الشيوعيون: نِعمَ التربية، نعم التعليم بقلم عبد الله علي إبراهيم

الشيوعيون: نِعمَ التربية، نعم التعليم بقلم عبد الله علي إبراهيم


12-11-2014, 06:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=457&msg=1419306642&rn=0


Post: #1
Title: الشيوعيون: نِعمَ التربية، نعم التعليم بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 12-11-2014, 06:18 AM

قال الرئيس البشير إن الشيوعيين أفسدوا تربية مزارعي الجزيرة. وذكر في باب إفسادهم بالاسم المرحوم كامل محجوب الزعيم الشيوعي في الخمسينات وضابط اتحاد مزارعي الجزيرة. وكنت كتبت كلمة منذ زمن استعرضت فيها كتاب "تلك الأيام" للمرحوم كامل الذي أمحضه إعجاباً منذ عرفت إدارته لموكب مزارعي الجزيرة الذين جاؤوا إلى ميدان عبد المنعم بالخرطوم في 1955 ليضغطوا على الإنجليز للاعتراف باتحادهم. وعَلِق ذلك الموكب بذاكرتي منذ رأيت على صباي الباكر صورة له على صفحات جريدة الصراحة لمحررها عبد الله رجب. ثم أراني كامل لما زرته مرة صورة له يجوب وسط الموكب اللجب (50 ألف بتقدير اتحاد المزارعين و25 ألف بتقدير الإنجليز) على سيارة يحمل ميكرفوناً يذيع معلومة ما على الجمع الحاشد الذي مادة لفيلم توثيقيلم يأذن بعد. ثم تحول كامل إلى التعليم ثم الانفتاح على الريف على عهد الرئيس نميري. وأسعدني أن كتب إلي أحد طلابه من مدرسة الضعين الوسطى، وهو محمد إسماعيل سبيل فرح الداني، يشهد بفضل أستاذه كامل ونبله. فإليكم عرفان التلميذ للأستاذ الذي مضى تاركاً بصمة على خارطة الوطن. . . وزغب الوطن.

بسم الله الرحمن الرحيم
كامل محجوب .. وما أدراك ما كامل محجوب !!
الأستاذ/ عبدالله علي إبراهيم
تقبل مني السلام ..
اطلعت على حديثكم عن الأستاذ كامل محجوب ، واسمح لي أن أدعوه : أستاذ الأجيال . وأود في هذه المساحة أن أنقل لكم جزءا مما كتبته عنه في مذكراتي الخاصة حينما كنت طالبا في مدرسة الضعين الأميرية الوسطى. وحدث أن عاشت المدرسة في إضطراب متواصل لأمور ربما لا يدركها حتى الطلاب أنفسهم ؛ حتى عجمت وزارة التربية والتعليم سهامها ، واختارت أصلبها فرمتنا به فاستقر بيننا كما تستقر الياقوتة وسط العقد.
"ونحن في السنة الثالثة جاءنا الناظر المربي الكبيرالأستاذ كامل محجوب، وما أدراك ما كامل محجوب ! فاول يوم وصل فيه كان يلبس قميصا أبيض وبنطال ابيض وحذاء ابيض . وعمد في يوم وصوله، إلى أن يستقر في منزل الناظر المجاور للمدرسة ، الى زجاج النوافذ في البيت فطلاها باللون الأحمر! ثم جاء الى المدرسة ، ولم يلتق بهيئة التدريس بعد ذلك كما يفعل أي ناظر جديد ، بل أعلن أن مساء يوم الإثنين من كل اسبوع ، سيكون ندوة سياسية تناقش المسائل ذات الطابع القومي . فاستغربنا لهذا المسلك أو الرأي من الناظر الجديد ، وانتظرنا الإثنين بفارغ الصبر . فلما جاء الموعد امر المعلمون الطلاب باعداد مكان الندوة وسط باحة المدرسة ، وتولى تقديم الندوة وادارتها أحد الأساتذة من خريجي دار العلوم الأزهرية : وجلس الطلاب والضيوف كمستمعين ومشاركين . أما الموضوع نفسه فقد خصص لمشكلة الجنوب ، وقد استعرت الحرب في أواخر العام 1963 واستمرت حتى قيام ثورة اكتوبر 1964م . استمرت الندوة تناقش مشكلة الجنوب على مدى ثلاثة اجتماعات ، شارك فيها الدكتور أحمد حكيمباشي مستشفى الضعين ، وممثل السكة الحديد . وعقب وعلق عليها الأستاذ كامل محجوب ...."
هذا الفعل والأسلوب الجديد تماما علينا ونحن في تلك السن وفي ذلك المكان من السودان ، قلب موازيننا الفكرية واسلوبنا في التعامل مع إدارة المدرسة رأسا على عقب ، فانصرفنا للدراسة ، ولم نعد نثير المشاكل سواء بسبب أو بلا سبب . بل ان الأستاذ كامل محجوب كان كريما معي شخصيا حين ضبطني متلبسا بتوزيع منشورات تتعلق بما عرف فيما بعد بالنزاع بين المعاليا والرزيقات . فلم يعنفني ، ولم يعاقبني ، ولم يفصلني من المدرسة ، بل طلب مني أن انصرف الى الدراسة والاستعداد لامتحان الشهادة المتوسطة ، لأن الانشغال بالمنشورات لم يحن وقته ! بارك الله في الأستاذ كامل محجوب وأمد في أيامه ونسأ له في رزقه .
محمد إسماعيل سبيل فرح الداني
الخرطوم