رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار

رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار


11-08-2007, 05:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=409&msg=1201038667&rn=13


Post: #1
Title: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-08-2007, 05:02 PM
Parent: #0

كتب الصديق الدكتور أحمد عثمان عمر في البوست التالي

أزمة شريكي نيفاشا-محصلة طبيعية لبداية وحسابات خاطئة

المقالة التالية

منذ بروتوكولات ماشاكوس، كنا ضمن قلة من الحادبين على مصلحة الوطن أبدوا تحفظات واضحة عليها إنسحـبت لاحقـاً على إتفاقيـة نيفاشـا نفسهـا، دون أن نعارض إيجابيات وقف الحـرب والتمـهيد لإمكانية النضال من أجل تحول ديمقراطي لاتكفله الإتفاقية بذاتها بأي حال من الأحوال. ولقد لخصنا تحفظاتنا وملاحظاتنا التي تراكمت في مايلي:

1. تمت هندسـة الإتفاقية على أساس صراع متمحور شمال/جنوب مع إعتماد المؤتمر الوطني ممثلاً للشمــال والحركـة الشعبيــة ممثلاً للجنوب، مما أدى إلى معالجـة تبنت خلق دولـة هجين علمانيـة في الجنوب ودينيــة في الشمال وفقاً للقسمة بين شريكي الإتفاقيـة. هذا الخلل الجوهري أدى إلى أن تكون الحقوق المكفولـة بموجب الإتفاقيـة حصراً على الجنوب في حين إسـتأثر المؤتمــر الوطني بالشمــال يشـرع لـه حسب فهمـه الإسـتبدادي للشريعـة الإسلاميــة وفقـاً لدسـتور نيفاشـا الذي كـرس الشريعــة الإسلاميـة كمصـدر للتشـريع الفيـدرالي في شمال البلاد. وبالتالي أصبحت الإتفاقية مجرد صفقة بين جنوب تحرر من قبضــة المؤتمر الوطني وشمـال ترك لمصيره تحت حكـم الإستبداد المتـأسلم. لذلك ومنذ البداية جاءت نيفاشا مشروعاً لدولتين تنكرتا في شكل دولة واحدة بقدرة قادر.

2. وضـع الصفقــة أعلاه، يجعـل التطورات الإيجابيــة في الشمـال تظهر بمظهر المنـح من المؤتمـر الوطني لأن حدوثها عرضي لا أصيل يحفزه تواجد ممثلين للحركة بالحكومة المركزية والحفاظ على رمزيـة الشراكـة والإلتزام تجاه المجتمع الدولي الضامن للإتفاقيـة، ولاتظهـر كحق مكتسـب لجماهير الشعب السوداني في الشمــال، وهي الجمــاهير التي ظلمهـا التجمـع الوطـني بتوقيع إتفاقيــة القاهـرة الهزيلــة- مـن مـواقع الإلتحـاق بصفقــة نيفاشـا- والتي لم ولن تنفــذ على ضعفها إلا في النقـــاط التي تكـرس إحـتواء المؤتمر الوطني لمعارضيـه الشمالـيين مـثل إستيعـابهم تعيينـاً بالبرلمانـات الوهميــة الراهنــة. وليس من المـستغرب أن يقـول الأسـتاذ/ التيجاني الطيب أحد موقعي إتفاقيــة القـاهرة أنـها "راحت شمار في مرقـة" لأن هذا المآل كان مـنظوراً منذ لحظـة توقيعها للإلتحـاق بركب نيفـاشا من مواقع متخلفــة. تقييم قوى التجمـع الوطني الديمقراطي الخاطئ لإتفاقيــــة نيفاشـا الذي دفعـه للتهافت وتوقيع ماسمي بإتفاقيـــة القاهرة، نتج عنه تداعيـــات مريعــة مثل مشاركـة بعض قواه في الحكومــة ودخول قوى أخرى برلمانات معينة لاسلطة فعلية لها لهيمنة المؤتمر الوطني عليها، وجعل من نيفاشا نصـاً مقدســاً إستخدمه الشريكان في إبتزاز هذه القـوى، بإشتراط الموافقــة عليــه لتسجـيل الأحزاب، وأصبح عائقاً أمام حلحلـة النزاعـات الأخرى بإعتباره سقفــاً لايمس في أي مفاوضات مع الحركــات المسلحة.

3. إتفاقيــة نيفاشـا حـددت معـالم الدولـة الهجين الخرافيــة، ولكنهـا لم تتعرض من قريب ولا من بعيد لبرنامج حكومـة الشراكـة المسمـاة حكومـة الوحدة الوطنيـة لاحقاً، فهي لم تعالج الأزمـة الإقتصادية، ولاخاطبت الإفقــار المنظم، ولم تعالج مسألـة الفساد، ولا مجانية التعليم والعلاج ولا قضايا الإصلاح الإداري ومشكـلات المفصولين تعسفياً ولا آليـات ضمـان إسـتقلال القضـاء حـيث تركت هذه الأمـور لجهد الشريكين أو لمفوضيات لاحول لها ولاقوة. وبكل أسف لم تكن للحركـة الدراية الكافية للمطالبـة بأن يكون لحكومـة الوحدة الوطنيـة بيان وزاري يشكل برنامجهـا ويعرض بعد إتفاق الشـريكين عليـه على البرلمـان المزعوم للإجازة ليصبح برنامجاً مجازاً وملزماً. ولهذا كان من الطبيعي أن تجد نفسها تنفذ برنامج حكومة المؤتمر الوطني دون زيادة أو نقصان.

4. راهـن المؤتمـر الوطني منذ البدايــة على غموض الإتفاقيــة والتزاوج غـير الصحي بـين نقيضين (الدولـة العلمانيـة والدولـة الدينية) مع غياب برنامج حكومي ملزم حال و آني التطبيق، بالإضافة إلى دائرة الفساد المرعبـة التي خلقتها دولـة الإنقاذ، وضعف خبرة الحركة في الحكم بشكل عام وإنعدامها في الحكـم المـركزي، مع أغلبيـــة مريحــة في البرلمانـات المزعومــة، لينـتقل من إقصــاء الحركــة ومحاربتها إلى إستيعابها وإحتوائها والعبث بوحدتها ومن ثم إفقاد المواطن الثقـة فيها بإفراغ الإتفاقيـة من جوانبها الإيجابية تمهيداً للنكوص عنها.

5. نجـاح المؤتمر الوطني في إقناع الحركـة الشعبيــة والمجتمع الدولي بأنـه الوحيد القادر على توقيع نيفاشا وتنفيذها، مما جعـل الحركــة تدير ظهـرها لحلفائهـا في التجمـع وتصـدر تصريحات من بعض قيادييهـا برفـض التحـالف معهم في الإنتخابات النقابيــة ( إتحـاد المحامين كمثال). فالحركــة توهمـت أن إطـلاق يدها جزئياً بالجنوب، مؤشـراً يسمح للجـنوبيين لاحقـاً بممارسـة خيــارهم في الإنفصـــال، وأن المؤتمر الوطني جاد في تطبيق الإتفاقيـــة في هذا الجانب لـذا آثرت عدم إستفزازه في قضايا تهم الشمال بالأســاس تحت دعاوى أنه ليس المطلوب منها أن تناضل نيابـــة عن الشماليين. ولكنها نسيت أنهـا لديهـا إتفاقيـــات مع قوى التجمـع الوطني سابقــــة لنيفاشـــا للنضـــال معـــاً مـن أجــل ســـودان جــديد حــر وديمقــراطي، كما أنها نســيت أن النضـال من أجل التحول الديمقراطي هو شرط تطبيق الإتفاقيــة التي لن يطبقهــا المؤتمــر الوطني إلا تحـت ضغط جمــاهيري شمالي وجنوبي فاعل وليس بموجب ضغط دولي تسعى إليه الحركــة ويعرف المؤتمر الوطني سقوفـه وحدوده. ويبدو أن الحركة قد فات عليها أن عدم تطبيق المؤتمر الوطني لماهو أقل من الإستفتاء للإنفصال، مؤشر لحتمية عدم تطبيقه للإستفتاء.

6. أخطــأت قوى التجمع الوطني الديمقراطي، حين روجت لإتفاقيـــة نيفاشا بإعتبارها وثيقـة للتحول الديمقـراطي، وذلك لأن الوثيقــة لاتجاوز حالــة كونها أداة لخلق إنفراجـة وهامش ديمقـراطي يسمـح بنضال أوسع من أجل التحــول الديمقراطي، نتجت عن صفقـة بين شريكين وفقاً لتوازن القوى بينهما وشـروط المجتمع الدولي. فهي قد حافظت على الدولــة الدينية في الشمال، وأعطت المؤتمر الوطني اليد العليا في الحكومــة والبرلمانات الوهميــة، ولم تضع آلية فاعلــة لإستقلال القضـاء بوصفه شرطاً أســاسياً للتحـول الديمقـراطي. ولانظن بأن نصها على الإنتخابات المزمع عقدها يخرجها من تصنيفنا لهـــا كمجرد أداة إنفراج ناتجـــة عن صفقـة، وذلك لأن هذه الإنتخابـات تتـم في ظــل دســتور غـــير ديمقراطي كرس الدولة الدينية في الشمال، كما أنها مرهونة بإرادة الشريكين اللذين يستطيعان إلغائها وفقـاً لمشيئتهمـا المشتركـة إذا فضلا إستمرار شراكتهمـا دون هزات محتملـة فيمـاإذا تمـت إنتخـابات نزيهــة إستعدت لهـا كل القوى.لذلك كان على قـوى التجمع الوطني الديمقراطي، أن تنـأى بنفسها عن تسويق الإتفاقية كوثيقة للتحول الديمقراطي، وأن تناضل من أجل سقف أعلى يضمن تحولاً ديمقراطياً حقيقياً من خارج مؤسســات نيفاشــا وليس من داخلهــا. فدخـول هـذه المؤسســات حتى وإن كـان مـن مواقع المعارضــة في البرلمــانات كمــا فعل الحزب الشيوعي، كان خطـأً جسيماً جعل من هذه القوى جزءً من تطــبيق الإتفاقيـــة، وتضــلـيلاً للقــوى المعنيـــة بالإصــلاح الديمقراطي الفعـــلي، وإهـداراً لجـهد كبير في مؤسسات غير ديمقراطية لانفع فيها.

7. أخطـأت قـــــوى التجمـع الوطني الديمقراطي حين اعتـبرت أن تجـاوز الحركــة للتجمـع وقبـــول المفاوضـــات الفردية وصولاً لتوقيع إتفاقية منفردة، أمراً طارئاً نتيجة لتوازن الضعف بينها وشريكها وتدخل وضغـوط المجتمع الدولي، فممارسات الحركـة بعد الوصول للسلطـة توضـح أن هنـاك تيـاراً سائداً يعالج المسألـة السودانيـة وفقاً لمفهوم جنوب/شمال لابإعتبارها أزمة كل السودانيين في مواجهة نخبـة الرأسمال الطفيـلي الحاكمـة. لذلك كان من الخطـأ التعامـل مع الحركـة بإعتبارها فصـيل مـعني بقضايا قوميـة وتأجيل الصراع معها حول قضايا الديمقراطية وإنقاذ الوطن بوصفها شريك أصيل في السلطة.يلاحظ أن جميع القوى السياسيــة المعارضـــة ليس لها تقييم علمي للحركة الشعبية التي ألغت برنامجها الإستراتيجي (المانفستو) منذ العام 1995 وبشرت ببرنامج جديد لم ير النور حتى تاريخه، وتعاملت مع مقررات أسمـرا كبرنامج مرحلي سرعان ماتخلت عنه لمصلحـة نيفاشا المقدســـة لديها، وهي أيضاً لا تمتلك برنامج لحكومـة مركزيـة، وأضعف من أن تسيطر على الجـنوب وتنجز برنامج تنموي به، كما أنها تحتوي على تركيبة إجتماعية معقدة قابلة للإنفجار.

8. أخطأت قوى التجمع الوطني- وخصوصاً الحزب الشـيوعي السوداني الذي أطلق المصطلح- حين بنــت حساباتهـا على ما أسمتــه توازن الضعف دون أن تحسـب مســتوى هـذا الضـعف وتصـــل إلى أن ضمـن هذا التوازن المحكـوم بمتغــير دولي، يظـل المؤتمـر الوطــني أقوى من الحـركـة الشعبيــة وقوى المعارضــة المشتتـــة وغيـر الموحــدة. والغريب في الأمــر أن هـذه القـــوى ركـنت إلى هــذا التحـــليل الصحيح في عمومياتـــه في لحظــة تاريخيـة سابقة، دون أن يكون لها تقييم لإنقسام الجبهة الإسلاميــة أسـبابــه ونتـائجـه ومآلاتــه، مـثلمـا أن الحـركــة الشعبيـــة تـركــن إلـى المـجتمع الـدولي متناسيــة أهميـــــة المؤتمــر الوطني في حرب الولايات المتحدة على التنظيمات الإسلامية الأصولية وفي تطبـيق روشتـة صـندوق النقـد الدولي والمؤسسات الماليـة الدولية داخلياً بعنف وإقتدار وشراسة غير مسبوقــة. فالعامل الدولي المؤثر بالفعـل، لايدفع في إتجــاه إسقــاط المؤتمر الوطني بل في إتجاه الضغط عليه لتنفيذ ماتبقى من أجندة تخدم الجهات الخارجيـــة المعنيــة، لم ينفذها الحزب الحاكم حتى الآن، وتعـتقد تلك الجهـات – وهي محقــة في ذلك- أنه ليـس هنـالك من هو أقدر منه على تنفيذها.

لماتقدم من أسبـاب وأخرى غـيرها لايمكن أن نحصرها في هذه العجالـة، جاءت الأزمـة الراهنـة بين شريكي نيفاشـا كمحصلـة طبيعية لبداية وحسابات خاطئة، مما يبشر بحدوث أزمات أعمق لاحقاً. ففي تقديرنا أن هذه الأزمـة سوف تسفر عن إصلاحات شكليـة لإعادة الحركـة الشعبية لمقاعدها بالحكومة المركزيــة، توطئـة لإنجـاز التحالف الإنتخـابي المرغوب دوليــاً لخوض الإنتخابات القادمــة، والذي يتكون من المؤتمر الوطني والحركـة الشعبيــة وجبهـة الشرق وحركات دارفور بعد إدخالها طوعاً أو كرهاً في إتفاقيــة مهندســة دولياً، وهو تحالف سيكون شعاره حكومـة منتخبة تنفذ الإتفاقيات المبرمة، وأداته تخويف القوى الموقعـة على الإتفاقيات بأن قوى المعارضة غير معنية بتطبيق الإتفاقيات لأنها ليست طرفاً فيها، وأنها لاتستطيع التنفيذ حتى وإن رغبت لضعفها.

---------------

أتوجه إلى الدكتور أحمد بالشكر على المقالة التي كان ردي عليها المقال في المساهمة التالية

مرتضى جعفر

Post: #2
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-08-2007, 05:06 PM
Parent: #1

(1)

يقول أبو العلاء المعري:
إذا تفكرت فكراً لا يماذجه
فساد عقلٍ صحيح، هان ما صَعُبَا

ويقول محمود درويش في قصيدته إلى سميح القاسم والمعنونة "أسميك نرجسة حول قلبي"، يقول:

"إذا غفر الله للشهداء
وعادوا إلى الأهل من جنة الكلمات البعيدة
فهل تغفر الأم لي
رحيلي إلى إمرأة ثانية؟
================================
تداعيات الأزمة الأخيرة بين طرفي إتفاق نيفاشا وسط النخب الشمالية

تأسيس

1. نيفاشا هزيمة المشروع العربسلامي الساحقة والنهائية

أشد ما أخشاه أن يكون المنتقدون-شماليون كانوا أم جنوبيين- لإتفاقية السلام الشاملة الـCPA والموقعة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني في التاسع من يناير 2005 في العاصمة الكينية نيروبي، أن يكونوا منطلقين في إنتقاد ومعارضة هذه الإتفاقية-وبصورة لا واعية- من وضعهم للجنوبيين في خانة الدونية التي لطالما وضعوهم فيها، وهم بذلك يستكثرون عليهم مكاسب الإتفاقية الواضحة. ولعلني أكون أكثر جرأة في القول بأن الشعور بخيبة الأمل التي تشعر بها الأحزاب الشمالية كلها إزاء إتفاقية السلام الشاملة، هي نفسها، أي خيبة الأمل هذه، شاملة، فهي لم تستثنِِ يساراً ولا يميناً، لا قوىً طائفية ولا قوىً غير تقليدية، فهي شاملة تساوى فيها المؤتمر الوطني ومعارضوه، ولعل مردَّ ذلك هو سبب بسيط وهو أن الإتفاقية ببروتوكلاتها الستة مثلت هزيمة ساحقة للشمروع العربسلامي الإستعلائي الممتد طوال السنوات التي خلت من تأريخ شعبنا، هذا المشروع الذي كانت القوى السياسية الشمالية يسارها ويمينها تسهر على حمايته خلال تلك السنين التي خلت، لذا ليست خيبة الأمل هذه بمستغربة.

إستياء المؤتمر الوطني من هذه الإتفاقية ترجمه بوضعه العراقيل أمامها فهو كان مجبراً عليها وإستغرق توقيعه عليها سنتان ونيف. أحزاب المعارضة الشمالية عبرت عن خيبة أملها من هذا الإتفاق من خلال مواقفها الإنتهازية منه والتي تراوحت بين الإستفادة من فسحة الحريات التي أتيحت لها بفضله، وعدم تفويتها أية فرصة للهجوم على الإتفاقية بدعوى ثنائيتها. أين هذه الثنائية؟ وهذه الأحزاب التي تلوك هذه العبارة المضللة مشاركة في البرلمان ومجلس الوزراء الذي واظب وزراؤها على حضور إجتماعاته حتى بعد أن علقت الحركة الشعبية مشاركتها فيه؟!!. وحتى حزبي الأمة والمؤتمر الشعبي مارسا ذات الإنتهازية فهما يعارضان الإتفاقية علناً ولم يرتضيا المشاركة في مؤسساتها لكنهما في الوقت ذاته يناقشان قوانين الأحزاب والإنتخابات والتي تقدمت بهما مفوضية المراجعة الدستورية وليدة هذة الإتفاقية، بل وعينهما على الإنتخابات القادمة والتي لولا هذه الإتفاقية لما كان لها أن تتم.

2. التعامل مع الحركة الشعبية بفقه رمتني بدائها وانسلّت:

إن فشلت الوحدة في أن تكون جاذبة وإن أصبح الإنفصال مصيراً لهذا الحراك السياسي الذي فرضته نيفاشا فهو فشل النخبة السياسية الشمالية جمعاء يساراً ويميناً طائفية وغير تقليدية. فمواقف الحركة الشعبية الوحدوية لا تغفلها عين سوى "عين السُخط" عن جهل وعمد، بل وعمىً عقائدي فرضته أيديولجيا الإستعلاء، التي حركت ولا تزال المشروع العربسلامي، تجاه الأقليات المهمشة في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور والشرق وغيرها. فهذه العين الساخطة لا ترى في الحركة الشعبية سوى حركة إنفصالية، وإن لم تكن حركة إنفصالية فهي خاضعة بالضرورة لإمرة التيار الإنفصالي بداخلها (ناس باقان وياسر عرمان عيال قرنق على حد تعبير الإنفصالي القذر الطيب مصطفى، الطيب مصطفى ترى ماذا فعلت به النخبة الشمالية يسارها ويمينها؟). فالنخبة السياسية الشمالية لا تستنكف دعاوى الإنفصال إن صرح بها أحدهم مثل الطيب مصطفى وخصص لها منبراً وصحيفة تروج لها، لكنها ما تفتأ تلصقها تهمة بكل حر يسعى لخلخة بنيان السودان القديم الذي ما إعتادت نخبته الشمالية على أرض غيره لتقف عليها. وهنا سؤال بسيط يمكن أن يمتحن صحة هذه الشكوك: لو كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان إنفصالية هل إحتاجت لكل هذه السنين حتى تصل إلى فصل الجنوب؟ ولو كانت كذلك هل إحتاجت لكل هذه الجهود التي بُذِلَتْ من أجل الوصول إلى نيفاشا؟

يقول الدكتور منصور خالد في كتابه النخبة السودانية وإدمان الفشل الجزء الثاني -ولكم أنا معجب بهذا العنوان الذي إختاره د. منصور لكتابه- يقول في الصفحة رقم 36 في الفقرة الأولى: "ومنذ يومها الأول أعلنت الحركة بأنها ترفض النظر لقضية الجنوب كنزاع بين الشمال والجنوب لأن هذه النظرة قد قادت إلى إستقطاب اكتوى السودان بناره وأضفى ظلالاً عرقية ودينية ضاعت معها معالم الظلم الإجتماعي الذي هو أس المشكلة. وفي سبيل هذين الهدفين اراقت الحركة دماء بعض أبناء الجنوب قبل أن تلتحم في صراع دامي مع الجيش". ولعله يشير هنا إلى الإنفصاليين الجنوبيين الذي قاتلتهم الحركة عند تأسيسها لإن د. جون ورفاقه أرادوا لها أن تكون حركة وحدوية تسعى لبناء السودان الجديد المحرر ليس من أحد لكن من "شنو" كما درج في العبارة الشهيرة. ويردف الدكتور منصور خالد، مؤكداً ذات المعنى، لكن هذه المرة في كتابه "السودان: أهوال الحرب وطموحات السلام.. قصة بلدين" طبعة دار تراث بلندن في الصفحة 15، يقول: "ألغى قرنق من عقله صورة الآخر عنه، والتي كاد الآخر أن يقنع كل جنوبي بها. لم يرَ في نفسه إلا سودانياً ذا حقوقٍ أصيلة في بلاده، لا يحدد دوره ومكانه في الوطن الذي قيض له أن يكون جزءاً منه إلا فكره وإسهامه في الشأن العام وقدراته على العطاء لا منبته الجغرافي ولا دينه. هذه الفكرة الملهمة كانت هي الدافع الأساس لاقترابنا من قرنق ومن الحركة"، إنتهى.

هذا الموقف وللحقيقة هو ذات القول الذي أكد عليه الدكتور الواثق كمير في كتابه "د. جون قرنق ورؤيته للسودان الجديد خطب ومقالات". وللحقيقة لقد أعرتُ الكتاب لأحد الأصدقاء وإن كان حاضراً لأوردنا مقالات وخطب د. جون التي تؤكد على ذات المضامين. خطاب الحركة الشعبية بعد نيفاشا ظل هو هو وحدوياً وبرز ذلك في أكثر من مناسبة. ولعل تصريحات القائد باقان أموم في أكثر من حين والتي قال فيها "السودان هو الآن أقرب إلى الحرب منه إلى السلام وهو أقرب إلى الإنفصال منه إلى الوحدة"، لا تعكس سوى يأسه من النخب الشمالية-يسارً ويميناً- التي تفضل الإنقسام على وحدة هُزِمَ فيها مشروعها الإستعلائي. لذا فإن النخبة الشمالية المهيمنة على مقاليد الحكم في السودان منذ إستقلاله تتحمل وحدها ودون سواها مصير البلاد وحدةً أو إنفصالاً. وهنا يمكن أن نطرح سؤالاً: ما الذي فعلته النخب الشمالية من أجل أن يظل السودان موحداً منذ العام 1953 إلى اليوم؟ وقبل أن تصبح الحركة الشعبية مسئولة عن فصله منذ 1983 وحتى اللحظة؟


مرتضى جعفر

Post: #3
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-08-2007, 05:08 PM
Parent: #2

(2)

تعقيباً على الصديق د. أحمد عثمان

بدأ الدكتور أحمد عثمان تحليله بتشخيص خاطئ أفضى بدوره إلى عدة إستنتاجات خاطئة أيضاً، أقول هذا وأستغفر الدكتور لي على هذه الجرأة. وقبل أن نعالج جانب التشخيص الخاطئ، لنمعن النظر في التطورات السياسية التي أدت إلى التوقيع على الإتفاقية وما أعقبها. تأسس التجمع الوطني الديمقراطي في العام 1989 رافعا شعارات إسقاط سلطة الجبهة القومية الفاشية وإستعادة الديمقراطية بالإعتماد على الوسائل السلمية كالإضراب والعصيان المدني. وعندما تنبه التجمع لعدم نجاعة الوسائل السلمية في إسقاط السلطة، نسبة للقمع الكبير والواسع الذي مارسته السلطة ضد المعارضة في الداخل لدرجة يمكننا القول بأنها نجحت في تحجيم وإفناء النقابات والإتحادات الطلابية الأدوات الفاعلة في الإضراب السياسي والعصيان المدني وكان لها ذلك بالتشريد من الخدمة المدنية وقمع تظاهرات الطلاب وتزوير إنتخابات الإتحادات الطلابية وتجميد نشاط بعضها لعدة سنوات. هذه القناعة معطوفة على تصريحات النظام بأنه لن يلقي بالاً إلا للذين يحملون السلاح، أدى بالتجمع إلى أن يتبنى شعار الإنتفاضة المحمية والمعززة بالسلاح. وبعدها طفق التجمع يشكل ويدرب جيوشه بتكتيك هو توسيع جبهات القتال ضد الجيش في الجنوب والشرق وفي دارفور.

فتحت الجبهات ودخلت سلطة الجبهة القومية في حروب عدة، غير أن متغيرات إقليمية ودولية وداخلية غيرت من تلك المعادلة، وكانت تلك العوامل هي الحرب الأثيوبية الأرترية وتوقيع إتفاقية الخرطوم للسلام ونزوع المجتمع الدولي تجاه الحل السلمي لأطول حروب القارة الأشد فقراً في العالم. وهنا لابد من التذكير بإقتراح الحركة الشعبية لتحرير السودان بتكوين لواء السودان الجديد لتنضوي تحته كل الفصائل العسكرية التي شكلتها أحزاب التجمع لمنازلة النظام عسكرياً، غير أن أحزاب التجمع الشمالية لم تبدِ حماساً لهذه الفكرة، فكما فشل التجمع في خلخلة النظام سلمياً فشل في منازلته عسكرياً، بالتالي إن لم تكن نبفاشا ساعتئذٍ فما الذي كان من الممكن أن يكون بدلاً عنها؟ هل كان من المنظور أن ينجح تكتيك الإنتفاضة المحمية والمعززة بالسلاح في إسقاط السلطة وإستعادة الديمقراطية؟ هل كان التجمع بالداخل يعد العدة لتنظيم المظاهرات والإضرابات والعصيان المدني حتى يقتلع السلطة من جذورها ويعيد الديمقراطية السليبة؟

وهنا يطيب لي أن أذكر تجربة حقيقية عشتها في العام 1994 حين كنت في السنة النهائية بجامعة الخرطوم وجاءنا تكليف واضح من قيادة التجمع بالداخل والتي كانت تعمل بتنسيق تام مع قيادته بالخارج، وقد كان التكليف هو أن نشارك في التظاهرات التي يعد التجمع لتنظيمها، فقامت التنظيمات السياسية بتجميع عضويتها في الجامعة والجامعات الأخرى ووزعتهم على نقاط تجمع عديدة في العاصمة لتنظلق منها المظاهرات في ساعة صفر تم تحديدها. كنت من بين المجموعة التي كان من المقرر أن تلتقي أمام بوابة مستشفى أم درمان قبالة "ميز" الأطباء وذهبت بالفعل ووجدت طبيباً كان زميل لنا بالجامعة سبقني بالتخرج وجلسنا ننتظر –أنا وهو وحدنا-جماهير الملازمين وبيت المال وحي السوق والشهداء إلخ، وكان إنتظاراً بلا طائل حيث لم يحضر أحد، وكان المشهد هو هو في نقاط التجمع الأخرى بالخرطوم، قلت حينها كما يقول أهلنا "قدر أخف من قدر" وجيد أن لم يتسرب خبر المظاهرة إلى جهاز الأمن وأظنه تسرب لكنه أدرك الفشل وآثر التعامي لكيلا يثقل بيوت أشباحه بأعباء إعتقالات ينوء ظهره بحملها أصلاً.

بخصوص التشخيص الخاطئ للدكتور أحمد عثمان في تحليله للأزمة الأخيرة، نقول أن الدكتور قد إنطلق، كالعادة، من ثنائية الإتفاق، وذكر نقطة أخرى على درجة كبيرة من الأهمية وهي أن نيفاشا قسمت السودان إلى جنوب علماني وشمال إسلامي، وهنا لنطرح السؤال التالي:

هل نيفاشا ثنائية؟ وهل زاوجت بين شمال إسلامي وجنوب علماني؟

هل المؤتمر الوطني حقيقة لا يزال متمسكاً بشعارات الدولة الدينية إن كانت في السودان كله أو في شماله فقط؟ وهل إن كان حقاً لا يزال متمسكاً بذلك، هل هو قادر على تنزيل تلك الشعارات على أرض الواقع في عالمٍ ما عاد يسمح بذلك، وإن كلفه ذلك تجييش الجيوش وشن الحروب؟ طالبان نموذجاً. ودول الخليج، نموذج آخر، فهي تعكف الآن على إعادة صياغة المناهج التعليمية، كما أصبح في العديد منها مادة التربية الإسلامية تدرس بتنقيح ولا يمتحن الطلاب فيها. فالدولة الدينية هي فزاعة scarecrow تستخدمها الأحزاب الدينية، ويا للهول..إنها تفزع نخبنا الشمالية بحق. فالقارئ الدقيق لبروتوكول إقتسام السلطة وتحديدا الفصل الأول فصل "المبادئ العامة General Principles"، يدرك تماماً أن هذه الإتفاقية ما كرست لهذه المزاوجة المتخيلة والتي هي لا تمت للواقع بصلة وهي موجودة فقط في أذهان نخب الشمال التي عجزت حقيقة عن منازلة شعارات الدولة الدينية عبر السنين والتي كشفت عن عجزها هذا في أكثر من مناسبة، ودونك إغتيال الأستاذ محمود محمد طه وفرض الحجاب على الطالبات الجامعيات في مطلع التسعينيات. وأقولها بصراحة إن الأحزاب الشمالية التي لها توجهات علمانية، يخجل قادتها من ذكرها علانية، و يفضلون التستر خلف الدولة المدنية تارة ونفي تهمة الإلحاد عن عضويتها تارة أخرى، هذه الأحزاب ظلت تستثمر في مواطني الجنوب وحروبهم الطويلة ضد الحكومة المركزية لتكسب بهم أرضاً في صراعها مع قوى الهوس الديني بدعاوى ركيكة هي التعدد العرقي والثقافي والتي برهنت بحق على أنها رمال متحركة ما كان لهذه النخب أن تدفن رؤوسها فيها، في وقت كان من الأوجب عليها أن تطرح العلمانية لإنها علمانية بلا مواربة، ولإنها مناهضة للدولة الدينية، بهذا التجريد وبهذه المباشرة. ثم يحق لنا أن نتساءل هنا: ما الذي فعلته النخب الشمالية، وبالذات العلمانية منها من أجل سودان أو شمال علماني؟

نغمة ثنائية إتفاقية السلام الشاملة ظلت هي النغمة التي تطرب لها نخب السودان الشمالية المنتشرة في كافة الأطياف السياسية الشمالية، يساراً ويميناً، وهي ذات النخب التي إهتزت أرضية السودان القديم تحت أقدامها بفعل زلزال نيفاشا العنيف، وعكفت ترقص على إيقاعاتها متى ما لم يسرها ذلك الإتفاق ومتى ما أحست هزاته الإرتجاعية. إتفاقية السلام الشاملة تم التوقيع عليها بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان وحظيت بتوقيع أطراف مرموقة من المجتمع الدولي مثل الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي والإيقاد ونفر كريم من شركاء الإيقاد، كضامنين. أقول أن الحركة الشعبية ما كانت تضمر أثناء التفاوض ولا بعده ولا حتى الآن إبعاد القوى السياسية الشمالية من مسار التفاوض ولا عن ثمراته اليانعة. لذا كان أول تحرك للشهيد الراحل د. جون قرنق وقبيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وحتى قبل عودته إلى السودان توقيع إتفاقية القاهرة بين التجمع والمؤتمر الوطني بهدف إلحاق التجمع بركب الإتفاقية. نيفاشا وملحق القاهرة أسسا لمشاركة القوى السياسية الشمالية في الحكم وفي مستوياته المختلفة وفقاً للنسب التي حددتها نيفاشا والتي ما كان الإتفاق ممكناً بدونها، فالمؤتمر الوطني لن يمهر بتوقيعه إتفاقاً يسلم بموجبه السلطة إلى خصومه أو يقتسمها معهم في الحد الأقصى، ونيفاشا لم يكن من بديل غيرها.

الخلل الذي رافق تنفيذ إتفاق القاهرة وأعاق مسيرة التحول الديمقراطي، هو خلل تتحمل الحركة الشعبية جزءاً يسيراً منه، بيد أن الأحزاب الشمالية كأطراف التجمع وغير المنضوين تحت لوائه والمؤتمر لوطني يتحملون الجزء الأكبر في ذلك. وللتدليل على ذلك أقول أن هذه الأحزاب –المعارضة- كشفت عن ضعف كبير في خطابها وفي نشاطها وحتى في بنيتها التنظيمية بعد أن عادت إلى النشاط العلني بفضل إتفاقية نيفاشا. فهذه الأحزاب لم تملأ الساحة بالنشاط السياسي ولا عكفت على الإعداد لعقد مؤتمراتها ولم تقم بتجديد قيادتها، بل ولا يبدو أن هنالك تأريخا منظورا لذلك، فكيف يمكن أن يتحقق التحول الديمقراطي وأطرافه الأصيلة غير قادرة على حمل أعبائه؟ دأبت هذه الأحزاب الساخطة-المعارضة- على إنتقاد مسيرة التحول الديمقراطي وظلت تطالب بتغيير القوانين المقيدة للحريات، لكنها بالمقابل لم تنظم ندوة أو تصدر مطبوعاً تفند فيه هذه القوانين ولا خططها البديلة للقوانين القائمة. سهم المؤتمر الوطني جلي في وضعه العراقيل أمام التحولات الديمقراطية مستغلاً أغلبيته التشريعية والتنفيذية مبرهناً على عدم مسؤوليته وجديته على تنفيذ الإتفاق حسبما ما أبِنّا سالفاً، كما إنه أصر على الإبقاء على ذات القبضة الأمنية المحكمة والرقابة الثقيلة على الصحافة ودأب على مصادرة حقوق التعبير المتنوعة للأحزاب والأفراد والجماعات. لكن من الحري هنا أن نُذَكِّرَ بموقف الحركة الشعبية الذي دافع عن حقوق غير المسلمين في العاصمة القومية خلال شهر رمضان، حيث أصبحت المطاعم تقدم الوجبات ويأكل فيها المفطرون نهاراً جهاراً في عاصمة تخلت 52% من سلطتها عن عسفها الديني وقيل مشروعها الحضاري.

مقالة الدكتور أحمد عثمان حوت الكثير من المغالطات، استسمحه في هذا القول، وعلى سبيل المثال موقف الحركة الشعبية من إنتخابات المحامين، والذي قرأه الدكتور أحمد بذات العين الساخطة التي لا ترى في الحركة الشعبية سوى نزوعها-المفترض- نحو الإنفصال والذي دحضناه في أجزاء سابقة من هذه المقالة، فقد قال الدكتور أحمد في النقطة الخامسة من مقالته: "نجاح المؤتمر الوطني في إقناع الحركة الشعبية والمجتمع الدولي بأنه الوحيد القادر على توقيع نيفاشا وتنفيذها، مما جعل الحركة الشعبية تدير ظهرها لحلفائها في التجمع، وتصدر تصريحات من بعض قياديها برفضها التحالف معهم في الإنتخابات النقابية (إتحاد المحامين كمثال). ويواصل الدكتور أحمد في ذات الفقرة قائلاً "فالحركة توهمت أن إطلاق يدها جزئياً بالجنوب، مؤشراً يسمح للجنوبيين لاحقاً بممارسة حقهم في الإنفصال، وأن المؤتمر الوطني جاد في تطبيق الإتفاقية في هذا الجانب لذا آثرت عدم إستفزازه في قضايا تهم الشمال بالأساس تحت دعاوى أنه ليس من المطلوب منها أن تناضل نيابة عن الشماليين".

صديقي أحمد أرجو أن يتسع صدرك لما سأقول فالود أبقى من مكائد إختلاف الآراء، أقول، أنا في غاية "الخُلْعَة" والدهشة من هذا الحديث الصريح والمدافع بغير لجاجة عن السودان القديم ومؤسساته الباهتة والبالية والذي وكما أسلفت أن النخب الشمالية يساراً ويميناً سهرت، ولا تزال، على تكريسه وإطالة هيمنته وأمده، فمنذا الذي قال بأن مؤسسات مدنية مثل نقابة المحامين، أو غيرها، هي قضايا تهم الشمال بالأساس؟ فالصحيح عكس ذلك تماماً، لكن حديثك هذا هو ما آرادته نخب الشمال من هذه المؤسسات والتي ترى-أي نخب الشمال- أن مثل هذه التنظيمات موجودة بالأساس لتحافظ وتؤمن على مشروع الإستعلاء والتهميش، وهذا هو الدور الذي ظلت هذه المؤسسات المدنية تلعبه منذ نشأتها فهي لا تضع مواطني الجنوب-أو المهمشين بشكل عام- بداخل مجالها الحيوي ولا تكاد تراهم بعينها المجرد ولا حتى من خلال أكثر مناظيرها تعقيداً، فيا صدقي أتمنى أن تكون هذه هفوة تسربت من بين ناظري الـ"Proofreading"، فالنقابات وإن كانت تهم إنسان الشمال بالأساس فلماذا تلام الحركة الشعبية-تنظيم جنوبي في مخيلتك- إذاً على عدم النضال إلى جنب قائمة التجمع في معركة المحامين؟ وإن كانت هذه النقابات تهم الشمال بالأساس لماذا إكتسبت مشاركة الحركة الشعبية هذه الأهمية؟

فكما قلت، سابقاً، فإن كل قوى الشمال تستثمر إنسان الجنوب في حروبها المتبادلة، لذا كانت هذه القوى وكما قيل إنها كانت مستعدة لـ"النضال" ضد عصابة الجبهة القومية الإسلامية حتى آخر مواطن جنوبي. أضف إلى ذلك فإن هذه القراءة لموقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من إنتخابات المحامين قراءة متعسفة بحق الحركة الشعبية صورت أن نيفاشا هي صفقة تراضى طرفاها على سوق البلاد إلى الإنفصال، وهذا دحضناه بحق الحركة الشعبية وما يليها من إتفاق-على الأقل- في الفقرات الماضية. فعبارة "تدير ظهرها" تعكس هذه النفسية المرتابة والإستعلائية، إذ ليس من المنتظر من الحركة الشعبية سوى أن تكون رهن إشارة نخب الشمال-يمينها ويسارها وهيهات أن ترضى عنها اليهود أو النصارى في كل الأحوال، وما أظن أيضاً أن المؤتمر الوطني كان قد سعد بتلك الوقفة الجليلة من الحركة إبان تلك المعركة. وكم كنت أتمنى لو أن تفضل د. أحمد برفد مقالته ببعض من تصريحات قيادي الحركة الشعبية التي عبروا فيها عن نيتهم عدم التحالف مع التجمع في الإنتخابات القادمة. موقف الحركة الشعبية حينها كان عدم النزول سواء بقائمة مستقلة ولا ضمن أيٍ من القائمتين ووجهت عضويتها للتصويت لأيٍ من القائمتين تبدو مناسبة بالنسبة لها، وأعتقد بأن 100% منهم صوتوا للدكتور أمين مكي مدني فهو-منفرداً- أهل لهذه الثقة. وهنا دعني أسأل سؤالاً جوهرياً تتعامى عنه نخب الشمال السياسية، ما الذي يعجزها حقيقة عن كسب إنتخابات نقابة المحامين، أو غيرها، دون الحاجة إلى مساعدة الحركة الشعبية؟ فالحركة الشعبية دائماً ما تحملها نخب الشمال المعارضة مسئولية خيباتها هي (أي نخب الشمال)، وتحجب عنها حقها المستحق في نجاحاتها، فهي دائما "Escape Goat" بالنسبة لهم، وبذلك يغفلون عن ضعفهم وتراجعهم المستمر.


إنتهى


مرتضى جعفر

Post: #4
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Abdelfatah Saeed Arman
Date: 11-08-2007, 08:49 PM
Parent: #1

Dear Murdada
Long time no see....and good to see ya back

Well done
Fatah

Post: #6
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-09-2007, 09:12 AM
Parent: #4

حبيبنا فتاح

فعلاً لينا طولة..ومشتاقين

أشكرك على الطلة


مرتضى جعفر

Post: #5
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: أحمد عثمان عمر
Date: 11-08-2007, 10:49 PM
Parent: #1

صديقي العزيز/ مرتضى ، لك الود وعميق التقدير،،،
كم أنا سعيد بالحوار معك وبمساهمتك المحفزة على التفكير والرد بعد طول انقطاع. أنا حفي بنقدك ومداخلتك من مواقع الاختلاف، وأود أن أوجز ردي عليها فيما يلي:
مازلت أصر على أن نيفاشا صفقة ثنائية تمت بين شريكين أحدهما كان يدعي تمثيل كل السودان وانكفأ بموجبها لتمثيل الشمال وحده ( وهذا بلاشك من إيجابيات الاتفاقية)، والآخر كان له برنامج لسودان جديد ألغاه في العام 1995 ولم يصدر بديلا له، أجبرته التوازنات على أن يكون ممثلا للجنوب. وبالمناسبة القول بأن الاتفاقية صفقة ثنائية هو وصف قانوني دقيق وليس شتما، لأنها ببساطة موقعة بين طرفين. وما يؤكد على أنها صفقة بين طرفين شواهد عديدة منها ما يلي:
أ‌. الإتفاقية نتاج توازن قوى أو توازن ضعف كما يحلو للحزب الشيوعي بين طرفين يحملان السلاح ويخوضان أطول حرب في أفريقيا كما يقول المجتمع الدولي الذي سعى لإيقافها، هما الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني (شريكا نيفاشا لاحقاً)، حيث تم إستبعاد قوى التجمع الأخرى لضعفها ولأنها لاتحمل سلاحاً مما حتم معالجة الوضع على أنه صراع بين جنوب/شمال وعلى ذلك تمت هندسة الإتفاقية.
ب‌. برتوكول اقتسام الثروة يقسمها بين جنوب ومركز يزعم تمثيل الشمال تم غل يده وتقييدها فيما يخص جنوب الوطن.
ج. برتوكول اقتسام السلطة أنشأ حكومة في الجنوب في مقابل حكومة مركز في جوهرها تمثل الشمال أكثر منها حكومة لكل السودان وإن تم تسميتها حكومة وحدة وطنية هي بدون برنامج معلن أو بيان وزاري حتى تاريخه ياصديقي.
د. برتوكول الترتيبات الأمنية خلق جيشين أحدهما مطرود من الجنوب للمؤتمر الوطني ممثل الشمال، والآخر متمو ضع بالجنوب للحركة الشعبية.
ماتقدم والكثير غيره ياصديقي يؤكد أن هندسة الاتفاق تمت على أساس صفقة بين شمال/جنوب والسبب في ذلك رغبة المجتمع الدولي في إيقاف الحرب وتوازن القوى الداخلي. ولأن الاتفاق لم يكن وثيقة استسلام من مهزوم لمنتصر، كان لابد أن يبني على قاعدة "منتصرين أو لامهزوم" في علم التفاوض. لذلك تم تهجين الدولة الدينية في الشمال، بدولة علمانية في الجنوب. وحتى لايكون كلامي نظرياً أعيدك لنص المادة (5) من الدستور الحالي (دستور نيفاشا) التي كرست الدولة الدينية في الشمال عبر النص على الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع في الشمال. وهو نص لايمكن تقييده بنصوص دستورية أخرى وفقا لمبدأ التكافؤ بين النصوص الدستورية الموضوعية. وللتوسع حول هذه النقطة أرجو أن تعود لرسالتي لنيل الدكتوراه.

أراك ياصديقي قد صنفتني مع قوى السودان القديم وأدرجتني في هذه الثنائية التي لا أرى أن المقام يسمح بالدخول في جدل حولها هنا، وكما يقول العرب بالخليج "مايخالف"، لكن دعني أثبت ملاحظة أنك تتحدث عن التجمع وكأنه كان جسما شماليا في مقابل الحركة الشعبية، وبما أن الإشارة لقديم وجديد هي السائدة على خطابك أظن أنك تعني بالتجمع قوى السودان القديم، وهنا أختلف معك. فالتجمع الذي كان ضعيفا وبح صوتنا في نقده منذ تكوينه، كانت الحركة الشعبية عضوا فاعلا فيه ومازالت تتولى أمانته العامة ولو نظرياً لأنه مات منذ زمن طويل ولم يجد من يدفنه. فعجز التجمع بهذا المعنى الحركة الشعبية جزء منه، وفشله في تحقيق أهدافه وتنفيذ مقررات أسمرا يشمل الحركة الشعبية أيضا. وليس في هذا بالطبع تبرئة للأحزاب الأخرى وخصوصا الحزب الشيوعي الذي تعامل مع تحالف لا لوائح له يدار عبرها الصراع، بل أنه تخلى عن الصراع بالمرة مغلبا الوحدة. ولكن يبقى فشل القوى الأخرى بالتجمع ليس عذرا للحركة في أن تتحمل نصيبها من هذا الفشل وفقا لمبدأ المسئولية التضامنية في العمل المشترك.
إستوقفني ياصديقي حديثك عن لواء السودان الجديد، وهو جسم تابع للحركة الشعبية حاولت كما قلت أن تجمع كل الفصائل العسكرية تحته. وذلك لأن هنالك أسئلة كانت ومازلت تدور بذهني حول هذا اللواء وأرجو أن تكون لديك الإجابة عليها وهي: لماذا سعت الحركة لتأسيس هذا اللواء برغم وجود قيادة مشتركة لقوات التجمع الذي تتمتع هي بأمانته العامة ونالت شرف قيادة تلك القوات؟ ماهو دور القيادة الشرعية للقوات المسلحة وهل كان مطلوبا منها الإنضمام للواء تابع للحركة الشعبية؟ هل كان اللواء مفتوحا لقوى السودان القديم كالإتحاديين مثلا أم أنه مقصور على قوى السودان الجديد حسب تصنيف الحركة؟ في تقديري المتواضع أن فشل لواء السودان الجديد سببه بالأساس الصيغة المبهمة التي طرحتها الحركة الشعبية ولم تجتهد في شرحها وتوضيحها بالإضافة إلى ضعف العمل العسكري بعامة لدى قوى التجمع الأخرى.
ياصديقي بقدرما أتفق معك في أن قوى التجمع الأخرى أو قوى السودان القديم كما فهمت من مداخلتك إن كان فهمي صحيحا، لايجوز لها أن تعلق ضعفها وفشلها على الحركة الشعبية، بقدرما أطالب الحركة الشعبية بأن تتحمل نصيبها من هذا الفشل بوصفها عضوا فاعلا في التجمع. ولنسأل بعض الأسئلة المهمة: ماذا فعلت الحركة ليكون للتجمع لائحة تعصمه من الشلل الذي أقعد به نتيجة لسيادة مبدأ الإجماع ؟ ماذا فعلت الحركة في نطاق العمل الجماهيري بالشمال لرفد جسد التجمع بكادر يساهم في تفعيل نشاطه؟ ماذا قدمت الحركة للتجمع في جبهة التمويل والعمل الإعلامي؟ ماهي المشاريع التي تقدمت بها الحركة للتجمع على مستوى البرامج البديلة؟ ماهو الدور الذي قامت به الحركة لتفعيل نشاط التجمع بجنوب البلاد وفي مناطق نفوذها؟ هذه الأسئلة وغيرها ليس الغرض منها الهجوم على الحركة، بقدرما أن القصد منها أن تقوم الحركة بتقييم تجربتها بالتجمع تقييماً علمياً. فأنا أوافقك بأن عمل التجمع كان فطيرا وفيه الكثير من المراهقة السياسية ومثال المظاهرات الذي ذكرته يدمي القلب، وأود أن أقول لك بأنني وقتها قد رفضت المشاركة فيها وكان رأيي أن المظاهرات لاتفتعل بل تأتي في سياق قضايا جماهيرية ساخنة لا قضايا الصراع حولها يطول، كما أنني حذرت من تسربها لأجهزة الأمن وللأسف أزيدك بأنها أدت لاعتقال بعض الزملاء من بينهم صديقنا المشترك عادل سيد أحمد إن لم تخني الذاكرة.
أود أن أؤكد على أمر مهم ذكرته في مساهمتك وهو تواري الأحزاب العلمانية خلف مصطلح الدولة المدنية، وأنا أتفق معك على أن هذا خطأ كبير. فأنا كنت ومازلت أنادي بدولة علمانية دون مواربة ، ولايستهويني مصطلح الدولة المدنية المنحول من الإمام محمد عبده والذي يثير كثيرا من الالتباس على عكس إدعاء الحزب الشيوعي. ولعلك لاحظت أنني لم أوفر الحزب الشيوعي وانتقدته بلا مواربة أيضا في مساهمتي السابقة وهاأنذا أنتقده علنا الآن ولكنني أطالبك بنقد مماثل لأداء الحركة الشعبية وعدم النظر إلى كل نشاطها بعين الرضا وافتراض العصمة من الخطأ.
إستوقفني بشدة قولك بأن الشهيد/ قرنق الذي نكن له وافر التقدير قد اجتهد في إلحاق قوى التجمع بالركب، وهذا القول يؤكد أن الاتفاق صفقة ثنائية ، وأن نصيب القوى الأخرى ليس أكثر من الإلحاق وهذا ماأقوله أنا بالضبط حين أؤكد أن هذه القوى التحقت بالركب من مواقع متخلفة، وأود أن أحيلك لمداخلة قديمة لي معك في شكل أسئلة كان من ضمنها سؤال عن فائدة الالتحاق بالركب من مواقع شديدة التخلف والضعف. وبالاتساق مع موقفي من الالتحاق من مواقف التخلف، أرى أن الخطأ الرئيس لقوى التجمع هو توقيع إتفاق القاهرة وليس الفشل في تنفيذه كما ترى أنت ياصديقي. وهذا ماأثبته في مساهمتي الأولى.
ماأدهشني ياصديقي هو قراءتك لماذكرته حول نقابة المحامين حين اتهمتني بأنني تعاملت معها بوصفها مؤسسة شمالية وأفضت في الإتهام بوصفي بالإستعلاء على الحركة لأني وصفتها بأنها أدارت ظهرها لحلفائها في التجمع، وذلك لأن موقفي هو عكس ماقلت بالضبط. فهو يوضح أن رغبتي ورغبة قوى التجمع التي فاوضت الحركة، كانت هي إنضمام الحركة لتحالف واسع لإسقاط مرشحي المؤتمر الوطني ، وهذا لعمري موقف من يرى قومية النقابة ويسعى لتوحيد كل القوى الوطنية ولايقسمها على أسس جغرافية كما فعلت نيفاشا ودستورها. ولكن الحركة هي التي استعلت على حلفائها السابقين حين أدارت ظهرها لهم. ولست في حاجة للقول أن من يدير ظهره هو من يستعلي وليس من يدعوه للتحالف . أما قولي أن مصدر الإستعلاء كان الإستقواء بنيفاشا، فتصريحات غازي سليمان الموثقة باسم الحركة رفضت التحالف صراحة بدعوى أن الحركة في شراكة مع المؤتمر الوطني في حكومة الوحدة الوطنية ولايمكن أن تتحالف في النقابات مع المعارضة لتصبح حكومة ومعارضة في نفس الوقت. ولم نسمع حتى هذه اللحظة نقدا من قيادة الحركة لهذه النظرية. والأنكى من ذلك أن هذه التصريحات –حسبما علمت- أعقبت اجتماعا للقوى الوطنية حضره ممثل آخر للحركة ووافق على التحالف !!! وهذا في تقديري يجعل الحركة هي من يتعامل مع النقابات على أنها مجرد منابر شمالية تستعلي عليها برفض التحالف وبالحديث عن الشراكة .ولو تركنا الماضي وتحدثنا عن الحاضر ياصديقي: هل الحركة مستعدة لخوض انتخابات النقابات الآن في تحالف مع القوى الوطنية الأخرى أم أنها مازالت تقدم الشراكة مع المؤتمر الوطني على مثل هكذا تحالف؟

آسف ياصديقي لأنني أطلت، ولكنني أود أن أختم بالقول أن مساهمتي بالأساس موجهة لقوى التجمع الوطني الأخرى التي قرأت نيفاشا قراءة خاطئة واعتبرتها وثيقة للتحول الديمقراطي ونقد الحركة الشعبية جاء عارضا فيها. فلو تأملتها مرة أخرى سوف يتضح لك أنني لاأنكر إيجابيات نيفاشا، ولكنني أؤكد أن سقفها أقل مماتحاول تلك القوى تسويقه تعويضا عن عجزها في إنجاز أي تغيير. وبالمناسبة أنا لست محبطا من موقف الحركة الشعبية لأني لم أكن ضمن من أرادوا أن تناضل نيابة عنهم ولا كنت ضمن من رفعوا سقف الآمال بالتعويل عليها وبنوا حساباتهم على أوهام، لأني أزعم بأن لدي بعض الإلمام بتوازن القوى وبمقدرات الحركة، التي لم أتوقع أن تنجز أكثر مما أنجزت ، وكان هذا موقفي منذ ماشاكوس. أملي ألا تبالغ الحركة في تقييم نيفاشا فسقف الدولة الديمقراطية أعلى منها بكثير.
أشكرك مجددا ياصديقي، مع أمنياتي لك وللحركة الشعبية بالتوفيق، وعتاب يناديكم وينادي القوى الوطنية وبالأخص الحزب الشيوعي، لإعادة تقييم نيفاشا ووضعها في سياقها الصحيح دون مبالغة حتى يتم الاستفادة منها بدلا من تقديسها، وأرجو ألا يفهم ذلك بأنه دعوة لتعديلها فالتقييم أمر مختلف.
لك ودي ودمتم

Post: #7
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-09-2007, 02:14 PM
Parent: #5

الصديق د. أحمد عثمان

مسرور أنا لهذا الحوار الجدي والثمين الذي يجمعنا الآن، ومبعث سروري هو أن هذا الحوار أعتبره وصلاً لما إنقطع من حوارات بيننا دارت قبل ما يزيد عن العشر سنوات، لكن هاهي التكنولوجيا تجعل التواصل ممكناً مرة أخرى. وكما أخبرتك في المحادثة الهانفية التي أسعدت بها صباح اليوم، فإن الرد على ردك قد يستغرق مني بعض الوقت للتجويد ولبعض المشغولية، أرجو ألا يطول إنتظارك، فصبراً علي..


تحياتي للعيال وأمهم.


مرتضى جعفر

Post: #8
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: حامد بدوي بشير
Date: 11-09-2007, 03:46 PM
Parent: #7

الأستاذ الصديق مرتضى جعفر،

إن مقولة تطبيق شرع الله التي أمالت بها الحركة الإسلامية في السودان قلوب المؤمنين البسطاء لم تنطلي إلا على هؤلاء البسطاء. فأعضاء الحركة الإسلامية نفسها هم أول من يدرك خواء هذه المقولة. والمقولة في تفكيكها النهائي تعني حكم الحركة الإسلامية. ولو أراد الصادق المهدي اليوم، وقد هداه الله أكثر مما هو مهدي، لو أراد ان يطبق الشريعة الإسلامية بصفته صاحب إرث الدولة الدينية في السودان لما سمحت له الحركة الإسلامية. لأن المطلوب هو حكم الحركة الإسلامية وليس حكم شرع الله.

وبالقوة السياسية والعسكرية أقامت الحركة الإسلامية نفسها ممثلا لله في الأرض وممثلا للشعب السوداني أمام العالم اجمع وعلى مدى ستة عشر عاما قبل إتفاقية السلام الشامل.

حسنا، وفي مثل هذه الأوضاع، وبعد أن استخرجت الحكومة البترول وقويت به أكثر من الناحية العسكرية، فمع من تتفاوض الحركة الشعبية؟ هل تتفاوض مع الأحزاب الشمالية؟ لقد فعلت ذلك في مؤتمر القضاياالمصيرية وانضمت الحركة للتجمع الوطني الديموقراطي. وهكذا وبصفتها جزءا من التجمع مضت الحركة في التفاوض مع الحكومة. أي ان الحركة قد حملت لطاولة المفاوضات مطالب التجمع الوطني الديموقراطي في التحول الديموقراطي والتعددية السياسية. بجانب مطالبها هي كحركة ظلت تقاتل قبل ان يدخل البشير الكلية الحربية.

حققت الحركة في تفاوض مضن وبعد تسويفات الحكومة المعروفة للعالم اجمع، ما يرضيها كحركة تسعى لانتزاع حقوق المهمشين وما يرضي التجمع الذي لا أعتقد ان حقوق المهمشين احد اجندته.

ما الجديد الذي جد الآن لتصب الأحزاب جام غضبها على الحركة الشعبية بدلا عن الحركة الإسلامية التي أقصتها من الساحة السياسية؟؟



Post: #9
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-09-2007, 07:28 PM
Parent: #8

الصديق الأريب حامد

تحياتي وجزيل شكري على إهتمامك بالموضوع..أنا في عجلة من أمري الآن، لكن حتماً سأعود لك بالتفصيل

مودتي

مرتضى جعفر

Post: #10
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: حامد بدوي بشير
Date: 11-10-2007, 01:25 PM
Parent: #9

فووووووووق

Post: #11
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-12-2007, 09:58 AM
Parent: #10

أستميح المتداخلين عدراً على الغياب وأعد بالرد سريعاً

مرتضى جعفر

Post: #12
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Ameer Farouq
Date: 11-12-2007, 09:30 PM
Parent: #1

إزيكم يا ناس
النقّة سمحة لحد الدسامة وإن كنت أعتقد أنه لم يتبقى الكثير منها لكنها قطعاً أحد الأزقة الجميلة في رحلة البحث عن الصاح.

الله يدينا حبة زمن كدة نقدر نجيكم تاني.

مودتي

Post: #13
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-13-2007, 10:16 AM
Parent: #12

أمير فاروق إزيك ومنور ياخ

أقوم حالياً بإعداد الرد على تعقيب مولانا أحمد عثمان، لكن محقة الوقت لا ندري ما نفعل بها، عموماً لو لقيت فرقة وجيتنا راجع بيكون ممتاز


مرتضى جعفر

Post: #14
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Ameer Farouq
Date: 11-13-2007, 10:34 PM
Parent: #1

شويّة نقّة أرجو أن لا تعّكر الأجواء عليكم.. بما يشوبها من عدم التركيز ورهبة الإنحشار بينكم في هذا الجدل المتين.. ونحن لا قبل لنا بما لكم من قدرات وامكانات ومتابعات.. ولكم العتبى مقدمّاً إذا جاء بعض من كلامي بما يُزعج أو يُضايق.. وهو قطعاً غير مقصود.

مرتضى..
أرى حقيقة أن مولانا يتحرّك داخل أطر بها مساحة نختلف أو نتفق حول كمّ هذه المساحة..
مقابل ذلك أرى موقفك لا يتحمّل مجرّد التطرّق إلى نقد الحركة الشعبية حتى ولو كان ثمن ذلك انجرافك إلى نفس المأزق اليميني القديم (القديم يا حبيب) وتحميل الشمال كل تبعات ومآلات التدهور في الجنوب والغرب والشرق.
عذراً صديقي.. أراها تطرفاً ومغالاة أكثر مما يستدعيه الحال..

خلينا نكون ناس مرتبين ونتكلّم عن القوى السياسية بطريقة تحفظ لكل حقّه سلباً كان أم إيجاباً بدلاً من اعتبارهم كوم واحد.. وحسبي أنك قادر على تفريع هذا الكوم إلى أكوام صغيرة على الأقل.. وحتى مسألة يسار يمين (وبرضها قديمة) دي أعتقد بأنك قادر على تجاوزها ببعض الإصطلاحات اللّغوية أو السياسية.. أو خلافها.. وبعدين مسألة المهمشين دي بقت فضفاضة وممجوجة زي تعبير اليسار. الشمال برضو مهمّش يا مرتضى.. بل ولا يزال يزداد تهميشاً وإفقاراً كل ما زادت الأعباء على وزارة المالية من تبعية دفع الأثمان المتفق عليها مع جميع شركاء السلام المزعومين وبناء قصورهم وتحقيق رفاهيتهم ورغد عيشهم ودي أي زول عادي وما عادي شايفها وما محتاج لأي جهة تفلسفة أو تشرحها ليهو.. السبب منو..

بعدين المغالطة والجدل حول مسئولية الحركة الشعبية المباشرة في التدهور المريع الذي أعقب نيفاشا على مختلف الصُعد والمستويات اعتقد بأنها خاسرة لحد بعيد وهي في رأيي كانت أول الخاسرين. وأعتقد لا أنا ولا أنت كنا في حاجة لرؤية سوءة المؤتمر الوطني فهي مكشوفة بطبيعة الحال.. لكنّا يا صديقي نستطيع أن نرى سوءة الحركة الشعبية بالتأكيد عندما بدأت مؤامرات تنزيل نيفاشا إلى أرض الواقع..

اتجه مولانا في إحدى فقرات مداخلته إلى أن قوى التجمّع أخطأت في الرهان على الإتفاق والترويج له باعتباره وثيقة للتحول الديمقراطي.. وأرى أن المخطئ الأكبر في هذا هو الحركة الشعبية وأن كلاهما الحركة والتجمع استجمع كل ما لديه من رصيد سذاجة ومراهقة سياسية لكي يصدّق بأن المؤتمر الوطني يمكن أن يصبح دعماً بأي شكل من الأشكال لأي شكل من أشكال التوجّه -ناهيك عن التحوّل- الديمقراطي المزعوم في الإتفاق. لكن مع هذا أختلف مع مولانا أن مجرّد الجلوس على مقاعد المتفرّجين ورفض التعاطي مع الواقع الجديد الناتج بعد نيفاشا كان سيكون خطأً أكبر. وكان لا بد من السعي للإستفادة من الهامش الذي توفّر من خلال نيفاشا.

الإتجاه يا مرتضى إلى أن نيفاشا صنيعة خاصة بالحركة الشعبية وأن النخب الشمالية فقط تستمتع بإيجابياتها غير صحيحة وغير مقبولة إلا إن سادت العدمية مجريات التفكير.. رضينا أو أبينا الجميع ساهم في ذلك.. والجميع هذه تشمل أيضاً الحركة الشعبية التي لا تستطيع بأي شكل من الاشكال احتكار تمثيل كل القوى السياسية الأخرى في الجنوب الجغرافي.

الإتفاق يا مرتضى كان ثنائي لحد الإستفزاز لكل جماهير الشعب السوداني وكانت الصورة واضحة للعيان: جلوس شخصين بشكل مباشر وواضح وفاضح للتفاوض حول اقتسام السلطة والثروة شمالاً وجنوباً.. المسألة دي ما كان فيها أي غموض أو لبس إلا لو في حاجة نحن الناس العاديين ما شايفنها..

والله مشغول لكن دة مجرّد تأكيد لرغبتي الجادة في أن يمتد هذا الزقاق الجميل إلى هنااااااااااااك.
وإلى حين ذلك الهنااااااك... دعونا لا نسعى لتحصين أياً كان من النقد..

مودتي

Post: #15
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: أحمد عثمان عمر
Date: 11-14-2007, 07:36 AM
Parent: #1

صديق الزمن الجميل/ أمير فاروق،،،
حبابك ألف ياصديقي وليتنا نحصل على رقم تلفونك لمزيد من التواصل.
لا أريد أن أستبق رد صديقي مرتضى، ولكنني أود أن أنوه إلى أنني لم أقل بأن تتعامل قوى التجمع بسلبية مع الإتفاقية، بل على العكس أنا أرى أن تدعم هذه القوى الإيجابيات وتصر على تنفيذهادون أن تدعي أن نيفاشا وثيقة تحول ديمقراطي، وأن تنتقد في نفس الوقت السلبيات، على أن يكون نشاطها ذلك عبر آليات عمل تحالفي أكثر فاعلية من التجمع، وأن يتم ذلك من خارج مؤسسات نيفاشا وتحت سقف أعلى منها يسمح بالتحالف مع الحركة الشعبية هو مقررات أسمرا. والخلاصة إنني أطالب بإستثمار الإنفراجة غير المنكورة التي خلقتها نيفاشا، في النضال من أجل تحول ديمقراطي حقيقي. لذلك أرى أنه لم يكن هنالك داع لتوقيع إتفاقية القاهرة التي ولدت ميتة فقط بغرض الإلتحاق بنيفاشا من مواقع شديدة التخلف.
مرحب بيك مجددا، وعذرا صديقي مرتضى لعدم إنتظار مساهمتك ولكن عذري أن ماأثاره صديقنا أمير إستلزم هذا التوضيح.

Post: #16
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-15-2007, 06:54 AM
Parent: #15

*

Post: #17
Title: البشير يتهم اسرائيل بالسعى للنيل من ثوابت الدين!!
Author: jini
Date: 11-15-2007, 07:23 AM
Parent: #1

Quote: حذر قائد قوات حفظ السلام الدولية جان ماري جويهينو من فشل مهمة القوة الدولية الأفريقية المشتركة في دارفور، ما لم يتم تزويدها بمروحيات وشاحنات.

فقبل ستة أسابيع من بدء مهمة القوة في دارفور، ما تزال حكومات العالم لم تسهم بعد بالمعدات اللازمة للمهمة.

وشدد جويهينو على ان موافقة الحكومة السودانية على تشكيل القوة الدولية تعد أمرا ضروريا.

وقال جويهينو إن القوة الدولية التي يبلغ قوامها 26 ألف رجل تحتاج الى ست مروحيات هجومية و18 مروحية نقل من أجل أن تقوم بمهامها على الوجه الأكمل.

وقد طرح اقتراح بمشاركة قوات من تايلاند ونيبال والنرويج ولكن الحكومة السودانية لم توافق بعد عليه.

وتريد السودان أن تكون أغلبية الدول المشاركة في القوة الدولية من القارة الأفريقية.

وتقول الأمم المتحدة إن الدول الأفريقية ستساهم بثلاثة أرباع القوة الدولية.

وتبرر المنظمة الدولية عدم استطاعة توفير الربع الباقي من القوة الدولية من داخل القارة السمراء بالقول إن الدول التي اقترحت المساهمة في القوة الدولية لا تملك قوات تقابل المعايير الدولية الخاصة بقوات حفظ السلام الدولية.
جان ماري جويهينو
جان ماري جويهينو يريد المزيد من المعدات لدارفور
اتهامات

من ناحيته، وجه الرئيس السوداني عمر البشير اتهامات لإسرائيل ودول غربية، بتقديم الدعم المادي والعسكري واللوجستي لمن سماهم رافضي السلام في دارفور.

وقال البشير إن هناك حملة تهجير قسري للأطفال من السودان، وفتحا لباب الهجرة في المقابل إلى إسرائيل، سعيا لما سماه "النيل من ثوابت الدين".

من جانب آخر، يستقبل الرئيس الأميركي جورج بوش الخميس نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير لبحث اتفاقية نيفاشا للسلام بين الشمال والجنوب، وكذلك الوضع في دارفور.

وكان القتال في دارفور قد بدأ عام 2003 عندما هاجم المتمردون أهدافا حكومية، فشنت الحكومة السودانية حملة عسكرية وأمنية في الاقليم.

وتشير تقديرات الخبراء إلى مقتل زهاء 200 الف شخص في دارفور ونزوح 2.5 مليون آخرين من ديارهم خلال أربع سنوات من التمرد.

وتصف الولايات المتحدة العنف بأنه إبادة جماعية وتلقي باللائمة على الحكومة والميليشيات المتحالفة معها.

ويُشار إلى أنه سبق التوصل إلى اتفاق سلام عام 2006 لكن لم يلبث أن انهار بسبب اقتصار التوقيع عليه على الحكومة السودانية وفصيل واحد من فصائل المتمردين.

وأعقب ذلك حدوث انشقاقات كثيرة في حركة المتمردين بحيث يتجاوز عددها 12 فصيلا.

وقال البشير إن هناك حملة تهجير قسري للأطفال من السودان، وفتحا لباب الهجرة في المقابل إلى إسرائيل، سعيا لما سماه "النيل من ثوابت الدين".

Post: #18
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Ameer Farouq
Date: 11-15-2007, 07:23 PM
Parent: #1

من الواضح جداً عزيزي مرتضى أن خطابك في هذا الجدل الشحمان يسوده احتفاءك المضخّم بنيفاشا وارى أنك بذلك انسحب عليك موقف المؤتمر الوطني نفسه والحركة الشعبية ثم ما أسميته بنخب الشمال أو الأحزاب الشمالية.

من جانبي أخالفك الرأي فيما ذهبت إليه من أن المؤتمر الوطني يضع العراقيل أمام الإتفاق لأنه وقع عليه مرغماً. وأرى بأن المؤتمر الوطني كان أكثر المحتفين والمراهنين على نيفاشا لأنها أهدته براحاً وهامشاً كان في أمسّ الحاجة إليهما محلياً وإقليمياً ودولياً، خاصة بعد تسارع عجلة التهديد بممارسة فقه/ثقافة/نغمة التهميش، وهي في رأيي -قولة حق أريد بها باطل- والتعاطي معها على أنها أساساً فكرياً/نظرياً للمعارضة بكافة أشكالها على الرغم من أنها تنطبق بالتأكيد على مجمل جغرافيا السودان. ولا زلت أرى أن أكثر المنتفعين والمستفيدين من تطبيق مقررات نيفاشاً على الواقع العملي هو المؤتمر الوطني. ولك أن تتابع فقط حالة الفوضى والإرتباك التي تعيشها الحركة هذه الأيام. أمّأ العراقيل والمعارضة التي تلقاها نيفاشا من داخل المؤتمر الوطني فهو أمر طبيعي داخل تنظيم تحتشد أسسه النظرية والفكرية بهذا الكمّ الهائل من الإنتهازية وتحرّكه المصالح الوقتية وينقصه بعد النظر والحكمة ولولا ذلك لكادت نيفاشا أن تستحق أن يطلق عليها مصطلح "اتفاقية السلام الشاملة"، فهناك بداخل المؤتمر من يخالف وهناك من يوافق عليها. والحال نفسه ينطبق على الحركة الشعبية، وذلك يأتي في رأيي من غياب مفهوم المركزية الديمقراطية في عمل كل منهما علاوة على ضعف القيادة ومحاصرة أداؤهما السياسي بالإرتجال والتسرّع في إطلاق التصاريح. وإلا بماذا تفسّر هذه الهرجلة السياسية والملاسنات التي نشهدها راهناً، والمآلات التي تتجّه ناحيتها اتفاقية نيفاشا والتي –هذه المآلات- إن أكّدت على شيء إنما تؤكّد خطأ تجاوز طرفاها وإغفالهما للأطراف السودانية الأخرى المعنية بالحال، كما تؤكّد في ذات الوقت خسارة طرفي الإتفاقية رهانهما على شركاؤهما/حلفاؤهما الأجانب الذين لم يستجيبوا لنداءات الإغاثة/الإستثغاثة المباشرة والمتكررة بالتدخّل. وكان الأجدى على وجه التحديد للحركة الشعبية الرهان عوضاً عن ذلك على شركاؤها التاريخيين في مسيرة النضال ضد فكر وسلطة الجبهة الإسلامية، وذلك لأن تصعيد الأمور داخلياً وحشد طاقات جماهير أولئك الشركاء داخل الوطن كان في رأيي سيكون له دور فاعل في إرغام النظام على الإنصياع. وينفي ذلك ايضاً يا مرتضى مقولة / مفهوم أن نيفاشا هي صنيعة الحركة الشعبية وحدها وأنها هي التي أرغمت الجبهة الإسلامية على التوقيع على الإتفاق، وإلا لكانت قادرة على صيانتها وحمايتها.

قولك بأن أحزاب الشمال كلها تشعر بخيبة أمل إزاء اتفاقية السلام.. قول تشوبه الكثير من الغرابة.. هي لسع الشغلة فيها أحزاب شمال وجنوب على الرغم من إنو الحركة الشعبية بقى بين صفوفها الكثير من أبناء الشمال الجغرافي يمتعون بمختلف أشكال النفوذ أدبياً وسياسياً واقتصادياً. وإذا أخذنا الموضوع من الزاوية التي ولجت منها، وإذا كنت أنت بموقفك هذا تدافع نيابة عن أبناء الجنوب ضد من يستعلي عليهم ويعتدي على مكتسباتهم، فأنت تؤكد بالفعل أنهم ليسوا حريين بالحصول على تلك المكتسبات وإلا لكانوا أقدر وأكفأ على الحفاظ عليها من دون الحاجة لمن يستعلي عليهم أو يزود عن حياضهم.

أعتقد يا مرتضي إنو الشغلة فعلاً ما شمال وجنوب، بقدر ما هي صراع واحد ضد فئة معينة لم تستثن من بطشها الشامل والمؤدلج لا عرقاً ولا ديناً ولا حزباً والسودانيون بمختلف توجهاتهم وجهاتهم وجماعاتهم وتنظيماتهم يقاسون ويعانون الأمرين من جراء سياساتها الرعناء والمتسلطة.

وأعتقد بأن هناك العديد من البدائل التي نستطيع من خلالها رؤية وانتقاد الأوضاع القائمة بالسودان من دون السعي إلى تعميق الشقة بين الشمال والجنوب بهذا المستوى وأؤكد لك بأن المشروع العربسلامي الذي تتحدّث عنه والمتمثّل في الفئة المتنفذّة والمسيطرة على مقاليد الأمور في السودان ستكون هي الرابح الوحيد ومشروع الحركة الشعبية هو أكبر الخاسرين داخل إطار السودان بكامله.

وأرى بأن نحاول النهوض بمستوى التفكير والتنظير إلى مسار أكثر دقة وأكثر مسئولية تجاه قضايانا الراهنة اتفاقاً أو إيجاباً ونجتهد قدر المستطاع لارتياد مساحات أكثر رحابة ونقاء تسمح لما هو إيجابي بأن ينمو ويزدهر وتسمح لنا في ذات الوقت بالإختلاف من دون خوف أو توجّس. وأنا بهذا يا صديقي إنما أنادي من خلالك الإيجابي داخل كل منّا وكل من يمر بهذا الحوش الذي مهدته لنا لنقعد ونتكلم ونتناقش.

إضاءة للخروج:
مولانا دة كلامو شحمااااااااان ما تخليهو يقوم من هنا.. ويا مولانا يا ذاكرة الجمال والقلب الكبير تحياتي ومودتي.
mazameer {at} hotmail.com


كتّر خيرك يا مرتضى على سعة صدرك وتفهمك.

Post: #19
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-17-2007, 07:00 AM
Parent: #18

الصديق العزيز د. أحمد عثمان
أولاً أجدد اعتذاري على التأخر في الرد للأسباب التي سبق وأن ذكرتها،

رداً على ما تفضلت به من تعقيب، أقول بأننا لا نزال نراوح مكاننا، فها أنت تعيد ما سبق وأن انتقدت به اتفاقية السلام الشاملة معتمداً على وصفها بالثنائية والتكريس لمزاوجة بين شمال إسلامي وجنوب علماني. ربما تكون في مداخلتك تلك قد طرقت أبواباً هامة من المهم طرقها وهي تقييم مئالات اتفاقية القاهرة بين التجمع الوطني الديمقراطي والمؤتمر الوطني، أود أيضاً أن أنوه هنا إلى أنني لن أقصر ردي على تقييم أداء الحركة الشعبية بداخل التجمع الوطني الديمقراطي، لكن ربما في مداخلات قادمة سأقوم بتقييم تجربة التجمع نفسه، وذلك بنية تفادي تبادل الاتهامات فيما بيننا.

صديقنا أحمد، ثنائية الاتفاق التي لا تزال تتمسك بها، أراك تصر على استخدامها كتهمة أو نقيصة تعيب اتفاقية السلام الشاملة، على الرغم من نفيك ذلك بقولك في السطر السادس من تعقيبك: "بالمناسبة القول بأن الاتفاقية صفقة ثنائية هو وصف قانوني دقيق وليس شتماً، لأنها ببساطة موقعة بين طرفين" بعد ذلك قمت بإيراد ما ظننته شواهد تؤكد على ذلك. ولعل مفردة "صفقة" تحمل دلالات التجريم والشتم هنا.

وتعليقاً على ذلك دعني أقول هنا، نعــــــم من الناحية الشكلية والإجرائية الاتفاقية موقعة بواسطة طرفين وتحديداً بين الشهيد الراحل د. جون قرنق دي مابيور أتيم بصفته رئيساً للحركة الشعبية لتحرير السودان وقائداً للجيش الشعبي لتحرير السودان ونيابة عنهما (SPLM/A)، والأستاذ علي عثمان محمد طه بصفته النائب الأول لرئيس جمهورية السودان نيابة عن حكومة جمهورية السودان. أرجو الرجوع إلى النسخة العربية لاتفاقية السلام الشاملة على الرابط: http://www.southsud.com/modules.php?name=slam . من المهم هنا أن ننظر إلى الصفات التي حملها علي عثمان محمد طه وهو يوقع على الاتفاقية وهي النائب الأول لرئيس جمهورية السودان ونيابة عن حكومة جمهورية السودان the de facto government. الرابط يحوي أيضا التوقيعات الكريمة لعدد من أفراد الأسرة الدولية والإقليمية.

أما من الناحية العملية فإن الاتفاق قد تخطى الطرفين اللذان وقعا عليه، ليضع حلاً لقضايا لا تهم الطرفان والتجمع الوطني الديمقراطي فحسب وإنما تهم كافة أفراد الشعب السوداني كقضايا الحكم في كافة مستوياته القومية والفيدرالية وقضايا التوزيع العادل للثروات القومية وتأمين حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان ولسكان منطقة أبيي وغيرها من القضايا القومية الأخرى، ومن هنا استحقت الاتفاقية صفة "الشاملة" باقتدار. بالتالي لا أعتقد أن وصف الثنائية أمر يستحق أن تبذل انتقاداً له كل هذه الجهود، والتي لو استثمرت في دعم الاتفاقية لما واجهنا كل هذه الأوقات الصعبة. ربما يُطْرح هنا سؤال: من أين اكتسب الطرفان شرعية البت في قضايا تهم سواهم؟ على تعدد واختلاف من هم "سواهم". ولعمري هذا سؤال مهم ولطيف، لكنه قطعاً سيعيدنا إلى ما طرحتُه في مداخلتي الأولى عندما تطرقتُ إلى الخلفيات التي أفضت إلى الوصول إلى نيفاشا، وسيعيدنا أيضاً إلى الإجابة على سؤال: هل كان هنالك من خيار غير نيفاشا ساعتئذ؟ وسيعيدنا إلى ما يحلو لك وصفه بتوازن القوى أو توازن الضعف، وفضلاً عن هذا وذاك كانت تلك هي إرادة المجتمع الدولي، والتي لم يكن ساعتها أحدٌ يطيق تحديها.

هنا أقول قولاً أريد له أن يكون فاصلاً في مسألة الثنائية هذه وهو أن الحركة الشعبية لحظة اعتمال الجدل حول السلام اختارت الخيارات الصحيحة والممكنة وبروح براجماتية فائقة الإيجابية، لكن قوى الشمال السياسية-المؤتمر الوطني ومعارضوه- وبعض خصوم الحركة الشعبية في الجنوب ظلوا منذ الوصول إلى تلك الاتفاقية ينتقلون من خيار خاطئ إلى آخر، وهنا يسعدني أن أشير إلى ما بدأ به د. منصور خالد كتابه "السودان..أهوال الحرب وتطلعات السلام، قصة بلدين"، وذلك حين قال في الصفحة رقم 10 الفقرة الأولى: "وكان جلياً فيما قمنا به من دراسة أن الحكومات ومكيفي الرأي العام أدمنوا بشكل مرضي تكرار نفس الأخطاء مما أفضى إلى عجزهم عن تحقيق السلام والاستقرار. "أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا يهم يذكرون" التوبة 126.

بعدين يا أحمد يا أخوي نهاية متاهة الثنائية دي شنو؟ هل هي العودة إلى مربع ما قبل نيفاشا والعودة إلى القاهرة وأسمرا وإحياء التجمع من جديد وتأليف المليشيات المسلحة والعمل الدءوب لإسقاط سلطة توسعت وأصبحت تضم الحركة الشعبية لتحرير السودان؟ يضاف إلى ذلك أن قوى التجمع الوطني الديمقراطي المشاركة في المجلس الوطني ومجلس الولايات وفي المجالس الولائية وفي مجلس الوزراء تفتقر للسند الأخلاقي في رميها لهذه الاتفاقية بتهمة الثنائية. فإلى الآن من يلوكون علكة الثنائية هذه عاجزين عن التعامل مع الواقع بنوع من البراجماتية، كما إنهم عاجزون عن صوغ أي مبادرة بديلة، if you don find what you like, like what you find.

بخصوص المزاوجة بين جنوب علماني وشمال إسلامي وبخصوص خطأ التوقيع على اتفاق القاهرة سآتيك قبل أن تقوم من مقامك هذا. أمير صبرك علينا شوية أنخلص من مولانا ونقبل عليك، الأخ جني أشكرك على المرور وسأعود إليك.

مرتضى جعفر

Post: #20
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: أحمد عثمان عمر
Date: 11-17-2007, 09:13 AM
Parent: #1

صديقي/مرتضى،،،
سعيد أنا بعودتك وسأبقى في إنتظارها مرة تلو الأخرى لأستمتع بنقاشي معك. ودعني ألخص ردي على ماذكرت فيمايلي:
مازلت أصر على أن الإتفاق هو صفقة ثنائية تعكس توازن القوى لحظة توقيعه. وكلمة صفقة لاتعكس أية إدانة أخلاقية لأنها تعني بأن كل طرف قد قدم تنازلات للوصول إلى الإتفاق الذي تم توقيعه. ولمزيد من التأكيد على ثنائية هذه الإتفاقية، أعيدك إلى تمثيل الحركة الشعبية في الحكومة المركزية، الذي بني على أنها تمثل الجنوب وبنسبة عدد سكان الجنوب منسوبا لمجمل السكان وهو مقدر بالثلث. وأود أن أستعين بتصريحات القائد سيلفاكير بواشنطن الواردة ببوست الأخ/ أحمد موسى بعنوان"سيلفاكير يؤكد أن الحركة الشعبية حركة جنوبية" مع إحتفاظي بحق الإختلاف مع صاحب البوست، لأنني أرى أن حديث سيلفاكير قد جاء في سياق تطبيق نيفاشا وماكان له أن يتحدث عن نيفاشا إلا بإعتباره ممثلا للجنوب وهو ماذكرته بصدق مداخلة الأخ/أدروب على ماأظن بذلك البوست. فنيفاشا هي التي عاملت الحركة على أنها ممثل للجنوب وليس تنظيما يمثل السودان الجديد وهذا بالضبط مانقوله لاأكثر ولا أقل.
إذن ماأقوله هو أن توازن القوى الذي تعاملت معه الحركة ببراجماتية، قد سمح بصفقة أجبرتها على التنازل عن برنامجها الإستراتيجي"السودان الجديد"، وأن تنزل لمستوى ممثل للجنوب. ولهذا بالذات يجب أن تعلم الحركة بأن نيفاشا أقصر من قامتها إن كانت مازالت مصرة على السودان الجديد الذي وضعت بعض معالمه مقررات أسمرا. لذلك كان على الحركة أن تعمل على مستويين بعد توقيع الإتفاقية:1. كممثل للجنوب للمطالبة بتطبيق الإتفاقية. 2. كتنظيم قومي يسعى لخلق سودان جديد سقفه أعلى من نيفاشا. وأنا لاأرى تناقضا بين الأمرين ولاأي حرج أخلاقي في ذلك. إذ ليس سرا أن برنامج الحركة أعلى سقفامن نيفاشا وهو معلن، إلا إذا إعتبرت أن الإتفاقية بديل لبرنامجها المعلن"السودان الجديد"،وأن توقيع الإتفاقية لايعني بأية حال أنها قد تنازلت عن برنامجها وأنها رضيت وأكتفت بأن تصبح مجرد ممثل للجنوب في المركز.ولذلك يحق لها أن تنسج تحالفاتها مع القوى التي تتفق معها إستراتيجيالتنفيذ برنامجها القومي الذي هو أعلى من نيفاشا، وفي نفس الوقت تطالب بالسقف الأدنى الذي هو نيفاشا، حيث لاتعارض بين الإثنين. فخلق مثل هكذا تعارض، هو أولى خطوات التخلي عن البرنامج الإستراتيجي من أجل إتفاق مرحلي يحجم الحركة ويجعلها تنظيما جنوبيا.
السقف الذي إتفقت القوى الوطنية في التجمع عليه فيما عرف بمقررات أسمرا هو دولة علمانية ديمقراطية في كامل التراب السوداني وليس في الجنوب فقط، وبما أن نيفاشا تحرر الجنوب فقط وتبقي الدولة الدينية في الشمال، يكون على تحالف أسمرا واجب البحث عن صيغة تحالفية تواصل النضال لتحرير الشمال أيضا، وهذا لايتناقض مع المطالبة بتنفيذ الإتفاقية فيمايخص الجنوب.
والأهم من ذلك، التحالف المطلوب لايعني بأية حال العودة لصيغة التجمع السابقة التي أثبتت فشلها، بل كماذكرت سابقا إيجاد صيغة فاعلة للنضال من أجل السودان الجديدوهزيمة الدولة الدينية في الشمال كماهزمت في الجنوب. وبالطبع ليتواءم هذا الإتفاق مع الإتفاقية ولايخرج الحركة من إطار إلتزاماتها، لابد أن يكون نضالا سلميا لامكان لحمل السلاح فيه. أنا لا أنادي بالعودة للماضي لأنها غير ممكنة وليست عملية وضارة بمستوى من الممكن أن يهدم كل ماأنجز إذا إتخذت شكلا مسلحا، ولكنني أنادي بعدم التخلي عن البرنامج المشترك لمصلحة نيفاشا القاصرة عن تلبية متطلبات ذلك البرنامج.
فعندما تكتفي الحركة بتطبيق نيفاشا تكون قد تنكرت لبرنامجها هي نفسها وتخلت عن مشروع السودان الجديد لمصلحة سودانين مهجنين في دولة لامستقبل لها، قبل أن تكون قد تنكرت لبرنامج العمل المشترك مع القوى الأخرى.
وفي تقديري أن تحالفا يسعى لبناء السودان الجديد مع المطالبة والضغط لتطبيق نيفاشا، هو ضمانة لتنفيذ الإتفاقية أفضل من الإعتماد الكلي على المجتمع الدولي الذي يعتبر عاملا متغيرا وغير مضمون.إذ أنه بالرغم من ضعف القوى الوطنية وضمور نشاطها، إلا أنه لإنجاز مهام داخلية بالأساسن لا سبيل سوى إستنهاض هذه القوى ومساعدتها على الوقوف على قدميها مجددا، لأن العامل الخارجي برغم حضوره الكثيف في السياسة السودانية، يظل عاملا مساعدا وإعتماده كبديل للنضال أمر في غاية الخطورة.
خلاصة ماتقدم هو أن نيفاشا برغم إيجابياتها، لها سلبيات ذكرتها سابقا وأود أن ألخص بعضها فيمايلي:
1. صفقة ثنائية نتجت عن توازن قوى حتم على الحركة الإنكفاء لتصبح مجرد تنظيم يمثل الجنوب بدلا من تنظيم قومي ذو برنامج تغيير شامل.
2. قزمت الحركة وجعلتها تكتفي بسقفها بديلا عن برنامج السودان الجديد الأعلى سقفا.
3. عزلت الحركة عن حلفائها الطبيعين المتفقين معها على الدولة الديمقراطية العلمانية وألزمتها بقبول دولة دينية خالصة في الشمال.
4. عمقت مفهوم أن الحركة تنظيم جنوبي لدى الشماليين وسمحت للدعاية العنصرية البغيضة الرامية لفصل الشمال عن الجنوب بالإنتشار.
كل ماتقدم ياصديقي يأتي في إطار نقد الحركة وليس الهجوم عليهاكما ذكر أحد الأصدقاء أعلاه، لأن هنالك فرق كبير بين النقد والهجوم.فالنقد يأتي في إطار الإصلاح وفقا لمبدأ النقد الذاتي، والهجوم هدفه التدمير. ولكن يجب أن لايفهم هذا النقد على أنه شهادة تبرئة لقوى التجمع الأخرى. فضعف هذه القوى هو الذي سمح للإتفاقية أن تكون ثنائية بالأساس، وهو الذي دفع الحركة لإتخاذالموقف الخاطئ بعد توقيع الإتفاقية وهو موقف اليأس منها والإنكفاء لسقف تطبيق الإتفاقية فقط،وهو الذي دفع تلك القوى للتهليل لنيفاشا وإعتبارها وثيقة تحول ديمقراطي وتحريم نقدها، حتى تعفي نفسها من مهام النضال من أجل سقف أعلى منها توكيدا لعجزها.
ياصديقي أنا أدعو عبر هذا البوست مرة أخرى لإعادة تقييم نيفاشا التي لاأعتبرها زلزالا فيمايخصني برغم أنني لاأصنف نفسي من النخبة وربما يكون هذا هو السبب! وأن تعترف كل القوى المعنية بمافيها الحركة بأن نيفاشا خطوة كبيرة في طريق صنع السودان الجديدلأنها حررت جنوب الوطن الحبيب، ولكن واجب النضال من أجل سودان حر موحد وديمقراطي مايزال قائما وسيظل حتى وإن طبقت نيفاشا بحذافيرها. وعلى هذا الأساس ينجز تحالف تكون أهدافه المرحلية الفوز في الإنتخابات القادمة، والعمل على أن تكون الوحدة جاذبة بهزيمة المؤتمر الوطني إنتخابيا لإستخدام جهاز الدولة في تحقيق التنمية المطلوبة في الجنوب. فخطاب الحركة الراهن حول الوحدة الجاذبة، يخرج الحركة من إطار القوى الواجب عليها جعل الوحدة جاذبة، وهذا خطأ مركزي يصنف الحركة كحركة جنوبية، وهي بإعتبارها حركة وحدوية وفقا لبرنامجها، عليها المشاركة في تحقيق ذلك الهدف. وبالمناسبة وكما ذكرت لك على الهاتف، أنا لاأرى ضيرا في أن يكون داخل الحركة تيار إنفصالي، بل أن هذا الأمر طبيعي في ظل الفهم السائد للإتفاقية ومماطلة المؤتمر الوطني في تطبيقها. ولكنني أطالب التيار الوحدوي بالنهوض بأعبائه وإعادة قراءة الإتفاقية في ظل برنامج الحركة أولا، ووفقا لبرنامج تحالفها مع قوى التجمع الذي لم يتم إلغاؤه حتى هذه اللحظة وإن تجاوزت بعض فقراته الأحداث ممايحتم تطويره لإنجاز التحالف الجديد ثانيا.
آسف ياصديقي للإطالة، ولكنني أطمح في أن تنضم إلي من مواقعك لنعمل معا على إنجاز تحالف واسع لايقف عند تطبيق نيفاشا، بل يطالب بأكثر منها دون أن ينتقص من مكتسباتها، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإخراج وطننا من هذه الوهدة وإستشراف مستقبل أفضل.وعذري في الإطالة أنني لاأرى أيا من القوى الوطنية- وأنا هنا لاأستثني أحدا كما قال مظفر النواب- يعمل من أجل هذا التحالف والوقت يتآكل والإنتخابات تقترب- هذا إذا لم يتم تأجيلها أو إلغائها- والمجتمع الدولي يعمل بجد لإنجاز تحالف آخر يضم المؤتمر والحركة وحركات دارفور وجبهة الشرق ولعلني نسيت أن أضيف سابقاالحزب الإتحادي الديمقراطي جناح السيد/ محمد عثمان، ولك أن تقرأ إعتقال الأستاذ/ علي محمود حسنين في هذا السياق.
لك ودي ومحبتي وأملي في أن تتجاوز حالة الإحباط واليأس من القوى الوطنية لنعمل معا من أجل سودان موحد حر وديمقراطي،،،،


Post: #21
Title: Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار
Author: Murtada Gafar
Date: 11-19-2007, 07:12 AM
Parent: #20

*