , ولم يدلله والداه , اذ قرر ان يقطع النيل عوما وهو صبي يافع , من الضفة الغربية الي الضفة الشرقية اسفل جبل

(ابن عوف) , لم يمنعاه , وعندما رغب في الالتحاق بالجيش , لم يخافا عليه من الموت , فقد كان يغيب وياتي محاربا, وسيارته ( الثاتشر)

قبل سنوات مرصعة باثار الطلقات من كل جانب , نتمني ان تضع الحرب اوزارها , ولا نجرؤ علي سؤاله عن الي اين هو ذاهب , او من اين

هو ات ,شهدته وابصرته بعيني عندما قررت العودة بعد نفي اختياري قارب الخمسة عشر عاما عن بلد احببتها بكل كياني ,كما احبها

ابراهيم ,ذلك الابن المبارك في حياته وفي مماته ,عهدته صغيرا وانا عائد من مصر في النصف الاخير من الستينات من القرن الماضي

كنت محبا للطفوله , فكان مقربا مني , وكانت والدته تندهش لرجة تقربه مني , وتبادله للحديث معي , وهو يافع مقل في الحديث ,

وخاصة في سفاسف الحياة , كنت اغني له فيطرب , كنت ادندنه , فينام , وقد فرقت بيننا الايام والسنوات , ولكن رغم منفاي الاختياري ,

كنت اراه او احادثه عندما ياتي للمملكة العربية السعوديه حاجا او معتمرا او متدربا , وعندما عدت , استمرت بيننا علاقه حميمة ,

ما كنت اساله عن مجال عمله , الا بما تجود به نفسه عن طيب خاطر , اذا قال لي انه مسافر في مهمة , لا اساله الي اين , فعمله يتطلب

السرية والكتمان , وهو كفء غير ثرثار ولا يتعلق ولا يتحدث في توافه الامور , ولا يتحدث عن احد بسوء , ومنه تعلمت التسامح , وخاصة

في الشؤون العائليه , وشؤون ذوي القربي , لا يعرف الضغينة ولا الغبينة ولا يتظلم , ياتينا زائرا فيتوضاء ويصلي ,واذا قمنا للصلاة

جماعة , قدمناه علينا , علي الرغم من ان بيننا من يكبرونه سنا من حفظة القران , ورث الصرامة والجدية المرحة من اجداده الذين

لا تهزهم مصيبة مهما بلغت ,فهي من قدر الله ونعمائه , كما يفهمونها , ورث الورع والتقوي عن ابيه , ولصرامته وورعه دعوته الي حفل

التكريم , فقد اجتمعت فيه محاسن العائلة كلها , وكان الطبيب المداوي الذي يضمد جراحاتها ويواسيها...

في يوم التكريم, كان يبتسم بين الحين والاخر ,وقد اختار الجلوس في المقاعد الخلفية , بينما اختار الاستاذ ابراهيم اسحق الروائي

المعروف ورئيس اتحاد الادباء الجلوس في المقاعد الامامية , ولفت نظري ابتسامة متشابهة منهما , وكانهما علي ايقاع واحد , رغم

تباعدهما في المجلس ,وفي تلك اللحظات تذكرت ابتسامات ابي , وقد كانت ابتسامته عريضه , مليئة بالحياة , وقد قلت للحاضرين

بانني اري في وجه ابراهيم اسحاق وجه ابي , وذهبت مذهبا اكثر من ذلك , مشيرا الي العلاقة التي تربط بين الشايقية وبين دارفور

وفي لمحة سريعة ذكرت بان هناك ادلة تاريخية علي اصول مشتركة بين الدارين , تلك الابتسامات ما قدرت انها ستكون ابتسامة العشاء

الاخير بالنسبة لابني ابراهيم , والتي اراها منه , فقد سافرت بعدها مباشرة , كنت خائفا في تلك الليلة , ففي الليلة السابقة

قد قتلت ثعبانا صغيرا في مدخل بيتي , لا ادري من اين جاء ,قال لي البعض بأن عواصف الصحاري الهوجاء قد حملته في ليال حالكة

الظلام , لم اتفاءل بقتل صغير الافاعي , ونحن نخشي منذ الصغر قتل الافاعي , وبدلا من ان اقول قد قتلناها , نقول احييناها ,

ولكي نبالغ في طقوسنا , نخبرها اثناء قتلها بانه قد احياها ( شريف ) اهله في الريف , ونقصد بالريف مصر البعيدة , امعانا

في ابعاد التهمة عنا , ولكي نبالغ في تضليل الافاعي , وهي عندنا اما ان تكون وليا صالحا او شيطان رجيما , وفي كلا الحالتين

لا تحمد عاقبة قتلها , اي احيائها , فنقول لها , لطمانة انفسنا , باننا قد اخذنا بقتلك ثار ( بابكر الصديق )..

وفي تلك الليلة , ليلة التكريم , اخبرنا الاستاذ الدكتور والصديق ( عبدالله حمدنا الله) بان الحية او الافعي قد لدغت سيدنا

ابي بكر الصديق وهو في الغار مع سيد الاخيار ,ورغم ذلك خشيت من انتقام الافاعي , وقد قيل لنا بانها تاخذ بثارها من بين الاخيار ,

وقد عبرت عن مخاوفي في تلك الليلة ليلة التكريم صراحة , فهل كانت الافعي في تلك الليلة وليا صالحا ام شيطانا رجيما...

ارجح بان الافعي كانت حفيدة ولي صالح من اهل السودان , والا لما كرمنا باستشهاد ابني ابراهيم , فهل هو حقا سيد شهداء (البقعة)

كما لقبته بذلك مؤسسة (روان) , او انه في مرقده شبيه بمرقد سيد شهداء شباب اهل الجنة؟.., وهل اراد بمرقده ذلك ومرقد صحبه ,

ان يقول مع من استشهدوا معه , وينشدون نشيدا موحدا كورالا تردد جبال المرخيات صداه:

وطن النجوم انا هنا....

حدق..اتذكر من انا!!!

وعزاؤنا- نحن اهل والديك , ياابراهيم , موصول لزوجتك ( افراح الخواض) رفيقة دربك في احلك ظروف الحياة , ولصغارك , فقد تركتهم زغب

الحواصل , ونتمني من الله ان يظلهم بظله ويغطيهم بجناح جبريل , وهل هناك اعظم من ظل الله للشهداء ولايتامهم واراملهم من الذراري؟؟

Post: #5
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 05-31-2008, 06:23 PM
Parent: #4

مقبرتهم الجماعيه تذكرني بمقبرة سيد شهداء شباب اهل الجنة, من شهداء احد,علي مشارف المدينة المنورة وتحت سفوح جبالها, وهكذا اختار

ابني العميد ابراهيم تاج الدين عجوبه,بطل الرماية, ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمي ) ان يكون سيد شهداء (البقعة) وان يدفن هو

ورفاقه من الشهداء علي مشارفها وتحت سفوح جبالها مثلما استشهد من قبله المستشهدون علي مشارف تلك الجبال,فجبال كرري وجبال المرخيات

صنوان, ان تري الموت بام عينيك وان تقدم عليه دون وجل او خوف, وان تموت واقفا, مبتسما مستبشرا, هكذا كانت صورة ابراهيم قبل دفنه

في مثواه الاخير, وكان نعم المثوي في ملحمة الكيلو*5* علي طريق شريان الشمال, وكانه اراد ان يقول لمحبيه الرائحين والقادمين....

(اناهنا..ياوطني..انا النجم الساطع من ثري الاوطان, ودعوني حين تغادرون واقرونا السلام حين تعودون,حبوني كما احببتكم, من اجلكم ومن

اجل احفاد احفادكم بذلنا دماءا لم تكن رخيصة, كانت دماء شباب ارواحهم حري, لم يتجاوزوا الثلاثين او الاربعين من العمر...)

عندما كرمني مركز عبدالكريم ميرغني, كان ابني ابراهيم الوحيد من اهلي الذي دعوته لحضور ذلك التكريم وهو تكريم لا ادرى ان كنت استحقه

او لا استحقه, ولكن حين ياتينا التكريم من (البقعة) ام درمان ,لا بد ان نخر له ساجدينا حامدين شاكرين, وقد اردت ان يكون ابراهيم

شاهدا ياتي من بعدي ليحكي عظمة التكريم لاهلي , كنت حريصا علي اطلاعه علي كل شؤون حياتي وكتاباتي ,وهو يعرف انني قلما افاخر امام

الاخرين بما انجزته في حياتي , لانني اعلم, علم اليقين , بان هناك من سياتي ويفوقني فيما كرمت فيه , او هناك الان من هو جدير بالتكريم

افضل مني والاجدر بتكريم ام درمان له , فقد كرمته ام درمان بان يكون اول شهدائها في بدايات هذا القرن , الحادي والعشرين

يوم السبت 10/5/2008 يوم لاينسي , وقد سطره شهداؤه باحرف من نور....

من منكم ياسادتي الحضور يتذكر , ليلة تكريمي بمركز عبد الكريم ميرغني , حتما ستذكرون ما قلته ,وكأن القدر قد كان يخبئ لي اعظم

تكريم في روح ابراهيم ,وهو من الحضور , وهو لا يدري وان لا ادري , من منا سيموت قبل الاخر , وقد كنت اتمني ان اسبقه للاخرة ,فانا ثور

اكمل كراءه كما يقول الصوفيه....

وقد تحدثت في تلك الليلة عن القتل الطقسي والموت في روايات الطيب صالح , وانا اول من تناول هذا الموضوع من ضمن النقاد قاطبة,

وعندما تحدثت عن القتل الطقسي , قرنته بالشهاده بصورة او باخري ,وقرنته بالعبادة لدي شعوب وادي النيل , ومن هو الجدير بالنيل

الافعي , النيل الاله , اكثر من ابناء السودان , وعلي راسهم ابني ابراهيم , كان عاشقا للنيل في الشمال , اسفل جبل ابن عوف ,

وقد اخبرنا اهلنا بان النيل مبارك في تلك المنطقه , ببركة (ابن عوف) وهو صالح الجبل , ومن صلاحه انه القم التماسيح حجرا ,

فلم تلتهم ولن تلتهم انسانا في تلك الضفاف , طالما ان ( ابن عوف) يطل من مرقده علي النيل من عل , ومثلما اطل ابراهيم علي

(بقعة ام درمان) المؤمنة فزادها امنا وسلاما علي مامنها وسلامها....

في تلك الليله , ليلة التكريم , وكان ابراهيم شاهدها , وكان في حياته , رغم انه الوحيد بين اخواته الاربع , كان يتحدي الصعاب,

ويجتازها بجدارة , ولم يدلله والداه , اذ قرر ان يقطع النيل عوما وهو صبي يافع , من الضفة الغربية الي الضفة الشرقية اسفل جبل

(ابن عوف) , لم يمنعاه , وعندما رغب في الالتحاق بالجيش , لم يخافا عليه من الموت , فقد كان يغيب وياتي محاربا, وسيارته ( الثاتشر)

قبل سنوات مرصعة باثار الطلقات من كل جانب , نتمني ان تضع الحرب اوزارها , ولا نجرؤ علي سؤاله عن الي اين هو ذاهب , او من اين

هو ات ,شهدته وابصرته بعيني عندما قررت العودة بعد نفي اختياري قارب الخمسة عشر عاما عن بلد احببتها بكل كياني ,كما احبها

ابراهيم ,ذلك الابن المبارك في حياته وفي مماته ,عهدته صغيرا وانا عائد من مصر في النصف الاخير من الستينات من القرن الماضي

كنت محبا للطفوله , فكان مقربا مني , وكانت والدته تندهش لرجة تقربه مني , وتبادله للحديث معي , وهو يافع مقل في الحديث ,

وخاصة في سفاسف الحياة , كنت اغني له فيطرب , كنت ادندنه , فينام , وقد فرقت بيننا الايام والسنوات , ولكن رغم منفاي الاختياري ,

كنت اراه او احادثه عندما ياتي للمملكة العربية السعوديه حاجا او معتمرا او متدربا , وعندما عدت , استمرت بيننا علاقه حميمة ,

ما كنت اساله عن مجال عمله , الا بما تجود به نفسه عن طيب خاطر , اذا قال لي انه مسافر في مهمة , لا اساله الي اين , فعمله يتطلب

السرية والكتمان , وهو كفء غير ثرثار ولا يتعلق ولا يتحدث في توافه الامور , ولا يتحدث عن احد بسوء , ومنه تعلمت التسامح , وخاصة

في الشؤون العائليه , وشؤون ذوي القربي , لا يعرف الضغينة ولا الغبينة ولا يتظلم , ياتينا زائرا فيتوضاء ويصلي ,واذا قمنا للصلاة

جماعة , قدمناه علينا , علي الرغم من ان بيننا من يكبرونه سنا من حفظة القران , ورث الصرامة والجدية المرحة من اجداده الذين

لا تهزهم مصيبة مهما بلغت ,فهي من قدر الله ونعمائه , كما يفهمونها , ورث الورع والتقوي عن ابيه , ولصرامته وورعه دعوته الي حفل

التكريم , فقد اجتمعت فيه محاسن العائلة كلها , وكان الطبيب المداوي الذي يضمد جراحاتها ويواسيها...

في يوم التكريم, كان يبتسم بين الحين والاخر ,وقد اختار الجلوس في المقاعد الخلفية , بينما اختار الاستاذ ابراهيم اسحق الروائي

المعروف ورئيس اتحاد الادباء الجلوس في المقاعد الامامية , ولفت نظري ابتسامة متشابهة منهما , وكانهما علي ايقاع واحد , رغم

تباعدهما في المجلس ,وفي تلك اللحظات تذكرت ابتسامات ابي , وقد كانت ابتسامته عريضه , مليئة بالحياة , وقد قلت للحاضرين

بانني اري في وجه ابراهيم اسحاق وجه ابي , وذهبت مذهبا اكثر من ذلك , مشيرا الي العلاقة التي تربط بين الشايقية وبين دارفور

وفي لمحة سريعة ذكرت بان هناك ادلة تاريخية علي اصول مشتركة بين الدارين , تلك الابتسامات ما قدرت انها ستكون ابتسامة العشاء

الاخير بالنسبة لابني ابراهيم , والتي اراها منه , فقد سافرت بعدها مباشرة , كنت خائفا في تلك الليلة , ففي الليلة السابقة

قد قتلت ثعبانا صغيرا في مدخل بيتي , لا ادري من اين جاء ,قال لي البعض بأن عواصف الصحاري الهوجاء قد حملته في ليال حالكة

الظلام , لم اتفاءل بقتل صغير الافاعي , ونحن نخشي منذ الصغر قتل الافاعي , وبدلا من ان اقول قد قتلناها , نقول احييناها ,

ولكي نبالغ في طقوسنا , نخبرها اثناء قتلها بانه قد احياها ( شريف ) اهله في الريف , ونقصد بالريف مصر البعيدة , امعانا

في ابعاد التهمة عنا , ولكي نبالغ في تضليل الافاعي , وهي عندنا اما ان تكون وليا صالحا او شيطان رجيما , وفي كلا الحالتين

لا تحمد عاقبة قتلها , اي احيائها , فنقول لها , لطمانة انفسنا , باننا قد اخذنا بقتلك ثار ( بابكر الصديق )..

وفي تلك الليلة , ليلة التكريم , اخبرنا الاستاذ الدكتور والصديق ( عبدالله حمدنا الله) بان الحية او الافعي قد لدغت سيدنا

ابي بكر الصديق وهو في الغار مع سيد الاخيار ,ورغم ذلك خشيت من انتقام الافاعي , وقد قيل لنا بانها تاخذ بثارها من بين الاخيار ,

وقد عبرت عن مخاوفي في تلك الليلة ليلة التكريم صراحة , فهل كانت الافعي في تلك الليلة وليا صالحا ام شيطانا رجيما...

ارجح بان الافعي كانت حفيدة ولي صالح من اهل السودان , والا لما كرمنا باستشهاد ابني ابراهيم , فهل هو حقا سيد شهداء (البقعة)

كما لقبته بذلك مؤسسة (روان) , او انه في مرقده شبيه بمرقد سيد شهداء شباب اهل الجنة؟.., وهل اراد بمرقده ذلك ومرقد صحبه ,

ان يقول مع من استشهدوا معه , وينشدون نشيدا موحدا كورالا تردد جبال المرخيات صداه:

وطن النجوم انا هنا....

حدق..اتذكر من انا!!!

وعزاؤنا- نحن اهل والديك , ياابراهيم , موصول لزوجتك ( افراح الخواض) رفيقة دربك في احلك ظروف الحياة , ولصغارك , فقد تركتهم زغب

الحواصل , ونتمني من الله ان يظلهم بظله ويغطيهم بجناح جبريل , وهل هناك اعظم من ظل الله للشهداء ولايتامهم واراملهم من الذراري؟؟

Post: #6
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-31-2008, 09:52 PM
Parent: #5

اخي الدكتور ود الشيخ

للفقيد الرحمة ولنا ولكم حسن العزاء

دعني اخي اسجل هذه المرثية في المرحوم ود عجوبة


القلب من فرط الأسى يتقطــع * والعين من هول المصيبة تدمـع
والناس تحيا والحياة عجولــــة * والعمر يمضى والمصيبة اوجع
اليوم مات ابو المكارم والقـرى * والجود نور في الحوالك يسطـع
رجل يعين على الحوائج والبلى * كالماء يحيى به اليبـــاب البلـقـع
كم ظن أهل البخل انه هالــــك * لم يدخـــــــــر مــالا به يتمــتــع
لكنه يعـطى بـغيــر مخـافــــة * كالغيث يسكــبه السحاب الهامع
لا سور يحجبه اذا الضيف اتى * ولا دونه فى البيــت باب يقرع
يأتي إليه البائتون على الطوى * والكل منشرح يعـــب ويــــرتع
كم من حريق شب اخمد ناره * فيطيعه القول الحكيم الجامـــــع
فيحــول الحقـد الدفيـن مــودة * وعليه أشتات الخصومة تجمــع
اليوم مات وقد تـداعــى لموته * جمع يضيق به الفضاء الواســع
فتراهمو كالسيـل فـى هــدرانه * عبر الأزقة والفجاج تدافعـــــوا
والحزن ظلل بالسواد وجوههم * وتحدرت عبر الجفون مدامـــع
فترى النحيب المر يعلــو خافتا * أين الكريم القيـــــم المتواضــع
يحنو على الطفل اليتيم مواسـيا * ويجود بالموجــود مالا يدفــــع
يفرح به الأطفـــال عنـد قدومـه * فتراهمو عدوا إليه تسارعــــوا
اليوم مات وازكــى فينـــا قـــوة * تدنى البعيـــد وللعـلا تتطلــــــع
سليل عجوبة نشكره علــى * ما كان يعطى باليمين ويدفـــــع
جعل العلاج المستحيل ميســـرا * واتاه فى ارض المطار يـــودع
ثم التقــاه حــين اقبــل عـائــــدا * والنفس فيها للاخوة موضــــــع
ما كان حزبيا يحركه الهــــوى * كما لعبت بالآخرين المطامــــع
سيذكره التاريخ فى صفــحاتـه * وتذكره فى الحادثات المجامــع
ونحمد لمجدي وقفته التـي * تجلى بها ذاك الخطاب الرائـــع
فعدد فى ذكـــر الفقيــد مناقبـــا * وافاض معنى والخلائق تسمــع
وتلاه سليل شيقوق فــجدد حزننا * وبات له فى كل قلب موضـــــع
فكان أخو صـغـر ومنشأ بــيئة * جمعتهما بعد الرضاع المراضع
سنذكرهم بالخير ما ذكر الندى * وما خدع الناس البريق الخـادع
فالناس فى الجلى تبين أصولهم * وتنجلى فيها السيوف القواطـــع

Post: #7
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 06-01-2008, 09:51 AM
Parent: #6

شكرا ليك يا ودشيقوق,,

والله يديك العافيه

Post: #8
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: الطيب شيقوق
Date: 06-01-2008, 03:31 PM
Parent: #7

Quote: والله يديك العافيه


متعك الله بالصحة والعافية يا مجدى اخوى

Post: #9
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 06-01-2008, 09:19 PM
Parent: #8

الشكر لله ياود شيقوق

Post: #10
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 06-02-2008, 06:33 AM
Parent: #9

الشكر لله ياود شيقوق

Post: #11
Title: Re: وطن النجوم انا هنا- حدق.. اتذكر من انا!! .مقال للاستاذ الدكتور مختار عجوبة..
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 06-02-2008, 06:06 PM
Parent: #10

*

Post: #12
Title: الشهيد ابراهيم تاج الدين عجوبه
Author: المكاشفي خضر بشير
Date: 06-06-2008, 09:04 AM
Parent: #1

نقله بروفسور مختار عجوبه

لكن تلك القوات ووجهت بمقاومة عنيفةبفيادة الشهيد ابراهيم تاج الدين عجوبه احرق خلالهاعددا من مركبات القوة المهاجمة فانسحبت القوة وانضمت الى المجموعه المتجهة الى سوق ليبيا: تقرير رسمي