الجمهورية الثانية و كلام من واحد حاقد

Quote: الجمهورية الثانية و كلام من واحد حاقد كنا نجلس امس لمتابعة احتفالاتنا بالحكومة الجديدة و مراسم التنصيب و بعد ان انفض السامر و توقف البث المباشر ... قال صديقى الحاقد و الذى يعانى للاسف من مرض "الوسواس القهرى" : بالتأكيد كان الحدث مشهودا .. و يحمل الكثير من المعانى و الدلالات الحلزونية..لكنه أيضا لم يخرج عن عناويين ظللنا نقرأها و نتبادلها عشرات الاعوام .. من أقصى اليمين الى أقصى اليسار مرورا بيمين الوسط و وسط اليمين.. دون أن تتحول يوما و على مدى خمسين عاما .. الا إلى أطلال تتباكى عليها المعارضة و تشبه شرق النيل و الشمالية بتضاريسها الرملية .. فمن الذى لا يريد العدالة و المساواة بين أفراد الوطن الواحد .. و من الذى لا يريد توزيع السلطة و الثروة .. و من الذى لا يريد اطلاق الحريات .. و .. و.. و الشاهد أنه .. رغم التمعن و محاولات التمحص المتعمدة بين شعارات الحركة الشعبية و المؤتمر الوطنى لا يوجد فروق معنوية أو جوهرية ..ظاهرية أو باطنية .. الا بأستخدام المعايير الاحصائية الدقيقة و التى تتراوح بين مقياس التباين الكمى و المنوال فى كشف الحال أو مقياس رختر .. و ما يهمنا هنا هو واقع الحال ..الذى يكاد ينبئ بغيرما نريده من امال .. ( آمال و ليس المال) و يبدو ان تثبيت دعائم و تأمين الجمهورية الثانية من ( أعداء الوطن) .. سيكون الشغل الشاغل و الهم الاول لكلا الشريكين المتضامنين و الذين فازا بعطاء حكم السودان لستة اعوام مقبلة.. أما أعدائى و اعدائك من فقر و جهل و مرض .. فلا نملك الا أن نسأل الله أن يرفعهم عنا .. و أن يسخر لنا .. بعد ستة أعوام أن عشنا ..من يساعدنا فى احتمالهم و الصبر عليهم .. و من هنا و من الان و استباقا للحوداث يجب أن نبدأ فى التضرع للمولى القدير .. هل من المعقول أن تشغل الحكومة الانتقالية نفسها بتوفير الخدمات الصحية فى كل مدن السودان .. بتحديث المستشفيات و توفير الاطباء و المعدات و الدواء مع مراعاة غسل حيطان العنابر مرة كل شهر بمياه النيل المجانية.. و لا نقول المطهرات الاستعمارية !! و هل من المعقول أن يشغل وزير الصحة نفسة بتحديث مستشفى كل ثلاثة اشهر كمشروع قومى .. و جذب الاطباء للعمل خارج الخرطوم.. و أن تكون اولويات الميزانية التحديث و ليس المحروقات و المركبات اللاندكروزرات و المساكن المؤجرات و صيانة المفروشات لبيوت السادة مدراء العموم بالولايات و الخرطوم.. هل من المعقول أن يهتم وزير التعليم سواء العالى او الوزير التانى .. بتحديث المناهج و توفير المعلم المؤهل لجامعاتنا و مدارسنا و تخريج الطبيب و المهندس و الاقتصادى و الفنى المدرب .. و الطالب الذى يجد مرجعا و مكتبة و كمبيوتر فى مدرسته أو جامعته و قبله مقعدا و طاولة و سقف و مروحة..و صدقونى لو استعملنا مناهجنا قبل 40 سنة نكون تقدمنا للامام 100 سنة !! قبل القفز بالعمود و توطين المناهج و تبطين المبطن بالمعلوم مذكرات ابن المردوم .. هل من المعقول أن يعمل وزير الرياضة أو الشباب على إزالة اسباب فشلنا المتواصل و هزائمنا المتكررة و اللحاق بمستوى أخواننا فى القارة السمراء..خاصة السنغال و جيبوتى.. هل من المعقول أن يسعى وزير المالية الجديد لخلق موازنة تنعكس على رواتب و أجور المواطنين .. ليتمكنوا من شراء طعامعهم و دفع فواتير الكهرباء و الماء و الايجار و العلاج من رواتبهم فى حدها الادنى او الاعلى .. حيث انهم الان يستخدمون السحر الاسود و الجن الازرق و العياذ بالله فى سد حوائجهم من الجنيه الجديد أو الجنيه القديم .. هل من المعقول أن يعمل وزير الاسكان على اتاحة الفرصة للمواطنيين لامتلاك اراضى فى مدنهم المختلفة و يساعدهم فى البناء و ينفذ مشاريع الاسكان الشعبى فى الدويم و كسلا و جوبا و رمبيك و الابيض و الفاشر و بورسودان !! و بعد هذا لا امانع ان يقيم بين الحين و الحين مشاريع الاسكان المميز و الخمسة نجوم شريكا متضامنا أو منفذا.. هل من المعقول أن يسعى وزير الداخلية لبناء جهاز للشرطة قادر على بسط الامن و الامان و منع الجريمة خاضع لسلطة القانون و نحبه و يحبنا ..و أن يعمل على اصدار جواز سفر سودانى صالح لخمسة اعوام و بطاقة شخصية صالحة لعشرة اعوام .. و سيارات لاطفاء الحرائق بها ماء .. و سيارات اسعاف على الطرق الطويلة ان لم تكن طائرات.. و لا أزال اتذكر تجربة أصدقاء الشرطة التى تحولت بقدرة قادر الى شرطة شعبية و بسط أمن .. هل من المعقول ان يعمل وزير الدفاع على بناء جيش قومى قادر على حماية البلاد و الحفاظ على وحدتها.. و ان يعمل على استقرار افرادها و تدريبهم و انضباطهم .. و لو الى حين.. هل من المعقول ان يعمل وزير الاعلام على بناء مؤسسات اعلامية محترفة و مشرقة قومية التوجه .. بها كوادر مؤهلة اكاديميا و فنيا .. بعيدة عن التطبيل و التهليل .. و فى بعض الاحايين التظليل ..و لا بد ان تعرف أن للسودان تاريخ بدأ منذ سبعة قرون و ليس قبل عشرون عاما و ان الفنان الصلحى فنان تشكيلى و ليس فنان حقيبة .. و أن التصوير يحتاج للضوء و ان من مستلزمات العمل الاذاعى الصوت و الثقافة و من مقومات العمل التلفزيونى الوجه الحسن و الصوت و سرعة البديهة.. هل من المعقول أن يسعى وزير الخارجية لبناء كوادر دبلوماسية مؤهلة اكاديميا و مدربة و ارسالها لسفارات السودان بدلا عن تلك الكوادر .. و على ايقاف تحويل السفارات و التى تماثل مكاتب ( جهاز المغتربين أو ضرائب المنطقة الصناعية أو شباك التذاكر فى السكة حديد الله يرحمهها) الى سفارات حقيقية ..تمارس العمل الدبلوماسى و العلاقات الدولية و ليس الجباية و الاستثمار و الترصد و ما خفى أعظم .. و ما أقصد بخفى اعظم بأن بعض المعينين لا يعرفون الفرق بين تهراقا و المهراجا و بين كايبكنفرال و كيب تاون !! هل من المعقول .. أن يهتم وزير المياه .. و الذى حباه الله بنيلنا العظيم بان يصل الماء النقى النظيف الى كل بيت .. و الى فرد دون أن يدخلنا فى متاهات التوسعة الخمسية و الطلمبات الساحبة و الضغط الموسمى و أمطار الهضبة الحبشية .. هل من المعقول ان يهتم بنا احد .... أى أحد ..بلا تطبيل هنا .. كنت قد بلغت الحد فى القدرة على احتمال .. تخاريف صديقى الحاقد و اجبته : و الله و بصراحة أعتقد .. ليس من المعقول .. أن يشغل وزرائنا نفسهم بهذه الامور .. لان مهام المرحلة القادمة استراتيجية .. و الاستراتيجية عاوزة نظرة اكثر عمقا .. و ما ذكر اعلاه امور سطحية .. و ليست فى الواقع سوى كلام من واحد حاقد !!!

كلام من واحد حاقد بس !!!

كلام من واحد حاقد بس !!!