الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون

الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون


07-05-2006, 04:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=411&msg=1201407861&rn=0


Post: #1
Title: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: عبدالوهاب همت
Date: 07-05-2006, 04:31 AM

جريدة الصحافة 5 يوليو

الشاعر اعتبر القرار انتصاراً لقضية الحقوق الأدبية والفكرية



المحكمة تلزم التلفزيون بتعويض هاشم صديق 100 مليون جنيه



الخرطوم: محمد كشان



حكمت محكمة الملكية الفكرية امس الاول بتعويض الشاعر هاشم صديق فى قضيته المرفوعة ضد التلفزيون القومى ،مبلغ 100 مليون جنيه.وقال المحامى الفاضل دياب ان قرار المحكمة المختصة امر بأن تدفع ادارة التلفزيون القومى المبلغ كتعويض ادبى ومادى عن بث وإعادة بث اعمال هاشم صديق.وأضاف دياب فى مؤتمر صحفى عقده امس بمكتبه ان الحكم جاء بعد مداولات عديدة واستناداً على حيثيات قانونية وعلمية قدمها شهود الادعاء من الشعراء والموسيقيين والمختصين فى قضايا الحقوق الفكرية والادبية.



وقال دياب ان المحكمة رجحت بينة الادعاء التى رأت ان الشاعر هاشم صديق يستحق الكثير مقابل بث اعماله الشعرية المغناة عبر التلفزيون. وحسب دياب فإن لجنة شهود الادعاء المكونة من الموسيقي صلاح المبارك وخبير التذوق الموسيقى صالح عركى والشاعر محمد طه القدال ، قدرت مايستحقه هاشم صديق بمبلغ يفوق ماحكم به وفق حسابات اجراها القدال بحساب الثانية الاعلانية فى التلفزيون .



واضاف دياب ان شاهد الدفاع الوحيد ذهب الى ان المدعى (هاشم صديق ) من الشعراء الرواد، وانه تم التعامل معه حسب لائحة التلفزيون التى يتعامل بها مع هذه الفئة. وقال دياب ان المحكمة رأت ان الشاعر هاشم صديق يستحق مبلغ الـ 100 مليون واكثر بعد ان وصفت لائحة التلفزيون بأنها غير قانونية كونها "لائحة من طرف واحد".



وعبر دياب عن سعادته بالقرار الذى رأى فيه توفيقاً واقعياً وقانونياً وعلمياً لما هو مطروح امام المحاكم من قضايا تمس حقوق المبدعين.



وقال دياب ان قرار المحكمة يجب ان يكون دافعاً قوياً للمبدعين لكى يجتمعوا مرة اخرى للنظر فى حقوقهم الضائعة.



وانتقد دياب مجلس المصنفات ودوره السلبى فى القضية، واشار الى معاناة وجدها فى الحصول منه على العقود الخاصة ببعض الشعراء وشركات الانتاج لمساعدة المحكمة.



من جانبه، قال الشاعر هاشم صديق بأن مصدر سعادته ليس هو المبلغ الذى حددته المحكمة ، بل الحكم لصالح قضية عامة وجدت طريقها عبر الندوات والمنابر، وعبر المحاكم لسنوات طويلة.



ووصف هاشم الحكم بأنه انتصار لقضية الحقوق الادبية والفكرية وسمة من سمات ومزايا الامم المتحضرة.واضاف هاشم صديق ان هذا الحكم يفتح الطريق للمبدعين للدفاع عن حقوقهم دون حرج فى ظل وجود القانون الذى يوفر لهم الحقوق كاملة، .واشار الى ان بعض اصحاب القضايا تنتهى مطالبتهم بمجرد التلويح بالتسويات مما لايخدم القضية ولا القانون . وطالب هاشم بتفعيل دور لجان وقنوات الدفاع عن حقوق الشعراء والمبدعين، منتقداً حملات "التبرعات" عبر الصحف لبعض الشعراء المحتاجين، فى الوقت الذى ينبغى ان تسعى الهيئات ولجان الدفاع عن حقوق المبدعين لتعميم ثقافة الحقوق الجماعية واعطاء كل ذى حق حقه.




Post: #2
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: إسماعيل وراق
Date: 07-05-2006, 06:05 AM
Parent: #1

التحية للشاعر الحقاني صاحب المواقف الناصعة هاشم صدي المك.،

Post: #3
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 07-05-2006, 07:00 AM
Parent: #2

خبر جميل

وياريت اخوانا الشعراء والفنانين يقوموا بنفس العملية

واخصَ هنا الفنان الموصلي عشان يمشي ويرفع ليهو قضية ضد الحلاقيم السنينة والخشنة ويلقى ليهو

كم مليون كده.

الابداع تعب وسهر واجتهاد لايحتمل عمليات السطو والجربندية المتفشية عندنا

Post: #4
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: Fadl Karrar
Date: 07-05-2006, 08:22 AM
Parent: #3

قمت بتهنئية الأستاذ هاشم صديق صباح اليوم عبر الهاتف
ليس علي مبلغ التعويض
وإنما علي مبدأ التمسك بالحقوق
خاصة وقد كان معروفاً عنا كسودانيين عامة ومبدعين علي وجه الخصوص
أننا نفرض فى حقوقنا ولا نطالب بها
ودونكم كثير من الأمثلة داخل وخارج السودان
ومهما تحايلنا علي أنفسنا بتمسية الأشياء بغير مسمياتها
كأن نصف أنفسنا بأننا شعب متسامح وطيب إلي آخر الصفات التي نداري بها العجز والضعف
فإن الحقيقة هي أننا نفرض فى حقوقنا ويرانا الآخرون بعكس ما نعتقد فى أنفسنا
لدرجة أن المصريين يقولون أن السوداني طيب دلالة علي السذاجة
علي العموم شكراً هاشم صديق
وأنت تجسد فعلياً أنه ما ضاع حق وراءه طالب
شكراً فلكم تمثلنا بأقوالك وها أنت بافعالك تؤكد أن الحق حق ولو بعد حين
شكراً هاشم صديق

Post: #5
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: عبدالوهاب همت
Date: 07-06-2006, 09:21 AM
Parent: #1

ما ناله الاستاذ الشاعر هاشم صديق هو حق مستحق يستحق عليه التهنئة لمثابرته وبالتالي حفظ حقوق المبدعين.
الخطوة الاهم والمتوقعة من الاستاذ هاشم صديق أن يخطو خطوات عملية ليتصافى مع العمالقة الاستاذة محمد الامين وأبوعركي البخيت .
فهل يفعلها هاشم صديق ونعود لسماع ابوعركي وابو اللمين وهم يرددون روائعه مرة اخرى؟ حسب معلوماتي المؤكدة فان الاستاذ محمد الامين يرفض ترديد اغنيات هاشم صديق حتى في مجالسه الخاصة ..فهل يتحرك الحادبون لتعود المياه الى مجاريها؟ رسالتي هنا الى الاستاذ صالح عركي وهو واسطة العقد بين الاطراف الثلاثة

Post: #6
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: nadus2000
Date: 07-06-2006, 10:09 AM
Parent: #5

الأخ همت
بلا شك أن هذا موقف سليم وينسجم تماما مع الشاعر الثائر هاشم صديق،
فله التهنئة على استرجاع بعض حقوقه.

ولكن استغرب على ما كتبته أنت هنا، والذي أجد فيه ما تراءى لي بأنه تناقض مع قيمة هذا البوست، حيث أوردت :
Quote: الخطوة الاهم والمتوقعة من الاستاذ هاشم صديق أن يخطو خطوات عملية ليتصافى مع العمالقة الاستاذة محمد الامين وأبوعركي البخيت .
فهل يفعلها هاشم صديق ونعود لسماع ابوعركي وابو اللمين وهم يرددون روائعه مرة اخرى؟ حسب معلوماتي المؤكدة فان الاستاذ محمد الامين يرفض ترديد اغنيات هاشم صديق حتى في مجالسه الخاصة ..فهل يتحرك الحادبون لتعود المياه الى مجاريها؟ رسالتي هنا الى الاستاذ صالح عركي وهو واسطة العقد بين الاطراف الثلاثة

فتحميل الخطوة التي سميتها عملية ومتوقعة-وهنا لا أختلف معك في تثمينها- وإنما أختلف معك فيمن عليه أن يقوم بها، وأرى أن الصيغة الصحيحة يجب أن تكون موجه للفنان أبوعركي وأبو اللمين، بأن يؤدوا الأمانات لأصحابها، حتى نعود لنسمع تلك الاعمال الرائعة.

Post: #7
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: nadus2000
Date: 07-06-2006, 10:10 AM
Parent: #5

الأخ همت
بلا شك أن هذا موقف سليم وينسجم تماما مع الشاعر الثائر هاشم صديق،
فله التهنئة على استرجاع بعض حقوقه.

ولكن استغرب على ما كتبته أنت هنا، والذي أجد فيه ما تراءى لي بأنه تناقض مع قيمة هذا البوست، حيث أوردت :
Quote: الخطوة الاهم والمتوقعة من الاستاذ هاشم صديق أن يخطو خطوات عملية ليتصافى مع العمالقة الاستاذة محمد الامين وأبوعركي البخيت .
فهل يفعلها هاشم صديق ونعود لسماع ابوعركي وابو اللمين وهم يرددون روائعه مرة اخرى؟ حسب معلوماتي المؤكدة فان الاستاذ محمد الامين يرفض ترديد اغنيات هاشم صديق حتى في مجالسه الخاصة ..فهل يتحرك الحادبون لتعود المياه الى مجاريها؟ رسالتي هنا الى الاستاذ صالح عركي وهو واسطة العقد بين الاطراف الثلاثة

فتحميل الخطوة التي سميتها عملية ومتوقعة-وهنا لا أختلف معك في تثمينها- وإنما أختلف معك فيمن عليه أن يقوم بها، وأرى أن الصيغة الصحيحة يجب أن تكون موجه للفنان أبوعركي وأبو اللمين، بأن يؤدوا الأمانات لأصحابها، حتى نعود لنسمع تلك الاعمال الرائعة.

Post: #8
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: عبدالوهاب همت
Date: 07-06-2006, 11:22 AM
Parent: #1

أود تصحيح كلمة الاساتذة بدلا عن الاستاذة
العزيز نادوس أعلم ان هناك جهود قد بذلت لكنها لم تسفر عن شئ حقيقي والعشم أن تعود الامور على ما كانت عليه من قبل

Post: #9
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: Muhib
Date: 07-06-2006, 01:58 PM
Parent: #8

يعني في امل في القضاء السوداني .شئ جميل ومبروك

Post: #10
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: عبدالوهاب همت
Date: 07-13-2006, 10:51 AM
Parent: #1

لقاء مع هاشم صديق
alsahafa 13 -07

أربع سنوات قضيتها بين صلف الجهاز الكبير،
وفنانين ناصروا الظالم، وشعراء لا مبالين
القدال وصالح عركي والفاضل دياب استماتوا صبراً ومثابرة من أجل حقوق المبدعين
فى سابقة قضائية هى الاولى من نوعها ألزمت المحكمة المختصة التلفزيون بتعويض الاستاذ الشاعر هاشم صديق بمبلغ 100 مليون جنيه، نظيراعماله الشعرية المغناة التى ظلت تبث لاكثر من ثلاثين عاماً دون ان يتقاضى الشاعر اى مقابل سواء من التلفزيون او من المطربين المؤديين لهذه الاغنيات.ومنذ اكثر من اربع سنوات فجر هاشم صديق قضية حقوق المبدعين والشعراء والتى تنادى بضرورة تقاضى الشعراء او المؤلفين مقابلا لاعمالهم .وتبنى بعد ذلك القضية عدد من الادباء والمهتمين وطالبوا عبر الندوات والمنتديات بضرورة تفعيل قانون حقوق المبدعين . وقام هاشم صديق بتسليم انذارات قانونية عبر محاميه لعدد من المطربين والاجهزة الاعلامية المختلفة تقضى بمنعهم من اداء اغنياته وللأجهزة بعدم بث اعماله مجدداً، وتفاعلت القضية عبر المحاكم الى ان وصلت الى هذا الحكم الاخير."الصحافة" التقت الشاعر هاشم صديق فى هذا الحوار حول القضية وتداعياتها.
حوار : محمد كشان
ü بعد أربع سنوات قضاها هاشم صديق من محكمة الى اخري.. ما هو شعورك الحقيقي بهذا القرار بعد كل هذه السنوات؟
- هو شعور الإيمان بقيمة الصبر، والثبات على المبدأ، وعدم تمكين الوهن ليسري في الأوصال، ويضعف الإرادة، خصوصاً عندما تتطاول الأيام والسنين وأنت تزحف نحو هدف نبيل، وتتأمل أمامك الطريق وتجده يمتد دون بارقة محطة نهائية تلوح في الأفق، انه عذاب رهيب لا يعرف طعمه إلا من كابده، توتر ما قبل الجلسات، وخلالها، وما بعدها، استفزاز صلف الجهاز الكبير (التلفزيون) على لسان من يمثله وشهودهم، ذلك الاستخفاف الحارق بقيمة الشعراء و(مط) قامة المطربين بجهل يغيظ، الإستماتة في قتل الوقت واضاعة الزمان بمختلف الوسائل من قبل الخصوم، عدم الاكتراث التثاؤبي بعذاب الآخرين، وانتظار عامين، من جملة أكثر من أربع سنوات من عمر القضية، في محطة واحدة هي مرحلة انتظار قرار المحكمة العليا حول (طلب المراجعة) لقرار محكمة الموضوع حول (التعويض)، هذا بالإضافة إلى التجارب المُرَّة التي تورثك عذاب التأمل في قيمة مبادئ الآخرين عندما يأتي مطربون كبار ليكونوا (شهوداً) للدفاع عن (الجهاز) المعتدي ويوافقوا على الوقوف في وجه (الشاعر) ومناصرة الظالم، والمفارقة أن المستشار القانوني للجهاز يصرف النظر عن شهادتهم بعد أن حضروا الى المحكمة، ودعك من اطفال انابيب الصحافة الفنية وغيرهم ومطر الرشاش الآسن، والحجارة، والشتائم والبذاءة ووقوف قبيلة الشعراء تحت مظلة اللامبالاة وهم لا يناصرون ولا ينتصرون لمن تحمَّل كل ذلك العذاب الرهيب من أجلهم، أواه يا وطني، من اين اتى ذلك الشاعر الفارع النبيل (محمد طه القدال) الذي استمات فكراً ونبلاً ومثابرة وصبراً من أجل حقوق المبدعين عامة والشعراء خاصة، ومن اين اتت بقية العقد من غير الشعراء امثال صالح عركي صالح وغيرهم، بل من اين اتى ذلك الانسان الاسطوري (الفاضل الامين دياب) المحامي، العلم، والذوق، والفهم، والتجرد في محبة الابداع والمبدعين، العرق الذي يتصبب في الهجير أمام أبواب قاعات المحاكم، والعزف الجميل في استجواب الشهود ومخاطبة القضاة، والذكاء المتقد، وطول البال، و(الروح السَلَبَة)، ثم من اين اتى (المخذلون) (وما ادراك ما المخذلون)، (العاطلون عن الموهبة والضمير... الخ، لذلك فإن وصف شعوري بالسعادة بقرار المحكمة فوق قدرة الكلمات أو حتى القصائد.
ü هذا أول تعويض معتبر يتلقاه شاعر في تاريخ الثقافة والشعر والأدب في السودان؟
- هذا فضل من الله، والله ليس رب كوادر الجبهة وحدهم، هو رب العالمين، يعلم من هو الظالم ومن المظلوم، والسر والجهر، والصادق والكذوب.. وهو يعطي بغير حساب لمن أراد. وبعد ذلك قل هو حصاد الصبر والمثابرة على طلب الحق والمنافحة من أجل المظلومين والمهمشين وهو أيضاً اضاءة فاقعة وقوية لقضايا حقوق المبدعين وهو سابقة قضائية تم اختبارها، تعين القانون والقضاة والمبدعين على (الاستناد) و(المساندة) وهى تعطي القانون والمبدعين دفعة قوية في مسألة تقدير (التعويض) في حالة ثبات (الأضرار) و(الإضرار) وذلك يُعين القضاة على الخروج من (الضباب المجازي) في الأسس التي ينبني عليها التعويض، وذلك لأن المسألة فعلاً تحتاج لاسس موضوعية وتجارب واختبار يعين عين القضاء وبصيرته في تقدير التعويض المناسب.
ü وما هي الخطوة المتقدمة التي اتبعتها المحكمة في منهج تقدير التعويض؟
- طلبت المحكمة ان يرفع لها قبل وقت كاف اسماء الشهود وتخصصاتهم مشفوعة بسيرة ذاتية مختصرة عن الشاهد، وتوضيح الجانب المحدد الذي سوف تقوم بتغطيته شهادته، وعلاقتها بموضوع القضية، وجنس الإبداع الذي تدور حوله. ثانياً لم تسمح المحكمة بالخروج عن موضوع (التعويض) في الاسئلة والمناقشة وافادات الشهود، وذلك لأن ماعدا ذلك قد تم حسمه في الجانب الجنائي الذي ادين به التلفزيون من قبل (وتم على اساسه الزامه بدفع (غرامة) للمحكمة، ايضاً ايقاف بث (الاغنيات)، موضوع الدعوى، نهائياً. ثالثاً قام الشهود استناداً على التخصص والخبرة وجنس الابداع الذي ينتمون إليه بتقديم افاداتهم من خلال استجواب الإدعاء والدفاع واستجواب المحكمة لهم بصورة دقيقة وصارمة، لقد كنت داخل قاعة المحكمة بعد الإدلاء بشهادتي وكنت أشاهد وأسمع وانا مبهور الأنفاس وأنا اشاهد ابداعاً مذهلاً، لقد ابدع الجميع، محكمة ومحامين وشهوداً، وتمنيت لو تم تسجيل جلسات هذه القضية في موضوع التعويض (صورة وصوتاً)، فهي علامة فارقة في ثقافة قانون الملكية الفكرية وابداع الاستجواب واعادة الاستجواب واستجواب القاضي للشهود وكل شئ، واعتقد انه من المفيد ان تقوم الصحافة بنشر حيثيات قرار المحكمة العليا بخصوص إعادة النظر في مسألة التعويض وارجاع الاوراق لمحكمة الموضوع (امدرمان وسط) ونشر مرافعتي الإدعاء والدفاع وحيثيات قرار المحكمة بكامله.
ü ولكن لقرار المحكمة سلبيات.. مما يجعل الاجهزة الاعلامية تتعامل مع الشعراء والمبدعين بتوتر وحذر؟
- بل ان هذا امر ايجابي فالتوتر والحذر مطلوبان، حتى تتعلم الاجهزة (ثقافة الملكية الفكرية) وبنود (القانون) الخاص بحماية حقوق المبدعين، وعلى الاجهزة ان تعيد النظر في لوائح ومكافآت حقوق المبدعين المالية لأنها بالية وغير قانونية بقرار المحكمة العليا، ومن الخير للمبدعين ان (تخاف) الاجهزة من القانون والمثول أمام المحاكم والادانة ودفع التعويضات اذا كانت (لا تختشي) وتقوم بتوفيق الأوضاع من تلقاء نفسها.
ü لماذا يحسم هاشم صديق قراراته دائماً بوسائل: أمام المحاكم، أو تقديم الاستقالات، أو بالمواجهة العلنية؟!
- وهل احسمها (بالمسدسات)؟! المحاكم هى أقصى محطة حضارية يمكن أن يصلها الانسان وهو يبحث عن حقوقه ودونها البدائية في إقتناص الحقوق، أو فوضى (الانتقام) في التعامل بالمثل، أما الاستقالة فهي انسحاب هادئ وموضوعي من وضع لا نستطيع التوافق معه ولا نستطيع تغييره، وهي صيحة احتجاج بصورة او بأخرى.. ايضاً، اما المواجهات العلنية، فهي كالمحاكم أحياناً تكشف السوء، وتفضح الظلم، وتنير عقل الحقيقة، وتقوم (بتأديب) الظالمين وكل هذه الخيارات (حضارية).
ü هاشم صديق حساس جداً؟
- الحمد لله والشكر لله، رغم أن الحساسية المفرطة مؤلمة إلا أنها نعمة من الله سبحانه وتعالى ودعك من هاشم صديق (السوداني)، فإن أساطين الابداع على مستوى العالم كان وظل مداد ابداعهم ونفاذ بصيرتهم هو حساسيتهم الشديدة المفرطة، لذلك فالمبدع الحقيقي هو صاحب تكوين انساني مختلف و(حالة خاصة) وهو يتعذب بسببها ويدفع ثمناً باهظاً من اعصابه وحياته، ولكنه يعطي ابداعاً متميزاً يتقد بروح ذلك العذاب ورؤاه وهو في حالة صدام دائم مع قوى الشر والعدوان، يصدح للخير والحق والجمال وهو يسير على طريق من لهب.
ü وما هي أطرف المواقف التي واجهتك طوال الأربع سنوات أمام المحاكم؟
- كثيرة، أحياناً تكون متوتراً وأنت تقف أمام باب قاعة المحكمة تنتظر الدخول تجد (معجباً) (يأخذك بالاحضان) وهو يقول لك (أنا ما كنت اتوقع ألاقيك شخصياً في يوم من الايام)، وبالطبع المفارقة هي انه (يلاقيك قدام باب المحكمة)، ايضاً عندما تغيب فترة طويلة من المحكمة ويلاقيك احد رجال الشرطة او متحرٍ ويقوم بتحيتك بحرارة ويقول لك (انت وين يا استاذ.. طولت مننا المرة دي مالك؟!)، آخر المواقف الطريفة هي ان الاستاذ حسن فضل المولى كان يدلي بشهادته في قضية (التعويض) وكان يجلس بجانبي محامي شاب يتابع مثلي باهتمام إفادة الاستاذ حسن فضل المولى. وعندما قال الاستاذ حسن فضل المولى ما معناه (إنهم لا يعرفون الشاعر ويتعاملون مع المطرب) و(ان المغني هو سبب شهرة الشاعر... الخ) مال نحو اذني المحامي الشاب وهمس (يا استاذ انا بعتذر ليك باسم الشعب السوداني.. والله «ست الشاي» البرة دي لو سألناها من صاحب الحق الاساسي في الأغنية حتقول الشاعر).
ü هاشم صديق حيعمل شنو بالـ (100) مليون؟!
- حأشتري رقشة وموبايل.. ها... ها... ها... يا أخي هي وينها المية مليون.. كدي لما استلمها.. تفتكر ناس التلفزيون حيدوني ليها كده بالساهل؟!.. في الوقت الحاضر أنا مستمتع بهذا الإنتصار حتى إشعار آخر، وعندما أتسلم المبلغ سوف اعلن مشروع استثمار المبلغ، وهو مفاجأة أكاديمية إبداعية نعد لها منذ سنوات.. أمسكوا الخشب وامسكوا ناس التلفزيون.
ü هل أنت متفق مع ثقافة المؤسسة العالمية للملكية الفكرية؟ وكيف تنظر لهم؟
- عندما قمت بتفجير هذه القضية استندت على وعيي واحساسي بعمق مسألة حقوق الشعراء التي كنت افكر فيها كثيراً واستندت على مادة في قانون حماية حق المؤلف في الانذارات التي تم تسليمها للمطربين وأجهزة البث الاعلامية. وجدل وثورة الحقوق قامت على هذا الاساس ثم تلقفت جمعية حقوق المؤلفين والناشرين السودانيين القضية وتبنت اشاعة ثقافة القانون والملكية الفكرية من خلال الندوات والمنابر، وانبنت علاقة متينة وجسور بين الجمعية والمؤسسة العالمية للملكية الفكرية واستعنا بخبراتهم وثقافتهم وأدبياتهم في إشاعة الوعي بهذه الثقافة واستمعنا واستمعوا لنا من خلال سمنارات وندوات هنا في السودان، وأنا انظر لهم بالطبع بوصفهم أهم مؤسسة للملكية الفكرية على مستوى العالم، وهي الضمير المتحضر والوعاء التنظيمي الجامع الذي ينظم مسألة الحقوق وجمعياتها في العالم اجمع، وهي بالطبع بكل قنواتها وأدواتها تسهم في إرساء ثقافة الملكية الفكرية والدفاع عنها.
ü هاشم صديق حساس ومتحفز تجاه التلفزيون وهادئ ومتسامح مع الإذاعة؟!
- الأجهزة الاعلامية هى ايضاً كالبشر، بالمعاملة والاحتكاك يمكن أن يخرجوا أحسن ما لديك او اشرس ما لديك، الاذاعة مؤسسة منذ ان قامت ظلت تفتح صدرها وذراعيها للمبدعين، وهي ما زالت تسير بقوة دفع بنياتها وتقاليدها الابداعية، والديمقراطية، الراسخة السمحة، لذلك فقد توثقت صلتي بالاذاعة منذ ركن الاطفال وعايشتها عبر كل مراحل العمر، اعطيتها ست مسلسلات درامية وعشرات الاغنيات والبرامج، وقدمتني للشعب السوداني كمؤلف درامي وشاعر وباحث ومقدم برامج وممثل، هي بيتي الذي رباني ابداعياً ورعاني وأسهم في اعطائي الشهرة، وحب الناس، وحتى الآن انا اكن لها الكثير من الحب والامتنان... هي رغم تقلبات الزمان ما زالت عندي وجه الامة الوضئ، أما التلفزيون -وما أدراك ما التلفزيون- فهو يبدو كالحديقة، ولكن تسعى من بين حشائشه وأشجاره الثعابين الماكرة الخطرة، انت وبالتجارب لا تستطيع ان تأمن ان تلسع من جحوره الخفية، وإذا كانت الاذاعة ما زالت هي وجه الامة الوضئ، فالتلفزيون هو وجه السلطة (غير الجميل). التلفزيون بسياساته ومعاملته غير اللائقة أو الحميمة فَقَدَ أبرز أهم مبدعي الشعب السوداني مما افقده بريق برامجه، وبالتالي فَقَدَ غالبية مشاهديه وتحولوا إلى قنوات أخرى محلية وعالمية. أنا شخصياً لا اشاهد برامجه ولا احتملها وقد اخرجوني من بوابته منذ ثلاثة عشرة عاماً ولم ادخل من خلالها من جديد.
ü هل من سبيل للدخول من تلك البوابة من جديد، هل بالضرورة انك لن تلج من خلال تلك البوابة إلا اذا تغير النظام السياسي؟
- وهل انتظرنا زوال النظام المايوي لنقدم (نبتا حبيبتي) و(قطر الهم) و(الحراز المطر)... الخ، وندخل من بوابة أجهزة الشعب السوداني، المسألة هي ان قادة ذلك الجهاز الذين توالوا على دفة قيادته في عصر (الانقاذ) هم (ملكيون أكثر من الملك) هم يمثلون الوجه القبيح للسلطة، هم وسواسون وسلفيون في مكان لا يحتمل ضيق مساحة الحرية، والتفكير الإبداعي المتخلف، لذلك فقد اوردوا هذا الجهاز موارد التهلكة. تصور حتى قضية (الحقوق) اخذوها مسألة شخصية. الاذاعة تستجيب للقانون وتتعامل بشفافية، والتلفزيون (فوق القانون) ويتعامل بصلف ومكابرة. وبربك قل لي كيف يمكن ان تفتح حواراً مع جهاز هو اساساً لم يبادر جدياً في الحوار، وكيف تستطيع ان تتعامل مع جهاز وانت تتخاصم معه في المحاكم وحتى الآن لم يغلق ذلك الملف نهائياً!!!
ü كلمة للشعراء والادباء؟
- قاتلوا من أجل حقوقكم ولا تحيدوا عن المطالبة بها قيد انمله، فالقانون والتجارب القضائية في صفكم، من حقكم ان تعيشوا حياة كريمة بإبداعكم فلماذا ترضون بالفتات.. قامت من اجلكم محكمة للملكية الفكرية فادخلوها من أجل حقوقكم آمنين.
ü موقف الصحافة في الاربع سنوات الماضية في القضية؟
- البعض ناصرها وأضاء عتمتها ووقف بجانبها بقوة على رأسهم صحيفة (المشاهد) والصديق الراحل المقيم محجوب محمد احمد الذي نهدي الى روحه الطاهرة هذا الانتصار الكبير، ايضاً الاخوة الزبير سعيد، وصلاح الدين مصطفى، وهيثم كابو، ويوسف النعمة، على سبيل المثال لا الحصر.
ü في سطور؟
محمد وردي:
- قيثارة الامة السودانية بلا منازع، وبعض الحضارة السودانية المعاصرة. سوف يشغل الصحافة، والمنابر، واجهزة البث وقاعات الدراسة في المؤسسات الاكاديمية الابداعية، والنقد والنقاد لمئات السنين القادمات.
محجوب شريف:
- هو شاعر فارع، ومناضل جسور، وصوفي من طراز فريد، وهو الذي دفع كثيراً من عمره وشبابه وصحته من اجل الناس والوطن. اعاده الله لنا معافى تماماً، ضاحكاً، هاشاً، باشاً... آمين.
محمد الأمين:
- سبق زمانه كموسيقار، عبقريته الموسيقية الغنائية يمكن أن توضع في مصاف محمد عبد الوهاب واولاد الرحباني على المستوى العربي، ويمكن ان توضع في مصاف (جون لينون) و( كات استيفنس) و(اندرو لويد ويبر) على مستوى العالم الغربي.. بصراحة شديدة لو ولد في (الغرب) لنقش ابداعه في ذاكرة العالم المعاصر.. ففي الغرب هم لا يهملون العباقرة.
ابو عركي البخيت:
- قاد ببسالة ابداعية ثورة في اضافة الجديد لرؤاه الموسيقية الغنائية، وأسس لنفسه منهجاً جديداً ومتميزاً في شكل الغناء ومعنى الغناء في ارتباطه بقيم نضالية تصدح بالخير والحق والجمال، واستطاع ان يمزج بين (العلمية) و(الابداعية) في موسيقاه. هو (لا ينظر للخلف في غضب)، بل (هو ينظر للأمام) في تحد واستشراف، هو يغامر كثيراً ابداعياً، ولكنه لا يخاف المغامرة لأنه صاحب منهج عنيد. اسعدتني عودته للإذاعة فهو يحتاج لأن يصل لأصقاع السودان المختلفة بجديده وقديمه في كل يوم.
الفاضل دياب:
- نصير المبدعين وضميرهم القانوني، محامي متميز، كاسح النجاح، وانسان ذو شفافية وألق، تشعر بالحضور في حضرته، وجدته صديقاً نصيراً عندما تساقط الاصدقاء. لن اضيعه وأنساه ما دامت تتردد في داخلي انفاس الحياة.
ü هل نأخذ حديثك لصحيفة (الرأي العام) بأنك قد خرجت من شعر الغناء نهائياً على محمل الجد، ام نعتمد تصريحك الاخير في المؤتمر الصحفي الذي انعقد على شرف كسب قضية التلفزيون بأنك لا تمانع العودة لشعر الغناء من جديد وتتعاون مع محمد الأمين وابو عركي البخيت من جديد؟
- بصراحة شديدة تستطيع اعتماد تصريحي لصحيفة (الرأي العام)، ذلك هو القرار الأنضج الذي اتخذته بعد تجارب وتأمل، وقد أوردت حيثياته في ذات اللقاء الذي اجرته معي صحيفة (الرأي العام)، أما حديثي حول هذا الموضوع في المؤتمر الصحفي فهو لم يكن ناضجاً، فقد خرجت الكلمات دون تروٍ في حالة من حالات الضعف الانساني التي تأثرت كثيراً بحالة جيشان الفرح الذي فاض نتيجة لانتصار قضية الحقوق، أعتذر عن هذا التناقض وهذا التسرع ويبقى قرار الخروج من شعر الغناء هو السيد، والأنضج والنهائي. أكرر اعتذاري.
ü ماذا بخصوص اغنية (عصفورة) التي صرَّح الفنان محمد وردي بأنه سوف يبدأ بروفاتها؟
- قلت من قبل إن الاخ محمد وردي يستطيع غناء هذه القصيدة وأريدها أن تكون مسك ختام وجودي في خارطة شعر الغناء، وقد تسلَّم الأخ وردي تنازلاً قانونياً يسمح له بالتغني بها. وما زلت على هذا الموقف وليس هنالك من سبب للتراجع عنه.
المحاكم أقصى محطة حضارية يمكن أن يصلها الإنسان.. ودونها البدائية والفوضى
عصفورة
شَقْشَقت عصفوره
من جنة عيونك
صَحْصَحَت نجمه
وزِهَت
في ليل عِنيَّه.
ومن سلامك
طَرْقع الفرَح
الأصابع
وإنْتبه وتري النِعِس
في بَرْد إيديّا.
هش صوتِك
سَكْسكَتْ نحْله
وسَرَت
من بين شفايف
ورده
لى حُضْن الخَلِيّه.
وشَكْشَكَتْ مطره
وبَرَق عبادي
في الافق الرمادي
واسْتحَمّت خاطره
في موج العَشِيّه
جيتي من وين
يا بِنيّه؟!
تدلقي اللون في الصحاري
تبني للشمس
الكباري
تلغي
تعسيلة العصاري
وتدسي
حاجات للطواري
وتلمحي النبضه الخفية.
.......
جيتي من وين
يا بِنيّه؟!
قاطعه وديان
الخْرافه
ضامّه ألواح
الشرافه
طايره بجناح
المخافه
عاطنه ثغرك
في الظرافه
ناقعه «داندُرمه»
وطرافه
وشايله للجايات
هديه
كلمة فالحه وبندقيه
غابة حنه
وصندليه
.......
جيتي من وين
يا بِنيه؟!
وقبْلِك الساعات
حوافي.
والأسف عِشْق
القوافي.
المنافي تلِد
منافي.
وكل سمحاً شين
ومافي
والزمن خطواتو
ماسْخَه
ودائريه.
.......
جيتي من وين
يا بِنيه؟!
من سلامك
طرْقع الفرَح الأصابع
وانتبه
وتري النِعِس
في بَرْد إيديّا
وفي حضورك
ما وعيت سفر النهار
إلا ساعْة المغربيه
.......
جيتي من وين
يا بِنيه؟!

Post: #11
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: عبدالوهاب همت
Date: 07-16-2006, 07:23 AM
Parent: #1

المشاهد16-7
في رده على
المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون
الشاعر هاشم صديق: ماذا يريد أمين حسن عمر؟!

كتب/يوسف النعمة
عقب الحكم الذي صدر مؤخراً من محكمة أمدرمان وسط لصالح الأستاذ الشاعر هاشم صديق في قضيته مع تلفزيون السودان والتي حكم فيها القضاء على التلفزيون بدفع تعويض مبلغ مائة مليون جنيه.. علّق الدكتور أمين حسن عمر المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون على الحكم وقد نشرت «المشاهد» تعليقه في عدد أول أمس الجمعة.. ومن جانب آخر يعلق في المساحة التالية الأستاذ الشاعر هاشم صديق على تعليق الدكتور أمين بالقول :
قرأت حديث الأستاذ أمين حسن عمر بصحيفة «المشاهد» وبصراحة شديدة لم اندهش فهذا هو ديدن رموز الإنقاذ الذين عودونا عليه منذ أن وجُدت سلطة الإنقاذ.. راية الارهاب السياسي في أي خلاف إبداعي أو فكري ظلت مرفوعة منذ سبعة عشر عاماً.. وكلما اختلف مبدع أو مفكر أو سياسي مع سلطة الإنقاذ رفعوا راية الإرهاب السياسي وهي وسيلة من الوسائل التي ابتدعوها لتصفية الخصوم.. أسرع ما يمكن أن يبادروا به هو وصف الخصوم أو أصحاب الرأي الآخر أنهم شيوعيون وضد النظام وهكذا.. الشيء الغريب أن المواطن البسيط الذي يُدعى هاشم صديق في هذه القضية، صبر لفترة أربع سنوات لم يتجنى على التلفزيون.. لم يهاتر في مسائل هي موجودة في مضابط القضاة والمحاكم وانتظر طويلاً حتى أتى هذا الحكم الذي صدر من محكمة أمدرمان وسط بتوقيع القاضي الذي أصدره خالد الزين.. وكنا نعتقد أن القضاء هو أقصى محطة حضارية يمكن أن يجدها المواطن السوداني في ظل هذه الظروف العصيبة الضاغطة التي فيها الكثير من الضيم والتجني.. وفوجئنا أن الأستاذ أمين حسن عمر من خلال هذا التصريح اعتبر هذا الحكم القضائي كأنه هزيمة للسلطة التي يرمز إليها والسلطة التي يمثلها وهذا شيء غريب لدرجة أنه خرج عن طوره.. تارةً يقول إنه لا يود أن يتحدث عن الحكم ولكنه يتحدث عنه وينتقده ويؤشر على أشياء وهذا شيء معيب بالطبع لأنه بهذه الطريقة يتحدث للملأ عن مسائل استأنف حولها ويجب عليه أن لا يقولها ويؤشر عليها بهذه الصورة الحادة في الصحف.
ويواصل الأستاذ الشاعر هاشم صديق تعليقه ويقول : الشيء الآخر هو يتحدث عن كراهية الذين تبنوا هذا الانتصار لأجهزة الثقافة والاعلام وهذا شيء مضحك لأنني وقبل يومين فقط في صحيفة «الصحافة» تحدثت عن التلفزيون والإذاعة.. وتحدثت بإسهاب عن الإذاعة وعن حبنا لها وعن بنياتها القوية وعن طريقتها في التعامل مع المبدعين وهي نفس الإذاعة التي تنطوي تحت مظلة أو لافتة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون التي يقوم الدكتور أمين حسن عمر بإدارتها.. وهذا أمر عجيب.. هم يريدون أن ينتصروا حتى بالباطل.. هم لا يريدون أن يرفع أي مبدع عقيرته ويطالب بالحقوق.. هم يريدون لجمعيات الدفاع عن حماية حقوق المبدعين أن تصبح «إمعات» إما أن تكون كالمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية «إمعة» وتابع ذليل لهذه السلطة.. أو إذا وقفت في صف المبدعين ودافعت عنهم فهي ستصبح في الحال من الجمعيات صاحبة اللافتات السياسية الفاقعة.
ويقول الأستاذ هاشم : مثل هذه الاتهامات وهذا الكلام لا يجدي لأنه جزء من تراث الإنقاذ السياسي وكما قلت منذ أن جاءت الإنقاذ هي تهاجم الناس بهذه المفردات.. وكل من يختلف معها هو شيوعي وعميل وهكذا.. نحن وبصريح العبارة أحسن أهلنا تربيتنا لو كنا نريد أن نقول الحقائق عن بعض الذين يتحدثون فهي تتجاوز مسائل الفكر السياسي رغم أننا لا ننتمى إلى أحزاب سياسية بالصورة الفاقعة كما هم يقولون ولكن شرف أن يتهمك الآخر إنك تنتمى إلى فكر ولكننا لا نود أن نتحدث أي الأشياء الأخرى التي لا تندرج تحت طائلة الفكرة بأية صورة أو أخرى.
ولكن إذا كان الأستاذ أمين حسن عمر يود أن يحول قضية فصل فيها القضاء السوداني النزيه إلى قضية سياسية ويود أن يفتح النيران فعليه أن يتحمل تبعات ذلك.. فهمها كان هامش الحرية فنحن سوف نتصدى كرأي آخر وسوف نكون له.. وسنفتح كل الملفات القديمة والجديدة معاً.
ويواصل الأستاذ هاشم تعليقه : وأعتقد أن هذه المواجهة ضرورية وهامة فلندع معركة القضاء تستمر بقنواتها ولكن إذا كان هو يود أن يحوّل هذه القضية إلى معركة سياسية فليخرج من أضابير مكاتب الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون «المكندشة» وحراسة أجهزة الأمن والدبابات ويلتقي بنا في ندوات جماهيرية في جامعة الخرطوم وغيرها لنتجادل ونتحدث عن حقوق المبدعين ولنتجادل عن مستوى التلفزيون الذي هبط.. ولماذا هبط؟ ولنتجادل عن الحرية.. الانقاذ هي التي أوردت نفسها موارد التهلكة بمثل هذه التصريحات وكان من الأجدى لها من البداية أن تسير على الدرب الصحيح حتى لا يسير الأستاذ أمين حسن حسن عمر نفسه في رحلات ماكوكية بين أبوجا ونفياشا ليصلح ما أفسده الدهر.. وأتمنى أن ينصلح.
ويضيف الشاعر هاشم : وسؤالي الهام، ماذا يريد الدكتور أمين حسن عمر؟! فإذا كان يريد أن يرهبنا نحن بهذه التصريحات فقد مارسوا هذا مراراً وتكراراً واستمروا في إرهابنا لفترة سبعة عشر عاماً ثلاثة عشر عاماً منها كنا خارج التلفزيون ولا زلنا، هم الذين يبحثون عنا، هم الذين حتى في هذه الجلسات كانوا في خارج القاعات يودون منا بشهادة الأستاذ الفاضل دياب المحامي أن تكون هذه محطة لنصلح كل القضايا.. أن أعود للتلفزيون وأن يعود الغناء وأن تنتهي هذه القضية.. وأنا لا أود أن أصغّر من المستشار القانوني للتلفزيون ولكن إذا كان هناك حكم خاطئ لم نرّ جهداً مميزاً أو مبهراً في قاعة المحكمة وحتى إذا كان هناك خطأ كما يقول الدكتور أمين حسن عمر أما كان الأجدر به أن يستأنف ويترك للقضاء العادل أن يقول كلمته؟.
وسؤال ما زال قائماً هل يريد أن يهربنا ادكتور أمين ؟! أم يريد أن يرهب القضاء السوداني؟! وأكرر إن كان يريد إرهابنا فإننا سنظل ندافع ونستميت في قضايا حقوق المبدعين والمهمشين وقضايا الشعب السوداني ولا أعتقد أن أيادي السلطة ورغم كل شيء يمكن أن تمتد إلى القضاء والقضية في أية مرحلة من مراحلها القادمة.

Post: #12
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: انعام حيمورة
Date: 07-16-2006, 07:44 AM
Parent: #1

الصديق همت
تحياتي .. لك وبنت الكونتي

تناول موفق وجميل جدا للموضوع ..

الف مبروك .. الاستاذ هاشم صديق ..

وياريت يعود عركي لهاشم وهاشم لعركي ..




Post: #13
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: عبدالوهاب همت
Date: 07-18-2006, 04:50 AM
Parent: #1

sudani 18-7




:: الصفحة الرئيسة

:: تحقيق

:: مال و أعمال

:: الرأي

:: مشاوير فنية

:: الرياضة

:: تقارير

:: حوارات

:: يوميات سوداني

:: برلمان السوداني

:: همسة

:: أضواء المدينة

:: الأخيرة

:: الأعمدة

:: الإرشيف

:: البحث

:: البريدالالكتروني:[email protected]












العدد رقم: 251 2006-07-18

ردود أفعال المبدعين والقانونيين عقب تصريح مدير الهيئة السودانية للإذاعـــــــة والتلفزيـــــــون وموقــــــــف المصنفـــــــــــات من قضـايا المبــــــــــــدعين
هاشم صديق: مارست ضبط النفس لأربع سنوات ومدير الهيئة لا يرهبنا بل يريد ارهاب القضاء!

القدال: تصريحات مدير الهيئة تعد إملاء على العدالة



تصاعدت وتيرة الأحداث وردود الأفعال بعد تصريح مدير الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون د.أمين حسن عمر، في البيان الذي وزع على الصحف حول قضية هاشم صديق مع التلفزيون، الأمر الذي جر موقف ما يسمى بالمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية من قضايا المبدعين. تحدث الينا بعض اهل الشأن موضحين وجهات نظرهم حول ما يحدث!!





إرهاب سياسي:



تحدث الينا هاشم صديق عقب تصريح د.أمين حسن عمر، المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، او البيان الذي تم توزيعه على الصحف حول قضيته التي حكم فيها القضاء، قائلا: بكل اسف بعد ان قال القضاء كلمته يعود اكبر مسؤول بالهيئة ويشكك في ذلك، ويتهم قرار المحكمة بتعدد الأخطاء. وأضاف: لقد فوجئنا بالسيد مدير الهيئة يسيس القضية ويجعلها شخصية ويتهم جمعيات حقوق المبدعين بأنها واجهات لأحزاب سياسية وينقض قرار المحكمة، وأضاف هاشم قائلاً: اننا مارسنا ضبط النفس لأربع سنوات وصبرنا سنتين لم نهاجم فيها التلفزيون حتى صدر قرار المحكمة، واعتبرنا أنه ثمن للنضال، ولكن يعود د. أمين ليمارس من جديد ذلك الإرهاب الذي أبعدنا (13) سنة عن أجهزة الإعلام.



وأتساءل: هل هو إرهاب ضدنا كمبدعين. أم هو إرهاب سياسي ضد القضاء؟ وهل مولانا خالد الزين، قاضي المحكمة المختصة، هو أحد الكوادر المعارضة؟.. وأشار هاشم صديق إلى خطورة هذا (البيان) قائلاً: ان مدير الهئية يريد اصدار حكم للمحكمة مسبقاً، ونحن نعتبر أن القضاء هو آخر نقطة يمكن أن يلجأ إليها اصحاب الحقوق الضائعة والمغتصبة، وأضاف أن د.أمين اذا كان يريد ارهابنا فقد أخطأ، فنحن لـ(17) عام لم تلن لنا قناة، ومثل هذه الحديث لا يزيدنا إلا تشبثاً بحقوقنا.. فقط نرجو ان يكون هذا الصراع نظيفاً لأن التلويح بورقة الساسية غير مجدٍ.



وفي تعليقه على دور المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية قال إن هذا موضوع طويل، وعدنا بالحديث عنه وعن قادة الأجهزة الإعلامية والكيانات الثقافية، ووصف المبدعين بالمستعمرين ثقافياً، وهذا ما سيستحدث عنه لاحقاً، على صفحات (السوداني).



إملاء على القضاء:



انتقلنا إلى الشاعر محمد طه القدال، الأمين العام لجمعية حماية حقوق المؤلفين والناشرين السودانيين، فتحدث معلقاً على تصريحات المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون د.أمين حسن عمر حول الحكم القضائي الذي اصدرته المحكمة العليا والقاضي بتعويض الشاعر هاشم صديق مبلغ (100) مليون جنيه في قضيته مع التلفزيون، وقال إنه من المؤسف ان يعيب المسؤول الأول في الهيئة حكما قضائيا، واتهامه بتعدد الأخطاء، ثم يستبق الأحداث بقوله ستدرك المحكمة تلك الأخطاء، وهنا إدانة للمحكمة أولاً، ثم إملاء وتعد على القضاء حيث يحكم لها او يملئ عليها الحكم ضمنياً، وهذه سابقة خطيرة.. ولكننا هنا نشير إلى ثقتنا في قوة وشرف القضاء السوداني ونزاهته.



ورداً على حديث د.أمين بأن الإذاعة والتلفزيون كأنهما يقدمان على ظلم المبدعين منذ السبعينيات قال القدال: ان الإذاعة والتلفزيون لم يظلما المبدعين منذ السبعينيات ولكنهما ظلا يصادران حقوقهم منذ قيامهما، وكان يجدر بالسيد مدير الهيئة ان يجلس مع المبدعين ويتفاوض معهم حول حقوقهم بدلاً من أن ينفي ظلم الإذاعة والتلفزيون لهم. ويضيف القدال رداً على إحدى فقرات تصريح د.أمين حسن عمر التي تقول بأن تلك الجمعيات هي واجهات لأحزاب سياسية استغلها البعض لذلك، قال: اقول له فقط: (كل إناءٍ بما فيه ينضح)، وهذه الجمعيات لعلمه ليست اتحادات ولا جمعيات مطلبية، بل هي جمعية حقوقية ولكنه إذا أراد ان يلونها فليلونها بما يشاء. وكون الهيئة ليست هي الجهة المشرعة للقوانين هذا لن يحمل عنه العبء بأنه لم يفاوض أصحاب الحقوق حول حقوقهم، وهو الجهة المستقلة.



إدارة غير شرعية:



وتحدث محمد طه القدال عن موقف الجمعية القانوني وعملها وصلتها بالمجلس الاتحادي للمصنفات، قائلاً: ان الجميعة مسجلة ولها دستورها وهي تعمل على تحقيق أهداف (الوايبو) بحفظ حقوق المبدعين وحمايتها، ولكنها لا تستطيع مباشرة عملها لما ارادته لها وزارة الثقافة والمجلس الإتحادي للمصنفات الأدبية والفنية، إذ ان الجميعة لا تستطيع العمل بمعزل عن الجهات الرسمية مثل الجمارك والمصنفات وشرطتها، وأضاف ان الجمعية هي الجهة الوحيدة المخوّل لها حماية حقوق المبدعين والتقاضي باسمهم وأن المجلس لن يستطيع حماية تلك الحقوق لأنه غير مفوض من قبلهم بذلك. وقد (أوعز) له ذلك من قبل لوزير الثقافة السابق بأن يكون ذلك عن طريق الإدارة الجماعية التابعة للمجلس وهذا ما حدث بالفعل وهو خطأ كبير وأساسي قانونياً. فبحسب قوانين الملكية الفكرية فن الجمعيات الأهلية هي التي تقاضي باسم المبدعين لا المجلس، وهذا هو المعمول به في كل الدول الأوروبية وأيضاً في تونس ومصر وعدد من الدول العربية.. فلماذا لا تكون للمصنفات إدارة جماعية مهمتها الإشراف والتعاون مع الجمعيات الأهلية التي مهمتها ان (تفاوض وتجمع وتوزع) بدلاً عن عما تقوم به الآن واعتبرته غير شرعي لأنها إدارة غير شرعية.



فهم مغلوط:



الأستاذ الفاضل الأمين دياب، المحامي ومستشار جمعية حقوق المؤلفين والناشرين السودانيين القانوني، تحدث من ناحية قانونية معلقاً على جانب من الفقرات التي وردت في تصريح مدير الهيئة وهي التي يتهم فيها الجمعيات بأنها (استغلت لتكون واجهات لأحزاب سياسية لا تخدم المبدعين)، قائلاً: انا لا اشكك في شرعية الجمعيات لكني أشكك في حديث مدير الهيئة نفسه، لأن هذه الجمعيات هي واحدة فقط، وقد ماتت يوم مولدها، وأنا اجزم ان الدكتور امين لا يعرف ذلك. هذه الجمعية تم تسجيلها ووضع دستورها وبرنامجها، ولكنها (اخذت على حين غرة) لظروف خارجية وداخلية، وهي حتى الآن لم تقم بأي عمل مباشر، وهناك فهم - أفتكر أنه - مغلوط في مجال الملكية الفكرية وقوانيها والتعامل معها هو ان كل من يتعامل معها من الجهات المدنية والمحاكم وغيرها يعتبر متغولاً عليها، والمصنفات (حقو يساعدوا) كجهة رسمية في دعم مثل هذه الجمعيات على حفظ حقوق المبدعين وليس العكس كما يحدث الآن.



وأضاف رداً على سؤال (مشاوير فنية) حول دور المصنفات الذي كان قد ذكر أنه اتسم بالسلبية تجاه قضية هاشم صديق قال دياب: نعم المنصفات كان يمكنها ان تساهم في دفع قضية هاشم صديق إلى الأمام حفظاً لحقه كمبدع، بدل ان تفعل غير ذلك، وأنها في واقعة أخرى قد قامت بتأخير قضية الشاعر الطاهر إبراهيم مع شركة (السناري)، وكيل شركة صوت القاهرة بالسودان، لأكثر من سنة وذلك عندما طلبنا من المجلس مدنا بالعقد الذي يثبت ملكية (السناري) للوكالة فرفض ذلك، فلجأنا إلى أخذه بعد ان تأكدنا من وجوده بواسطة خطاب رسمي من القاضي المختص، وكان يمكن للمجلس أن يغنينا عن ذلك بتقديم العقد للمحكمة، وهذا واجبه، ولكنه لم يفعل ذلك.. وأيضاً لم نره يلملم أطراف المبدعين والمؤسسات الذين يلجأون إلى القضاء لأخذ حقوقهم.



سابقة خطيرة:



الأستاذة رجاء الياس، المحامي والمهتمة بقضايا وقوانين الملكية الفكرية، قالت: إن تصريح د.أمين حسن عمر يعد سابقة خطيرة فيها عدم احترام لقرار المحكمة، وتوقيته بالتحديد جاء يضع خط رجعة للمحكمة بعد استئناف التلفزيون، وهذه سابقة خطيرة.. وهناك أيضاً سؤال: لماذا تأخر قرار المحكمة لسنتين؟ فهذه كلها ضغوط تمارس على القضاء، ولكن أفتكر أن الحقوق هي تنتزع ولا تؤتى، وقضية هاشم صديق هي سابقة وباب فتح ليطالب كل المبدعين بحقوقهم، وهذا ما يخشاه د.أمين حسن عمر ومن معه.












Post: #14
Title: Re: الشاعر هاشم صديق يكسب 100 مليون
Author: عبدالوهاب همت
Date: 07-18-2006, 04:52 AM
Parent: #1

sudani 18-7













العدد رقم: 251 2006-07-18

ردود أفعال المبدعين والقانونيين عقب تصريح مدير الهيئة السودانية للإذاعـــــــة والتلفزيـــــــون وموقــــــــف المصنفـــــــــــات من قضـايا المبــــــــــــدعين
هاشم صديق: مارست ضبط النفس لأربع سنوات ومدير الهيئة لا يرهبنا بل يريد ارهاب القضاء!

القدال: تصريحات مدير الهيئة تعد إملاء على العدالة



تصاعدت وتيرة الأحداث وردود الأفعال بعد تصريح مدير الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون د.أمين حسن عمر، في البيان الذي وزع على الصحف حول قضية هاشم صديق مع التلفزيون، الأمر الذي جر موقف ما يسمى بالمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية من قضايا المبدعين. تحدث الينا بعض اهل الشأن موضحين وجهات نظرهم حول ما يحدث!!





إرهاب سياسي:



تحدث الينا هاشم صديق عقب تصريح د.أمين حسن عمر، المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، او البيان الذي تم توزيعه على الصحف حول قضيته التي حكم فيها القضاء، قائلا: بكل اسف بعد ان قال القضاء كلمته يعود اكبر مسؤول بالهيئة ويشكك في ذلك، ويتهم قرار المحكمة بتعدد الأخطاء. وأضاف: لقد فوجئنا بالسيد مدير الهيئة يسيس القضية ويجعلها شخصية ويتهم جمعيات حقوق المبدعين بأنها واجهات لأحزاب سياسية وينقض قرار المحكمة، وأضاف هاشم قائلاً: اننا مارسنا ضبط النفس لأربع سنوات وصبرنا سنتين لم نهاجم فيها التلفزيون حتى صدر قرار المحكمة، واعتبرنا أنه ثمن للنضال، ولكن يعود د. أمين ليمارس من جديد ذلك الإرهاب الذي أبعدنا (13) سنة عن أجهزة الإعلام.



وأتساءل: هل هو إرهاب ضدنا كمبدعين. أم هو إرهاب سياسي ضد القضاء؟ وهل مولانا خالد الزين، قاضي المحكمة المختصة، هو أحد الكوادر المعارضة؟.. وأشار هاشم صديق إلى خطورة هذا (البيان) قائلاً: ان مدير الهئية يريد اصدار حكم للمحكمة مسبقاً، ونحن نعتبر أن القضاء هو آخر نقطة يمكن أن يلجأ إليها اصحاب الحقوق الضائعة والمغتصبة، وأضاف أن د.أمين اذا كان يريد ارهابنا فقد أخطأ، فنحن لـ(17) عام لم تلن لنا قناة، ومثل هذه الحديث لا يزيدنا إلا تشبثاً بحقوقنا.. فقط نرجو ان يكون هذا الصراع نظيفاً لأن التلويح بورقة الساسية غير مجدٍ.



وفي تعليقه على دور المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية قال إن هذا موضوع طويل، وعدنا بالحديث عنه وعن قادة الأجهزة الإعلامية والكيانات الثقافية، ووصف المبدعين بالمستعمرين ثقافياً، وهذا ما سيستحدث عنه لاحقاً، على صفحات (السوداني).



إملاء على القضاء:



انتقلنا إلى الشاعر محمد طه القدال، الأمين العام لجمعية حماية حقوق المؤلفين والناشرين السودانيين، فتحدث معلقاً على تصريحات المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون د.أمين حسن عمر حول الحكم القضائي الذي اصدرته المحكمة العليا والقاضي بتعويض الشاعر هاشم صديق مبلغ (100) مليون جنيه في قضيته مع التلفزيون، وقال إنه من المؤسف ان يعيب المسؤول الأول في الهيئة حكما قضائيا، واتهامه بتعدد الأخطاء، ثم يستبق الأحداث بقوله ستدرك المحكمة تلك الأخطاء، وهنا إدانة للمحكمة أولاً، ثم إملاء وتعد على القضاء حيث يحكم لها او يملئ عليها الحكم ضمنياً، وهذه سابقة خطيرة.. ولكننا هنا نشير إلى ثقتنا في قوة وشرف القضاء السوداني ونزاهته.



ورداً على حديث د.أمين بأن الإذاعة والتلفزيون كأنهما يقدمان على ظلم المبدعين منذ السبعينيات قال القدال: ان الإذاعة والتلفزيون لم يظلما المبدعين منذ السبعينيات ولكنهما ظلا يصادران حقوقهم منذ قيامهما، وكان يجدر بالسيد مدير الهيئة ان يجلس مع المبدعين ويتفاوض معهم حول حقوقهم بدلاً من أن ينفي ظلم الإذاعة والتلفزيون لهم. ويضيف القدال رداً على إحدى فقرات تصريح د.أمين حسن عمر التي تقول بأن تلك الجمعيات هي واجهات لأحزاب سياسية استغلها البعض لذلك، قال: اقول له فقط: (كل إناءٍ بما فيه ينضح)، وهذه الجمعيات لعلمه ليست اتحادات ولا جمعيات مطلبية، بل هي جمعية حقوقية ولكنه إذا أراد ان يلونها فليلونها بما يشاء. وكون الهيئة ليست هي الجهة المشرعة للقوانين هذا لن يحمل عنه العبء بأنه لم يفاوض أصحاب الحقوق حول حقوقهم، وهو الجهة المستقلة.



إدارة غير شرعية:



وتحدث محمد طه القدال عن موقف الجمعية القانوني وعملها وصلتها بالمجلس الاتحادي للمصنفات، قائلاً: ان الجميعة مسجلة ولها دستورها وهي تعمل على تحقيق أهداف (الوايبو) بحفظ حقوق المبدعين وحمايتها، ولكنها لا تستطيع مباشرة عملها لما ارادته لها وزارة الثقافة والمجلس الإتحادي للمصنفات الأدبية والفنية، إذ ان الجميعة لا تستطيع العمل بمعزل عن الجهات الرسمية مثل الجمارك والمصنفات وشرطتها، وأضاف ان الجمعية هي الجهة الوحيدة المخوّل لها حماية حقوق المبدعين والتقاضي باسمهم وأن المجلس لن يستطيع حماية تلك الحقوق لأنه غير مفوض من قبلهم بذلك. وقد (أوعز) له ذلك من قبل لوزير الثقافة السابق بأن يكون ذلك عن طريق الإدارة الجماعية التابعة للمجلس وهذا ما حدث بالفعل وهو خطأ كبير وأساسي قانونياً. فبحسب قوانين الملكية الفكرية فن الجمعيات الأهلية هي التي تقاضي باسم المبدعين لا المجلس، وهذا هو المعمول به في كل الدول الأوروبية وأيضاً في تونس ومصر وعدد من الدول العربية.. فلماذا لا تكون للمصنفات إدارة جماعية مهمتها الإشراف والتعاون مع الجمعيات الأهلية التي مهمتها ان (تفاوض وتجمع وتوزع) بدلاً عن عما تقوم به الآن واعتبرته غير شرعي لأنها إدارة غير شرعية.



فهم مغلوط:



الأستاذ الفاضل الأمين دياب، المحامي ومستشار جمعية حقوق المؤلفين والناشرين السودانيين القانوني، تحدث من ناحية قانونية معلقاً على جانب من الفقرات التي وردت في تصريح مدير الهيئة وهي التي يتهم فيها الجمعيات بأنها (استغلت لتكون واجهات لأحزاب سياسية لا تخدم المبدعين)، قائلاً: انا لا اشكك في شرعية الجمعيات لكني أشكك في حديث مدير الهيئة نفسه، لأن هذه الجمعيات هي واحدة فقط، وقد ماتت يوم مولدها، وأنا اجزم ان الدكتور امين لا يعرف ذلك. هذه الجمعية تم تسجيلها ووضع دستورها وبرنامجها، ولكنها (اخذت على حين غرة) لظروف خارجية وداخلية، وهي حتى الآن لم تقم بأي عمل مباشر، وهناك فهم - أفتكر أنه - مغلوط في مجال الملكية الفكرية وقوانيها والتعامل معها هو ان كل من يتعامل معها من الجهات المدنية والمحاكم وغيرها يعتبر متغولاً عليها، والمصنفات (حقو يساعدوا) كجهة رسمية في دعم مثل هذه الجمعيات على حفظ حقوق المبدعين وليس العكس كما يحدث الآن.



وأضاف رداً على سؤال (مشاوير فنية) حول دور المصنفات الذي كان قد ذكر أنه اتسم بالسلبية تجاه قضية هاشم صديق قال دياب: نعم المنصفات كان يمكنها ان تساهم في دفع قضية هاشم صديق إلى الأمام حفظاً لحقه كمبدع، بدل ان تفعل غير ذلك، وأنها في واقعة أخرى قد قامت بتأخير قضية الشاعر الطاهر إبراهيم مع شركة (السناري)، وكيل شركة صوت القاهرة بالسودان، لأكثر من سنة وذلك عندما طلبنا من المجلس مدنا بالعقد الذي يثبت ملكية (السناري) للوكالة فرفض ذلك، فلجأنا إلى أخذه بعد ان تأكدنا من وجوده بواسطة خطاب رسمي من القاضي المختص، وكان يمكن للمجلس أن يغنينا عن ذلك بتقديم العقد للمحكمة، وهذا واجبه، ولكنه لم يفعل ذلك.. وأيضاً لم نره يلملم أطراف المبدعين والمؤسسات الذين يلجأون إلى القضاء لأخذ حقوقهم.



سابقة خطيرة:



الأستاذة رجاء الياس، المحامي والمهتمة بقضايا وقوانين الملكية الفكرية، قالت: إن تصريح د.أمين حسن عمر يعد سابقة خطيرة فيها عدم احترام لقرار المحكمة، وتوقيته بالتحديد جاء يضع خط رجعة للمحكمة بعد استئناف التلفزيون، وهذه سابقة خطيرة.. وهناك أيضاً سؤال: لماذا تأخر قرار المحكمة لسنتين؟ فهذه كلها ضغوط تمارس على القضاء، ولكن أفتكر أن الحقوق هي تنتزع ولا تؤتى، وقضية هاشم صديق هي سابقة وباب فتح ليطالب كل المبدعين بحقوقهم، وهذا ما يخشاه د.أمين حسن عمر ومن معه.