لاعبة أكروبات سودانية ! -

لاعبة أكروبات سودانية ! -


01-28-2009, 06:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=463&msg=1261428057&rn=11


Post: #1
Title: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 01-28-2009, 06:21 AM
Parent: #0

كانوا يسمونها في فريق الأكروبات الوطني "سوسو" أما اسمها الحقيقي فهو مريم محمد علي، ويقال محمد علي باشا، فجذروها تعود إلى مصر، عندما جاء جدها لأبيها مع حملة كتشنر لغزو السودان في سنة 1898، وهي على أية حال بنت شقية جداً، فرغم ذكاؤها الذي لا يشك فيه أحد ممن يعرفونها جيداً، قررت أن تترك المدرسة وتتفرغ لتعلم الألعاب البهلوانية والحيل الماكرة التي تجتذب الناس.

Post: #2
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:04 AM
Parent: #1


اتخذت القرار بمفردها، بعد أن شاهدت فريق الأكروبات السوداني على شاشة التليفزيون المحلي يؤدي مجموعة من الاستعراضات بمناسبة عيد الثورة، وقد انتباها شعور خفي بأن لديها قدرة داخلية على تحويل أنوثتها المبكرة إلى مصدر جذب من نوع آخر. سمعت كثيراً عن بنات الليل في شارع الجمهورية بوسط الخرطوم، واللائى لا يستجبن لأي طلب عادي، حيث لديهن شروط تبدأ بمبلغ مالي محترم لا يقل عن عشرين جنيهاً، وتنتهي بشراء حذاء جديد من إحدى الماركات العالمية التي تباع في محلات بالسوق الإفرنجي الذي يطل على ذات الشارع.

Post: #3
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:05 AM
Parent: #2


لديها معلومات شبه كافية عن بائعات الهوى، كما لديها أرقام دقيقة عن متوسط الدخل اليومي والشهري لواحدة متوسطة الجمال، وفهمت من خلال تعليقات الناس من حولها أن جمالها يمكن أن يؤهلها لتكون بائعة هوى من الدرجة الممتازة، بعد أن شاع هذا التعبير واصبح يطلق على أشياء كثيرة، فهناك الدرجة الممتازة في القطار، وفي الفنادق، وفي المطاعم العامة، وهو تعبير يراد به كما فهمت سوسو لاحقا تقسيم الناس إلى درجتين: درجة أصحاب الدخل المحدود من العوام، ودرجة المؤثرين الذين تثقل جيوبهم بالجنيهات الورقية، وكلما ثقل الجيب دل ذلك على رفعة الحال.

Post: #4
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:06 AM
Parent: #3

كانت ترى الكثيرين منهم، وهم يغادرون الحانات أخر الليل على صهوة السيارات الفارهه ماركة مرسيدس بينز، والتي استورد معظمها من قبل الدولة وخصصت لأشخاص معينين ممن رضي الرئيس عنهم. تراهم يجرجرون أطراف جلاليبهم وهم يترنحون من الإفراط في شرب الويسكي والبيرة وما تجود به بارات شارع الجمهورية، ومعظمهم يكون قد غادر الحانة ولم يدفع الحساب، إما لأنه صاحبها أو لأن الدولة هي التي تدفع بالنيابة عنه في شكل فاتورة شهرية تقدم إلى الجهة التي يعمل بها مرتاد الشراب، ويحدث ذلك دون أدنى خجل.

Post: #5
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:07 AM
Parent: #4

لديها معلومات كافية لأنها بنت الشارع الأكثر شهرة في الخرطوم، فقد ولدت وعاشت طفولتها في بيت واسع لا يبعد سوى خطوات قليلة عن مركز المدينة، ورثه والدها عن والده، وكان والدها من أثرياء الخرطوم الذين قررت بهم الأيام، بعد قيام الحكومة الجديدة قبل سبع سنوات حيث فقد الكثير من التجار الكبار مكانتهم وأصبحوا في مهب الريح بعد ظهور تجار جدد عملت الحكومة على بسط التسهيلات لهم ليكون بين ليلة وضحاها أثرياء.


Post: #6
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:08 AM
Parent: #5


هكذا تغير كل شيء، وكأن ذلك حدث بلا مقدمات. الواقع أن المقدمات كانت موجودة فقد تغيرت الحياة بعد مجيء النظام الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري سنة 1969 وزجّ بالمعارضين في السجون، وقضى لاحقاً على الانقلابيين الذين كانوا شركاء في الحكم في البداية، أولئك الذين حاولوا أن ينفردوا بالسلطة وحدهم، لكن خطتهم لم تنجح أمام رئيس لا يملك غير مهارة واحدة هي قدرته على التشبث بالسلطة والبقاء لأطول فترة في الحكم، وكان ذلك ممكناً بفعل البطانة المحيطة به من رجال ونساء كانوا ينظرون إلى مصالحهم البحتة، التي هي معلقة باستمرار الحكم العسكري للرئيس العقيد.


Post: #7
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:10 AM
Parent: #6


محمد علي والد مريم، كان من كبار المستوردين في السودان وإلى سنة 1973 كان قادراً على بسط نفوذه التجاري على مدن عديدة بالبلاد، باعتباره المورد الأول لسلع غذائية رئيسية من بلدان أوروبية تربطه علاقات واسعة مع شركات كبرى بها، وهي علاقات امتدت من زمن والده علي باشا الكبير الذي خدم مع الإنجليز وساهم في توطيد بقائهم بالسودان، فردوا الجميل بتحويله بين ليلة وضحاها من مجرد ضابط صف في الجيش الغازي إلى واحد من صناع القرار الاقتصادي والمستثمرين الذين لا خلاف حولهم.
في سنة 1973 تغير كل شيء، لأن الحياة لا تركن للثوابت في بلد مضطرب وغير مستقر، أما كيف فقد محمد علي باشا، وضعه المالي والاعتباري، فلا أحد يدرك السبب، فكثير من الأشياء التي كانت تحدث خلال تلك السنوات لم تكن مفهومة كما ينبغي للأشياء أن تفهم وفق قواعد المنطق وقوانين الحياة، ربما لأن العالم هنا بالتحديد في هذه المدينة، أصبح بلا منطق وبلا قيم. يفكر محمد على في هذا الأمر وهو جالس على كرسيه الهزاز في حديقة المنزل المتسعة، ينفث دخان الغليون في هواء الخرطوم الحار في شهر مايو دون أن يصل إلى نتيجة محددة.
هل كان حقاً يمتلك عشرات السفن البحرية التي تجوب البحار حاملة البضائع من أوروبا إلى ميناء بورتسودان؟ ومثل هذه الأرقام وأكثر من المصانع في المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري ومزارع تسقى بالري المطري في القضارف بشرق السودان، وغيرها من العقارات التي لا تعد ولا تحصى؟
أشياء وأشياء لكن كلها قد مضى، وما يشغله الآن ويهجسه بشكل مرعب قرار ابنته الوحيدة التي يعتبرها آخر أمل يعيش الحياة لأجله بعد أن ولى العزّ والجاه. هذا القرار الذي اتخذته بمفردها دون الرجوع إليه. هل كانت تعني توجيه رسالة مباشرة إليه مفادها:أنك غير صالح للمشورة بعد أن أصبحت غير قادر على تصريف أمور ابنتك الوحيدة؟



Post: #8
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:14 AM
Parent: #7


فكّر قليلاً بعد أن رمى بالغليون على الأرض المبتلة بالماء: في السابق كنت أنت صاحب الرأي والكلمة الأخيرة، الآن حتى مريم لا تسمع لك، قالت لك بالكلمة الواضحة التي لا تحتاج كثير تأويل، دعني وشأني يا والدي أرغب أن أقرر مصيري في هذه الحياة. وحاولت أن تقنعها بأن الانضمام لفرقة الأكروبات مهزلة بالنسبة لك، قلت لها: هذا ضد تاريخي وسمعتي، غير أنك لم تكن مستعدا للرد على جوابها الذي جاء سريعاً ومخيفاً في ذات اللحظة: أنت تتحدث عن أضغاث أحلام، فلا شيء تبقى لك ولا لنا غير هذا المنزل وغدا سوف تنزعه الدولة منك، فلا نعرف أين نذهب. ولم يكن لديك رد محدد، كان الصمت خيارك الوحيد، أنت محمد علي باشا الذي كان.
لم يستطع إذن مقاومة قرارها، وفي اليوم التالي كانت مريم قد غادرت المنزل في الصباح الباكر إلى مقر فرقة الأكروبات بأمدرمان قريباً من شاطئ النيل. استغلت التاكسي في مشوارها ونزلت قصاد البوابة المعنية دون أن تتكلم مع السائق أو تودعه كما هي عادتها في الثرثرة، خاصة أن كثيراً من السائقين كانوا يتجمدون أمام جسدها الفائر وعينيها الكبيرتين جداً، فيبادلونها الثرثرة طمعاً في هذا الجسد الفائض كالنهر. وإلى أن دخلت المبنى وعبرت مكتب الاستقبال، كان سائق التاكسي ما يزال في مكانه، يركز نظره على ردفين متموجين في حالة مدّ وجذر لبحر أسمر طويل القامة.
موظف الاستقبال في مبنى دار الأكروبات السودانية هو الآخر كان مشغولاً بذات الشيء الذي شغل السائق، ولم يمارس عادته اليومية كل صباح في العنجهية وقلة الأدب على خلق الله الذين يرغبون في دخول الدار ولأغراض مختلفة، منهم من يأتي لزيارة قريب يعمل موظفاً ومنهم من جاء ليعرض مهاراته ورغباته في العمل بالأكروبات، ومنهم متسولون يسألون الناس ممن قطّعت بهم سبل الحياة في هذه المدينة المجنونة، جاءوها باحثين عن الرزق الحلال في أي مهن هامشية، فتحولوا إلى شحاذين، بعد أن فقدوا الأمل وأنكروا الحظ في العالم.
رد موظف الاستقبال السلام الذي لم يحيى به، ليشعر الفتاة بالانتباه، وكانت منتبهة جداً لكنها لم تشتغل به ولم تنظر إليه، بل بصقت أمامها ثلاث مرات واستمرت في طريقها إلى داخل المبنى المترهل القديم، إلى أن أدركت اللافتة التي كتب عليها "مكتب المدير العام" فدخلت دون أن تطرق الباب.


Post: #9
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 01:17 AM
Parent: #8

هناك رجل جالس على الكرسي وراء الطاولة، له شارب كثيف غير مشذب وفي عينيه بقايا لون أحمر يقول على إدمانه السكر والسهر إلى الصباح. وعندما وقفت أمامه مريم، كان كمن استيقظ من نومة أهل الكهف، قد يكون لا يزال في بقايا حلم يقظة أو منام، فأمثال هؤلاء النوع من البشر لا فرق عندهم بين أحلام اليقظة وأحلامهم المنامية. هذه الأفكار المتداخلة والسريعة شعرت بها مريم ولم تستعجل الحكم فالأيام القادمة كفيلة ببيان كل مخبوء، ختمت تفكيرها بهذه الجملة التي تعلمتها من والدها أيام عزه، وأحست بشيء من الذنب في هذه اللحظة وهي تتذكر أنها خرجت من المنزل وهو غير راض عن قرارها بالعمل في الأكروبات، وتمنت أن يكون رد المدير العام سلبياً، لتعود وتعتذر لوالدها. لكن كيف يرفض مدير عام همه الرئيسي في الحياة السكر ومراقبة الأجساد، طلب الفتاة التي شعر منذ الوهلة الأولى أنها تلبي له جملة رغبات كانت غائبة عنه لسنوات طويلة، أن يجد جسداً يجمع من كل جسد رآه من قبل أكثر الصفات جاذبية. تأملها جيداً من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى، ثم من أعلى إلى أسفل، حتى ضربت بيدها على الطاولة فثبت الرأس ثم نطق فم صغير من بين شعر الشوارب الكثيفة: نعم ماذا تريدين، على أية حال نحن حاضرون؟
من النادر أن يتفوه المدير العام لفرقة الأكروبات السودانية بهذه العبارة "على أية حال نحن حاضرون"، وإذا حدث هذا الشيء فهو غير صادق بكل تأكيد، أما الآن ومع مريم بالتحديد فهو يعني ما يقول بالضبط. وقد اكتسب الرجل من خلال سنوات عمله الطويلة مع الفرقة مهارات عالية الدقة في تحليل النفوس والأرواح، حيث يؤمن بأن الروح والنفس والجسد أشياء متكاملة لا تنفصل أبداً. وكان قد طور خبراته في شبابه قبل عشرين سنة وأكثر عندما سافر إلى الصين لتلقي دروساً في الألعاب البهلوانية، وهناك وفي أول درس فهم من المدرس الصيني في قاعة الدرس أن لاعب الأكروبات الناجح يجب أن يحرر روحه أولاً لأن الجسد لا يتحرر ولا يكون طليقاً وخفيفاً إلا بمولد الروح الجديدة. أعاد هذه الذكريات في ذهنه الوثاب قبل أن يسمع ما الذي ستقوله الفتاة التي تقف أمامه، وقد قال لنفسه:إنها إحدى بنات الحور السودانيات.
قبل أن تحدثه عن رغبتها في الانضمام للفرقة، كان قد فهم كل شيء من خلال الإيماءات التي صدرت عنها، وهي أمور مفهومة جداً بالنسبة له، لا تحتاج لكثير تفكير، فليس أمام رجل تعلق قلبه بالأكروبات لربع قرن كامل أن ينتظر مزيداً من الوقت ليفهم. أشار لها أن تجلس، ومن حافظة ماء صغيرة إلى جواره صبّ لها الماء البارد في كوب من الزجاج الشفاف. وقبل أن يناولها الكوب، رفعه إلى أعلى قائلاً: هل بإمكانك رؤية ما وراء الكوب من خلال الزجاج والماء؟



Post: #10
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-07-2009, 11:21 PM
Parent: #9


فهمت مريم مغزى السؤال فهي ذكية ولماحة بما يكفي، وردت بسرعة: نعم، شفافية الماء والزجاج تسمح بالرؤية، هذا أمر لا خلاف عليه، تعني أنني يجب أن يكون جسدي مثل الزجاج، وروحي كالماء داخله، لكنك أخطأت فالزجاج قابل للكسر كما أن الماء قابل للاندلاق. هنا كانت مريم هي الخطأ، وقبل أن يتكلم المدير استدركت الأمر بسرعة وقالت: لا بأس أن يشبه الزجاج الجسد وأن تشبه الماء الروح.
لم ينته الحوار هنا، فقد امتد لجوانب متعددة وكثيفة، أدرك بعدها السيد عمر الأزرق أن مريم فاقت تصوره، ولم يكن يدري أن الفتاة الناضجة في زمن مبكر هي ابنة محمد علي باشا، لقد كان الرجل ولا يزال معروفاً حتى لو تحول إلى مجرد ثري بالاسم، فظلال الجاه والثروة لا تمحى بهذه السهولة.
المفاجأة التي كانت تنتظر مريم أن الأزرق وجه لها سؤالا مباشرا: هل لديك جواز سفر ساري؟.. حاولت مريم أن تتذكر متى جددت جوازها آخر مرة، لم تستطع أن تحدد التاريخ، فمنذ سنوات لم تسافر إلى الخارج كما تعودت مع والدها في طفولتها حيث رأت الكثير من البلدان في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، أما الآن فقد توقفت أنهار الحياة ولم يعد الزمن كما كان من قبل حيث الدعة والراحة والسفر في عطلة الصيف، لقد أخذ النظام الجديد من حياة عائلتها كل التفاصيل الجميلة التي عاشتها في سن مبكرة، والتي قد لا تكرر مرة أخرى.
لم يسمع الأزرق الجواب وتناست مريم السؤال، وأخذها المدير في جولة حول المبنى، هذه صالة التدريب لكنها للأسف غير مواكبة لما يجري في العالم، أنظمة الحكم السابقة لم تكن تهتم كثيراً بالأكروبات، الرئيس الجديد يفهم في أهمية الألعاب البهلوانية والسحرية ويرى أنها يمكن أن تعيد تشكيل رؤى الشعب للحياة في ظل النظام الجديد. أرادت أن توجه إليه سؤالاً: هل الرئيس يفهم في هذا الشيء فعلاً أم أن هذا الكلام يقال ممن هم حوله. سريعاً أدركت أنها يجب أن تحدد أسئلتها في الأمور التي تتعلق بمستقبلها في هذا المجال، أي أسئلة أخرى ذات طابع سياسي أو من النوع الذي يجر للخطأ يجب أن تبتعد عنها. سمعته يناديها من داخل مخزن صغير، وهو يحدثها: انظري هذه الأدوات كانت في فترة ما قد استوردت ولا تزال في المخازن، لأن الحكومة السابقة رفضت تحمل نفقات تدريب الفرقة الوطنية بحجة أن ميزانية الدولة لا تكفي لمثل هذه الترهات، البرلمان كان قد ناقش الأمر وانقسم النواب حول الموضوع، قسم رأى أن تخصيص موازنة لفرقة تقدم السحر أمر حرام ولا يتقبله الدين، لقد خلطوا بين السحر والخفة، قسم رأى أن الأمر لا غبار عليه ولكن هؤلاء تراجعوا في نهاية النقاش بعد أن حشروا في خانة الغير متفقهين في الدين، صدقيني جميعهم يدعون معرفة الإسلام بشكل جيد وبعضهم لا يجيد الوضوء. هذه الحقيبة الصغيرة ستفهمين غرضها لاحقاً، يجب أن يختبئ داخلها شخص وهنا من سيحمل الحقيبة ويرمي بها على المسرح ليخرج الشخص ويوجه لكمة إلى حامل الحقيبة ليبدأ عرض شيق مع الموسيقى.



Post: #11
Title: Re: لاعبة أكروبات سودانية ! -
Author: emadblake
Date: 02-08-2009, 11:18 PM
Parent: #10

سيد عمر لكن ما السبب الذي يجعل هذه الأدوات مرمية إلى الآن في المخزن؟.. سألته، فرد عليها بابتسامة صغيرة انتبه من خلالها إلى أنه ثرثر كثيراً: ببساطة يا "سوسو" لم تعد صالحة لقد تجاوزتها فنون الأكروبات الحديثة، تعلمين جيداً أن كل شيء في عالم اليوم يتطور بشكل خرافي ومن لا يواكب التغيير السريع سيجد نفسه في المؤخرة. "سوسو" من هي "سوسو"؟.. لم تسأل، وفهم أنها ارتبكت بعض الشيء ولأول مرة رغم ما تبدو عليه من شجاعة كبيرة. أجابها: سوسو هي صورة المرأة الحلم التي كنت أراها في منامي والتي هربت مني ذات يوم، كنت مقتنعاً أنني سألتقي بها.
الرجل جرئ بدرجة مبالغ فيها، ولم يكن أمام مريم سوى الخجل، فهي في نهاية المطاف فتاة ولم تأتيها الدورة الشهرية إلا قبل عام ونصف وفي سن مبكرة. وفكرت مع نفسها هل أخطأت بالمجيء إلى هذا المكان لتضع نفسها منذ البداية تحت رحمة هذا الثرثار الذي يتكلم في كل شيء. لم تفكر كثيراً فقد انتهت الجولة وعادا للمكتب، ويبدو أنه لا أحد بالمبنى غير موظف الاستقبال قابلته أولا وهذا المدير الذي لم يستيقظ بعد في ظل خلطه بين أحلام اليقظة وأحلام المنام، ولم تفكر كثيراً لأن الأزرق رفع سماعة التلفون وتحدث مع شخص ما على الطرف الثاني، أخبره بأنه يرغب في إضافة عضو جديد للمتدربين المسافرين إلى الصين، ومن خلال ما سمعته مريم فهمت أن هناك فريق من الشباب سيغادر غداً صباحاً إلى بكين للتدرب على مهارات الأكروبات بشكل علمي.