لسان بلد - د. عبد اللطيف أحمد عبد المطلب

لسان بلد

إليك ربي ...
يا قوي يا متين
إليك أرفع بلوتي
وقلة حيلتي
وهواني بين عشيرتي
أشكوك همي
مات أبي وأمي
جفوني ...
خالي وعمي
تشردتُ
بين قومي ...

أهل الهشاب
و التبلدي
كل أشجار النخيل
موز كسلا
و مانجو أويل
لا فرق عندي
كلهم ...
عبر السنين
عشقوا الكراسي
والبلاط
سيان عندي
في الوزارة
أو كرسي والي
المعارض
والموالي
شيخ الطريقة
والضلالي
كلهم حلفوا
المصاحف
أهل السياسة
والطوائف
كلهم ....
لا فرق عندي
وعبر الزمن
القابضون
على البلاط
معهم سياط
جلدوا مني
ظاهر الجلد
والآباط
كمموا الأفواه
أوثقوا الأيدي
رباط
أشاعوا فوضى
ضلوا الصراط
طمروا الحقوق
قبضوا أرزاق العباد
في كل منحى
و كل سوق
أكلوا الزكاة
منعوني أمطار السماء
حتى البروق
ضربوا الدفوف
بعد ما نامت زمن
صحوا الفتن
في كل أرجاء الوطن

لا فرق عندي
كلهم .....
شغلونا بالحروب
في كل واد
وأظهروا في معيتها
الفساد
و ينشق البلاط
والخصومات العناد
وترجل الراكبون
عن الجياد
وتناحرت قمم الفساد
القابضون
على الزناد
والخارجون
من البلاط
الذاهبون
إلى السجون
بلا معاد
والهاربون
الى المهاجر
بعد ما سرقوا العباد
العائثون
في الأرض الفساد
الحانقون
على الحُوَار
غالب الشيخ الكبير
والغاضبون
على المشير
وتطايرت
صحف الخلاف
وتكشف الفكر
العجاف
و تفرق القوم
على خلاف
وأدُوُا الحوار
وكل آداب الخلاف
وضعوا المصالح
في المصاحف
رسموا المكايد
في الموائد
والمسيرات الهوادر
في النهار
وسار القطار
سلطوا
أمن التتار
على كل واقف
في المواقف
كان الحصار
طلع النهار
صنعوا السلام
بعدما زفوا
الشهيد

صالحوا
من كان مخالف
و كل فار
البنادي
في العواصم
ومؤيد الحمم
القواصم
وطيبوا
خاطر المعاند
والمعارض
وكل عايد
قسمولن
كم وزارة
وكم عوايد
ودقوا طارين
في الجرايد
واتغيرت
كل الوظائف
الموالي أصبح
مخالف
و سوليو طابور
براهو
من جماعتوا
والمعاهو
وكل خارج
صار محارب
و عب جيشوا
على المضارب
وعملوا تسويق
للقضية
وكل زول
عارض بضاعتوا
حسابوا في كل
المصارف
تقتل أكثر
تبقى اكبر
الحوامل
والزوامل
المسالم والبقاتل
وخلطوا أوراق القضية
والخلاف أصبح قضية
وشالوا ليهو البندقية
وبي قفاهوا
ربطوا لينا
العنصرية
والمشاكل التنموية
والحكومة العسكرية
و شايلين مطالب
التنحي من الكراسي
عشان نفاوض
ولو تنحوا
الكرسي بفضى
مين تفاوض ...
ويبقى حلال القضية
يبقى أصلاً
ما في نية للتصافي
بدون مطايب
والوطن جيعان
وحافي
غرقان مصايب
وكل زول
كايس شليه
في الكراسي
والقسمة ضيزى
وعنترية
والشعب لا بد
يوم بحاسب.

فوق

لن تسقط راية الدفاع عن الحق فكما كان المسلمون في معركتي بدر وأحد يقاتلون لأجل هذه الراية وتقطع يدهم اليمني فيستلمونها باليسري وتقطع اليسري فيلتقطها برجليه وتبتر أرجله فيستلمها من خلفه...
هكذا هو حالنا نحن يا من تسمون أنفسكم بالمناضلين ..نحن لكم ولن تسقط الراية ...