تأمُلات يا بختنا بالمركز الرابع كمال الهِدي

تأمُلات يا بختنا بالمركز الرابع كمال الهِدي


12-04-2013, 06:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=449&msg=1419544062&rn=0


Post: #1
Title: تأمُلات يا بختنا بالمركز الرابع كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 12-04-2013, 06:43 AM

تأمُلات

يا بختنا بالمركز الرابع

كمال الهِدي

[email protected]

· أخيراً صار لنا ترتيباً بين بلدان العالم.

· ويا له من ترتيب.

· الرابع وليس المائة أو الثمانين أو حتى العاشر.

· المهم هو أن اسم بلدنا عزيز البلدان الذي ذل كثيراً أضحى مذكوراً ولم يعد منسياً!

· السودان يحتل المرتبة الرابعة بين البلدان العشرة الأكثر فساداً في العالم حسب مؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية للعام الحالي!

· يا للهول!

· من كان يصدق أن نتبوأ هذه المكانة ال########ة وتصبح سيرة بلدنا السيئة على كل لسان!

· لكن ماذا كنا نتوقع غير ذلك في زمن ناس ربيع عبد العاطي الأغبر هذا!

· السودان بخيراته الوفيرة وأراضيه الخصبة ونيله الذي يشق البلاد من أقصاها لأقصاها وكوادره البشرية التي أسهمت في النهضة التي شهدتها العديد من بلدان العالم يصبح رابعاً في الفساد!

· ورغماً عن ذلك ما زال هناك من يتشدق بمعسول العبارات والكلام الماجايب همه.

· لم يزل هناك من يحدثنا عن إعلاء كلمة الله والاحتكام لشرعه.

· ما زال وزير ماليتنا يسرح ويمرح ويقول كلاماً يرفضه عقل الطفل الغض.

· لكن العتب ليس عليه أو علي زملائه في الفساد والإفساد.

· بل اللوم كل اللوم على من يتيحون لأمثاله كل يوم منبراً ليمارسوا عادتهم القبيحة في الضحك على عقول السودانيين.

· بالأمس لم تجد صحافية عملاً صادقاً أميناً تقدمه لقراء صحيفتها فلملمت أوراقها وذهبت لهذا الوزير الفاشل تحاوره.

· وكيف لا تفعل ذلك وقد أتيحت لها فرصة مرافقة الوزير إلى بكين خلال رئاسته لوفد اللجنة الوزارية الصينية السودانية.

· أكثر ما استفزني في الحوار تلك المقدمة الطويلة التي ساقتها الصحافية والتي حاولت من خلالها أن توهمنا بأنها تحاور شخصية تستحق أن يطلق عليها وصف " جدلية".

· المقدمة التي جاءت في غير محلها لم تبدو لي أكثر من محاولة لتجميل صورة وزير لم يترك مجالاً لعمليات التجميل ووضع المساحيق على صورته القبيحة.

· ذكر وزير ماليتنا المتعجرف أن راتبه 467 جنيهاً لا غير.

· بهذا الراتب البسيط جداً استطاع على محمود أن يتزوج ثلاثاً وربما الرابعة في الطريق.

· براتب يقل عن نصف المليون تمكن وزير مالية الدولة الرابعة في الفساد من تدبير شئون منازله الثلاثة وبناء العديد من العمارات وتأسيس الصيدليات والعيش في رغد رغم الغلاء الذي اعترف به خلال الحوار المهزلة.

· صحيح أن السيد الوزير ذكر في الحوار أنه يرأس مجالس إدارة عدد من المؤسسات التي تمنحه مبالغ نظير ذلك.

· لكنه لم يبين لنا أسباب رئاسته لمجالس تلك المؤسسات، رغم فشله الذريع في إدارة خزانة الدولة.

· أليس لأنه صاحب نفوذ وحظوة!

· فما الداعي إذاً للحديث عن البساطة والتبسط والعيش وسط الناس ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن حياة السودانيين.

· وما جدوى هذه المعرفة طالما أنكم تصرون على مضاعفة معاناة هؤلاء الناس كل يوم، بل كل ساعة!

· قال الوزير افتراءً أن الإعلام المقروء يظلمه بتحوير كلامه، ناسياً أن الكل سمعوه يتحدث عبر قنواتنا الفضائية أكثر من مرة منذ أيام تلك البرامج المبتذلة عن الوحدة الجاذبة وانتهاءً بذلك اليوم الأسود الذي قسموا فيه البلد إلى شطرين.

· فماذا كنت تقول في تلك القنوات يا علي محمود سوى " أنا ما عندي حاجة في الجنوب ولذلك الانفصال لن يهز اقتصادي"، " ليس لدي في الجنوب مصانع تعمل أو مزارع تنتج أو.. أو.. " ولدي العديد من الترتيبات لتعويض الفجوة الضئيلة في عائدات النفط إن انفصل الجنوب"

· ألا تعتبر هذه اللغة عجرفة وتكبراً وتجبراً، وإن لم تكن كذلك فما تكون إذاً؟!

· في ذلك الوقت كنت تكثر من استخدام الضمير " أنا" وكأن المليون ميل مربع وقتها صارت ملكاً لك.

· والآن بعد أن ساءت الأمور حقيقة وتأكد لك خطل الفكرة أضحيت تقول أنك جزء من منظومة وأنك تعمل وفقاً لموجهات مجلس وزراء ومؤسسات الدولة الأخرى ولا تتصرف وحيداً؟!

· طالما أن أمثالك يتولون أهم وزارة في البلد، ويجدون من يحاورونهم ويحاولون تجميل صورتهم فمن الطبيعي جداً أن يتبوأ بلدنا هذه المكانة بين البلدان الأكثر فساداً في العالم.

· وأرجو ألا تخرجوا علينا وأبواقكم بما يقدح في مؤشر منظمة الشفافية الدولية، لأن ذلك لن ينفعكم في شيء، فكل البلدان التي تضمنتها القائمة لا يختلف اثنان حول فسادها.