كنت تريدني أن أكون هناك، لكنني تاخرت،

كنت تريدني أن أكون هناك، لكنني تاخرت، نعم تأخرت كثيرا، لأنني كنت مرتابا هل أجئ أم لا..
كنت اتسكع في الشوراع المحيطة بالمكان، هل أدخل.. جربت لعبة الورق الممزق..
ادخل.. لا ادخل.. ادخل.. لا ادخل..
اخيرا كانت: ادخل
دخلت..
وجدتك جالسا على الارض، متربعا، لا كراسي في المكان، ولا حوائط يمكن الاستناد عليها، فالحوائط التي تحيط بك رغم انها كانت اربعة، إلا أنها كانت محشوة بالمسامير والدبابيس حادة الأطراف.. إذن ما ابشع الألم..

أول ما سقط شعاع عينيك التاهتين على تضاريس دماغي، لم اعرفك.. هل انت أنت؟
كيف غيرت السنوات ذلك الوجه البهي، الناضر.. وكيف رسمت عبارات الخوف والتيه..
هل يشيخ الإنسان بهذه السهولة، بهذه البساطة.. هل الحياة بسيطة لهذه الدرجة، لدرجة اختصار السنوات بكل سخف ونحن لا نفهم !!

في غير هذا اليوم الكئيب- بالنسبة لك - كما أرى، في زمن آخر، كانت روحك فياضة، كنت متوثبا مثل أسد، وكانت الحياة تسكن في بدنك القوي..

الآن أنت غير ذلك الشخص الذي كنت أعرفه..
ولا أدري حتى اللحظة هل عرفتني أم لا؟!
لن أسالك ولن اسلم عليك، حتى تركز نظرك تجاهي.. لتعرف من يكون أمامك، لأنني أعرف ان ذاكرتك قد تعطلت منذ سنوات... هذا ما قيل لي .. ويجب أن أتأكد بنفسي..