الغناء زمن الخوف- شعر

_________________________

أستاذي الفاضل: فضيلي جمّاع

تعجبني جلّ قصائدك لأنها تحمل هماً مشتركاً، وتنبأ عن مثقف يحمل عبء نشر الوعي الجماهيري، قصائدك الثائرة تذكرني دائماً بمدرسة "الحب والثورة" التي بدأت مع سميح القاسم ودرويش. عنوان قصيدتك " الغِناءُ زمَنَ الخَوْف " ذكرني بالحب في أزمنة الكوليرا رغم التباين. ليس نقداً ولكن ملاحظات سريعة أتمنى أن يتسع صدرك لها؛ فإنّ جلّ قصائدك تحمل طابعاً إيقاعياً واحداً، حتى لأكاد أجزم أنه في وسعنا تجميعها وتقديم قصيدة جميلة واحدة طويلة. النفس الإيقاعي في جلّ قصائدك واحد تقريباً. ولا أدري إن كان ما أقوله صحيحاً أم مجرّد هذيان. كما أنّ ثمة مقطع في قصيدتك أعجبني وأدهشني؛ وهو ذلك الذي يقول "الحنجرة الخرساء تموت، وتولد حنجرة أخرى" أعتبر أنّ هذا المقطع تجسيد ديالكتيكي في غاية الروعة، فالحناجر الخرساء تولد كحالة إثبات، وهي تحمل في ذاتها حالة النفي وهي موتها فتكون الحنجرة الأخرى نفياً للحنجرة الخرساء وهذا معنى ديالكتيكي متقدّم لا أعتقد (عذراً) أنه متسق مع روح الرومانسية الثورية المتوفرة في النص، لاسيما في قولك:

فبسطْتُ لأطفالِ بلادي
رمْلَ القلبِ الناعِمِ..
شارةَ حُبْ !
يلْهُونََ عليهِ
وينتشِرون زهوراً
فوق الحقلْ!

وفي قولك:

تحْت براءةِ طفلْ!
وأكبرُ من أنيابِ الرُّعْبِ

يخيّل إليّ أن (الواو) في (وأكبر من أنياب الرعب) زائدة عن الحاجة الموسيقية، فهي تخلّ بها تماماً. وكان (في اعتقادي) أجدر أن تحذف نهائياً لتستقيم الموسيقى. وفي قولك:

ألوانَ الذُّلِّ..
تعكِّرُ صفْوتَنا

أجد أنّك قد ضيّقت على نفسك الخناق باختيار كلمة (صفوتنا) للتعبير بها عن (الصفو) وهو عكس الكدر في حين أنّ (صفوتنا) هنا تأتي بمعنى (نخبتنا elite) ولكن الضرورة الموسيقية أرغمت على هذا الاشتقاق المخل بالمعنى.

أعذرني على تطفلي فنصوصك غالباً ما تغريني بالقراءة.

الأخ الصديق هشام آدم..أطربتني بقراءتك المتوازنة الواعية. يعتقد الروائي الكبير أستاذناالطيب صالح أن نقدك الشيء يعني محبتك له. باعتقادي أن الطيب صالح ذكر هنا نصف الحقيقة..أما النصف الآخر فهو أن العمل الجيد يخضع للنقد لأنه يستفزنا فننهض لمعالجة ما نراه إيجابا أو سلبا، كان ذلك عن حب للنص أم لأنه فقط استثار حميتنا.
دعني أتعشم أن هذا النص قد حرك فيك ما جعلك تكتب هذا الكلام الجميل. كلامك هذا فوق العين والرأس وستخضع المقاطع التي تعرضت لها بملاحظاتك إلى الغربلة وإعادة النظر.

تعجبني كثيرا نصوص الشاعر القامة محمود درويش وأظن أنه - خصوصا في أعماله الأولى وحتى الثمانينات - جمع بذكاء بين النفث الرومانسي والحالة الثورية. تأثرت أيضا بترجمات لأشعار مماثلة وخاصة أشعار بابلو نيرودا وفيدريكو غارسيا لوركا. لكني أقول لنفسي دائما: ليتي ألحق غبار هؤلاء.

الله ..الله


لا فض فوك

يا امير شعراء بلادي

Quote: الله ..الله لا فض فوك ياامير شعراء بلادي

أمير حتة واحدة كدة يا دكتور عادل؟؟ شكرا ليك..لكن أهلي الغلابا في الهامش بعد كدة يتعاملوا معاي كيف؟ خليني معاهم بدون أمارة ودوشة علشان يكون البساط على طول أحمدي.
شكرا لك أيها الصديق.

up

Quote: قوافٍ تكسِرُ صمتَ اللّيْلِ وتفْضحُ مطَرَ الزَّيْفِ وسيل الكذب النازل من فكِّ المذياعِ.. من الصحف الصفراءِ وهرطقة التلفاز وباعة عرق الفلاحين ودمعات الأيتام! فصولك رَعْدٌ.. يكذِبُ عُشْبَ الأرض وأعمدةٌ بلهاءَ.. وفقرٌ ظلّ يلازِمُنا يا زمنَِ الرُّعبْ !

يا شاعرنا

واصـل الشدو بقلب الشاعر الجرئ ,

وآتنا بالقواف الكواسـر

فمن سواك يبشـر يزوال الصمت إلى الأبـد,

لك التحيـة فضيلي يا نبض القلوب


أحمد الشايقي

شكرا يا أستاذ فضيلي جماع على إمتاعنا دائما

أقرأ قصائدك ونصوصك لكن دائما ما يعجز حرفي عن التعليق

فنصوصك تجعلني أشعر بهيبة ورهبة مجيدة

تحياتي

إيمان

صوتك الذي هاتفني هذا المساء ..
أورقني ..
فحمدت الله عليك ..

Quote: يبسِطُ راحتَه فأقبِّلُها وأمدُّ له كفِّي فيقبِّلُها ونمِيطُ عنِ الأشياءِ لِثامَ الزيفْ

القبلات التي تتفتق - بفعل الأنسنة - مشيئات تتصافح ..
فينسدل الزيف و القيد ..
( جدلة عرسٍ في الأيادي ) .


هل قلت لك يا شيخي مساء اليوم أنني أحبك ؟

العزيز هشام ادم
لا اعتقد انه يلزمك اعتذار لنظرة نقدية لاي نص ابداعي و انت من اهل اللغة و علومها فالرجاء ان تعيننا و المبدع علي قراءة افضل و ادق لما يطرح و لا اشك في امتنان استاذنا فضيلي لاي جهد يخدم نصوصه.. فمثلا توقفت مثلك عند مفردة صفواتنا و كان رأي مطابقا لما تفضلت به.. لكني اري تفوق فضيلي في الموازنة الحاذقة بين موسيقي شعره الداخلية و بين المعني و الموضوع حيث انه لا يركن للضرورة الشعرية لحشر المفردات قسرا خدمة للمعني و لا يهمل الجرس او يقطع تسلسل السرد الشعهر برص كلمات رنانة.. قولك بالنسق الصوت الواحد في كل نصوص جماعي يخيل لي انه ناتج احتشاد موسيقي النص الداخلية لدرجت تتصور معها و كأنها من اصناف الشعر الكلاسيكي المقفي رقم بنيتها الحداثية التفعيلية اذا جاز التعبير.. و الشعر المنتمي عموما هو شعر موضوع و بهذا هو اقرب للواقعية منه للرومانسية فالثورة تنبع من حب و تدعو لحب و تمهد لواقع يحتمل الحب..

Quote: وحبيبي ينفُضُ عنه غُبارَ النوم! يحُثُّ خطاهُ تجاهي! يبسِطُ راحتَه فأقبِّلُها وأمدُّ له كفِّي فيقبِّلُها ونمِيطُ عنِ الأشياءِ لِثامَ الزيفْ نتعانقُ.. نذْرَعُ مزْهُوَّيْنِ.. شوارِعَ عصْرِ الخوفْ!

ليت حبيبي ينفض عنه الغبار الذي قلت وليتنا نميط ذلك اللثام لثام الزيف ليتنا بعد العناق نزرع تلك الشوارع وياله من زهو حين نزرعها .
عصر الخوف عصري حتى أرضي أرض الخوف تضائلت فيها أبحث عن حب .. حرية .. أمان

ترى كم أنسان كتبت في هذة القصيدة ؟
أراها تسير أبعد من مليون ميل وتطالنا في المنافي
أتراها تجمعنا يوماً ما الكلمات ؟