نقلا عن الميدان/ملخص لمقابلة تلفزيونية مع مؤلف كتاب “Confessions of An Economic Hitman”

نقلا عن الميدان/ملخص لمقابلة تلفزيونية مع مؤلف كتاب “Confessions of An Economic Hitman”


08-26-2005, 03:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=44&msg=1251864971&rn=0


Post: #1
Title: نقلا عن الميدان/ملخص لمقابلة تلفزيونية مع مؤلف كتاب “Confessions of An Economic Hitman”
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 08-26-2005, 03:24 AM

ملخص لمقابلة تلفزيونية مع مؤلف كتاب “Confessions of An Economic Hitman

Quote: فيما يلي ننشر ترجمة لملخص لمقابلة تلفزيونية أجريت مع العميل السابق السيد جون بركنز في محطة (Democracy Now) الأمريكية أواخر عام 2004، حول كتابه اعترافات قاتل اقتصادي مأجور. ونشكر الأصدقاء والزملاء الذين أمدونا بالمعلومات والكتاب والترجمة.

هيئة تحرير الميدان

إمي قودمان :- ينضم الينا الآن فى استديو فيرهاوس السيد جون بركنز. أهلاً بك في محطة "الديمقراطية الآن".

جون بركنز :- شكراً، وإنه لأمر عظيم أن أكون معكم.

إمي :- حسناً ، أرجو أن تشرح لنا ما يعنيه مصطلح "القاتل الاقتصادي المأجور أو المحترف" "economic hit man" والذى تدعوه أنت e.h.m.

جون :- إن بناء امبراطورية امريكية. هو ما تم تربيتنا عليه فى الاساس وهو وظيفتنا. أن نخلق وضعاً يسمح بتدفق اكبر قدر ممكن من الموارد إلى هذه الدولة : مؤسساتنا وحكومتنا، وفى الحقيقة فقد حققنا نجاحاً كبيراً، لقد قمنا ببناء الامبراطورية الاعظم فى تاريخ العالم، وذلك ما كنا نقوم به خلال الخمسين عاماً الاخيرة منذ الحرب العالمية الثانية و بتدخل عسكرى ضئيل. لا نلجأ للتدخل العسكرى إلا كملاذ اخير، وفى مناسبات نادرة كما هو الحال فى العراق. هذه الامبراطورية، وعلى النقيض من غيرها عبر تاريخ العالم تم بناؤها فى الاساس بالمناورة الاقتصادية، عبر الغش والاحتيال وعبر اغراء الناس واجتذابهم إلى طريقة العيش الامريكية بواسطة "القتلة الاقتصاديين المأجورين"، ولقد كنت ضالعاً فى ذلك تماما.

إمي :- كيف اصبحت عضواً ؟ ولحساب من كنت تعمل ؟

جون :- حسناً، لقد تم تجنيدي، إبتداءً، عندما كنت فى كلية للأعمال فى أواخر الستينات، بواسطة وكالة الأمن القومى، منظمتنا الاكبر و الاكثر غموضاً للتجسس، ولكننى عملت فى النهاية مع مؤسسة خاصة. إن أول "قاتل اقتصادي مأجور" يعود إلى بدايات الخمسينات وهو كيرمت روزفلت حفيد الرئيس تيد، والذى أطاح بحكومة مصدق المنتخبة ديمقراطياً ونصب شاه ايران، ولقد قام بذلك دون حمامات دم، كان هناك القليل من العنف ولكن لم يكن ثمة تدخل عسكري، وانما فقط تم انفاق ملايين الدولارات لاحلال شاه إيران محل مصدق الذي اختارته مجلة (تايم) الشهيرة رجلاً للعام (في تلك الفترة). عندها أدركنا أن فكرة "قاتل اقتصادي مأجور" عظيمة جدا، فليس ثمة قلق يساورنا بشأن تهديد الحرب مع روسيا إذا قمنا بالأمور على ذلك النحو. كانت المشكلة أن روزفلت عميل لوكالة الاستخبارات المركزية وهو بهذه الصفة مستخدم حكومي، وبالتالى سنقع فى مأزق فى حالة القبض عليه وسيكون الامر غاية فى الإحراج، ولذا صدر قرار حينها يقضي بأن تقوم وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الامن القومي والمنظمات المماثلة بتجنيد "قتلة اقتصاديين مأجورين" محتملين من امثالي، ثم يقومون بإرسالهم للعمل فى شركات خدمات استشارية خاصة وفى شركات هندسية وشركات إنشاءات ليتحاشوا أي ربط بينهم وبين الحكومة فى حالة القبض عليهم.

إمي :- حسناً، هل تفصل لنا حول الشركة التى عملت فيها؟

جون :- حسناً، كنت اعمل لدى شركة اسمها شاس. ت. ماين ومقرها بوسطن بولاية ماساتشوسيتس. كنا حوالي 20,000 موظفاً وكنت أنا كبير الاقتصاديين وخمسون شخصاً يعملون تحت رئاستي، ولكن وظيفتى الحقيقية كانت عقد الصفقات، أي منح القروض لدول أخرى. ولقد كانت قروضاَ كبيرة، اكبر من قدرة الدول المقترضة على سدادها. يتمثل أحد شروط هذه القروض الكبيرة، مثلاً بليون دولار للاكوادور أو اندونيسيا، في أن تقوم الدولة المقترضة بإعادة 90% من قيمة ذلك القرض لشركة أو شركات امريكية، لبناء البنية التحتية – هاليبرتون أو بكتل – هذه كانت شركات كبيرة. تقوم هذه الشركات بعد ذلك ببناء شبكة كهرباء أو موانئ أو طرق تخدم بصورة أساسية عدداً قليلاً يمثل العائلات الاكثر ثراءً في هذه الدول ويتحمل الفقراء الضغط الناتج عن الدين الهائل والذي تعجز حكومتهم عن سداده. إن دولةً مثل الإكوادور اليوم مدينة بنصف ميزانيتها القومية لسداد ديونها. وبهذه الطريقة فإننا نبقيهم فوق برميل بارود. عندما نحتاج إلى النفط نذهب إلى الاكوادور ونقول "ليس فى مقدوركم سداد الديون" إذاً قوموا بمنح شركاتنا النفطية امتياز غابات الامازون المطرية الغنية بالنفط. ونحن الآن نقوم بتدمير غابات الامازون المطرية وإجبار الاكوادور على منحها إيانا فى مقابل الدين المتراكم، وهكذا وبتقديم هذا القرض الضخم والذى يعود أغلبه لصالحنا، تظل الدولة المقترضة تحت عبء الدين وفوائده وتصبح فى الأساس خادمة لنا وعبدة. انها امبراطورية وليس هناك طريق آخر، انها امبراطورية كبيرة وناجحة.

إمي :- نحن نتحدث إلى جون بركنز، مؤلف كتاب " إعترافات قاتل اقتصادي مأجور"، انك

تقول انك قد تأخرت لوقت طويل في اصدار هذا الكتاب بسبب الرشوة واسباب أخرى، ماذا تقصد؟ ومن الذى حاول رشوتك؟ وما هى الرشوات التى قبلتها؟

جون :- حسناً لقد قبلت نصف مليون دولار فى التسعينات مقابل أن امتنع عن كتابة هذا الكتاب

إمي :- من من ؟

جون :- شركة كبيرة للإنشاءات الهندسية.

إمي :- أيّ واحدة؟

جون:- من ناحية قانونية لم تكن رشوة ، لقد دفعت لى كمستشار وذلك جائز قانوناً . ولكنني جوهرياً لم أقم بأي عمل، لقد كان مفهوماً تماماً ، كما أشرح فى الكتاب ، اننى عندما قبلت كمستشار لهم لم يكن يتوجب عليّ القيام بعمل كبير وانما عليّ أن لا اكتب أي كتاب حول الموضوع وكانوا على علم بأنني كنت أعكف على كتابة هذا الكتاب والذى سميته حينذاك "صحوة قاتل اقتصادي محترف" ، وعلي ّ أن اخبرك ، إمي ، انها قصة استثنائية وتشبه قصص جيمس بوند.

إمي :- هذا بالضبط ما يسعى الكتاب ليقوله.

جون :- اجل ، وحينما جندتنى وكالة الامن القومى ، تم إخضاعي ليوم كامل لاختبارات كشف الكذب ، واكتشفوا كل نقاط ضعفي وقاموا باغرائي ، لقد استخدموا أكثر المخدرات قوة فى ثقافتنا: الجنس والسلطة والمال ، ليتمكنوا من السيطرة علي . إنني أنحدر من أسرة عريقة في نيوانجلاند ونشأت فى مناخ من القيم الأخلاقية القوية . أعتقد فى النهاية أنني شخص جيد ، وأن قصتي تكشف ، فى الحقيقة ، كيف أن هذه النظم والمخدرات القوية المتمثلة فى الجنس والسلطة والمال تنجح فى إغراء الناس ، لأننى قد استسلمت ، حقيقة ، للإغواء . وإذا لم أعش هذه التجربة كقاتل اقتصادي محترف ، فأعتقد أننى ما كنت سأصدق أن هناك من يفعل هذه الأشياء ولذا كتبت هذا الكتاب لأننا نحتاج لأن نفهم . وإذا فهم شعبنا ما هى سياستنا الخارجية ، وماهى أهدافنا من العون الذى نقدمه ، وكيف تعمل مؤسساتنا وأين تذهب أموال الضرائب فلا شك أنه سيطالب بالتغيير .

إمي :- تتحدث فى كتابك عن ما قمت به من محاولة لتنفيذ مشروع سري يرمي إلى إعادة ضخ ملايين الدولارات من عائدات البترول السعودي في الاقتصاد الأمريكي ، وإلى توطيد العلاقة الحميمة بين آل سعود والإدارات الأمريكية المتعاقبة . هل من توضيح ؟

جون :- اجل ، لقد كان زماناً رائعاً أتذكره جيداً ، على الراجح أنك كنت يافعةً حينها ولا تتذكرين ، ولكنني أتذكر جيداً كيف أن الأوبك مارست فى بدايات السبعينات ما لديها من سلطة وقامت بخفض إمدادات النفط ، مما أدى إلى اكتظاظ العربات فى محطات الوقود فى الولايات المتحدة فخشينا من مواجهة "الكساد" الذى واجهناه فى 1929 الأمر الذى لم يكن مقبولاً . لذا قامت وزارة الخزانة باستعارتى وقليل من "القتلة الاقتصاديين المأجورين" وذهبنا إلى المملكة العربية السعودية . إننا ........

إمي :- هل كانوا حقاً يطلقون عليكم قتلة اقتصاديين مأجورين؟

جون:- كان ذلك مصطلحاً متعجرفاً نطلقه على انفسنا ، رسمياً كنت كبير اقتصاديين . ذهبنا إلى المملكة العربية السعودية فى بدايات السبعينات وكنا نعلم أنها الدولة الأساسية التى يمكننا الاعنماد عليها ، والأساسية للسيطرة على الأوضاع . توصلنا إلى صفقة وافق بموجبها آل سعود على إرسال الجزء الأكبر من "البترودولار" لاستثمارها فى الولايات المتحدة ، وستقوم وزارة الحزانة باستخدام الفوائد الناتجة عن الاستثمارات السعودية فى الاستعانة بشركات أمريكية للقيام ببناء مدن جديدة فى السعودية وتشييد بنية تحتية وهو ما قامت به . كما وافق آل سعود على الابقاء على سعر النفط فى حدود مقبولة لدينا ، وقد قاموا بذلك كل هذه السنوات ، ومن جانبنا وافقنا على الاحتفاظ بالسلطة لآل سعود طالما هم أوفوا بالتزامهم بموجب الصفقة ، وقد قمنا بذلك. حاولنا تطبيق ذات السياسة مع العراق إلا أن صدام حسين قد رفض . وحينما يفشل "القتلة الاقتصاديين المأجورين" يأتي دور رجال الاستخبارات المركزية ويحاولون القيام بانقلاب أو ثورة أو القيام باغتيالات حينما لايجدي ذلك .

فى حالة العراق لم يك من الممكن الوصول إلى صدام الذى كان عنده حراس شخصيون وأشباه . وعند ذلك ليس ثمة سوى خط الدفاع الثالث ، فعندما يفشل "القتلة الاقتصاديين المأجورين" ، ويفشل ذئاب الاستخبارات ، فإن خط دفاعنا التالي هو الشباب من رجالنا ونسائنا الذين يرسلون ليقاتلوا ويقتلوا وهو ما فعلناه بوضوح فى العراق .

إمي :- هل يمكن أن توضح كيف مات توريجوز ؟

جون :- عمرتوريجوز رئيس بنما . وقع عمر على معاهدة القنال مع (الرئيس) كارتر، والتى صادق عليها الكونغرس بأغلبية صوت واحد فقد كان موضوعها مسار جدل ساخن . ثم مضى عمر قدماً مع اليابان فى مفاوضات لبناء قنال على البحر ، وقد رغب اليابانيون فى تمويل وبناء ذلك القنال فى بنما . ولقد أزعج ذلك مؤسسة بكتل والتى كان يرأسها جورج شولتز ويعمل كاسبر واينبيرغر فى وظيفة كبير مستشاريها . وحينما تمت هزيمة كارتر ، وتلك قصة مثيرة عن كيفية حدوث ذلك ، بعد خسارته للانتخابات وصعود (الرئيس) ريجان إلى سدة الحكم وحلول جورج شولتز وزيراً للخارجية وواينبيرغر للدفاع ، كان الثلاثه شديدي الغضب على عمر وحاولوا إقناعه بالعودة إلى المفاوضات ووقف محادثاته مع اليابانيين . ولكنه أعلن رفضه القاطع ، لقد كان رجلاً شديد المبدئية رغم ما لديه من مشاكل ، كما كان مدهشاً ، لقد توفي فى حادث تحطم طائرة عن طريق قنبلة مزروعة فى جهاز تسجيل ، لم يساورني شك فى أن الاستخبارات المركزية كانت وراء الأمر وهى الخلاصة التى وصل إليها العديد من المحققين من أمريكا اللاتينية . بالطبع نحن لم نسمع عن ذلك فى بلدنا .

إمي :- إذاً ، متى حدث هذا التحول بالنسبة اليك ؟

جون :- لقد كنت طوال الوقت أحس بالذنب ولكن كان قد تم إغرائي .

لقد كان تأثير الجنس ، المال و السلطة قوياً علي . وبالطبع كنت مدفوعاً إلى القيام بما قمت به ، لقد كنت كبير اقتصاديين وقمت بما يحبه أناس من أمثال ماكنمارا .

إمي :- ماذا عن عملك عن قرب مع البنك الدولي ؟

جون :- لقد عملت عن قرب شديد مع البنك . لقد كان البنك الدولي يوفر القدر الأكبر من الأموال التى يستخدمها "القتلة الاقتصاديين المأجورين" وكذلك صندوق النقد الدولي ، ولكن بعد ضربة الحادى عشر من سبتمبر أصبت بهزة وتغيرت . وقررت أن القصة لا بد أن تنشر لأن ما حدث فى 11/9 ليس سوى نتيجة لما يقوم به "القتلة الاقتصاديين المحترفين" . وأن الطريقة الوحيدة التى نستعيد بها أمننا وسلامنا الذاتي هى استخدام هذه النظم التى بنيناها لإحداث تغيير إيجابي في العالم وإننى أؤمن بأنه يمكننا القيام بذلك . إنني أؤمن بأن البنك الدولي وغيره من المؤسسات يمكن تغيير سياستها لتقوم بالأدوار التى خلقت من أجلها، وهي المساعدة فى بناء المناطق المدمرة فى العالم ومساعدة ، بصدق ، مساعدة الفقراء . هناك حوالى 24 ألف شخص يموتون من الجوع كل يوم فى أنحاء العالم . إننا نستطيع تغيير ذلك .

إمي :- أشكرك كثيراً لانضمامك الينا . عنوان كتاب جون بركنز هو :- "إعترافات قاتل اقتصادي مأجور".

رابط لمشاهدة فديو المقابلة التلفزيونية

http://www.midan.net/