التدين عند أهلنا النوبيين زمان .. وقريتي نموذجاً

التدين عند النوبة فطري .. وقد جبل انسان على التمسك بمكارم الاخلاق وهي لب الديانات .. وكل العبادات التي يقوم بها الانسان هي للوصول الى مرتبة الخلاق العالية والسلوك القويم . . وكان اظهار التدين بإطلاق اللحية او حمل السبحة خارج المسجد نوع من السلوك المستهجن .. والاكثر استهجاناً كان اطلاق اللحية حيث كانوا يعتبرونه نوع من عدم الاعتناء بالمظهر العام بدليل انهم كانوا لا يذهبون الى صلاة الجمعة إلا بعد تنظيف الوجه من اللحية .. وكنا نشاهد ونحن في مقتبل العمر أن المساجد المنتشرة داخل القرى ( في كل ساقية مسجد صغير.. او المسيد ) .. لم يكن الناس يصلون الاوقات في المسجد ولم يكن هناك اذان للاوقات الخمسة .. فقط كنا نسمع الاذان مرة في الاسبوع لصلاة الجمعة في المسجد الكبير بالقرب من دائرة الادريسي في منتصف جزيرة ارتقاشا وفي الرمضان لاعلان الفطور وصلاة الفجر .. حتى اننا عندما نريد ان نتخبيء لأي سبب كنا نتجه الى المسجد ونعتبره منطقة معزولة .. أما باقي ايام السنة فكان المسجد يستخدم لاغراض الاستراحه والنوم اثناء النهار لأن بيوت الجزر احياناً تكون ضيقة لعامل الورثة والتكدس في ارض ساقية واحدة ولا امتدادات طبيعية مثل الشرق والغرب .. فكان الرجال غالباً ما يتركون المنزل للحريم ويتمددون داخل المساجد خاصة وان التصميم الهندسي للمسجد يساعد على التهوية والراحة .. كنت اذكر ان خالي احمدون واخوه النور كانوا يقضون معظم وقتهم ( القيلولة) في سقيفة المسجد وهي عبارة عن مظلة ) كري) طويلة معروشة بجريد النخل وبداخلها بعض ازيار المياه ..كان خالي رحمه الله يأتي ( بالعشميق ) وطشت الماء لابقاء العشميق داخله .. ويقوم بفتل الحبال للبهائم ثم يغفو قليلاً ويذهب بعد ذلك الى ) عصر تتي tati ( وهو فترة العمل المسائي في الساقية .. أما النور فكان دوماً يقض مضجع اخيه الخال احمدون بإيقاعات مضربه الخشبي لتليين ( الحلفا او همبرتيه كما في الدنقلاوية ) لأن النور كان عقله تجاري بحت يمليء وقت فراغه بالانتاج وها هو يقوم بصناعة الحبال من ( من الحلفا أو الهمبرتيه ) لغرض زيادة الدخل .. كان حال المسجد في ذلك الزمان بهذه الصورة النمطية ورغم طيبة وشهامة واصالة هؤلاء إلا ان الوعي الديني لم يكن بالصورة التي نشاهدها اليوم .. ولم نكن نشاهد احداً يصلي في المسجد خلال الايام العادية إلا بعض اخواننا البائعين القادمين من بعيد وكان يسمى ( كلودي ) بالدنقلاوية أو ( كارس ) بالمحسية .. وهؤلاء القوم كانوا يتجولون في القرى على امتداد والمسجد كان يمثل لهم بمثابة استراحة أو نزل للقيلولة او المبيت والمعروف انهم كانوا من اكثر الناس حرصاً على الصلاة وحتى هؤلاء كانوا من الندرة في مناطق معزولة مثل جزيرتنا ( ارتقاشا ) .. وبالنسبة لوضع المسجد كان أي تحرك غير هذا الروتين المتبع يومياً يبعث على الشك وخاصة لدى امهاتنا .. فإذا وجد ان احداً ينظف المسجد ويعتني به فمعناه ان هناك تلغراف او خبر ( وفاة ) ونحن اهل اغتراب منذ زمن سحيق ويدور الهمس وسط النساء في القرية وتستعد كل واحدة بإطعام اولادها وتجهيز ( التوب على حبل الغسيل ) والاستعداد للانطلاق مع اول نداء من الــ ( كوبدر ) .. ليس هذا السرد ترفاً ولكنه يمثل عمق تجذر الفضائل في المجتمع دون وجود دعاة حيث كانت الفضيلة سمة وغريزة لدى انسان المنطقة ولا تحتاج الى دعوة او تذكير .. فقط كان هناك بعض القصور والتفريط في اقامة العبادات الجسدية كالصلاة في اوقاتها .. والاذان كان فقط حصرياً لصلاة الجمعة

تسلم يارائع ...

قبل خمس سنوات كنت بالمحس .وفى وقت الصلاة اسمع الاذان اوضح واكثر من مرات ..

فالمساجد انتشرت وبتصاميم جميلة ولم تُحرم من الطاقة الكهربائية برغم العوز والحاجة ...

الحمد لله والشكر لله ..

ان ابدل اهلنا بالخير وعوضهم عن الامية والجهالة الاولى عندما كان يوصف من لا يشرب النبيذ بعدم الرجولة ...!!!


واااصل يا صديقى فكلنا مستمتع وفرحٌ بامثالك ...



تقبل مرورى وتقديرى يا اصيل .

عبداللطيف اننقا ..
نعم حدث الان تغيير كبير جداً ..
صحيح زمان من لم يحضر البوقانة ما كان محسوب مع الرجال ..
ولكن القيم كانت اعمق ربما لأن الناس هناك تعاقبت عليهم كل الديانات تقريباً ..
وأنا صغير كنت ألاحظ مثلاً ان ( شرب الخمر ) كان مرتبط بدرجة تحمل هذا الشخص لمفعول الخمر ..
يعني السكران بدون مشاكل او اعتداءات ( ما في مشكلة ) وغير ذلك مدان ومعيب ويدخل ضمن العيب والحرام ..

وأظن المجتمع كان محكوم بقانون العيب ..

مسكاقجلو اوو نوبه ويا فيجلو
مرة ياوهبه متلمين الاهل في عرس وبالين الدكاي واحد نري وقاتل ومدفون ورغوتو فايره وواحد مسيييخ
فقام جا مولانا لقا الجماعه قاعدين فطلب بتاع المولانات قوم يالشقي كبا ليو من المررررررو وحامض شديد
جقم ليو جقمه كده ورجع ورا وقال اللللللللللللاح اوني قا فسيلتون ومطّق لسانو ههههههههههه
ابداع يااخوي متابعنك بشغف

وو حامد أننقا .. مسكاقمي ..
ضحكتنا كثير يا حامد ..
حامد انت زول عميق جداً ..
نعم كان هناك مشروبات خاصة بالمشايخ زي ( هسوة مشروب كثيف الرغوة غني بالبروتينات لأنه القمح يدخل في صناعته ، وبعدين الهرجل الشربوت ، والدكاي قبل ان يخمر )
صدقي يا حامد وردي الله يرحمه عندما ( كلكيه ) عن البوقانا ( صوارده شو ) مجسد كل هذه القيم ..
حامد .. ويرنقتا .. ( ما تمشي بعيد ) بجبليك حكاوي ثانية عن اهلنا ..

شكراً ..ووو حامد اننقا .. واصل معنا ..

ازيكم يا حبايبنا،، و متابعين معاكم

تحياتي اخي علي وللمشاركين

متابعة

حبيبنا مرتضى ..
شكراً للمتابعة ونتنمى ان نكون عند حسن ظنك .. يا جميل ..

حبيبنا امير .. وليك تحياتنا ..
نريد ان نطرج بعض الممارسات عن أهلنا زمان ...
بالمناسبة الحاجات تساعد في قراءة تكوين الشخصية ..
وحسب معرفتي البسيطة انه علم الجينات تطور جداً .. وحتى في السيرة مرضية حمانا الله لا بد ان يذكر المرء بعض صفات اهله
وانا معك وقريب اخي امير

الرائع الاستاذ / علي عبد الوهاب ... رغم أن الناس في الماضي كنوا يجهلون كثيرا من أمور الدين والسنن مثل عمارة المساجد والسنن الراتبه قبل وبعد الصلوات و صلاة الجمعة اذكر في اوائل الثمانينات الميلادية كنت في زيارة للبلد وبعد الفراغ من صلاة الجمعة في ثواني كان المسجد فارغا من المصلين كل قد انصرف لاشغاله وهكذا كانوا في بقية الصلوات وما ذلك الا لانشغال الفقهاء او الفقراء بالقران الكريم وحفظه واهمال تعليم الناس السنن وان كانوا قد زرعوا في النفوس محبة الله ورسوله ومخافة الله واتقاءه وتلك التي اوجدت في نفوس الناس فضائل الاعمال بكل ما تحوى من معاني جميلة سادت تلك الحقبة من الزمن الجميل ... اذكر أن الناس كانوا يرفضون كثيرا من تعاليم الدين التي يجهلونها واذا ناقشناهم فيها قالوا لنا اذهبوا يا عيال انتم امس تلعبون الكورة وتمرحون واليوم تتكلمون عن الدين نحن عاصرنا الفكي فلان وعلان والحقيقة ما يذكرونهم رجال فضلاء من حفظة كتاب الله ومعلميه مشهود لهم بالصلاح والزهد والعفاف وكل الفضائل ولم يذكروا لنا ما تقولونه وما اتيتم به هو الدين الجديد ونحن نرفضه وكنا نقف عاجزين لمثل هذا الفهم ... استاذي احسب ان هؤلاء عاشوا سعداء قانعين بما كتبه الله لهم شاكرين وحامدين لذا بارك الله لهم في ارزاقهم وابدانهم لم يطعموا الحرام والمشبوه حرصوا على اللقمة الحلال لم يعرفوا القلق والاكتئاب والامراض العقلية والعصبية عاشوا على التكافل والبساطة وكانت حياتهم سعيدة

استاذي فايز .. يا زول ده كلام في غابة الروعة .. وعمق في الطرح ..
نعم زمان كان الناس يعملون العقل فقط في كثير من الامور .. وكما لاحظنا ان الطرق الصوفية لم تتوطن في مناطقنا كما لم تكن هناك قداسات مطلقة للبشر .. إلا القليل من المشايخ في بعض القرى ومازلت قبابهم موجودة الى اليوم ولكن مهجورة تماماً وكان اتباعهم لهؤلاء بعد انا مارسوا معهم التجارب العملية ومراقبة سلوكهم عن قرب .. وربما عدم تمدد المهدية الى عمق النوبة .. وكذلك دولة الفونج التي حلت مكان بعض الممالك النوبية .. وناي المنطقة وعمق الانسان بالمعرفة الطبيعية للبشر كان سبباً
وحتى من درسوا من اهلنا في الازهر منذ زمان بعيد لم يؤثروا كثيرا على مجتمعاتنا ..
وكما قبل ان النوبة ورثوا مكارم الاخلاق من الديانات السماوية جميعها والتي تعاقبت عليهم
فمن ناحية المكارم كانت محفوظة ومصانة والى يومنا هذا ولا ترى سرقة او قتل او تجاوز للاخلاق .. الخ
وكنت ألاحظ زمان ان صوم رمضان كان من الرجولة اكثر من كونه عبادة .. لأن فاطر رمضان كان يطلق عليه ( رمضان كل ) وتكون وصمة لكل العائلة ..

أخي فايز .. سوف آتيك بسرد عن احد أعمامنا .. ما تمشي بعيد

آسف للاخطاء الاملائية .. سلامة النظر ..

شيخ علي وضيوفه
كيف حالكم فعلا الامر تبدل الآن وبدأت الصحوة وانتشرت المساجد
لكن المتتبع للأرث النوبي يجد ان الديانات التي مرت علي المنطقة منذ الازل ظلت سارية جنب الي جنب في معتقدات الناس
ولكن لله الحمد والمنة كثير من الامور الشركية تلاشت مثل التبرك بالقبور وزيارتها والطواف حولها فضلا عن انتشار الوعي الديني
نكتة :
مرة في اخوين من بلدنا توضو لصلاة المغرب وغادروا المنزل الي المسجد
في الطريق جلس أحد الاخوان للتبول
أخوه قال ليه بالرطانة ...
أر أن وضو مرسكون ..
يعني : قطعت وضوك
التفت اليه الآخر مستنكرا قائلا :
هي بوم إكد نسي تي وضو مرين ؟
الترجمة : بول الموية يقطع الوضوء يا عوير ؟؟؟؟

الاديب جمال عبدالناصر ..
لقد اثبت ما كنت اذكره دائماً أن اهلنا يعملون على استخدام العقل مباشرة في الحدث وخاصة اذا كان من الطبقة الغير متعلمة ..
فلديهم خاصية وخط معرفي غريب يلجأون الى وزن الامور واعمال العقل ثم القرار بعد ذلك .. ربما يأتي منافياً لخط الشرع
ولكن هذا دائماً قراراهم الاولي .. ثم يمكنهم الاقتناع بالحجج الاخرى ..
تحياتي يا سيد المسيد ..

وهذا الحوار نموذج لتفكير الانسان العادي في ذلك الزمان

قدم جدنا سعيد ( رحمه الله ) مصر مع زاد من العلم والمعرفة اكتسبه من خلال وجوده هناك وأذكر ان جدنا هذا كان فيه الصلاح وطيلة حياته لم اراه متهتكاً او متجاوزاً اي من الخطوط الاخلاقية في زمن كانت الفوضى متاحة للجميع ولكن بقدر وايضاً بممارسة اخلاقية وسلوكي رجالي حتى في حالة اللاوعي بفعل ما كان هو متاح في ذلك الزمان .. وبمجرد قدومه حاول كثيراً مع الخال النور واحمدون وكان يستهجن ان يحول هؤلاء المسجد الى متنفس اقتصادي ( لفتل الحبال ) وترويحي للنوم في راكوبة المسجد ذات الهواء الطلق .. وجدنا سعيد بجلابيته المخططه او ماكان يسمى ( الغزلي ) وكانت جلابية مصرية معروفة في مناطقنا .. يطل عليهم في منتصف النهار وقت القيلولة .. وهؤلاء القوم يريدون فترة استراحة قصيرة استعداداً للوقت المسائي من العمل وجدنا سعيد ليس له عمل او زراعة ولكن له من الورثة ما يكفيه .. والغريب ان اهلنا كانوا يعتبرون من يسافر الى مصر ويجلس لفترات طويلة كأنه لا يفهم ما يجري في القرية وكأن اي خروج عن النظام المتبع في القرية يجعل صاحبه غير منسجم معهم فكانت عبارة ( مسري درويش ) .. أذكر كما اليوم كيف دار النقاش بين احمد والنور وجدنا سعيد .. يرفع سعيد صوته .. وبسؤال مباشر يقول لهم .. لماذا لا تصلون .. الصلاة فرض .. ولا يجوز النوم داخل المسجد بدون اداء الصلاة .. انتظرت اجابة اخوالي فإنبرى خالي النور يبرر لهذه الحالة بطريقة غريبة جداً .. فاجاب ( شوف يا عمي سعيد .. نحن اناس جبلنا على الشقاء والعمل المستمر طوال اليوم .. وربنا يعلم اننا متعبون .. والصلاة لهؤلاء الجماعة المرتاحين من امثالكم وامثال عمنا علي ) ضحك سعيد واصبح يشرح لهم ماهية الصلاة .. فقط بقي لي أن افكر في اجابة ( اخوالي ) فعمنا علي محمد خير رجل مقتدر وسمد ساقية وابنائه يرسلون له المصاريف من مصر كما ان له ورث مقدر ونخيل والابقار .. فكانت فلسفة ( خالي ) أنه لا ينكر الصلاة بل يعتبرها ممارسة لمثل هؤلاء الارستقراطيين والبعيدين عن الشقاء .. فقط للمرتاحين .. فبالطبع اذا نظرت لتبرير الرجل من ناحية تجد انه استنتج هذا الموقف من محض فكره واسنتاجه الخاص وكان وجود جدنا سعيد احدث تغيير في مجتمع القرية ونهض بالجانب الروحي .. بدأ يضيق الخناق على الخال احمدون والنور .. وجمعهم يوماً لصلاة العصر ووقف اماماً لهم .. وكان هؤلاء القوم مرتبطون بوقت معين لاطعام البهائم وسقايتها وهم يعلمون ذلك تماماً من خلال امتداد الظل وهو المصدر الوحيد للتوقيت ومعرفة الزمن .. وعندما اطال جدنا السجود رفع النور رأسه وقال لاخيه احمد ( قول لي عمنا سعيد .. نحن عندنا بهائم لازم نغير مكانهم من الظل للشمس .. وكمان قول ليه نحن ناس طعامنا بليلة لا نستطيع ان نفضل في هذا الوضع طويلاً وإلا سوف نحدث شيئاً ينقض الوضوء ) والمعروف ان آكلي البقوليات معدتهم نشطة ولا يستطيعون الاحتفاظ بالوضوء طويلاً .. رفع احمدون رأسه من السجود وجدي ما يزال ساجداً واجابه بالموافقة وانه قادم عندما ينتهي من الصلاة .. وبعد ان دار هذا الحوار وفارق النور المسجد واصل احمدون الصلاة حتى اتمها مع جدنا سعيد .. وكالعادة فقد نقل الخبر الى السيد الادريسي الذي اخذ على جدنا سعيد ووصاه بتخفيف الصلاة على هؤلاء ..

الأخ على عبد الوهاب

تحياتي ,,,

أنت إبن الجزيرة أرتقاشا وانا ابن جزيرة نلوتى وما ذكرته هي ذات التفاصيل التي بقريتي وسعيد جداً بإعادتك لتلك الذكريات الجميلة

لعلك تقصد بالمسجد ... المسيد وهو جزء منفصل من المسجد مخصص للتجمعات والاستراحة دهـ ساتر خفيف عشان ما يجي واحد يطلع أهلنا بينوموا فى الاماكن المقدسة )))))))))))))))))))))))

فاتح اننقا ..
تعرف االقرى على طول ضفاف النيل من تخوم الشايقية الى الفا بل احياناً بالى عد الحدود عبارة عن نسخ متكررة ..
وخاصة يا ستاذنا الفاتح الجزر عبارة حاضنات لكل الموروثات المندثره ..
لأن الجزر اوخاصة اذا كانت صغيرة او متوسطة الحجم تكون مثل المحمية الطبيعية .. كل اراضيها ملك حر وسواقي والناس فيها اقرباء دم ..
لا تجد فيها الغرباء لأن الاراضي أملاك سواقي .. ربما هذه خاصية عانيت منها كثيراً في تعاملي مع الناس خارج نطاق بلدي لقلة خبرتي في التعامل مع الاخرين ..
ولكن الفائدة انها حافظت على االلغة وبعض العادات النوبية ..
تحياتي فا تح اننقا ..
نلوا .. نلواتى .. اسماء منغمة وجميلة وشاعرية ..
نلو .. ووو دب نلو بروو .. ايكا قونجي ملي نلو ..

يا سلام يا فاتح شوف التشويح ده كيف واستخدام هذا الجمال والنضارة كيف ..
وما أحلاه من وردي .. الله يرحمه

التحية لك وخلينا في ذكرياتنا في الغربة الحارة دي ..

من الفيس بوك قال الاستاذ عبدالرحمن توفيق ( عقلنه الأيمان من خلال المعاش والفهم للبيئه بعيدا من التصور النمطي للتدين المظهري لذلك يعيش النوبي متصالحا مع نفسه وايمانه ملتزما بقواعد الأخلاق والقيم والفضيله دون رياء ,,, سلام صاحب البوست وضيوفه )
كلام جميل وفي صميم استاذي عبدالرحمن ..
لك التحية

الأخ الحبيب القريب الاستاذ على عبدالوهاب
متابعين ومستمتعين واصل بلا فواصل

أستاذنا محمد فضل ..
هو تأصيل لتلك الحقبة وذلك الزمان الجميل بكل قيمه ورموزه ..
وكما قال اخي في القبس بوك أن ذلك كان عكس ( التدين المظهري ) ..
ولك تحية أيها الجميل ..
دعنا نؤرخ لهؤلاء الناس الاصيلين الذي زرعوا القيم والفضائل ..
رحمهم الله رحمة واسعة ..

أرجو ان يقرأ هذا الكلام على سياقه .. فهذا فقط لمعرفة تراث اهلنا الذي انقرض ..

الكثير من اجدادنا وجداتنا لم يكن يحفظون حتى آية واحدة من القران لاداء الصلاة واذكر ذلك جيداً ولم اسمع احدهم يقرأ جهراً حتى في الصلوات الجهرية لو كان يصلي بمفرده .. ثم عرفت عن طريق بعض كبار السن أن الشخص اذا رغب في الصلاة توجه صوب القبلة ويبدأ بقراءة شي غريب( بالنوبية ) الدنقلاوية ولكن يبدو ان الأمر كان له تأثير بالتراتيل الكنسية التأملية وكأن الشخص يريد ان يستخدم بعض الوسائل من معينات الحياة منها أدوات الحسم ( قمبو ‘ الفاس ) وبعض الجماليات من المخلوقات : ( فكانوا يرددون مايلي )
الهمدو ( الحمدو)
شرين قمبو
دار مكاده
هبد قوقكا
وو أرتي
أي يين برتي
أي يين اورتي

الحمدو ( سورة الفاتحة ) او يقصد به له الحمد ..
شري قمبو ( الفاس الذي يقطع به الطرفة ) لأنه حاد وقاطع .. ورمزه أن هذا الحمد حاسم وقاطع بدون جدال .. وهذا النوع من الفأس معروف لدى اهلنا كما السيف عند العرب ( صارم وقاطع ) تجده على شكل مثلث مقلوب صغير الرأس .. خاص لقطع الجريد والطرفة ويستخدم معظم الاحيان للتهذيب والتجميل وازالة الزوائد والنتوءات .. الخ ..

دار مكاده ( المكاده في القيساب ) وتكون رائعة وجميلة المنظر .. واجمل لون للبنفسج في العالم تجده بين بعض حبات المكادة ( عيش الريف ) وكذلك بعض الحمرة والغالب هو اللون الاصفر الفاتح واللون الابيض .. وتدل على الخير والنماء والجمال .. والمكادة عرف فوائدها اهلنا قبل ان يكتشف العلم الحديث مئات الفوائد لها ( مثل صناعة الزيوت .. والادوية .. وتسمين ... الخ ) وهي عند أهلنا رمز للخير ودرء للمسغبة .. لأن في ايام المجاعات في السابق كان المحصول المنقذ الوحيد لأنها تستوي وتكون جاهزة للحصاد في مدة لا تزيد عن الشهرين بالاضافة الى انها يمكن ان تؤكل بدون ( ملاح ) وطعمها وسط ما بين الذرة والقمح .. ومحصولها مضمون لأنه مغلق ومحفوظ ونظيف ومعقم لا يأكله الطير ولاتقترب منه الحشرات .. على عكس القمح والذرة وحتى ليلاً كان الناس لا يخافون من التجول والدخول في مزارع المكادة لأنهم كانوا يعتقدون أن المكادة نبته مكرمة لا تقترب منها او تسكنها أرواح شريرة .. على عكس اعتقادهم ان مزارع الذرة تسكنها ( مرن توو بروو ) او وهي مخلوق خيالي بنت جميلة ولكنها شريرة حيث تمتص سوائل الانف وتترك حمرة على الانف .. وهي اساطير نوبية .. ولهذه الخاصية الفريدة ذكرت المكادة كنعمة من نعم الله المميزة على غيرها من المحاصيل ..

هبد قوقكا ( دباس العشر او الخلاء ) وهو من فصيلة القماري وطائر جميل بحلقة سوداء في الرقبة ولامعة الريش ينعكس لمعانها مع اشعة الشمس وهو مختلف عن نفس نوع الطائر الموجود على الضفاف النيل .. ومن الصعب اصطياده عن طريق الشراك لأنه طائر ذكي يلتف حول الشراك .. او لديه حاسة يعرف بها العدو من البعد .. فهو صعب المنال يحلق في الجو بسرعة كبيرة بمجرد ظهور اي كائن .. وكان وجوده محصوراً في المناطق المعزولة ..

للحديث بقية .. حتى لا اطيل عليكم ..

ونواصل بقية الحديث ..

وهكذا كانوا يناجون ربهم :

وو أرتي
أي يين برتي
أي يين اورتي



ووو .. أرتي .. ( يا الله ) اي .. ين .. برتي .. ( انا بمثابة الماعز خاضع لك ) والله سبحانه كرم الانسان ولكن المقصود من الجملة الخضوع التام والذل للخالق عز وجل ففي اللغة النوبية يشبه الانسان المنقاد (برتي) وربما انتقلت الى العربية فيقال ايضاً ( ده زول غنماية ) .. والمعروف ان الماعز من البهائم التي تسلم امرها بكل خضوع للراعي دون مقاومة ..

اي .. ين .. نورتي ( انا ضمن مخلوقاتك في الارض ) وكلمة اورتي مقصودها مجموعة الحيوانات بكل انواعها وهو المعنى العام والواسع ولكن البعض يحددها فقط في انواع معينة من الحيوانات الاليفة .. ويتجلى عمق التعبير هنا .. فهذا الشخص يريد ان يخرج من عالم البشر الى ذلك العالم الاخر ( اورتي ) ليس نقصاً او تنازلاً عن انسانيته ولكن يريد ان يتجرد من كل ما للبشر من الكبر وسوء الظن والشك والعقل الذي رغم انه نعمة ولكن احياناً يقودك الى التمرد حتى على المقدسات .. وهو يريد ان يدخل في عالم ( الاورتي ) ليكون منقاداً لراعيه وخالقه كما تنقاد ( الماعز ) للراعي .. هكذا من الوهلة الاولى يبدو لك ان الكلام بسيط وساذج .. ولكن مضمونه به كل القيم والثوابت الانسانية والخضوع لله عز وجل في تواضع يتواضع عنده التواضع ..

المحترم على وضيوفه الكؤام

من قديم الزمان فى ارض المحس وفى جزيرتنا تحديدا هناك اكثر من

عشرة قرى متجاورة وفى كل قرية يوجد ما يسمى بالمسيد وهو غير المسجد الجامع

وفيه تؤدى كل الصلوات عدا الجمعة وفيه ايضا يجتمع الكبار لمناقشة المستجدات

وفيه ايضا يجتمع القوم بعد صلاة العشاء ويتناولون طعام العشاء ويتسامرون حتى موعد النوم

وطبعا كل قرية قرايب .مثلا قريتى فى الجزيرة أمنكنجة كلنا قرايب. والدكاى دا فلا الأفراح

عادى الكبير والصغير يجغم.

المحترم شمس الدين اننقا ..
شكراً على المرور الاضافة ..
أخي شمس ما أستغرب له في زمان بعيد ونحن صغار كنا نلاحظ الجد او الحبوبة تؤدي الصلاة حتى الصلوات الجهرية كانوا يؤدونها سراً ..
في منتصف السبيعينات وكنت اعمل مدرساً في كرمة النزل الثانوية العامة .. قمت ببادرة عفوية وبدأت اسأل بعض كبار السن عن الايات القرانية التي يقرأونها في الصلاة .
وقد وجدت ما اوردته اعلاه عند البعض .. ورجعت أفك بعض الرموز توضيح بعض المعاني .. فمنذ عام 1980 تقريباً بدأت الصحوة الدينية في المنطقة بعمومها وجاءها الواعظ والدعاة بكثرة
وقيمت اماكن لحفظ القران وحلقات العلم ..

تحياتي لك يا بن العم
ولكل المتدخلين هنا

وهكذا كانوا يناجون ربهم :

وو أرتي
أي يين برتي
أي يين اورتي

ووو .. أرتي .. ( يا الله ) اي .. ين .. برتي .. ( انا بمثابة الماعز خاضع لك ) والله سبحانه كرم الانسان ولكن المقصود من الجملة الخضوع التام والذل للخالق عز وجل ففي اللغة النوبية يشبه الانسان المنقاد (برتي) وربما انتقلت الى العربية فيقال ايضاً ( ده زول غنماية ) .. والمعروف ان الماعز من البهائم التي تسلم امرها بكل خضوع للراعي دون مقاومة ..

لقد سمعت هذه الجملة من حدى النساء الكبيرات في السن. وسألت عدة شيوخ وكانت إجابتهم متقاربة نوعا ما وهي أنها صلاة مقبولة بحول الله ما دام حفظهم لأي آية أو سورة فيها عنت وصعوبة والله أعلم.

واصل هذا السرد الجميل

اخي ابوجهينة .. لك التحية .. خلينا نوثق لشوية حاجات للجيل الحالي .. ومثال حي لذلك هو البوست الذي تجمع فيه المفردات النوبية ..
لك التحية ايها الهميم بتاريخ اهلك وتراثهم .. أحسب انك تشعر بسمو ورقي عندما تتحدث عن تراث أهلك .. حقيقة هذا المجال ممتع ..
ولك التحية ايها الجميل ..

بالنسبة للمشايخ والدعاة لم يكونوا بذلك العدد والنوع الذي يستطيع ان يؤثر في اهلنا ففي كل قرية كان هناك شيخ او فكي يدير بعض الشئون الدينية او الممارسات المحفوظة عن ظهر قلب في كل المناسبات كلافراح والاتراح .. فمثلاً كان يحرص الشيخ على الأذان في اذن المولود الجديد في اليوم السابع طبعاً بعد وجبة دسمة من الغداء (السماية ) بالعربية (إيريي) بالنوبية .. والسماية أحسب انها عادة نوبية طالما لديها مسمى وتقاليد واضحة معالم وانتشرت الى باقي المجتمعات مع هجرة اهلنا واستقرارهم في اجزاء الوطن الكبير .. ولكن ما استحضره الان من أعماق ذلك الزمن الجميل واتعجب منه دور هؤلاء الشيوخ في ( الرحمات ) وهي المناسبة التي كانت تقام في اليوم السابع او نحو ذلك من الوفاة .. لم تكن أي امراة تتناول طعام ( الرحمات ) حتى تذوق الطعم ودرجة نضج اللحم وكمية الملح كان يقدم للرجال في صحن صغير لإبداء أي ملاحظة ولكن كان بحق يوم المشايخ وكان اليوم الوحيد الذي يفيض فيه اللحم عن حاجة الناس ويقدم الطعام اولاً للمشايخ ثم الى العامة .. وفي زمن اقدم كان دورهم أيضاً كتابة الخطابات وخاصة ان أهلنا قد خبروا عالم الاغتراب منذ زمن بعيد وخاصة الى مصر وكتابة الخطاب كان مرتبط بالغداء الدسم (دجاج محمر) بعد الفراغ من كتابة الخطاب وعلى الشيخ توفير الورق وكذلك القلم من نوع قلم ( الكوبيا ) وهو نوع مماثل لقلم الرصاص الحالي ولكن لا يمكن ازالة الكتابة بالممساح ويأخذ لون حبر السائل اذا تبلل بالماء .. وكانت الزوجة تستحي ان تكتب خطاب لزوجها فأم الزوج او اخته هي التي كانت تتكفل بالرواية والاملاء وتلك منزوية في حياء وتترك المجال لناطقها الرسمي لوصف الوضع والاحساس ..

للحديث بقية ..

من الفيس بوك :
الاخ عبداللطيف توفيق (( الأيمان من خلال المعاش والفهم للبيئه بعيدا من التصور النمطي للتدين المظهري لذلك يعيش النوبي متصالحا مع نفسه وايمانه ملتزما بقواعد الأخلاق والقيم والفضيله دون رياء ,,, سلام صاحب البوست وضيوفه ))


طرح عميق سوف اجتهد في البحث عن هذا العمق في الشخصية النوبية .. ولكن اخي عبداللطيف مبدئياً عدم انتشار الطرق الصوفية لدينا خلق نوع الاستقلالية لبعض اهلنا ..
بس الموضوع عايز مشاركة وبحث

قريبى إبن أرتقاشة عاصمة الدناقلة بلا مجاملة لك تحياتى .
سئل محاضر فى جمعية صاى بحى عابدين عن سر تدين النوبيين خاصة فى العهد المسيحى حيث كانوا مسيحيين خلصا ولم يتلقى السائل إجابة من المحاضر .وأهلنا متصوفون وأهل طريق وأوراد وذكر ووله وذوق ومودة خالصة للعترة الطاهرة آل البيت عليهم السلام .قال العارف بالله مادح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراحل العزيز التقى النقى محمد عبالمجيد هلالى فى القاهرة فى زمن التجمع الماجمع للسيد محمد عثمان الميرغنى نحن خلفاء طريق ماخلفاء دولار زى الناس الحولك رحمه الله رجع للوطن وتخلى حتى عن الطريقة الختمية فى آخر أيامه ويقال أنه كان قريبا من البرهانية على الاقل ديل نوبيين حلفاويين والله أعلم .ونتابع معك هذه الذكريات الجميلة .
مودتى إبن كدركة

حبيبنا فقيري .. الله على كدركة وجمال ..
من أجمل الاماكن في عموم دنقلا ..
من البرقيق الاميرية الوسطى كانت رحلاتنا منتظمة الى بركة الملوك وغابات كدركة تلك المحمية التي كانت متنفس للطلبة وكانت ضمن النشاط التعليمي في المدارس في ذلك ..
فقيري امبس .. ومن منا لا يعرف تلك المنطقة كلنا نحملها في خواطرنا فدائرة كدركة والسراراية ودار العوضة هي امتدادات التي اوحت لشعرائنا مثل محي الدين فارس ان يؤتوا جوامع الشعر والكلم ..
وعندما كنا معلمين في المراحل الثانوية واثناء رجوعنا من دنقلا كنا ننال كرم واريحية ناس جعفر الخندقاوي تاجر البوابير ولبخه الكبير ..
ليك التحية ..

انت عارف اخوانا حلفاويين عندهم كايرزما لا تقاوم فشيخ محمد عثمان عبده اخذ شياخة الطريقة البرهانية من المصريين ونقل مقرها الى السودان فهو حلفاوي .. لأن المجتمع لدينا به نوع من العمق لم تنتشر فيها الطرق الصوفية بتلك التي في المناطق الاخرى .. ولاحظ شيخ منور .. والشيخ تور الشرق بالقرب منكم في حامدنارتي ربما منذ سنوات طويلة لم يعد هناك جموع للزيارة للضريخ والقباب .. وفي السابق كان هناك اناس معروفون يقومون بمثل هذه الطقوس ولكن بعضهم حقاً تأثر بالادارسة ( الطريقة الاحمدية ) على ما اعتقد .. فكان قصر السيد الحسن الادريسي في ارتقاشا ثم انتقل الى امدرمان .. لم يكن لديهم ذلك الزخم الذي يجدونه في امدرمان .. ربما لطبيعة الناس .. ولكن التأثير المصرى الآتي من حلفا والشمال كان اكثر مما يأتينا من اتجاه الجنوب لأن مصر كانت القدوة لكل العالم العربي والاسلامي ..

معليش خواطر بدون تعمق ..
تاني ليك التحية فقيري .. وغابات كدركة وبركة الملك شايف مازال فيها جزء باقي .. وبعدين وجود الغاز أكيد سوف يجعل الناس في حل من الحطب والاحتطاب ..
يا سلام يا فقيري انا مشيت بعيد بعيد في عمق البلد .. الله يخليك ويحفظك ..
وتعالي بأي خاطرة عندك ..

الفيسبوك الاخ / عبدالرحمن توفيق

رد · · ‏18 مارس‏، الساعة ‏04:26 صباحاً‏

Abd El Rahman Tawfig · Cairo Universty Branch Khartoum

عقلنه الأيمان من خلال المعاش والفهم للبيئه بعيدا من التصور النمطي للتدين المظهري لذلك يعيش النوبي متصالحا مع نفسه وايمانه ملتزما بقواعد الأخلاق والقيم والفضيله دون رياء ,,, سلام صاحب البوست وضيوفه

الأخ علي عبدالوهاب تحية لك وللمتداخلين تواصلا لما ذكرته عن الطرق الصوفيه أود أن أضيف كزأي خاص أن تدين النوبي لم يأت عبر الأنقياد ضمن القطيع فالديانات التي وجدت مكانها في المنطقة لم تأت عن طريق المجموعات بل بطرح فردي ومخاطبة مباشرة للفرد وليس انسياقا ضمن مجموعة تنظم عملية الأيمان فالقيادات الدينية لم تكن تخاطب المجموعة بل الفرد ومن ثم فأن الطرق الصوفية لم تجد مكانها لديهم بالصورة الشائعة في المناطق الأخرى حيث أن النوبي يؤمن بديانتة بمفهومه الفردي ليكون متصالحا مع ربه مباشرة دون وسيط او قائد يوجه ايمانه أو يقوده دينيا فالقائد الديني وظيفة لم تجد لها مكان لدى النوبي أو النطقه النوبيه بشكل مطلق فالعقيدةفي العقلية النوبيه منطلقها فكر فردي متصالح مع ذاته لا يمكن قيادته بشكل جماعي لوعي الفرد هناك بقدراته العقلية و قدرته على التفكير المستقل والحكم على الظواهر المحيطة به .


اضافة جميلة اخي عبدالرحمن وعمق في القراءة ودعم كبير وتكملة حقيقية لما اوردته اعلاه .. ولو ان قراءتك اعمق وبصورة بحثية جميلة .. بنيما اعتمدت أنا على السرد واصل اخي العزير ..

تحياتى لكم ...



فووووق

الحبيب عبداللطيف شكراً للمتابعة ..
شجعتني على اضافة موضوع آخر من خواطري ..
التمباك في نهار رمضان ..

استهدام التمباك في نهار رمضان


زمان .. كان الوعي والثقافة الدينية لم تكن بالصورة الموجودة حالياً .. ويمكن أن أقول من منتصف السبعينات بدأت دعوات الشباب وجماعات الدعوة الارشاد وانصار السنة المحمدية .. وتخلى اهلنا عن الكثير من تلك العادات ة .. ولأن الانسان في المنطقة متدين بطبيعته .. ويعتبر قيم التدين ومكارم الاخلاق من طبيعيته ومتغلغل في سلوكه مهما كان ملتزماً او غير ملتزم .. وكنت ألاحظ زمان أن بعض الناس كانوا يضيقون ذرعاً عندما تظهر مؤشرات قدوم رمضان ومن منتصف شعبان يبدأ نوع من الشكوى الخافتة( أها جوبو ) ومعناه ( انه قادم ) وبمجرد ذكر هذه الجملة كان الناس يعرفون انه رمضان .. لأنه كان يعتبر عند البعض حرمان من الملذات وتقييد للسلوك والانطلاقه ليس خوفاً من الصوم من الاكل والشراب .. لأن الفرد قنوع بطبعه ولا يظهر جشاعة ونهم في الاكل لأن هذه الصفة ذميمة وتقود صاحبها الى دائرة نقص الشخصية او يوصف بما كان يسمى ( قوسكي ) وهو الرجل الذي يشتهي اكل غير ويظهر نوع من الشفقة والنهم ليتم دعوته لتناول الاكل ولا يستطيع الصبر على الجوع .. وبعضهم كان يتهم هذا النوع من الرجال بمسمى ( كوكاي ) او لديه مرض في منطقة الخصية يصدر اصوات عندما يشعر بالجوع .. وفي العلم الحديث يمكن ان يكون ( القولون ) ولتلافي هذه الصفة كان الرجل يتحمل الجوع ويجعل الطعام شيء ثانوي في حياته وايضاً كان الرفع بالصوت في طلب الطعام او استعجال يجعل النساء يتضاحكون فيما بينهن بأن ( الرجل كوكاي ) .. ولكن الشعور بالضيق بسبب قدوم رمضان وهو الخوف من التقييد واختفاء الممارسات ممارسات سياحية اخرى من جلسات السمر ولكن بالنسبة ( للسعوت .. او التمباك الاخضر زمان كان الحبوبات يستخدمنها بطريقة عادية جداً وكأنهن يعرفن تفسير الصوم وما يصل الى البطن ... الخ ) وربما اعمال العقل والاجتهاد العادي الغير بالسليقة .. ورغم ذلك فإن صيام رمضان لم يكن عبادة فقط او ينظر اليه من ناحية عقدية ولكن تمتد هذه النظرة لتشمل الرجولة ( وفاطر رمضان ) كان لا يعتد بشهادته ابداً ولا يؤخذ برأيه ولا يعترف به كرجل في المجمتع وكان يوصم بأنه ( فاطر رمضان ) او بدنقلاوية ( رامدان كل ) حتى كانت وصمة تلحق بأبنائه واحفاده مثال ( يقال مثلاً ... جدك كان فاطر رمضان ) .. تأملوا هذا المقياس الاخلاقي والسلوك الذي ضبط المجتمع بإعلاء قيم مكارم الاخلاق ..

ياااخي والله يا أستاذ أحمد الله كثيرا أن اتى بك لتأخذنا كل مرة بالدهشة. يا أستاذي أنت الآن تعيدنا للماضي الجميل بخيوطك هذه. تبارك الله ما شاء الله وفتح الله عليك وحيّاك وحياك...

غصتُ بين السطور فما وجدتُ نفسي إلا وقد تبسمت وضحكت وأحاط بي الشوق إحاطة السوار بالمعصم؛ حتى أفاقني ما أكتبه لك ولا يُضاهى بما كتبتَ...
سأتطرق لجزئية بسيطة جداً طالما أثارت في نفسي الشجون وهيجت ذاكرتي وهي حلقات الذكر للصعايدة في سوق كرمة النزل وبالتحديد عند المولد النبوي الشريف. لقد كنا في كرمة وارتقاشة والبرقيق وابي فاطمة وبدين وغيرها نعيش جنبا الى جنب مع اخوتنا من صعيد مصر؛ بل وتصاهرنا وتزاوجنا وصار بعضهم لا يعرف العربية ويتكلمها بمشقة كافراد عائلة الأسيوطي الذين بزوا اقرانهم في اللغة النوبية وكعمنا حسن بووكيل الذي افردت له ربعا كاملا في سودانيزاونلاين...

أتذكر أنني كنت اندس بين هؤلاء الصعايدة وابدأ في تلك الأذكار الله حي الله حي الله حي وندير رؤوسنا يمنةً ويسرةً حتى يقع البعض فتتم إفاقته بالكولونيا أو شمة من بصل. أقسم بالله بأن تلك الأذكار الرائعة كانت تأخذنا بالدهشة ونحن صغار لا نعرف شيئاً. أتذكر ايضا بأن بعض علية القوم الذين عاشوا في مصر من رجالات البلد كانوا يشاركون اخوتنا الصعايدة في الذكر الجميل....

وختاماً؛ كانت والدتي وحتى إنتقالها لربها (رحمها الله) لا تعرف سورةً واحدة في القران مع كونها حفيدة الشيخ عبد الله خليل شقنتود صاحب قرية وادي خليل وكانت تتمتم (أي إقيدإناميل اي فاقإناميل) أنا نعجتك وغنمايتك؛ لذلك فإنّ حسن ظني الكبير بالله يجعلني أطمئن تماماً بصلاحهم وكل الشواهد تدل على ذلك؛ فهم لم يسرقوا ولم ينهبوا ولم يضروا بشراً لخوفهم من عذاب الله. كما أتذكر جيدا بأن شيخا قريباً لي اتى الى قريتنا قبل اربعين سنة وبدأ يتحدث عن أهوال يوم القيامة فاتَى بي مترجما في وعظ للنساء في مسيدنا؛ ومن ضمنهم أمي ؛ وتحدث في خطبته عن الثعبان الأقرع في القبر فترجمتُ ترجمة فورية وقلت لهن (ويسلنقي برقان برقا) فبكت النسوة بكاءً مراً واصابني الهلع من كلامه تماماً ...

رحم الله أمواتنا رحمة واسعة وهدانا الى طريق العمل الصالح...

العزيز على عبد الوهاب .

تحياتى وتقديرى ..

هذا البوست اصبح يمثل لى سياحة فى دنيا الجمال ...

اتذكر عمنا (ترزى) ...

كان جالسا وامامه كاسة شاى سادة تسر الناظرين فى ظهيرة احدى نهارات رمضان

بخارها يتطلع الى سماوات الرحاب ..

دخل عليه فجاءة الراوى ...

قال نظرت الى عمنا وكأست الشاى مستغربا , فاجابنى تصور من امس السحور الشاى دى قاعد ....





ههههههههههههههه

وكانت السفة عااااادى ولا تبطل ارمدان البتة ...









وافر تقديرى .

شاعرنا الكبير .. حفيد الشيخ زمراوي ..
التحية لك ايها الرمز الجميل .. لدي قراءة لبعض اشعارك سوف آتي به لاحقاً ..
زمراوي لا تذكرنا تلك الايام التي تصرعنا وتصيبنا في المقتل ..
انت رائع ..
اذكر كل الصعايدة اهلنا حتى يا زمراوي المنطقة ديك سموها ( أمبابة ) ..
يا سلام ناس ابورواش ابوالحسن ودسوقي .. في الاخير ما بقى غير عمنا امين ..
صحيح كانوا في الذكر خطيرين جداً وبتلك الجلاليب الواسعة ..
اذكر ايضا فوزي الصعيدي في مسجدنا في البرقيق .. وهو يهتف عندما يبلغ قمة النشوة الصوفية ( الله ما في غيرك ) ..
شا عرنا الجميل هي البسطة عند الصوفية هي اعلى درجات الاندماج وتقمص الشخصية الخارقة ..
تماماً كانت الصلاة يقرأون فيها كما ذكرت فوق :
وو أرتي
أي يين برتي
أي يين اورتي

بدنقلاوية ( برتي ، وبالمحسية فق )
طبعا نحن وانتو في منطقة اختلاط وتمازج ابيي النوبة ( البرقيق كرمة بالشرق واكد وسروج بالغرب )
كده جمعنا مجد النوبة كلهم ..

أستاذي ود الشريف
الناس ديل كانوا على السليقة ..
واضحين جداً وحاضري البديهة ( بالله شوف رد قريبك ده كيف ) ؟

كمان سوف اورد لك حدث في قريتي وسمع كل الناس هذا الحوار لان القرى والسواقي كانت محددة ومتجمعة في منطقة واحدة ..

سحور في ارتقاشا

كان جدنا ( حمد ) مؤذن المسجد الجامع الواقع في وسط البلد بالقرب من دائرة الادارسة وكان جدنا سعيد مولعاً بالاذان خاصة أذان الصبح في رمضان لمساعدة اخيه لأن حمد كان فيه القليل من الكسل وطول البال ومفعول العمر .... وفي ليلة من ليالي رمضان كان جدنا ( حمد) وزوجته ( حبوبة آمنة ) جالسان لتناول السحور وبعد ان فرغا من الاكل وهم يتناولون بعض التمرات في انتظار تجهيز الشاي ( وما أدراك ما الشاي عند هؤلاء القوم فهم مدمنون بالشاي أكثر من البرامكة وكان عنصر مهم جداً لا تتم الوجبة بدونه ) وبعد أن إستوى الشاي ذو اللون الاسود الداكن والسكر الزيادة أرادت جدتنا ان تصب الشاي في كباية جدى .. فجأة أنطلق ( سعيد ) بالاذان .. وبدون أي مقدمة نادت جدتنا على سعيد أن يوقف الاذان حتى يشربوا الشاي ثم يواصل بعد ذلك سمع اهل الحي كلهم توسل جدتي لسعيد لايقاف الاذان حتى تكمل كباية الشاي ثم يواصل الاذان بعد ذلك .. ( النبي محمد إن قلوا آقي .. صبري شايقي أي نيرو بوكو ) وبالعربية ( حلفتك بالنبي محمد ان توقف الاذان حتى نكمل الشاي ثم تواصل ) ولكن هيهات فقد واصل جدنا سعيد الاذان دون السماع الى توسلات حبوبة آمنة .. ورغم انتهاء الاذان ودخول الصوم فقد اصرت جدتي على شرب الشاي بل استفزت جدي سعيد بأنه ليس المؤذن الرسمي للمسجد وان اذانه غير معتمد .. وكان السيد محمد الحسن الادريسي كان هو المرجعية وأفتى لهم بصحة صيام جدتي .. هنا غضب سعيد جدي كيف لامرأة تفوز بفتوى وبدا له كأنها انتصرت عليه .. ( فحلف بالطلاق ألا يؤذن مرة اخرى في مسجد الادريسي). وإستدعاه الادريسي فطيب خاطره وجعل له مخرج ليواصل الاذان ..فإستوى الامر بعد ذلك .. وكان والدي ( رحمه الله ) دائماً يمزح معي ويقول ( أهل أمك الفطروا في رمضان ) رحم الله الجميع اسكنهم جنات الخلد ..

انظروا كيف كان هؤلاء الناس انقياء ..

كانت حياة العزلة وعدم الاحتكاك بالاخر هو السبب في بقاء هؤلاء في نقاء ثقافي ولغوي .. وخاصة في حاضنات الجزر .. لأن الرواس او ريس المركب الذي ينقل الناس الى الجزيرة كان المسئول الاول امام العمدة والشيخ في ظهور اي شيء غير عادي في الجزيرة .. فكان الريس حريصاً جداً على عدم السماح للغرباء بالدخول الى الجزيرة .. وفي بعض الاحيان نادرة كانت هناك زيارات موظفي الحكومة المفتشين الاداريين او غيرهم من مجموعات التطعيم اصحي كان يعانون كثيراً للدخول الى الجزيرة مع ان هذه المصلحة في خدمة اهلنا سكان الجزر ..والتطعيم لديه مفردة واضحة في اللغة النوبية ( اورانج ) ولا اعرف سبب وجود هذه المفردة في النوبية ولم تنقرض الى اليوم .. ربما كان النوبة لديهم باع في الطب الوقائي .. وتنطق بدون اي استغراب وكأنها كلمة عادية جداً فيقال لهؤلاء الممرضين ( اورانج ودييل ) ومفردة ( واد ) بمعنى يشلخ او يجرح لأن التعظيم زمان لم بالحقن .. دعنا نرجع الى موضوعنا .. .. ولم يكن يسمح لحتى لهولاء الوفود بالاضافة الى البوليس إلا بعد السماح في شيخ البلد بإذن يأتي به مرسال الشيخ او العمدة .. هي سياسة مشابهة تماماً لما تقوم بها الدول في منافذها .. أما الزائر العادي اذا كان غير معروف تماماً وليس من الجوار القريب فكان يتم استجوابه .. انت ماشي لمين ؟ وعليه تقديم كل المعلومات المطلوبة لتتم الموافقة .. ولهذه الاسباب لم ينفتح هؤلاء على الاخرين فكان التزاوج والمعاملات تتم بين افراد الاهل دون اي مؤثرات خارجية وكان النمو الوعي لأهلنا يعتمد فقط على هؤلاء الابناء الذين كانوا يهاجرون الى مصر ويعودون بعد سنوات .. او من كانوا يأتون من المهاجر داخل الوطن ..

شريف تود ..

رجعت أقرأ مداخلتك مرة اخرى : او كما قال خالك

قال نظرت الى عمنا وكأست الشاى مستغربا , فاجابنى تصور من امس السحور الشاى دى قاعد ....