مازالت الحكومة تلدغ من نفس الجحر بقلم عمر الشريف

مازالت الحكومة تلدغ من نفس الجحر بقلم عمر الشريف


11-20-2014, 02:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=423&msg=1419466365&rn=0


Post: #1
Title: مازالت الحكومة تلدغ من نفس الجحر بقلم عمر الشريف
Author: عمر الشريف
Date: 11-20-2014, 02:21 PM

السودان الذى فقد مكانته العالمية والاقتصادية والزراعية والسياسية والتعليمية والصحية والاعلامية والأمنية قد شارف على فقد خريطته الجغرافية وهويته السودانية لتصبح دويلات قبلية . الكل مشغول فى لقمة العيش ومن توفرت له انشغل فى المنصب ومن توفر له انشغل فى جمع المال ومن توفر له انشغل فى الظلم ومن توفر له انشغل فى الوصول للحكم . البعض منهم باع دينه ووطنيته وأهله لمنظمات دولية وحكومات غربية لينفذ لها أجندتها مقابل الاقامة فى فنادق تلك الدول وتوفير عيشة السعداء فى الدنيا كما يراها ويتمناها لكنها عيشة الأشقياء فى الدنيا والأخرة إلا ما رحم ربى .


الحكومة التى احتكرت العملة وحرمت التعامل بها رجعت لتحررها ثم تمنعها ثم تحررها لكنها لم تقيم النتائج لان الوضع كل يوم يزداد سوءا لكنها مازالت فى نفس القصة التى تخبرنا بأن دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت ولم تنتهى وهذا يتكرر فى الزراعة والاستيراد والتصدير وغيرها . بالأمس ذهبت وفود الحكومة وما يسمى بحركات التمرد للمنطقتين لتفاوض بأديس أبابا وهى لم تكن الاولى وقد سبقتها مفاوضات كثيرة وكلها فشلت رغم ضياع الانفس والوقت والمال فى تلك الاجتماعات وغالبا تسبقها ضربات استباقية لبعض المدن الآمنه ليعزز أحد الاطراف موقفه التفاوضى ولكن هذه المرة تتدعمها الدول الخارجية التى لا تريد للسودان أى استقرار أو تقدم سوى نجحت أو فشلت تلك المفاوضات .


أعيب على الحكومة موافقتها وجلوسها مرة أخرى لتلك المحادثات وهى تعلم علم اليقين بأن التمرد فى المنطقتين محدود فى مناطق معينه وساعده على ذلك طبيعة المنطقة الجغرافية وإلا الجيش السودانى قادر على تحرر تلك المناطق وطرد المتمردين ، كذلك غالبية سكان تلك المنطقتين ضد التمرد وضد التهميش ويبحثون عن الأمن والاستقرار وهى مناطق تشتهر بالزراعة والرعى التى توفر للموطن حياة الاستقرار . وتعلم الحكومة أن من يتفاوض لا يمثل سكان تلك المنطقتين ولم يعيشوا فيها وهم أعداء الوطن وأصحاب مصالح شخصية . لماذا تعطيهم الحكومة كل هذه الاهمية ؟؟ لماذا لم طلب الحكومة من سكان تلك المناطق المقيمين اصحاب الوطنية لمؤتمر جامع لحل كل مشاكلهم وتنمية مناطقهم وتسليح بعضهم لدحر التمرد الذى قتل وشرد وإغتصب الكثير منهم .


المحادثات والمؤتمرات الخارجية دائما نتائجها عكسية ليس فى مصلحة الوطن ولا المواطن ولا المفاوض والمتفاوض وهى نتيجة معروفة سلفا للجميع وخير شاهد لها مفاوضات ابوجا ونيفاشا واسمرة وطرابلس وباريس وكانت نتائجها انفصال الجنوب وكثرة حركات التمرد وتمزيق وحدة البلد وتعويض بعضهم على حساب الآخرين وتشريد الموطنين وهجر الزراعة وعدم الاستقرار وفقد الآمن وتمرد من انضم بعد أن اخذ نصيبة المادى والوظيفى فى الحكومة تمرد مرة أخرى وتفشت العنصرية والقبلية وغيرها من اسباب الفشل حتى وصلت لمنابر التعليم التى اصبحت سياسية أكثر من تعليمية .


لماذا الحكومة لم تفاوض اهل الشمال والوسط والشرق ؟ هل لانهم لم يحملوا السلاح ؟ أم هم افضل حالا من اهل المنطقتين والغرب ؟ إننا نعلم أن السودان من أفضل الدول الافريقية والعربية بل بعض العالمية من ناحية الاراضى الزراعية والثروة الحيوانية والمعادن ويساعده مناخه المتعدد ومساحته الكبيرة قبل الانفصال لكنه لم يجد من يديره بحكمة ووطنية وإخلاص وإلا اصبح من الدول المتقدمة بخيراته وسواعد أبناءه وقد اشتهر الكثيرون منهم عالميا فى عدة مجالات ومنظمات وشركات ومازال يضيف كل يوم لهذا النجاح لكنهم فشلوا داخليا بسبب السياسة وحب السلطة والقبلية .


نتمنى أن نرى الجولة القادمة داخليا وبمشاركة كل اطياف المجتمع وسكان تلك المناطق وتهميش من ينتمى للغرب ولم يعلم شىء عن اهل تلك المناطق ولا طبيعتها حتى لا نعطى أى فرصة أخرى لتدخل الغرب فى داخلنا وبيننا . وليعلم كل المواطنين بأن الحكومة والاحزاب شىء وأن الوطن شىء آخر وهناك فرق بين القضايا الوطنية والقضايا الحزبية والشخصية . رفع الله شأن وطنى ووفق أهله ووحد صفهم ونصرهم على أعدائهم .