سينما برمبل اول سينما في ام درمان قد أسسها السودانى من اصول قبطية قديس عبد السيد

08:26 PM Nov, 25 2015

سودانيز اون لاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

سينما برمبل وا خواتها)


ان اول سينما في ام درمان قد أسسها المواطن السودانى من اصول قبطية ( قديس عبد السيد) فى عام 1946 وقد اطلق عليها اسم سينما (برامبل) عرفانا منه لمفتش امدرمان البريطاني في ذلك الوقت الذى منحه التصديق بانشاء دور للسينما وذلك بميدان البوسته الحالي المكان الذي كان مسرحا مفتوحا تحضر اليه الفرق الموسيقية لتقديم عروض علي الهواء الطلق ولم يكن يدرى ان هذه التسمية سوف سوف تنعكس عليه بنتائج سلبية اذ الشعب السوداني بحسه الوطني لم يستحسن هذه التسميه وفضل ان يطلق عليها سينما قديس على اسم صاحبها ولكن الاسم الرسمى ظل كما هو سينما برمبل حتی لحظه اختفائها ﻻسباب غامضة. وعليه و انطلاقا من دوافع وطنيه بحته فقد اسس اعضاء مؤتمر الخريجين الشركه الوطنيه للسينما لتكون قدوه لراس المال الوطني الضعيف في ذلك الوقت لكى ينمو بصوره افضل وفعلا قد تمكنوا من تحقيق هذا الهدف اذ كان نجاح الشركه الوطنية للسينما سبابا في انضمام العديد من الشركات المساهمه مثل شركات ابو العلا ويونس احمد وعبد المنعم محمد ومحمد احمد البرير والشيخ مصطفی اﻻمين وغيرهم وشكلت تلك الشركات نجاحا في السوق السوداني و الرد علی قديس عبد السيد وعمانويل ليكوس بانشاء سينما تحمل اسم الوطنيه وتقوم بعرض اﻻفلام العربيه واﻻنجليزيه فقد كانت سينما قديس فى بداياتها تعرض اﻻفلام اﻻنجليزيه فقط مثلها مثل سينما كوليزيوم و سينما النيل اﻻزرق في الخرطوم وللاخيره عذرها فقد اقيمت للجنود البريطانيين والموظفين اﻻنجليز في معسكرات الجيش البريطاني وقد نجحت السينما الوطنيه في تحقيق هذا الهدف وسرعان ما انشأت سينمات الوطنية ام درمان و الخرطوم بحري والخرطوم جنوب والخرطوم غرب ولحقتها سينمات اخرى فى العاصمة المثلثة مثل النيلين وبانت والعرضه والحلفايه ثم انتشرت في مدن اﻻقاليم المختلفه مثل ود مدني وبور سودان وعطبره ودنقلا واﻻبيض والفاشر ..الخ
كان هناك وكلاء لشركات عالمية يستوردون ويوزعون الأفلام كشركة ليكوس وشركة السينما السودانية وشركة أفلام السودان وهي شركة انشأها السيد محجوب محمد أحمد وآخرون وقد استأجروا سينما النيل الازرق من الجيش . كانت شركة ليكوس لاستيراد وتوزيع الأفلام تتبعها سينما كلوزيوم وسينما ام درمان وسينما حلفايا وسينما النيلين وهي شراكة بين ليكوس وجابر ابوالعز. فى عام 1966 تم تشييد دور عرض خاصة مثل سينما الثورة بام درمان لأصحابها السنوسي حسين النعيم وعوض أبوزيد وبشير الشيخ والفريق توفيق خليل وآخرين.وتم تشييد سينما الوحدة بكوبر بواسطة جعفر قريش وآخرين وسينما الصافية التي شيدها عبدالقادر حاج الصافي. ثم اشترى السنوسي حسين النعيم وآخرون من الخواجة ليكوس سينما حلفايا وسينما النيلين وسينما بورتسودان ، وبذا اصبحت كل دور العرض يملكها سودانيون . سينما العرضه بام درمان كان يملكها جورج عبدالمسيح وآخرون ثم اشتراها منه الياس شبو في التسعينيات والآن اشترتها احدى شركات الزراعة لتحويلها الى مخازن للمحاصيل. اما سينما الجيش ببانت فصاحبها كان شخصية معروفة وهو السيد فكتور عيسى من الاقباط السودانيين فقد كان يملك ايضاً مقهي اتنيه المعروف بالخرطوم وهو ايضاً من احد وكلاء نادي سباق الخيل. قبل ان تظهر سينما قصر الصداقة و سينما قصر الشباب و الاطفال كانت جميع السينمات مكشوفة و مقسمة فى الغالب الى ثلاثة مساحات او درجات تفصل بينهم حواجز ولكل درجة شباك لبيع التذاكر و مداخل و مخارج خاصة بها -الدرجة الاولى (اللوج ) ويشمل بلكونة للعوائل و تحتل مكانا مرتفعا امام غرفة العرض تليها الدرجة الثانية (لوج النص) اقل ارتفاعا ثم الدرجة الثالثة – (العمومى اوالشعب) على المستوى الارضى للساحة وامام شاشة العرض مباشرة – لكل درجة فئة اجتماعية معينة من الرواد وفئة تذاكر دخول تتناسب معها اجتماعيا و ماديا . احيانا يكون الاقبال عاليا و وتتكاثر اعداد الجمهور و تستطيل صفوف الدخول وتخيم عليها الفوضى وتواجد رجل الشرطة ضرورى لتفادى تلك الفوضى وتنظيم عملية الدخول خصوصا للدرجة الثالثة (الشعب) مستعينا باليقظة و الشدة و الكرباج منهم على ما أذكر الامباشى (عبدالله بون) فى برمبل وفى الوطنية الامباشى (سيد احمد) الشايقى الصارم الظريف الذى لا يجد حرجا احيانا فى غض الطرف عن بعض المتسللين الى صف الدخول من احبائه و معارفه وكثيرا ما يقوم بعض العتاولة المشهورين فى (الشعب ) بمساعدة الشرطى فى حفظ النظام ومن اشهرهم (منقزة) و (محمد عثمان) و(طلب) و (عتبة) ايضا فى برمبل و الوطنية . فى مثل تلك الحالات تنفد كمية التذاكر و تغلق شبابيك البيع و تنشط عملية بيع التذاكر فى السوق السوداء امام بوبات الدخول بواسطة بعض المشهورين من شاكلة سيد صربندى الاطرش و يوسف الحلبى مرددا بصوت عال ( خمسة صاغ----خمسة صاغ) ثمنا لبيع التذكرة التى اشتراها بصورة او باخرى بنصف ذلك السعر . يعرض الفيلم عادة مرتين فى الليلة. يبدا الدور الاول فى الساعة السابعة وينتهى فى الساعة التاسعة ثم يبدا الدور الثانى فى الساعة العاشرة و ينتهى الساعة الثانية عشر. قبل بداية العرض يستمتع الجمهور بسماع الاغانى المصرية و الهندية و غيرها ثم تتوقف و تطفأ الانوار ايذانا ببداية عرض الفقرة الاولى(المناظر) وهى عبارة عن شريط اخبارى و شريط اعلانات تجارية و آخر يعلن عن الافلام التى ستعرض خلال الاسبوع القادم او قريبا . تنتهى هذه الفقرة و تطفأ الانوار و تبدأ الاستراحة لمدة عشرة دقائق ثم تتوقف الاغانى ويعم الظلام . الفنى (عثمان على حسن ) يبعث الشعاع من غرفة العرض عابرا سماء الساحة وساقطا على الشاشة العملاقة ليعكس لنا بداية احداث الفيلم الذى قد ترقبناه اياما طوالا . جو الالواج يسوده الهدوء الا من همسات هنا و هناك يتخللها صوت قرعات مفتاح الزجاجات على الصندوق الملئ بقوارير مشروب البيبسى البارد اعلانا مهذبا بدون كلام من البائع المتجول للعطاشى والراغبين فى الانتعاش. اما الدرجة العمومية ( الشعب ) فلها جو متفرد اصوات عالية وو نسات مسموعة و مشاكسات خصوصا من اصحاب الصف الاول و ما ادراك ما اصحاب الصف الاول وهم شخصيات معروفة يرتادون السينما يوميا ليس لمشاهدة الفيلم ولكن لهم فيها مآرب اخرى –غمزات ونكات و ضحكات مجلجلة و (مكيفات ) سائلة وجافة.....حمراء و خضراء ...و (حاجات تانية حاميانى ). قبل انشاء المسرح القومى احيانا كانت تقام حفلات غنائية ساهرة داخل السينما على مسطبة الشاشة يحيها بعض الفنانين الكبار.يتم الغاء عرض الدور الثانى و تبدأ الحفلة من الساعة العاشرة الى ما بعد منتصف الليل وتحدد اسعار الدخول حسب الدرجات: بلكونة لوج- لوج – لوج نص – عمومى (شعب ). الاعلان عن الافلام يتم داخل السينما خلال عرض الفقرة الاولى (المناظر) كما ذكرت الى جانب الاعلان فى الصحف اليومية بالاضافة الى الاعلان المتحرك وهو عبارة عن لوحة مربعة عليها ملصق الفيلم توضع على عربة كارو تجوب الشوارع و الاسواق يقف عليها شخص ينادى بصوت جهور من خلال بوق حديدى معلنا عن اسم الفيلم وابطاله وجمل قصيرة من وحى ابداعه تصف موضوع الفيلم .احيانا ينسى المعلن اسم الفيلم كما حدث ذات مرة مع يوسف الحلبى عندما اعلن بالبوق : ( الليلة ولاول مرة فى السودان على شاشة سينما برمبل حتشوفو فيلم....حتشوفو فيلم......"لا حول ولا قوة الا بالله " )---عمنا يوسف تحوقل عندما نسى اسم الفيلم ولكنها كانت حوقلة بصوت عال و الناس افتكروا ان اسم الفيلم ( لا حول ولا قوة الا بالله) . المعلن عمنا (فرع القرض) مرة غلط فى نطق اسم بطل الفيلم و صاح ( والفيلم بطولة " ارفس برجلى" قاصدا المغنى الامريكى " الفيس بريسلى"— بعدها اصبحنا نميل طربا و نرفس برجولنا عند سماعنا لاغانى ملك الروك آند رول " الفيس بريسلى"
هذا مجرد تجوال مقتضب فى ماضى السينما فى السودان و استدعاء مختصرلذكرياتى عن سينما برمبل و الوطنية ام درمان. اتمنى ان اتمكن فى مرة قادمة القيام بتجوال حول الافلام التى كنا نشاهدها فى تلك الازمان واتناول بعض منها بشئ من التفصيل.
الزين حجاز

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

السينما السودانية على مقاعد الانتظار
ماذا أصاب السينما السودانية .. ؟!
السينما السودانية تبحث عن طريقة للنهوض........بقلم بكري ابوبكر.............
السينما السودانية وفيلم سمسم كعكة بقلم بدرالدين حسن علي
السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم
المخرج السودانى فى السينما المصرية سعيد حامد

ممتع