توماس فريدمان يتحدث عن "رياح التغيير" في الشرق الأوسط - إيران نموذجا.

توماس فريدمان يتحدث عن "رياح التغيير" في الشرق الأوسط - إيران نموذجا.


06-22-2009, 07:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=463&msg=1261384519&rn=0


Post: #1
Title: توماس فريدمان يتحدث عن "رياح التغيير" في الشرق الأوسط - إيران نموذجا.
Author: emadblake
Date: 06-22-2009, 07:30 AM



رياح التغيير

توماس فريدمان


6/16/2009
توماس فريدمان :

منذ عشرين عاما كتبت كتابا عن الشرق الأوسط، ومؤخرا كنت أفكر في تحديثه بمقدمة جديدة. كانت هذه المقدمة ستكون بسيطة جدا – فقط صفحة واحدة، بل في الحقيقة سطر واحد فقط: "لا شيء تغير."
لقد بقيت يومين أغطي الانتخابات في بيروت لأدرك بعدها أنني كنت مخطئا. كلا، هناك شيء يحدث اليوم في الشرق الأوسط جديد تماما. اجلس لتستمع، سيكون ذلك أمرا مثيرا جدا.
ما شهدناه في الانتخابات اللبنانية حيث فازت قوى الرابع عشر من أذار الموالية للغرب فوزا مفاجئا مدهشا على ائتلاف "حزب الله" الموالي لإيران، وما شهدناه في الثوران من أجل التغيير الذي أظهرته الحملة الانتخابية في إيران، وما شهدناه في الانتخابات المحلية في العراق حيث هُزم الحزب الكبير الموالي لإيران، كل ذلك هو نتاج أربعة عوامل تاريخية اجتمعت معا لتحطيم قيود هذه المنطقة المتحجرة.
العامل الأول : هو دخول التكنولوجيا وتقدم الإنترنت والمدونات ويوتيوب والرسائل النصية عبر الهاتف النقال خاصة بين الشباب – 70% من الإيرانيين تحت سن الثلاثين – تقدم للشرق أوسطيين أدوات رخيصة للتواصل أفقيا والتحرك سياسيا ونقد قادتهم نقدا حادا خارج نطاق سيطرة الدولة. كما أنها تمكنهم أيضا من مراقبة التلاعب بالانتخابات من خلال وضع مراقبين بكاميرات الهواتف النقالة.
لقد عرفت أن هناك شيئا تغير عندما جلست لتناول القهوة في شارع الحمراء ببيروت الأسبوع الماضي مع صديقي ومرشدي البالغ من العمر ثمانين عاما، كمال صليبي، أحد أعظم المؤرخين اللبنانيين، وأخبرني عن مجموعته في الفيسبوك. ومساء الانتخابات اللبنانية، ذهبت إلى بيت سعد الحريري قائد قوى الرابع عشر من أذار في بيروت لإجراء لقاء معه. وفي حجرة معيشة كبيرة كان لديه جهاز تليفزيون ضخم بمساحة الحائط يذيع نتائج الانتخابات. وبجانب جهاز التليفزيون الرئيسي كان هناك ست عشرة شاشة تليفزيونية أخرى صغيرة بها خرائط إلكترونية للبنان.
العامل الثاني هو أنه لكي تحدث سياسة فعلية فأنت بحاجة إلى مجال. هناك مليون شيء نكرهه في حروب بوش المدمرة والمكلفة. ولكن الحقيقة هي أنه بإسقاطه لنظام صدام حسين في العراق عام 2003 وتعبئة الأمم المتحدة لطرد سوريا خارج لبنان عام 2005، فقد فتح مجالا لسياسة ديمقراطية حقيقية لم تكن موجودة في العراق ولا لبنان على مدى عقود. "كانت لدى بوش فكرة بسيطة وهي أن العرب يمكن أن يصبحوا ديمقراطيين، وفي ذلك الوقت بصفة خاصة كانت الأفكار البسيطة هي المطلوبة، حتى وإن كان مخادعا،" كما قال ميشيل يونج، محرر الرأي في صحيفة بيروت ديلي ستار. "لقد عزز هذه الأفكار وجود الجيش الأمريكي في قلب الشرق الأوسط. فقد أوجد شعورا بأن التغيير ممكن، وأن الأشياء لا ينبغي أن تبقى دائما على ما هي عليه."
عندما كنت مراسلا في بيروت في السبعينيات والثمانينيات، قمت بتغطية انقلابات وحروب. ولم يحدث أبدا أن بقيت مستيقظا حتى وقت متأخر أنتظر نتائج الانتخابات. لقد كانت الانتخابات في العالم العربي عبارة عن فكاهة – بمعنى الكلمة. كانت هناك قصة اعتدنا سماعها عن الرئيس السوري حافظ الأسد. بعد انتهاء أحد الانتخابات في سوريا، دخل أحد مساعدي الرئيس عليه قائلا: " سيدي الرئيس، لقد فزتَ بنسبة 99.8% من الأصوات. يعني ذلك أن اثنين من عشرة بالمائة فقط هم الذين لم يصوتوا لك. فماذا تطلب؟ أجاب الأسد: أطلب أسماءهم!"
أما اللبنانيون، على النقيض، فقد ظلوا مستيقظين طوال الليل في انتظار نتائج انتخاباتهم – ولم يكن أحد يعلم ما هي النتائج. العامل الثالث : هو أن فريق بوش فتح فتحة في جدار الاستبدادية العربية ولكنه اتخذ خطوات سيئة للمتابعة. وفي ظل هذا الفراغ، كانت الأحزاب الأكثر تنظيما واستعدادا للاستيلاء على السلطة هي أحزاب الإسلاميين – حزب الله في لبنان والقوى الموالية للقاعدة بين السنة في العراق، والمجلس الإسلامي الأعلى الموالي لإيران في العراق، وجيش المهدي بين الشيعة العراقيين؛ وطالبان في باكستان وأفغانستان؛ وحماس في غزة.
ولحسن الحظ أن كل واحد من هذه المجموعات الإسلامية بالغ في التأكيد على سطوته بفرضه لأساليب الحياة الدينية أو عن طريق جر مجتمعاتهم إلى مواجهات لا يريدها الناس. وأدى ذلك إلى عزل وإرهاب العرب والمسلمين الأكثر علمانية، كما أشعل حركة استرجاعية مستنهِضة بين المعتدلين من لبنان إلى باكستان إلى إيران. وكتب روبرت ماكي، مراسل التايمز أنه في طهران "كانت الهتافات التي تقول "الموت لأمريكا" والتي ترددها الحشود المناصرة لأحمدي نجاد الأسبوع الماضي، يقابلها هتافات تقول "الموت لطالبان " في كابول وفي طهران كانت ترددها الحشود المناصرة لخصمه مير حسين موسوي."
وأخيرا، جاء بعد ذلك الرئيس باراك حسين أوباما. وقد وجدت الأنظمة العربية والإسلامية أنه من المفيد جدا ذهاب جورج بوش، فقد وصفهم فريقه بـ"الشياطين" ووصفوا فريقه بـ"الشيطان" . وقد اكتسبت الأنظمة الاستبدادية قوة وشرعية من وراء تلك المواجهة، كما أنها سهلت عليهم الطعن في مصداقية أي أحد يرتبط بأمريكا. أما قوة أوباما الناعمة فقد هدّأت كثيرا من ذلك. ونتيجة لذلك، لم يعد الارتباط بأمريكا مسبة أو إهانة.
لا أعرف لماذا ينتشر كل ذلك فالقوى المناهضة للتغيير في المنطقة قوية جدا وقاسية. ولكن للمرة الأولى منذ زمن طويل أصبح لقوى الديمقراطية والتعددية فسحة من الأمل.