زاوية حوار وطني: بوكو حرام وإدمان الفشل عبد الله علي إبراهيم

زاوية حوار وطني: بوكو حرام وإدمان الفشل عبد الله علي إبراهيم


05-08-2014, 09:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=457&msg=1419307941&rn=0


Post: #1
Title: زاوية حوار وطني: بوكو حرام وإدمان الفشل عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 05-08-2014, 09:21 PM


إن ما ترتكبه بوكو حرام بحق طالبات نيجريا وبغيرهم منكر لا خلاف في ذلك. وكيل الإدانات له مستحق واستعادة الطالبات في ذمة الدولة النيجيرية. ولكن الإدانة واستحثاث هذه الدولة للجد في الموضوع قد لا يكون سوى تبرئة ذمة وزمالة في الإنسانية يسيرة التكلفة. فبوكو حرام حلقة من مسلسل حركات التطرف الريفي من مثل جيش الرب وربما غيرها التي تحتاج إلى فهم سياسي ثقافي يجاور سيل الإدانات.
ولذلك لم أسعد بكلمة العبيد أحمد مروح، الذي أثق في ذوقه على عهد بعيد، حين رد منكر بوكو حرام إلى جهات غير مرئية تسعى لتشويه الإسلام باختراق حركات الفكر الجهادي الإسلامي وحملها على عقائد وممارسات تطعن الإسلام وتشوههه. ثم استعجب مروح أن يكون بيننا في القرن الحادي والعشرين من يغيرون على المدارس ويسبون البنات ويعرضوهن للبيع في سوق نخاسة.
اعتراضي على كلمة مروح في أنه صادر حق الفكر بالأصالة من أهل بوكو حرام وجعلهم مخلب قط ومشوهين للإسلام بالوكالة. وهذه استهانة ب "راع الضان في الخلاء" نجردهم فيها من ملكة الفكر والاجتهاد في حياتهم وإن شطوا. ويسعدنا هذا التخليب لحفظه عقيدتنا المشتركة نقية من "ضلالات" بوكو حرام وما وسوس لهم به أعداء العقيدة. ولكننا، متى فعلنا ذلك، زادت "الفرقة"بيننا وبين فهم "ديناميكية" حركات مثل بوكو حرام من إفرازات (وآسف للفظة وأنا مضطر لها) صدأ الريف الأفريقي. وكان العنوان لمثل هذه الحركات حركة المياتسيني في ثمانين القرن الماضي في نيجريا. أشبعناها نقداً وإدانة ثم استنسخت نفسها في بوكو حرام كما نرى.
الاعتراض الآخر هو وصف المروح لشعب أرياف أفريقيا من مثل جماعة بوكو حرام ب"العيش" في القرن الواحد وعشرين". وهذه مجازفة. فهم في واقع الأمر يعيشون في ما قبل الحداثة. ومن رأي علماء أن حركاتهم المتطرفة هي عرض من أعراض نقص "الحداثة". وهو نقص بفعل فاعل من صفوة الحكم والسياسة من خريجي المدرسة الغربية الحديثة. فقط أنظر تصنيف كثير من المناطق في السودان ك"مناطق شدة" يخدم فيها الطبيب الأخصائي مثلاً بشروط مذلة للدولة. إن اختيار متطرفي نيجريا ل"بوكو حرام" اسماً لحركتهم هو تدوير خطير ولاذع وعنيف لعبارتنا "الصفوة وإدمان الفشل". لقد أصابوا بوضع يدهم على مكمن آذاهم ثقافياً كما فعلنا بدمغ الصفوة بالفشل وإدمانه. ولكنهم أخطأوا في سبل رد ظلامتهم وأوغلوا في الخطأ.
آمل ألا تغرينا إدانة بوكو حرام عن النفاذ إلى "ديناميكيتها" كعلل من علل صدأ الريف واحتجاب الحداثة عنه بفعل فاعل من خريجي المدراس المحرمة.

بوكو حرام وعلي بيتاي
مقتطف من كتابي "بخت الرضا: التعليم والاستعمار".
(الشيخ على بيتاي سيء الظن بالمدرسة وتعليمها. فقد رأى أحد متعلمي المدارس (قرأ المدرسة وأحب الكفار وعاداتهم) ضمن ثلاثة أموات يجري تعذيبهم "أجسادهم مقبلة إلى المغرب في علو ورؤسهم في محل واطي وجسمهم أسود ليس له حد في السواد ولهم أنين لا ينقطع ولقد ظهرت من جسدهم حبوب مثل الملح".
وحين اطلع النبي (ص) الشيخ على هذا المشهد حذره من هذا النفر. فأزواجهم أمهاتهم حين يتزوج الموقنون الحور العين. "ومن ضحك معهم فقد ضحك مع الشيطان". وليس لأحد أن يسلم عليهم إلا إذا بدأوا بالسلام أو إذا خيف غدرهم. ولا خطاب معهم قبيح أو طيب. وإذا طلبوا النصح فليدلوا على قبح أعمالهم وإذا طلبوا شيئاً من منافع الدنيا فليعطوه. ولا زواج منهم).