من اجل الكرامة بقلم نعماء المهدي

من اجل الكرامة بقلم نعماء المهدي


12-02-2014, 08:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=448&msg=1419472798&rn=0


Post: #1
Title: من اجل الكرامة بقلم نعماء المهدي
Author: نعماء فيصل المهدي
Date: 12-02-2014, 08:17 PM

في ندوة المجتمع الأفريقي الملكي السنوية، الواسعة الحضور فى رحاب مبني الجمعية الملكية للطب،فى مدينة لندن، قالت كبيرة المستشارين الاقتصاديين في مؤسسة المجتمع المفتوح العالمية، الدكتورة أوبياجيلي إيزيكويسيلي، بأن الكارثة التى تواجه شعوب افريقيا اليوم، تكمن فى عزوف تلك الشعوب من المطالبة بحقها فى الحكم الراشد، الذى يمهد لتوفير عوامل الحياة الكريمة من رعاية وحماية ودعم وتدريب وتقدير ومساندة ومساعدة في اغتنام الفرص الماثلة امامهم للاستفادة القصوى من موارد دولهم الوفيرة والغنية.
فى ذات السياق وجهت الدكتورة أوبياجيلي إيزيكويسيلي، للحضور ولشعوب افريقيا قاطبة رسالة، مفادها بأننا ما لم نهض للمطالبة بحقوقنا فى الحكم الراشد والنظم الاقتصادية التى تعمل على توفير فرص العمل والاستثمار والرعاية بالتساوي علي قدم المواطنة وليس على قدم المحاباة والمحسوبية، فاننا سنظل فى الحضيض، تتلاعب بنا متغيرات الزمان والمكان، بينما ينعم الحكام باموال وموارد وثروات الشعوب، غير أبهين بمصيرهم، بل وفى حالة اهل السودان، يمتنون علينا ببعض شوارع الموت وكبارى سيئة الصنع تم انشائها بقروض اخُذت باسم شعب وحكومة السودان. اي باسم الشعب فى المقام الاول.
ان ما قالتة الدكتورة إيزيكويسيلي، هو السعي للمطالبة بادني المعايير لحياة البشر في القرن الواحد وعشرين وهو الكرامة كأدنى حد. واردفت بأن افريقيا وشعوبها ما زالوا فى انتظار نبى الله الخضر وفى انتظار المخلص، الذى سيأتي لخلاصها ولكنه لم ولن يأتي فالمخلص او المخلصين هم الشعوب القابعين فى حالات وخانات الانتظار.
اضافت الدكتورة إيزيكويسيلي، بان النمو الاقتصادي والذي يتفاخر به رؤساء الشعوب الافريقية اليوم، لا يعنى شيئاً اذا لم تسبقة مطالبة شعبية بتحسين اوضاع حُكم الدول الافريقية، وبان معدلات النمو التي يتمشدق بها وزراء الحكومات الافريقية لا تساوي شيئاً ان لم يساهم هذا النمو الاقتصادي في رفع مستوي معيشة الشعوب الافريقية.
ان التمشدق بالنمو الاقتصادي علي حساب قهر وتجويع وتفقير وتجهيل المواطن يمهد فقط لخلق فجوة لا مساواة مجتمعية ولتعاسة المجتمع قاطبة وليس لتعاسة الفقراء منه فقط، وذلك لان الغنى يتجه لكنز المال وحراستة حتي يستعبده المال والخوف من زواله فتبقي حياتة لا معني لها ولان الفقير يظل مقهور لا يستطيع رغم محاولاتة الدؤوبة في تحسين اوضاعة واوضاع اسرتة.
ان مسئولية المطالبة بالحكم الراشد ودولة القانون تقع على عاتق الجميع، الغنى قبل الفقير ليحافظ على مالة والفقير قبل الغني ليتحرر من الفقر، ولسعادة المجتمع كافة فلا يوجد عامل للتعاسة اكبر من انعدام المساواة وسط البشر.
قدم حراك مجموعات من الشعب السودانى، انتصارات غير متوقعة فلقد اسقط النظام عقوبة ومواد ادانة سعادة النقيب ابوزيد الذي تم حوكم بالسجن لتقديمة ملفات فساد، تدين وزارة الداخلية. فى سياقً مختلف تسبب حراك وضغط مجموعات من الشعب في ادانة المحكمة لقاتل الشهيدة عوضية عجبنا بعد مرور ما يُقرب العامين من مقتلها بدمً بارد، امام منزل ذويها فى ضاحية الديم، فى الخرطوم. كما تسبب حراك مجموعات مختلفة ومنظمات مختلفة من الشعب السوداني في ايقاف محاكمات النظام الجائرة ضد النشطاء السياسين والطلاب فى كلً من بورتسودان وكسلا والقضارف وكوستي وبابنوسة والخرطوم والابيض وسنار وغيرهم من مدن السودان العامرة.
لقد كان وما زال السبب الاساسي وراء هذه الانتصارات هى المطالبة بالحقوق والسعي الحثيث وراء المطالب من خلال المذكرات والاعلام والحراك الشعبي المنظم فى المقام الاول.
ان انتصار اعتصام المناصير في مارس ٢٠١٢، وان كان لم يؤتي ثمرة حتي الان يؤكد بان لا يضيع حق وراءه مطالب.
و محاربة النظام الحثيثة للعمل الجماهيرى المنظم بتجريم القائمين عليه ومطاردتهم ووصفهم بالمخربين، والمجرمين وبتوجيه اسلحتها وشرطتها وانظمتها الجاسوسية ضدهم تؤكد تخوفهم من نهضة الأمة السودانية للمطالبة بحقها والاستمرار فى المطالبة بحقها فى الكرامة.
ان الثورات السودانية المتتالية، والتي اسقطت انظمة دكتاتورية عاتية، اخفقت في تلك، وهى تكوين مؤسسات مجتمع مدني تستمر فى المطالبة بالكرامة وتستمر فى ملاحقة الحكومة والحكام لتضمن بانهم يقومون بادوارهم فى خدمة الشعب وليس في التسيد عليه كما كان حال حكومات السودان السابقة.
ان ما حدث فى السودان بعد ثورتي اكتوبر وابريل المجيدتين كان بان الثوار سلموا الحكم لحكومات ديمقراطية ووضعوا ثقتهم فيها ولكن مؤسسات الحُكم بطبعها لا تعمل بصورة جيدة -من دون من يرشدها ويوجهها ويواجهها باخطائها وبمن يطالب ويحث ويسعى نحو التصحيح وهذا العنصر هو الشعب فى المقام الاول والاخير.
ان رعيل خريجي المدارس الثانوية الأساسية ابان استقلال دولة السودان من الحكم البريطاني المصري، خريجي وادي سيدنا الثانوية وحنتوب الثانوية وخور طقت الثانوية ورعيل دوائر الخريجين لم يعطى نفسه حق الوصاية علي ألاغلبية الأمية في الشعب السودانى وحسب بل ان دوائر الخريجيين اعطت نفسها حق صوتين اثنين فى الانتخابات العامة، عوضاً عن حقها في صوتً واحداً للمواطن الواحد.
ان الحكومات ان لم تجد من يلاحقها ويحاسبها تفسد وتتعفن. ولذلك فمن الضروري وجود منطقة عازلة ما بين الحكومة والشعب وهى القانون الذي يساوي بين الناس، كل الناس وتبعاتة من قضاة وغيرة والخدمة المدنية.
ان افضل انواع الخدمة المدنية هى خدمة الرعاية المدنية وان اسوء نموذج لها هو خدمة تحصيل الجبايات التي تمارسها دولة السودان دون وجه حق. ومع ذلك يمتن القائمين عليها، للشعب السودانى بما لا يقدموه لهم.
ان دور المواطن فى المقام الاول يقع في المطالبة بحقوقه. فطالما نحن نطالب بدولة وحكومة تعمل من اجلنا ففي ذات السياق نطالب ايضاً بمواطن يشارك فى حكم بلاده ويطالب - بل يلاحق المسئولين من اجل حقوقه.